أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 14 كانون الثاني 2016

 

 

 

دي ميستورا يواجه «تصلباً» قبل المفاوضات السورية

نيويورك، لندن، باريس – «الحياة»

تسارعت الاتصالات أمس تحضيراً لجولة مفاوضات جنيف بين النظام السوري والمعارضة، وسط تمسّك الجانبين بعدم تليين مواقفهما المسبقة، وفق ما سمعه منهما المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا. ورفضت فصائل مسلحة أساسية أمس، أن يجلس ممثلو المعارضة إلى طاولة المفاوضات مع النظام قبل أن يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة وقبل وقف «قصف الأهداف المدنية فوراً».

في غضون ذلك، واصل الجيش السوري هجومه في جبل الأكراد بريف اللاذقية (غرب)، وسيطر على قرى مجاورة لبلدة سلمى «عاصمة ثوار الساحل»، كما سيطر على قرية عين البيضا شمال مطار كويرس (شمال البلاد) ليصبح بذلك على بعد كيلومترات معدودة من بلدة الباب معقل تنظيم «داعش» في ريف حلب الشرقي. إلى ذلك، يدرس خبراء عسكريون أميركيون مشروع إقامة قاعدة عسكرية في مدينة المالكية شمال شرقي سورية تمهيداً لنشر عشرات الخبراء العسكريين في إطار دعم قوات كردية- عربية لقتال «داعش» في الزاوية السورية- العراقية- التركية.

وبالنسبة إلى مفاوضات جنيف المرتقبة في 25 كانون الثاني (يناير) الجاري، أصدرت عشرات الفصائل المسلحة وأبرزها «جيش الإسلام» بياناً أشارت فيه إلى «أن جهات خارجية تعمد إلى استغلال الوضع الإنساني المزري للضغط علينا لتقديم تنازلات سياسية لصالح النظام، وتمارس علينا وسائل ضغط… لدفعنا إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات دون قيد أو شرط». وأعلن البيان رفض الفصائل «تمرير صفقات مشبوهة بين بعض الدول على حسابنا»، وطالب الهيئة العليا للمفاوضات (يرأسها رياض حجاب) بأن «تأبى الدخول في حلول سياسية يتم فرضها عبر جرائم ومجازر وانتهاكات تتم بحقنا اليوم تحت سمع العالم وبصره»، مؤكداً «رفضنا المضي في أي عملية تفاوضية قبل الشروع في تطبيق البنود الإنسانية (12) و (13) التي وردت في قرار مجلس الأمن (2254 ) الأخير لعام 2015». وتنص الفقرة ١٢ على ضرورة أن «يسمح كل الأطراف فوراً لهيئات المساعدات الإنسانية بالمرور الى كل المناطق، لا سيما المحاصرة منها، عبر أقصر الطرق وبشكل سريع ومن دون معوقات». أما الفقرة ١٣ من القرار نفسه، فتشدد على «الطلب من كل الأطراف وقف كل الاعتداءات على المدنيين والأهداف المدنية فوراً».

وأفيد بأن المبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا يعمل على تليين مواقف متصلبة واجهته في جولته الإقليمية الأخيرة، خصوصاً مطالب المعارضة والحكومة السوريتين، استباقاً لانطلاق مفاوضات جنيف.

ويقول مطلعون على حصيلة مشاورات دي ميستورا، إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم «رفض»، في لقائه مع دي ميستورا في ٨ الشهر الجاري في دمشق، إعطاء أي ضمانات «بموافقة الحكومة السورية على الاتفاق على إجراءات بناء ثقة في الجانب الإنساني، قبل بدء مفاوضات جنيف». ووفق أجواء الاجتماع نفسه، فإن المعلم تمسك بعدم تحديد أجندة بشكل مسبق لاجتماع جنيف، مصراً على أن «السوريين هم من يجب أن يحدد أجندة التفاوض من دون تدخل خارجي». وطرح دي ميستورا على المعلم الحاجة إلى التوصل الى «إجراءات بناء ثقة في الجانب الإنساني، بما يتعلق بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية لا سيما في المناطق المحاصرة» لكن المعلم قال «سنرى، لا يمكن أن أقدم لك أي وعود الآن». ووضع المعلم شرطاً للبحث في إجراءات بناء الثقة وتخفيف الحصار عن المناطق المحاصرة وتيسير دخول المساعدات الإنسانية، وهو «رفع العقوبات الاقتصادية» عن حكومته.

وأبلغ المعلم دي ميستورا أن «الحكومة السورية حددت أعضاء وفدها التفاوضي» طالباً الاطلاع على أسماء الوفد المعارض الذي يفترض أن «اللجنة العليا للمفاوضات» السورية المعارضة قد أعدته. كما قال إن دمشق «لن تفاوض مجموعات إرهابية»، متمسكاً بالاطلاع على «لائحة التنظيمات المصنفة إرهابية» قبل انطلاق مفاوضات جنيف.

وفي الجانب الآخر، سمع دي ميستورا من المعارضة السورية في الرياض مطالب محددة «يجب أن تعالج قبل انطلاق المفاوضات، خصوصاً ما يتعلق بإجراءات بناء الثقة الإنسانية». وقال المطلعون على أجواء لقاء دي ميستورا باللجنة العليا في الرياض، إنها «عبّرت عن هواجس تتعلق بضرورة إيجاد بيئة مواتية للتفاوض، على الأرض، خصوصاً لناحية الاتفاق على تطبيق إجراءات بناء ثقة بناء على الفقرتين ١٢ و١٣ من قرار مجلس الأمن الأخير ٢٢٥٤، قبل انطلاق المفاوضات». كما طالبت اللجنة العليا دي ميستورا «بتقديم إيضاحات عن أجندة المفاوضات» مؤكدة «التمسك بأن تبدأ المفاوضات من بحث إنشاء هيئة الحكم الانتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بناء على بيان جنيف١». وأبلغت اللجنة العليا دي ميستورا أنها «أعدت أسماء وفدها التفاوضي، لكنها لن تعلنها «قبل معالجة الهواجس المذكورة».

وقال مصدر ديبلوماسي غربي لـ «الحياة» في لندن إن الاجتماع بين نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي آن بترسون بحضور دي ميستورا في جنيف أمس، لم ينجح في الاتفاق على قائمة موحدة للمعارضة السورية، ما استدعى بحثاً إضافياً بحضور ممثلي بقية الدول الخمس الدائمة العضوية. وأشار إلى احتمال عقد لقاء بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف الجمعة، إضافة إلى عقد لقاء بين كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف لـ «حل العقد» أمام المفاوضات السورية.

 

باريس تخشى «فخاً» للمعارضة السوريّة

باريس – رندة تقي الدين

ترى باريس أن المفاوضات السورية المقررة في جنيف في 25 كانون الثاني (يناير) الجاري، لا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة حاسمة لحل الأزمة السورية، وتتخوّف من أن تتحوّل إلى «فخ مميت» للمعارضة السورية إذا ذهبت إلى حوار مع النظام وهي منقسمة وتعاني من خلافات ولا تملك استراتيجية جيدة للتفاوض، وفق ما قال مصدر مطلع في باريس لـ «الحياة»، والذي شدّد على أن فرنسا تعتبر أن المعارضة يجب أن تخرج من مفاوضات جنيف وهي أقوى مما كانت عليه قبل ذهابها إلى طاولة المفاوضات.

وقال المصدر المطلع على الملف السوري بعد المحادثات الفرنسية مع رياض حجاب، المنسّق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية (المعارضة)، إن الأخير ترك انطباعاً جيداً لدى كبار المسؤولين الذين التقاهم، من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى وزيري الخارجية لوران فابيوس والدفاع جان إيف لودريان، مشيراً إلى أن الانطباع الذي تكوّن عن حجاب أن لديه صدقية وميزات جيدة ولا يسمح لأحد بتضليله واستخدامه «لا من فرنسا ولا من طرف آخر»، مضيفاً «أن قوّته ستعتمد على استيعاب السوريين (المعارضين) أنه يدافع عن مصلحتهم في مفاوضات جنيف».

وتابع المصدر أن حجاب يأخذ موقفاً متوازناً من المفاوضات، إذ يؤكد أنه يريد المشاركة في حلّ تفاوضي، «لكنه يرفض الذهاب إلى الانتحار». وشرح المصدر أنه إذا رفض التوجّه إلى مفاوضات جنيف، فالجميع سيعاتبه وفي طليعتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، «لكن فرنسا ستبقى متفهّمة لوضعه». ولفت إلى أن حجاب يأخذ موقفاً قاسياً جداً من السياسة الأميركية في شأن سورية، وهو أمر عبّر عنه علناً أول من أمس، بالقول أنه لا يعتقد أن التاريخ سيغفر للرئيس باراك أوباما موقفه من سورية.

ولام المصدر المطلع في باريس موقف بان كي مون، «الذي سكت… عن التدهور الإنساني في سورية حرصاً على عدم إزعاج روسيا والنظام السوري، خشية أن يؤدي ذلك إلى عرقلة بدء مفاوضات جنيف». ونقل المصدر عن هولاند تهنئته حجاب على موقفه من أنه يستعد جدياً للمفاوضات، لكنه أضاف أن باريس ترى أن مفاوضات جنيف لن تؤدي إلى نتيجة حاسمة تؤدي إلى حل جذري في سورية. وزاد أن فرنسا تتخوف من أن هذه المفاوضات في إمكانها أن «تقتل» المعارضة السورية، وهي النتيجة الوحيدة التي قد تؤدي إليها إذا ذهبت المعارضة منقسمة أو تعاني من خلافات أو إذا اعتبر المعارضون على الأرض أن المفاوضين في جنيف «خونة». وتابع أن باريس ترى أن على المعارضة السورية أن تُظهر أن لديها استراتيجية وأنها تريد التفاوض بينما النظام لا يريد ذلك، مضيفاً أن وفد المعارضة «قيد التشكيل».

ونقل المصدر عن حجاب تأكيده لمحاوريه في باريس، أن وفد المعارضة إلى المفاوضات سيتشكّل من رجال ونساء لديهم قدرة قوية في التفاوض ولديهم «صفة تمثيلية».

وأشار المصدر إلى أن باريس تخشى أن تكون مفاوضات جنيف «لعبة تبادل الاتهامات» و «ليست مفاوضات حقيقية»، لافتاً الى أن فرنسا تشدّد على أنه ينبغي فور انتهاء جلسات التفاوض، أن تعطي المعارضة الانطباع بأنها «قوية وفرضت نفسها ولم تقع في الفخ لقتلها». وتابع أن باريس ترى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، غير مدرك أن هناك من يعمل على أن تكون مفاوضات جنيف «فخّاً للمعارضة… وهي فعلاً فخ». وزاد أن حجاب قال للمسؤولين الفرنسيين أنه لا يمكن أن يذهب إلى المفاوضات من دون وضوح في شأن جدول الأعمال وكيفية التعامل مع مسألة مصير الرئيس بشار الأسد، والمبادرات الخاصة بالمسائل الإنسانية، و «أيده هولاند في موقفه».

 

بوتين في سورية مقلق لخصومه… ولحلفائه

ابراهيم حميدي

يحاول كثيرون معرفة ما يدور في خلد الرئيس فلاديمير بوتين إزاء سورية. محاولة معرفة ذلك أقرب إلى قراءة الفنجان. وطبيعي أن ينقسم «حلفاء» النظام السوري و»أصدقاء» المعارضة إزاء ذلك. لكن الواضح، أن هناك قلقاً مما يضمر في ذهنه ومرارة الدواء الذي يقدمه. بوتين الرهيب، مقلق في سورية وغيرها، مقلق لخصومه… وحلفائه.

وزير الخارجية الأميركي جون كيري عاد إلى واشنطن بعد لقاءات مطولة مع بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف في موسكو «مطمئناً» من أن الكرملين مستعد للمضي في عملية سياسية وفق البرنامج المقترح من «المجموعة الدولية لدعم سورية» في أن يجتمع ممثلو الحكومة السورية والمعارضة للتفاوض خلال ستة أشهر للوصول إلى حكومة انتقالية تتسلم الصلاحيات التنفيذية الكاملة وتعد لدستور جديد ثم بعد ١٨ شهراً إجراء انتخابات بإدارة وإشراف الأمم المتحدة لا يشارك فيها الرئيس بشار الأسد. قناعة كيري، التي نقلها إلى حلفائه من الوزراء، أن روسيا مستعدة للدخول في عملية تؤدي إلى «ولادة نظام سياسي جديد من ركام النظام القائم» وإلى «بناء مؤسسات الدولة من بقايا المؤسسات الباقية». المهم، في قناعة كيري، أنها «استنتاجية» أكثر مما هي اتفاق.

من هنا تأتي أهمية خريطة الطريق التي أعدها الفريق السوري في واشنطن وسربتها وكالة «أسوشيتد برس». تضمنت الخريطة إطلاق سراح معتقلين وتشكيل لجنة أمنية وهيئة حكم انتقالية من النظام والمعارضة في نيسان (أبريل) المقبل على أن يجري في أيار (مايو) حل البرلمان لدى انتهاء ولايته وتسمية مجلس تشريعي موقت بالتزامن مع اعتراف مجلس الأمن الدولي بشرعية الهيئة الانتقالية وعقد مؤتمر للإعمار والمصالحة. وبين حزيران (يونيو) وكانون الأول (ديسمبر) المقبلين، يجري العمل على صوغ دستور جديد يطرح لاستفتاء في كانون الثاني (يناير) المقبل. وفي آذار (مارس) «يتخلى» الأسد عن صلاحياته و»تغادر الحلقة الضيقة». وتمارس هيئة الحكم «سلطات كاملة» إلى حين إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في آب (أغسطس) ٢٠١٧، عندما تشكل حكومة جديدة. ولمن يريد جرعة إضافية من التفاؤل، بدأت دول غربية وإقليمية في «غربلة» أسماء مرشحة لترؤس هذه الحكومة والمشاركة فيها.

عارفون في خلفيات الخطة الأميركية، يقولون إنها وضعت قبل بدء عملية فيينا في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وإن برنامجها الزمني كان قائماً على أساس بدء عملية «المجموعة الدولية لدعم سورية»، وإن تسريبها في هذا الوقت استهدف «إدارة التوقعات». بالنسبة إلى المعارضة كي تعرف أن «الأسد باق خلال مرحلة التفاوض» وبالنسبة إلى الموالاة أن تعرف أن «الأسد ليس باقياً إلى الأبد».

صدى هذه الخطة كان مقلقاً في دمشق. النظام مرتاح للدعم العسكري والغطاء الجوي الروسي الذي يتلحف به منذ أيلول (سبتمبر) الماضي. لكن مصدر القلق أن خريطة الطريق جاءت بعد اتصالات أميركية – روسية وأن تسريبها جاء بعد صدور القرار ٢٢٥٤. المقلق فيها، وجود قناعة أن النظام «لا يستطيع بلع هذا الدواء المر» خصوصاً أن بعض أركانه لا يرون النظام مريضاً ويتعايشون مع «المرض العضال» الذي تعاني منه سورية. لذلك، أوفدت دمشق مسؤولين أمنيين وسياسيين إلى موسكو. وبحسب معلومات، عادوا خاليي الوفاض. لم يقبل بوتين تحفظات دمشق على مشاركة سوريي الشتات في الانتخابات ولم يقبل أيضاً إلغاء إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات. هنا، قيل إن مقايضة روسية -أميركية حصلت: موافقة موسكو على انتخابات بإدارة وإشراف الأمم المتحدة طالما أنها تقول إن السوريين يقررون مصير الأسد، مقابل موافقة واشنطن على بقاء الأسد إلى نهاية المرحلة الانتقالية وترك مصيره للسوريين في هذه الانتخابات.

أحد أسباب فتح القيمين على دمشق الأبواب مشرعة للسوريين كي يغادروا إلى المهجر، هو فك ارتباطهم بسورية. لكن إن يعودوا من بوابة القدرة على التصويت والانتخابات بحرية ورقابة دولية «أمر لم يكن ضمن الخطة». وما أضاف تعقيداً إلى التعقيدات، أن «بحثاً استقصائياً أجري في شكل غير معلن داخل مناطق سيطرة النظام، توصل إلى خلاصات رفعت إلى القيادة مفاده أن نسبة التأييد في أي انتخابات لا تتجاوز ٢٥ في المئة من الأصوات»، بحسب مصادر. «الحل البديل» في دمشق من التصور الأميركي – الروسي المبارك في القرار ٢٢٥٤، يبدأ بإغراق المفاوضات في التفاصيل ووضع أولويات تبعد الاستحقاق الرئيسي لمفاوضات جنيف. قد يكون جعل «الملف الإنساني» وإدخال المساعدات «مفيداً» لجهة تغيير الأولويات (كما حصل في مفاوضات «جنيف-٢» بداية ٢٠١٤ عندما باتت إغاثة حمص على أهميتها، هي المسألة)، إضافة إلى تحفظات على تشكيلة وفد المعارضة ورفض وجود ممثلي فصائل مقاتلة فيه.

على طاولة جنيف، تتضمن الخطة مد المفاوضات والتركيز على ملف «محاربة الإرهاب». سياسياً، العرض المقدم، يقوم على مفاوضات من دون سقف زمني لتشكيل حكومة وحدة يشارك فيها «معارضون وطنيون» على أساس الدستور الحالي للعام ٢٠١٢ بحيث يؤدي رئيس الوزراء وأعضاء حكومته اليمين الدستورية أمام الأسد. وباعتبار أن الأسد سيصدر مرسوماً بالتمديد للبرلمان الحالي في نهاية ولايته منتصف العام الحالي، فإن الحكومة الجديدة تعمل على صوغ دستور جديد يملك النظام اليد الطولى في صياغته ويقر في استفتاء عام، يخلفه برلمان متولد من انتخابات برلمانية «في نهاية المرحلة الانتقالية». أما بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية، فإن موعدها بحسب توقيت دمشق، هو في ٢٠٢١. وإذا اقتضت المرونة، يمكن تقديم الانتخابات إلى ٢٠١٩. تتضمن الخطة البديلة أيضاً، احتمال أن تكفل هندسة الدستور أن يتم انتخاب الرئيس في البرلمان وليس في انتخابات عامة. بذلك، تفرغ رعاية الأمم المتحدة للانتخابات من مضمونها.

بعض «أصدقاء» المعارضة، بينهم الحكومة التركية، قلقون (أيضاً) من أن تكون الخطة الأصيلة لبوتين لا تختلف عن خطة دمشق وأن ما يبيعه الكرملين إلى البيت الأبيض ليس أكثر من وعود في الهواء. هم قلقون من أن يكون هدف القيصر الروسي هو شراء الوقت عبر إطلاق عملية سياسية، كما هي الحال مع أهداف دمشق وطهران. بحيث تؤدي هذه العملية السياسية إلى ولادة «حكومة عرجاء» في دمشق وبعض مدن «سورية المفيدة» ما يعني على عكس ما يعتقد كيري، أن تكون النتيجة «ليس ولادة نظام سوري جديد، بل إعادة إنتاج النظام الحالي».

بالتوازي مع هذه العملية السياسية تستمر العمليات العسكرية. الهدف الأول، إخضاع المعارضة عبر تدمير البنية التحتية لمناطقها وقطع رؤوس قادتها الواحد تلو الآخر كما حصل مع قائد «جيش الإسلام» زهران علوش وحصد طبقاتها واحدة بعد الأخرى إلى أن ينبت قادة مستعدين للتعامل والتعاون مع الروس كما حصل في الشيشان. الهدف الثاني، لا مكان في الوسط. شراء الوقت لإلغاء المنطقة الوسط عسكرياً وسياسياً واجتماعياً. وبينما يكون الرئيس باراك أوباما «سعيداً» بإطلاق عملية سياسية في «أكبر كارثة إنسانية» منذ الحرب العالمية الثانية قبل انتهاء ولايته، عندما يأتي الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض، يرى أمامه: النظام و «داعش»، عليه الاختبار. بالتالي، فإنه «حكماً سيختار النظام وإعادة الشرعية له».

يقترح بعض دول «أصدقاء الشعب»، خياراً بديلاً. الاستمرار في المفاوضات بين النظام والمعارضة وزيادة دعم المعارضة المعتدلة و «عدم السماح بسحقها» لقناعة هذه الدول «أنه لا يجوز الاطمئنان إلى نيات بوتين» وأنه «من السذاجة تصديق الكلمات الروسية وتجاهل الأفعال الروسية» خصوصاً أن بوتين «يعتقد أن بقاء النظام وبقاء الأسد، هما أوضح مثالين لانتصار رأيه وفشل الغرب في سورية بعد فشله في العراق وليبيا». ويضرب بعض الدول مثالاً إلى ذلك، أن روسيا قتلت علوش بعد مشاركة «جيش الإسلام» في المؤتمر الموسع للمعارضة في الرياض وإقرار قبول الحل السياسي – التفاوضي وأن روسيا خرقت تفاهماً كان قائماً في ريف درعا في أن لا تقوم فصائل «الجيش الحر» بعمليات هجومية مقابل عدم شن روسيا غارات على هذه المنطقة. الآن، يومياً تشن روسيا عشرات الغارات على مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا. كما أن موسكو تتحدث عن تعاون «الجيش الحر» معها، فيما الثابت أن التعاون الوحيد القائم هو غرب نهر الفرات عبر توفير غطاء جوي لـ «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية ضد «داعش».

بعيداً من قلق النظام من نيات بوتين السياسية ومرارة الدواء الروسي. وبعيداً من اطمئنان أوباما إلى «وعود» القيصر. وبعيداً من تخوف دول إقليمية وغربية أن كل تنازل لموسكو، يراه بوتين ضعفاً يشجعه على طلب المزيد والتمادي في مقارعة «منظومة العقل»، فان القرار ٢٢٥٤ خطوة مهمة لأنه تضمن تصوراً للحل السياسي واحتمالاً لنهايات «اللعبة الدامية». من الآن وصاعداً، هو صراع على كيفية تنفيذه هذه الخطة وفي أي شروط ومواعيد. كل تفصيل سياسي وكل جلسة تفاوض، هي ضمن التراكم السياسي وصولاً إلى صوغ العقد الاجتماعي السوري الجديد. و«جنيف-٣» يحمل إضافة وتراكمات على «جنيف-٢» قبل سنتين و«جنيف-١» قبل أربع سنوات.

* صحافي سوري من أسرة «الحياة»

 

النظام يوسّع سيطرته في ريف اللاذقية … ويقترب من معقل «داعش» في حلب

لندن – «الحياة»

واصلت قوات النظام السوري أمس هجومها في جبل الأكراد بريف اللاذقية الساحلية، وسيطرت على جبال مجاورة لبلدة سلمى معقل فصائل المعارضة والتي سقطت في أيدي النظام وحلفائه أول من أمس. كما تمكنت قوات النظام من السيطرة على قرية جديدة شمال مطار كويرس (شمال البلاد) لتصبح بذلك على بعد كيلومترات قليلة من بلدة الباب معقل تنظيم «داعش» في ريف حلب الشرقي.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) إلى اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر الأربعاء «بين غرفة عمليات قوات النظام التي يشرف عليها ضباط روس وتضم حزب الله اللبناني وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث ومسلحين موالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من جهة أخرى، في محيط بلدة سلمى من محور المارونيات»، مضيفاً أن الاشتباكات تترافق مع قصف تقوم به طائرات حربية روسية وقصف من مدفعية النظام على مناطق الاشتباك ومناطق أخرى في مرج خوخة وربيعة والمريج. وأكد أن قوات النظام «تقدمت» في منطقة المريج و «سيطرت على تلال المارونيات»، بعد يوم من تمكنها من السيطرة «في شكل كامل» على بلدة سلمى «المعقل الرئيسي للفصائل في جبل الأكراد».

أما وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية فنقلت عن «مصدر عسكري» تأكيده أن الجيش النظامي «فرض السيطرة على قريتي المارونيات وبيت ميرو في إطار العملية العسكرية المتواصلة في بلدة سلمى شمال شرقي مدينة اللاذقية بنحو 50 كلم». وأشار المصدر في تصريحه إلى أن الجيش «بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية» خاض ليلة الثلثاء – الأربعاء وفجر الأربعاء «اشتباكات عنيفة» مع فصائل المعارضة المسلحة في قرية المارونيات التي تبعد كيلومتراً واحداً شمال سلمى. وأضاف المصدر أن «الاشتباكات انتهت بإحكام السيطرة على القرية بشكل كامل» وأن عناصر المعارضة انسحبت في اتجاه بلدة ربيعة القريبة من الحدود التركية. وتابع المصدر أن وحدات الجيش سيطرت لاحقاً على قرية بيت ميرو القريبة.

أما في حلب (شمال)، فقد أعلن المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور على محاور عدة في محيط منطقة مطار كويرس العسكري ومحاور أخرى بريف حلب الشرقي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، «وسط تقدم لقوات النظام وسيطرتها على قرية عين البيضا والمزارع المحيطة بها». وتابع أن طائرة حربية قصفت منطقة قريبة من سوق بلدة تادف التي يسيطر عليها «داعش» بريف حلب الشرقي، ما أدى إلى سقوط ضحايا، وسيطرت قوات النظام في الأيام الماضية على سلسلة من القرى الواقعة شمال مطار كويرس وهي تواصل تقدمها شمالاً نحو تادف المجاورة لبلدة الباب معقل «داعش» في ريف حلب الشرقي.

وفي ريفي حلب الجنوبي والغربي، دارت مواجهات بين «جبهة النصرة» وتنظيم «جند الأقصى» وفصائل إسلامية ومقاتلة و «الحزب الإسلامي التركستاني» من جهة، وبين قوات النظام و «حزب الله» اللبناني ومسلحين من جنسيات عربية وآسيوية من جهة أخرى، على محاور عدة تحاول أن تتقدم فيها قوات النظام، بحسب المرصد. وفي هذا الإطار، ذكرت «سانا» أن الجيش السوري قصف مقرات للفصائل في قرية المنصورة التي تبعد 10 كلم غرب مدينة حلب، علماً أن النظام أعلن أول من أمس إطلاق هجوم واسع للسيطرة على بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة دارت ليلة الثلثاء – الأربعاء في محيط مطار دير الزور العسكري، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، «إثر هجوم نفذته قوات النظام للتقدم في محيط المطار». وأضاف أن أربعة عناصر سوريين من «داعش» قُتلوا «جراء قصف طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف لأماكن في قرية البصيرة بريف دير الزور الشرقي … كما أسفر القصف عن استشهاد مواطنتين اثنتين».

وفي حمص (وسط سورية)، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على الأطراف الغربية لمدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، وأماكن أخرى في قرية تيرمعلة بالريف ذاته، فيما نفذت طائرات حربية يُرجّح أنها روسية ضربات على مدينة الرستن وقرية ديرفول، بحسب المرصد. أما في درعا (جنوب البلاد)، فقد ألقى الطيران المروحي 8 براميل متفجرة على بلدة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي «وسط استمرار الاشتباكات داخل الشيخ مسكين وعند أطرافها» بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وبين قوات النظام «مدعمة بضباط إيرانيين وضباط من حزب الله اللبناني»، على ما أفاد المرصد.

 

روسيا تنتقد فرنسا بسبب تصريحات «غريبة وواهية» في شأن سورية

موسكو – رويترز

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم (الخميس)، إن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في الآونة الأخيرة والتي اتهم فيها روسيا بتنفيذ ضربات ضد المدنيين في سورية هي تصريحات “غريبة وواهية”.

وقالت زاخاروفا خلال إفادة صحافية أسبوعية، إن اتهامات وزارة الخارجية الفرنسية “لا تستند إلى حقائق ملموسة لكن (الوزارة) تستغل خيالات طرف آخر وعباراته الدعائية النمطية”.

وخلال اجتماع مع منسق المعارضة السورية رياض حجاب الإثنين الماضي، قال فابيوس إن سورية وروسيا ينبغي أن توقفا العمليات العسكرية ضد المدنيين وأن تنهيا “معاناة” مدينة مضايا المحاصرة.

 

تركيا تضرب أهدافاً لـ «داعش» في سورية والعراق بعد تفجير إسطنبول

أنقرة – رويترز

قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم (الخميس)، أن قوات برية تركية أطلقت النار 500 مرة على أهداف لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سورية والعراق، ما أدى إلى مقتل حوالى 200 من المتشددين، رداً على تفجير انتحاري في إسطنبول ألقيت مسؤوليته على التنظيم المتشدد.

وقال داود أوغلو خلال مؤتمر لسفراء تركيا عقد في أنقرة، أن تركيا ستنفذ ضربات جوية إذا اقتضت الضرورة وستحافظ على “موقفها الحازم” حتى يغادر التنظيم المناطق الحدودية. وقُتل الانتحاري الذي نفذ هجوم إسطنبول وعشرة سياح ألمان في الهجوم الذي وقع يوم الثلثاء الماضي.

 

أميركا تدرس نشر قوات في قاعدة شرق سورية قرب العراق وتركيا

لندن – إبراهيم حميدي

يدرس خبراء عسكريون أميركيون مشروع إقامة قاعدة عسكرية أميركية في مدينة المالكية شمال شرقي سورية تمهيداً لنشر عشرات الخبراء العسكريين في إطار دعم قوات كردية- عربية لقتال تنظيم «داعش» في الزاوية السورية- العراقية- التركية، وسط تأكيدات لنشر سبعة مستشارين أميركيين على الجبهات ضد «داعش»، أربعة منهم في مدينة عين العرب (كوباني) شمال حلب قرب تركيا وثلاثة في مدينة الرميلان شرق سورية قرب العراق.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أجاز نشر مستشارين عسكريين لدعم تحالف من المقاتلين الأكراد والعرب يقاتلون «داعش» في شمال سورية وشمالها الشرقي. لكن عددهم اقتصر على سبعة إلى الآن بسبب صعوبات لوجستية ومخاطر تحول دون نشر عدد أكبر.

وأكد مسؤول غربي لـ «الحياة» في لندن، أن هناك مشروعاً ودراسات لتحويل مطار مدينة المالكية الزراعي إلى قاعدة عسكرية يقيم فيها هؤلاء الخبراء وينتقلون منها إلى خطوط القتال ضد «داعش»، إضافة إلى مساهمتهم في تدريب مقاتلين محليين ومساعدتهم على استخدام سلاح أميركي تضمن حوالى خمسين طناً من الذخائر والسلاح نقلتها مروحيات أميركية إلى سورية قبل أسابيع.

وتقع مدينة المالكية في موقع استراتيجي في زاوية التقاء الحدود السورية- التركية- العراقية، وتبعد ١٩٠ كيلومتراً عن مدينة الحسكة و٩٠ كيلومتراً عن مدينة القامشلي و٩٠٠ كيلومتر عن دمشق.

ودعمت أميركا تشكيل تحالف من مقاتلين أكراد وعرب في «جيش سورية الديموقراطية» (جسد) يضم آلاف المقاتلين الذين تمكنوا من طرد تنظيم «داعش» من مناطق مهمة في ريف الحسكة قرب العراق وريف حلب قرب تركيا. وحقق مقاتلو «جسد» تقدماً ضد «أحرار الشام» و «النصرة» في ريف أعزاز الأسبوع الماضي واقتربوا من أوتوستراد حلب- أعزاز، ما أحكم حصار أعزاز من الجهتين الغربية والجنوبية وهدد خطوط الإمداد للمعارضة بين تركيا وحلب، غير أن الجانب الأميركي تدخل لدى القيادة الكردية -وهي القوة المهيمنة في «جيش سورية الديموقراطية»- لوقف المعارك ضد الفصائل التي تقاتل في الوقت ذاته تنظيم «داعش» في ريف حلب، الأمر الذي وافقت عليه «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل القوة الأساسية في «جسد».

وأعطت «وحدات حماية» الجانب الأميركي مهلة عشرة أيام لوقف العمليات الهجومية وفك الحصار على قواتها في عفرين بريف حلب، وهي تريد تدخل الجانب الأميركي للضغط على «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» وحلفائهما لعدم قتال القوات الكردية في أعزاز و «التزام قتال داعش» فقط.

وكانت أنقرة أبلغت واشنطن أنها تعتبر عزل مدينة حلب عن خطوط الإمداد مع تركيا «خطاً أحمر»، والأمر ذاته ينطبق على ربط «وحدات حماية الشعب» الكردية بين شرق نهر الفرات وغرب النهر وبين إقليمي الجزيرة وكوباني شرق سورية وعفرين غرب النهر وتوحيد الإدارات الذاتية بسبب مخاوفها من إقامة «كردستان سورية» قرب حدودها.

ووفّر الطيران الروسي غطاء جوياً لـ «جيش سورية الديموقراطية» غرب نهر الفرات، حيث تسلمت القاعدة الروسية في اللاذقية إحداثيات مواقع «وحدات حماية الشعب» في ريف حلب لتجنّب استهدافها خلال الغارات المكثفة على ريف حلب. وينتشر في عفرين حوالى عشرة آلاف من «وحدات الحماية» و٣٠٠ عربي، وعشرة آلاف في كوباني، وحوالى ٢٠ ألفاً في الحسكة وتل أبيض التي تم طرد «داعش» منها وربطها بالإدارات الذاتية الكردية.

وأبلغت القيادة الكردية السورية موسكو ضرورة الضغط على النظام في دمشق لـ «تغيير الدستور والقوانين وقبول وجود الأكراد وحقوقهم» كشرط لقيام تعاون ميداني بين الأكراد وروسيا. وأشارت القيادة الكردية، وفق المعلومات المتوافرة، إلى أنها لن تتعاون مع موسكو إذا كان هدفها «إعادة إنتاج النظام». ولم تتلق «وحدات الحماية» بعد رداً إيجابياً على طلبها التزود بالأدوية من الجانب الروسي.

في المقابل، فإن التعاون بين «وحدات الحماية» والتحالف الدولي بقيادة أميركا في الضفة الشرقية لنهر الفرات شرق سورية قائم، حيث تشكلت غرفة عمليات بين الطرفين. ودعمت أميركا تشكيل «جيش سورية الديموقراطية» استعداداً للانقضاض على الرقة معقل «داعش» بعد ضم مقاتلين عرب إلى هذا الجيش والبحث في تشكيل مجلس محلي يحكم المدينة بعد «تحريرها». غير أن مشاورات عسكرية أسفرت، كما يبدو، عن قرار ببدء العمليات في ريف الحسكة قبل مدينة الرقة بهدف ضمان قطع خطوط إمداد «داعش» مع العراق، وتقدم مقاتلو «جسد» بالفعل في مناطق استراتيجية في ريف الحسكة، إضافة إلى السيطرة على تل عيسى قرب الرقة.

وبين المواقع التي سيطر عليها «جسد» كان «سد تشرين» على نهر الفرات. وقيل إن ٥٠ خبيراً أميركياً انتشر فيه. لكن المسؤول الغربي أكد أمس وجود أربعة مستشارين أميركيين في كوباني زاروا موقع السد. وأبلغت قيادة «جسد» الموظفين والمهندسين وبينهم مدير المشروع المهندس محمد حيدر، إمكان العودة إلى السد لتشغيله وتوليد الكهرباء.

ويقوم الخبراء الأميركيون بزيارة جبهات القتال وتقديم الإحداثيات إلى غرفة عمليات التحالف بقيادة أميركا، كي تقوم قاذفات أميركية وغربية بينها بريطانية وفرنسية، بضرب أهداف «داعش». وجرى قبل أيام بحث الوجهة المقبلة لـ «جيش سورية الديموقراطية» بين مدينة منبج في ريف حلب أو مسكنة شرق حلب، وعلى الضفة الغربية لبحيرة سد الفرات قرب مدينة الطبقة. ونظراً إلى «حساسية المعركة في منبج بسبب الموقف التركي»، تقرر الاستعداد لخوض المعركة في مدينة مسكنة، وهي «مقر لداعش» بين حلب والرقة.

ويضم «جيش سورية الديموقراطية» آلاف المقاتلين الأكراد والعرب والسريان، وتشكّل «وحدات حماية الشعب» القوة الرئيسية فيه. وتضم «وحدات الحماية» بقيادة سيبان حمو، أكثر من ٣٥ ألف مقاتل من «القوات الخاصة» و «القوات الذاتية» إلى آلاف من «قوات الواجب»، إضافة إلى آلاف من «قوات الأمن» (أسايش). وتخطط قيادتها لتأسيس قوة من مئة ألف مقاتل لأنها تريد تشكيل فيلق لـ «حماية الشمال السوري في سورية الفيديرالية» التي ستتشكل مستقبلاً، وفق ما يأمل الأكراد.

وقال هيثم مناع رئيس «مجلس سورية الديموقراطية» (مسد)، الذي يشكل المظلة السياسية لـ «جسد»، في رسالة إلى مجلس الأمن، إن قوات المجلس تسيطر على ١٦ في المئة من مساحة سورية، علماً أن تقديرات أشارت إلى سيطرة النظام على ١٨ في المئة فقط من سورية. والتقى أمس المبعوث الأميركي مايكل راتني مناع ومسؤولون روس ورئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم في جنيف في إطار الاستعداد لعقد مفاوضات جنيف في ٢٥ الشهر الجاري.

 

استنفار أمني في تركيا وحملة توقيفات تشمل ثلاثة روس

في إطار التحقيق في الهجوم الانتحاري بميدان السلطان أحمد في اسطنبول، وعلى وقع الاستنفار الأمني في أنقرة واسطنبول، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو توقيف أربعة أشخاص يُشتبه في تورطهم في العملية، بعد ساعات من توقيف شخص أول، من دون تحديد جنسيات هؤلاء.

 

وقال إن منفذ الهجوم، وهو سوري، دخل البلاد كأي لاجئ عادي ولم يكن مثيراً للشبهات.

وفي وقت سابق، صرح وزير الداخلية التركي إفكان آلا بأن الانتحاري كان مسجلاً لدى سلطات الهجرة التركية.

وتحدثت وسائل إعلام تركية عن توقيف ثلاثة روس على صلة بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، ولم يعرف ما إذا كان ذلك مرتبطاً بهجوم اسطنبول.

 

“جنيف 3” يُواجه خلافاً أميركيا – روسياً على تمثيل المعارضة في الحوار

المصدر: العواصم – الوكالات

جنيف – موسى عاصي

بعد يوم من اللقاءات المكثفة التي عقدت على خطين أميركي من جهة وروسي من جهة أخرى مع اطراف سوريين معارضين، ولقاءات ثنائية بين الروس والاميركيين، وأخرى بين الطرفين والامم المتحدة، أنهاها المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا بلقاء موسع مع ممثلي مجموعة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، عاد الحوار السوري المقرر في 25 كانون الثاني الجاري الى المنطقة الضبابية بعدما كان الاتجاه الى اجرائه باصرار من الأمم المتحدة.

وقد ترجم البيان الصادر عن مكتب دو ميستورا بعد لقائه مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ترنح الموعد المحدد بقوله إن “الفريق الاممي سيواصل عمله الجدي لتوجيه دعوات من أجل ضمان أكبر قدر من التمثيل في لقاء ٢٥ كانون الثاني”.

وكان الوفدان الأميركي برئاسة مساعدة وزير الخارجية آن بيترسون والروسي برئاسة نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف قد التقيا كل من جهته معارضين سوريين بينهم الرئيس المشترك لـ”مجلس سوريا الديموقراطية” هيثم مناع ورئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي صالح محمد مسلم وشخصيات مستقلة أخرى كجهاد المقدسي وسمير عيطة وآخرين.

وقالت أوساط من التقاهم الوفد الاميركي ان الاميركيين طلبوا من هؤلاء التريث في المشاركة في الجولة الاولى من المفاوضات وانهم يفضلون انطلاقة لحوار ثنائي بين وفد النظام ووفد الرياض، في حين نقلوا عن الجانب الروسي موقفاً مغايراً يؤكد ضرورة مشاركة أطياف المعارضة السورية كافة بما فيها المجتمع المدني كي تتكرر تجربة “جنيف 2″ (بداية 2014) التي فشلت بسبب حصر المفاوضات بين النظام السوري و”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”).

ونقلت هذه الاوساط انطباعات الجانب الروسي الذي يصر على طاولة مفاوضات ثلاثية تجلس اليها ثلاثة وفود منفصلة وكاملة هي: وفد النظام السوري ووفد الرياض ووفد ثالث يضم معارضين من “مجلس سوريا الديموقراطية” ومنتدى موسكو وشخصيات مستقلة ومن المجتمع المدني.

وقالت أوساط الائتلاف السوري لـ”النهار” ان هذا الائتلاف يحضر نفسه للسفر الى جنيف خلال الفترة المقبلة للمشاركة في “جنيف 3″، وكشفت ان وفد الرياض اشترط عدم مشاركة أي طرف معارض آخر في الجولة المقبلة من خارج هذا الوفد، وان الجانب الاميركي أبلغ المسؤولين السعوديين والهيئة العليا للوفد انه موافق على فكرة حصر الحوار بين وفدي الرياض والنظام.

وحذر سمير عيطة من استبعاد الأطراف المعارضين الآخرين من النقاش وخصوصاً ممثلي الاكراد، “فهم جزء أساسي من الشعب السوري ولا يمكن استبعادهم”، وشدد على ضرورة اشراك ممثلي المجتمع المدني في الحوار.

 

المعارضة

في غضون ذلك، قالت جماعات معارضة سورية منها فصيل “جيش الاسلام” إنها لن تشارك في محادثات السلام ما لم تنفذ البنود الإنسانية في القرار الأخير للأمم المتحدة.

وأشارت الى البندين 12 و13 في قرار صدر أواخر العام الماضي ويدعوان الأطراف المتحاربين للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين ووقف أي هجمات على المدنيين. وأضافت: “نعتبر أن تطبيق هذه البنود أمر بديهي وحق من حقوق الإنسان… لا نقبل المساومة عليها تحت أي ظرف أو مبرر”.

ودعت أيضاً “الهيئة العليا للمفاوضات بجميع مكوناتها من قوى الثورة الى الثبات على موقفها الوطني المشرف الذي يأبى الدخول في حلول سياسية يتم فرضها عبر جرائم ومجازر وانتهاكات”.

وتحدثت الناطقة باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ليندا توم عن خطط لتسليم المزيد من المساعدات لبلدة مضايا بريف دمشق التي يعتقد ان أكثر من 20 من سكانها قضوا بسبب نقص الغذاء، الى بلدتي الفوعة وكفريا بمحافظة ادلب.

 

اتصال بين اوباما وبوتين

وفي موسكو، أعلن الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الاميركي باراك أوباما تحادثا هاتفياً وطالبا بتهدئة التوتر بين إيران والسعودية.

وجاء في بيان له أن الرئيسين بحثا أيضاً في قضية أوكرانيا وحل الأزمة في سوريا والوضع في شبه الجزيرة الكورية.

 

شروط روسية وأميركية قد تفجّر «جنيف السوري»

محمد بلوط

«جنيف 3» قد يكون في مهب الريح إذا لم يعقد حول طاولة مثلثة. فإما أن تحضر المعارضة السورية بوفدين، كما يشترط الروس، وليس بوفد الرياض الوحيد، كما أصر الأميركيون في جنيف، أو لا تنطلق العملية السياسية.

النعي غير ناجز لموعد الخامس والعشرين من كانون الثاني الحالي. سطران جاءا بصيغة ملتبسة تتجنب الإعلان عن احتضار العملية، في بيان الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا، ليقول عبرهما مع ذلك، إنه «وفريقه سيواصلان بذل أقصى الجهود لإصدار الدعوات إلى المؤتمر، وتأمين أكبر قدر ممكن من شمولية التمثيل المعارض». ذلك أن البيان في هذا العرض الموجز، وفي الجملة الأخيرة منه عن شمولية التمثيل، يمس جوهر الخلاف الذي لم يستطع الثنائي الأميركي ـ الروسي في جنيف تجاوزه بالأمس.

ويبدو الوسيط الدولي في سباق مع الوقت، خصوصاً أن احترام موعد 25 الشهر الحالي لجمع المعارضة والحكومة السورية، ليس موعداً شكلياً، وإنما موعد نص عليه القرار 2254. وكان دي ميستورا قد وعد دمشق، بأن يكشف لها عن لائحة الوفد المعارض، ويوجه الدعوات لحضور المؤتمر السبت المقبل، كموعد أخير، وهو ما لن يستطيع الوفاء به.

ولم يتوصل نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إلى إقناع مساعدة وزير الخارجية الأميركي آن باترسون بتوسيع، أو حتى تعديل الوفد الذي سمّته السعودية، عبر مؤتمر الرياض، ليتحدث باسم سوريا المعارضة، ليشمل تيارات وأجنحة معارضة أقصيت عن الرياض بطلب تركي فيما حضرت «أحرار الشام» و «جيش الإسلام»، كـ «حزب الاتحاد الديموقراطي» وزعيمه صالح محمد مسلم، أو شخصيات غابت عن المؤتمر، كرئيس تيار «قمح» هيثم مناع، أو الأمين العام في «حزب الإرادة الشعبية» قدري جميل.

ولم تنجح اجتماعات سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية مساءً في التوصل إلى تسوية تفتح الطريق نحو إطلاق الدعوات للحكومة السورية، ووفد معارض سوري إلى جنيف. وبحسب مصادر مطلعة فقد أبلغ دي ميستورا المندوبين أنه لن يستطيع توجيه الدعوات إلى حضور المؤتمر في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، في ظل المأزق الحالي، واستمرار الخلاف على تشكيلة الوفد المعارض.

الأميركيون تمسكوا حتى النهاية بعدم إجراء أي تعديل أو ضم أو توسيع في الوفد «السعودي» السوري إلى جنيف. الحرص الأميركي على التمسك بوفد الرياض، ذهب إلى التضحية بالحليف الكردي، على الأقل في المرحلة الأولى من المفاوضات، على ما قالته مصادر سورية مطلعة، حيث أبلغت باترسون صالح مسلم محمد أنه لن يكون حاضراً في الموعد الأول للمفاوضات في 25 الشهر الحالي، ولكن تعديلات قد تطرأ على الوفد التفاوضي في مرحلة لاحقة، وأن الاجتماع الحالي قد لا يكون سوى اجتماع شكلي أو بروتوكولي لإطلاق العملية السياسية، لنرى في ما بعد ما يمكن عمله من تعديل أو تغيير.

الأكراد الذين يخرجون مستائين من اللقاء مع الأميركيين، قالت مصادر مقربة منهم إنهم أبلغوا الجانب الأميركي أنهم لن يلتزموا بأي اتفاق يصدر عن أي اجتماع لا مقعد لهم فيه، وإذا لم يشاركوا في صياغة أي تسوية فهم يعتبرون أنفسهم في حل من أي التزام تجاه ما سيصدر من جنيف.

الروس الذين التقوا، كما الأميركيون تباعاً، هيثم مناع وصالح مسلم محمد والمعارض سمير عيطة، كانوا يختبرون طريقاً آخر للمفاوضات. الروس عرضوا منذ البداية أفكاراً تتجاوز الرياض، وطاولة مثلثة تضم وفدين من المعارضة، وكانوا يحملون قائمة بـ15 اسماً من معارضين، جلهم حضر اجتماعات موسكو. ولأنهم يعرفون مسبقاً التمسك الأميركي بوفد الرياض، عرضوا على من التقوهم تشكيل وفد ثالث. خمسة أسماء برزت في اللائحة الروسية، هي قدري جميل، وهيثم مناع، وسمير عيطة، وصالح مسلم محمد، ورئيسة «حركة المجتمع التعددي» رندا قسيس، التي غابت عن جنيف، لكنها تلقت اتصالاً من مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لدعم مشاركتها في الوفد السوري المعارض الثاني.

وقال أحد المشاركين من المعارضين في اللقاءات مع غاتيلوف إن المسؤول الروسي ركز، منذ البداية، على بحث آليات المشاركة بوفدين، واعتبر أن عملية ضم أسماء إضافية إلى وفد «الرياض» ستخلق من المشاكل أكثر مما تحل، وستؤدي إلى إرباك العملية وتعقيدها، بسبب صعوبة التفاهم مع «الائتلافيين»، ووجود نقاط اختلاف كثيرة بين الوفدين، كما يتصورهما الروس، لا سيما مسألة تمثيل المجموعات المسلحة، وعدم اقتناع مجموعات كثيرة في الرياض بالحل السياسي، فضلاً عن قناعة روسية بأن انفراد الرياض بالتمثيل سيؤدي إلى تكرار فشل «جنيف 2».

وقال المعارض السوري إن الروس يعتقدون أنه ينبغي أن يتمتع الوفدان المعارضان بحقوق متساوية في التمثيل من حيث العدد، وفي النقاش، وفي تقديم الأوراق. ونقل المعارض السوري عن غاتيلوف تأكيده أن موعد 25 كانون الثاني سيجري احترامه.

وكانت فصائل مسلحة معارضة، من بينها «جيش الإسلام» و «أحرار الشام»، وهي فصائل تشارك في الهيئة التفاوضية العليا لمؤتمر الرياض، قد اختارت لحظة التفاوض الأميركي – الروسي، لتعلن رفضها المشاركة في أي مفاوضات قبل أن يتم تأمين الإمدادات إلى المناطق المحاصرة، ووقف الهجمات على المدنيين. وتقدم هذه المجموعات قراءة مماثلة للهيئة التفاوضية نفسها التي تعتقد أنه لا بد أن تقوم الحكومة السورية بتقديم بعض إجراءات بناء الثقة، كإطلاق المعتقلين، وفتح طرق الإمداد، فيما ينص البندان 12 و13 من قرار مجلس الأمن على خطوات مسبقة من جميع الأطراف، تشمل إطلاق آلاف المختطفين بيد المجموعات المسلحة، لا سيما «جيش الإسلام»، وفتح طرق الإمداد إلى المناطق كافة، بما فيها تلك التي تحاصرها المعارضة.

وجلي أن الروس الذين أبدوا مرونة كبيرة في «جنيف 2» قبل عامين، عندما تركوا للأميركيين أمر اختيار الوفد المفاوض، فاقتصر على «الائتلافيين» وحدهم من دون غيرهم، ليسوا بوارد الدخول في مقايضة مشابهة، قضت آنذاك بترك المعارضة للأميركيين، والحكومة السورية لهم. إذ يفرض الانخراط الروسي، المدفوع ميدانياً، عبر المشاركة في القتال والإسناد الجوي، إلى الإمساك بمفاصل العملية السياسية، وترجمة التقدم الميداني الذي ترفده عمليات الإسناد الجوي الروسي للجيش السوري، في المسار السياسي. كما أنه من غير المقبول روسياً أن تقدم هي مع الجيش السوري، الجهد الجوي والقتالي لتدمير الجماعات الإرهابية، وان تحصد الولايات المتحدة في المقابل، وحدها ثمار هذا الجهد، وأن تمسك بالقرار السياسي.

وواضح أن الأميركيين هم من يمسك بالقرار السياسي، وأن التعنت السعودي في الانفراد بتمثيل المعارضة، ليس سوى ذريعة يستخدمها الأميركيون، للاستحواذ على نصف طاولة المفاوضات، ودفع الروس مرة ثانية إلى التحدث باسم دمشق فحسب.

وبات الروس، بعد الانخراط ميدانياً، وتغيير وجهة الأحداث في سوريا لمصلحة دمشق، قادرين على التحدث أيضاً إلى أجنحة من المعارضة السورية، وإجلاسها حول طاولة المفاوضات. ويبدو أن التفاهم الروسي – الأميركي قد عاش في الساعات الأخيرة محنة واضحة، عادت فيها الأمور إلى المربع الأول، بعيداً عن أولوية مكافحة الإرهاب، التي طفت على السطح مؤقتاً كما يبدو، لتتقدم عليها المصالح الجيوإستراتيجية، لا سيما الرغبة الأميركية بمنع الروس من التقدم سياسياً بموازاة التقدم ميدانياً.

ومن دون عودة الوزيرين الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، الذي سيلتقي في لندن اليوم نظيره السعودي عادل الجبير، إلى التشاور مجدداً، قد لا يمكن الحديث عن موعد الخامس والعشرين من هذا الشهر كموعد نهائي، وقد لا تتجدد الفرصة للذهاب لإطلاق العملية السياسية.

السفير

 

العلويون يحتفلون فوق مقبرة «الشهداء» في مدينة سلمى … وميليشيا الدفاع الوطني تحتفل في كل أنحاء سوريا

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» : «أبو طلال» ضابط الاستطلاع في الجيش السوري الحر أكد لـ «القدس العربي» أنه عند الساعة السادسة مساء وصلت قوات النظام إلى آخر نقطة في مدينة سلمى عند فندق الزوزو وهم يقولون «الله اكبر»، وأنهى كلامه وهو يلهث ويقول «لا حول ولا قوة الا بالله»، وبعدها جميع مراصد النظام في ريف اللاذقية أطلقت النار باتجاه مناطق سيطرة المعارضة فرحاً بسقوط المدينة ولم يتكف العلويون بهذه الخطوة بل أقاموا حفلاً فوق مقبرة «الشهداء» في مدينة سلمى لأن جميع من في المقبرة هم من المعارضين وسقطوا خلال العام 2012 عند تحرير المدينة من قوات النظام، الأمر الذي أدى إلى إحباط المعنويات بشكل كبيرة لدى قوات المعارضة في المنطقة. أبو حمزة أحد مقاتلي الساحل قال «ماذا سنقول لهؤلاء الاخوة الذين سبقونا، جميع العلويين في كل انحاء سوريا حتى المقيمون منهم في دمشق أطلقوا النار فرحاً بهذا الحلم، على حد وصف العديد منهم على صفحات «فيسبوك» وجميع الصفحات المؤيدة نشرت صوراً لمقاتلي المليشيا المؤيدة على مدخل المدينة وهم يحملون السلاح ويطلقون النار فرحاً بدخول المدينة بعد اربع سنوات».

وبحسب ناشطين فإن مدينة سملى شهدت خلال اليومين الماضين أعنف عملية قصف جوي طالها طيلة السنوات التي خضعت فيها لسيطرة المعارضة، وأكد ناشطون أن عدد الغارات الجوية تجاوزت 150 غارة خلال يوم واحد فقط من أسراب الطائرات الروسية، وتقدمت قوات النظام بقيادة ضباط روس واشراف منهم على المدينة من أربعة محاور شمالية من قرية ترتياح وقلعتها، وشرقية من ناحية كفر دلبة، والغربية من قرية المارونيات وحتى جنوبية حيث كانت الجهات الغربية والشمالية والشرقية تحت سيطرة المعارضة إلا الأسابيع الماضية تقدمت قوات النظام مدعومة من الطيران الروسي باتجاه حصار المدينة، وكانت ابرز النقاط التي سيطر عليها النظام أدت الى محاصرة المدينة هي قمة جبل النوبة من ناحية الجنوب، حيث سيطرت على اثرها قوات النظام على كافة الطرق المؤدية للمدينة.

فيما بث ناشطون مؤيدون تسجيلاً مصوراً يظهر ضابطاً روسياً يثني على دور مليشيا الدفاع الوطني في الدخول الى مدينة سلمى.

وفي تسجيل صوتي ينسب «لأبي معاذ طيبة» امير «احرار الشام» في قطاع الساحل حثّ فيه قوات المعارضة بالتوجه الى المدينة ويطلب من «الشرفاء» مساندة الثوار الذين لم يغادروا أطراف المدينة على الاطلاق، ولم تنجح «جبهة النصرة» التي أيضاً أرسلت تعزيزات إلى حجاج الليبي القائد العسكري المتواجد داخل المنطقة منذ ثلاث سنوات، ولم تستطع التعزيزات التي وصلت الى تخوم المدينة خلال الايام الماضية من مساندة المعارضين الخارجين منها، وتشير الانباء الى ان المعنويات كانت في اقل درجاتها خصوصاً بعد وصول قوات النظام الى مدخل البلدة.

ولم ينف أي من قادة المعارضة دخول قوات النظام الى المدينة، الا انهم اكدوا ان هناك عشرات الجثث من قوات النظام في مداخلها، واكد العديد من المقاتلين تدمير دبابة لقوات النظام على مدخل سلمى، وسط اشتباكات عنيفة ولم تشهد المنطقة مثل هذه الاشتباكات في السابق، حسب وصف أبو حمزة احد مقاتلي المعارضة، الذي أكد أن «الغارات الروسية انخفضت بشكل كبير عند سماحنا لقوات النظام بالدخول الى سلمى، وأصبحت المواجهات قريبة جداً وبات السلاح الفردي كافياً لصد قوات الأسد»، واكد ان قوات النظام اعتادت على التمهيد العنيف والقوي من الطيران الروسي، مشيراً الى أن سلمى هي مدينة لها رمزية خاصة لدى أبناء مدينة اللاذقية.

 

دخول الدفعة الثانية من المساعدات إلى مضايا السورية المحاصرة

مضايا- (أ ف ب): دخلت شاحنات محملة الدفعة الثانية من المساعدات الانسانية عصر الخميس إلى بلدة مضايا السورية في ريف دمشق، والتي تحاصرها قوات النظام بشكل محكم منذ ستة اشهر، وفق ما شاهدت مراسلة لوكالة فرانس برس في البلدة.

وقالت مراسلة الوكالة إن ست شاحنات على الاقل محملة بالمساعدات وعليها شعار الهلال الاحمر السوري دخلت عند الخامسة والربع عصرا إلى بلدة مضايا، في خطوة هي الثانية من نوعها هذا الاسبوع بعد دخول قافلة اولى الثلاثاء.

 

الجبير وكيري يبحثان في لندن الأزمة السورية

الأناضول: التقى وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في لندن الخميس، نظيره الأمريكي جون كيري، وبحثا جملة من الملفات، بينها القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي، بما فيها الأزمة السورية.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إنه جرى خلال الاجتماع بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي بما فيها الأزمة السورية.

وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الأمريكي، أدان الجبير، التفجيرات “الإرهابية” التي وقعت بالعاصمة الإندونيسية، والتفجيرات التي حدثت في باكستان، مؤكداً أهمية تقوية العمل بفعالية من أجل مواجهة هذه الأعمال.

وأشار الجبير إلى جملة التحديات التي تواجهها المنطقة في “اليمن، وسوريا، والإرهاب، والتدخل الإيراني في شئون المنطقة”، مشدداً على “أهمية العمل بشكل وثيق مع شركاء السعودية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، في التعامل مع هذه التحديات، وأهمية تعميق العلاقات مع الجانب الأمريكي بما يخدم المصالح المشتركة”.

من جهته، أكد كيري، أن “هذه الأعمال الإرهابية لن تستطيع إرهاب الدول وتمنعها من حماية مواطنيها وتأمين الحياة المعيشية لها، بحسب الوكالة السعودية.

وأشار كيري إلى ضرورة “وقوف المجتمع الدولي متحداً في القضاء على آفة الإرهاب”.

وشدد على تصميم بلاده في القضاء على” تنظيم داعش الإرهابي، وحركة بوكو حرام الإرهابية، وحركة الشباب (الصومالية)، بالطرق السلمية، إن أمكن، ولكن إن اضطر الأمر ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمن حماية الشعوب”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، يوم الأربعاء، إن كيري سيسافر إلى المملكة المتحدة، في اليوم نفسه، ليلتقي الجبير في لندن. وأوضح تونر أن الجانبين سيبحثان خلال الزيارة التي ستمتد من 13 -15 يناير/ كانون ثاني الجاري، عدداً من القضايا الثنائية والعالمية، حيث سيتم “بحث إيران والأزمة في سوريا أيضا”.

وتصاعد التوتر بين السعودية وإيران على خلفية هجوم محتجين إيرانيين على الممثليات الدبلوماسية السعودية في إيران، عقب قيام المملكة بإعدام رجل الدين السعودي الشيعي، نمر النمر.

 

خبراء: تنظيم الدولة يواجه صعوبات في العراق وسوريا

باريس- (أ ف ب): يواجه تنظيم الدولة الاسلامية صعوبات ميدانية في العراق كما في سوريا تثير تساؤلات ما اذا كان بدأ بالتراجع حيث خيب آمال السكان السنة في حين يكمن حل الازمة في البلدين في الاساس بايدي اطراف محلية وفق خبراء.

استمع النواب الفرنسيون هذا الاسبوع إلى خبراء معروفين في العالم العربي في الجلسات الاولى للجنة اعلامية برلمانية حول “امكانات داعش”، التسمية الرائجة للتنظيم.

وقالت ميريام بن رعد الباحثة في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية ان “الغارات وضعت بالتاكيد التنظيم في موقع صعب” خصوصا وانه مني في الاشهر الماضية بعدة هزائم ميدانية.

واضافت ان “التنظيم لم يف بوعده باعادة الخدمات الاساسية واحلال العدالة الاجتماعية”. سكان المناطق التي يسيطر عليها خاب املهم وبدلا من “الخلافة المثالية” الموعودة وجدوا انفسهم امام “نظام مافيوي جديد”.

وتابعت “تنظيم الدولة الاسلامية يواجه حاليا صعوبات كبرى على الارض في سوريا والعراق لكنه اقوى في معقله الرئيسي في العراق. وهناك ستدور المعركة الفعلية النهائية”.

وقالت إن التنظيم الجهادي تمكن من ترسيخ وجوده في مناطق غرب العراق منذ حقبة الحظر الذي فرض على العراق مستفيدا من تهريب النفط ومن استراتيجية نظام صدام حسين السابق في الاعتماد على عشائر محلية.

بهذه الطريقة سيطر التنظيم وفق الباحثة “على الاراضي بصورة اقتصادية عن طريق تهريب النفط” مشيرة الى ان “هذه السياسة تنتظم اليوم حول مصادر عدة للعائدات، وهذا ما يجعله يختلف بشكل جوهري عن تنظيم القاعدة”.

– موارد مالية

وقالت المحللة إن مصادر العائدات هي سرقة العملات الاجنبية من المصارف ابان الهجوم على الموصل في صيف 2014 والضرائب والخوات التي تفرض على السكان ونهب وبيع القطع الاثرية “الذي بدأ منذ التدخل الاميركي في عام 2003 ويتواصل على نطاق دولي في اجواء من النفاق الفاضح” واستغلال النفط والزارعة التي تؤمن نوعا من الاستقلالية الذاتية الغذائية واخيرا الهبات الخارجية “التي يتوقع ان تزداد تماشيا مع الصعوبات العسكرية التي يواجهها التنظيم”.

واكدت ميريام بن رعد انه “من الصعب جدا تحديد اطراف سياسة التهريب هذه التي يشارك فيها عدة لاعبين وشبكات ومناصرين. مثل هذه السياسة الاقتصادية قادرة جدا على الصمود”.

والمصدر الاخر لتنظيم الدولة الاسلامية هو الانترنت. وقالت الخبيرة ان “تنظيم الدولة الاسلامية يشعر بانه يفلت من العقاب بشكل كامل على شبكات التواصل الاجتماعي ويستفيد من عدم تحرك كبريات شركات المعلوماتية غير المفهوم”.

وبالنسبة للموارد البشرية فان “النواة التي اطلقت مشروع تنظيم الدولة الاسلامية هم عراقيون بشكل اساسي ويبقى التنظيم منظما حول هذه النخبة”. وبالتالي فان حل الازمة السياسية في العراق “يبقى امرا محوريا” لاضعاف داعش او القضاء عليه.

اما المقاتلون الاجانب فيعتبر السكان “وجودهم بمثابة هجمة استعمارية” وفق الخبيرة التي اضافت ان تنظيم الدولة الاسلامية “هو مشروع استعماري وامبريالي جديد يريد باي ثمن الغاء اي اشارة الى الدولتين العراقية والسورية”.

واضافت انه من اجل الخروج فعليا من الازمة في العراق كما في سوريا “يجب قبل كل شيء المراهنة على الاطراف المحلية والنخب في هاتين الدولتين (…) الحل ليس بيد الاطراف الاقليمية التي يسبب تدخلها في المزيد من اشعال الوضع، انه ينبع من داخل العراق وسوريا”.

وفي سوريا خصوصا “من الوهم الاعتقاد بان السلام سيتم نتيجة مفاوضات بين السعودية وايران (الخروج من الازمة) يجب ان يتم على المستوى المحلي ويمر عبر اتفاقات واعلان هدنة ووقف اطلاق نار متفاوض عليه بين الاطراف الفاعلة على الارض”.

مع ذلك، قال فرنسوا بورغا مدير الابحاث لدى المركز الوطني للبحث العلمي المتخصص بشؤون المنطقة، “لم نتمكن حتى الان من تحديد محاورين” في صفوف المقاتلين المعارضين السوريين.

واضاف “اردنا تشكيل معارضة سورية تكون على صورتنا. وبذريعة انهم لم يكونوا علمانيين بما فيه الكفاية، تجاهلنا اسلاميين يتمتعون بشعبية في اطار وطني. وهكذا قمنا بتاجيج التطرف”.

وتابع ان “سحق داعش عسكريا لن يكفي لانه لا يوجد حاليا بديل سياسي بالنسبة للسنة” محذرا من انه “اذا قضينا على داعش بدون حل مؤسساتي بديل، فسنصنع شيئا اسوأ منه”.

 

النظام السوري يسعى لتطويق جبل التركمان في اللاذقية بدعم روسي

أنقرة- الأناضول: تسعى قوات النظام السوري، منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني لتطويق جبل التركمان في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، الخاضع لسيطرة المعارضة، وكل ذلك يجري بغطاء جوي من الطائرات الروسية، والهدف من ذلك الوصول إلى معاقل المعارضة في محافظة إدلب.

وتركز قوات النظام السوري، حاليا قصفها وعملياتها البرية، على مواقع المعارضة في بلدة سلمى وأطرافها، بعد أن سيطرت على عدد من النقاط الاستراتيجية في المنطقة، لاستكمال عملية التطويق. وتمكنت قوات النظام من السيطرة على تلة برج القصب، وقمة الـ45 وقمة برج الزاهية (قزل داغ) التي تبعد مسافة، 5 كم عن الحدود التركية.

وتهدف للتقدم من جهة تلة برج القصب من أجل قطع الصلة بين جبل التركمان وجبل الأكراد.

وأكدت مصادر محلية، أنَّ مواقع المعارضة في منطقة سلمى تعرضت خلال الأيام الخمسة الأخيرة، لمئتي غارة جوية، ألقيت خلالها ألفي قنبلة.

وتعد منطقة سلمى بوابة المعارضة السورية المتمركزة في محافظة إدلب، باتجاه، معاقل قوات الأسد في اللاذقية، كما أنَّه في حال سيطرة قوات النظام على المنطقة بإمكانها قطع الطريق على العمليات العسكرية التي تشنها قوات المعارضة في سهل الغاب بريف حماة الشمالي، كما أنَّ منطقة سلمى وجبل النوبة الواقع في جهتها الشرقية، يشكلان معا، نقطتين هامتين في التحكم بالطريق السريع الواصل من اللاذقية إلى جسر الشغور ومنها إلى حلب، وسيفتح الطريق للنظام في حال السيطرة عليهما باتجاه جسر الشغور.

كما أنَّ المسيطر على منطقة سلمى المرتفعة، سيمتلك الأفضلية من الناحية العسكرية. جسر الشغور تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة، فهي تقع شمال سهل الغاب، وتشرف على الطريق الذي يربط بين محافظتي إدلب واللاذقية.

وفي الوقت الحالي مازالت المعارك دائرة في منطقتي سلمى وبرج القصب.

 

حصاد ثماني سنوات في الرئاسة الأمريكية: فراغ في العراق وإهمال سوريا وتغول روسيا وإيران سيورث خلفه حروباً تمتد إلى أكثر من دولة

آخر خطاب للرئيس الأمريكي عن حالة الاتحاد: غياب المثالية واعتراف بعمق الانقسام السياسي واحتفاء بالإنجازات

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: في آخر خطاب له عن حالة الاتحاد الذي ألقاه ليلة الثلاثاء تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن حالة أمريكا باعتبارها أقوى دولة على وجه البسيطة والمزدهر اقتصادها والوظائف المتوفرة للأمريكيين والخدمات الصحية لكنه يترك البيت الأبيض وأمريكا خائفة من نفسها ومن الغرباء.

وعبر عن نبرة فيها ندم لأن أمريكا التي سيغادر أعلى منصب فيها ليست أقل انقساماً واستقطاباً. وحاول أوباما تهدئة الأمة وتقديم رؤية واقعية يتم من خلالها حل مشاكل الواقع السياسي المتدهور.

وستجد أمريكا نفسها خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة أمام رؤيتين، رؤيته التي قدمها في خطاب وتلك التي سيقدمها الحزب الجمهوري الذي سيعقد اليوم الخميس آخر مناظرة له بين المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة قبل الجولات الحاسمة في الشهر المقبل.

الحزبية السيئة

واعترف أوباما أن اللغة الحزبية في فترته الرئاسية قد تدهورت للأسوأ وقبل حصته من اللوم مع أنه قال إن حسن النوايا والقيادة الجيدة وحدها لا تكفي لإصلاح الوضع. فما تحتاجه الولايات المتحدة هو إصلاح منظم من أجل تغيير نبرة وجوهر الحكم الأمريكي. وقال «علينا أن ننهي الممارسة القائمة على اختيار مناطقنا للكونغرس حيث يختار الساسة الناخبين وليس العكس» لأن هذا يجعل النواب أقل تعاوناً مع الغالبية الأمريكية.

وقال أوباما إن على الكونغرس البحث عن طرق لتقييد دور المال في السياسة حتى يتمكن الأمريكيون من التصويت بسهولة.

وتعلق صحيفة «واشنطن بوست» على ما قاله أوباما بأنه جاء في موسم الحملات الإنتخابية التي تسيدها خطاب كارثي وأدت لنوع من عدم الثقة والتشاؤم حول المستقبل والخوف من الإرهاب والنقمة على عدم المساواة في الفرص الإقتصادية. وحاول أوباما كما تقول الصحيفة مواجهة سخط الأمة لا استخدامه سياسياً وقال «كل الحديث عن تراجع أمريكا الاقتصادي ما هو إلا حديث سياسي تافه».

فمنذ الأزمة الاقتصادية في عام 2008 و2009 تحولت أمريكا بطرق مختلفة ـ فمستويات الحياة أفضل وبالتأكيد أفضل من مستوى الحياة التي يعيشها الناس حول العالم.

وفي هذا محاولة لدحض الخطاب البلاغي الذي يصدره الجمهوريون في حملاتهم الإنتخابية من أن البلد يقف على حافة الإنهيار أو أنه يدمر نفسه.

ومن هنا فالحديث الشعبوي عن ضرب المهاجرين، والصين والإحتياطي الفدرالي وغيرها هي أهداف سهلة ولا تساعد. وانتقد أوباما التعصب الذي يشوب حملة الحزب الجمهوري والمروجين للخوف في داخل حزبه. وأشار إلى معاهدة الشراكة عبر الباسفيك من أجل حماية العمال والمناخ وتعزيز القيادة الأمريكية في آسيا. وقال إن اتفاق التجارة الذي عارضه عدد من الديمقراطيين سيفتح الأسواق الأجنبية أمام البضائع الأمريكية.

والأهم من الوضع الداخلي الذي حمل كلام الرئيس فيه رؤية متفائلة حول المستقبل قدم أوباما تأكيدا على استمرار إدارته في مواجهة التهديدات المقبلة من الخارج خاصة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية ولكنه لا يشكل تهديدا وجوديا على الولايات المتحدة.

وقدم الرئيس طريقة لإدارة الدول الفاشلة والإضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط «قمنا بتعبئة العالم للعمل معنا وتأكدنا من وضع الدول الأخرى ثقلها». ولم يعترف الرئيس أن استراتيجيته تركت العراق وسوريا في حالة من الفوضى وخلقت فراغا ملأته إيران وروسيا. ونسب أوباما لنفسه فضل توقيع الإتفاق النووي وبناء علاقات جديدة مع كوبا.

ولم يذكر ما قامت به هافانا من ملاحقة للمعارضة أو الإستفزازات الإيرانية اللاحقة بما فيها احتجاز طاقم بحري أمريكي قالت طهران إنه دخل مجال مياهها الإقليمي.

وتعتقد «واشنطن بوست» إن أوباما في المجمل كان محقاً في تركيز النظر على القضايا المهمة التي تواجه أمريكا وتأكيده أن المبالغة فيها سيسهم في استمرار عجز الحكومة من جهة وقد يؤدي إلى انتخاب ديماغوجي لن يجلب على الولايات المتحدة إلا الكارثة.

الحديث عن الطبيعة الأمريكية

وفي السياق أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» على ما جاء في خطاب أوباما حيث قالت إنه «دعا للعودة لأحسن ما في الطبيعة الأمريكية».

و«دعا يوم الثلاثاء الأمريكيين للتعالي على الجو المسموم والسلبي الذي ساد الحملات الانتخابية والتفكير في ما أرادت الأمة تحقيقه منذ وصوله للرئاسة». ولهذا السبب كان الخطاب كما تقول تلخيصا لما أنجزه الرئيس خلال الأعوام الثمانية الماضية و«أكثر من هذا تذكير بالتفاؤل الذي جعله أول رئيس أمريكي أسود والتصميم الذي دفع بالأمة الأمريكية التغلب على الأزمة الإقتصادية العالمية في السنوات السبع الماضية مما يموضعها في مكان جيد للمستقبل».

وقال أوباما «قوتنا الإستثنائية كأمة وتفاؤلنا وما لدينا من أخلاق عمل وروح الإكتشاف وتعدديتنا والتزامنا بحكم القانون والنظام- تعطينا كل شيء من أجل تحقيق الإزدهار والأمن للأجيال القادمة». وأكد الرئيس أن تحقيق كل هذا يعتمد على قدرة الأمريكيين معالجة التحديات الكثيرة: المساواة في الفرص ودفع التكنولوجيا واستخدامها لصلاح الأمة والحفاظ على أمن البلاد والحصول على قيادة تعكس قيم أمريكا.

ولاحظ أوباما إن معظم هذه التحديات سيحاول الجمهوريون الحيلولة دون تحقيقها لكنه أكد على ما أنجزته إدارته رغم ما وضعه الكونغرس أمامها من معوقات مثل الموافقة على الميزانية وقانون الصحة.

ولكن هناك الكثير ينتظر التحقيق في ظل معارضة الجمهوريين الذين صمموا على معارضة كل ما يقترحه أوباما ومنذ اللحظة التي وصل فيها إلى البيت الأبيض.

فمحاولة الحد من استخدام وبيع السلاح لا يزال على أجندة الإدارة وتواجه بمعارضة الجمهوريين وكذا الجهود لمنع تدفق المهاجريين من وسط أمريكا الهاربين من العنف في بلادهم.

وفي الشرق الأوسط أشار أوباما لفشل الكونغرس في إصدار قرار يشرع الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية وتحداه في خطابه «إن كان هذا الكونغرس جادا في الإنتصار بهذه الحرب ويريد إرسال رسالة لجنودنا والعالم فعليه إصدار قرار يشرع الحرب ضد تنظيم الدولة».

وأشار إلى أن العالم تجنب حربا عندما تم التوقيع على اتفاق مع إيران حول ملفها النووي. ودعا الكونغرس لإنهاء العقوبات المفروضة على كوبا بعد الإتفاق التاريخي مع هافانا وتطبيع العلاقات معها بعد نصف قرن من العداء.

وتقول الصحيفة إن الإدارة حققت سجلا مدهشا في مجال المناخ والبيئة رغم تردد الكونغرس في التعاون معها مشيرة لاتفاق باريس نهاية العام الماضي.

واستطاعت أمريكا كما تقول الصحيفة تحقيق مستوى 5٪ من البطالة مع أن الكونغرس وقف أمام عدد من المبادرات لخلق فرص العمل. وأشارت الصحيفة لختام خطاب الرئيس الذي دعا فيه الأمريكيين العمل معا والإلتزام بواجباتهم كمواطنين «سواء آمنتم أو لم تؤمنوا بحزب أو بدون حزب. وسواء دعمتم أجندتي أو قاتلتم قدر استطاعتكم ضدها».

التصدي للجمهوريين

وفي تحليل لبيتر بيكر بـ«نيويورك تايمز» جاء فيه إن رؤية أوباما ورؤية الجمهوريين يوم الخميس ستحدد في النهاية من سيخلف أوباما في كانون الثاني/يناير المقبل ويقود الأمريكيين في السنوات التالية.

وأشار بيكر إلى أن أوباما حاول الرد على اللغة التي استخدمها دونالد ترامب المرشح الجمهوري المحتمل الذي حاول استغلال سخط الناخبين. ونقل عن كاتب خطابات سابق لأوباماـ جون فيفروا «في هذه الليلة كان رد أوباما على الخطابات المزعجة من الجمهوريين الذين ألقوها العام الماضي». وأضاف «من ريغان إلى كلينتون إلى أوباما لم ينتخب الأمريكيون رئيسا متشائما يتحدث عن أمريكا مثل أفلام «ماد ماكس». ورغم هذا يقول الجمهوريون إن أوباما سيجد صعوبة في إقناع الأمريكيين برؤيته الوردية خاصة أن اعتقال إيران للبحارة الأمريكيين قبل موعد الخطاب بساعات منح معسكرهم ذخيرة للهجوم على الإتفاق النووي.

وقدموه كدليل على أن الدبلوماسية لا تجدي. ونقل ما قال مارك دوبوفيتز من «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» «في كل يوم يصحو الأمريكيون على أخبار سيئة في عالم يواجه أزمات مستمرة» وأضاف «تواجه القيادة الأمريكية تراجعا فيما يواجه العالم كوارث من الملالي الإيرانيين والديكتاتوريين الروس والراديكالين الإسلاميين.

ولا يمكن لخطاب اتحاد الأمة مهما كان فصيحا أن يشرح الواقع». وليس الجمهوريون هم وحدهم من يرى نصف الكأس فالمرشح الديمقراطي المحتمل ذو الميول اليسارية بيرني ساندرز جمع حشودا كبيرة في هجماته على منافسته هيلاري كلينتون وحديثه عن رجال الثروة في «وول ستريت» ممن يتربحون من كد الفقراء.

ويعلق بيكر أن الهجوم من اليمين واليسار على أوباما أثار حنقه خاصة أن مساعديه يرون أنه لم يحصل على الثناء الذي يستحقه.

فمع اعترافه بالفشل في تغيير الخطاب السياسي لواشنطن إلا أن خطابه كان موجها بطريقة أو بأخرى لدحض رواية الجمهوريين نقطة نقطة من تراجع الإقتصاد إلى أمن أمريكا وأحلام الجيل المقبل. ويرى بيكر أن نقاش أوباما كان مقنعا في الكثير من الحالات خاصة في مجال مكافحة البطالة فقد استطاع توفير 14 مليون وظيفة منذ وصوله للحكم.

وحصل أكثر من 17 مليون أمريكي على ضمان صحي والأمر نفسه يقال عن الإسكان وتوفير البيوت بأسعار معقولة. وينقل عن ستيف إسرائيل النائب الديمقراطي عن نيويورك قوله «لن يعطي الجمهوريون أي تقدير لأي من النجاحات في عام 2016. وأقترح عليهم قراءة الأرقام حول وضعنا في أول خطاب له عام 2009».

ويشير بيكر إلى أن إنجازات أوباما لم تؤد لتقليل مخاوف الرأي العام فـ 2 من كل 3 أمريكيين لا يزالون يرون أن بلادهم تسير في الإتجاه الخطأ لأن المكاسب التي حققتها البلاد لم يتم توزيعها بالتساوي. فقد زاد التباين في الدخل السنوي بشكل كبير. ووصل مستوى الفقر إلى 14.8٪ وهو أعلى منه عندما تولى أوباما السلطة. والإقتصاد نام ولكن ليس كما حدث في عهدي بيل كلينتون ورونالد ريغان.

سياسة خارجية خاوية

والتحدي الأكبر كما يقول الكاتب هو السياسة الخارجية التي لم يحقق فيها الرئيس نجاحات سواء في أوكرانيا أو ليبيا أو سوريا.

وفي السنوات الأخيرة حقق أوباما اتفاقات مع إيران وكوبا ودول الباسيفيك لكن كل اتفاقية لها نقادها الذين يخشون من آثارها الإقتصادية أو الأمنية.

كما أخاف صعود فلاديمير بوتين وسط دمار الحرب الأهلية في سوريا وبروز تنظيم الدولة الإسلامية وذبح الرهائن الأمريكيين الكثير من الأمريكيين.

ويقول إن الرئيس الذي صادق على قتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن وأمل في مغادرة المنصب وقد انتهت حربا أفغانستان والعراق سيورث خلفه حروباً لم تنته وتمتد إلى عدد من الدول. ومع أنه تفاخر يوما بأنه «قطع رأس القاعدة» إلا أنه اعترف يوم الثلاثاء بأنها لا تزال تمثل تهديدا على الولايات المتحدة.

وينقل الكاتب عن سارة فاغين، وهي مخططة استراتيجية للجمهوريين «من الواضح أن ما يقلق الناخبين ليس فقط الإقتصاد»، «فهم قلقون مما يرونه ضعفاً أمريكياً على المسرح الدولي ويعتقدون إن كانت أمريكا تقود لاتبعها العالم، ولم تؤد أفعال أوباما في روسيا وسوريا وإيران لتخفيف القلق».

ولعل الإمتحان الأكبر الذي واجهه لتبديد مخاوف الأمريكيين بدا في هجوم سان بيرنادينو الذي بدا فيه مثقفاً أكثر من اللزوم بدلاً من تطمينه السكان.

ويختم الكاتب بالقول إن أوباما واجه أياما صعبة في المكتب وكافح من اجل أن يثير اهتمام الأمريكيين أكثر مما ألهمهم في حملاته الإنتخابية.

من سيحكم على الرئيس؟

وفي هذا السياق يعلق مايكل غيرسون من «واشنطن بوست» على سجل أوباما في السياسة الخارجية ويراه مسؤولا عن الفراغ الذي كان وراء صعود تنظيم الدولة.

ويقول غيرسون «من هو المؤهل للحكم على ثماني سنوات في الرئاسة؟» فالرئيس أوباما ومن حوله متحيزون لها. أما نقاد الإدارة فهم منخرطون في معارك في الوقت الحالي. وبالنسبة للمعلقين والصحافيين فعادة ما يبحثون عن الجوانب البراقة في القصة. ومع ذلك فسيكون لدى المؤرخين الوقت للعمل في تشريح فترة أوباما. وسيجدون في الآراء التي قدمها مسؤولون سابقون عملوا مع الرئيس ما يساعدهم.

وهنا انتقادات وزير الدفاع السابق تشاك هيغل الذي هاجم في مقابلة له مع مجلة «فورين بوليسي» أوباما واتهم إدارته بملاحقته ومحاولة تدميره وقال إن البيت الأبيض حاول إدارة البنتاغون و «أجل الكثير من القرارات».

واتهم هيغل أوباما بعدم الرد بطريقة مناسبة على الأزمة الأوكرانية ومعاقبة نظام الأسد بعد استخدامه السلاح الكيماوي وهو «ما أضر بمصداقية كلام الرئيس». كما وصف مدير المخابرات والدفاع السابق ليون بانيتا الرئيس بالرجل «الذي يتجنب المعركة واللوم ويضيع الفرص».

وكان بانيتا ناقدا لرغبة أمريكا الإنسحاب من العراق «أعتقد أنه عندما خرجنا من العراق فقد قمنا بطريقة أو بأخرى بخلق فراغ ولم يتم الإنتباه كثيرا لما يجري في العراق وما يجري في سوريا التي كان يبني فيها المتطرفون قاعدة لهم».

ووصف وزير دفاع آخر وهو روبرت غيتس إدارة أوباما بأنها «أكثر إدارة مركزية وتسيطر على الأمن القومي لم نشهد مثلها منذ ريتشارد نيكسون».

ولاحظ غيتس عدم ثقة المسؤولين البارزين في البيت الأبيض بمن فيهم الرئيس ونائبه بالقيادة العسكرية أبدا. وعندما تم اتخاذ قرار لزيادة عدد الجنود في أفغانستان عام 2010 علق غيتس «لا يثق الرئيس بقائده ولا يطيق (الرئيس الأفغاني حامد) كرازي وبل يؤمن باستراتيجيته ولا يعتبر الحرب حربه وكل ما يريده هو الإنسحاب».

إهمال سوريا

ويقول غيرسون إن النقد الذي سيهم المؤرخين هو سياسة أوباما في سوريا التي حثه فيها قادته العسكريون والأمنبيون والسياسيون على تدريب جماعات من المعارضة السورية وذلك عام 2012. وهو نفس الفريق ـ وزير الدفاع والخارجية وهيئة الأركان ومدير «سي آي إيه» ـ الذي أوصى بمعاقبة الأسد لكن أوباما حسب تعبير روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في دمشق كان في السياسة الخارجية «مترددا». وسيسجل المؤرخون فقدان السيادة في قلب الشرق الأوسط والتي أدت إلى تقوية أسوأ الناس في العالم وقتل فيها أكثر من 250.000 سوري منهم أكثر من 10.000 طفل وشردت واحداً من كل خمسة سوريين وقادت لأزمة اللاجئين في أوروبا وأثبتت أن الولايات المتحدة ليست شريكا يمكن الوثوق به وأتاحت لكل من روسيا وإيران نفوذا أوسع في المنطقة. ويرى غيرسون أن صعود تنظيم الدولة كان نتيجة كارثية لإهمال سوريا. ويعلق غيرسون «كل مسؤولي الإدارة السابق يتحدثون باحترام كبير عن علم أوباما وأسلوبه المركز. ولكنهم يحكمون عليه سلبا في القضايا الإستراتيجية الكبرى والقضايا الإنسانية في وقتنا. وقد لا تنتهي صورة أوباما التاريخية عند هذا بل ستبدأ بالتأكيد من هنا».

الوداع

خطاب يوم الثلاثاء هو ختام الولاية الثانية والوقت ينفد، وعلى ما يبدو فقد اكتفى أوباما بما حققه ولم يبق لولايته الثانية سوى 373 يوماً.

فثماني سنوات غيرته وأخذت أحسن ما لديه وهنا تعلق صحيفة «الغارديان» أن الرجل الذي أعلن في حملته الانتخابية في إيوا «نحن لسنا مجموعة من الولايات الحمراء أو الزرقاء بل نحن الولايات المتحدة» يترك واشنطن منقسمة سياسياً أكثر من أي وقت مضى.

ولاحظت الصحيفة أن خطاب الرئيس هو السابع له ووعد أن يكون أقصر من الخطابات السابقة، وجاء في 5.462 كلمة ألقاه في مدة ساعة «ومقارنة مع أيام العز في عام 2007 فقد علا الشيب رأسه وبدا مثاله مثلوماً ويشعر شعار «نعم، نستطيع» بالغرابة اليوم ولكن أوباما كان مصمماً على لتركيز على المستقبل بعيد المدى وليس وداعاً حزيناً».

 

ناطقة الصليب الأحمر: وضع المحاصرين في مضايا خطير للغاية

المرحلة الثانية من اتفاق حي الوعر في حمص قيد التنفيذ… وتوقف الدراسة في إدلب جراء «القصف الروسي»

عواصم ـ وكالات: يشهد حي الوعر، وهو آخر نقطة تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حمص في وسط سوريا، تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق بين النظام والفصائل المقاتلة، ينص على وقف لاطلاق النار وفك الحصار الذي تفرضه قوات النظام منذ اكثر من سنتين.

وتتضمن المرحلة الثانية، بحسب ما ذكر محافظ حمص طلال البرازي أمس الاربعاء، تسهيل حركة سكان الحي وبدء تسليم المقاتلين لسلاحهم.

وقال المحافظ «بدأ تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق الوعر منذ اربعة ايام وستستمر حتى بداية شهر شباط/فبراير المقبل»، موضحا انها ستتضمن بالدرجة الأولى «السماح لاهالي الوعر المقيمين في الحي أو المهجرين بالدخول والخروج» وذلك بعد «استحداث معبر ثان اضافي الى الحي».

وتوصلت قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة في حي الوعر الى اتفاق باشراف الأمم المتحدة في الأول من كانون الاول/ديسمبر، وشملت المرحلة الاولى منه وقف اطلاق النار وخروج اكثر من 700 شخص بينهم 300 مسلح في التاسع من الشهر ذاته وادخال مساعدات الى الحي. وبحسب البرازي، تتضمن المرحلة الثانية «تسوية اوضاع المسلحين» الراغبين بتسليم سلاحهم، مقدراً وجود نحو الف منهم داخل الحي.

وقال «من يرغب في تسوية اوضاعه عليه ان يتقدم بمعلومات الى الجهات المعنية لمعالجة اموره»، مضيفا «سيبدأ خلال هذه المرحلة تجميع وتسليم قرابة خمسين في المئة من السلاح المتوسط والثقيل كالرشاشات والهاون».

من المقرر وفق محافظ حمص، ان يصار خلال الايام القليلة المقبلة الى «استكمال دراسة ملف المفقودين والمعتقلين من خلال مواصلة لجنة عقد اجتماعات اسبوعية بهذا الصدد»، بالاضافة الى «اعادة تفعيل تدريجية لعمل بعض المؤسسات الخدمية والصحية وفتح مركز للمواد الاساسية والاستهلاكية واستمرار دخول الغذاء الى سكان». ودخلت الثلاثاء، وفق البرازي، قافلة مواد غذائية تابعة للامم المتحدة الى الحي.

ووصف المرحلة الثانية بمرحلة «تعزيز الثقة»، مضيفاً «في حال تم انجازها من دون عقبات سيتم الانتقال الى المرحلة الثالثة في غضون ثلاثة اسابيع».

وتتضمن المرحلة الأخيرة من الاتفاق «خروج من لا يمكن تسوية اوضاعه» من الحي، وفق ما اعلن البرازي في وقت سابق، وصولاً الى رفع الحصار بشكل كامل عن الحي.

وقد يستغرق تنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث مدة تصل الى شهرين، بحسب السلطات. ويفترض ان يسمح برفع حصار الجيش عن الوعر، آخر معقل يدافع عنه مقاتلو الفصائل في المدينة التي اطلق عليها سابقاً «عاصمة الثورة» اثر اندلاع الاحتجاجات ضد النظام العام 2011.

وتسيطر قوات النظام منذ بداية ايار/مايو 2014 على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب حوالي الفي عنصر من مقاتلي الفصائل من احياء حمص القديمة بموجب تسوية مع السلطات اثر عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام وتسبب بوفيات ونقص كبير في التغذية والادوية. وانكفأ المقاتلون الباقون الى حي الوعر الى جانب الاف المدنيين . ويقيم في الحي حاليا وفق البرازي، حوالى 75 الف شخص مقابل 300 الف قبل بدء النزاع في سوريا في اذار/مارس العام 2011.

ويتزامن استكمال تطبيق اتفاق الوعر، مع استمرار تنفيذ بنود اتفاق مماثل يشمل مدينة الزبداني وبلدة مضايا المحاصرتين بشكل محكم من قوات النظام في ريف دمشق منذ ستة اشهر، وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل المقاتلة في محافظة ادلب (شمال غرب) منذ الصيف الماضي. وتم الاثنين ادخال 44 شاحنة مساعدات انسانية الى مضايا التي تؤوي اكثر من اربعين الف شخص، تزامنا مع ادخال 21 شاحنة مماثلة الى الفوعة وكفريا حيث يحاصر اكثر من عشرين الف شخص. ومن المقرر وفق الأمم المتحدة إدخال قافلة جديدة من المساعدات في الايام القليلة المقبلة، تزامناً مع مفاوضات مستمرة مع قوات النظام والفصائل لتوفير إجلاء 400 شخص من مضايا، قالت الامم المتحدة انهم «مهددون بالموت».

وقالت المتحدثة باسم لجنة الصليب الأحمر الدولي ديبة فخر، إن الأطفال، والنساء، والشيوخ، المحاصرين في مضايا السورية، أوضاعهم الصحية خطيرة للغاية بسبب الجوع، والبعض منهم يصارع بين الحياة والموت.

وصفت فيه الوضع الإنساني في بلدة مضايا التي تصلها المساعدات الإنسانية لأول مرة منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بأنها «مروعة ويرثى لها»، قائلة «لم يتناول بعض من سكان مضايا طعامًا منذ خمسة أيام».

وأضافت فخر «هناك أشخاص لم يتذوقوا الخبز منذ أربعة أشهر، وهناك أشخاص وضعهم الصحي خطير بسبب قلة التغذية، البعض كان مستاءً بسبب تأخر وصول المساعدات، إن الرضع، والأطفال، والنساء، والشيوخ، يعانون من مشاكل صحية خطيرة، أغلبهم نحيل جدا، وشاحب، ومستنفد القوة وفاقد للأمل، لم نر أحداً بصحة جيدة».

وأكدت على ضرورة إجلاء الأشخاص الذين يواجهون وضعاً صحياً خطيراً للغاية في أقرب وقت، مشيرة الى أن اللقاءات جارية في الوقت الراهن من أجل إجراء عملية الإجلاء للمرضى، مشددة على ضرورة إيصال المساعدات الطبية لسكان البلدة في أقرب وقت.

ولفتت فخر إلى أن المرحلة الثانية من إيصال المساعدات الإنسانية إلى مضايا ستتم يوم الخميس المقبل، معربة عن أملها في أن يتمكنوا من الوصول إلى بلدة الزبداني المحاصرة، داعية جميع الأطراف في سوريا إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق في البلاد دون عوائق.

من جهة أخرى أفادت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا «إليزابيث هوف»، أن 400 شخص في مضايا وضعهم الصحي خطير للغاية، ويتعين معالجتهم بشكل عاجل.

وأضافت، في تصريح صحافي، أنه تم إرسال طفلين يتراوح أعمارهم ما بين 5-8 سنوات، ورضيع في عمر سبعة أشهر، مع امهاتهم، إلى جانب طفل آخر إلى مستشفى تبعد عن مضايا خمسة كيلومترات، مشيرة الى أنهم طالبوا النظام السوري بالسماح لهم بإرسال عيادة طبية متنقلة مع طاقم طبي إلى بلدة مضايا التي يوجد فيها ثلاثة أطباء فقط وأحدهم مصاب بجروح.

وتشهد مدينة مضايا الخاضعة لسيطرة المعارضة، منذ 7 أشهر حصاراً خانقاً، منعت خلاله قوات النظام من دخول كافة أنواع المساعدات الإنسانية، ما تسبب في ارتفاع كبير للأسعار، حيث بلغ سعر كيلو الأرز في البلدة ما يعادل 115 دولارا، ما اضطر الأهالي إلى غلي الأعشاب وأكلها وجمع الطعام من بقايا القمامة، بحسب مشاهد مصورة نشرها ناشطون على صفحاتهم في الانترنت.

جاء ذلك فيما أعلنت مديرية التربية والتعليم، التابعة للحكومة السورية المؤقتة، في محافظة إدلب، شمالي البلاد، امس الأربعاء، توقف الدراسة في مدارس المحافظة التي تسيطر عليها المعارضة، لمدة أسبوع، بسبب «القصف الروسي».

وجاء في تعميم مكتوب أصدرته المديرية، «نظراً لاستهداف الطيران الروسي للمدارس في كل أنحاء محافظة إدلب، قررنا إيقاف الدوام في جميع المدارس، بدءًا من اليوم ولمدة أسبوع، قابلة للتجديد في حال استمرار استهداف هذه المؤسسات».

جدير بالذكر أن الطيران الروسي استهدف العديد من المدارس في مناطق سيطرة المعارضة، منذ تدخله المباشر في سوريا قبل 3 أشهر ونصف الشهر، ما أدى إلى مقتل العشرات من التلاميذ والطلاب.

وكانت الطائرات الحربية الروسية، قصفت الثلاثاء، مواقع تابعة للجيش السوري الحر، في مدينة اعزاز شمالي حلب.

وأفادت مصادر محلية أن الطائرات الروسية استهدفت بعشر غارات جوية، مواقع للجيش الحر في محيط قرية المالكية التابعة لمدينة مدينة اعزاز، والتي تبعد عنها حوالي 3.5 كم.

ويسعى «حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)» الذي يعد امتدادا لمنظمة «بي كا كا» في سوريا، إلى التقدم نحوها القرية من ناحية مدينة عفرين، شمال غربي المحافظة.

وأوضحت المصادر، أنّ القصف الروسي جاء بعد هجوم تعرضت له مواقع الجيش الحر، من قبل مسلحي الحزب. وفي مدينة كيلس الحدودية مع سوريا، سماع صوت أصوات الانفجارات من الجانب التركي.

وبعد 100 يوم على مشاركة روسيا في الحرب الدائرة بسوريا، والتي بدأت في 30 أيلول/سبتمبر الماضي، تحت ذريعة «الحرب على تنظيم داعش»، لم تتمكن روسيا من إجبار التنظيم، على التراجع من المساحات الشاسعة التي يسيطر عليها، بل على العكس تماما، أوقفت تقدم المعارضة السورية في عدة جبهات، وكانت سببًا في سيطرة النظام على العديد من المناطق، إضافة لمقتل 1000 مدني على الأقل، وتهجير أكثر من 100 ألف من منازلهم.

 

ممثل الأمم المتحدة المقيم في سوريا يعقوب الحلو لـ»القدس العربي»: ما شاهدت بعيني في مضايا يؤكد حالات الجوع

عبد الحميد صيام

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: نظم مكتب المتحدث الرسمي في مقر الأمم المتحدة مؤتمراً صحافياً مع منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والممثل المقيم في سوريا، يعقوب الحلو، عبر الهاتف حول قيامه شخصياً بالإشراف على عملية إيصال المساعدات الإنسانية لبلدة مضايا المحاصرة منذ أكثر من ستة أشهر.

وقدم المكتب في بداية المؤتمر مداخلة قصيرة حول تجربة دخول البلدة ولقائه بالناس المحاصرين وأكد أن إيصال المساعدات كان تنفيذاً لاتفاق توصل إليه الأطراف القائمون على المساعدات الإنسانية وخاصة الأمم المتحدة والصليب الأحمر مع الحكومة السورية بتاريخ 3 سبتمر 2015 حول آليات إيصال المساعدات الإنسانية.

وقد قامت طواقم الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال العربي السوري الاثنين بإيصال 44 شاحنة إلى مضايا بريف دمشق و22 شاحنة إلى الفوعة وكفريا في محافظة إدلب وسيتم إرسال قافلة اليوم الخميس إلى الزبداني.

وقال إن الشاحنات تحمل مواد غذائية وأدوية ومعدات طبية وبطانيات تساعد على إتقاء البرد القارس وبطاريات وغيرها من المواد التي تساعد على الحياة «لقد كان يوماً طويلاً وبارداً وماطراً وحالك السواد. لكنني إستطعت أن أشرف بنفسي وأتاكد من أن المواد الغذائية توزع لمستحقيها». وأضاف «يجب ألا يكون التجويع سلاحاً في أيدي أحد. إنني أطالب بإنهاء الحصار بشكل مطلق».

وعن مشاهداته في مضايا قال: « لقد شاهدنا الألوف في حالة يائسة،الألوف الذين يعانون من سوء التغذية ورأينا كباراً في السن في وضع جسماني منهك بسبب صعوبة الوصول إلى الغذاء بشكل منتظم. وشاهدنا أناسا فقدوا الأمل في أن أحداً من هذا العالم يهمه أمرهم».

واضاف «لقد تم تنزيل المواد بحضورنا وتم توزيعها للعائلات المحاصرة والمحتاجة وأنا واثق أنها ستصل للناس المحتاجين والمتضررين».

وردا على سؤال لـ»القدس العربي» حول ما صرح به الممثل الدائم لسوريا بأن صور الجوعى مفبركة من قناتي «الجزيرة « و» العربية» وما إذا كان قد رأى بعينيه ضحايا الجوع وهل هناك مسلحون داخل البلدة لتبرير فرض الحصار على البلدة»، قال السيد يعقوب الحلو «لقد شاهدت بعيني الناس الجائعين والذين قالوا لنا إنهم لم يأكلوا منذ فترة طويلة. لا أريد أن أوزع المسؤوليات ومن هو المسؤول عن الحصار. ففي سوريا اليوم أكثر من 400,000 محاصر. نصفهم يحاصرهم تنظيم «الدولة» ـ داعش» وتحاصر الحكومة نحو 181,000 في منطقة الغوطة ومضايا والزبداني بينما يحاصر «جيش الفتح»نحو 12,500 في كفريا والفوعة. الحقيقة أن جميع الأطراف يمارسون الحصار على أناس محايدين ليس لهم ضلع في الصراع ولكنهم يدفعون ثمناً غالياً. ما سمعته من الأخبار وما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، شاهدته بعيني في مضايا. لقد تكلمت مع الناس في مضايا وشاهدت ضحايا سوء التغذية. يجب أن ينتهي استخدام سلاح التجويع والحصار كأحد وسائل الصراع».

وقال ان في البلدة نحو 400 حالة طبية بحاجة إلى إخلاء خارج مضايا. المستشفى الموجود في مضايا غير قادر على الاعتناء بتلك الحالات وهناك حالة إخلاء لأحد المرضى الذي يحتاج إلى عناية عاجلة تمكنا من إخلائة إلى دمشق. كما تمكنا من إخلاء فتاة صغيرة عمرها خمس سنوات كانت في وضع لا يسمح لها بالبقاء في مستشفى مضايا.

 

ملثمون مجهولون يعتدون على كادر راديو «ألوان» المعارض في ريف حلب ويصادرون معداته بذريعة «محاربة العلمانية»

سلامي محمد

حلب ـ «القدس العربي»: داهم ملثمون مجهولون مقر مكتب راديو «ألوان» المعارض في ريف حلب شمالي سورية يوم أمس، واعتدوا بالضرب على الكادر العامل في الإذاعة، كما قاموا بمصادرة كافة معدات ومقتنيات الإذاعة المعارضة، الأمر الذي أدى إلى خروج الراديو عن العمل.

معدة ومقدمة البرامج في راديو ألوان «ديما شُلار» أفادت بأن الملثمين قاموا بمداهمة مكتب الإذاعة في بلدة «دار عزة» بريف حلب قرابة الساعة الخامسة فجراً، واعتدوا بالضرب على الكادر العامل في مكتب الراديو، ومن ثم قاموا بمصادر كافة الأجهزة وأجهزة الكومبيوتر، إضافة إلى المواد البترولية التي تعتمد عليها الإذاعة في تشغيل جهاز ومحطة البث.

وقالت «شُلار» لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معها، لا توجد أي أسباب واضحة لعملية المداهمة التي جرت بحق مكتب راديو ألوان في ريف حلب، إلا أن الملثمين المجهولين الذين قاموا بالعملية لم يتحدثوا اللهجة السورية، مرجحةً أن يكونوا من «المقاتلين المهاجرين»، مشيرةً إلى عدم وجود أي تفاصيل حول التشكيل العسكري الذي يتبعون له، وكانت المجموعة المداهمة تردد عبارة «سوف نقضي على العلمانيين ومموليهم»، على حد وصفها. مصادرة معدات الراديو ومقتنياته أدت بحسب «معدة البرامج» في الإذاعة، إلى توقف عملية البث في مدينة حلب وريفها، في حين ما زالت عملية البث مستمرة في مدينة إدلب وريفها.

راديوألوان بحسب «شُلار»، هو إذاعة سورية مجتمعية مستقلة لا تتبع لأي فصيل أو تيار، حيث تقدم الإذاعة لمستمعيها منبراً حراً مفتوحاً على كافة مكونات وألوان المجتمع السوري من خلال باقة متكاملة من البرامج الإخبارية والسياسية والثقافية والترفيهية، مع اهتمام خاص بقضايا المرأة والطفل وحقوق الإنسان.

وقال «أحمد القدور» المدير التنفيذي لـ «راديو ألوان» في تصريح رسمي على موقع الإذاعة الرسمي «قام ملثمون باقتحام مكتب الراديو في حلب، واعتدوا، وعددهم خمسة، بالضرب على أفراد الفريق المتواجد في المكتب، وكبلوا الحارس، وصادروا جميع المعدات الموجودة دون إبداء أي سبب مقنع للهجوم».

وأضاف المهاجمين رددوا عبارة «سنقضي على جميع العلمانيين ومموليهم»، هذا وقد أفاد أعضاء فريق ألوان في حلب أن لهجة المعتدين ليست سورية مرجحين أن يكونوا من المقاتلين المهاجرين الأجانب، دون التأكد من انتمائهم لأي فصيل إلى الآن».

كما طالب «القدور» بضرورة عدم نشر أسماء أي من فريق العمل المتواجد في حلب «حرصاَ على سلامتهم، وراديو ألوان بإدارته وعامليه مستمرين بالعمل الإعلامي وإيصال الكلمة الحرة رغم انقطاع البث بسبب مصادرة المعدات». راديو ألوان كان قد انطلق في الخامس من شهر نيسان/أبريل، عام 2013 بداية عبر شبكة الإنترنت، ومن ثم انتقل للبث عبر موجات «إف إم»، وكانت قد تعرضت الإذاعة لعلميتي مداهمة من قبل تم من خلالها مصادرة الأجهزة والمعدات.

وكانت «جبهة النصرة» قد قامت باقتحام مقر إذاعة فريش في قرية «كفرنبل» في ريف إدلب قبل ثلاثة أيام، وقاموا باحتجاز الإعلاميين هادي العبد الله و رائد الفارس في المقر، ومصادرة كافة معدات ومقتنيات الإذاعة، في حين تم إطلاق سراح العبد الله وزميله عقب عدة ساعات إثر إبرام اتفاق بين الجانبين.

 

سورية: “داعش” يستعيد قرية من المعارضة المسلّحة شمال حلب

وفا مصطفى

استطاع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، صباح اليوم الخميس، فرض سيطرته مجدداً على قرية غزل الحدودية شمال حلب، بعد ساعات من تقدّم قوات المعارضة إليها.

في الوقت عينه، استمرت الغارات الجوية على ريف حلب الشرقي، موقعة ضحايا في صفوف المدنيين، فيما أفرج تنظيم “داعش” عن مختطفين آشوريين بالحسكة.

وأفادت فرقة “السلطان مراد” عبر حسابها الرسمي في “تويتر”، بأنّ تنظيم “الدولة الإسلامية” استهدف بسيارة مفخخة صباح اليوم، قرية غزل في ريف حلب الشماليّ، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة استمرت عدة ساعات بين عناصره وفصائل تابعة للمعارضة، انتهت بانسحاب مقاتلي الأخيرة واستعادة التنظيم سيطرته عليها.

وجاء ذلك وفق الفرقة، بعد ساعات من سيطرتها على قرية غزل بالاشتراك مع فصائل أخرى على خلفية مواجهات شرسة مع “داعش”، كبّدته خسائر كبيرة في العدة والعتاد.

 

في سياق الغارات الجوية، قُتل أربعة مدنيين، صباح اليوم الخميس، في قصف جويّ طاول مدينة الباب في ريف حلب الشرقيّ.

وأوضحت مصادر محلية لـ “العربي الجديد”، أنّ “طائرات حربيّة استهدفت بعدة غارات صباح اليوم، محيط فرن منلا في مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” شرق حلب، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وتدمير أربعة منازل”.

وشهد جنوب حلب، حسب تصريحات ناشطين محليين لـ”العربي الجديد”، “تمكن مقاتلي غرفة عمليات “فتح حلب”، من أسر ضابطين إيرانيين، أحدهما برتبة عميد ويدعى مجيد خربط خاني، والآخر مقدّم في الحرس الثوري الإيراني، في إطار معارك جرت مساء أمس الأربعاء، واستطاع مقاتلو المعارضة خلالها، السيطرة على منطقة حرش خان طومان، واستعادة جميع النقاط التي تقدمت فيها قوات النظام ومليشياتها منذ أيام”.

 

وفي سياق منفصل، ذكرت “الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان”، أنّ “تنظيم الدولة أفرج اليوم عن 16 شخصاً من المختطفين الآشوريين، معظمهم من بلدة تل شاميرام، وهم خمسة رجال وثلاث نساء وثمانية أطفال، وصلوا إلى بلدة تل تمر في ريف الحسكة”.

وكان التنظيم قد أفرج في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر الفائت عن دفعة جديدة من المختطفين قوامها 25 شخصاً، بعد نحو شهر على إطلاقه عشرة مدنيين بينهم خمس نساء، يضاف إليهم من أُفرج عنهم اليوم ليصل مجموعهم إلى 164 شخصاً، من أصل 230 اختطفهم التنظيم في 23 شباط/فبراير من العام الماضي، عقب احتدام المعارك بينه وبين قوات كردية، وهجومه على سلسلة القرى والبلدات الآشورية في ريف الحسكة الشمالي.

 

تركيا:استهداف مواقع لـ”داعش”..والمخابرات السورية “متورطة” في هجوم “السلطان أحمد

إسطنبول ــ باسم دباغ

أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن القوات المسلحة التركية قامت بتوجيه ضربات لمواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” في كل من العراق وسورية، وذلك على خلفية قيام التنظيم بالهجوم الانتحاري الذي استهدف مجموعة من السياح الألمان في منطقة السلطان أحمد في مدينة إسطنبول.

 

وأشار أوغلو خلال الكلمة التي ألقاها في الاجتماع الذي جمعه بالسفراء الأتراك، في مقر رئاسة الوزراء، إلى أنه خلال اليومين الأخيرين قامت القوات المسلحة التركية بتوجيه ضربات إلى ما يقارب 500 موقع، فوق كل من سورية والعراق.

وأوضح رئيس الوزراء التركي، أنه “بعد التثبت من مسؤولية “داعش” عن الهجوم، قمنا بتوجيه تعليمات لقواتنا المسلحة التي قامت خلال الـ48 ساعة الماضية بتوجيه ضربات عبر استخدام المدافع والدبابات إلى ما يقارب 500 موقع تابع للتنظيم في كل من سورية والعراق، سواء مخابئ التنظيم في منطقة بعشيقة في العراق أو على طول الحدود السورية، باستخدام جميع إمكاناتنا، حيث تم التثبت من مقتل ما يقارب 200 من عناصر التنظيم، منهم قياديون”.

 

وكان وزير الداخلية التركي إفكان آلا، قد كشف عن قيام قوات الأمن التركية بإلقاء القبض على سبعة أشخاص على علاقة بهجوم “السلطان أحمد”، الذي وقع صبح الثلاثاء الماضي، مودياً بحياة عشرة أشخاص جميعهم من السياح الألمان، وأدى أيضاً إلى جرح 15 آخرين منهم 9 ألمان ونرويجي ومواطن من البيرو، والباقون من المواطنين الأتراك.

 

وبحسب صحيفة “صباح” المقربة من حزب “العدالة والتنمية”، نقلاً عن مصادر أمنية، فإن السبعة الذين تم إلقاء القبض عليهم يحملون الجنسية السورية، وأن أربعة منهم كانوا على تواصل مباشر مع منفذ الهجوم الإرهابي، حيث ثبت ارتباط بعضهم بالمخابرات السورية.

 

وأفادت المصادر الأمنية، بأن أربعة من الموقوفين على خلفية الانفجار، كانوا قد رافقوا منفذ العملية الانتحارية، نبيل فضلي (28 عاماً)، في زيارتهم إلى دائرة الهجرة في زيتن بورنو، بعد دخولهم إلى تركيا كلاجئين، يوم الثلاثاء الخامس من يناير/كانون الثاني الجاري.

 

إلى ذلك، أفادت المصادر الأمنية بأن الأشخاص الثلاثة الآخرين الموقوفين على خلفية القضية، كانوا كذلك على اتصال وثيق بمنفذ العمل الانتحاري، ويعتقد بكونهم على علاقة مع المخابرات السورية، وأنهم ساعدوه في التخطيط للعملية وزودوه بالمواد المتفجرة.

 

معضمية الشام تلتحق بمضايا.. ثلاثة أطفال قضوا جوعاً

دمشق – ريان محمد

بعد مخيم اليرموك ومدينة مضايا، التحقت مدينة معضمية الشام بريف دمشق، وعدد سكانها 45 ألف مدني، بركب مدن الجوع في سورية، حيث ودعت ثلاثة أطفال قضوا جراء نقص التغذية الحاد، في ظل شبه انعدام المواد الغذائية والطبية، وخاصة حليب الأطفال والطحين.

 

وقال عضو المجلس المحلي لمدينة معضمية الشام، أبو كنان الدمشقي، لـ”العربي الجديد”، إن “النظام يحاصر المعضمية منذ أكثر من ثلاث سنوات، تخللها فرض حصار مطبق عدة مرات، إلا أنه لم يكن يتعدى عدة أسابيع، لكنه منذ منتصف مارس/آذار الماضي، فرض حصارا شديدا، فاقتصرت حركة المدنيين على الموظفين والطلاب، وضيق على إدخال المواد الغذائية بشكل كبير، والتي باتت مقتصرة على ما يسمح للموظفين والطلاب إدخاله، والذي لم تكن كميته تتجاوز كيلوغرامَيْن”.

 

وأشار إلى أن “النظام عمد طوال الفترة الماضية إلى استنزاف العائلات، فكان يعلم أن ما يدخل عبر أهالي المعضمية، أو تجار الحرب، لا يكفي قوت يومنا، إلى أن قرر في الـ25 من الشهر الماضي، إغلاق المعضمية بشكل كامل، ومنع دخول المواد الغذائية والطبية، في ظل قصف ومحاولات اقتحام متكررة، تسببت في مقتل وجرح العديد من الأشخاص”.

 

وبيّن الدمشقي أنّ “المعضمية سجلت، حتى يوم أمس الأربعاء، مقتل 3 أطفال أكبرهم لم يتجاوز عمره 15 عاما، جراء نقص التغذية الشديد، بينما توجد العديد من الحالات، معظمهم من الأطفال، بحاجة إلى رعاية طبية، آخرها الطفلة مرام ابنة الثمانية أشهر، والتي تعاني من نقص تغذية شديد وجفاف، في ظل انعدام حليب الأطفال”.

 

 

 

ولفت إلى أن “الغالبية الساحقة من الأهالي تعيش اليوم على وجبة واحدة في اليوم مكونة من شوربة البرغل والعدس مع الملح والبهارات، في ظل انعدام المواد الغذائية الأساسية، وعلى رأسها الطحين وحليب الأطفال”، مبيناً أن “الأسعار مرتفعة جدا لما قد يتوفر من برغل وعدس مقارنة بأسعارها خارج المعضمية، حيث وصل سعر كيلوغرام البرغل والعدس إلى أكثر من 4000 ليرة سورية، وكيلوغرام السكر إلى 4800 ليرة، في وقت يعاني فيه سكان المعضمية من فقر مدقع”.

 

وأعرب الدمشقي عن مخاوفه من “حدوث كارثة إنسانية جراء التجويع الذي يواجهه نحو 45 ألف شخص في المعضمية، في حين تعجز المنظمات الإنسانية المحلية عن تقديم المساعدات الإنسانية، لغياب الدعم المادي”، مطالبا “المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية، بإدراك المعضمية قبل أن يدركها الجوع، ويجلسون يتباكون على جياعها”.

 

وفي سياق متصل، أفادت مصادر معارضة، لـ”العربي الجديد”، بأن “لجنة المصالحة حاولت عدة مرات التواصل مع النظام لفك الحصار، إلا أن النظام كانت لديه إجابة واحدة: إما الاستسلام وإما الحصار والاقتحام، في وقت يخشى فيه الأهالي والناشطون والفصائل المسلحة من وقوع مجازر في كلتا الحالتين”.

 

ويشار إلى أن أهالي المعضمية والناشطين أطلقوا العديد من صرخات الاستغاثة، ناشدوا فيها الدول والمنظمات الإنسانية، بذل جهدهم لإنقاذ أطفالهم من الجوع، إلا أن تلك الدعوات لم تلق إلى الآن أية استجابة، ليبقى شبح الجوع يهدد حياة مدنيين كل ذنبهم أنهم من منطقة مناهضة لنظام الحكم في سورية.

 

الصليب الأحمر: أوقفوا حصار 400 ألف سوري

لبنى سالم

طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، أمس الأربعاء، بوضع حد لجميع حالات الحصار المفروضة في كافة أرجاء سورية، بسبب تزايد الاحتياجات الإنسانية فيها إلى حد كبير.

وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في سورية، ماريان غاسر، إن “400 ألف سوري يعيشون حالياً تحت الحصار في مناطق محاصرة متفرقة من سورية”، مطالبة بالعمل على تقديم المساعدة لهم.

 

يأتي هذا بعد دخول لجنة من الصليب الأحمر إلى ثلاث مناطق سورية محاصرة، وهي مضايا والفوعة وكفريا، في إطار اتفاق بين المعارضة والنظام لإدخال المساعدات الإغاثية للمحاصرين.

ووصفت اللجنة الحالة التي يعيشها السكان في المناطق التي دخلت إليها بالمفجعة، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من الناس فيها يحتاجون إلى علاج طبي عاجل. وسيؤدي نقص الأغذية إلى ازدياد الأحوال سوءاً.

 

وقالت غاسر إن “المشاهد التي رأيناها في مضايا تجعل القلوب تنفطر بكل معاني الكلمة. فالناس في حالة يائسة. والإمداد بالغذاء قاصر للغاية. وهذه الظروف من بين أسوأ ما شاهدته خلال سنوات وجودي الخمس في سورية. ولا يمكن أن يستمر الأمر على هذه الحال”.

 

بدوره، طالب المدير الإقليمي للصليب الأحمر في الشرق الأوسط، روبير مارديني، بـ”رفع فوري ومتزامن للحصار المفروض على جميع البلدات والقرى في كافة أرجاء سورية. وتهيئة فرص الوصول دون شروط وبسرعة وانتظام أمام قوافل المساعدات الإنسانية إلى كل هذه المناطق إنقاذاً للأرواح”.

 

يذكر أن أكثر من 10 مناطق في سورية لا تزال تعيش تحت الحصار، وهي دوما وداريا ومعضمية الشام والزبداني وبقين ومضايا في ريف دمشق، والوعر في حمص، وتحاصرهم جميعاً قوات النظام السوري ومليشيات حزب الله، إضافة إلى نبل والزهراء وكفريا والفوعة التي تحاصرها قوات المعارضة، ودير الزور التي يحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وتمنع قوات النظام أهلها من الخروج.

 

العاهل الأردني:روسيا تدرك ضرورة رحيل بشار

دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى تنسيق الجهود مع موسكو بشأن سوريا، لأنها “تفهم جيداً” ضرورة إطلاق عملية سياسية لإنهاء الأزمة تكون نتيجتها رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وقال الملك عبدالله في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الأميركية، الأربعاء، لقد “ناقشت، خلال مباحثاتي مع الرئيس بوتين، الحاجة إلى تحريك العملية السياسية إلى الأمام بأسرع وقت ممكن. ومن الواضح أن هناك دولا تقول أن على بشار أن يتنحى اليوم، والروس يقولون ليس قبل 18 شهرا. سأتحدث عن ذلك من وجهة نظرنا، لأن هناك تواجدا للجيش الحر في جنوب سوريا، وهناك تنسيقا أردنيا – روسيا لتحقيق وقف لإطلاق النار في تلك المنطقة”. وأضاف “لقد ناقشت، على وجه التحديد، مع بوتين فكرة أنه لا يمكننا أن نتوقع من الرجال والنساء الشباب السوريين أن يتخلوا عن أسلحتهم وأن يلتزموا بوقف إطلاق النار، إذ لم نشهد تحركا في العملية السياسية في فيينا. لن يجلسوا منتظرين لشهرين أو ثلاثة شهور دون أن يأملوا بحدوث تقدم. لذا فإن الروس يدركون تماما أن علينا، عاجلا وليس آجلا، أن نوفر آلية تسمح للعملية السلمية من المضي قدما، وأعتقد أن الجميع يدرك أن ذلك يعني رحيل بشار”.

 

العاهل الأردني أكد على تطابق المواقف بين الأردن والسعودية، خصوصاً في ما يتعلق بمسألة الأحكام القضائية التي جرت مؤخراً وأعدم بموجبها أشخاص متهمون بقضايا إرهاب، بينهم الشيخ الشيعي نمر باقر النمر. وقال “نحن ننسق دوماً مع السعودية، واتخذنا موقفاً حازماً تجاه ما فعله الإيرانيون. ندعم إخواننا السعوديين بالكامل، واتخذنا الموقف الذي ارتأيناه، فاستدعينا السفير الايراني للتعبير عن عدم رضانا حيال ما قامت به إيران، وذلك بالتنسيق مع أشقائنا في السعودية، وعلاقتنا بالأخوة هناك قوية بشكل كبير، وكذلك هي علاقتي بخادم الحرمين، وولي عهده، وولي ولي العهد، والموقف الذي اتخذناه في الأردن جاء بالتنسيق بين البلدين”.

 

وتابع “لأننا شركاء في محادثات فيينا حول سوريا، إرتأينا من الحكمة أن يكون لدينا موقف مرن أثناء هذه المباحثات في هذه المرحلة. ومن الواضح أن هناك ارتفاعا في منسوب التوتر بين السعوديين والإيرانيين، وسيتجلى ذلك خلال محادثات فيينا. لكن الأهم من ذلك، في اعتقادي، أن أشقاءنا السعوديين ينظرون من الزاوية الأخلاقية للموضوع، حيث إنهم لا يريدون للتوتر أن يتصاعد نحو صراع شيعي – سني في المنطقة، لذا أعتقد أن الجميع يسعى لتهدئة الموقف والتركيز على الأمور ذات الأولوية، خصوصا محادثات فيينا”.

 

من جهة ثانية، تطرق العاهل الأردني للحديث عن النازحين السوريين، وقال إن بلاده استقبلت “ما بين 1,2 و1,3 مليون لاجئ الآن، ولكننا استقبلنا أكثر من ذلك لأن هناك من يعودون إلى سوريا والبعض يذهب إلى دول أخرى”. واعتبر أن سوريا باتت “مصدر كبير للخطر”، ومن المحتمل جداً أن يكون من بين هؤلاء أعضاء في منظمات إرهابية. وأوضح “نحن نستقبل من 50 إلى 100 لاجئ كل يوم من منطقة نعرف أنها مصدر كبير للخطر. ومن الواضح، أن منهم المرضى وكبار السن والنساء والأطفال. قد يتصل بنا بعض الناس ويقول: أدخلوا جميع النساء، ولكن كما رأيتم في ولاية كاليفورنيا، وكما رأيتم في باريس مؤخرا، كانت النساء، للأسف، جزءا من المنظمات الإرهابية والهجمات الإرهابية. ولكن عموما لا يمكننا عزل اللاجئين، وما علينا إلا أن نكون أذكياء، دون غياب التعاطف مع من يحتاجه”.

 

وأكد العاهل الأردني وجود ضغوط على الأردن لإدخال آلاف الأشخاص العالقين على الجانب الشمالي الشرقي من حدود المملكة، وقال إن الإجراءات الأمنية في تلك المنطقة من الحدود، التي يتواجد فيها عناصر لتنظيم “الدولة الإسلامية” لا تسمح للنازحين بالدخول “إلا بعد تدقيق أمني صارم. جزء من المشكلة أنهم جاؤوا من شمال سوريا وتحديداً من الرقة والحسكة ودير الزور، وهي مناطق تمركز عصابة داعش. ونعرف أن هناك عناصر من داعش في هذه المخيمات الحدودية”. وأضاف “نحن نستقبل يومياً من خمسين إلى مئة لاجئ، ومؤسساتنا الحكومية والجيش ومستشفياتنا العسكرية جاهزة على الجانب الأردني من الحدود إلى جانب المنظمات الأهلية لتقدم الرعاية لهم. لكننا نتعرض للضغوط من قبل المجتمع الدولي الذي يقول: لقد سبق وأن استقبلتم 2.1 مليون لاجئ! لذا، فمن وجهة نظر إنسانية وأخلاقية، لا يمكن التشكيك في التزام الأردن، ولكن هذه المجموعة تحديداً تشكل تهديداً أمنياً. وعليه، يجب أن نكون في غاية الحذر، مع تفهمنا قلق بعض الدول. ومع هذا، فيجب أن لا نغفل عن مأساة اللاجئين، وعلى الجميع مساعدتهم”.

 

حجاب: النظام غير قادر على التفاوض

أصدر منسق الهيئة العليا للتفاوض، رئيس الوزراء السوري المنشق، رياض حجاب، الأربعاء، تصريحاً صحافياً شكك فيه بقدرة النظام السوري “الفاقد للسيادة” على التفاوض، معتبراً أنه يسيطر على 18 في المئة فقط من الأراضي السورية، ومعظم المعابر الحدودية ليست بيده.

 

وجاء في التصريح إن حجاب أكد عقب اجتماعه مع وزير الخارجية الألمانية فرانك-فالتر شتاينماير، الأربعاء، على استعداد المعارضة “للمشاركة في عملية سياسية تفضي إلى إنشاء هيئة حكم انتقالي تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية، وإقامة نظام تعددي يمثل كافة أطياف الشعب السوري، دون أن يكون لبشار الأسد وأركان ورموز نظامه مكان فيه أو في أية ترتيبات سياسية قادمة”.

 

وأشار حجاب في تصريحه إلى أنه أكد لوزير الخارجية الألمانية على “ضرورة توفير المناخ الآمن لانطلاق المفاوضات، وذلك من مطالبة القوى الخارجية التي تقاتل في سوريا لوقف إطلاق النار، والالتزام بالمادتين (12) و(13) من قرار مجلس الأمن (2254)، وخاصة في ما يتعلق بفك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة، وتمكين الوكالات الإنسانية من توصيل المساعدات إلى جميع من هم في حاجة إليها، والإفراج عن جميع المعتقلين، ووقف عمليات القصف الجوي والمدفعي والهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية، وغيرها من إجراءات حسن النية وبناء الثقة”.

 

وأضاف “الهيئة العليا للمفاوضات تنطلق من ضرورة الفصل بين المسار الإنساني الذي يتعين على الجميع الالتزام به وفق القرارات الدولية دون قيد أو شرط، وبين المسار السياسي الذي يجب الدفع به من خلال إقناع الدول الحليفة للنظام بضرورة وقف القتال وسحب الميلشيات الأجنبية ومجموعات المرتزقة، والتقيد بالقوانين الدولية التي تمنع قصف المناطق الآهلة بالسكان، إذ إن هذه القرارات السيادية لم تعد بيد النظام، ومن غير الممكن التفاوض مع ممثليه في أمور لم يعد يملك السيطرة عليها”.

 

واعتبر حجاب أن العملية التفاوضية مع النظام بحاجة إلى مجموعة من الإجراءات، يأتي في مقدمتها “وقف القتال، وإيجاد آلية إشراف دولية لضمان التزام مختلف الأطراف بذلك، والعمل على خروج كافة القوى الأجنبية، وتأمين المعابر الحدودية وطرق الإمداد، وتوفير المناطق الآمنة، وإيصال المساعدات للمناطق المتضررة، وغيرها من الملفات التي أصبح أغلبها خارج سلطة النظام”.

 

ويتلاقى موقف حجاب مع موقف الفصائل العسكرية الممثلة في الهيئة العليا للتفاوض، إذ أصدر 28 فصيلاً عسكريا، في مقدمتهم “جيش الإسلام”، وفرقة “السلطان مراد”، و”جيش اليرموك”، و”فيلق الشام”… بياناً اتهموا فيه جهات خارجية باستغلال الوضع الإنساني للشعب السوري للضغط عليهم في سبيل تقديم تنازلات سياسية لصالح النظام السوري. ولفت البيان إلى أن الضغوط التي تمارس على الفصائل “لا أخلاقية، ولا إنسانية”، وتحاول إجبارهم على التفاوض مع النظام “من دون قيد أو شرط”.

 

وطالبت الفصائل الهيئة العليا للتفاوض “بجميع مكوناتها من قوى الثورة، الثبات على موقفها الوطني المشرف، الذي يأبى الدخول في حلول سياسية يتم فرضها عبر جرائم ومجازر وانتهاكات، تتم بحقنا اليوم تحت سمع وبصر العالم أجمع”. وتابع البيان “نؤكد رفضنا المضي في أي عملية تفاوضية قبل الشروع في تطبيق البنود الإنسانية (12) و(13)، التي وردت في قرار مجلس الأمن (2254) الأخير لعام 2015”.

 

وكان المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قد أعلن، في وقت سابق الأربعاء، بعد اجتماع مع ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إن الموعد المقرر لمحادثات السلام السورية في جنيف لم يطرأ عليها أي تغيير، وستعقد في 25 من الشهر الحالي. وقال عقب لقائه مع ممثلي الدول الكبرى في نيويورك “هذا الاجتماع كان ضروريا من أجل تحقيق تقدم بشأن مباحثات جنيف وهناك قضايا لا تزال عالقة ولهذا احتجت للتشاور معهم”. ولاحقاً أصدر دي ميستورا بياناً صحافياً، أعلن أنه سيواصل “وفريقه العمل الجاد لتوجيه الدعوات من أجل ضمان أكبر عدد ممكن من الحضور بغرض أن تبدأ المحادثات السورية في جنيف يوم 25 يناير (كانون الثاني)”.

 

خسارة سلمى..مأزق للمعارضة وحلفائها

منهل باريش

انسحب مقاتلو “الفرقة الأولى الساحلية” و”حركة أحرار الشام” و”جبهة النصرة” من عمق بلدة سلمى، ليل الثلاثاء، بعد اشتداد القصف الروسي المكثف جواً وبراً وبحراً، على البلدة، لخمسة أيام متواصلة.

 

أصبحت سلمى تحت المرمى الناري لقوات النظام ومليشيا “الدفاع الوطني” بعد سقوط قرية دورين وتلتها، وتقدم النظام في كفردلبة وترتياح والخزان. وأصبحت البلدة بحكم الساقطة عسكرياً، بعد التقدم الأخير للقوات المهاجمة. فأصبح الطريق من ترتياح إلى ضاحية سلمى، سهلاً على قوات النظام ومليشيا “الدفاع الوطني”.

 

ورصد ناشطون محليون أكثر من 320 غارة للطيران الحربي الروسي، على المناطق المحيطة بسلمى، من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية، وتركز القصف على الكورتبش وحسيكو والشيخ خليل والقرقفة ومرج خوخة وترتياح والقلعة.

 

مدير “المكتب الإعلامي” في “الفرقة الأولى الساحلية” فادي أحمد، قال لـ”المدن”: “اتخذنا قرار الإنسحاب بسبب الغزارة النارية والتمهيد الجوي للطيران الروسي، وعدم تقدم العدو وبقائه بعيداً عن أي خطوط التحام مباشرة. فبقاؤنا يعني أن نبقى هدفاً للطيران الذي لا نملك سلاحاً لردعه”. وأضاف “كل دقيقة أو دقيقتين كانت تسقط على سلمى دفعة صواريخ من الراجمات المتمركزة في الحمبوشية وصلنفة والزوبار وتلا وقمة النبي يونس”.

 

مصدرعسكري معارض في “غرفة عمليات سلمى” قال لـ”المدن”، إن “أغلب المقاتلين قرروا البقاء في أماكن رباطهم داخل سلمى، لكن أوامر صارمة من القيادات صدرت لحفظ أرواحهم، خاصة وأن لا اشتباك مباشراً يحصل بيننا، ففضلنا الخروج من البلدة، ومعنويات المقاتلين عالية جداً”.

 

من جهته، إعلام النظام السوري، بث مقاطع مصورة، في مواقع التواصل الإجتماعي، يظهر فيها دخول عناصر مليشيا “الدفاع الوطني” إلى بلدة سلمى. وأطلق العناصر النار ابتهاجاً في السيطرة على سلمى التي تعد أهم معاقل المعارضة في جبال اللاذقية، وسبق أن أطلق عليها ناشطو الثورة اسم “بلد المليون برميل”، في إشارة إلى شدة القصف المركز عليها.

 

كما وصل رئيس أركان قوات النظام العماد علي عبدالله أيوب، إلى سلمى بعد السيطرة عليها. وبثت مليشيا “الدفاع الوطني” مقطعاً مصوراً، يُظهر بعض الجنرالات الروس وهم يشرفون ميدانياً على عملية السيطرة على البلدة.

 

وركّز الروس قصفهم على مناطق جبال اللاذقية، منذ اليوم الأول لتدخلهم العسكري المباشر، نهاية أيلول/سبتمبر 2015، وجاءت حادثة اسقاط القاذفة الروسية من قبل المقاتلات التركية، لتزيد تعقيد الوضع في الشمال السوري، فكثف الروس قصفهم لجبلي التركمان والأكراد، في ما يشبه محاولة انتقام من تركيا. وكانت تركيا قد اتهمت روسيا صراحة بتهجير التركمان السوريين، وإقامة دويلة في شمال سوريا.

 

وتترافق خسارة سلمى، مع خسائر أخرى منيت بها المعارضة المسلحة في خان طومان في ريف حلب الجنوبي، والشيخ مسكين في درعا، بالإضافة الى تضييق الخناق على ريف حمص الشمالي المحاصر أساساً، في حين يحاول الروس جاهدين كسب انتصارات ومواقع استراتيجية تهدد المناطق “المحررة” التي تسيطر عليها المعارضة.

 

وتتحمل فصائل المعارضة مسؤولية خسارة الكثير من المناطق في غياب استراتيجية عسكرية موحدة لها، بسبب كثرة نزاعاتها وخلاف مرجعياتها الإقليمية، وقلة الدعم المقدم من “أصدقاء الشعب السوري”.

 

وأخطأت المعارضة المسلحة في دخولها معركتين غير محسوبتين استراتيجياً، هما معركة حماة ومعركة جنوبي حلب، بدل اللجوء إلى فتح معركة للسيطرة على الريف الشمالي في محافظة اللاذقية وسهل الغاب في حماة. والمنطقتان جغرافياً تساعدان على تقدم مقاتلي المعارضة، بسبب كثرة التلال على أطراف سهل الغاب الشرقية، ووقوعه أسفل سلسلة جبال الساحل الشرقية. كما أن الريف الشمالي في اللاذقية منطقة جبلية، الأمرالذي سيحد من نتائج القصف الروسي. الخطأ لم تصححه سياسة التحصن في سلمى، التي عرّضت المقاتلين إلى القصف المباشر أثناء تمركزهم في الأبنية.

 

سقوط سلمى وعدد من المناطق الإستراتيجية، يضع الدول الحليفة للثورة في مأزق كبير، وعلى رأسهم تركيا.

 

«الجبير» يلتقي «كيري» ويؤكد أهمية العمل مع واشنطن لمواجهة التدخل الإيراني

أدانا التفجيرات التي وقعت في باكستان وإندونيسيا

خالد المطيري

عقد وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، مباحثات في لندن، اليوم الخميس، مع نظيره الأمريكي، «جون كيري»، وأكد في تصريحات أعقبتها أهمية العمل مع الولايات المتحدة لمواجهة الإرهاب والتدخل الإيراني في شؤون المنطقة.

 

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إنه جرى خلال اجتماع «الجبير» و«كيري» بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي بما فيها الأزمة السورية.

 

وأدان «الجبير» في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع «كيري» التفجيرات التي وقعت في باكستان وإندونيسيا مؤخرا، مؤكدا على «أهمية تقوية العمل بفعالية من أجل مواجهة هذه الأعمال الإرهابية».

 

وأشار إلى جملة التحديات التي تواجهها المنطقة في اليمن وسوريا والإرهاب والتدخل الإيراني في شؤون المنطقة، مشدداً على أهمية العمل بشكل وثيق مع شركاء المملكة العربية السعودية، وخاصة الولايات المتحدة، في التعامل مع هذه التحديات، وأهمية تعميق العلاقات مع الجانب الأمريكي بما يخدم المصالح المشتركة.

 

وتشهد العلاقات السعودية الإيرانية توترا ملحوظا؛ حيث قطعت المملكة العلاقات مع إيران بعد ما تعرضت له سفارتها في طهران والقنصلية في مشهد من اعتداءات اعتراضا على إعدام المعارض الشيعي السعودي «نمر النمر».

 

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي، خلال المؤتمر الصحفي ذاته، أن «الأعمال الإرهابية، مثلما حدث في باكستان وإندونيسيا، لن تستطيع إرهاب الدول»، مشدداً على «ضرورة وقوف المجتمع الدولي متحداً في القضاء على آفة الإرهاب».

 

وقال إن بلاده مصممة على القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» وحركة «بوكو حرام» في نيجيريا  وحركة «الشباب» في الصومال بالطرق السلمية إن أمكن، لكن إن اضطر الأمر ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمن حماية الشعوب.

 

ويأتي لقاء «الجبير» و«كيري» ضمن المشاورات التي تجريها السعودية والولايات المتحدة بالتزامن مع الاجتماعات التمهيدية التي يعقدها مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا «ستيفان دي ميستورا» قبل انطلاق جولة جديدة من محادثات السلام السورية في جنيف والمقررة في 25 يناير/كانون الثاني الجاري.

 

وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا يشن غارات جوية على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» في كل من سوريا والعراق.

المصدر | الخليج الجديد + واس

 

هموم السوريين غائبة عن الوفد الأممي 

علاء الدين عرنوس-ريف دمشق

 

لم تكن السيدة السورية خولة تعلم أنها لن تحصل على سلة غذائية كما اعتقدت هي وعشرات المنتظرين أمام مبنى البلدية، حيث يجتمع الوفد الأممي الزائر مع المعارضة في معضمية الشام. فالأمم المتحدة تعني لهذه السيدة البسيطة وكثيرين غيرها قافلةً من المواد الغذائية التي توزع على المحاصرين في صناديق بنية اللون كُتب عليها  بالإنجليزية حرفا (UN).

وحمل أعضاء وفد المبعوث الدولي إلى معضمية الشام -الذي اقتصر على ثلاثة موظفين يرافقهم الحرس الشخصي والسائقون- سؤالاً وحيداً لأبناء المدينة المحاصرة: ما وجهة نظركم تجاه مبادرة دي ميستورا لحل النزاع بسوريا؟ لكن السؤال لم يكن يعني شيئاً لخولة التي قتل ثلث أبنائها وتوزع الباقون بين الزنازين والمنافي، وارتضت أن تكمل حياتها في تربية أربعة أحفاد يتامى في بيئة الحرب.

 

تسأل خولة جارتها المنتظرة في العراء “هل سيوزعون المعونات؟”، فأجابت “لو بدها تمطر لكانت غيّمت”، فما كان منها إلا أن جلست على حافة الرصيف بين الجموع المنتظرة لتستريح من رحلة مشي إلى مدخل المدينة حيث يحصل المحاصرون هناك على أربعة أرغفة لكل عائلةٍ تحمل بياناً عائلياً، وغالباً ما ينفد الخبز قبل أن تحصل السيدة الطاعنة في السن على حصتها اليومية من الخبز.

 

علامات التعب بادية على وجه خولة (51 عاما) وحفيدها الصغير الذي اختار أن يلعب مع رفاقه بين السيارات التابعة للوفد تاركاً لجدته دقائق من البوح للجزيرة نت، حيث تقول “دخول هذا الوفد لم يشفع لنا بإدخال ربطة خبز من خارج البلد، لماذا أتوا إذن إن لم يكن هناك إعانة؟”.

 

وتضيف والدموع تنهمر من عينيها وهي تشير إلى حفيدها أحمد، “والله استدنت من جارتي كاسة سكر لتحضير الشاي لأولاد ابني، اسألها إن شئت، في بيتي لا توجد حبة برغل واحدة منذ أسبوعين”.

 

وتتابع أنها لا تعرف ماذا تعني كلمة دي ميستورا، ولا سبب دخول الوفد الزائر إلى مدينتها المحاصرة، بينما تساءلت جارتها الجالسة معها “هل يعقل أنهم ليسوا أمماً متحدة؟”، وحين طلبنا منها التوضيح، أشارت إلى السيارات الأممية موضحةً أن شعارها يكون عادة أزرق اللون لا أسود.

 

وحين سألنا السيدة عن رأيها في حلٍ سياسي يخلص إلى وقف لإطلاق النار وإبرام هدنة، أجابت “لا أحد يريد المزيد من الموت لكنهم (النظام) يصّرون على إهانة الناس من أجل رغيف خبز”.

 

حظيت خولة وجارتها بفرصة التحدث إلى رئيسة الوفد الأممي، الذي استمع أيضا إلى عشرات المدنيين المتجمهرين أمام مقر اجتماع الوفد. ولم يكن مدرجاً في جدول أعمال خولة مطر مديرة مكتب المبعوث الخاص أن تلتقي بالمدنيين الذين لم يكن يعرف أغلبهم سبب زيارة الوفد سوى أنه “أمم متحدة دخلت المدينة المحاصرة”.

 

وجهة نظر خولة (المحاصرة) اختصرت بعرض واقعها اليومي على حواجز النظام وظروف ما تبقى من أسرتها أمام خولة (المبعوثة) التي بدت على قسمات وجهها علامات التأثر ضمن حياد وعجز لا يسمح للموظف الأممي بتجاوزه.

 

لم يكن مقدرا لخولة المحاصرة أن تبوح بغضبها على أشهر الحصار وفق هذا النحو، وأمام الجهة التي قصدت بلدة محاصرة للوقوف على وجهات نظر أهلها إزاء مستقبل المصالحة وسبل تحقيق الهدنة بين طرفي الصراع.

 

هل تحول “حماة الديار” إلى كتيبة روسية؟  

أثارت صور بثتها وسائل إعلام روسية من قاعدة حميميم الجوية في سوريا، تظهر تكريم القائد العسكري الأبرز في جيش النظام السوري سهيل الحسن من قبل قيادات عسكرية روسية، جدلا واسعا بمواقع التواصل العربية، حيث ظهر الحسن -وفق مغردين- بمظهر الجندي التابع للقيادات العسكرية الروسية.

 

التكريم الذي حصل عليه الحسن كان الوسم الثاني من حيث الأهمية في سلم الوسوم الروسية، حيث جاء هذا التكريم في إطار ما اعتبره الروس -وفق وسائل إعلام روسية- “شجاعة” تمتع بها الحسن في عمليات اقتحام مناطق وقرى تقع تحت سيطرة المعارضة السورية المسلحة، وبالأخص فك الحصار عن مطار كويرس العسكري.

 

مغردون سوريون رأوا في المشهد الذي ظهر به الحسن اختصارا للواقع السياسي وشرحا كافيا لآثار التدخل الروسي في سوريا، حيث تحول الجيش السوري -وفق قولهم- إلى مجرد جنود تابعين وكتائب منضوية تحت القوة العسكرية الروسية تتلقى التكريم من قبل الحاكم العسكري الذي يُعد الآمر الناهي في مناطق النظام.

 

وفي نفس السياق، رأى مغردون في التكريم فرصة لبيان ما آلت إليه الصيغ السياسية والقومية التي أسس عليها الجيش العربي السوري في وقته أو ما كان يعرف شعبيا “بحماة الديار” حيث رأوا في عناصر الصورة الماثلة في تكريم الأسد انهيارا كاملا لكل تلك المقولات القومية التي لطالما تفاخرت بالاستقلال ومواجهة الاستعمار.

 

فالأرض التي يعتبرها مغردون “محتلة” من قبل الروس في حميميم كان الأولى بنظام الأسد في حال كان مكتمل السيادة أن يقوم هو بتكريم الروس على أرضه لا أن يكرموا هم  قيادته العسكرية على أرض سورية، وكأن النظام وقواته هم من أصبحوا في خدمة الجيش الروسي وليس العكس، ما يؤكد -وفق قولهم- تحول “حماة الديار” إلى فرع من الجيش الروسي والسيادة الروسية في سوريا.

 

انتهاء مقولات السيادة “الزائفة” وفق مغردين كانت هي إذن العنوان الأبرز في تعليقاتهم حول الحدث، حيث أصبح الروس يديرون كافة العمليات العسكرية في سوريا على الأرض، وتحولت قوات النظام وقوات حزب الله في سوريا وفق قولهم، إلى أيقونات تزين البدلة العسكرية الروسية وليس العكس.

 

من هو الجنرال الإيراني طاهري الذي قتل في حلب؟

صالح حميد – العربية.نت

أعلنت إيران مقتل اللواء سعيد سياح طاهري، وهو من جنرالات الحرب الإيرانية – العراقية، مع عشرات آخرين من عناصر الباسيج، التابع للحرس الثوري الإيراني، بمعارك ريف حلب.

وحصلت “العربية.نت” على معلومات تفيد بأن طاهري وهو جنرال متقاعد ومعوق إثر إصابة تعرض لها أثناء الحرب الإيرانية- العراقية (1980-1988) يعتبر من المقربين من مكتب المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وقد أرسل إلى سوريا لقيادة معارك ريف حلب.

وأكدت المصادر أن الجنرال طاهري أرسل إلى حلب لملء الفراغ بعد غياب قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذي أصيب أثناء استهداف سيارته بصاروخ تاو من قبل الثوار، قبل شهرين حيث يرقد في حالة صحية حرجة بمستشفى “بقية الله” التابع لللحرس الثوري في العاصمة طهران.

من جهة أخرى ذكرت مواقع سورية، أن ضابطا آخر كان برفقة طاهري تم أسره خلال المواجهات. كما تناقل الثوار في ريف حلب، صور عشرات الجثث الناتجة عن هجومهم يوم أمس على منطقة حرش خان طومان التي شهدت معارك عنيفة جداً بعد أن شن الثوار هجوماً معاكساً على القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية وتمكنوا من استعادة النقاط التي خسروها قبل يومين.

وبحسب موقع “أخبار السوريين”، لا تقتصر خسائر إيران على القتلى فحسب، بل تمتد إلى وجود أسرى، فقد أعلن الثوار عن أسرهم العميد الركن مجيد خربط خاني، أعلى الرتب العسكرية في سوريا، وضابط آخر برتبة مقدم في الحرس الثوري الإيراني خلال ذات المعارك.

 

الحر يكبد النظام وحزب الله عشرات القتلى في درعا

دبي – قناة العربية

تواصلت المواجهات العنيفة بين فصائل الجيش الحر وقوات النظام مدعومة بميليشيات حزب الله في قرية الشيخ مسكين بدرعا.

وأفادت شبكة “سوريا مباشر” بأن كتائب المعارضة كبدت قوات النظام والميليشيات المتحالفة معه عشرات القتلى إلى جانب تدمير مبنى تتمركز به قوات النظام.

في حين واصل الطيران الحربي الروسي استهداف بلدة الشيخ مسكين بثماني غارات متزامنة مع قصف صاروخي عنيف طال منازل المدنيين.

لجان التنسيق المحلية في حلب أفادت أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات الأسد على محور حي الراشدين في الريف الغربي وسط قصف مدفعي متبادل.

كما استهدف الطيران الروسي المباني السكنية في بلدة حيان ومدرسة في حي الزبدية في حلب، ما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال.

 

حراك سياسي في بروكسل في أفق جنيف3 حول الأزمة السورية

بروكسل (14 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل حراكاً سياسياً محوره مؤتمر جنيف الثالث، المقرر عقده في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، في مسعى دولي جديد للدفع نحو حل للأزمة السورية.

 

وفي إطار هذه التحركات، كان لوفد المعارضة السورية برئاسة رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العامة للمفاوضات، لقاءات مع كل من وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز، والممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.

 

وشارك في هذه التحركات أيضاً المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا، الذي التقى بدوره موغيريني في محاولة للدفع بإتجاه مزيد من الضغط الأوروبي لعقد مؤتمر جنيف، حيث ” كان إجتماعاً مفيداً لجهة عملنا المشترك لعقد مؤتمر جنيف وأيضاً ليكون هذا المؤتمر بناء”، حسب تصريحاته.

 

ووسط أجواء التشاؤم التي تحيط بالمؤتمر القادم، يبدو أن دي ميستورا هو الطرف الوحيد المتفائل بإمكانية أن يؤدي مؤتمر جنيف، لو عقد، إلى نتيجة ما، حيث قال “أنا دائماً متفائل”، وفق تعبيره.

 

أما كلام المعارض السوري رياض حجاب، فجاء ليعكس أجواء مختلفة تماماً، فهو أكد، في تصريحات لعدد محدود من الصحفيين، أنه طالب محدثيه الأوروبيين بممارسة الضغط على روسيا وعلى الحكومة السورية وكافة الأطراف الداعمة لها والمقاتلة إلى جانبها، من أجل تنفيذ كل ما جاء في القرار الدولي رقم 2254، حيث رأى أن “المفاوضات تحتاج لبيئة آمنة ومناسبة لتؤدي إلى نتيجة”، على حد تعبيره.

 

ولا يوحي كلام المعارض السوري أنه تلقى من طرف موغيريني أي ضمانات أو تعهدات تشي بإمكانية أن تعمد بروكسل فعلاً للضغط بإتجاه يدفع دمشق إلى تنفيذ بنود القرار الدولي، خاصة تلك التي يفترض أن تمهد أجواء المفاوضات

 

وأعاد حجاب تكرار وجهة النظر القائلة بضرورة فصل المسار السياسي عن المسار الإنساني، حيث رأى أنه “يجب ألا يوضع المسار الإنساني على طاولة المفاوضات، فهذا نوع من الابتزاز السياسي المبتذل”، حسب تعبيره.

 

وعبر المعارض السوري صراحة عن قناعته بعدم توفر إرادة دولية من أي طرف لحل النزاع السوري، الأمر الذي لا يجعله متفائلاً بإمكانية نجاح مؤتمر جنيف، وقال “نحن لم نتلق دعوات لحضور المؤتمر في التاريخ المطروح”.

 

كما عبر حجاب عن قناعة المعارضة السورية بأن إيران تلعب دورا “سلبيا جداً” وأنها “تساهم في قتل الشعب السوري”، فبحسب رأيه، “إيران هي من ينشر الإرهاب والطائفية” في المنطقة.

 

ولم ينشر مكتب موغيريني، حتى الآن، أي بيان حول اللقاء، ولكن بعض المصادر، التي تحدثت إليها وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، أكدت على وجود إختلافات في وجهات النظر بين الطرفين حول الأدوار الممكن للأطراف الإقليمية أن تلعبها في حلحلة الملف السوري، خاصة مع الأخذ بالاعتبار الخلاف الأخير بين الرياض وطهران.

 

وترى المصادر نفسها، أن أوروبا تريد بالتعاون مع الأمم المتحدة وكافة الأطراف الدفع بإتجاه جمع الحكومة السورية والمعارضة على طاولة مفاوضات مباشرة، لأن الأمر يشكل، بحد ذاته، في نظر بروكسل، نقطة إرتكاز، في عملية سياسية قد يطول أمدها.

 

أمريكيون وروس يلتقون معارضين سوريين في جنيف وتركيز على دور المجتمع المدني

روما (14 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

التقى مسؤولون أمريكيون وروس قبل ظهر يوم أمس الأربعاء في جنيف، قبيل اجتماعات الخمسة الكبار، عددا من المعارضين السوريين.

 

وعلمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن الامريكان والروس ناقشوا مع المعارضين صيغة وتركيبة الوفد المفاوض، المُفترض مشاركته في المفاوضات التي ستُعقد في 25 الشهر الجاري بين النظام السوري والمعارضة، وتلقوا بعض الأفكار القابلة للتنفيذ والتي يمكن أن تساهم في إنجاح المفاوضات.

 

وفي جنيف التقى نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف والمبعوث الخاصّ للشرق الأوسط سيرغاي فيرشينين، المعارض السوري سمير العيطة العضو المؤسّس في المنبر الديموقراطي المعارض، كما التقى به المبعوث الأمريكي لسورية، السفير مايكل راتني في اجتماع آخر، وختم العيطة اللقاءات باجتماع مع نائب المبعوث الأمميّ، رمزي عزّ الدين.

 

تم خلال هذه اللقاءات الثلاثة بحث العراقيل، التي تواجه إطلاق عمليّة التفاوض من أجل حل سياسي ولوقف إطلاق النار، وشدّد العيطة على التعامل بجدية وإيجابية مع مخرجات مؤتمر الرياض وضرورة شمولية التفاوض لكافة الأطراف للحفاظ على الوحدة السورية، كما ركّز على أهمية إدماج المجتمع المدني ومنظماته ومجالسه المحلية بشكل مستقل في العملية التفاوضية.

 

كذلك التقى راتني جهاد مقدسي عضو مؤتمر القاهرة، وصالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي ومعه هيثم مناع رئيس مجلس سورية الديمقراطية، كما التقى المبعوثان الروسيان بهما معاً. وحاول السفير الأمريكي إقناعهما بصعوبة المشاركة ضمن وفد المعارضة السورية، نظراً للموقف المتشدد الذي تبديه المعارضة السورية المسلّحة من مشاركة مسلّم وجيش سورية الديمقراطي في الوفد المفاوض، على وعد أن تتم معالجة الخلل في وقت لاحق.

 

وعلمت (آكي) أن رمزي أكّد للعيطة أن الروس مصرّين على أن تشارك كل أطراف المعارضة السورية في مؤتمر جنيف3 التفاوضي، وأشار إلى اقتراحات متعددة من بينها تشكيل “وفد ونصف” أو أن يشاركوا كمراقبين في المفاوضات. وقال إن هذا الاقتراح يلقى ترحيباً من روسيا، فيما أكّد الروس للعيطة أنهم مهتمون بشدّة أن يشارك ضمن الوفد الذي تتبناه موسكو، ومن ضمنه مسلّم ومناع وقدري جميل ورندة قسيس وغيرهم، فيما شدد العيطة بدوره على استقلاليته عن كل التيارات المعارضة ووقوفه على مسافة واحدة منها، وأكّد أن مشاركته ضمن ممثلي المجتمع المدني هو أهم وأكثر نجاعة وتأثيراً.

 

ووفق متابعين للقاءات المسؤولين الروس مع المعارضة السورية، فقد أكّد الروس لمسلّم ومنّاع على ضرورة أن يتم توسيع الوفد الرديف المفاوض ليضم تيارات أكثر من أجل إقناع الأطراف الرافضة لمشاركتهم بأن هذا الوفد كبير ويُشكل كتلة لا يُستهان بها قد تفوق كتلة الهيئة العامة للمفاوضات المنبثقة من مؤتمر الرياض.

 

وتقدّم العيطة بورقة تُمثّل موقف المنبر الديمقراطي شدد من خلالها على ضرورة دعم قرار مجلس الأمن 2254 وأكّد أنه يخلق آلية لوقف القتال ولحل سياسي مستدام، وعدم إضاعة الفرصة المتاحة خاصة وأنه وضع جدول زمني محدد يُلزم جميع الأطراف السورية كما الإقليمية والدولية. كما أكّد على ضرورة بدء العملية التفاوضية، التي سيبدأ معها وقف إطلاق النار، رغم تحفّظه وتأكيده على أن وفد المعارضة ووفد الحكومة لا يمثلان في الظروف الحالية إرادة الشعب السوري.

 

ونوّه العيطة بأهمية التعامل بإيجابية وجدية مع مخرجات مؤتمر الرياض للمعارضة، لكنّه شدد على ضرورة أن تكون المفاوضات متعدّدة الأطراف تُمثّل جميع القوى السياسية والعسكرية السورية، بما فيها التي استُبعدت عن جهود تشكيل وفد المعارضة لأن تواجدها ضرورة لشمولية العملية السياسية وللحفاظ على وحدة البلاد. ورأى ان الأهم أن يتم إبراز تمثيل قوي ومستقل للمجتمع المدني الأهلية والنسائية والإغاثية والطبية والحقوقية، لتكون رقيبة فعلية على جولات التفاوض، وكذلك المجالس المحلية التي جرت انتخاباتها مؤخراً على أسس القوانين النافذة، حتى في المناطق غير الخاضعة للسلطة المركزية، على المستوى المحلي وعلى مستوى المحافظات، بما فيها مناطق الحكم الذاتي في الشمال، بالإضافة إلى فعاليات وشخصيات يُمكن أن تؤسّس لمناخ الثقة والحياد في المرحلة الانتقالية، وأن يتم اعتماد وفد رسمي من قبل الأمم المتحدة للقيام بهذا الدور الرقابي الفعال.

 

وشدد على أن هذه الأطراف المدنية التي تدير الشأن السوري في الداخل منذ ما يقرب من ثلاثة سنوات هي الأكثر قدرة على القيام بالوساطات الضرورية بين أطراف المجتمع لرأب صدعه، ومع مؤسسات الدولة والمجتمع الدولي لتأمين مستلزمات المواطنين وخدمتهم، وكذلك مع القوى المتصارعة بالسلاح للتوصل وضمانة وقف القتال.

 

كما شدد لى ضرورة أن تنبثق عن الجولات الأولى من التفاوض أربع فرق عمل التي تُعنى بمواضيع السلامة والحماية الاجتماعية؛ والمسائل السياسية والقانونية؛ والمسائل العسكرية والأمنية ومكافحة الإرهاب؛ واستمرار الخدمات العامة وإعادة التعمير والتنمية، حسب اقتراح المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا في آب/ أغسطس الماضي.

 

كما دعا المجتمع الدولي لتعريف الإرهاب والمنظمات الإرهابية في الحالة السورية، حتى لا يظل كل طرف يتهم الآخر بالإرهاب، وقال إن المستفيدون من هذه الحالة من الضبابية هم التنظيمات المتطرفة الإرهابية الحقيقية كداعش والنصرة، وشدد أيضاً على ضرورة ضبط عمليات القصف الجوي والعمليات البرية التي تقوم بها دول كثيرة في سورية قبل بدء المفاوضات، ودون ذلك لن ينجح التفاوض في خلق آلية مشتركة يُمكن أن تحقق وقف إطلاق النار المنشود، وتوحيد كل الجهود السورية والدولية لمكافحة الإرهاب الحقيقي.

 

شاحنات مساعدات تدخل مناطق محاصرة في سوريا

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلام حكومية يوم الخميس إن قوافل تضم عددا من الشاحنات تنقل مساعدات دخلت إلى بلدة تحاصرها قوات موالية للحكومة وقريتين أخريين تحصرهما قوات المعارضة وذلك للمرة الثانية هذا الأسبوع.

 

وقال المرصد إن الشاحنات بدأت في الدخول إلى بلدة مضايا التي تسيطر عليها المعارضة قرب الحدود اللبنانية وقريتي كفريا والفوعة الشيعيتين في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد.

 

وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إن ست شاحنات دخلت مضايا.

 

وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في وقت سابق يوم الخميس إن نحو 44 شاحنة مساعدات تتجه إلى مضايا بينما تتجه نحو 21 إلى كفريا والفوعة. وتحمل الشاحنات بشكل أساسي طحين (دقيق) القمح ومنتجات للنظافة.

 

وقال دومينيك ستيلهارت مدير عمليات الصليب الأحمر للصحفيين في نيويورك “وفق ما ذكره فريق اللجنة الدولية للصيب الأحمر الذي دخل مضايا… فالناس سعداء للغاية بل وأجهشوا بالبكاء عندما علموا أن طحين القمح في الطريق إليهم.”

 

ويتم تفتيش القوافل المتجهة إلى القريتين في مدينة إدلب حاليا. وقامت قوات المعارضة بتفتيش ثماني شاحنات من بين 17 حتى الآن.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

وكالة: الاتفاق على نشر طائرات عسكرية روسية في سوريا غير محدد المدة

موسكو (رويترز) – قالت وكالة الإعلام الروسية يوم الخميس نقلا عن نص وثيقة إن سوريا سمحت بوجود سلاح الجو الروسي على أراضيها لفترة غير محددة بموجب بنود اتفاق وقعه البلدان في أغسطس آب الماضي.

 

وتنطلق الطائرات الروسية من قاعدة بمحافظة اللاذقية السورية لقصف تنظيم الدولة الإسلامية منذ 30 سبتمبر أيلول الماضي في إطار مساعي موسكو لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة المعارضة المسلحة.

 

(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

مساعدات جديدة إلى مناطق سورية محاصرة وتزايد الشكوك بشأن محادثات السلام

قرب مضايا (سوريا)/بيروت/جنيف (رويترز) – أرسلت يوم الخميس مساعدات إلى بلدة مضايا السورية التي تحاصرها قوات موالية للحكومة وقريتين تحاصرهما قوات المعارضة وذلك للمرة الثانية هذا الأسبوع وقال مسؤول بالأمم المتحدة إنه يأمل في تسليم المزيد من المساعدات إلى مناطق يعاني فيها السكان من الجوع.

 

وغادرت عشرات الشاحنات دمشق إلى مضايا على الحدود اللبنانية وقريتي كفريا والفوعة في محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة. ويتعرض عشرات الآلاف من الأشخاص في تلك المناطق للحصار منذ أشهر.

 

وعبر مسؤول كبير في الأمم المتحدة يرافق القافلة عن أمله في أن تتم العملية بسلاسة برغم أن الطقس السيء قد يؤخر التسليم إلى كفريا والفوعة. وقال يعقوب الحلو منسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية في سوريا “نأمل أن تتواصل هذه الجهود من خلال التسهيلات والتوافق بين أطراف هذا الاتفاق.”

 

وقال مسؤول كبير بالأمم المتحدة إن تجويع المدنيين حتى الموت هو جريمة حرب يجب محاكمة مرتكبيها.

 

وقال الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان “ندين أي عمل كهذا… تجويع المدنيين جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني وبالطبع أي عمل مثل هذا يستحق التنديد سواء أكان في مضايا أم في إدلب.”

 

وأضاف “هل يجب إجراء محاكمات؟ بالطبع. على الأقل يجب أن تكون هناك مساءلة عن تلك الجرائم.”

 

وبات حصار مضايا- حيث وردت أنباء عن وفاة أناس من الجوع- قضية محورية لجماعات المعارضة السورية التي تريد رفع أي حصار كهذا قبل الدخول في مفاوضات مع الحكومة مزمعة في 25 يناير كانون الثاني.

 

وقال عضو كبير في المعارضة السياسية السورية لرويترز إن الموعد غير واقعي وجدد التأكيد على مطالب المعارضة برفع الحصار عن كل المناطق ووقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين قبل بدء المفاوضات.

 

وقال المعارض البارز جورج صبرا عبر الهاتف “أنا شخصيا لا أرى أن موعد 25 يناير هو موعد واقعي (أو) من الممكن أن يزيل كافة العقبات الموجودة أمام المفاوضات.”

 

وقال مسؤولو إغاثة إن من المقرر تسليم نحو 45 شاحنة إجمالا تحمل إمدادات غذائية وطبية إلى مضايا و18 أخرى إلى الفوعة وكفريا يوم الخميس.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه سجل 27 حالة وفاة في مضايا بسبب سوء التغذية ونقص الإمدادات الطبية كما سجل 13 حالة أخرى على الأقل في الفوعة وكفريا بسبب نقص الإمدادات الطبية.

 

ويقدر عدد سكان مضايا بنحو 40 ألف نسمة بينما يعيش نحو 20 ألفا في الفوعة وكفريا.

 

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه سيسلم 120 طنا من طحين (دقيق) القمح إلى مضايا و60 طنا إلى الفوعة وكفريا. وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن القافلة تضم أيضا إمدادات طبية وأغطية وملابس. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في دمشق إن المنظمة تنتظر ردا من الحكومة على طلب لإرسال مسعفين وعيادات متنقلة.

 

وقالت ماريان جاسر أكبر مسؤولة باللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا “المشاهد التي رأيناها في مضايا مفجعة حقا.”

 

وأضافت “الأوضاع هناك من بين أسوأ ما شاهدته في السنوات الخمس التي قضيتها في هذا البلد. يجب ألا يستمر هذا.”

 

* محادثات سلام مزمعة مع احتدام الحرب

 

والمحادثات المزمعة في 25 من يناير كانون الثاني في جنيف جزء من عملية سلام أيدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الشهر الماضي في استعراض نادر للتوافق الدولي بخصوص سوريا حيث قتلت الحرب زهاء 250 ألف شخص.

 

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا عقب اجتماع مع ممثلي الولايات المتحدة وروسيا وقوى كبرى أخرى يوم الأربعاء إن المحادثات لا تزال مقررة في 25 من يناير كانون الثاني.

 

لكن عملية السلام ما زالت تواجه عقبات هائلة برغم ما تحظى به من تأييد من الولايات المتحدة وروسيا اللتين تدعمان أطرافا متناحرة في الصراع.

 

وقال دبلوماسي غربي كبير “الاجتماع مقرر خلال أكثر بقليل من عشرة أيام… لكن دي ميستورا سيعرض قبل ذلك في نيويورك ما أنجزه.”

 

وأضاف “غير أنه لا يزال يتعين عليه تحديد كيفية المضي في هذه الآلية التي لا تبدو جيدة بالنسبة لي لأن كل الأطراف لم تتفق على المعايير.”

 

والقتال مستعر بين القوات الحكومية المدعومة بضربات جوية روسية وقوات إيرانية من جهة وقوات المعارضة التي تضم جماعات تتلقى دعما عسكريا من دول بينها السعودية والولايات المتحدة.

 

وأصدرت جماعات معارضة تدعم التسوية السياسية بيانا يوم الأربعاء يرفض أي مفاوضات قبل اتخاذ دمشق إجراءات لإظهار حسن النوايا بينها وقف إطلاق النار.

 

وقال صبرا “ما زالت المدن محاصرة. ما زال القصف الروسي على القرى والمدارس والمشافي قائما. ليس هناك أي بادرة من بوادر حسن النية.”

 

وتقول الأمم المتحدة إنه توجد نحو 15 منطقة محاصرة في سوريا يسكنها 450 ألف نسمة.

 

وقالت الحكومة السورية إنها مستعدة للمشاركة في المحادثات لكنها تريد معرفة فريق التفاوض الذي يمثل المعارضة وقائمة بالجماعات المسلحة التي سيتم تصنيفها باعتبارها إرهابية في إطار عملية السلام.

 

وفيما يسلط الضوء على التعقيدات بشأن هذه القضية ندد مسؤول روسي كبير بجماعتين معارضتين تشاركان في هيئة للمعارضة شكلت حديثا للإشراف على المفاوضات ووصفهما بالإرهابيتين.

 

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله “لا نتوقع أن تكون أحرار الشام أو جيش الإسلام ضمن وفد المعارضة لأنهما جماعتان إرهابيتان. نعتقد أنه ينبغي ألا يشارك ممثلو الإرهابيين في وفد المعارضة.”

 

وانتقدت موسكو فرنسا أيضا لاتهامها روسيا بتنفيذ ضربات على مدنيين في سوريا.

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا يوم الخميس إن تلك الاتهامات مبنية على “خيالات طرف آخر وعباراته الدعائية النمطية”.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى