أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 15 شباط 2018

 

الأمم المتحدة لا ترى أفقاً للعملية التركية في سورية

باريس، نيويورك – «الحياة»

 

سعى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى التخفيف من حدّة تصريحات أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون مساء الثلثاء، وهدد خلالها بضرب مواقع للنظام السوري إذا أثبتت «أدلّة دامغة» استخدامه أسلحة كيماوية في هجمات جديدة. وأوضح لو دريان أمس، أن باريس لن تضرب دمشق إلا إذا كانت الهجمات «مميتة» ونفذتها القوات النظامية.

 

وحلّ الملف السوري على طاولة مناقشات مجلس الأمن في نيويورك أمس، حيث حذّر المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا من أن التطورات العسكرية التي شهدتها الساحة السورية أخيراً «تقوّض» الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة.

 

ولفت دي ميستورا إلى أن التصعيد المتعدد الجوانب في سورية «لا يهدد اتفاقية تخفيف التوتر والاستقرار الإقليمي فحسب، بل يقوض الجهود لإيجاد حل سياسي»، داعياً الأطراف كافة إلى «التهدئة فوراً». كما أعرب عن قلق الأمم المتحدة من العملية العسكرية التركية ضد المقاتلين الأكراد في شمال غربي سورية، معتبراً أن «لا نهاية لها في الأفق».

 

وفي ما خصّ تشكيل لجنة دستورية تنفيذاً لمقررات مؤتمر سوتشي، أكّد دي ميستورا أن مسار جنيف سيتولّى البحث في تفاصيل تشكيل هذه اللجنة التي ستبحث في صياغة دستور جديد لسورية، مشدداً على عزم الأمم المتحدة مواصلة العملية التفاوضية السورية تحت إشرافها. وكانت دمشق أعلنت في وقت سابق رفضها تولّى دي ميستورا الإشراف على هذه اللجنة. وقال مساعد وزير الخارجية السوري أيمن سوسان الثلثاء، إن دمشق «غير مُلزمة بـ «أي لجنة ليست سورية تشكيلاً ورئاسة وأعضاء».

 

وقال لودريان أمام المشرعين الفرنسيين تعليقاً على تهديد ماكرون، إن «الرئيس أكد أنه سيمضي قدماً في تنفيذ ضربات عسكرية ضد منشآت تابعة للنظام إذا استخدمت قوات (الرئيس السوري) بشار الأسد الأسلحة الكيماوية مجدداً، وإذا كانت الهجمات قاتلة وثبت أن النظام هو المسؤول عنها».

 

في المقابل، نفى النظام السوري حيازته أسلحة كيماوية، واصفاً استخدامها بأنه «غير أخلاقي وغير مقبول». وقال نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد في مؤتمر صحافي أمس، إن النظام السوري لا يمتلك «أي أسلحة دمار شامل بما ذلك الأسلحة الكيماوية». وأضاف أن دمشق تخلصت من برنامجها الكيماوي بشكل كامل وسُلّم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

 

في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة و «الهلال الأحمر العربي السوري» أن قافلة إغاثة تضمّ تسع شاحنات تنقل إمدادات صحية وغذائية ومساعدات أخرى، وصلت أمس إلى غوطة دمشق الشرقية المحاصرة والخاضعة لسيطرة المعارضة.

 

والقافلة هي الأولى التي تدخل الغوطة الشرقية منذ 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حيث يعيش حوالى 400 ألف مدني تحت الحصار. وتأتي بعد شهور من مناشدة الأمم المتحدة النظام السوري إصدار الأوراق اللازمة لدخول قوافل الإغاثة ووقف النار.

 

وتعرضت الغوطة منذ مطلع الأسبوع الماضي وعلى مدى خمسة أيام متواصلة إلى تصعيد في الغارات التي شنتها قوات النظام، ما أدى إلى مقتل 250 مدنياً وإصابة أكثر من 775 آخرين بجروح.

 

أتى ذلك بعدما أكد نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية لسورية راميش راجاسينجام، أن المنظمة الدولية تنتهج أعلى مستوى من الديبلوماسية للتوصل إلى وقف للنار في سورية، إذ بلغت الغوطة المحاصرة نقطة الانفجار، كما أن محافظة إدلب تواجه كارثة.

 

تركيا تقيم «نقطة مراقبة» في إدلب

انقرة – أ ف ب

 

ذكرت وسائل إعلام حكومية اليوم (الخميس) أن القوات التركية أقامت «نقطة مراقبة» جديدة في محافظة إدلب السورية في إطار جهودها لـ «خفض التصعيد في النزاع السوري».

 

وقالت وكالة أنباء «الأناضول» الحكومية إن النقطة، وهي مركز ينتشر فيه عدد قليل من الجنود لرصد أي اشتباك، تبعد حوالى 70 كيلومتراً عن الحدود التركية في المحافظة الواقعة في شمال غربي سورية.

 

وإدلب خاضعة بالكامل تقريباً إلى سيطرة الفصائل المعارضة وأبرزها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً).

 

وأضافت الوكالة أن قافلة عسكرية تركية عبرت الحدود التركية- السورية مساء الأربعاء. وأقيمت النقطة الأخيرة في بلدة معرة النعمان في جنوب شرقي إدلب.

 

وهذه سادس نقطة في المحافظة بعد اثنتين أقامهما الجيش التركي في وقت سابق هذا الشهر. والنقاط الثلاث الأخرى أقيمت في تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر).

 

وتعرضت قوافل عسكرية تركية لهجمات منها هجوماً في مطلع شباط (فبراير) قتل فيه جندي. ووجه الجيش التركي أصابع الاتهام إلى «مجموعات إرهابية».

 

وكانت مسألة إقامة نقاط المراقبة من المواضيع الرئيسة في المحادثات التي جرت في العاصمة الكازاخستانية آستانا بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات في سورية.

 

وتوصلت روسيا وإيران وتركيا في أيار (مايو) في اطار محادثات آستانا، إلى اتفاق لإقامة أربع مناطق لخفض التوتر في سورية: في ادلب (شمال غربي) وحمص (وسط) والغوطة الشرقية قرب دمشق وكذلك في الجنوب.

 

وقالت تركيا الأسبوع الماضي إنها ستستضيف قمة تستمر ثلاثة أيام مع الرئيسين الروسي والإيراني في أعقاب قمة سوتشي التي استضافها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي.

 

ولم يتم بعد تحديد موعد تلك القمة التي تأتي ضمن خطوات عدة تقوم بها تركيا الداعمة للمعارضة، مع موسكو وطهران حليفتا النظام السوري.

 

وأطلقت تركيا في 20 كانون الثاني (يناير) عملية حدودية برية وجوية دعماً للفصائل المعارضة مستهدفة «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها «إرهابية».

 

وتتهم أنقرة «وحدات حماية الشعب» بأنها الفرع السوري لـ «حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً مسلحاً على الأراضي التركية منذ 1984.

 

موسكو: التحالف الدولي قد يكون قتل 5 مدنيين روس في سورية

بيروت، دمشق، موسكو – أ ف ب، رويترز

 

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم (الخميس) إن خمسة مواطنين روس ربما يكونون قد لقوا حتفهم في سورية خلال اشتباكات مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة هذا الشهر.

 

وأوضحت زاخاروفا في إفادة صحافية أنه «استناداً إلى معلومات أولية فإننا ربما نتحدث عن وفاة خمسة أشخاص نتيجة مواجهة مسلحة يجري الآن التحقيق في أسبابها». وأضافت أن «الافتراض هو أن هؤلاء مواطنون روس. لكن يتعين التحقق من كل ذلك ولا سيما بالطبع من جنسياتهم. هل هم فعلاً مواطنون من روسيا أم من دول أخرى؟»

 

وتابعت في إشارة إلى قتلى سقطوا في اشتباكات يوم السابع من شباط (فبراير) قرب مدينة دير الزور السورية أن «هؤلاء ليسوا أفراداً في الجيش الروسي».

 

وكان شركاء لمتعاقدين عسكريين خصوصيين من روسيا يحاربون في صف القوات الحكومية في سورية قالوا إن هناك خسائر على نطاق واسع في صفوف المتعاقدين، بعد أن اشتبكت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة مع قوات مؤيدة للحكومة السورية في محافظة دير الزور يوم السابع من شباط (فبراير).

 

وقالت زاخاروفا إن تقارير إعلامية في شأن سقوط عشرات أو مئات القتلى من الروس في سورية «مضللة».

 

وأشارت إلى أن أفعال الولايات المتحدة في سورية تهدف على الأرجح لتقويض وحدة أراضيها.

 

وكان المرصد السوري أعلن مقتل 15 روسياً على الأقل يعملون لدى شركة أمن روسية أمس، إثر انفجار مستودع أسلحة تابع للشركة، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «قتل 15 عنصر حماية من الروس يعملون لدى شركة أمن روسية خاصة، نتيجة انفجار مستودع أسلحة تابع للشركة السبت الماضي في منطقة طابية جزيرة في محافظة دير الزور» في شرق سورية.

 

وقتل في التفجير ذاته سبعة أشخاص آخرين، غالبيتهم من المسلحين السوريين الموالين لقوات النظام، وفق المرصد.

 

وأوضح عبد الرحمن أن الشركة تعمل في «حماية حقول النفط والغاز الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري»، مرجحاً أن يكون وجودهم في تلك المنطقة مرتبطاً «بمحاولة قوات النظام السيطرة على حقل كونيكو للغاز»، الذي تسيطر عليه «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من واشنطن.

 

وقتل العناصر الروس بحسب المرصد، بعد يومين من استهداف التحالف الدولي بقيادة أميركية فجر الخميس الماضي مقاتلين موالين للنظام، حاولوا التقدم الى مركز لـ «قوات سورية الديموقراطية» قرب حقل كونيكو، الواقع على الضفاف الشرقية لنهر الفرات.

 

وأعلن التحالف الدولي اثر ذلك أن الغارات جاءت «لصد العمل العدائي» وفي «اطار الدفاع المشروع عن النفس»، فيما قدر مسؤول عسكري أميركي «مقتل أكثر من مئة عنصر من القوات الموالية للنظام» في الغارات.

 

وتنتشر قوات النظام السوري بعد طردها تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) على الضفة الغربية لنهر الفرات الذي يقطع المحافظة إلى جزئين، مع تواجد محدود على الجهة الشرقية.

 

في المقابل، تسيطر «قوات سورية الديموقراطية» على الضفاف الشرقية، حيث ما زال التنظيم موجوداً في بضعة جيوب.

 

من جهة ثانية أعلنت دمشق تصدي دفاعاتها الجوية أمس، إلى طائرات استطلاع اسرائيلية في أجواء منطقة القنيطرة في جنوب سورية، في خطوة سبق ان تكررت خلال الايام القليلة الماضية.

 

وأوردت «وكالة الانباء السورية» (سانا): «الدفاعات السورية تتصدى لطائرات استطلاع إسرائيلية فوق القنيطرة وتجبرها على مغادرة الأجواء».

 

مسعفون ينقذون مدنيين ويعجزون عن حماية عائلاتهم

مديرا (سورية) – أ ف ب

 

لم يخَيَّل لسمير سليم المتطوّع مع ثلاثة من أشقائه في صفوف «الخوذ البيضاء» (الدفاع المدني)، أنه قد يجد نفسه يوماً عاجزاً عن سحب والدته من تحت الركام، بعدما أمضى السنوات الأخيرة يطارد الغارات لإنقاذ مدنيي الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق.

 

ويقول سليم (45 سنة) بينما تغرورق عيناه بالدموع: «كان الموقف صعباً جداً بالنسبة إليّ، من المؤلم أن يكون لأم أربعة أبناء متطوعين في الدفاع المدني ولا يتمكنون من إنقاذها». ويضيف: «كانت أمي فخورة جداً بنا وبعملنا» قبل أن تستهدف غارة منزل العائلة في مدينة مديرا.

 

وتتشابه يوميات سليم مع متطوعي «الخوذ البيضاء» كافة، في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، فهم يلاحقون الغارات التي لا ترحم سكان الغوطة الشرقية، ويبذلون قصارى جهدهم لإنقاذ الجرحى وسحب الجثث من تحت الركام.

 

وفي مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر الإنترنت، تظهر والدة سليم وهي تحني جسدها كما لو أنها تغفو متكئة على كنبة، فيما سقط الجدار بأكمله على ظهرها ورأسها، وتغطي الدماء إحدى يديها.

 

ويسمع في الخلفية بكاء سليم وهو يناشد أحد زملائه إحضار معدات لسحب والدته قبل أن يقول «أنقذ الناس يا أمي ولا أتمكن من إنقاذك، ماذا أفعل يا أمي؟ حسبي الله ونعم الوكيل».

 

وشهدت الغوطة الشرقية منذ مطلع الأسبوع، خمسة أيام من القصف الجوي الكثيف من قوات النظام، أدى الى مقتل 250 مدنياً وإصابة أكثر من 775 آخرين بجروح، وفق حصيلة لـ»المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قبل أن تتراجع وتيرة القصف.

 

وإذا كان سليم عجز عن إنقاذ والدته، إلا أن الحظ كان حليف المتطوع في الدفاع المدني سعيد المصري، الذي تمكن من إنقاذ طفله الرضيع يحيى بعدما دمّر القصف منزله في مدينة سقبا.

 

ويقول أنه «كما جرت العادة، توجهنا الى مكان الضربة ورأيت البيوت وقد سُويت بالأرض. ابن عمي استشهد وبيتي مضروب وانتابني شعور بأن ابني قد مات أو زوجتي». ويتابع: «كانت زوجتي تصرخ بأن يحيى قد أصيب. عندما وجدته حملته وركضت به الى المستشفى. كان مصاباً في رأسه ووجهه».

 

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر المصري بزيه الكحلي والأصفر يركض وسط مكان يحجب الغبار الرؤية فيه، ويضم رضيعه الذي تسيل الدماء من رأسه إلى صدره وهو يبكي.

 

تركيا تفرض حظر تجول في محافظة دياربكر

دياربكر (تركيا) – أ ف ب

 

فرضت السلطات التركية اليوم (الأربعاء)، حظر تجول في 176 بلدة وقرية في محافظة دياربكر، كبرى مدن جنوب شرقي تركيا ذي الغالبية الكردية، في خطوة استباقية لعملية جديدة ضد مقاتلين أكراد في البلاد.

 

وقال محافظ دياربكر في بيان: «فُرض حظر تجول اعتبارا من الأربعاء 14 شباط عند الساعة الثامنة (05:00 بتوقيت غرينيتش) حتى اشعار آخر»، في هذه البلدات الواقعة في مناطق سيلفان وكولب وليجه وهازرو.

 

وأوضح البيان أن هذا التدبير يسمح لقوات الأمن بـ«القضاء» على أعضاء وكوادر في حزب «العمال الكردستاني»، الذي تصنفه أنقرة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة «ارهابيا» والذي يخوض حركة تمرد ضد الحكومة المركزية التركية منذ 1984.

 

ويأتي حظر التجول الذي يُعتبر واسع النطاق، اليوم في وقت تشنّ تركيا منذ 20 كانون الثاني (يناير) الماضي عملية في شمال سورية ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة ارهابية ومرتبطة بحزب «العمال الكردستاني».

 

وتدعم الولايات المتحدة «وحدات حماية الشعب» الكردية خصوصاً عبر تسليحها وتدريب عناصرها لمحاربة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).

 

واستؤنف النزاع بين حزب «العمال الكردستاني» وقوات الأمن التركية الذي أسفر عن مقتل 40 ألف شخص، بعد خرق وقف طلاق النار الهشّ الذي بدأ في صيف 2015.

 

وفرضت السلطات التركية خلال أشهر عدة حظر تجول في عدد من المدن في جنوب شرقي البلاد منها دياربكر، في اطار عملياتها ضد حزب «العمال الكردستاني».

 

وعلى رغم أن السلطات التركية تؤكد أن كبرى عملياتها انتهت إلا أنها تستمر في اتخاذ مثل هذه الاجراءات بشكل منتظم. وفي أوائل شباط (فبراير)، فُرض حظر تجول لمدة يومين في حوالى 60 بلدة في محافظة دياربكر.

 

إسرائيل تحذر النظام السوري من استخدام أسلحة كيماوية قرب حدودها

القدس: حذرت إسرائيل من انها سترد بشكل صارم جداً، في حال استخدم نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية قرب حدودها .

 

وقالت الإذاعة العبرية إن” إسرائيل تخشى من تسرب الغاز عبر الحدود”.

 

ولفتت إلى أن التحذير جاء في برقية وجهتها الخارجية الإسرائيلية الى عدد من سفراء إسرائيل في الخارج لتسليمها إلى المسؤولين في البلدان التي يتواجدون بها ، دون تحدديد اسماء هذه البلدان.

 

وقالت انه جاء في البرقية “تخشى اسرائيل من اقدام نظام بشار الاسد على استخدام هذه الاسلحة في المنطقة الحدودية في هضبة الجولان قد تؤدي الى تسربها الى الاراضي الاسرائيلية مما سيجبرها على الرد بشكل صارم للغاية”.

 

واضافت إن البرقية تشير إلى “ان تموضع ايران في سوريا قد يزيد من انتهاكاتها للسيادة الاسرائيلية مما سيؤدي بدوره الى تصعيد الاوضاع في المنطقة باسرها، الامر الذي لن تسمح به اسرائيل التي ستدافع عن سيادتها وسلامة مواطنيها “.

 

وقالت الإذاعة” تطلب اسرائيل من المجتمع الدولي ان يمارس الضغوط على ايران لوقف محاولة طهران ايجاد حلقة خانقة حول اسرائيل بواسطة منظمة حزب الله الارهابية في سوريا ولبنان، حيث يجب العمل من اجل منع هذه المنظمة من الحصول على صواريخ قادرة على ضرب الأهداف بدقة قد توجهها الى إسرائيل “.

 

واضافت الإذاعة ” أكدت البرقية انه ينبغي على دول العالم العمل كل ما بوسعها من اجل سحب القوات الايرانية من الساحة السورية، والحد من نفوذ طهران في هذا البلد تفاديا لتدهور الاوضاع في المنطقة بأسرها”.(الأناضول)

 

إسقاط الطائرات بسوريا.. تغيير لقواعد الإشتباك أم اختبار متبادل؟

اسطنبول- محمود عثمان: أعلن الجيش الإسرائيلي عن إسقاط طائرة إسرائيلية من طراز F16 قرب الحدود السورية، سقوط الطائرة الإسرائيلية جاء بعد فترة وجيزة من إعلان تل أبيب إسقاط طائرة استطلاع عسكرية إيرانية بدون طيار دخلت إسرائيل، فيما حمل الناطق باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، إيران مسؤولية إسقاط الطائرة، قائلاً: “إيران تجر المنطقة نحو مغامرة لا تعلم كيف تنتهي”.

 

وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري (سانا)، وليس وزارة الدفاع أو هيئة الأركان العامة لجيش النظام السوري، هي من أعلنت أن الدفاعات الجوية السورية تصدت للطائرات الحربية الإسرائيلية التي قصفت قاعدة عسكرية في المنطقة الوسطى، وأصابت أكثر من طائرة ، ما يثير تساؤل: لماذا تغييب الجيش والأركان ووزارة الدفاع عن المشهد؟.

 

بحسب ما نقلته صحيفة “هآرتس″ الإسرائيلية، فقد أصدر الجيش الإسرائيلي أوامره للمستوطنين في جميع المناطق القريبة من الجولان، بالبقاء قرب الملاجئ والمباني المحصنة. إسرائيل تغلق مجالها الجوي مع تجدد دوي صفارات الإنذار في الجولان، والبلدات الإسرائيلية في الشمال تفتح الملاجئ العامة تحسباً لتدهور الأوضاع.

 

رداً على إسقاط طائرتها قامت إسرائيل بقصف 12 هدفاً عسكرياً داخل سوريا. الأهداف الأربعة الرئيسية منها مواقع إيرانية، يأتي في مقدمتها قاعدة ” T – 4″ الجوية في منطقة تدمر، إذا علمنا أن هذه القاعدة ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة، يستخدمها الإيرانيون والروس معاً، فهل قام الإسرائيليون بالتنسيق مع الروس مسبقاً؟ أم اعتمدوا على الثقة الشديدة بالنفس، والدقة الحادة في التصويب، حتى لا تتعرض الطائرات أو بطاريات الصواريخ الروسية للإصابة ؟ أياً كان الأمر فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية،أن قواتها المتمركزة في مطار ” T – 4″ لم تصب بأذى.

 

هل بدأ الأمريكان باستخدام اسرائيل وسيلة للتصعيد ضد إيران في سوريا؟

 

يرى الإيرانيون أن جميع السيناريوهات المطروحة لتقاسم الكعكة / النفوذ في سوريا لا توفيهم حقهم. ويصرحون بأنهم، وليس أحداً غيرهم، من منع نظام بشار الأسد من السقوط، بعد أن كان على وشك الانهيار يترنح تحت ضربات المعارضة، وهم الذين خاضوا المعارك، جنباً إلى جنب أو قبل قوات النظام ضد المعارضة في جميع أنحاء سوريا.

 

السيناريوهات المطروحة، وخريطة النفوذ الآخذة طريقها نحو التبلور والتشكيل، لا تمنح إيران والنظام سوى دمشق والقلمون وريفها، والسيطرة على مراكز المدن الرئيسية. وهذا لا يرضي طموحات الإيرانيين بحال، لذلك يعمدون إلى سياسة التعطيل والإعاقة. تعطيل وعرقلة جميع الاتفاقيات والتفاهمات، العسكرية منها والسياسية. وهذا يفسر المحاولات المستميتة من طرف الإيرانيين للإبقاء على جذوة الصراع العسكري ملتهبة على جميع الجبهات، والضغط على الروس من أجل سد منافذ الحل السياسي، والاقتصار فقط على سيناريو الحسم العسكري.

 

هذا السيناريو الوحيد الذي يكسبهم الأولوية على غيرهم من القوى، بسبب تواجد ميليشياتهم على الأرض. لكن المحاولات الإيرانية المستميتة في الحسم العسكري وتثبيت مناطق النفوذ في سوريا بناء عليه، قوبلت بجدار صد أمريكي من جهة، وبرود وعدم تجاوب،وقلة دعم من طرف الروس.

 

واضح أن استراتيجية إدارة ترامب في تحجيم الدور الإيراني عموماً وفي سوريا على وجه الخصوص، قد أخذت طريقها إلى حيز التنفيذ . حيث تتجه الجهود الأمريكية إلى محاصرة الوجود الإيراني في منطقة دمشق وما حولها، ومنع إيران وأذرعها، حزب الله وبقية الميليشيات المسلحة التي جلبتها إيران للحرب في سوريا، من التمدد جنوبا نحو الحدود مع إسرائيل. يتم ذلك بالتوازي مع إجلاء الروس للإيرانيين وإخراجهم من منطقة الساحل، باعتبارها منطقة نفوذ روسية. و حرص الروس أيضاً على إبعاد الإيرانيين عن حلب، من خلال سيطرتهم على مركز المدينة، وعدم ممانعة التدخل العسكري التركي، في ريفها الشمالي والغربي، من خلال عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، رغم المعارضة الإيرانية الشديدة.

 

سيطرة الجيش التركي على ريف حلب الشمالي، وريف حلب الغربي، من أجل تأمين المدنيين، ضمن اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه في أستانا، وتموضع قوات الجيش التركي في مواقع حساسة، مثل تلة العيس الاستراتيجية، وفي سراقب بريف إدلب، سوف يمنح هذه القوات فرصة السيطرة والتحكم بطريق حلب دمشق الدولي,، شريان الحياة بالنسبة للشمال السوري. على الصعيد السياسي، تسبب الاستخدام الروسي المزمن للفيتو، ضد جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالشأن السوري، بحالة من الاستعصاء السياسي العقيم. ومما يزيد الطين بلة، إصرار الروس على التفرد بالحل السياسي في سوريا على طريقتهم. مقابل ذلك يتبع الأمريكان سياسة الحياد السلبي. الذي يعتمد تعطيل جميع مساعي ومبادرات الروس، بالطرق الدبلوماسية الناعمة، من خلال حرمانها من الشرعية الأممية الدولية، دون التدخل المباشر، أو الدخول مع الروس في اشتباك دبلوماسي.

 

كما يمسك الأمريكان والأوربيون بورقة إعادة الإعمار في سوريا. حيث لا قدرة مادية للروس على عملية إعادة إعمار سوريا. اعتماد الأمريكان على أسلوب المصارعة خارج الحلبة، سببه امتناعهم عن إعطاء الروس أية مكاسب أو تنازلات استراتيجية خارج سوريا. إذ يصر الروس على مقايضة حل الأزمة السورية، بالحصول على تنازلات من الأمريكان والناتو في الأزمة الأوكرانية، وأزمة الصواريخ الباليستية في أوروبا، فضلاً عن كسر العقوبات التي تفرضها أمريكا ضد روسيا وغيرها من المسائل الاستراتيجية العالقة بين الطرفين.

 

ارتفاع حدة التوتر وتسخين الأجواء بين القوى المتنافسة في سورية بدأ بهجوم “الدرونز″ الشهير على قاعدة حميميم الروسية. ثم أعقبه إسقاط الطائرة الحربية الروسية، في ظروف لا يزال الغموض يعتريها من جميع جوانبها. ثم إسقاط الطائرة F16 الإسرائيلية في ظروف مريبة أيضاً.

 

هل تشهد الأيام المقبلة صراعا طرفاه، أمريكا وإسرائيل من جهة، وروسيا وإيران في الجهة المقابلة؟ الجواب متعلق إلى حد كبير بقواعد الاشتباك المتفق عليها بين أطراف الصراع. حيث كانت تنص في المرحلة السابقة على منع وصول السلاح النوعي للأطراف السورية المتقاتلة مضادات الطيران، ومضادات الدروع النوعية وغيرها. فإن كان قد تم استخدام السلاح النوعي في إسقاط المقاتلات الروسية والإسرائيلية وغيرها، فهذا معناه ومؤداه تغيير لقواعد الاشتباك.

 

على فرض حدوثه، فإن التغيير في قواعد الاشتباك، الذي رأيناه في الأسبوع المنصرم، هل كان مقصوداً بدافع من الأطراف المتصارعة،أم عبارة عن جس نبض، واختبار متبادل بين الفرقاء؟

 

هذا ما سنشهد آثاره وعواقبه في الأيام القليلة القادمة. إما زيادة في وتيرة التصعيد، أو ضبطاً للنفس، واحتواء للأزمات، كما جرت العادة خلال السنوات السبع الماضية. (الأناضول)

 

لماذا اختار تنظيم «الدولة» في ريف إدلب ان يسلم نفسه للجيش «الحر» وليس «تحرير الشام» إخوة المنهج؟!

رغم استسلام المئات… قيادات للتنظيم مازالت مختبئة في الخوين في ريف إدلب

وائل عصام وسلطان الكنج

إدلب – إسطنبول – «القدس العربي» : آخر المعلومات الواردة عن خفايا التسوية التي ادت لاستسلام مئات المقاتلين من تنظيم الدولة مع عائلاتهم في ريف ادلب، تشير إلى ان عناصر التنظيم فضلوا تسليم انفسهم إلى الجيش الحر في غرفة «دحر الغزاة»، بدلاً من تحرير الشام «إخوة المنهج» (وهي العبارة التي يتداولها الجهاديون لوصف التنظيمات المنتمية لمنهج السلفية الجهادية)، ورغم ان تحرير الشام هي التي ضغطت عسكرياً على التنظيم واجبرته على ابرام هذه التسوية، الا ان عناصر التنظيم اشترطوا ان يكونوا اسرى لدى عناصر الجيش الحر، حسب المصادر المحلية التي تحدثت اليها «القدس العربي».

ولعل أبرز الأسباب التي دفعت بعناصر التنظيم لاختيار معتقلات الجيش الحر، هو حالة الثأر العدائي بين تنظيم الدولة، وفصيله «الشقيق» تحرير الشام، ويظهر هذا التطور بوضوح كيف تبخرت الأواصر العقدية والأحكام الشرعية أمام نار الانتقام الفصائلي التي طالما قوضت الحركات الجهادية، كما يضيف مثالًا جديدًا على تأثير العوامل المحلية على قرارات التنظيم وتباينها من منطقة لاخرى، من الموصل للرقة للقلمون حتى ديف ادلب.

وتحدثت «القدس العربي» إلى مصدر مطلع على مجرى عملية التسوية في بلدة «الخوين» التي ما زالت تشهد توتراً، بسبب اختباء بعض عناصر التنظيم القيادية فيها ورفضهم الاستسلام، ويقول المصدر «معظم مقاتلي التنظيم في هذه المنطقة من ابناء ريف حماة الشرقي والشمالي وتدمر، كثير منهم كانوا مع لواء الاقصى الذي بايع التنظيم بعد نزاعه مع تحرير الشام، واكثر ما اضطرهم للتسليم هو حصارهم مع عائلاتهم، حيث يوجد اكثر من 80 امرأة وطفل معهم، اضافة لتزايد عدد الجرحى جراء المعارك بين التنظيم من جهة والنظام وتحرير الشام من جهة أخرى، فقد قتل عناصر عديدون من التنظيم اثناء عملية التسلل التي نفذها التنظيم لخرق خطوط النظام للوصول لمناطق المعارضة، ولعل أبرز القيادات الذين قتلوا من التنظيم على يد النظام خلال هذه العملية هو الحاج رضوان تمانعة، اثر كمين نصبه النظام للتنظيم خلال عملية التسلل، أما الجرحى الذين اصيبوا خلال هذه العملية، وسلموا انفسهم لغرفة «دحر الغزاة»، فقد تم نقلهم إلى مستشفيات في ادلب، بعد ان تم إخلاؤها من الزوار ومرافقي المرض، وسط تكتم امني شديد».

وبينما تشير أنباء إلى تمكن قيادات وعناصر أخرى من التنظيم من الوصول والدخول فعلاً لريف إدلب، وبينهم عناصر سابقون من لواء التوبة الذي بايع التنظيم مؤخراً، يؤكد المصدر الذي تحدثت إليه «القدس العربي» إلى ان العديد من المقاتلين التابعين للتنظيم ما زالوا متحصنين في قرية الخوين وبينهم قيادات، ومن ضمن القيادات الذين يتردد انه تم اعتقالهم على يد الجيش الحر، القيادي عمر الحجي.

 

منافس «جهادي»

 

يعلق ابو حذيفة الشامي القيادي الجهادي في ادلب، على تفضيل عناصر تنظيم الدولة للاستسلام للجيش الحر، بالقول «تنظيم الدولة يعتبر هيئة تحرير الشام ألد اعداءه الذين خاضوا معه حربا مسعورة، جعلت الصراع بينهم ثأريا، فمن حيث المنهج تحرير الشام اقرب فكريا وتنظيميا لتنظيم الدولة من الفصائل الثورية العلمانية أو الإخوان المسلمين، ومن الأسباب أيضا، أن الجيش الحر لم يخض معارك مع التنظيم في هذه المنطقة، كما هو الحال مع تحرير الشام»

ويضيف الشامي سبباً آخر «التنظيم يمكن ان يجد في الجيش الحر سبيلاً لاطلاق سراح عناصره بفدية مالية، كما أن التنظيم لا يرى في الجيش الحر منافسًا على الشرعية الجهادية التي اختزلها لنفسه، بينما يعتبر تحرير الشام منافساً له «في المقابل، يذهب القيادي الشامي، إلى ان تحرير الشام تريد ان تثبت للعالم بأنها بعيدة فكرياً وتنظيمياً عن تنظيم الدولة، بينما ارادت الفصائل من خلال اعلانها عقد صفقة الاستسلام مع التنظيم، ان توجه رسائل لتحرير الشام بأنها غير جادة في محاربة تنظيم الدولة، ويضيف الشامي «الفصائل تريد القول بأن تحرير الشام، هي ايضاً ستكون مستهدفة، باعتبار انها ايضاً جهادية، وتحمل نفس الفكر، وهذا امر تدركه تحرير الشام لذا اغاظها اعلان الفصائل».

اما الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، شمس الدين النقاز، فيعتبر أن عملية استسلام التنظيم تعتبر انهيارا تاما في صفوفه في إدلب، فهي ضربة كبيرة له، خاصة وأنه كان يراهن على إطالة أمد الصراع في ريف ادلب، ويضيف النقاز في حديثه لـ «القدس العربي» «هذا الانهيار يؤكد أن هناك لا مركزية في اتخاذ القرار في صفوف التنظيم الجهادي، وهي المرة الأولى التي يُؤسر فيها نحو 400 مقاتل من مختلف المناطق، بدون مبرّرات قتالية بالمفهومين الأمني والعسكري»، معتبرا أن هذا الانهيار كان متوقّعاً نظراً للحصار المطبق على التنظيم منذ أشهر، ووقوعه بين فكّي كماشة، قوات المعارضة والنظام، وانقطاع موارد التموين والتمويل.

ويقول الكاتب المطلع على شؤون الجهاديين، «ان حجم «الغلّ والحقد» الذي يُكنُّه الجهاديون لبعضهم البعض، وصل حد مقتل عدد من المعتقلين تحت التعذيب الوحشي بداعي انتزاع الاعترافات، أو نيل الحسنات بقتل أحد «الخوارج» أو «المرتدّين» مستندين في ذلك على عدد من النصوص الشرعية».

 

على خطى الأسد… «الوحدات» تجبر أهالي الرقة على التنديد بـ «غصن الزيتون»

حلب – «القدس العربي»: ذكرت مصادر في محافظة الرقة أن «الوحدات» الكردية أجبرت الأهالي على الخروج في احتجاجات تنديداً بعملية «غصن الزيتون» في عفرين.

وقالت المصادر المحلية إن الوحدات الكردية هددت بقطع المساعدات الإنسانية عن العائلات التي تحجم عن المشاركة في الاحتجاجات والإضرابات التي تعم المدينة منذ 20 الشهر الماضي، تاريخ بدء معركة عفرين.

واعتبر نائب رئيس مجلس محافظة الرقة التابع للمعارضة محمد حجازي، أن قيام الوحدات بإرغام الأهالي على الخروج بمسيرات تنديدًا بمعركة عفرين، فعل مشابه لأفعال النظام السوري.

وقال لـ «القدس العربي»، «الوحدات تتصرف تماماً كما يتصرف النظام، فهي تجبر طلبة المدارس والموظفين على الخروج بتظاهرات، وهي تسير على خطاه، وقد تكون سبقته بإرغام النساء على المشاركة في المسيرات، كما لم يفعل النظام في مناطق سيطرته».

وأضاف حجازي، أن الوحدات هددت سكان قرى في ريف الرقة بقطع مياه الشرب والكهرباء في حال لم يشاركوا بالإضرابات التي تنفذها الوحدات بشكل أسبوعي في الرقة وريفها.

وفي الطبقة غربي الرقة، هددت الوحدات الأهالي بقطع المياه والكهرباء عن المنازل والمحال التجارية التي لا يشارك أصحابها بالإضرابات، حسبما أكد حجازي.

وأكد الناشط الإعلامي مهاب الناصر من الرقة أن الوحدات الكردية تركز في ضغوطها على شيوخ العشائر المحلية في الرقة، مشيرا إلى مشاركة الشيوخ في المسيرات الرافضة لعملية «غصن الزيتون»، وكذلك في القافلة التضامنية التي زارت عفرين مؤخراً.

وأشار الناشط خلال حديثه لـ «القدس العربي» إلى أن القافلة التي توجهت من منبج إلى عفرين الأسبوع الماضي، ضمت وفداً من شيوخ عشائر الرقة. وفي هذا الصدد أكد محمد حجازي، أن القافلة ضمت الشيخ القبلي حامد الفرج شيخ عشيرة الناصر، إلى جانب عدد من وجهاء العشائر.

وفي سياق موازٍ، أفاد الناشط الإعلامي مهاب الناصر بقيام الوحدات الكردية بحملة اعتقالات كبيرة في ريف الرقة الشمالي، بهدف تجنيد الشباب ودفعهم للمشاركة في معارك عفرين.

وأكد بالمقابل أن الوحدات أمهلت شبان مدينة الرقة حتى نيسان/أبريل المقبل للالتحاق بالتجنيد الإجباري، بعد أن تم تطبيق قانون الخدمة الإلزامية في المدينة، مهددة باعتقال كل المتخلفين عن الخدمة حتى نهاية المهلة.

وعن أسباب عدم تطبيق القرار في مدينة الرقة بشكل فوري كما في الريف الشمالي، أوضح الناصر أن الوحدات تسيطر على الريف الشمالي منذ مدة طويلة، ولذلك تعتبر أن الأهالي هناك يعيشون حالة من الاستقرار بخلاف المدينة.

وبالرغم من مرور نحو أربعة أشهر على تحرير الرقة من تنظيم الدولة، لا تزال غالبية أحياء المدينة تشهد حالة من عدم الاستقرار بسبب ألغام ومخلفات الحرب التي خلفها التنظيم في داخل أحياء المدينة. يذكر أن الأمم المتحدة كانت قد حذرت قبل أيام سكان الرقة من العودة بسبب كثرة الألغام الأرضية التي خلفها التنظيم فيها.

 

دي مستورا يقدم إحاطة شاملة لمجلس الأمن الدولي حول التطورات الميدانية والسياسية في سوريا

عبد الحميد صيام

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: إستمع مجلس الأمن صباح الأربعاء إلى إحاطة من المبعوث الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا وبعد الاجتماع عقد المجلس مشاورات مغلقة لإطلاع أعضاء المجلس على الجولة التاسعة للمحادثات بين السوريين التي عقدت في 25-26 كانون الثاني / يناير في فيينا والمؤتمر الذي عقد في سوتشي بمبادرة من روسيا، مع تركيا وإيران، في 29-30 يناير/كانون الثاني.

وقد بدأ دي مستورا مداخلته بوصف التصعيد الخطير الذي تعيشه سوريا وخاصة في منطقة الغوطة وإدلب وعفرين وحصار أكثر من 390000 مدني. وقال لقد أدى التصعيد الأخير في العنف إلى خلق واحدة من أخطر اللحظات في سنوات الحرب الأهلية هناك، حيث تقصف الحكومة مناطق المتمردين والقوى الأجنبية وهو ما سيفاقم الوضع ويؤدي إلى المزيد من التدخل. وقال دي ميستورا أمام مجلس الامن الدولى «إننى أعمل مبعوثا خاصا منذ اربعة اعوام، هذه لحظة عنيفة ومثيرة للقلق وخطيرة مثل سنواتي الأربعة التي قضيتها في هذه المهمة».

وكان الاسبوع الماضي واحدا من اكثر الأوقات دموية في النزاع الذي دام سبع سنوات تقريبا، بينما قصفت القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا وايران آخر مناطق التمرد الرئيسية: الغوطة الشرقية ومقاطعة ادلب الشمالية الغربية.

يذكر ان مجلس الامن الدولى يتفاوض حاليا حول قرار محتمل صاغته الكويت والسويد ويدعو الى وقف لاطلاق النار لمدة 30 يوما فى سوريا للسماح بتسليم المساعدات واخلاء المرضى والجرحى.

وأضاف «إن ما نراه اليوم في سوريا لا يقوض ترتيبات الاستقرار الاقليمي فحسب بل يقوض الجهود المبذولة للتوصل الى حل سياسي. ومع ذلك، لن يتم ردعنا عن مواصلة عملية جنيف، وهذا هو الطريق الوحيد المستدام نحو الحل السياسي «.

السفيرة الامريكىة لدى الامم المتحدة، نيكي هالي، قالت في مداخلتها أمام مجلس الامن إن روسيا كان من المفترض ان تضمن الالتزام بمناطق تحفيف التصعيد وإزالة جميع الاسلحة الكيمائية من سوريا.

وقالت هالي: «بدلا من ذلك نرى نظام الأسد يواصل القصف والتجوع وقصف المدنيين بالغازات الكيميائية. ويمكن لروسيا أن تأخذ إلتزاما من النظام السوري بالسعي إلى سلام حقيقي في سوريا … لقد حان الوقت الآن لاستخدام روسيا لهذا النفوذ».

ورفض السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا تصريحات هالي قائلا إن العملية السياسية السورية يجب أن تكون خالية من «الضغط الخارجي»، كما دعا الولايات المتحدة إلى «ممارسة نفوذها» على مقاتلي المعارضة السورية لضمان وقف القتال.

أما بشار الجعفريـ السفير السوري لدى الأمم المتحدة، فقد فند في مداخلته إتهامات المندوية الأمريكية مشيرا إلى أن القوات الأمريكية شكلت غطاء لانسحاب إرهابيي داعش وعندما قام الجيش السوري بملاحقتهم قامت القوات الأمريكية بقص مواقع الجيش السوري.

وقال إن أهداف الولايات المتحدة في سوريا ما فتئت تتغير ففي البداية أعلنوا أنهم جاؤوا لمحاربة داعش، ثم تغير الهدف وأصبح لتدريب ميليشيات مناوئة للدولة السورية «وقد يعلنون أنهم باقون لمحاربة كائنات فضائية تنزل من مجة التبانة إلى الأرض». وأكد ألا أحد يفرض على السوريين من سيمثلهم في اللجنة الدستورية بل ستبقى العملية سورية سورية دون تدخل خارجي.

وتجري الإحاطة الدورية وسط تصاعد ملحوظ في العنف في سوريا. وفي بيان صدر في 10 شباط / فبراير، يصف الأمين العام أنطونيو غوتيريش اللحظة الراهنة بأنها «واحدة من أكثر فترات العنف في ما يقرب من سبع سنوات من الصراع. فقد وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، مناطق خفض التصعيد بأنها تذكرنا بالمناطق الآمنة في البوسنة، التي أثبتت أنها أبعد ما تكون عن الأمن في إشارة إلى الغارات الجوية العنيفة التي أدت إلى سقوط ضحايا في الغوطة الشرقية وإدلب».

وكان منسق الشؤون الإنسانية وممثلو الأمم المتحدة الآخرين في سوريا قد دعوا إلى وقف إطلاق النار لمدة شهر لإعطاء مجال لإيصال المساعدات الإنسانية. وقد قامت كل من الكويت والسويد بطرح مشروع قرار بهذا الخصوص يجري التفاوض بشأنه حاليا.

 

تيلرسون يصافح المعارضة بيد وبالأخرى يزرع بذور الانفصال في سوريا

وزير الخارجية الأمريكي يلتقي وفد «الهيئة العليا» في العاصمة الأردنية

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : في الوقت الذي ترعى فيه واشطن بذور تمزيق سوريا وتدعم بيدها الأطراف الانفصالية لتصنع منهم دويلة استيطانية تهدد بها وحدة سوريا وامن تركيا، فإنها تصافح باليد الأخرى الهيئة السياسية الممثلة للمعارضة السورية، وتظهر بمظهر القاضي الذي سيعاقب النظام السوري وايران على جرائمهما في سوريا، وتتفهم موقف الأخيرة في المطالبة بوقف المجازر وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

ويبقى السؤال هل مواجهة إيران في سوريا تكون بإقامة كيان انفصالي استيطاني مع تجاهل وتهميش ملايين العرب؟ وهل تجهل واشنطن جرائم النظام السوري على مدار سبع سنوات مضت؟ حيث استخدم خلالها بشار الاسد السلاح الكيميائي عشرات المرات واصبح نصف سكان سوريا هم من القتلى او المعتقلين او المفقودين، او المهجرين الذين بات مئات آلاف منهم اليوم في مخيمات اللجوء نتيجة لسياسيات واشنطن في سوريا.

 

لقاء عمان

 

ووفقاً لبيان «الهيئة العليا للتفاوض» فإنه وسط جو من التوافق انتهى امس الأربعاء لقاء الهيئة العليا برئاسة نصر الحريري مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والوفد الموافق له في العاصمة الأردنية عمان، الذي ركز على إيجاد حل للقضايا الأساسية في الملف السوري، وضرورة البدء الفوري بتطبيق البنود الإنسانية ومحاسبة مجرمي الحرب وضرورة التحرك بسبب عدم الالتزام النظام السوري بالعملية السياسية في جنيف، ومحاسبته على خلفية استخدامه السلاح الكيميائي.

وفي لقاء استمر قرابة الساعة؛ استعرض خلاله نصر الحريري تطورات الملف السوري، مركزًا على ضرورة اتخاذ موقف دولي حازم تجاه استخدام النظام المتكرر للسلاح الكيماوي وعلى ضرورة وضع حد للنفوذ الإيراني المتنامي في الساحة السورية، مؤكدا أن الشعب السوري بدأ يفقد القناعة في العملية التفاوضية بسبب تعنت النظام وعرقلته للجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي، مشيراً إلى أن وحدة الأراضي السورية هاجس لكل السوريين. وربط الحريري استمرار العملية السياسية وتحقق أهدافها بتطبيق قرارات الشرعية الدولية في الانتقال السياسي، مشيراً إلى ضرورة تقديم دعم حقيقي للمعارضة التي تبدي تجاوباً وتعاوناً كبيراً مع جهود المجتمع الدولي.

وأظهر وزير الخارجية الأمريكي تفهمه لموقف المعارضة وأكد توافقه مع تقييم الهيئة لخطورة الوضع الراهن، وما يمكن أن تؤدي إليه عرقلة العملية السياسية؛ كما أبدى تيرلسون استعداد الولايات المتحدة للتعاون مع الهيئة بشكل أكبر للوصول إلى نتائج حقيقية للعملية السياسية، الأمر الذي يستلزم تعاون جميع الأطراف وانخراطها في العملية السياسية، وشدد على ضرورة التعاون الروسي في هذا الأمر وجلب النظام إلى طاولة التفاوض وعلى ضرورة أن تكف إيران عن تدخلها، عسكرياً وسياسياً في الشأن السوري.

وقال الوزير إن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل بالتعاون مع روسيا بشكل جدي على إجراءات بناء الثقة المقرة بالقرارات الدولية المتمثلة بتحريك ملف المعتقلين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، مشيراً إلى أن الجانب الأمريكي يعمل على إعادة إطلاق العملية السياسية مشيداً بجهود الهيئة وجديتها لإيجاد حل يلبي طموحات الشعب السوري. وأكد تيلرسون أن عملية إعادة الإعمار في سوريا مشروطة بنجاح العملية السياسية وتحقيق البيئة المحايدة، وحسب البيان فإنه «كان واضحاً من خلال النقاش إلمام الوزير الأمريكي وإحاطته بتفاصيل القضية السورية وما يحتاجه الملف السوري من جهود وتعاون إقليمي ودولي للوصول إلى انتقال سياسي يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويتيح الفرصة لكامل مكونات المجتمع السوري المشاركة في المرحلة المقبلة. وفي نهاية اللقاء اتفق الطرفان على استمرار المشاورات وعقد المزيد من اللقاءات التقنية لتحقيق دعم حقيقي للمعارضة السورية يساعد على حل سياسي يوقف تدهور الوضع العام في سوريا ويحقق الانتقال السياسي وفق قرارات الأمم المتحدة».

اللافت في اللقاء هو استباق زيارة تيلرسون بإعلان البنتاغون عن ميزانية ضخمة لدعم ما يسمونها في بياناتهم (المعارضة السورية) بينما الواقع يقول إن دعمهم هو لجهة محددة أطلقت عليها واشنطن اسم «قوات سوريا الديمقراطية « وعمودها الفقري الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً لدى تركيا والناتو، وهذا التشكيل لا يمت بأي صلة للمعارضة السورية المعترف بها في كل المحادثات الدولية المعنية بسوريا، حيث اعتبر الخبير في العلاقات الدولية باسل الحاج جاسم في حديث مع «القدس العربي» ان اعلان البنتاغون هذا بمثابة إطلاق النار على زيارة تيلرسون لأنقرة قبل بدايتها، ويمكن إدراج ذلك في شق منه في إطار التنافس والتضارب الذي بدأ بظهر كثيراً في الآونة الأخيرة بين المؤسسات الأمريكية.

الوقائع دللت حسب المتحدث على ان واشنطن لم تعر أي اهتمام لاستحقاقات سوريا المفصلية السابقة، فواشنطن لا تعنيها لا محادثات جنيف ولا أستانة، ولم يسمع منها السوريون منذ بدء مسار جنيف للانتقال السياسي، سوى الفقاعات الإعلامية، اما في أستانة فقد أخذت وضعية المراقب (المتفرج) في الوقت الذي تواجدت فيه الأطراف الحقيقية صاحبة الكلمة على الأرض السورية. وبالتالي فان واشنطن تلهي النظام والمعارضة ببعضهم في الوقت الذي تدعم فيها في مكان آخر من سوريا أطرافاً انفصالية، هادفة بذلك إلى تمزيق الجمهورية العربية السورية، وتهديد أمن تركيا القومي.

 

فقاعات أمريكية

 

لو كانت واشنطن جادة في مواجهة ايران، حسب «فقاعاتها» لكانت ألغت الاتفاق حول الملف النووي بعد عام من حكم ترامب والذي جعل ذلك من اولوياته عند وصوله البيت الابيض، وهو ملف مباشر بين واشنطن وطهران، لكن الواضح أن الولايات المتحدة تعجبها أكثر الحروب بالوكالة.

في الجهة المقابلة رأى معارضون سوريون انه من الضروري ان تحدث هذه الزيارة لوزير الخارجية الأمريكية للمنطقة في بداية مستهل المرحلة الجديدة في الصراع والذي سيشهد تحولات بالغة الأهمية، فيما تكتسب هذه الزيارة اهمية عظمى كون العلاقة التركية الأمريكية أصبحت قاب قوسين او ادنى من الصدام في ظل اصرار تركيا على معالجة امنها القومي.

العميد مصطفى الشيخ رأى أن تيرلسون سيسعى إلى تهدئة الجبهة التركية لصالح إخراج ايران، بعد ان أثبت الاتراك أنهم قد حسموا امرهم بمعالجة أمنهم مهما كانت قيمة الفاتورة، وكذلك اعطاء دفع وموقف اكثر دعماً للدور الإسرائيلي كما ارسل تيلرسون رسالة لإيران واضحة وقوية بأن «الوقت يضيق امامكم للخروج من سوريا» وكذلك تهدف الزيارة إلى تكريس واقع جديد في المناطق التي تسيطر عليها أمريكا بخلق واقع سياسي وإعادة إعمار تلك المنطقة كمقدمة لترسيخ التقسيم في سوريا عبر استخدام عامل الزمن، وفي الوقت نفسه سيلتقي بوفد الهيئة العليا للمفاوضات ويحثهم على رفض الدور الروسي وإفشاله بإعطاء المعارضة جرعة جديدة للصمود والعناد مع الروس، وكذلك لافهام الأطراف الداعمة للنظام السوري بان الحل النهائي بيد أمريكا.

بيد ان سوريا عبر تمرير وإطالة الزمن تتجه بحكم الارادة الأمريكية للتقسيم برأي الشيخ ولكن ليس الآن انما بعد مدة لا تقل عن خمس إلى عشر سنوات، عقب انجاز انهاء الدور الإيراني وتفجير الوضع الداخلي الذي ينبئ بأنه جاهز للانفجار بأي لحظة، أما الخلاصة المؤلمة والمبكية فهي ان الشعب السوري وقع بين نارين وبين مشروعين احلاهما سم زعاف، فإما التقسيم وإما العودة للنظام الطائفي.

 

عودة تواصل أميركا والمعارضة السورية: توافق بلا إشارة للأسد

محمد أمين

يوحي اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بوفد من الهيئة العليا للمفاوضات السورية التابعة للمعارضة، أمس الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان، بعودة أميركية إلى الملف السوري، بعد مرحلة من الابتعاد اتسمت بتسليم هذا الملف لروسيا، خصوصاً منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قبل نحو عام. وجاء وصف المعارضة لاجتماع الأمس بـ”المهم” و”الصريح” و”الإيجابي” وبأنه حمل توافقاً على القضايا الجوهرية، ليؤكد المقاربة الأميركية الجديدة للصراع السوري، بعدما كانت الفترة الأخيرة من ولاية الرئيس السابق باراك أوباما قد شهدت اختلافات كبيرة مع المعارضة، إذ كان اللقاء الأخير الذي جمع المعارضة بوزير الخارجية الأميركي حينها جون كيري في صيف عام 2016 قد حمل ما يشبه التهديدات لها بضرورة القبول ببقاء بشار الأسد في الحكم، بينما كان موقف تيلرسون أمس واضحاً بتأكيد ضرورة الوصول إلى نتائج حقيقية للعملية السياسية.

 

ووصف رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، نصر الحريري، اللقاء الذي عقده ووفداً من الهيئة مع الوزير الأميركي بـ”المهم”. بينما أفاد بيان صدر عن الهيئة العليا بأن اللقاء الذي استمر لنحو الساعة، حصل في جو من التوافق على معظم القضايا الأساسية في الملف السوري وتأييد للمعارضة سياسياً وإنسانياً. وبحسب البيان، استعرض الحريري في بداية اللقاء تطورات الملف السوري، مركزاً على ضرورة اتخاذ موقف دولي حازم تجاه استخدام النظام المتكرر للسلاح الكيميائي، وعلى ضرورة وضع حد للنفوذ الإيراني المتنامي في الساحة السورية، وأكد أن الشعب السوري بدأ يفقد القناعة في العملية التفاوضية بسبب تعنّت النظام وعرقلته الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي. وأشار الحريري إلى أن وحدة الأراضي السورية هاجس لكل السوريين، مؤكداً أنه حتى تستمر العملية السياسية وتحقق أهدافها لا بد من تطبيق قرارات الشرعية الدولية في الانتقال السياسي، وأنه لا بد من تقديم دعم حقيقي للمعارضة التي تبدي تجاوباً وتعاوناً كبيراً مع جهود المجتمع الدولي.

 

من جهته، أظهر تيلرسون  تفهمه لموقف المعارضة، وأكد توافقه مع تقييم الهيئة خطورة الوضع الراهن، وما يمكن أن تؤدي إليه عرقلة العملية السياسية، وفق بيان الهيئة. كذلك أبدى تيلرسون استعداد الولايات المتحدة للتعاون مع الهيئة بشكل أكبر للوصول إلى نتائج حقيقية للعملية السياسية، الأمر الذي يستلزم تعاون جميع الأطراف وانخراطها في العملية السياسية. وشدد على ضرورة التعاون الروسي في هذا الأمر وجلب النظام إلى طاولة التفاوض، وعلى ضرورة أن تكفّ إيران عن تدخلها عسكرياً وسياسياً في الشأن السوري. وقال الوزير إن الولايات المتحدة تعمل بالتعاون مع روسيا بشكل جدي على إجراءات بناء الثقة المقرّة بالقرارات الدولية والمتمثلة بتحريك ملف المعتقلين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. وأشار إلى أن الجانب الأميركي يعمل على إعادة إطلاق العملية السياسية، مشيداً بجهود الهيئة وجديتها لإيجاد حل يلبي طموحات الشعب السوري. وأكد تيلرسون أن عملية إعادة الإعمار في سورية مشروطة بنجاح العملية السياسية وتحقيق البيئة المحايدة، بحسب البيان.

 

وذكر البيان أنه “كان واضحاً من خلال النقاش إلمام الوزير الأميركي وإحاطته بتفاصيل القضية السورية وما يحتاجه الملف السوري من جهود وتعاون إقليمي ودولي للوصول إلى انتقال سياسي يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويتيح الفرصة لكامل مكونات المجتمع السوري المشاركة في المرحلة المقبلة”، مشيراً إلى أن الطرفين اتفقا في نهاية اللقاء “على استمرار المشاورات وعقد مزيد من اللقاءات التقنية لتحقيق دعم حقيقي للمعارضة السورية يساعد على حل سياسي يوقف تدهور الوضع العام في سورية ويحقق الانتقال السياسي وفق قرارات الأمم”.

 

في السياق، قال عضو وفد الهيئة حسن عبد العظيم، لـ”العربي الجديد”، إن اللقاء “كان جيداً وصريحاً وإيجابياً ومفتوحاً لمناقشة كل المواضيع المتعلقة بالعملية السياسية التفاوضية في جنيف ودور هيئة التفاوض الإيجابي والمبادرة فيها”. وكان أعضاء وفد المعارضة قد التقوا قبل وصول تيلرسون للاجتماع، المسؤولين في الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد وريتش اوتزن، اللذين تحدثا معهم حول مؤتمر سوتشي وأخبراهم بأن الوزير رحب بأفكارهم حول سير الأمور.

 

وجاء اللقاء في ظل تجاذب بين المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، والنظام السوري، حول اللجنة الدستورية التي أقرها مؤتمر سوتشي ووضعها في عهدة الموفد الأممي لبلورتها في إطار مسار جنيف التفاوضي. وأعلن النظام، عبر مسؤول في وزارة خارجيته، أنه لا صلاحيات لدي ميستورا في هذه اللجنة. وقال معاون وزير خارجية النظام أيمن سوسان، الثلاثاء، إن “البيان الشرعي هو البيان الذي تم التصويت عليه في المؤتمر (سوتشي) والذي يقول: يجب أن تكون لجنة مناقشة الدستور سورية – سورية تشكيلاً ورئاسة، ويمكنها أن تستعين بالخبراء الاستشاريين إذا كانت بحاجة لاستعانة”. ووصف سوسان تفسيرات المبعوث الأممي لبيان سوتشي بـ”المشوهة”، مضيفاً في تصريحات صحافية: “المؤتمر لم يعطَ دي ميستورا أي سلطة على أي شيء على الإطلاق”. وأشار إلى أن نظامه “غير ملزم بأي شيء يتم تشكيله من قبل جهات خارجية وأي لجنة تشكل من الخارج مهما كان اسمها ومهامها وولايتها لا تعنينا على الإطلاق”. واعتبرت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام أن ما سمته بـ”التوضيح” الذي صدر عن سوسان “إفشال جديد لآخر محاولات تدويل الشأن الدستوري، وصفعة جديدة لتحركات المبعوث الأممي المنحازة والخارجة عن حدود صلاحياته”. ومن الواضح أن النظام يحاول المناورة على هذا الصعيد كي يجيّر نتائج مؤتمر سوتشي لمصلحته، وهو ما قد يفتح باب خلاف مع حلفائه الروس الذين كانوا وراء مؤتمر سوتشي ومخرجاته، لذا من المتوقع أن يغير النظام رأيه تحت ضغط روسي.

 

في موازاة ذلك، كانت المعارضة المسلحة تضع حداً لمحاولات النظام وحلفائه الإيرانيين خلط أوراق الصراع في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بنجاحها في القضاء على محاولة تقدّم مسلحين تابعين لتنظيم “داعش”، كانت قوات النظام قد سهّلت دخولهم إلى مناطق المعارضة. وقتلت فصائل المعارضة أو أسرت عناصر يتبعون لتنظيم “داعش” كانت قوات النظام قد سهّلت دخولهم إلى مناطق المعارضة هناك. وأكدت مصادر محلية أن المئات من عناصر تنظيم “داعش” سلموا أنفسهم مع عائلاتهم إلى فصائل المعارضة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وبذلك باتت محافظة إدلب خالية تماماً من فلول التنظيم. وأشارت المصادر إلى أن فصائل المعارضة في غرفة عمليات “دحر الغزاة” سيطرت الثلاثاء على قرية الخوين في ريف إدلب الجنوبي، بعد استسلام عناصر تنظيم “داعش” وتسليم أنفسهم للفصائل. وأكدت المصادر وصول العشرات من عناصر التنظيم المستسلمين، برفقة أسلحتهم إلى مناطق سيطرة المعارضة، مقدرة عددهم بين 300 إلى 400 عنصر، بينهم جرحى. وأكدت غرفة عمليات “دحر الغزاة” مقتل وجرح العشرات، وأسر المئات من عناصر التنظيم في بلدة الخوين جنوب شرق إدلب بعد اشتباكات عنيفة مع “داعش” استمرت لأكثر من ثلاثة أيام. وقالت الغرفة، في بيان الثلاثاء، إن “نظام الأسد قام مع حلفائه الإيرانيين والروس بنقل مجموعات كبيرة من تنظيم الدولة أول مرة من منطقة عقيربات وعبر مناطق سيطرتهم إلى ريف إدلب الشرقي، وضم إليها مجموعات من فلول التنظيم الهاربة من دير الزور والرقة، ليقاتل معهم جنباً إلى جنب ضد الثوار في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الشرقي”.

 

وأضاف البيان أنه “عندما انتهت مهمة التنظيم هناك، قام بتسليم مناطقه لقوات الأسد”، مشيراً إلى أن “نظام الأسد قام مرة ثانية بنقل عناصر تنظيم الدولة عبر مناطق سيطرته إلى بلدة الخوين شرقي إدلب لكي يقاتلوا الثوار”. ولفت البيان إلى أن غرفة عمليات “دحر الغزاة” قامت بإحباط هذه المؤامرة وكشفت خيوط التنسيق والتعاون الأمني المباشر بين مجموعات تنظيم “داعش” من جهة ونظام الأسد وإيران من جهة أخرى، معتبرة عناصر “داعش” المستسلمين “أسرى”، مشيرة إلى أنهم سيعاملون “وفق مقتضيات القانون والعدالة والضرورات الأمنية”، وفق البيان. وأكدت مصادر محلية مطلعة لـ”العربي الجديد” أن أغلب المستسلمين هم سوريون، مستدركة بالقول: “وهناك عناصر أجنبية من تركستان وأوزبكستان وإندونيسيا، لافتة إلى أنه ليس من بينهم قادة في التنظيم، مؤكدة أنه لم تكن هناك عائلات معهم”.

 

في سياق آخر، يواصل الجيش التركي ومجموعات من الجيش السوري الحر منذ العشرين من الشهر الماضي عملية “غصن الزيتون” ضد الوحدات الكردية في منطقة عفرين شمال غربي حلب. وأعلنت رئاسة الأركان التركية أمس الأربعاء “تحييد ألف و485 إرهابياً” منذ انطلاق العملية. من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم “الجيش الوطني” التابع للمعارضة المقدّم محمد حمادين أن سيطرة الجيش الحر على كامل ناحية جنديرس في ريف عفرين “باتت قاب قوسين أو أدنى”، مشيراً في بيان إلى أن مقاتلي المعارضة “وصلوا إلى مشارف المنطقة بعد معارك عنيفة ضد الوحدات الكردية”. وأكد أن الجيش الحر سيطر على قرية أرشلي وتلتها في ناحية جنديرس عقب اشتباكات بالأسلحة الثقيلة دارت بين الطرفين “أدت لوقوع خسائر فادحة في صفوف المليشيات”، وفق البيان. كذلك أكد سيطرة الجيش الحر على قرية عمر سيمو على محور بلبل شمال مدينة عفرين، مشيراً إلى قيام الوحدات الكردية ليل الثلاثاء باستهداف مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي بالمدفعية الثقيلة “ما أدى لإصابة عدد من المدنيين بجروح متفاوتة، نقلوا على إثرها للمستشفيات الميدانية، لتثبت بذلك مجدداً اتباع نهج نظام الأسد في عقاب المدنيين، واتخاذهم وسيلة للضغط على الجيش الحر”. إلى ذلك، قال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، خلال مشاركته في اجتماع لوزراء دفاع دول التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش”، عقد في العاصمة الإيطالية روما أمس الأربعاء، إن بلاده مصممة على تطهير منطقة عفرين من الإرهاب لحماية حدودها.

 

قوة تركية في معرة النعمان.. لتأسيس نقطة مراقبة جديدة

 

أفادت وكالة أنباء “الأناضول”، أن قوة عسكرية تركية تمركزت في بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب، الخميس، بهدف تأسيس نقطة مراقبة جديدة لاتفاق “خفض التوتر”، بموجب اتفاقية أستانة بين تركيا وإيران وروسيا.

 

ودخلت القوة العسكرية التركية إلى الأراضي السورية عبر الحدود التركية-السورية، سالكة طريق إدلب-عفرين، وتمركزت في قرية السرمان في معرة النعمان، جنوب شرقي إدلب. وتبعد نقطة المراقبة الجديدة عن الحدود التركية مسافة 70 كيلومتراً.

 

ومع إنشاء نقطة المراقبة الجديدة، تصبح القوات التركية على بعد 10 كيلومترات من مناطق تمركز قوات النظام السوري، والمليشيات الإيرانية.

 

يأتي ذلك في وقت دعا فيه وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس دعا أنقرة لإبقاء التركيز على محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، خلال لقاء جمعه مع نظيره التركي نور الدين جانيكلي، الأربعاء، على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي.

 

وقال البنتاغون، إن ماتيس “دعا لتجديد التركيز على الحملة الرامية لهزيمة داعش ومنع أي محاولة من جانب التنظيم الإرهابي لإعادة بناء نفسه في سوريا”. وأكد بيان الدفاع الأميركية أن الوزيرين اتفقا على تعزيز التعاون بين البلدين.

 

وتشهد العلاقات التركية-الأميركية توتراً شديداً، إذ تتهم أنقرة واشنطن بتسليح “وحدات حماية الشعب الكردية”، من دون مراعاة مخاوف تركيا حول ما يشكله نشاط المقاتلين الأكراد على حدوها مع سوريا من خطر على أمنها القومي.

 

 

وهددت تركيا بدخول بلدة منبج، التي تخضع لسيطرة تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” الذي تقوده “وحدات الحماية”، وحذّرت القوات الأميركية المتمركزة في منبج من أي محاولة لاعتراض طريقها، بعد رفض واشنطن سحب جنودها من المنطقة في أعقاب دعوات تركية.

 

ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون تركيا يومي الخميس والجمعة، لمناقشة التطورات في سوريا، وتخفيف حدة التوتر بين أنقرة وواشنطن.

 

إدلب:البحث عن”دواعش”..ومجلس سرمين ينفي وجودهم

أكد المجلس المحلي في مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي، بأن المدينة لا تحوي مقرات عسكرية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” أو مقرات أمنية أو خلايا أمنية تابعة للتنظيم. كما أكد المجلس في بيان أصدره، الأربعاء، بأن المدينة تخلو في الوقت نفسه من أي مقرات عسكرية تابعة لفصائل المعارضة المسلحة، ولا يسمح لأي فصيل بإقامة مقرات عسكرية داخل المدينة.

 

وجاء في البيان “في الآونة الأخيرة بدأنا نسمع الكثير من الاتهامات الموجهة لأهالي سرمين، ومنها تهمة تنظيم الدولة، وهذا له تأثير معنوي علينا، وقد سمعنا بأن هيئة تحرير الشام تجيش للدخول إلى سرمين لأسباب واهية وباطلة”، واعترف البيان بوجود أطفال ونساء من أقارب عناصر التنظيم، كانوا قد جاؤوا إلى المدينة في وقت سابق بالتنسيق مع كافة الفصائل إبان نزوحهم من منطقة عقيربات شرقي حماة.

 

وأضاف بيان محلي سرمين: “منذ شهور دخلت الهيئة (تحرير الشام) إلى سرمين، واعتقلت أبرياء وانتهكت الحرمات وسرقت الممتلكات، وأضاعت الأمن ما أدى لانتشار جريمة الخطف والقتل”، وأشار البيان إلى أنه في حال أي تدخل عسكري في سرمين، سيكون من حق الأهالي الدفاع عن أنفسهم و”ردّ صيال المعتدي”.

 

ويأتي بيان المجلس المحلي في مدينة سرمين استباقاً للحملة الأمنية التي تنوي “تحرير الشام” تنفيذها في المدينة ضد من تصفهم بالخلايا الموالية لتنظيم “داعش”. الحملة الأمنية التي تشنها “تحرير الشام” والمكاتب الأمنية التابعة لفصائل المعارضة المسلحة كانت قد شملت عدداً من القرى والبلدات في ريفي ادلب الجنوبي والشرقي، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

وعُرِفَت سرمين خلال السنوات الماضية، بإيوائها عدداً من عناصر وقادة “لواء الأقصى” المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وقسم كبير من هؤلاء هم من أبناء المدينة. كما أقام في سرمين شخوص بارزين تابعين لتنظيم “القاعدة”، ممن اعتقلتهم “تحرير الشام” في وقت سابق. وشهدت المدينة حملات أمنية أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية. وكانت سرمين مركز تجمع لـ”لواء داوود” الذي بايع تنظيم “الدولة” والتحق به منتصف العام 2014 مروراً بريف حلب الجنوبي ومن ثم البادية وصولاً إلى الرقة، ومشاركته الفعلية في معارك ريف حلب الشمالي الشرقي إلى جانب التنظيم ضد المعارضة المسلحة. ولـ”لواء داوود” الفضل في سيطرة التنظيم على قرى وبلدات ما بعد الباب، حتى مشارف مارع، حيث قتل على أطرافها العشرات من عناصره.

 

في سرمين، قُتِلَ سبعة عناصر من الدفاع المدني، منتصف العام 2017، إثر هجوم مسلح لمجهولين على مركزهم، رمياً بالرصاص في الرأس، وسرقوا محتويات المركز من آليات ومعدات كاملة.

 

خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” في إدلب، أحست بالضعف خلال الأيام القليلة الماضية، على خلفية أسر فصائل غرفة عمليات “دحر الغزاة”، المئات من عناصر وقادة التنظيم في الخوين جنوبي إدلب. وكان للحملات الأمنية التي نفذتها فصائل “دحر الغزاة” و”تحرير الشام” والمبادرات الأمنية الأهلية، الفضل في التخفيف من ظاهرة التفجيرات والعبوات الناسفة التي كثرت في الآونة الأخيرة.

 

قرى وبلدات حيش وسجنه وكفرنبل كررت تجربة خان شيخون، وشكّلت لجاناً أمنية لمراقبة الطرق وتسيير دوريات أمنية بهدف قطع الطريق على الخلايا المرتبطة بالتنظيم وإفشال أي محاولات تفجير أو اغتيال قد ينوي التنظيم تنفيذها.

 

وكالة “إباء” التابعة لـ”تحرير الشام”، قالت إنه تمت مداهمة أوكار لخلايا مرتبطة بتنظيم “الدولة” في قرية الهلبة في ريف إدلب الجنوبي، الأربعاء، وتمكنت من اعتقال أحد أفرادها، فيما فجر آخر نفسه بحزام ناسف كان يرتديه، وتمت السيطرة على مستودع مليء بالذخائر. كما قامت سرية الهندسة التابعة لـ”تحرير الشام” بتفكيك عبوات ناسفة كانت مزروعة على الطرقات بهدف استهداف المقاتلين والأهالي.

 

ويقول الأهالي إن “تحرير الشام”- بذريعة مطاردتها خلايا التنظيم في ريف ادلب- تقوم بأعمال سرقة ونهب للممتلكات الخاصة، وتثير الرعب والهلع بين الأهالي. واتهم الأهالي القوة الأمنية التابعة لـ”تحرير الشام” التي داهمت قريتي الهلبة والرفة، بتعفيش البيوت وسرقة الأجهزة الكهربائية والسجاد والأبواب والشبابيك والساعات وأدوات المطبخ، والحيوانات الداجنة.

 

دي ميستورا: أخطر أيام في سوريا منذ 4 سنوات

حذّر المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، من أن سوريا تمر في أخطر فترات الحرب التي مرت عليها، وذلك في أعقاب تجدد تصاعد العنف في البلاد، وما شهده الأسبوع الأخير من ضربات أميركية وإسرائيلية، وتصعيد من قبل قوات النظام وسوريا ضد إدلب والغوطة الشرقية.

 

وقال دي ميستورا خلال إفادة في مجلس الأمن الدولي: “أعمل مبعوثا خاصا منذ أربع سنوات وهذه فترة عنيفة ومزعجة وخطيرة لم أشهد مثلها طوال فترة ولايتي”، محذراً من عدم وضع حد للتصعيد.

 

وأضاف “ما نشهده في سويا اليوم لا يعرض للخطر ترتيبات خفض التصعيد والاستقرار في المنطقة وحسب، بل يقوض أيضا جهود التوصل لحل سياسي. ولكن لن نتوانى عن استكمال عملية جنيف التي تمثل الطريق الوحيد الممكن نحو إيجاد حل سياسي”.

 

وكان دي ميستورا يتحدث بمناسبة مناقشة مشروع قرار كويتي-سويدي مشترك، يدعو إلى وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في سوريا، كانت قد أوصت به الأمم المتحدة مع تصاعد العمليات العسكرية ضد الغوطة الشرقية وإدلب.

 

في هذا السياق، قال المبعوث الدولي “ينبغي أن تبذل الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والبلدان ذات النفوذ على الأطراف السورية (بما فيها الدول الضامنة لعملية أستانا)، وغيرها، مزيدا من الجهود لتحقيق الأهداف الثلاثة الرئيسة: البدء الفوري بالعمل على وقف التصعيد وحماية المدنيين وضمان وصول (المحتاجين) إلى المساعدات الإنسانية”.

 

من جهتها، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، إن على روسيا أن تكون ضامناً لالتزام الأطراف في مناطق خفض التصعيد، بالإضافة إلى المهمة التي تقع على عاتقها بالتأكد من أن دمشق تخلصت من كل الأسلحة الكيماوية.

 

لكن هايلي عبرت عن خيبة أمل واشنطن لعدم تمكن موسكو من تحقيق أي شيء بهدف تهدئة الأمور، والدفع بالعملية السياسية. وقالت “نشهد بدلا من ذلك استمرار نظام الأسد في القصف والتجويع … واستخدام الغاز ضد المدنيين”. وأضافت “يمكن لروسيا الضغط على النظام للتعهد بالسعي لسلام حقيقي في سوريا.. الوقت حان الآن كي تستخدم روسيا ذلك النفوذ”.

 

وأكدت هايلي أن “الولايات المتحدة تساند بشكل كامل اقتراح دي ميستورا لعودة أطراف الصراع السوري إلى جنيف والبدء في مهمة لجنة إعداد الدستور طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254”. وقالت إنه يتعين “علينا جميعًا مساندة مبعوث الأمم المتحدة في ذلك (..) لكننا لن نتوصل إلي السلام ما دام الأمر يتفاقم على الأرض ويؤثر في كافة أرجاء المنطقة”.

 

وتطرقت هايلي إلى حادث إسقاط المقاتلة الإسرائيلية. وقالت “في بداية الأسبوع الحالي أطلقت إيران طائرة درون (بدون طيار) باتجاه الأراضي الإسرائيلية وهذا تصعيد خطير تخاطر فيه إيران بالصراع وتختبر معه نوايا الجيران”. وأوضحت أن “إسرائيل اتخذت بالفعل إجراءات، وأميركا تقف دائما إلى جانب حلفائها.. إن هذه الحادثة تظهر لنا بوضوح أن هناك أطرافاً تخاطر بتعدي الحدود”.

 

تيلرسون: إيران عائق أمام التسوية السياسية في سوريا

أعرب وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني في عمّان، الأربعاء، عن القلق إزاء التصعيد الأخير في سوريا المرتبط بالغارات الإسرائيلية على مواقع داخل البلاد. وقال “يقلقنا أن سوريا تسبب جواً من التهديد وعدم الإستقرار ليس لإسرائيل فحسب بل للأردن وتركيا وكل جيرانها، لهذا السبب سنبقى في سوريا حتى هزيمة داعش كليا”.

 

وأضاف تيلرسون إن “التصعيد بين إسرائيل ووكلاء إيران في سوريا يزعزع الأمن بالمنطقة”. ودعا إيران إلى “سحب كافة تشكيلاتها المسلحة” من سوريا، من أجل “فسح المجال أمام التسوية السياسية”.

 

ورداً على تصريحات الوزير الأميركي، قال مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، إن “التواجد العسكري الإيراني في سوريا مشروع وجاء بناء على دعوة من دمشق”. وأضاف أن “من يجب أن يغادروا سوريا هم من دخلوها دون إذن من الحكومة السورية الشرعية”.

 

وهذه المرة الثانية التي يطالب فيها تيلرسون إيران بالإنسحاب من سوريا خلال أقل من 24 ساعة. إذ قال في حديث لقناة “الحرة” ليل الثلاثاء/الأربعاء، إن وجود إيران في سوريا ولبنان واليمن والعراق، “لا يجلب الإستقرار ولا الأمن للمواطنين، طلبنا من طهران مجدداً إعادة قواتها إلى إيران، وهذا هو المسار الصحيح الذي نراه للمستقبل”.

 

وتابع أن مواجهة نفوذ إيران في سوريا يتم من خلال إنجاح العملية السياسية، مجددا التأكيد أن “الوجود الأميركي في سوريا غرضه الوحيد هزيمة داعش هزيمة دائمة”، ويهدف أيضا لتأمين الاستقرار في سوريا دعماً لمحادثات جنيف.

 

وأوضح تيلرسون أن محادثات سوتشي، فشلت إلى حد ما في تحقيق بعض طموحات المنظمين، ورغم ذلك فإن “بيان سوتشي قال إن جنيف هي المكان الذي تحل فيه القضايا”.

 

وأعرب الوزير تيلرسون عن قلق واشنطن من تقارير عن استخدام الكيماوي في سوريا مجددا، وأضاف أن “المجتمع الدولي ليست لديه آلية جيدة الآن لمواجهة هذه التقارير”، وأن “إدارة الرئيس دونالد ترامب تنظر بجدية في الأمر”، داعياً روسيا إلى “التوقف عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن لتتيح المجال لتوفير معلومات أفضل بشأن استخدام الكيماوي في سوريا”.

 

كما عقد تيلرسون على هامش زيارته إلى الأردن ضمن جولة شرق أوسطية، إجتماعاً مغلقاً مع وفد هيئة التفاوض السورية المعارضة برئاسة نصر الحريري، للبحث في مستجدات الوضع في سوريا. وقال الحريري في تغريدة في “تويتر” عقب اللقاء، إن المباحثات مع تيلرسون ركزت على “ضرورة البدء الفوري بتطبيق البنود الإنسانية، ومحاسبة مجرمي الحرب، وضرورة التحرك لمحاسبة النظام لاستخدامه السلاح الكيماوي، والالتزام بالعملية السياسية في جنيف، والالتزام باتفاقات خفض التصعيد”.

 

وقبل وصول تيلرسون، إلتقى المسؤولان في وزارة الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد وريتش أوتزن مع أعضاء الوفد السوري، وتحدثا معهم بشأن نتائج مؤتمر سوتشي نهاية كانون الثاني/يناير، وأخبروهم أن وزير الخارجية رحب بأفكارهم بشأن سير الأمور.

 

وكان المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية يحيى العريضي، قد قال لـ”الجزيرة”، قبيل الاجتماع، إن الإطار لمثل هذه اللقاءات صار أكثر وضوحاً، خاصة مع تبلور السياسية الأميركية تجاه سوريا. وذكر العريضي أن ملفات النقاش تشمل التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وما وصفه بالإستعصاء في هذا الملف، وكذلك مقترح الدول الخمس الذي عُرف بـ”اللاورقة” لإحياء العملية السياسية في جنيف بشأن الأزمة السورية.

 

وأشار إلى أن مقترح الدول الخمس يتضمن جوانب عملية، وخصوصا لجهة تطبيق القرارات الدولية، لكن هناك بعض الاصطلاحات والآليات والأمور الناظمة تحتاج إلى مناقشة وتوضيح.

 

تركيا: واشنطن لم تطلب وقف عملية عفرين

أكد وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، الخميس، أن نظيره الأميركي جيمس ماتيس، أبلغه بأن بلاده ستشارك وتدعم بشكل أكثر فعالية مكافحة “حزب العمال الكردستاني” في العراق، وأنّ هذا الدعم سيكون على وجه الخصوص في المجال الاستخباراتي.

 

ونقل جانيكلي عن نظيره الأميركي، قوله خلال إجتماع على هامش قمة لـ”حلف الناتو”، أن واشنطن “لن تقدم أسلحة أو ذخائر إلى تنظيمي ب ي د وي ب ك الإرهابيين اللذين يقاتلان ضد تركيا في عفرين حالياً، وأن الأسلحة المستخدمة هناك ليست عائدة للولايات المتحدة”.

 

وأضاف أن ماتيس لم يطلب إيقاف العمليات العسكرية في عفرين، مشيراً إلى أنه أبلغ الوزير الأميركي بتعاون “الوحدات” الكردية في سوريا مع “داعش”، وقال: “قدّمنا وثائق تثبت قيام ب ي د بإخلاء سبيل عناصر داعش المسجونين كي يحاربوا ضد القوات التركية المشاركة في عملية غصن الزيتون”.

 

وكان البنتاغون قد ذكر، صباح الخميس، أن وزير الدفاع الأميركي دعا تركيا إلى تجديد التركيز على محاربة “داعش” في سوريا. وإتفق ماتيس مع نظيره التركي على مواصلة الأنشطة الدفاعية الثنائية بشكل كامل والبحث عن سبل لتعزيز التعاون.

 

وقال البنتاغون في بيان الخميس، إن ماتيس “دعا لتجديد التركيز على الحملة الرامية لهزيمة داعش ومنع أي محاولة من جانب التنظيم الإرهابي لإعادة بناء نفسه في سوريا”، وذلك عشية زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، إلى تركيا الخميس ضمن جولة شرق أوسطية، وتوقع مسؤولون أميركيون أن يجري تيلرسون محادثات صعبة.

 

وشهدت العلاقة بين واشنطن وأنقرة توترا في الآونة الأخيرة بعد شن تركيا عملية عسكرية واسعة في منطقة عفرين شمالي سوريا، ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. وتقول واشنطن إن الهجوم التركي أدى إلى “حرف مسار” معركة “التحالف الدولي ضد داعش” شرقي سوريا.

 

بدورها ذكرت وكالة “الأناضول”، أن ماتيس قال خلال اللقاء، إن واشنطن ستواصل الوقوف بجانب تركيا في حربها ضد منظمة “العمال الكردستاني” والمنظمات الإرهابية الأخرى، وأن اللقاء جاء لإعادة التأكيد على العلاقات الدفاعية طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وتركيا.

 

وبحسب ما نقلته الأناضول عن بيان البنتاغون، فقد أعرب ماتيس، عن شكره لتركيا بسبب مساهمتها في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، والأمن العالمي. وأكد أن الولايات المتحدة تدرك التهديدات الموجهة ضد تركيا، وستواصل الوقوف إلى جانبها في حربها على التنظيمات الإرهابية.

 

وهددت تركيا أكثر من مرة بالتقدم صوب بلدة منبج السورية، بعد الإنتهاء من عفرين، وحذرت القوات الأميركية المتمركزة هناك من اعتراض طريقها. وتقول واشنطن إنها لا تعتزم سحب جنودها.

 

من سلّم القابون؟/ قصي عبدالباري

هجّرت قوات النظام سكان حيي القابون وتشرين، شرقي العاصمة دمشق، في أيار/مايو 2017، بعد اتفاق توصلت إليه مع فصائل المعارضة في المنطقة، يقضي بخروج المقاتلين وعوائلهم باتجاه الشمال السوري. وتمّ تهجير مقاتلي حي تشرين في 12 أيار، ومقاتلي القابون في 14 أيار.

التهجير جاء بعد 5 اجتماعات لفصائل المعارضة العاملة في المنطقة، كان من المفترض أن تؤدي إلى خطط دفاعية عن تشرين والقابون، إلا أنها أفضت إلى تهجير سكانهما. الاجتماع الأول، عُقد عقب تهجير مقاتلي وادي بردى، وإعلان قوات النظام حشد قواتها على أطراف أحياء دمشق الشرقية من جهة البساتين. وضم الاجتماع كلاً من قائد “فيلق الرحمن” عبدالناصر شمير، وقائد “جيش الإسلام” عصام البويضاني، وقائد “ألوية فجر الأمة” أبو خالد الدقر، وأمير “هيئة تحرير الشام” في الغوطة أبو عاصم، وأبو جعفر الإدلبي ممثلا عن “أحرار الشام”. واتفق الحاضرون على أنه لا يمكن التفريط بأحياء القابون وتشرين وبرزة، وترك النظام يسيطر عليها، واتفقوا على أرسال كل فصيل 100 مقاتل لتعزيز جبهة البساتين. “ألوية فجر الأمة” و”فيلق الرحمن” وحدهما من أرسل التعزيزات.

الاجتماع الثاني عُقد في مزرعة حسان الجمل قرب البساتين في حي القابون، قبل بدء الحملة العسكرية لقوات النظام على المنطقة، وضم القائد العسكري لـ”الهيئة” في القابون أبو جعفر، وأبو رعد الكاسر وأبو بكر رامي ممثلين عن “فيلق الرحمن”، وأبو زيد زيدو وأبو عبيدة عامر ممثلين عن “فجر الأمة”، وأبو محمد مروان وأبو عمر علّام ممثلين عن “جيش الاسلام”، والنقيب أبو حسين ورد وأبو برزان عن “اللواء الاول”، وأبو سليمان زبداني وأبو العبد الناسف عن “أحرار الشام”. وتم الاتفاق على أن اي اعتداء عن منطقة سيعتبر اعتداءً على كامل الاحياء الشرقية، بالإضافة إلى تشكيل غرفة عمليات موحدة بقيادة أبو زيد زيدو، لعلم فصائل المعارضة بأن الحملة ومحاور الاقتحام التي سيفتحها النظام ستكون من جهة بساتين برزة وحرستا الغربية.

الحملة بدأت في 18 شباط/فبراير 2017، بقصف مدفعي وصاروخي استهدف القابون وتشرين وحرستا الغربية. “اللواء الأول” نقض مقررات الاجتماع الثاني، ولم يحرك ساكناً، رغم الاتفاق على إشعال المنطقة بأكملها.

القائد العسكري السابق في صفوف “فيلق الرحمن” أبو رعد الكاسر، قال لـ”المدن”، إن محاولات الاقتحام بدأت من محاور بساتين برزة وحرستا الغربية، كما كان متوقعاً، وتصدى لها “فجر الأمة” و”فيلق الرحمن” وكتائب ركن الدين والصالحية من “اللواء الأول”، بغياب مقاتلي حي برزة، إلا القلة القليلة نظراً لضراوة القصف والمعارك. سمير الشحرور، الملقب بـ”المنشار”، أعطى أمراً بإرسال الغرباء عن الحي للرباط في المنطقة، وهم من مقاتلي ركن الدين والصالحية من دمشق، ومقاتلي جبل الزاوية من إدلب، والمنضوين في “اللواء الأول”.

وأضاف أبو رعد: “القصف كان يفتك بالكتائب واحدة تلو الأخرى حتى قتل عدد كبير من مقاتلي فجر الأمة، ووصول أمر من قيادة الألوية بتفجير الانفاق في حرستا الغربية، والانسحاب باتجاه الغوطة الشرقية ليعلن عن سقوط أول منطقة”.

تقدم النظام كان كبيراً في منطقة بساتين برزة، نظراً للكثافة النارية وعدم وجود تجهيزات من قبل الفصائل رغم علمها بضراوة المعركة. استمر تقدم مليشيات النظام حتى وصلت إلى مشارف شارع الحافظ، معلنة سيطرتهاً على 90 في المائة من البساتين.

الاجتماع الثالث عُقد في حي برزة، وجمع قادة من “اللواء الأول” أبرزهم المنشار وأبو بحر وأبو عمار سريحة، وأبو محمد مروان ممثلاً عن “جيش الاسلام”، وأبو رعد الكاسر ممثلاً عن “الفيلق”. وعقد الاجتماع بناءً على طلب الفصائل المقاتلة في القابون وتشرين لمعرفة ما سيجري في برزة. وطالب ممثلو تلك الفصائل، حينها، “اللواء الاول” بالتحرك العاجل لحماية ما تبقى من المنطقة. إذ أن حي برزة، الذي يسيطر عليه “اللواء الأول”، مطل على جميع المناطق التي سيطر عليها النظام مؤخراً، وبإمكان بضع قناصين، إبعاد قوات النظام عن المنطقة بأكملها، كما أوضح أبو رعد.

اللامبالاة من قبل قادة “اللواء الأول” كانت ظاهرة في ذلك الاجتماع، إذ أكدوا تحضيرهم لعمل عسكري في اليوم التالي، لابعاد قوات النظام. إلا أن ذلك لم يحدث. وبدا واضحاً أن “اللواء الأول” يريد “المصالحة” مع النظام، وتسليم المنطقة من دون قتال، كما قال الكاسر. واستمرت قوات النظام بالتقدم في محاور متعددة، مسيطرة على كامل البساتين وأجزاء من شارع الحافظ في حي تشرين، وقسماً كبيراً من حي القابون.

الاجتماع الرابع عقد حينها في مقر عمليات “اللواء السابع” التابع لـ”جيش الاسلام” في حي تشرين، وحضره ممثل عن “أحرار الشام”، والنقيب أبو حسين ورد ممثلاً هذه المرة عن نفسه لا عن “اللواء الأول”، في الجلسة التمهيدية، ليغادروا قبل عقد الجلسة الرئيسية. الاجتماع الرابع حضره فقط ممثلو “فيلق الرحمن” و”جيش الاسلام”، وتم تقسيم المنطقة المتبقية إلى قطاعات، والتزم كل فصيل بالدفاع عن قطاعه.

إلا أن قوات النظام واصلت تقدمها واقتربت من أطراف مؤسسة الكهرباء في حي القابون من جهة حي تشرين، وكان التقدم الأكبر لها، وباتت من خلاله قادرة على فصل القابون عن تشرين.

في هذه الأثناء انتشرت تسجيلات صوتية مسربة لشقيق قائد “اللواء الثامن” التابع لـ”جيش الإسلام”، وصلاح الخطيب، وهما من أعضاء “لجنة المصالحة”، تؤكد موافقة الفصائل على التهجير، وبأن “اللواء الثامن” يستعد للانسحاب إلى الغوطة، إلا أنهما كانا ينتظران ما اسمياه “كبش الفداء”، للبدء بالعملية. وعرف لاحقاً أن “كبش الفداء” لم يكن سوى “البارون”، مدير مركز “الدفاع المدني” في حي تشرين.

الاجتماع الخامس والأخير، عُقد في مقر العمليات نفسه، 11 أيار/مايو 2017، واتفقت جميع الفصائل على تشكيل غرفة عمليات موحدة، سيتم تفعليها الساعة الثامنة من صباح 12 أيار، ليبدأ العمل بعدها على إبعاد الخطر عن مؤسسة الكهرباء وشارع الحافظ، للحفاظ على اتصال القابون وتشرين. وعقب انتهاء الاجتماع توجه كل مندوب لمقابلة قيادة فصيله. “جيش الإسلام” رفض تشكيل غرفة العمليات المشتركة، وأعطى عناصره أمراً بالانسحاب.

وهنا كان دور “البارون”، تاجر السلاح في الأحياء الشرقية وأمير الحرب، بإعطاء قوات النظام الضوء الأخضر لإدخال حافلات التهجير القسري، بعد مفاوضات كان قد بدأها منذ أيام مع أطراف من النظام، بعلم “جيش الإسلام”.

حافلات التهجير بدأت في صباح اليوم التالي بنقل مقاتلي حي تشرين، وعدد كبير من مقاتلي القابون، إلى الشمال السوري، تزامناً مع الدفعة الثانية الخارجة من حي برزة. أبو زياد الحراري، وأبو حمزة حاتم، وأبو رعد الكاسر، القادة في “فيلق الرحمن”، ذهبوا باتجاه حي تشرين لمنع مقاتلي القابون من الخروج، ليقوم أبو عزام الملقب بـ”الدرع”، أحد قادة مجموعات “اللواء السابع” برفع السلاح ونشر عناصره في الحارات المؤدية إلى المنطقة، مانعاً إياهم من التقدم باتجاه الحافلات.

المدن

 

ريف حمص الشمالي: رسالة روسية تهدد بالحرب

تلقت هيئة التفاوض عن ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي، الثلاثاء، رسالة من ضابط رفيع المستوى في وزارة الدفاع الروسية، يدعو فيها أعضاء الهيئة وقادة في الجيش الحر لجلسة تفاوض مع النظام في فندق سفير حمص في قلب مدينة حمص الخاضعة  لسيطرة النظام. وجاء في الرسالة إنه في حال الرفض، فإن “البديل هو الحرب”، وسط تهديد لمدينتي الرستن وتلدو بالاجتياح من قبل قوات النظام، بحسب مراسل “المدن” محمد أيوب.

 

الناطق الرسمي باسم هيئة التفاوض بسام السواح، أكد لـ”المدن”، صحة الخبر ومضمون الرسالة، وقال إنها ليست المرة الأولى التي تتلقى فيها هيئة التفاوض رسائل مماثلة، فمنذ فترة تلقت الهيئة رسالة ذكر فيها الجانب الروسي أن النظام يريد اجتياح المنطقة، مشدداً على انتهاء صلاحية اتفاق “خفض التصعيد” في 15 شباط/فبراير 2018. السواح أشار إلى أن ذلك يندرج ضمن محاولات الجانب الروسي للضغط على هيئة التفاوض للقبول بتقديم تنازلات، ودفع الريف الشمالي لـ”المصالحة والتسوية” مع النظام، وسحب المنطقة من اتفاقيات “خفض التصعيد”. السواح أشار إلى أن اتفاق “خفض التصعيد” ينتهي في 4 أيار/مايو 2018، بحسب مخرجات أستانة في 4 أيار/مايو 2017، بعدما تم تمديده لستة شهور إضافية، بعد انتهاء مدة الشهور الستة الأولى منه.

 

وشدد السواح على أن هذه التصرفات من قبل الجانب الروسي، دفعت هيئة التفاوض لإعادة النظر بالدور الروسي “الضامن”، وأكد مطالبة الهيئة للحكومة التركية بأن تكون حاضرة لتنفيذ الاتفاق.

 

وستعقد هيئة المفاوضات، مؤتمراً صحافياً، في الأيام المقبلة، لتوضيح آخر تطورات عملية التفاوض مع الجانب الروسي.

 

وبالتزامن مع توجيه الرسالة الروسية، انتشرت في الآونة الأخيرة شائعات تتحدث عن قرب عملية عسكرية واسعة تُحضّرُ لها مليشيات لاقتحام ريف حمص الشمالي، وسط مطالبة أهالي القرى الموالية للنظام في محيط الريف الشمالي بضرورة استخدام القوة.

 

رئيس غرفة عمليات ريف حمص الشمالي المقدم طلال منصور، قال لـ”المدن”: الشائعات، وبالتزامن مع الرسائل لهيئة التفاوض، ليست إلا جزءاً من الحرب النفسية والإعلامية التي يمارسها النظام لإحباط معنويات أهالي المنطقة والتأثير على معنويات مقاتلي الجيش الحر، لتحقيق بعض المكاسب السياسية في المفاوضات.

 

وأكد منصور، عدم وجود تحشيدات غير مألوفة لقوات النظام في محيط الريف الحمصي، بعد عمليات استطلاع خاصة. وأضاف قائلاً: على الرغم من أن اتفاق “خفض التصعيد” لا زال ساري المفعول، إلا أننا نقوم بكافة الاجراءات اللازمة لتحصين الجبهات، و”أننا على أهبة الاستعداد لصد أي هجوم على المنطقة، بل ومستعدون للقيام بعمل عكسي نستطيع من خلاله قلب موازين القوة”، وأضاف أن الريف الشمالي قادر على “الصمود ضد أي اعتداء، إذ لديه الكادر البشري المدرب والمسلح القادر على اقتحام مواقع النظام، في حال تم خرق الاتفاق”.

 

قائد “الجبهة الوطنية لتحرير سوريا/قطاع حمص” الرائد محمد الأحمد، أكد لـ”المدن”، أنه وبعد انتشار الإشاعات حول عملية عسكرية مرتقبة ضد الريف، عُقد اجتماع طارئ لكافة قادة الفصائل العسكرية العاملة في ريف حمص الشمالي، ووضع خطة للتعامل مع احتمال وقوع ذلك، وأكد أن كافة الفصائل كانت تحصنّ الجبهات وتستعد للمعارك أثناء قيام هيئة المفاوضات بالتفاوض مع الجانب الروسي، لما تعلمه كافة الفصائل من عدم مصداقية الروس في المفاوضات.

 

وأعلنت فصائل المعارضة العاملة في الريف أنها وضعت بنك أهداف للمدفعية يضم مواقع تجمع المليشيات الموالية وقوات النظام، بالإضافة إلى القرى والبلدات الموالية القريبة، مع الاستعداد الكامل لاقتحام هذه المواقع والسيطرة عليها، في حال تم خرق الاتفاق.

 

ناشينال إنترست: على أمريكا سحب قواتها من الشرق الأوسط

 

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

نشرت مجلة ناشينال إنترست الأمريكية، الخميس، مقالاً على موقعها الإلكتروني قالت فيه إنه من الأفضل للولايات المتحدة أن تسحب قواتها من الشرق الأوسط إذا كانت السياسة الخارجية الأمريكية تتبع بالفعل مبدأ “أمريكا أولاً”، وهو الشعار الذي رفعه الرئيس دونالد ترامب حال توليه السلطة.

 

ووصف كاتب المقال، دانييل دافيس، السياسة الأمريكية الحالية في سوريا تحديداً بالـ “فاشلة”، وقال إن الطريقة التي حاربت بها واشنطن تنظيم الدولة “قللت من الأمن الأمريكي ولم تحافظ عليه”.

 

ويرى الكاتب أنه قد تبدو خطوة ذكية أن تدعم الولايات المتحدة قوات الأمن العراقية في مساعيها لاستعادة الموصل ودعم “قوات سوريا الديمقراطية”، ذات الأغلبية الكردية، لطرد التنظيم من معقله في مدينة الرقة السورية، لكن يبدو أن الخطة لديها فرصة ضئيلة لنجاح طويل الأجل بالنسبة لأمريكا.

 

ويشير دافيس إلى أنه “كان واضحاً منذ البداية أن داعش لن يكون أبداً كياناً سياسياً قابلاً للحياة يمكنه الحفاظ على الأراضي التي استولى عليها من جيش عراقي ضعيف قاتله في يونيو 2014، ومع غياب أي قدرة إدارية للتنظيم، كان من المتوقع زواله قبل أن ينقشع غبار المعركة”.

 

سياسة الولايات المتحدة، كما يقول الكاتب، كانت حكيمة في بداية الأمر حين قررت واشنطن احتواء تهديد “داعش” وسيطرتها على الرقعة الجغرافية وإبداء الصبر لأن “الجماعة الإرهابية” ستتعرض للموت البطيء من قبل العديد من القوى الإقليمية التي كان لها الدافع والوسائل اللازمة لتدمير هذا التنظيم.

 

لكن الأمر تغيّر فيما بعد، حيث ساعد المستشارون الأمريكيون، والقوى الجوية في بعض الحالات، المليشيات المدعومة من إيران على الأرض، مما عزز يد طهران في العراق، ولا يزال تأثيرها قوياً اليوم.

 

وبعد أقل من شهرين من رئاسته- يضيف المقال- أمر ترامب بإرسال مزيد من القوات إلى سوريا لمساعدة قوات الحماية الكردية في معركتها ضد داعش، وخاصة في الرقة، وهو ما أدى إلى احتجاج تركيا على الفور، كما حذرت روسيا من هذا التدخل.

 

كل هذه التطورات، برأي دافيس، تتناقض بشكل لا لبس فيه مع المصالح الأمريكية، وكان من الممكن تجنبها جميعاً لو لم يقرر الرئيس السابق باراك أوباما التزام الولايات المتحدة بالعمليات في العراق وسوريا، ولو لم يضاعف ترامب من أعداد القوات الأمريكية في المنطقة.

 

كما أن المشكلة لم تنته بعد، حيث أثارت الأحداث الأخيرة في الشمال السوري وانطلاق المعركة بين تركيا والقوات الكردية السورية احتمال وقوع اشتباكات عسكرية غير متعمدة بين الولايات المتحدة وتركيا.

 

ورغم أن واشنطن ساعدت على تحرير الموصل العراقية والرقة السورية، فإن التهديد الإرهابي الذي يفرضه “داعش” على الولايات المتحدة لم يتغير تقريباً، برأي دافيس، حيث تحرك قادة التنظيم ببساطة لمواصلة العمل، وبعبارة أخرى، أنفقت الولايات المتحدة موارد هائلة وضحت بالكثير من أفراد الخدمة في بعثة أسفرت عن خسارة صافية لأمريكا.

 

واختتم الكاتب بقوله: “بدلاً من محاولة البقاء في العراق وسوريا لإدامة هذا الفشل، حان الوقت لمراعاة مصالح أمريكا أولاً. يجب على واشنطن أن تنهي مهماتها القتالية في الشرق الأوسط، وأن تعيد نشر قواتها في قواعدها الداخلية، وأن تبدأ عملية إعادة بناء قدرة القوات المسلحة الأمريكية على مواجهة معارك محتملة في المستقبل”.

 

الوحدات الكردية تتراجع وتخسر المزيد بعفرين

 

قال مراسل الجزيرة اليوم الخميس إن الجيش السوري الحر سيطر بدعم تركي على مناطق جديدة شمال غرب عفرين شمالي حلب، بينما تحدثت وحدات حماية الشعب الكردية عن سقوط سبعة من مقاتليها بالمعارك، دون إشارة لخسارتها مناطق جديدة.

 

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر ميدانية قولها إن الجيش الحر سيطر بدعم من الجيش التركي على قرى كِري وشربانلي وشديا، وعلى تلة قرية كري، في ناحية راجو شمال غرب عفرين، كما سيطر على قرية دورقا في ناحية بلبل.

 

وأفادت مصادر تركية وناشطون أن الجيش الحر سيطر أيضا على قرية “جقلا تحتاني” في محور الشيخ حديد، وقرية “ديوان فوقاني” في محور جنديرس.

 

وبذلك يرتفع عدد النقاط التي تمت السيطرة عليها منذ انطلاق عملية “غصن الزيتون” الشهر الماضي إلى 62 نقطة، منها 41 قرية و17 تلة، وجبل إستراتيجي، وفق وكالة الأناضول.

 

وكان الجيش الحر قد قال في بيان أمس إنه يواصل تقدمه في محيط عفرين وسط “انهيار واضح” في صفوف وحدات الحماية الكردية، مؤكدا أنه أصبح على مشارف مدينة جنديرس.

 

من جهة أخرى، قالت وحدات حماية الشعب إن سبعة من مقاتليها لقوا حتفهم خلال المعارك، مضيفة أن عدة مناطق خاضعة لسيطرتها تعرضت لغارات تركية.

 

وقالت مصادر إعلامية مقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي الذراع السياسي لوحدات حماية الشعب إن معارك عنيفة شهدتها ناحية بلبل، دون أن تتحدث عن خسارة أي مناطق جديدة.

 

واستهدفت المدفعية التركية بولاية هاتاي الحدودية مواقع عسكرية لوحدات حماية الشعب وتنظيم الدولة الإسلامية غربي عفرين، وفقا لوكالة الأناضول.

 

وبدوره، قال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي للصحفيين إنه طلب من نظيره الأميركي جيمس ماتيس وقف كافة أنواع الدعم للوحدات الكردية، وتطهير “قوات سوريا الديمقراطية” من عناصر هذا التنظيم، مضيفا أنه قدّم لماتيس خلال لقائهما في بروكسل وثائق تُثبت أن وحدات حماية الشعب جزء أساسي من حزب العمال الكردستاني الذي يعد في تركيا منظمة إرهابية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

مقتل ضابط كبير يعمل بإدارة الحرب الكيمياوية في سوريا

العربية.نت – عهد فاضل

 

وسط تكتّم رسمي شديد، أعلن أنصار النظام السوري عن مقتل اللواء أحمد محمد حسينو، أمس الأربعاء، دون إيضاح ملابسات مقتله.

 

ويشغل اللواء حسينو، منصب نائب مدير إدارة كلية الحرب الكيمياوية التابعة لجيش النظام السوري.

 

فيما لم يعرف مكان مقتله، أو الطريقة التي قتل بها، فقد قامت صفحات تابعة لنظام الأسد، على فيسبوك، بنشر صور من تشييع اللواء، في مسقط رأسه في مدينة الزقزقانية التابعة لمحافظة إدلب، شمال سوريا، حسب تلك الصفحات.

 

وعرف أن اللواء المذكور، هو من سكّان محافظة اللاذقية ويقيم فيها منذ مدة، علماً أنه انحدر من إدلب. ويتم تعريفه بنبأ مصرعه، بأنه “رئيس أركان” أيضاً، دون إيضاح ما إذا كان #رئيس_أركان_كلية_الحرب_الكيميائية، أم لا، أم إنه منصب إداري آخر له دون تحديد مكانه.

 

وورد على صفحات التواصل الاجتماعي، أن اللواء حسينو كان شغل منصب رئيس فرع الكيمياء في الفرقة الرابعة التابعة لحرس النظام الجمهوري ويرأسها شقيق رئيس النظام، اللواء ماهر الأسد.

 

وقالت بعض الصفحات التابعة للمعارضة السورية، إن اللواء حسينو كان على رأس عمله عندما قامت الفرقة الرابعة بمجزرة الغوطة عام 2013، حيث كان رئيساً لفرع الكيمياء فيها وقت حصول المجزرة.

 

وأوردت مصادر ناشطين سوريين معارضين خبر مقتل اللواء حسينو، على أنه تم بظروف غامضة، خصوصاً أن الصفحات الموالية لنظام الأسد، اكتفت بالإشارة إلى مقتله دون أن تحدد المكان والزمان والطريقة.

 

وقالت صفحات فيسبوكية موالية للنظام السوري، إنه تم تشييع اللواء المذكور، الأربعاء، في قريته الزقزقانية، ونشرت صورا للتشييع الذي تم في شكل رسمي على ما أظهرته الصور.

 

وورد في تعليقات ناشطين سوريين على خبر مقتل #حسينو، أنه قتل في ريف دمشق، وتعليقات أخرى رجحت مقتله بعملية عسكرية أو قصف دون التأكد من المصدر.

 

ولفت في هذا السياق، إحجام النظام السوري عن ذكر طريقة مقتل حسينو، وكذلك أنصار النظام الذين اكتفوا بالإشارة إلى مصرعه فقط.

 

ومدرسة الحرب الكيميائية، تأسست في سوريا عام 1971، ثم قام حافظ الأسد بتغيير اسمها إلى #كلية_الحرب_الكيميائية في عام 1978. ثم قام نظام بشار الأسد بتحويل اسمها إلى “كلية الوقاية الكيميائية” عام 2013.

 

وأعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل #ماكرون، الثلاثاء، أن بلاده ستقوم بتوجيه ضربات عسكرية في حال استخدمت الأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين في سوريا، فيما أحبطت #روسيا كل محاولات الدول الغربية في مجلس الأمن، لإدانة الهجمات التي شنها جيش الأسد بالأسلحة الكيمياوية ضد السوريين.

 

وأدى قيام جيش النظام السوري بقصف “خان شيخون” الإدلبية، بالسلاح الكيمياوي في إبريل من عام 2017 إلى مقتل وإصابة المئات، في حادثة هزت الرأي العام في جميع أنحاء العالم، ما حدا بالإدارة الأميركية لتوجيه ضربة عسكرية “عقابية” للمطار العسكري الذي أقلعت منه طائرات النظام لقصف المدينة، وهو مطار “الشعيرات” الذي يقع وسط البلاد.

 

معارض سوري: روسيا تُهدد بإلغاء اتفاقية “خفض التصعيد

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 15 فبراير 2018

 

روما ـ قال قائد في فصيل سوري معارض مسلح إن “معاون وزير الدفاع الروسي هدد المعارضة في ريف حمص الشمالي”، بإنهاء “خفض التصعيد” وفسح المجال للنظام لشن هجمات عليها ما لم يتم الاجتماع مع ممثلي النظام السوري، وهو الأمر الذي رفضته فصائل المعارضة المسلحة وأعلنت استعدادها للمواجهة مع الروس.

 

وقال القيادي العسكري في حركة تحرير الوطن النقيب علي أيوب، في مقابلة إذاعية، إن “معاون وزير الدفاع أخبر بعض الوجهاء في مدينة حمص بضرورة الاجتماع مع النظام قبل 15 شباط/فبراير الجاري”، مهدداً بأن “الحرب ستكون البديل”، وسيكون اليوم هو موعد انتهاء “خفض التصعيد” في ريف حمص الشمالي ما لم تتجاوب المعارضة السورية مع هذا الطلب.

 

ومن المفترض أن تنتهي اتفاقية “خفض التصعيد” التي يرعاها الروس في أيار/مايو 2018، وفق اتفاق تم توقيعه نهاية العام الماضي.

 

وقال أيوب إن “الفصائل في ريف حمص الشمالي اتخذت قرارها برفض الطلب الروسي والاستعداد للمواجهة والدفاع عن الأهالي ضد أي عمل عسكري”.

 

من جهته قال رئيس الدائرة الإعلامية للائتلاف المعارض أحمد رمضان إن “روسيا تهدد عبر وزارة دفاعها بحرق مدينة الرستن وريف حمص الشمالي الذي تُسيطر عليه المعارضة السورية، ما لم يستسلم الأهالي (وعددهم 364 ألف نسمة) للنظام السوري والميليشيات الإيرانية”، وأعرب عن تساؤله “إن كانت موسكو قد قررت دفن أستانا واتفاقات خفض التصعيد؟”.

 

أمريكا تحث تركيا على إبقاء التركيز على قتال الدولة الإسلامية

 

بروكسل (رويترز) – قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان يوم الخميس إن وزير الدفاع جيم ماتيس دعا أنقرة لإبقاء التركيز على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس مع نظيره التركي في بروكسل يوم الأربعاء. صورة لرويترز من ممثل لوكالات الأنباء.

 

وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا العضوين في حلف شمال الأطلسي بسبب تضارب مصالحهما في الحرب الأهلية السورية.

 

وينصب تركيز واشنطن على هزيمة التنظيم المتشدد بينما شنت أنقرة، التي تسعى لمنع أكراد سوريا من الحصول على الحكم الذاتي وتشجيع المقاتلين الأكراد على أراضيها، عملية عسكرية في منطقة عفرين بسوريا الشهر الماضي لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من حدودها الجنوبية.

 

وأدلى ماتيس بهذه التصريحات خلال اجتماع مع نظيره التركي نور الدين جانيكلي يوم الأربعاء على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي.

 

وقال البنتاجون في بيان إن ماتيس ”دعا لتجديد التركيز على الحملة الرامية لهزيمة داعش ومنع أي محاولة من جانب التنظيم الإرهابي لإعادة بناء نفسه في سوريا“.

 

وذكر البيان أن الوزيرين اتفقا على مواصلة الأنشطة الدفاعية الثنائية بشكل كامل والبحث عن سبل لتعزيز التعاون.

 

ومن المتوقع أن يزور وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون تركيا يومي الخميس والجمعة حيث توقع مسؤولون أمريكيون أن يجري محادثات صعبة.

 

وهددت تركيا بالتقدم صوب بلدة منبج السورية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية وحذرت القوات الأمريكية المتمركزة هناك من اعتراض طريقها. وتقول واشنطن إنها لا تعتزم سحب جنودها.

 

وثار غضب تركيا بسبب الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا في الأراضي التركية منذ أكثر من 30 عاما. ودعمت واشنطن وحدات حماية الشعب في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير سها جادو

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى