أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 15 أذار 2018

 

 

 

تحذير دولي من «معارك طاحنة» في سورية

بيروت، أنقرة، دوما (سورية) – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

 

على وقع تحذير الأمم المتحدة من «معارك طاحنة» سيشهدها العام الثامن من الأزمة السورية، وتبدو الغوطة الشرقية لدمشق وعفرين شمال البلاد مسرحاً متواصلاً لها، تُعاود عجلة المؤتمرات الدولية دورانها بعقد اجتماع الدول الضامنة في آستانة اليوم، في ظل توتّر روسي– أميركي متصاعد في الملف السوري .

 

ورأى مستشار الأمم المتحدة في شأن سورية يان إنغلاند أن الأزمة السورية قد تشهد «معارك طاحنة» في عامها الثامن، حتى إن بدا القتال في الغوطة الشرقية الحلقة الأحدث في سلسلة «معارك النهاية». واعتبر أن الوقت لم يفُت لتجنب إراقة الدماء في إدلب ودرعا وعفرين عبر المفاوضات، معرباً عن أمل الأمم المتحدة بأن ينجح نظام تنبيه جديد لإحداثيات المستشفيات السورية في الحد من الضربات الجوية على المنشآت الطبية. وعلى خطّ الاتصالات السياسية، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن لقاءاته في موسكو تحمل أهمية قصوى بالنسبة إلى قمة سوتشي الثلاثية (تركيا وروسيا وإيران) ومسار آستانة.

 

وقال لافروف إن «الولايات المتحدة ستلفت انتباه المجتمع الدولي إلى معاناة السكان والضحايا والخسائر في صفوف المدنيين الأبرياء، وستستخدم ذلك ذريعة لاستعمال القوة من التحالف الأميركي، بما في ذلك ضد دمشق». وأضاف: «حذرنا الولايات المتحدة بشدة من خلال جميع القنوات… ونأمل بألا تنفذ هذه المخططات غير المسؤولة».

 

إلى ذلك، أعرب ديبلوماسيون في الأمم المتحدة عن خشيتهم من أن يؤدي استخدام حق النقض (فيتو) مجدداً لاعتراض مشروعي قرارين أمام مجلس الأمن تقدمت بهما واشنطن لوقف النار في الغوطة والتحقيق في استخدام الكيماوي، إلى شنّ واشنطن غارات على مواقع للنظام السوري.

 

وتحدث الديبلوماسيون عن أن واشنطن تعطي إشارات واضحة إلى أنها تدرس عملاً عسكرياً في سورية، فيما قال ديبلوماسي إن «الروس يشعرون بالضغوط، ويخشون أن يتدخل الأميركيون مجدداً في سورية في شكل أقوى». وأشار ديبلوماسي آخر في المجلس إلى أن ذكرى هجوم خان شيخون في الرابع من نيسان (أبريل) المقبل، قد تكون موعداً مواتياً لضربة أميركية.

 

وتعقد الدول الضامنة اليوم اجتماعاً في العاصمة الكازاخستانية هو الأول بعد «مؤتمر الحوار السوري» في مدينة سوتشي. وتُعقد اجتماعات تحضيرية اليوم للقاء وزراء الخارجية التركي والروسي والإيراني جواد ظريف غداً، فيما لن يحضر الاجتماع وفدا النظام والمعارضة السوريين. وكشفت وكالة أنباء «الأناضول» إن ملفات المعتقلين وإزالة الألغام وإجراءات بناء الثقة، ستحتلّ الحيّز الأكبر في الجولة المقبلة، إضافة إلى إعداد اللجنة الدستورية دعماً للعملية السياسية في جنيف. ولفتت إلى أن ملف مناطق خفض التوتر سيُبحَث، خصوصاً مع الخروق المستمرة من جانب النظام في هذه المناطق.

 

آلاف المدنيين يغادرون الغوطة الشرقية مع تقدم قوات النظام

بيروت، عدرا (سورية) – أ ف ب، رويترز

 

خرج آلاف المدنيين اليوم (الخميس) من حمورية ومحيطها في الغوطة الشرقية المحاصرة، مع تقدم قوات النظام الى البلدة وفتحها معبراً لخروج السكان، وفق ما أفاد مراسلان لوكالة «فرانس برس»، في ما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عدد المغادرين إلى مناطق الحكومة وصل إلى 7 آلاف على الأقل.

 

وحمل المدنيون وغالبيتهم من النساء والأطفال أغراضهم وحقائبهم، وخرج غالبيتهم سيراً على الأقدام، وآخرون على دراجات نارية وفي سيارات من بلدة حمورية باتجاه مناطق سيطرة النظام في عدرا.

 

وكان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن قال إن عدد المدنيين الذين خرجوا من حمورية ومحيطها يقدر بأكثر من ثلاثة آلاف مدن، قبل أن يوضح مجدداً أن العدد زاد عن 7 آلاف.

 

وأضاف أنه «النزوح الجماعي الأكبر منذ بدء قوات النظام هجومها على الغوطة الشرقية» في 18 شباط (فبراير).

 

ودخلت قوات النظام ليل الأربعاء بلدة حمورية التي تعد من البلدات الرئيسة الواقعة تحت سيطرة «فيلق الرحمن» في جنوب المنطقة المحاصرة، وباتت تسيطر على أكثر من نصف مساحتها. وتعرضت البلدة في الايام الأخيرة إلى غارات وقصف كثيف.

 

ومنذ بدء هجومها، باتت قوات النظام تسيطر على أكثر من 60 في المئة من مساحة الغوطة الشرقية التي تمكنت من فصلها الى ثلاثة أجزاء.

 

من جهة ثانية أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية بأن قافلة مساعدات غذائية تضم 25 شاحنة دخلت الجيب الشمالي من الغوطة الشرقية اليوم.

 

وقال الهلال الأحمر العربي السوري، إن «قافلة تحمل حوالى 340 طناً من المساعدات الغذائية دخلت الغوطة، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة».

 

وقالت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر يولاندا جاكميه، إن «القافلة تنقل خمسة آلاف و 220 شحنة غذاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وخمسة آلاف و 220 شحنة طحين من برنامج الأغذية العالمي». والشحنة الواحدة تكفي لإطعام أسرة من خمسة أفراد لمدة شهر.

 

وستتجه القافلة إلى مدينة دوما في القسم الشمالي الذي يسيطر عليه فصيل «جيش الإسلام».

 

وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أن روسيا تتوقع أن يغادر مئة مدني على الأقل اليوم الغوطة الشرقية، حيث تعلن وقفا لإطلاق النار مدته خمس ساعات يوميا.

 

وسيكون اليوم هو الثالث على التوالي الذي تغادر فيه مجموعات صغيرة من المدنيين الغوطة الشرقية.

 

ونقلت الوكالة عن مركز المصالحة في سورية، وهو كيان تديره وزارة الدفاع الروسية، قوله إن «الغوطة الشرقية ستستقبل 137 طنا من المساعدات الغذائية».

 

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيب الجنوبي من الغوطة الشرقية، الذي يسيطر عليه فصيل معارض، آخر تعرض لعشرات الضربات الجوية الليلة الماضية.

 

مأساة في عفرين واستنفار للمقاتلين الأكراد

بيروت، عفرين (سورية) – «الحــياة»، أ ف ب، رويترز

 

يعيش سكّان عفرين مأساة إنسانية، فيما أجبر الآلاف على الفرار من منازلهم والاتجاه صوب مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري مع تقدّم العملية التركية شمال البلاد.

 

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس، إن إمدادات المياه مقطوعة عن مدينة عفرين منذ أسبوع بعد سيطرة قوات تركية على السد الرئيس ومحطة المياه في المنطقة. وأضاف أن «القتال هناك أرغم الآلاف على الفرار من منازلهم والاتجاه صوب مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة».

 

وأشار إلى إنه بعد تغير السيطرة على السد الواقع شمال شرقي عفرين «عجز العمال المحليون عن الوصول إلى أجهزة التحكم في السد لضخ المياه وانقطعت إمدادات المياه»، مؤكداً أن السكان يعتمدون على مياه جوفية غير معالَجة ما يهددهم بالأمراض.

 

ومع تطويق القوات التركية للمدينة وريفها، يسود الخوف المدنيين الذين تكتظ بهم المنازل ويحاول بعضهم الفرار، فيما ينصرف المقاتلون الأكراد إلى تحصين مواقعهم استعداداً للدفاع عن معقلهم.

 

ومنذ بدء الهجوم التركي في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي توافد الآلاف من سكان البلدات الحدودية إلى مدينة عفرين ما فاقم الوضع الإنساني سوءاً، خصوصاً بعد انقطاع الخدمات الرئيسة وانصراف السكان إلى تموين منازلهم خشية حصار وشيك.

 

وتقول ألماس بكر (23 سنة) النازحة من منطقة راجو الحدودية مع تركيا: «نخاف على مصيرنا في حال دخل الأتراك، قلوبنا تبكي على عفرين فهي لا تستحق ذلك».

 

وتمكنت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها منذ الاثنين من تطويق المدينة وعشرات القرى غربها، فيما لا يزال منفذ وحيد يربطها بمدينة حلب، لكنه بات تحت مرمى نيران القوات التركية.

 

وفر المئات في اليومين الأخيرين من عفرين، فيما وقفت سيارات وشاحنات في صف طويل بانتظار السماح بمنحها إذناً للمغادرة من دون أن تتمكن من ذلك.

 

وتشهد أسواق المدينة زحمة غير معتادة مع خروج السكان للتموين وشراء حاجياتهم، من الرز والسكر والخبز، فيما تبحث الغالبية عن كيفية التزود بالمياه المقطوعة عن المدينة منذ أكثر من أسبوع.

 

من مكان إلى آخر، تتنقل ميديا محمد (20 سنة) محاولة التقاط إشارة الإنترنت على هاتفها النقال. وتقول الشابة النازحة من منطقة جنديريس التي سيطرت عليها القوات التركية وحلفاؤها الأسبوع الماضي: «نحضر أنفسنا، أحضرنا معونات وسلالاً غذائية. ونبقى حالياً في الأقبية»، مضيفة: «أكثر ما نتمون به هو الرز والسكر والمعلبات وحليب الأطفال».

 

وفي أحد شوارع المدينة التي تؤوي حالياً، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، حوالي 350 ألف شخص، يتجمع مدنيون حول شاحنة صغيرة للهلال الأحمر الكردي للحصول على حفاضات للأطفال ومواد غذائية. ونتيجة الاكتظاظ، باتت عائلات عدة تتشارك منازل صغيرة، ومنهم من لجأ إلى الأقبية ومنازل قيد الإنشاء، بينما ينام آخرون في شاحناتهم وسياراتهم.

 

وتنسحب المعاناة أيضاً على المرافق الطبية التي تشهد نقصاً في الأدوية والمستلزمات الطبية والكادر الطبي.

 

ووصف المستشار الإعلامي لـ «وحدات حماية الشعب الكردية» في عفرين ريزان حدو الوضع بـ «الكارثي»، مشيراً إلى «ضعف من الإدارة الذاتية في التعامل مع الأزمة، قد يكون ناتجاً من قلة الإمكانات أو كونها لا تملك الخبرة الكافية».

 

المعارضة السورية تفتح معركة لتخفيف الضغط العسكري عن الغوطة الشرقية لدمشق وتنتزع منطقة استراتيجية في ريف حماة

«حراس الدين» تنظيم جديد موالٍ لـ«القاعدة» يجمع المنشقين عن «تحرير الشام»

عواصم ـ «القدس العربي» من وائل عصام وسلطان الكنج وهبة محمد: أطلقت ثمانية تشكيلات عسكرية من المعارضة السورية المسلحة، معركة «الغضب للغوطة»، والتي تستهدف مواقع استراتيجية للنظام السوري في ريف حماة، وسط سوريا، وذلك بهدف تخفيف الأعباء العسكرية التي تتحملها الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

التشكيلات العسكرية المشاركة في معركة «الغضب للغوطة»، تمكنت، وفي اليوم الأول من المواجهات، من انتزاع منطقة كرناز في ريف حماة الشمالي من قبضة النظام السوري، بالإضافة إلى قرية محاذية لها.

التشكيلات العسكرية المشاركة في المعركة في ريف حماة، هي، «جيش العزة ـ جيش الأحرار ـ جيش الشعب ـ جبهة تحرير سوريا ـ الفرقة الأولى مشاة ـ الفوج 111 ـ تجمع أهل الشام، ولواء شهداء التريمسة»، حيث شكلت تلك الفصائل غرفة عمليات واحدة، وأعلنت عن انطلاق معركتها بتمهيد عسكري طال العديد من المواقع العسكرية في ريف حماة الشمالي.

ما يميز المعركة التي بدأتها المعارضة السورية، حسب ما قالته مصادر مطلعة لـ «القدس العربي»: هي اتباعها طريقة التفافية ضد قوات النظام السوري، على خلاف ما كانت تقوم به المعارضة السورية سابقاً، حيث أقدمت التشكيلات المشاركة في العملية، على ضرب المنطقة الاستراتيجية لتموضع قوات النظام من الخاصرة الرخوة له، الأمر الذي مكنهم من السيطرة على بلدة كرناز وقرية الحماميات في ريف حماة الشمالي، خلال ساعات من انطلاق المعركة.

كما نجحت التشكيلات العسكرية للمعارضة السورية، بالسيطرة على مدرعات ثقيلة وأسلحة وذخائر تركتها قوات النظام التي انسحبت من البلدة تحت الضربات الصاروخية والمدفعية المكثفة من المعارضة.

وتتمتع بلدة كرناز في ريف حماة الشمالي بعدة جوانب استراتيجية، أبرزها، تموضعها الجغرافي، حيث تعتبر البلدة عقدة الوصل الأساسية بين ريف حماة الشمالي، وسهل الغاب في ريف حماة الغربي.

مصادر محلية قالت لـ «القدس العربي»: في حال نجحت المعارضة السورية بالتقدم أكثر في عمق مواقع النظام السوري، فإنها ستكون قادرة على قطع طريق الإمداد الرئيسي للنظام السوري نحو سهل الغاب.

بدوره، قال مصدر عسكري إن معركة «الغضب للغوطة» ستكون شعلة البداية لسلسلة من العمليات العسكرية ضد مواقع النظام السوري في مختلف المحافظات السورية التي تنتشر فيها المعارضة المسلحة. كما أشار المصدر، الذي فضل حجب اسمه، إلى إن الساحل السوري قد يكون إحدى تلك الجبهات.

من جهة أخرى كان ظهور تنظيم جديد باسم «حراس الدين»، آخر إرهاصات رفض بعض قواعد «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقا) الانفكاك عن تنظيم «القاعدة» واعتباره نكثاً للبيعة.

وحسب معلومات استقتها «القدس العربي» من جهاديين حول التنظيم الجديد، فإن آخر محاولات «تحرير الشام» لثني العناصر الموالية للقاعدة عن المضي بتشكيل «حراس الدين»، كانت في الأسابيع الأخيرة، عندما طلبت «جبهة النصرة» بمسمياتها الجديدة، من تلك الجماعة وقادتها أن ينضووا تحت جناحها، وأن يجنبوا الساحة ما سمته التشظي وزيادة الانقسامات، لكنها فشلت في ذلك، مما جعل الجماعة تترك «تحرير الشام» وتسعى لتشكيل فصيل جديد، وجاءت الحادثة الأخيرة في سياق المشاحنات بين الطرفين، عندما قامت «تحرير الشام» بايقاف واعتقال رموز التيار القاعدي، كالقياديين السابقين في «النصرة» العريدي وأبو جليبيب، ويبدو أن اندلاع القتال بين «تحرير الشام» من جهة و«الزنكي» و«أحرار الشام» من جهة اخرى، سمح لتلك الجماعة بتنظيم صفوفها وتشكيل جماعة «حراس الدين» مستغلة هذا الاقتتال.

وقال القيادي الجهادي السابق أبو معاذ الحلبي إن جماعة «حراس الدين» مكونة من جيش البادية والملاحم وجيش الساحل وكتائب أخرى صغيرة، وإنهم باقون على بيعتهم لـ«القاعدة» ومرجعيتهم في «تحكيم الشريعة»، ولكن قد يجددونها اعلامياً أو قد يبقونها سرية.

وعن كيفية تعامل «تحرير الشام» مع تلك الجماعة، يقول القيادي المقرب من «تحرير الشام» في حديثه لـ«القدس العربي»: «سيكون تعامل الهيئة معها وفق الضوابط الشرعية واعتبارها فصيلا جهاديا ثوريا يطمح لهدف واحد هو إسقاط النظام وإقامة العدل».

وحول موقف الفصائل من تلك الجماعة يوضح الحلبي «الفصائل على خلاف في الرأي والمنهج معهم، منهم من لا يراها مشكلة في الساحة، ومنهم من سيشيطنها كما شيطنها من قبل، لكن الآن يلزم الصمت كونهم منشغلين بالنزاع مع الهيئة ولا يريدون استعداء القاعدة «مؤقتاً» كي لا تشارك الهيئة في قتالهم، فتكون المعركة الداخلية حاسمة وسريعة ضدهم».

من جهته يقول القيادي المقرب من الجهاديين، أبو الحارث الشامي، إن هذا التشكيل توعد ببيانه الأول بمجابهة النظام والروس والإيرانيين، ورفع الظلم عن الشعب وتحكيم الشريعة دون إعلان تبعيته التنظيمية للقاعدة بشكل علني «درءا للمفاسد» المترتبة على ذلك، حسب الشامي.

وحول موقف تلك الجماعة من الاقتتال الحاصل بين تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا يقول الشامي «حيدت التشكيلات المكونة للتنظيم نفسها عن الاقتتال الحاصل، على الرغم من بعض استفزازات الفصائل وخاصة صقور الشام وأحرار الشام لهم، وذلك بسبب الصبغة الجهادية والفكر القريب من هيئة تحرير الشام، والتي انشق عنها معظم هذا التشكيل بعد خلافات فكرية وعقائدية ومرجعية، حول ما يجري في الساحة، ومصير» الجهاد الشامي» والتحديات».

ويوضح الشامي طبيعة خلافات «حراس الدين» مع «تحرير الشام « بالقول إن خلافات هذا التنظيم مع «تحرير الشام»، هي بسبب ما اعتبروها تنازلات من قبل قيادة الهيئة عن أساسيات ومرتكزات فكر القاعدة، وذلك بعد محاولة «تحرير الشام» تغيير الصورة النمطية عنها، وخلع عباءة القاعدة، وتسويق هذه الصورة في الوسط الإقليمي والدولي. ويضيف لـ«القدس العربي» هذا الخلاف بدأ منذ زمن ووصل أشده بعد اعتقال الهيئة للقياديين إياد الطوباسي أبو جليبيب والدكتور سامي العريدي، فكان بداية خط جديد وظهور جديد لهذا التكتل الذي كان أحد أهم التيارات في هيئة «تحرير الشام»، فهو يمتلك الخبرة والكوادر العسكرية والشرعية والتظيمية التي أثبتت كفاءتها في معارك ريف حماة الشرقي.

 

المعارضة السورية تواصل صدَّها لقوات النظام المتوغلة في الغوطة الشرقية ومقتل 25 مدنياً

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي» : بعد سماح الإدارة الامريكية للشراكة الروسية – الإيرانية بالتورط والغرق في المستنقع السوري، توجه واشنطن إخطاراً لموسكو لحثها على إيقاف النظام السوري عن ارتكاب المجازر وممارسة الأساليب الوحشية، بعد وصفها بالمتواطئة أخلاقيا، حيث ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية أنه على روسيا التركيز على منع الرئيس السوري بشار الأسد من استهداف المدنيين الأبرياء، وقال المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون «نحث روسيا على التوقف عن اختلاق أمور غرضها الإلهاء وحمل نظام الأسد على التوقف عن البطش بالمدنيين السوريين الأبرياء والسماح بوصول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى سكان الغوطة الشرقية والمناطق النائية الأخرى، مضيفاً «روسيا متواطئة أخلاقيًا ومسؤولة عن فظائع نظام الأسد لتمكينه من ممارسة أساليبه الوحشية».

وأمام اتهامات الإدارة الامريكية، تسعى موسكو، وضمن محاولتها التملص من المجازر التي ارتكبتها في سوريا، اتهام المعارضة السورية بشن هجمات كيميائية على المدنيين، حيث قال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري جيراسيموف «إن موسكو على علم بأن المسلحين في منطقة الغوطة الشرقية يخططون لشن هجوم بأسلحة كيميائية ضد المدنيين وإلقاء اللوم فيه على القوات الحكومية السورية» جاء ذلك عقب تصريحات روسية بأن الأخيرة لديها معلومات تفيد بتخطيط الولايات المتحدة لقصف الحي الذي تتركز فيه الإدارات الحكومية في دمشق بذرائع ملفقة وأضافت أنها سترد عسكرياً إذا شعرت بأن أرواح الروس في خطر من مثل هذا الهجوم.

 

محاولة التقدم

 

وفي موازة الأخذ والرد الروسي والامريكي، يواصل النظام السوري عملياته العسكرية شرقي العاصمة، محاولاً التقدم على حساب فصائل المعارضة التي انحسرت رقعتها الجغرافية في ثلاث مناطق من الغوطة الشرقية، بهدف التوغل في عمق الريف المحاصر، بالتزامن مع الغطاء الجوي الذي يوفره الروس عبر قصف مقاتلاتهم الحربية الاحياء السكنية واماكن تجمع المدنيين، فيما تستمر فصائل المعارضة السورية في تنسيقها في محاولة لصد الهجمات المكثفة محاولة منع قوات النظام انتزاع السيطرة على مزيد من المناطق، في وقتٍ وثقت «القدس العربي» بالاستناد الى احصائيات الدفاع المدني امس الأربعاء، مقتل أكثر من 25 مدنياً بينهم أطفال ونساء خلال الأربع وعشرين ساعة الفائتة، في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وارتفع عدد الجرحى ليبلغ نحو 150 جريحاً مدنياً بينهم عشرات الأطفال والنساء، حيث قضى 10 مدنيين وجرح أضعافهم بقصف جوي لقوات النظام السوري وروسيا على مدينتي سقبا وحمورية شرقي دمشق، كما قتل عدد من المدنيين في بلدة حزة، وذكر الدفاع المدني إن طائرات حربية ومروحية استهدفت المدينتين إضافة لتعرضهما لقصف مدفعي وصاروخي، ما أدى لمقتل عدد من المدنيين وجرح العشرات، مضيفاً ان الطائرات استهدفت مركزه في مدينة حمورية بشكل مباشر، ما أدى لخروجه عن الخدمة نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمعدات والآليات، منوهاً الى أن فرقه غير قادرة على توثيق كامل الضحايا نتيجة دمار المركز.

وأجلت فرق الهلال الأحمر السوري امس الأربعاء، الدفعة الثانية من المرضى في غوطة دمشق الشرقية نحو العاصمة دمشق، بموجب اتفاق بين «جيش الإسلام» وروسيا، ووفقاً لمصادر طبية من الغوطة الشرقية لـ»القدس العربي» فقد تم اجلاء 25 مريضاً مع مرافقيهم الى مشافي دمشق، فيما كانت قد تضمنت الدفعة الأولى نحو 35 مريضًا. وأضاف المصدر ان مجموع من خرجوا من الغوطة الشرقية يبلغ نحو147 مدنياً، بينهم 60 مريضاً والباقون هم مرافقو المرضى، على خلفية توصل «جيش الإسلام» إلى اتفاق مع روسيا يقضي بخروج مرضى وجرحى من الغوطة الشرقية لتلقي العلاج على دفعات، في إطار القرارين الأممين «2254» و»2401» عازياً السبب الى ظروف «الحرب» والحصار ومنع إدخال الأدوية واستهداف المشافي والنقاط الطبية منذ ست سنوات. على صعيد آخر أكد «فيلق الرحمن» عبر معرفاته الرسمية امس مقتل رئيس أركانه المعروف باسم «ضياء الشاغوري» وذلك بضربات جوية على المنطقة المحاصرة، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي نقل عن مصادر أن طائرات حربية تابعة للنظام السوري قتلت خلال الـ48 ساعة الماضية، عدداً من عناصر وقادة فيلق الرحمن، خلال استهدافها لمحيط منطقة أفتريس الواقعة في الجيب الخاضع لسيطرة فيلق الرحمن بالقسم الجنوبي من غوطة دمشق الشرقية. ووثق المرصد السوري مقتل 12 مقاتلاً على الأقل من فيلق الرحمن، قضوا في هذا الاستهداف الجوي، للمنطقة الواقعة على خطوط التماس مع قوات النظام، وأصيب آخرون بجراح. 25 شاحنة مساعدات الى دوما قال زياد مسلاتي مستشار الشؤون الخارجية في الهلال الأحمر العربي السوري لرويترز يوم الأربعاء إن قافلة مساعدات من 25 شاحنة تحمل غذاء وأدوية ستدخل مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة والمحاصرة اليوم الخميس. وتمكنت قافلة مساعدات تقل غذاء وأدوية من دخول دوما الأسبوع الماضي وسط هجوم مكثف للجيش من أجل استعادة السيطرة على الجيب، وذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن أكثر من 1100 مدني لقوا حتفهم خلال العملية التي تنفذها القوات الحكومية في الغوطة. من جانب آخر نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ممثل لمركز مراقبة وقف إطلاق النار الروسي في سوريا، قوله أمس الأربعاء، إن أكثر من 300 شخص غادروا منطقة الغوطة الشرقية منذ فتح ممر إنساني هناك، ونقلت الوكالة عن الميجر جنرال فلاديمير زولوتوخين قوله: «منذ بدأ الممر الإنساني بالعمل في منطقة الغوطة الشرقية غادر أكثر من 300 شخص، وأغلب هؤلاء الناس غادروا في الأيام القليلة الماضية». وعلى مدى شهور ناشدت الأمم المتحدة السلطات بالسماح بإجلاء مئات المرضى منهم أطفال مصابون بالسرطان وفقاً لرويترز وقالت إن هناك نحو 400 ألف شخص يعيشون تحت الحصار في الغوطة الشرقية منذ عام 2013 بدون غذاء كاف أو مياه أو دواء، وأصبح هجوم النظام السوري على الغوطة الشرقية واحدًا من أكبر الهجمات خلال سني الأزمة السورية التي دخلت عامها الثامن.

 

لقاء لافروف – أوغلو

 

في غضون ذلك، قال البنتاغون ووزارة الدفاع الروسية إن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة تحدثا هاتفياً وبحثا الوضع في سوريا، ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وتركيا مولود تشاووش أوغلو سيبحثان الوضع في منطقة الغوطة الشرقية في سوريا في اجتماع الأربعاء، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ممثل لمركز مراقبة وقف إطلاق النار الروسي في سوريا قوله الأربعاء إن أكثر من 300 شخص غادروا منطقة الغوطة الشرقية منذ فتح ممر إنساني هناك، حسب رويترز، ونقلت الوكالة عن الميجر جنرال فلاديمير زولوتوخين قوله «منذ بدأ الممر الإنساني في العمل في منطقة الغوطة الشرقية غادر أكثر من 300 شخص وأغلب هؤلاء الناس غادروا في الأيام القليلة الماضية».

 

أنقرة: لن نسلم عفرين للنظام السوري بعد استكمال العملية

إسطنبول ــ باسم دباغ، جلال بكور

 

كشف المتحدث باسم ​الرئاسة التركية​، ​إبراهيم كالن​، اليوم الخميس، أن “لا نية لبلاده لتسليم عفرين للنظام السوري بعد السيطرة عليها”، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ “الخناق ضاق على الإرهابيين في ​عفرين​”.

 

وتوقع كالن، في مقابلة تلفزيونية، تطهير مركز مدينة عفرين من المسلحين بشكل كامل خلال فترة قصيرة جدّاً، مشيراً إلى أنّهم “كانوا يريدون تحويل عفرين إلى جبل قنديل ثانٍ، لكن عملية غصن الزيتون حالت دون ذلك”، مبيّناً “أنّنا أرسينا الأمن في 70 بالمائة من عفرين حتّى اليوم”.

 

إلى ذلك، أكد أن “المخابرات التركية تعمل على إخراج مسلحي (النصرة) من الغوطة الشرقية”.

 

من جهة ثانية، بيّن المتحدث باسم الرئاسة التركية أنّ “خريطة الطريق المتّفق عليها مع ​واشنطن​ بشأن منبج تنصّ على إقامة منطقة آمنة هناك”، لافتاً إلى أنّ “الاتفاق التركي الأميركي بشأن منبج ملزم، ولن يتغيّر بعد إقالة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون”.

 

وتأتي تصريحات كالن في وقت أرجأ فيه وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، سفره إلى واشنطن، عقب إقالة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتيلرسون، وتعيين مدير المخابرات، مايك بومبيو، مكانه.

 

وكانت زيارة جاووش أوغلو مقررة لإجراء اللمسات الأخيرة على التوافقات التي توصل إليها الطرفان خلال المباحثات التي جرت بينهما في 8 و9 من الشهر الحالي في واشنطن.

 

ميدانياً، واصل “الجيش السوري الحر”، اليوم، التقدم في عملية “غصن الزيتون” التي يشنها بالتعاون مع الجيش التركي ضد مليشيات “وحدات حماية الشعب الكردية” في منطقة عفرين.

 

وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن “الجيش السوري الحر” سيطر بعد اشتباكات مع “وحدات حماية الشعب الكردي” على قرى جولاقي وقورزلي المحبية في محور بلبل شمال عفرين، وعلى قريتي الزرقا وغالور وجبل بركش و تلة 1102 في محور أدمانلي شمال غرب عفرين.

 

كما سيطر “الجيش السوري الحر” على قرية مسكة فوقاني والتلال المحيطة بها في محور جنديرس جنوب غرب عفرين، وعلى قرى بركة وجومازانلي وحمو راجو وعلي جارو في محور شيخ الحديد غرب عفرين.

 

ودارت معارك عنيفة بعد هجوم من “الجيش الحر” على المليشيات الكردية، في محاور باسوطة وعين دارة، جنوب غرب عفرين، وفي محاور قرزيحل ودير مشمش، جنوب عفرين، في سعي من “الجيش الحر” إلى إتمام الطوق على المليشيات في مدينة عفرين.

 

وقصف الطيران الحربي التركي مواقع لمليشيات “وحدات حماية الشعب الكردية” في بلدة ديرجمال، في ناحية تل رفعت، شمال حلب، في إطار عملية “غصن الزيتون”.

 

وأوضحت رئاسة الأركان التركية في بيان، اليوم الخميس، أن الغارات الجوية التي جرت أمس، استهدفت نقاطاً لحزب العمال الكردستاني في منطقتي هاكورك والزاب، مضيفة أن “مكافحة الإرهاب في المناطق المذكورة ما زالت متواصلة”.

 

وأشار البيان إلى “أن الإرهابيين الموجودين في النقاط المستهدفة، كانوا يعتزمون شن هجمات إرهابية ضد المخافر التركية قرب الحدود مع العراق”.

 

إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية عن دخول رتل تركي عسكري إلى منطقة ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بهدف تدعيم نقاط المراقبة في منطقة تل الطوقان، شرق إدلب.

 

يشار إلى أن الجيش التركي أقام، أخيراً، نقاط مراقبة في ريف إدلب الشرقي، تطبيقاً لمخرجات أستانة، التي نصت على نشر نقاط مراقبة في حدود مناطق خفض التوتر.

 

ووصلت، أمس الأربعاء، تعزيزات عسكرية ضخمة من الجيش التركي إلى الحدود السورية التركية، بهدف المشاركة في عملية “غصن الزيتون” داخل الأراضي السورية.

 

النظام السوري يواصل قصف الغوطة تزامناً مع دخول المساعدات

جلال بكور

 

دخلت، اليوم الخميس، قافلة إغاثية مقدمة من الأمم المتحدة إلى الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، في وقت تواصل قوات النظام السوري قصفها على المدينة ومحاولات اقتحامها.

 

وقال الناشط محمد الشامي إن قافلة المساعدات الإنسانية التي دخلت الغوطة مكونة من 25 شاحنة مقدمة من الأمم المتحدة، دخلت بإشراف فرق من الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر، بعدما كانت تنتظر سماح قوات النظام لها بالمرور من معبر مخيم الوافدين إلى دوما.

 

ودخلت أخيراً قافلة مساعدات أممية مكونة من قرابة خمسين شاحنة مفرغة من المواد الطبية على دفعتين إلى مدينة دوما، التي تضم أكثر من 200 ألف مدني محاصرين، وفق مصادر محلية.

 

وكان الهلال الأحمر قد أجلى دفعتين من المرضى والجرحى خلال اليومين الماضيين من الغوطة للعلاج في مستشفيات مدينة دمشق، وذلك بعد اتفاق بين “جيش الإسلام” وروسيا بوساطة أممية.

 

في هذه الأثناء، قُتل اثنا عشر مدنيّاً على الأقل وجرح آخرون جراء غارة جوية من النظام السوري على الأحياء السكنية في مدينة زملكا بغوطة دمشق الشّرقية.

 

وأشار مصدر من “مركز الغوطة الإعلامي” لـ”العربي الجديد”، إلى أن الحصيلة مرشحة للزيادة بسبب وجود مصابين بجروح خطرة وعالقين تحت الأنقاض، في ظل استمرار القصف من قوات النظام على المدينة.

 

وفي وقت سابق، قتل خمسة مدنيين، بينهم عاملان في المجال الطبي والإنقاذ، اليوم، جراء القصف المستمر من قوات النظام السوري على الأحياء السكنية في بلدة حزة بالغوطة.

 

وقال الناشط حازم الشامي لـ”العربي الجديد”، إن طيران قوات النظام قصف الأحياء السكنية في بلدة حزة بالغوطة، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة آخرين بجروح، مشيراً إلى أن من بين القتلى عامل إنقاذ في فرق الدفاع المدني، وعاملاً في الكادر الطبي في مركز الرحمة بالبلدة.

 

وأوضح الناشط أن عاملي الإنقاذ قُتلا خلال محاولتهما انتشال الجرحى سيراً على الأقدام في البلدة، بسبب عدم تمكن سيارات الإسعاف من التنقل، في ظل انسداد معظم الأحياء بركام القصف العنيف.

 

وفي غضون ذلك، تعرضت مدينة دوما لقصف من قوات النظام بالصواريخ، وذلك أثناء دخول قافلة المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة إلى المدينة.

 

وألقى طيران النظام المروحي براميل متفجرة على مدينة حمورية، وبلدتي سقبا وجسرين، موقعاً أضراراً مادية جسيمة، بحسب ما أفاد به “مركز الغوطة الإعلامي”، في حين نقلت وسائل إعلام عن وزارة الدفاع الروسية بدء “هدنة إنسانية” جديدة في الغوطة لمدة يومين.

 

مئات العائلات تغادر الغوطة

 

خرج مدنيون جلهم أطفال ونساء، ظهر اليوم، من الغوطة الشرقية إلى مناطق سيطر عليها النظام السوري في وقت سابق، إثر الحملة العسكرية البرية على الغوطة، إذ فتح النظام السوري ممراً بين مدينة حمورية والمنطقة التي سيطر عليها مؤخراً في ناحية بيت سوى.

 

وأكدت مصادر من الغوطة الشرقية لـ”العربي الجديد” خروج مئات العائلات من مدينة حمورية باتجاه مناطق سيطرة النظام، بعد تقدم الأخير والسيطرة على الأجزاء الشرقية من المدينة، ومحاولته مواصلة التقدم في محور بلدة جسرين جنوب حمورية.

 

وأضافت أن قوات النظام أجبرت المدنيين والأطفال على الهتاف “بالروح بالدم نفديك يا بشار” خلال عبورهم نقاط التفتيش.

 

وبحسب المصادر أيضاً، فقد سيطرت قوات النظام على الأجزاء الشرقية والشمالية الشرقية من مدينة حمورية بعد قصف جوي ومدفعي عنيف، أسفر عن وقوع عشرات القتلى الجرحى.

 

ويحاصر النظام السوري قرابة 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية، وتمكن النظام من عزلهم في ثلاثة جيوب بعد عملية عسكرية برية بمساندة من الطيران الروسي.

 

وفي سياق متصل، أعلن “جيش الإسلام” أن قوات النظام حاولت اقتحام بلدة الريحان والبساتين المحيطة بها في شمال شرق دوما منذ الصباح وسط تمهيد مدفعي وصاروخي.

 

وقال “جيش الإسلام” إن عناصره تصدوا لمحاولة الاقتحام، مشيراً إلى أن المواجهات أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوات المقتحمة.

 

كما نفت الهيئة السياسية في فصيل “جيش الإسلام”، عبر بيان لها، إبرام أي اتفاق مع قوات النظام السوري في ما يخص الغوطة الشرقية.

 

إلى ذلك، تحدثت مصادر إعلامية روسية عن استخدام قوات النظام السوري مدافع الهاون الروسية “إم-240” في العمليات ضد الغوطة الشرقية.

 

ويُعتبر مدفع “إم-240″، وفق المصادر، من أقوى مدافع الهاون المقطورة في العالم، حيث تستطيع قذيفته البالغ وزنها 130.7 كيلوغراماً أن تدمر ما تحت الأرض، مشيرة إلى أن وزن القذيفة قد يصل إلى 230 كيلوغراماً.

جميع حقوق النشر محفوظة 2018

 

درعا وحمص وكفرنبل… مدن أشعلت الثورة السورية/ عمار الحلبي

مطلع 2011، كان السوريون يراقبون ثورات الربيع العربي، وكانت البلاد تعيش على صفيحٍ ساخن، حتّى الثلاثاء 15 مارس/آذار، عندما خططت مجموعة من الشباب للاعتصام في ساحة السرايا في مدينة درعا، لكن الأمن كان منتشراً بكثافة، فتأجّل التظاهر إلى يوم الجمعة التالي.

جاءت الاحتجاجات على أثر قيام مجموعة أطفال بكتابة عبارات مناهضة لنظام الأسد على حائط مدرسة في درعا البلد، ما دفع قوات الأمن العسكري بدرعا، بقيادة عاطف نجيب، ابن خالة بشار الأسد، إلى اعتقال الأطفال وتعذيبهم وقلع أظافرهم، وخلال محاولة ذويهم السؤال عنهم، قام نجيب بتوجيه كلمات مهينة لكبار العائلات، ما أدّى لبدء الاحتجاجات في محافظة درعا وقراها، والتي اشتهرت بكون مظاهراتها حاشدة، وضمت لافتات نقلت وقائع ويوميات الثورة.

اقتحمت قوات النظام درعا عدّة مرات، وتمكّن الأهالي مرات، والجيش الحر مرات أخرى من طردهم، حتى سحب النظام معظم ثقله العسكري من المحافظة. في 2017، أطلقت فصائل المعارضة معركة “الموت ولا المذلة” التي انتهت إلى طرد قوات النظام من معظم أحياء درعا البلد، وتوقّفت المعارك على أثر توقيع “هدنة الجنوب السوري”.

واليوم، بعد عدّة أشهر على هذه الهدنة، بدأت قوات النظام ترسل رسائل تنذر ببدء معركة واسعة هناك، بعد أن تمكّنت من شطر الغوطة الشرقية وتشديد الحصار عليها.

عاصمة الثورة

لُقّبت مدينة حمص بعاصمة الثورة السورية لكثرة التظاهرات التي خرجت فيها، والتي استنزفت قوات النظام. يقول الناشط الإعلامي أيهم الحمصي، لـ”العربي الجديد”: “أول مظاهرة في حمص تزامنت مع مظاهرة خرجت في درعا في 18 مارس/آذار 2013، وشارك فيها عشرات المدنيين عقب صلاة الجمعة من أمام مسجد خالد ابن الوليد في حمص القديمة، وتحولت إلى عدد من المظاهرات الطيارة (مظاهرة لا تثبت بمكان واحد)، فلم تتمكّن قوات الأمن من القبض على أي مدني”.

ويضيف أنه “في الجمعة التي تلتها، خرجت مظاهرات حاشدة من عدّة مساجد بمدينة حمص، وتوجّهت نحو ساحة الساعة في مركز المدينة، وتمكّن المتظاهرون من اقتحام الطوق الأمني، وردّت قوات الأمن بإلقاء القنابل المسيّلة للدموع، وحشد قواتها تمهيداً لتفريقها، ما أدّى إلى اندلاع اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين، تم خلالها تمزيق صورة بشّار الأسد المرفوعة على مدخل نادي الضباط للمرّة الأولى”.

وأوضح أن “الأمن ردّ بتفريق المظاهرة بالرصاص والمياه واستخدام سيارات الإطفاء، وقام باعتقال عشرات المتظاهرين. تمدّدت المظاهرات بعدها في مدينة حمص، وصولا إلى (اعتصام الخالدية) الشهير، الذي ضم معظم أبناء حمص، وكان من أضخم مظاهرات المدينة، لتبدأ قوات النظام باستخدام الدبّابات والأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون”.

لاحقاً، تشكل الجيش الحر، وبدأ الأمر يتحوّل من مظاهرات إلى اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر، وأسفرت الاشتباكات خلال عدّة أشهر عن تقدّم المعارضة وسيطرتها على معظم مدينة حمص. لكن قوات النظام عادت بإمدادات عسكرية، واستخدمت القصف المدفعي لاقتحام المدينة، وتم حصار حمص القديمة، والذي انتهى بسيطرة قوات النظام عليها بعد تهجير سكّانها ورحيل مقاتليها.

ولا يمكن نسيان صوت حارس مرمى منتخب سورية السابق، عبد الباسط الساروت، الذي هتف بسقوط النظام في ساحات وميادين مدينة حمص، وردد خلفه عشرات الآلاف من سكّان المدينة.

كفرنبل المحتلة

قدّمت مدينة كفرنبل في ريف محافظة إدلب، نموذجاً حضارياً في الثورة السورية من خلال لافتاتها الشهيرة، والتي تُرجمت إلى معظم لغات العالم، والتي باتت المدينة تعرف بها.

وتُعتبر كفرنبل من أوائل المدن التي خرجت ضد النظام، وكانت كل مظاهرة تضم لافتات ساخرة من النظام السوري والمجتمع الدولي، وحملت إحدى اللافتات تدوينة معبرة كُتب فيها: “يسقط النظام، تسقط المعارضة، تسقط الأمة العربية وجامعة الدول العربية، تسقط الأمة الإسلامية والمؤتمر الإسلامي، يسقط العالم، يسقط مجلس الأمن، يسقط كل شيء”.

وباتت اللافتات من أكثر الأمور التي تعبّر عن وضع السوريين، فعلى إحداها كتب الأهالي: “إلى جمعيات الرفق بالحيوان، حاولوا إنقاذنا فلم يعد أحد يكترث لإنسانيتنا”. وفي لافتة أخرى: “نطالب بالرجوع إلى خطوط ما قبل 15 آذار”، في إشارة إلى قيام جيش النظام بعد هذا التاريخ باقتحام الشمال السوري.

ولم تكتف المظاهرات بالسخرية من النظام، وإنّما سخرت من الفصائل المعارضة، مثل “هيئة تحرير الشام”، التي حاولت إسكات صوت المدينة عدّة مرات لكنها لم تنجح، رغم أن كفرنبل مدينة صغيرة يبلغ عدد سكّانها بضعة آلاف.

 

شركاء وأد الثورة السورية: “داعش” و”النصرة” وغيرهما/ عبسي سميسم

أدرك النظام السوري منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة السورية أن الشرط الأساسي، وربما الكافي للقضاء على هذه الثورة، هو شيطنتها وإلباسها ثوب الإرهاب. فمع خروج أول تظاهرة في مدينة درعا، بدأ النظام يروج لفكرة أن من يقوم بالتظاهرات هم عبارة عن مندسين يريدون إنشاء إمارات سلفية بدعم خارجي. وكان الشارع السوري الثائر يتعامل مع دعاية النظام، في تلك الفترة، على أنها غير قابلة للتصديق، حتى على سبيل النكتة بما أن الزعيم الشيوعي السوري العريق، رياض الترك، شارك، بحسب رواية الإعلام الرسمي البائس، في اجتماعات درعا لإنشاء دولة إسلامية هناك!

وحين لم يفلح النظام في إقناع حتى مؤيديه بهذه الفكرة، بدأ يعمل بشكل ممنهج على صناعة إرهاب يدسه في جسم الثورة بهدف القضاء عليها، فأرسلت إيران مستشارين لمساعدة النظام على تطبيق خطة تحويل الثورة إلى إرهاب، قام بعدها النظام بإطلاق سراح معتقلي سجن صيدنايا المتهمين بالجهادية السلفية، والذين كان قسم كبير منهم متهم بالانتماء إلى تنظيم “القاعدة”. وفور خروج تلك الجماعات من السجن، انتقل القسم الأكبر منها إلى شمال سورية حيث قاموا بتأسيس “جبهة النصرة” التي تتبع لتنظيم “القاعدة”، و”حركة أحرار الشام الإسلامية” التي تتبع المنهج السلفي من دون الارتباط بـ”القاعدة”، كتنظيمين جهاديين، صرحا في بداية الأمر بأن هدفهما هو نصرة الشعب السوري من المظلمة التي وقعت عليه من النظام.

وبدا واضحاً منذ بداية تشكيل هذين الفصيلين أن هناك إرادة دولية بتحويلهما إلى قوة ضاربة في مناطق المعارضة، إذ تم تحويل معظم الدعم، المقدم باسم الثورة السورية، إلى هذين الفصيلين، بدعوى أنهما يمتلكان “منظومة أخلاقية”، في الوقت الذي تم فيه حجب الدعم عن الجيش السوري الحر. كما تم تمكين هذين التنظيمين من قراءة الاحتياجات الخدمية لسكان المناطق المعارضة من أجل إكسابهما حاضنة شعبية. كما تم بث العديد من الشائعات، التي تشبه تلك التي تطلقها الفروع الأمنية، والتي كانت كلها تمجد المنهج السلفي “الجميل” وكيف أن النظام كان يحجب هذا المنهج عن السوريين. وبدأ تنظيما “جبهة النصرة” و”حركة أحرار الشام” بالنمو سريعاً، بقوة المال والسلاح الذي امتلكوه، إلى أن حصل الانشقاق في صفوف “جبهة النصرة” إثر إعلان أبو بكر البغدادي الانشقاق عن “القاعدة” وإعلان ما سمي بـ”دولة الخلافة في العراق والشام”، فبقي قسم، بقيادة أبو محمد الجولاني، على بيعة زعيم “القاعدة”، أيمن الظواهري، باسم تنظيم “جبهة النصرة”، فيما بايع قسم منهم البغدادي، وأسسوا ما عرف بتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، التي عرفت في ما بعد اختصاراً بـ”داعش”. في هذا الوقت، بدأت “حركة أحرار الشام” بالتمايز رويداً رويداً عن “جبهة النصرة”، والتخلي عن الجهادية السلفية، وتحويل نفسها إلى حركة وطنية تتبنى مطالب الثورة السورية.

كما شهدت مرحلة تشكيل “داعش”، في إبريل/ نيسان 2013، انكشافاً كبيراً لتوجهات هذا التنظيم، وتنظيم “جبهة النصرة”، المعادية للثورة السورية، والتي بدأت بالظهور بشكل علني، فقام الجيش السوري الحر بطرد كل عناصر “داعش” من شمال سورية، إذ توجهوا إلى مدينة الرقة، فيما بقيت “جبهة النصرة” تعمل ضمن مناطق المعارضة كشريك لفصائل المعارضة في محاربة النظام والعداء لتنظيم “داعش”. ومع توقيع “حركة أحرار الشام” على ميثاق الشرف الثوري مع فصائل الجيش السوري الحر، بدأ تنظيم “جبهة النصرة” يظهر على حقيقته ويُظهر عداءه للثورة، من خلال ملاحقة الناشطين وقتل الكثيرين منهم، كما بدأ باتباع استراتيجية تقوم على إنشاء مناطق سيطرة خاصة به. ومع بداية المعارك بين “داعش” وفصائل المعارضة أواخر العام 2014، بدأت قوات النظام تؤمن الحماية لعناصر التنظيم وتظهر أولويتها بمحاربة فصائل المعارضة على حساب تقوية “داعش”، إذ لعبت قوات النظام دوراً كبيراً في تأمين غطاء جوي للتنظيم من خلال قصفها لمواقع المعارضة أو الهجوم عليها من محاور أخرى، من أجل تسهيل مهمة “داعش”. كما لعب التنظيم الدور ذاته خلال المعارك التي كانت تقوم بها فصائل المعارضة ضد قوات النظام.

واستفادت إيران من تنامي قوة “داعش” في إعادة تأهيل النظام أمام الرأي العام الدولي، وتحويله من نظام قاتل يرتكب جرائم بحق الإنسانية إلى محارب للإرهاب. كما تم استخدام “داعش” في تسويق النظام كحامٍ للأقليات من خلال سحب التنظيم إلى أطراف المناطق التي تسكنها أقليات. حيث تم جلب التنظيم إلى مناطق شرق حماة، التي ينتمي معظم سكانها إلى الطائفة الإسماعيلية، كما تم جلبهم إلى حدود مناطق محافظة السويداء التي ينتمي سكانها للطائفة الدرزية، وتخويف السكان من خطرهم وجعلهم أمام خيار واحد كبديل عن النظام هو “داعش” الذي يعدهم بالموت، ليتحول التنظيم أيضاً إلى فزاعة يستخدمها النظام وإيران في وجه الأقليات.

ورغم كل العداء الظاهري الذي كان يسوقه النظام ضد “داعش”، إلا أن التنظيم كان يرتبط بعلاقات اقتصادية قوية مع النظام، سواء لناحية تزويد التنظيم بالسلع الأساسية التي يحتاجها مقابل استيراد النظام للنفط الذي كان يسيطر التنظيم عليه، أو لناحية تشغيل النظام للمنشآت الحيوية التي وقعت تحت سيطرة التنظيم، كسد الفرات وغيره. وبدأ يظهر، في بداية 2015، بشكل أكبر التنسيق بين “داعش” والنظام، برعاية إيرانية، إذ تم استخدام التنظيم كأداة لتقوية موقف النظام دولياً، فتم السماح للتنظيم في مايو/ أيار 2015 بالدخول إلى مدينة تدمر، ضمن مسرحية كانت واضحة للجميع، إذ تم السماح لعناصر التنظيم بقطع أكثر من 200 كيلومتر ضمن الصحراء وصولاً إلى تدمر من دون أن تقوم أي جهة باستهدافه. وفور وصوله إلى مشارف المدينة، أعطيت الأوامر لعناصر النظام بالانسحاب الكيفي من المدينة، ليتاجر بها النظام كمدينة أثرية مسجلة ضمن التراث العالمي يسيطر عليها الإرهاب.

وبعد التدخل الروسي في سورية أواخر سبتمبر/ أيلول 2015، بدأت الغارات الجوية الروسية تستهدف مواقع المعارضة المعتدلة من دون أن تطلق أي طلقة باتجاه التنظيم، ليبدأ مسلسل استهداف المعارضة تحت بند مكافحة الإرهاب، في حين ترك عناصر من تنظيم “داعش” في جنوب دمشق كذريعة لمنع سكان المنطقة من العودة إليها، في الوقت الذي يمكن للنظام أن يستعيد كل المنطقة خلال ساعات. وانتقلت إيران و”حزب الله” من التنسيق الخفي مع التنظيم، الذي يمكن الاستدلال عليه بنتائجه، إلى التنسيق المباشر والعلني، والذي توّجه “حزب الله” بعقد صفقة مع “داعش”، تم خلالها نقل 250 عنصراً من جرود عرسال الحدودية مع سورية إلى مناطق سيطرة التنظيم في دير الزور في ديسمبر/ كانون الأول 2017 مقابل جثث ثمانية قتلى من “حزب الله” والحرس الثوري الإيراني كانت لدى التنظيم. ثم ليتابع النظام بعدها تنسيقه المكشوف مع “داعش” الذي استخدمه كرأس حربة في معاركه ضد المعارضة في ريف حماة الشمالي، إذ كان التنظيم يستولي على المناطق ثم يسلمها للنظام. وبعد انتهاء المعارك، فتح النظام ممرات آمنة لعناصر التنظيم باتجاه مناطق المعارضة في إدلب، التي تمكنت من محاصرتهم وأسرهم.

ولم تكن علاقة “جبهة النصرة” بالنظام وإيران وروسيا، تقل أهمية عن علاقة “داعش” معهم، إذ تكمن خطورة “جبهة النصرة” بكونها تسيطر على أراضٍ ضمن مناطق المعارضة. وقد قدمت “النصرة” خدمات كبيرة للنظام، كما حاولت وسم كل المعارضة المسلحة بسمة الإرهاب، من خلال محاولاتها المتكررة جر فصائلها للتوحد معها في الأوقات التي يتم تسليط الضوء عليها من قبل المجتمع الدولي كتنظيم إرهابي. كما ساعدت “النصرة” روسيا على إيجاد ذريعة لاقتحام مناطق المعارضة في حلب. ففي الوقت الذي أعلنت فيه روسيا أنها ستدعم قوات النظام في عملية اقتحام حلب القديمة بحجة وجود “النصرة” فيها، بدأ عناصر “الجبهة”، الذين لا يتجاوز عددهم المئات، في حلب بإقامة الحواجز والظهور أمام الكاميرات كي يثبتوا ذريعة الروس للتدخل. كما عقد “حزب الله” صفقة مع “جبهة النصرة” في سبتمبر/ أيلول 2017 نقل من خلالها عناصر من “النصرة” الموجودين في لبنان إلى محافظة إدلب. وتعود الخدمات التي قدمتها “جبهة النصرة” للنظام إلى بدايات تأسيسها، إذ ساعدته على وسم المعارضة بالإرهاب، في أول اجتماع دولي لما يعرف بأصدقاء سورية، والذي استبقته “جبهة النصرة” بساعات، لتعلن بيعتها لتنظيم “القاعدة”، الأمر الذي أربك الاجتماع ومنع دعم المعارضة.

 

الإعلام الروسي في سورية… تطبيل وتحريض وفبركة

سيطرت الدعاية الإعلامية (بروباغندا) الروسية على تغطية الأحداث في سورية، منذ بدء الثورة عام 2011 إلى اليوم. الإعلام الروسي، التابع للحكومة الروسية إجمالاً، واظب على التطبيل للكرملين وقوات النظام السوري، ومتبعاً منهجاً عنيفاً في نقل الأخبار، إذ وصل به الأمر إلى التحريض ضد ناشطين وأشخاص معينين معارضين للنظام، واختلاق أخبار زائفة، ودلائل مادية (صور وفيديوهات) غير حقيقية عن نشاط القوات الروسية في سورية.

فبركة الأدلة

في فبراير/ شباط الماضي، عرضت القناة الروسية “وان تي في” التابعة للحكومة، لقطات زعمت أنها تصور طائرة روسية تهاجم شاحنة في سورية، لكنها أثارت شكوكاً بين مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي “بيكابو”، ليتبين لاحقاً أنها مأخوذة من لعبة إلكترونية.

اللقطات كانت جزءاً من البرنامج الأسبوعي “فوسكريسنوي فريميا” Voskresnoye Vremya الذي تعرضه قناة “وان تي في” التابعة للحكومة الروسية.

وكانت الحلقة تحية إلى القوات المسلحة الروسية، في مناسبة “يوم الدفاع عن الأرض”، وخصصت فصلاً كاملاً للحديث عن الطيار الروسي ألكسندر بروخورينكو، الذي قتل في تدمر السورية عام 2016، ومُنح لقب “بطل روسيا”، بعد وفاته.

ووفق رواية الإعلام الروسي، فإن بروخورينكو قتل بعد إبلاغ الطائرات الروسية بموقعه الشخصي لتوجيه ضربة، عندما أدرك أنه بات محاصراً من قبل مقاتلي تنظيم “داعش” الإرهابي.

وأثناء عرض لقطات حول كيفية عمل الطائرة Su-25s في سورية، باستعراض صور من الأرشيف، ظهر مشهد لبندقية تبين أنه مقتطع من لعبة فيديو.

أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي في روسيا، “بيكابو”، نشر لقطة ثابتة من الفيديو، مشيراً إلى أنها مأخوذة من لعبة “آرما 3” Arma 3. واللعبة المذكورة أطلقت عام 2013، ويصفها مصمموها بأنها “لعبة قتالية حقيقية في صندوق رملي عسكري ضخم”.

لاحقاً، أقرّت قناة “وان تي في” بخطئها، زاعمة أن المحرر استخدم لقطة من تقرير قديم عن ألعاب الفيديو.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حاولت وزارة الدفاع الروسية الترويج لصور مأخوذة من لعبة إلكترونية على أنها “أدلة دامغة” على التعاون بين القوات الأميركية ومسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية.

وبعدما انكشفت حقيقة الصور، سارعت وزارة الدفاع الروسية إلى التوضيح بأنها ستحقق في الحادثة، وألقت باللوم على موظف مدني.

وفي فيلم وثائقي عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعدّه المخرج الأميركي أوليفر ستون، عرض بوتين على المخرج لقطات على هاتف محمول باعتبارها تصور القوات الروسية خلال عمليات في سورية. وتبين لاحقاً أن اللقطات قديمة وتعود إلى القوات الأميركية في أفغانستان.

وبعدما كشف رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن هذه اللقطات، صرّح المتحدث باسم بوتين، ديميتري بيسكوف، بأن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، هو الذي قدّم هذه الصور إلى الرئيس الروسي.

استهداف “أصحاب الخوذ البيضاء”

يواجه عمال الإنقاذ المتطوعون في سورية، والمعروفون بـ”أصحاب الخوذ البيضاء”، حملة إعلامية تضليلية تشوّه سمعتهم، وتصورهم أعضاء في منظمة إرهابية مرتبطة بتنظيم “القاعدة”.

الحملة الإعلامية المضللة والمنظمة ضد “أصحاب الخوذ البيضاء” كشفت عنها صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وأفادت بأن أبطالها ناشطون مناهضون للإمبريالية، مطلقو نظريات المؤامرة، ومتصيدون إلكترونيون مدعومون من الحكومة الروسية التي تدعم نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، عسكرياً.

“أصحاب الخوذ البيضاء” معروفون رسمياً بـ”الدفاع المدني السوري”، وهي منظمة إنسانية تضم 3400 متطوع، من مدرسين ومهندسين وخياطين سابقين، بالإضافة إلى رجال إطفاء. ويتركز عملهم على سحب الأشخاص من تحت الأنقاض، ويعود الفضل إليهم في إنقاذ آلاف المدنيين السوريين في سورية.

كما كشفوا، عبر لقطات فيديو مباشرة، عن جرائم حرب ارتكبها نظام الأسد في سورية، وبينها الاعتداء الكيميائي في إبريل/ نيسان الماضي. وتطرق فيلم وثائقي أنتجته منصة “نيتفليكس” إلى عملهم وتضحياتهم، وحاز جائزة “أوسكار” وترشيحين لـ”جائزة نوبل للسلام”.

وعلى الرغم من الإشادة العالمية بـ”أصحاب الخوذ البيضاء”، إلا أنهم يواجهون حملة إعلامية مضادة تديرها شبكة من الأشخاص يكتبون في مواقع إخبارية بديلة تكافح “أجندة وسائل الإعلام العريقة”، وفقاً لهم.

وهؤلاء الأشخاص يشاركون وجهات نظر الحكومتين الروسية والسورية، ويجذبون جمهوراً هائلاً على الإنترنت، ويضخمون شخصيات يمينية متطرفة، ويحظون بمنبر على التلفزيون الحكومي الروسي، بالإضافة إلى جيشهم الإلكتروني على “تويتر”.

حملة تشويه صورة “الخوذ البيضاء” تزامنت مع بدء التدخل العسكري الروسي في سورية، في سبتمبر/ أيلول عام 2015، عن طريق دعم قوات الأسد بضربات جوية استهدفت المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، إذ بدأت وسائل الإعلام التابعة للحكومة الروسية، مثل “سبوتنيك” و”آر تي”، الادعاء زوراً بأن تنظيم “داعش” الإرهابي كان هدف القوات الروسية الوحيد، وشككت في أخبار قصف البنية التحتية والمواقع المدنية.

آلة الدعاية نفسها حشدت الناشطين المناهضين للولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى المدونين والباحثين الذين يصفون “الخوذ البيضاء” بـ”الإرهابيين”، ومنحتهم منبراً للتعبير على القنوات التلفزيونية الروسية الحكومية، كما روجت لمقالاتهم على نطاق واسع.

الاستراتيجية الروسية حققت نجاحاً واسعاً في تشكيل رواية إلكترونية حول “أصحاب الخوذ البيضاء”، عبر استغلال خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي والحسابات الآلية على “تويتر” (بوت)، وساهمت في إضفاء شرعية على و”توافقاً مصطنعاً” حول روايتها. واللافت أن القنوات الرسمية في روسيا، مثل حسابات سفارتها في المملكة المتحدة، شاركت رسومات تسيء إلى سمعة “أصحاب الخوذ البيضاء”.

ووجدت تحليلات “ذا غارديان” أن الأنماط المستخدمة من قبل 14 ألف مستخدم لـ”تويتر” أظهرت “شبهاً واسعاً” حول الرواية المتناقلة عن “الخوذ البيضاء”، وبينها حسابات شهيرة آلية مؤيدة للكرملين، وبعضها أُغلق كجزء من التحقيق الأميركي في التدخل الروسي خلال انتخابات عام 2016. وتبيّن أن حسابات أخرى أنتجت أكثر من 150 تغريدة يومياً.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016، شارك المنقذون في “تحدي المانيكان” الذي لقي رواجاً واسعاً على الإنترنت، فنشروا فيديو يصوّر إحدى عمليات الإنقاذ وأرفقوه بالوسم المنتشر. إلا أن الفيديو انتزع من سياقه، واستخدم كـ”دليل” على أن المنقذين يفبركون عمليات الإنقاذ والضحايا لتشويه سمعة الحكومتين الروسية والسورية.

بانا العبد ومحمد نجم

لا يتردّد مؤيدو روسيا ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، في مهاجمة أي شخص يرفع الصوت ضدهما ويكشف للعالم عن جرائمهما، وآخر هؤلاء المستهدفين المراهق السوري محمد نجم.

نجم (15 عاماً)، لجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي، “فيسبوك” و”تويتر” تحديداً، موثقاً عبر الفيديو ما يتعرض له أهالي الغوطة الشرقية من حصار وقتل على يد قوات نظام الأسد وحلفائه، وداعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل في منطقة تحولت إلى “جحيم على الأرض”.

حسابات المستخدمين المؤيدين لروسيا ونظام الأسد على “تويتر” تشن حالياً حملة ممنهجة ضد نجم، وتتهمه بأنه أداة إعلامية في يد الاستخبارات الأميركية، كما تصفه بأنه “طرف فاعل في الأزمة” Crisis Actors، وهذا المصطلح يُستخدم في الحديث عن أشخاص يتقاضون مبالغ معينة من المال وتدريباً لقاء الادعاء بأنهم ضحايا الكوارث في الحالات الطارئة.

وهذا الأسلوب ليس مستجداً على مؤيدي الأسد وحلفائه، إذ واجهت الطفلة السورية بانا العبد هجوماً مماثلاً، وصل إلى حد المطالبة بقتلها من قبل البعض، بعدما وثقت عبر حسابها على “تويتر” مجازر النظام في مدينة حلب.

العربي الجديد

 

النظام يهاجم الغوطة بالكلور السام ويواصل عمليات الاقتحام

جلال بكور

 

هاجم النظام السوري، منتصف ليل الأربعاء، بقنابل تحوي غاز الكلور السام مدينة حمورية في الغوطة الشرقية، وسط محاولات اقتحام على جبهات المدينة، بينما سقط قتلى وجرحى جراء استمرار القصف على مناطق عدّة في الغوطة المحاصرة.

 

وذكر الدفاع المدني السوري في ريف دمشق، أنّ عدداً من المدنيين جُلهم من النساء والأطفال أصيبوا بحالات اختناق جراء هجوم لقوات النظام السوري بقنابل تحوي غاز الكلور على الأحياء السكنية في مدينة حمورية.

 

وأضاف “لم تتمكن فرق الدفاع المدني من توثيق الحصيلة الدقيقة للحالات، نتيجة كثافة القصف وإغلاق كافة الطرق الإسعافية المؤدية إلى المنطقة بالركام الناجم عن القصف”.

 

في غضون ذلك، أفاد الناشط محمد الشامي، لـ”العربي الجديد”، بمقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم أربعة أطفال جراء القصف الجوي على مدينة حمورية.

 

وأوضح الناشط أن قوات النظام السوري تحاول اقتحام المدينة، وتمكنت من دخول أجزاء من أطرافها الشرقية، بعد معارك عنيفة مع المعارضة السورية المسلحة، مبيناً أنّ “قرابة خمسة آلاف شخص من المدنيين محاصرون في مناطق من المدينة بسبب القصف العنيف”.

 

كذلك أفاد “مكتب مدينة حمورية الإعلامي” عن مقتل العديد من العائلات جراء استهداف المدينة بغارة جوية من الطيران الحربي، وذلك خلال محاولتهم الهرب باتجاه البلدات الأقل سخونة في الغوطة الشرقية.

 

وأوضح  أن فرق الإسعاف تواجه صعوبة كبيرة للوصول إلى الأماكن المستهدفة، بسبب ارتفاع وتيرة القصف على حمورية.

 

بدوره، ذكر “مركز الغوطة الإعلامي”، أنّ العديد من القتلى سقطوا، جراء قصف جوي روسي طاول المدنيين الذين يحاولون النزوح من حمورية، باتجاه مناطق أقل تصعيداً في الغوطة الشرقية.

 

إلى ذلك، سقط جرحى بين المدنيين جراء استمرار القصف الجوي والمدفعي من قوات النظام السوري على بلدات كفربطنا وحزة وزملكا في الغوطة المحاصرة.

 

وكان القصف على مدن وبلدات الغوطة قد أسفر، أمس الأربعاء، عن مقتل أكثر من ثلاثين شخصاً بينهم أطفال ونساء جلهم قضى في مدينة حمورية التي تحاول قوات النظام السيطرة عليها.

 

ومن المتوقع أن تدخل قافلة مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية، اليوم الخميس، مقدمة من الأمم المتحدة بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري، وذلك للمرة الثانية منذ بدء الحملة العسكرية الشرسة من قوات النظام على الغوطة.

 

ويحاصر النظام السوري الغوطة منذ أكثر من خمس سنوات، ويمنع عنها المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن قيامه بإفراغ المساغدات التي تدخل عن طريق الأمم المتحدة من المواد الطبية.

جميع حقوق النشر محفوظة 2018

 

مجندات النظام يجذبن أنظار الضباط الروس!/ وليد بركسية

رغم النظام العسكري الصارم المطبق في التعليم السوري طوال فترة حكم حزب “البعث” للبلاد، كانت المدارس تتجاوز القوانين التي تحرّم الاختلاف والزينة والماكياج والشعر الطويل على الفتيات، عند زيارة مسؤول ما، مهما كانت درجته الحكومية أو الحزبية منخفضة، أو عند إقامة احتفالات بالمناسبات الوطنية أو عند المعسكرات الشبيبية والعسكرية. فيختار المدير أو أحد الأساتذة أجمل الطالبات في المدارس المختلطة ومدارس الفتيات، ليفردن شعورهن ويعتنين بملابسهن وأزيائهن في غرفة الإدارة، لاستقبال “الضيوف المهمين” على باب المدرسة الحديدي الضخم، من أجل تقديم “أفضل صورة” عن المدرسة أمام “الدولة”.

وبعد كل هذه السنين، وكل ما مر في البلاد من ثورة وحرب ودمار، لم يختلف نظام الأسد في تفكيره البعثي القديم، فالذكريات المؤلمة عن عشرات الاحتفالات المدرسية والرسمية ضمن كل قطاعات الحياة السورية التي عايشتها أجيال كاملة قسراً، تتجسد اليوم بصور جديدة “هندسها” النظام القائم على فكرة “الأبد” لنفس الغايات الدعائية الاستغلالية، ونشرتها وكالة الأنباء الفرنسية من معبر مخيم الوافدين في الغوطة الشرقية مظهرة جندياً روسياً يحدق في ثلاثة فتيات جميلات من المتطوعات في جيش النظام، بكامل أناقتهن و”إثارتهن”.

الصورة الملتقطة في المعبر الوحيد لخروج المدنيين من الغوطة الشرقية ليست عفوية البتة، بل لا بدّ من وجود أوامر مسبقة بهذا النوع من الاستعراض المتماشي مع العقلية البعثية في استغلال النساء لغرض “الاستقبال”، والذي ينتقل حسب الضرورة والموقف من استقبال مسؤول رسمي إلى استقبال وكالة أنباء عالمية بغرض استغلال الموقف لتقديم رسالة إلى العالم كجمهور نهائي، ويمكن الاستدلال على ذلك، بجمال الفتيات الثلاثة في الصورة وثيابهن الضيقة، بعكس الملابس العسكرية المتعارف عليها، فضلاً عن الماكياج وتصفيف الشعر، والنظارة الشمسية، والتمايل في المشي الذي تكشفه الصورة في لحظة التقاطها المثالية، أمام أعين الضابط الروسي، الذي يصبح الحامي والمنتهك للمشهد في ذات الوقت، كما هو حال موسكو بالنسبة لنظام الأسد تماماً.

ويمكن تلمس فرق واضح مقارنةً مع أول صورة وزعها النظام لمجندات متطوعات في جيشه العام في كانون الثاني/يناير العام 2013، والتي تظهر فيها المقاتلات ضمن كتيبة عسكرية نسائية وهن يحملن الأسلحة ويقمن بالتدريبات العسكرية المكثفة، من دون أي مظاهر للرقة واللطف الأنثوي و”الإثارة” المقدمة اليوم، حيث كان النظام حينها يهدف إلى تعزيز فكرة الصمود والتحدي والتفاف الشعب حوله في المعركة ضد الإرهاب، لكنه اليوم يروج لصورة مغيرة تماماً، تتعلق بالسلم الذي يخلقه في المعبر الذي تتهمه منظمات مراقبة دولية وجهات دولية بأنه يتعرض لقصف من طرف النظام وروسيا لمنع المدنيين المحاصرين من الخروج عبر المعبر الأمن المزعوم هناك.

والحال أن النظام هنا، لا يختلف عن أي نظام توليتاري أو ديكتاتوري آخر، فاستغلال النساء لأغراض دعائية يعتبر أمراً مألوفاً كجزء من إرث “البعثية” وهي مزيج سام من القومية العربية العلمانية والاشتراكية على غرار الكتلة الشرقية منذ الستينيات، وتبرز هنا حالة العقيد الليبي معمر القذافي الذي عين كتيبة كاملة من النساء لحراسته الشخصية، فيما كشفت مجندات سابقات فيها أن الهدف من ذلك كان “رغبته في أن يصور للعالم أن نساء ليبيا يتمتعن بنفس حقوق الرجل”، وأنه “كان يفضل دائماً غير المتزوجات كى يتفرغن لهذه الوظيفة” وكان يفضل النساء طويلات القامة بشكل ملحوظ، وكان يسمح لهن بوضع قليل من الماكياج، وهي تفاصيل شديدة التشابه مع الحالة الأسدية اليوم.

استغلال “الجميلات” يتكرر لدى الزعيم الروسي فلاديمير بوتين أيضاً، الذي يشكل نموذجاً يجب الاحتذاء به من طرف النظام السوري، ففي العام 2016 خلال الاحتفالات بعيد مدينة موسكو الـ899.على سبيل المثال، ظهر بوتين في شريط دعائي على طريقة جيمس بوند ببزته الرسمية محاطاً بالجميلات من عارضات الأزياء في فساتين الزفاف، اللواتي “تهافتن” على بوتين لالتقاط صورة سيلفي معه في الساحة الحمراء، متجاهلين رئيس الحكومة ديمتري ميدفيديف، وذلك بوصفه بطلاً يعيد أمجاد روسيا القديمة كدولة عظمى، في سياق الترويج لحقبة “سوفياتية” جديدة حمراء بقيادته وتحت الكاريزما الطاغية له.

بالتالي يصدر النظام صورة كاذبة شديدة المثالية عن نفسه، فهو يطرح نفسه كقوة علمانية تتمتع في ظلها النساء السوريات بحريات واسعة وبدرجة من الحقوق والأمان لدرجة الظهور بهذا الشكل المغري والأنيق في واحد من الأماكن المجاورة لجبهة حربية، من دون أن يتعرض لهن أحد، باستثناء “الإرهاب” الذي يدعي أنه يقصف المعبر الآمن من أجل منع المدنيين من الخروج من الغوطة لأن المعارضة تريد استعمال المدنيين كدروع بشرية!.

وهكذا، يصبح أسف الجمهور العالمي وقلقه موجهاً نحو أولئك الجميلات البريئات اللواتي خطفن أنظار جندي روسي، بجمالهن ورقيّهن الذي ذكرّه حتماً بمستوى الفتيات الروسيات في موسكو وسان بطرسبرغ. ويعني ذلك هجوماً غير مباشر على صورة نساء المعارضة البائسات و”الهمجيات” في الملاجئ وتحت القصف وبين الدماء، بالمراهنة على محبة العقل البشري تلقائياً للصورة النظيفة، ومن دون الحاجة إلى تقديم أي سردية لفظية لأن السرد نفسه يأتي من تكرار السرد الدعائي السابق، دبلوماسياً ودعائياً، الذي عمل على قلب الحقائق طوال السنوات الماضية.

ويجب القول أن النساء في سوريا لا يتمتعن بالحقوق أو المساواة، ويتجلى ذلك في العديد من التفاصيل القانونية بغض النظر عن العوائق الاجتماعية، بداية من عدم قدرة المرأة السورية على تقديم الجنسية لأولادها، مروراً بالشرع الإسلامي الذي يحدد كثيراً من تفاصيل حياة النساء السوريات، كمقدار الميراث ومسألة الزواج بين الطوائف وفرص العمل وتقلد المناصب العليا بما في ذلك تولي وزارات سيادية على سبيل المثال، وغيرها من التفاصيل التي ينسف الاطلاع عليها سردية النظام حول العلمانية والحضارة.

ومع تكريس هذه الصور النمطية تبقى المرأة بالنسبة للنظام البعثي المتجدد، واجهة وعنصر لكسب مزيد من التعاطف مع أفكار النظام، بأسلوب القوة الناعمة لإيصال الدعاية المجانية للغرب، وبذلك تمارس “مهمتها” في “خدمة” القومية الأسدية التي عمل البعث على ترسيخها طوال خمسة عقود.

المدن

 

في ذكرى الثورة السورية:الممثل جهاد عبده يضرب عن الطعام

أعلن الممثل السوري جهاد عبده وزوجته فاديا عفاش الإضراب عن الطعام كتعبير سلمي عن الوقوف إلى جانب ضحايا الحرب في سوريا.

 

ونشر عبده، المعروف بتأييده للثورة السورية، تسجيلاً مصوراً عبر صفحته الشخصية في “فايسبوك” الخميس، ظهر فيه مع زوجته وهما يحملان لافتات كتب عليها عبارات تضامن مع السوريين ودعوات إلى إنهاء الحرب في سوريا، باللغتين العربية والانجليزية.

 

وعلق عبده: “لقد مرت سبع سنوات على القتل المستمر في سوريا، فترة أطول من الحرب العالمية الثانية”، مضيفاً: “نعلن اليوم الإضراب عن الطعام ونطلب وقف القتل في سوريا، هذا الإضراب هو تعبيرنا السلمي على وقوفنا مع كل الضحايا التي خُنق صوتها”، كما طلب من متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي المشاركة في الإضراب عن الطعام ولو ليوم واحد، كتعبير عن الوقوف مع المدنيين الذين يقتلون ويشردون ويهجرون.

 

ويصادف اليوم الذكرى السابعة للثورة السورية، وسط ارتفاع مؤشرات العنف والقمع بحق المدنيين، دون تقدم يذكر في ملف الانتقال السياسي، فيما قال تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أن العام الماضي كأن أسوأ عام بالنسبة للأطفال في البلاد منذ العام 2011، حيث ارتفع معدل قتل الأطفال بمعدل 50% مقارنة بالعام الذي سبقه كما ارتفع معدل تجنيد الأطفال ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام 2015.

 

ويعتبر عبده من أبرز الممثلين السوريين المعارضين للنظام السوري، وهاجر إلى الولايات المتحدة العام 2011، ويشارك في عدد من الأفلام السينمائة إلى جانب نجوم عالميين مثل نيكول كيدمان في فيلم “ملكة الصحراء” وتوم هانكس الذي شاركه بطولة فيلم “جهاد في هوليوود”، الذي يختصر قصة الفنان السوري، بعد أن ترك سوريا بحثاً عن حياة جديدة في الولايات المتحدة الأميركية.

 

ما حقيقة مفاوضات “جيش الإسلام” مع روسيا؟

في الوقت الذي يتعرض فيه القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية، لقصف عنيف بشتى أنواع الأسلحة، تستعد قافلة مساعدات طبية للدخول عبر مخيم الوافدين إلى مدينة دوما، الخميس، وسط هدوء تشهده المدينة الواقعة تحت سيطرة “جيش الإسلام”، ما يشير إلى نتائج “اتفاق غير معلن” بدأت تظهر ملامحه، بحسب مراسل “المدن”.

 

ورغم نفي “جيش الإسلام”، خلال الأيام الماضية، وجود أي مفاوضات مع الجانب الروسي، إلا حول إخراج عناصر “جبهة النصرة” والمعبر الإنساني، إلا أن مصادر متعددة أكدت لـ”المدن” أن اجتماعات ومفاوضات يجريها “جيش الإسلام” مع الجانب الروسي تجري في الكواليس.

 

مدير المكتب السياسي لـ”جيش الإسلام” محمد علوش، قال لـ”المدن”: “لا توجد أي مفاوضات ولم نسلم آليات ولا توجد فكرة خروج أو تسليم”.

 

وتسربت بنود اتفاق بين المعارضة في دوما والجانب الروسي، تنص على “إطلاق سراح جميع الموقوفين من قوات النظام والمعتقلين وإفراغ السجون، وفتح طريق معبر المخيم لخروج الجرحى والمصابين، ودخول المواد الغذائية والمساعدات، ووضع الراغبين في الخروج أمام خيارين إما إلى إدلب أو درعا، وعودة دوائر الدولة وتشكيل شرطة مدنية من أبناء المدينة”.

 

ورداً على بنود الاتفاق، أصدر “جيش الإسلام” بياناً، الخميس، قال فيه: “تم تداول منشور عن عقد اتفاق مع النظام… إن هذا المنشور عار عن الصحة، ولم يتم الإدلاء به لأي وسيلة إعلام، ونعيد التذكير بأن أخبار الجيش تؤخذ من حساباته الرسمية”.

 

وفي هذا الصدد، أكد مصدر محلي لـ”المدن”، أن “جيش الإسلام أجرى مباحثات مع الجانب الروسي في مصر، عبر مدير مكتبه السياسي محمد علوش، والذي زار في الأيام الماضية العاصمة الأردنية عمان”.

 

وقال المصدر إن “هناك تسريبات تقول إن العملية التفاوضية تنتهي بتهجير جيش الإسلام إلى محافظة درعا جنوبي دمشق، وفيلق الرحمن إلى مناطق درع الفرات في الشمال”، ولم تتأكد “المدن” من مصادر ذات علاقة مباشرة بالعملية التفاوضية من صحة المعلومة، إلا أن عدداً من المدنيين في دوما أكدوا لـ”المدن” عن “تداول خيار التهجير إلى درعا”.

 

ويربك تكتم “جيش الإسلام” عن مفاوضاته السياسية المدنيين في الغوطة الشرقية. فالمدنيون في دوما يترقبون مصيراً مجهولاً، بينما يشعر أبناء القطاع الأوسط بأنهم سيدفعون فاتورة الاتفاقيات المناطقية أو الفصائلية مع النظام.

 

وقال مصدر محلي لـ”المدن”: نتائج الاتفاقيات المناطقية بدأت تظهر على الأرض، فبينما انخفضت وتيرة القصف على دوما نسبياً، تعرضت مدينة حمورية لقصف بأكثر من 50 غارة جوية، وعشرات البراميل المتفجرة، الأربعاء، ووصل النظام على أطرافها”.

 

وأضاف المصدر: “في قطاع دوما أخلى الهلال الأحمر السوري على دفعتين مرضى إلى العاصمة دمشق، الثانية كانت أمس الأربعاء، وخرج في الدفعتين عشرات المدنيين من غير المصابين في عمليات تسوية فردية”. ورجّح المصدر أن يكون “جيش الإسلام” قد استغل “ورقة جبهة النصرة” لصالحه، فبعد فصل القطاع الأوسط عن دوما، بقيت “النصرة” في القطاع الأوسط، وهو ما يفسر انخفاض القصف على دوما مقارنة بالقصف على بلدات القطاع الأوسط.

 

وعبّر ناشطون مدنيون عن استيائهم من تصعيد القصف على القطاع الأوسط، وبحسب ناشط مدني من دوما: “لا نقبل أن يتم الفصل بين مصيرنا ومصير أبناء القطاع الأوسط، عشنا 5 سنوات نتقاسم الحصار والقصف، ولا نقبل أن نعيش وأهلنا في القطاع الأوسط يموتون تحت القصف”.

 

الغوطة: النظام يُصعّد ضد القطاع الأوسط..ويفتح ثغرة للمدنيين

توافدت عشرات العائلات من مختلف بلدات الغوطة الشرقية إلى بلدة حمورية، للعبور من طريق فتحته فيها مليشيات النظام إلى مناطق سيطرتها، بحسب مراسل “المدن” منتصر أبو زيد.

 

وأعلنت مليشيات النظام عن افتتاح معبر جديد لخروج المدنيين من القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، بالقرب من كازية الباز في بلدة عدرا، التي سيطرت عليها قوات النظام بعدما نجحت في شطر الغوطة إلى ثلاثة أقسام، وبقاء معبر الوافدين لقطاع دوما.

 

وشوهدت عشرات العائلات القادمة من سقبا وكفربطنا وعين ترما وزملكا وعربين، وهي تتجه إلى شمالي حمورية من جهة بيت سوا، حاملةً أمتعتها سيراً على الأقدام، للوصول إلى أماكن سيطرة مليشيات النظام. وتضم العوائل جميع الفئات من شباب ورجال ونساء وشيوخ وأطفال.

 

ونقل تلفزيون النظام في بث مباشر، خروج مئات المدنيين من حمورية، وأجرى لقاءات مباشرة مع بعضهم، ليظهر فيها “فرحتهم بالخروج” من “نير” قوات المعارضة إلى “رحمة” النظام.

 

ومن المفترض أن يتم نقل هذه العائلات إلى معسكر الطلائع في الدوير المحاذية لبلدة عدرا، والتحقيق معهم من قبل الأجهزة الأمنية، قبل سوق الرجال والشباب منهم إلى “الخدمة الإلزامية” في صفوف مليشيات النظام، ووضع النساء والأطفال قيد الإقامة الجبرية، كما حصل عند خروج عشرات العائلات من معبر حوش الفارة، صيف العام 2015.

 

وركزت مليشيات النظام، الثلاثاء والأربعاء، قصفها على بلدة حمورية، بشكل غير مسبوق، وشن الطيران الحربي الروسي وطيران النظام أكثر من 450 غارة جوية، ورمى مئات البراميل المتفجرة. كما استهدف البلدة بالقنابل العنقودية والصواريخ المحملة بالفوسفور والنابالم الحارق، ما أدى لمقتل أكثر من 20 مدنياً وإصابة العشرات وانهيار الأبنية على العديد من العائلات التي بقي مصيرها مجهولاً.

 

وعجزت فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إلى القتلى والجرحى بسبب انهيار معظم مباني البلدة وإغلاق الطرقات بشكل كامل أمامها، وتم إسعاف المصابين الذين عثر عليهم، حملاً على الأكتاف إلى خارج البلدة.

 

واستهدف الطيران الحربي، ليل الأربعاء/الخميس، أحياء حمورية بصواريخ محمّلة بغاز الكلور السام، ما أدى لإصابة 25 مدنياً بالتسمم وحالات اختناق.

 

ونجحت مليشيات النظام عبر سياسة التصعيد على حمورية في إجبار المدنيين على الخروج عن سلطة المعارضة، والتوجه إلى مناطق النظام خوفاً من استمرار المجازر بحقهم.

 

وصعّدت المليشيات، الخميس، من استهداف حزة وكفربطنا وسقبا وعين ترما وزملكا وعربين، بعشرات الغارات الجوية والبراميل المتفجرة، لإجبار المدنيين على حذو مسلك أهالي حمورية، والخروج من الغوطة الشرقية، لتظهر للرأي العام أن جميع المدنيين خرجوا من الغوطة ولم يبق فيها إلا فصائل المعارضة، لتستمر حملتها العسكرية عليها.

 

ريف حلب:”التركستاني”يرسل تعزيزات لمساندة”تحرير الشام

وصلت تعزيزات عسكرية جديدة من “الحزب الإسلامي التركستاني” لمساندة “هيئة تحرير الشام”، في المعارك التي تخوضها ضد “جبهة تحرير سوريا”. المعارك بين الطرفين كانت قد ازدادت عنفاً في أطراف بلدة عين جارة، وبلانتا والهباطة والمناطق الجبلية شمالي قرية تقاد وفي محيط قبتان الجبل، المعقل الرئيس لـ”حركة نورالدين الزنكي”، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

وقتلت طفلة وجرح مدنيون في قصف لـ”الهيئة” بالأسلحة الثقيلة، من الهاون وصواريخ “فيل”، استهدف قرية بلانتا القريبة من عين جارة، والتي شهدت حركة نزوح للأهالي نحو القرى والبلدات الواقعة شمالها. واستهدف القصف المتبادل قرى وبلدات تقاد وعين جارة وبسرطون وعاجل وجبل الشيخ بركات قرب دارة عزة.

 

وحاولت “تحرير الشام” و”التركستاني” تحقيق تقدم في محور بلدة عين جارة، والسيطرة على مجموعة التلال والمزارع الواقعة على أطرافها، لكنهما فشلا بعدما أجبرا على التصدي لهجوم معاكس شنته “تحرير سوريا” باتجاه بلدة تقاد. وانقسمت القوات المدافعة إلى قسمين؛ مجموعات “الدفاع الشعبي” الموالية لـ”الزنكي”، والتي تولت مهمة الدفاع عن أطراف عين جارة واشتبكت مع القوات المهاجمة، وتولت مجموعات “تحرير سوريا” الهجوم على تقاد بهدف تشتيت خصومها وردّها للدفاع عن مواقعها الخلفية.

 

وقالت “تحرير سوريا” إنها قتلت أكثر من 10 عناصر لـ”الهيئة” على أطراف تقاد وعين جارة، بينهم عناصر من “التركستاني”، وأسرت عنصراً، ودمرت سيارتين ومدفع رشاش عيار 23 ملم.

 

وتفرض “تحرير الشام” رقابة شديدة على حواجزها المنتشرة في ريف حلب الغربي، وتعتقل كل مشتبه بانتمائه لـ”تحرير سوريا” أو “الدفاع الشعبي” الموالي لها. حملات الاعتقال طالت عدداً من الأشخاص في بلدة أورم الكبرى ومنطقة الجمعيات السكنية بتهمة انتمائهم لـ”الاتحاد الشعبي”.

 

ناشطون من مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي قالوا إن المدنيين من أبناء المدينة يتعرضون للتضييق على حواجز “الهيئة”، والضرب والاهانة على حاجز الصومعة القريب من المدينة، وعلى حواجز “الهيئة” في سرمدا والدانا. وطالب النشطاء “الهيئة الثورية” والمجلس المحلي في الأتارب للتدخل وحماية الشباب، واصدار بيان ينذر “الهيئة”، بعدم التعرض لأي مدني على الحواجز.

 

اتفاق تركي-أميركي قد يؤدي لمنطقة آمنة حول منبج

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن، الخميس، إن جهاز المخابرات الوطنية التركي (إم.آي.تي) يعمل على إخراج مقاتلي “هيئة تحرير الشام” من الغوطة الشرقية السورية المحاصرة. وأشار إلى أن تركيا ستقيم مع الولايات المتحدة منطقة آمنة حول مدينة منبج، في شمال سوريا، إذا أوفت واشنطن بوعودها.

 

وأوضح قالن خلال مقابلة مع قناة “تي.آر.تي” الإخبارية الرسمية، إن الاتفاق بين أنقرة وواشنطن بشأن منبج ملزم، وإن تغيير وزير الخارجية الأميركي لن يحدث فارقاً بالنسبة للاتفاق، حتى وإن تأخر أسبوعاً أو أسبوعين.

 

وأضاف أن تركيا تتوقع أن “تطهر” القوات التركية ومقاتلو المعارضة المسلحة المتحالفون معها مدينة عفرين السورية من المسلحين في القريب العاجل، وأن أنقرة لا تعتزم تسليم المدينة للحكومة السورية بعد إتمام حملتها العسكرية بالمنطقة.

 

وقال قالن، إن نحو 70 في المئة من مدينة منبج باتت تحت السيطرة الكاملة للقوات التركية والجيش السوري الحر. وأضاف “ضاق الخناق على الإرهابيين في عفرين، ونتوقع تطهير مركز المدينة بشكل كامل منهم قريباً جداً”. واتهم قالن المقاتلين الأكراد بأنهم “كانوا يريدون تحويل عفرين إلى جبل قنديل ثانٍ”.

 

في غضون ذلك، أفادت وكالة أنباء “الأناضول”، أن سلاح الجو التركي دمر “8 أهداف تابعة لمنظمة بي كا كا الإرهابية في مناطق مختلفة شمالي العراق”.

 

ونقلت الوكالة عن رئاسة التركية قولها في بيان، الخميس، إن “الغارات الجوية التي جرت الأربعاء، استهدفت نقاطاً للإرهابيين في منطقتي هاكورك والزاب”. وأضاف البيان أن “مكافحة الإرهاب في المناطق المذكورة ما زالت متواصلة”.

 

ريف حماة:”الغضب للغوطة”تعود الى نقطة الصفر

بعد ساعات من سيطرتهم على مدينة كرناز وبلدة حماميات في ريف حماة الشمالي، انسحب مقاتلو غرفة عمليات “الغضب للغوطة”، واستعادت قوات النظام سيطرتها على كافة المناطق التي خسرتها بعد إعلان المعركة، بحسب مراسل “المدن” أحمد مراد.

 

وأعلنت 10 فصائل عاملة في ريف حماة الشمالي، منها “جيش العزة” و”جيش الأحرار” و”جبهة تحرير سوريا” و”جبهة الإنقاذ” و”الفوج 111″ و”الفرقة الأولى مشاة” و”جيش الشعب” و”تجمع أهل الشام” و”لواء شهداء التريمسة” و”لواء الحمزة”، الأربعاء، انطلاق معركة “الغضب للغوطة” لتخفيف الضغط عن المدنيين المحاصرين قرب العاصمة دمشق، وتشتيت القوة العسكرية للنظام، خاصة القوات الجوية التي تتناوب على قصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم “جيش العزة” العقيد مصطفى بكور، في مقطع صوتي انتشر في مواقع التواصل: “تسلل عناصر من القوات المشاركة في العملية إلى نقاط قريبة لمدينة كرناز وبلدة حماميات، وخلال الساعات الأولى من الصباح استطاعت القوات المقتحمة السيطرة على كرناز وحماميات، مع انسحاب قوات النظام والمليشيات الأجنبية وقوات الدفاع الوطني إلى نقاط متأخرة في ريف حماة الشمالي، وحاصرت القوات المشاركة في المعركة تل الحماميات الذي يعد من أكبر معسكرات النظام في ريف حماة، من دون السيطرة عليه”. وأضاف: “استخدام الطيران الروسي للأسلحة المحرمة دولياً واعتماده على قصف المدنيين بشكل مباشر، أضطر مقاتلينا للانسحاب من داخل كرناز مع استمرار الاشتباكات لتغطية انسحاب المقاتلين”.

 

ويُعتقد أن عدم مشاركة فصائل ذات تأثير عسكري وميداني كـ”جبهة تحرير سوريا” بكافة قواتها و”هيئة تحرير الشام” وفصائل أخرى كـ”جيش النصر” و”جيش إدلب الحر”، كان لها دور سلبي في سير المعركة وزخم العمل العسكري، رغم تقدم القوات المشاركة في العملية خلال ساعات المعركة الأولى.

 

ومنعت “تحرير الشام” مجموعة من “جيش الشعب” في مدينة إدلب من التوجه للمشاركة في المعركة، وصادرت كافة أسلحة المجموعة وآلياتها بحجة انتمائها لـ”جبهة تحرير سوريا”.

ومع انسحابها من النقاط المحررة حديثاً، أكدت غرفة “الغضب للغوطة” استمرار المعركة في الأيام القليلة المقبلة على محاور متعددة في ريفي حماة الشمالي والغربي.

 

وتزامناً مع العملية العسكرية، تعرضت مدن وبلدات ريف حماة الشمالي لقصف جوي ومدفعي، وأدى الى مقتل 7 مدنيين، منهم عائلة في بلدة قلعة المضيق مع عودة معظم السكان للبلدة بعد نزوحهم عنها لأيام. وطال القصف مدن اللطامنة وكفرزيتا، ومناطق في ريف إدلب الجنوبي وجبل شحشبو.

 

ضامنو أستانة يجتمعون..بغياب السوريين والمراقبين

انطلقت في العاصمة الكازاخستانية أستانة، الخميس، اللقاءات التقنية بين خبراء الدول الضامنة لمسار أستانة، تركيا وروسيا وإيران، وذلك قبيل اجتماع وزراء خارجية تلك الدول، المقرر انعقاده يوم الجمعة.

 

وتتضمن أجندة اللقاءات التقنية بحسب مصادر مشاركة في الاجتماعات، مناقشة البيان الختامي، وتقييم ما حصل العام الماضي من اجتماعات للدول الضامنة في أستانة، وتناول موضوع مناطق خفض التصعيد والخروقات فيها، وبشكل خاص في إدلب والغوطة الشرقية، بحسب ما أفادت وكالة “الأناضول”.

 

كما تشهد الاجتماعات التقنية عقد الاجتماع الأول لمجموعة العمل حول المعتقلين والمختطفين، حيث جرى إقرار تشكيل هذه المجموعة في اجتماع أستانة 8 في كانون الأول / ديسمبر الماضي.

 

وتشهد اللقاءات التقنية أيضا متابعة نتائج مؤتمر الحوار السوري الذي عقد في سوتشي نهاية كانون الثاني / يناير الماضي، حيث تقرر إنشاء لجنة دستورية تساهم في العملية السياسية، تشمل النظام والمعارضة.

 

وأشارت “الأناضول” إلى أنه من المتوقع أن يشارك المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في اللقاء الوزاري، لكنه لم يعلن تأكيده بعد، برغم استلامه دعوة رسمية للمشاركة.

 

وكان مصدر في وزارة الخارجية الكازخستانية قد كشف في وقت سابق، مطلع آذار/مارس، أن “اجتماع وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا في أستانة، سينعقد بلا مراقبين وبمعزل عن مشاركة الأطراف السورية”.

 

إردوغان يتوقع قرب السيطرة على عفرين… وقائد كردي: «أحلام يقظة»

مقتل 10 مقاتلين موالين للنظام في غارات تركية

أنقرة: سعيد عبد الرازق

واصل الجيش التركي و «الجيش السوري الحر» عملية «غصن الزيتون» في عفرين، بعد إعلان تطويقها الثلاثاء، وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، إنه يتوقع أن تتم السيطرة على المدينة في وقت قريب.

 

وشدد إردوغان في خطاب أمام عمد القرى والأحياء (المخاتير) بالقصر الرئاسي في أنقرة، على أنه يأمل في أن «تسيطر قوات (غصن الزيتون) على عفرين بالكامل، بحلول مساء اليوم (أمس)»، لكن مصدرا رئاسيا قال إن إردوغان كان يقصد اكتمال تطويق المدينة وحصارها، وليس السيطرة عليها. وأشار إردوغان إلى أنه يجرى إخراج المدنيين من عفرين في سيارات تنقلهم عبر ممر خاص، في الوقت الذي تحقق فيه القوات التركية تقدما كبيرا أمام وحدات حماية الشعب الكردية، من خلال عملية غصن الزيتون التي بدأت منذ ما يقرب من شهرين.

 

واتهم الرئيس التركي قوات التحالف الدولي ضد «داعش»، بأنها ساعدت «الإرهابيين» (في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أميركيا)، على حفر الأنفاق في الجبال؛ لأن هذه العناصر لا تملك هذا القدر من الذكاء.

 

وطالب إردوغان الغرب الذي قال إنه قتل أكثر من 5 ملايين مسلم في الجزائر، بالكف عن محاولات محاسبة تركيا ومحاسبة نفسه على ما اقترفه من انتهاكات. وكان الرئيس التركي يشير بذلك إلى تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أول من أمس، قال فيها إن مخاوف تركيا «المشروعة» بشأن أمن حدودها لا تبرر على الإطلاق العملية الجارية في منطقة عفرين السورية.

 

في السياق ذاته، وصفت وحدات حماية الشعب الكردية تصريحات إردوغان عن أمله «بسقوط» مدينة عفرين السورية بحلول مساء الأربعاء، بأنها «أحلام يقظة».

 

وقال ريدور خليل، مسؤول مكتب العلاقات العامة في قوات سوريا الديمقراطية، التي تعد الوحدات الكردية أبرز مكوناتها: «يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يحلم أحلام اليقظة، من خلال قوله إن عفرين ستسقط الليلة».

 

وأضاف: «في المدينة مئات الآلاف من المدنيين والمدافعين عنها على أسوارها، ولن يسمحوا باقتراب الجيش التركي وفصائله الإرهابية منها بهذه السهولة» محذراً من أن «النتائج ستكون عليهم كارثية ومكلفة جدا».

 

إلى ذلك، قتل عشرة مقاتلين موالين لدمشق، أمس، جراء غارات تركية استهدفت حاجزاً لهم على الطريق الوحيد المؤدي من مدينة عفرين باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وأصابت الضربة الجوية التركية نقطة تفتيش على الطريق لعفرين، حيث تشن تركيا هجوما يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية.

 

من جهته، علق قائد موال للنظام السوري بأنه «تم قصف مواقع تركية في شمال سوريا، أمس، ردا على ضربة جوية تركية قتلت خمسة مقاتلين من الميليشيات الموالية للنظام».

 

وأضاف في تصريح لـ«رويترز»، أن مقاتلين شيعة استخدموا المدفعية لاستهداف مواقع تركية في مدينة مارع شمالي حلب.

 

في الوقت نفسه، قال قائد القيادة المركزية الأميركية جوزيف فوتيل، إن بلاده تتفهم المخاوف الأمنية التركية الناجمة عن التهديدات الإرهابية، وتسعى حاليا لإزالة التوتر الحاصل مع أنقرة عبر الطرق الدبلوماسية.

 

وأشار فوتيل خلال جلسة استماع أمام اللجنة العسكرية في مجلس الشيوخ الأميركي، إلى أن تركيا تتلقى تهديدات إرهابية على طول حدودها الجنوبية، وأن هذه التهديدات ساهمت في توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن بشكل أو بآخر.

 

وجدد فوتيل التأكيد على أن عملية «غصن الزيتون» التي تنفذها تركيا في عفرين أثرت سلباً على مكافحة تنظيم داعش، وشتتت الانتباه عنه، معربا عن قلق الولايات المتحدة من التأثيرات السلبية للعملية على مكافحة تنظيم داعش في سوريا والمنطقة.

 

ويثير الدعم الأميركي لوحدات الشعب الكردية، كونها حليفا في الحرب على «داعش»، غضب تركيا.

 

درعا السورية تعود لواجهة المعارك وتفتح جبهة مساندة للغوطة

دمشق – الخليج أونلاين (خاص)

عادت محافظة درعا (جنوبي سوريا) إلى واجهة الأحداث من جديد، بعد مرور عام ونيف على معركة “الموت ولا المذلة” التي شهدتها مطلع فبراير 2017، بين قوات الأسد وحلفائها من جهة، وفصائل الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر من جهةٍ أخرى، ودخول المنطقة الجنوبية ضمن مناطق “خفض التصعيد” التي بدأت في 9 يوليو من العام ذاته.

 

ويشير مراقبون وناشطون إلى أن المعركة القادمة بين قوات النظام وفصائل الجبهة الجنوبية، ستكون مصيرية وعلامة فارقة في الصراع القاتل، الذي تشهده سوريا منذ سبع سنوات، للإطاحة بحكم الأسد؛ بسبب تراجع حدة القتال في الكثير من المناطق السورية، وتفرُّد قوات النظام وحلفائها، من الروس والإيرانيين، بالمناطق المشتعلة، كل على حدة.

 

وأشار الناشط أبو سراج الشامي، في حديث لـ”الخليج أونلاين”، إلى أن “المعركة في الجنوب السوري بدأت فعلاً الاثنين 12 مارس، وذلك بعد أن خرقت مقاتلات نظام الأسد اتفاقية (خفض التصعيد)، بشكل علني وصريح، لأول مرة منذ تسعة أشهر، ونفذت أكثر من عشر غارات جوية، استهدفت بها عدة قرى في ريف درعا، الخاضع لسلطة الفصائل، مُوقِعة بعض القتلى، وعشرات الجرحى في صفوف المدنيين”.

 

وقال الشامي: إن “المعركة في درعا كانت متوقعة منذ أشهر، وإرهاصاتها أصبحت أكثر وضوحاً، بعد المجازر الكبيرة التي ارتكبتها الطائرات الروسية وقوات النظام في الغوطة الشرقية، وتزامن ذلك مع تصريحات أطلقتها قاعدة حميميم الروسية على موقعها الإلكتروني، مفادها أن الوجهة بعد الانتهاء من الغوطة الشرقية، ستكون الجنوب السوري”.

 

وأضاف أن “ما عزز اعتقاد أن المعركة القادمة ستكون في درعا، هو أن الحرب على الغوطة ترافقت مع وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى درعا، والصنمين، ومناطق (مثلث الموت)، وإزرع، وتنفيذها تحصينات وسواتر ترابية مرتفعة في مناطق (المربع الأمني) والمدينة الرياضية، والأحياء المتاخمة لأحياء درعا البلد”.

 

ونقل الشامي عن مصدرٍ مطلع في مدينة “إزرع”، الخاضعة لسلطة النظام في ريف درعا الشمالي، تأكيده “وصول أرتال عسكرية إلى المدينة، قوامها دبابات، ومدرعات، وناقلات جند، كانت قد وصلت ليل الاثنين الماضي، وتوزعت في عدة نقاط عسكرية بالمدينة وفي محيطها”.

 

ولفت إلى أن “قوات النظام، وعلى غير عادتها، بدأت بالتزامن مع الهجوم على الغوطة الشرقية، بتوسيع دائرة قصفها المناطق المحررة في درعا بشكل يومي، مُوقِعةً إصاباتٍ كبيرةً في صفوف المواطنين العزل”.

 

وبيّن الشامي أن دائرة الاستهداف، على مدى الأيام الماضية، شملت مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين، وحي طريق السد، وأحياء درعا البلد واليادودة والنعيمة وصيدا والغارية الغربية وبصر الحرير ونوى وجاسم وإنخل وأبطع والمسيفرة.

 

وأوضح أن تهديدات النظام المتكررة، باجتياح المنطقة الجنوبية، في حال عدم الموافقة على ما يسمى “المصالحات الوطنية”، التي كان قد طرحها بالجنوب السوري؛ تسببت في حالة من الهلع وبحركة نزوح إلى المناطق الآمنة، لا سيما أن هذه التهديدات، جاءت مؤخراً على لسان مسؤول المصالحة الروسي في المنطقة الجنوبية.

 

من جهتهم، دعا أئمة المساجد والفعاليات المدنية في محافظة درعا، قادة الفصائل إلى ضرورة فتح جبهات المحافظة؛ للتخفيف عن الغوطة الشرقية، التي “تخضع لحرب إبادة جماعية”، من خلال تنفيذ ضربة عسكرية استباقية، تُربك قوات النظام قبل أن تفكر في التوجه إلى المنطقة الجنوبية.

 

ولفت الشيخ عبد الرزاق المحمود، وهو إمام مسجد، إلى ضرورة فتح جميع الجبهات في محافظتي درعا والقنيطرة دفعة واحدة، وعدم الانصياع إلى الأوامر الخارجية، متهماً كل الجهات الخارجية بالوقوف إلى جانب النظام، في “حرب الإبادة” التي تشنها قواته على الشعب السوري منذ سبع سنوات.

 

وأضاف، في حديث لـ”الخليج أونلاين”: “لقد دعونا جميع الفصائل، من خلال المنابر ومن خلال التواصل معهم؛ من أجل فتح جبهات القتال والاعتماد على إمكاناتهم الخاصة، في هذه المعركة المصيرية”.

 

وبيّن المحمود أن “كل الفصائل عبَّرت عن استعدادها لخوض المعركة، وأنها تنتظر ساعة الصفر”، التي قال عنها: إنها “باتت قاب قوسين أو أدنى”.

 

– تعاون وتنسيق وتخطيط

 

من جهته، أشار أبو قصي الحوراني، وهو ضابط متقاعد، إلى أن “المعركة ضد قوات النظام تحتاج إلى تنسيق وتعاون كبيرين وإجماع وحشد جميع الفصائل، إضافة إلى دقة متناهية في التخطيط؛ لأن خسارة المعركة، هي خسارة كل منجزات الثورة، والعودة إلى المربع الأول”.

 

وأضاف أن “فصائل الجبهة الجنوبية، في محافظة درعا، لم تقف مكتوفة الأيدي منذ بدْء الهجوم على الغوطة الشرقية”، مشيراً إلى أن “الفصائل استشعرت الخطر، وبدأت تدرس جميع الاحتمالات في حال إحراز النظام أي تقدُّم بالغوطة الشرقية”.

 

وتابع، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن “الفصائل استهدفت، خلال الأيام الماضية، العديد من النقاط العسكرية بالمربع الأمني، وفي منطقة (البانوراما)، وكتيبة الدبابات”.

 

وأوضح الحوراني أنها استهدفت أيضاً مواقع قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها في مدن، “إزرع” و”الصنمين” و”خربة غزالة”، مُوقِعة فيها إصاباتٍ مباشرة، “وكل ذلك؛ بهدف تخفيف الضغط عن الغوطة الشرقية، التي تخضع لحرب إبادة جماعية”.

 

وقال الحوراني: “إن خطة هجوم الفصائل على مواقع قوات النظام ما زالت سرية، وإنها تدخل في إطار الأسرار العسكرية التي تعتمد على المباغتة، وتشتيت قوى العدو تحت وقع الصدمة”.

 

وأكد أن “جميع نقاط وقواعد قوات النظام، والمليشيات الحليفة، في المنطقة الجنوبية، ستكون مستهدفة”.

 

ونقل الحوراني عن قادة ميدانيين، تَواصل معهم، قولهم: إن “الفصائل المسلحة أصبحت بجهوزيتها التسليحية كاملةً، والمعنوية لردِّ أي عدوان محتمل تنوي قوات النظام والمليشيات الحليفة شنّه على الجنوب السوري”.

 

وفي سياق متصل، نقلت مواقع إخبارية، عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، أن “واشنطن دعت إلى عقد اجتماع عاجل في الأردن؛ بسبب قلقها من تقارير تفيد بوقوع هجمات في درعا”.

 

وأوضح المسؤول الأمريكي أنه “إذا صحَّت التقارير بشأن غارات لطائرات النظام، فإنها تمثل انتهاكاً صريحاً لوقف إطلاق النار”.

 

ثوار سوريا: ضحينا بالكثير ولن نتوقف

تناولت صحيفة إندبندنت البريطانية الحرب التي تعصف بسوريا منذ سبع سنوات، وأشارت إلى عدم وجود ما يدل على توقفها، ونسبت إلى قيادات في المعارضة القول “لقد دفعنا ثمنا باهظا من أجل الحرية، ولا يمكننا التوقف الآن”.

 

وتضيف الصحيفة أنه مع الهجمات الجديدة في عفرين والغوطة الشرقية، فإن عام 2018 يكون قد شهد بالفعل أحد أكثر الفصول دموية في الحرب التي لا تظهر أي علامات على التباطؤ.

 

وتضيف أنه كان من الصعب التنبؤ بحجم هذه الحرب عندما خرج المتظاهرون إلى شوارع دمشق وحلب في “يوم الغضب” في 15 مارس/آذار 2011.

 

وتضيف أن متظاهري الربيع العربي في سوريا كانوا هتفوا “أجاك الدور يا دكتور”. في إشارة واضحة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك وهم يطالبون بالإفراج عن 15 مراهقا ألقي القبض عليهم بتهمة “الشخبطة” على جدران بكتابات مناهضة للحكومة، متأثرين بأجواء الربيع العربي.

روسيا استخدمت قاذفات إستراتيجية عملاقة من طراز توبوليف تي يو22 إم3 في قصف سوريا (رويترز)

 

سقوط أنظمة

ولم تمنع عمليات الاعتقال والضرب استمرار المتظاهرين في احتجاجاتهم، فهم استمدوا الشجاعة في أعقاب سقوط حسني مبارك في مصر وزين العابدين بن علي في تونس في احتجاجات مماثلة في الربيع العربي.

 

وبعد ثلاثة أيام من المظاهرات النادرة بشكل استثنائي، بدأت الحكومة تضيق بهذا التطور ذرعا، حيث قُتل أربعة متظاهرين في درعا برصاص قوات الأمن التي فتحت النار على حشد من الناس، حيث تقول معظم التقارير إن هؤلاء القتلى لم يكونوا مسلحين.

 

ووفرت عمليات القتل هذه حافزا لثورة تحولت إلى صراع لا يشبه أي حرب حديثة أخرى، حرب هزت ثقة العالم في سلطة الأمم المتحدة، وتركت العديد من التساؤلات بشأن مدى قدسية القانون الإنساني الدولي.

 

وتضيف أنه لم يتم بعد فهم التداعيات الكاملة للحروب بالوكالة التي لا حصر لها التي يجري خوضها في سوريا.

 

قتل وتشريد

وتقول إن ما هو مؤكد في هذه الحرب يتمثل في كونها تسببت في مقتل أكثر من نصف مليون حتى الآن، وفي كونها أجبرت أكثر من نصف سكان سوريا على الفرار من ديارهم، وفي ألا يعرف جيل كامل من الأطفال السوريين أي شيء آخر غير الحرب.

 

وتنسب إلى الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة القول إن ثقة السوريين في الأمم المتحدة تعتبر متدنية للغاية في هذه المرحلة، مشيرا إلى عجز المجتمع الدولي عن تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في الصراع.

 

وتضيف أن الأمر أصبح أكثر تعقيدا ودموية في بعض المناطق، وأن سوريا الآن تُظهر إشارات خطرة للانحدار إلى حالة حرب راسخة، مثل تلك التي عانى منها العراق وأفغانستان، بحيث تكون خاضعة لنزوات أمراء الحرب الداخليين والقوى التي تقاتل بالوكالة.

 

وتسهب الصحيفة في الحديث عن تعقيدات الصراع وأدوار القوى الخارجية والداخلية المتقاتلة.

 

وتقول إن سوريا خضعت لتغييرات ديموغرافية واسعة في السنوات السبع الأخيرة، حيث كان يتم إخلاء مجتمعات بأكملها من الأحياء وتنقل بالحافلات إلى أماكن أخرى في نهاية المعارك.

 

وتقول إن مصير مئات الآلاف من الأشخاص الذين اعتُقلوا أو اختفوا في سجون الأسد يعد مسألة  أخرى مؤلمة يمكن أن تعرقل أي محاولات جديدة للحوار.

 

وتنسب إلى البحرة القول “في هذه المرحلة من الصراع ليس أمام المعارضة أي خيار سوى الاستمرار، ولقد دفعنا ثمنا باهظا في هذه الحرب، وبما أننا ضحينا بالكثير، فلا يمكننا التوقف الآن”.

المصدر : الجزيرة,إندبندنت

 

إعلاميو الغوطة.. بين من قضى نحبه ومن ينتظر

في الذكرى السابعة لانطلاق الثورة السورية أصدرت رابطة الصحفيين السوريين تقريرا بينت فيه حجم الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون في سوريا بشكل عام وفي غوطة دمشق  بشكل خاص، حيث قتل وجرح المئات وتعرضوا لشظف العيش مثلهم مثل بقية السوريين المحاصرين.

وذكر التقرير -الذي اطلعت عليه الجزيرة نت- أن الانتهاكات الجسيمة التي طالت الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي منذ انطلاق الثورة منتصف مارس/آذار 2011، أدت إلى تسجيل أكثر من ألف انتهاك كان النظام مسؤولا عن ارتكاب معظمها، مشيرا إلى أن ذلك أهل سوريا لتكون البلد الأشد فتكا بالصحفيين.

 

ولفت التقرير إلى أن الانتهاكات التي تستهدف الإعلاميين في الغوطة لم تكن وليدة التصعيد الخطير الذي تشهده حاليا، إذ سبق أن سجل المركز السوري للحريات الصحفية مقتل وإصابة العشرات من الإعلاميين في هذا الحيز الجغرافي الذي يحيط بالعاصمة دمشق.

 

وتمكن المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين من توثيق 163 انتهاكا ضد الإعلام في عموم محافظة ريف دمشق، منها 117 انتهاكا وقع في غوطة دمشق الشرقية، وذلك من مجموع الانتهاكات الكلي الذي وثقه المركز في سوريا (1103 انتهاكات)، منذ انطلاق الثورة السورية منتصف مارس/آذار 2011 وحتى نهاية فبراير/شباط 2018.

 

وتوزعت المسؤولية عن ارتكاب الانتهاكات ضد الإعلام في الغوطة الشرقية، إذ تصدرت قوات النظام السوري قائمة الجهات المنتهكة بمسؤوليتها عن ارتكاب 84 انتهاكا، وحلت جهات مُعارضة في المرتبة الثانية بمسؤوليتها عن ارتكاب 24 انتهاكا، بينما كانت روسيا مسؤولة عن ارتكاب أربعة انتهاكات، وارتكب كل من تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) انتهاكا واحدا لكل منهما على حدة، في حين لم يتم التعرف على المسؤولين عن ارتكاب ثلاثة انتهاكات.

 

وتنوعت الانتهاكات المرتكبة ضد الإعلام في الغوطة الشرقية، فكان أبرزها مقتل 55 إعلاميا، قتل 48 منهم على يد النظام السوري، بينما كانت فصائل المعارضة مسؤولة عن مقتل اثنين، وقتل كل من تنظيم الدولة وروسيا إعلاميا، في حين قتل ثلاثة آخرون من قبل جهات مجهولة.

 

ووثق المركز مقتل 426 إعلاميا في سوريا منذ مارس/آذار 2011، حتى نهاية فبراير/شباط 2018.

 

كما وثق المركز وقوع 28 حالة إصابة واعتداء بالضرب ضد إعلاميين في الغوطة الشرقية، منذ عام 2011، إضافة إلى عشر حالات احتجاز واعتقال واختطاف لإعلاميين ارتكبتها مختلف الأطراف المتصارعة على الساحة السورية.

 

وعلى صعيد الانتهاكات المرتكبة ضد المؤسسات في الغوطة الشرقية، فقد وثق المركز وقوع 14 انتهاكا، ارتكب النظام عشرة منها، في حين كانت المعارضة مسؤولة عن أربعة انتهاكات. وإلى جانب ذلك، وثق المركز أيضا وقوع عشرة انتهاكات من نوع آخر أبرزها التهديد والملاحقة ومصادرة الأملاك وإصدار مذكرات توقيف غيابية، حيث ارتكبت المعارضة سبعة منها، وكان النظام مسؤولا عن الثلاثة المتبقية.

 

وفي ختام التقرير أوصى المركز السوري في رابطة الصحفيين السوريين بتطبيق كافة القوانين الدولية ذات الشأن ويدعو إلى تطبيق القرارات الأممية التي تتمحور حول فك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى الأراضي السورية

 

ودعا إلى احترام حرية الصحافة وضمان سلامة العاملين في الحقل الإعلامي ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وطالب الأطراف الفاعلة في سوريا والأطراف الدولية المعنية بتفعيل القوانين الدولية الخاصة بحماية الإعلاميين والدفاع عنهم وعن حرية الصحافة وحق نقل المعلومات في سوريا.

المصدر : الجزيرة

 

الرئيس المؤقت للائتلاف السوري المعارض: لا يوجد موعد جديد لمسار جنيف

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 15 مارس 2018

 

روما- قال رئيس ائتلاف المعارضة السورية المُكلّف عبد الرحمن مصطفى، إن “المجتمع الدولي لا يمتلك الأدوات المناسبة لوقف الإبادة التي يرتكبها النظام السوري”، وأكّد أن فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة أعلنت عن استعدادها لإخراج “أفراد متطرفين من المنطقة، لكن روسيا لم توقف حججها لتأييد النظام قصف الغوطة”، معلنا أن الائتلاف لم يتلق أي موعد جديد بشأن مسار جنيف.

 

وفي تصريح صحفي اليوم، قال مصطفى الذي خلف المعارض رياض سيف في رئاسة الائتلاف مؤقتاً ريثما يتم انتخاب رئيس جديد له في أيار/ مايو المقبل، إن الإرادة الدولية لوقف الإبادة في الغوطة الشرقية “غير موجودة”، رغم أن حجم المأساة بات معروفاً لكل المجتمع الدولي، الذي وصفه بأنه “ليس له أدوات لوقف الإبادة التي يرتكبها النظام السوري”.

 

ونفى أن يكون سبب “الإبادة وجود عناصر متطرفة في الغوطة كما تدّعي روسيا”، وقال “إن الفصائل أعلنت استعدادها لنقلهم إلى مكان آخر، لكن ذلك كان مجرد ذريعة، علمًا أن هؤلاء مجرد أفراد، وسبق لهم أن اصطدموا مع الجيش الحر”.

 

وأشار إلى وجود ما أطلق عليه تسمية “خلية أزمة” تتكون من الائتلاف وهيئة التفاوض والحكومة المؤقتة والمجالس المحلية والجيش الحر ومنظمات المجتمع المدني، قال إنها “تتولى تقديم مبادرات لوقف القتل في الغوطة، والجيش الحر يتجاوب معها، لكن للأسف، لا آليات ولا إرادة حقيقية لتطبيق القرارات الأممية؛ لأن روسيا أصبحت شريكة في القتل” وفق تعبيره.

 

ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على النظام السوري للانخراط بالعملية السياسية، كما شدد على تمسّك الائتلاف بمسار جنيف، وأشار إلى أن لقاءات هيئة التفاوض في الخارج تُركّز على العملية التفاوضية، مؤكداً أن الائتلاف لم يتلق أي موعد جديد بشأن مسار جنيف.

 

ومصطفى الذي قرر الائتلاف قبل أيام تعيينه كرئيس مؤقت للائتلاف من مدينة جرابلس، ويحمل إجازة في الاقتصاد، وكان سابقاً رئيس المجلس التركماني السوري، ومسؤول العلاقات الخارجية للواء أحفاد الفاتحين التابع للجيش السوري الحر.

 

وكان سيف، الذي انتخب في السادس من مايو/ أيار 2017، قد قدّم استقالته من الرئاسة الخميس الماضي لأسباب صحية.

 

في سوريا .. القوى الأجنبية تعرقل المزيد من المكاسب للأسد

من توم بيري وليلى بسام

بيروت (رويترز) – سريعا وصلت الحرب السورية إلى أعتاب مرحلة قد تؤدي فيها محاولة الرئيس بشار الأسد لاستعادة أراض إضافية إلى نشوب صراعات أوسع مع القوى الأجنبية التي أرسلت قوات عسكرية إلى سوريا.

وستمثل السيطرة المتوقعة على الغوطة الشرقية علامة بارزة جديدة في مسعى الأسد لسحق المسلحين مع دخول الحرب عامها الثامن حيث لا تزال روسيا وإيران تقفان بثبات خلفه.

وأعرب أعداء الأسد الخارجيون عن إدانتهم للهجمات في الغوطة لكنهم فشلوا في وقفها وهو ما حصل في السابق في حمص وحلب ومناطق أخرى حيث سحقت القوات المؤيدة للحكومة مسلحي المعارضة.

لكن خريطة الصراع تشير إلى أن أمام الأسد مرحلة أكثر تعقيدا في سعيه لاستعادة ”كل شبر“ من بلد مزقته الحرب وأودت بحياة نصف مليون شخص ودفعت 5.4 مليون شخص إلى الخارج كلاجئين.

وتوجد قوات أمريكية في مناطق شاسعة من الشرق والشمال الشرقي والذي تسيطر عليه الجماعات الكردية التي تسعى للحصول على الحكم الذاتي من دمشق. واستخدم الجيش الأمريكي القوة للدفاع عن تلك المناطق من هجمات القوات الموالية للأسد.

وأرسلت تركيا قوات إلى الشمال الغربي لمهاجمة وعرقلة تقدم المجموعات الكردية ذاتها حيث أقامت منطقة عازلة بينما أعاد المسلحون المناهضون للأسد تجميع صفوفهم.

وفي الجنوب الغربي حيث يسيطر المسلحون على أراض على الحدود الإسرائيلية والأردنية يواجه الأسد خطر الصراع مع إسرائيل التي تريد إبعاد حلفائه المدعومين إيرانيا عن الحدود وشنت إسرائيل هجمات جوية شرسة في سوريا.

ويعتقد البعض أن سوريا المقسمة إلى مناطق نفوذ قد تبقى على ما هي عليه لبعض الوقت، وربما لسنوات، مع اضطرار الأسد إلى قبول التقسيم الفعلي وعدم وجود احتمال لسلام من خلال التفاوض.

ويخشى آخرون من تصعيد آخر يشمل تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل وإيران وروسيا.

وقال ديفيد ليش الخبير في شؤون سوريا ”لا أعتقد أن النصر قريب كما تعتقد الحكومة السورية“ مشيرا إلى أن الأسد يواجه الآن ”مستنقعا دبلوماسيا“.

ويعتقد الأسد أن لديه القدرة على ”الانتظار“ أكثر من القوى الأجنبية في سوريا لا سيما تركيا والولايات المتحدة ولكن ”سيمضي الكثير من الوقت قبل أن يستطيع بسط سيطرته الحقيقية على بقية البلاد إذا استطاع كما قال ليش.

* ثقة دمشق

نشأ الصراع من الاحتجاجات الشعبية ضد الأسد وتطور إلى تمرد عنيف ثم حرب أهلية لا هوادة فيها عندما رد الأسد باستخدام القوة. ودمرت الحرب مناطق شاسعة في سوريا وساعدت على صعود الدولة الإسلامية وتأجيج الطائفية وشهدت الاستخدام الأكثر دموية للأسلحة الكيميائية منذ الثمانينيات.

وبدعم من إيران وروسيا استعاد الأسد باطراد أرضه من المسلحين الذين لم يمنحهم داعموهم في الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا الأسلحة اللازمة.

وتعكس حركة السيدة الأولى أسماء الأسد في الحياة العامة الثقة بدمشق بشكل متزايد. فقد زارت أطفالا من ذوي الاحتياجات الخاصة ورافقت الأسد في عيادة الجرحى. وظهرت صورة الأسد على العملة الوطنية لأول مرة.

كما أنه ومنذ زمن تمت تنحية أي نقاش جاد حول مستقبل الأسد. فالدول الغربية والعربية التي دعمت المعارضة تجنبت المسألة كليا في التوصيات الأخيرة للمسار السياسي الجامد الذي تشرف عليه الأمم المتحدة.

وما زال الغرب يأمل أن تمارس روسيا ضغوطا على الأسد. وتحجب البلدان الغربية مساعدات إعادة الإعمار حتى يتم تنفيذ عملية الانتقال السياسي. لكن العديد من المحللين في الشؤون السورية يقولون إنه بالنسبة لروسيا لا يوجد بديل للأسد يمكن الاعتماد عليه.

في عام 2015 كانت الدولة السورية تسيطر على أقل من خمس سوريا. ووصلت القوات الجوية الروسية ليتحول مسار الحرب في سبتمبر أيلول بعد العمل بشكل وثيق مع إيران والقوات التي تدعمها ويشكل حزب الله اللبناني رأس الحربة فيها. ويقاتل حزب الله دعما للأسد منذ عام 2012.

وبعد هزيمة المسلحين في حلب اكتسح الأسد وحلفاؤه سوريا في العام الماضي واستعادوا الأراضي على طول الطريق إلى الحدود العراقية من ”الخلافة“ المتداعية للدولة الإسلامية.

ويسيطر الأسد الآن على نحو 58 في المئة من سوريا وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان بما في ذلك المدن الرئيسية والساحل امتدادا إلى الصحراء غرب نهر الفرات.

رسم توضيحي يبين عدد القتلى الذي سجله مركز توثيق الانتهاكات في سوريا منذ 2011 .

وتحاول الحكومة الآن القضاء على المسلحين في المناطق المتبقية في الغوطة الشرقية. وقد تساهم هزيمة الغوطة الشرقية في التعجيل بزوال جيوب المسلحين المتبقية في دمشق وحمص وحماة.

* ردع إسرائيل

عادت إلى الأضواء مناطق الجنوب الغربي. وقال المسلحون هذا الأسبوع إن الحكومة شنت أولى غاراتها الجوية هناك منذ هدنة العام الماضي التي توسطت فيها روسيا والولايات المتحدة والتي تهدف جزئيا إلى معالجة المخاوف الإسرائيلية.

وربما يكون الجنوب الغربي هو إحدى المناطق التي تختلف فيها الأولويات الروسية والإيرانية. بالنسبة لإيران الجمهورية الإسلامية الشيعية فإن سوريا هي دولة على خط المواجهة في الصراع مع إسرائيل التي تخشى من قيام طهران بإنشاء معسكرات دائمة في سوريا.

أما روسيا فتجري اتصالات دبلوماسية مع إسرائيل حول سوريا ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زار موسكو في شهر يناير كانون الثاني والتقى الرئيس فلاديمير بوتين ويتطلع إلى احتواء إيران والمجموعات المدعومة من قبلها.

وقال قائد في التحالف العسكري الإقليمي الذي يقاتل لدعم الأسد إن المطالب الإسرائيلية بمنطقة ”عازلة“ تمتد من حدود الجولان إلى سوريا غير مقبولة.

وأضاف القائد الذي طلب عدم نشر اسمه ”هذا ما لن نقبل به ولم تقبل به الدولة السورية… سنرفع نسبة قوة الردع بوجه الإسرائيلي بالجنوب السوري“.

وتشمل أهداف الأسد إعادة فتح المعبر إلى الأردن وهو شريان تجاري حيوي. ويتلقى المسلحون في جنوب سوريا دعما من الأردن والولايات المتحدة وحسب ما يقول المسؤولون السوريون من إسرائيل أيضا.

وأبرز إسقاط طائرة إف 16 إسرائيلية أثناء عودتها من قصف جوي في سوريا الشهر الماضي مخاطر نشوب صراع بين إيران وإسرائيل في سوريا.

واحتواء إيران هو أحد أهداف السياسة الأمريكية المتبلورة حديثا تجاه سوريا حيث أقامت واشنطن نفوذا من خلال تحالفها مع وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على حوالي ربع البلاد وهو ما يعد ثاني أكبر جزء من سوريا.

وانتشر حوالي 2000 من القوات الأمريكية في الأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب التركية وحلفاؤها خلال الحملة ضد الدولة الإسلامية. وهذه المنطقة على الضفة الشرقية لنهر الفرات تشمل حقول النفط والأراضي الزراعية الحيوية للاقتصاد.

* ”حالما بحرب عصابات“

اتسعت أهداف الولايات المتحدة إلى ما هو أبعد من محاربة الدولة الإسلامية إلى كبح جماح إيران وتمهيد الطريق دبلوماسيا لرحيل الأسد في نهاية المطاف رغم أن دعوة واشنطن إلى ”الصبر“ على هذا الصعيد تشير إلى صعوبات في تحقيقه.

وقال جوشوا لانديس الخبير في الشؤون السورية ”السوريون يحلمون بكيفية استخدام حرب العصابات ضد الأمريكيين لكن من الصعب الوصول إليهم وهم محميون من قبل وحدات حماية الشعب. الولايات المتحدة أصبحت أكثر ذكاء بشأن احتلال الدول العربية“.

وتوقع مسؤول كبير في المعارضة أن تستقر سوريا على تقسيمها إلى مناطق نفوذ. وقال ”يمكن أن تظل هكذا لمدة عامين أو عشر سنوات“.

وتساءل ”هل سيحاول أن يأخذ أكثر من هذا؟ غير مسموح له أن يفعل ذلك في الوقت الحاضر. هذا أكبر من الأسد“.

وتحاول الولايات المتحدة إدارة التوتر مع تركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي بسبب دعمها للأكراد. وهدف أنقرة الأساسي هو ضرب وحدات حماية الشعب التي تعتبرها امتدادا لجماعة كردية مسلحة تشن هجمات في تركيا.

وهي بصدد توسيع نطاق المنطقة العازلة في منطقة عفرين الكردية حيث يبدو أن أولويات موسكو تختلف عن أولويات دمشق وطهران. وقد أعطت روسيا تركيا الضوء الأخضر للهجوم في حين أن طهران ودمشق قلقتان من نفوذ تركيا المتنامي.

يمتد المجال التركي أيضا إلى محافظة إدلب لكن هذه المرة بموافقة كل من روسيا وإيران. ويسيطر على إدلب مسلحون وهي تعاني من فقر في الموارد وتستضيف الآلاف من السوريين المعارضين للأسد الذين أجبروا على الانسحاب من مناطق أخرى.

ويبدو أن إدلب ليس في قائمة أولويات الأسد. وقال القائد المؤيد للأسد إن الأمر متروك لتركيا للانتشار وفقا لاتفاقها مع إيران وروسيا و“إنهاء وجود تنظيم القاعدة مثل (جبهة) النصرة وغيرها“ في إدلب.

وأضاف القائد ”المشكلة مع تركيا في عفرين“. وأضاف ”لن نقبل أن يتقدم الإرهابيون… ويحتلون عفرين“ في إشارة إلى الجماعات السورية المناوئة للأسد التي تقاتل إلى جانب القوات التركية.

إعداد ليلى بسام للنشرة العربية – تحرير منير البويطي

 

تصحيح رسمي- مستشار للأمم المتحدة: معارك طاحنة لا تزال تلوح في سوريا

من توم مايلز

 

جنيف (رويترز) – قال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة إن سوريا قد تشهد ”معارك طاحنة“ في آخر منطقتين خاضعتين للمعارضة حتى بعد انتهاء الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية على الغوطة الشرقية قرب دمشق.

 

وانصب الاهتمام العالمي على معركة الغوطة، وهي آخر جيب للمعارضة قرب العاصمة وتحاصرها الحكومة، وعلى عفرين في أقصى شمال البلاد حيث تشن تركيا عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تراها تهديدا لأمنها.

 

لكن إيجلاند قال في مقابلة مع رويترز إن المنطقتين لن تكونا آخر نقطتين ساخنتين في الحرب التي تدخل عامها الثامن، وذلك بعد ثلاثة أعوام من تحول دفة الحرب لصالح الرئيس بشار الأسد.

 

وقال إيجلاند، الذي يرأس المجلس النرويجي للاجئين، ”ما نخشاه هو أنه بعد الغوطة الشرقية قد نرى معارك طاحنة داخل وحول إدلب (في شمال غرب البلاد) وفي الجنوب في درعا“.

 

وقال إن هذه ستكون فقط الأحدث في حلقة ”معارك النهاية“ الطاحنة والقاسية بعد القتال في حمص وحلب والرقة ودير الزور.

 

وأضاف أنه في كل معركة كان المدنيون عالقين بين الأطراف المتحاربة التي بررت قسوتها بزعم أنها تحارب الإرهاب أو الدكتاتورية.

 

وقال إيجلاند ”إن الوقت لم ينفد بعد لإجراء حوار بشأن إدلب وبشأن درعا وعفرين“. وأضاف قائلا أن ”إدلب ستكون مبعث قلق هائلا لأن إدلب معسكر لاجئين هائل إلى حد كبير“.

 

ولوقف أحد أسوأ مظاهر القتال وهي الضربات الجوية على المنشآت الطبية، قال إيجلاند إن نظام تنبيه جديدا لإحداثيات أكثر من 12 مستشفى قد بدأ العمل مؤخرا.

 

وذكر المسؤول الدولي ”لقد قدمنا إحداثيات المستشفيات في الغوطة الشرقية وفي إدلب إلى الولايات المتحدة وإلى روسيا ولن نطلب ضمانات من روسيا بعدم مهاجمتها وحسب بل سنطلب أيضا ضمان ألا تستهدف القوات المسلحة السورية وسلاحها الجوي المستشفيات“.

 

وقال إيجلاند ”كنت على اتصال مع الروس ومع الأمريكيين أمس بهذا الشأن. المنظمات الأهلية الإنسانية قدمتها إلى الأمم المتحدة، والأمم المتحدة نقلتها إلى روسيا وإلى الولايات المتحدة وسوف ينقلانها إلى حلفائهما“.

 

إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير حسن عمار

 

المرصد السوري: 12500 على الأقل غادروا الغوطة الشرقية

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الخميس إن عدد الأشخاص الذين غادروا جيبا تسيطر عليه المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية إلى مواقع الحكومة ارتفع إلى 12500 على الأقل.

أطفال ينظرون من نافذة حافلة خلال إجلائهم من الغوطة الشرقية يوم 13 مارس آذار 2018. تصوير: بسام خبيه – رويترز

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن المدنيين يتدفقون خارجين من كفر بطنا وحمورية وجسرين وسقبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى