أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 15 أيلول 2016

 

 

موسكو مهتمة بالحرب على «الإرهاب» وأهل حلب ينتظرون وصول الغذاء

لندن، واشنطن، موسكو، نيويورك، أنقرة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أعلنت موسكو تمديد «الهدنة الهشة» في سورية يومين، داعية إلى تحويل الاتفاق الأميركي- الروسي إلى «تحالف دولي ضد الإرهاب»، وحضت واشنطن على الوفاء بالتزامها فصل الفصائل المعتدلة عن «الإرهابيين»، مع ترقب بدء متزامن لانسحاب القوات النظامية السورية وفصائل المعارضة من طريق الكاستيلو شمال حلب صباح اليوم، في وقت تنتظر المناطق المحاصرة في المدينة وصول قوافل المساعدات الإنسانية من الحدود السورية- التركية.

وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أمس في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»: «أعتقد أنه في حال أداء اتفاق جنيف وظيفته، فإننا سنقترب كثيراً مما اقترحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، في إشارة منه إلى اقتراحه «تشكيل تحالف عالمي لمواجهة التهديد الإرهابي».

وكان الجنرال فيكتور بوزنيخير من رئاسة أركان القوات الروسية قال إن بلاده تؤيد تمديد العمل بالهدنة في كل أنحاء سورية لمدة 48 ساعة. واضاف: «تنتهي اليوم (أمس)، في الساعة 19:00 (بتوقيت دمشق)، وفقاً للاتفاقات الروسية- الأميركية، الفترة الأولى المستمرة لـ48 ساعة من عمل نظام وقف الأعمال القتالية، ونلفت إلى أن الهدنة لم تشهد خلال الفترة المنتهية تطبيقاً شاملاً، وارتفع العدد العام لخروقها من المسلحين حتى صباح اليوم (أمس) إلى 60 حالة… ومعظم الانتهاكات ارتكبتها جماعة أحرار الشام المسلحة».

وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن الوزير سيرغي لافروف أبلغ نظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي ضرورة «الوفاء بتعهد إبعاد مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة تحت وصاية واشنطن عن جبهة فتح الشام التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة وغيرها من الجماعات»، لافتة إلى أن الوزيرين بحثا في «قتال جبهة فتح الشام وتنظيم داعش بصورة مشتركة». وكان كيري قال في مقابلة تلفزيونية صباحاً، إن الهدنة «الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلاد» وبقاء سورية موحدة.

من جهة أخرى، قال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين إن وقف النار «يعطي أملاً» في «توفير الظروف الملائمة للتسوية السياسية»، لكنه حذّر من أن «نظام الهدنة ما زال هشاً بقدر كبير»، في وقت قال مسؤول رفيع في الجيش الروسي إن الطيران الحربي الروسي قصف عناصر من تنظيم «داعش» كانوا يستعدون لشن هجوم على مدينة تدمر. وأضاف أن القوات الروسية قتلت 250 مسلحاً ودمرت نحو 15 سيارة نقل صغيرة محملة بالمدافع الرشاشة والمدافع المضادة للطائرات.

وأفادت موسكو بأن الجيش النظامي السوري مستعد لانسحاب مرحلي متزامن مع انسحاب المعارضة من طريق الكاستيلو قرب حلب اعتباراً من التاسعة صباح اليوم، علماً أن الاتفاق الأميركي- الروسي يدعو إلى «منطقة منزوعة السلاح» في الكاستيلو، بهدف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في حلب حيث ينتظر السكان المواد الغذائية بشكل يائس، وأقام جنود روس نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو، محور الطرق الأساسي لنقل المساعدات من تركيا إلى أحياء المدينة الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة. لكن بحسب مصدر أمني سوري، فإن النظام لم ينسحب بعد من هذا المحور.

وحض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون واشنطن وموسكو على المساعدة في إزالة العوائق أمام توزيع المساعدات في سورية. وأكد أن الأمم المتحدة جاهزة لتحريك ٢٠ شاحنة من تركيا إلى حلب فور حصولها على التصريح الأمني لضمان سلامة طواقم الإغاثة، وحث الولايات المتحدة وروسيا على ممارسة النفوذ على أطراف النزاع لإنهاء الترتيبات الأمنية الضرورية لذلك.

وقال بان في مؤتمر صحافي إن المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي مستورا «سيحدد الموعد المناسب للعودة إلى المفاوضات السياسية» داعياً إلى اغتنام فرصة وجود قادة العالم في نيويورك الشهر الحالي «لإعادة الثقة» بما يسهل العودة إلى المفاوضات.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الأحياء الشرقية في حلب «شهدت تظاهرات لرفض إدخال المساعدات الإنسانية إلى حلب لأنها مساعدات الذل». وعمّ الهدوء لليلة الثانية على التوالي حلب. وحلقت طائرات فوق المنطقة لكن من دون شن غارات، بحسب «المرصد».

 

فرنسا تدعو الولايات المتحدة إلى إطلاع حلفائها على تفاصيل اتفاق سورية

باريس – رويترز

قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت اليوم (الخميس) أن فرنسا تريد الاطلاع على نص اتفاق وقف إطلاق النار في سورية الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا، حتى لا يحدث لبس في ما يتعلق بمن المستهدف على الأرض.

ووفقاً للاتفاق تهدف الولايات المتحدة وروسيا إلى تخفيض مستوى العنف على مدى سبعة أيام متتالية قبل الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي تنسيق الضربات العسكرية ضد «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، إذ لا تشملهما الهدنة.

وعلى رغم أن الخطوط العريضة للاتفاق معلنة، لم يتم الكشف عن أجزاء أخرى بعد، ما أثار مخاوف بين بعض حلفاء واشنطن.

وقال إرولت خلال زيارة إلى أوكرانيا أنه «لا يمكن الروس أن يواصلوا القصف منفردين قائلين أنهم يستهدفون الجماعات الإرهابية». وأضاف أن «الاتفاق مع الأميركيين الذي لا نعرف كل تفاصيله – وتلك هي المشكلة في الحقيقة – يضم شروطاً تمكن واشنطن وموسكو من تحديد مواقع الإرهابيين التي نحتاج إلى استهدافها موقعاً موقعاً على الخريطة».

وأكد إرولت في تصريحات أكدها الوفد المرافق له أنه «إذا حدث لبس، فسيكون هناك أيضاً خطر يتمثل في احتمال ضرب المعارضة المعتدلة. سنكون مطالبين في مرحلة ما بأن نؤيد التفاصيل الأشمل لهذه الخطة الروسية – الأميركية، وكي نفعل ذلك نحن في حاجة إلى الاطلاع على كامل المعلومات».

وفرنسا عضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال «داعش»، وهي أيضاً داعم رئيسي لمقاتلين يحاربون الرئيس السوري بشار الأسد والقوات الموالية له، وعبرت من قبل عن قلقها من الطريقة التي تتفاوض بها واشنطن مع موسكو.

وفي إطار الاتفاق، فمن المقرر أن يتم إيصال مساعدات إنسانية إلى حلب غداً، في أعقاب انسحاب المقاتلين من طريق متنازع عليه يؤدي إلى المدينة. وقال الوزير الفرنسي أن إيصال المساعدات سيكون ضرورياً لتقويم قدرة الاتفاق على الصمود.

 

شاحنات المساعدات الاممية عبرت الحدود التركية إلى سورية

بيروت، موسكو، باريس، جنيف، دبي – رويترز، أ ف ب، «الحياة»

أعلن مسؤول كبير في الأمم المتحدة اليوم أن حوالى 20 شاحنة تنقل مساعدات إنسانية من الامم المتحدة الى شرق حلب، عبرت الحدود التركية وتنتظر في منطقة عازلة تقع بين تركيا وسورية، في حين يتوجه رئيس أركان القوات الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف اليوم (الخميس) إلى تركيا للبحث في تسوية النزاع السوري.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناتشنيكوف أن غيراسيموف «سيتباحث في أنقرة مع نظيره التركي خلوصي أكار في الوضع الراهن وآفاق تسوية الأزمة في سورية والتعاون الاقتصادي الثنائي».

من جهة ثانية أوضح منسق الشؤون الإنسانية في سورية يان ايغلاند ان «الشاحنات العشرين عبرت الحدود التركية، وهي في منطقة عازلة بين تركيا والحدود السورية»، معرباً عن امله في ان توزع المساعدات الجمعة في الاحياء المحاصرة الخاضعة إلى سيطرة المعارضة في شرق حلب حيث يعيش قرابة 250 ألف شخص. واضاف أن «الشاحنات مستعدة للتحرك على الفور».

وكان المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا قال ان الحكومة السورية لم تمنح بعد التصاريح اللازمة لدخول مساعدات إلى مدينة حلب بموجب الاتفاق الأميركي – الروسي.

وشرح دي مستورا ان القافلة لا يمكنها أن تنطلق طالما لم يتم التحقق من سلامة طريق الكاستيلو التي تقود الى شرق حلب، وان الامم المتحدة تنتظر تأمين هذه الطريق بموجب الاتفاق الاميركي – الروسي. وأضاف انه ما أن يتم تأمين طريق الكاستيلو ستقوم الامم المتحدة بابلاغ الحكومة السورية بتفاصيل المساعدات التي تنقلها الشاحنات والتي ستكون «مختومة». وقال ان المساعدات المرسلة الى حلب تحظى «بوضع خاص».

وبذلك لن يكون للسلطات السورية الحق في التحقق من محتوى الشاحنات. وبعد توزيع المساعدات ستبلغ الامم المتحدة دمشق مجدداً بكميات المساعدات التي تم تسليمها، بحسب ما قال دي ميستورا

وصرح دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي في جنيف بأنه «لن يتم توصيل المساعدات ما لم يوافق النظام على ذلك، مؤكداً عدم الحصول على تصاريح لإدخالها بعد إلى المناطق المحاصرة في حلب.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومسؤول كبير في المعارضة اليوم بأن الجيش السوري ومقاتلي المعارضة لم ينسحبوا بعد من طريق الكاستيلو المستخدم لإيصال المساعدات إلى حلب.

وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن طرفي الصراع يريدان الانسحاب في آن واحد، موضحاً أن الجيش السوري «مستعد للانسحاب، لكنه لن يتحرك ما لم تبدأ المعارضة الأمر نفسه»

يأتي هذا في وقت أعلنت مصادر عسكرية سورية أن فصائل المعارضة لن تفصل نفسها في ما يبدو عن جماعة «فتح الشام» التي كانت تعرف من قبل باسم «جبهة النصرة» مثلما يقضي الاتفاق الروسي – الأميركي.

وقال المصدر السوري: «أعتقد أنهم يريدون تعطيل الطلب الأساسي من الدولة السورية أو القيادة السورية ومن الجانب الروسي بفصل (النصرة) عن باقي التنظيمات ويبدو أن هذا الموضوع لن يحصل… لا يرغبون في الفصل أساساً».

وكانت المعارضة تلقت أمس طلباً أميركياً يقضي بأن على المحاربين تحت لواء «الجيش السوري الحر» فصل أنفسهم عن «فتح الشام».

من جانبها اتهمت موسكو اليوم واشنطن بـ«عدم الوفاء» بالتزاماتها الواردة ضمن اتفاق الهدنة، عبر عدم ممارسة ضغط على فصائل المعارضة لكي تنأى بنفسها عن «فتح الشام».

وقال كوناشنيكوف: «يبدو ان الهدف باعتماد واشنطن (ضبابية كلامية) هو اخفاء واقع انها لا تفي بالتزاماتها وفي المقام الاول فصل مسلحي المعارضة المعتدلة عن الارهابيين»، منتقدا تشكيك بعض المسؤولين الاميركيين الكبار حول التعاون بين البلدين.

وفي السياق، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت اليوم أميركا باطلاعها على نص اتفاق وقف النار، حتى لا يحدث لبس في ما يتعلق بمن المستهدف على الأرض. وقال إرولت: «إذا حدث لبس، فسيكون هناك أيضاً خطر يتمثل في احتمال ضرب المعارضة المعتدلة».

 

كيري: الاتفاق فرصة أخيرة لإبقاء سورية موحدة

واشنطن – رويترز

حاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأربعاء تفنيد انتقادات للاتفاق بين بلاده وروسيا على هدنة في سورية، قائلاً إن من دونه كان العنف سيزيد بدرجة كبيرة وكان كثير من السوريين سيذبحون أو يضطرون للفرار من بلادهم. ونص الاتفاق الذي توصل إليه كيري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جنيف يوم الجمعة على هدنة سبعة أيام يقل خلالها العنف ويزيد توزيع المساعدات الإنسانية. وإذا صمدت الهدنة سيبدأ الجيشان الأميركي والروسي في تنسيق الضربات الجوية ضد «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» في منطقة متفق عليها من سورية. وتهدف الخطة إلى جمع الأطراف السورية المتحاربة في محادثات حول فترة انتقالية يتنحى خلالها الرئيس بشار الأسد.

وقال كيري في مقابلة مع برنامج «مورنينغ إيديشن» في الإذاعة الوطنية العامة «إنها فرصة أخيرة للإبقاء على سورية موحدة»، مضيفاً: «إذا فشلنا في الإيقاف الآن ولم نتمكن من الجلوس إلى الطاولة سيزيد القتال بدرجة كبيرة».

وأضاف: «ما هو البديل؟ هل البديل هو السماح لنا بالانتقال من 450 ألف شخص قتلوا إلى ألوف كثيرة أخرى (من القتلى)؟ أن يتم اكتساح حلب بالكامل؟ أن يوجّه الروس والأسد ببساطة قصفاً عشوائياً لأيام مقبلة وأن نجلس هناك ولا نفعل شيئاً».

ويقدر عدد قتلى الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات بما يصل إلى 430 ألف شخص كما شردت الحرب 11 مليون شخص في أسوأ أزمة لاجئين يشهدها العالم.

وكان مسؤولون كبار في الجيش والمخابرات في الولايات المتحدة انتقدوا الاتفاق قائلين إنه لا يمكن الوثوق بروسيا التي ستقدم لها الولايات المتحدة بمقتضى الاتفاق معلومات عن ضرباتها الجوية لمواقع المتشددين.

وقال كيري إن الاتفاق يحظى بتأييد أوباما الذي اجتمع معه الثلثاء. وقال: «حسناً.. رئيس الولايات المتحدة جاهز وأعتقد أن الجيش سيكون جاهزاً بالتالي». وأضاف: «لا أحد يطلب من الناس أن تتخلى عن مبادئها لكنه شيء مهم بالنسبة إلينا أن نفي بتعهداتنا في هذا الأمر».

والاتفاق أكبر اختبار إلى الآن من جانب واشنطن لإمكان أن تعمل مع موسكو لإنهاء حرب أحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحولاً فيها قبل عام عندما أرسل طائراته الحربية لدخول الحرب إلى جانب الأسد.

وقال كيري إن المعارضة المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الخليج كانت في الجانب الخاسر أمام القوات الحكومية التي تتلقى المساندة من روسيا.

وقال كيري «معادلة أن الأسد يسحقهم وأن روسيا تسحقهم كانت ستلقي بهم في أيدي (جبهة) النصرة وداعش». وأضاف «وستكون عندك درجة أكبر من التطرف بكثافة متزايدة».

وبعد 24 ساعة من سريان الهدنة قال المسؤولون في الخارجية الأميركية إن هناك انخفاضاً في مستوى العنف.

وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا إن مساعدات المنظمة الدولية يجب أن تكون متاحة قريباً بما في ذلك في شرق حلب وهو نصف المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة والواقع تحت الحصار.

 

نجاح المرحلة الأولى من الهدنة في سوريا والتحدي الأكبر فك الارتباط مع “النصرة

جنيف – موسى عاصي

شجع نجاح التجربة الاولى لوقف الاعمال القتالية في سوريا الولايات المتحدة وروسيا على اعلان تجديد هذه التجربة 48 ساعة اضافية، وهو ما كان اتفق عليه في اعلان جنيف بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف. وبموجب هذا الاتفاق من شأن نجاح التجربة مدة سبعة أيام متتالية اذ يسمح للجانبين الروسي والاميركي بالانتقال الى المرحلة التالية وهي بدء التنسيق عملياً بينهما لتشكيل غرفة عمليات مشتركة من اجل وضع استراتيجية لمواجهة “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً قبل اعلان فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”) وتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

كذلك صدرت تصريحات تحذيرية عن واشنطن وموسكو في شأن استمرار الهدنة. وقال كيري إن الاتفاق هو “الفرصة الاخيرة” لصون وحدة سوريا. وأضاف: “اذا فشلنا في تحقيق وقف النار والوصول إلى طاولة المفاوضات، ستزداد حدة الاقتتال بقدر كبير”.

بينما وصف الكرملين الهدنة بأنها هشة جداً “لكنها تبعث على الأمل في توفير الظروف الملائمة للحوار السياسي”. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف : “الهدف الرئيسي حاليا هو أن ننتظر الفصل بين المعارضة المعتدلة والتنظيمات الإرهابية”، موضحاً “أنها مهمة رئيسية ومن المستبعد إحراز أي تقدم من دون تحقيق هذا الهدف”. وأفادت وزارة الخارجية الروسية ان لافروف اتصل بنظيره الاميركي طالبا مهن أن تفي الولايات المتحدة بتعهدها إبعاد مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة “الخاضعة لوصاية واشنطن” عن “جبهة فتح الشام”.

وتزامن ذلك مع اعلان روسي عن استعداد الجيش السوري للبدء بانسحاب مرحلي ومتزامن مع انسحاب المجموعات المعارضة من طريق الكاستيلو في حلب اعتباراً من التاسعة من صباح اليوم، وسيشكل هذا الموعد الاختبار الأول لجدية الطرفين الروسي والاميركي في تطبيق بنود الاتفاق بينهما وخصوصا في ما يتعلق بادخال المساعدات الانسانية الى مدينة حلب والتي لا تزال قوافلها تنتظر عند الحدود التركية الاذن لدخول المدينة.

 

المنظمات الانسانية

وبدا ان وقف الاعمال القتالية لا يكفي حتى الآن لتشجيع المنظمات الانسانية على تحريك قوافلها. وفي جنيف اكدت هذه المنظمات “انها لن تدخل حلب إلا بعد التثبت من وقف كامل للنار”، فهي غير مستعدة لخسارة أفراد طواقمها لدى ادخال المساعدات. والمبعوث الاممي ستافان دو ميستورا الذي يقول إنه “ينتظر اذن الحكومة السورية” يناقض نفسه بالقول إنه بموجب الاتفاق بين الراعيين “لسنا في حاجة الى تصاريح من احد والاتفاق ينص فقط على اعطاء علم وخبر بدخول القوافل وبما تحمله وتقديم تقرير بعد توزيع المساعدات”.

ورأى المبعوث الاممي الذي عقد مؤتمراً صحافياً بعد مرور 24 ساعة على تطبيق وقف النار، ان التحدي الجدي لتطبيق اتفاق جنيف يتمحور على نجاح خطوة الفصل بين الفصائل المعارضة و”جبهة النصرة”. وتوقعت اوساط متابعة للمجموعة الدولية الخاصة بوقف الاعمال العدائية التي ستجتمع اليوم في جنيف لتقويم المرحلة الاولى من تطبيق وقف النار، أن يواجه الطرفان الروسي والاميركي صعوبة في عملية فك الارتباط، نظراً الى تداخل المواقع ميدانياً من جهة، والى تعدد المرجعيات التي تتقاطع أحياناً كثيرة بين مرجعيات المجموعات المعتدلة ومرجعيات “النصرة”.

وقالت الاوساط ان على الطرفين الروسي والاميركي القيام بمواكبة اكبر لما يجري في الميدان من أجل الدخول عملياً وسريعاً في تطبيق بنود اتفاق جنيف نظراً الى ضيق الوقت. “ففي 23 ايلول الجاري ستجتمع مجموعة العمل الدولية على المستوى الوزاري في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة ويفترض في هذا اللقاء ان يمنح دو ميستورا اذن اعادة اطلاق العملية السياسية ودعوة الاطراف السوريين الى المحادثات مجددا وفي وقت قصير”.

واعلن النائب الأول لرئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال فيكتور بوزنيخير أن الجانب الروسي يشك في “قدرة الجانب الأميركي على تنفيذ تعهداته الخاصة بفصل وحدات المعارضة المعتدلة عن تنظيم جبهة النصرة”.

 

خروق محلية متفرقة

ميدانياً، مرت الهدنة الأولى المحددة ب48 ساعة من دون سقوط أي قتيل في كل مناطق الاشتباك بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، من غير ان يعني ذلك الالتزام التام لقرار وقف الاعمال القتالية . فقد أعلن مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له في اتصال مع “النهار” أن خروقا حصلت في مناطق عدة منها ريف درعا الشرقي وغوطة دمشق الشرقية وريف ادلب الجنوبي وريفا حلب الشرقي والغربي وأيضا ريف حماه الشمالي، لكن هذه الخروق تعتبر هامشية مقارنة بما سبق بدء تطبيق وقف الاعمال القتالية.

اما في المناطق التي يسطر عليها “داعش”، وهي مناطق خارجة عن قرار وقف النار فقد قتل ستة أشخاص خلال غارة للطائرات الحربية السورية على مواقعه في بلدة بزاعة بريف حلب وريف الشدادي جنوب الحسكة.

وأعلن الجيش الروسي ان الطيران الحربي الروسي قصف مجموعة من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” كانوا يستعدون لشن هجوم على مدينة تدمر السورية. وأكد بوزنيخير مدير مركز حميميم الروسي الى أن القوات المسلحة الروسية قتلت 250 مسلحا ودمرت نحو 15 سيارة نقل صغيرة محملة بالمدافع الرشاشة والمدافع المضادة للطائرات.

 

“داعش” يرتكب مجزرة

الى ذلك، نشر “داعش” شريط فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي يظهر أفراداً من التنظيم وهم يذبحون عدداً من ابناء مدينة دير الزور بتهمة “التعامل مع النظام السوري”. وتضمن الشريط مشاهد مقززة لمسلحين يذبحون ضحاياهم كما تنحر الخراف في عيد الأضحى، ويعلقونها بأقدامها كما تعلق الذبائح.

ورداً على ذلك، شنت مجموعات من شباب دير الزور هجوماً على موقع “داعش” وقتلت 16 رجلاً من الذين ارتكبوا الجريمة.

 

الجولان

على صعيد آخر (الوكالات) قال الجيش الاسرائيلي إن قذائف من الاراضي السورية سقطت على المناطق التي تحتلها اسرائيل من مرتفعات الجولان في احدث موجة من الحوادث التي تزيد التوتر بين البلدين.

والثلثاء أغارت الطائرات الاسرائيلية على مواقع للجيش السوري بعد سقوط قذائف من الجانب السوري على الجولان المحتل.

وكان سلاح الجو الاسرائيلي شن غارة مماثلة ليل الاثنين – الثلثاء رداً على سقوط قذيفة في الشطر المحتل من الهضبة السورية، في هجوم قال الجيش السوري إنه تصدى له باسقاط طائرتين اسرائيليتين إحداهما حربية والأخرى للاستطلاع، الامر الذي نفته الدولة العبرية.

 

الجيش الروسي يؤكد بدء انسحاب الجنود السوريين من طريق الكاستيلو المؤدي إلى حلب

موسكو- أ ف ب- بدأ الجيش السوري انسحابه من طريق الكاستيلو المهم لايصال المساعدات الانسانية الى الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب، وفق ما اكد الخميس مسؤول مركز تنسيق العمليات في سوريا الجنرال فلاديمير سافتشنكو.

 

وقال سافتشنكو للصحافيين “طبقا لالتزاماتها، بدأت القوات السورية بسحب عتادها العسكري وجنودها تدريجيا”، مضيفا ان فصائل المعارضة لم تبدأ في المقابل بسحب مقاتليها.

 

مفاوض عن المعارضة السورية ينفي تحديد موعد لاستئناف محادثات السلام

بيروت- رويترز- نفى عضو بالهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل جماعات معارضة سورية الخميس وجود أي موعد لاستئناف محادثات السلام مع الحكومة وذلك بعدما نقلت وسائل إعلام عن نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن المحادثات قد تستأنف في أواخر سبتمبر أيلول.

 

وقال جورج صبرا إن المعارضة تنفي تحديد أي مواعيد مضيفا أن استئناف المحادثات يتوقف على التطورات على الأرض في سوريا والتي قال إنها لا تتضمن “أي شيء إيجابي”.

 

الأمم المتحدة: الحكومة السورية تعرقل توصيل المساعدات

 

جنيف- رويترز- قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا الخميس إن الحكومة السورية تعرقل توصيل مساعدات المنظمة الدولية التي كان من المفترض نقلها بسلاسة بموجب اتفاق أمريكي روسي.

 

وأضاف للصحفيين في جنيف “الحكومة -وأكرر الحكومة- كان من المتوقع أن تصدر تصاريح وخطابات تسهيل وهي كلمة بيروقراطية قد تعني بالإنجليزية تصاريح أو أذون”. وأضاف إنها “لم تصدر”.

 

وقال دي ميستورا إن غياب التصاريح بمثابة “خيبة أمل كبيرة للغاية” حتى بالنسبة لروسيا حليفة سوريا.

 

وأضاف أنه حدث تراجع كبير للعنف منذ سريان الاتفاق الأمريكي الروسي عند غروب شمس يوم الاثنين لكن توقعات “وقف الأعمال القتالية” ربما يكون أمرا طموحا بعد خمس سنوات من الحرب.

 

وقال يان إيجلاند مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية إنه لم ترد تقارير عن وقوع قتلى مدنيين في الساعات الأربع والعشرين الماضية وإن الهجمات على المدارس والمستشفيات توقفت.

 

وأضاف إيجلاند أن قوافل المساعدات ستتمكن من الوصول إلى المناطق المحاصرة مثل المعضمية والوعر ودوما في غضون أيام قليلة إذا صدرت التصاريح.

 

وتساءل إيجلاند “هل يمكن للرجال البالغين الذين شبعت بطونهم أن يكفوا عن وضع العراقيل السياسية والبيروقراطية والإجرائية أمام عمال الإغاثة الشجعان الراغبين في الذهاب لخدمة النساء والأطفال والمدنيين الجرحى في المناطق المحاصرة و(المناطق) التي تقع في مرمى النيران؟”.

 

وقال دي ميستورا إن بعض الناس تذرعوا بأن المكاتب كانت مغلقة خلال عطلة عيد الأضحى وبأن أعمال الحكومة السورية “كانت بطيئة بعض الشيء” خلال العيد لكنه لا يقبل ذلك كسبب وجيه.

 

والتصاريح لازمة لوصول المساعدات إلى أغلب المناطق المحاصرة في سوريا لكن لا تحتاجها الشاحنات التي تنتظر لعبور الحدود التركية والتوجه إلى شرق حلب أشد المناطق سخونة في القتال.

 

وقال دي ميستورا وإيجلاند إن التأخير ناجم عن نقص الضمانات اللازمة من جميع الأطراف بشأن أمان وسلامة قوافل الإغاثة.

 

وقال إيجلاند لرويترز “سبب عدم وجودنا في شرق حلب هو النقاشات الصعبة والتفصيلية للغاية بشأن المراقبة الأمنية وعبور الحواجز التابعة لكل من المعارضة والحكومة.”

 

وقال إنه يأمل في وصول المساعدات إلى حلب غدا الجمعة لكنه شدد على ضرورة أن تبتعد الأطراف المتحاربة أولا عن ممر الإمدادات بطريق الكاستيلو.

 

وقال دي ميستورا إن طريق الكاستيلو له وضع خاص في اتفاق وقف إطلاق النار ومن المتوقع أن تتولى الولايات المتحدة وروسيا إبعاد المقاتلين عن الكاستيلو والسماح بإقامة نقاط تفتيش جديدة لضمان تدفق المساعدات.

 

وقال “يتوقع من روسيا والولايات المتحدة الآن…تقديم الترتيبات الجديدة الخاصة بطريق الكاستيلو… سمعنا اليوم من الروس أن ذلك يجرى حاليا.”

 

الشاحنات المحملة بمساعدات الامم المتحدة عبرت الحدود التركية الى سوريا

جنيف – أ ف ب – أعلن مسؤول كبير في الامم المتحدة الخميس، ان حوالى عشرين شاحنة يفترض ان تنقل مساعدات الامم المتحدة الانسانية الى شرق حلب، “عبرت الحدود” التركية وتنتظر في “منطقة عازلة” تقع بين تركيا وسوريا.

 

وقال يان ايغلاند لوسائل الاعلام، ان “الشاحنات العشرين عبرت الحدود التركية، وهي في منطقة عازلة بين تركيا والحدود السورية” معبراً عن الامل في ان توزع المساعدة الجمعة في الاحياء المحاصرة الخاضعة لسيطرة المعارضة في شرق حلب.

 

موسكو تتهم واشنطن بعدم الوفاء بالتزاماتها في اتفاق الهدنة في سوريا

موسكو – أ ف ب – اتهم الجيش الروسي الخميس الولايات المتحدة بعدم الوفاء بالتزاماتها الواردة ضمن اتفاق الهدنة في سوريا، عبر عدم ممارسة ضغط على فصائل المعارضة لكي تنأى بنفسها عن الجهاديين.

 

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشنيكوف في بيان، “يبدو ان الهدف باعتماد واشنطن ضبابية كلامية هو اخفاء واقع انها لا تفي بالتزاماتها وفي المقام الاول فصل مسلحي المعارضة المعتدلة عن الارهابيين”، منتقداً تشكيك بعض المسؤولين الاميركيين الكبار حول التعاون بين البلدين.

 

سوريا: كيري ولافروف يتفقان على تمديد الهدنة والمساعدات للمناطق المحاصرة تنتظر على الحدود

مسؤول أمريكي لـ»القدس العربي»: يمكن للنظام شن غارات ضد «النصرة»… وواشنطن تعترف بسقوط مدنيين في غاراتها

واشنطن ـ «القدس العربي» من رائد صالحة ومن تمام البرازي: أعلنت الخارجية الأمريكية اتفاق وزيرها جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على تمديد الهدنة 48 ساعة إضافية فيما تنتظر قافلتا مساعدات عبرتا الحدود التركية متجهتين إلى سوريا في المنطقة الفاصلة بين حدود البلدين للحصول على تصريح بالتحرك صوب حلب. يأتي ذلك بينما أدت الخلافات بين الطرفين المتحاربين إلى تأخير تسليم المعونات لليوم الثالث من تطبيق وقف إطلاق النار.

وعبرت القافلتان، اللتان تضم كل منهما نحو 20 شاحنة محملة بالأغذية والطحين، إلى الأراضي السورية أمس قادمتين من بلدة جيلفيجوزو الحدودية التركية التي تبعد نحو 40 كيلومترا غربي حلب، ولكنهما لم تتمكنا من التقدم كثيرا بعد تجاوزهما النقطة الحدودية التركية.

وهذا التأخير مؤشر على المصاعب التي تعتري وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا يوم الجمعة. وتأمل واشنطن أن يحيي الاتفاق محادثات السلام الرامية لإنهاء الحرب الأهلية متعددة الأطراف في سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه لم يسجل حالة وفاة واحدة لمدنيين أو مقاتلين جراء القتال في الساعات الثماني والأربعين الأولى من وقف إطلاق النار في سوريا الذي بدأ العمل به ليل الاثنين.

وقال الجيش الروسي إن موسكو ستوصي بإبقاء العمل بوقف إطلاق النار وتعمل على انسحاب مرحلي للجيش السوري ومقاتلي المعارضة من طريق في حلب يتوقع استخدامه لإيصال المعونات اليوم الخميس.

وقال زكريا ملاحفجي، من جماعة «فاستقم» التي مقرها حلب لرويترز، إن جماعات المعارضة تعتزم الالتزام بخطة الانسحاب لمسافة 500 متر من طريق الكاستيلو تمهيدا لإنشاء مساحة محايدة ولكن ينبغي أن تنسحب القوات الحكومية هي الأخرى.

وتشتد الحاجة للمعونات. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يزيد كثيرا عن نصف مليون شخص يعيشون تحت الحصار في سوريا التي أدى الصراع فيها إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليونا.

واعترفت قيادة القوات الأمريكية بأن الغارات الجوية التي شنتها على مدى الأيام الستة الماضية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» قد تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين .

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن الضربة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في 7 أيلول/سبتمبر قرب مدينة دير الزور قد أصابت مركبة غير عسكرية كانت تسير باتجاه المنطقة المستهدفة بعد لحظات من إطلاق الطائرات للأسلحة. واعترف البيان، أيضاً، بأن الغارة الجوية التي شنتها قوات التحالف يوم 10 ايلول/سبتمبر ضد هدف لتنظيم «الدولة» قرب الرقة قد أدى إلى مقتل العديد من المدنيين بالقرب من مكان وقوع الهجوم .

وأوضح البيان أن غارة جوية ثالثة لقوات التحالف قد أصابت مركبة غير عسكرية كانت تسير في اتجاه موقع الهدف يوم 12 ايلول/سبتمبر قرب الشدادي .

ولم يذكر البيان عدد المدنيين الذين قتلوا جراء الضربات الجوية ولكن القيادة الأمريكية المركزية قالت إنها ستدقق في كل التقارير التي تفيد بوقوع ضحايا من المدنيين سواء من مصادر داخلية أو خارجية بخصوص الخسائر الممكنة والأضرار الجانبية. وتعهدت بمراجعة التقييمات مع تصميم على المصداقية تجاه ما إذا كانت الإجراءات تتوافق مع مبادئ قانون النزاعات الدولية .

وعلى الرغم من هذه الاعترافات النادرة إلا أن قادة الجيش الأمريكي ما زالوا يقولون إن الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وسوريا هي الحملة الأكثر دقة في التاريخ، وفقاً لأقوال اللفتانت جنرال هاريغان قائد القيادة المركزية للقوات الجوية، مشيراً إلى أن دول التحالف والكيانات في عملية «الحل المتأصل» في البر والجو والبحر والفضاء الالكتروني تدرك جميعاً أن العدو يحاول الاختفاء خلف المدنيين.

وأضاف هاريغان أن تنظيم «الدولة» سيحاول بكل جهده تحدي قوات التحالف التي تمكنت من إحداث كثير من التقدم والزخم في المعركة وخاصة في مدينة الموصل في العراق ومدينة الرقة في سوريا، مضيفاً أن المعركة المقبلة صعبة لأن العدو لديه القدرة على التكيف مع المتغيرات.

وكشف هاريغان أن تركيزه ينصب حالياً على خلق مجموعة من المشاكل الصعبة والمعقدة أمام تنظيم «الدولة» في العراق وسوريا قائلاً بأن التحالف مستمر في تشكيل المعركة وملاحقة مصادر الدخل وقتل قادة التنظيم وخلق حالة من الخلل التنظيمي في الجماعة. وأضاف «سنحاول استخدام القوة الجوية لإزالة الشرعية عن التنظيم وتحطيم رؤيته واستعادة الأراضي والموارد من سيطرته».

وقال إن الحرب تتطلب المثابرة واليقظة في الجهود الرامية إلى الاستفادة من الأخطاء التكتيكية للتنظيم وتدمير قدراته بما في ذلك ما تم اكتشافه مؤخراً حول استخدام التنظيم لقدرات جديدة متطورة مثل الأنظمة الجوية الصغيرة والطائرات بدون طيار.

واشترط مسؤول أمريكي كبير أن يتم تحقيق سبعة أيام متواصلة من الهدوء بعد إعلان وقف الأعمال العدائية في سوريا حتى يتم إعلان تشكيل لجنة التطبيق المشتركة الأمريكية الروسية.

وأضاف المسؤول الأمريكي، الذي أصر على عدم ذكر اسمه، لـ»القدس العربي» أنه لا يمكن شن أي ضربات جوية إلا ضد «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة» في سوريا.

وأنه يحق للنظام السوري شن ضربات جوية ضد «جبهة النصرة» خلال الأيام السبعة المقبلة من وقف الأعمال العدائية. ولكن بعد مضي 7 أيام من الهدوء وإقامة لجنة التطبيق المشتركة فإن النظام لا يسمح له بعدئذ بشن ضربات ضد «جبهة النصرة».

وأشار المسؤول الأمريكي الكبير في مجمل حديثه لـ»القدس العربي»، إلى «أن المشكلة التي واجهتنا في الماضي هي أن النظام السوري كان يقوم بضربات جوية لما يعتبره مواقع جبهة النصرة فيما كان في الواقع يضرب مواقع المعارضة السورية والمدنيين، وإذا كرر النظام السوري ما كان يقوم به سابقاً فإن الايام السبعة من الهدوء لن تتحقق حتى يتم تشكيل لجنة التطبيق المشتركة».

وحول تشكيك المعارضة السورية بأن الاتفاق منحاز للنظام وحليفته روسيا قال المسؤول الأمريكي الكبير «إن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا إلى كل فصائل المعارضة السورية وشرحوا لهم الاتفاق وقررت هذه الفصائل قبول وقف الأعمال العدائية».

وأصر المسؤول على أنهم أطلعوا المعارضة السورية على تفاصيل الاتفاق ولكن لن ينشروا الاتفاق لأنه يحتوي على بعض الأمور الأمنية الحساسة التي يجب عدم نشرها.

 

150 مثقفاً سورياً: ضد لا أخلاقية الأزمة

العربي الجديد

انفتحت معركة تقرير المصير السوري على صراع دولي موسّع تكشّف عن تقاطع وتقاسم مصالح بين “القوى الكبرى” ونظام الاستبداد، وكان لهذا الأمر انعكاساته التدميرية على أكثر من صعيد، منها انشطار المشهد الثقافي ضمن تصنيفات تُسقط الصراعات الدولية على مجتمع المثقفين، وهو ما وضعهم تحت ضغوطات جمّة ما انفكت تحد من فاعليتهم وقدرة صوتهم على التأثير.

اليوم يطلق مائة وخمسون مثقفاً سورياً، يمثلون أطياف الثقافة السورية وتياراتها الوطنية، بياناً ضد لا أخلاقية النظام الدولي كما تتجلى في السياسات الأميركية والروسية في سورية؛ وهو بيان يؤشر على لحظة بليغة دامية يحاول المثقف السوري فيها لملمة حنجرته المقطوعة ليكون صوت شعبه المنتهك من الطغاة وإنتهازيي السياسة الدولية. “العربي الجديد” حصل على نسخة من البيان وننشره كاملاً بالتزامن مع إطلاقه:

 

نحن كتابٌ وفنانون وصحفيون سوريون، ديمقراطيون وعلمانيون، معارضون لنظام الطغيان الأسدي طوال سنوات أو عقود، ومشاركون في النضال من أجل الديمقراطية والعدالة في بلدنا، وفي إقليمنا والعالم، نود أن نعبّر عن إدانتنا بأقسى العبارات لمقاربة القوتين المتدخلتين في سورية، الولايات المتحدة وروسيا، لشأننا السوري، وعملهما منذ عام 2013 على الأقل على إلحاق كفاح السوريين التحرري بـ”حرب ضد الإرهاب” ليس في سجلها قصة نجاح واحدة، لكن في السجل قصة تحطيم عدد من البلدان.

قبل ثلاث سنوات وقعت الدولتان الإمبرياليتان الصفقة الكيماوية المشينة التي حلت مشكلات للولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا، وللدولة الأسدية التي كانت قتلت لتوّها 1466 من محكوميها.

عالم اليوم كله يسير نحو تبلّد أخلاقي غير مسبوق

لم يُعالج الاتّفاق أي مشكلة تخص الشعب السوري، بل أطلقت يد طغمة بالغة الإجرام في قتل السوريين وتدمير بلداتهم وأحيائهم وتهجيرهم. وكانت فوق ذلك هدية لا تقدر بثمن للمنظمات العدمية الإسلامية مثل داعش وجبهة النصرة.

وبعد ثلاث سنوات من تلك الصفقة الخسيسة، ومقتل نحو نصف مليون من السوريين، يتفق الروس والأميركيون على تجميد الوضع الحالي كي تستأنف القوتان الحربيّتان حرباً لا تنتهي ضد الإرهاب.

هذا، مع إغفال مصير عدد غير محدود من المعتقلين في شروط وحشية، ومن دون دعوة إلى فك الحصار عن المناطق المحاصرة، ودون ذكر ميليشيا حزب الله وميليشات طائفية أخرى تحارب إلى جانب الأسديين، ولا ربط ذلك بتصوّر سورية جديدة ديمقراطية. بل من دون استبعاد مشاركة طائرات بشار الأسد في قصف مناطق سيُتّفق عليها بين الروس والأميركيين لاحقاً.

هذا كله لا يدل فقط على انعدام تام للحس الأخلاقي وحس العدالة لدى الفريقين الأميركي والروسي، وإنّما يفضح أيضاً انحطاط المهنة السياسية وتدني مستوى سياسيي دولتين هما الأقوى في عالم اليوم.

أننا نشعر بغضبٍ شديد إزاء هذه الترتيبات وأصحابها ونرفضها بشدة جملة وتفصيلاً، ويزيدنا غضباً ورفضاً تواطؤ الأمم المتحدة التي تكشّف مؤخراً أنها كانت تموّل طغمة الإجرام الأسدي طوال سنوات حربها ضد السوريين.

تحطّمت ثورة السوريين على جدار النظام الدولي أيضاً

كمثقفين سوريين، من كتّابٍ وفنانين وصحفيين، نرى أنّ عالم اليوم كله يسير نحو تبلّد أخلاقي غير مسبوق، ترتفع فيه مستويات الخوف والكراهية، وترتفع معها أسهم السياسيين الذي يستثمرون في الخوف والكراهية والانعزال. ونرى أنّ الديمقراطية في تراجع في العالم كلّه، وأن المراقبة والتقييد والخوف في انتشار وصعود. ونحن لا نعتقد أن هذه أقدار مقدرة، بل هي خيارات خطرة لنخب سياسية خطرة، يتعيّن أن نعمل معاً على رفع صوت الاعتراض عليها، الآن وفي كلّ مكان.

إن سورية المحطمة رمز لعالم اليوم. لقد تحطّمت ثورة السوريين على الجدار الصلب للنظام الدولي، وليس على جدار الفاشية الأسدية وحدها. وهذا النظام الدولي الذي يوفّر لسياسيين من أمثال أوباما وبوتين ووكلائهما وأشباههما من معدومي الإنسانية أن يتخذوا قرارات تنتهك حقّنا في تقرير مصيرنا، أفراداً وجماعاتٍ ووطناً، من دون أن ننتخبهم أو تتوفر لنا أيّة آليّةٍ لمساءلتهم، هو نظام غير ديمقراطي، معادٍ بشراسةٍ للديموقراطيّة، ويجب أن يتغيّر.

وللأسف لا يبدو أن خطورة هذا الواقع موضع إدراك كافٍ. يفضّل كثيرون، في الغرب بخاصة، الاختباء وراء نظريات قدرية تحيل إلى الدين أو الثقافة أو… إلى التغيرات المناخية. لكن هذا يجعل السيء أسوأ، ويحجب المسؤوليات السياسية لنخب السلطة النافذة، بما فيها طغمة بشار الأسد بالذات.

يجب أن يتغيّر هذا العالم الذي سمح بتحطم أحد أعرق مهود الحضارة طوال خمس سنوات ونصف. إنّ العالم اليوم قضية سورية كما أنّ سورية قضية عالمية. ومن أجل العالم، من أجلنا جميعاً، ندعو إلى إدانة إلى هؤلاء السياسيين، والتشهير بهم كقتلة عدميين وإرهابيين مثل خصومهم من العدميين الإسلاميين.

 

الموقعون

1-ابراهيم الجبين- روائي وإعلامي

2-أحمد برقاوي- فيلسوف

3-أحمد حسو- صحفي

4-أحمد عمر- كاتب

5-أحمد عيشة- مترجم

6-أسامة محمد- سينمائي

7-أسامة نصار- صحفي وناشط

8-أسعد العشي-

9-إسلام أبو شكير- قاص

10-أنس يوسف- طبيب

11-أنوار العمر- صحفي

12-أنور عمران – صحفي

13-أوس المبارك- كاتب

14-إياد حياتلة- شاعر

15-إياد العبدالله- كاتب

16-إيلاف ياسين- صحفية

17-إيمان شاكر

18-آية الأتاسي- صحفية

19-باسل العودات – صحفي

20-بدر الدين عرودكي- كاتب ومترجم

21-برهان غليون- كاتب وأستاذ جامعي

22-بكر صدقي- كاتب وصحفي

23-تمام هنيدي- شاعر

24-جمال سعيد- كاتب

25-جميل نهرا- روائي

26-جهاد يازجي- اقتصادي

27-حازم النهار – كاتب

28-حازم كمال الدين

29-حذام زهور عدي- كاتبة صحفية

30-حسام السعد- أكاديمي سوري

31-حسام الدين محمد- كاتب وصحفي

32-حسكو حسكو- فنان تشكيلي

33-حسن شاحوت- شاعر

34-حلا عمران- ممثلة

35-حكمت شطا- مهندس وفنان

36-خالد سليمان الناصري- شاعر وسينمائي

37-خضر الآغا- كاتب

38-خطيب بدلة- كاتب

39-خلدون الشمعة- ناقد أدبي

40-خلف علي الخلف- شاعر

41-خليل الحاج صالح- مترجم

42-خيري الذهبي- كاتب وروائي

43-دارا العبدالله- كاتب

44-دريد البيك- صحفي ومهندس

45-ديما ونوس- كاتبة وإعلامة

46-رائد وحش- شاعر

47-راتب شعبو- كاتب ومترجم

48-راشد عيسى- صحفي

49-رستم محمود- كاتب سوري

50-رشا عباس- قاصة

51-رشا عمران- شاعرة

52-رشيد الحاج صالح- كاتب

53-روزا ياسين حسن- كاتبة

54-زاهر عمرين- كاتب

55-زويا بستان- إعلامية

56-سامر الأحمد- إعلامي

57-سعد حاجو- رسا كاركايتر

58-سعيد غزول- محرر أخبار

59-سمر يزبك- روائية

60-سميح شقير- فنان

61-سميح الصفدي- كاتب

62-سلام محمد- سيناريست

63-سليمان البوطي-

64-شربل كانون- فوتوغراف

65-صادق جلال العظم- مفكر

66-صادق عبد الرحمن- كاتب

67-صافي علاء الدين- ناشر

68-صبحي حديدي – كاتب وناقد أدبي

69-صبحي حليمة- كاتب وصحفي

70-ضاهر عيطة- كاتب

71-ضحى حسن – كاتبة

72-ضحى عاشور- كاتبة

73-طالب العلي- كاتب

74-طلال دقماق- مصور فوتوغرافي

75-عادل العايد- صحفي

76-عاصم الباشا- نحات

77-عاصم حمشو- كاتب

78-عبد الرحمن مطر- كاتب

79-عبد الرحيم خليفة : ناشط سياسي وحقوقي

80-عبد العزيز التمو- كاتب وسياسي كردي سوري

81-عبدالله تركماني- باحث

83-عبدالله مكسور- روائي

83-عروة الأحمد- إعلامي وممثل

84-عساف العساف- كاتب

85-علي سفر- كاتب وإعلامي

86-علي العائد- صحفي

87-عماد حورية- ناقد مسرحي

88-عماد عبيد- فنان تشكيلي

89-عمار الجمعة- شاعر

90-عمار قط- صحفي

91-عمر الأسعد- صحفي

92-عمر قدور- روائي

93-عمر كوش- كاتب

94-غسان المفلح- صحفي

95-غياث المدهون- شاعر

96-فادي ديوب- ناشط

97-فارس الحلو- ممثل

98-فاروق مردم بيك- كاتب ناشر

99-فايز الباشا- طبيب

100-فايز العباس- شاعر

101-فدوى كيلاني- شاعرة

102-فرج بيرقدار- شاعر

103-كريم العفنان- صحفي

104-لؤي سكاف- مهندس

105-ليلى الصفدي- إعلامية

106-لينا عطفة- شاعرة

107-ماجد رشيد العويد- روائي وكاتب

108-ماجد مطرود- شاعر وناقد

109-مازن حداد- مهندس

110-مازن درويش- حقوقي

111-مالك داغستاني- كاتب

112-مأمون الشرع- كاتب

113-ماهر جنيدي- كاتب وإعلامي

114-ماهر مسعود- كاتب

115-محمد حاج بكري- باحث وكاتب اقتصادي

116-محمد الحاج صالح- كاتب

117-محمد خليفة- كاتب وباحث

118-محمد العبدالله- محام ونشاط سوري

119-محمد عطار- مخرج مسرحي

120-مروان الأطرش- مهندس

121-مصطفى سليمان- فنان تشكيلي

122-معبد الحسون- كاتب

123-مفيد نجم- شاعر

124-ملاذ الزعبي- إعلامي

125-منصور السلطي- ممثل ومخرج مسرحي

126-منهل باريش- صحفي

127-منير الخطيب- كاتب

128-موريس عايق- كاتب

129-موسى رمو- فنان تشكيلي

130-مايا شربجي- فنانة

131-مي سكاف- ممثلة

132-ميشال شماس- محامي وحقوقي

133-ناهد بدوية- كاتبة

134-نشوان أتاسي- كاتب

135-نوري الجراح- شاعر

136-هالا محمد- شاعرة ومخرجة سينمائية

137-هالة العبدالله- سينمائية

138-هند مرعي-

139-هوشنك أوسي- كاتب

140-هيثم عبدالله- مترجم

141-وائل تميمي- إعلامي

142-وائل مرزا- كاتب

143-وجدان ناصيف- كاتبة

144-وفائي ليلى- شاعر

145-يارا بدر- صحفية

146-ياسر منيف- ناشط وأكاديمي

147-ياسين سويحة- كاتب

148-ياسين الحاج صالح- كاتب

149-يامن حسين- صحفي

150-يوسف دعيس- كاتب وصحفي

 

خروقات للهدنة وتحركات قرب إدلب… والمساعدات لم تدخل حلب

محمد أمين، رامي سويد

تواصلت، اليوم الخميس، خروقات الهدنة في سورية، بعد اثنتي عشرة ساعة على توصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، لاتفاق يقضي بتمديد الهدنة ثمانٍ وأربعين ساعة جديدة، مساء الأربعاء، بعد انقضاء أول ثمانٍ وأربعين ساعة منها.

 

وقالت مصادر محلية في ريف إدلب الجنوبي لـ”العربي الجديد” إنّ “طائرة حربية تابعة للنظام السوري أغارت بثلاثة صواريخ فراغية على أطراف قرية الشيخ مصطفى التي تسيطر عليها المعارضة صباح اليوم، ما أدى إلى إصابة طفلين اثنين بجراح خفيفة، بالإضافة إلى أضرار مادية في الممتلكات”.

 

إلى ذلك قال الناطق الإعلامي باسم حركة “أحرار الشام” الإسلامية أحمد قره علي، وهو أحد أكبر فصائل المعارضة السورية، في وقت متأخر مساء أمس الأربعاء، في تغريدة على حسابه على “تويتر” إنّ “روسيا ارتكبت حتى الآن خرقين في غاية الخطورة تم توثيقهما من قبل الفصائل الثورية ضمن 57 خرقاً للهدنة، مع ترؤسها المشترك لمجموعة العمل المعنيّة بمراقبة وقف إطلاق النار”.

 

وأضاف قره علي أنّ “الهوس الروسي بتصنيف أحرار الشام كمنظمة إرهابية كان السبب وراء اتهام روسيا لأحرار الشام زوراً بأغلب الخروقات التي تدّعي ارتكاب الفصائل الثورية لها”.

يأتي ذلك في وقت أكدت المعارضة السورية المسلحة أنّ قوات النظام، ومليشيات طائفية تساندها، تحشد من أجل مهاجمة منطقة جسر الشغور في شمال غرب إدلب.

 

الهوس بتصنيف أحرار الشام كان السبب وراء اتهام روسيا لأحرار الشام ـ زوراً ـ بأغلب الخروقات التي تدّعي ارتكاب الفصائل الثورية لها.

 

وقال قره علي إنّه “تم رصد تحركات لمليشيات الأسد في الساحل بالقرب من منطقة جسر الشغور فيما يبدو أنه استعداد لشن هجوم كبير على المناطق المحررة”.

 

ولفت قره علي في تغريدات على “تويتر” إلى أنّ “روسيا والنظام تحوّلا عسكرياً من سياسة الأرض المحروقة ليدخلا في استهداف للمواقع الاستراتيجية تماماً كما فعلوا في الهدنة السابقة”، في إشارة إلى الهدنة التي أعلنت في شباط/ فبراير الماضي، ولم تصمد بسبب خروقات روسيا وقوات النظام.

 

 

وفي السياق، اتهم قره علي قوات النظام بانتهاك وصفه بـ”الخطير” للهدنة الحالية، يتمثل بـ”منع إيصال المساعدات إلى حلب”، معتبراً أنّ ذلك يظهر عدم جدية النظام.

وما تزال شاحنات المساعدات المقرر دخولها مناطق سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب، تنتظر في الطرف السوري لمعبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، حيث أفادت مصادر في المعبر لـ “العربي الجديد” بأنّ الشاحنات لم تبارح مكانها حتى صباح اليوم الخميس.

 

ويفترض أن تتوجه الشاحنات التي تحمل مواد إغاثية إلى سكان أحياء مناطق سيطرة المعارضة بحلب المحاصرة من قبل قوات النظام السوري، عبر طريق الكاستيلو الذي تسيطر عليه قوات النظام، وتم اعتباره بحسب اتفاق الهدنة الروسي الأميركي على أنه “ممر لعبور المساعدات الإنسانية”.

 

وكانت وكالة إعلام روسية قد نقلت، مساء أمس الأربعاء، عن الجيش الروسي، قوله إنّ “الجيش السوري مستعد لتنفيذ انسحاب مرحلي متزامن مع انسحاب قوات المعارضة من طريق الكاستيلو القريب من حلب في التاسعة من صباح الخميس”.

 

في المقابل، نفت مصادر محلية من المعارضة السورية في حلب لـ “العربي الجديد”، اليوم الخميس، حصول أي عمليات انسحاب لقوات النظام السوري المتمركزة على طريق الكاستيلو، إلا أنّها توقعت أن تتم عملية الانسحاب بما يشمل الأسلحة الثقيلة والمدرعات لمسافة 500 متر فقط عن الطريق خلال اليوم، ليبدأ دخول المساعدات إلى مناطق سيطرة المعارضة اعتباراً من يوم غد الجمعة، بحسب المصادر.

 

بث مباشر روسي لمراقبة الهدنة والمعارضة السورية تنفي المباحثات

نفى عضو الهيئة العليا للمفاوضات، جورج صبرا، اليوم الخميس، وجود أي موعد لاستئناف محادثات السلام مع الحكومة السورية، فيما ذكرت وسائل الإعلام الروسية أن موسكو ستراقب الهدنة من خلال كاميرات للبث المباشر.

وكانت وكالة “إنترفاكس” للأنباء قد نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي جاتيلوف، قوله إن جولة جديدة من المحادثات بين المعارضة السورية والنظام قد تجرى في نهاية سبتمبر/ أيلول، بحسب ما أوردت وكالة “رويترز”. غير أن صبرا نفى ذلك، مشيراً إلى أن استئناف المباحثات يتوقف على التطورات على الأرض في سورية، والتي قال إنها لا تتضمن “أي شيء إيجابي”، بحسب “رويترز”.

في الأثناء، اتّهم الجيش الروسي الولايات المتحدة بـ”عدم الوفاء بالتزاماتها” الواردة ضمن اتفاق الهدنة في سورية، معتبراً أنّ واشنطن تعتمد “ضبابية كلامية” في موقفها.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشنيكوف، اليوم، في بيان أوردته وكالة “فرانس برس”: “يبدو أنّ الهدف باعتماد واشنطن ضبابية كلامية هو إخفاء واقع أنها لا تفي بالتزاماتها، وفي المقام الأول فصل مسلحي المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين”، منتقداً تشكيك بعض المسؤولين الأميركيين الكبار بالتعاون بين البلدين.

 

في السياق ذاته، باشرت وزارة الدفاع الروسية بنشر كاميرات بثّ مباشر لمراقبة الوضع في حلب عقب الهدنة.

وذكرت الوزارة، في بيان لها: “من أجل ضمان الشفافية في تنفيذ الأطراف لوقف الأعمال العدائية على أراضي الجمهورية العربية السورية، ابتداء من 15 سبتمبر/ أيلول 2016، سينقل الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الوضع في حلب من خلال كاميرات تلفزيونية تبث عبر الإنترنت”.

ولأول مرة سيتم نقل بث مباشر لمتابعة الوضع في المناطق الشرقية من حلب باستخدام طائرات بدون طيار، فيما أكدت الوزارة أنه ستتم زيادة عدد قنوات البث المباشر في سورية مستقبلا.

 

(فرانس برس، رويترز، وكالات)

 

مساعدات حلب الغربية وصلت.. والنظام يمنعها عن الشرقية

أعلنت الأمم المتحدة عن وصول المساعدات الإنسانية لكن إلى الشق الغربي من مدينة حلب، الذي تسيطر عليه قوات النظام والمليشيات. وأكّدت أنها بانتظار الحصول على إذن من النظام السوري لإدخال المساعدات إلى الجزء الشرقي المحاصر من المدينة.

 

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة يان إيغلاند، قال المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إن الحكومة السورية ما تزال ترفض إعطاء الأمم المتحدة تصاريح دخول المساعدات، وأكد أن 20 شاحنة من المساعدات ما تزال تنتظر داخل الأراضي السوري بالقرب من الحدود التركية.

 

وأكد دي ميستورا أن المساعدات وصلت بالفعل إلى غرب حلب، لأن الطرق مفتوحة إلى هناك، وأعلن أن الأمم المتحدة تشعر بخيبة الأمل لعدم تجاوب النظام حتى الآن مع مسألة تصاريح إدخال المساعدات، وأشار إلى أن روسيا تشاطر الأمم المتحدة هذا الشعور، وقد قدمت وعوداً وتطمينات بأن تضغط على النظام لاستصدار التصاريح اللازمة.

 

وفي إجابته على أسئلة الصحافيين، قال دي ميستورا “إن لم يوافق النظام لن تدخل المساعدات إلى المناطق المحاصرة”. ويعد هذا تراجعاً عن تصريح سابق لدي ميستورا، الثلاثاء، قال فيه إن الأمم المتحدة ستلجأ إلى إدخال المساعدات من دون إذن النظام، بالاستناد إلى قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة من دون انتظار إذن الأطراف التي تحاصر المناطق.

 

من جهة ثانية، قال القيادي في تجمع “فاستقم كما أمرت” زكريا ملاحفجي، إن المعارضة تتوقع وصول المساعدات الإنسانية إلى حلب يوم الجمعة، بعد أن ينسحب المقاتلون من طريق الكاستللو، الذي ستعبره القوافل. لكنه قلل من الآمال المعلقة على الأمم المتحدة بإدخال المساعدات، وقال في مقابلة مع وكالة “رويتز” إنه “اليوم يفترض بيصير فيه انسحاب وبكره تدخل المساعدات. المفترض هيك ولكن ما في شي يبعث الثقة والأمل إطلاقاً”.

 

وكانت موسكو وواشنطن قد أعلنتا عن تمديد الهدنة 48 ساعة إضافية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، إن كيري ولافروف تحدثا هاتفياً في وقت سابق من يوم الأربعاء، واتفقا على أن الأمر يستحق تمديد الهدنة.

 

وأضاف تونر “كان هناك اتفاق عام على أنه على الرغم من تقارير متقطعة عن العنف فإن الترتيب صامد والعنف انخفض بشكل كبير مقارنة بالأيام والأسابيع السابقة”. وتابع “أثناء المحادثة بينهما اتفقا على تمديد وقف (الأعمال القتالية) لمدة 48 ساعة أخرى (..) هذا الالتزام سيكون مبدئياً لمدة 48 ساعة وإذا صمد ستناقش الولايات المتحدة وروسيا تمديده بهدف تحقيق تمديد غير محدد للحد من العنف”.

 

وحول امتناع النظام عن إعطاء الإذن بإدخال المساعدات، قال تونر “لم نشهد السماح بمرور المساعدات الإنسانية بعد لذلك ننتظر لنقيم هذا ونتحدث للروس. نضغط عليهم للضغط على نظام الأسد”. وقال إن على روسيا أن تمارس نفوذها على الرئيس السوري بشار الأسد في ما يخص موضوع المساعدات، من أجل إدخالها إلى المحاصرين كما نص الاتفاق.

 

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية إن التصريحات الأميركية عن شكوك في التزام موسكو بالهدنة التي أعلنت في سوريا، مقلقة وغير منطقية، وتضر بالاتفاق. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحافي الخميس: “الزملاء الأميركيون ينظرون إلى استعداد بلادنا لتنفيذ الاتفاقات. ويرون أن نظام وقف القتال، بحسب ما تنقل وسائل الإعلام، يعتبر اختباراً لسمعة روسيا”، معتبرة أن هذا الأمر يثير الريبة في موسكو.

 

وأضافت زاخاروفا “نعلم جيداً أن الولايات المتحدة قادرة على العمل عندما تريد العمل. وننطلق من ضرورة التحول من مثل هذه التصريحات إلى عمل مسؤول من أجل تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها”.

 

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، إن موسكو دعت منذ البداية، وما تزال تدعو، إلى نشر كافة التفاصيل والوثائق المتعلقة بالاتفاق بين البلدين حول سوريا، من أجل تجنب أي تفسيرات خاطئة لها أو تسريبات، لكنها أشارت إلى أن بلادها لن تقدم على خطوة انفرادية لنشر الوثائق، احتراماً لنص الاتفاق الذي يمنع نشر أي تفاصيل منه من دون موافقة الطرف الآخر.

 

بوتين عريس موسكو.. والجنود الروس يهربون في حلب!

موجة جديدة من البروباغندا “المكشوفة” بدأتها قناة “روسيا اليوم” باللغة الانجليزية، الأربعاء، بنشرها مقاطع فيديو للمخاطر التي يتعرض لها الجنود الروس “المحافظون على السلام” في حلب، رغم اتفاق الهدنة في سوريا بين النظام والمعارضة.

 

ويظهر المقطع الأول تعرض مراسل روسي لهجوم من “التكفيريين” خلال بث مباشر من منطقة الكاستيلو في حلب شمال البلاد، بينما يظهر المقطع الثاني تعرض عسكريين روس مع ضابط من جيش النظام السوري، لهجوم في المنطقة نفسها، خلال مؤتمر صحافي لمجموعة المراقبة الروسية هناك. ويتشابه التسجيلان في رد الفعل الاصطناعي للجنود والمراسلين قبل الهروب أمام الكاميرا مع بقاء كاميرا المصور ثابتة وكأن شيئاً لا يحدث أمامه.

 

 

 

وأثار المقطعان سخرية واسعة بين ناشطين معارضين عبر السوشيال ميديا، إلى حد تشبيه القناة الروسية الممولة من الكرملين بقناتي “سما” و”الدنيا” المواليتين للنظام، واللتين تقدمان منذ 2011 مجموعة من التمثيليات الدعائية لجيش النظام بطرق مشابهة، علماً أن مستوى التمثيل المتدني واضح في المقاطع الروسية التي جرى تنفيذها بطريقة بدائية، على طريقة الوثائقيات التي تصور الاتحاد السوفياتي خلال فترة الحرب الباردة، أو المقاطع الدعائية له خلال فترة الحرب الباردة.

 

في السياق، استبعد ناشطون حدوث اشتباكات على طريق الكاستيلو، بسبب ابتعاد فصائل المعارضة المسلحة عن الطريق نحو مخيم حندرات، وبالتالي لا يمكن أن تحدث أي اشتباكات هناك إلا بين قوات الأسد وحلفائه من جهة، ووحدات “حماية الشعب” الكردية المتواجدة في حي الشيخ مقصود المشرف، على الطريق من جهة ثانية.

 

وتمهد المقاطع الدعائية لحملة أكبر على ما يبدو، لحرف اتفاق الهدنة الهش في البلاد عن مساره، بتصوير المعارضة وهي تخرق الاتفاق وتهاجم الصحافيين والمدنيين وحتى العسكريين الروس الذين يشرفون على نقاط الهلال الأحمر التي تم إنشاؤها مؤخراً، وإقناع المجتمع الدولي والجمهور الغربي تحديداً بتلك الفكرة، مع تسويقها عبر أدوات الدعاية الروسية العالمية.

 

يأتي ذلك بعد إعلان وكالات أنباء روسية، إنشاء القوات الروسية المتواجدة في سوريا لنقطة مراقبة على طريق الكاستيلو، لمراقبة “نشاط الجماعات الإرهابية” وتدفق “الإمدادات الغذائية” إلى أحياء حلب الشرقية، بحسب وصفها، من دون توضيح طبيعة وجود جيش النظام هناك، وذلك بهدف “جعل الكاستيلو خالياً من السلاح”.

 

من جهة أخرى، ما زال الإعلام الروسي يصور رئيس البلاد فلاديمير بوتين بمظهر البطل الخارق، وهذه المرة على طريقة جيمس بوند ببزته الرسمية محاطاً بالجميلات من عارضات الأزياء في فساتين الزفاف، اللواتي “تهافتن” على بوتين لالتقاط صورة سيلفي معه في الساحة الحمراء، متجاهلين رئيس الحكومة ديمتري ميدفيديف، خلال احتفالات بعيد مدينة موسكو الـ899.

 

ويرسم الإعلام الروسي الممول من الكرملين، بوتين، بطلاً يعيد أمجاد روسيا القديمة كدولة عظمى، في سياق الترويج لحقبة “سوفياتية” جديدة حمراء بقيادته، وتشكل جاذبية “القيصر بوتين” للنساء هنا عنصراً مهماً في الكاريزما التي يتم خلقها عنه كأسطورة شعبية حية، وهي دعاية تتجاوز البعد المحلي لخلق أنصار له ولسياساته التوسعية في دول مختلفة

 

هل هرب أيمن جابر من سوريا؟

بشار جابر

وسط الغموض الدائم المحيط بصراعات مراكز القوى داخل النظام، تبدو قصة زعيم مليشيا “صقور الصحراء” أيمن جابر، نموذجاً لما هو عليه الحال في “سوريا الأسد”. فالأنباء المتضاربة عن اختفاء جابر، بعد صعوده السريع خلال العامين الماضيين، تفتح الباب واسعاً أمام ديناميات صنع مراكز القوى ضمن النظام، ووسط المجتمع العلوي.

حينما أوقف سليمان الأسد حركة المرور في شوارع مدينة اللاذقية، في العام 2013، ليعلن والده هلال رئيساً لمدن الساحل السوري، صمتت جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام. حتى هلال الأسد لم يُكلف نفسه إيقاف رسائل ابنه المفتوحة، فقد كان ذلك حُلم الأب، خاصة أنه أصبح القائد العلوي الأكثر قوة، والذي يقود أكبر تشكيل عسكري من بعد قوات النظام لحماية الساحل: “الدفاع الوطني” المدعوم إيرانياً، والذي باتت أجهزة الدولة مسخّرة بالكامل له.

حينها لم يكن العلويون يسمعون بأيمن جابر، المتزوج من ابنة كمال الأسد، رغم المليشيا الصغيرة التي يقودها في منطقة الحفة شمال شرقي اللاذقية. فوجود هلال الأسد حجّم جابر بشكل كبير. إلا أن وفاة هلال في ظروف غامضة، ومسارعة النظام لضرب نفوذ ابنه، شكلا فراغاً في اللاذقية مع عدم وجود شخصية علوية محورية.

مليشيا أيمن جابر المحليّة، كتنظيم أمني بديل قائم على العصب الطائفي، استغلّت الفراغ، وتمكنت من السيطرة على حركة الهامش التي لا يُمسكها النظام في الساحل. من هنا خرج أيمن جابر، كقائد علوي جديد، بصلاحيات ممنوحة من شقيق الرئيس، ماهر الأسد. وكان ماهر قد تجنّبَ إعطاء صلاحيات مماثلة لأفراد عائلته في اللاذقية، على خلفية تمردهم على تجاهل بشار وماهر لهم. فالرئيس وشقيقه لم يقدما العزاء لآل هلال الأسد، ولا في جنازة فواز جميل الأسد، ولا في جنازة شيخ الجبل محمد توفيق الأسد. الأمر الذي دفع منذر الأسد لشتمهما علناً، فأرسل ماهر قوات من دمشق لمحاصرة منذر، وأخضعه لتحقيق مطوّل في دمشق، لمدة تجاوزت 15 يوماً.

وكبديل عن زعماء العائلة، سُلمت اللاذقية إلى أيمن جابر، بعدما وافق ماهر على دعم مليشيا “صقور الصحراء” كبديل عن “الدفاع الوطني”، والقبول بمشاريع أيمن جابر الاقتصادية، ليتحول إلى واجهة اقتصادية مدعومة من النظام. وصار شقيق أيمن، محمد جابر منسقاً أعلى للعمليات العسكرية التدريبية للمليشيا. وأوفد الشقيقان إلى إيران للتفاهم مع الإيرانيين ليتبنوا “صقور الصحراء” ووضع آلية لعملها. الأمر الذي انطلق فعلياً في خريف العام 2014، لتصبح “صقور الصحراء” صاحبة النفوذ الأكبر في الساحل خلال عام واحد.

اختيار ماهر الأسد لأيمن جابر، لتعويض الفراغ الذي خلّفه مقتل هلال، لم يكن سوى مناورة تحول دون خلق شخصية محورية جديدة لدى العلويين، إلا على مستوى العمل البرغماتي المباشر. فاسناد الدور الذي كان يقوم به هلال الأسد، إلى شخص آخر من آل الأسد، سيثير مخاوف لدى النظام، من الأطماع والطموحات التي لم يوفر هلال الأسد جهداً لإخفائها. بالنسبة لنظام الأسد، أي شخص من العائلة، سيكون مصدر تهديد، إذا عمل باحتكاك مباشر مع المجتمع العلوي.

أيمن جابر، وبموافقة من رأس النظام، احتكر استيراد التبغ، وحظي بدعم مؤسسات “الدولة” التنفيذية، ما تسبب في ضرب عمليات التهريب التي احتكرتها عائلة الأسد في الساحل، وأشعل معارك بين العصابات المسلحة في مدينتي اللاذقية وجبلة وفي ريف حمص. احتكار استيراد التبغ كان نظرياً بهدف تحويل الأرباح لدعم “صقور الصحراء”، أي دعم الاقتصاد المليشياوي ذاتياً.

كما أن استحواذ الجابر على تعاطف الشارع العلوي، كشخصية بارزة تُعطي الرواتب وتعوّض على ذوي القتلى، جعله عدواً لدوداً لآل الأسد في الساحل. استياء منذر الأسد ازداد بعد تعاون “صقور الصحراء” ورأس النظام، لمنعه من تشكيل مليشيا خاصة به، ومنعه لمرتين من دخول مدينة اللاذقية. ابن منذر، هاجم أيمن الجابر مباشرة، وأطلق النار على موكبه، مرتين؛ في تموز وآب. ما دفع الجابر لتحصين مقرّه بأكثر من أربعين سيارة مسلحة، بأسلحة ثقيلة.

استمرت تهديدات آل الأسد للجابر وقتاً طويلاً. إلا أنه وما أن عاد من زيارة إلى دمشق لاستشارة ماهر الأسد بما سيفعله، قبل اسبوعين، وحصوله على وعدٍ منه بحمايته من العائلة، حتى صدر قرار بسحب احتكار استيراد التبغ الأجنبي وبيعه منه.

أوساط النظام بررّت الغاء احتكار الجابر لاستيراد التبغ، بسبب إلزامه تجار الجملة تأمين أسعار التبغ المطلوبة بالعملة الصعبة، ورفعه للأسعار بشكل دائم، على الرغم من قيامه بتصنيع قسم كبير من الدخان “المستورد” في مصانع على سفن بحرية، وادخال تلك الكميات من دون دفع ضرائب عليها. أحد تجار الجملة قال لـ”المدن” إن الجابر استغل الصلاحيات الممنوحة له من ماهر الأسد، لزيادة أرباحه الخاصة، وعدم تقاسمها مع عرّابيه.

قرار سحب احتكار التبغ من الجابر، لحقته أنباء بفكّ ارتباطه بـ”صقور الصحراء”. الأمر غير مؤكد حتى اللحظة، إلا أن اختفاء أيمن الجابر واضح، فموكبه لم يعد يُرى في اللاذقية، وبيته مازال محمياً بالسيارات العسكرية، وسط اشاعات عن مغادرته البلاد.

المدن

 

دي ميستورا يتهم النظام بعرقلة المساعدات لحلب  

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا اليوم الخميس إن النظام السوري يعرقل توصيل المساعدات التي كان من المفترض نقلها بسلاسة بموجب اتفاق أميركي روسي، في حين تحدثت المعارضة السورية عن احتمال دخول مساعدات إلى حلب غدا الجمعة.

وأضاف دي ميستورا للصحفيين في جنيف “لدينا مشكلة. إن الحكومة -وأكرر الحكومة- كان من المتوقع أن تصدر خطابات تسهيل. إنها كلمة بيروقراطية قد تعني بالإنجليزية أنها تصاريح أو أذون”.

 

وتابع “لم نتلق خطابات التسهيل هذه، أي أننا لم نتلق التصريح النهائي للأمم المتحدة بالوصول بالفعل إلى هذه المناطق” التي تحتاج للمساعدة. وأضاف أن الأمر يتطلب إصدارها على الفور.

 

وقال دي ميستورا “نحن بحاجة لإذن نهائي. وإنه لأمر مؤسف، إننا نضيع الوقت. روسيا موافقة معنا على هذه النقطة”.

 

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استعداد الحكومة السورية سحب قواتها بالتزامن مع المعارضة من طريق الكاستيللو لتمرير المساعدات الإنسانية الأممية إلى حلب.

وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن روسيا تنفذ التزاماتها عمليا منذ الدقائق الأولى، وإنها نشرت نقاطا للعبور كما يجري مراقبة الأوضاع في كافة المناطق السورية المشمولة بالاتفاق على مدار الساعة.

 

المعارضة تشكك

في المقابل، قال مسؤول في المعارضة السورية المسلحة إنه من المفترض أن تصل مساعدات إنسانية إلى حلب غدا الجمعة بعد انسحاب المقاتلين من طريق الكاستيللو المؤدي إلى المدينة اليوم.

 

وقال زكريا ملاحفجي القيادي بتجمع (فاستقم) ومقره حلب “اليوم يفترض بيصير فيه انسحاب وبُكره (غدا) تدخل المساعدات. المفترض هيك ولكن ما في شيء يبعث الثقة والأمل إطلاقا”.

 

وأضاف ملاحفجي أن فصائل المعارضة مستعدة للانسحاب، لكن هناك تخوفا كبيرا من أن يستغل النظام السوري أي فرصة تسنح له.

 

وسيطرت قوات النظام على قطاع من طريق الكاستيللو في يوليو/تموز في إطار مساعيها لفرض حصار كامل على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شرق حلب.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

من أسباب بوادر فشل الهدنة بسوريا  

أشار الكاتب دويل مكمناص في مقال بصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إلى الاتفاق الجديد بشأن وقف إطلاق النار في سوريا الذي بدأ الأسبوع الجاري بعد محادثات أميركا وروسيا، وقال إنه مثير للإعجاب لكنه لن يستمر، وتحدث عن عدد من أسباب فشله المحتمل.

 

وأكد الكاتب أن اتفاقا لوقف إطلاق النار في سوريا يعتبر أمرا ضروريا لمحاولة جلب السلام إلى البلاد التي حطمتها الحرب المستعرة فيها منذ سنوات، واستدرك بالقول: لكنه يعد من شبه المؤكد أن هذا الاتفاق سيكون محتوما بالفشل، وذلك رغم الجهود المبذولة لإنجاحه.

 

وأوضح أن كثيرا من القوى المتصارعة في سوريا لا تريد لاتفاق وقف إطلاق النار أن يستمر، بدءا من حكومة الرئيس السوري بشار الأسد إلى فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وأنه من غير الواضح أنه يمكن لأي أحد منع هذه القوى من تفجير الأوضاع مجددا.

 

وقال إن المتطرفين مثل تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة غير مشمولين بهذا الاتفاق، وذلك لأنه لا يتوقع أحد منهما التعاون، وأشار إلى أن جبهة النصرة التابعة للقاعدة سبق أن غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام.

 

قصف جوي

وأضاف مكمناص أنه إذا ما صمدت الهدنة، فإن الولايات المتحدة وروسيا سينشئان مركزا مشتركا للتنسيق بين قواتهما الجوية لتوجيه ضربات ضد تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام، مشيرا إلى أنه سيكون مطلوبا من القوات الجوية السورية -التي أسقطت آلاف البراميل المتفجرة على رؤوس المواطنين السوريين- ضرورة التوقف عن قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

 

وذكر الكاتب أن الطرق ستفتح أمام قوافل الإغاثة الإنسانية لجلب الدواء والغذاء إلى المناطق التي يحاصرها النظام.

 

وأضاف أنه إذا جرت هذه الأشياء بشكل جيد فإن النظام والمعارضة سيبدآن مفاوضات من أجل إحلال السلام في البلاد، وأن الأمر سيعد إنجازا دبلوماسيا ملحوظا للأميركيين، خاصة في ضوء التدخل المحدود للولايات المتحدة في سوريا حتى الآن.

 

أسباب فشل الهدنة

واستدرك الكاتب ليوضح الأسباب التي قد تحتم مصير هذه الهدنة بالفشل، وقال إن كلتا القوتين العظميين المتدخلتين في سوريا ممثلتين في الولايات المتحدة وروسيا ترغبان في استمرار الهدنة، ولكن أهدافهما الأساسية لا تزال مختلفة بشكل كبير.

 

وأوضح أن كيري يريد دفع جميع الأطراف إلى إجراء مفاوضات لتشكيل حكومة سورية جديدة يكون من شأنها تسهيل عملية تنحي وخروج الأسد من السلطة، بينما تدخلت روسيا في سوريا العام الماضي، وأرسلت قوات وطائرات لدعم الأسد، وأن الروس يسعون لاستقرار الحكومة في المقام الأول.

 

وأضاف مكمناص أن الأسد لا يريد الحفاظ على البقاء في السلطة فحسب، بل يريد استغلال الهدنة لتحسين مواقفه العسكرية والدبلوماسية، وأن هذا هو ما فعله بدعم من روسيا أثناء هدنة قصيرة في وقت مبكر من العام الجاري.

 

وأضاف: وأما زعماء المعارضة فيأملون أن تنهي الهدنة الحصار الذي يفرضه النظام السوري على معقلها في حلب، لكنهم يخشون أن تسفر عن إضعاف قواتهم وتعزيز قوات النظام.

 

وأشار إلى أن تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام سبق أن رفضا الهدنة من الأصل، وأنهما قد يحاولان إحباطها، وذلك لتجنب أن يصبحا الهدف الأخير للغارات الجوية.

 

ونسب إلى سفير الولايات المتحدة السابق لدى سوريا روبرت فورد القول إن ثمة حاجة لهيئة مراقبين على الأرض إذا أريد للهدنة أن تستمر، وإنه ليس هناك أي واحدة.

 

وتساءل الكاتب: ما العمل في حال انتهك الأسد الهدنة؟ وأسهب بشأن الخطة باء وتفاصيل أخرى.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

قلق بالبنتاغون من التعاون الأميركي الروسي بسوريا  

عبّر العديد من مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الذين عاشوا الحرب الباردة في بداية مشوارهم العملي، عن قلقهم وعدم ارتياحهم من احتمال التعاون الميداني بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا.

 

وتراوحت ردود أفعال المسؤولين العسكريين الأميركيين بين الحذر والتشكك الصريح إزاء إنشاء مركز مشترك مقره جنيف، ربما يجمع قريبا الجيشين الأميركي والروسي لبحث الأهداف المشتركة في سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.

 

وعبّر رئيس القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل عن تأييده للمبادرة، لكنه قال إن الأمر “ينطوي على تحديات. هناك نقص في الثقة مع الروس”.

 

وتهدف الولايات المتحدة وروسيا بموجب الاتفاق إلى خفض العنف على مدار سبعة أيام متتالية، قبل الانتقال إلى المرحلة التالية وهي تنسيق الضربات العسكرية ضد جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، اللذين لا تشملهما الهدنة. وإذا صمدت الهدنة فإن التنسيق ربما يبدأ يوم الاثنين المقبل.

 

ومن الناحية النظرية فإن روسيا والولايات المتحدة قد تبدآن في تلك المرحلة استخدام المركز المشترك لتبادل المعلومات عن استهداف المقاتلين.

 

ويؤكد مسؤولون أن المركز المشترك لن يكون مماثلا للمراكز المقامة في مناطق حرب مثل العراق التي تزخر بأنظمة الحاسوب السرية وشاشات التلفزيون العملاقة وتعرض بثا حيا من الطائرات المسيرة المسلحة التي تنفذ الضربات.

 

وعبر مسؤولو مخابرات أميركيون عن قلقهم من إطلاع موسكو على معلومات دقيقة عن مواقع جماعات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، نظرا لأن روسيا استهدفتها في ما سبق.

 

وقال مسؤول أميركي -طلب عدم نشر اسمه- إن “الروس لا يستخدمون ذخيرة دقيقة التوجيه في سوريا، وهو ما يوفر لهم عذرا مثاليا ليقولوا: نعتذر لم نكن نستهدفكم”.

 

كما عبر مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون عن مخاوف بشأن المبادرة، ولفتوا إلى انتقادات البنتاغون العلنية التي استمرت فترة طويلة لأسلوب روسيا في إدارة الحرب دعما للرئيس السوري بشار الأسد وضم موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.

 

وحذرت إيفلين فاركاس النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع -التي تخصصت في الشأن الروسي- من مخاطر قادمة، وقالت إن “القيام بعمليات مشتركة مع الجيش الروسي محفوف بالمخاطر السياسية والعسكرية وربما القانونية”.

 

وبعيدا عن هذه المخاوف، فإن هناك عقبة قانونية، حيث سيحتاج وزير الدفاع أشتون كارتر لإصدار أمر بوقف العمل بقانون أميركي يضع قيودا صارمة على التعاون العسكري الأميركي مع روسيا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

الدول الأوروبية لا تعرف بنود الاتفاق الروسي – الأمريكي بشأن سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 15 سبتمبر 2016

روما-أكّدت مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى، أن الدول الأوروبية الكبرى الحليفة لواشنطن لا تعرف كل تفاصيل اتفاقها مع الروس المتعلق بتهدئة الأوضاع في سورية.

وقالت هذه المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ليس للألمان ولا الفرنسيين والبريطانيين أي فكرة عن كامل بنود الاتفاق الروسي – الأمريكي في سورية، والذي بدأ بوقف الأعمال العدائية لمدة أسبوع، ولم يتم إطلاع مسؤولي هذه الدول على البنود، التي بقيت سرّية على كبار مسؤولي البلدين، كما هي سرّية بالنسبة للسوريين أنفسهم”.

 

ووفق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فإن الولايات المتحدة هي التي ترفض الإعلان عن بنود الاتفاق بشأن سورية، وكان قد قال في وقت سابق إن موسكو “اقترحت على واشنطن تقديم الاتفاق حول سورية بالكامل للرأي العام، وتبنيه كقرار لمجلس الأمن الدولي، لكن واشنطن لا تزال تفضل بقاءها سرية”. واعتقدت المعارضة السورية أن الأمر سرّي عليها ومكشوف على الدول الأوروبية على الأقل، لكن تبيّن أن السرية تشمل الجميع.

ولقد أعلن وزيرا الخارجية الأمريكي، جون كيري والروسي، سيرغي لافروف، في التاسع من الشهر الجاري عن توقيع خمس وثائق، تحتوي على اتفاقات تم التوصل إليها بين الطرفين بغية استئناف العملية السياسية، بعد نحو شهرين من اللقاءات والمباحثات التي تعثّرت كثيراً.

واكتفت واشنطن بإرسال ملخصٍ عن الاتفاق لفصائل المعارضة السورية، السياسية والعسكرية. وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية إنها لم تتلق نسخة من نص الاتفاق الأمريكي-الروسي، وأعلنت ترحيبها بوقف بالاتفاق مع تقديمها لتحفظات.

وطالب وزير خارجية فرنسا بنشر الاتفاق الروسي – الأمريكي، واشترط الاطلاع على بنود هذا الاتفاق حتى تستطيع فرنسا دعمه.

 

وحول السرّية التي تفرضها روسيا والولايات المتحدة على هذا الاتفاق، قال المعارض السوري محمد صبرا، عضو الوفد المفاوض “هذا يعني ببساطة أن أمريكا مُحرجة من بنود الاتفاق التي تخفيها عن حلفائها. وأضاف “هذا أيضاً يعني أن معارضتنا العتيدة رحبت باتفاق وأعلنت التزامها به دون أن تطلع عليه، اللهم إلا إذا قال أحد أبطال المعارضة أنهم أقوى من فرنسا وأنهم يعرفون بنوده، بينما وزير خارجية فرنسا المسكين لا يعرف، الموافقة على شيء لا تعرفه يصدر إما من ساهٍ أو لاهٍ أو عابثٍ أو متعمد، أو من هؤلاء جميعاً”، وفق تعبيره.

 

ويقضي الاتفاق بوقف الأعمال العدائية في سورية، وتشمل بنوده (المُعلنة) نزع الأسلحة من طريق الكاستيلو شمال حلب، الذي تتناوب قوات المعارضة والنظام على سيطرته، وألا تقوم الحكومة السورية بمهام جوية قتالية في المنطقة المتفق عليها، بذريعة ملاحقة مقاتلي (جبهة فتح الشام – النصرة)، ويدعو لوضع حد للقصف العشوائي باستخدام البراميل المتفجرة في المناطق المدنية. كما يدعو المعارضة للحفاظ على شرعيتها بأن تنأى بنفسها عن (جبهة فتح الشام) وتنظيم (داعش)، ويقترح إقامة “مركز تنفيذ مشترك” أمريكي – روسي لتبادل المعلومات.

 

غموض مصير الهدنة في سوريا وتعثر خطة نقل المساعدات إلى حلب

من توم بيري وتوم مايلز

 

بيروت/جنيف (رويترز) – لم تنسحب قوات الحكومة السورية ومقاتلو المعارضة من طريق رئيسية لنقل المساعدات إلى مدينة حلب مما يهدد أهم جهد دولي لتحقيق السلام منذ شهور مع تبادل الاتهامات بين الأطراف المتحاربة بانتهاك الهدنة.

 

ويعد نقل المساعدات التي تمنع القوات الحكومية دخولها إلى شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة اختبارا مهما للاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا وأسفر عن تراجع كبير في العنف منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مساء الاثنين.

 

وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا إن من المتوقع أن تشرف الولايات المتحدة وروسيا على عملية إخلاء طريق الكاستيلو من القوات لكنه انتقد دمشق لعدم إصدارها التصاريح اللازمة لدخول المساعدات إلى مناطق أخرى.

 

وأصبحت فرنسا التي تدعم المعارضة السورية أول حليف للولايات المتحدة يستفسر علنا عن الاتفاق مع روسيا وحثت واشنطن على إطلاعها على تفاصيل الاتفاق وقالت إنه بدون دخول المساعدات إلى حلب فإن الاتفاق لن يكون جدير بالثقة.

 

وتسيطر القوات الحكومية وقوات المعارضة على طريق الكاستيلو وأصبح جبهة رئيسية في الحرب المستعرة منذ خمسة أعوام.

 

وقالت روسيا التي ساعدت قواتها الجوية الحكومة السورية في حصار شرق حلب الخاضع للمعارضة هذا الصيف إنها تجهز لبدء انسحاب الجيش السوري ومقاتلي المعارضة من الطريق.

 

لكن وبحلول صباح الخميس لا تزال القوات الحكومية وجماعات المعارضة تسيطر على مواقعها. وقال مسؤول في جماعة معارضة تتمركز في حلب إن الأطراف الدولية أبلغته أن المساعدات ستُسلم يوم الجمعة.

 

وقال زكريا ملاحفجي القيادي في تجمع (فاستقم) ومقره حلب في تصريحات لرويترز “اليوم يفترض بيصير فيه انسحاب وبكره تدخل المساعدات. المفترض هيك ولكن ما في شي يبعث الثقة والأمل إطلاقا.”

 

وتابع ملاحفجي مسؤول المكتب السياسي في التجمع إن فصائل المعارضة مستعدة للانسحاب لكن هناك تخوفا كبيرا من أن يستغل النظام السوري أي فرصة تسنح له.

 

ومضى يقول “إذا النظام يبتعد 500 متر باتجاه الشرق والغرب فيصبح الطريق فعلا محيد وممكن أن الشباب أيضا يبتعد قليلا ولكن النظام لا يستجيب.” وأضاف أن مقاتلي المعارضة بإمكانهم رؤية مواقع القوات الحكومية.

 

ولم يرد تعليق من وسائل الإعلام الرسمية السورية أو الجيش بشأن الانسحاب المقترح.

 

* الأمم المتحدة تنتظر التصاريح

 

قال مستشار الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة يان إيجلاند إن القوات الحكومية وقوات المعارضة مسؤولة جميعها عن تأخير دخول المساعدات إلى حلب.

 

وقال إيجلاند لرويترز “سبب عدم وجودنا في شرق حلب هو النقاشات الصعبة والتفصيلية للغاية بشأن المراقبة الأمنية وعبور الحواجز التابعة لكل من المعارضة والحكومة.”

 

وفي مناطق أخرى اتهم دي ميستورا الحكومة السورية بعدم تقديم التصاريح اللازمة لعبور قوافل المساعدات. وقالت الحكومة السورية إنه ينبغي التنسيق معها في تسليم كل المساعدات.

 

ويعتقد أن نحو 300 ألف شخص يعيشون في شرق حلب بينما يعيش أكثر من مليون في القطاع الغربي الخاضع للحكومة.

 

وتنتظر قافلتان من المساعدات عبرتا الحدود التركية متجهتين إلى سوريا في المنطقة الفاصلة بين حدود البلدين للحصول على تصريح بالتحرك صوب حلب.

 

وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه إذا حصلت على الضوء الأخضر فإن أول 20 شاحنة ستنتقل إلى حلب وإذا وصلت للمدينة بسلام فإن القافلة الثانية ستتحرك أيضا. وقال إن القافلتين تحملان أغذية تكفي 80 ألف شخص لمدة شهر.

 

وتدعم كل من الولايات المتحدة وروسيا أطرافا متعارضة في الحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف وأجبرت 11 مليون شخص على النزوح من منازلهم وفجرت أسوأ أزمة لاجئين في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

 

وباتت حلب التي كانت أكبر مدن سوريا قبل الحرب نقطة محورية في الصراع هذا العام. ونجحت القوات الحكومية بدعم مسلحين من إيران والعراق ولبنان في تحقيق هدفها الذي تسعى إليه منذ فترة طويلة بمحاصرة شرق حلب الخاضع للمعارضة.

 

* موسكو تنتقد واشنطن

 

ومنح التدخل الروسي في سوريا لدعم الأسد قبل عام موسكو نفوذا كبيرا في العملية الدبلوماسية.

 

وازداد تعنت حليفها الأسد عن أي وقت مضى. وتعهد الأسد مجددا يوم الاثنين باستعادة كامل أرجاء البلاد التي تفتتت إلى مناطق تسيطر عليها الدولة وفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية.

 

وتأمل واشنطن في أن يمهد الاتفاق لاستئناف الحوار السياسي. لكن اتفاقا مشابها انهار في وقت سابق من العام الجاري ويواجه الاتفاق الجاري تحديات كبيرة.

 

وينص الاتفاق على انفصال مسلحي المعارضة الذين يقاتلون تحت لواء الجيش السوري الحر عن الجماعة التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة حتى انفصالها عن القاعدة في يوليو تموز وتغيير اسمها إلى جبهة فتح الشام.

 

وقال مصدر عسكري سوري إن ذلك لا يحدث. وقال المصدر “أعتقد أنهم يريدون تعطيل الطلب الأساسي من الدولة السورية أو القيادة السورية ومن الجانب الروسي بفصل جبهة النصرة عن باقي التنظيمات ويبدو أن هذا الموضوع لن يحصل… لا يرغبون بالفصل أساسا.”

 

ولعبت جبهة النصرة دورا حيويا في القتال الأخير حول حلب. وتنظر الجماعات المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر بعين الريبة إلى الجماعة التي سحقت العديد من فصائل المعارضة المعتدلة لكنها انتقدت أيضا استبعادها من اتفاق وقف إطلاق النار.

 

ومن المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة وروسيا في تنسيق شن ضربات جوية ضد جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الإسلامية إذا سارت الأمور وفقا للخطة المنصوص عليها في الاتفاق.

 

لكن روسيا قالت يوم الخميس إن الولايات المتحدة تستخدم “ستارا من التصريحات” لإخفاء عدم رغبتها في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا بما في ذلك الفصل بين جماعات المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن قوات الحكومة السورية هي فقط الملتزمة بالهدنة وإن وحدات من المعارضة السورية تدعمها الولايات المتحدة كثفت قصفها لمناطق سكنية مدنية.

 

وتقول جماعات المعارضة إن دمشق ارتكبت العديد من الانتهاكات.

 

ورغم إعلان الخطوط العامة للاتفاق لم يكشف عن أجزاء أخرى منه مما أثار القلق بين حلفاء الولايات المتحدة ومنها فرنسا المشاركة في التحالف الذي يهاجم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

 

ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو الولايات المتحدة لإطلاع بلاده على تفاصيل الاتفاق قائلا إن المعلومات ضرورية للتأكد من أن المتشددين الإسلاميين وليس المعارضة المعتدلة هي المستهدفة على الأرض.

 

(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى