أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 14 تشرين الثاني 2014

 

 

لماذا اختار دي ميستورا حلب باكورة مبادراته؟

بيروت – عباس عبد الكريم*

قدّم مبعوث الأمم المتحدة في ستيفان دي ميستورا في 31 تشرين الأول (أكتوبر) “خطة تحرّك” في شأن الوضع في سورية إلى مجلس الأمن الدولي، تقضي “بتجميد” القتال في بعض المناطق بخاصة مدينة حلب للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.

وزار المبعوث الدولي، سورية الأحد الماضي وطرح خطته على المسؤولين السوريين بينهم وزير الخارجية وليد المعلّم والرئيس بشار الأسد ولكن لماذا اختيرت حلب دون المدن السورية الأخرى لتكون المدينة السورية التالية بعد حمص التي تطلق إزاءها مبادرة لوقف النار.

كانت حلب آخر مدينة سورية تنضم لـ”الثورة” وقبل ذلك كانت تعدّ العاصمة الإقتصادية لسورية، ومركز المعامل الصناعية الكبيرة ومركز أصحاب رؤوس الأموال الموالون النظام السوري. ولكن دور حلب الاقتصادي تراجع نتيجة القتال فيها وهو ما ترك أثراً سلبياً على الإقتصاد السوري ككل، وأدى إلى تهجير أصحاب رؤوس الأموال من أبناء المدينة.

الأسئلة التي طرحت في الأيام القليلة الماضية عن أسباب إختيار حلب، أجاب عن بعضها دي ميستورا في تصريحاته الأخيرة خلال زياته إلى سورية ومصر. وعزا الموفد الدولي اختياره حلب لتكون منطلق لمبادرته، إلى كونها “تحت الضغوط منذ أعوام وفي نزاع مستمر”، بخاصة بعد صدمته من الدمار الهائل الذي رآه خلال زيارته مدينة حمص وسط سورية في الأيام الماضية.

وقال دي ميستورا: “لا نريد أن يحصل ذلك في حلب ولهذا السبب توصّلت إلى طرح المبادرة وهي السبيل الجديد من أجل وقف تصعيد العنف وخصوصاً في منطقة محددة تبدأ في حلب”.

وسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على مناطق واسعة من ريف حلب بعد معارك طاحنة مع فصائل في المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري.

ويبدو أن ثمة مخاوف من هجوم لـ”داعش” على حلب على غرار الرقة، نظراً لموقعها الاستراتيجي، وراء طرح المبادرة، وهو ما ألمح إليه دي ميستورا بقوله: مع “دخول تنظيم داعش إلى الخط، علينا القيام بشيء ما حيال هذا الوضع لأن حلب مدينة ترمز إلى الحضارة والأديان والثقافات السورية والتاريخ والحضارات المتعددة”.

وطرح دي ميستورا خلال زيارته الثانية إلى دمشق، الخطة على الأسد الذي اعتبر الخطة “جديرة بالدراسة وبمحاولة العمل عليها من أجل بلوغ أهدافها التي تصب في عودة الأمن إلى حلب”، مشيراً إلى “أهمية مدينة حلب وحرص الدولة على سلامة المدنيين في كل بقعة من الأرض السورية”.

وقال الموفد الدولي إن “النظام ينتظر اتصالنا بالأطراف المعنية الأخرى والمنظمات الأخرى والناس والأشخاص الذين سنتحدث إليهم من أجل المضي بهذا الاقتراح إلى الأمام”.

وكشف مصدر سوري رسمي لصحيفة “الوطن” السورية عن مضامين مبادرة تجميد القتال في حلب، معتبراً أن المبادرة محصورة بأحياء المدينة وليس بريفها حيث يتابع الجيش السوري عملياته في محاربة “الإرهاب”.

ولم يتضّح بعد ما إذا كانت المبادرة ستنصّ على انسحاب المقاتلين المعارضين من حلب إلى مدن أخرى على غرار ما حصل في حمص القديمة، كما لم يتضح كيفية التعامل مع أي خرق لها وهو ما لفت إليه المصدر نفسه الذي قال إن مصطلح “تجميد القتال” “لا يعني إغفال أي خرق للمبادرة من قبل المسلحين، فالجيش سيرد على أي إطلاق نار أو اعتداء بالطريقة التي يراها مناسبة ودون تردد”.

وبعد سيطرة وجيزة على أجزاء من مدينة حلب وريفها، تمكنت المعارضة المسلحة من التقدم والسيطرة على الحدود مع تركيا وبالتالي السيطرة على المعابر الحدودية وعلى الحركة التجارية في الشمال، واتهم النظام فصائل معارضة بسرقة المعامل وتفكيكها وبيعها في الأسواق التركية.

وتباينت المواقف داخل المعارضة السورية من المبادرة التي طرحها دي ميستورا إذ اعتبرها رئيس الائتلاف الوطني هادي البحرة، “غير واضحة” طالباً أن تكون شاملة. ومن جهته، حدد رئيس “المجلس العسكري في حلب” التابع للجيش السوري الحر العميد زاهر الساكت أربعة شروط للتهدئة في المدينة منها وقف إلقاء البراميل على أحيائها وإطلاق سراح المعتقلين ومحاسبة المسؤولين عن إستخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق.

وترافق هذا الموقف، مع إعلان 14 فصيلاً مسلحاً من المعارضة السورية في المدينة تشكيل “مجلس ثوار حلب” لتشجيع الفصائل الأخرى على التوحد.

وفي جميع الأحوال، أقر دي ميستورا بأن خطته إن نفّذت تبقى خطوة أولية وليست خطة سلام، مشدداً على أن “القول إننا نملك خطة للسلام طموح ومضلل. لكن لدينا خطة للعمل. وتبدأ خطة العمل من الميدان: أوقفوا القتال وقلّصوا العنف”.

 

إيران تنفي مقتل مهندس نووي في سورية

طهران ـ أ ف ب

نفت إيران الأربعاء النبأ الذي أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأفاد بمقتل مهندس نووي ايراني يعمل في مجال الطاقة النووية في هجوم استهدف حافلة كانت تقله قرب دمشق.

 

ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن مساعد وزير الخارجية حسن غشغاوي قوله إنه “لا يوجد اي مهندس نووي ايراني في سورية”.

 

وكان المرصد أفاد الاحد بمقتل خمسة مهندسين يعملون في مجال الطاقة النووية بينهم ايراني على ايدي مجهولين عندما كانوا في طريقهم الى مركز البحوث العلمية شمال دمشق.

 

وترتبط مراكز “البحوث العلمية” في سورية بوزارة الدفاع.

 

وأقرت ايران بأنها ارسلت مستشارين عسكريين الى سورية نافية وجود قوات ايرانية على الارض. وتتحدث وسائل الاعلام الايرانية بانتظام عن مقتل متطوعين ايرانيين ذهبوا الى سورية لحماية الاماكن المقدسة الشيعية.

 

أوباما يرحب بمساهمة الصين في المواجهة مع «داعش»

بكين – أ ف ب، رويترز –

أثمرت أول محادثات رسمية بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الصيني شي جينبينغ في بكين أمس بعد اختتام قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا- المحيط الهادئ (أيبك)، اتفاقاً وصفه أوباما بأنه «تاريخي» حدد التزامات جديدة في إطار مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك قبل إبرام اتفاق عالمي خلال مؤتمر حول المناخ تستضيفه باريس نهاية العام 2015. كما رحب أوباما بمساهمة الصين في الأمن الدولي، بما في ذلك مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

 

وشدد أوباما على أن الاتفاق الذي لا سابق له «محطة مهمة في العلاقات الأميركية- الصينية» التي تعززت أيضاً خلال الاجتماع الذي استمر ساعتين باتفاقات تراوحت أهميتها بين متواضعة وعلى قدر جيد من التأثير، وشملت تسهيل تأشيرات الدخول والاستثمارات التجارية، وتعميق الثقة العسكرية والعمل لتقليص احتمالات حصول حوادث عسكرية في البر والبحر، إضافة إلى تعزيز التعاون في فرض القانون ومكافحة الجرائم الدولية، وتكثيف الاتصالات حول مكافحة الإرهاب.

 

واعتبر أوباما أن الولايات المتحدة والصين «لديهما مصلحة كبيرة في نجاح الآخر، والعمل معاً في مسيرتهما نحو المستقبل». لكن ذلك لم يمنع جدل الزعيمين حول قضايا خلافية، في مقدمها الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية في هونغ كونغ، إذ أكد أوباما تشجيع الولايات المتحدة تنظيم انتخابات حرة ونزيهة في المدينة، في حين أصرّ شي على أن الاحتجاجات «غير شرعية»، وأن «مسائل المنطقة شأن صيني داخلي». وتريد الصين، التي استعادت هونغ كونغ من بريطانيا عام 1997، اختيار مرشحي منصب حاكم المدينة الذي سيجري اختياره باقتراع مباشر عام 2017.

 

وحض أوباما بكين على اتخاذ خطوات لحماية الهوية الفريدة لشعب إقليم التيبت الذي تعترف الولايات المتحدة بأنه جزء من الصين، وأكد أن دعم الولايات المتحدة حقوق الإنسان «سيبقى جزءاً من العلاقات مع الصين» المتهمة بارتكاب انتهاكات في هذا المجال.

 

ولحظت الخطة المشتركة للبلدين، الملوِّثين الأولين في العالم اللذين يتشاركان بنسبة 40 في المئة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تحديد الصين للمرة الأولى تاريخاً هوعام 2030 لبلوغ الحد الأقصى لانبعاثاتها من الغازات الدفيئة المسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة، مع تأكيد نيتها «محاولة تحقيق ذلك قبل هذا التاريخ». أما الولايات المتحدة فالتزمت خفض انبعاثاتها من الغازات الدفيئة من 28 الى 26 في المئة بحلول 2025.

 

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق الصيني- الأميركي الذي وصفه بأنه «مساهمة مهمة» في مكافحة الاحتباس الحراري، فيما أكدت وكالة الطاقة الدولية ان الاتفاق «خطوة جبارة للبشرية». لكن علماء يرون أن الاتفاق غير كافٍ لتقليص ارتفاع حرارة الجو في العالم درجتين مئويتين، وهو الهدف الذي حددته الأسرة الدولية لتفادي تزايد التغيرات المناخية في شكل كارثي.

 

ولفت وصف زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل اتفاق بكين بأنه «غير واقعي، ومضر بسوق العمل».

 

«الائتلاف»:خطة ميستورا خدمة للأسد

لندن، القاهرة، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

 

قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة، إن اقتراح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد» الصراع لن يفيد سوى النظام ما لم يتضمن رؤية سياسية، مطالباً بربط الخطة بقرار دولي، في وقت فاجأ المقاتلون الأكراد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في عين العرب بهجوم مباغت وسيطروا على تل استراتيجي وقطعوا خط إمداد التنظيم من شمال شرقي البلاد. (للمزيد)

 

وقال رئيس «الائتلاف» هادي البحرة إن مبادرة دي ميستورا بـ «تجميد الجبهات القتالية غير واضحة». وأضاف في بيان: «الحل لا بدّ أن يكون شاملاً». واعتبر أن اقتراح دي ميستورا «لن يفيد سوى نظام الأسد، إلا إذا ترافق مع حل سياسي شامل».

 

وعلمت «الحياة» أن المعارضة السورية طلبت من حلفائها في اجتماع «أصدقاء سورية» في لندن قبل يومين أن تكون خطة المبعوث الدولي ضمن قرار دولي وربطها بالقرار 2165 الخاص بالمساعدات الإنسانية ووقف قصف القوات النظامية وإيجاد حل سياسي.

 

في القاهرة، أعلن أن وزير الخارجية سامح شكري عرض للمبعوث الدولي «الرؤية المصرية للتطورات الجارية على الساحة السورية والتشديد على الأهمية القصوى لإيجاد حل سياسي للأزمة باعتباره السبيل الوحيد للخروج من المأزق الراهن بما يضمن وحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية وتحقيق التطلعات السياسية المشروعة للشعب السوري الشقيق».

 

ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «وحدات حماية الشعب (الكردية) نفذت عملية نوعية على طريق حلنج- عين العرب جنوب شرقي المدينة استهدفت خلالها مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية خلف تلة مشتى النور» الاستراتيجية. وأضاف أن «العملية أدت إلى قطع طريق رئيسي يستخدمه التنظيم لاستقدام تعزيزات وإمدادات من محافظة الرقة» معقل التنظيم في شمال شرقي سورية، مشيراً إلى أن المقاتلين الأكراد يسيطرون حالياً على هذا الطريق.

 

ويستقدم «داعش» الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق في شكل متواصل تعزيزات وإمدادات من محافظة الرقة القريبة الخاضعة لسيطرته، ومن مواقعه في محافظة حلب، إلى عين العرب التي تتراوح مساحتها بين ستة وسبعة كلم مربع.

 

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أمس، أن طائرات التحالف نفّذت خلال الساعات الماضية 16 غارة في سورية، بينها 10 غارات على مواقع «داعش» قرب عين العرب.

 

وفي إطار متصل، ذكر «المرصد» أنه تمكن من توثيق مقتل ما لا يقل عن 865 شخصاً منذ بدء التحالف العربي- الدولي غاراته وضرباته الصاروخية على مناطق في سورية فجر 23 أيلول (سبتمبر) الماضي وحتى 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.

 

على صعيد الصراع بين القوات النظامية والمعارضة، أفاد «المرصد» أن «مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من الحي الشمالي الشرقي ببلدة الشيخ مسكين (في درعا) عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، فيما تستمر الاشتباكات بين الطرفين في محيط حاجز محطة الكهرباء وبالقرب من المساكن العسكرية في الشيخ مسكين».

 

ويأتي هذا التقدم للمعارضة في الشيخ مسكين بعد سيطرتها قبل أيام على بلدة نوى المجاورة في ريف درعا.7

 

اجتماع عسكريي الائتلاف بفلوريدا ومصر تؤيد جهود دو ميستورا

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

تمكن المقاتلون الأكراد في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) الحدودية مع تركيا من قطع طريق رئيسي يستخدمه عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) لاستقدام التعزيزات والإمدادات في هجوم شنوه على مواقع للتنظيم المتطرف جنوب شرق المدينة. ص10

 

وفيما اعلنت القيادة المركزية الأميركية أن القوات التي تقودها الولايات المتحدة شنت 16 غارة جوية في سوريا معظمها حول كوباني وسبع غارات في العراق منذ الاثنين، بدأ أمس ضباط من اكثر من 30 بلدا في الائتلاف المناهض لـ”الدولة الاسلامية” اجتماعات لمدة 10 ايام في قاعدة اميركية لتحسين استراتجيتهم ضد الجهاديين.

وتعزيزاً للحرب العراقية على “داعش” ومكافحة الفساد داخل المؤسسة العسكرية، عزل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي 36 قائدا عسكريا في اكبر عملية تطهير للمؤسسة العسكرية. وعين العبادي “18 قائدا في مناصب جديدة بوزارة الدفاع”.

وقالت القيادة المركزية الاميركية في بيان ان 200 ضابط مسؤولين عن العمليات ضد “داعش” سيجتمعون حتى 21 تشرين الثاني في قاعدة ماكديل الجوية في تامبا بفلوريدا المقر العام للقيادة المركزية المكلفة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى الذي يشرف على حملة الغارات الجوية على “داعش” في العراق وسوريا.

وأوضحت القيادة ان “الاجتماع مناسبة لشركاء التحالف لتوطيد علاقاتهم وتطوير وتحسين حملتهم العسكرية الرامية الى اضعاف الدولة الاسلامية والانتصار عليها”.

وقبل شهر عقد اجتماع ضم كبار الضباط ورؤساء الاركان في دول الائتلاف للمرة الاولى في قاعدة اندروز الجوية بولاية ميريلاند قرب العاصمة واشنطن، وسط شكوك في الاستراتيجية المعتمدة ضد الجهاديين الذين كانوا في حينه يحرزون تقدما على الارض.

واعتبرت القيادة المركزية في بيانها ان هذا الاجتماع الجديد يشكل “مرحلة رئيسية” اخرى. ونقل عن قائد القيادة الاميركية الجنرال لويد اوستن ان “المشاركين الـ200 يمثلون القسم الاكبر من الائتلاف الذي شكل ويعد مفتاح نجاح حملتنا للانتصار على الدولة الاسلامية”. واضاف: “في الواقع يخشى خصومنا هذا الائتلاف. وهذا الائتلاف هو من سينهي المهمة وبشكل جيد وفي أسرع وقت ممكن”.

ويأتي الاجتماع بعد اكثر من ثلاثة اشهر من شن اولى الطائرات الاميركية ضمن قوات الائتلاف، غاراتها على “الدولة الاسلامية” في العراق وسوريا، وبعد اكثر من 800 غارة جوية في العراق وسوريا شنت الولايات المتحدة معظمها.

وكان الرئيس باراك اوباما قرر ارسال 1500 جندي اميركي اضافي الى العراق لتدريب ومساعدة القوات العراقية بما فيها القوات الكردية.

 

شكري استقبل دو ميستورا

*في القاهرة، استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا ، وتناول معه تطورات الأزمة السورية والأوضاع الأمنية والسياسية هناك.

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي ان “المبعوث الأممي عرض علي الوزير شكري محصلة اللقاءات والاتصالات التي أجراها في الفترة الأخيرة مع الأطراف السوريين والإقليميين والدوليين المعنيين ورؤيته لسبل التحرك في الفترة المقبلة في إطار جهود التوصل إلي حل سياسي للازمة في سوريا والأفكار المطروحة في هذا الشأن”.

وأضاف أن “الوزير شكري عرض خلال المقابلة الرؤية المصرية للتطورات الجارية على الساحة السورية والتشديد على الأهمية القصوى لإيجاد حل سياسي للازمة باعتباره السبيل الوحيد للخروج من المأزق الراهن بما يضمن وحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية وتحقيق التطلعات السياسية المشروعة للشعب السوري الشقيق. وقد شجع وزير الخارجية المبعوث الأممي على مواصلة جهوده والاستمرار في التواصل مع مصر والسعي لإيجاد تسوية سياسية للازمة السورية التي تؤثر بالسلب على الوضع في المنطقة بأكملها”.

 

بوغدانوف

* في موسكو، أفاد نائب وزير الخارجية الروسي الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين الى الشرق الاوسط وشمال افريقيا ميخائيل بوغدانوف، أن بلاده تدرس حاليا إمكان التوجه إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بمبادرة لاستصدار قرار أممي لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط .

وقال: “نبحث في الوقت الراهن في طرح مشروع قرار يصدر عن مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان يحمي المسيحيين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، موضحا أن ” الخبراء يعكفون حاليا على تحضير المشروع الخاص بمثل هذا القرار”. وأضاف: “العمل مستمر عبر قنوات وزارة الخارجية لتوحيد جهود المجتمع الدولي على صعيد حماية مسيحيي المشرق”.

وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، قال بوغدانوف إن بلاده “تركز اهتمامها على ضرورة توصل الحكومة السورية والمعارضة المعتدلة إلى تفاهم عام في إطار مكافحة التطرف والإرهاب”.

وأشار إلى أن موسكو تطالب أيضا بالتوصل إلى توافق بين القوى السياسية والوطنية في العراق من أجل تحقيق الاستقرار في المجتمع العراقي.

 

مكسَب أول للبشمركة على حساب “الدولة الإسلامية” في كوباني السلطات اعتقلت لؤي حسين ودو ميستورا في القاهرة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

أقفلت القوات الكردية أمس طريقاً يستخدمه تنظيم “الدولة الإسلامية” في إرسال الإمدادات الى قواته في البلدة السورية على الحدود التركية، وهو ما يمثل أول مكسب كبير على حساب الجهاديين بعد أسابيع من المعارك.

 

وصل إلى القاهرة مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دو ميستورا في زيارة يلتقي خلالها وزير الخارجية المصري سامح شكري للبحث في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخصوصاً تطورات الأوضاع في سوريا.

وأفادت مصادر كردية أن قوات البشمركة الكردية العراقية، التي عبرت الحدود الى كوباني في 31 تشرين الاول لمساعدة المقاتلين الأكراد، تمكنت من قطع الطريق الذي يؤدي إلى قرية حلنج جنوب شرق المدينة.

وقال المسؤول المحلي ادريس نعسان إن القوات المناهضة لـ”الدولة الاسلامية” سيطرت على تل ميستانور الاستراتيجي والطريق الممتد الى جانب التل، موضحاً أن ” الدولة الاسلامية كانت تستخدم هذا الطريق لإرسال الذخيرة والمقاتلين”. وأضاف أن قوات البشمركة كانت تركز ضربات المدفعية على مواقع “الدولة الاسلامية” على مشارف كوباني، مثل ميستانور، الأسبوع الماضي لمنع التنظيم المتشدد من قصف البلدة.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن القوات الكردية لم تسيطر على تل ميستانور، لكنها بدأت القتال على الطريق المؤدي الى حلنج، وهو ما منع مقاتلي “الدولة الاسلامية” من استخدامه في ارسال الامدادات.

وساعدت قوات البشمركة الكردية العراقية القوات في كوباني في السيطرة على بعض القرى حول المدينة، لكن خطوط السيطرة في البلدة لا تزال على حالها.

وباتت المدينة اختباراً لقدرة الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة على وقف تقدم مقاتلي “الدولة الاسلامية”. وهي من المناطق القليلة في سوريا التي يمكن تنسيق الغارات الجوية فيها مع العمليات التي تقوم بها قوات برية بفاعلية.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية أن الائتلاف الدولي شنّ منذ الاثنين 16 غارة جوية في سوريا، أكثرها حول بلدة كوباني قرب الحدود التركية.

وأورد المرصد ان الغارات الجوية التي يشنها الائتلاف في سوريا أوقعت 865 قتيلاً، بينهم 50 مدنياً، منذ بدء الحملة الجوية أواخر أيلول. وأوضح أن غالبية القتلى أي 746 قتيلا هم مقاتلون لـ”الدولة الإسلامية”، وأن هناك ثمانية أطفال وخمس نساء بين القتلى المدنيين. وذكر أيضا أن 68 من أعضاء “جبهة النصرة ” قتلوا في الغارات. وقد استهدفت الغارات محافظات حلب ودير الزور والحسكة والرقة وإدلب.

 

سبعة أطفال

وعلى جبهة أخرى، قتل سبعة أطفال اثر سقوط قذيفتين على مدرستهم في بلدة كرناز بريف حماه. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر في قيادة الشرطة “أن التنظيمات الارهابية استهدفت بقذيفتين صاروخيتين مدرسة قرية كرناز الابتدائية، مما اسفر عن استشهاد سبعة أطفال واصابة أربعة آخرين مع وقوع أضرار مادية كبيرة في المدرسة”.

وتقع بلدة كرناز على مسافة 45 كيلومتراً شمال غرب مدينة حماه وعلى مسافة قريبة من بلدتي كفرنبودة وكفرزيتا “اللتين تنتشر فيهما تنظيمات ارهابية”.

واستعادت القوات النظامية في شباط 2013 السيطرة على بلدة كرناز في ريف حماه الذي يشهد معارك بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية.

 

لؤي حسين

واعتقلت السلطات السورية المعارض البارز لؤي حسين على الحدود اللبنانية – السورية لدى مغادرته سوريا، ووجهت اليه تهمة “وهن نفسية الامة”.

وكان حسين صرح قبل فترة بأن “النظام يتهالك وينهار”، داعياً السوريين الى “إنقاذ دولتهم” عبر “تسوية سياسية” تؤدي الى تأليف “سلطة ائتلافية” من المعارضة والسلطة بديلة من نظام بشار الاسد.

وجاء في بيان للتيار الذي يرأسه حسين: “قامت السلطات السورية يوم الأربعاء باعتقال رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين على الحدود السورية – اللبنانية خلال مغادرته البلاد للقاء عائلته”، مشيراً الى ان الاعتقال جاء “في إطار حركات قمع الحريات السياسية المستمرة التي يقوم بها النظام السوري في حق السياسيين والمعارضين لنظام الحكم في سوريا”.

واعتبر حسين في تصريح نشر في الرابع من تشرين الثاني أن “نظام الاسد يتهالك وينهار”، وأنه “لا يغير في هذا التوصيف وجود الأسد في قصره مع آلاف من الجنود والمقاتلين الذين يحمونه”.

وفي طهران، نفى مساعد وزير الخارجية الايراني حسن غشغاوي النبأ الذي اورده “المرصد السوري لحقوق الانسان” عن مقتل مهندس نووي ايراني يعمل في مجال الطاقة النووية في هجوم استهدف حافلة كانت تنقله قرب دمشق. وقال:”لا وجود لأي مهندس نووي ايراني في سوريا”.

وفي برلين، كشف الادعاء الألماني أن الشرطة اعتقلت أشخاصاً عدة يعتقد أنهم يؤيدون جماعات مسلحة، بينها “الدولة الإسلامية”، كما دهمت عدداً من العقارات في عملية كبيرة ضد المتشددين.

وشارك نحو 240 ضابط شرطة في الحملة التي نفذت في نورد راين – وستفاليا، كبرى ولايات ألمانيا من حيث عدد السكان، واستهدفت شبكة يعتقد أنها تدعم الإسلاميين في سوريا.

 

القلمون : تزايد الجماعات الموالية لـ«داعش»

خطة حلب تشمل المدينة فقط

حصد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» المزيد من الولاء من المجموعات المسلحة في منطقة القلمون على الحدود مع لبنان، فيما شددت دمشق على الهدف الجوهري في مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بشأن «تجميد القتال» في حلب، موضحة أن الخطة تعني المدينة نفسها فقط وليس ريفها، ومهددة في حال تطبيق الاتفاق بالرد على أي خرق من قبل المسلحين.

دي ميستورا، الذي زار القاهرة للحصول على دعم لمبادرته، تلقى مباركة من وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي شدد على أهمية إيجاد حل سياسي للازمة السورية التي تؤثر على كامل المنطقة.

وتوالت البيعات لزعيم تنظيم «داعش» أبي بكر البغدادي، وجاءت هذه المرة من الداخل السوري، وتحديداً من منطقة القلمون الحدودية مع لبنان، حيث أعلن كل من الشيخ عبد السلام حربا، الملقب بـ«عرعور القصير»، وقائد «لواء القصير» المقدم أبو عرب الزين مبايعتهما لزعيم التنظيم التكفيري.

جاءت هذه الخطوة، في وقت نفذ فيه الجيش السوري غارات على تجمع لـ«جبهة النصرة» في جرود فليطة، وسط أنباء عن احتمال إصابة أمير «النصرة» في القلمون أبو مالك التلي.

وجاءت بيعة حربا عبر تسجيل مصور، بث على شبكة الانترنت، بينما أعلن الثاني خبر مبايعته على صفحته على موقع «فايسبوك».

وذكر ناشطون مقربون من «داعش» أن فصائل أخرى أعلنت بيعتها أيضاً. وأشار الإعلامي أبو جعفر المغربل بشكل خاص إلى «كتائب الفاروق المستقلة» بقيادة موفق أبو السوس، لكن لم يظهر أي بيان أو تسجيل صوتي يثبت حدوث هذه البيعة.

يشار إلى أن بعض وسائل الإعلام تداولت خلال الأشهر الماضية خبر مبايعة «كتائب الفاروق المستقلة» لـ«داعش»، بل إن بعضها تعامل مع قياديين في هذه الكتائب على أنهم «أمراء داعش» في القلمون.

وفي السياق ذاته، ذكرت بعض صفحات المعارضة السورية إن كتيبة «صقور الفتح»، بقيادة أبو عبدو غنوم، قدمت كذلك البيعة للبغدادي. يذكر أن الفصائل الثلاثة، «لواء القصير» و«كتائب الفاروق المستقلة» و«صقور الفتح»، شكلت في شباط الماضي، وبالاشتراك مع بعض الكتائب الأخرى، من بينها «فجر الإسلام» بقيادة عماد جمعة (الذي سبق الجميع بمبايعة البغدادي في حزيران الماضي)، «المجلس العسكري الثوري في القصير وريفها»، حيث تولى قيادته آنذاك العقيد يحيى الواو (أبو الفداء).

وتعاني هذه الفصائل من التهميش وقلة الموارد، حيث اقتصر نشاطها بعد انسحابها من القصير وتمركزها في القلمون، على التهريب والمتاجرة بالممنوعات، لذلك من غير المستبعد أن يكون إعلان «بيعتها» من طرف واحد، بانتظار رد فعل «الدولة الإسلامية» عليه، أملاً في الحصول على موافقته وبالتالي في مصدر للتمويل والإمداد مقابل تقديم خدماتها له. وتحدثت تقارير إعلامية عن وقوع قتلى وجرحى، بينهم قادة، في استهداف الجيش السوري لتجمعات المسلحين في جرود فليطة ووادي عجرم في القلمون.

ونقلت صحيفة «الوطن» السورية، عن مصدر رسمي قوله إن مبادرة دي ميستورا بشأن «تجميد القتال» في حلب «محصورة بأحياء المدينة وليس بريفها، فالجيش يتابع عملياته في محاربة التنظيمات الإرهابية المسلحة هناك، ويحقق يومياً الانتصار تلو الآخر».

وأضاف أن «المبادرة تتحدث عن حلب المدينة فقط، التي لا يقوم الجيش فيها حالياً بعمليات واسعة، وستنتج، في حال اعتمادها، وضعاً مشابهاً لما حصل في مدينة حمص القديمة مؤخراً، بهدف إعادة الأمن للمدينة، وذلك انطلاقاً من أهمية مدينة حلب، وحرص الدولة على سلامة المدنيين فيها كما هو حال كل بقعة من الأرض السورية». وأوضح أن «مصطلح تجميد القتال لا يعني إغفال أي خرق للمبادرة من قبل المسلحين، فالجيش سيرد على أي إطلاق نار أو اعتداء بالطريقة التي يراها مناسبة، ومن دون تردد».

وفي ما يبدو انه تسويق لمبادرته إقليميا، التقى دي ميستورا وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة. وقال المتحدث باسم الخارجية بدر عبد العاطي إن «المبعوث الأممي عرض على شكري محصلة اللقاءات والاتصالات التي أجراها مع الأطراف السورية والإقليمية والدولية المعنية، ورؤيته لسبل التحرك في الفترة المقبلة، في إطار جهود التوصل إلى حل سياسي للازمة في سوريا، والأفكار المطروحة في هذا الشأن».

وأضاف «شدد شكري على الأهمية القصوى لإيجاد حل سياسي للأزمة، باعتباره السبيل الوحيد للخروج من المأزق الراهن، بما يضمن وحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية وتحقيق التطلعات السياسية المشروعة للشعب السوري الشقيق، وشجع دي ميستورا على مواصلة جهوده والاستمرار في التواصل مع مصر، والسعي لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية التي تؤثر بالسلب على وضع كل المنطقة».

ميدانيا، ذكرت وكالة الإنباء السورية – «سانا» أن سبعة أطفال قتلوا، وأصيب أربعة، في سقوط قذيفتين على مدرستهم في بلدة كرناز في ريف حماه، فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «16 رجلاً قتلوا، بينهم مقاتلون، في كمين للقوات السورية في ريف مدينة السلمية في ريف حماه الشرقي، ووردت معلومات عن وجود عشرات المفقودين والجرحى».

وشن مسلحون هجوماً على مبنى الاستخبارات الجوية في حي جمعية الزهراء غرب حلب، في محاولة جديدة للسيطرة على المبنى الذي يعتبر «حصناً» منيعاً يحمي خاصرة حلب الغربية الشمالية، قبل أن تتمكن قوات من الجيش السوري والفصائل المؤازرة له من صد الهجوم، الذي تركز في محيط جامع الرسول الأعظم.

وأشار «المرصد» إلى أن «المقاتلين الأكراد في مدينة عين العرب (كوباني) السورية سيطروا على طريق حلنج-عين العرب خلف تلة مشتى النور، وقطعوا بذلك طريقا رئيسيا يستخدمه تنظيم الدولة الإسلامية لاستقدام تعزيزات وإمدادات»، فيما أعلنت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، شن طائراتها 16 غارة، غالبيتها حول المدينة الحدودية مع تركيا.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

تيار بناء الدولة”: توقيف لؤي حسين

أكدت نائبة رئيس “تيار بناء الدولة السورية” المعارض منى غانم لـ”السفير”، امس، قيام السلطات السورية بتوقيف رئيس التيار لؤي حسين.

وأوضحت ان عملية التوقيف تمت ظهر امس، على الحدود السورية ــ اللبنانية، مشيرة الى انه اوقف بتهمة “إضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الامة”، لكنها شددت على ان أداء التيار لم يتغير منذ تشكيله في ايلول العام 2011.

وكان “تيار بناء الدولة السورية” ذكر، في بيان، ان “السلطات السورية اعتقلت رئيسه لؤي حسين على الحدود السورية ــ اللبنانية، خلال مغادرته البلاد للقاء عائلته” في اسبانيا. وطالب “بإطلاق سراحه فورا”، محملا السلطة “المسؤولية الكاملة عن أي أذى معنوي أو جسدي يتعرض له”.

وقال نائب رئيس التيار المحامي أنس جودة، في بيان: “تم تحويل لؤي حسين إلى قاضي التحقيق الأول تحت مجموعة من التهم الجاهزة والمفصلة من قبل النظام السوري لأي ناشط سياسي معارض، ومنها إضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة”.

وكان حسين اعتبر في تصريح، نشره التيار في الرابع من تشرين الثاني الحالي، أن “نظام (الرئيس بشار) الأسد يتهالك وينهار”، مؤكداً أنه “لا يغير في هذا التوصيف وجود الأسد بقصره مع آلاف من الجنود والمقاتلين الذين يحمونه”.

وأضاف: “ليس من مصلحة سوريا والسوريين انهيار النظام”، داعياً السوريين “إلى القول الصريح والعمل العلني لإنقاذ دولتهم، عبر تسوية سياسية تستبدل النظام بسلطة ائتلافية من السلطة والمعارضة والشخصيات العامة، تكون لديها الأهلية لحماية البلاد”.

(“السفير”، ا ف ب، ا ب)

 

«داعش» ينذر من تبقى من المسيحيين في الرّقة بدفع الجزية أو المغادرة

حددها بـ535 دولاراً للعائلة سنويا… وتفرض على من يستطيع القتال ولا يقاتل في صفوف «الدولة الإسلامية»

الرقة ـ «القدس العربي» ـ من عمر الهويدي: أنذر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف ب(داعش)، والذي يسيطر على كامل محافظة الرقة شمالي سوريا بشكل فعلي منذ كانون الثاني/ يناير العام الحالي، من تبقى من المسيحيين والأرمن في مدينة الرقة بدفع الجزية أو مغادرتها.

وقال أحد أهالي مدينة الرقة ولقب نفسه بـ «أبو ساكو» في حديث لـ «القدس العربي» إن «عناصر تابعين للتنظيم أبلغوا العائلات المسيحية والأرمنية الموجودة في الرقة بوجوب دفع الجزية للتنظيم أو الخروج منها».

وأضاف أن المبلغ الموجب دفعه على كل عائلة 60 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 535 دولارا أمريكيا في العام، وأن مدة تنفيذ دفع الجزية تبدأ من تاريخ 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وفي حال تخلفت إحدى العائلات عن الدفع سيتم طردها خارج المدينة والاستيلاء على ممتلكاتها.

وأشار أبو ساكو إلى ان عدد العائلات المسيحية في عموم الرقة كان يزيد عن الــ1500 عائلة قبل سيطرة التنظيم عليها، أما في الأيام الأخيرة فإن عدد من تبقى من العائلات لا يتجاوز الــ25 عائلة فقط، وذلك لعدم قدرتهم على ترك المدينة، ولأنهم الأكثر فقرا على الإطلاق.

وأكد أبو ساكو ان الأمر الذي أثار مخاوف المسيحيين وقلقهم في مدينة الرقة كان منذ أيلول/سبتمبر 2013 حين قام عدد من عناصر تتبع لتنظيم «داعش» بالدخول إلى كنيسة البشارة وكنيسة الشهداء في مدينة الرقة، وكسروا الصلبان، وجمعوا كل ما فيهما من صور وصلبان وقاموا بإحراقها، كما رفعوا راية التوحيد «العقاب» بدلاً من الصليب.

وبين أن بعض الناشطين المدنيين خرجوا حينها بمظاهرة تستنكر هذا العمل الذي وصفوه بالمشين، وحملوا الصليب على أكتافهم في المظاهرة التي جابت شوارع المدينة، وهتفوا بهتافات مناهضة للتنظيم مطالبين بخروجه منها.

يشار إلى أن فرض الجزية على مسيحيي الرقة ليس بالأمر الجديد، ولكن ما جعل التنظيم يتراجع عن تطبيق دفع الجزية في الرقة بعد الإعلان عنها في عام 2013، هو قلة عدد العائلات المتبقية في الرقة، والتي لا تملك القدرة على دفع المبلغ المطلوب.

فقد جاء في البيان الذي نشر عبر حساب «ولاية الرقة» الرسمي على «تويتر» ومواقع التواصل الاجتماعي، وسمي البيان بـ «إمارة الدولة الإسلامية بعد إعلان تحكيم الشريعة الإسلامية فيها»، جاء فيه أن «عدداً من نصارى ولاية الرقة راجعوا إمارة الدولة الإسلامية بعد إعلان تحكيم الشريعة الإسلامية فيها».

وأوضح البيان أن عليهم أن «يختاروا أحد البنود الثلاث، وهي الدخول في دين الإسلام، وإن اختاروا البقاء على دينهم فيدفعون الجزية ويخضعون لحكم الشريعة الإسلامية، وإن أبوا فهم محاربون وليس بينهم وبين الدولة الإسلامية إلا السيف، وكان الذي اختاروه أن يدفعوا الجزية».

وحدد البيان حجم الجزية المفروضة على كل ذكر بالغ بـ «أربعة دنانير من الذهب (4.25 غرام من الذهب الصافي عيار 24 قيراطا) على أهل الغنى (364 دولارا ،حوالى 56 ألف ليرة سورية)، ونصف ذلك على متوسطي الدخل، ونصف ذلك على الفقراء منهم، ولهم أن يدفعوا على دفعتين في السنة».

والجزية في الإسلام هي قدر من المال يدفعه من هو قادر على القتال من غير المسلمين «أهل الذمة» مقابل حمايتهم، ويعفى منه الكهول والنساء والأطفال والعجزة والمعاقون والذين يقاتلون في صفوف المسلمين.

الجدير بالذكر أن التنظيم قام بتهجير 100 ألف مسيحي من نينوى في العراق بعد سيطرته، والتي تعتبر من اكبر المراكز لتجمع المسيحيين، وتبقى في العراق حاليا نحو 400 ألف مسيحي، فيما كان عددهم قبل الحرب الأمريكية على العراق عام 2003 نحو 1.5 مليون مسيحي.

 

مقتل ستة سوريين ببراميل النظام المتفجرة في الرستن بحمص

حمص- الأناضول: لقي ستة أشخاص مصرعهم بينهم امرأة، وطفل، في قصف بالبراميل المتفجرة نفذته طائرات مروحية تابعة لقوات النظام السوري الأربعاء، على مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي.

 

وأفاد مراسل الأناضول في المنطقة أن 12 شخصًا أصيبوا جراء القصف، جراح بعضهم خطيرة، وأن القصف استهدف شارعًا مزدحمًا بالمارة ما أسهم في وقوع عدد مرتفع من القتلى والجرحى.

 

كما قامت قوات النظام بقصف مكان سقوط البراميل بقذيفتي هاون، ما أعاق عملية الإسعاف، وانتشال الجثث التي تقوم بها طواقم الدفاع المدني في المدينة.

 

في حين احترقت عدد من الجثث نتيجة وجود محل لبيع المحروقات، بجانب مكان سقوط البراميل، واشتعال محتوياته، إلى جانب حالة الهلع التي انتشرت بين الناس جراء شدة القصف.

 

وتتعرض الرستن التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية المسلحة، منذ حوالي ثلاث سنوات لقصف متواصل من قوات النظام، أسفرت عن وقوع مئات القتلى، والجرحى بين المدنيين.

 

سي إن إن: أوباما يرى أن إزاحة الأسد ربما تكون ضرورية لهزيمة الدولة الاسلامية

واشنطن- (رويترز): ذكرت شبكة تلفزيون (سي إن إن) يوم الاربعاء أن الرئيس الامريكي باراك اوباما طلب من مستشاريه إجراء مراجعة لسياسة ادارته بشان سوريا بعد ان توصل الى انه ربما لن يكون من الممكن انزال الهزيمة بمتشددي تنظيم الدولة الاسلامية بدون إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد.

 

واضافت الشبكة التلفزيونية نقلا عن مسؤولين امريكيين بارزين ان فريق اوباما للامن القومي عقد اربعة اجتماعات على مدى الاسبوع المنصرم لتقييم كيف يمكن لاستراتيجة الادارة أن تكون منسجمة مع حملتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي استولى على اجزاء واسعة في سوريا والعراق.

 

ونسبت (سي إن إن) إلى مسؤول بارز قوله “الرئيس طلب منا ان ندرس مجددا كيف يمكن تحقيق هذا الانسجام… مشكلة سوريا المستمرة منذ وقت طويل يفاقهما الان حقيقة انه لكي ننزل هزيمة حقيقية بتنظيم الدولة الاسلامية فاننا نحتاج ليس فقط الى هزيمته في العراق بل ايضا هزيمته في سوريا”.

 

وأبلغ مسؤول بمجلس الامن القومي بالبيت الابيض رويترز “الاستراتيجية فيما يتعلق بسوريا لم تتغير”.

 

وقال المسؤول إن فريق أوباما للامن القومي “يجتمع بشكل متكرر لتقرير افضل السبل لتنفيذ الاستراتيجية التي حددها هو (اوباما) للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية من خلال بضع وسائل ضغط عسكرية وغير عسكرية”.

 

واضاف قائلا “في حين يبقى التركيز المباشر على طرد تنظيم الدولة الاسلامية من العراق فإننا وشركاءنا في الائتلاف سنواصل ضرب الدولة الاسلامية في سوريا لحرمانه من ملاذ آمن وتعطيل قدراته الهجومية”.

 

واشار إلى أن أوباما اوضح أن الاسد فقد شرعيته قال المسؤول “الى جانب جهودنا لعزل ومعاقبة نظام الاسد فاننا نعمل مع حلفائنا لتعزيز المعارضة المعتدلة”.

 

البنتاغون: واشنطن تشن معظم الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية

واشنطن- (أ ف ب): تشن الولايات المتحدة 85% من الضربات الجوية على تنظيم الدولة الاسلامية منذ بدء الحملة في اب/ اغسطس الماضي، حسب ما اعلن البنتاغون الاربعاء.

 

وقال الكولونيل باتريك ريدير، المتحدث باسم القيادة الامريكية المكلفة الشرق الاوسط واسيا الوسطى، ان الشركاء العرب في التحالف برئاسة الولايات المتحدة ضد الدولة الاسلامية شنوا 56 من اصل 393 ضربة جوية على سوريا في حين شن الشركاء الغربيين للامريكيين 70 من اصل اكثر من 470 غارة جوية على العراق.

 

ومنذ بدء الغارات الجوية في الثامن من اب/ اغسطس ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق ثم في سوريا منذ 23 ايلول/ سبتمبر، نفذ التحالف حوالى 9020 طلعة جوية بينها الالاف خصصت للتموين او للرصد، حسب اخر تعداد للجيش الامريكي.

 

واوضح مسؤولون في البنتاغون ان معظم هذه المهمات قام بها الطيران الامريكي.

 

وفي الاشهر الثلاثة الاخيرة، القى طيران التحالف حوالى 2400 قنبلة وصاروخ في اكثر من 800 ضربة جوية.

 

ولا تقدم مجموعات مستقلة مخلتفة اية ارقام محددة حيال عدد المدنيين الذين قتلوا خلال هذه العمليات. وتقول القيادة الأمريكية الوسطى انها لا تستطيع تأكيد مقتل أي مدني.

 

وتشارك السعودية والامارات والأردن والبحرين الأمريكيين في سوريا في حين تشارك استراليا وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدنمارك وفرنسا وهولندا الامريكيين في الضربات الجوية على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.

 

مقتل 7 اطفال في سقوط قذائف على مدرسة في ريف حماة

السلطات السورية تعتقل المعارض لؤي حسين

قتل سبعة اطفال الاربعاء اثر سقوط قذيفتين على مدرستهم في بلدة كرناز في ريف حماة (وسط)، بحسب ما اوردت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة الشرطة «أن التنظيمات الارهابية استهدفت بقذيفتين صاروخيتين مدرسة قرية كرناز الابتدائية، ما اسفر عن استشهاد سبعة أطفال واصابة اربعة اخرين مع وقوع أضرار مادية كبيرة في المدرسة».

وافاد مصدر في مشفى السقيلبية الوطني الذي استقبل الضحايا للوكالة «ان جميع الشهداء هم دون 12 عاما».

وتقع بلدة كرناز على بعد 45 كيلومترا شمال غرب مدينة حماة وعلى مسافة قريبة من بلدتي كفرنبودة وكفرزيتا «اللتين تنتشر فيهما تنظيمات ارهابية»، بحسب الوكالة.

واستعادت القوات النظامية في شباط/فبراير 2013 السيطرة على بلدة كرناز في ريف حماة الذي يشهد معارك بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية.

الى ذلك اعتقلت السطات السورية امس الاربعاء المعارض البارز لؤي حسين على الحدود اللبنانية السورية خلال مغادرته سوريا، ووجهت له تهمة «وهن نفسية الامة»، بحسب ما افاد «تيار بناء الدولة السورية» المعارض الذي يرأسه حسين ويتخذ من الداخل السوري مقرا.

وكان حسين صرح قبل فترة ان «النظام يتهالك وينهار»، داعيا السوريين الى «انقاذ دولتهم» عبر «تسوية سياسية» تؤدي الى تشكيل «سلطة ائتلافية» من المعارضة والسلطة بديلة عن النظام برئاسة بشار الاسد.

وذكر بيان صادر عن التيار الذي يرأسه حسين الاربعاء «قامت السلطات السورية يوم الأربعاء باعتقال رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين على الحدود السورية اللبنانية خلال مغادرته البلاد للقاء عائلته».

واشار البيان الى ان الاعتقال جاء «في إطار حركات قمع الحريات السياسية المستمرة التي يقوم بها النظام السوري بحق السياسيين والمعارضين لنظام الحكم في سوريا».

وذكر نائب رئيس التيار المحامي أنس جودة في بيان لاحق اصدره التيار انه «تم تحويل لؤي حسين إلى قاضي التحقيق الأول تحت مجموعة من التهم الجاهزة والمفصلة من قبل النظام السوري لأي ناشط سياسي معارض ومنها (إضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة)».

وطالب البيان «بإطلاق سراحه فورا»، محملا السلطة «المسؤولية الكاملة عن أي أذى معنوي أو جسدي يتعرض له.»

ويشكل «تيار بناء الدولة» جزءا من معارضة الداخل المقبولة من النظام.

 

المجندة الاسرائيلية المنضمة للأكراد لقتال «داعش» أدينت في أمريكا في قضية احتيال قبل ترحيلها

الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة: منذ شهور يواصل شباب فلسطينيون من إسرائيل الانتقال لسوريا والعراق عبر تركيا والأردن لمناصرة تنظيم داعش. وبالأمس وصلت مجندة يهودية إسرائيلية الى هناك من أجل مؤازرة «الأصدقاء الأكراد». وعللت جيلا روزنبرغ (31 عاما) قرارها هذا بالرغبة في المساهمة في المجهود الوطني للأكراد المحبين للحياة.

وفي حديث معها من هناك قالت روزنبيرغ وهي يهودية من أصل كندي إنها نجحت بالاتصال مع المقاومة الكردية بواسطة الفيسبوك قبل أن تغادر يوم الأحد الماضي تل أبيب إلى عمان ومنها إلى إربيل. وتوضح أنها زارت أيضا مناطق جبلية شمال سوريا قبل أن تصل شمال العراق مشيرة الى أنها تتلقى إرشادات وشروحات قبيل دخولها للقتال ضد «الدولة الإسلامية»، موضحة أنها موجودة الآن في كردستان على بعد ثلاثة كيلومتر فقط من داعش.

وتابعت روزنبرغ التي تعمل قائدة طائرة مدنية «قررت أن أقدم من خبرتي العسكرية لصالح الأكراد لأنني أقدر مساعيهم للدفاع عن النفس وعن مستقبلهم». وأضافت «الأكراد أخوة لنا هم كاليهود تماما طيبون ومتشبثون بالحياة».

وفي بعض الصور التي أرسلتها من أربيل تبدو الفتاة الإسرائيلية وهي ترتدي زيا مدنيا وجزمة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي الذي عملت في صفوفه كمقاتلة في وحدة النجدة ضمن الجبهة الداخلية. وكشف في إسرائيل أمس أنها أدينت في الولايات المتحدة سوية مع مجموعة من الإسرائيليين قبل سنوات بالتحايل على مسنين أمريكيين وسرقة أموالهم حيث دأبوا على الاتصال بهم وتبليغهم بأنهم فازوا بجائزة سحب اليانصيب اللوتو قبل إرسال الهدايا لهم في منازلهم ولاحقا طلبوا أن يحولوا سلفة على حساب الضريبة المستحقة على الجائزة التي لم تصل أبدا. وبعد حكم بالسجن أربع سنوات افرج عنها قبل انتهاء محكوميتها ورحلت إلى إسرائيل.

 

المقاتلون الأكراد في كوباني يقطعون طريقا رئيسيا لإمدادات تنظيم «الدولة الإسلامية»

مقتل أكثر من 30 معارضاً في ريف حمص على يد قوات النظام

عواصم ـ وكالات: قطع المقاتلون الاكراد في مدينة عين العرب السورية امس الاربعاء طريقا رئيسيا يستخدمه تنظيم الدولة الاسلامية لاستقدام تعزيزات وامدادات بعدما هاجموا مواقع له جنوب شرقي المدينة الحدودية مع تركيا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «نفذت وحدات حماية الشعب (الكردية) عملية نوعية اليوم على طريق حلنج – عين العرب جنوب شرقي المدينة استهدفت خلالها مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية خلف تلة مشتى النور» الاستراتيجية.

وأضاف ان «العملية التي وقعت عند الساعة الثالثة فجرا (01.00 تغ) وجرى خلالها تدمير ثلاث آليات ودراجة نارية، ادت الى قطع طريق رئيسي يستخدمه التنظيم لاستقدام تعزيزات وامدادات من محافظة الرقة»، مشيرا الى ان المقاتلين الاكراد يسيطرون حاليا على هذا الطريق.

وتتعرض عين العرب، او كوباني بالكردية، منذ 16 ايلول/ سبتمبر الى هجوم من تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي المتطرف. ويقوم المقاتلون الاكراد في المدينة بمقاومة شرسة كبدت التنظيم المتطرف خسائر كبيرة.

الى ذلك قال الناشط الإعلامي السوري، خضير خشفة، إن أكثر من 30 شخصا قتلوا في ريف حمص الشمالي، الثلاثاء، جراء تعرضهم لكمين من قبل قوات النظام، حيث كانوا ضمن مجموعة مكونة من 70 شخصا، من بينهم جرحى، يقصدون المناطق الشمالية المعارضة.

وأفاد بأن «مجموعة من الشبان ينتمون إلى عدة مناطق بريف حمص الشمالي، كالرستن والحولة، بدأوا قبل يومين رحلة، أرادوا من خلالها الخروج، ومعهم عدد من الجرحى، والوجهة الأساسية هي تركيا، حيث إن النظام يضيق الحصار على الريف».

وأضاف أن «أغلب الذين يريدون الخروج يسلكون طرق وعرة وخطرة، وغالبا ما يتعرضون لكمائن من قبل شبيحة النظام، ويتم استهدافهم بشكل مباشر بالرصاص الحي وقذائف (الأر بي جي)، حيث كانت المجموعة تستقل سيارتين، من بينهم جرحى يريدون العلاج في تركيا، وحالاتهم سيئة، فكان لا بد من مرورهم من قرى ريف حماة». وتابع قوله إن «كل شيء كان على ما يرام، لكن قبل الوصول إلى ريف حماة بعشرة كيلومترات، تعرضت المجموعة إلى كمين مفاجئ، وانهمر عليهم الرصاص كالمطر، وبدأ النازحون ينزلون من السيارت خوفا من قذائف (الأر بي جي) التي انهالت عليهم، ليركضوا في البراري والشبيحة تلاحقهم بالرصاص».

وكشف أن «كافة الجرحى الذين كانوا في السيارتين قتلوا، كما قتل عدد من الهاربين، فيما أصيب آخرون، حاولوا إكمال طريقهم في البراري، ليتوزعوا إلى مجموعات صغيرة، محاولين الابتعاد عن مكان الكمين، والفرار الى أماكن مجـــهولة في وسط الظلام».

من ناحية أخرى، أشار خشفة، نقلا عن ناجين، أن «الناجين ساروا مدة تتجاوز ساعتين، حتى وصلت مجموعة منهم الى منطقة يعرفونها، وعندها اتصلوا بباقي المجموعات كي يجتمعوا في مكان محدد، حيث وصل الى المنطقة المحددة ما يقرب 25 شخصا، كان بعضهم جرحى نتيجة ملاحقتهم بالرصاص».

ولفت إلى ان «الناجين بعد ذلك اتصلوا بالدليل من أجل الطريق، وأبلغهم بأنه لا يمكن ان يأتي بسيارة، لأن جيش النظام استنفر وطوق الطريق، فسار بهم الدليل مشيا على الأقدام مدة تتجاوز الساعة ونصف، وكان من المتوجب عليهم ان يجتازوا المنطقة الخطرة قبل ظهور ضوء النهار، ليصلوا بعدها الى منطقة آمنة، في وقت لا يزال فيه مصير البقية مجهولا، بينما تجاوز عدد القتلى 30 شخصاً».

 

القائد العسكري لـ «بي كي كي»: لن نسمح بسقوط كوباني… وقوات الحماية الشعبية تنسق مباشرة مع الأمريكيين… والمعارضة السورية المعتدلة تشكو غياب الدعم الغربي

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: يناقش المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن تجميد العمليات العسكرية هو الخيار المتوفر للتقدم في المستقبل وتحقيق حل سياسي، وما يقوله دي ميستورا طرحه الشهر الماضي وأصبح محلا للنقاش في مجلس الأمن الدولي والعواصم الغربية وفي دمشق التي زارها حيث اجتمع مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وحصل دي ميستورا على رد إيجابي من الحكومة في دمشق، في وقت تقلل فيه المعارضة من أهمية الخطوة بناء على تجارب سابقة لم تنجح فيها اتفاقيات وقف إطلاق النار.

وكان دي ميستورا واضحا في هدفه عندما زار مدينة حمص التي لا تزال المعارضة السورية تسيطر فيها على حي الوعر، وقال في أحاديث نقلتها عنه مراسلة هيئة تلفزيون بي بي سي ليز دوسيت إن تنظيم الدولة الإسلامية ـ داعش يمثل الخطر الحقيقي على المعارضة والنظام على حد سواء ومن هنا فالخطة التي يطرحها ويبدأ تطبيقها من حلب قد تكون محبذة لهم وتجنب حلب الدمار الشامل الذي أصاب مدينة حمص.

وقال لليز دوسيت إن «صعود داعش يعتبر عاملا جديدا يمكن أن يؤدي للنظر إلى النزاع بطريقة مختلفة». وقال دي ميستورا إن الأطراف المتحاربة أي النظام والمعارضة بدأت تتساءل عن سبب مواصلة النزاع الذي تستفيد منه جبهة النصرة وداعش.

 

تجميد أولا

 

وتقوم خطة دي ميستورا على توقيع اتفاقيات وقف إطلاق نار محلية تسمح بتحسين الأوضاع ودخول المواد الإنسانية للعالقين في محاور الحرب.

ولا يقدم المبعوث الدولي أفكاره على أنها خطة لوقف الحرب ولكنها خطة عمل، فالحديث عن خطة للحل يظل كما يقول في إطار «الطموح والوهم».

ونظرا للتجارب السابقة تتعامل المعارضة السورية مع مقترحات كهذه بنوع من الشك. وبحسب إسلام علوش المتحدث باسم «الجبهة الإسلامية» التي تضم عددا من الفصائل المقاتلة فالمقترح ما هو إلا «كلام إعلامي».

ويرى أن الخطة ستكون ناجحة في حال أوقف النظام القتل والبراميل المتفجرة التي ترميها طائرات النظام. وتنقل صحيفة «واشنطن بوست» عن إيميل هوكاييم من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن قوله إن مقترح وقف إطلاق النار في حلب «قد يخفض من مستوى العنف» ولكن وبسبب تشرذم المعارضة فاتفاقيات هدنة كهذه «عادة ما تنهار بشكل سريع، وستترك الفكرة أُثرا سلبيا على المعارضة وقد تزيد من انقسامها.

ويرى حسن حسن الباحث في معهد ديلما بأبو ظبي أن فكرة دي ميستورا قد تنجح حالة «وجدت الإرادة الحقيقية من المجتمع الدولي، ويمكن لفكرة تجميد القتال أن تسهم في تعزيز الاستقرارفي المناطق الواقعة إما تحت سيطرة النظام أو المعارضة»، والمهم هو الحفاظ على هذه المناطق بعيدة عن منال المتطرفين.

وفي المحصلة فاقتراح دي ميستورا يصب بمصلحة استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب الذي يمثله داعش، وهو ما ترفضه المعارضة السورية التي ترى فيها حرفا عن الأنظار، أو كما قال هادي البحرة، رئيس الائتلاف الوطني السوري علاجا للعرض دون الأصل.

وفي مقابلة مع محرر شؤون الشرق الأوسط إيان بلاك قال البحرة إن التركيز على داعش يضعف من التأييد للمعارضة السورية.

وقال إن اتفاقيات الهدنة لا تساعد إلا النظام طالما لم يتم التوافق على حل سياسي. وأشار إلى مخاوف المعارضة التي ترى أن التركيز على تنظيم الدولة يعبر عن أجندة سرية.

 

شكوى وتذمر

 

وتعبر تصريحات البحرة عن حالة عامة لدى المعارضة وشعور باليأس دفع بعضها للتخلي عن القتال فيما قرر آخرون الانضمام لتنظيم داعش أو التنظيمات الجهادية الأخرى.

وترى روث شيرلوك في تقرير لها بصحيفة «ديلي تلغراف» أن المقاتلين في الجيش الحر باتوا يرفضون المشاركة في القتال بسبب نقص الأسلحة التي وعدت بتقديمها دول الغرب لهم. ونقلت الصحيفة شكوى عدد منهم من قلة الأسلحة التي تصل إليهم والإجراءات البيروقراطية خاصة عندما يتعلق الأمر بأسلحة ثقيلة.

وتنقل الصحيفة عن قيادي لقبه أبو أحمد قوله «عندما نقرر القيام بعملية ونتقدم بالخطة لغرفة العمليات، وتصلنا الأسلحة عندما نحصل على موافقة».

والمشكلة هي في الشروط التي تضعها غرف العمليات على استخدام الأسلحة الثقيلة، «فعندما تصل صواريخ مضادة للدبابات يطلب منا تصوير كل مرة نستخدمها فيها لإثبات أننا لم نبعها».

وتخشى الولايات المتحدة من تسرب هذه الأسلحة للجماعات الجهادية. ولكن الأحداث الأخيرة في شمال سوريا أثبتت عدم دقة هذه السياسة. فالمعارك التي خاضتها جبهة النصرة ضد «جبهة ثوارسوريا» و «حركة حزم» أدت كما تقول تقارير لوقوع بعض الأسلحة الثقيلة بيد جبهة النصرة.

ورغم هذا ففشل الولايات المتحدة تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة المعتدلة يعتبر مصدر شكوى واسعة بينهم، رغم التزام إدارة باراك أوباما بدعم السوريين، حيث حدد في إيلول/ سبتمبر عن خطة لتسليح 5.000 مقاتل من المعارضة وطلب من الكونغرس الموافقة على ميزانية 500 مليون دولار لتنفيذ البرنامج. ومع ذلك يعترف الأمريكيون أن تنفيذ الخطة يحتاج لعام وأن هدف أوباما الرئيسي هو الجهاديين من جبهة النصرة وتنظيم داعش وليس نظام الأسد كما تطالب المعارضة.

وبسبب التردد الأمريكي يقول أبو أحمد إن المقاتلين باتوا يمتنعون عن المساعدة في العمليات القتالية خوفا من جبهة النصرة. وزادت المخاوف أكثر بعد هزيمة زعيم جبهة ثوار سوريا، جمال معروف.

وكانت المعارضة السورية في الداخل والخارج قد دفعت معروف للواجهة بداية العام الحالي، وقدمته للغرب باعتباره الرجل الذي يمكن التعاون معه. رغم ما يثار حوله من شائعات. وتشير الصحيفة لاكتشاف 19 جثة في قرية معروف، القيت في بئر ومن بينها إمرأة وطفلين وأحد «أمراء» جبهة النصرة. لكن معروف دافع عن نفسه وأكد أن هذه الجثث هي لمقاتلين أعداء وأن المرأة قتلت وأولادها على يد زوجها بعد اكتشافه تعاملها مع مخبر للنظام.

وترى الصحيفة أن اكتشاف المقبرة الجماعية يعبر عن التحديات التي تواجه الإدارة الأمريكية وهي تحاول تحقيق أهداف متضاربة: القضاء على داعش والنظام وتقديم الدعم للمعارضة المؤيدة للديمقراطية إضافة للجهود التي تقوم بها لحل الملف النووي الإيراني والتقارب مع طهران التي تعتبر من أكبر داعمي نظام الأسد.

وتنقل الصحيفة عن مصدر وثيق الصلة بالإدارة الأمريكية قوله «تريد الولايات المتحدة تجنب قتل الإيرانيين الذي يحاربون في الصفوف الأمامية إلى جانب قوات الأسد».

ويقول أبو ماجد وهو قيادي تلقى دعما من الولايات المتحدة إن هذا الدعم لم يمنع من هزيمته على يد جبهة النصرة.

واعترف بأن 1.000 من مقاتليه توقفوا عن القتال أو انضموا للجماعات الجهادية. وقال إن الدعم العسكري لا يكفي للحفاظ على مواقع المعارضة. ويشير التقرير لانشقاق عدد من المقاتلين للعمل مع داعش أو جبهة النصرة مع أنهم لا يؤمنون بالإفكار المتطرفة التي يحملها التنظيمان.

ويقول محمود الذي انشق عن الجيش الحر «داعش هو الحل الوحيد بالنسبة لنا، ولو ساعد أوباما الجيش الحر لكن الأمر مختلفا».

ويلوم الكثير من أبناء المعارضة أوباما على مسارعته لتقديم الدعم للمقاتلين الأكراد في بلده عين العرب/ كوباني ويتردد بتقديمه لهم ووقف طائرات النظام التي ترمي بحمم البراميل المتفجرة على المناطق المدنية.

وفي هذا السياق قدم باتريك كوكبيرن في صحيفة «إندبندنت» مقابلة مع القيادي الكردي الذي يوجه عمليات الأكراد في البلدة السورية قرب الحدود مع تركيا.

 

جميل بايك

 

ففي مقابلة مع جميل بايك، القائد العسكري لحزب العمال الكردستاني ـ بي كي كي- أجراها معه في قلب جبال قنديل بمناطق كردستان العراق تعهد بايك بعدم السماح لداعش السيطرة على عين العرب/ كوباني.

وقال «لن تسقط كوباني فنحن نتقدم على الجبهات الشرقية والجنوبية» في البلدة.

ويضيف إن المقاتلين السوريين الأكراد «نجحوا باستعادة مبنى البلدة وأجبر داعش على تفجير مسجد كان يتمركز فيه».

وقال إن المقاتلات الأمريكية تقوم وبشكل دوري باستهداف التلة الإستراتيجية التي تطل على البلدة والتي دخل عبر داعش.

و «لكن مقاتلي داعش يختبئون في البيوت القريبة من التلة ساعة الغارات ويعودون لمواقعهم بعد اختفاء الطائرات».

وتشير تقارير إلى أن داعش لا يزال يسيطر على نصف البلدة بعد معارك تدور منذ 63 يوما. وحذر بايك من مخاطر هجوم داعش على بلدة عفرين التي تبعد 120 ميلا عن عين العرب/ كوباني والتي يعيش فيها مليون نسمة تقريبا واستقبلت 200.000 لاجئ أو يزيد. وتتقدم جبهة النصرة التي هزمت المعارضة المعتدلة الأسبوع الماضي نحو عفرين «فهم يتقدمون نحو حدودها» حسب بايك.

ويزعم القيادي أن النصرة تقوم بتحذير السكان عبر مكالمات هاتفية وتدعوهم للهرب في حرب نفسية واسعة «نشر الذعر أولا ومن ثم الهجوم». ويلقي القيادي بايك الاتهامات على تركيا التي يقول إنها تدعم وتشجع الجهاديين كي يهددوا عفرين.

 

نهاية السلام

 

ويرى أن محادثات السلام مع الحكومة التركية ستتوقف لو سقطت كوباني أو هاجمت جبهة النصرة عفرين، مما يعني نهاية عملية السلام التي بدأت في آذار/ مارس 2013.

ويعتقد بايك أن تركيا لديها نفوذ كاف على جبهة النصرة كي تمنعها من الهجوم على عفرين «ولن يقبل الأكراد تعرض كل من كوباني وعفرين لتهديد المذبحة والإبادة».

ويقول بايك إن جبل سنجار حيث لجأ أبناء الطائفة اليزيدية وكان سببا في تدخل الولايات المتحدة يتعرض اليوم لهجمات جديدة من داعش. ويرى بايك وجنوده من بي كي كي أن خطر سقوط جبل سنجار بيد داعش أكبر من سقوط عين العرب/ كوباني.

ويقول «هناك 100.000 شخصا لجأوا للجبل وهم بحاجة لكل شيء من الطعام للدواء»، «فالشتاء مقبل وداعش يوجه ضربات جديدة» للجبل.

ويقول إن سنجار مهم لأن من يسيطر عليه يتحكم بالطريق بين العراق وسوريا وبالتالي يمكنه قطع خطوط الإمداد عن داعش. وكان بايك حذرا في التأكيد على علاقة بي كي كي بحزب الاتحاد الديمقراطي وقوات الحماية الشعبية التي لا يتحكم بها مباشرة. مع أنه وجميع المنظمات الكردية تتبع أوامر قائد الحزب السجين عبدالله أوجلان.

وهناك سبب آخر للابتعاد عن قوات الحماية الشعبية لأنها تنسق مع الولايات المتحدة التي تصنف بي كي كي كمنظمة إرهابية. ويقول بايك «لا يتصل بي كي كي مباشرة مع الأمريكيين ولكن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني وقوات الحماية الشعبية».

ويرى بايك أن الدور الذي لعبته قوات بي كي كي في حماية اليزيديين زادت من شعبيته بين الأكراد في تركيا وخارجها.

وأكد بايك ان أكراد سوريا ينسقون مع الأمريكيين ضد داعش «فلو لم يكن هناك تنسيق أو ناس على الأرض لتنسيق العمليات، فلن تكون الولايات المتحدة قادرة على إرسال الأسلحة والذخيرة او القيام بالغارات الجوية». وقال إن إنزال الأسلحة في 19 تشرين الأول/ أكتوبر

كان مهما للغاية ورفع معنويات المقاتلين. ومثل بقية الأكراد ينظر بايك لما يجري في المنطقة من حروب من خلال منظور العلاقة مع تركيا. وهو هنا متأكد من وجود تأثير تركي على داعش وجبهة النصرة.

وقد يكون في الأمر مبالغة كما يقول كوكبيرن رغم غض تركيا النظر عن تدفق الجهاديين حتى العام الماضي.

 

عدم تكرار الاخطاء

 

في سياق متصل يرى ديفيد إغناطيوس قرار الرئيس أوباما زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق ضروريا ولكن إن تحققت عدة شروط لإنجاح الإستراتيجية.

ويقول إن سجل الحكومة العراقية من الفساد والعجز لا تعطي مجالا للتفاؤل. ومن أجل تقييم الإستراتيجية الأمريكية التي يراها الكاتب صحيحة من الناحية النظرية، يدعو الكاتب إلى الاعتبار من دروس الماضي.

ومن هنا اعتمد الكاتب على نصائح قدمها ستيوارت بوين، مفتش برامج الإعمار في العراق والذي قام بالتدقيق في ما تم عمله هناك وتوثيق مظاهر العجز في كل مشاريع الإعمار.

وفي عام 2013 أعد بوين تقرير «دروس العراق» حيث قدر أن 40% من المشاريع التي دعمتها الولايات المتحدة ودققها مكتبه عانت من مظاهر قصور كبيرة.

ويشير تقرير بوين إلى الأموال التي ضيعت في الفترة ما بين 2003- 2004 حيث أنفقت الولايات المتحدة 10 مليارات دولار نقدا من الأموال العراقية المجمدة، وأرسلتها في رزم من فئة 100 دولار.

ويقول «لم يتم توزيع الأموال بطريقة جيدة» ولا إدارتها، وربما تعرض بعضها للنهب. ويقول بوين إن مشاريع الإعمار عززت من «مثلث الرعاية السياسية» والتي شملت الأحزاب السياسية، الحكومة والجماعات الطائفية، وأدى هذا المحور لتخمير الإرهاب والفساد الذي أدى لتسميم البلاد.

ومن هنا فالذي خرب العراق في العقد الماضي هو العنف الطائفي والفساد. وأية محاولة لإعادة بناء الجيش العراقي كي يكون مؤهلا لمواجهة داعش يجب أن تأخذ بعين الإعتبار هذه القضايا.

وفي هذا السياق يؤكد الكاتب صحة موقف أوباما وطلبه برحيل رئيس الوزراء العراقي الانقسامي والطائفي المالكي، ولكن ماذا بعد؟

وهنا يرى أن حيدر العبادي يواجه مهمة صعبة وأن العراق لن ينجح عسكريا ولا اقتصاديا بدون القضاء على الفساد، فبحسب تقرير بوين فقد كلفت عمليات غسيل الأموال من خلال البنك المركزي، العراق 100 مليار دولار خلال العقد الماضي، ومعظم الأموال تم تحويلها لمصارف في دبي وبيروت وعمان.

ومدير البنك المركزي علي محسن العلاق اليوم عمل في حكومة المالكي وهو ما لا يدعو للتفاؤل. الأمر الثاني، الطائفية التي استخدمها المالكي لمعاقبة السنة. ففي الوقت الذي تحدث فيه العبادي عن إنهاء الطائفية إلا ان منصب وزير الداخلية المهم يشغله محمد سالم الغبان، وهو مسؤول في منظمة بدر التي ينظر إليها الكثير من السنة كفرقة موت. ويخشى السنة أن يتلقى الغبان الأوامر من هادي العامري وليس من العبادي.

ويدعو الكاتب البنتاغون للنظر في موضوع تدريب الجيش العراقي الذي انهار في حزيران/ يونيو رغم ما انفق على تدريبه منذ 2005 من أموال (20 مليار دولار) فعلى البنتاغون طرح السؤال حول هدف إعادة تدريبه هذه المرة.

وهناك موضوع رابع يتعلق بالأكراد، فيجب على العبادي تطبيق الدستور العراقي ومنح الأكراد نسبة 17% من الميزانية الوطنية، ويجب منح الأكراد حصتهم من النفط.

ويحتاج العبادي للانفتاح على دول المنطقة وبناء جسور من الثقة مع الدول السنية والعمل مع دول الخليج وليس فقط مع إيران. ويجب على العبادي زيارة الرياض وبقية العواصم الخليجية وعلى هذه الدول رد الزيارة بالمثل. ويرى الكاتب أن العراق يمكنه قيادة العمليات ضد داعش حالة حكم بنظام شامل لكل مكوناته ودولة لامركزية.

واستراتيجية أوباما فيها الكثير من العقلانية ولكنها لن تنجح طالما لم يتم تحقيق تقدم على صعيد مكافحة الطائفية والفساد.

 

اللجان الشعبية الدرزية تقوم بحملة اعتقالات في قرى جبل الشيخ السنية بهدف الحصول على جثث عناصرها

هبة محمد:

درعا ـ «القدس العربي» اعتقلت اللجان الشعبية الدرزية التابعة لقوات النظام عشرات الشبان من أبناء قرى جبل الشيخ السنية في الغوطة الغربية لريف العاصمة دمشق.

وقال الناشط الإعلامي من الغوطة الغربية «معاذ» لـ «القدس العربي» إن «اللجان الشعبية تعتقل المدنيين لتستخدمهم كورقة ضغط على كتائب المعارضة المسلحة لتسليم 27 جثة لعناصر كانت قد قتلتهم كتائب المعارضة عندما حاولت اللجان الدرزية الهجوم على القرى السنية لتمهد لنظام الأسد اقتحامها».

وبين أن اللجان الدرزية استلمت خلال الأيام الثلاثة الماضية حاجز صحنايا الذي يقع على طريق جبل الشيخ – دمشق، واعتقلت على الهوية كل مدني من أبناء بلدة بيت جن وبلدة كفر حور وبيت تيما.

وأضاف المصدر أن هذه اللجان قتلت شابين أحدهما على حاجز صحنايا والآخر على حاجز منطقة السومرية من أبناء بلدة بيت تيما نتيجة الضــرب المبرح الذي تلقياه.

واتفقت اللجان الدرزية مع شبيحة النظام على الإفراج عن بعض الشبان المعتقلين لديها الذين لهم علاقات مع النظام أو وزارة الداخلية، بينما احتفظت بالباقي وخاصة بعد مداهمة بيوت النازحين من بلدات جبل الشيخ إلى بلدة جديدة عرطوز.

وكان جيش النظام أطلق على معركته في الغوطة دمشق الغربية اسم «نسر الجولان» بهدف اقتحام قرى جبل الشيخ ذي الأغلبية السنية الذي يقع تحت سيطرة كتائب المعارضة السورية المسلحة.

وكان خلاف وقع بين اللجان الشعبية من الطائفة الدرزية التابعة لجيش النظام من جهة وبين جيش نظام الأسد من جهة ثانية بسبب عدم إرسال الأخير مؤازرة إلى اللجان التي تقوم بمساندته في عملية الاقتحام، ما أدى إلى انسحاب لجان بلدة قطنا وبعض من لجان بلدة صحنايا من محوريين هما «بلدة بيت تيما وبلدة كفر حور»، وحوصر العدد الباقي من عناصر اللجان الدرزية من قبل كتائب المعارضة المسلحة الذين تمكنوا من قتل كامل المحاصرين وسحب جثثهم، حيث بلغ عدد قتلى النظام بحسب الصفحات الموالية لبشار الأسد 40 قتيلا جميعهم من الطائفة الدرزية.

أما المحور الثالث وهو محور بلدة «حسنو»، دخلت اللجان الشعبية التابعة لجيش النظام إلى البلدة ثم انسحبت منها بعد هجوم معاكس من مقاتلي المعارضة وبعدها توقف الاقتحام إثر نشوب الخلاف بين اللجان داخلياً من جهة ومع الجيش النظامي.

وكانت المعركة بدأت بعد أن قامت اللجان من الطائفة الدرزية بحشد عناصرها من بلدات الريف الغربي للعاصمة دمشق وهي صحنايا وأشرفية صحنايا وجديدة عرطوز و قلعة جندل و بقعسم وعرنة – عين الشعرة – وقطنا، وعملت بالتنسيق مع جيــــش النظام لاقتحام قــرى جبل الشيخ، من ثلاثة محاور، وهي محور بلدة كفر حور ومحور بلدة بيت تيما ومحور بلدة حسنو.

وبدأ الاقتحام بالتسلل إلى المحاور السابقة منذ ساعات الفجر الأولى بهدف السيطرة على بلدات «كفر حور وبيت تيما وحسنو وبيت سابر وبيت جن ومزرعة بيت جن»، وجميعها بلدات من الطـــائفة السنية، حيث تكلفت اللجان الشعبية الدرزية من أبناء القـــرى المجاورة بالاقتحام لثلاثة محاور «المشاة»، وتكفل جيش النظام بتغطية المعركة عن طريق القصف الجوي والمدفعي والصاروخي على مناطق البلدات وأماكن تمركز كتائب المعارضة المسلحة.

وأضاف «معاذ» أن الصفحات الدرزية ووكالات الإعلام الموالية صورت الحدث على هجوم من كتائب المعارضة وجبهة النصرة وتنظيم داعش على بلدات درزية موالية للنظام، وفي الواقع أن المعركة كانت تبعد عن بلداتهم أكثر من عشرة كيلومترات، وكانت على أراض سنية مدنية تتبع إدارياً لنظام الأسد، والأهم من ذلك انه لم يكن يوجد اي عنصر داعشي أو من جبهة النصرة في المنطقة بحسب قوله، مبينا أن مقاتلي المعارضة عثروا على عدد من السواطير كانت بحوزة اللجان الشعبية التي تم سحبها.

 

المجتمعات العربية ترفض “داعش” وسياسات أميركا

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

كشف استطلاع للرأي العام أنجزه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن المجتمعات العربية ترفض إلى حد كبير جدا تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بنسبة 85%، فيما 59% يؤيدون ضربات التحالف الدولي الجوية ضد التنظيم، غير أن نسبة قليلة لا تتجاوز 22% يرون أنها ستحقق أهدافها. وأكدت نتائج الاستطلاع معارضة واسعة للسياسات الأميركية، بنسبة 73%.

 

وقد نفذ برنامج قياس الرأي العامّ، في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الاستطلاع ميدانيًّا من 9 إلى 25 أكتوبر/تشرين الأول 2014 في سبعة مجتمعات عربية، هي: تونس، ومصر، وفلسطين، والأردن، والسعودية، ولبنان، والعراق، فضلًا عن المُهجّرين واللاجئين السوريين في كلٍ من لبنان، والأردن، وتركيا.

 

وشمل الاستطلاع 5100 مُستجيبٍ ومستجيبةٍ مُوزعين على المجتمعات الثمانية المُستطلعة ضمن عيّنات ممثلة لتلك المُجتمعات، بالاعتماد على العينة الطبقية العنقودية المتعددة المراحل والموزونة ذاتيًا. وبلغت نسبة الثقة في استطلاع كل مجتمع 95%، بهامش خطأ يتراوح بين 4%.

 

وتمّ إجراء الاستطلاع هاتفيًا؛ إذ جرى الاعتماد على قاعدة البيانات المؤشر العربي المخزّنة في المركز العربيّ، والمكونة من عينات سُحبت بطريقة العينة الطبقية العنقودية المتعدّدة المراحل الموزونة ذاتيًا، والمزودة بأرقام هواتف المستجيبين. وبذلك، فإنّ هذه العينات التي استُخدمت تمثِّل المناطق الجغرافية لكلِّ بلدٍ من البلدان المستطلعة، وبحسب وزنها بالنسبة إلى عدد السكان.

تأييد واسع للضربات ولبنان أولاً

 

تؤيد أغلبية الرّأي العامّ في المنطقة العربية الضربات العسكرية الجوية التي يقوم بها التحالف الغربي – العربي ضدّ الجماعات المسلحة المتشدّدة (“داعش” وغيره)؛ بنسبة 59% من المستجيبين. وفي المقابل، عبّر 37% عن معارضتهم، أو معارضتهم بشدّة لها. وجاءت أعلى نسبة تأييد بين المجتمعات المستطلعة في لبنان، وبنسبة 76%، تلتها العراق بنسبة تأييد %75. أمّا أقل نسبة تأييد، فهي في مصر والسعودية.

 

ويؤيّد نحو ثلثي الرأي العام في البلدان المستطلعة الأهداف المعلنة للحملة العسكرية للتحالف ضد تنظيم “داعش”، في مقابل معارضة ثلثه (32%) أهداف التحالف المعلنة. وكانت أعلى نسبة تأييد في لبنان، وأقل نسبة في فلسطين، ومصر. وعبّر 22% من المستجيبين عن ثقتهم المطلقة بأنّ التحالف ضد تنظيم “داعش” سيحقق أهدافه المعلنة بشكل كامل، و38% يعتقدون أنّ التحالف يستطيع أن يحقق أهدافه جزئياً. في حين أفاد نحو ثلث المستجيبين بأنّ التحالف لن يتمكن من تحقيق أهدافه على الإطلاق. وأعلى نسبة لديها ثقة قطعية كانت في لبنان، وكانت أقل نسبة لديها ثقة في تحقيق التحالف لأهدافه في مصر.

 

وقد بلغت نسبة التأييد لمشاركة بلدان عربية في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” 61% من المستجيبين (أؤيّد بشدة 26%، أؤيد 35%)، مقابل معارضة 36% لهذه المشاركة. أعلى نسبة تأييد كانت في لبنان 74%، والسعودية %71، وأقل نسبة تأييد كانت في فلسطين، ومصر. وعبّر نحو نصف المستجيبين (45%) عن “رفضهم القطعي” بأن تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها من الغرب بإرسال قوات برية للمساعدة في مواجهة تنظيم “داعش”، مقابل 31% أفادوا أنهم “يؤيدون بالتأكيد” ذلك.

 

ويعد الرأي العام اللبناني والتونسي من أكثر المؤيدين “وبشكلٍ قطعي”، لأن تقوم الولايات المتحدة، وحلفاؤها من الغرب، بإرسال قوات برية للمساعدة في مواجهة تنظيم “داعش”. في حين أنّ أعلى نسب معارضة لذلك كانت بين مستجيبي مصر %63، والعراق 49%، والأردن 47%، وبين اللاجئين السوريين 43%.

 

وعبّر 40% من المستجيبين عن تأييدهم الجازم إرسال قوات برية عربية لمواجهة تنظيم “داعش”، في مقابل 36% عبّروا عن رفضهم القاطع لإرسال قوات برية عربية، فيما أفاد 20% أنه “ربما” يجب على البلدان العربية المشاركة في التحالف إرسال قوات برية.

 

وإنّ أكثرية الرأي العام اللبناني والسعودي والتونسي أيدت إرسال قوات برية عربية، في حين أنّ أعلى نسبة معارضة لهذا الأمر، كانت في العراق (46%)، تلتها فلسطين (44%)، ومصر (43%).

 

وتنبع مخاوف الرأي العام في المنطقة العربية بخصوص الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من عدّة قضايا، إلّا أن أهمها ترتكز على الخوف من “التدخل الأجنبي” و”انتشار الحرب وتوسعها في الإقليم”، بنسبة 14% لكل منهما، والخوف من “أن تتطور الحرب لتصبح حربًا ضد الإسلام”، بنسبة 11% من المستجيبين. كما عبّر المستجيبون عن مخاوفهم من أنّ هذه الحرب ستؤدي إلى” تدهور الوضع الاقتصادي” وعن مخاوفهم من “أن يطول أمد هذه الحرب” بنسبة %11 لكل منهما.

 

ووافق 31% من الرأي العام في المنطقة العربية على أنّ الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر من الحملة العسكرية ضد تنظيم “داعش”، تليها إسرائيل (27%)، ثم إيران (14%). في حين أفاد 10% من المستجيبين أنّ المستفيد الأكبر هو النظام السوري، وأفاد 5% أنّ النظام العراقي هو المستفيد الأكبر من الحملة العسكرية.

 

وأفاد 3% فقط من الرأي العام بأنّ بلدانهم هي المستفيد الأكبر من الحملة العسكرية للتحالف الدولي ضد داعش.

 

%28 من الرأي العام في المنطقة يرون أنّ إسرائيل هي مصدر التهديد الأكبر على أمن العالم العربي واستقراره، تليها الولايات المتحدة بنسبة 21%، وإيران بنسبة 17%، والتنظيمات الإسلامية المسلحة بنسبة 13%.

 

ركز المستجيبون في كل فلسطين ومصر ولبنان والأردن والعراق على أنّ إسرائيل والولايات المتحدة يمثلان أكبرَ تهديدٍ لأمن العالم العربي. في حين ذُكرت إيران كأكثر تهديد لأمن العالم العربي بنسب مرتفعة لدى المستجيبين من السعودية، واللاجئين السوريين، ومصر، والأردن.

 

ويقيّم الرأي العام العربي السياسة الخارجية الأميركية تجاه المنطقة العربية بالسلبية؛ إذ أفاد 73% أنّها سلبية (58% سلبية، و15% سلبية إلى حدٍ ما)، مقابل 20% أفادوا أنّها إيجابية (8% إيجابية، و12% إيجابية إلى حدٍ ما).

 

وقيّمت أغلبية المستجيبين في كلّ مجتمعٍ من المجتمعات المستطلعة السياسة الأميركية بالسلبية، وبشبهِ إجماعٍ بين الرأي العام المصري واللبناني واللاجئين السوريين. في حين أنّ أكثر المجتمعات التي قيّمت سياسات الولايات المتحدة بالإيجابية كانت السعودية وتونس.

 

وأفاد 36% من المستجيبين أنّ أهم قرارٍ يجب أن تأخذه الولايات المتحدة لتحسِّن نظرتهم تجاهها هو “وقفها دعم إسرائيل ماديًا وعسكريًا”، وكان القرار الثاني هو “العمل على إيجاد حلٍّ للأزمة السوريّة بما يتلاءم مع تطلعات الشعب السوري” وبنسبة 18%. وأفاد 14% منهم أنّ “عدم تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لبلدانهم” من شأنه أن يحسِّن نظرتهم تجاه الولايات المتحدة.

 

وتظهر النتائج أنّ 35% من المستجيبين أفادوا بأنهم يتابعون، بشكل دائم، التطورات المتعلقة بتنظيم “داعش”، و40% أفادوا بأنهم يتابعون، أحيانًا، و13% يتابعون نادرًا، مقابل 11% أفادوا أنهم لا يتابعون على الإطلاق.

 

وعبّر 63% من الرأي العام في البلدان المستطلعة آراؤها عن أنّ تنظيم “داعش” يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني لبلدانهم، في مقابل 33% عبّروا عن أنه لا يمثل تهديدًا مباشرًا لبلدانهم.

 

وتوافقت أغلبية المستجيبين في كلٍ من لبنان، وتونس، والعراق، وبين اللاجئين السوريين، على أنّ تنظيم “داعش” يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن بلدانهم، في حين أنّ هنالك شبه انقسامٍ في كلٍ من الرأي العام السعودي والأردني إزاء هذا الموضوع. في حين أفادت أغلبية المصريين (63%) والفلسطينيين (53%) أنّ “داعش” لا يمثل مصدر تهديدٍ لأمن بلدهم.

 

ويرى 20% من الرأي العام في المنطقة العربية أنّ تنظيم “داعش” هو نتاج المنطقة ومجتمعاتها وصراعاتها، في حين أفاد %69 أنّ التنظيم هو صناعة خارجية، وذلك عند سؤال المستجيبين عن أي من العبارتين السابقتين هي الأقرب منهما لوجهة نظرهم. ولا يتفق 7% من المستجيبين مع كلتا العبارتين.

 

وعبّر 85% من المستجيبين عن أنّ نظرتهم تجاه تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” هي نظرة سلبية وسلبية إلى حدٍ ما، مقابل %11 أفادوا أنّ نظرتهم إيجابية وإيجابية إلى حدٍ ما.

 

وأظهرت النتائج أنّ أعلى نسبة للمجتمعات المستطلعة التي عبّرت عن نظرتها السلبية أو السلبية إلى حدٍ ما تجاه تنظيم “داعش” كانت في لبنان، ثم العراق، والأردن، ومصر، والسعودية، وتونس، واللاجئين السوريين، وفلسطين.

 

وأفاد 15% من المستجيبين بأنّ “الإنجاز العسكري لتنظيم الدولة الإسلامية” هو العامل الأكثر أهميةً في وجود شعبية ونفوذ لهذا التنظيم بين مؤيديه، في حين أنّ 14% أفادوا بأنّ “إعلان التنظيم الخلافة الإسلامية” هو العامل الأكثر أهميةً في شعبية “داعش” بين مؤيديه.

 

االمخابرات السورية تفرج عن ماريا شعبو

جديع دواره

أطلقت المخابرات السورية سراح الطبيبة، ماريا بهجت شعبو، بعد تسعة أيام على اعتقالها، فيما لا يزال الناشطان، جديع نوفل وعمر الشعار، رهن الاعتقال.

 

وأوضح مصدر مطلع، فضل عدم ذكر اسمه لـ”العربي الجديد”، أن شعبو التي أعتقلت أثناء عودتها من بيروت في الثاني من الشهر الجاري، لم تتعرض للتعذيب الجسدي، وخرجت من فرع الأمن السياسي في ريف دمشق، الفرع ذاته الذي اعتقلها مع الناشطين، جديع نوفل وعمر الشعار، بعد حضورهم ورشة عمل خاصة بحقوق الإنسان في بيروت، برعاية مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، غير أن مقربين من شعبو لفتوا إلى أنها كانت في بيروت من أجل لقاء والدتها التي كانت في زيارة للعاصمة اللبنانية، للمشاركة في مؤتمر طبي.

 

ومعروف عن الناشطين الثلاثة اتجاههم السلمي المدني، ولاقى اعتقالهم استنكاراً وإدانة من منظمات محلية ودولية تهتم بحقوق الإنسان.

 

الجدير ذكره أن الطبيبة، شعبو، ولدت في السجن أواخر ثمانيات القرن الماضي، بعد اعتقال والدتها، رنا محفوظ، بتهمة الانتماء إلى حزب العمل الشيوعي، ولم تخرج من السجن إلا بعد أن أصبح عمرها سنة ونصف السنة، كما قضى والدها، بهجت شعبو، نحو 10 سنوات في السجون السورية بالتهمة ذاتها.

 

وسبق للناشط، جديع نوفل (63 عاماً) أن اعتُقل مدة خمس سنوات في سجن صيدنايا العسكري في تسعينيات القرن الماضي بتهمة الانتماء إلى لجان الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، وهو مؤسس ومدير مركز الديمقراطية والحقوق المدنية، التابع لمكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، والذي أسسه عام 2012 بترخيص من حكومة النظام.

 

أما الصحافي، عمر الشعار، فسبق واعتقل لمدة ثمانية أشهر وأفرج عنه في حزيران الماضي، وسبق وعمل مديراً لتحرير القسم الإنجليزي في موقع “دي برس” الخاص والمرخص من حكومة النظام.

 

يُشار إلى أن المخابرات السورية تعتقل آلاف الناشطين السلميين، دون أي خبر عنهم، أبرزهم المحامي، خليل معتوق، والمعارض، فائق المير، والناشط، رامي الهناوي، والمهندس، عبدالله ماضي، والمسرحي، زكي كورديللو، والطبيب، عبد العزيز الخير، والمحامي، عبد الرجاء الناصر، وغيرهم، وبحسب تقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ عدد المعتقلين الذين استشهدوا تحت التعذيب داخل معتقلات وأقبية فروع المخابرات السوريّة، منذ بداية العام الجاري حتى 31 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الفائت، 1917 شهيداً.

 

شروط “النصرة”: إعادة النظام السوري إلى لبنان

أيمن شروف

“جبهة النصرة” هي فصيل سوري يُقاتل نظام بشار الأسد، كما يُقاتل الجيش الحر بين الحين والآخر، وهو ما حصل في أدلب مؤخراً مع “حزم” وجبهة ثوار سوريا. وقبله كانت اشتباكات متعددة بين “النصرة” والعديد من الفصائل التابعة للجيش الحر، علماً أن أكثرها اعتدالاً، من طردتها من إدلب منذ حوالي الأسبوعين.

هذا الفصيل، يحتجز مجموعة من العسكريين اللبنانيين لديه في جرود القلمون، قدم منذ أيام، بعد أخذ ورد ومناورات إعلامية وابتزاز مُتعدد الأوجه للأهالي وللدولة ولكل لبناني، لائحة بمطالبه من أجل الإفراج عن العسكريين الذين يحتجزهم. هذه المطالب هي عبارة عن عرض مقايضة بين العسكريين ومعتقلين إسلاميين في سجن رومية وسجينات في سجون النظام السوري.

وضعت جبهة النصرة التي تعترض على تدخل حزب الله في سوريا وتبنّت تفجيرات في مناطق متعددة في الداخل اللبناني وتحديداً تلك الموالية لحزب الله، الحكومة اللبنانية أمام خيار فتح قناة مباشرة مع النظام السوري كي تحقق مطالبها، وبالتالي إعطاء هذا النظام الذي تقول النصرة إنها تحاربه، مادة دسمة سيستثمر بها في ما هو أبعد من إطلاق الجنود المحتجزين في جرود القلمون، بل ما يتعداه إلى أخذ شرعية، تبدأ بتواصل لإطلاق الجنود ولا تنتهي بتنسيق أمني يريده النظام السوري منذ مدة.

وإذا كان حزب الله قد سبق له ودخل إلى سوريا، وهو إلى اليوم يُقاتل فيها تحت مسميات مُختلفة وأولويته الإبقاء على امتداد النفوذ الإيراني في المنطقة، تقوم جبهة النصرة اليوم بما أراده حزب الله منذ أن بدأ بحربه على الأرض السورية، أي إعطاء شرعية للنظام السوري، وهو ما يتطابق بطريقة أو بأخرى مع تصريح سفير النظام السوري في لبنان علي عبد الكريم علي إبان أحداث عرسال وما بعدها إذ قال بوجوب التنسيق بين لبنان سوريا لمحاربة الإرهاب والجماعات المسلّحة، وعليه يجب ترجمة هذا التنسيق عبر الجيشين اللبناني والسوري لتحقيق هذا الغرض.

هذا الأمر، استغلته الحكومة السورية اليوم، فهي وبحسب المعلومات، تشترط أن تُقدم الحكومة اللبنانية طلباً رسمياً إليها من أجل أن توافق على بحث موضوع المقايضة المطروح من جبهة النصرة للإفراج عن العسكريين المختطفين، وهو ما قدمته إليها جبهة النصرة على طبق من فضة، وهو بالضبط ما فعلته حين دخلت إلى عرسال وفتحت معركة مع الجيش اللبناني بغض النظر عن ظروف تلك المعركة ومسبباتها، إذ كانت نتيجتها أن تحوّل كل سوري نازح إلى إرهابي بنظر الدولة اللبنانية، والحكومة التي فيها من يؤيد الثورة السورية، صارت تتعاطى مع ملف النزوح السوري بشكل أسوأ مما كانت تتعاطى به الحكومة التي رأسها نجيب ميقاتي والتي كانت تسيطر عليها قوى الممانعة المؤيدة لما يقوم به الأسد بحق شعبه.

قبل نحو عام، قامت جبهة النصرة بمفاوضات مع النظام السوري عبر وسيط قطري ولبناني، لكنها آنذاك كانت تحتجز راهبات معلولا، والنظام الذي بنى أمجاده على فكرة حماية الأقليات فعل ما بوسعه كي يُبرز هذا الدور، وما فعله في موضوع مخطوفي أعزاز كان يتعلّق مباشرة بحزب الله الذي من دونه لكان هذا النظام في خبر كان. لكنه الآن، لن يفعل أي شيء، سوى انتظار صك براءة رسمي من الحكومة اللبنانية، تُساهم النصرة في حصوله عليه، وتفتح لاحقاً الأبواب أمام أكثر من تعاون، ليصل الأمر إلى تكامل عسكري يكون فيه الجيش اللبناني مع حزب الله والجيش السوري في خندق واحد.

لا تُحرج النصرة الحكومة اللبنانية فقط في ما قدمته، ولا تُحرج أيضاً من يريد حرية الشعب السوري. هي تؤكد أن أجندتها قد تكون أبعد من التخلّص من النظام، أو أنها لا تملك الحد الأدنى من الدراية السياسية، ولا تحسب تبعات ما تفعل. لكنها، تتمدد بدعم مُتعدد الجهات، والسوريون الذين طالبوا بحريّتهم، صاروا محكومين بمن يملك التمويل والسلاح، إذا امتلك الفكرة أو لم يمتلكها.

 

هدنة في حي القدم.. ومعارك في حلب ودرعا

المدن – عرب وعالم

دخلت سيارات تحمل مواداً غذائية وإغاثية حي القدم بجنوب دمشق، بفضل اتفاق لوقف إطلاق النار بين قوات النظام والموالين لها، وقوات المعارضة المسلحة. وأبرم الاتفاق بين قوات المعارضة في المنطقة، ومحافظ دمشق وقائد قوات الدفاع الوطني، وأعيان في حي القدم. ويدعو وقف إطلاق النار إلى الانسحاب الكامل لجيش النظام من كل أراضي حي القدم، وإعادة انتشار حواجز الجيش على مداخله فقط. وينص أيضاً على إطلاق سراح المعتقلين، على أن يتولى الجيش الحر مسؤولية تسيير أمور المنطقة بشكل كامل، دون تسليم السلاح. وتم التوصل لهذا الاتفاق في آب/أغسطس، بعد أشهر من المفاوضات، ما مهد الطريق لدخول المساعدات. وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، قد وصف الثلاثاء، عمليات تجميد القتال بأنها أفضل السبل لإنهاء الصراع، على أساس منطقة منطقة.

 

وكان دي ميستورا قد قال الثلاثاء إنه تلقى إشارات إيجابية من المسؤولين السوريين بشأن مقترح للمنظمة الدولية لإبرام هدنة في مدينة حلب شمال البلاد. وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي في دمشق بعد اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم إن رد فعل الحكومة الأولي على الاقتراح “كان يعبر عن الاهتمام والاهتمام البناء”. وقال “أعتقد أن اقتراح الأمم المتحدة المتعلق بتجميد (القتال).. من أجل حلب هو اقتراح واقعي”. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أن دي ميستورا والمعلم اتفقا على استئناف المشاورات بشأن إعادة الاستقرار إلى حلب وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية. وأكد دي ميستورا “ما من منتصر. أتعتقدون أن طرفاً قد يفوز؟ الحقيقة هي أن لا أحد (سينتصر). لهذا السبب نطرح فكرة البدء بنموذج واحد كبير على الأقل هو حلب”. لكن دي ميستورا أقر بأنه حتى إذا مضت خطة الأمم المتحدة قدما فانها ستكون مجرد خطوة صغيرة في النزاع، وقال إن التوصل إلى خطة سلام ما زال أمرا بعيد المنال. وأضاف “لكن لدينا خطة للعمل. وتبدأ خطة العمل من الميدان: أوقفوا القتال وقلصوا العنف”.

 

من جهة أخرى، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الأربعاء، إن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا قتلت 865 شخصاً بينهم 50 مدنياً، منذ بدء الحملة ضد الدولة الإسلامية آواخر أيلول/سبتمبر. وذكر المرصد أن 746 قتيلاً هم مقاتلون في تنظيم الدولة الإسلامية، وقال إن العدد الفعلي قد يكون أكبر كثيراً. وأضاف المرصد أن هناك ثمانية أطفال وخمس نساء بين القتلى المدنيين. وذكر أيضاً أن 68 من أعضاء جبهة النصرة، قتلوا في الغارات التي استهدفت محافظات حلب ودير الزور والحسكة والرقة وإدلب.

 

وفي سياق منفصل، قال مساعد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للسياسة الخارجية والأمنية كريستوف هويسجن، الثلاثاء، إن الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول عن الحرب الأهلية في سوريا، ويجب ألا يجري الغرب محادثات معه لمجرد أن تنظيم الدولة الإسلامية “أسوأ منه”. وقال هويسجن إنه بالرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية ينتهك حقوق الانسان بشكل أسوأ من الأسد “إلا أننا يجب ألا نعتبر الأسد شخصاً يمكن أن يكون محاوراً أو أن يكون شخصا يمكننا التعامل معه”. وتابع في مؤتمر في برلين “يجب ألا ننسى أن الأسد هو المسؤول عن مقتل مئات الآلاف وتشرد الملايين”. وقال هويسجن إن هناك حاجة لحل سياسي في سوريا تشارك فيه القوى الإقليمية الكبرى مثل إيران والمملكة العربية السعودية كما حث روسيا على استغلال نفوذها لدى الأسد لانهاء الحرب الأهلية. وأضاف “أرى السفير الروسي هنا، وروسيا تتمتع بعلاقات جيدة مع الأسد وتزوده بالأسلحة، وأعتقد أن هناك من يمكنه الحديث معه (الأسد) ومطالبته بالعودة إلى رشده”.

 

ميدانياً، استمرت حتى فجر الأربعاء، الاشتباكات بين المعارضة المسلحة، وقوات النظام تدعمها كتائب البعث ومليشيا حزب الله اللبناني، في محيط مبنى المخابرات الجوية ومحيط مسجد الرسول الأعظم بحي جمعية الزهراء غرب حلب. وترافقت الاشتباكات مع قصف قوات النظام للمنطقة، وسط غارات الطيران الحربي. كما سقط صاروخ من نوع أرض–أرض اطلقته قوات النظام، على منطقة طرف حي جمعية الزهراء، بينما سقطت قذيفة على المنطقة الواصلة بين دوار المالية وقرطبة بحي جمعية الزهراء. كما دارت اشتباكات على أطراف حي الراشدين غرب حلب. في حين نفذ الطيران الحربي غارات على حي الليرمون، واستهدفت قوات النظام آليات لمقاتلين بين بلدة بزاعة وقرية تل الاسطبل.

 

وفي درعا، تمكن مقاتلو المعارضة المسلحة، من السيطرة على أجزاء واسعة من الحي الشمالي الشرقي ببلدة الشيخ مسكين، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام. فيما تستمر الاشتباكات بين الطرفين، في محيط حاجز محطة الكهرباء، وبالقرب من المساكن العسكرية. كما دارت اشتباكات في الحي الجنوبي بمدينة بصرى الشام.

 

الائتلاف خارج المبادرة الروسية

عمر العبد الله

مبادرات جديدة تطلق يومياً لحل الأزمة السورية المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف، وآخرها المبادرة الروسية-المصرية، القائمة على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، يشارك فيها شخصيات معارضة، والتحضير لانتخابات رئاسية بعد عامين يحق للرئيس بشار الأسد المشاركة فيها، من دون أن تأتي المبادرة على ذكر “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” المظلة الأكبر للمعارضة السورية.

 

مبادرة “موسكو-1” تعدها موسكو والقاهرة لتكون بديلاً عن “جنيف 3″، وتقوم المبادرة على دعوة النظام السوري وشخصيات من المعارضة السورية، لمؤتمر حوار. جدول أعمال الحوار يتضمن قيام حكوم انتقالية بصلاحيات واسعة، مع بقاء سلطة الرئيس السوري بشار الأسد على الجيش والمؤسسات الأمنية. على أن تضم الحكومة ممثلين عن النظام وشخصيات معارِضة، وتتولى رئاسة الحكومة الانتقالية شخصية “غير مستفزة”. وسيكون أولى مهمات هذه الحكومة تأليف هيئة تأسيسية انتخاباً أو تعييناً، تقوم بتعديل الدستور السوري تعديلاً جذرياً. وبعد سنتين من تأليف الحكومة الانتقالية، تُجرى انتخابات برلمانية ثم انتخابات رئاسية يكون للأسد حق الترشح فيها.

 

الشيخ معاذ الخطيب لم ينكر مشاركته في المبادرة بعد زيارته الأخيرة إلى موسكو، فأعلن في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، في مقال طويل تحت اسم “هل ستشرق الشمس من موسكو؟” أن الروس عرضوا المبادرة أمامه “أخبرونا أنهم يفكرون في عقد مؤتمر يضم بعض الشخصيات من المعارضة السورية، ويهمهم أن يكون هناك توافق على خطوط أساسية، وطلبْنا منهم أن يسعَوا بالتفاهم مع الأميركان ويتوافقوا على صيغة، وليسموها جنيف-3 إن شاؤوا، لفتح نوافذ حل سياسي تفاوضي. ووعد الوزير لافروف بطرح الأمر مع وزير الخارجية كيري الذي كان سيلتقي به يومها ساعاتٍ في الصين، ولم يصلنا بشكل رسمي ما اتفقا عليه بخصوص هذا المؤتمر”.

 

من جانبه، لم يصدر عن الائتلاف الوطني أي تعليق رسمي على المبادرة الروسية، مع العلم أن المبادرة لم تأت على ذكر الائتلاف كممثل للمعارضة السورية. كما أن الخطيب اتهم في مقاله المذكور سابقاً، الائتلاف بأنه عبارة عن “عصابات حزبية تتحرك بلا ضابط وبلا قانون”.

 

رئيس الكتلة الديموقراطية في الائتلاف الوطني فايز سارة قال في اتصال مع “المدن” إن المبادرات السياسية ضرورة بعد انسداد الأفق السياسي السابق والفشل العسكري في انهاء الأزمة. واعتبر سارة أن اتصالات المعارضة مع العالم تحتاج إلى “إعادة نظر”، فهي اتصالات غير مجدية، ولم تصل إلى حل لمشكلة السوريين. وشدد على ضرورة التواصل مع موسكو، لكن دون تجاهل فكرة أن “موسكو لن تكون طرفاً محايداً في هكذا مفاوضات”. وأشار سارة إلى أن المبادرات الكثيرة التي تصدر في الفترة الأخيرة تصدر من أطراف هامشية في المعارضة السورية.

 

وعن موقف الائتلاف في حال تمت دعوته لهكذا مبادرة، قال سارة أن الائتلاف الوطني جسم سياسي معقد، سيحتاج إلى كثير من الوقت والجهد ليتخذ قراراً بشأن المبادرة. وأكد سارة على ضرورة “حضور الائتلاف الوطني في حال تمت دعوته”، مع الأخذ بالاعتبار أن هذه المفاوضات واللقاءات “لا تلزم أحداً”، وأكد سارة على أن حوارات مع الروس ما تزال قائمة، لكنها دون المستوى المطلوب.

 

هويات مؤقتة وأذونات عمل للاجئين السوريين في تركيا

بيروت: ثائر عباس لندن: مينا العريبي

تستعد أنقرة لإعطاء نحو 1.7 مليون لاجئ سوري بطاقات هوية مؤقتة تسمح لهم بالعمل على الأراضي التركية بالإضافة إلى مميزات أخرى.

 

وأعلن وزير العمل والضمان الاجتماعي التركي فاروق تشيليك أمام البرلمان أول من أمس، أن السوريين الموجودين في تركيا سيمنحون إذن عمل في القطاعات التي تعاني من نقص في اليد العاملة، وأن الأجر سيكون وفق حدود الحد الأدنى الذي يطبق على المواطنين الأتراك.

 

وقال تشيليك في خطاب أدلى به في اجتماع دراسة الميزانيات في الهيئة العامة للبرلمان التركي: «سيمنح السوريون إذن العمل بشكل متناسق بحيث لا يضر النظام المحلي في تركيا، ولن تكون الأجرة أقل من الحد الأدنى الذي يمنح لمواطنينا».

 

من ناحية ثانية، اجتمع أحمد طعمة، رئيس الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية، أمس مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو. وأوضح طعمة لـ«الشرق الأوسط» أنه أبلغ رئيس الوزراء التركي أن «المجتمع الدولي يفكر بحلول جزئية وليست حلولا كاملة لما يجري في سوريا ونحن نعمل على حل شامل معكم». وأكد على «العمل بشكل حثيث لتوحيد القوى العسكرية»، وأوضح الطعمة أن المنطقة الآمنة «هي مطلب استراتيجي لنا كما هي مطلب لتركيا ويمكن أن تكون الخطوة الأولى في إطار حل سياسي متكامل».

 

من جهة أخرى, يعمل المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي ميستورا على بلورة تفاصيل خطته المقترحة لـ«تجميد» القتال في بعض المناطق السورية قبل نهاية الشهر. وبينما رحبت أطراف عدة، من بينها النظام السوري والمعارضة، بخطة دي ميستورا، أثيرت تساؤلات كثيرة حول كيفية تنفيذ «التجميد». وأوضحت الناطقة باسم المبعوث الدولي، جولييت توما، لـ«الشرق الأوسط»: «سنعمل خلال الأسبوعين المقبلين على بلورة الناحية التقنية للخطة، والعمل على كيفية تنفيذها من الناحية العملية}.

 

طائرات الأسد تشنّ غارات على مناطق تحت سيطرة المعارضة

«الائتلاف»: مبادرة دي مستورا غير واضحة والحلّ لا بد أن يكون شاملاً

وصف رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة مبادرة المبعوث الدولي بتجميد الجبهات القتالية بـ«غير الواضحة، والحل لا بدّ أن يكون شاملاً»، فيما استمرت المواجهات في عين العرب بين المدافعين عن المدينة السورية وبين قوات تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث تمكن المدافعون عن المدينة من قطع طريق إمداد لـ«داعش»، كما واصلت قوات الأسد الإغارة على مناطق تسيطر عليها المعارضة.

 

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، قد وصل إلى دمشق لبحث هذه الخطة التي وصفها نظام الأسد بأنها «مبادرة تستحق الدراسة». واعتبر البحرة أن «هذا الاقتراح، لن يفيد سوى نظام الأسد، إلا إذا ترافق مع حل سياسي شامل».

 

وميدانياً، تعرضت مناطق في مدينة دوما في ريف دمشق، ومناطق اخرى في مدينة الزبداني وسهلها واطراف مدينة حرستا لقصف من قبل قوات النظام بقذائف الهاون، ونفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في بلدة كفربطنا، في حين قصفت قوات النظام اماكن في وادي عجرم ومعبر الميرا بمنطقة القلمون.

 

وفي دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن سيارات تحمل مواد غذائية وإغاثية دخلت القابون، أحد أحياء جنوب دمشق، بفضل اتفاق لوقف إطلاق النار بين المسؤولين المحليين الموالين للحكومة وقوات المعارضة.

 

كان دي ميستورا وصف أمس الثلاثاء عمليات تجميد القتال بأنها أفضل السبل لإنهاء الصراع على أساس منطقة منطقة، وقال إنه تلقى إشارات إيجابية من المسؤولين السوريين بشأن مقترح للأمم المتحدة لإبرام هدنة في مدينة حلب في شمال البلاد.

 

وفي درعا، نفذ طيران الأسد غارتين على مناطق في بلدتي ابطع والشيخ مسكين ترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة السهول الغربية لبلدة الفقيع، في حين قصف الطيران الحربي مناطق في الحي الشرقي من مدينة بصرى الشام ومناطق اخرى في بلدة معربة.

 

ونفذ الطيران الحربي التابع لنظام بشار الأسد غارة على منطقة بروما قرب بلدة بنش من دون انباء عن اصابات، في حين قصف الطيران الحربي مناطق في مدينة خان شيخون، وترافق مع قصف الطيران المروحي على المزارع المحيطة بالمدينة ولم ترد انباء عن خسائر بشرية، بينما سقطت عدة قذائف على مناطق في احياء السكن الشبابي والناعورة والجامعة والبيطرة والمهندسين بمدينة ادلب، مما ادى لاضرار مادية عقبه قصف من قبل قوات النظام على مناطق في المزارع المحيطة بمدينة ادلب.

 

وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة اللطامنة في ريف حماة، كما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة المعظمية بناحية عقيربات، وسقطت قذيفة صاروخية على منطقة بمحيط مدرسة بنات كرناز في بلدة كرناز بريف حماه الشمالي، والتي تسيطر عليها قوات النظام، ما أدى لاستشهاد سبعة اطفال 10 أطفال دون سن العاشرة وجرح آخرين. وقد تقدم الائتلاف بالتعازي لذوي الأطفال، مؤكداً إدانته «لهذه الجريمة ولأي فعل يطال المدنيين وخاصة الأطفال»، كما شدّد على أن «استهداف المدنيين جريمة حرب بغض النظر عن منفذيها أو دوافعهم، ويجب أن يحاسب مرتكبوها أمام قضاء عادل».

 

ودان الأمين العام للائتلاف الوطني نصر الحريري المجزرة التي ارتكبتها قوات الأسد في ريف حمص الشمالي، والتي راح ضحيتها 30 شخصاً، حيث تعرض مجموعة من 70 شخصاً، من بينهم جرحى، لكمين مفاجئ أثناء توجههم للمناطق الشمالية السورية وتركيا بغرض العلاج، حين هاجمهم شبيحة نظام الأسد بالرصاص وقذائف الآر بي جي على بعد 10 كم من ريف حماة. وطالب الحريري في تصريح له اليوم المجتمع الدولي بـ«فتح معابر وممرات آمنة للمناطق المحاصرة، إضافة لفرض منطقة آمنة على الحدود في شمال وجنوب سورية يلجأ إليها المدنيون».

 

واستنكر الحريري «الصمت الدولي على الجرائم اليومية المستمرة بحق السوريين»، محذراً أيضاً من «أن نظام الأسد سيستمر باستغلال حملة التحالف الدولي، من أجل تمرير مثل هذه الجرائم والتصعيد فيها بهدف نشر الفوضى وكسر إرادة الثوار»، وختم الحريري تصريحه معتبراً «أن تسليح الجيش السوري الحر بالتزامن مع توجيه الضربات العسكرية لمراكز النظام وتنظيم الدولة على حد سواء؛ هو الخيار الكفيل بوقف معاناة المدنيين وتجفيف المنبع الذي يستمر بإنتاج الإرهاب».

(الائتلاف، المرصد السوري، أ ف ب)

 

أصدقاء سوريا.. مواجهة “التنظيم” قبل إسقاط النظام  

محمد أمين-لندن

شدد البيان الختامي لمجموعة أصدقاء سوريا على أهمية مواصلة الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وتعزيز قدرات المعارضة المعتدلة.

 

ورغم تأكيدات وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن النظام السوري هو المسبب الرئيس للإرهاب فإن الجهود الدولية تبدو وكأنها تتركز أكثر على مواجهة التنظيم في وقت تحدثت فيه تنسيقيات الثورة عن تحليق متزامن أحيانا وقصف متواز للتحالف والنظام في مناطق متجاورة.

 

وفي هذا الإطار، قال الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الدكتور نصر الحريري إنه لا تأكيد لهذا الأمر، مشيرا إلى أن واشنطن نفت أنباء عن تنسيقها مع النظام.

 

لكن الحريري أشار للجزيرة نت إلى أن المستفيد الوحيد من ضربات التحالف ضد تنظيم الدولة هو نظام بشار الأسد الذي يستغل الوضع “ويلقي براميل الموت على كل سوريا”.

 

وشكك الحريري في نجاعة ضربات التحالف، موضحا أنه بدلا من انحسار دور التنظيم وإحداث هزائم في صفوفه، فإنه يتقدم في أكثر من اتجاه “وفي المنطقة الشرقية وصل إلى مطار التيفور على سبيل المثال”.

 

معالجة خاطئة

ورأى أن الطريقة التي يعالج بها ملف الإرهاب خاطئة “وما لم يتم التخلص من رأس الإرهاب وهو النظام والمليشيات المقاتلة معه فلن يكون هناك علاج ناجع”.

 

وحول مدى موافقة المعارضة المعتدلة على الانخراط في الجهود الدولية لمحاربة التنظيم دون أخذ ضمانات واضحة بإسقاط النظام، قال الأمين العام للائتلاف إن الشعب السوري خرج للتخلص من بشار الأسد وسيواصل قتاله وقتال كل الأطراف المشتركة معه.

 

وفي شأن استعداد الجيش السوري الحر للتنسيق مع التحالف لقتال التنظيم، قال إنه يقاتل منذ وقت مبكر في جبهات متعددة، حيث يواجه حزب الله والحرس الثوري الإيراني والمليشيات الطائفية، وإنه أول من حارب تنظيم الدولة.

 

وقال إن المعارضة مستمرة في معركتها دون النظر لمصالح الآخرين التي ربما تتقاطع معها، معتبرا أن ضربات التحالف الدولي بشكلها الحالي لا تخدم سوى الإرهاب ونظام بشار الأسد.

 

وطرح انخفاض مستوى التمثيل في مؤتمر الأصدقاء من مستوى وزراء الخارجية في الدورة السابقة إلى مستوى السفراء تساؤلات عن جدية المجتمع الدولي في دعم المعارضة السورية المعتدلة، وحقيقة مضيه قدما في تعزيز سيطرتها على الأرض مقابل توسع وتمدد سيطرة تنظيم الدولة.

 

ويذهب مراقبون إلى أن قتال تنظيم الدولة بات يحظى بالأولوية لدى المجتمع الدولي وأصدقاء سوريا على حساب إسقاط النظام وإحداث انتقال حقيقي للسلطة.

 

دعم النضال

في المقابل، فإن مستشار الشؤون الرئاسية والخارجية في الائتلاف منذر أقبيق يختلف مع هذا الرأي، ويرى في حديثه للجزيرة أن اجتماع الأصدقاء ناقش كل سبل دعم نضال الشعب السوري للوصول إلى الانتقال السياسي.

 

وبين أن هناك ملفات كثيرة تم التركيز عليها في الاجتماع كتوسيع العقوبات على النظام وسبل دعم الشعب السوري في كل المجالات. وأضاف أن الحرب على الإرهاب كانت ضمن الملفات التي تم بحثها وليست كل شيء.

 

وفي تعليقه على المبادرة التي طرحها المبعوث الدولي دي مستورا لتجميد القتال في بعض الجبهات لحقن الدماء والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، قال أقبيق إنهم ينظرون باهتمام كثير لما يمكن أن يقدمه الرجل رغم عدم اطلاعهم على التفاصيل الكاملة لمبادرته.

 

وأوضح أن المبعوث الدولي وعد الائتلاف بتزويده بالتفاصيل، معتبرا أن هذه المبادرة يجب أن تكون خطوة ضمن حل شامل على أساس بيان جنيف بحيث تبدأ بتشكيل هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات كاملة.

 

أما مجرد تجميد القتال دون أفق سياسي فهو غير عملي وفق أقبيق الذي تساءل عن مدى وجود ضمانات حول عدم عودة النظام للبطش بالناس مرة أخرى.

 

وكان الاجتماع السابق لأصدقاء سوريا عقد في العاصمة البريطانية لندن في مايو الماضي 2014 وأقر وقتها دعما إضافيا للمعارضة.

 

ويأتي الاجتماع الثاني في بريطانيا ليعيد التزام الأصدقاء بدعم المعارضة، لكن مع تركيز أكبر على محور تنسيق الجهود لمواجهة “ملف الإرهاب”.

 

كمين من النظام لقافلة جرحى سوريين يقتل 30

قتل 30 شخصاً على الأقل وأصيب 25 آخرين، في كمين نصبته قوات النظام فجر أمس الثلاثاء لمجموعة كانت تنقل الجرحى من ريف حمص الشمالي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال البلاد.

 

وقال مراسل شبكة سوريا في حمص إن مجموعة مؤلفة من 70 شخصاُ، موزعين على سيارتين، كانوا في طريقهم إلى ريف حماة الشرقي، عندما فاجأتهم قوات النظام بكمين في منطقة اللحونة (10 كم شمال مدينة السلمية) في ريف حماة الشرقي.

 

ونقل المراسل عن أحد الناجين قوله إن الناجين كانوا 25 فقط من أصل السبعين شاباً الذين غادروا ريف حمص، ومصير الآخرين مجهول بين قتيل ومفقود، وأكد مقتل 30 شاباً منهم على الأقل خلال الكمين.

 

وأضاف أن معظم الأشخاص الذين تعرضوا للكمين كانوا من الجرحى، الذين لم تتوافر الإمكانيات الطبية لعلاجهم في ريف حمص المحاصر، ما اضطرهم للخروج في رحلة علاج في واحد من أخطر الطرق الحربية في سوريا.

 

وكانت مواقع موالية لنظام الأسد، بثت صوراً تظهر عشرات الجثث وقالت إنهم عناصر مجموعة إرهابية وقعوا ضحية كمين محكم لجيش النظام، في حين أكد الناجون من الكمين أن معظم الضحايا كانوا من الجرحى والمصابين المتوجهين لتلقي العلاج.

 

أوباما: تنحية الأسد تعين على هزيمة داعش

واشنطن – رويترز

ذكرت شبكة تلفزيون سي إن إن، الأربعاء، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما طلب من مستشاريه إجراء مراجعة لسياسة إدارته بشأن سوريا، بعد أن توصل إلى أنه ربما لن يكون من الممكن إنزال الهزيمة بمتشددي تنظيم “داعش” من دون إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وأضافت الشبكة التلفزيونية – نقلاً عن مسؤولين أميركيين بارزين – أن فريق أوباما للأمن القومي عقد أربعة اجتماعات على مدى الأسبوع المنصرم لتقييم كيف يمكن لاستراتيجية الإدارة أن تكون منسجمة مع حملتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على أجزاء واسعة في سوريا والعراق.

 

ونسبت سي إن إن إلى مسؤول بارز قوله “الرئيس طلب منا أن ندرس مجدداً كيف يمكن تحقيق هذا الانسجام… مشكلة سوريا المستمرة منذ وقت طويل يفاقهما الآن حقيقة أنه لكي ننزل هزيمة حقيقية بتنظيم الدولة الإسلامية فإننا نحتاج ليس فقط إلى هزيمته في العراق بل أيضا هزيمته في سوريا.”

 

وأبلغ مسؤول بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض رويترز “الاستراتيجية فيما يتعلق بسوريا لم تتغير.”

 

وقال المسؤول إن فريق أوباما للأمن القومي “يجتمع بشكل متكرر لتقرير أفضل السبل لتنفيذ الاستراتيجية التي حددها هو (أوباما) للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية من خلال بضع وسائل ضغط عسكرية وغير عسكرية.”

 

وأضاف قائلاً “في حين يبقى التركيز المباشر على طرد تنظيم الدولة الإسلامية من العراق فإننا وشركاءنا في الائتلاف سنواصل ضرب الدولة الإسلامية في سوريا لحرمانه من ملاذ آمن وتعطيل قدراته الهجومية”، ومشيرا إلى أن أوباما أوضح أن الأسد فقد شرعيته قال المسؤول “إلى جانب جهودنا لعزل ومعاقبة نظام الأسد فإننا نعمل مع حلفائنا لتعزيز المعارضة المعتدلة”.

 

200 ضابط يبحثون تعزيز استراتيجية ضرب داعش

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يبحث 200 ضابط من أكثر 30 بلدا في التحالف المناهض لتنظيم الدولة سبل تعزيز استراتيجيتهم ضد المتشددين في العراق وسوريا، وذلك خلال اجتماع يستمر 10 أيام في قاعدة عسكرية بالولايات المتحدة.

 

وأعلن الجيش الأميركي إن الضباط الـ200 المسؤولين عن العمليات ضد تنظيم الدلولة، بدأوا الأربعاء مباحثاتهم التي ستستمر حتى 21 نوفمبر في قاعدة ماكديل الجوية في تامبا بفلوريدا.

 

وقالت القيادة الأميركية المكلفة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إن “المؤتمر مناسبة لشركاء التحالف لتوطيد علاقاتهم، وتطوير وتحسين حملتهم العسكرية الرامية لإضعاف” تنظيم الدولة و”الانتصار عليها”.

 

وقبل شهر، عقد اجتماع ضم كبار الضباط ورؤساء الأركان في دول التحالف في قاعدة أندروز الجوية، وسط شكوك حول الاستراتيجية المعتمدة ضد المتشددين الذين كانوا في حينها يحرزون تقدما على الأرض.

 

وهذا الاجتماع الجديد يشكل “مرحلة رئيسية” أخرى، حسب القيادة الأميركية التي أكد رئيسها، الجنرال لويد أوستن، أن التحالف “هو من سينهي” مهمة القضاء على تنظيم الدولة، و”بشكل جيد وبأسرع وقت ممكن”.

 

يشار إلى أن الاجتماع يأتي بعد أكثر من ثلاثة أشهر على شن أولى الطائرات الأميركية ضمن قوات التحالف، ضرباتها ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وبعد أكثر من 800 غارة جوية في البلدين.

 

مصادر لـCNN: أوباما يدرس تعديل الاستراتيجية ضد داعش بسوريا وطرح التخلص من الأسد يتصدر المشهد

مصادر لـCNN: أوباما يدرس تعديل الاستراتيجية ضد داعش بسوريا وطرح التخلص من الأسد يتصدر المشهد

 

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — كشف مصدر في الإدارة الأمريكية لـCNN أن الرئيس باراك أوباما طلب من فريق الأمن القومي تقديم مراجعة جديدة للاستراتيجية الأمريكية حيال سوريا على ضوء واقع جديد يؤشر إلى أن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لن تكون ممكنة دون حل سياسي يقتضي رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة.

 

وأشار المصدر التي تحدث لـCNN طالبا عدم ذكر اسمها، إن الخطوة تعتبر تراجعا عن الاتجاهات السابقة للإدارة الأمريكية التي كانت تعتقد بإمكانية التركيز على ضرب التنظيم في العراق ومن ثم استهداف مقاتليه في سوريا دون ضرورة التركيز على رحيل الأسد من السلطة.

 

وبحسب المصدر، فقد عقد أوباما خلال الأسبوع الماضي أربعة اجتماعات في البيت الأبيض لبحث هذه القضية مضيفا: “طلب منا الرئيس مراجعة مدى انسجام الاستراتيجية الموضوع ضد داعش مع الموقف من الصراع في سوريا لأن الصراع السوري أوصلنا إلى خلاصة مقتضاها أنه من أجل إلحاق الهزيمة بالتنظيم في العراق، فلا بد من هزيمته في سوريا.”

 

من جهتها، سعت مصادر أخرى في الإدارة الأمريكية إلى نفي وجود “مراجعة شاملة” للاستراتيجية، وإن كانت قد أقرت بوجود “قلق حول فاعلية بعض الجوانب الأساسية في الاستراتيجية القائمة.

 

كما رد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أليستر باسكي، على تقرير CNN بالقول: “الاستراتيجية الأمريكية حيال سوريا لم تتبدل. تركيز الإدارة الأمريكية منصب على طرد داعش من العراق، وسنواصل قصفه مع حلفائنا في سوريا من أجل حرمانه من فرصة الحصول على ملجأ آمن.”

 

وتابع باسكي قائلا: “أما بالنسبة إلى الأسد، فهو يبقى المغنطيس الجاذب للمتطرفين إلى سوريا، وقد أوضح الرئيس أوباما أن الأسد خسر كل شرعيته في السلطة. ونحن نعمل مع شركائنا من أجل تقوية المعارضة المعتدلة، بالتزامن مع فرض عقوبات دولية لعزم نظام الأسد.”

 

ووفقا للمصادر التي تحدثت لـCNN فإن الإدارة الأمريكية باتت على قناعة بأن التركيز على العراق بمفرده لن ينفع، خاصة وأن الجيش السوري الحر الذي تراهن عليه واشنطن لقتال داعش يخوض مواجهات أيضا مع القوات الحكومية وجبهة النصرة. ومن بين الخيارات المطروحة لمساعدة المعارضة السورية بإمكانية فرض منطقة حظر جوي عند الحدود مع التركية وتسريع عمليات التدريب.

 

ولفتت المصادر، إلى أنه من بين الدوافع لبحث تعديل الاستراتيجية حالة التذمر الموجودة بين شركاء أمريكا في التحالف الدولي حيال غياب رؤية واضحة لدى أمريكا للتخلص من الأسد أو جدول زمني للانتقال السياسي بسوريا، وقد تبلغت واشنطن ذلك من دول بينها السعودية والإمارات وتركيا.

 

الائتلاف الوطني يدين إرتكاب “شبيحة الاسد” لـ”مجزرة” بريف حمص

روما (12 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب الائتلاف الوطني السوري المعارض في دمشق عن إدانته لـ”المجزرة” في ريف حمص الشمالي التي ارتكبها أمس الثلاثاء “شبيحة نظام الأسد” بحق مدنيين

 

وقال الائتلاف “إستشهد ثلاثون شخصاً على الأقل في ريف حمص الشمالي بعد تعرض مجموعة من سبعين شخصاً، من بينهم جرحى؛ لكمين مفاجئ أثناء توجههم للمناطق الشمالية السورية وتركيا بغرض العلاج، حيث هاجمهم شبيحة نظام الأسد بالرصاص وقذائف الآر بي جي على بعد عشرة كيلومترات من ريف حماة”، حسبما جاء في بيان

 

وقال “إننا في الائتلاف الوطني، وإذ ندين هذه الجريمة التي استهدفت الجرحى والمدنيين؛ فإننا نطالب المجتمع الدولي، بفتح معابر وممرات آمنة للمناطق المحاصرة، إضافة لفرض منطقة عازلة على الحدود في شمال وجنوب سورية يلجأ إليها المدنيون”

 

كما استنكر الائتلاف “الصمت الدولي على الجرائم اليومية المستمرة بحق السوريين بأشد العبارات”، وقال “نحذر بأن نظام الأسد سيستمر باستغلال حملة التحالف الدولي، من أجل تمرير مثل هذه الجرائم والتصعيد فيها بهدف نشر الفوضى وكسر إرادة الثوار”.

 

وجدد الائتلاف التذكير بأن “تسليح الجيش السوري الحر بالتزامن مع توجيه الضربات العسكرية لمراكز النظام وتنظيم الدولة على حد سواء؛ هو الخيار الكفيل بوقف معاناة المدنيين وتجفيف المنبع الذي يستمر بإنتاج الإرهاب” في المنطقة

 

«حرب مبادرات» تخيّم على اجتماع «أصدقاء سورية»

ابراهيم حميدي: الحياة

اندلعت «حرب مبادرات» بين دول منخرطة في النزاع السوري ما أدى الى ظهور شقوق في اجتماع «النواة الصلبة» التي تضم 11 من دول «مجموعة اصدقاء سورية» في لندن أول من أمس.

 

وكان كبار موظفي الدول الـ 11 عقدوا اجتماعاً في العاصمة البريطانية، تناول التطورات الحاصلة منذ الاجتماع السابق على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك في ايلول (سبتمبر) الماضي. وشكّل الاجتماع فرصة لتعارف المبعوثين الجدد على بعضهم بعضاً. وبعد تسلم دانيال روبنستين الملف السوري من السفير روبرت فورد، تم تعيين السفير الفرنسي السابق في اليمن فرانك جيليه خلفاً لاريك شوفاليه الذي عُيّن سفيراً في الدوحة، اضافة الى تسلم الخبير البريطاني في شؤون الازمة الاوكرانية غاريث بيليلي الملف خلفاً للسفير جون ويلكس. كما عُيّن مدير ادارة الشرق الاوسط في الخارجية التركية جان ديزندار خلفاً لعمر اونهون الذي بدأ مهماته سفيراً في مدريد.

 

وبحسب مصادر الخارجية البريطانية، فان رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة حضر الاجتماع. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ان «المعارضة السورية تقاتل نظام (الرئيس) بشار الأسد و(تنظيم الدولة الاسلامية) داعش والتطرف الإسلامي، في وقت تعمل على حماية المواطنين السوريين وتوفير الخدمات لهم في ظروف صعبة للغاية». وتابع: «جهودنا متممة لجهود دولية أوسع لتقوية المعارضة المسلحة المعتدلة، حيث نقدم لهم معدات غير فتاكة ونتوقع تقديم مساهمة كبيرة لبرنامج التدريب والتجهيز بقيادة الولايات المتحدة».

 

واضاف هاموند انه ابلغ البحرة ان الرئيس الاسد «لا يمكن أن يكون له دور في سورية. فالنظام غير راغب ولا قادر على اتخاذ إجراء فعال ضد تنظيم داعش وغيره من المتطرفين. بل إن النظام السوري يشن عوضاً عن ذلك حملة وحشية وعشوائية ضد المعارضة المعتدلة والمدنيين ساعياً للقضاء على فرص التوصل لتسوية سياسية تحتاجها سورية والشعب السوري حاجة ماسة».

 

في المقابل، انتقد البحرة التحالف الدولي – العربي، قائلاً لصحيفة «غارديان» ان «التحالف يقاتل ظاهر المشكلة الذي هو تنظيم الدولة الاسلامية من دون مهاجمة اصل المشكلة الذي هو نظام» الرئيس الاسد، فيما اكدت الناطقة باسم الخارجية فرح دخل الله على «اهمية المعارضة المعتدلة لإثبات كيانها وأهدافها المناقضة كليا لكل ما يمثله نظام الأسد وتنظيم داعش». واضافت: «ما تتميز به المعارضة هو كل ما يفتقده تنظيم داعش والأسد: اعتدال وديمقراطية ومشاركة الجميع من دون استبعاد أحد».

 

وبحسب مصادر ديبلوماسية، فان اجتماع «النواة الصلبة» اظهر «شعوراً عميقاً بالقلق ازاء الوضع في حلب ومحاولات القوات النظامية تطويق المدينة، اضافة الى القلق من اعتداء جبهة النصرة على الجماعات المعتدلة في ريف ادلب» في شمال غربي البلاد. وجدّد الجانب الاميركي ان الغارات تضرب «داعش» والخلايا ذات العلاقة بتنظيم «القاعدة»، ذلك ان البيانات الرسمية لم تشر الى قصف مواقع لـ «النصرة»، بل الى جماعة «خراسان». لكن لم يظهر تصور ملموس ازاء الدعم الذي سيقدمه «اصدقاء سورية» لمنع القوات النظامية من حصار حلب، باستثناء تعهدات بزيادة الدعم للمجالس المحلية والدفاع المدني والبنية التحتية، وان كان بعض الدول اقترح ان تفرض مقاتلات التحالف «حظراً جوياً كأمر واقع، لتفعيل الضغط العسكري على النظام لقبول الحل السياسي».

 

وتابعت المصادر ان جدول اعمال الاجتماع تضمن «زيادة جهودنا لدعم المعارضة المعتدلة في مقاومة النظام ووقف تقدم مقاتلي داعش في كافة أنحاء سورية وتقوية الائتلاف السوري والحكومة المؤقتة والجماعات الموالية لهما للمساعدة في استقرار المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين السوريين، ودعم برنامج الولايات المتحدة لتدريب وتجهيز العناصر المعتدلة من المعارضة المسلحة وتعزيز الإجراءات المتخذة ضد النظام، ذلك يشمل تقييد قدرته على الاستفادة من النفط والحصول على عتاد عسكري»، اضافة الى «التزام بعملية انتقال سياسي حقيقي بناء على إعلان جنيف» الذي تضمن تشكيل هيئة حكومية بصلاحيات تنفيذية كاملة بقبول متبادل بين ممثلي النظام والمعارضة. كما بحث المجتمعون في «التعاون» مع اقتراح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا.

 

وبحسب المعلومات المتوافرة لـ «الحياة» ان المجتمعين حاولوا «ردم الفجوة» القائمة في ما بينهم ازاء النقاط المطروحة خصوصاً اختلاف المقاربة ازاء التحالف الدولي – العربي ضد «داعش»، ذلك ان الجانب التركي مدعوم فرنسياً يريد منطقة حظر طيران تتضمن مناطق آمنة ومحرمة على القوات النظامية السورية و «داعش» في الشريط المحاذي للحدود السورية – التركية وبالتالي يريد معرفة الهدف النهائي لعمليات التحالف قبل الانخراط فيه. غير ان ادارة الرئيس باراك اوباما لا تزال «حذرة جداً» ازاء الموافقة السياسية على ذلك بسبب إنعكاسات ذلك والتخوف من ان يدفع ايران الى التصعيد في ايران، اضافة الى الكلفة المالية والعسكرية لاقامة منطقة الحظر.

 

في المقابل، جدّد الجانب الاميركي التزام عدم التعاون مع النظام السوري في الحرب على الارهاب و «داعش» لاسباب سياسية ولاسباب عملية، ذلك ان التجربة الاخيرة في قصف مدينة الباب شمال البلاد اظهرت «عدم دقة في التصويب وسقوط قتلى مدنيين» بحسب الاعتقاد الاميركي الذي يقابله اعتقاد من دول اخرى بينها تركيا وفرنسا ان القوات النظامية صعدت من عملياتها بعد بدء الحملة على «داعش» وانه «يجب التعاطي مع الجذور التي ادت الى ظهور داعش الذي هو ظاهرة نتيجة غياب الحل السياسي».

 

كما تناول ممثلو الدول البرنامج الاميركي لتدريب المعارضة المعتدلة، الامر الذي سيبحث لاحقاً في اجتماع بين المسؤولين الامنيين في «النواة الصلبة»، ذلك ان المعلومات تفيد بأن الاستعدادات اتخذت لاقامة معسكرات تدريب في تركيا والاردن ودول اخرى، بحيث يبدأ تخريج الدفعات الاولى من المقاتلين في كانون الثاني (يناير) المقبل، وفق برامج تتناول «القيادة والاستراتيجيات» او الحفاظ على الاراضي او قتال القوات النظامية، مع تقدير بالانتهاء من تدريب خمسة آلاف عنصر في نهاية العام.

 

وظهر في الاجتماع اختلاف ازاء النظر الى مبادرة دي ميستورا لـ «تجميد» الصراع، اذ ان دولاً طالبت بضرورة اصدارها بقرار دولي لفرض مراقبين لتنفيذ اتفاقات المصالحات المحلية وان تكون جزءا من رؤية سياسية للحل، الامر الذي لم يوافق عليه المبعوث الدولي وبعض الدول. وقال مسؤول: «ليست هناك مبادرة من دي ميستورا. لا تزال مجرد افكار، عندما تصبح خطة متكاملة سنتخذ موقفاً منها. لا بد ان نعرف: ماذا عن المساعدات الانسانية؟ من يضمن وقف النار؟ من يفرج عن السجناء؟ ماذا عن البراميل والقصف الجوي لهذه المناطق؟».

 

وكان لافتاً ان الجانب المصري بات في موقف استمراري لموقفه في الاشهر الاخيرة، القائم على «الاستماع» بحيث انه يميز موقفه عن باقي دول «النواة الصلبة»، ذلك ان القاهرة بدأت تموضع نفسها بمسافة بين النظام السوري والمعارضة وبين الاطراف الاقليمية وبين موسكو وواشنطن، بحيث تنطلق من «الصفحة البيضاء» لموقفها لتطرح مبادرة سياسية تنطلق من الحفاظ على وحدة سورية السياسية والاجتماعية ومحاربة الارهاب وإيجاد حل سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري.

 

والى «مبادرة» المبعوث الدولي والاستعداد المصري لطرح «افكار بناءة»، بحث المجتمعون في الاروقة الثنائية الاستعداد الروسي لطرح مبادرة، اذ قال أحد المصادر ان موسكو «شعرت بعد بدء التحالف بقصف مواقع داعش في سورية، بأنها بدأت تخرج من اللعبة من سورية التي كانت دائماً منطقة نفوذ لها، لذلك فان موسكو بدأت تؤكد على ضرورة تفعيل مسار مفاوضات جنيف وتبحث عن مفاوضات بين ممثلي النظام والمعارضة». وعلم ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حض دي ميستورا على ذكر بيان جنيف في ايجازه لمجلس الامن.

 

وبحسب مصدر سوري، فإن لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف اكدا لوفد معارض ضم الرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب ان موسكو ستعقد سلسلة لقاءات مع ممثلي النظام والمعارضة استعداداً لتشجيع حوار سوري – سوري. ولاحظ مصدر شارك في المحادثات ان الجانب الروسي «في مزاج مختلف يتضمن الانفتاح الجدي على المعارضة» وانه يتحدث عن «الانتقال السياسي مع الحفاظ على مؤسسات الدولة بصرف النظر عن الاشخاص». واضاف ان موسكو «تشجع الحوارات الداخلية السورية شرط الا تكون مرهونة لقوى خارجية». ولم يجزم مسؤول غربي في اجتماع «اصدقاء سورية» ما اذا كان الموقف الروسي «مناورة لشراء الوقت» ام انه يرمي الى ان تقوم موسكو بلعب دور بناء بعد الضرر الذي لحق بها بسبب أزمة اوكرانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى