أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 16 تشرين الأول 2014

 

الغارات «تعيد» إلى الأكراد موقعين في عين العرب

واشنطن – جويس كرم < لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

سهّلت غارات شنتها مقاتلات التحالف الدولي – العربي استعادة المقاتلين الأكراد موقعين في عين العرب (كوباني) الكردية في شمال سورية من أيدي عناصر «الدولة الإسلامية» (داعش)، في وقت اتفقت دول التحالف وواشنطن وموسكو، على تبادل معلومات الاستخبارات عن «داعش».

 

وأطلقت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تسمية «العزم التام» على الحملة التي تقودها على رأس التحالف في العراق وسورية ضد «داعش»، ذلك بعد أكثر من شهرين من بدء الغارات. وأعلن الجيش الأميركي أن مقاتلاته شنّت 18 غارة جوية في محيط عين العرب الثلثاء والأربعاء، ودمّرت هذه الغارات مواقع قتالية لعناصر «داعش» وأصابت 16 مبنى كانوا يحتلونه قرب المدينة الكردية.

 

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن إن «وحدات حماية الشعب» الكردية «استعادت السيطرة على نقطتين في حي كاني عربان» الواقع في شمال شرقي المدينة الحدودية مع تركيا. وذكر مسؤولون أكراد أن «وحدات حماية الشعب» الكردية تعطي معلومات عن مواقع عناصر «داعش» في عين العرب للتحالف وأن الطائرات تقصفها بعد ذلك. وفي وقت أشارت وكالة «أسوشيتد برس» إلى حرب شوارع تدور حالياً في عين العرب، ذكرت معلومات مساء أمس أن عناصر «داعش» شنّوا هجوماً كبيراً وعلى أكثر من محور في محاولة للتقدم داخل المدينة.

 

وكانت مقاتلات التحالف كثّفت قصفها في شكل لافت على مواقع «داعش» ما أدى إلى إبطاء تقدم التنظيم وقتل 32 من عناصره، إضافة إلى سبعة آخرين قُتلوا في اشتباكات في عين العرب أمس وبينهم ثلاثة فجّروا أنفسهم بعربات مفخخة في المدينة وأطرافها. وأعلنت أنقرة أمس أن فقط اللاجئين السوريين يمكنهم العودة لقتال المتطرّفين.

 

وكان الرئيس باراك أوباما أعرب عن «قلقه الشديد» حيال الوضع في عين العرب في اختتام اجتماع مع القادة العسكريين لـ 22 دولة في التحالف المناهض لـ «داعش». وحاول الجانب الأميركي في الاجتماع زيادة مساهمة دول التحالف والتعاون الاستخباراتي بينها في محاربة «الدولة». وقال أوباما في اختتام اللقاء الذي شاركت فيه تسع دول عربية: «نتابع عن كثب المعارك التي جرت في محافظة الأنبار العراقية ونحن قلقون جداً من الوضع في مدينة كوباني السورية وحولها». وأضاف: «هذا الأمر يجسّد التهديد الذي يشكله تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسورية على السواء»، مشيراً إلى أن الضربات الجوية ستتواصل في هذين البلدين. وأضاف «نحن موحدون في هدفنا: إضعاف الدولة الإسلامية وتدميرها». وناقش أوباما استراتيجيته في مؤتمر عبر الدائرة المغلقة يضم الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة أوروبيين.

 

في باريس، اتفق وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على تبادل المزيد من معلومات الاستخبارات بين موسكو وواشنطن عن «داعش».

 

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنه لا يتوقع أن ترسل الولايات المتحدة قوات برية إلى سورية ولا يتوقع أن تغيّر انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة الشهر المقبل السياسة الأميركية.

 

وعبّرت شريحة واسعة من السوريين المؤيدين للنظام عن شعور متنام بالغضب إزاء مشاريع سياحية واستثمارية تتم برعاية النظام، إذ رأى هؤلاء أن من الأفضل للنظام أن يركّز بدل ذلك على استعادة الأمن مع استمرار الحرب ومقوّمات أساسية مثل الكهرباء، في وقت تحدّث نشطاء معارضون عن تظاهرة في طرطوس معقل حكم الأسد، طالبت بـ «إسقاط النظام». وأفاد موقع «الدرر الشامية» المعارض أمس بأن «تظاهرة نظّمها شباب وشابات علويون خرجت (أول من) أمس في شارع العريض وسط مدينة طرطوس السند الرئيسي (للرئيس بشار) الأسد للمطالبة لأول مرة في تاريخ الثورة بإسقاط كل رموز النظام والمعارضة معاً».

 

العشائر تتهم التحالف بغارات «خجولة» على «داعش»

بغداد – «الحياة»

اتهم زعيم عشائر في الأنبار التحالف الدولي بشن غارات «انتقائية خجولة» على مواقع «داعش». واستطاع الجيش ومقاتلو هذه العشائر صد هجوم للتنظيم، استمر ست ساعات، على الرمادي (عاصمة الأنبار)، في مؤشر إلى تغير في موازين القوى في المحافظة التي استقبلت أمس مئة عسكري أميركي لتدريب المزيد من القوات. (للمزيد)

 

إلى ذلك، قال رئيس الحكومة حيدر العبادي الذي يواجه اليوم تحدياً في البرلمان لتسمية وزيري الداخلية والدفاع، إن بغداد «آمنة في شكل كامل وقوات الأمن دفعت مقاتلي داعش الى مناطق بعيدة من حدود العاصمة».

 

وأكّد النائب من «التحالف الشيعي» محمد الصيهود أن «لا اتفاق حتى الآن على مرشح لتولي وزارة الداخلية، ولم يكشف رئيس الوزراء الأسماء التي سيعرضها على البرلمان غداً (اليوم)».

 

وأضاف: «لم نبلّغ باجتماع لقادة التحالف لحسم هذا الموضوع، فاللقاءات كانت تجري في شكل ثنائي مع العبادي»، مشيراً إلى أن «كل طرف ما زال متسمكاً بمرشحه فائتلاف دولة القانون، مثلاً، يصرّ على ترشّح هادي العامري، فيما يرشّح تكتل الأحرار أحمد الجلبي لحقيبة الداخلية».

 

والشغور في وزارتَي الداخلية والدفاع يعرقل جهود العبادي لحشد القوى الأمنية وتشكيل وحدات «الحرس الوطني» في المحافظات لتتولّى الحرب البرية على «داعش». لكن على رغم عدم إقرار البرلمان قانون «الحرس» فإن محافظات عدة فتحت باب التطوع لتشكيل هذه القوة.

 

وإضافة إلى الموصل، وصلاح الدين، التي بدأت عمليات تدريب مقاتلين من العشائر، أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت أمس أن 100 مدرب أميركي وصلوا إلى قاعدتي الحبانية وعين الأسد العسكريتين في الأنبار لتدريب مقاتلي العشائر الذين وصل عددهم حتى الآن إلى 4 آلاف مقاتل، بعد قدوم متطوّعين من مدن الأنبار المختلفة.

 

وأعلن عدد من محافظات جنوب العراق تشكيل مثل هذه القوى من النازحين من المدن التي تقع تحت سيطرة «داعش».

 

وأعلنت القوى الأمنية والعشائر في الأنبار أمس صد هجوم كبير لـ «داعش» على الرمادي. وأكد رئيس تشكيل «نخوة النشامى» (ثوار الأنبار سابقاً)، الشيخ عبد الكريم المهداوي في اتصال مع «الحياة» أن «عشائر الأنبار، بمساندة الجيش والشرطة ومقاتلي الحشد الشعبي، صدت هجوماً شرساً لداعش الذي يسيطر على أجزاء من شمال وغرب الأنبار، مستهدفاً الرمادي، واستمر القتال ست ساعات متواصلة من دون أن يتدخل طيران التحالف الدولي الذي يقدم خدمات خجولة».

 

وأوضح أن «الخلايا الداعشية التي تسيطر على أقضية رواة وعانة والقائم والرطبة وهيت، نفذت هجوماً شرساً، محاولة إسقاط مركز المحافظة وضمه الى بقية المدن التي يسيطر عليها التنظيم»، لافتاً الى أن «داعش سيكرر محاولاته لإحكام السيطرة على الرمادي». وقال شهود من داخل المدينة إن مقاتلي التنظيم انسحبوا من بعض المواقع التي سبق واحتلوها داخل المدينة إلى الأجزاء الجنوبية والغربية منها، فيما انتشرت قوات الجيش ومقاتلو العشائر في وسطها.

 

من جهة أخرى، مازال «داعش» يسيطر على بلدة هيت، ويحاول فرض حصار على بلدة حديثة التي لم يتمكن من السيطرة عليها، على رغم هجمانه المتكررة، بسبب مقاومة عشائر المنطقة. ومازالت أجزاء من بلدة هيت تحت سيطرة عشائر البونمر التي رفضت بدورها عقد اتفاق مع التنظيم.

 

واشنطن تفرض عقوبات على مسؤول الاستخبارات الجوية السورية

واشنطن – أ ف ب

أعلنت وزارة الخزانة الاميركية “فرض عقوبات” على المسؤول في الاستخبارت الجوية العقيد قصي ميهوب، المتهم بإصدار أوامر لقواته بـ”ضرورة وقف التظاهرات المناهضة للنظام عام 2011 بأي وسيلة كانت ومن ضمنها الاستخدام القاتل للقوة”.

 

وأضافت الوزارة في بيان: “أوامر ميهوب مسؤولة عن خروق لحقوق لانسان، وعن مقتل مئات المدنيين بينهم من تعرض للاغتيال”، موضحةً أن “الكثير من المدنيين تعرضوا للضرب والحرق حتى الموت والتعذيب”.

 

وأشار البيان إلى أن “العقوبات شملت العديد من الشركات العاملة في الخارج والمسؤولين عنها بتهمة التعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وعلى اللائحة شركتان تتخذان من قبرص مقراً وشركة لبنانية متخصصة بطبع العملات واربعة مصارف سورية”.

 

وتم إدرج وزيران ايضاً على اللائحة الاميركية السوداء هما وزير الاقتصاد والتجارة خضر اورفلي ووزير الصناعة كمال الدين طعمه.

 

يذكر أنه “بموجب العقوبات الاميركية فإن أملاك الأشخاص المشمولين بها ستجمد وسيمنع على أي فرد أو شركة التعامل تجارياً معهم”.

 

مقتل 18 شخصاً في غارات على إدلب وريف دمشق

بيروت – أ ف ب

 

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس أن “18 شخصاً قتلوا، بينهم ستة أطفال على الأقل، في غارات نفذتها طائرات النظام السوري على محافظة إدلب في شمال غرب سورية وعلى منطقة في ريف دمشق”.

 

وأوضح المرصد في بيان أن “أربعة أطفال منهم قتلوا في غارتين نفذها الطيران السوري على مناطق في أطراف بلدتي حيش وبابولين القريبتين من معرة النعمان في جنوب إدلب.

 

وأشار إلى أن “الطفلان الآخران قتلا في غارات نفذها الجيش السوري على منطقة جسرين في منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق”.

 

في سياق منفصل، شنت طائرات التحالف الدولي ثماني غارات جديدة ليل الثلثاء الأربعاء وفجر اليوم، استهدفت مواقع لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في مدينة كوباني المعروفة بعين العرب الحدودية مع تركيا ومحيطها، وفق ما أفاد المرصد.

واشنطن لا تستبعد سقوط كوباني رغم الغارات الجوية وأنقرة تُجدّد رفضها فتح الحدود لمقاتلين أكراد

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان الغارات الجوية التي شنها الائتلاف الدولي على مواقع لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) حول مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية على الحدود مع تركيا، اسفرت عن مقتل المئات من مقاتلي التنظيم المتطرف، من غير ان تستبعد على رغم ذلك سقوط المدينة في أيدي الجهاديين، فيما أفادت انقرة انها ستسمح فقط للاجئين من المدينة بالعودة اليها للدفاع عنها.

 

وصرح الناطق باسم “البنتاغون” الاميرال جون كيربي بأن الجيش الاميركي يعتقد انه قتل بضع مئات من مقاتلي “الدولة الاسلامية” في كوباني وحولها. وقال إن الزيادة في عدد الغارات الجوية حول المدينة للائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة في الايام الاخيرة يمكن أن تعزى جزئيا الى زيادة في نشاط مقاتلي التنظيم في المنطقة، ولكن على رغم الغارات لا يزال ممكنا ان تسقط المدينة في أيدي التنظيم المتشدد.

وقال منسق الائتلاف الدولي الجنرال الاميركي المتقاعد جون آلن في مؤتمر صحافي: “نحن نضرب الاهداف حول كوباني لأسباب انسانية. سأكون مترددا جدا في محاولة وصف شيء بمصطلح مثل “هدف استراتيجي” أو “نتيجة استراتيجية”… من الواضح انه… نظراً الى الظروف المرتبطة بالدفاع عن تلك المدينة فثمة حاجة الى قوة نيران اضافية لمحاولة تخفيف العبء عن المدافعين واتاحة بعض المساحة في نهاية الامر لاعادة التنظيم على الارض …رفعنا معدل الغارات الجوية وقوتها كي نوفر تلك المساحة”.

وحذر من ان تؤدي الغارات الجوية على معاقل “الدولة الاسلامية” في العراق وسوريا الى معادلة “لا غالب ولا مغلوب”.

وأوضح ان “أهداف واشنطن وانقرة متطابقة من حيث الهدف النهائي باقصاء (الرئيس السوري بشار ) الاسد”. وأعلن ان زيارته لدول الخليج الاسبوع المقبل ستركز على تجفيف المنابع المالية والتبرعات لـ”داعش”. وأشار الى ان فريقا من القوات المسلحة الاميركية موجود في تركيا للبحث في “تفاصيل عملانية” وخصوصا دعم انقرة لتدريب وتجهيز المعارضين السوريين المعتدلين الى قضية استخدام القواعد الجوية التركية.

واطلق البنتاغون على الحملة الجوية التي ينفذها الائتلاف الدولي على اهداف لـ”داعش” في العراق وسوريا الاسم الرمزي “العزم التام” .

 

أنقرة

وفي انقرة، كرر رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو ان السوريين وحدهم مسموح لهم بعبور حدود بلاده للتوجه للقتال في كوباني “، رافضا دعوة فرنسا الى فتح الحدود امام المقاتلين الاكراد.

وقال في تصريحات صحافية: “من يأتون من سوريا يمكنهم العودة للانضمام الى القتال” في كوباني، إلا ان حكومته ترفض تمكين مقاتلين من جنسيات اخرى وخصوصا الاتراك، من العبور الى سوريا.

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند شدد الثلثاء على الضرورة القصوى “لان تفتح تركيا حدودها” مع سوريا للسماح بمساعدة المقاتلين الاكراد في الدفاع عن المدينة الكردية السورية. كما ناشد رئيس وزرائه مانويل فالس انقرة اتخاذ “كل الاجراءات اللازمة” لانقاذها.

ورد داود اوغلو: “ليس مقبولا القول إن هذه الازمة جارية فقط لان تركيا لا تفتح حدودها”… من السهل التحدث من باريس. هل يعلمون ما يجري فعلا في الميدان؟”

وتمنع انقرة مقاتلي “حزب العمال الكردستاني” الذي يتصدر في العراق مواجهة “داعش” من التوجه عبر اراضيها الى كوباني، مما اثار غضب الاكراد الاتراك.

واكد داود اوغلو ايضا ان 300 مقاتل كردي سوري من “وحدات حماية الشعب”، ابرز ميليشيا كردية سورية مسلحة، رفضوا العودة الى عين العرب بعدما استقبلتهم تركيا.

وحمل رئيس الوزراء التركي كذلك على فرنسا التي اخذت على انقرة اخيرا عدم تعاونها في مكافحة الشبكات الاسلامية المتطرفة الاتية من اوروبا والتي تدخل سوريا عبر اراضيها. وتساءل: “هل يتعين علينا فتح حدودنا للذين يأتون من فرنسا للقتال في كوباني؟… “كيف سنراقبهم اذا فتحنا حدودنا امام كل العالم؟”.

واعلن حزب الشعب الديموقراطي، الموالي للاكراد، في تركيا انه سيجري قريبا مشاورات مع أبرز المسؤولين في “حزب العمال الكردستاني” في شأن متابعة عملية السلام التي بدأت مع الحكومة. وكان زعيم “حزب العمال الكردستاني” عبد الله اوج الان الذي ينفذ عقوبة بالسجن المؤبد في جزيرة ايمرالي امهل السلطات التركية حتى 15 تشرين الاول لاظهار تصميمها على مواصلة هذه المحادثات التي اهتزت بسبب سياسة انقرة حيال الوضع في سوريا واعمال الشغب التي تخللت الاسبوع الماضي تظاهرات موالية للاكراد. ولم تدل الحكومة التركية ولا “حزب العمال الكردستاني” باي تصريح مهم مع انتهاء هذه المهلة.

 

قصة لقاء تاجر كردي ومقاتل “داعشي” في كوباني

لم يصدّق جنيد هيمو حتى الآن لقاءه قبل عشرة أيام بأحد المسلحين الذين يحاصرون بلدته عين العرب (كوباني)، وكيف “توسل إلينا أن نقتله كي يذهب إلى الجنة”.

على الرغم من المعارك الطاحنة في المدينة، لم يقرر هذا التاجر الكردي البالغ 33 عاماً المغادرة إلى تركيا إلا الأسبوع الماضي.

ففي حديقة المركز الثقافي لمدينة سروج الحدودية التركية التي لجأ إليها، روى هيمو بنبرة رزينة شبه باردة، قصة لقائه المفاجئ بأحد “أوغاد” تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”– “داعش”، كما يصفه.

يقول: “اعتقَلنا أحدهم في الشارع”، متذكراً وهو يسحب نفساً من سيجارته، “كان أذربيجانياً في العشرين من العمر تقريباً، وخاطبنا بالعربية”.

على عكس آخرين، لم يحمل هيمو السلاح في صفوف “وحدات الدفاع الشعبي”، لمواجهة تقدم مسلحي “داعش” في المدينة.

لكنه ظل قريباً من المواجهات، وكان يقوم بتزويد مجموعة من “المقاومين” بالمياه والغذاء.

يشرح هيمو أنه في ذاك اليوم قال المسلح التابع لـ”داعش” لمُعتقِليه انه أتى إلى كوباني “لتخليصهم من الكفر”.

ويضيف اللاجئ الكردي: “سألناه لماذا يهاجمنا داعش”، فأجاب “لأننا كافرون، وأنهم تلقوا أمراً بإعادتنا إلى الإسلام الصحيح، وأنهم يعتبرون ممتلكاتنا ونساءنا وبناتنا حلالاً لهم”.

لكن المقاتلين الأكراد أرادوا أن يثبتوا له أنهم يشاطرون دينه، واصطحبوه إلى أحد مساجد المدينة.

بدأت حينئذ جلسة مذهلة من النقاش وسط دوي رصاص “الكلاشنيكوف” وطلقات الهاون، في مدينة تمزقها الحرب.

لكن محاولاتهم لم تجد، بحسب هيمو، فقد أصر المسلح على موقفه فيما ظل تحت مراقبتهم الدائمة.

وأوضح التاجر الكردي “حاولنا عبثا أن نعيده إلى المنطق، لكنه لم يرد الإصغاء، أكد لنا تكراراً أننا كفار وانه يريد الذهاب إلى الجنة حيث سيغنم أربعين حورية وعد بهن”.

حتى عندما قدم له المقاتلون الأكراد الطعام والماء، رفض الأذربيجاني بعناد، مؤكداً أنه إن نجح في الفرار، فسيعود للقتال، وانه مستعد ليفعل مثل “إخوانه” الانتحاريين.

ويؤكد هيمو انه ما يزال حتى الآن لا يفهم تعنت المسلح، واحتقاره للموت، مضيفاً “قال لنا مراراً أنا سعيد لإخواني الذين قتلوا لأنهم باتوا شهداء، أريد ملاقاتهم في الجنة”.

ويقول هيمو إن “مقاتلي وحدات الدفاع الشعبية كانوا يريدون في البدء إبقاء الأذربيجاني معتقلا لديهم، لكن تعنته وعلى الأخص أعمال العنف الانتقامية التي نفذها نظراؤه بحق مدنيين لم يتركوا لهم خياراً”.

فبعد 24 ساعة على اعتقال المسلح، قُتل بعدة رصاصات في الرأس. وختم هيمو “على كل حال، غسلوا دماغه ولم يكن يخشى الموت”.

(أ ف ب)

 

شهر على صمود عين العرب: المصير الغامض

بعد شهر على بدء تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”- “داعش” هجومه على مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا، لا يزال المقاتلون الأكراد يقاومون العناصر الارهابية التي تحاصرهم من جهات ثلاث، فيما لا تبدو الولايات المتحدة مهتمة بـ”التقدم الكبير” الذي يحققه التنظيم المتطرف في العراق.

ويبقى مصير عين العرب غير معروف بعد شهر من المعارك الضارية، سيما أنها ثالث مدينة كردية سورية على الحدود مع تركيا والتي أصبحت رمزاً في العالم أجمع لمقاومة تنظيم “داعش”.

واحتل مسلحو التنظيم المتطرف نصف المدينة، لكن يبدو أن المقاتلين الأكراد استعادوا هذا الأسبوع مناطق خسروها بفضل تكثيف عمليات القصف الجوي لقوات التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة.

في هذه الأثناء، قال المسؤول الكردي المحلي إدريس نسيم، اليوم، ان مقاتلي “وحدات حماية الشعب”، الميليشيا الكردية المسلحة الرئيسية في سوريا، “تقدموا في شرق المدينة وجنوب شرقها”. لكن من الصعب التأكد من هذه المعلومات في غياب مراقبين مستقلين وصحافيين في المدينة، بينما لا يكشف تنظيم “داعش” تطور عملياته على الارض.

وشن مسلحو التنظيم المتطرف، اليوم، هجوماً على مشارف المركز الحدودي التركي مع سوريا مرشد بينار، بهدف قطع امكانية المرور من تركيا الى مدينة عين العرب، بحسب ما أفاد مراسل لوكالة “فرانس برس” على الحدود. وفي الوقت نفسه، سقطت قذيفتا هاون على الجانب السوري وثالثة على الأراضي التركية من دون التسبب في إصابات.

وأعلنت الولايات المتحدة أنها قصفت مواقع “داعش” في عين العرب ومحيطها 14 مرة أمس واليوم، ما يرفع الى أكثر من مئة عدد الغارات الجوية على أهداف في محيط المدينة منذ نهاية أيلول. لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الأميرال جون كيربي حذر من أن “سقوط كوباني لا يزال ممكناً”.

وخلال شهر أسفرت “معركة كوباني” عن مقتل 662 شخصاً، بحسب حصيلة لـ”المرصد السوري لحقوق الانسان” التي لا تشمل ضحايا الغارات الجوية. وخسر التنظيم الإسلامي في المعارك 374 مقاتلاً ووحدات حماية الشعب 258 مقاتلاً، في حين قُتل 10 مقاتلين أكراد و20 مدنياً في المعارك.

وبدأت المعارك في 16 أيلول عندما شن تنظيم “داعش”، الذي أعلن “الخلافة” على مناطق يسيطر عليها في العراق وسوريا، هجوماً للاستيلاء على مدينة عين العرب ومنطقتها. ومنذ ذلك التاريخ فر من المدينة أكثر من 300 ألف شخص بينهم أكثر من 200 ألف الى تركيا والآلاف الى العراق، بحسب تقديرات عديدة.

والى شرق عين العرب، قُتل 20 مسلحاً من تنظيم “داعش” غالبيتهم من غير السوريين، في هجوم للميليشيات الكردية على بعد 30 كيلومتراً غربي رأس العين في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، بحسب المرصد. وقال المرصد إن مقاتلي الميليشيات الكردية جلبوا جثثهم وعرضوهم في عربات جابت شوارع رأس العين.

وبهدف تعزيز التحالف ضد التنظيم الارهابي، قررت بريطانيا نشر طائرات من دون طيار كانت حتى الآن في أفغانستان. لكن التعاون الدولي ضد “داعش” شهد انتكاسة مع اعلان روسيا انه لم يتم ابرام اي اتفاق بشان تبادل المعلومات حول المسلحين المتطرفين مع الولايات المتحدة، مشيرة الى أنها “لن تشارك في أي تحالف يشكل من دون موافقة مجلس الأمن الدولي”.

ودعت دول التحالف، أخيراً، تركيا الى المشاركة بشكل أكبر في مكافحة التنظيم خصوصاً من خلال السماح باستخدام قواعدها الأقرب الى مواقع الغارات.

لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو رفض، أمس، فتح حدود بلاده أمام عبور واسع الى شمال سوريا. وتمنع أنقرة مقاتلي “حزب العمال الكردستاني” من الالتحاق بكوباني ما أثار غضب أكراد تركيا.

في المقابل، ترغب تركيا في أن ترسل الى مدينة عين العرب 150 سورياً تشتبه في علاقتهم بالمتمردين الأكراد الاتراك، بحسب نائب. ويرفض هؤلاء الأكراد الذين تحتجزهم السلطات التركية منذ دخولهم اراضيها، الاسبوع الماضي، التوجه الى عين العرب وبدأوا اضراباً عن الطعام.

(أ ف ب)

 

قيادي بـ”حزب الله”: على الجميع توقع تنازلات مؤلمة لإنجاز حل سياسي في سوريا

بيروت ـ الأناضول – قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، إنه “على الجميع توقع تنازلات مؤلمة” من أجل إنجاز الحل السياسي الذي “ينقذ” سوريا من أزمتها المستمرة منذ مارس/ آذار2011، مشددا على أنه لا حل لهذه الأزمة إلا سياسيا وبعيدا عن “الشروط المسبقة”.

 

وقال قاسم خلال استقباله الموفد الدولي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، اليوم الخميس، وفق بيان لحزب الله، “لقد تأكد أن الحل السياسي ينقذ سوريا وشعبها، وعلى الجميع أن يتوقعوا تنازلات مؤلمة في هذا الإطار، لكنه الحل الوحيد المتاح ولا حل غيره”.

 

وشدد على أن “الحل الوحيد المتاح في سوريا هو الحل السياسي بعيداً عن الشروط المسبقة وعدم تجاوز الأطراف الفاعلين والمؤثرين في مثل هذا الحل”.

 

واعتبر أن الدول الكبرى والإقليمية “أضاعت 3 سنوات ونصف من الوقت الذي كان مليئا بالأخطار والقتل والتشريد في الخيار الحربي والإقصائي”.

 

وبحسب بيان حزب الله، فقد أشار دي ميستورا الى أن زيارته لقاسم “تأتي في إطارالتشاور لأهمية التواصل مع كل الأطراف التي يمكن أن تساعد على الحل في المنطقة وخاصة في سوريا”.

 

ويقاتل حزب الله إلى جانب قوات النظام السوري بشكل علني منذ مطلع عام 2013.

 

وأشار دي ميستورا إلى أن وجهات النظر “كانت متوافقة على أن الحل في سوريا يستند إلى الحل السياسي”.

 

وكان المبعوث الدولي قال بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، صباح اليوم، إن المجتمع الدولي “قلق جدا” على الاستقرار في لبنان، الذي يتحمل أعباء جراء الصراع الدموي الدائر في سوريا، معربا عن “ثقته” بأن “اللبنانيين سيستطيعون تجاوز هذه المرحلة”.

 

واشنطن تفرض عقوبات على عقيد في الجيش السوري ومؤسسات قريبة من النظام

واشنطن ـ أ ف ب ـ اعلنت وزارة الخزانة الاميركية في بيان الخميس فرض عقوبات جديدة على سوريا بسبب انتهاكات النظام لحقوق الانسان، واضافت الى لائحتها السوداء في هذا المجال عقيدا في الجيش السوري ومسؤولين اخرين وعددا من الشركات القريبة من النظام.

 

واوضح بيان وزارة الخزانة ان العقيد قصي ميهوب المسؤول في المخابرات الجوية متهم باصدار اوامر لقواته ب”ضرورة وقف التظاهرات المناهضة للنظام عام 2011 باي وسيلة كانت ومن ضمنها الاستخدام القاتل للقوة”.

 

وتابع البيان “باوامر من ميهوب كانت المخابرات الجوية مسؤولة عن خروقات لحقوق لانسان وعن مقتل مئات المدنيين بينهم من تعرض للاغتيال”.

 

كما اوضح البيان ان الكثير من المدنيين تعرضوا للضرب والحرق حتى الموت والتعذيب.

 

وشملت العقوبات ايضا العديد من الشركات العاملة في الخارج والمسؤولين عنها بتهمة التعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وهناك على اللائحة شركتان تتخذان من قبرص مقرا وشركة لبنانية متخصصة بطبع العملات واربعة مصارف سورية.

 

وادرج وزيران ايضا على اللائحة الاميركية السوداء هما وزير الاقتصاد والتجارة خضر اورفلي ووزير الصناعة كمال الدين طعمه.

 

وبموجب العقوبات الاميركية فان املاك الاشخاص المشمولين بها ستجمد وسيمنع على اي فرد او شركة التعامل تجاريا معهم.

 

الجيش الأمريكي يعلن شن 14 ضربة جوية قرب كوباني

واشنطن- (أ ف ب): شنت القوات الأمريكية الاربعاء والخميس 14 غارة جوية ضد جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية قرب مدينة كوباني الكردية شمال سوريا، كما اعلن الجيش الامريكي.

 

واوضحت قيادة المنطقة العسكرية الأمريكية الوسطى في بيان أن الغارات دمرت خصوصا 19 مبنى يحتله الجهاديون ومركزين للقيادة.

 

وشنت الطائرات الأمريكية اكثر من 100 غارة جوية ضد المتطرفين في تنظيم الدولة الاسلامية في محيط كوباني منذ نهاية ايلول/ سبتمبر.

 

ومصير كوباني، ثالث مدينة كردية في سوريا على الحدود مع تركيا والتي اصبحت في العالم اجمع رمز مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية، يبقى غامضا بعد شهر من المعارك الطاحنة.

 

وبلغ الامر بالجهاديين حد احتلال نصف المدينة، لكن المقاتلين الاكراد يبدو انهم استعادوا هذا الاسبوع السيطرة على بعض الاحياء بفضل كثافة القصف الجوي الأمريكي.

 

وخلال سلسلة جديدة من الضربات التي تأتي في اطار عملية “العزم التام” يومي الاربعاء والخميس، لم يعلن الامريكيون استهداف مواقع للجهاديين في العراق.

 

والاربعاء، اوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الاميرال جون كيربي للصحافيين ان سوء الاحوال الجوية في وسط البلاد “لم يكن ملائما للغارات الجوية”.

 

وفي هذه المنطقة وخصوصا في محافظة الانبار، يحاول الجهاديون السنة المتطرفون بسط سيطرتهم الكاملة، واستهدفت القوات الامريكية في الاسابيع الاخيرة عدة اهداف للجهاديين.

 

وزير أردني لا يستبعد مشاركة بلاده في حرب برية ضد داعش

عمّان- الأناضول: حذّر خالد الكلالدة وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الأردني، اليوم الخميس، الأحزاب الأردنية من تبني خطاب “داعش”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن خيار بلاده بالدخول في حرب برية مع التنظيم “أمر وارد”.

 

وقال الكلالدة في تصريح لـ(الأناضول)، إن الحديث عن مشاركة الأردن بحرب برية ضد تنظيم داعش “أمر وارد”، مشيراً إلى أن “الحرب مع التنظيم مفتوحة وخيارتها مفتوحة أيضاً”.

 

وأضاف: “لست خبيراً عسكرياً، ولكن المسألة يمكن فهمها في سياق آراء الخبراء العسكريين الذين أشاروا في الآونة الأخيرة إلى أن ضرب معاقل التنظيم جواً لن يحسم المعركة معه، الأمر الذي يذهب باتجاه بقاء احتمال الدخول بحرب برية وارداً في هذه الحرب المفتوحة”.

 

من جهة أخرى، قال الوزير إن أي جهة حزبية في بلاده تتبنى خطاب داعش “ستتم محاسبتها وفقاً للقانون”، واستدرك بالقول “إن البلاد لا تحتمل الترويج لفكر تنظيم إرهابي مرفوض”.

 

وسبق للبرلمان الأردني أن أقر قانوناً لمكافحة الإرهاب صادق عليه الملك عبد الله الثاني في الأول من حزيران/ يونيو الماضي، وصلت بعض الجرائم فيه إلى عقوبة الإعدام، وشمل القانون عقوبات لكل من يحاول الترويج لـ”الفكر الإرهابي”.

 

ويأتي حديث الوزير الكلالدة بعد أيام من قرار اتخذته وزارة الأوقاف الأردنية قبيل عيد الأضحى الماضي بمنع عدد من الخطباء والأئمة من اعتلاء المنابر، بدعوة أنهم يروجون لنشاطات سياسية أو يرفضون مشاركة الجيش الأردني في الحرب ضد داعش، أو مشاركة القوات الأردنية في أي حرب خارجية.

 

وشمل قرار المنع النائب في البرلمان وعضو حزب جبهة العمل الإسلامي “الإخوان سابقاً” عبد المجيد الأقطش، وكذلك الأمين العام السابق للحزب نفسه حمزة منصور.

 

وبعد يوم واحد من إعلان مشاركة الأردن في التحالف الدولي ضد داعش أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي، رفضه أي تدخل خارجي في شؤون المنطقة العربية، مشيراً إلى أن الأردن “ليس معنياً بخوض الحروب وليس بحاجة الى المزيد من التوتر والعنف، وأنه من غير المنطق أن يكون الأردن طرفاً في أي حلف دولي”، وذلك في بيان أصدره.

 

وكان الجيش الأردني أعلن في الثالث والعشرين من أيلول/ سبتمبر الماضي أن طائرات سلاح الجوي الأردني “قامت بتدمير عدد من الأهداف التي تعود لبعض الجماعات الإرهابية والتي دأبت على إرسال بعض عناصرها الإرهابية لتنفيذ أعمال تخريبية داخل المملكة الأردنية وعادت جميع الطائرات إلى قواعدها سالمة”.

 

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أعلنت في بيان أصدرته، أن الولايات المتحدة وعدد من الدول الخليجية الحليفة شنت أولى الضربات الجوية والصاروخية ضد أهداف تنظيم “داعش” فجر يوم 23 سبتمبر/ أيلول الماضي في مناطق عدة بسوريا لتفتح جبهة جديدة أكثر تعقيدا في المعركة ضد من تصفهم بـ”المتشددين”.

 

أحمد طعمة: الحكومة الجديدة ستنتقل الى داخل الأراضي السورية

قال لـ«القدس العربي» إنها ستمثّل كل الأطياف السياسية

لندن ـ «القدس العربي» من احمد المصري: قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة احمد طعمة لـ»القدس العربي» تعقيبا على اعادة انتخابه، «بداية لدي قناعة بأن ما جرى في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري يؤسس لمرحلة جديدة في مسار الثورة السورية ، في ظل التطورات الاقليمية والدولية الاخيرة خصوصا بعد قرار التحالف بدء عملياته داخل الاراضي السورية، واعتقد جازما ان فكرة اقامة المنطقة العازلة تتقدم على كل المستويات، الامر الذي يضع على عاتق الائتلاف والحكومة مهاما جديدة ، اولها نقل مركز ثقل عمل الحكومة المؤقتة الى داخل الاراضي السورية كي نتمكن من تقديم الخدمات لشعبنا بمعناها الكامل من تعليم وصحة وبنية تحتية ومجالس محلية. واعادة توطين ملايين اللاجئين في دول الجوار داخل الوطن السوري .

واضاف طعمة عبر الهاتف في حديثه لـ»القدس العربي»، «هذا الانتقال سيمكن الحكومة السورية المؤقتة من بناء كل مؤسسات الخدمات وفي مقدمتها جهاز شرطي حقيقي لتأمين المناطق المحررة وتسلم المعابر الحدودية»، وقال طعمة «اعادة تكليفي جاءت بـ58٪ من اصوات الهيئة العامة وهي نسبة مقبولة في كل الديمقراطيات وانا اقول عبر (القدس العربي) ان يدي ممدودة وعقلي وقلبي منفتحين لكل ممثلي التيارات السورية الفاعلة ، ونحن بصدد تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل التيارات السورية دون استثناء بمن فيهم من صوتوا ضدنا او انسحبوا من التصويت». وقال طعمة «في راي ان الوضع السوري معقد ولهذا فان المرحلة الحالية تستدعي اوسع اطار وحدوي يضم الجميع بعيدا عن الاقصاء والاستقطاب الضار والغاء الاخر ، فالتصويت للحكومة يعتبر انتصارا للوطنية السورية الجامعة وليس محسوبا على تيار او فئة سياسية معينة او دولة بعينها ، ونحن لا ننسى كل من مد يد العون لشعبنا وثورته من الدول العربية والاجنبية .

وحصل طعمة خلال التصويت الذي جاء بعد 6 أيام عاصفة من اجتماعات الائتلاف على 63 صوتا، فيما نال محمد نجار على صوت واحد وخرجت ورقة بيضاء.

وتخلل التصويت انسحابات ومشادات بين الأعضاء حول تسمية رئيس الحكومة، وقالت مصادر لـ»القدس العربي» ان المجلس الوطني الكردي انسحب بسبب ما وصفه بـ»الوضع الكردي في عين العرب»، و»عدم تعامل الائتلاف بفاعلية مع ما يجري هناك»، كما انسحبت الكتلة الآشورية والديمقراطية وكتلة القرار المستقل.

وبمجرد وصول وفدي المجلس العسكري المقال والجديد، والبالغ عددهم 15 شخصا، هرع الامن التركي الى مكان انعقاد المؤتمر خوفا من حدوث صدامات بين الطرفين وصوت أعضاء المجلس العسكري الجدد لصالح طعمة.

وكانت الهيئة العامة للائتلاف قد بدأت اجتماعاتها الجمعة الماضية، وناقشت قضايا عديدة، من بينها، العلاقة الناظمة بين الائتلاف والحكومة، والنظام الأساسي للائتلاف والسياسة المالية، والوضع الميداني داخل سوريا وخاصة التطورات في مدينة عين العرب (كوباني)، كما قدم المرشحون لرئاسة الحكومة المؤقتة برامجهم أمام أعضاء الائتلاف.

 

ميدفيديف: أمريكا لم تعد مصرّة على رحيل الأسد

قرار أمريكي بإرسال 500 جندي إلى العراق

عواصم ـ وكالات: كشف رئيس الحكومة الروسية دميتري ميدفيديف علمه بأن الولايات المتحدة لم تعد تطالب باستقالة الرئيس السوري بشار الأسد، بل تحاول أن تقيم اتصالات «منفصلة» مع قادة الجمهورية السورية.

وذكر موقع «إذاعة صوت روسيا» أن ميدفيديف شدد في مقابلة تلفزيونية على ضرورة أن تتم «محاربة الإرهاب» في سورية بالتنسيق مع الحكومة السورية وبموافقتها.

وفيما يخص مطلب «رحيل» الرئيس السوري بشار الأسد لبدء المحادثات مع الحكومة السورية بشأن محاربة الإرهاب، قال ميدفيديف إن «الولايات المتحدة لم تعد تصر على رحيل الأسد، بل تحاول إقامة اتصالات منفصلة مع قادة الجمهورية السورية».

وشدد ميدفيديف على ضرورة إجراء المباحثات المتعلقة بمحاربة الإرهاب في سورية مع الحكومة السورية التي تحافظ على «سيادة الشعب السوري»، بغض النظر عن الموقف تجاه الرئيس بشار الأسد الذي «يعبر البعض عن نظرة سلبية إزاءه ويتمنون أن يستقيل».

الى ذلك قال وزير خارجية بريطانيا، فيليب هاموند، إن «ما يحدث في العراق وسوريا يهدد أمن كل دول العالم».

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء بمحافظة حولي (جنوب الكويت) في اختتام الاجتماع الوزاري الرابع للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المتحدة.

وردا على سؤال حول احتمال استمرار الحرب ضد تنظيم «داعش» لسنوات طويلة، قال هاموند: «نعترف بالخطر الأساسي لأمننا القومي، وبالتالي هذا ليس قتالا مع بلد آخر، وقررنا الانضمام إليه فهو قتال خاص بنا جميعا».

وأضاف هاموند أن «رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وصف ما يحدث بأنه نضال جيلي ضد داعش، فنحن لا نتعامل فقط مع قوى عسكرية أو دولية، بل نتعامل مع فكر وأيديولوجيا، ولا بد أن نهزم هذه الأيديولوجيا قبل أن تستحوذ على جيل كامل، ولهذا فهذا نضال جيلي نحن نخوضه».

ومضى قائلا: «صحيح أنه سيكون نضالا طويل الأمد وأساسيا، من أجل اجتثاث هذا الخطر، من ساحة المعركة، وستكون المدة الزمنية أكثر من ذلك وقد تستغرق أشهرا وسنين».

وأشار إلى أن التحدي الأكبر في سوريا يتمثل في بناء ودعم مقاتلي المعارضة، مؤكدا على ضرورة أن يحدث توازن على الأرض في سوريا، مما يسمح بتدهور قوة داعش والتوصل الى تسوية سياسية مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

أبلغ الرئيس الامريكي باراك اوباما قادة عسكريين من أكثر من 20 دولة تعمل مع واشنطن لهزيمة تنظيم الدولة الاسلامية انه يشعر بقلق بالغ بشأن التقدم الذي حققته الجماعة المتشددة في بلدة كوباني بشمالي سوريا وفي غرب العراق.

لكن اوباما لم يلمح الي اي تغييرات فيما يعتبره استراتيجية طويلة الامد حتى مع تزايد الضغوط على الائتلاف لمنع التنظيم من السيطرة على مزيد من الاراضي.

وأبلغ اوباما القادة العسكريين اثناء اجتماع يوم الثلاثاء في قاعدة اندروز الجوية خارج واشنطن «هذه ستكون حملة طويلة الامد».

وكان الرئيس الامريكي يتحدث بعد ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة جرى خلالها قصف اهداف للدولة الاسلامية حول كوباني قرب الحدود التركية حيث يجاهد مقاتلون اكراد لدحر هجوم للجماعة المتشددة.

وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية امس الاربعاء، إن الولايات المتحدة الأمريكية قررت إرسال 500 جندي مقاتل إلى العراق سيتمركزون في قاعدة عسكرية، وهي المرة الأولى منذ انسحاب تلك القوات من العراق قبل نحو ثلاثة أعوام.

وأضافت أن «قرار واشنطن جاء إثر اجتماع الثلاثاء، ضم رؤساء الأركان في جيوش 21 دولة حول العالم، لبحث آلية وسبل قتال تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا».

وأشارت «التايمز» إلى أن «الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والذي حضر اللقاء في قاعدة أندروز، أجرى مباحثات مع القادة العسكريين في تلك الدول، إذ أعلنت واشنطن عن عزمها إرسال قوات إلى العراق لدعم القوات العراقية يبلغ عديدها 500 جندي من فرقة المشاة الأولى».

وأكدت أن «القرار الأمريكي جاء في وقت يحاول فيه تنظيم «الدولة الإسلامية» الاقتراب من محيط العاصمة العراقية بغداد».

وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أعلن الثلاثاء، عن رفض العراق نشر أية قوات برية في العراق، مؤكدا أن العراق لم يرسل طلبا للأمم المتحدة بهذا الصدد.

على الصعيد نفسه قال عضو في اللجنة الأمنية بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق الأربعاء، إن عدد المستشارين العسكريين الأمريكيين الذين وصلوا إلى قاعدة سبايكر العسكرية في المحافظة وصل إلى 200 مستشار حتى امس.

وأوضح خالد الجسام عضو اللجنة الأمنية بصلاح الدين إن 200 مستشار عسكري أمريكي وصلوا حتى ظهر امس إلى قاعدة سبايكر قرب تكريت مركز المحافظة، مشيراً إلى أن هؤلاء المستشارين لا ترافقهم أي قوات عسكرية أمريكية.

وأضاف أن مهمة المستشارين الأمريكيين هي «دراسة وتقييم الوضع الأمني في عموم محافظة صلاح الدين وتقديم الخبرة والمشورة للقطعات العسكرية التابعة للجيش العراقي في مواجهتها لتنظيم داعش»، لافتاً إلى أن هؤلاء المستشارين يتنقلون بشكل دائم بين السفارة الأمريكية في بغداد والقاعدة العسكرية الأكبر بشمال العراق (سبايكر).

وأشار الجسام إلى أن مئات المدرعات العسكرية الأمريكية من المنتظر أن تصل إلى صلاح الدين نهاية الشهر الجاري لدعم قوات الجيش العراقي وذلك للبدء بعملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها «داعش» بمحافظة صلاح الدين مؤخراً.

 

«سي آي إيه» تعترف بفشل تجارب تسليح حركات التمرد من نيكاراغوا إلى سوريا والإستثناء أفغانستان وخيارات جون آلن ضد «داعش» تتراوح من تصعيد الغارات إلى مناطق عازلة وقرارات صعبة تنتظر أوباما

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: جاء احتماع الرئيس الأمريكي مع قادة القوات المسلحة ومسؤولين عسكريين من 20 دولة عضو في التحالف الدولي بمثابة اعتراف بعدم نجاح الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، فلم توقف الغارات زحف «داعش» نحو بغداد ولا سيطرته على محافظة الأنبار أو سيطرته على قسم كبير من بلدة عين العرب (كوباني).

وفي الوقت الذي تركز فيه الإهتمام على عين العرب تؤكد الولايات المتحدة أن ما يجري فيها ليس سوى عرضا جانبيا والمعركة الحقيقية هي في العراق.

ومن هنا عاد السؤال حول «المهمة الزاحفة» وإمكانية إرسال قوات برية. ففي الوقت الذي أكد فيه أوباما أن العملية التي مضى عليها 69 يوما لن تشمل نشر قوات عسكرية، إلا ان القادة العسكريين خاصة الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة يفهمون أن الوضع يحتاج لقوات برية غير «المستشارين» الذين أرسلوا لحماية المصالح الأمريكية في العراق وتقديم المشورة للحلفاء العراقيين والأكراد.

ولهذا تحدث ديمبسي عن «نوع مختلف من النصيحة»، مثل سماحه لمروحيات الأباتشي التي تحلق على مستويات منخفضة ضرب قوات «داعش» لمنعها من التقدم نحو مطار بغداد الدولي.

 

قوات إضافية

 

ونقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن مصادر قولها إن أمريكا سترسل «مقرات لقيادة عسكرية» لمساعدة القوات العراقية.

وسيتم نشر 500 جندي من فرقة المدرعات الأولى، ولن يتم نشرهم كلهم في العراق، حيث يقول قادة عراقيون إن الجيش العراقي يعاني من تدن في المعنويات وحالات هروب كثيرة وعجز تجعله غير مؤهل لمواجهة تنظيم «داعش». وتقول الصحيفة إن وزارة الدفاع الأمريكية حضرت الأجواء للهزيمة حيث توقعت سقوط بعض المدن والبلدات بيد «داعش».

ونقل عن النائب الجمهوري ماركو روبيو قوله « المشكلة أن النزاع يتحرك بسرعة وأسرع من قدرتنا على التدريب أو تحديد ووضع عناصر من المعارضة أو أي طرف آخر قادر على المواجهة.

ولن يجلس «داعش» وينتظر انتهاءنا من تدريب المعارضة، وربما سيكون الوقت متأخرا عندما يتم تجهيز قوات المعارضة» ويرى روبيو أن سقوط كوباني سيكون بمثابة ضربة معنوية كبيرة وعندها «سيرمي الكثيرون زيهم العسكري ويتركون مواقعهم ويهجرون السفينة». وتصف الصحيفة اجتماع أوباما في افتتاحيتها بأنه «مجلس حرب» عقد في ظروف تعيسة. وتعتقد أن اجتماع قاعدة سانت أندروز هو آخر فرصة لهزيمة «داعش».

فلم يفت الوقت لوقف تقدم هذا التنظيم ولكن هناك حاجة لمراجعة الإستراتيجية تقوم بها أمريكا وحلفاؤها تركيا والعراق . فمن ناحية أمريكا يجب على إدارة أوباما الإعتراف أن الإتهامات بتحول المهمة لزاحفة ليست مهمة لأن كل العمليات العسكرية تتطور.

ولا تزال هناك إمكانية لنجاح هذه المهمة بدون نشر قوات كبيرة على الأرض ولكن من خلال زيادة أعداد القوات الخاصة أو «مستشارون» كما يتم تعريفهم. ويبدو أن القادة العسكريين يفهمون هذا الوضع.

ويجب على القائد الأعلى للقوات المسلحة، أي أوباما الإيمان بهذا الخيار وتسويقه للرأي العام الأمريكي المتشكك بعد نهاية الإنتخابات النصفية إن لم يكن قبل ذلك.

 

تركيا

 

هذا من جانب أمريكا، أما القيادة التركية فتعرف أن العالم يراقب عدم مشاركتها في الدفاع عن كوباني. كما أن رفض أنقرة القتال إلى جانب القوى الكردية التي قاتلتها في الحرب الأهلية الطويلة ـ أي حزب العمال الكردستاني «بي كي كي» عامل معقد، لكن هذا ليس مبررا للموقف اللامبالي الذي برز من تركيا حسب الصحيفة.

وعلى الأقل يمكن لتركيا المشاركة بفتح القواعد العسكرية (إنشريلك) كي تقوم منها طائرات التحالف بهجمات ضد «داعش»، وهذا لا يتعارض مع محاولات تركيا التخلص من نظام بشار الأسد، لكن هذه مهمة تالية ويجب أن تفهم أنقرة هذا.

وبالنسبة للعراق، فيجب على القادة العراقيين فهم أن المعركة للحفاظ على وحدة البلاد هي معركتهم، فعام 2014 لا يشبه عام 2013 وقد أكدت الولايات المتحدة والدول الأوروبية أن لا رغبة لديها في المشاركة بحرب طويلة نيابة عن العراقيين. أكد هذا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس ووزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، وهم محقون في هذا كما تقول الصحيفة. كل هذا صحيح لكن أوباما يعاني من مشكلة تتعلق بتداخل الحرب في العراق مع الأجندة الوطنية الداخلية.

وتعبر مواقف النائب الجمهوري والمرشح الرئاسي السابق جون ماكين عن مواقف عدد كبير من النواب الديمقراطيين وغيرهم وهي أن داعش «ينتصر أما نحن فلا». فقضايا السياسة الخارجية والأمن تقع في قلب الإنتخابات النصفية المقررة الشهر المقبل.

وفي ضوء تراجع شعبية أوباما فقد يسيطر الجمهوريون على الكونغرس مما يعني تحول الرئيس الحالي من «بطة عرجاء» إلى «بطة ميتة».

وهنا ترى صحيفة «إندبندنت» أن البعض يرى أصداء فيتنام في الحملة الحالية، ورغم رفضها المقارنة إلا أنها تراها غير صحيحة. فجيش فيتنام الشمالي لم تكن لديه رغبات لاستهداف أمريكا مثل «داعش». ولم يكن لدى الفيتناميين خططا للهيمنة والتوسع، ويتفق الفيتناميون و»داعش» في ملمح واحد وهي أن الحملة العسكرية الأمريكية تحولت في كلتا الحالتين لزاحفة.

والسؤال متى سيتخذ الرئيس قرارا بإرسال قوات برية لإنقاذ مهمة دخلها مترددا ولا يمكنه الخروج منها.

 

تحضير الأجواء

 

ويرى ديفيد إغناطيوس المعلق المعروف في صحيفة «واشنطن بوست» أن المشاركين في اجتماع سانت أندروز يوم أول أمس الثلاثاء تحدثوا عن الوضع في العراق وسوريا. ووصف مسؤول الجهود بأنها «قليلة جدا وبطيئة جدا».

ويقول الكاتب إن الداعمين لتوسيع الجهود الأمريكية يضمون جون كيري ومارتن ديمبسي. ويواجه والحالة هذه أوباما خيارات صعبة وعليه موازنة قراراته بدقة لأن تدهورالوضع يدفعه للتصعيد وهو ما حاول تجنبه.

ويضيف إن استراتيجية أوباما في العراق وسوريا يدير الجنرال المتقاعد جون ألن الذي عاد من المنطقة وبحوزته مجموعة من المقترحات منها إرسال طائرات أباتشي لمواجهة حملة المتطرفين في الأنبار. حيث يمكن أن يقوم سرب من 20 طائرة بالهجوم على مواقع الدولة الإسلامية من القائم إلى أبو غريب القريبة من بغداد.

وكان ديمبسي قد أشار للأباتشي كوسيلة جاهزة للدفاع عن مطار بغداد. الخيار الثاني، زيادة الغارات الجوية في سوريا والعراق، ومن أجل هزيمة «داعش» فيجب شن ما بين 150 -200 غارة في اليوم.

ورغم محدودية أثرها إلا أن البنتاغون ومسؤولي الخارجية يؤكدون أنها الوسيلة الوحيدة المتوفرة لمنع خسائر. الخيار الثالث هو تسريع عمليات تدريب الجيش العراقي والحرس الوطني حيث سيعمل مئات من المدربين الأجانب الذين تم انتخابهم من قوات خاصة لدول تتراوح من أمريكا إلى أستراليا وبريطانيا وفرنسا على تدريب المقاتلين في الجيش العراقي. وبحسب الخطة فسيجري تدريب خمس كتائب من أبناء القبائل في الأنبار ومحافظة صلاح الدين. الخيار الرابع هو إنشاء منطقة عازلة في شمال سوريا تكون آمنة من هجمات النظام السوري.

وهو خيار رفضه أوباما ولكن الكثير من المسؤولين الامريكيين يقولون إنه ضروري، وهو ما تدعو إليه تركيا، وكان كيري قد عبرعن دعمه للفكرة ثم جاء الدعم من ديمبسي يوم الأحد.الخيار الخامس تسريع عمليات تدريب المعارضة السورية بحيث تكون جاهزة لقتال «داعش».

وهو أمر سهل الحديث عنه لكن من الصعب تطبيقه بسبب الوضع الذي يعيشه الجيش السوري الحر، وهناك من يدعو لتدريب 10.000 مقاتل في معسكرات في الأردن والسعودية وتركيا. السادس تحذير الأسد والطلب منه عدم استهداف قوات المعارضة حتى تستطيع تحرير المناطق من يد «داعش» وأخيرا وهو الخيار الأصعب إرسال مستشارين عسكريين كي يشاركوا في العمليات القتالية إلى جانب الجيش العراقي. وقرار كهذا سيكون الأصعب على أوباما. لكن مسؤولين يقولون إن مجرد وجودهم مع العراقيين سيشد من عزيمة الجيش العراقي.

وقال ديمبسي إن معارك لاستعادة الموصل والمدن الأخرى تحتاج نوعا مختلفا من الإستشارة. وينقل إغناطيوس ما قاله كيري «في ظل تقدم المتطرفين يواجه أوباما سؤالا أساسيا حول تحقيق تعهده بإضعاف وتدمير الدولة الإسلامية، «ورطة فظيعة ولا يمكنه الهرب منها».

 

لن تعمل

 

والحديث عن تدريب المعارضة السورية وإنشاء قوات حرس وطني قد يكون فيه قدر من التفاؤل لأن تجربة الولايات المتحدة كما أظهرت دراسة للمخابرات الأمريكية (سي أي إيه) أنها نادرا ما تنجح. فتجارب» سي أي إيه» خلال الـ 69 عاما الماضية كشفت عن فشل جهود كهذه من نيكاراغوا إلى كوبا. فقد أعدت «سي آي إيه» دراسة خاصة في الفترة ما بين 2012 و 2013 وأثناء النقاش داخل الإدارة حول الحرب الأهلية في سوريا وكيفية التعامل معها.

وتوصلت الدراسة التي لا تزال قيد السرية إلى أن محاولات الإستخبارات الأمريكية السابقة تسليح قوى أجنبية بطريقة سرية لم تترك سوى أثرا بسيطا على مسار النزاعات المسلحة. وأشارت الدراسة إلى أن القوات هذه لم تكن فاعلة بالدرجة الكبيرة وفي غياب التوجيه الأمريكي المباشر في الميدان.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن نتائج الدراسة قدمت في نقاش تم للإدارة في البيت الأبيض وقادت لنوع من الشكوك بين المسؤولين البارزين في فريق أوباما حول حكمة وواقعية تسليح أعضاء من المعارضة السورية المفككة. وكان الرئيس أوباما قد صادق على مشروع تدريب تشرف عليه الإستخبارات الأمريكية في نيسان/إبريل في قواعد عسكرية في الأردن.

وأعلن في الأشهر الماضية عن خطط مماثلة لتدريب 5.000 من عناصر المعارضة في قواعد عسكرية في السعودية. ولم تترك هذه الجهود إلا أثرا محدودا، وما زاد من تردد أوباما هو رؤية «سي آي إيه» القاتمة لتجربتها الماضية. ويقول مسؤول بارز «واحد من الأشياء كان أوباما يريد معرفته: هل نجحت ولو مرة؟».

وكان النقاش حول استراتيجية سوريا قد عاد بعد انتقادات وجهتها له هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة ووزير الدفاع و»سي آي إيه» السابق ليون بانيتا حيث اتهم أوباما برفض خطة تقدما بها إضافة للجنرال ديفيد بترايوس، مدير الإستخبارات السابق وتقضي بتدريب أعداد من المعارضة السورية بمعسكرات في الأردن.

ورغم ذلك فقد تم تعديل الخطة حيث صادق أوباما على قرار سري لتدريب المعارضة بعد توصل الإستخبارات الامريكية أن نظام الأسد استخدم السلاح الكيميائي ضد المدنيين.

وفي الوقت الحالي تغيرت طبيعة البرنامج السري من تحضير مقاتلين لمواجهة الأسد لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

وبحسب مسؤولين شاهدوا الدراسة فقد توصلت «سي آي إيه» إلى أن خطط تسليح جماعات التمرد فشلت في تحقيق أهدافها عندما لم يكن هناك أمريكيين يعملون معها على الأرض. والإستثناء الوحيد كان تسليح فصائل المجاهدين الأفغان في الثمانينيات التي نجحت في إجبار القوات السوفييتية على الخروج من أفغانستان عام 1989.

وينبع النجاح لوجود الإستخبارات الباكستانية التي عملت مع المجاهدين داخل أفغانستان. ورغم نجاح التجربة الأفغانية إلا أنها أدت لظهور تنظيم «القاعدة» الذي قام بهجمات ضد أمريكا في عام 2001.

وهو ما زاد في حذر الولايات المتحدة حول تسليح المعارضة السورية وإمكانية وقوع السلاح بيد جماعات إرهابية مثل «القاعدة» و»جبهة النصرة». ويعلق مسؤول بارز عن التجربة الأفغانية «ما حدث بعده يصعب محوه من ذاكرة أي شخص».

 

حملة علاقات عامة

 

في سياق متصل مع الوضع العراقي نشرت صحيفة «الغارديان» تقريرا لمراسلها سعيد كمالي تحدث فيه عن الجهود الإيرانية لتأكيد دورها في العراق.

ونشرت إيران صور قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني في إيمرلي وجلولاء كرسالة تطمين للشعب الإيراني وأن طهران تقوم بجهود لمنع تقدم قوات «داعش». ونقل الكاتب ما قاله مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية يد الله جافاني «الوجود والدعم الذي قدمته الجمهورية الإسلامية لمنع سقوط بغداد» وأضاف «بمساعدة الجمهورية الإسلامية والخبرة والمشورة منع العراق تحركات داعش، وعرض سليماني نفسه للشهادة».

وتقول دينا اسفندياري من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إن الصور «هي محاولة تأكيد للإيرانيين أن طهران حاضرة في العراق وأنها هناك للدفاع عن مصالحها»، مضيفة أن الصور «هي نشاط علاقات عامة، ويفعلها الإيرانيون لتطمين السكان القلقين من صعود الدولة الإسلامية وأن إيران تقوم باتخاذ الخطوات اللازمة لحماية شعبها». ويشير التقرير لحضور سليماني والميليشيات التي يديرها معارك في محافظة ديالي القريبة من الحدود مع إيران. ويمضي التقرير قائلا إن إيران تخشى من سقوط المدن الشيعية في الجنوب مثل كربلاء والنجف وكذلك سامراء والكاظمية بيد «داعش».

وتحاول إيران تغيير الصورة عن تلك التي سادت عندما انهار الجيش العراقي وسيطر «داعش» على مدن كبيرة في شمال العراق، فبعد استبدال نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق تسعى إيران لنشر انطباع أنها تسيطر على الامور في العراق.

وبحسب رضا فيسي المحلل في راديو «فاردا» في براغ « قررت إيران التحدث علانية وتأكيد دورها خاصة حضور فيلق القدس وسليماني نفسه في العراق ومشاركته في عمليات ضد داعش». مضيفا «في جلولاء- محافظة ديالي- قدمت إيران المدرعات وأحضرت الجنود الذين قاموا بتشغيلها.

وفي وقت لاحق ساهم المستشارون العسكريون في فك الحصار عن بلدة إيمرلي، وشارك سليماني في رسم الخطة لفك الحصار». ولم تمنع إيران سقوط بغداد بل وتفاخرت بأنها حمت مدينة إربيل، عاصمة كردستان. وأكد قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاج زاده من على التلفزيون الوطني وجود سليماني في منطقة كردستان «لولا الدور الإيراني لسقطت كردستان في يد داعش».

وفي منطقة ديالي كان الدور الإيراني واضحا بسبب وجود قوات بدر التي يقودها هادي العامري القريب من إيران. ويقول فيسي «تعمل إيران في المناطق التي توجد فيها قوات عراقية محلية»، و»لا تحتاج الدولة الإسلامية لإرسال قوات للعراق ما دامت قادرة على التواصل مع الميليشيات الشيعية مثل قوات بدر».

وكان حضور سليماني واضحا في بغداد «صمم سليماني حلقة دفاعية حول بغداد، وهو دور مهم لإيران وغير معلن ضد داعش». ويقول فيسي «يهدد داعش بغداد من أربعة جبهات، هناك خمسة طرق مؤدية لبغداد كلها غير آمنة باستثناء طريق الجنوب، وفي البقية هناك حضور لداعش فيها».

وتسابق المسؤولون الإيرانيون للحديث عن دروهم في العراق من علي أكبر ورئيس البرلمان علي لاريجاني «لو لم تتدخل إيران في الموضوع العراقي لخرج العراق عن السيطرة». وترى اسفندياري من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أن طهران تتعامل مع العراق كموضوع أهم من سوريا «يعتبر العراق مهما لإيران خاصة عندما يقارن مع سوريا، ولن تتردد إيران باتخاذ أفعال عسكرية حالة شعرت أن هناك ضرورة. ولكنها ليست بحاجة في الوقت الحالي لأن الغارات الجوية التي يشنها الغرب تساعدها كذلك». وتستبعد اسنفدياري أي تعاون بين الولايات المتحدة وإيران «أعتقد ان الحديث عن تعاون أمر مبالغ فيه» ولكن «قد يكون هناك تنسيق تكتيكي يحدث في هذه اللحظة».

وفي النهاية لا يعتقد فيسي من راديو «فاردا» أن «داعش» يمثل تهديدا على إيران ولكنه يمثل تهديدا لفكرتها عن «الهلال الشيعي» و»أهم موضوع بالنسبة لإيران هو عدم وجود ثغرة اتصالية أو جغرافية فيما يعرف بالهلال الشيعي الذي يمتد من إيران عبر العراق إلى سوريا ولبنان».

 

واشنطن: قادة جيوش التحالف يعترفون بأن الحل العسكري لن يكون حاسما للقضاء على «داعش»

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: يمتلك التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة زخما استراتيجيا ولكن بالمقابل يملك تنظيم « الدولة الاسلامية في سوريا والعراق « زخما من التكتيكات على عدة جبهات وذلك وفقا لتقييم صارخ صدر من واشنطن بعد أجتماع الرئيس الامريكي باراك اوباما مع كبار القادة العسكريين من الولايات المتحدة و21 دولة اخرى من بلدان التحالف لمناقشة الحملة ضد الجماعة المتشددة .

الاجتماع الذي أستضافه رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في قاعدة « اندروز» في ولاية ميلارند الذي خرج بهذا التقييم كان جزءا من سلسلة اجتماعات تهدف لتحقيق « إجماع أعمق على طبيعة التهديد الذي يشكله « داعش « والتكامل من الحملات الجوية والبرية والموارد المطلوبة «، وقد شاركت بالاجتماعات بلدان غربية هي أستراليا، بلجيكا، كندا، الدنمارك، فرنسا، المانيا، ايطاليا، نيوزلندا، اسأنيا وبريطانيا وعدة دول عربية هي البحرين، العراق، الاردن، الكويت، لبنان، قطر، السعودية والامارات أضافة الى تركيا .

وجاءت هذه التقييمات من مسؤول عسكري أمريكي كبير بعد ان حقق تنظيم الدولة مكاسب في بلدة «عين العرب ـ كوأني « الحدودية في شمال سوريا ومحافظة الانبار في غرب العراق بالاسابيع الاخيرة مما يشكل تحديا لمزاعم الولايات المتحدة أن استراتيجيتها في توظيف الضربات الجوية وتدريب القوات المحلية تحقق نجاحا ضد الجماعة المتشددة .

واعترف العسكريون في الاجتماعات أن البعد العسكري للحملة لن يكون حاسما ولكن الجهد العسكري للتحالف سيساهم في النجاح الشامل وذلك وفقا لبيان صدر بعد الاجتماعات جاء فيه ايضا أن تنظيم الدولة تمكن من التكيف مع الضربات الجوية ولكن التحالف يسعى كذلك للتكيف مع المعطيات الجديدة والاستفادة من كل عناصر القوة.

وناقش القادة الحاجة الى مناهج غير عسكرية واقليمية لمواجهة « داعش « مثل مواجهة الآلة الدعائية الفعالة للتنظيم وخاصة من خلال وسائل الاعلام الاجتماعية، وقال المسؤول العسكري الذي قرأ البيان أنه :» يجب ان نكون أكثر فعالية في أستخدام هذه الوسائل لتوصيل الحقائق وخلق الوعي والانشطة والاعمال الوحشية لداعش مؤكدا أن الدول العربية على وجه الخصوص تتفهم هذا الجانب وستتخذ اجراءات بهذا الصدد .

واعترف القادة، ايضا، أن « جذور الصراع « تكمن في الظروف الاقليمية مثل التوترات العرقية والدينية والاحكام الاقصائية والتعصب والحرمان الاقتصادي، واوضح البيان أن تنظيم « الدولة الاسلامية» يعتبرالمنظمة الارهابية الاكثر إلحاحا ولكنه ليس الوحيد من نوعه حيث تهدد منظمات اخرى المنطقة بأسرها.

وسعى الاجتماع الى دعم التعاون بين دول التحالف فيما تسعى الولايات المتحدة الى توسيع عضويته وقال المسؤول أن وزراء الدفاع اتفقوا على توصية الحكومات المعنية بمواصلة التحرك الى الامام معا ضد « داعش « والمساهمة بطريقة تتناسب مع قدرات كل دولة واتخاذ الاجراءات المبنية على النجاحات التى تحققت بالفعل من جهود التحالف على الارض .

وتعهد الرئيس الامريكي باراك اوباما أثناء اللقاء مع كبار مسؤولي الدفاع في الدول الحليفة أن التحالف ضد « داعش « سيبقى متحدا وراء جهد لفترة طويلة مؤكدا أن الفوضى التى خلقها التنظيم في المنطقة وجذبه لاعداد كبيرة من المقاتلين الاجانب ستمثل تهديدا خارج منطقة الشرق الاوسط بما في ذلك الولايات المتحدة واوروبا والبلدان البعيدة مثل استراليا .

وقد انضمت بريطانيا وفرنسا بالفعل الى الحملة الجوية ضد « داعش» ورغم محاولات الولايات المتحدة لتوسيع الحلف والبحث عن شركاء جدد إلا ان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير قال أن برلين لن تشارك في حملة القصف على الرغم من انتشار قواتها في افغانستان لمحاربة تنظيم القاعدة. وعرضت ايطاليا ارسال أسلحة ومساعدات ولكنها اشارات ايضا الا انها لن تشارك في الضربات الجوية. وحذر اوباما من اقتراب تعرض الحرب ضد « الدولة الاسلامية» الى نكسات رغم تعرض الادارة الامريكية لانتقادات متتالية بشأن استراتيجيتها، وقال: «ستكون هذه الحملة طويلة الأجل ولا وجود لحلول سريعة»، واعترف اوباما خلال الاجتماع مع القاعدة العسكريين للتحالف أن الشبكة الارهابية التى تسيطر على مساحات واسعة من الاراضي في العراق وسوريا تمثل تحديا « غير كلاسيكي « للجيوش لان القتال يتضمن ايضا مواجهة مع الايدلوجية .

من جهة اخرى، تحدث الرئيس الامريكي امس الاربعاء في مؤتمر نادر عبر الفيديو مع زعماء بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا من اجل حشد الدعم لجهود مكافحة تنظيم « الدولة الاسلامية « ومرض ايبولا، وقال البيت الابيض أن القادة ناقشوا ايضا الخطوات الاضافية التى يمكن اتخاذها للضغط على روسيا للالتزام باتفاق وقف اطلاق النار مع زعماء اوكرانيا.

ويأتى الاجتماع الظاهري بين اوباما وزعماء العالم بعد يوم من لقاء المواجهة بين وزير الخارجية الامريكية جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف حيث تم الضغط على موسكو خلال الاجتماع من اجل سحب المقاتلين الاجانب من شرق اوكرانيا واطلاق سراح الاسرى وادانة مشاريع الاستقلال الانفصالية والاستفتاءات في الاراضي التى تسيطر عليها القوات المتمردة الموالية لروسيا.

 

أنقرة تريد منطقة حظر جوي أو مناطق عازلة لحماية الشعب السوري

محمد زاهد جول

أنقرة ـ «القدس العربي»: جاء خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى اللاجئين السوريين في منطقة «إصلاحية» في غازي عينتاب يوم الثلاثاء 7/10/2014 واضح العبارات وبسيط الجمل والألفاظ والمعاني، لأن الرئيس التركي كان في زيارة يمكن وصفها بأنها اجتماعية وتفقدية لللاجئين السوريين، الذين يكثر الرئيس التركي وصفهم بالمهاجرين ويصف المستقبلين الأتراك لهم بالأنصار، للدلالة على أنهم في وحدة واحدة وأمة واحدة بين المهاجرين والأنصار، وجاءت الزيارة في اليوم الرابع من عيد الأضحى المبارك، أي هي زيارة تهنئة بالعيد أولاً، وتطلب الموقف من أردوغان بيان خطط تركيا في سوريا والعراق أمام اللاجئين السوريين حتى يكونوا على بينة من المواقف التركية من لسان الرئيس التركي مباشرة.

المناسبة تقول: إن الجمهور الذي يخاطبه أردوغان هم لاجئون سوريون، أي أن هناك أزمة سورية اضطرت هؤلاء اللاجئين الهرب إلى تركيا، ولذلك فإن ما يعني تركيا هو إيجاد حل لهؤلاء الناس، الذين يرحب بهم الأتراك ولن تطالبهم بالمغادرة حتى يعودوا بأنفسهم ورضاهم إلى بلادهم، وهو ما أكد عليه أردوغان في خطاب غازي عينتاب أيضاً، ولذلك جاءت الشروط التركية في التعاون بين تركيا والتحالف الدولي، من أجل حل مشكلة الشعب السوري، وإقامة دولة سورية تحوي شعبها على أرضه وتحترمه فيها، فتركيا عندما تطالب بمنطقة عازلة أو منطقة آمنة أو حظر طيران في منطقة معينة، فإنما تطالب بحماية الشعب السوري أولاً، بعد أن تدفق اللاجئون السوريون إلى كل دول الجوار بالملايين، فهناك قرابة مليونين سوري لاجئ إلى تركيا ومثلهم في الأردن ومثلهم في لبنان وكذلك الملايين الآخرين في الدول العربية وأوروبا والعالم أجمع، فضلاً عن الملايين المهجرين داخل الأراضي السورية نفسها، فهؤلاء المهاجرين من ديارهم دليل واقعي على عمق الأزمة السورية وما وصلت إليه من مآس إنسانية، وقتل متعمد وممنهج من ميليشيات الأسد.

وبحكم المناسبة أكد الرئيس أردوغان أن تركيا لا تطمع في أراض سورية ولا التدخل في الشؤون السورية إطلاقاً، ومسألة واحدة تقلق الجانب التركي على الأراضي السورية، وهي الأرض التي يوجد فيها ضريح «سليمان شاه»، فهذه الأرض بالرغم من كونها في منطقة منبج من محافظة حلب إلا أنها أراض تركية بحكم المواثيق الدولية منذ عام 1920، ولذلك يتواجد في حرم الضريح جنود أتراك، من واجب الدولة التركية حمايتهم والدفاع عنهم إذا تعرضوا لأي خطر، ولذلك فإن تركيا لن تتدخل عسكريا في سوريا إلا في حالة الاعتداء على الأراضي التركية، سواء كانت في هذا الضريح أو الأراضي التركية نفسها، فتركيا عسكريا لن تكون حربها في سوريا -إن وقعت- إلا حرباً دفاعية، ولن تكون هجومية، وكذلك وهي تقوم في حرب دفاعية فإنها ستتعاون مع المجتمع الدولي قبل كل شيء، لأنها تدرك حساسية الموقف العربي عموما، وكذلك مواقف فئات الشعب السوري خاصة، فتركيا إن لم يكن تدخلها في عمل ينفع الشعب السوري فلن تقوم به، ولذلك كانت تصريحات القادة الأتراك واضحة بعد ظهور اللبس حول الموقف التركي من التدخل في سوريا أو في التحالف الذي يقوم بضربات جوية في سوريا والعراق.

ومن التصريحات ذات الدلالة المباشرة تصريح رئيس الوزراء التركي أحمد داود اغلو الذي سئل عن إمكانية التعاون مع نظام الأسد لمواجهة تنظيم داعش في سوريا، فقال: «إن ذلك يشبه بمن يستعين بالشيطان لمحاربة شيطان آخر»، والمطلوب مساعدة الشعب السوري للتخلص من كلا الشيطانين، وفي نظر أردوغان ان تنظيم الدولة أصبح قويا في سوريا ولا يمكن مواجهته بالضربات الجوية فقط، ولذلك قال للغربيين:»لا يمكنكم القضاء على هذا الإرهاب (تنظيم داعش الإرهابي) عن طريق القصف الجوي فقط، لا يمكن إنهاء هذا العمل بعمليات جوية دون التعاون مع من يقوم بعمليات برية على الأرض»، وهذه إشارة إلى ضرورة العمل العسكري البري وإن لم يذكرها أردوغان صراحة، ولكنه طالب أمريكا أن تتحمل مسؤولياتها نحو المدنيين، وكذلك الأمم المتحدة مسؤولة عن الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين إلى تركيا، وقد بلغ عددهم حوالي (200) ألف نازح بعد الحرب على داعش معظمهم من الأكراد.

إن استمرار الغارات الجوية سوف يدفع المزيد من اللاجئين السوريين إلى تركيا، بينما بلادهم سوريا أحق بهم جغرافياً على الأقل، وعلى التحالف الدولي أن يدافع عنهم وحمايتهم في بلادهم وليس مهاجمة مدنهم وقراهم فقط، أي ينبغي أن يتم إقامة منطقة حظر طيران، بحيث تقام فيها المخيمات الكافية لكل السوريين الذين يفرون من معارك الحرب على داعش، وحتى إمكانية عودة اللاجئين السوريين من الدول المجاورة إلى بلادهم، وأن يقوم المجتمع الدولي بحمايتهم وهم على الأراضي السورية، سواء في منطقة عازلة على الحدود التركية أو الحدود الأردنية او اللبنانية أو غيرها، فتركيا لا تريد منطقة عازلة على جوارها فقط، وإنما تريد مناطق عازلة تحمي الشعب السوري، ووجود التحالف الدولي الآن يوفر أفضل توقيت ومناسبة وقدرة عسكرية على فرض هذه المنطقة الآمنة للمواطنين المدنيين والأطفال والنساء السوريين وأمثالهم.

إن الشروط التي تذكرها تركيا للدخول في التحالف ليست شروطاً تعجيزية، ولا مخاوف منها على الأكراد سواء أكراد سوريا أو أكراد العراق او أكراد تركيا، بل هي لصالحهم بخاصة ولكل الشعب السوري بعامة، والاعتراض الإيراني على هذه المنطقة الأمنة خير دليل على ذلك، بل إن على الساسة الأكراد والأتراك والعراقيين والسوريين تحمل جزء من المسؤولية في حماية الأكراد في كل المدن الكردية، ولذلك ناشد نائب رئيس الوزراء التركي يوم 6/10/2014 حزب الاتحاد الديمقراطي السوري أن يبتعد في سياسته عن محور بشار الأسد، لأن مستقبل الأسد معروف حتماً، ومن مصلحة الأكراد أن يدركوا مستقبلهم وليس التحالفات الآنية التي يستثمرها الغرب وإسرائيل لتحقيق مصالحهم، فمصالح الأكراد ينبغي أن تنبع من المنطقة، وان تضع يدها مع اهل المنطقة من الدول الديمقراطية ودعاة الحرية والسلام والأخوة بين أبناء الأمة الواحدة، وليس من خلال التحالفات الإقليمية الطائفية الحاقدة.

واما خطط تركيا في العراق فهي من حيث الهدف والغاية هي نفسها في سوريا وهي العمل على إقامة نظام سياسي جديد، وحكومات رشيدة، بتحرير الشعب العراقي من التبعية الطائفية المذهبية التاريخية، والنظر إلى الحاضر والمستقبل على أنه ملك للشعب العراقي في الحاضر، وإقامة النظام السياسي الجديد ينبغي أن يقوم على بناء دولة مؤسسات وأجهزة أمنية وجيش وطني من أبناء الشعب العراقي من كافة الأطراف السنية والشيعية والأكراد.

وهزيمة الجيش العراقي الذي رعاه نوري المالكي أمام مقاتلي داعش دليل وهمية هذا الجيش وضعفه، فلم يكن يملك رؤية وطنية ولا عقيدة وطنية تجعله يضحي من أجل مجتمعه ودولته، فالخطط التركية للعراق سياسية وليست عسكرية بأن يتم إعادة بناء الدولة العراقية على أساس المساواة بين كافة أبناء الشعب العراقي، ومنع التدخل الإقليمي وبالأخص من الجانب الإيراني، الذي يعلن قاسم سليماني رئيس الحرس الثوري الإيراني أنه يمسك بزمام القرار الأمني في بغداد، وقد ذكر ذلك في أكثر من مناسبة، وكان آخر التصريحات الإيرانية تصريح وزير الخارجية الإيراني ظريف بأنه لولا تدخل إيران عسكرياً لسقطت بغداد بيد داعش، أي أن جيش الحرس الثوري الإيراني متواجد في العاصمة العراقية بغداد، وفي صناعة القرار السياسي فيها، وهكذا دولة لن تستطيع محاربة داعش، طالما أوجدت لداعش مبررات وجوده وحربه.

إن الرؤية التركية في سوريا والعراق، تقوم على وضع خطة استراتيجية لبناء الدولة الوطنية الرشيدة في كلا الدولتين، وليس بشن الغارات الجوية لتدمير ما تبقى من بنى تحتية في هذه الدول، وعلى أحرار سوريا والعراق إنقاذ بلادهم من الانهيار الكامل، التي يمكن أن يؤدي إليها إطالة امد حرب التحالف على داعش، فالرؤية الأمريكية تقول بثلاث سنوات والبريطانية على لسان كامرون تقول بخمس سنوات، فهذه السنوات سوف تدمر سوريا والعراق وكل دول المنطقة، بل إن خطرها سوف يمتد إلى تركيا وإلى إيران، ولن تكون الدول العربية بعيدة عن هذا المشهد التدميري، وهذا يفرض على القوى السياسية العربية والإيرانية والتركية أن تفكر في كيفية انقاذ بلادها، وتقصير مدة الحرب لأيام او أسابيع او اشهر فقط، وذلك بالعمل لحل المشاكل من جذورها، بإقامه دول ديمقراطية ودستورية وتعددية سياسية تتناوب السلطة سلمياً.

إن استمرار الحرب لمدد زمنية طويلة سوف يفتت دول المنطقة كثيراً ، وسوف تضعف إمكانياتها الداخلية اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، وسوف تدفعها إلى معارك طاحنة بين بعضها البعض، بل إن مخاطر صراع القوميات بين بعضها البعض في المنطقة سوف تزداد، وسوف يزداد معها خطر عدم الاستقرار اكثر فاكثر، وحيث إن المناطق التي يتركز عليها الصراع الآن هي مناطق ذات أغلبية سكانية كردية، فإن الأكراد سيكونون في المرحلة الأولى من أكثر الخاسرين في هذه المعارك والهجرات السكانية، بينما هم أمام مسؤولية التعاون مع الدول الديمقراطية والابتعاد عن الدول التسلطية والدكتاتورية والطائفية والدموية، وإلا فإن قواتهم واحزابهم سوف تقاتل بعضها بعضاً لغير مصالحهم ولا مصالح شعوبهم، والمطلب التركي بتدريب المعارضة العراقية والسورية المعتدلة تأتي في هذا السياق.

إن تركيا على استعداد أن تكون جزءا مهماً في التحالف الدولي، ولكنها تريد أن تكون جزءا ناجحا ومثمراً وليس مشاركا في الحرب فقط، فمنطقة الحظر الجوي ضرورية لمنطقة آمنة للمدنيين، والرؤية الأمريكية لم تضع تصوراً واضحاً حول المنطقة الآمنة، واختصرت دورها بتدريب قوى المعارضة المعتدلة، وهو ما سوف يأخذ وقتاً طويلاً، وهو ما قد يؤدي إلى تزايد المشاكل في المنطقة أيضاً.

 

فساد حواجز النظام السوري… طريق نجاة أهالي ريف دمشق من الموت والحصار

حازم داكل

ريف دمشق ـ «القدس العربي» : 375 ألف ليرة سورية هي الكلفة التي دفعها الناشط المدني محمد الشامي للعقيد يوسف الموجود على أحد حواجز النظام السوري، للخروج من سقبا في ريف دمشق الشرقي المحاصر إلى لبنان عن طريق مخيم الوافدين مع 3 شبان آخرين باستخدام هويات سورية مزورة.

ويقول الشامي بعد فراره من الحصار والقصف في تصريح خاص لـ«القدس العربي»، «كنت مطلوباً للنظام نتيجة تعاملي مع بعض القنوات الفضائية التي صنفها النظام على أنها قنوات فتنة، وعلى الرغم من ذلك فقد استطعت الخروج من مدينة سقبا المحاصرة بـ375 ألف ليرة سورية قمت بدفعها عبر سمسار إلى العقيد يوسف».

وأشار إلى أن أهالي الغوطة والمناطق المحاصرة لم تعد تحتمل الجوع والحصار ومنهم من فضل دفع تلك المبالغ الكبيرة للخروج الى دمشق أو مدينة السويداء المجاورة.

وأوضح الشامي أن العائلات غير المطلوبة أمنياً تقوم بدفع مبالغ اقل وفي هذه الحالة يكون الدفع على عدد الهويات بينما الأطفال فيتم تهريبهم مجاناً، منوّهاً إلى إن المستفيد من هذه العملية هم السمسار الذي يسكن في الغوطة المحاصرة، و الضباط من الرتب العالية أما العناصر من الرتب الصغيرة فلا يتقاضون شيئاً في هذه العملية.

لكن عمليات التهريب هذه تحمل الكثير من المآسي على حد تعبير الشامي، حيث يروي قصة رجل كهل في الستين من العمر خرج من الغوطة مقابل 400 ألف ليرة سورية نتيجة إصابته بمرض السرطان، وذلك كي يتلقى العلاج خارج المنطقة، وتمت عملية التهريب عن طريق العقيد يوسف أيضا الذي يشرف على حاجز حرستا.

وبين أن مشاكل كثيرة حصلت بين يوسف وبين ملازم آخر نتيجة الخلاف على المردود المالي في مثل هذه العمليات.

وهذه حالة من حالات الفساد العديدة التي يقوم بها ضباط وعناصر تابعين لجيش النظام السوري في الحواجز التي تفرض حصاراً خانقاً على قرى وبلدات الغوطة في ريف دمشق من أكثر من عام ونصف العام، بحسب ناشطين.

وكان النظام السوري قد فرض سيطرته على مداخل ومخارج الغوطة الشرقية في ريف دمشق بعد أن سقطت عشرات الأحياء الثائرة سواء كانت بمعارك بينه وبين قوات المعارضة المسلحة فيها، او بمصالحات وهدن فرضها على ثوار تلك الأحياء بسبب حصاره الخانق لها والذي تسبب بموت عشرات الجرحى و منهم من مات جوعاً.

 

النظام يستخدم جثث قتلاه من الطائفة العلوية «مصائد» في الساحل السوري

سليم العمر

اللاذقية ـ «القدس العربي» لازالت بعض جثث قتلى قوات النظام السوري من «الطائفة العلوية» مرمية في المناطق القريبة من قرية «دورين» في ريف اللاذقية لعناصر وجنود سقطوا في عملية «القصاص من جبل الأكراد» التي أطلقها النظام سابقا، وبعد أن حاول أحد المقاتلين في الفصائل المعارضة بالمنطقة سحب أحد الجثث فوجئ بكثافة نارية اطلقها عليه جنود النظام اضطر على إثرها للإنسحاب.

وقال أحد المقاتلين المعارضين يلقب بـ«الديري» في حديث خاص لـ»القدس العربي»، «تقدمت باتجاه احد الجثث في منطقة الخراطة وحاولت سحب الجثة قبل أن أتفاجأ بكثافة نارية هائلة، مبينا أن رائحة الجثة الكريهة هي التي دفعتني للقيام بسحبها كوننا نرابط في مكان قريب جدا من مكان الجثث المرمية على الطريق، ويمكن للجيش وبكل سهولة ان يسحبها».

وأضاف «مالفت انتباهي هي الشارة الموجودة على معصم الجثة في اليد اليسرى ذات اللون الأخضر، وعادة ما يلبسها أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري للدلالة على انهم من أبناء الطائفة العلوية ليسهل تمييزهم الأمر الذي يجعلهم مهابة».

أما أحد مقاتلي «احرار الشام» ويدعى نعمان، قال في تصريح خاص، «استطعنا سحب جثة لأحد قادة كتائب البعث كان يحمل هوية من أبناء الطائفة العلوية وقد تعرفنا اليه من اسمه كوننا أبناء منطقة الساحل و نستطيع التمييز بكل سهولة».

وبين أنه «يمكن للمشاهد من مناطق قريبة ان يرى الطيور آكلة اللحوم تحلق في سماء المنطقة لكن وتيرة اطلاق الرصاص المرتفعة تمنعها من الاقتراب من هذه الجثث، ويمكن لجيش النظام سحب هذه الجثث وبكل سهولة الا انه لا يفعل ذلك، ويتركها مرمية لتنتشر رائحة الموت في ارجاء المنطقة».

وتابع نعمان أن بعض الجثث يبعد عن اقرب نقطة لمقاتلي فصائل المعارضة مسافة لا تتجاوز مئتي متر، وبجانب بعض هذه الجثث بعض الأسلحة والذخائر يتركها الجيش النظامي علها تكون سببا إضافيا في جذب بعض عناصر الثوار ليتحولوا الى هدف يسهل صيده وقتله.

وبحسب ناشطين، جرت عدة محاولات من قبل بعض المقاتلين المعارضين على طول خطوط الجبهات في الساحل السوري لسحب بعض العناصر لكنهم أصيبوا في نهاية الأمر إصابات بليغة ابعدتهم عن ساحات القتال لشهور طويلة.

وأشاروا إلى انتشار لافتات مكتوب عليها «الطريق مستهدف « كما في مدينة سلمى، إذ أن شارع الكورنيش في مرمى قناصة الجيش النظامي الذين يتمركزون في مرصد» تلا وبارودة»، وتتلافى بعض الفصائل هذه الطرق ليلا بإطفاء أضواء السيارات التي تمر عبر هذه الطرق ليلا وتسرع نهارا لكن رغم ذلك تبقى الخطورة قائمة.

وفي السياق نفسه، قامت قوات المعارضة خلال الساعات الماضية بتدمير دبابة في جبل التركمان على حدود مدينة كسب بصاروخ حراري امريكي المصدر من نوع «تاو»، مع سماع أصوات سيارات الإسعاف بشكل يومي داخل مدينة اللاذقية نتيجة استهداف قوات المعارضة لأماكن تمركز جيش النظام وميليشياته بقذائف الهاون بشكل يومي.

وباتت قوات المعارضة تعول على هذا المدفع وتحقق إصابات محققة وسط صفوف النظام السوري ويرد الأخير بقصف عشوائي بات مألوفا لدى قوات المعارضة، فيما تنال قذائفه فقط من المدنيين او من بقي منهم في ريف اللاذقية، كما يزيد النظام من عدد الغارات عندما تكون قواته في وضع حرج، بحسب ناشطين.

يشار إلى أن النظام حاول مؤخرا اقتحام جبل الأكراد بعملية عسكرية اطلق عليها مؤيدو النظام السوري «القصاص من جبل الأكراد»، لكن المحاولة فشلت وتكبد النظام السوري خسائر كبيرة في الأرواح سيما في كتائب البعث التي نعت اكثر من خمسين مقاتلا بعد ان نشرت صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

 

سورية: المعارضة تقتحم مراكز النظام بمحيط جوبر

دمشق – جديع دواره

تمكّن عدد من التشكيلات المقاتلة في ‏الغوطة الشرقية، من التسلّل، مساء أمس الأربعاء، إلى مراكز قوات النظام، في محيط حي جوبر، شرقي العاصمة دمشق، وقتل العشرات، من بينهم عدد من الضبّاط، فضلاً عن تدمير خمس دبابات.

 

في المقابل، ردّت قوات النظام، اليوم الخميس، باستهداف جوبر وزملكا، بصواريخ عدّة، و4 غارات جوية، تزامناً مع قصف مدفعي من جبل قاسيون.

 

وأوضح الناطق باسم ألوية “الحبيب المصطفى”، لـ”العربي الجديد”، أنّ مقاتلي المعارضة وصلوا خلال عمليّة التسلل، التي جرت أمس الأربعاء، إلى مواقع هامّة لقوات النظام، وهي: معمل الصابون، وأفران، وشركة الدباغات، وسوق اللحوم، وكتل معامل التريكو، والمسلخ، وثكنة كمال مشارقة، شرقيّ باب شرقي، وحديقة المصري.

 

وأشار المصدر ذاته، إلى أنّ “هدف العمليّة ضرب تلك المراكز، وقتل كل من فيها، وتدمير الذخيرة والعدة والعتاد، التي تستخدمها قوات النظام، كحصن للعاصمة دمشق، ولقصف أحياء ‫‏جوبر والغـوطة الشرقية”.

 

ولفت إلى أنّ “المجاهدين دمّروا خمس دبابات وعدداً من الآليات، وقتلوا ما يزيد عن 80 عنصراً من قوات النظام، بينهم نحو 15 ‫‏ضابطاً، ما سبّب حالة من التشتّت، حتى أن الطيران الحربي قصف بالخطأ تلك المراكز، وقتل عدداً من عناصر النظام، فيما عاد مقاتلو المعارضة إلى مقراتهم، بعد إتمامهم العملية على أكمل وجه”.

 

وشارك في العملية كل من “فيلق الرحمن” ‫و‏ألوية “الحبيب المصطفى” ‫و‏”فيلق عمر”، وعدد من التشكيلات الأخرى التابعة لـ”جيش الإسلام”.

 

وتشهد المنطقة الممتدة على طول المتحلق الجنوبي، من جهة حي جوبر في دمشق، وبلدة زملكا على الطرف المقابل للمتحلق، ووادي عين ترما، اشتباكات ضارية، تصاعدت وتيرتها بعد انسحاب قوات المعارضة من الدخانية مؤخراً، وسقط نحو أربعة من مقاتلي المعارضة، يوم أمس، جرّاء استخدام النظام الغازات السامة.

 

ويستخدم النظام مختلف أنواع الأسلحة، في محاولة لاختراق الكتل الإسمنتية التي يتحصّن بها مقاتلو المعارضة، وتمكّن أخيراً من السيطرة على عدة نقاطٍ شمالي جوبر، غير أن مقاتلي المعارضة سرعان ما استعادوا تلك النقاط.

 

وتشكّل جبهة جوبر حائط صدّ في وجه محاولات تقدّم قوات النظام، كما تعتبر مفتاحاً للعبور باتجاهين، إلى بلدات الغوطة الشرقية، التي تحتضن فصائل المعارضة، وإلى وسط العاصمة دمشق، حيث المقرّات السياسية والعسكرية للنظام.

 

سورية: مجزرة بالغوطة.. ومعارك عين العرب متواصلة

دمشق، اسطنبول ــ هيا خيطو، عبسي سميسم

شنّ طيران النظام السوري، صباح الخميس، أربع غارات على بلدة جسرين في الغوطة الشرقية، استهدفت إثنتان منها ساحة وسط البلدة، مما أسفر عن مقتل 13 مدنياً، بينهم طفلان، ووقوع عشرات الجرحى، حالات بعضهم خطرة، بما يرجّح ازدياد عدد القتلى.

 

وأفادت تنسيقية بلدة عربين، بأنّ “عدداً من الجرحى بُترت أطرافهم، فيما تسود حالة هلع بين المدنيين، نظراً للوضع المأساوي، ومواصلة الطيران الحربي تحليقه في الأجواء”. وبثّت التنسيقيّة، ردّاً على ما نشرته صفحات موالية للنظام على موقع “فيسبوك”، عن استهداف الطيران “أوكاراً للإرهابيين” في جسرين، مقاطع مصوّرة “لأطفال جرحى يملأون مستشفيات الغوطة الشرقية”.

 

في غضون ذلك، أفادت “شبكة سورية مباشر”، “بمقتل مدني وجرح آخرين، جرّاء غارة جوية طالت الأحياء السكنية في مدينة سقبا”، بينما اقتصرت الأضرار إثر غارة مماثلة شهدتها مدينة عربين على الماديات.

 

وكان طيران النّظام قد ارتكب مجزرة مشابهة، قبل يومين في بلدة عين ترما القريبة، أودت بحياة سبعة مدنيين، سبقتها مجزرة في مدينة عربين منذ أسبوع، لقي على إثرها 28 مدنياً حتفهم، وأصيب نحو 225 آخرين.

 

ويصعّد النّظام هجماته على الغوطة الشرقية، بالتزامن مع خوضه معارك عنيفة مع كتائب المعارضة على جبهة حي جوبر في دمشق، الذي يُعتبر مفتاح السيطرة على الغوطة.

 

وفي سياق متصل، دارت معارك، اليوم الخميس، بين مقاتلين من “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، و”فيلق الرحمن”، و”جيش الإسلام” و”جيش الأمة”، و”ألوية الحبيب” من جهة، وبين قوات النظام مدعومة بميليشيات تابعة لها من جهة أخرى، على جبهات حي جوبر.

 

وأوضح المتحدث العسكري باسم “فيلق الرحمن”، العميد الركن، محمد فاخر ياسين، لـ”العربي الجديد”، أنّ “قوات النظام باشرت اليوم، محاولة جديدة لاقتحام حي جوبر، من محوري طيبة والمناشر، مستعينة بغطاء ناري كثيف وقصف مدفعي وصاروخي، إذ تلقّى الحي حتى اللحظة أكثر من 8 صواريخ أرض ــ أرض، ذات قدرة تدميريّة هائلة”.

 

وأوضح ياسين أنّ “قوات النظام جددت اليوم استخدامها للغاز السام على جبهة المناشر، ما أدى لإصابة عشرة مقاتلين من “الجيش الحرّ” بحالات اختناق، في حين تمكّن المقاتلون من قتل 4 عناصر للنظام”.

 

من جهة أخرى، تواصلت اشتباكات بين مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردية” وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، على الجبهتين الجنوبية والشرقية لمدينة عين العرب في أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي. وأكّدت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، “تقدّم الوحدات ليل أمس، وسيطرتها على تل شعير وساحة مستشفى عين العرب، تزامناً مع تنفيذ طيران التحالف الدولي غارات عدّة على مواقع “داعش” شرق المدينة”، كما أشارت المصادر عينها، إلى أنّ “داعش”، “لا يزال يحكم سيطرته على الجزء الأكبر من المدينة”.

 

وأظهرت إحصائية نشرها “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم الخميس، أنّه “بعد مرور شهر على بدء “داعش” هجماته للسيطرة على المدينة، قاربت حصيلة القتلى في عين العرب وريفها، الـ662، بينهم 374 من “داعش”، و267 من الوحدات الكرديّة والفصائل المساندة لها، فضلاً عن عشرين مدنياً قضوا في عمليات القصف والإعدام التي نفّذها تنظيم “الدولة”.

 

النازحون على ابواب اوروبا.. والكيماوي في الغوطة مجدداً

طلب رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، الخميس، من الإتحاد الأوروبي، منح دخول قانوني للمزيد من اللاجئين السوريين، الذين يعرضون أرواحهم للخطر أثناء محاولة الوصول إلى أوروبا بطرق غير قانونية. وقال جوتيريس، إن نصف سكان سوريا البالغ عددهم 26 مليون نسمة نزحوا داخل البلد، أو أصبحوا لاجئين في دول مجاورة منذ العام 2011. وأضاف أن ما يصل إلى مليون من هؤلاء اللاجئين موجودون في الأردن، وأن هناك عدداً مماثلاً في لبنان.

 

من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، أن لدى روسيا إن معلومات تشير إلى أن الولايات المتحدة “لم تعد تطالب باستقالة الرئيس السوري بشار الأسد، بل تحاول أن تقيم اتصالات منفصلة مع قادة الجمهورية السورية”. وأشار ميدفيديف إلى ضرورة محاربة “الإرهاب” في سوريا “بالتنسيق مع الحكومة السورية وبموافقتها”. وقال إن السلطات في دمشق “تحافظ على سيادة الشعب السوري، بغض النظر عن الموقف تجاه الرئيس الأسد، الذي يعبر البعض عن نظرة سلبية إزاءه ويتمنون أن يستقيل”.

 

ميدانياً، نفذ الطيران الحربي الخميس، أربع غارات على حي جوبر الدمشقي، فيما سقطت عشرة صواريخ أطلقتهما قوات النظام، على أطراف الحي. واستهدفت قوات النظام، الحي بغاز الكلور لليوم الثاني على التوالي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على جبهة المناشر. ويدلل ذلك على عجز قوات النظام، عن اقتحام الحي بالآليات والجنود، رغم الحملة الشرسة التي تشنها مدعومة من “قوات الدفاع الوطني” ومليشيا “حزب الله اللبناني”. وتتركز الاشتباكات على أطراف المتحلق الجنوبي، بالقرب من مدينة زملكا. وتحاول قوات النظام، بمحاصرة الحي وقطع الإمداد عنه من الغوطة الشرقية، معقل المعارضة المسلحة.

 

وقتل عشرة أشخاص، بينهم طفلان، جراء تنفيذ الطيران الحربي غارات على بلدة جسرين في الغوطة الشرقية. كما قصفت قوات النظام جرود بلدة هريرة بمنطقة وادي بردى. في حين نفذ الطيران الحربي ثلاث غارات على أطراف مدينة عربين بالغوطة الشرقية، وسط اشتباكات عنيفة. كذلك قصفت قوات النظام الجبلين الشرقي والغربي لبلدة الزبداني.

 

وقصفت قوات النظام الخميس حي تشرين، وأطراف حي القابون بدمشق. كما سقطت قذيفة في منطقة شارع الحمرا وسط العاصمة. واتهم “مجلس قيادة الثورة السورية” قوات النظام، بضرب بلدة زملكا في ريف دمشق، بصاروخ أرض-أرض محمّل بغاز الكلور السام. وقد استهدفت قوات النظام مؤخراً الغوطة الشرقية بعدد من صواريخ أرض-أرض يطلق عليها النشطاء اسم “الفيل”، وتحدث أثراً تدميرياً هائلاً، ويمكن تحميلها برؤوس كيميائية، وتنطلق من مقر لقوات النظام، في حي القابون الدمشقي.

 

العزم التام” يضرب كوباني لـ”أسباب إنسانية

نفذت طائرات التحالف الدولي، منذ فجر الخميس، ست ضربات جوية على القسم الشرقي من مدينة كوباني “عين العرب”، بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردي” وتنظيم الدولة الإسلامية، في شمال غرب المربع الحكومي الأمني. ونفذ تنظيم الدولة هجوماً على نقاط يتمركز بها مقاتلو الوحدات في الجهة الجنوبية للمدينة. بينما استهدفت الوحدات عناصر التنظيم، في المشفى الوطني جنوب غرب المدينة. وتشهد كوباني منذ فجر الخميس، هدوءاً يخرقه أصوات تبادل إطلاق الرصاص بشكل متقطع بين الطرفين. في حين شهد الريف الغربي للمدينة هجوماً، وعمليات نفذها مقاتلو الوحدات.

 

ونفذت طائرات التحالف الدولي، الأربعاء، ثلاث ضربات استهدفت فيها تجمعات لتنظيم الدولة، جنوب مبنى “الأسايش” الواقع في المربع الحكومي الأمني، وحي كانيَ عَرَبَان ومحيط مسجد حج رشاد. في حين دارت اشتباكات بالقرب من المسجد الكبير غربي المربع الأمني، وبالقرب من مسجد الحاج رشاد شمال غرب المربع الحكومي.

 

من جهة أخرى، قالت القيادة المركزية الأميركية الأربعاء، إن الجيش الأميركي أطلق على عملية التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية، في العراق وسوريا، اسم “العزم التام”. وقال رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الجنرال مارتن ديمبسي، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لديها “استراتيجية للانتصار” على تنظيم الدولة الإسلامية، مشيراً إلى أن هناك احتمالات للاستعانة بقوات برية في المعركة ضد عناصر التنظيم، في كل من سوريا والعراق. وكشف الجنرال ديمبسي أن اسم عمليات التحالف “العزم التام”، يعني، “أننا يجب أن نكون قادرين على أن تكون لدينا مصداقية وإصرار بمرور الوقت، لإنجاز الأهداف المحددة للمهمة”.

 

كما أكدت القيادة المركزية الأميركية، أن الطيران الأميركي نفذ 18 ضربة على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية قرب بلدة كوباني. وأضافت القيادة في بيان الأربعاء، أن الطائرات ضربت 16 مبنى يحتلها مقاتلو التنظيم، ودمرت العديد من مواقعهم القتالية قرب كوباني.

 

وكان المتحدث باسم البنتاغون، الأميرال جون كيربي، قد قال الأربعاء، إن الجيش الأميركي، يعتقد أنه قتل مئات من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، في ضربات جوية على كوباني. وأكدّ أن الزيادة في عدد الضربات الجوية حول البلدة، من جانب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في الأيام القليلة الماضية، يمكن ارجاعها جزئياً إلى زيادة في نشاط مقاتلي التنظيم في المنطقة، لكن رغم الضربات فما زال من الممكن أن تقع المدينة في أيدي التنظيم المتشدد.

 

وفي السياق، أكد المبعوث الأميركي الخاص المسؤول عن بناء التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية، جون آلن، الأربعاء، إن الضربات الجوية الأميركية حول بلدة كوباني، مصممة للتخفيف عن المدافعين، وإتاحة وقت لمحاولة حشد قوات في سوريا، لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة. وقال: “نحن نضرب الأهداف حول كوباني لأسباب انسانية. سأكون متردداً جداً في محاولة وصف شيء بمصطلح مثل هدف استراتيجي، أو نتيجة استراتيجية”. وأضاف “من الواضح أنه بالنظر للظروف المرتبطة مع الدفاع عن تلك البلدة، فهناك حاجة لقوة نيران اضافية لمحاولة تخفيف العبء عن المدافعين، وإتاحة بعض المساحة في نهاية الأمر لإعادة التنظيم على الأرض”. وتابع “رفعنا معدل الضربات الجوية وقوتها كي نوفر تلك المساحة”.

 

وقال آلن، إن المفاوضات مع الجانب التركي، مازالت مستمرة، لتحديد آلية المشاركة التركية في التحالف ضد التنظيمات “المتطرفة” في كل من سوريا والعراق. وأضاف “أعتقد أننا أجرينا نقاشاً تفصيلياً وبناءً مع الأتراك. هم أصدقاء قدامى وأعضاء في حلف الناتو. لقد تحدثنا عن مناطق متعددة بإمكاننا العمل فيها معاً، وتطرقنا إلى التفاصيل المتعلقة بحل المشكلات التي تواجهنا. القيادات الأميركية والأوروبية الموجودة على الأرض تحدثت عن تفاصيل العمليات العسكرية، ونحن ملتزمون كذلك بالحصول على المشورة السياسية في ما يتعلق بالقضايا المشتركة المتعددة التي تستطيع تركيا المشاركة فيها من خلال هذا الحلف”.

 

وكانت تركيا قد أعلنت أنها ستسمح للاجئين السوريين فقط، بعبور الحدود، من أجل مقاتلة “المتطرفين” في كوباني. وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن القادمين من سوريا يمكنهم الذهاب إلى كوباني للانضمام إلى المقاتلين لمواجهة المتشددين. وشدد أوغلو على أن بلاده لن تسمح للأتراك، أو لغيرهم، بعبور الحدود نحو كوباني، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد من تركيا أو شمال العراق. وقال رداً على مناشدات فرنسية لتركيا كي تفتح حدودها “ليس مقبولا القول إن هذه الأزمة جارية فقط لأن تركيا لا تفتح حدودها”، مضيفاً “من السهل التحدث من باريس. هل يعلمون ما يجري فعلا في الميدان؟”. وأكد “ليس مقبولاً أن يطلب منا فتح حدودنا من دون تحديد مفصل لما يعني ذلك”.

 

من جهتها، أكدت دمشق الأربعاء، أنها ستتخذ “بالتشاور مع أصدقائها”، الإجراءات التي تراها ضرورية لحماية الأراضي السورية من أي “تدخل عدواني”، مجددة رفضها إقامة منطقة عازلة بمحاذاة الحدود مع تركيا، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية. وهاجمت الخارجية السورية تركيا، معتبرة أن “المحاولات التركية لإقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية تشكل انتهاكاً سافراً لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ولقواعد القانون الدولي، كما تشكل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وضرورة تجفيف منابعه”.

 

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الأربعاء، إنه لا يتوقع أن ترسل الولايات المتحدة قوات برية إلى سوريا، ولا يتوقع أن تغير انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة الشهر المقبل السياسة الأميركية.

 

وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قد وثّق مقتل 662 منذ الـ16 أيلول/سبتمبر وحتى منتصف ليل الأربعاء-الخميس، في منطقة كوباني. وتشمل الضحايا 20 مدنياً كردياً، و258 من مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردي” وقوات الأمن الداخلي الكردية “الأسايش”، و374 من تنظيم الدولة الإسلامية.

 

طرطوس تتظاهر ضد الأسد..والتحالف يبطىء “الدولة” بكوباني

للمرة الأولى في تاريخ الثورة السورية، خرجت تظاهرات شعبية في محافظة طرطوس، إحدى معقل النظام السوري، مطالبة بإسقاط كافة رموز النظام والمعارضة معاً بغية إنهاء الحرب السورية. وقال نشطاء، إن قوات الأمن اعتقلت جميع المشاركين في التظاهرة، وهم من الطائفة العلوية، ممن كان لهم نشاطٌ مؤخراً، تمثّل بتوزيع منشورات كتب عليها “الكرسي إلك والتابوت لولادنا” و”الشارع بدو يعيش”، قبل وصولهم إلى مرحلة التظاهرة.

 

واقتيد المعتقلون، بحسب ما أفاد ناشطون، إلى فرع المخابرات العسكرية في المدينة، التي تُعتبر بعيدة نسبياً عن المعارك، وهي أيضاً المعقل الرئيسي لمناصري الأسد، إلا أنها سجّلت أكبر عدد لقتلى العلويين على مدار ثلاث سنوات من المعارك. وقدّر نشطاء أن نصف قتلى النظام، البالغ عددهم حوالي 61 ألفًا، ينحدرون من طرطوس، وتُقدّر نسبة العاملين في إدارات دولة النظام والجيش من العلويين بـ 90 في المئة.

 

وفي العاصمة، نفذّت قوات النظام الأربعاء، حملة اعتقالات في مساكن برزة، إحدى ضواحي دمشق، وأشارت مصادر إلى أن الحملة كانت تهدف البحث عن المتخلّفين عن الالتحاق بصفوف الجيش وقوات الدفاع الوطني. أما محافظة حماة، فشهدت اغتيال عضو مجلس الشعب وريس اليونس، أثناء مرور موكبه بين مدينتَي حماة والسلمية.

 

في سياق آخر، تمكّنت غارات التحالف الدولي من إبطاء تقدّم مقاتلي الدولة الإسلامية في مدينة كوباني “عين العرب”، وذلك بعد 21 غارة استهدفت تجمّعات المقاتلين، في إحدى أعنف جولات القصف التي شهدتها المدينة. وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة قتلت 32 من مقاتلي الدولة الإسلامية على الأقل، في إصابة مباشرة خلال الأسبوع الجاري، بفضل تنسيق أفضل مع القوات الكردية على الأرض وتكثيف الغارات على المدينة. وقال متحدث باسم “وحدات حماية الشعب الكردي”، إن كبار المسؤولين في الوحدات، يبلغون التحالف بمواقع أهداف تنظيم الدولة الإسلامية والطائرات تقصفها بعد ذلك. وأضاف أن بعض المقاتلين انسحبوا، لكنهم يعيدون تنظيم صفوفهم ويعودون من جديد، مؤكداً أن الضربات تصيب الأهداف بدقة، بفضل التنسيق مع الوحدات الكردية. إلا أن الوضع الميداني لا يزال غير واضح، إذ يسعى التنظيم إلى كسب مزيد من المناطق في معارك كرّ وفرّ مع المقاتلين الأكراد، مع العلم أنه يسيطر على حوالي نصف المدينة.

 

وفي محاولة للتقدم، شنّ مقاتلو الدولة الإسلامية هجوماً، الأربعاء، غربي المربع الحكومي وتدورت اشتباكات عنيفة بينه وبين وحدات المقاتلين الأكراد.

 

سوريون موالون مستاؤون من مشاريع استثمار ضخمة

أ. ف. ب.

معتبرين أن أموالها تسحب من جيوب المواطن الحي ودمائهم

تعبّر شريحة واسعة من السوريين المؤيدين للنظام عن شعور متنام بالغضب إزاء مشاريع سياحية واستثمارية تتم برعاية الحكومة، إذ يرى هؤلاء أنه من الأفضل للنظام أن يركز بدلًا من ذلك على استعادة الأمن مع استمرار الحرب ومقومات أساسية، مثل الكهرباء.

 

دمشق: أورد الإعلام الرسمي السوري قبل أيام أن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي افتتح “مشاريع خدمية وسياحية في طرطوس (غرب) بقيمة إجمالية 22 مليار ليرة سورية (120 مليون دولار)”، و”مول (بناء مجمع تجاري) بقيمة إجمالية عشرة مليارات ليرة سورية”. وأشار إلى أن المشروع “سياحي وتجاري، يتضمن المجالات الخدمية كافة، ويحتوي سبعة مطاعم، وصالة ألعاب أطفال ومتاجر”.

 

للحكومة يد

وذكر موقع “سيريا ريبورت” الالكتروني، المتخصص في الشؤون الاقتصادية، أن “هذا الافتتاح، الذي تم بثه على التلفزيون السوري، تسبب برد فعل عنيفة من مؤيدين للنظام”، مشيرًا إلى أن العديد من أنصار النظام “عبّروا عن غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي”. وأوضح التقرير أنه “على الرغم من أن طرطوس مول هو استثمار خاص، لكن مشاريع بهذا الحجم في سوريا لا يمكن أن تنشأ من دون دعم مسؤول حكومي”.

 

وتحفل صفحات تعتبر موالية لنظام بشار الأسد على موقع “فايسبوك” بانتقادات للمشروع، بينها تعليق كتب فيه “قام رئيس حكومة قتل المواطن (…) بافتتاح طرطوس مول. 60 في المئة من شعب طرطوس لا يمكنه أن يشتري من هذا المول”.

 

وعلى حساب باسم “لبوة الأسد” على موقع “تويتر”، جاء “10 مليار ل.س تكلفة طرطوس مول، الذي تم افتتاحه اليوم (8 تشرين الأول/أكتوبر).. والعسكري يدفع ثمن عملياته الجراحية من جيبه، ويأكل حبة بطاطا وخبزًا”.

 

نكران للدماء

وعبّرت عاملة في المجال السياحي في طرطوس لوكالة فرانس برس عن امتعاضها من “إقامة مشاريع ترفيهية وسياحية في طرطوس بالتزامن مع مقتل عدد كبير من عناصر الجيش المتحدرين من المحافظة في المعارك، من دون أخذ مشاعر عائلاتهم بالاعتبار”.

 

وتعد محافظة طرطوس العدد الأكبر من القتلى في صفوف قوات النظام، وهي من أبرز تجمعات الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس السوري. وتعتبر منطقة الساحل السوري “الخزان البشري” للنظام على صعيد الجنود وقوات الدفاع الوطني، التي تقاتل إلى جانب الجيش.

 

تنعم هذه المنطقة بهدوء نسبي، وبقيت في منأى عن النزاع العسكري. وقد نظمت السلطات المحلية فيها في نهاية أيلول/سبتمبر مهرجانات واحتفالات لمناسبة “اليوم العالمي للسياحة”. وقال شهود لوكالة فرانس برس إن عدد الذين شاركوا في فاعليات المهرجانات ضئيل.

 

البلد ماشي!

ويقول ناشر “سيريا ريبورت” جهاد اليازجي ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس “يسعى النظام (من خلال المشاريع التي يرعاها) إلى إظهار أن كل الأمور تسير بشكل جيد، وأن الأمور تحت السيطرة. وهو يعتمد هذا الأسلوب منذ ثلاث سنوات ونصف سنة”.

 

ويضيف ان الاسد “وعد خلال لقائه الاول مع الحكومة السورية بعد اعادة انتخابه، بتقديم الخدمات والسلع الاستهلاكية بشكل طبيعي للشعب… وتأمين ذلك امر مهم بالنسبة الى شرعية النظام”.

 

ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن لجوء عدد كبير من السوريين، لا سيما من مناطق حلب وإدلب، إلى منطقة الساحل السوري “أحدث نموًا، ولو طفيفًا، في الدورة الاقتصادية، ودفع مستثمرين إلى توظيف أموال في مشاريع جديدة”.

 

وإذا كان السيّاح لا يتزاحمون على أبواب طرطوس، إلا أن العديد من النازحين السوريين يقيمون في فنادق لمدة طويلة، في انتظار الفرج والعودة إلى مناطقهم، ويصرفون أموالًا في المنطقة. ويقول اليازجي “ارتفع عدد سكان الساحل كثيرًا، ما يبرر وجود هذه المشاريع”. لكن، أبعد من الخدمات والسلع الاستهلاكية، يريد المواطنون السوريون الأمن واستعادة حياة طبيعية.

 

كاسك يا وطن

وإذا كان من الصعب الحصول على تصريحات للإعلام من سوريين، تظهر مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت كمساحة فضلى للتعبير والنقد. فعلى صفحة “محافظة طرطوس المنسية” على “فايسبوك” جاء: “نعم يا سادة.. تم افتتاح مول طرطوس رسميًا، وبتكلفة تفوق عشرة مليارات ليرة سورية.. وأصبح بإمكان ذوي الشهداء تسوق صور و(سوفونير)، أي قطع تذكارية بالفرنسية، لشهدائهم.. كذلك الجرحى يمكنهم الاستفادة من الصولد (تنزيلات) على أطرافهم الاصطناعية. وكاسك يا وطن..”.

 

يقول اليازجي “تغيّر المزاج بين جمهور النظام بعد سقوط مطار الطبقة (في محافظة الرقة، شمال). كان هناك أمل بعد إعادة انتخاب بشار بأن الحرب ستنتهي. لكن ذلك لم يحدث”. وسقط مطار الطبقة في أيدي تنظيم “الدولة الإسلامية” في آب/أغسطس، وقتل في معركة المطار مئات من الجنود السوريين، قضى عدد كبير منهم إعدامًا بالرصاص أو ذبحًا.

 

ويضيف اليازجي: “لا يهاجم الناس بشار الأسد، إما لأنهم يخافون، وإما لأنه يبقى المحور الوحيد الثابت بالنسبة إليهم، فيهاجمون المسؤولين”. وبعد معركة مطار الطبقة، سجلت حملة على مواقع الاجتماعي تهاجم وزير الدفاع.

 

مقاطعة مشروع دمّر الرياضي

وفي حمص، سارت تظاهرات تطالب بإقالة المحافظ والمسؤولين الأمنيين، بعد تفجير انتحاري وقع في الأول من تشرين الأول/أكتوبر في وسط المدينة، أوقع أكثر من خمسين قتيلًا، معظمهم من الأطفال.

 

وعقب تدشين مجمع رياضي في مشروع دمّر في دمشق في الصيف الماضي، انطلقت على “فايسبوك” حملة تدعو إلى مقاطعة المشروع، الذي رأى الناس أنه يستهلك من الطاقة الكهربائية ما يزيد ساعات التقنين عليهم. وكان رئيس الوزراء وائل الحلقي وصف المشروع بأنه “دليل على بداية مرحلة التعافي التي تعيشها سوريا بفضل انتصارات جيشنا الباسل”.

 

يوم الغارات الجوية في الحرب السورية

إيلاف- متابعة

مقتل 14 شخصًا بينهم ستة أطفال

تكثّفت الغارات الجوية التي ينفّذها طيران النظام السوري على مناطق خرج جيشه منها، أدت إلى مقتل 13 شخصًا، بينهم 6 أطفال.

 

بيروت: قتل 14 شخصًا، بينهم ستة اطفال على الأقل، في غارات شنتها طائرات النظام السوري على إدلب وريف دمشق اليوم الخميس. وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان أن الطائرات الحربية السورية نفذت غارتين على مناطق في اطراف بلدتي حيش وبابولين القريبتين من معرة النعمان في جنوب ادلب، ما ادى إلى استشهاد اربعة اطفال على الاقل.

 

نساء وأطفال

 

وأضاف المرصد أن عشرة اشخاص آخرين على الاقل، بينهم طفلان وامرأة، قتلوا في غارات لطائرات الجيش السوري ايضًا على منطقة جسرين في الغوطة الشرقية بريف دمشق. ويأتي مقتل هؤلاء بعد يومين على مقتل 12 شخصًا، بينهم امرأتان وثلاثة اطفال، في قصف جوي لقوات النظام على بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية ايضًا.

 

ونفذ الطيران الحربي 5 غارات على مناطق في أحياء كنامات والجبيلة والعرفي وحويجة صكر ومساكن الشهداء بمدينة دير الزور. كما نفذ غارة على مناطق في بلدة حطلة بريف دير الزور الشرقي.

 

وقصفت قوات النظام مناطق في الأطراف الشرقية من حي الحويقة، ومناطق أخرى بدير الزور، من دون معلومات عن خسائر بشرية. كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين تنظيم الدولة الإسلامية وألوية مبايعة لها من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في حويجة صكر.

 

طيران وصواريخ

 

إلى ذلك، شنّ الطيران الحربي غارتين على مناطق في بلدة كفرزيتا بريف حماه الشمالي، ولم ترد انباء عن خسائر بشرية، كما لقي رجل مصرعه في بلدة اللطامنة متأثرًا بجراح أصيب بها جراء قصف للطيران الحربي على البلدة في وقت سابق. وتدور اشتباكات متقطعة في الجهة الجنوبية لبلدة معرحطاط بريف ادلب الجنوبي.

 

كما شنّ طيران الأسد غارتين على مناطق في حي جوبر، فيما سقط صاروخان صباح اليوم اطلقتهما قوات النظام على اطراف الحي، ما أدى لوقوع أضرار مادية في المنطقة من دون انباء عن اصابات. كما سقطت قذيفة في منطقة شارع الحمرا وسط العاصمة، أسفرت عن سقوط جرحى.

 

رأس العين

 

وبحسب المرصد، داهمت قوات النظام ليل الاربعاء حارة الآغوات بحي غويران جنوب شرق مدينة الحسكة، واعتقلت عددًا من المواطنين. ولقي ما لا يقل عن 20 عنصرًا من تنظيم الدولة الإسلامية مصرعهم، بعضهم من جنسيات غير سورية، بقيت جثثهم لدى وحدات الحماية الكردية، خلال هجوم نفذه مقاتلون أكراد في الريف الغربي لمدينة رأس العين.

 

وثمة معلومات عن تمكن مقاتلي الوحدات من السيطرة على تل زنكات، في الريف الغربي للمدينة، ومن غنيمة 18 كلاشينكوف ورشاشين متوسطين وآخر ثقيل. وجالت سيارات للوحدات تحمل قتلى تنظيم الدولة الإسلامية في شوارع رأس العين.

 

أكثر من 660 قتيلًا في كوباني

 

إلى ذلك، قتل 662 شخصا اغلبهم من مسلحي تنظيم داعش في المعارك التي تشهدها مدينة عين العرب الكردية السورية منذ شهر بين هذا التنظيم المتطرف والمقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن المدينة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.

 

وفي الوقت الذي شهدت فيه المدينة الحدودية مع تركيا اشتباكات جديدة، شن المقاتلون الأكراد في مدينة راس العين القريبة والحدودية مع تركيا ايضا في محافظة الحسكة هجوما على موقع لتنظيم داعش على بعد نحو 30 كلم الى الغرب وقتلوا 20 من عناصره.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية ان “662 شخصا قتلوا في الاشتباكات في كوباني منذ بدء هجوم التنظيم عليها في 16 ايلول (سبتمبر)”. وأوضح أن 374 من مسلحي تنظيم داعش قتلوا في هذه الاشتباكات، فيما قتل 258 مقاتلا من “وحدات حماية الشعب” الكردية، وتسعة مقاتلين أكراد آخرين، ومتطوع قاتل الى جانبهم، و20 مدنيًا كرديًا.

 

وشدد مدير المرصد على ان حصيلة قتلى المعارك هذه لا تشمل الذين قتلوا في غارات التحالف الدولي على المدينة الحدودية مع تركيا والواقعة في محافظة حلب السورية.

 

ويسيطر مسلحو تنظيم داعش على نصف كوباني، ثالث مدينة كردية سورية، ويخوضون حرب شوارع يومية مع المقاتلين الأكراد الذين يبدون مقاومة شرسة بمساندة من طائرات التحالف الدولي التي كثفت خلال الايام الماضية غاراتها على مواقع التنظيم المتطرف. وشهدت مدينة عين العرب اليوم اشتباكات جديدة بين المقاتلين الأكراد وداعش، بينما واصلت قوات التحالف غاراتها على موقع التنظيم الجهادي المتطرف.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان “اشتباكات دارت الخميس في شمال غرب المربع الامني (شمال)، كذلك فقد نفذ التنظيم هجوما على نقاط يتمركز فيها مقاتلو وحدات الحماية في الجهة الجنوبية، بينما استهدفت الوحدات عناصر التنظيم في المستشفى الوطني في جنوب كوباني”. واضاف المرصد ان المقاتلين الأكراد نفذوا هجمات ضد التنظيم في مناطق تقع في ريف عين العرب من جهة الغرب.

 

وفي موازاة هذه الاشتباكات، قتل بحسب المرصد “ما لا يقل عن 20 عنصرًا من داعش بعضهم من جنسيات غير سورية على ايدي المقاتلين الأكراد في موقع يبعد نحو 30 كلم غرب مدينة راس العين” الواقعة على بعد نحو 160 كلم شرق مدينة عين العرب.

 

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان مقاتلي “وحدات حماية الشعب” شنوا “هجومهم انطلاقا من غرب راس العين على موقع التنظيم، وقد جلبوا معهم جثث بعض هؤلاء المسلحين وساروا بها في سيارات داخل راس العين”.

 

ممثل الامين العام للامم المتحدة في سوريا يلتقي مسؤولا لحزب الله للمرة الاولى

أ. ف. ب.

بيروت: التقى ممثل الامين العام للامم المتحدة في سوريا ستيفان دي ميستورا، للمرة الاولى مسؤولا في حزب الله الشيعي اللبناني الذي يحارب في سوريا الى جانب نظام بشار الاسد.

فقد التقى دي ميستورا الخميس في بيروت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بحضور مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا. وهذا اللقاء هو الاول من نوعه بين ممثل للامم المتحدة وحزب الله منذ بداية النزاع في سوريا قبل اكثر من ثلاث سنوات.

وقال حزب الله في بيان “تمنى الشيخ قاسم النجاح لمهمة السيد دي ميستورا، وأكد له أن الحل الوحيد المتاح في سوريا هو الحل السياسي بعيداً عن الشروط المسبقة وعدم تجاوز الأطراف الفاعلين والمؤثرين في مثل هذا الحل”.

واضاف الشيخ قاسم “لقد أضاعت الدول الكبرى والإقليمية ثلاث سنوات ونصف من الوقت الذي كان مليئاً بالأخطار والقتل والتشريد في الخيار الحربي والإقصائي فماذا كانت النتيجة؟”.

وأوضح قاسم “لقد تأكد أن الحل السياسي ينقذ سوريا وشعبها، وعلى الجميع أن يتوقعوا تنازلات مؤلمة في هذا الإطار، لكنه الحل الوحيد المتاح ولا حل غيره”

من جهته قال دي ميستورا ان زيارته لحزب الله والشيخ قاسم تأتي في إطارالتشاور لأهمية التواصل مع كل الأطراف التي يمكن أن تساعد على الحل في المنطقة وخاصة في سوريا.

واكد دي ميستورا في تصريح صحافي بعد لقاء مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، ان “النزاع في سوريا لم يحل بعد ويا للأسف، لذلك نقوم بكل ما في وسعنا لدفع عملية سياسية قدما. ليس هناك انتصار او هزيمة عسكرية في سوريا، هناك فقط عملية سياسية”.

ولم يلتق سلفاه الاخضر الابراهيمي وكوفي انان حزب الله.

 

هكذا سقطت الموصل؟

ضابط عراقي كبير يشكك في رواية بغداد

 

كان اللواء مهدي الغراوي يعلم أن الهجوم قادم. في أواخر أيار اعتقلت قوات الأمن العراقية سبعة أعضاء من «داعش» في مدينة الموصل وعلمت أن المجموعة تخطط لشن هجوم على المدينة في أوائل حزيران. وطلب الغراوي قائد العمليات في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل تعزيزات من أكثر القادة تمتعا بثقة رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي. ولأن الجيش العراقي كان منهكا تجاهل الضباط الكبار هذا الطلب. كما نقل ديبلوماسيون في بغداد معلومات عن هجوم وقيل لهم ان قوات عراقية خاصة ترابط في الموصل وبإمكانها التعامل مع أي تطورات.

 

في الرابع من حزيران، حاصرت الشرطة الاتحادية في الموصل تحت قيادة الغراوي القائد العسكري لتنظيم «داعش» في العراق، ففضل أن يفجر نفسه على الاستسلام. كان الغراوي يأمل أن يمنع مقتله الهجوم المرتقب. لكنه كان مخطئا. ففي الساعة الثانية والنصف صباح يوم السادس من حزيران عاد الغراوي ورجاله إلى غرفة العمليات بعد تفقد نقاط التفتيش في المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة. وفي تلك اللحظة كانت قوافل من شاحنات البيك أب تتقدم من الغرب عبر الصحراء التي تقع فيها الحدود الفاصلة بين العراق وسوريا. وكان في كل شاحنة أربعة من عناصر «داعش». وشقت هذه القوافل طريقها إلى نقاط التفتيش التي كان في كل منها رجلان لتدخل المدينة. وبحلول الساعة الثالثة والنصف صباحا كان المقاتلون المتشددون يحاربون داخل الموصل. وبعد ثلاثة أيام ترك الجيش العراقي الموصل ثاني أكبر مدن العراق للمهاجمين. وأدى سقوط المدينة إلى سلسلة من الأحداث التي ما زالت تعيد تشكيل العراق رغم مرور أشهر. فكانت سببا في بدء هجوم استمر يومين واقترب فيه مقاتلو التنظيم مسافة 153 كيلومترا من بغداد ما أدى الى سقوط أربع فرق عراقية وأسر ومقتل آلاف الجنود العراقيين. وساهم هذا الهجوم في إزاحة المالكي عن منصبه كما دفع القوى الغربية وحلفاءها من دول الخليج العربية إلى بدء حملة قصف جوي لمواقع المتشددين الإسلاميين في العراق وسوريا.

 

لكن الغموض ظل حتى الآن يكتنف الظروف التي أحاطت بسقوط الموصل وبمن أصدر الأمر بترك القتال والانسحاب. فلم تصدر رواية رسمية لما حدث ولم ينشر سوى ما رواه الجنود عن عمليات هروب جماعي من الخدمة ومزاعم من قوات المشاة بأنها اتبعت أوامر صدرت لها بالهرب. وفي حزيران اتهم المالكي دولا بالمنطقة لم يذكرها بالاسم وقادة وسياسيين منافسين بالتآمر لإسقاط الموصل، لكنه لزم الصمت منذ ذلك الحين. ومع ذلك القت بغداد اللوم على اللواء الغراوي. ففي أواخر آب اتهمته وزارة الدفاع بالتقصير في واجبه.

 

وهو الآن ينتظر ما تتوصل إليه هيئة تحقيق ثم محاكمة عسكرية. وإذا كان قرار المحكمة بالإدانة فمن الممكن أن يحكم عليه بالاعدام. وتم أيضا احتجاز اربعة من ضباط الأمن الذين كانوا يخدمون تحت إمرة الغراوي انتظارا لمحاكمتهم ولم تتمكن «رويترز» من الاتصال بهم. ويعتزم البرلمان عقد جلسات استماع لمعرفة ما حدث في سقوط الموصل. ويظهر تحقيق أجرته «رويترز» أن مسؤولين عسكريين من مستوى أرفع والمالكي نفسه يتحملون جانبا من اللوم على الأقل. فقد شرح عدد من أرفع القادة والمسؤولين العراقيين بالتفصيل للمرة الأولى كيف استفاد تنظيم «داعش» من نقص القوات والخلافات بين كبار الضباط والزعماء السياسيين في العراق وحالة الذعر التي أدت إلى ترك المدينة. ويقول الضباط والمسؤولون إن المالكي ووزير دفاعه ارتكبا خطأ مبكرا فادحا برفض عروض متكررة من القوات الكردية المعروفة باسم البشمركة لتقديم المساعدة. ودور الغراوي في الكارثة موضع خلاف. فالغراوي من أفراد الطائفة الشيعية المهيمنة في البلاد ويقول محافظ نينوى وكثير من المواطنين إنه استعدى الأغلبية السنية في الموصل قبل بدء المعركة.

 

وساهم ذلك في ظهور الخلايا النائمة التابعة لـ«داعش» داخل الموصل نفسها. واتهم ضابط عراقي الغراوي بأنه لم يحشد القوات لوقفة أخيرة في مواجهة «داعش». من جانبه يقول الغراوي إنه ظل صامدا ولم يصدر الأمر النهائي بالانسحاب من المدينة. ويقر آخرون اشتركوا في المعركة صحة هذا الزعم ويقولون إن الغراوي ظل يقاتل حتى سقطت المدينة. وعند ذلك فقط هرب الغراوي من ساحة المعركة. ويقول الغراوي إن واحدا من ثلاثة أشخاص ربما يكون قد أصدر الأمر النهائي هو عبود قنبر الذي كان في ذلك الوقت نائبا لرئيس الأركان بوزارة الدفاع أو علي غيدان الذي كان قائدا للقوات البرية أو المالكي نفسه الذي كان يوجه كبار الضباط من بغداد بنفسه. ويعتبر الغراوي ان سر من قرر الانسحاب من الموصل يكمن مع هؤلاء الثلاثة. ويقول الغراوي إن قرار غيدان وقنبر ترك الضفة الغربية للموصل كان سببا في هروب جماعي من الخدمة لأن الجنود افترضوا أن قادتهم هربوا. وأيد مسؤول عسكري عراقي رفيع ذلك. ولم يعلق أي من الرجال الثلاثة علانية على قراراتهم في الموصل.

 

ورفض المالكي طلبات من «رويترز» لإجراء مقابلة لهذا التقرير. ولم يرد قنبر بينما لم يتسن الاتصال بغيدان. وقال اللواء قاسم عطا المتحدث العسكري الذي تربطه علاقات وثيقة بالمالكي لـ«رويترز» الاسبوع المنصرم إن الغراوي «قبل الآخرين جميعا… فشل في دوره كقائد». وقال إن الباقين «سيكشف عنهم أمام القضاء». ومن أوجه عديدة تعد رواية الغراوي لما حدث نافذة على العراق. فهذا القائد العراقي يعد شخصية رئيسية منذ عام 2003 عندما بدأ الشيعة يكتسبون نفوذا بعد أن أطاحت الولايات المتحدة صدام حسين وحزب البعث السني الذي كان مهيمنا من قبل. وحيا القادة العراقيون الغراوي ذات مرة باعتباره بطلا بينما يرى السنة أنه قاتل استغل الحرب العراقية على التطرف للتغطية على عمليات ابتزاز شركات للحصول على أموال وتهديد الأبرياء بالاعتقال والقتل.

 

وصعد نجم الغراوي في القوات المسلحة التي تسودها الانقسامات الطائفية والفساد والسياسة. وأصبح الغراوي الآن أسير هذه القوى نفسها. ولا يوضح قرار معاقبته وتجاهل دور الشخصيات الأعلى رتبة مدى صعوبة إعادة بناء القوات المسلحة فحسب بل يبين أيضا لماذا تواجه البلاد خطر التفكك. وكما أثبتت الموصل فالجيش العراقي مؤسسة فاشلة في قلب دولة فاشلة. وأصبح الغراوي على قوله كبش فداء وضحية للاتفاقات والتحالفات التي تبقي النخبة السياسية والعسكرية في العراق في مواقعها. وأحيل غيدان وقنبر موضع ثقة المالكي إلى التقاعد. ويقول الغراوي الذي يعيش في مدينته الواقعة في جنوب العراق إن رؤساءه ألقوا عليه أخطاء نظام متصدع. وقال الغراوي لـ«رويترز» خلال زيارة لبغداد قبل أسبوعين «هم يريدون فقط إنقاذ انفسهم من تلك الاتهامات. التحقيق يجب أن يشمل أعلى القادة والقيادات. على الكل أن يقول ما لديه حتى يعرف الناس».

 

[ الطريق إلى الموصل

 

وقد توقع الغراوي أن تكون الموصل جحيما. ففي السنوات التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق العام 2003 أصبحت المدينة مركزا لتنظيم «القاعدة» وحركة التمرد السني. ويقيم بعثيون سابقون وقادة عسكريون سابقون في محافظة نينوى.

 

كذلك كان للأكراد موطئ قدم في المدينة. فبعد سقوط صدام أصبحوا يهيمنون على قوى الأمن والحكومة المحلية. وفي عام 2008 وبعد عامين من تولي المالكي رئاسة الوزراء بدأ يعمل على تأكيد سلطته في المدينة. ولأنه كان يتوقع احتمال أن يغدر الأكراد به. بدأ حملة تطهير للضباط الأكراد من فرقتي الجيش الموجودتين في الموصل ويضع رجاله لحماية مصالح بغداد.

 

وفي العام 2011 وقع اختياره على الغراوي. كان الغراوي بالفعل واحدا ممن نجوا من ويلات النظام السياسي العراقي. ورغم كونه شيعيا فقد كان عضوا في الحرس الجمهوري في عهد صدام حسين. وفي عام 2004 وبعد سقوط صدام دعمت واشنطن الغراوي في قيادة واحدة من فرق الشرطة الوطنية الجديدة في العراق. وكانت تلك الفترة في غاية القسوة. وقد تم ربط قوى الأمن التي هيمن عليها الشيعة بما فيها الشرطة بسلسلة من عمليات القتل خارج نطاق القانون. واتهم الأميركيون الغراوي بإدارة كتائب الشرطة كواجهة للميليشيات الشيعية التي ألقيت عليها مسؤولية قتل المئات من الناس أغلبهم من السنة. وحقق مسؤولون أميركيون وعراقيون مع الغراوي لقيادته الموقع أربعة وهو سجن شهير ببغداد تردد أن السجناء كانوا يعذبون فيه أو يباعون لواحدة من أكبر الميليشيات الشيعية وأكثرها وحشية.

 

وفي أواخر العام 2006 تحرك المسؤولون الأميركيون لوقف أعمال القتال وضغطوا على المالكي لصرف الغراوي من الخدمة ومحاكمته بتهمة التعذيب. وكلف المالكي الغراوي مهمة أخرى، لكنه لم يشأ أن يحاكمه. ويتذكر السفير الأميركي ريان كروكر تبادل الصياح مع المالكي بسبب الغراوي. وقال كروكر عام 2010 «من دواعي شعوري بخيبة الأمل وهي كثيرة عدم الايقاع بهذا الفاشل البائس». ويقول الغراوي إنه لم يرتكب أي أخطاء خلال تلك الفترة وليس لديه ما يعتذر عنه. وأضاف أنها كانت حربا أهلية. وكان التمرد السني مصرا على القضاء على الحكومة التي يقودها الشيعة. كما قتل شقيق الغراوي على أيدي مقاتلين من السنة. ويقول الغراوي «كنا نعمل في ظل ظروف خاصة. ومنعنا الحرب الأهلية. بل إننا في واقع الأمر أوقفناها. فأين هي أخطاؤنا؟».

 

[ جلد الفهد وتحذير

 

بعد إنزال رتبته ظل الغراوي ينتظر فرصة ملائمة فعاش حياة كئيبة في فيلته ذات الإضاءة الخافتة في المنطقة الخضراء تزينها صور قديمة من بينها بضع صور له مع أعضاء في الكونغرس الأميركي ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد. وأوكلت إليه سلسلة من المهام البسيطة. ظل مكتب المالكي يقترح اسمه بانتظام لمناصب أعلى وظل المسؤولون الأميركيون يعرقلون هذه الاقتراحات. وبينما كانت القوات الأميركية تستعد لمغادرة العراق عين المالكي الغراوي في أعلى منصب قيادي للشرطة الاتحادية في الموصل. وهناك استعاد الغراوي مجده السابق. وعرض التلفزيون العراقي صورته وهو يقف في سهول نينوى بالزي المموه الأزرق وهو ويعلن نجاح عملية لإحباط مؤامرة إرهابية. وكافأه المالكي بمنحه عقارا سكنيا في أحد الأحياء الراقية في بغداد. وفي بيته بالعاصمة وأثناء إجازة قصيرة من الموصل في شهر كانون الأول الفائت، جلس الغراوي بكل زهو على أريكة خضراء وحوله جدران مطلية باللون الأصفر الشاحب وتحت قدميه سجادة من جلد فهد وأرضية تشع بلاطاتها بريقا لامعا. وتدلت من على الحائط صورة زيتية للغراوي. وراح الغراوي يتباهى بالاعتقالات وهو يقلب مجموعة من صور الجهاديين الذين اعتقلهم رجاله. ورغم انتصاراته كان صريحا في ما يتعلق بالتمرد الذي عاود الظهور العام الفائت مع تنامي شعور السنة بخيبة الأمل إزاء الحكم الطائفي للمالكي. وقال إن الحرب في أفضل الأحوال تمثل ورطة. اضاف ان تنظيم «القاعدة» الذي كان في ذلك الوقت التنظيم الأم لتنظيم «داعش» قبل ان ينفصل عنه الأخير هذا العام يحقق مكاسب. وأضاف «يجب أن أعترف أن القاعدة أقوى من أي وقت مضى. فالقاعدة يحتاج الموصل وينظر إلى الموصل باعتبارها إمارته».

 

وقال الغراوي إن القوات اللازمة لتأمين المحافظة تنقصه. كذلك فإنه واجه معارضة متنامية من السنة في الموصل الذين اتهموه ورجاله بارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القانون. ويرفض الغراوي هذه الاتهامات. وفي آذار عينه المالكي قائد العمليات في نينوى. وكان الأمن في العراق يتدهور. ففي محافظة الأنبار الواقعة إلى الجنوب الغربي من نينوى كانت ثلاث فرق عسكرية قد شاركت بسبب أعمال العنف في الحرب على مقاتلي «داعش» والعشائر السنية الغاضبة. وفقدت الحكومة السيطرة على الطرق الرئيسية من بغداد إلى الشمال. واعتاد مقاتلو «داعش» إقامة نقاط تفتيش وهمية على الطرق ونصب الكمائن للسيارات.

 

[ السقوط

 

بينما كان مقاتلو «داعش» يسابقون الريح صوب الموصل قبل فجر يوم السادس من حزيران، كان المقاتلون يأملون كما قال واحد منهم فيما بعد لصديق في بغداد أن يستولوا على إحدى الضواحي ساعات. فلم يتوقعوا أن تنهار سيطرة الدولة. ودخل الجهاديون خمسة أحياء بالمئات وخلال الأيام القليلة التالية ارتفع عددهم متجاوزا 2000 مقاتل ورحب بهم سكان المدينة السنة الغاضبون. كان خط الدفاع الأول عن الموصل هو اللواء السادس بالفرقة الثالثة من الجيش العراقي. وعلى الورق كان قوام اللواء 2500 رجل.

 

أما الواقع فكان أقرب إلى 500 رجل. كذلك كان اللواء تعوزه الأسلحة والذخائر وفقا لما قاله أحد ضباط الصف. فقد سبق نقل المشاة والمدرعات والدبابات إلى الأنبار حيث قتل أكثر من 6000 جندي وهرب من الخدمة 12 ألفاً غيرهم. وقال الغراوي إن ذلك لم يبق في الموصل أي دبابات كما أن المدينة كانت تعاني من نقص المدفعية. كذلك كانت هناك أيضا مشكلة الجنود الوهميين وهم الرجال المسجلون في الدفاتر الذين يدفعون للضباط نصف رواتبهم وفي المقابل لا يحضرون لثكناتهم ولا يؤدون ما عليهم من واجبات. وكان محققون من وزارة الدفاع أرسلوا تقريرا عن هذه الظاهرة لرؤسائهم العام 2013. وقال صف ضابط ترابط وحدته في الموصل إنه لم يحدث أي تقدم في هذا الشأن. عموما كان من المفترض أن يكون عدد رجال الجيش والشرطة في المدينة ما يقارب الـ25 ألفا. أما في الواقع فلم يكن العدد يزيد في أحسن الأحوال عن عشرة آلاف كما قال عدد من المسؤولين المحليين وضباط الأمن.

 

وفي حي مشرفة وهو من نقاط الدخول إلى المدينة كان عدد الجنود في الخدمة ليلة السادس من حزيران 40 جنديا فقط. ومع تسلل المتشددين إلى المدينة استولوا على عربات عسكرية وأسلحة. وقال ضابط الصف الذي يعمل في المدينة ان عناصر «داعش» شنقوا عددا من الجنود وأشعلوا النار في جثثهم وصلبوا البعض وأشعلوا النار فيهم على مقدمة سيارات الهمفي. وعلى الطرف الغربي من حي 17 تموز شاهد رجال الشرطة من الكتيبة الرابعة سيارتي همفي و15 شاحنة بيك اب تقترب وهي تطلق نيران المدافع الرشاشة بكثافة. وقال العقيد ذياب أحمد العاصي العبيدي قائد الكتيبة «في كتيبتنا كلها عندنا مدفع رشاش واحد. أما هم ففي كل بيك اب مدفع رشاش.» وأمر الغراوي قواته بتشكيل صف دفاعي لتطويق أحياء الموصل الغربية المحاصرة من جهة نهر دجلة. وقال الغراوي إنه تلقى اتصالا هاتفيا من المالكي للصمود حتى وصول قنبر نائب رئيس الأركان بوزارة الدفاع وغيدان الذي كان يقود القوات البرية العراقية. وقنبر من أفراد العشيرة التي ينتمي إليها المالكي بينما كان غيدان يساعد المالكي منذ فترة طويلة في العمليات الأمنية وفقا لما قاله ضباط مسؤولون عراقيون كبار.

 

وكان الاثنان أعلى رتبة من الغراوي وتوليا تلقائيا بالكامل القيادة في الموصل في السابع من حزيران. وفي صباح اليوم التالي التقى الغراوي محافظ نينوى أثيل النجيفي. ولم يكن المحافظ صديقا بل سبق أن اتهم الغراوي بالفساد وهو اتهام نفاه الغراوي. والآن كان مصير المدينة يتوقف على الغراوي. وسأل أحد مستشاري النجيفي الغراوي عن أسباب عدم قيامه بهجوم مضاد.، فأجابه الغراوي «ليس ما يكفي من القوات.» وكان الفريق بابكر زيباري يرأس الغراوي ورئيسا لهيئة الاركان للقوات المسلحة في بغداد. واتفق في الرأي أن لا عدد كافيا من الرجال لالحاق الهزيمة بالمتشددين. وسبق أن رفض المالكي فرصة لتغيير هذا الوضع. ففي السابع من حزيران عرض رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ارسال قوات البشمركة الكردية لتقديم العون. ووصل هذا العرض إلى المالكي الذي قال زيباري إنه رفضه مرتين عن طريق وزير الدفاع. كما حاولت الأمم المتحدة وديبلوماسيون أميركيون التوسط في وضع ترتيبات مقبولة للمالكي الذي ظل على ارتيابه في نوايا الأكراد.

 

وأصر المالكي على أن القوات العراقية تكفي وزيادة. وأكد مكتب بارزاني أن العروض الكردية بتقديم المساعدة قوبلت بالرفض. وعصر يوم الثامن من حزيران صعد «داعش».

 

كانت أكثر من 100 عربة تقل ما لا يقل عن 400 مقاتل قد عبرت إلى الموصل من سوريا منذ بداية المعركة. وقالت الشرطة والجيش إن الخلايا النائمة في المدينة نشطت وهبت لمساعدة المهاجمين. وقصف المهاجمون مركزا للشرطة في حي العريبي وهاجموا المنطقة المحيطة بفندق الموصل المهجور على الضفة الغربية لنهر دجلة الذي تحول إلى موقع قتالي لثلاثين رجلا من وحدة خاصة من قوات الشرطة. وقصف الغراوي ورجاله من الشرطة الاتحادية المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» بالمدفعية. وقال الغراوي إن «معنويات الموصل ارتفعت» لبرهة من الوقت. وخلال ساعات سادت الفوضى قيادة الغراوي. وتقول عدة مصادر عسكرية إن غيدان وقنبر عزلا قائد فرقة بعد أن رفض ارسال رجال للدفاع عن فندق الموصل. ومن الناحية النظرية كان تحت إمرة الضابط المعزول 6000 رجل وكان قائده المباشر هو الغراوي. ويصف الفريق أول زيباري هذا الأمر بخطأ آخر كبير. ويقول «في حالة الأزمة لا يمكنك ابدال القائد».

 

[ نقطة التحول

 

بحلول التاسع من حزيران كان العقيد العبيدي من الكتيبة الرابعة و40 من رجاله من بين آخر رجال الشرطة المحلية الذين يقاتلون لصد «داعش» في غرب الموصل. أما الباقون فكانوا إما انضموا للجهاديين أو هربوا من الخدمة. وقبيل الساعة الرابعة والنصف عصرا اتجهت شاحنة صهريج عسكرية لنقل المياه صوب فندق الموصل حيث كان العبيدي ورجاله يرابطون.

 

أطلقت الشرطة النار على الشاحنة التي انفجرت وتحولت إلى كتلة هائلة من النار والشظايا. وقال العبيدي الذي أصيب بجرح في ساقه جراء الانفجار «لم أشعر بشيء. فقد هز الصوت الموصل كلها لكني لم أسمع شيئا».

 

وتوعد العبيدي مواصلة القتال وهو يلوح بمسدسه. ونقله رجال الشرطة إلى زورق لعبور النهر إلى منطقة آمنة. وشهد ضباط عسكريون ومسؤولون محليون بل ومسؤولون أميركيون أدلوا بشهادتهم فيما بعد أمام الكونغرس على أن هجوم الفندق هو ما أدى الى انكسار الجيش والشرطة في الموصل. وبعد ذلك ذاب الخط الدفاعي في غرب المدينة فلم يعد له وجود. وبعد نحو ثلاث ساعات ومع انتشار التقارير عن قيام الشرطة الاتحادية بحرق معسكراتها والتخلص من الزي العسكري اجتمع محافظ نينوى ومستشاره مع قنبر وغيدان في قيادة العمليات قرب المطار.

 

وكان المستشار خالد العبيدي نفسه ضابطا متقاعدا وعضوا في البرلمان انتخب حديثا. (ولا تربط المستشار صلة قرابة بالعقيد العبيدي). وحض القادة العسكريين على الهجوم بالفرقة الثانية التي ظلت ساكنة نسبيا على الجانب الآخر من النهر في شرق الموصل. وقال قنبر إن لديهم خطة. وحض مستشار النجيفي الغراوي على الهجوم. وقال الغراوي إنه لا يمكنه المجازفة بنقل الجنود ورجال الشرطة الاتحادية الذين تبقوا معه. وقال المستشار «يمكننا أن نأتي لهم بالقوة».

 

وقاطعه قنبر قائلا إن على المحافظ ومستشاره أن يؤديا ما عليهما من واجب. وأضاف «ونحن سنؤدي واجبنا». وغادر المحافظ ومستشاره القاعدة الساعة 8:25 مساء غير واثقين من خطة العسكريين. وقبيل الساعة التاسعة والنصف مساء أبلغ قنبر وغيدان الغراوي بأنهما سينسحبان إلى الجانب الآخر من النهر. واكد الغراوي «قالا مع السلامة فحسب. لم يقدما لي أي معلومات أو أي سبب». ويرى الغراوي وضباط آخرون إنهما أخذا من قوات الغراوي 46 رجلا و14 شاحنة بيك اب وعربة همفي أي معظم ما لدى وحدته الأمنية. وتقول روايات عدة إن الضابطين صاحبي الرتبة الرفيعة نقلا قيادة المدينة إلى قاعدة على الجانب الشرقي من المدينة. وقال الغراوي إن قافلة غيدان وقنبر المتقهقرة خلقت الانطباع بأن قوات الجيش العراقي تهجر الميدان. وأضاف «هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير. هذا هو أكبر خطأ».

 

واكد المحافظ النجيفي لـ«رويترز» ان الجنود افترضوا أن قادتهم هربوا وخلال ساعتين كان أغلب رجال الفرقة الثانية قد هربوا من الخدمة في شرق المدينة. وظل الغراوي و26 من رجاله مختبئين في قاعدة عملياتهم في الغرب التي اجتاحها المقاتلون المهاجمون. ويقول الغراوي إن غيدان اتصل به في تلك الليلة وأكد له أن الجيش يسيطر على شرق الموصل. ويؤكد الفريق أول زيباري رئيس هيئة أركان القوات المسلحة في بغداد إن غيدان وقنبر غادرا الموصل خلال الليل ووصلا إلى كردستان في العاشر من حزيران. ويتساءل زيباري «طبعا بمجرد أن يترك القائد الجنود ويرحل فلماذا تريد أن تحارب؟ القائد الكبير هو العقل المحرك للعملية. ما إن يهرب حتى يصاب الجسد كله بالشلل».

 

ويشير زيباري الى انه لا يعرف من أصدر الأمر بالرحيل. وقال لـ«رويترز» إن غيدان وقنبر يتصرفان دون علم وزارة الدفاع ويرفعان تقاريرهما مباشرة إلى المالكي. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم التالي اتصل زيباري بالغراوي وحضه على مغادرة مركز قيادة العمليات. ويتذكر الرجلان قول زيباري «ستقتل. أرجوك انسحب». ورفض الغراوي وأصر على أنه يحتاج لموافقة المكتب العسكري التابع للمالكي لكي يرحل. وعقب ذلك قرر الغراوي أن يقاتل للوصول عبر جسر إلى شرق الموصل.

 

واتصل بغيدان لابلاغه بذلك. وقال له «سوف أقتل. أنا محاصر من جميع الجهات. انقل تحياتي لرئيس الوزراء وقل له إنني فعلت كل ما في وسعي». وانحشر هو ورجاله في خمس عربات واتجه صوب النهر. وعلى الضفة الشرقية أشعلت النار في العربات الخمس. وظل هو ورجاله يتفادون طلقات الرصاص والحجارة. ولقي ثلاثة من الرجال مصرعهم بالرصاص. وقال الغراوي إن المسألة أصبحت أن يحاول كل واحد النفاد بجلده. وفي الشرق قال الغراوي إن ثلاثة من رجاله استولوا على عربة مدرعة كانت اطاراتها فارغة من الهواء واتجهوا بها شمالا بحثا عن الأمان.

 

[ العواقب

 

بحللول آب كان الغراوي قد عاد إلى مدينته في جنوب العراق ليعتني بأولاده غير واثق من خطوته التالية. وفي يوم من الأيام تلقى مكالمة من صديق بوزارة الدفاع تبين منه أنه رهن التحقيق لهروبه من الخدمة في الموصل. وفي الوقت نفسه رقى المالكي قنبر وسعى لحماية غيدان. وبعد استقالة رئيس الوزراء في 15 اب أرغم الرجلان أيضا على التقاعد. وكان ذلك بمثابة محاولة من حيدر العبادي رئيس الوزراء الجديد للبدء من جديد والسعي لإعادة بناء القوات العراقية. وأغلق العبادي المكتب الذي اعتاد المالكي أن يوجه منه القادة وفي هدوء أحال الضباط الذين كانوا يعتبرون موالين لسلفه إلى التقاعد. أما تطهير المؤسسات الأمنية من الطائفية وسبل التحايل لجمع المال والمناورات السياسية فسيستغرق سنوات. والآن على الغراوي أن يتحمل المسؤولية عن سقوط الموصل. ويرى زيباري أن في ذلك ظلما. يقول زيباري «الغراوي كان ضابطا يؤدي عمله لكن حظه تعثر مثل كثيرين غيره من الضباط. كلنا علينا أن نتحمل بعض المسؤولية. كل واحد منا».

 

وقبل أسبوعين في بغداد قال الغراوي بذقن غير حليق وصوت أجش أنه يقبل مصيره أيا كان. وأضاف «ربما يصدر عفو عني وربما أسجن وربما أشنق».

(رويترز)

 

«الائتلاف»: حصار الغوطة والوعر إبادة جماعية والصمت الدولي يُعتبر مشارَكة في جرائم الأسد

اعتبر «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» أن الحصار الذي يفرضه نظام بشار الأسد على غوطة دمشق وحي الوعر في حمص هو إبادة جماعية، محذرا الائتلاف الدولي الذي تشكل لضرب تنظيم «داعش» من غض النظر عن جرائم الأسد.

 

ووصفت نائب رئيس الائتلاف الوطني نورا الأمير الحصار المحكم على مناطق الغوطة الدمشقية وبعض المناطق في العاصمة وأحياء الوعر في حمص والحولة والريف الشمالي لحمص بـ»الإبادة الجماعية التي لا تقلّ خطرا عن استخدام الأسد للكيماوي والبراميل المتفجرة ضدّ المدنيين المطالبين بإسقاطه». وقالت: «إنّ صمت المجتمع الدولي عن السلوك الإجرامي للأسد، هو اشتراك بطريقة أو بأخرى بالولوغ بدماء السوريين. فهذا الموقف السلبي غير مبرر ويقطع حبال الثقة المتبقيّة بين القوى الدولية والشعب السوري، فصمت العالم على الابتزاز السياسي اللاأخلاقي الذي يستخدم الأسد خلاله رغيف الخبز ولقمة العيش لإجبار السوريين على التراجع، جريمة إنسانيّة لا تقلّ سوءاً عمّا يمارسه الأسد بحق المواطن السوري«.

 

وطالبت الأمير المجتمع الدولي بـ»تحمّل مسؤوليته وتطبيق قرار مجلس الأمن 2139 بفك الحصار الكامل عن المدن السورية، إضافة إلى تطبيق القرار 2165 بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى المدن المحاصرة دون موافقة الأسد»، وأضافت الأمير أنّ «استثناء موافقة الأسد من القرار كان إقرارا من المجتمع الدولي بإجرام الأسد، فلا يمكن للمجرم (الأسد) أن يستأذن في إدخال المساعدات لأنّه ببساطة هو من يقوم بالجريمة الإنسانيّة على الأهالي المحاصرين. ولكن الغريب بالأمر، أنّ كل هذه القرارات الدولية القاضية بفك الحصار بقيت حبراً على ورق ولم تكتب لها الإرادة الدولية حقّ الحياة والتنفيذ، فالإرادة الدولية لا تكون إلا إذا رافق القرار المتخذ قرارا آخر يقضي بمعاقبة المخالف والمانع لعملية التنفيذ، وهذا ما يصرّ الفيتو الدولي على تجنبه في القرارات الصادرة عن مجلس الأمن».

 

وختمت الأمير قائلة، «إنّ حادثة لقاحات الموت ليست بالبعيدة، ومن يتحمل مسؤوليتها ليس فقط القائمين على برنامج اللقاح، بل الحصار المفروض من قبل الأسد على المناطق المطالبة بإسقاطه والصمت الدولي غير المسبوق على هذا الحصار وتباطؤه في تطبيق قرارات مجلس الأمن».

 

وفي سياق متصل، طالب رئيس المكتب الإعلامي في الائتلاف خالد الصالح التحالف الدولي بـ»توجيه الضربات العسكرية إلى نظام الأسد»، مضيفاً «إنّ إرهاب الدولة الذي يمارسه الأسد بحق المدنيين مستغلاً انشغال المنطقة بالحملة على تنظيم الدولة لا يقل عن ممارسات الأخير».

 

وحذر الصالح في تصريحه من «مغبة الاستمرار في التغاضي عن الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد أمام سمع العالم وبصره».

 

وتأتي مطالبة الصالح بعد» المجزرة التي ارتكبتها قوات الأسد في عربين بغوطة دمشق، والتي راح ضحيتها 10 مدنيين و50 جريحا»، حيث اعتبر هذه الجريمة «تغطية على اليأس الذي يعيشه نظام الأسد والمليشيات المقاتلة إلى جانبه».

 

وكانت طائرات الأسد قد استهدفت أول من أمس مدينة عربين بغوطة دمشق بغارتين جويتين، بالتزامن مع استهداف سلاح الجو التابع لنظام الأسد منازل المدنيين في بلدة عين ترما بغوطة دمشق مخلّفاً 11 شهيداً من المدنيين وعشرات الجرحى.

 

وميدانيا، دارت امس اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط حواجز قوات النظام على الجهة الجنوبية لمدينة معرة النعمان الممتدة حتى بلدة معرحطاط بريف ادلب الجنوبي، مما ادى لسيطرة مقاتلي المعارضة على حاجز غربال ابو عرب بمحيط بلدة معرحطاط، فيما نفذ الطيران الحربي التابع للنظام 6 غارات على مناطق الاشتباكات، إضافة لقصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، على مناطق في الجهة الجنوبية من مدينة معرة النعمان.

 

وفي محافظة دمشق، دارت بعد منتصف ليل الثلاثاء ـ الاربعاء اشتباكات بين قوات النظام المعارضة في جنوب العاصمة دمشق. وسقطت قذيفة هاون على منطقة في حي التضامن، فيما نفذت قوات النظام حملة دهم وتفتتيش للمنازل في حي الميدان طالت عددا من المواطنين، كما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر «حزب الله« ومقاتلي المعارضة على اطراف حي جوبر.

 

وتعرضت بعد منتصف ليل الثلاثاء ـ الاربعاء مناطق في حي الشعار في مدينة حلب لقصف من قبل قوات النظام، بينما دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي «حزب الله« ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات ايرانية وافغانية من جهة اخرى، في منطقة حندرات شمال حلب كذلك دارت اشتباكات بين القوى نفسها في محيط مبنى المخابرات الجوية بحي جمعية الزهراء غرب حلب، في حين قصفت قوات النظام أماكن في منطقتي الكاستيلو والملاح وبلدة حريتان بريف حلب الشمالي.

(الائتلاف الوطني، المرصد السوري)

 

النظام يقصف جوبر بالغازات وقتلى في ريف دمشق  

قتل 15 مدنيا وجرح عشرات جراء عدة غارات نفذتها طائرات النظام السوري على بلدتي جسرين وعربين في ريف دمشق الشرقي والغربي، في حين سجلت إصابات في حي جوبر بدمشق بعد استخدام النظام غازات مركزة، حسب ناشطين.

وقالت شبكة سوريا مباشر إن عدد قتلى الغارات الجوبة على بلدة جسرين ارتفع إلى 15، فضلا عن عشرات الجرحى، كما أكدت سقوط قتيل وعدد من الجرحى بقصف لقوات النظام على مدينة عربين بريف دمشق الغربي.

 

وذكر ناشطون أن قوات النظام كثفت قصفها المدفعي والجوي على معظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وشمل ذلك زملكا وعين ترما وحرستا ودوما، وحي جوبر في دمشق.

 

وقال مكتب دمشق الإعلامي إن عددا من المصابين سقطوا جراء استخدام النظام الغازات المركزة على جبهة المناشر جنوب غرب حي جوبر بدمشق، رجح أن تكون غاز الكلور، مضيفا أن قوات المعارضة المسلحة استُهدفت أمس بنفس الغازات على جبهة طيبة، مما أسفر عن إصابة سبعة منهم.

 

وتحدث ناشطون أيضا عن سقوط قذائف هاون في محيط ساحة باب توما في العاصمة دمشق، وعن سقوط قذيفة أخرى على مقرات جيش النظام في الشركة الخماسية بالمنطقة الصناعية في القابون بدمشق.

 

حلب وحمص

وفي حلب شمالا، قال ناشطون إن كتائب المعارضة استهدفت بقذائف محلية الصنع مقرات جيش النظام في مناطق البحوث العلمية و”الفاميلي هاوس” في حي الراشدين، مشيرين إلى اندلاع حريق كبير في إحدى محطات تكرير النفط الواقعة في منطقة أسيا ببلدة حريتان في ريف حلب الشمالي.

 

وفي حمص، تحدثت سوريا مباشر عن سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى جراء قصف قوات النظام على حي الوعر، كما أشارت إلى سقوط ثلاثة قتلى بينهم أطفال وعدد من الجرحى جراء هذا القصف.

 

وفي ريف حماة، قال ناشطون إن قتلى وجرحى من قوات النظام سقطوا في اشتباكات مع قوات المعارضة في منطقة الكسارة بمدينة مورك، كما تحدثوا عن استهداف قوات المعارضة مقرات قوات النظام في النقطة السادسة والكسارة بالمدينة وسط أكثر من عشرين غارة نفذها الطيران الحربي للنظام على المدينة وعلى بلدات أبو حبيلات والحردانة في السلمية بريف حماة الشرقي.

 

درعا وإدلب

وفي ريف درعا، ذكر ناشطون أن جيش النظام قصف بالمدفعية بلدة دير العدس، في حين ألقى الطيران المروحي ثلاثة براميل متفجرة على بلدة جاسم وبراميل أخرى على بلدتي صيدا وأم المياذن وبرميلين لم ينفجرا على بلدة الطيبة.

 

وتحدثت سوريا مباشر عن اشتباكات بين كتائب المعارضة المسلحة وقوات النظام على أطراف حي طريق السد في درعا المحطة.

 

وفي إدلب، ذكرت سوريا مباشر أن عددا من الجرحى سقطوا بعد انفجار سيارة مفخخة بأحد مقرات حركة حزم في بلدة معر دبسة.

 

وفي دير الزور إلى الغرب، قصفت قوات النظام بالمدفعية أحياء الجبيلة والعرفي ومحيط جسر الكنانة في مدينة دير الزور. كما أدى قصف بلدة حطلة إلى سقوط قتيلين، بينهم طفلة وعدد من الجرحى.

 

مقتل جنرال إيراني في معارك بريف حلب السوري

دبي – قناة العربية

قالت مواقع إيرانية إن الجنرال في قوات الباسيج الإيرانية، جبار دريساوي، قتل على يد الثوار السوريين، في منطقة حندرات في حلب، الخميس الماضي.

 

وأكدت الخبر أيضا، مجموعة “مراسل سوري” على صفحتها على موقع التواصل “فيسبوك”.

 

المجموعة قالت إن جبار قضى في المعارك المستمرة في ريف حلب بالقرب من حندرات، وهو مقاتل قديم في الحرس الثوري الإيراني، وسبق له أن شارك في الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات.

 

وكان النصف الأول من عام 2013 قد شهد للمرة الأولى جنازات رسمية لقتلى من الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وهي الفترة نفسها التي نشط فيها لواء “أبو الفضل العباس” وبدأ بالتمدد واستقبال المقاتلين بكثافة.

 

واشنطن: بدأنا بتدريب مقاتلي المعارضة السورية

دبي – قناة العربية

قالت الولايات المتحدة إنها بدأت بتنفيذ برنامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة في ظل إقرارها بأن الضربات الجوية وحدها لن تكفي لمواجهة المتطرفين.

 

فالولايات المتحدة تريد من المعارضة السورية أن تكون القوة البرية المحلية التي تحتاجها على الأرض لمحاربة المتطرفين.

 

فهي منذ فترة تقر بأن الضربات الجوية وحدها لن تنفع، لكنها في الوقت نفسه تؤكد باستمرار أنها لن ترسل مقاتلين أميركين إلى أرض المعارك في سوريا أو العراق.

 

لذلك فإن عملية تدريب المعارضة المعتدلة بدأت لملء هذا الفراغ.

 

من جانبه، قال توني بلنكن، مستشار الأمن القومي الأميركي: “عملنا مع المعارضة السورية على مدى سنوات طويلة، لدينا تعاون مع المعارضة السياسية والعسكرية، نحاول دعمهم وتوفير المشورة لهم أيضاً. وقد أيد الكونغرس مؤخراً برنامجاً لتدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة، وهذا البرنامج ينفذ حالياً، حيث نعد مواقع للتدريب، ونبدأ بجلب الأشخاص لتدريبهم بداية السنة المقبلة”.

 

التدريب كما قال المسوؤل في الأمن القومي الأميركي سيكون على أيدي عسكريين في الكونغرس، وستقام معسكرات خاصة لهذا الأمر في تركيا التي وافقت على القيام بهذا الدور.

 

لكن هذه الاستراتيجية بحاجة لكثير من الوقت والصبر، وهو أمر أقره الأميرال جون كيبري، المتحدث باسم البنتاغون.

 

ويقول مسؤولون عسكريون في البنتاغون إن تجهيز بعض الفرق من المعارضة السورية التي يمكن الاعتماد عليها، وفرز المشاركين في التدريب سيحتاج إلى خمسة أشهر على الأقل.

 

قتلى وعشرات الجرحى بقصف “الوعر” بحمص

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 12 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بقصف للقوات الحكومية ومجموعات مسلحة موالية لها على حي الوعر في حمص وفقا لما أفادت مصادر “سكاي نيوز عربية” الخميس.

 

وأضافت المصادر أن القوات الحكومية التي تحاصر الحي منذ أشهر قصفته من منطقة البساتين بـ”أسطوانات متفجرة” وصواريخ أرض-أرض سقطت في الحي القديم.

 

وكان حي الوعر لفترة طويلة بعيدا عن المعارك التي دمرت أحياء كثيرة في حمص، ويسكنه قرابة 300 ألف شخص نازح من تلك الأحياء.

 

من جهة أخرى، قتل 5 أشخاص في بلدة جسرين بريف دمشق بينهم طفل وسيدة وعشرات الجرحى أغلبهم في حالة خطرة.

 

وفي حلب، شن الطيران الحربي قصفا بالرشاشات على بلدتي خان العسل وكفرناها في ريف المدينة الغربي.

 

مساعد سابق لطوني بلير: لا تهدروا الوقت… اعثروا على وسيط وتفاوضوا مع داعش

بقلم جوناثان باول

ملاحظة المحرر: جوناثان باول هو كبير موظفي مكتب طوني بلير عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء البريطاني. وهو يرأس الآن جمعية “إنتر ميدييت” وهو مؤلف كتاب “التحدث إلى إرهابيين: كيف يمكن إنهاء النزاعات المسلحة.” وما ورد في مقالته يعبر حصرا عن رأيه ولا يعكس وجهة نظر CNN

 

عندما يشاهد الناس عملية قطع رأس صحفي غربي بدم بارد على شاشة التلفزيون فإنهم يتفاعلون مع ذلك بعواطف جياشة. فهم يريدون الانتقام وأنا أيضا مثلهم. ولكنني فهمت أنّ ذلك لن يكون الأسلوب الأمثل لاحتواء الجماعات الإرهابية. فالتاريخ يتضمن أمثلة ويقترح علينا أن نفكّر بهدوء بشأن استراتيجية مناسبة إذا رغبنا في “تحجيم وبالتالي تدمير” تنظيم داعش مثل الخطة التي وضعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وليس بردود انفعالية.

 

وأتذكر هنا قصة كولن باري الذي لفظ ابنه ذو الـ12 عاما أنفاسه وهو بين ذراعيه بعد أن أصابته واحد من قنابل الجيش الجمهوري الأيرلندي في مدينة وارينغتون عام 1993. والأسبوع الماضي وخلال مهرجان شلتنهام الأدبي، قال باري إنه لو كان يعلم أنّ رئيس الوزراء(الأسبق) جون ميجر كان يتراسل مع الجيش الجمهوري الأيرلندي، عندما انفجرت القنبلة فإنه كان سيصاب بالرعب، ولكن لو طرحت عليه نفس السؤال إثر ذلك بستة شهور فإنه كان سيرحب بقرار ميجر سعيه لإنهاء النزاع عبر التحدث والنقاش.

 

فإذا كان الضحايا أنفسهم يرون حكمة في التحدث إلى الإرهابيين فما الذي يمنع رجال السياسة من ذلك؟

 

لقد وجهت لي تهم بالحمق لأنني فكرة مثل هذه خطرت ببالي. ولكنها لم تكن مجرد فكرة استنبطتها من الهواء ولكنها انبت على دراسة ثلاثين عاما من النزاعات خلصت إلى أنّ الحكومات، عندما تواجه أي مجموعة إرهابية ناشئة، فإنها تقول أولا إنها لن تتفاوض ثم ينتهي بها الأمر إلى ذلك لاحقا مثلما كان الأمر في جنوب إفريقيا وإندونيسيا والسلفادور. وما أريد شرحه هنا هو أنني لا أعني أن التفاوض سيكون بديلا للقتال. لا ما أعنيه، هو أن يستمر القتال وفي نفس الوقت تكون هناك مفاوضات عبير وسيط.

 

فلطالما استنفدت مثل هذه الجماعات وقتا طويلا قبل أن تقتنع بأنه لا يمكنها حسم معركتها عسكريا أو أمنيا. ولا أعتقد أنّ هناك من سيوافق على دولة خلافة كونية. ودعوني أذكركم بأنّ الحكومة البريطانية فتحت قناة للحديث مع الجيش الجمهوري منذ 1972 ولكن ميجر بدأ التراسل معهم رسميا إثر ذلك بنحو 20 سنة.

 

ويمكن في رأيي أن يكون للبعثيين وضباط الجيش العراقي السابقين دور يمكنهم لعبه في التوسط مع ضمانات أخرى بأنه سيكون للسنّة صوت مسموع في عراق غالبيته شيعية.

 

لقد اقترحت عام 2008 عندما غادرت الحكومة، بناء على تجربتي السابقة بشأن الملف الأيرلندي، أن يتم الحديث مع حماس وطالبان والقاعدة. لكن المتحدث باسم الحكومة قلل من شأن ذلك قائلا إنّه في الوقت الذي لا ترى فيه الحكومة مانعا من التفاوض مع الجيش الجمهوري ومنظمة التحرير الفلسطينية، فإنها ترفض ذلك بالمرة عندما يتعلق الأمر بهذه الجماعات.

 

وفي غضون ست سنوات، رأينا كيف أنّ الحكومات ومن ضمنها الحكومة الأمريكية تفاوضت مع طالبان بشأن الجندي بيرغدال وتفاوضت الحكومة الأمريكية والإسرائيلية مع حماس وقال مسؤول في الاستخبارات البريطانية إنه ينبغي أن نتحدث إلى القاعدة.

 

والتفاوض مع الإرهابيين لن يثمر سريعا بل يستغرق زمنا قبل أن نرى نتائجه. لكن لجميع النزاعات حلولا وما نحتاجه هو زعماء مستعدون للمغامرة وتغيير الأفق والمقاربة والاستفادة من أخطاء الماضي بدلا من إعادة طاحونة الشيء المعتاد كلما اكتشفنا أنفسنا أمام مجموعة مسلحة جديدة

 

ضابط أمريكي لـCNN: داعش أثبت قوة قيادته بقتاله على جبهتين بينهما 400 كيلومتر.. ولا بد من ضربه بمائة غارة يوميا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال العقيد المتقاعد من الجيش الأمريكي، ريك فرانكونا، محلل الشؤون العسكرية لدى CNN، إن تنظيم الدولة الإسلامية أظهر قوة كبيرة على صعيد مراكز القيادة والسيطرة لديه، إذ يخوض حروبا متوازية على جبهات تبعد مئات الكيلومترات عن بعضها، مشددا على ضرورة رفع عدد الغارات ضده إلى أكثر من مائة يوميا.

 

وقال فرانكونا، في حديث لـCNN، إن الخطة الأمريكية ضد التنظيم حتى الآن لا تعكس إلا “استراتيجية خفيفة” مضيفا: “لم نر إلا القليل من الغارات الجوية وهي غير قادرة على إحداث تغيير، وأنا ضابط سابق في سلاح الجو أعتقد أنه يجب رفع عدد الغارات إلى أكثر من مائة في اليوم.”

 

ولفت فرانكونا إلى التكاليف الكبيرة للعمليات مقابل الخسائر المحدود للتنظيم قائلا: “الفارق بين أسعار القذائف والصواريخ وثمن العربات المستهدفة مسألة تستحق النظر، كما أن داعش تعلم كيفية تحريك عرباته وتجنب تحريك القوافل الكبيرة، وقد كان للتنظيم مهلة كافية سمحت له بنقل معداته.”

 

وتابع بالقول: “الغارات تقوم ضرب دبابة هنا أو مدفع هناك، ولكن داعش أكثر فاعلية على الأرض، وعناصره يقاتلون في كوباني عند الحدود التركية، وكذلك على مشارف بغداد التي تبعد 400 كيلومتر، ما يعني أن لديهم مركز قويا للقيادة والسيطرة.”

 

ولم يستبعد فرانكونا أن تكون معركة داعش في كوباني عبارة عن “عملية تضليل تامة” مضيفا إن المدينة مهمة بالنسبة للأكراد والأتراك وداعش، ولكن سقوطها لن يؤثر في الحصيلة النهائية للمعارك.

 

مسؤول إيطالي: وثيقة استراتيجية اوروبية بشأن أزمتي العراق وسورية

روما (16 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن مسؤول إيطالي رفيع مساء الخميس أن الاتحاد الاوروبي يضع اللمسات الاخيرة على “وثيقة استراتيجية” تختص بالاوضاع في سورية والعراق وظاهرة مايسمى بالمقاتلين الاجانب من حملة الجنسيات الاوروبية

 

وفي إفادة أمام إجتماع مشترك للجنتي الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس النواب والشيوخ الايطاليين ، قال وكيل وزارة الخارجية بينيدتو ديلا فيدوفا إن “الوثيقة الاستراتيجية ترتكز على أربعة أعمدة، هي مكافحة الارهاب ودعم المعارضة المعتدلة في سورية والدعم السياسي والعسكري للعراق وإدارة الازمة الانسانية”، على حد وصفه

 

الضربات الجوية المكثفة تعوق تقدم الدولة الاسلامية في كوباني السورية

من حميرة باموق

مورستبينار (تركيا) (رويترز) – تباطأ تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في بلدة كوباني السورية الحدودية بعد يومين من الغارات الجوية المكثفة التي شنتها الطائرات الحربية الأمريكية.

 

وقال مسؤولون أتراك وأمريكيون الأسبوع الماضي إن الدولة الإسلامية على وشك الاستيلاء على كوباني وانتزاعها من الأكراد الأقل تسليحا الذين يدافعون عنها بعد ان سيطر التنظيم المتشدد على مواقع إستراتيجية في عمق البلدة.

 

وزادت وتيرة الغارات الجوية للتحالف زيادة كبيرة. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن طائرات أمريكية مقاتلة وقاذفة قنابل نفذت 14 غارة على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية قرب مدينة كوباني الحدودية يومي الأربعاء والخميس.

 

وأضافت في بيان إن الغارات الجوية أبطأت فيما يبدو من تقدم التنظيم المتشدد لكن “الوضع الأمني على الأرض في كوباني لا يزال هشا”.

 

وينظر الى الهجوم المستمر منذ أربعة أسابيع على انه اختبار لإستراتيجية الضربات الجوية للرئيس الأمريكي باراك اوباما وقال الزعماء الأكراد مرارا إن بلدة كوباني المحاصرة لن تنجو دون وصول اسلحة وذخيرة للمدافعين عنها وهي خطوة لم تسمح بها تركيا حتى الآن.

 

وتسعى الدولة الإسلامية للسيطرة على كوباني لتعزيز موقفها في شمال سوريا بعد ان سيطرت على مساحات كبيرة من الأراضي السورية وأيضا الأراضي العراقية. وإذا هزمت الدولة الإسلامية في كوباني فستكون هذه نكسة كبيرة للجهاديين وتعطي دفعة لأوباما.

 

وقال مراسل لرويترز إن أصوات إطلاق نيران أسلحة ثقيلة وخفيفة سمعت من الجانب الآخر للحدود في تركيا بعد ظهر الخميس وأصابت قذيفة هاون (مورتر) الأرض التركية بالقرب من خيام مهجورة.

 

وقامت قوات الأمن التركية بنقل المدنيين ووسائل الإعلام بعيدا عن التلال المطلة على كوباني مع احتدام المعارك.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه حدثت خلال الليل ست ضربات جوية على شرق كوباني وان الاشتباكات بين المقاتلين الأكراد والجهاديين استمرت خلال الليل يوم الأربعاء. ولكن لم يحقق أحد من الجانبين المتصارعين مكاسب ملموسة.

 

وقال المرصد إن المقاتلين الأكراد تمكنوا بعد ذلك من الاستيلاء على شارع في كوباني كان يسيطر عليه مقاتلو الدولة الإسلامية.

 

وقال صحفي في كوباني إن الضربات الجوية مكنت القوات الكردية من شن هجمات للمرة الأولى منذ بدء هجوم الدولة الإسلامية قبل أربعة أسابيع.

 

وقال عبد الرحمن جوك لرويترز في اتصال هاتفي إنه شاهد بعض مواقع وحدات حماية الشعب في شرق البلدة يوم الاربعاء والتي كانت الدولة الاسلامية تسيطر عليها قبل يومين فقط.

 

وأضاف أن المسؤولين في كوباني يقولون إن الغارات الجوية كافية لكن هناك حاجة لتحرك بري لطرد الدولة الإسلامية وان وحدات حماية الشعب قادرة تماما على القيام بذلك لكنها بحاجة الى مزيد من الأسلحة.

 

واستبعد المسؤولون الأمريكيون ارسال قوات برية لمكافحة مقاتلي الدولة الإسلامية لكن القوات الكردية توصف بأنها من الشركاء الذي يعول عليهم للتحالف. وتلقى الأكراد في العراق شحنات أسلحة غربية لتعزيز موقفهم. ولكن لم تصل أسلحة أو ذخيرة إلى كوباني حسبما يقول المقاتلون هناك.

 

وقال المرصد السوري إن القوات الكردية قتلت ما لا يقل عن 20 من مقاتلي الدولة الإسلامية يوم الأربعاء إلى الغرب من رأس العين وهي مدينة سورية أخرى على الحدود إلى الشرق من كوباني.

 

وأضاف المرصد قوله أن اثنين على الأقل من مقاتلي وحدات حماية الشعب قتلا أيضا في المعارك التي استولى فيها المقاتلون الأكراد على بنادق كلاشنيكوف وبنادق آلية وأسلحة أخرى.

 

منطقة آمنة

 

وترفض تركيا الإذعان للضغوط لمساعدة كوباني إما بإصدار أوامر إلى الدبابات والقوات التركية التي تصطف على امتداد الحدود بدخول المدينة أو السماح بوصول الأسلحة والذخائر إلى المدينة.

 

وتأبى أنقرة أن تنجر إلى مستنقع الحرب السورية قبل الحصول على ضمانات من حلفائها الغربيين بأنه سيجري بذل مزيد من الجهد للمساعدة في إعادة 1.6 مليون شخص فروا عبر الحدود من سوريا إلى بلادهم.

 

ويخشى المسؤولون أيضا مغبة تسليح المدافعين الأكراد عن كوباني الذين تربطهم روابط وثيقة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا عمره عقود على الحكومة التركية في الجنوب الشرقي الذي يغلب الأكراد على سكانه.

 

ويشعر المسؤولون الأتراك باستياء متزايد من الانتقادات الموجهة إلى تصرفاتهم بشأن كوباني قائلين إنهم يتحملون الأعباء الإنسانية الناجمة عن المعارك التي أدت إلى فرار 200 ألف شخص عبر الحدود من منطقة كوباني.

 

وهم يقولون أيضا إن الضربات الجوية لا تقدم إستراتيجية شاملة لمكافحة الدولة الإسلامية التي قوي وجودها بفضل فراغ السلطة الذي خلقته الحرب السورية. وتلقي أنقرة باللوم على الرئيس بشار الأسد في هذا وتريد أن يتم الإطاحة به من الحكم وهو ما يرفض الحلفاء الغربيون في الوقت الحالي قبوله.

 

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو يوم الأربعاء إن دعوات وجهت للمقاتلين الأكراد الذين فروا إلى تركيا للعودة إلى كوباني للدفاع عنها لكنهم رفضوا.

 

واستعرض أيضا تفاصيل “المناطق الآمنة” التي تريد تركيا إقامتها في سوريا بالقرب من حدودها حتى يتمكن اللاجئون من البدء بالعودة إلى ديارهم.

 

وقال داود أوغلو إن هذه المناطق يجب إقامتها بالقرب من مدينة حلب التي شهدت بعضا من أشد المعارك ضراوة في الأشهر الأخيرة. واضاف إن مناطق أخرى يجب إقامتها بالقرب من الحدود التركية في محافظة إدلب في الحسكة وجرابلس وكوباني.

 

وأضاف قوله إنه يجب على الأمم المتحدة لتعزيز الشرعية أن تتولى تنفيذ هذه المناطق الآمنة ولكن إذا لم يحدث هذا فإن التحالف الدولي يمكنه توفير الغطاء الجوي اللازم لهذه المناطق.

 

وقال “تركيا يمكنها تقديم كل المساعدات اللازمة إذا تقرر إنشاء هذه المناطق الآمنة ولكن حينما لا توجد مثل هذه المناطق فإن مطالبة تركيا بالتدخل من تلقاء نفسها هو مطالبة لها بأن تتحمل هذه المخاطر وحدها.”

 

ويشعر المسؤولون الأتراك بالتفاؤل بأنه يمكنهم إقناع شركاء التحالف بتلبية بعض مطالبهم بحيث يمكن لأنقرة القيام بدور أكثر فعالية ولكن لم يتضح كم من الوقت ستستغرق المفاوضات.

 

ويقول مسؤولون أمريكيون إن إنشاء مناطق آمنة ليس أولوية في نظرهم وقال حلف شمال الأطلسي إنه لا يناقش مثل هذه الخطوة.

 

وكررت وزارة الخارجية السورية يوم الأربعاء معارضة دمشق “للمناطق العازلة” وهو التعبير الذي استخدمه بعض المسؤولين الأتراك محذرة من إنها ستكون انتهاكا صارخا للقانون الدولي وذلك حسبما أوردته وكالة الأنباء العربية السورية.

 

وقال بيان وزارة الخارجية إن الشعب السوري لن يسمح لأحد بالتدخل في شؤونه وهو حريص على الدفاع عن سيادته.

 

(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية – تحرير احمد حسن)

 

وزارة الخارجية: امريكا تجري اول محادثات مباشرة مع حزب كردي سوري

واشنطن (رويترز) – قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس إن مسؤولا بالوزارة أجرى محادثات مباشرة للمرة الأولى في مطلع الأسبوع مع الحزب السياسي الكردي الرئيسي في سوريا في حين تبني الولايات المتحدة تحالفا لمكافحة تنظيم الدولةالإسلامية.

 

وقالت المتحدثة باسم الوزارة جين ساكي للصحفيين “أجرينا لبعض الوقت محادثات عبر وسطاء مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. تحاورنا في مطلع الأسبوع فقط مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.”

 

وقالت ساكي إن الاجتماع ضم مسؤولا بوزارة الخارجية وعقد خارج المنطقة.

 

ولحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي روابط وثيقة مع حزب العمال الكردستاني الذي يشن حملة من أجل حقوق الأكراد وهدد بالانسحاب من عملية السلام التي تجري مع الحكومة التركية ردا على الهجوم الحالي لمقاتلي الدولة الإسلامية على مدينة كوباني السورية.

 

وتضع تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني على لائحة المنظمات الارهابية.

 

وذكرت أنباء يوم الثلاثاء إن طائرات حربية تركية هاجمت أهدافا للمتمردين الأكراد في جنوب شرق تركيا بعد أن قال الجيش إن موقعا له تعرض لهجوم من مقاتلي الحزب وهو ما أثار خطر إحياء صراع استمر ثلاثة عقود وراح ضحيته زهاء 40 ألف شخص قبل الإعلان عن هدنة قبل نحو عامين.

 

(اعداد محمد عبد العال للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

امريكا متفائلة بشأن المحادثات عن دور تركيا ضد الدولة الاسلامية

واشنطن (رويترز) – قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الخميس إن المحادثات بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن دور تركي محتمل في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية مضت بصورة “جيدة جدا جدا”.

 

لكن الوزارة رفضت التعليق على ما قد تقوم به تركيا فعلا.

 

وقال الاميرال جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون للصحفيين “مضت المحادثات بصورة جيدة جدا جدا. ركزت على استطلاع طرق اخرى ومساهمات اخرى يمكن لتركيا المشاركة بها في ذلك.” واضاف “نعتقد أن المحادثات كانت ايجابية… اعتقد أن فريقنا يخرج بتقرير عام جيد هنا لكنني لن أستبق الامور (بشأن) ما قد تفعله تركيا او لا تفعله.”

 

(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى