أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 14 شباط 2015

 

تقدم في «معركة حزب الله» في الجنوب السوري

لندن، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

أكد مسؤول سوري للمرة الأولى رسمياً، مشاركة إيران و «حزب الله» في المعارك ضد المعارضة بين دمشق ودرعا قرب حدود الأردن، التي أطلق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عليها اسم «معركة حزب الله»، في وقت جدد النظام شروطه لقبول «تجميد» القتال في حلب شمالاً، وبينها وقف «تمويل وتدفق» المعارضة من تركيا وعودة الجيش إلى مناطق المعارضة في المدينة وسط مشاركة لافتة للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في حفل لمناسبة ذكرى «الثورة الإيرانية» في دمشق.

 

وأفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أمس، بأنها «وثّقت قيام القوات الحكومية بين 5 و9 الشهر الجاري بحملة قصف عشوائي على مختلف مناطق الغوطة الشرقية ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 178 شخصاً بينهم 143 مدنياً و29 طفلاً»، وأوضح «المرصد» أنه «ارتفع إلى 37 بينهم 6 أطفال، عدد الضحايا جراء قصف للطيران الحربي وقوات النظام على مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية».

 

وبث نشطاء معارضون فيديوات أظهرت جرحى وقتلى مدنيين وسط دوما. وأطلق بعضهم حملة على موقع «فايسبوك» باسم «دوما تُباد»، فيما اعتبر «الائتلاف الوطني السوري» القصف الممنهج لقوات النظام على دوما «جريمة حرب».

 

وفي الطرف الآخر من دمشق، قال «المرصد» إن «حزب الله اللبناني مدعماً بمقاتلين إيرانيين وقوات النظام سيطروا على بلدة دير ماكر في ريف دمشق الغربي». ونقل التلفزيون الحكومي عن قائد ميداني قوله إن «العملية العسكرية التي بدأها الجيش مستمرة بقيادة الأسد وبالتعاون مع محور المقاومة، كحزب الله وإيران». وهذه المرة الأولى التي يُعلن فيها النظام عن خوض قواته معارك إلى جانب عناصر من «حزب الله» وقوات أخرى إيرانية. وكانت القوات السورية مدعومة خصوصاً بعناصر من الحزب أحكمت الثلثاء سيطرتها على بلدة دير العدس والتلال المحيطة بها في ريف درعا الشمالي الغربي. وقالت «شبكة سمارت» المعارضة إن «35 عنصراً لقوات النظام قتلوا ومئة آخرين جرحوا خلال اشتباكات مع الجيش الحر في محيط دير العدس»، فيما قالت «جبهة النصرة» على حسابها في موقع «فايسبوك» إن عناصرها «أسروا ثلاثين عنصراً من قوات النظام».

 

وأفاد «المرصد» بأن «حزب الله هو الذي يقود الهجوم في «الجبهة الجنوبية»، مشيراً إلى «مقتل 20 مسلحاً في كمين نفذه الحزب قرب دير العدس وفي الاشتباكات مع القوات السورية وحلفائها». وقال رامي عبدالرحمن مدير «المرصد»: «إنها معركة حزب الله». ولوحظ أن قناة «المنار» التابعة للحزب بثت أمس صوراً مباشرة من دير العدس، أظهرت مراسلها وهو يتجول في البلدة، فيما كانت تسمع أصوات انفجارات بعيدة. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن ناشطين قولهم إن العملية تتم بقيادة «القوات الخاصة» للحزب، كما نقلت عن عبدالرحمن قوله إن الهدف هو الوصول الى مناطق محاذية للحدود مع إسرائيل في الجولان المحتل وإقامة «شريط حدودي» يخضع لسيطرة «حزب الله».

 

في موازاة ذلك، أعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أنه سيقدم تقريراً حول جهوده أمام جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك في 17 الشهر الجاري. وقال بعد لقائه الأسد في ختام زيارته دمشق، إن «التركيز كما تعلمون في مهمتي هو على أهمية خفض معدلات العنف لمصلحة الشعب السوري والتركيز على وصول المساعدات الإنسانية في شكل غير مشروط وفي شكل متزايد إلى جميع السوريين».

 

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد جدد خلال اللقاء «حرص سورية على دعم أي مبادرة أو أفكار تساهم في حل الأزمة بما يحفظ حياة المواطنين ومؤسسات الدولة»، مشدداً «على ضرورة الضغط على كل الدول لتطبيق قراري مجلس الأمن 2170 و2178 لوقف تمويل وتدفق الإرهابيين» إلى سورية. وبثت «سانا» فيديو أظهر حضور دي ميستورا وكبار المسؤولين السوريين حفل استقبال العيد الوطني الإيراني في دمشق.

 

أوباما يطلب تفويضاً لمحاربة «داعش» ثلاث سنوات

واشنطن – جويس كرم

 

طلب الرئيس باراك أوباما تفويضاً تشريعياً من الكونغرس لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، حتى في مناطق لا تنحصر في العراق وسورية، فترته ثلاث سنوات. وتضمن طلب الرئيس صلاحيات لحرب على مدى ثلاث سنوات لضرب التنظيم، في مساحة جغرافية «مفتوحة» تشمل عمليات جوية مع ضوابط على أي تدخل بري مع امكانية تنفيذ عمليات محدودة للقوات الخاصة.

 

وأرسل البيت الأبيض طلب مشروع التفويض إلى الكونغرس بعد اجتماعات ماراثونية لمساعدي أوباما مع نواب من الحزبين في الأيام الأخيرة. وبحسب صحيفة «بوليتيكو» تضمن طلب التفويض صلاحية للحرب ضد التنظيم تستمر ثلاثة سنوات حتى 2018 وحتى إلى ما بعد خروج أوباما من البيت الأبيض بعام في شكل يتيح لخلفه التفاوض مع الكونغرس حول أي صيغة جديدة للحرب.

 

وهذه هي المرة الأولى التي سيصوت فيها الكونغرس على هكذا تفويض منذ ١٣ عاماً، كون أوباما قاد العمليات ضد «داعش» على أساس تفويض اعتداءات ١١ أيلول وحرب العراق في 2003. ولفتت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن أوباما سيتخلى عن تفويض حرب العراق الذي طلبه سلفه جورج بوش وسيستعيض عنه بالمرسوم الجديد في حال الموافقة عليه.

 

ويستند نص طلب التفويض إلى ثلاثة أسس:

 

الأول جغرافي ومفتوح المساحة في أهداف ونطاق الضربات ضد «داعش» في شكل يسمح لواشنطن باستهداف أي منطقة للتنظيم حتى خارج العراق وسورية.

 

الثاني، زمني بحيث يستمر التفويض حتى ربيع ٢.١٨ في حال إقراره مع إمكانية تعديله أو تجديده من قبل الرئيس الأميركي المقبل.

 

البند الثالث، وهو الأكثر حساسية فيشترط عدم السماح للقوات الأميركية بتدخل بري طويل وإبقاء أي تدخل من هذا النوع في إطار محدود ووسط انقسام بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي حوله وأيضاً بين البيت الأبيض والجيش.

 

ويريد صقور الحزب الجمهوري ومعهم قيادة الجيش الأميركي تقويضاً مفتوحاً حتى في العمليات البرية في حال اضطر الجيش لتنفيذها، فيما يعارض البيت الأبيض والخط الليبرالي هذا الأمر. ويريد أوباما تفادي أي مواجهات برية مع «داعش» قد توقع ضحايا أو رهائن أميركيين.

 

واعتمد البيت الأبيض صيغة وسطية في النص تتيح في الحالات الخاصة «عمليات برية محدودة وقصيرة المدى» للعناصر الموجودة على الأرض في العراق من دون إعادة الجيش الأميركي إلى تلك الدولة أو المخاطرة بنشر قوات في أرض المعارك.

 

وأكد مسؤول أميركي لـ»الحياة» أن التفويض يضمن تدريب قوة المعارضة السورية المعتدلة وتجهيزها. وشدد على أن «هذه القوة» ستحظى «بغطاء جوي في أرض القتال» إنما مِن دون دعم بري.

 

ويتخوف السناتور الجمهوري ليندسي غراهام من غياب الخيار البري خصوصاً في الساحة السورية، ويرى أن حجم القوة المدربة (خمسة آلاف) لن يكفي لقلب الحسابات ضد «داعش» أو نظام الأسد ولا يوازي قوة الجيش العراقي.

 

وكشفت مصادر موثوق فيها لـ»الحياة» عن استعدادات لبدء نشر هذه القوة مطلع الصيف المقبل، وتحدثت عن تحسن كبير في التنسيق والقدرات لفصائل المعارضة في الجبهة الجنوبية.

 

وسُيصوت الكونغرس بعد أيام من تقديم مشروع التفويض اثر جلسات استماع لعدد من أركان إدارة أوباما وحتى بعض العسكريين أو رجال الاستخبارات. ويعول البيت الأبيض على تأييد خط الوسط من الحزبين الديموقراطي والجمهوري لنيل الأكثرية لصالح التفويض. وقد يمتنع عن التصويت نواب لديهم طموح بخوض الانتخابات الرئاسية في 2016 مثل السناتور تيد كروز أو السناتور راند بول من الحزب الجمهوري. ويساعد الزخم القتالي للأردن وعودة الإمارات إلى مشاركة التحالف في العمليات الجوية ضد التنظيم في تسويق البيت الأبيض للتفويض وإبقاء طابع دولي للتحالف.

 

نقسامات في الكونغرس حول تفويض أوباما

 

وتباينت المواقف وردود الفعل حول نص التفويض مع تحفظ الجمهوريين على تقويض خيار القوات البرية وطلب الديموقراطيين تفاصيل أكثر حول الخطة.

 

وقال زعيم مجلس الشيوخ السناتور الجمهوري ميتش ماكونيل بأن الكونغرس “سيمنح النص ما يكفي من التفكير وسيستمع الى نصائح القيادة العكسرية” ووجه زعيم مجلس النواب جون بينر انتقادات للتفويض بصيغته الحالية التي تمنع القيام بمهام «برية طويلة». وقال بينر إن لديه «مخاوف» في شأن الطلب المقدم لكونه يضع كثيراً من القيود على القادة العسكريين.

 

وأضاف في بيان «أي تفويض باستخدام القوة العسكرية لا بد أن يعطي قادتنا العسكريين المرونة والصلاحيات التي يحتاجونها للنجاح ولحماية شعبنا».

 

وقال السناتور الجمهوري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر انه «سيبدأ بسرعة عقد جلسات استماع مكثفة» حول التفويض.

 

وتعهدت زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي بدرسه واستشارة نواب الحزب المنقسمين بين التيار الليبرالي المتحفظ على الحرب، والمعتدلين المتبنين لوجهة نظر الادارة.

 

وتحدث مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب نيكولاس راسموسن في شهادة امام مجلس النواب امس عن «تدفق غير مسبوق» للمقاتلين الأجانب إلى سورية، مقدّراً عددهم بعشرين ألفاً قدموا من تسعين بلداً.

 

«داعش» يعدم مرشحة برلمانية سابقة وسط الموصل

الموصل (العراق) – إفي

 

أقدم “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) صباح اليوم (الأربعاء) على إعدام نهلة يونس البدراني المرشحة السابقة للانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت مطلع 2014، قبل احتلال التنظيم المتطرف مدينة الموصل في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي.

 

وذكر مصدر محلي أن “داعش قام بإعدام المرشحة السابقة، التي تعمل موظفة في ديوان محافظة نينوى، بإطلاق النار عليها وسط مدينة الموصل”.

 

وأكد المصدر أن “مقاتلي التنظيم اعتقلوا البدراني قبل أشهر بعد أن طوقوا منزلها في أحد أحياء مدينة الموصل واقتادوها إلى جهة مجهولة، ونفذوا حكم الإعدام في حقها بتهمة الردة والخروج عن تعاليم الدين الإسلامي، وتأييد الحكومة العراقية العميلة لإيران والغرب”.

 

يذكر أن “داعش” أصدر حكماً في حق جميع المرشحين ممن شاركوا في الانتخابات الماضية، ونفذ حكم الإعدام في عدد كبير من المرشحين بينهم نساء.

 

أوباما لمحاربة “داعش” بلا حدود معارك في عمق الجبهة الجنوبية السورية

واشنطن – هشام ملحم

طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما رسميا من الكونغرس أن يفوض اليه استخدام القوة العسكرية ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) مدة ثلاث سنوات، لان “داعش يمثل خطرا على شعبي العراق وسوريا والشرق الأوسط الاوسع، وعلى الامن القومي الاميركي”. لكن التفويض لا يشمل شن عمليات هجومية برية تستمر طويلا لتفادي التورط في احتلالات عسكرية طويلة الامد كما حصل في افغانستان والعراق.

 

ويفوض مشروع القانون الذي قدمه البيت الابيض الى مجلسي الكونغرس، الى الرئيس صلاحية شن عمليات عسكرية “ضد داعش والافراد والجامعات او القوى المتعاونين معه”. إلا أنه لا يفرض قيودا جغرافية على تحرك القوات الاميركية ضد التنظيم المتطرف، الامر الذي يترك الباب مفتوحا للرئيس على الاقل نظريا لنقل المعركة الى الدول المحيطة بمسرح العمليات الرئيسي ضد “داعش” في العراق وسوريا.

وقال اوباما في رسالة ألحقها بمشروع القرار الذي قدمه الى الكونغرس ان التفويض الذي يطلبه ” لا يشمل عمليات برية قتالية واسعة وتستمر زمنا مماثلا لما قمنا به في العراق وافغانستان”، موضحا ان القوات المحلية لا الاميركية هي التي يجب ان تقوم بمثل هذه العمليات. لكنه أضاف ان التفويض يشمل منحه صلاحية اعطاء القوات الاميركية المرونة “للقيام بعمليات برية في ظروف محدودة، مثل القيام بعمليات انقاذ قد تشمل القوات الاميركية او قوات الائتلاف، او استخدام القوات الخاصة للقيام بعمليات عسكرية ضد قيادات داعش”، الى نشر القوات الخاصة في مهمات محدودة مثل جمع المعلومات الاستخبارية او مساعدة الطائرات المغيرة على ضرب اهدافها.

ولاحقا أكد الرئيس الأميركي في كلمة مقتضبة في البيت الابيض انه لن يسمح بانزلاق الولايات المتحدة مجدداً الى حرب برية طويلة في الشرق الاوسط، وذلك في محاولة لطمأنة الديموقراطيين في الكونغرس المتخوفين من ان تقبل البلاد مجدداً بالتزامات عسكرية جديدة ليست واردة في التفويض. وقال ان التفويض الذي يطلبه يحقق التوازن الضروري الذي يعطي القوات الاميركية المرونة لمعالجة أي تحديات غير مرئية الان. وأورد في هذا السياق انه “اذا وصلت الى القوات الاميركية معلومات استخبارية آنية”عن تجمع لقيادات “داعش”، ولم يستطع شركاؤنا التخلص منهم، فانني سأكون مستعدا لأمر قواتنا الخاصة بالتحرك ضدهم لانني لن اسمح لهؤلاء الارهابيين بأن يتمتعوا بملجأ آمن”.

وشرح ان فترة السنوات الثلاث ليست جدولا زمنيا يعني ان المهمة ستنتهي في وقت محدد، مشيرا الى انه يحق للكونغرس العودة الى مناقشة الموضوع مجددا مع الرئيس الجديد.

وثمة تأييد في الكونغرس لمشروع القرار، لكن بعض الجمهوريين يريد تفويضا أوسع لا يشمل مرحلة محددة او يقيد يدي الرئيس في استخدام القوات البرية على نطاق أوسع. وفي المقابل، يرى بعض الديموقراطيين ان التفويض مكتوب بلغة فضفاضة تسمح للرئيس بتوسيع نطاق العمليات على نحو يتخطى ما في التفويض الحالي. وفي الاسابيع المقبلة سوف تنظم لجان الكونغرس المختصة، مثل لجان القوات المسلحة والشؤون الخارجية جلسات استماع يتحدث فيها المسؤولون الحكوميون من مدنيين وعسكريين وخبراء لتقويم وشرح ابعاد التفويض، قبل ان تبدأ عملية تعديله او تطويره تمهيدا لطرحه على مجلسي الكونغرس للتصويت عليه.

 

الميدان السوري

وفي تطورات ميدانية متسارعة في سوريا، سيطرت القوات السورية النظامية ومقاتلو “حزب الله” اللبناني على أراض جديدة في هجوم كبير في جنوب سوريا امس، استمرارا لحملة على مقاتلين معارضين يمثلون واحدا من أكبر التهديدات المتبقية للعاصمة دمشق. ونقل التلفزيون السوري عن قائد ميداني ان “العملية العسكرية التي بدأ بها الجيش السوري مستمرة بقيادة الرئيس السوري وبالتعاون مع محور المقاومة حزب الله وايران”. وهذه المرة الاولى تعلن دمشق عن خوض قواتها معارك الى جانب عناصر من “حزب الله” وقوات اخرى ايرانية.

وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان القوات الموالية للنظام سيطرت امس على بلدة ديرماكر التي ترتفع 850 مترا عن سطح البحر على مسافة 40 كيلومتراً جنوب غرب دمشق قرب القنيطرة. واضاف ان تسعة جنود قتلوا في المعارك منذ الاثنين.

وصرح الناطق باسم جماعة “ألوية سيف الشام” وهي جزء من تحالف “الجبهة الجنوبية” المعارض المدعوم من دول تناهض الرئيس السوري بشار الأسد ابو غيث، بأن النظام يريد اقامة خط دفاع حول دمشق. وقال عبر الانترنت من داخل سوريا إن لدى جماعته كتيبة تشارك في المعركة.

واعلن الناطق باسم “الجبهة الجنوبية” عصام الريس أن خسائر فادحة لحقت بالقوات الحكومية، لكنها تبدو مصرة على مواصلة الهجوم. وقال إن “القصف عنيف جدا وخسائرهم كبيرة لكنهم لا يتوقفون”. وبالنسبة الى المعارضة لا يكون الاحتفاظ بالأرض في هذه الحال سياسة ناجحة.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان السيطرة على دير العدس في ريف درعا والتلال المحيطة بها “فتح الطريق امام القوات النظامية لتتقدم في اتجاه عمق هذه المنطقة”.

واجتمع الممثل الخاص للأمم المتحدة ستيفان دو ميستورا مع الأسد في دمشق للبحث في اقتراحه وقف النار في مدينة حلب بشمال سوريا .

 

الجيش السوري و”حزب الله” يتقدمان في ريفَيْ درعا والقنيطرة دو ميستورا التقى الأسد وتقرير له إلى مجلس الأمن الأسبوع المقبل

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

يحرز الجيش السوري تقدما في الهجوم الذي يشنه جنوبا قرب الحدود مع اسرائيل بمساندة مجموعات حليفة منها “حزب الله” اللبناني، بعدما سيطر على بلدة استراتيجية وتلال محيطة بها، فيما أعلن الممثل الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا الذي التقى الرئيس السوري بشار الاسد، انه سيقدم تقريرا عن جهوده الرامية لايجاد حل للازمة السورية الى جلسة يعقدها مجلس الامن في نيويورك الاسبوع المقبل.

 

نقل التلفزيون السوري الرسمي عن قائد ميداني ان “العملية العسكرية التي بدأ بها الجيش السوري مستمرة بقيادة الرئيس السوري وبالتعاون مع محور المقاومة كحزب الله وايران”.

وأوضح مصدر عسكري سوري ان “هدف العمليات التي يقوم بها الجيش في ريف درعا والقنيطرة هو تأمين الحدود مع الدول المجاورة وكسر الشريط الذي يحاولون اقامته”. واضاف ان “اي منطقة تستعاد من العصابات تضيف بعدا آمنا للمناطق الموجودة فيها”.

وهذه المرة الاولى تعلن دمشق عن خوض قواتها معارك الى جانب عناصر من “حزب الله” وقوات اخرى ايرانية.

وأفاد قائد ميداني سوري ان القوات السورية مدعومة خصوصا بعناصر من “حزب الله” احكمت الثلثاء سيطرتها على بلدة دير العدس والتلال المحيطة بها في ريف درعا والتي كانت تخضع لسيطرة “جبهة النصرة” الفرع السوري لتنظيم “القاعدة” وفصائل اسلامية مقاتلة أخرى منذ أكثر من سنة. وقال ان السيطرة على البلدة تمت في اطار هجوم بدأه الاحد الجيش السوري والمجموعات المسلحة الحليفة له من اجل “ابعاد خطر المسلحين عن دمشق بعدما سيطروا على مناطق عدة تخولهم ان يكونوا قريبين” منها.

وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “المنطقة الممتدة بين أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا تشهد حالياً عملية واسعة تنفذها وحدات من الجيش والقوات المسلحة”.

وكانت “جبهة النصرة” وجماعات موالية لها نجحت في السيطرة خلال الاسابيع الاخيرة على مناطق واسعة بجنوب سوريا، تقع اهمها في ريفي درعا والقنيطرة المحافظتين القريبتين من دمشق والاردن وهضبة الجولان.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن: “تتقدم قوات النظام السوري والجماعات المسلحة الحليفة لها وعلى رأسها حزب الله في مثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق اثر سيطرتها على بلدة دير العدس الاستراتيجية والتلال المحيطة بها”. ولفت الى ان السيطرة على دير العدس والتلال المحيطة بها “فتح الطريق امام القوات النظامية لتتقدم في اتجاه عمق هذه المنطقة”. واضاف ان “حزب الله” هو الذي يقود الهجوم في “الجبهة الجنوبية”، مشيرا الى مقتل 20 مسلحا الثلثاء في مكمن نفذه الحزب قرب دير العدس وفي الاشتباكات مع القوات السورية وحلفائها. واعتبر عبد الرحمن “انها معركة حزب الله”.

وبثت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” مشاهد مباشرة من دير العدس، اظهرت مراسلها وهو يتجول في البلدة، فيما كانت تسمع أصوات انفجارات بعيدة. كما اظهرت المشاهد ذخائر قال المراسل انه تم الاستيلاء عليها بعد دخول البلدة. ووصفت القناة الهجوم بأنه “عملية استباقية هي الاكبر في ارياف القنيطرة ودرعا ودمشق الجنوبي منذ دخول المسلحين اليها”.

ومعلوم انه في 18 كانون الثاني، قتل ستة من كوادر “حزب الله” ومسؤول عسكري ايراني في غارة اسرائيلية استهدفتهم في منطقة القنيطرة.

 

دو ميستورا

سياسياً، اعلن دو ميستورا في تصريح صحافي مقتضب بعد لقائه الاسد في ختام زيارته لدمشق: “سأقدم تقريرا في جلسة خاصة بسوريا يعقدها مجلس الأمن يوم 17 شباط الجاري في نيويورك”.

وقال المبعوث الدولي الذي يزور دمشق للمرة الثالثة منذ تعيينه في تموز 2014 ان “التركيز كما تعلمون في مهمتي هو على اهمية خفض معدلات العنف لمصلحة الشعب السوري والتركيز على وصول المساعدات الانسانية بشكل غير مشروط وبشكل متزايد الى جميع السوريين… ولكن بالطبع جل تركيزي في هذه المهمة هو على العمل على تيسير عملية سياسية من أجل التوصل الى حل سياسي لهذا النزاع الذي طال جداً”. وشدد على انه “لا حل عسكريا لهذه الأزمة”.

وأشار الى انه “بالطبع ناقشت ايضا هنا في دمشق المقترح الذي قدمته الأمم المتحدة من اجل التوصل الى تجميد للقتال في حلب”.

وكشفت “سانا” انه تخللت لقاء الاسد ودو ميستورا “مناقشة التفاصيل الجديدة في خطة دو ميستورا لتجميد القتال بحلب المدينة في اجواء ايجابية وبناءة”. وقالت ان الاسد جدد خلال اللقاء “حرص سوريا على دعم اي مبادرة او افكار تساهم في حل الازمة بما يحفظ حياة المواطنين ومؤسسات الدولة”، مبرزا “ضرورة الضغط على كل الدول لتطبيق قراري مجلس الامن 2170 و2178 لوقف تمويل وتدفق الارهابيين” الى سوريا.

وأعرب دو ميستورا “عن أمله في أن يتعاون جميع الاطراف لدعم مقترحه من اجل اعادة الامن الى مدينة حلب لتكون نقطة انطلاق لاعادة الامن والاستقرار الى كل الاراضي السورية”.

 

تقدم للجيش السوري على الجبهة الجنوبية

زياد حيدر – طارق العبد

أحرزت القوات السورية، أمس، تقدماً سريعاً وإستراتيجياً على الجبهة الجنوبية، وسيطرت على المزيد من التلال والبلدات، وسط ما يشبه الانهيار الكامل للمجموعات المسلّحة، وعلى رأسها «جبهة النصرة»، فيما أبدت دمشق رضاها عن «الأفكار الجديدة» التي تقدم بها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب.

وطلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الكونغرس منحه تفويضا للقتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» من دون قيود جغرافية، لكن بقيود على استخدام القوات البرية.

ونصَّ الطلب الذي أرسل إلى الكونغرس «لا يخول (الرئيس) استخدام القوات المسلّحة الأميركية في عمليات قتالية برية هجومية متواصلة»، رغم انه لا يستبعد قيام القوات الخاصة بعمليات إذا وافق البنتاغون على ذلك، ولكنه يمنع القيام بأي غزو بري أو بأية مهمة لإحلال السلام.

إلا انه لا توجد قيود جغرافية على نطاق العمليات العسكرية، التي ستمتد على مدى 3 سنوات. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إغفال أوباما ذكر أي منطقة محددة في قراره يشير إلى إمكانية مهاجمة «داعش» في لبنان والأردن أيضاً. كما يمكن استخدامه لمواجهة أي أخطار مستقبلية من جماعات إسلامية متشددة مقرّبة من «داعش» في ليبيا واليمن والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. (تفاصيل صفحة 8)

وواصل الجيش السوري، لليوم الرابع على التوالي، عمليته العسكرية الواسعة في مثلّث درعا ـــ القنيطرة ـــ ريف دمشق الغربي. وتقدم باتجاه تلة فاطمة وخربة سلطانة في ريف درعا الشمالي، بعد أن احكم سيطرته على بلدة دير ماكر وتلة العروس وتلة السرجة، وذلك بعد يوم من سيطرته على بلدة دير العدس الإستراتيجية.

وترتبط دير ماكر بعدد من الهضاب والتلال الإستراتيجية التي تمتد ما بين قرى الجولان السوري المحتل حتى طريق درعا القديم، والتي تصل حدودها الجغرافية إلى تل الحارة الإستراتيجي. وترتفع البلدة 850 متراً عن سطح البحر، وتبعد 40 كيلومتراً جنوب غرب دمشق قرب القنيطرة.

وقال مصدر عسكري سوري، لوكالة «فرانس برس»، إن «هدف العمليات التي يقوم بها الجيش في ريف درعا والقنيطرة هو تأمين الحدود مع الدول المجاورة وكسر الشريط الذي يحاولون إقامته»، مضيفاً «أي منطقة يتم استعادتها من العصابات تضيف بعداً آمناً للمناطق».

وكانت القوات السورية أحكمت أمس الأول سيطرتها على بلدة دير العدس والتلال المحيطة بها في ريف درعا الشمال الغربي، والتي كانت تخضع لسيطرة «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية أخرى منذ أكثر من عام.

وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، في بيان، أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة نفّذت عملية عسكرية واسعة في المنطقة الجنوبية، وحققت إنجازات نوعية متتالية على اتجاهات عدة في أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا، وأعادت الأمن والاستقرار إلى بلدات دير العدس والدناجي ودير ماكر وأحكمت السيطرة على تلال مصيح ومرعي والعروس والسرجة، وقضت على أعداد كبيرة من إرهابيي جبهة النصرة، ولا تزال عمليات الجيش مستمرة في ملاحقة فلول العصابات الإرهابية التي انهارت تحت ضربات الجيش على عدة محاور في المنطقة».

وأضافت «هذه النجاحات التي يحققها رجال الجيش السوري في المنطقة الجنوبية تكتسب أهميتها، كونها تعزز تأمين محور دمشق ـــ القنيطرة ومحور دمشق ـــ درعا من جهة وتقطع خطوط الإمداد والتواصل بين البؤر الإرهابية في ريف دمشق الغربي وريفي درعا والقنيطرة من جهة أخرى، كما أن السيطرة على مجموعة التلال الحاكمة تساعد في تطوير النجاحات العسكرية في هذه المنطقة».

وكعادتها مع كل خسارة، بدأت المجموعات المسلحة اتهام بعضها البعض، حيث اعتبرت بعض «التنسيقيات» أن «ما جرى يعود إلى تخاذل الفصائل في درعا والقنيطرة عن صد هجوم الجيش في عين عفا وتل عريد ثم تل مرعي»، مشيرة إلى «تعزيزات من الجيش الأول وباقي مجموعات الجيش الحر لإطلاق معركة تستعيد فيها المواقع التي خسرتها في الريف الشمالي لحوران، بالتزامن مع دعوات أطلقها قادة الجيش الأول للفزعة والنفير العام لكل الفصائل والمجموعات».

وتواردت أنباء عن تشكيل غرفة عمليات تضم «جبهة النصرة» و «ألوية فلوجة حوران» و «لواء اليرموك» لاستعادة دير العدس ودير ماكر وكفر شمس، في مقابل توقف مفاجئ للهجوم على بلدتي نامر وقرفا والنقاط المؤمنة لخربة غزالة على الطريق الدولي بين دمشق ودرعا.

واعتبر المحلل الإسرائيلي إيهود ياري، في تصريح للقناة الثانية، أن تقدم الجيش السوري في المنطقة سيخلق مشكلة لإسرائيل. وقال «اعتقد أن الأمر الأخير الذي تريده إسرائيل هو جبهة أخرى مع حزب الله».

دي ميستورا والأسد

وانتهت مشاورات دي ميستورا الرسمية في دمشق، بلقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، في تلميح إلى «استحسان رسمي للعرض الجديد الذي قدمه المبعوث الدولي» لتجميد القتال في حلب.

وقالت مصادر مطلعة على مشاورات الطرفين، لـ «السفير»، إن البعثة الأممية تقدمت «بأفكار إيجابية يمكن التعاطي معها»، مشيرة إلى «تفاصيل بسيطة سيتم انجازها، قبل الشروع بالتنفيذ» على أن يتم هذا التنفيذ «بالتزامن بين كل الأطراف المعنية».

وذكرت وكالة الأنباء السورية ـــ «سانا» إن الأسد بحث مع المبعوث الأممي «التفاصيل الجديدة في خطة دي ميستورا لتجميد القتال بحلب المدينة في أجواء إيجابية وبنّاءة». وأضافت «جدّد الأسد حرص سوريا على دعم أي مبادرة أو أفكار تسهم في حل الأزمة، بما يحفظ حياة المواطنين ومؤسسات الدولة»، وشدد على «ضرورة الضغط على كل الدول لتطبيق قراري مجلس الأمن 2170 و 2178 لوقف تمويل وتدفق الإرهابيين إلى سوريا».

وقال مصدر سوري، لـ «السفير»، إن «الاتفاق لم ينجز تماماً وبحاجة للاستكمال عبر بعض التفاصيل الصغيرة»، مؤكداً أن «الحديث هو حول حلب المدينة فقط» من دون أي ذكر لمناطق أخرى، سواء في ريفها أو خارج المحافظة.

وشددت دمشق، كما حصل في لقاءات سابقة، على أن «السيادة تبقى للدولة السورية التي تتولى إدارة المناطق التي تخضع للتجميد» لكن من دون الإشارة للطريقة التي ستجري فيها هذه العملية، في حال بقيت فصائل مسلّحة في تلك المناطق.

ورجّحت مصادر أخرى أن يتم الحديث عن أحياء بعينها، تمتد إلى أخرى، في حال نجاح الأولى، في الوقت الذي أكد المصدر أن الهدف من هذه العملية إلى «جانب دعم مهمة المبعوث الدولي، إعادة الحياة الآمنة لحلب وعودة المدينة إلى حياتها الطبيعية»، لكنه أكد أن «هناك فترة زمنية لتطبيق الخطة، وبالتالي يجب أن تصل إلى نتيجة، سلباً أو ايجاباً».

ووفقا لمعلومات «السفير» فإنه لم يتم التطرق إلى دور الجيش في محيط حلب. وقال مصدر مطلع إن «للجيش اليد العليا في حلب في كل الأحوال، والأمور مرهونة بتنفيذ الطرف الآخر، لأي اتفاق سيتم إعلانه»، مشيرا إلى أن السلطات السورية اشترطت أيضا «تزامن عملية التنفيذ» وأن المسؤول الأممي قال للجانب السوري إنه سيكشف بشكل واضح ورسمي أي طرف لا يلتزم بتعهداته.

ونقل بيان رسمي عن دي ميستورا إعرابه، خلال لقائه الأسد، «عن أمله في أن تتعاون جميع الأطراف لدعم مقترحه من أجل إعادة الأمن إلى مدينة حلب لتكون نقطة انطلاق لإعادة الأمن والاستقرار إلى كل الأراضي السورية».

وسيحمل دي ميستورا «التفاصيل الجديدة والرد السوري عليها» إلى نيويورك ليعرضها على أعضاء مجلس الأمن في 17 شباط الحالي، في محاولة لتهيئة مشروع قرار يدعم التقدم الجديد في المهمة.

وقال إن «التركيز في مهمتي هو على أهمية خفض معدلات العنف لمصلحة الشعب السوري، والتركيز على وصول المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط وبشكل متزايد إلى جميع السوريين، ولكن بالطبع فإن جلّ تركيزي في هذه المهمة هو العمل على تيسير عملية سياسية من أجل الوصول إلى حل سياسي لهذا النزاع الذي طال جداً»، لافتا إلى انه «لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة».

إلى ذلك، وافقت السلطات السورية على تعيين خولة مطر في منصب مسؤول مكتب المبعوث الدولي في دمشق.

 

مجلس الأمن يتبنى قراراً لتجفيف منابع تمويل “داعش

تبنى مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، بالإجماع، قراراً يهدف إلى تجفيف مصادر تمويل المجموعات الإسلامية المتطرفة، وأهمها تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش”.

وتبنى المجلس نصاً قدمته روسيا، وتولت رعايته أيضاً 37 دولة، بينها أبرز أطراف النزاع في سوريا (سوريا، الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، العراق، إيران والأردن).

وحظر المجلس جميع أشكال التجارة في الآثار من سوريا، موسعاً بذلك قرار حظر المتاجرة بالآثار المسروقة ليشمل سوريا، بعدما كان سارياً من قبل على العراق.

كما هدد المجلس بفرض عقوبات على كل من يشتري النفط من “داعش” و”جبهة النصرة”، وحث كذلك جميع الدول على عدم دفع أي فدية مقابل إطلاق الرهائن من مواطنيها المحتجزين لدى التنظيمات الإرهابية.

وتبنى المجلس بالإجماع القرار، وهو ملزم قانوناً، ويعطي المجلس سلطة فرض عقوبات اقتصادية للضغط من أجل تنفيذ القرارات، ولكنه لا يجيز استخدام القوة العسكرية.

ويطالب المجلس الدول الأعضاء بتجميد أصول التنظيمات المتشددة، وعدم القيام بتجارة معها سواء “بشكل مباشر أو غير مباشر”، وضبط تهريب شاحنات تمر خصوصاً عبر الحدود التركية.

وبحسب خبراء، فان “داعش” يكسب حوالي مليون دولار يومياً عبر بيع النفط إلى وسطاء عدة في القطاع الخاص، غير أن هذه العائدات تراجعت تحت تأثير الضربات الجوية التي يقوم بها “التحالف الدولي” ضد التنظيم المتشدد في العراق وسوريا، والتي أدت إلى تدمير مصاف، وخصوصاً أيضاً بسبب تراجع أسعار النفط.

(أ ف ب، رويترز)

 

واشنطن تنفي التنسيق مع الأسد في ضرب «الدولة الإسلامية» وستلاحق التنظيم في 8 بلدان

تفويض الكونغرس لأوباما يتجنب النظام السوري… وسليماني يقود قوات طهران و«حزب الله» في درعا

ريف دمشق ـ واشنطن ـ «القدس العربي» من هبة محمد ورائد صالحة : نفت واشنطن تنسيق غاراتها الجوية ضد الدولة الإسلامية «داعش» مع النظام السوري بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك بخلاف ما كان رأس النظام السوري قد أعلنه في مقابلة له مع قناة «بي بي سي» البريطانية، عن وجود تنسيق سوري امريكي في استهداف تنظيم داعش عبر الحكومة العراقية، كما دعت أمريكا رئيس النظام السوري بشار الأسد ألا يقف في طريقها بشأن بدء عملية عسكرية ضد أهداف «داعش» في سوريا.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي جوش إيرنست في الموجز الصحافي من واشنطن «الولايات المتحدة لا تنسق فعالياتها مع الحكومة السورية ونحن لن نفعل ذلك».

وأضاف «الحقيقة بكل بساطة، أننا اتصلنا قبل البدء بتنفيذ الهجمات بسوريا، أبلغنا النظام السوري عبر سفيرنا إلى الأمم المتحدة». وأضاف «اوصلنا رسالة واضحة إلى النظام السوري مفادها نحن نخطط لبدء عملية عسكرية ضد أهداف داعش في سوريا، لكن ما بيّناه بشكل واضح في ذلك البلاغ هو مسؤولية الحكومة السورية».

وتابع «دعوني أقلها بصراحة (قلنا للأسد) ألا تقف في طريقنا»، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة لم تستأذن سوريا، وأن على النظام السوري تجنب الاصطدام مع الطيران الأمريكي أثناء توجيههم ضربات جوية ضد أهداف داعش الواقعة فوق الأراضي السورية.

جاء ذلك في وقت أفادت فيه الإدارة الأمريكية عن تدفق «غير مسبوق» للمقاتلين الأجانب إلى سوريا، مقدرة عددهم بعشرين الفا قدموا من تسعين بلدا.

وجاءت هذه التقديرات في إفادة خطية أعدها نيكولاس راسموسن مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب الذي يجمع كل معلومات وكالات الاستخبارات الأمريكية حول المخاطر الإرهابية لتقديمه إلى الكونغرس.

ولفت المركز الوطني لمكافحة الإرهاب إلى أن عدد المقاتلين الأجانب البالغ 20 الفا من تسعين دولة يفوق بشكل طفيف الأرقام المعتمدة حتى الآن.

وبرر ذلك بأن وتيرة توافد هؤلاء المقاتلين «غير مسبوقة»، ولا سيما بالمقارنة مع ما جرى في دول أخرى تشهد نزاعات مثل العراق واليمن وأفغانستان وباكستان والصومال.

وأوضح راسموسن أن مواصفات هؤلاء المقاتلين متباينة للغاية، لكن «ما لا يقل عن 3400 من هؤلاء المقاتلين الأجانب قادمون بحسب تقديراتنا من بلدان غربية وبينهم 150 امريكيا».

وقال إن «غالبية» الذين يغادرون ينضمون إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، مؤكدا ان «التوجهات واضحة ومقلقة».

إلى ذلك أشارت مواقع قريبة للنظام السوري، إلى مشاركة من وصفته بـ «أحد أضخم الأدمغة العسكرية الإيرانية»، في إشارة إلى قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ليكون على رأس المهام القتالية ضد كتائب المعارضة في ريف درعا الجنوبي جنوب البلاد، في معركة أطلقت عليها الميليشيات الإيرانية اسم «شهداء القنيطرة»، بمساندة ميليشيات «حزب الله» اللبناني الشيعي.

ونشرت المواقع صورة لقاسم سليماني قالت أنها التقطت في ريف درعا الغربي، أثناء قيام الأخير بتفقد القطع العسكرية الإيرانية، وتهيئة عناصره لخوض المعركة.

وفي نفس السياق اطلعت «القدس العربي» على الصيغة الأولية التي ارسلتها إدارة اوباما إلى المشرعين والتي تضمنت طلبا صريحا بالموافقة على عمل عسكري ضد «الدولة الإسلامية» مع حظر للعمليات البرية الهجومية.

وتنص الصياغة التى ارسلتها ادارة اوباما إلى الكونغرس السماح بتفويض العمل العسكري لمدة 3 سنوات وعدم فرض قيود جغرافية على الحرب مما يسمح للجيش الامريكي بملاحقة الجماعات الارهابية اينما ذهبوا، ولن يتم الغاء تفويض عام 2001 المعروف اختصارا «ايموف» ضد تنظيم القاعدة والقوات المرتبطة بها ولكن سيتم الغاء تفويض عام 2002 الذي تم أستخدامه في حرب العراق.

وقال السيناتور ليندسي غراهام الذي يعارض حظر استخدام القوات البرية في القتال إن بإمكانه «التعايش» مع مصطلح «حظر العمليات الباقية او الدائمة»، ولكنه يشعر بقلق بالغ من أن اللغة المستخدمة ستمنع القوات الأمريكية من المشاركة بالقتال ضد القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. وأوضح السيناتور ماكين بأن مهلة التفويض مقبولة كما رحب السناتور بوب كوركر ببند عدم وجود قيود جغرافية، وقال «أنا أعلم أنهم لا يتحدثون فقط عن العراق وسوريا بل عن ثمانية بلدان في الوقت الراهن، مما يمنح مرونة جغرافية مناسبة لملاحقة داعش والتأكد من أنهم لا يجدون ملاذا آمنا».

 

مجلس الأمن تبنى قرارا لتجفيف مصادر تمويل جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية

 

الأمم المتحدة- (أ ف ب): تبنى مجلس الأمن الدولي الخميس بالاجماع قرارا يهدف إلى تجفيف مصادر تمويل مجموعات جهادية مثل تنظيم “الدولة الاسلامية”.

 

وهذه المجموعات التي تنشط في سوريا والعراق تجني ملايين الدولارات من تهريب النفط والاثار والفديات التي تطلبها مقابل عمليات الخطف.

 

وهذا النص الذي قدم بمبادرة من روسيا حليفة دمشق، تولت رعايته ايضا 37 دولة بينها ابرز اطراف النزاع في سوريا (سوريا، الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، العراق، ايران والاردن).

 

ويطالب المجلس الدول الاعضاء بتجميد اصول هذه المجموعات التي تقاتل النظام السوري وعدم القيام بتجارة معها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وضبط تهريب شاحنات تمر خصوصا عبر الحدود التركية.

 

ويوسع القرار حظر المتاجرة باثار مسروقة ليشمل سوريا وهو قرار كان ساريا من قبل على العراق.

 

وبحسب خبراء فان تنظيم “الدولة الاسلامية” يكسب حوالى مليون دولار يوميا عبر بيع النفط الى عدة وسطاء في القطاع الخاص. لكن هذه العائدات تراجعت تحت تأثير الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي ضد الجهاديين والتي أدت إلى تدمير مصاف، وخصوصا بسبب تراجع اسعار النفط.

 

وتندرج المبادرة في اطار ضغوط متزايدة على الجهاديين. ويقول مسؤولون امريكيون ان “التنظيم الارهابي الافضل تمويلا في العالم” خسر السيطرة على اراض بسبب غارات الائتلاف الدولي كما ان عائداته النفطية في تراجع ويجب ان يستعد لمواجهة هجوم بري على نطاق واسع في العراق.

 

ويندرج هذا القرار التقني والذي يشمل ايضا مجموعات متطرفة اخرى مثل جبهة النصرة ضمن اطار الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة والذي ينص على فرض عقوبات على الدول التي تمتنع عن التطبيق.

 

وهو يكرر بشكل اوضح سلسلة إجراءات اتخذها مجلس الامن الدولي منذ ان استولى تنظيم “الدولة الاسلامية” على مناطق واسعة في العراق وسوريا قبل حوالى سنة.

 

تنظيم “الدولة” يقتحم ناحية البغدادي غرب العراق ويقتل قائداً عسكرياً

الأنبار – الأناضول – قال مصدر أمني عراقي، الخميس، إن عناصر تنظيم “داعش” اقتحموا ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار، غربي البلاد، وقتلوا قائداً ميدانياً في الجيش العراقي.

 

وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن “تنظيم داعش الإرهابي شنّ صباح اليوم الخميس هجوماً واسعاً على ناحية البغدادي(90كم غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار) وتمكن بعد مواجهات واشتباكات عنيفة مع القوات الأمنية من قتل آمر الفوج الثاني التابع للفرقة السابعة في الجيش العراق، المقدم سعدون الجميلي وإصابة 5 جنود بجروح خطيرة”.

 

وأضاف أن “التنظيم اقتحم ناحية البغدادي عبر محورين واستطاع الوصول إلى مركز شرطة البغدادي والتي تدور مواجهات واشتباكات عنيفة بين عناصره وعناصر القوات الأمنية، ما زالت مستمرة حتى الساعة(12.45)تغ”.

 

وتابع المصدر الأمني أن طيران التحالف الدولي استطاع قتل العشرات من عناصر التنظيم وذلك من خلال قصفه لعدد من آلياته والمواقع التي تمركز فيها عقب الهجوم على البغدادي.

 

ولم يتسنّ التأكد مما ذكره المصدر الأمني من مصدر مستقل، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق من “داعش” بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام.

 

وتخوض قوات من الجيش العراقي مدعومة بقوات البيشمركة الكردية وميليشيات موالية لهات معارك ضد تنظيم “داعش” في عدة مناطق من المحافظات الشمالية والغربية التي تسيطر عليها “داعش”، بغية استعادة السيطرة على تلك المناطق.

 

ومنذ أشهر يشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، غارات جوية على مواقع لـ “داعش”، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها “دولة الخلافة”، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.

 

قصة متطوع أمريكي إلى سوريا.. إريك هارون من الجيش السوري الحر و «النصرة» إلى السجن

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: في المسألة السورية لا يزال موضوع تدفق اللاجئين الأجانب يحتل الاهتمام الأكبر من سياسات ومواقف الدول الغربية – الأوروبية والأمريكية.

ويضاف إلى هذا كيفية مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية حيث يطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكونغرس بتفويض من أجل قتال تنظيم الدولة الإسلامية، ليس فقط بالطائرات ولكن من خلال القوات البرية وهو ما سيناقشه الكونغرس.

ومن هنا تبدو تحذيرات الخبير نيكولاس راسموسن، مدير المركز الوطني لمحاربة الإرهاب تصب في جهود قتال الجهاديين، فقد حذر قائلا أن عدد المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق يتجاوز العشرين ألفا ومن 20 دولة حول العالم.

وفي شهادته التي أدلى بها أمام لجنة الدفاع الوطني بالكونغرس قال إن هناك هنا 3400 من المحاربين الأجانب الذي التحقوا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الجهادية يحملون جنسيات غربية، ومن مجموع هؤلاء هناك 150 أمريكيا أي بزيادة نسبية عن الرقم 50 – 80 الذي سجل العام الماضي.

وقال المسؤول إن وتيرة تدفق المقاتلين الأجانب على سوريا تزيد عن حالات أخرى في أفغانستان والباكستان والعراق واليمن والصومال خلال العقدين الماضيين. وأكد المسؤول أن ساحات القتال الجديدة في سوريا والعراق تفضل المقاتلين من ذوي الخبرة والمعرفة بالأسلحة والمتفجرات.

وأكد المسؤول الأمريكي على أهمية وسائل التواصل الإجتماعي في إقناع الشباب بالانضمام إليهم. وتتساوق تصريحات راسموسن مع مدير الأمن القومي جيمس كلابر العام الماضي وتحذيرات اللجنة الدولية لحماية الصحافيين من أن سوريا قد تحولت إلى «ثقب أسود» وخطر على الإعلاميين.

وفي المقابل تتناقض تصريحات المسؤول الأمريكي مع تقارير بريطانية لاحظت محاولات العديد من المقاتلين الهروب نظرا لشعورهم بالخيبة من العيش وتجربة القتال في صفوف الدولة الإسلامية.

 

قصة إريك

 

وفي هذا السياق تشير مجلة «نيويوركر» في عددها الجديد لقصة أمريكي سافر للقتال إلى جانب الجماعات السورية المعتدلة، فالجندي السابق إريك هارون (1982-2014) رفض نصيحة أمه مساعدة السوريين من الخارج وتوفير الطعام والدواء لهم.

رغم أن عمال الإغاثة مثل كايلا مولر التي أعلن التنظيم عن مقتلها وجيمس فولي وعبدالرحمن كاسيج لم يفروا من فظائع التنظيم. وعليه فقد بدأت قصة هارون الجندي الأمريكي السابق والشاب الأمريكي الذي عاش حياة مضطربة بدأت في كانون الأول/ديسمبر 2012 عندما وصل إلى نزل في اسطنبول والتقى ناشطا سوريا عقد صداقة معه «كنا نلتقي كل ليلة ونشرب حتى الصباح ونتحدث عن الثورة السورية» كما قال الناشط. بعد تسريحه من الجيش الأمريكي عام 2003 سافر هارون إلى كل مكان من لبنان إلى تايلاند حتى حط الرحال في إسطنبول. وقد تأثر هارون كثيرا بالمجازر التي ارتكبها الجيش السوري والتي «أصابتني بالجنون».

وفي 5 كانون الأول/ ديسمبر اتصل هارون مع والدته في فونيكس وأخبرها بعزمه السفر إلى سوريا والقتال هناك، فمن خلال الناشط الذي تعرف عليه التقى مع أحد قادة الجيش السوري الحر الذي رتب رحلته من اسطنبول إلى غازي عينتاب ومنها إلى سوريا.

وعندما علمت والدته آن بالخبر عبرت عن خوفها، فأكد لها أنه يعرف استخدام السلاح. وعادت وطلبت منه الإحتراس بعد أن فشلت بإقناعه العدول عن رأيه وأخبرته بأنها لا تريد فقد أي من أولادها.

وأقنع هارون والدته بأنه سيقاتل إلى جانب رجال شرفاء يتلقون الدعم من الغرب والولايات المتحدة. و الموقف نفسه بدا من صديقته الإسبانية التي التقاها في بيروت حيث قالت له «إنك مجنون» ولكنه أجاب «عليك أن تكسري البيضة حتى تصنعي العجة».

 

حياة مضطربة

 

تظهر قصة هارون التي جمع خيوطها الصحافي نيكولاس شميدل كيف تداخلت الحياة المضطربة والبحث عن المغامرة والجاسوسية والتعاطف في الساحة السورية، وتبدو قصة هارون عادية إن كانت عن شاب انضم للجماعات المقاتلة في سوريا، لكنها أكثر من اعتيادية إن عرفنا تفاصيلها.

وكان هارون يخطط لقضاء شهر في سوريا قبل أن يأخذ منها إجازة لأسابيع عدة. لكن قصة انضمامه للثوار السوريين تخفي وراءها طفولة مضطربة في المدرسة، فقد بدأ السرقة مبكرا وعثرت أمه على سكين بحوزته وقامت بتعنيفه.

واقتنى مسدسا في سن مبكرة مما أدى بوالدته إلى الرحيل إلى بلدة أوكس في ساوث داكوتا حيث دخل مدرسة مسيحية هناك. وبعد مصاعب حصل هارون على شهادته الثانوية. وفي عام 2000 سافر إلى ميسوري للتجنيد في الجيش وأنهى تدريباته فيه، لكن حياته في الجندية لم تستمر، فقد كان يرغب بأن يصبح جنديا في وحدات المدرعات وبدلا من ذلك تلقى تدريبا كميكانيكي. ورغم حديث والده داريل عن فترة جميلة في الجيش لابنه إلا أنه عانى من الكآبة ومن تعكر المزاج، وبحسب تقريره في الجيش فقد عانى من «مشاكل شخصية». وكان الجيش ينوي فصله من الخدمة إلا أن حادث سيارة هشم رأسه قبل أسبوع من القرار ودخوله المستشفى أدى لتخلي الجيش عن خدماته بسبب الإصابة. وتلقى هارون إعانة مالية شهرية 2500 دولار، وأعطاه الأطباء أدوية ضد الكآبة ومسكنات لمواجهة الآلام الناجمة عن العملية الجراحية في رأسه. بعد حياة العسكرية تنقل هارون في أكثر من وظيفة من سمسار عقارات إلى بائع سيارات، وأقام بعد انتقاله إلى أريزونا علاقة مع طالبة في الجامعة هناك، وعندما تركته أطلق النار على بطنه. ويظهر سجله قبل سوريا حياة مضطربة تتخللها سلسلة عنف واعتقالات وعلاقات فاشلة.

 

الشرق الأوسط

 

أثناء انتظاره المحاكم وجلسات الاستماع بدأ هارون بمتابعة الأخبار خاصة تلك المتعلقة بالشرق الأوسط، وبدأ بالتساؤل عن مصير أصدقائه السابقين في الجيش ممن أرسلوا للعراق. وبدأ يبحث عن طرق للمساهمة. في عام 2005 ركب طائرة وسافر للكويت معتقدا أن تجربته السابقة في الجيش ستساعده بل اشترى بندقية وحملها في حقيبته.

وعند وصوله أعاده الكويتيون من حيث أتى. ورغم غضبه مما حصل له إلا أنه لم يرتدع وظل مصمما على المغامرة.

وفي عام 2008 سافر إلى لبنان بنية الدراسة في الجامعة الأمريكية ببيروت ولم يفعل هذا، وبدلا من ذلك تجول في العاصمة ونواديها الليلية وتعرف على الرحالة الأجانب فيها. وفي إيلول/ سبتمبر من ذلك العام رافق صحافيا يابانيا إلى مخيم شاتيلا. وفي هذه الفترة بدأ هارون يقدم نفسه على أنه من أصل لبناني رغم أن أجداده جاءوا من أوروبا، وبدأ كذلك بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين وسافر إلى غزة وكتب لوالدته إن «النار أطلقت على الأطفال وهم في الشوارع». في تشرين الأول/ أكتوبر 2008 عاد إلى الولايات المتحدة وبعد ثمانية أشهر اعتنق الإسلام في جلسة صغيرة عقدت بمركز توسكان الإسلامية، ولم يلتزم بالشعائر الدينية واحتفل بإسلامه بأن شرب حتى الثمالة في حانة، ولم يصل أو يمتنع عن أكل الخنزير أو الصيام في رمضان.

وعندما كان يناقش الأمور الدينية لم يكن مقنعا. ففي عام 2013 عندما سأله مراسل إي بي سي عن معنى الجهاد قال «يتحدث الناس عنك وكأنك بن لادن»، وأضاف أن الجهاد يعني «الجهاد باللسان».

ووصف روبرت يونغ بلتون مؤلف كتاب «أخطر الأماكن في العالم» إسلام هارون مثل شخص ينتقل إلى مدينة جديدة ويصبح مشجعا لفريقها الكروي، أي محاولة لأن يكون له علاقة بالمكان. وتشبه علاقة هارون بالإسلام علاقته بالجيش فهو لم يكن قادرا على الالتزام بالقواعد ولكنه كان يحب الصداقة والأخوة في الجيش.

وكتعبير عن انتمائه للإسلام رسم وشما بالأحمر على ذراعه «الله». وفيما بعد أخبر محققا بأن هذا الوشم يعبر عن الدم المسلم المسفوح.

 

مع الربيع العربي

 

في كانون الأول (ديسمبر) 2011 سافر ومع بداية الربيع العربي إلى تونس ومصر، حيث سكن القاهرة في نزل قرب ميدان التحرير. وقال إنه شاهد الشرطة المصرية وهي تطلق النار على الأولاد وأنه ساعد بنقلهم إلى مستشفى ميداني.

وفي أثناء التظاهرات كسرت يد هارون وسجن مع طالب بريطاني اسمه توماس وود، وفي الزنزانة بدأ يتناول المخدرات. وفي هذه الفترة بدأ هارون يتحدث عن سوريا بنوع من الحماس، وقال إنه يجب على أمريكا مساعدة السوريين، وأخبر وود أنه من أصل لبناني. ورغم إعجاب وود بهارون إلا أن تعاطيه المخدرات ومزاعمه الكاذبة عن أصوله العربية جعلت الطالب البريطاني يعتقد أن إريك هارون يعاني من «أزمة وجودية».

وعندما أفرج عنهما ترك هارون مصر وقضى الصيف متنقلا بين قبرص والأردن ولبنان. وفي بيروت تعرف على مدرسة «يوغا» اسمها تيريزا ريتشارد.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2011 عاد إلى أمريكا وانتقل للعيش مع أمريكي ـ عراقي في مدينة سكرمنتو، ولكنه لم يطق الحياة في الولايات المتحدة، وكان يريد شيئا يملأ حياته.

وعندما زارته صديقته ريتشارد في كاليفورنيا بدا بعيدا عنها ونصف نائم، حيث اعترف لها بعد عودتها لبلادها أنه أصبح مدمن مخدرات ودخل المصحة. عندما أتم العلاج سافر في حزيران/ يونيو 2012 إلى تايلاند وكمبوديا وفيتنام. وفي مدينة هوشي منه أصيب بحشرة عرضت حياته للخطروظن أنه سيموت ولكنه تعافى.

وبقي في غرفته بالفندق يتابع أخبار سوريا، وكتب لوالدته «أحد أصدقائي خسر كل شيء في الحرب» وشعر بالحزن لمصابه. وفي هذه المرحلة لم يعد هارون قادرا على البقاء متفرجا واتصل مع صديقه في سكرمنتو وطلب اقتراض ألفي دولار من أجل العودة إلى أمريكا، وبدلا من ذلك اشترى تذكرة وسافر إلى اسطنبول.

 

ليس الأول

 

لا يعتبر هارون الأول ممن يجذبهم حس المغامرة والمشاركة في الحرب، فهناك أمثلة متعددة عن طلاب وشباب رأوا في الحرب طريقة لإثبات رجولتهم. كما انضم عدد من الأمريكيين للجماعات الجهادية مثل جون وولكر ليند الذي انضم للقاعدة في أفغانستان بعد سفره إلى اليمن والباكستان واعتقله الأمريكيون عام 2001 في مزار شريف.

وهناك أدم غادان، وعمر حمامي الذي انضم لحركة الشباب الصومالية.

وعلى خلاف هؤلاء لم يكن هارون جهاديا بل رجل يحب المغامرة والنساء والشرب ويشعر في الوقت نفسه بالتعاطف مع السوريين.

وبعد وصوله إسطنبول غادرها مع صديقه الناشط إلى غازي عينتاب ومنها ركبا الحافلة إلى بلدة كلس، ودخلا منها سوريا مشيا ومن ثم بالسيارة إلى بلدة أعزاز، وهناك التقيا قائدا في الجيش الحر لقبه أبو كامل.

وتسلم هارون الذي لم يكن يعرف اللغة العربية كلاشينكوف وبندقية قناصة. عاد الناشط إلى تركيا تاركا هارون وسط مقاتلين لا خبرة لديهم بالحرب. وبعدها أعلن أبو كامل عن خطة للهجوم على معسر للجيش السوري قرب إدلب.

وسافر المقاتلون في عربات بيكب، وكان هارون في عربة مع مقاتلين مجربين ويحملون الراية السوداء. ولم تنجح العملية حيث أجبر الجيش السوري المقاتلين على التراجع.

وعندما بحث هارون عن أبو كامل لم يجده ووجد نفسه بمعية مجموعة من المقاتلين أخذوه إلى بيت آمن وجردوه من سلاحه وفتشوه وبدا وكأنه أسير حرب. وبعد أيام قررت الجماعة التي أسرته القيام بهجوم ضد الأسد، وأخذ المقاتلون معهم هارون.

ونجح الأخير بأنقاذ أحد المقاتلين الذي أصيب برجله وبعدها قبلته الجماعة. تطورت الأمور بالنسبة لهارون الذي ظهر في شريط فيديو بعد أسبوع من دخوله سوريا، وفيه هدد الأسد بالموت وأن أيامه أصبحت معدودة. وقال هارون لاحقا إن المقاتلين الإسلاميين أرادوا منه ان يلعب دورا مثل دور آدم غادان مع القاعدة. وشارك هارون بنهاية 27 كانون الأول/ يناير بمعركة قرب قاعدة الطبقة العسكرية، وسجل بعض وقائعها على هاتفه النقال، ولا يعرف كيف نجا من المعركة وبعدها عاد إلى تركيا. وفي تسجيل يقول إنه أصبح مطلوبا بعد قتله ضابطا إيرانيا. إلى هنا ينتهي الجانب العادي من حياة هارون، ويبدأ الجانب الآخر.

 

إلى إسطنبول

 

ففي شباط/ فبراير سافر هارون من غازي عينتاب إلى إسطنبول لمقابلة مسؤول أمني في القنصلية الأمريكية بهدف مناقشة تجربته معه خاصة انه توصل لاكتشاف أن من قاتل معهم في سوريا هم من أتباع جبهة النصرة التي صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية. وكان في هذا يخاطر بنفسه ولكنه اعتقد أن تجربته قد تحميه من المساءلة.

وكما هو الحال فليست هذه هي المرة الأولى التي يتصل فيها هارون مع وكالة الاستخبارات الأمريكية ففي عام 2008 اتصل هارون مع «سي آي إيه» حيث كان يعيش في توسكان بعد عودته من لبنان. وكان الشخص الذي تواصل معه في حينه هو «وين»، حيث اكتشف الكاتب 40 رسالة بين هارون ووين. ولا تقدم الرسائل الكثير من التفاصيل عن العلاقة بينهما أو طبيعتها ولكنها تعطي فكرة عن التواصل المستمر بينهما.

ومن بين المعلومات التي ظهرت ما قدمه هارون عن رحلته مع الصحافي الياباني لمخيم شاتيلا. وتتكشف قصة هارون عن مؤامرات وأسرار ففي شباط/ فبراير2009 اقترح وين لقاء مع هارون الذي أرسل له خطة لتعلم العربية واعتناق الإسلام وهما مفيدان لشخص يتحرك في الشرق الأوسط بناء على طلب المخابرات الأمريكية.

وتظهر المراسلات كيف قدم هارون معلومات لمسؤوله وين عن تحركاته وكيف أنه اتصل في حزيران/ يونيو 2009 بالمركز الإسلامي في توسكان وتحدث مع إمامه.

 

«أف بي أي»

 

تظهر قصة هارون المدى الذي ذهب فيه ونشاطه وتقاريره التي أرسلها حيث التقى مع عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي «أف بي أي» ودافع عن نفسه وأن لا علاقة له مع حزب الله ولكنه عبر عن رغبة بزيارة إيران خاصة بعد تعليقه علم حزب الله في شقته عام 2010 بتوسكان.

وقال إنه التقى أمريكيا من أصل هندي اعتنق الإسلام وأصبح شيعيا وله علاقة مع حزب الله. هذا هو السياق الذي يجب فهمه لمعنى سفره لاسطنبول في 12 آذار/ مارس 2013 حيث التقى في القنصلية مايكل كوليسار، عميل أف بي أي المقيم فيها، وفي اللقاء أخبر هارون المسؤول عن تجربته في سوريا وانضمامه للجيش السوري الحر وما حصل له عندما أصبح يقاتل مع جبهة النصرة. أحضر كوليسار للقاء مقالا عن هارون نشر في موقع «فوكس نيوز» وصف كاتبه هارون بالمحارب الإسلامي والناقد للصهيونية والذي كتب على صفحته في «فيسبوك»، «الصهيوني الجيد هو الصهيوني الميت».

واحتج هارون على كاتبي المقال إيلان بن زيون وغريغ تيبر اللذين عملا في «تايمز أوف إسرائيل» وقال إنهما حرفا كلامه. وأكد أنه يعارض القاعدة وعرض أن يجلس في فحص للكذب وأن يتم تحميل كل ما على هاتفه مقابل مساعدة الولايات المتحدة لأصدقائه في الجيش السوري الحر أو السماح بشراء الأسلحة من بلغاريا.

وعندها ذكر كوليسار هارون بقانون الحياد الذي يحرم على المواطنين الأمريكيين التدخل في شؤون الغير وجر بلادهم للحرب. في الوقت نفسه عندما ظهرت قصة هارون في «فوكس نيوز» بدأت الحكايات التي بناها هارون حول نفسه تتداعى حيث أخبر والده داريل الصحافة إنه ليس من أصل لبناني. نهاية قصة هارون جاءت في 18 آذار/ مارس 2013 عندما عاد مرة ثانية للقنصلية في اسطبنول لمقابلة كوليسار الذي استقبله هذه المرة بمعية لين هالاند المدعي العام الفيدرالي من منطقة شرق فرجينيا. كان أف بي آي مستعدا لإلقاء القبض على هارون، وقبل ذلك كان يريد ترحيله من تركيا أولا. ولهذا تركه يخرج من القنصلية. في المرة الثالثة عندما عاد أخبره المحققون بأن تركيا تريد القبض عليه لمخالفته قوانين الهجرة وهو مخير بين السجن في تركيا أو العودة إلى أمريكا.

عاد هارون مع المحققين حيث بدأ رحلة سجن ومحاكمة انتهت بصفقة أخرجته من السجن. كان هارون يخطط للعودة إلى سوريا مرة أخرى، ولكن المخدرات قتلته في النهاية حيث وجد ميتا في غرفته.

 

دي ميستورا تجاهل استغاثة “الائتلاف” لإنقاذ دوما

عبسي سميسم

طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري، خالد خوجة، خلال مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم الخميس، في مدينة اسطنبول التركية، الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجموعة أصدقاء سورية، بالضغط على النظام، وفتح ممرات إنسانية، ورفع الحصار عن الغوطة.

 

وكشف خوجة عن اتصاله بالمبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، وطلب منه المساعدة في وقف هجمة النظام على الغوطة، ليعده دي ميستورا بجواب بعد ساعة ونصف الساعة، “لكن مر يوم كامل من دون أن يصل منه جواب”.

 

وكانت وسائل إعلام كشفت عن مشاركة دي ميستورا السفارة الإيرانية احتفالها بالثورة الخمينية قبل أيام، أي خلال الهجمات الدموية التي شنتها قوات الرئيس السوري بشار الأسد على دوما.

 

ودعا خوجة العالم إلى نجدة مدينة دوما، بريف دمشق، كما ساعد بلدة عين العرب ـ كوباني، مشيراً إلى أن النظام اتخذ قراراً بإبادة دوما، وعلى العالم أن يتحمل مسؤولياته.

 

ودعا خوجة الجيش الحر إلى العمل على فك الحصار عن دوما، مشيراً إلى أن الائتلاف لا يطلب تدخلاً برياً في سورية، لأن الجيش الحر يستطيع الدفاع عن المدن السورية، لكن هذا الجيش يحتاج إلى دعم بالأسلحة والتدريب، لمواجهة داعش وإرهاب نظام الأسد، وفقاً لخوجة.

 

كانت وسائل إعلام كشفت عن مشاركة دي ميستورا السفارة الإيرانية احتفالها بالثورة الخمينية قبل أيام، أي خلال الهجمات الدموية التي شنتها قوات الأسد على دوما

 

وحول موقف الائتلاف من قصف جيش الإسلام لمناطق سيطرة النظام في دمشق، قال خوجة إن الائتلاف يدعم أي محاولة لفك الحصار، والدفاع عن المدنيين، ما دامت تتجنب المدنيين.

 

ونفى خوجة أن يكون جيش الإسلام قام بتوكيل الائتلاف للتفاوض بشأن فك الحصار عن الغوطة.

 

وتتعرض مدينة دوما، في ريف دمشق الشرقي، لحملة عسكرية هي الأقسى منذ بداية الثورة يشنها عليها النظام منذ الخامس من شهر فبراير/شباط الحالي.

 

ووثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 143 مدنياً، بينهم 28 امرأة و29 طفلاً، خلال الفترة بين الخامس والتاسع من فبراير الحالي.

 

وأشارت الشبكة إلى أن نسبة الضحايا المدنيين تبلغ 80% من المجموع الكلي للضحايا، بالإضافة إلى أن نسبة النساء والأطفال إلى المجموع الكلي للضحايا تبلغ 32%، وهي نسبة مرتفعة جداً، وتظهر بشكل واضح تعمّد استهداف المدنيين.

 

الجبهة الجنوبية لـ”المدن”: النظام يدافع ولا يهاجم في درعا

فادي الداهوك

بطول أكثر من 50 كيلومتراً، تشهد المنطقة الجنوبية من سوريا معارك عنيفة بين الجيش السوري الحر ومقاتلين من حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، مدعوما بمقاتلين عراقيين وأفغان، وسط تضارب أنباء عن السيطرة وطبيعة المعركة الجارية.

 

الوصف الدقيق للمعركة في الجنوب هو أنها معركة إيرانية. لكن يحلو لـ”الجبهة الجنوبية” تسميتها بمعركة “النفس الأخير للنظام”، بحسب ما يقول المدير التنفيذي للمكتب الإعلامي للجبهة، أبوالمجد الزعبي لـ”المدن”. فمعظم القتلى، منذ انطلاق المعركة الاثنين الماضي، إيرانيون وأفغان. وعند سؤاله عن العناصر السوريين في المعركة قال إن وجودهم يكاد يكون محدوداً ويستخدمون كطعم للجيش الحر، وهناك حرص على ألا يتم أسر أحد منهم، فالمقاتلون الأجانب يطلقون النار عليهم ليقتلونهم إذا ما أصيبوا.

 

الزعبي لفت إلى أن المعركة يشوبها لغط كبير. ويؤكد أن النظام يقوم بعملية دفاعية ولا يهاجم المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر في درعا، إنما يحاول منع المعارضة من السيطرة على إزرع والصنمين، آخر معاقل النظام وأكثرها تحصيناً في المنطقة، وهي تعتبر خط دفاع أخير عن العاصمة دمشق من جهة الريف الغربي.

 

 

ويوضح الزعبي “دير العدس، ونامر، وقرصة، والدناجي، والهبارية، هي آخر خط وصلت إليه الجبهة الجنوبية في قتال النظام، الذي يستميت الآن في القتال لأن هذه الجبهة هي آخر الخطوط الدفاعية حول دمشق. بعد هذا الخط، هناك ثلاث فرق عسكرية تمنعنا من الدخول إلى دمشق” وهذه الفرق هي “التاسعة في الصنمين، والسابعة شمالي الصنمين، والأولى على مقربة من مدينة الكسوة جنوب دمشق”.

 

الإعلام الموالي للنظام يؤكد، باستمرار، منذ يومين سيطرته على بلدة دير العدس. وعن هذا الموضوع قال الزعبي “الأوضاع كر وفر. نحاول اقتحام دير العدس والنظام أيضاً يحاول اقتحامها”. ويضيف “نحن نهاجم من الجهة الشمالية الشرقية، وهو من الجنوبية الغربية. أما قلب دير العدس فهو منطقة الاشتباك” وهذا الأمر أدى إلى حدوث عملية “تبادل سيطرة بين الطرفين خلال الأيام الماضية”. وعن الوضع الحالي للجبهات أكد الزعبي وجود تقدم محدود للنظام “عند الهبارية وتل ماكر” لكن في المقابل تقدمت الجبهة الجنوبية “نحو قرفا (مسقط رأس العميد رستم غزالي) ودير العدس”، ولفت إلى أن النظام “حاول السيطرة على دير العدس (الأربعاء)، لكن في الرابعة عصراً هاجمناها واستطعنا التقدم فيها. ومازالت الآن منطقة اشتباك”.

 

الزعبي يقلل من امتلاك النظام والميليشيات التي تقاتل معه مقومات ربح المعركة. ويقول إن الجبهة واجهت معارك في السابق أصعب بكثير من هذه المعركة. ويضرب مثالاً على ذلك معركة السيطرة على الشيخ مسكين، واللواء 82، وهي معركة استمرت 104 أيام، جرّب النظام فيها تكتيكاً جديداً في القتال، وهو يعتمده في المعركة الحاصلة الآن، إذ “كان يعتمد على مقاتلي حزب الله، الذين يدخلون المدينة ويقومون بعملية مباغتة ثم يغادرون. لكن مع ذلك تم تحرير الشيخ مسكين بالكامل، واللواء 82 وكتيبة النيران، في 23 الشهر الماضي”.

 

ولفت الزعبي إلى أن الجديد في هذه المعركة هو قيام النظام بمحاولة السيطرة في المنطقة عبر الكثافة النارية، ويعتمد بشكل رئيسي على القذائف الصاروخية، وجعل الاشتباك بالرصاص أمراً ثانوياً، وهذا الأمر ساعده على التقدم قليلاً خلال اليومين الماضيين، بعد خسائر فادحة أوقعها الجيش الحر في صفوفه، بلغت حتى مساء الأربعاء 300 قتيل، معظمهم من حزب الله، وعدد كبير من الأسرى الإيرانيين والأفغان. وأكد الزعبي “أسر ضابط إيراني برتبة عقيد، وهو على قيد الحياة”.

 

وعن التقارير التلفزيونية التي بثتها وسائل إعلام لبنانية موالية للنظام السوري، الخميس، وادّعت خلالها سيطرة قوات حزب الله والنظام على دير العدس، قال الزعبي إن تلك التقارير ليست حقيقية تماماً، وهي جزء من الحملة الإعلامية التي تم جهيزها لمساندة العمليات على الأرض، مثل بث أخبار عن وجود قائد الحرس الثوري، قاسم سليماني، في أرض المعركة لرفع معنويات المقاتلين المنهارة تماماً. ويضيف “المنار والميادين يصورون في الخطوط الخلفية. إذا تقدموا 100 متر يصورون ومن ثم يخرجون، لأن المنطقة منطقة اشتباك ولا يجرؤون على المكوث فيها طويلاً. هذه محاولة يائسة لرفع المعنويات (..) بفرجونا دبابتين محروقين إلنا بتصوير مزيف.. بنفرجيهم 23 دبابة دمرناها للنظام وحزب الله”.

 

ماذا سيحقق الجيش الحر في حال انتصاره في هذه المعركة؟ يقول الزعبي إن “بوابات الريف الغربي لدمشق ستصبح في مرمى نيراننا”. ولا مجال للمقارنة بين قوة الجبهة الجنوبية والنظام في هذه المعركة، فقبل هذه المعارك “خاضت الجبهة الجنوبية 56 معركة رابحة، واتجهت إلى تنظيم صفوفها بشكل أكبر بتشكيلات بلغ عددها 57 تشكيلاً تضم نحو 38 ألف مقاتل. وأصبحت مؤسسة عسكرية معتدلة حقيقة، تملك مجالس محلية نجحت في إدارة المناطق المحررة”. وأضاف “تعتبر الجبهة الجنوبية اليوم نواة جيش وطني، حر معتدل ومنضبط، يلتزم بالشرعية الدولية لحقوق الإنسان.. نستطيع تولي زمام الأمور. والموضوع الآن أكبر من سيطرة ومعارك على الأرض. هذا تفصيل… فعلياً، نحن اقتربنا من أبواب الريف الغربي لدمشق وهذا ما يؤرق النظام. نحن نقاتل دفاعاً عن أرضنا وبيوتنا وأهلنا، وهم يقاتلون دفاعاً عن مشروع احتلال”.

 

حي الوعر الحمصي: محاولة هدنة جديدة

أسعد حنا

تجددت المفاوضات حول حي الوعر الحمصي، التي كان النظام قام بتأجيلها بعدما كانت مقررة في 24 كانون ثاني/يناير. وبحسب معلومات “المدن”، فإن سبب التأخير يعود إلى سفر عدد من القيادات الأمنية المشرفة على لجنة مفاوضات الوعر، التابعة للنظام، إلى روسيا، على هامش “منتدى موسكو”.

 

مصادر “المدن” أكدت سفر رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء ديب زيتون، المشرف المباشر على مفاوضات الوعر، إلى موسكو، خلال فترة المنتدى.

 

 

المصادر قالت إن الإجتماعات اليومية بين لجنة المفاوضين عن أهالي الوعر، ووفد النظام في فرع أمن الدولة بحمص، بدأت بعد انتهاء “منتدى موسكو”، لكن الجديد الذي طرأ عليها أن النظام بات يطالب بشروط تغاضى عنها سابقاً، أبرزها خروج المقاتلين من الحي وتسليم سلاحهم للنظام، كما طلب دخول قواته إلى الحي وإشرافهم على الحياة هناك.

 

وعلى إثر تلك التطورات ونكث النظام بما وعد به سابقاً، رفض الأهالي الشروط الجديدة وأكدوا للجنة المكلفة بالتفاوض عنهم، أن هذه الشروط لا يمكن القبول بها حتى لو كان الثمن استمرار الحصار.

 

مصادر متابعة للمفاوضات في الوعر قالت لـ”المدن” إن مساعي الهدنة لم تفشل، والقول إن القصف الذي تعرض له الحي خلال اليومين الماضيين هو دليل على انتهاء المفاوضات، غير صحيح. فالقصف عامل ضغط يستخدمه النظام لتحصيل مكاسب جديدة، أو على الأقل بعض الشروط الجديدة التي يطرحها.

 

وكان النظام قد عرض على لجنة الحي، أن يؤمن خروجاً آمناً للسكان باتجاه ريف حمص الشمالي، وتعهد لهم بأن يؤمن مكان إقامة للجميع وايصالهم إلى قرى مختلفة من الريف، على غرار ما فعل في أحياء حمص القديمة العام الماضي، لكن حتى هذا المقترح يواجه رفضاً من الأهالي.

 

وكان لافتاً، سماح عدد من كتائب المعارضة المسلحة في الحي، الأحد، لقناة “الدنيا” الموالية للنظام، بالدخول وتصوير عدد من التقارير. ولقي هذا الإجراء انتقاداً كبيراً من قبل السكان، إلا أن المسؤولين عن دخول القناة، من الكتائب المعارضة، برروا ذلك بالقول إنهم يهدفون من وراء هذه الخطوة الى إيصال الصورة الحقيقة للحي والتأكيد، عبر إعلام النظام، عدم وجود أي كتائب أو فصائل إسلامية متطرفة، لينفوا بذلك تهمة النظام الذي يحاول تسويقها للوعر دائماً.

 

يذكر، أن السفارة الإيرانية كانت قد حاولت القيام بدور رئيسي في المفاوضات السابقة، وعرضت على الأهالي، العام الماضي، فكّ الحصار عن الحي مقابل افتتاح مكتب لتسيير شؤون الحي للوسيط الإيراني، لكن الرفض كان قاطعاً. في المفاوضات الحالية لم يتدخل الطرف الإيراني، إلا أن أخباراً تفيد بأنه في حال الإتفاق على الهدنة، فسيكون الطرف الإيراني، هو المشرف على تطبيق بنودها، ليضمن التزام النظام بها.

 

ويقيم حوالي 100 ألف مدني في الوعر حالياً، في ظل جبهات مشتعلة في منطقة الجزيرة السابعة، والمشفى العسكري. والمعارضة تفرض سيطرتها علي الحي، في حين أن النظام يتحكم بعدد من النقاط والحواجز على أطرافه، بعضها متداخلة بالحي، مثل مشفى البر.

 

إدانة عالمية وسخرية من تصريحات الأسد

قالت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأميركية، في الأمم المتحدة سامانثا باور: “إن الأسد ينكر استخدام البراميل المتفجرة، لكن الواضح أن ما لا يستخدمه الأسد هو الإنترنت”. ونشرت السفارة الأميركية بدمشق، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، رابطاً لـ”غوغل” حول نتائج البحث عن البراميل المتفجرة.

 

في حين علقت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأميركية جين ساكي، على مقابلة الأسد مع “بي بي سي”: “لقد حذرنا ‏سوريا من التعرض للطائرات الأميركية لكننا لا ننسق مع الأسد أو حكومته… موقفنا لم يتغير. الأسد فاقد للشرعية و يجب أن يرحل عن السلطة… لا يمكن أن تكون هناك سوريا مستقرة تحت قيادة الأسد”.

 

وكان وزير الخارجية الأميركية جون كيري، قد قال في مؤتمر ميونخ: “وفيما تتقهقر داعش في سوريا، سنواصل تصدينا لها و سنستمر بالضغط على نظام الأسد لأنه ليس هناك مكان لدكتاتور وحشي يمثل نقطة جذب للإرهاب ويسمح لهؤلاء الإرهابيين بملاذ آمن”.

 

من جهتها، نشرت الخارجية البريطانية، في موقعها باللغة العربية، ثمانية أوهام تتعلق بالقضية السورية، وفندتها. وقالت الخارجية إن مسؤولية مقتل 200 ألف سوري تقع على عاتق نظام الأسد، وأكدت أنه استخدم السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة ضد المدنيين، كما أن سجله حافل بالتعذيب والاعتقال والإعدام.

 

ونفت الخارجية البريطانية، الأوهام التي تقول بإن الأسد هو الخيار الأقل سوءاً، أو أنه “أهون الشرين”، أو أن مسألة انتصاره هي مسألة وقت فقط. وأشارت إلى أن الأسد دمّر مدناً كاملة، وشرد الملايين، للتمسك بالسلطة، لكنه اليوم يحكم على أنقاض وجيشه منهك. وقالت الخارجية: “يزعم نظام الأسد أن كل المعارضة السورية إرهابية.. لكن داعش ليست جزءاً من المعارضة المعتدلة السورية التي أدانت مراراً التطرف الإسلامي، وتلتزم بمكافحة داعش وكل ما ترمز إليه. المعارضة المعتدلة التي تدعمها بريطانيا تريد مستقبلاً آمناً لجميع السوريين يخلو من القمع وليس حكراً على طائفة الأسد”. وأوضحت الخارجية: “عملياً لم يفعل الأسد شيئاً لوقف تقدم داعش بل اختار مهاجمة الشعب السوري والمعارضة المكافحين لأجل حقوقهم الأساسية.. الشعب السوري هو من قال إن على الأسد أن يرحل”.

 

وكان مسؤول شؤون الشرق الأوسط، في وزارة الخارجية البريطانية توباياس إلوود، قد قال إن مقابلة الأسد مع “بي بي سي”، تبين حالة الوهم التي يعيشها بشأن الأوضاع في سوريا. وأكد أنه ليس بين المملكة المتحدة والأسد أي حوار، وأن موقفها منه لم يتغير. وشدد على ضرورة الانتقال السياسي في سوريا، وقال إن المعارضة المعتدلة هي الجهة الوحيدة التي لديها رؤية سياسية جامعة لكل السوريين.

 

من جهته، محرر “بي بي سي” لشؤون الشرق الأوسط جيرمي بوين، الذي أجرى المقابلة مع الأسد، كتب مقالاً نشرته “بي بي سي”، الأربعاء، قال فيه إن الأسد “كرر خلال المقابلة الحصرية التي انفردت بها بي بي سي والتي استمرت نحو نصف ساعة وبطرق مختلفة أنه بصفته رئيساً، فإنه ليس سوى وطني محب لوطنه يحارب من أجل إنقاذه من الكارثة التي تتربص به”. وكتب بوين: “قال الأسد إنه وطني يحب بلده ويدافع عنه، لكن أعداءه الكثيرين في سوريا في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم سيرفضون وجهة نظره بشأن الحرب”. حيث يرى هؤلاء أنه “مسؤول عن آلة القتل التي تبتلع السوريين ثم تلقي بهم بعيداً”.

 

بوين أكد أن “البراميل المتفجرة أصبحت من أكثر الأسلحة في ترسانة النظام السوري التي لها سمعة سيئة. لقد شاهدت بأم عيني قبل سنتين أو ثلاث سنوات ما تسببه البراميل المتفجرة في منطقة دوما التي تقع في مشارف دمشق ويسيطر عليها المسلحون المعارضون للنظام منذ بدء الحرب تقريباً. يتحدث السكان المحليون عن مشاهداتهم لجسم ضخم يُلقى من مؤخرة طائرة هيلوكبتر. لقد دمر الانفجار الذي سببته البراميل المتفجرة شققا تقع على جانبي طريق واسع نسبياً”.

 

لكن الأسد أصر على أن “الجيش لم ولن يستخدم هذه البراميل المتفجرة في منطقة يسكنها سوريون. وقال أعرف كيف يعمل الجيش. إنهم يستخدمون الرصاص والصواريخ والقنابل لكن لم أسمع أنهم يستخدمون البراميل أو ربما أواني الطبخ”. بوين كتب: “إنه رد غير جاد لأن استخدام أواني الطبخ إما جواب يتسم بالقسوة ويفتقر إلى مراعاة مشاعر الآخرين، وهي محاولة غير موفقة لاستخدام الحس الفكاهي، أو علامة على أن الأسد أصبح منفصلاً عما يحدث، ولهذا فإنه غير قادر على اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الحرب”.

 

وقال بوين: “لقد اعتقدت دائما أن الرئيس بشار الأسد، بصفته الرجل الذي ورث الرئاسة أي في واقع الأمر شؤون العائلة، هو رئيس مجلس الإدارة. إن عمله الذي يفوق مهمات الآخرين هو الحفاظ على سيطرة العائلة على الشركة”.

 

وكانت شبكة “بي بي سي” قد بثت مقطعاً مصوراً مدته نصف دقيقة، وثقت فيه استخدام قوات النظام للبراميل المتفجرة. المقطع المصور جاء بعنوان: “ما هي البراميل المتفجرة”. وأظهر المقطع المصور عدداً من البراميل المتفجرة المتساقطة فوق المدن السورية. وقال التعليق في الفيديو: “ما هي البراميل المتفجرة؟ إنها حاويات مليئة بالمواد المتفجرة والشظايا، تلقى من الطائرات و المروحيات. إنها شديدة التدمير ورخيصة التكلفة، وعشوائية. هذه لقطات تظهر استخدامها في سوريا، لكن بشار الأسد ينكر أنها تصيب المدنيين”.

 

في حين أعربت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن استغرابها من نفي الأسد استخدام قواته “البراميل المتفجرة”، قائلة إن “البراميل ليست مدعاة للضحك”. وقالت المنظمة في بيان نشرته على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”: “ما أحفل الأمر بالمغزى، حين يتجرأ زعيم أمة من الأمم على تقديم رد فكاهي عند سؤاله على التلفزيون عن سلاح مميت، مسؤول عن قتل وتشويه الآلاف من مواطنيه؟”. وقالت المنظمة إن الاسد الذي “بدا واثقاً من نفسه، سئل عن استخدام قواته للقنابل البرميلية، أو براميل النفط المحشوة بالمتفجرات والشظايا المعدنية التي تُلقى من المروحيات الحائمة على ارتفاعات كبيرة لتجنب النيران المضادة للطائرات. إنها أسلحة عديمة التوجيه، ورخيصة وفتاكة، فرد بابتسامة عريضة: هذه قصة طفولية”. وتابعت “سئل: ألا تنكر أن قواتك تستخدمها؟ فرد الأسد، ببديهة حاضرة فيما يتخيل: أنا أعرف الجيش، والجيش يستخدم الرصاص والصواريخ والقنابل. لم أسمع عن جيش يستخدم البراميل أو قدور الطهي”.

 

وأشارت “رايتس ووتش” إلى أنه “على مدار السنوات الأخيرة انهمرت البراميل المتفجرة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، على طوابير المخابز، وعلى المنازل، وعلى المدارس، وعلى المستشفيات. وقتلت وجرحت المئات من الرجال والنساء والأطفال بأعداد أكبر من الأسلحة الكيماوية التي وجدت دعاية أكبر، والتي اضطر الأسد للتخلص منها”.

 

من جهته، وثّق “المرصد السوري لحقوق الانسان”، شنّ قوات النظام 1000 غارة جوية، منذ بداية شباط/فبراير، وإسقاطها 537 برميلاً متفجراً، تسببت في مقتل 270 مدنياً. وقال المرصد: “لم نستغرب من إنكار الأسد، استخدام قواته الجوية، للبراميل المتفجرة، باستهداف أبناء الشعب السوري، منذ نحو 30 شهراً، لأن المجرم والقاتل عندما يعلم أنه لا يوجد قضاء بانتظار محاكمته على جرائمه التي يرتكبها، فلن ينكر هذه الجرائم فقط، بل سيستمر بارتكابها، وذلك بسبب خذلان مجلس الأمن الدولي لأبناء الشعب السوري، عبر إعاقة إصدار أي قرار ملزم لوقف القتل في سوريا أو إحالة ملف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، التي ترتكب في سوريا على محكمة الجنايات الدولية”.

 

حزب الله يحشد في درعا..والمعارضة تستعد للمواجهة

أصدر “جيش الأبابيل” التابع للجبهة الجنوبية، التابعة للمعارضة المسلحة، بياناً أعلن فيه إيقاف التغطية الإعلامية من بيانات ومقاطع مصورة، لكافة العمليات العسكرية والأمنية التي يقوم بها الجيش الحر، ضد قوات النظام وميلشيا حزب الله اللبناني، في محافظتي درعا والقنيطرة.

 

وكانت المعارضة المسلحة قد أعلنت، الأربعاء، مقتل 20 عنصراً من الميلشيات المساندة لقوات النظام، إضافة إلى أسر 30 عنصراً من ضمنهم مقاتلين إيرانيين، على جبهات دير العدس وكفر شمس ودير ماكر، وتدمير المزيد من مدرعات النظام في دير العدس.

 

كما أعلنت “ألوية الفرقان”، اسقاط طائرة استطلاع تابعة لقوات النظام، كانت تحلق فوق منطقة المواجهات. وذلك في ظل استمرار معارك الكر والفر في دير العدس، دون حسم المعركة حتى اللحظة.

 

وأكدت مصادر المعارضة إرسال النظام لأكثر من 40 دبابة، إلى اللواء 121، ليتم نشرها في تل الشحم وتل الشعار القنيطرة، وتل الهوى وكناكر ودير عدس بريف درعا الشمالي الغربي. وتحدثت المعارضة عن حشد 7000 مقاتل من مليشيا حزب الله والحرس الثوري الإيراني واللجان الشعبية، في معركة درعا، التي تريد خوضها من دون تدخل من قبل قوات النظام.

 

وأشارت معلومات إلى أن قوات النظام وحزب الله، يقومون بتحركات وهمية انطلاقاً من الفرقتين الأولى والسابعة، إلى جوار اللواء 121. وتحاول القوات المهاجمة اقتحام بلدات مسحرة والحميدية وجباثا الخشب ونبع الصخر في القنيطرة، ودير العدس وكفر شمس في درعا، للوصول إلى تل الحارة، الذي خسره النظام قبل ستة أشهر.

 

ورمت حوامات النظام، قصاصات ورقية ومناشير فوق قرى حوران، جاء فيها: “أهلنا الكرام في درعا، إنها ساعة الحقيقة. الجيش العربي السوري قادم لا محال. الفرصة الأخيرة: إخلاء القرى، وتسليم السلاح. داعل وجاسم والشيخ مسكين وطفس واليادودة. التواصل معنا ضروري قبل فوات الأوان”. ووزع مع المنشور “ايميل” للتواصل مع قوات النظام، وعنوان على موقع “سكايب”.

 

قرصنة موقع “المرصد السوري” بذريعة دعمه “جيش الإسلام

تبنى “الجيش السوري الإلكتروني” قرصنة موقع “المرصد السوري لحقوق الإنسان” في الإنترنت، متهماً إياه بدعم “جيش الإسلام” الذي يتزعمه زهران علوش في الغوطة الشرقية لدمشق.

 

وتصدرت صفحة سوداء موقع المرصد بعد ظهر اليوم، تتضمن رسالة الى “رامي عبد الرحمن ربيب المخارات البريطانية”، كتب فيها أيضاً: “كفاك كذباً، والشعب السوري لن ينسى يوماً دعمك لجيش اسرائيل الحر ومرتزقة زهران علوش”. وذيلت الرسالة بعبارة: “الجيش السوري الالكتروني مرّ من هنا”.

 

ويتهم النظام رامي عبد الرحمن بدعم المعارضة السورية، وشن كثيرون حملة عليه خلال الأسبوع الماضي، في ظل تغطيته لمقتل أكثر من 100 مدني خلال الهجمة الشرسة التي تشنها القوات الحكومية على الغوطة الشرقية لدمشق.

 

نساء كرديات على الجبهة الأمامية في وجه داعش

لا يهبن (الجهاديين) ويعانين من نقص العتاد

إيلاف- متابعة

تقاتل حوالى أربعة آلاف امرأة في صفوف الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي في وجه داعش وأخواتها في كوباني، وتعتقد هذه النسوة أن مواجهة جهاديين متمرسين على القتال جاؤوا من العالم أجمع ليست بالأمر المستحيل، لأنهم يخافون من قتال النساء”، لكن أبرز الصعوبات التي تواجههن تتمثل في نقص الأسلحة والذخيرة.

 

إيلاف – متابعة: لا تبدو نسرين عبدالله بقامتها الصغيرة وابتسامتها المشاكسة خطرة على الجهاديين، لكن هذه الكردية السورية هي على رأس مقاتلين أنزلوا فيهم هزيمة في مدينة كوباني أو عين العرب السورية.

 

ولدى مرورها في باريس، حيث استقبلت كبطلة في الأوساط الكردية، لم تنزع لباسها العسكري، الذي يحمل النجمة الحمراء، شعار حزب الاتحاد الديمقراطي، أبرز تشكيل كردي في سوريا. وقالت هذه الشابة (36 عامًا)، التي تعد من أبرز قائدات الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، “في كوباني المرأة كانت على كل الجبهات، في كل الخنادق في وجه عدو متوحش”. و”القائدة” نسرين كانت على رأس المقاتلين الأكراد في كل المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يسيطر على أجزاء واسعة من الأراضي في سوريا والعراق.

 

المقاتلات أكثر

وقالت وسط التصفيق أثناء تجمع هذا الأسبوع: “لقد وفينا بالوعد، الذي قطعناه لشعبنا، وحققنا النصر في كوباني”. ففي 26 كانون الثاني/يناير استعاد المقاتلون الأكراد – بإسناد الغارات الجوية للتحالف الدولي – مدينة عين العرب، بعد أربعة أشهر من المعارك الشرسة مع جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية. وبحسب القائدة نسرين، فإن حوالى 40% من المقاتلين الأكراد في مدينة كوباني في شمال سوريا، القريبة من تركيا، هم من الإناث.

 

وأكدت لصحافيين أنهن ناشطات يتمتعن بالصفاء والصلابة، لكنهن أيضًا أمهات من ربات العائلات أرسلن أولادهن إلى الملجأ في تركيا “وبقين يحاربن في صفوفنا”. ومن بين هؤلاء المقاتلات قائدات عسكريات أمثال نارين عفرين، التي اشتهرت باضطلاعها بدور من الصف الأول في الدفاع عن كوباني، أو آرين ميركان، التي فجرت نفسها في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر وسط جهاديين كانوا يحاصرون المدينة، فقتلت عشرات من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب مصادر كردية.

 

خافوا النساء

في الإجمال تقاتل أربعة آلاف امرأة في صفوف الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، بحسب المسؤولين الأكراد، الذين يرفضون كشف العدد الإجمالي لمقاتليهم. فهل هنّ خفن في مواجهة جهاديين متمرسين على القتال جاؤوا من العالم أجمع؟.. على هذا السؤال تجيب الشابة “على العكس هم خافوا من قتال النساء”، مضيفة “هم يعتقدون أنهم سيذهبون إلى الجنة إن قاتلوا امرأة”. وقالت نسرين “الأمر الأصعب هو نقص الأسلحة والذخيرة”.

 

وقد انضمت هذه الصحافية السابقة المتحدرة من مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا، إلى المعارضة المسلحة منذ انتفاضة فاشلة قام بها أكراد في هذه المدينة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في 2004. لكن هذه القائدة العازبة لا تعطي تفاصيل كثيرة عن حياتها الخاصة.

 

فبمعزل عن الجانب العسكري، يريد الأكراد رؤية بعد رمزي في انتصارهم على الجهاديين، الذين يستعبدون النساء في المناطق التي تسقط في أيديهم، بحيث يرغمونهنّ على ارتداء الحجاب، ويخضعون حتى نساء ينتمين إلى الأقلية الأيزيدية للعبودية. وقالت آسيا عبدالله، التي تشارك في قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، “إن داعش (التسمية الأخرى لتنظيم الدولة الإسلامية) يشكل خطرًا كبيرًا على المرأة ووضعها”.

 

مساواة بوجه الإقصاء

وقد استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عبدالله و”القائدة” نسرين الأحد في أول لقاء من نوعه، كما كشف الحزب الكردي، الذي يسعى إلى الحصول على اعتراف دولي. وحزب الاتحاد الديمقراطي يعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، الحزب الكردي التركي، الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.

 

ورغبة منه في إعلاء دور النساء، اعتمد الحزب على غرار الحزب الشقيق بنية ثنائية لجناحيه السياسي والعسكري ومنظماته الجماهيرية التي يشارك في قيادتها رجل وامرأة.

وفي خريف العام 2014 أصدر الحزب في المناطق الكردية، التي يسيطر عليها في سوريا، مرسومًا يضمن للنساء حقوق الرجال نفسها، وحرّم “جرائم الشرف”، كما منع تعدد الزوجات.

 

هآرتس: الأسد يهاجم الجنوب لتأمين دمشق  

عوض الرجوب-الخليل

 

أبرزت صحف إسرائيل اليوم الخميس ما قالت إنها محاولات من إيران وحزب الله والجيش السوري لإعادة الجولان إلى قبضة النظام سعيا لتأمين العاصمة دمشق.

 

وهاجم كتّاب في صحيفة موالية للحكومة الإسرائيلية الرئيس الأميركي باراك أوباما على موقفه من مفاوضات الملف النووي الإيراني وما رأته تهاونا في ملف الإرهاب، وعالجت قضايا محلية عدة.

 

فقد ذكرت صحيفة هآرتس أن إيران وحزب الله يتجندان لإعادة الجولان السوري إلى بشار الأسد، موضحة أن حلفاء النظام يعملون الآن بصورة علنية لمساعدته ويتركزون حاليا في الجبهة الجنوبية.

 

وتنقل عن أحد المقربين من النظام تأكيده أن هجوما واسعا بدأ في جنوب سوريا “هدفه الأساسي هو تأمين العاصمة دمشق من الغرب والجنوب نظرا لتعاظم الهجمات من هذه الجبهة”، بسبب ما اعتبره المصدر “دعما واضحا من قبل إسرائيل لتنظيمات المتمردين”.

 

وتضيف أن هجوم النظام يهدف إلى استغلال وجود أقوى تنظيمات المعارضة (الدولة الإسلامية) الموجودة الآن في حالة دفاع نظرا للعملية الجوية الواسعة النطاق التي يشنها ضدها التحالف الدولي في الأراضي السورية والعراقية.

 

وحسب الصحيفة فقد نجحت قوات النظام في استرجاع السيطرة على عدة قرى وبلدات من أيدي المعارضة، في محاولة من الرئيس السوري بشار الأسد لإبعاد “المتمردين” من مناطق سيطروا عليها في منتصف 2014.

 

ورغم تحقيق التقدم تنسب الصحيفة إلى مصادر إسرائيلية أن صعوبات تواجه النظام تتعلق بالروح القتالية وقدرات الجيش السوري الذي يحارب منذ أربع سنوات ويتحمل خسائر كبيرة ويعاني من النقص في الوسائل القتالية والجنود.

 

وتضيف مصادر هآرتس أن حزب الله -الذي اكتسب خبرات عملية كبيرة خلال سنوات الحرب في سوريا- فقد المئات من مقاتليه في المعارك، كما أنه مكشوف استخباريا، الأمر الذي يؤثر على أداء قواته على الأرض.

 

مهاجمة أوباما

في ملف النووي الإيراني الذي لا يغيب عن الصحف الإسرائيلية، هاجم أبراهام بن تسفي في صحيفة إسرائيل اليوم الموالية لرئيس الحكومة ببنيامين نتنياهو ما وصفها بالتنازلات الأخيرة للرئيس الأميركي باراك أوباما التي في أساسها إبقاء أجهزة الطرد المركزي في أيدي الرئيس الإيراني حسن روحاني، مضيفا أن هذه التنازلات “تشهد على أنه مصمم على السعي نحو اتفاق حتى لو كان ثمنه بالنسبة لإسرائيل غير محتمل”.

 

وهاجم الكاتب أوباما قائلا إنه خلال السنوات الست من ولايته في البيت الأبيض ارتكب كل الأخطاء السياسية الممكنة، حيث كرر التعبير عن إيمانه بأن السبيل لمواجهة المشروع النووي الإيراني بنجاح يجب أن يكون سبيل التصالح القائم في أساسه على الإغراءات والمحفزات بدلا من التهديدات والعقوبات.

 

وفي شأن آخر يتعلق بأوباما، شن بوعز بسموت هو الآخر هجوما على الرئيس الأميركي، وقال إنه “وصل الخط الأحمر في تصريحاته التي قلل فيها من تهديدات الإرهاب وخطورته عندما قال إن قتل اليهود في باريس كان مصادفة”.

 

وواصل بسموت هجومه واصفا أوباما بأنه “يواصل التنكر للواقع الذي يعاني فيه العالم من الإرهاب الإسلامي الذي يزداد ويتعاظم”.

 

ملايين للاستيطان

ذكرت صحيفة هآرتس أن وزارة الداخلية الإسرائيلية تحول الملايين من الشواكل (العملة الإسرائيلية) للمستوطنات في الضفة الغربية بتعليل كاذب وبخلاف للالتزامات لمحكمة العدل العليا.

 

وتقول الصحيفة إن الوزارة حولت إلى المجالس الإقليمية للمستوطنات خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي منحة لتشجيع الاستيطان الشاب بمبلغ 62 مليون شيكل (نحو17 مليون دولار)، بحجة أن هذه المجالس لا تتلقى مساعدة مشابهة من الوكالة اليهودية.

 

تدخل فظ

في شأن داخلي بحت، أفادت صحيفة هآرتس بأن نتنياهو لم يكتف بالتأثير على حكام اللجنة التي تقرر الفائز في جائزة إسرائيل السنوية في الآداب وغيره من خلال تغيير أعضائها فقط، وإنما تجاوز ذلك إلى التأثير على هوية الفائزين أيضا.

 

ونقلت الصحيفة عن مصدر في الجائزة أنها “أصبحت جائزة رئيس الوزراء بدل جائزة إسرائيل”، مضيفة أن مكتب رئيس الوزراء تدخل تدخلا كبيرا حيث استبعد مرشحين وأضاف آخرين بدلا منهم.

 

وأشارت إلى بيان من نتنياهو يؤكد التدخل بدعوى أنه “على مدى السنين عين للجنة المزيد فالمزيد من الأفراد المتطرفين في مواقفهم، بمن فيهم المناهضون للصهيونية”.

 

وتكشفت الصحيفة عن استبعاد ثلاثة أعضاء من لجان الجائزة، وهو ما دفع لاستقالة سبعة حكام آخرين احتجاجا، موضحة أن تدخل مكتب رئيس الوزراء “لم ينحصر في الجوانب الشخصية بل كانت الضغوط لا تطاق، هذا تدخل فظ لم يعرف ولم يحترم الحدود”.

 

تفاصيل مقتل أمير داعش في الغوطة الشرقية

العربية.نت – هنادي الخطيب

 

أعلن فيلق الرحمن من الجيش الحر في الغوطة الشرقية لدمشق عن مقتل أمير تنظيم “داعش”، أبو محمد التونسي، ونشر الفيلق تغريدة مع صورة للتونسي بعد قتله.

 

وباتصال مع المكتب الإعلامي لفيلق الرحمن، كشف محمد أبو كمال، مدير المكتب، أن أمير داعش حاول تفجير نفسه لمنع المقتحمين بيته من اعتقاله.

 

وقال أبو كمال حول تفاصيل عملية الاغتيال، إن التونسي كان مختبئاً في مقر في مدينة “سقبا”، وبعد أن تأكد المكتب الأمني بالفيلق من مكان تواجده، قام أمس عند الساعة 12 ليلاً بتوقيت سوريا بمداهمة المقر، ما دعا التونسي إلى محاولة تفجير نفسه، ولكن عناصر الفيلق كانت أسرع وفتحت النار عليه وأصابته بطلقة مباشرة في الرأس.

بدء ظهور داعش بالغوطة

 

ظهر تنظيم داعش في الغوطة الشرقية بدمشق منتصف عام 2013، وشنت الكتائب المقاتلة في الغوطة حملة واسعة عليه في شهر يوليو من عام 2014، وبالفعل استطاعوا حينها القضاء على معظم التنظيم، وهروب عدد من أمراء قيادييه، ومن بينهم أبو محمد التونسي.

 

وبدأ التنظيم بعدها بالعمل كخلايا نائمة في الغوطة، حسب ما قال أبو كمال، وبدأت تحدث حوادث خطف في مناطق متعددة، خصوصا بمنطقة المرج وعين ترما وجوبر، وتنوعت عمليات الخطف وشملت مدنيين، ويذكر أبو كمال أنه تم إيجاد اثنين من المخطوفين قبل شهر بعد مداهمة أحد مقرات التنظيم في عين ترما.

 

وبدأ التنظيم محاولة شراء الولاءات بالمال واستغلال الحاجة الشديدة والحصار المطبق على الغوطة من قبل النظام، ومعروف أن بعض التشكيلات العسكرية في الغوطة تعاني من الفقر الشديد، فحاول التنظيم مدهم بالسلاح والأموال لشراء مبايعتهم، وبحسب أبو كمال فإن رواتب أفراد التنظيم وصلت إلى 100 ألف ليرة سورية، في الوقت الذي لا يجد فيه معظم سكان الغوطة لقمة العيش.

 

يذكر أن أبو محمد التونسي متهم بعدة عمليات اغتيال لقيادات من الحر في الغوطة، مثل أبو محمد عدس وأبو خطاب الشيفوني، وهما قياديان في جيش الإسلام.

 

رئيس الائتلاف: الأسد يقصف دوما للضغط على الجيش الحر

دبي – العربية

 

أعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، خالد خوجة، اليوم الخميس، أن النظام السوري يصعد القصف في دوما لقتل المدنيين من أجل الضغط على الجيش السوري الحر والحصول على مزايا عسكرية في ظل تراجع تنظيم داعش في كوباني.

 

وقال خوجة، خلال مؤتمر صحافي في اسطنبول، إن الائتلاف تحدث مع المبعوث الدولي لسوريا، ستيفان دي مستورا، للضغط على النظام من أجل وقف القصف على دوما.

 

وذكر أن الجيش السوري الحر على استعداد للانخراط في برامج التدريب التي توفرها الدول الأخرى للمعارضة المعتدلة، بشرط أن يكون ذلك في إطار استراتيجية ضد إرهاب النظام وليس إرهاب داعش فقط.

 

وألمح خوجة إلى توجه نحو مأسسة قيادة الأركان ورفع مستواها تحت قيادة وزارة الدفاع في حكومة المعارضة.

 

وأوضح أن الجيش السوري الحر لا يستطيع في ظل إمكاناته المحدودة حاليا أن يضم الكثير من قوى المعارضة المعتدلة التي ترغب في ذلك، ولكنها تريد أن تجد أرضا صلبة قبل اتخاذ الخطوة.

 

وأفاد رئيس الائتلاف إن الائتلاف سيطلب مزيدا من التمويل من دول مجموعة أصدقاء الشعب السوري لمواجهة الأعباء المتزايدة في جبهات القتال.

 

وقال إن الجرائم ضد الشعب السوري موثقة من قبل المنظمات الدولية، ولكن توجد إجراءات يلزم اتخاذها قبل أن يمكن تقديم مثل هذا الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية.

 

وأكد أن أفكار المبعوث الأممي إلى سوريا حول وقف القتال في حلب تحتاج إلى نضج وأخذر رأي المزيد من القوى والجبهات قبل أن يمكن

 

الائتلاف السوري يدعو إلى “إنقاذ” دوما

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ناشد رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة المجتمع الدولي للتدخل من أجل نجدة مدينة دوما في ريف دمشق، قائلا إنها تتعرض للإبادة والإحراق من جانب القوات الحكومية.

 

وقال خوجا في رسالة مفتوحة، الخميس:” إن مدينة دوما، مثلها مثل المدن والقرى المحيطة بالعاصمة دمشق والمعروفة بالغوطة، تخضع للتضييق الشديد في كل أسباب الحياة منذ أكثر من سنتين، وللحصار الكامل والمطبق، منذ العام الفائت”.

 

وأضاف أن “طائرات النظام أحرقت في الأسبوعين الماضيين وفي دوما وجوارها فقط، ما يزيد عن ٣٥٠ شهيدا بينهم ١٢٠ طفلاً وامرأة، وأصابت وشردت الآلاف، دون أن يلقى النظام القاتل، أي رد على جريمته، فيواصل ارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، لا بل، يمعن في ارتكابها”.

 

وطالب الأمم المتحدة ودول العالم “بأن تهب إلى نجدة دوما، كما أنجدت عين العرب -كوباني، فقتل الأطفال والشيوخ بالصواريخ التي تحمل الغازات السامة والبراميل المتفجرة ، هو بقدر بشاعة قتلهم ذبحاً أو حرقاً على يد ربيبته داعش”.

 

وأوضح أن “أهل الغوطة في دمشق وحي الوعر في حمص لا يطلبون تدخلاً عسكرياً، ولا تحالفاً بمشاركة 60 دولة، بل يطلبون فقط، وقف قصف النظام وفتح ممرات إنسانية وفك الحصار المفروض منذ أكثر من عامين وتمكين شعبنا من أسباب الدفاع عن نفسه”.

 

بين البيع والاغتصاب والإكراه.. مصادر أمريكية: كايلا مولر ربما اقترنت بمقاتل من “داعش

(CNN)– كايلا مولر، عاملة الإغاثة الأمريكية، والرهينة التي بات قتلها مؤكدا من قبل تنظيم “داعش” هذا الأسبوع، ربما تكون اقترنت مع أحد مقاتلي “داعش”، خلال فترة احتجازها، بحسب ما أكدت مصادر استخباراتية وحكومية أمريكية الأربعاء.

 

المسؤولون الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، اعتمدوا على معلومات استخبارية تم التقاطها حول الموضوع، ويقول مسؤول في الاستخبارات بأنه لم يتضح، إن كانت مولر، قد اغتصبت، أو بيعت، أو أرغمت على الاقتران.

 

وترى المصادر الاستخبارية بأن مولر، بأنه ربما تم منح مولر إلى أحد مقاتلي داعش كعروس، بحسب ما قال أحد المسؤولين في الحكومة الأمريكية، وقد أعلن والدا مولر الثلاثاء، بأنهم تلقوا تأكيدات بأن ابنتهم التي اختطفت في شمال سوريا في 2013 قد لقيت حتفها.

 

“داعش” بعث برسالة خاصة إلى العائلة في نهاية الأسبوع تتضمن معلومات عن موتها، وفقا لما أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بيرنارديت ميهان الثلاثاء، وتتضمن الرسالة صورا، إحداها تظهر فيها جثتها وهي في الكفن، وكانت الصورة واضحة بما فيه الكفاية لتؤكد هويتها للعائلة وللأطباء الشرعيين، بحسب ما أكد مسؤول أمريكي لـ CNN.

 

المعلومات لم تؤكد كيفية وفاة مولر، بحسب ما ذكرت مصادر أمنية قريبة من التحقيقات شريطة عدم كشف هويتها، ولكن تنظيم “داعش” كان قال الجمعة، بأن مولر، 26 عاما، قتلت في غارة للطيران الأردني على مدينة الرقة، التي تعد معقل التنظيم، ولم يقدم أي دليل على مزاعمه، سوى صور لمبنى مهدم.

 

قيادي سوري معارض: الولايات المتحدة تبحث عن شركاء محليين جُدد

روما (12 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد قيادي في المعارضة السورية على وجود شريك سوري مُجرّب ومُؤهّل يمكن أن تعتمد عليه الولايات المتحدة في حربها البرية التي تتحدث عنها ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكنها ترفضه، وألمح إلى احتمال وجود تعاون استخباراتي أمريكي مع النظام السوري.

 

وقال لؤي صافي، الناطق الرسمي السابق باسم ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن القوة التي واجهت تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بفعالية قبل استفحال أمره وتوسعه في سورية والعراق واستطاعت دحره في مطلع العام الماضي في مناطق متعددة من سورية هي الجيش الحر، لكن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما اكتفت بإطلاق الوعود لتسليح هذا الجيش الحر، إلى أن ظهر موقف أوباما الجلي من المعارضة (المعتدلة) حين ادعى أن انتصار المعارضة السورية ضرب من الخيال”، حسب تقديره

 

وأضاف “لا يمكن ردّ موقف إدارة أوباما من الثورة السورية لعدم وجود شريك، فالثورة في السنتين الأوليتين تطورت بعيداً عن تأثير المنظمات الإسلامية المتشددة، وعبرت بوضوح عن رغبتها في الوصول إلى انتقال سلمي من حكم النخب الفاسدة والمتسلطة إلى نظام ديمقراطي تعددي”. وأضاف صافي “سعينا في جنيف للعمل على تشكيل هيئة حاكمة انتقالية لا تمثل النظام أو المعارضة بل المصالح الوطنية لكل السوريين، ولم نلق تجاوباً من النظام أو دعماً حقيقياً من روسيا وأمريكا، وحجج إدارة أوباما هي محاولة لإخفاء إخفاقها في حماية المدنيين السوريين وإعطاء نظام الأسد الفرصة للقضاء على الثورة، كما أنها مترددة خوفاً من تورطها في صراع عسكري طويل”، وفق تقديره.

 

ونفى صافي أن يكون هناك احتمال لأن توافق الولايات المتحدة على النظام السوري كشريك في حربها ضد تنظيم الدولة، وقال “ليس لأمريكا حليف في سورية، فهي لا تثق بنظام الأسد ولا تثق بالمعارضة، إنها تبحث عن أدوات محلية تُحقق لها أهدافها الاستراتيجية في المنطقة، لكنها ربما تتعاون مع النظام من خلال أجهزتها الاستخبارية والعسكرية، كما حاولت ولا زالت تحاول التعاطي مع المعارضة من خلال المقاربة عينها، ونظام الأسد كان ولا زال منفتحا ًعلى مثل هذا التعاون” ، وفق تأكيده.

 

وعن موافقة الولايات المتحدة دخول البشمركة إلى سورية قال “إنها قوة عسكرية منضبطة وذات خبرة وليس لديها خطاب ديني ولا تسعى لمحاربة الغرب، كما هو حال تنظيم الدولة والقاعدة”. ورأى المعارض السوري أن المشكلة في “الخطاب السياسي العربي” الذي وصفه بأنه “يجنح إلى سوق دعائي تعبوي يؤجج الأمجاد التاريخية، وورثته بعض التيارات الإسلامية”. كذلك شدد على أن أمن إسرائيل “يزداد بتزايد الصراعات بين القوى المحلية والعربية البينية، وبقيام صراع إيراني عربي، وهذا ما دفع العديد من الداعمين لإسرائيل إلى دعوة الإدارة لعدم التدخل لترجيح جانب ضد جانب، لأن الجميع أعداء، وطبيعة الحياة السياسية الأمريكية تجعل لجماعات الضغط وزناً كبيراً”، وفق قوله.

 

وعن فائدة التخلص من تنظيم الدولة بالنسبة للمعارضة قال “القضاء على داعش ضمن الظروف الحالية سيأخذ وقتاً طويلاً، ولا أرى أن هناك اندفاعاً دولياً في هذا الاتجاه، وتحجيم قدرات داعش بصورة تدريجية هي السياسية المعتمدة خشية أن يؤدي نشوب حرب واسعة إلى إحداث هزات في الاقتصاد العالمي، أما إسقاط النظام السوري فلن يتم إلا بقرار يقضي بمحاربته بالتوازي مع داعش، وهذا ما تدفع باتجاهه الحكومة التركية دون تجاوب من الطرف الأمريكي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى