أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس, 16 حزيران 2011

 

أميركا: عدم الاستقرار في سورية من النظام

واشنطن – جويس كرم؛ أنقرة – يوسف الشريف

دمشق، عمان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – قالت الولايات المتحدة أمس إن عدم الاستقرار في سورية «يأتي من النظام»، موضحة ان «الخيار ليس بين النظام والاستقرار كما يحاولون الايحاء»، في انتقاد جديد لمواصلة السلطات السورية اللجوء إلى الحل الامني على حساب الاقدام على اصلاحات. وحذرت من أن «موجة عدم الاستقرار التي تتزايد داخل البلاد بدأت تنتشر خارجها مع سيل اللاجئين الى تركيا ولبنان»، مشيرة الى انها بصدد فرض عقوبات جديدة على سورية. في موازاة ذلك، حمل المسؤولون الاتراك حسن توركماني مبعوث الرئيس بشار الأسد الذي زار امس أنقرة حيث التقى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان «رسالة اصلاح» للخروج من الازمة السياسية في سورية.

وقال توركماني، لدى وصوله الى أنقرة، أنه سيبحث مع المسؤولين الأتراكفي «العلاقات الودية» بين دمشق وأنقرة. وأضاف أن اللاجئين السوريين الى تركيا سيعودون قريباً، «موواطنونا هنا في تركيا موقتاً لفترة وجيزة. سيعودون قريباً. أعددنا كل شيء لهم وبدأوا في العودة».

وغادر آلاف السوريين بلدة معرة النعمان، في محافظة ادلب، فراراً من الدبابات التي تتقدم في شمال البلاد في حملة عسكرية آخذة في الاتساع لإنهاء حركة الاحتجاجات. وفي شرق البلاد انتشرت الدبابات والمركبات المدرعة في مدينة دير الزور وفي البوكمال على الحدود مع العراق بعد مرور أسبوع على نزول عشرات الآلاف من المواطنين الى الشوارع مطالبين بإسقاط النظام.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، في ايجاز صحافي حضرته «الحياة»، ان «الشعب السوري يطالب بحقوق كان محروما منها لثلاثين سنة». واعتبر ان الاحتجاجات «ليست حركة واحدة أو مبنية على مذهب، بل ظاهرة واسعة النطاق ومنتشرة في البلاد. وهي ليست كما يصفها النظام بأنها نزاع مذهبي أو نزاع ضد ارهابيين أو سلفيين… ما نراه (في حركات الاحتجاج) ناس عاديين».

وأكد المسؤول أن «عدم الاستقرار يأتي من النظام، والنظام هو مصدر عدم الاستقرار. والخيار ليس بين النظام والاستقرار، كما يحاولون الايحاء… ان موجة عدم الاستقرار التي تتزايد داخل البلاد بدأت تنتشر خارجها مع سيل اللاجئين الى تركيا ولبنان» .

وكرر المسؤول أن على الرئيس الأسد «القيادة أو الرحيل. ونحن نزيد الضغوط عليه لقيادة انتقال ديموقراطي في سورية. (لكن) لم نرَ جهدا حقيقيا منه. وكما قالت الوزيرة هيلاري كلينتون فان وقته بدأ ينفذ والمجتمع الدولي يرى ذلك، وبالتحديد تركيا وتصريحات الاتراك أخيرا عبرت عن الاحباط الكبير ازاء مسار الأمور».

ولاحظ أن «سورية تعزل نفسها دوليا، وهي في طريقها لتصبح دولة منبوذة». واشار الى خطوات تتم مناقشتها حول قرار في مجلس الأمن، كما أن هناك «خطوات ثنائية نفكر فيها ونتحدث عنها مع الأوروبيين، بينها ادرج أسماء جديدة على لائحة العقوبات… من اجل زيادة الضغوط على النظام».

وقال أن واشنطن لا تنتظر «اصلاحات تجميلية، بل مرحلة انتقالية حقيقية. ونرى انفسنا في موقع قيادة، ولا ننتظر تحرك الباقين. ونسعى الى دعم دولي ودعم عربي ومن تركيا»، مكررا أن الدور التركي «محوري… (ومع مرور الوقت) يزداد الاصطفاف الدولي في هذا الاتجاه (الذي تسير فيه واشنطن). وسمعنا تصريحا من الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى، وهو شخص مهم. ونسمع الكثير في الغرف المغلقة، وهو ما سيخرج الى العلن في حال استمرار هذا الوضع».

وعن دور تركيا، قال المسؤول الاميركي أن أنقرة لديها علاقات أمنية وسياسية واقتصادية قوية مع سورية، وللاتراك «صدقية لدى سورية… ونحن نرى الوضع بالمنظار نفسه». ولفت الى أن المحادثات مع الجانب السوري تتم عبر وسطاء، وكشف أن السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد «لم يلتق أخيرا لا وزير الخارجية السوري وليد المعلم ولا نائبه فيصل مقداد»، مؤكدا حصول اجتماع مع شخصيات في المعارضة السورية. وذكر أن واشنطن تبحث في حال كانت ما يقوم به النظام السوري هو «جرائم ضد الانسانية وبالتالي تحويلها على المحكمة الجنائية الدولية».

وعن دور ايران التي اتهمتها واشنطن بدعم التظاهرات في سورية، أكد المسؤول أن هذا الدعم «مهم»، انما «القمع الذي يجري يتم على يدي القوات السورية الذين يعتقلون. والايرانيون لا يفعلون ذلك بل يقومون بدور خلف الكواليس بتقديم خبرتهم من تجربتهم بقمع شعبهم وتقديم أجهزة وتدريب في بعض الحالات.» وسئل اذا كان الدور الايراني يتم عبر «فيلق القدس» أو منظمات أخرى تدعمها ايران مثل «حزب الله» فاجاب أن «ما نراه هو الايرانيين مباشرة. ليس لدينا أي شيئ للاشارة الى حزب الله في هذا الوقت».

ماهر الأسد: القبضة الحديدية لنظام شقيقه بشار

أ. ف. ب.

بيروت: في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس السوري بشار الاسد حركة احتجاجية تطالب باسقاط نظامه، يكثر الحديث عن دور محوري يقوم به شقيقه ماهر في عمليات قمع المحتجين.

ويعد ماهر الاسد (43 عاما)، وهو ضابط في الجيش برتبة عقيد، احد اركان النظام وقائد الحرس الجمهوري، اضافة الى الفرقة الرابعة العالية التدريب والتجهيز. وقد درس الهندسة الميكانيكية قبل التحاقه بالجيش وهو متزوج من منال جدعان من منطقة دير الزور شرق البلاد.

وذاع صيت ماهر الاسد اكثر فاكثر مع الحركة الاحتجاجية التي لم يسبق لها مثيل في سوريا، والتي يجري التعامل معها بعنف شديد من جانب السلطات منذ اندلاعها في الخامس عشر من اذار/مارس. ويرى محللون ان دور ماهر يزداد تعاظما منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية بعد الدور الذي اضطلعت بع قواته في قمع التظاهرات.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتهم ماهر الاسد في مقابلة تلفزيونية بمعاملة المحتجين بطريقة “غير انسانية”. ويرى محلل سياسي من العاصمة دمشق لم يشأ الافصاح عن اسمه نظرا لحساسية الموضوع ان “المعلومات الواردة تشير الى ان ماهر يقوم بالدور المحوري في عمليات القمع”.

ويضيف لوكالة الأنباء الفرنسية “اعتقد ان هذا الامر يشير الى ان العائلة الحاكمة تقاتل لبقائها وهي مستعدة لسحق المجتمع السوري في سبيل اهدافها”. ويتابع المحلل “ماهر الاسد هو الرمز الابرز لهذه المعركة”.

والشهر الماضي، ادرج اسم ماهر الاسد ضمن لائحة تضم 13 من الشخصيات المقربة من الرئيس السوري فرضت عليها عقوبات من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وكندا. وتعيد العلاقة بين بشار الاسد وشقيقه ماهر الى الاذهان العلاقة التي كانت قائمة بين والدهما الرئيس الراحل حافظ الاسد وشقيقه رفعت، الذي كان يتولى احكام القبضة الامنية في البلاد.

وتولى رفعت الاسد قيادة التشكيلات العسكرية التي عرفت باسم “سرايا الدفاع”، وهي ايضا متهمة بارتكاب اعمال عنف وقتل جماعي في مدينتي حماة وجسر الشغور مطلع الثمانينات من القرن الماضي ردا على تمرد مسلح قامت به جماعة الاخوان المسلمين، ما اسفر عن مقتل عشرات الالاف من الاشخاص بحسب تقديرات غير رسمية.

غير ان رفعت الاسد عاد وغادر سوريا في منتصف الثمانيات بعد خلاف مع اخيه، وانتقل الى لندن حيث يقيم الآن. واذا كان ماهر الاسد قليل الظهور ويعمل في الظل، الا ان محللين يرون انه يمثل الوجه الحقيقي للنظام الذي يعمل على سحق حركات الاحتجاج مدينة تلو الاخرى.

ويقول الخبير في الشؤون السورية والاستاذ في جامعة اوكلاهوما جاشوا لاندس “بشار الاسد هو القائد أي الوجه الرسمي الباسم، أما ماهر فهو القبضة المنفذة للنظام”. ويضيف ان “ماهر شديد التاثير اليوم بما ان النظام يحافظ على نفسه من خلال العمليات العسكرية، ان ماهر هو الذي يدير الدفة”.

ويرى المحللون انه من الصعب القول ما اذا كان هذا الصيت الذي يكتسبه ماهر الاسد صحيحا، أم ان النظام يسعى الى ترويج ذلك ليحافظ على صورة بشار كرجل اصلاح. ويقول لانديس “ادرك حافظ الاسد ان الولاء الشخصي، العائلي والمناطقي والطائفي، هو اساس الاستقرار”.

ويضيف “النظام السوري يشبه الى حد بعيد الشركات العائلية، وعلى هذا الاساس يجري تقسيم المهام”. وقد فر الاف السوريين من بلدهم الى لبنان وتركيا المجاورين، حيث يتحدثون عن “عمليات اعدام” ينفذها رجال ماهر الاسد في مناطق مختلفة من سوريا.

لكن رغم كل ذلك، يبقى الحديث عن التحكم الشامل لماهر الاسد في كل العمليات العسكرية الجارية من اقصى سوريا الى اقصاها مجرد تكهنات واستنتاجات، لا سيما في ظل عدم توفر أي معلومات رسمية حول تفاصيل التحرك الميداني وفي ظل منع وسائل الاعلام العربية الاجنبية من العمل.

ويقول المحلل المقيم في دمشق “نظريا، يفترض بالقوات التي يقودها ماهر الاسد ان تحمي العاصمة السورية ومحيطها، اللذين لم يعودا بمنأى تماما عن عمليات الاحتجاج، وخصوصا حماية الرئيس السوري، لا ان تنتشر في طول البلاد وعرضها”.

غياب دعم كاف لقرار ضد سوريا قد يؤدي إلى شلل مجلس الأمن

أ. ف. ب.

نيويورك: يحاول الأوروبيون والأميركيون منذ أكثر من أسبوعين استصدار قرار في مجلس الامن يدين سوريا بسبب القمع الدموي لحركة الاحتجاج، لكن ما حصل في ليبيا يثير قلق بعض الدول الى حد ان هذه الخطط اصبحت مهددة بالشلل.

وقد اودعت بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال مشروع قرار يعتبر ان القمع في سوريا الذي اوقع اكثر من 1200 قتيل بحسب منظمات حقوقية، يرقى الى جريمة ضد الانسانية. لكن المشروع يمتنع عن الحديث عن عقوبات على امل تجنب عرقلة من الصين وروسيا، اللتين تعارضان ذلك بشدة، لكن بدون التلويح بوضوح باستخدام حق النقض.

والثلاثاء اعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان مشروع القرار لن يطرح للتصويت، الا بعد الحصول على ضمانات بأن غالبية كافية من الدول الـ15 الاعضاء تدعمه. وقال “لن نجازف بان نطرح على التصويت مشروع قرار يدين النظام السوري، الا اذا توصلنا الى غالبية كافية. لدينا اليوم على الارجح تسعة اصوات في مجلس الامن، يبقى علينا ان نقنع جنوب افريقيا والهند والبرازيل ونعمل على ذلك يوما بعد يوم”.

لكن هذه الدول الثلاث ابدت تحفظات جدية متذرعة بالضربات اليومية التي يشنّها حلف شمال الاطلسي على ليبيا، والتي بدأت بعد اعتماد القرار 1973 في اذار/مارس بهدف حماية السكان المدنيين.

واقرّ السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار آرو الاربعاء “بانه سيكون من الافضل الحصول على دعم الهند والبرازيل وجنوب افريقيا، ونعتقد اننا لم نحصل عليه”، مضيفا “اذا بلغنا 10 او 11 صوتًا، وخصوصًا مع دعم دول مهمة مثل الدول الناشئة، فاعتقد اننا سنطرحه للتصويت”.

وقال آرو امام الصحافيين ان “الوضع يتفاقم يومًا بعد يوم في سوريا، ونأمل فعليًا في الوصول الى نقطة نتمكن فيها من الذهاب الى التصويت. لن نتخلى عن ذلك، لكننا لم نصل الى هذه المرحلة بعد”.

واكد مايكل هودين الخبير في مجلس العلاقات الخارجية، مركز الابحاث في نيويورك، ان “المأزق سيستمر على الارجح. الدول المعارضة لمشروع القرار ليس لديها اي دافع لتغيير رأيها غدًا، والمخاطر هي الوصول الى شلل”.

والنموذج الليبي تسبب بشكل واضح في تردد بعض الدول بدعم مشروع القرار، لا سيما جنوب افريقيا. فقد اعتبر الرئيس جاكوب زوما ان حلف شمال الاطلسي تجاوز بشكل واضح تفويضه في ليبيا.

لكن جنوب افريقيا، التي كان من المتوقع ان تتهم الحلف الاطلسي الاربعاء باستهداف الزعيم الليبي معمر القذافي عمدًا، انتهى بها الامر الى عدم القيام بذلك امام مجلس الامن خلال الخطاب الذي القته وزيرة الخارجية الجنوب افريقية مايت نكوانا ماشابان في جلسة مغلقة.

فقد طالبت بريتوريا مثلها مثل الاتحاد الافريقي بجهود اضافية للتوصل الى وقف لاطلاق النار بين القوات الحكومية والثوار، كما أعلن دبلوماسيون. من جهته حضّ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال جولته في أميركا الجنوبية الاربعاء الرئيس السوري بشار الاسد على “اجراء اصلاحات الان قبل فوات الاوان”.

وقال بان كي مون “ما زلت قلقا جدا ازاء الوضع في سوريا”، مضيفا “مرة جديدة، احثّ الرئيس السوري الاسد وسلطاته على حماية شعبهم واحترام حقوقه والاصغاء الى مطالبه وتطلعاته وتحدياته وتوفير الظروف لعودة اللاجئين وتطبيق اصلاحات الان قبل فوات الاوان”.

ناشطون: لا أحد يقبل أن يموت سوري من أجل أن يحكم « ديكتاتور»

المعارضة السورية ستحرّك الشارع العربي لإسقاط الأسد

إيلاف

تعتزم جماعات معارضة سورية اطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات في عواصم عربية للمطالبة بتنحّي الأسد بتعبئة الغضب الدولي والعربي ضد حملة القمع ضد المتظاهرين. ويأمل نشطاء سوريون في القاهرة بدعم الحراك الحزبي والمدني والشعبي المصري، فيما استغرب البعض عدم اصدار مصر تنديداً لما يجري.

لاجئون سوريون في تركيا هربوا من أعمال العنف في بلادهم

بهية مارديني، عبد الاله مجيد: يلتقي ناشطون سوريون رئيس حزب الوفد المصري السيد بدوي اليوم، ويندرج هذا النشاط ضمن نشاطات يقوم بها ناشطون سوريون في القاهرة لدعم الثورة السورية مؤكدين لـ”ايلاف” أنه لا أحد يقبل أن يموت سوري واحد من أجل أن يستمر ديكتاتور في الحكم .

وقال الناشط السياسي السوري سلام الشواف لـ”ايلاف” أنّ هدفنا “هو الحراك الحزبي والمدني والشعبي المصري، وتنظيم مؤتمر صحافي يدعو اليه حزب الوفد كما سيدعو معظم الأحزاب المصرية الوطنية التي لدعم الثورة في سوريا”.

واعتبر الشواف “أنّ الموقف المصري الشعبي موقف مؤثر وداعم للثورة السورية”، وقال “وسط هذه الظروف فالمجلس العسكري لن يأخذ أي قرار ضد سوريا لذلك الحراك الشعبي والمدني هو المهم الآن لدعم الثورة السورية”.

وعن كيفية ايصال صوت النشاط السوري في الخارج نحو الداخل قال “في المقام الاول نعمل اعلاميا وعلى الأرض وعبر الاتصالات الشخصية” .

ورأى “أن التجاوب المصري جيد رغم أن مصر تحت وطأة ظروف اقتصادية اضافة الى الثورة المضادة، ولكن اخلاص الشعب المصري تجاه القضية الوطنية منقطع النظير”، وشدد لا أحد يقبل ان يموت سوري واحد من اجل ان يحكم ديكتاتور” .

وشكّل الوفد من سلام الشواف ونوفل الدواليبي وأديب الشيشكلي وعلي التركاوي ومحمد خير وفراس تميم  .

من جانبه تساءل الناشط السياسي السوري فراس تميم في تصريح خاص لـ”ايلاف” لماذا الحكومة المصرية والأحزاب “لم تصدر تنديدا حول مايجري في سوريا؟، ولماذ الأحداث في سوريا لاتتصدر الصفحات الاولى ؟”، معتبرا أن”هناك تقصير و الدم السوري دم رخيص ولم نتوقع هذا من المصريين ؟”.

وأوضح تميم “أن حزب الوفد شرح وجهة نظره للسوريين”، وأشاروا الى “أنه في ظل ما يجري في مصر وخاصة في ظل الظروف الحالية وحزب الوفد أول من ساعد الثورة الليبية، وسيدعو حزب الوفد الى مؤتمر صحافي يدعو شخصيات من مختلف الأطياف السورية والمصرية وهي دعوة مصرية بحتة، وسيصدر بيانا يطالبون بطرد السفير السوري من مصر ودعم الثورة والحراك الشعبي في سوريا والاعتراف به، وهذا سيكون أمرا رائعا، فالأحزاب غالبية شعبية وسيكون هذا اعتراف من الحراك في مصر” .

الأكراد يؤكدون استمرارهم في الإحتجاج

الى ذلك قال شلال كدو القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا في تصريح خاص بـ “ايلاف” أنه تم لصق بيان رقم 2 في شوارع قامشلو باسم حركة الشباب العربي الأحرار (2) بتاريخ 12-6-2011، ويحذر فيها المتظاهرين الكرد والعرب والآشوريين من التظاهر والهتاف ويقولون لم نسكت بعد اليوم على أفعالكم أي ( التظاهر )  وبأن صبرهم بدأ ينفذ، ويقولون بأنه يجب وضع حد لهذا التظاهر السلمي، ويتهمون المتظاهرين العزل السلميين المناديين بالحرية بإثارة الفوضى.

واعتبر كدو “أنه مما لا شك ان هذا البيان وكذلك بيان رقم واحد أيضاً ليست الا رسائل تهديدية من قبل النظام واجهزته الامنية لتخويف الكرد وبالتالي عدم خروجهم في المظاهرات في محاولة يائسة منه لأحداث شرخ بين الشارع الكردي وغيره من اطياف الشعب السوري، لكن لن يرضخ الشعب الكردي في سائر المدن الكردية لهذه التهديدات وانه سوف يستمر في الاحتجاج حتى تحقيق مطالبه اسوة بأشقائه السوريين في سائر أنحاء الوطن” .

السيناريوهات مازالت مفتوحة في سوريا

من جانب آخر لفت كدو “أنه مع استمرار النظام السوري في التعامل الأمني والقمعي مع الاحتجاجات في العديد من المدن والبلدات السورية، يزداد يوماً بعد يوم ترجيح سيناريو التدخل الاقليمي، والذي بات مطروحاً بقوة على بساط البحث اقليمياً ودولياً، بالتوازي مع آلة القمع والقتل السورية المستخدمة ضد المتظاهرين العزل على نطاق واسع، وفي اغلب المناطق”.

وقال “في هذا الاطار، فان استخدام الطائرات والدبابات لتفريق المتظاهرين، لا يؤدي بحال من الاحوال الى اخماد الاحتجاجات الشعبية العارمة المطالبة بتغيير النظام، لا بل تتسع رقعتها الجغرافية اسبوعاً بعد آخر، ويؤدي الى هروب الآلاف من الاطفال والنساء والشيوخ صوب الدول المجاورة، وبالتالي تشرع الابواب امام احتمالات كثيرة، من بينها استجلاب التدخل الخارجي”.

وأضاف كدو” من شأن ازدياد عدد النازحين من سوريا الى البلدان المجاورة، ان تدفع العالم العربي من خلال جامعة الدول العربية التي خرجت عن صمتها مؤخراً، وكذلك المجتمع الدولي عبر مجلس الامن، الى اتخاذ مواقف اكثر جرأة وحسماً، لوقف حمامات الدم في شوارع المدن السورية، فضلاً عن اتخاذ اجراءات لوقف تدفق سيل اللاجئين”.

وفي هذا السياق، قال “أن هنالك في الافق مايشير الى حصول تركيا على ضوء اخضر اميركي، للامساك بالملف السوري ومعالجته بكل السبل المتاحة، بما فيه الوسائل العسكرية، حيث هنالك تقارير تقول بأن تركيا تستعد لاقامة مناطق آمنة داخل الاراضي السورية، لأيواء موجات النزوح الجماعية المتوقعة للسكان في حال استمرار الوضع على هذا المنوال.

ورأى أنه “يأتي اهتمام تركيا المتزايد بالملف السوري، نظراً للتشابك والتداخل الاجتماعي بين السكان على جانبي الحدود، الذي يبلغ اكثر من ثمانمائة كيلومتر، والذي يبدأ شرقاً من اقصى مناطق كردستان سوريا، وينتهي غرباً عند شواطىء البحر الابيض المتوسط، اضافة الى تقاسم البلدين الهم الكردي وكذلك التركيبة الطائفية والاثنية السورية، التي لها امتدادات داخل تركيا”.

وأشار الى” انتماء السكان الى القومية الكردية في غالبية المناطق على ضفتي الحدود، المزروعة من الجانب التركي بالالغام الارضية منذ بدايات القرن الماضي، حين تمزيق موطن الكرد الى اربعة اجزاء، مما يحفّز تركيا اكثر فأكثر للتدخل، نظراً لحساسيتها المفرطة تجاه القضية الكردية، ليس في كردستان الشمالية وحدها، بل في اجزاء كردستان الاخرى أيضاً”.

موجة من الإحتجاجات في عواصم عربية مختلفة

وتعتزم جماعات معارضة سورية اطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات في عواصم عربية مختلفة للمطالبة بتنحّي الرئيس بشار الأسد بتعبئة الغضب الدولي والعربي على حملة القمع ضد المتظاهرين.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الناشط السوري المعروف وسام طريف انه من المقرر ان تنطلق الاحتجاجات في الاسبوع الأول من تموز/يوليو على أمل اقناع حكومات عربية بالضغط على النظام.

في هذه الأثناء، بدأ لاجئون في مخيمات داخل الأراضي السورية قرب الحدود التركية تشكيل لجان شعبية في مواجهة الحملات الانتقامية التي تشنّها قوات النظام السوري ضد المحتجين.

وستقوم اللجان الشعبية، التي تضم كل واحدة منها 10 اعضاء، بتسيير دوريات في التلال المحيطة بالمخيمات لرصد قناصة الجيش وقواته.

ولاحظ مراقبون ان هذه الخطوة تثير مخاوف النظام من نجاح جماعات معارضة في اكتساب موطئ قدم لتحركها في العمق. ويشير المراقبون الى ان الانتفاضة السورية، في الوقت التي لم تتكلل بإسقاط رأس النظام، ولم تسفر عن تقسيم سوريا، كما في ليبيا فانها اصابت البلد بالشلل.

وكانت الفرقة الرابعة المرهوبة بقيادة شقيق الرئيس ماهر الأسد أخمدت موجات متعاقبة من الاحتجاجات في مدن متعددة، لكن الاحتجاجات كانت تندلع من جديد بعد رحيل قوات الجيش.

ويتهم ناشطون سوريون روسيا والصين بمعارضة اصدار قرارات دولية تشدد الضغط على النظام، والجامعة العربية التي تخلفت عن ادانة حملاته مثلما فعلت مع ليبيا.

وقال طريف مدير منظمة “انسان” الحقوقية، التي يوجد مقرها في جنيف، ان المعارضة تعتمد الآن مقاربة جديدة تجمع بين التحركات الدبلوماسية تجاه روسيا، التي لا تريد ان تفقد نفوذها الاستراتيجي في سوريا من جهة، وتشديد الضغط على الدول العربية من الجهة الأخرى.

واضاف الناشط السوري ان الاحتجاجات في العواصم العربية ستشجع اولئك الذين ما زالوا يحاولون بناء معارضة في سوريا نفسها. وأكد انها ستقول للسوريين ان الشارع العربي معهم.

ويبدو ان احداث جسر الشغور التي دخلها الجيش لسحق الاحتجاجات كان لها بعض الأثر في الجامعة العربية. وظهر هذا في مشاعر القلق والغضب التي اعرب عنها الأمين العام عمرو موسى قائلاً ان استمرار الوضع الراهن في سوريا قد يؤدي الى ما لا تُحمد عقباه.

لكن قوات الجيش واصلت عملياتها متسببة في دفع مزيد من السوريين الى النزوح باتجاه الحدود التركية. وقال افراد في الميليشيات الجديدة التي شُكلت في مناطق النزوح، حيث تسيِّر دوريات بسيارات جيب، كتبت عليها عبارة “الله أكبر”، انها اعترضت مجموعة من قناصة الجيش، ولكنهم نفوا ان يكونوا “عصابات مسلحة” كما يقول النظام.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن احد الشباب من افراد هذه الدوريات ان المنطقة تعجّ بالخنازير البرية، ولكنهم لا يستطيعون قتلها، لأنهم لا يملكون اسلحة.

أنقرة تزداد غضبًا على دمشق لاستمرار قمع المتظاهرين

صوت الرصاص أصبح “روتينًا” في سوريا وأثرياء يموّلون الثورة

يتواصل قمع القوات السورية للمتظاهرين بشتى الأشكال، فيما يواصل الآلاف فرارهم إلى تركيا، التي تشعر بحالة من الغضب جراء القمع العنيف للمتظاهرين، وقد التقى رئيس الوزراء التركي أمس مع مبعوث خاص للرئيس السوري بشار الأسد.

أصبح دوي الطلقات النارية في البلدات والمدن السورية أمرًا معتادًا تمامًا مثل هدير أبواق السيارات في الشوارع، في وقت يتواصل فيه الانتشار المكثف لقوات الأمن.

لكن وعلى الرغم من العنف، زادت المقاومة شراسة، كما زاد المحتجون إصرارًا وغضبًا على حكومة لا تمنحهم أي أمل.

وتقول صحيفة الغارديان البريطانية إن موجة الغضب في سوريا يقودها فتيان من الشعب انسدت الأبواب في وجوههم، لكن ذلك لا يعني أن أطراف المجتمع السوري الأخرى تقف مكتوفة الأيدي.

فوراء هؤلاء الشبان والشابات شبكة من الأقارب والمعارف، تقدم الدعم إذا لم تشارك قدر المستطاع.

فهذا أبو أحمد من حمص، لا يقف إلى جانب ابنه في المظاهرات اليومية التي يخوضها وحسب، بل بادر إلى تشكيل لجنة في الحي، مهمتها تنظيم هذه المظاهرات العفوية، والتنسيق مع باقي أحياء المدينة، وفقًا لما نقله موقع “بي بي سي” عن صحيفة الغارديان.

ويقول أبو أحمد، وهو لقب مستعار، للصحيفة: “عندما أظهرنا أن لدينا خطة، أقبل علينا عدد متزايد من الناس، ومن بينهم الأطباء والأساتذة. إن العنف لا يشجّع العديد على الخروج، لكنه لم يقوّض الحركة الاحتجاجية”.

ولا تتوقف مظاهر التكافل عند هذا الحد. اذ يورد التقرير معلومات عن عدد من الأثرياء يقدمون الدعم المالي للمتضررين من جراء موجة الاحتجاجات في سورية.

كما يتحدث عن أطباء يقيمون مستشفيات ميدانية لتقديم المساعدات الأولية للجرحى، وعن نساء يسهرن على طبع منشورات وتوزيعها لتنظيم احتجاجات قصيرة المدى للإفلات من قوات الأمن، وعن سكان مجهولين فتحوا أبواب بيوتهم للهاربين من متعقبيهم من تلك القوات.

كي مون: يدعو لإجراء إصلاحات قبل فوات الأوان

وقد حضّ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء الرئيس السوري بشار الاسد على “اجراء اصلاحات الان قبل فوات الاوان”، وذلك بعد ثلاثة اشهر على بدء الاحتجاجات ضد النظام السوري.

وقال بان كي مون خلال زيارة الى الاوروغواي، المحطة ما قبل الاخيرة في جولة يقوم بها في اميركا الجنوبية، “ما زلت قلقا جدا ازاء الوضع في سوريا”.

واضاف “مرة جديدة، احثّ الرئيس السوري الاسد وسلطاته على حماية شعبهم واحترام حقوقه والاصغاء الى مطالبه وتطلعاته وتحدياته وتوفير الظروف لعودة اللاجئين وتطبيق اصلاحات الان قبل فوات الاوان”.

واسفرت عملية قمع المتظاهرين ضد النظام السوري عن مقتل 1200 شخص واعتقال حوالي عشرة الاف اخرين، حسب منظمات غير حكومية والامم المتحدة، إضافة الى نزوح اكثر من 8500 سوري الى تركيا وخمسة الاف اخرين الى لبنان.

أنقرة غاضبة على الأسد

من جهة ثانية، عقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء اجتماع “ازمة” مع مبعوث للرئيس السوري بشار الاسد، الذي يزور انقرة حاليا، للبحث في الازمة التي تواجهها سورية منذ ثلاثة اشهر وما رافقها من قتل للمئات واعتقال الالاف ومحاصرة العديد من المدن من قبل قوات الامن السورية.

واستغرق اجتماع المبعوث، حسن تركماني، مع اردوغان قرابة ثلاث ساعات، عبّر فيه الاخير عن نفاد صبر انقرة من اساليب القمع التي تتبعها الحكومة السورية ضد المحتجين، وبطء وتيرة الاصلاحات، وتفاقم الاوضاع الانسانية.

وعلى الرغم من عدم ظهور بيان حول الاجتماع، الا ان اردوغان سبق ان قال انه سيتحدث مع الاسد “بلغة صارمة وقوية” بعد الانتخابات التركية التي انتهت الاحد الماضي.

وسعت انقرة منذ اندلاع الاحتجاجات الى تشجيع دمشق على المباشرة باصلاحات سياسية سريعة وواسعة لتجنب تصاعد الاحتجاجات، لكن المساعي التركية فشلت توترت العلاقات بين الجارين الى حد كبير مع تصعيد الحكومة السورية من اعمال قمع التظاهرات، حيث وصفت تركيا تعامل قوات الامن مع التظاهرات بانه “وحشي”.

كما ادت العمليات العسكرية للجيش السوري في محافظة ادلب، وخاصة في بلدة جسر الشغور، الى فرار نحو 8500 سوري الى تركيا.

وقام وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بزيارة الى مخيم اللاجئين السوريين في لواء الاسكندرون قرب الحدود السورية، حيث تجمع النساء والاطفال والرجال حوله وهم يهتفون للحرية وباسم اردوغان.

وصرح داود اوغلو للصحافيين “ساتحدث مع تركماني الخميس بكل صراحة عما شاهدته وسمعته، حيث نواجه ازمة انسانية وتطورات مثيرة للقلق”.

من جانبه اعلن تركماني قبل لقاء اردوغان ان النازحين السوريين سيبقون لفترة قصيرة في تركيا وسوف يعودون قريبًا الى بيوتهم.

جاءت زيارة تركماني بناء على طلب الاسد خلال اتصال الأخير بأردوغان لتهنئته بفوز حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، والذي يتزعمه اردوغان بفترة حكم ثالثة.

الجوامع في سوريا تلعب دورا هاما في الاحتجاجات الشعبية ضد النظام

الأجهزة الأمنية باتت «تستعمر» دور العبادة في المدن التي تدخلها

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

مع إطلاق مكبرات الصوت في مساجد معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب النداءات للأهالي لإخلاء المدينة قبل وصول قوات الجيش، والنجاة بأرواحهم وعائلاتهم، برز الدور الهام الذي تلعبه الجوامع في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. فبعد أن أصبحت ملاجئ ومشافي في درعا، وأكثر من مدينة اقتحمها الجيش، لم تعد الجوامع في سوريا أماكن للصلاة والعبادة فقط، وإنما تحولت مع بدء الاحتجاجات إلى أماكن للتجمع وانطلاق المظاهرات، وذلك بسبب منع السلطات السورية وعبر عقود طويلة، الناس من التجمع في أي مكان دون إذن مسبق.

أماكن العبادة التي هي وفق التقليد الديني مكان لله، ولعباده، بقيت بمنأى عن تلك القوانين، لكنها لم تكن بمنأى عن تسلط الأجهزة الأمنية التي ترسل مخبريها لمراقبة ما يجري داخلها وتسجيل خطب رجال الدين، وكتابة تقارير مفصلة عما جاء فيها. وأحيانا كثيرة وفي مناسبات معينة، كانت مضامين تلك الخطب توضع وفق توجيهات أمنية معينة.

لكن منذ بدء الاحتجاجات، ومع محاولة خروج أول مظاهرة من الجامع الأموي في درعا، فرضت حالة استنفار عامة على عموم دور العبادة، وبالأخص الجوامع الكبرى التي يتوقع أن تخرج منها مظاهرات حاشدة. والاحتلال الأمني للجوامع دفع إمام جامع الحسن في الميدان إلى تقديم استقالته، التي تراجع عنها بعد تعهد السلطات بعدم مقاربة المصلين داخل الجامع، تعهد تم التحايل عليه إذ تم التربص للمصلين المتظاهرين في الشوارع المحيطة.

وتحول دور الجامع في سوريا من مكان للتجمع، إلى مكان آمن يمكن أن يكون مستشفى ميدانيا عندما يتعذر دخول المستشفيات العامة لأسباب عدة، منها إطلاق الرصاص على سيارات الإسعاف، وأيضا احتمال اعتقال المصابين والمسعفين من المشافي. وفي محافظة درعا التحقت بعض الكنائس بالجوامع وتحولت إلى مستشفيات ميدانية، لتستعيد بذلك دور العبادة دورها الاجتماعي والإنساني الذي سبق وعمل النظام ما بوسعه لتحجيمه.

هذا الحراك دفع الأجهزة الأمنية إلى المبادرة إلى استعمار حقيقي للمساجد في كل مدينة يفرض عليها الحصار وتقتحمها دبابات الجيش، كما حصل في جامع العمري في درعا وجامع أبو بكر في بانياس مرورا بجوامع مدينة حمص وتلبيسة والرستن.. إلخ.

وحاول النظام سرقة دور الجامع في عملية خداع مفضوحة مورست في مدينة حمص، يوم اقتحام ساحة الساعة في أبريل (نيسان) الماضي، حيث احتل الشبيحة المآذن وراحوا يدعون للجهاد لتثبيت رواية أن السلفية اجتاحوا المدينة، بهدف تخويف السكان. ولكن سرعان ما اكتشفت الخديعة التي جرت بعد منتصف الليل دون أن يؤثر ذلك على دور الجامع. وفي الأسابيع الأخيرة راح الناشطون يدعون إلى التظاهر في محيط الجوامع كي لا تتعرض هي أو المصلون من غير المشاركين في المظاهرات للأذى، وكي لا يقوم الأمن بحجز المصلين داخل المسجد ومحاصرتهم كما جرى عدة مرات في الجامع الأموي وجامع الرفاعي في دمشق وجامع خالد بن الوليد في حمص.

والجوامع إذ وجهت نداءات أمس في معرة النعمان لتحذير الناس، تحمل إشارات عدة عن استعادة هذه المؤسسات لدورها التقليدي في التواصل والإعلام، في ظل انقطاع الاتصالات، مضافا إليه دور جديد كمعقل للاحتجاج.

سوريا تفتح حدودها مع معبر الرمثا الأردني.. أمام التجار فقط

العمل 12 ساعة يوميا ومنع الأردنيين من الذهاب إلى أبعد من درعا المحطة

عمان: محمد الدعمه

أعادت السلطات السورية أمس فتح مركز حدود درعا مع مركز حدود الرمثا الأردني (القديم) الذي أغلق منذ اندلاع الأحداث في مدينة درعا السورية. وقال الملازم يحيى الرشدان من مديرية حدود الرمثا لـ«الشرق الأوسط»: «إن السلطات السورية فتحت الحدود أمام التجار من أبناء مدينتي الرمثا الأردنية ودرعا السورية فقط، ولم تسمح للمسافرين العاديين من المناطق الأخرى» بالتنقل عبر الحدود.

وأضاف الرشدان أن السلطات السورية «أبلغتنا أن الدوام سيكون 12 ساعة يوميا من الساعة السادسة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء لفترة تجريبية محدودة». وأكد الرشدان أن أول سيارة سورية عبرت ظهر أمس، وكانت قدمت من درعا إلى الرمثا عبر مركز الحدود الذي أغلق لأكثر من شهرين.

وقال طاهر العدوان، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية لوكالة الصحافة الفرنسية إن سوريا فتحت جزئيا حدودها باتجاه الرمثا، ولكنه لم يوضح فيما إذا كان هذا الفتح سيستمر خلال الأيام المقبلة.

من جانبه، قال عبد السلام الذيابات، رئيس غرفة تجارة الرمثا، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «مئات السيارات تنقلت أمس بين الرمثا ودرعا عبر المراكز الحدودية»، مشيرا إلى أن «سوق الرمثا تغص حاليا بالسيارات السورية». وأضاف: «نحن مرتاحون جدا لعودة الحركة بيننا وبين درعا التي لها أهمية كبرى بالنسبة لسكان الرمثا على الأخص من ناحية صلات القرابة والعلاقة التجارية». وبحسب ذيابات فإن «الحركة لم تعد بعد إلى طبيعتها حيث سمح للسائق الأردني بدخول المركز الحدودي السوري فقط وعدم التعمق داخل الأراضي السورية بينما تستطيع السيارات السورية الحركة بشكل طبيعي والدخول عبر الرمثا للمدن الأردنية الأخرى».

وتوقع محمد الزعبي، من أبناء الرمثا، أن تعود حركة العبور على المركز الحدودي الخاص بـ«البحارة» (التجار) ضمن تشديدات احترازية من الجانب السوري، مشيرا إلى أن الأوضاع الاقتصادية قد ضاقت بأهالي درعا بعد الحصار الذي فرض عليها. من جانبه، قال سائق من أبناء الرمثا زار مدينة درعا أمس وعاد إلى مدينته، إن السلطات السورية تسمح للسائقين والتجار بالوصول إلى منطقة درعا المحطة وتمنع الأردنيين من الوصول إلى درعا البلد، وأن حركة السيارات الأردنية مقيدة بأماكن محددة ولا يسمح لها بالتجول بحرية في المناطق المجاورة.

وأضاف السائق الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الحياة في المدينة هادئة خاصة المناطق التي تمكنت من الدخول إليها، مشيرا إلى أن قوات الأمن والجيش ما زالت تتمركز في المدينة وتدقق على الحواجز المقامة على مفارق الطرق. وقال إن عددا بسيطا من السوريين حضروا إلى الرمثا ومعهم بضائعهم التي اعتادوا بيعها في مدينة الرمثا إلى نظرائهم الأردنيين مشيرا إلى أن معظم الرجال إما خارج درعا أو رهن الاعتقال على خلفية الأحداث التي اندلعت قبل نحو ثلاثة أشهر.

ويعتبر مركز حدود الرمثا – درعا المتنفس الاقتصادي للجانبين السوري والأردني في التبادلات التجارية من الصنع المحلي، حيث تأتي إعادة فتح الحدود السورية – الأردنية لإيصال رسالة سوريا للخارج مفادها أن الأمور عادت إلى طبيعتها في سوريا بيد أن الواقع يشهد عكس ذلك.

يذكر أن ما يزيد على 700 تاجر أردني يعتاشون من خلال التبادلات التجارية بين سوريا والأردن، في حين يعمل أكثر من 900 سوري بالتجارة نفسها. يشار إلى أن كلمة «البحارة» تطلق على الذين يعملون بالتجارة بين الحدود باعتبار أن الحدود تعد ميناء بريا للأردن وكذلك لسوريا ومن هنا جاءت التسمية على غرار البحارة الذين يعملون في البحر.

وترتبط مدينة الرمثا (95 كلم شمال عمان) اقتصاديا ارتباطا وثيقا بمدينة درعا، التي تبعد عنها قرابة ثلاثة كيلومترات، كما يرتبط سكانها بصلات قرابة مع سكان المدينة السورية.

تركيا على عتبة «قرار حاسم» في الأزمة السورية

الهلال الأحمر التركي يتأهب لاحتمال نصب 231 ألف خيمة إضافية للاجئين

انطاكيا: ثائر عباس

بات من الواضح أمام جميع المراقبين أن تركيا على أبواب اتخاذ «قرار حاسم» في ما يتعلق بالأزمة السورية، في ظل توالي المؤشرات التي صدرت من قبل أكثر من طرف في الحكومة التركية.

ورغم أن الملف السوري لم يغب عن اهتمامات المسؤولين الأتراك حتى في أوج اشتعال المعركة الانتخابية، فإنه ما كادت هذه الانتخابات تنتهي، حتى اندفعت أنقرة بكل ثقلها سعيا لـ«بلورة موقف نهائي» من هذه الأزمة، بعدما بدا في بعض الأوقات أنها مترددة حيال هذا الملف الذي تقول إنه يمس أمنها القومي. فقد خصصت الحكومة التركية اجتماعها الأخير الذي عقد ليلة أول من أمس لبحث الملف السوري، وعلى الأثر، قام وزير الخارجية أحمد داود أوغلو بخطوة لافتة باستدعائه سفراء تركيا في المناطق المحيطة بسورية، بمن فيهم سفيرها في إسرائيل، بالإضافة إلى سفراء تركيا لدى الدول الكبرى المعنية بالملف السوري، وممثليها الدائمين لدى الأمم المتحدة في نيويورك ومكتب الأمم المتحدة في جنيف وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي.

وسيحضر الاجتماع الذي تم تأجيله إلى اليوم هاكان فيدان مدير المخابرات تحت عنوان «مراجعة الوضع في سوريا». ورجحت مصادر تركية قيام داود أوغلو أو فيدان بزيارة «الفرصة الأخيرة» إلى سوريا للقاء الرئيس بشار الأسد مع لائحة مطالب ومجموعة «نصائح». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الزيارة قد تكون الفرصة الأخيرة أمام «قيادة الأسد للمرحلة الانتقالية بموافقة أميركية»، مشددة في المقابل على أن الوقت «ينفد سريعا».

وقالت المصادر إن من بين هذه النصائح إلى الرئيس الأسد أن «ينأى بنفسه عن المتشددين في النظام بما في ذلك شقيقه ماهر الأسد وأبناء عمومته في الجيش». ومن ضمن النصائح أيضا رفع الحظر المفروض على تشكيل الأحزاب السياسية وإلغاء المادة الـ8 من الدستور التي تنص على قيادة «البعث» للبلاد، وضمان حرية التظاهر والتعبير. محذرة من أن الأمور يمكن أن تزداد سوءا إذا تأخر الأسد في اتخاذ هذه الخطوات، ودفع المنطقة برمتها إلى مزيد من عدم الاستقرار.

وقد أوفد الرئيس السوري بشار الأسد إلى تركيا أمس مستشاره الخاص حسن التركماني الذي التقى الرئيس التركي عبد الله غل، قائلا إنه «آت للسلام»، مشيرا إلى أن «مواطنينا السوريين في تركيا ضيوف، والكل يمكنه العودة إلى بلاده في أقرب وقت ممكن بكل أمان وطمأنينة». ثم انتقل للقاء رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بهدف «تهنئته بنتائج الانتخابات» كما قال، مشيرا إلى أنه أتى «لتأكيد عمق الصداقة والأخوة بين البلدين».

وقبل مشاركة داود أوغلو في الاجتماع بين أردوغان والتركماني، زار الوزير التركي إقليم هاطاي، متفقدا اللاجئين السوريين في جنوب البلاد. وأعلن أوغلو عن تقديم الحكومة المركزية مبلغ 500 ألف دولار أميركي للمقاطعة للتمكن من خدمة اللاجئين، متحدثا عن إنجاز نحو 3 آلاف خيمة جديدة لاستقبال اللاجئين، ومشيرا إلى أن الخطط وضعت للتمكن من نصب 231 ألف خيمة عند الضرورة. وقال داود ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت تركيا ستسمح بدخول المزيد من اللاجئين السوريين في حال تجاوز عددهم العشرة آلاف، قال داود أوغلو إنه «من غير المعقول أن نغلق أبوابنا أمام إخواننا السوريين، وقد أوضح رئيس الوزراء أردوغان هذه المسألة جيدا، فبالنسبة لنا، يتقاسم الشعبان التركي والسوري مستقبلا ومصيرا مشتركا». كما حذر داود أوغلو من أن تصعيد العنف في سوريا قد يجبر مزيدا من السوريين على مغادرة بلادهم، وقال إنه لا يمكن تفادي ذلك إلا في حال لبت الحكومة السورية مطالب شعبها.

وكان لافتا أمس أن نشرت صحيفة «حريت» مقالا موقعا من مدير مشروع الاستراتيجية العالمية ماركو فيتشينزينو، ومقرها واشنطن، دعا فيه تركيا إلى أن تقوم بمساعدة دولية بإنشاء منطقة عازلة، تمتد حتى إلى الأراضي السورية إذا لزم الأمر، لتكون بمثابة ملاذ آمن للمدنيين الأبرياء. واعتبر الكاتب أن رئيس الوزراء التركي بطيء في الأصل لإدانة العنف، ورأى أنه على تركيا وغيرها من الجهات الفاعلة الرئيسية اتخاذ قرارات استراتيجية صعبة، وأشار إلى أن أردوغان في ولايته الثالثة، يواجه تحديات هائلة التي ستشكل حتما دور تركيا كقوة إقليمية رائدة في القرن الـ21. ولم يعد ممكنا لأردوغان المضي قدما في سياسة «صفر مشكلات» مع الجيران.

واشنطن: نريد انتقالا إلى مستقبل ديمقراطي في سوريا.. ولدينا طرق مختلفة للضغط على النظام

دمشق ترفض التعامل مع السفير الأميركي وإدارة أوباما تعتمد على دور تركي للتوصل إلى حل للأزمة

واشنطن: «الشرق الأوسط»

في وقت تواجه فيه الإدارة الأميركية تساؤلات حول موقفها من النظام السوري والرئيس السوري بشار الأسد بشكل خاص، أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى رغبة واشنطن في «انتقال إلى مستقبل ديمقراطي في سوريا». وبينما كرر المسؤول المطلع على الملف السوري الموقف الأميركي بأنه «يمكن للأسد أن يقود هذا الانتقال أو يخرج عن طريق هذا الانتقال»، أوضح: «نحن ننظر إلى الرئيس الأسد لقيادة هذا التحول ولكن لم نرَ جهودا حقيقية من طرفه» بهذا التوجه. وشدد المسؤول الأميركي في لقاء مع عدد من الصحافيين العرب في واشنطن على أن واشنطن تدرس طرقا عدة للضغط على سوريا للكفّ عن استخدام العنف وتوجيه الجيش لقمع المظاهرات والاحتجاجات السورية.

ورفض المسؤول الأميركي التقارير السورية الرسمية التي أفادت بأن المناطق السورية التي تشهد تحركا عسكريا تعرضت لهجمات من جماعات «إرهابية»، وقال المسؤول إن «التحركات السورية واسعة النطاق وليست طائفية أو مدعومة من جماعات إرهابية مثلما» تقول الحكومة السورية. وأضاف أن النظام السوري بات هو يشكل «مصدر عدم الاستقرار» في البلاد، موضحا أن زعزعة الاستقرار بدأت تنصب إلى دول مجاورة وخاصة تركيا التي تلقت الآلاف من اللاجئين السوريين.

وتفكر إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بخطوات عدة للضغط على النظام السوري، على رأسها شمل عدد جديد من القادة السوريين في لائحة العقوبات المفروضة على سوريا. وأوضح المسؤول الأميركي أن واشنطن تجري مشاورات مع دول أوروبية لاتخاذ خطوات مماثلة، بينما مشروع قرار مجلس الأمن للتنديد بالعنف في سوريا والمطالبة بالإصلاح ما زال يواجه عقبات في الأمم المتحدة. وأضاف المسؤول الأميركي أن «قمع النظام للشعب يدفع سوريا باتجاه أن تصبح دولة مارقة»، لافتا إلى إمكانية عزل سوريا دوليا. وقال المسؤول الأميركي: «نتواصل مع الأتراك والعرب والأوروبيين ونفكر بعدد من الخطوات»، مضيفا: «نحن نضغط على النظام السوري لنحقق الانتقال إلى مستقبل ديمقراطي لسوريا». وحول إمكانية تقديم مسؤولين سوريين إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة جرائم حرب، قال المسؤول الأميركي إن «هذه عملية معقدة ومطولة ولم تبدأ بعد»، لكنه لم يستعبد إمكانية اتخاذ هذه الخطوة.

ولم ينفِ المسؤول الأميركي استخدام الملف النووي السوري وقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية لنقل الملف السوري إلى الأمم المتحدة للضغط على سوريا. ولكنه في الوقت نفسه لفت إلى أن «هذه ليست قضية جديدة بل كان العمل عليها جاريا منذ فترة، وهذا الملف يعكس أيضا تصرف النظام السوري».

وتنظر واشنطن إلى أنقرة للعب دور سياسي مهم في معالجة الأزمة السورية ولكن أيضا من حيث الضغط على دمشق. ويذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل أول من أمس برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لتهنئته على فوز حزبه بانتخابات الأسبوع الماضي. وأفاد بيان للبيت الأبيض بأن أوباما وأردوغان «تحدثا عن الشراكة الثمينة» بين البلدين، التي تركز بشكل كبير الآن على الدور التركي في سوريا. وقال المسؤول الأميركي: «الدور التركي في غاية الأهمية.. لدى تركيا قدرة على التأثير على سوريا من خلال وسائل عدة، منها العلاقات الجيدة مع مصادر مختلفة في الحكومة والقوات الأمنية، بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية المهمة» بين البلدين. وأضاف أن تركيا تتمتع بـ«مصداقية عالية مع السوريين حتى التطورات الأخيرة ويمكنها لعب دور مهم». ولفت إلى أن الأتراك عبروا عن «خيبة أمل في تطبيق الإصلاحات التي تحدث عنها الرئيس الأسد». وامتنع المسؤول الأميركي عن الرد مباشرة على سؤال حول تأييد الإدارة الأميركية لإقامة تركيا «منطقة عازلة» داخل الأراضي السورية على غرار ما حدث في العراق عام 1991، لكنه قال: «لم نجر مشاورات (مع الأتراك) على إقامة مثل هذه المنطقة». وفيما يخص الدور الإيراني في سوريا، شدد المسؤول على أن «إيران تلعب دورا مهما في ما يحدث في سوريا، القوات السورية هي التي تقوم بعمليات القمع ولكن هناك إيرانيون وراء الكواليس ويقدمون النصح والخبرة للسوريين حول قمع الشعب». وأضاف أن «الإيرانيين متورطون مباشرة، ليست فقط مسألة تدريب».

وأوضح المسؤول الأميركي أن هناك 3 مؤشرات أساسية تعتمد عليها واشنطن لتقييم الحكومة اللبنانية الجديدة، أولا تشكيلها والشخصيات فيها، ثم البيان الوزاري للحكومة، وثالثا تصرفات تلك الحكومة. وقال إن المؤشر الأول وهو تشكيل الحكومة «محبط للآمال»، مضيفا أنه «لا يوجد سبب حقيقي ليشعر المرء بالثقة بأن هذا الفريق سيلتزم بالتعهدات الدولية على لبنان». وهناك تركيز أميركي على أهمية التزام الحكومة بقرار مجلس الأمن 1701 حول نزع سلاح حزب الله والتعاون مع المحكمة الدولية للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وشدد المسؤول الأميركي على التزام واشنطن بهاتين النقطتين، مذكرا بأن «هذه التزامات دولية لا يمكن التخلي عنها». وأضاف أن الإدارة الأميركية تراجع علاقاتها مع لبنان، بما فيها المساعدات للبنان، وستتخذ قرارات حول تلك العلاقات بناء على المؤشرات الثلاثة حول الحكومة الجديدة. وتابع أن توقيت تشكيل الحكومة اللبنانية «محرج، فلبنان يضع نفسه إلى صف سوريا في وقت تنفجر سوريا فيه داخليا».

بيان في القامشلي يهدد الأكراد ويدعوهم لوقف التظاهر.. وقيادي كردي يرد: لن نتوقف

عناصر موالية للنظام قالت: صبرنا ينفد وسنحسم الأمر بالأسلوب الذي نراه مناسبا

أربيل: شيرزاد شيخاني

في تهديد واضح بالهجوم على أكراد المدينة وحسم الأمور بالأسلوب الذي يرونه مناسبا، وجهت مجموعة موالية للنظام السوري تطلق على نفسها اسم «الشباب العربي الأحرار» بمدينة القامشلي ذات الأغلبية الكردية، تحذيرات جدية تدعو لوقف التظاهرات السلمية للشباب الكردي بالمدينة، وإلا فإن تلك المجموعة وبالتعاون مع «المجموعات الحريصة على السلم والتعايش السلمي» ينتظرون أي إشارة أو دعوة لإيقاف هؤلاء ووضع حد لهم».

وجاء في بيان الشباب العربي الأحرار، الذي ألصق على جدران مدينة القامشلي، وهو البيان الثاني الذي يهدد فيه عرب المدينة المتظاهرين الكرد والعرب والآشوريين من التظاهر والمطالبة بسقوط النظام «نتوجه بالشكر الجزيل لكل من استجاب ومن كافة الشرائح الاجتماعية الموجودة في مدينة القامشلي لدعوتنا بعدم الخروج والتظاهر في الشارع ولا نفسر ذلك إلا لحرص الجميع وبكافة أطيافهم الاجتماعية، من عرب وأكراد ومسلمين ومسيحيين على الوحدة الوطنية، والتعايش السلمي الآمن ونبذ كل أشكال الاستفزاز، وإثارة الفوضى الذي يسعى البعض إلى خلقها في هذه المدينة الجميلة».

وأضاف: «في الوقت نفسه نجدد دعوتنا للآخرين الذين ما زالوا يمارسون بخروجهم الاستفزاز وإثارة الفوضى وكأن الغاية من عملهم هو خراب وتدمير هذه المدينة الآمنة، أن يعودوا إلى رشدهم، ويغلبوا لغة العقل والحوار وأن ما يقومون به لم يعد مقبولا ولا بأي شكل من الأشكال، ونؤكد لهم ولمن يساندهم أو يقف وراءهم، وبالتأكيد هم معلومون لدينا بأشخاصهم وصفاتهم، بأن صبرنا بدأ ينفد، وأن من يساندنا من أبناء العشائر والمجموعات الحريصة على السلم والتعايش السلمي لأبناء هذه المدينة ومن كافة أبناء الطيف الاجتماعي، ينتظرون منا أي إشارة أو دعوة لإيقاف هؤلاء ووضع حد لهم، وبالأسلوب الذي نراه مناسبا».

وفي تعليق على البيان، قال قيادي كردي في مدينة القامشلي في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم ذكر اسمه، «إن هذا التهديد ليس جديدا، حيث سبقته تهديدات عديدة، ولكن الجديد في البيان هو تهديد الشباب العربي باللجوء إلى القوات الأمنية واستقدام الدبابات والمروحيات مثلما حصل في بقية المدن السورية، حيث إن البيان يشير بوضوح إلى الاستعانة بـ(المجموعات الحريصة على التعايش السلمي)، وفي منظور النظام القمعي بسوريا فإن القوات الأمنية هي وحدها الحريصة على التعايش السلمي وإنهاء الاحتجاجات الشعبية، كما أن هذا التهديد يعكس بشكل واضح رد فعل النظام حول رفض الأحزاب الكردية بسوريا لقاء رئيس الجمهورية بشار الأسد، فهو يدعو أيضا إلى تغليب لغة العقل والحوار، والمقصود طبعا هو الحوار مع النظام الذي فقد باعتقادنا كل شرعيته باستخدامه لأقصى درجات العنف مع المتظاهرين السلميين من أبناء الوطن». وأشار إلى «أن هذه التهديدات لن تخيف الشباب الكردي وأنهم سيواصلون تظاهراتهم السلمية بالتزامن مع تظاهرات إخوانهم في بقية المدن، وأن يوم غد الجمعة ستشهد المناطق الكردية استمرارا للتظاهرات الاحتجاجية رغم تلك التهديدات المتكررة».

معارضون سوريون يحذرون البعث من إقدامه على عملية تسيء أكثر لمصداقيته

تحدثوا عن خطط لنقل احتكار البعث للحكم إلى الأحزاب المنضوية تحته

لندن: «الشرق الأوسط»

حذر معارضون سوريون وشخصيات عامة من إقدام حزب البعث الحاكم في سوريا على عملية «تذاكي وتلاعب جديدة» من شأنها أن تسيء أكثر إلى مصداقيته المشروخة أصلا لدى شرائح اجتماعية واسعة من أبناء الشعب السوري في الداخل والخارج. وأكد عدد من المعارضين، لوكالة الأنباء الألمانية، بينهم الكاتب والسياسي المعارض لؤي حسين، أن حديثا يجري حاليا في المجتمع السوري عن تداول عدد من المسؤولين السوريين مسودة مشروع، مفادها نقل احتكار البعث لقيادة الدولة والمجتمع وفقا للمادة الثامنة من الدستور، إلى ما يعرف بأحزاب الجبهة الوطنية الحاكمة المنضوية جميعا تحت حكم البعث.

وأضاف المعارضون «إذا تبين صحة هذه الأنباء المتداولة في الأروقة السياسية والاجتماعية فإن ذلك سيشكل صدمة كبيرة للشعب السوري في الظروف الراهنة وخطأ فادحا يضاف إلى سجله (حزب البعث) ويؤدي إلى مزيد من فقدان الثقة بهذا الحزب». وتنضوي مجموعة أحزاب يسارية وقومية تحت «إبط» البعث دون أن يكون لها رصيد جماهيري كبير. ويحكم «البعث» منذ ما يقرب من نصف قرن بعيدا عن صناديق الاقتراع.

من جانبه، قال الناشط والكاتب مازن درويش، لوكالة الأنباء الألمانية، إن هذه الأنباء إذا أعلنت رسميا، فإنها تعني نمطية من التفكير يمكن وصفها بـ«التحايل والالتفاف» على مستقبل الشعب السوري والذهاب نحو مزيد من أزمة الثقة في العلاقة بين المجتمع والبعث الحاكم.

وترفض المعارضة السورية قبول الحوار مع السلطة على اعتبار أن «التوجه الأمني في التعاطي مع المظاهرات لا يزال هو الحل الأبرز كخيار تتخذه السلطات في وجه الشارع الذي انتفض في وجهها منذ أكثر من 3 أشهر».

الانقسامات في الشارع السوري.. في قلب الأسرة الواحدة

الانقسام بين مؤيد ومعارض يعيد تركيب المجتمع.. والنظام يلعب بورقة الطائفية

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

استاءت أم علي حين رأت موظفتين في الدائرة الحكومية التي تعمل فيها كموظفة بوفيه، تتابعان بشغف أخبار المظاهرات على قناة «الجزيرة». وضعت القهوة أمامها بعصبية لدى سماعها هتافات المتظاهرين «ما منحبك ما منحبك ارحل عنا أنت وحزبك»، ورؤيتها شغف الموظفتين في المتابعة. كظمت أم علي غيظها متناولة الـ«ريموت كنترول»، وقامت بمسح قنوات «الجزيرة» و«العربية» والـ«بي بي سي» من التلفزيون، ومن ثم اختارت التلفزيون السوري، وقالت: «هذا فقط يشاهد هنا».

طار صواب الموظفتين من تصرف أم علي، وحصلت مشادة كلامية عنيفة كادت أن تصل إلى الضرب وشد الشعر، لولا تدخل الزملاء. وانتهى الأمر بانصياع الموظفتين لطلب المدير درءا للشر، لأن الوضع لا يحتمل.

هذه الحادثة حصلت في بلدة سوريا، كتبت وقائعها إحدى الموظفتين على مدونتها في الإنترنت، ولكن مع تسمية الانتماء الطائفي والولاء السياسي لبطلاتها، فعرفنا أن أم علي من غلاة الموالين للنظام، لذا منذ بدء الأحداث في سوريا لقبها الموظفون بـ«أم علي الشبيحة» لتعليقاتها العنيفة والشتائم التي تكيلها لكل من يؤيد الاحتجاجات، أو من يفكر بأن يرشق «الدكتور» (الرئيس بشار الأسد) بنقطة ماء لأنها على استعداد لرشقه بالنار. «فلولاه لا يوجد لا أمن ولا أمان»، هكذا تقول أم علي. وبذلك كشفت عن صفات كانت مخفية في شخصيتها، فهي كسيدة في الأربعينات، عدا عن بنيتها الجسمانية الضخمة، حزبية وعلى صلة وثيقة بأجهزة الأمن، ما يجعل صلاحياتها بقمع من ينتقد النظام مطلقة، رغم تدني درجتها المهنية. هذا «لا يحصل إلا في سوريا»، بحسب رأي صاحبة المدونة.

هذه الحادثة كشفت عن الدور المرعب الذي يلعبه صغار المخبرين والحزبيين في الرقابة على المجتمع. وعندما يستقوي بعض هؤلاء بطائفتهم، فمن شأن ذلك تغذية العداء الطائفي. ويتفق كثيرون على أن هذا «من الأعراض الجانبية القاتلة للانتفاضة في سوريا». وراحت تظهر علاماتها في قوائم بأسماء المخبرين وزعت في الأحياء، لا تحذر من التعامل معهم، بل تدعو إلى تأديبهم بالضرب. وقد حصلت أكثر من حادثة قتل فيها المتظاهرون الغاضبون مخبرين في حمص وحماة. وقال أحد سكان حماة إنه في يوم جمعة «حرية أطفال سوريا» الذي قتل فيه نحو 80 متظاهرا، وجرح أكثر من 500 آخرين، قبض متظاهرون غاضبون على مخبر كان مندسا بينهم ومعه مسدس مزود بكاتم صوت، وقاموا بقتله. وأسوأ ما في الحادثة أن القتيل كان من الطائفة العلوية.

هناك قناعة لدى قسم من الشارع السوري، لا سيما المثقفين منهم، بأن السلطة ومع بداية الأحداث لجأت إلى استخدام ورقة الطائفية في لعبة وصفوها بالـ«قذرة»، بغية جذب الأقليات إلى صفها أولا، وثانيا لإسباغ صفة طائفية معادية على الحركة الاحتجاجية تنزع عنها أي صفة وطنية. وتم ذلك عبر التخويف من مشروع سلفي يهدف إلى إقامة إمارات لا مكان فيها للأقليات (المسيحيين – الدروز – الإسماعيلية – الشيعة.. وغيرها)، وتمثل ذلك في روايات السلطة عن ملاحقة أو القبض على رجال دين نصبوا أنفسهم أمراء سلفيين ووزراء دفاع، في درعا وبانياس وحمص. إلا أنها روايات كذبها المحتجون في تلك المدن، بل وسخروا منها. وفي حمص على سبيل المثال ألفوا نكات، منها أن عملية هروب الأمير السلفي الحمصي بالطائرة المروحية فشلت لأن الحماصنة استبدلوا مروحة الطائرة بجهاز تكييف! أصحاب هذا الرأي يتهمون الأجهزة الأمنية بالتمهيد لهذه «اللعبة» عبر بث شائعات في الأحياء والقرى بأن أهالي حي آخر عقدوا العزم لمهاجمتهم وسيقومون بذبحهم. وتلخص ذلك بترويج شعار «توت توت.. المسيحية إلى بيروت.. والعلوية إلى التابوت». ويقول رامي، شاب سوري، على صفحته في «فيس بوك» إن «هذا الشعار روجته وسائل الإعلام السورية الرسمية والخاصة، فهي فقط التي قالت إن المتظاهرين هتفوا به»، في حين أنه لم يسمع في المظاهرات السلمية التي كانت تؤكد على الوحدة الوطنية منذ اليوم الأول ولم يظهر فيها أي كلام طائفي. المفارقة أن هذه «اللعبة» التي يظن البعض أن الأجهزة الأمنية روجتها، أشار إليها الرئيس السوري في خطابه الشهير الذي ألقاه في مجلس الشعب بداية الاحتجاج.

هذا الطرح لم يحقق في البداية أهدافه، لكنه نجح إلى حد ما في تحييد الأقليات التي لم تنخرط بعد في حركة الاحتجاجات إلا على نحو محدود، وأيضا لم تصطف بشكل كامل مع الموالين للنظام. ويغمز أحد الناشطين في «فيس بوك» من موقف بعض المسيحيين بالقول: «في سوريا فقط يخلط المسيحيون بين ميلاد المسيح وميلاد حزب البعث، ويظنون أنه برحيل البعث سترحل المسيحية من سوريا».

ومع ذلك يمكن القول إن الأقليات لم تصطف جميعها في خندق واحد في مواجهة الأغلبية، وإنما تعرضت للانقسام الذي طرأ على المجتمع السوري ككل، نتيجة الشرخ الكبير بين موالين ومعارضين. ليليان (48 عاما)، سيدة أعمال من مدينة حماة، تشاهد المظاهرات التي تمر كل يوم تحت شرفة منزلها، وتؤكد أن «المظاهرات في حماة سلمية، ولكن في الأسابيع الأخيرة تحولت إلى دموية بسبب القمع الوحشي وتعنت الأجهزة الأمنية». تقول إنها تؤيد المظاهرات، «فالنظام ما زال مستمرا في ارتكاب الأخطاء، والتغيير يفرض نفسه، فالفساد أوصل الأوضاع في البلد إلى حافة الانفجار».

وتؤكد ليليان، وهو ليس اسمها الحقيقي، أن «كل ما نراه اليوم نتيجة طبيعية لتراكم الفساد والاحتقان». إلا أن سيدة الأعمال التي فكرت بالمشاركة في المظاهرات ولم يمانع زوجها في ذلك، فوجئت برد فعل عنيف من أخيها الذي أقسم أن يقطع علاقته بها إن خرجت في المظاهرات. تستغرب ليليان موقف أخيها الذي تقول إن ما تعرض له من ظلم في ظل هذا النظام لا يقل عما تعرض له أي مواطن آخر، «لكنه مذعور أن يكون البديل نظاما إسلاميا»، الأمر الذي ترد عليه ليليان بالقول: «قبل نظام البعث مر على سوريا رئيس وزراء مسيحي ورئيس برلمان».

ما يدور من نقاشات وانقسامات ضمن الطوائف المسيحية ينطبق على باقي الأقليات. فالدروز، والذين يتركزون في محافظة السويداء (جنوب)، كان قسم كبير منهم في مقدمة المناصرين لدرعا. فمنهم الفنان سميح شقير الذي أهدى درعا أول وأجمل أغاني الثورة السورية «يا حيف»، ومنهم الناشطة الحقوقية منتهى الأطرش التي سجلت ولا تزال مواقف مشهودة. هذا عدا موقف نقابة المحامين في السويداء الذي كان أول موقف نقابي داعم لدرعا، إلا أن ضغوطا هائلة مورست عليهم من قبل الدروز المنخرطين في الحزب والمستفيدين من النظام، أفلحت في التعتيم عليهم.

وكذلك جرى مع الطائفة الإسماعيلية التي تتركز في مدينة السلمية في محافظة حماة (وسط)، فمنذ البداية شاركت السلمية في المظاهرات الاحتجاجية التي كانت تقمع من جموع المؤيدين للنظام من الطائفة ذاتها. هذا عدا الاعتقالات الواسعة الني جرت بين صفوف أهالي السلمية من المحتجين المعروفين بانتماءات يسارية علمانية، ما يؤكد أن الانقسامات الحاصلة في المجتمع السوري لغاية الآن لم تأخذ بعدا طائفيا ولا تزال تدور في فلك فريقي الـ«مع» والـ«ضد» التي أنتجت عدة انقسامات، أبرزها: فريق أول مع بقاء النظام كضامن وحيد للأمن والأمان والقبول بالإصلاحات التي يجريها ووقف التظاهر. وفريق ثانٍ ضد النظام ويطالب بإسقاطه رافضا الحوار معه لأنه فقد شرعيته مع أول رصاصة أطلقت على المحتجين في درعا، ومُصرّ على التظاهر والاحتجاج. وهناك فريق ثالث يطالب بوقف العنف والسماح بالتظاهر السلمي وإصلاحات جذرية تقود إلى تغيير ديمقراطي تدريجي.

والغلبة في الشارع للفريقين الأول والثاني، وما بينهما راح يتسلل خيط الدم نحو طريق لا خط رجوع لها. أما الفريق الثالث فيكاد صوته يختفي في خضم ضجيج الاحتجاج وأزيز الرصاص، مع ملاحظة وجود فريق رابع من الغالبية الصامتة، إما خوفا من بطش النظام، خصوصا وقد قالها الرئيس الأسد صراحة في خطابه الشهير بداية الأحداث «من ليس معنا فهو ضدنا»، وإما لأن مآل الأمور ما زال غامضا، وهناك من يتخوف سيطرة التيارات الدينية إذا سقط النظام أو يخشى الدخول في مرحلة من الفوضى والاقتتال الأهلي.

وهذا الفريق سمي في الشارع «اللون الرمادي»، ويضم أطيافا متعددة من الآراء من مؤيدة ضمنيا للاحتجاجات، إلى رافضة للاحتجاجات وللنظام معا. يقول ماجد (20 عاما): «الجانبان بعضهما أسوأ من بعض». ويصف ما يجري بأنه صراع بين «متظاهرين محتقنين ومتهورين ومتسلطين مجرمين»، ويقول إنه لا يمكنه الدفاع عن الفريقين، «لأن الخاسر الأكبر» برأيه هو «الوطن السوري».

كثيرون لا يتفقون مع ما قاله ماجد، حيث إن الفريقين الـ«ضد» والـ«مع» يعتبرونه موقفا متخاذلا، ففي الشدائد من غير المقبول الوقوف على الحياد. وفي حين أن أحد الطرفين سيعتبره مدسوسا، سيشك الآخر بأنه جاسوس.

لذلك تنصح رشا (30 عاما)، وهي موظفة حكومية في دمشق، أصدقاء صفحتها على «فيس بوك»، بسخرية وتقول: «عندما تتحاور مع الناس في الشارع لا تبادر أنت إلى الحديث، دع الآخر يتكلم، وحسب اتجاه الريح وجّه كلامك وكن حذرا من المفاجآت». وفي نقاش معها عبر الـ«فيس بوك» قالت رشا إنها توصلت إلى هذه «الحكمة» بعد الانقسام الكبير الذي حصل في مكان عملها بين الموظفين. وتضيف: «بعد أحداث درعا لاحظت أن الموظفين من أهالي درعا تعرضوا لعزل تلقائي من قبل الموظفين (المدعومين)» وتوضح الكلمة الأخيرة ضاحكة: «أقصد المستفيدين»، مع تجنب ذكر انتمائهم الطائفي. وتتابع: «بطبيعة الحال في مجتمع العمل دائما هناك مدعومون من أبناء وأقرباء المسؤولين وأصدقائهم من الحزبيين والانتهازيين، وهم كثر».

وتقول إن «هؤلاء لا يقبلون أن يرد ذكر درعا دون إتباعه بكلمة مسيئة، دون أي مراعاة لمشاعر أهل درعا والمتعاطفين معهم، بل باتوا مطالبين بالتنكر لدرعا. وفي المقابل كان هناك رد فعل على الاستعداء والتحريض، وبدورهم فإن المتعاطفين مع الاحتجاجات صاروا يترصدون أخطاء زملائهم ولو مواربة وينصبون لهم الأفخاخ». وتصف رشا أجواء العمل بأنها «مشحونة ولا تطاق»، فأجواء العمل انتقل فيها الحديث الطائفي من الهمس إلى المجاهرة. وبعد نحو 48 عاما من حكم البعث «العلماني»، منع خلالها أي ذكر للدين أو الطائفة في وسائل الإعلام الرسمية والكتب والمناهج المدرسية وألغي من البطاقة الشخصية… إلخ، بعد كل هذا المنع يتحدث الشارع عن «طائفية نظام عائلي استغل الطائفة أبشع استغلال»، في الوقت الذي كان يدعي فيه العلمانية ويستخدمها لمنع تقدم الآخرين.

وتقول أمل (40 عاما)، وهي مدرسة: «لا يجب أن نحمل طائفة كاملة ذنوب سلطة طائفية، وعدا ذلك فإن مثل هذا الكلام يزيد حالة التخندق والانقسام». وتضيف: «أعز صديقاتي علوية علمانية وتشارك في المظاهرات متهمة من عائلتها بأنها خائنة. يجب أن لا ننسى أن أهم المثقفين العلمانيين الداعمين للثورة هم من العلويين، وهؤلاء يدفعون الثمن مضاعفا لأنهم معارضة ولأنهم من الطائفة». أما الانقسام الحاصل فتراه أمل «خطيرا جدا»، ولكن ما يشعل بصيص ضوء أنه «يجري على أساس المواقف لا الانتماء الديني».

الانقسام وصل إلى الأسرة الواحدة. ومن الطريف أن بعض الأسر تشهد إعادة صياغة لعلاقاتها على وقع الحدث السياسي، وهو ما أشارت إليه يارا (45 عاما)، وهي معلمة موسيقى، لدى الحديث عن أخيها المرتبط بزوجتين: الأولى أُمّ، علاقته بها سيئة بعد زواجه الثاني إذ لم تطلب الطلاق ومكثت تربي أولادها، وكانت علاقتها جيدة مع أخت زوجها يارا التي تعاطفت معها. أما الزوجة الثانية فكانت مدللة هي وأولادها، ولم تكن علاقتها جيدة مع يارا. وبعد بدء الأحداث في سوريا وقفت الزوجة الأولى وأولادها ضد المظاهرات، بينما اتخذت الزوجة الثانية المدللة وأولادها موقفا معاكسا كونها بالأساس تعنى بالشأن السياسي. أما الأب (أخو يارا) فكان له موقف معارض للتظاهر، ما جعله يرجح كفة الزوجة الأولى، فتحسنت علاقته معها وساءت مع الزوجة الثانية. وتقول يارا: «رغم موقفي المبدئي من الزوجة الثانية لقبولها أن تكون ضرة، فإنني أجد نفسي مضطرة إلى الاصطفاف معها ومع أولادها في تأييد المظاهرات».

الجدل الدائر في البيوت السورية أقرب إلى الجدل البيزنطي العقيم، فثمة موالٍ للسلطة ولاء أعمى ويعمل لحسابها ولا مانع لديه من حمل هراوة أو سلاح لقمع المتظاهرين، ويخرج إلى الشارع ليستجدي الجيش والأمن للضرب بيد من حديد لإخماد الاحتجاجات، وثمة آخر محايد يتطلع لضمان سلامته وسلامة عائلته، بالتواري والصمت. وهناك ثالث منزعج من إراقة الدماء وفداحة الظلم الذي يقع على المتظاهرين السلميين. وكل فرد يتخذ الموقف الذي يمليه عليه محيطه من الأصدقاء وزملاء العمل أو الرفاق الحزبيين.

حسان (50 عاما) خرج عن طوره حين رأى ابنه، طالب البكالوريا، حاملا سلاحا في البيت قال إن مسؤوله الحزبي زوده به بعد أن جنده في اللجان الشعبية. صراخ حسان لم يُجدِ مع ابنه الذي بدا متحمسا لحراسة الحي من «المندسين» و«السلفيين». وعبثا حاول الأب أن يوضح لأبنه أنه «لا يريد قاتلا في البيت»، وأن ما يفعله خطأ وسيذهب ضحية في معركة مفتعلة. في اليوم التالي كان على حسان أن يشاهد ابنه يقف على حاجز في أول الحارة يفتش الناس ليعود بعد ساعات جريحا بعد تعرضه لضرب مبرح من شباب رفضوا أن يفتشهم.

مصيبة نادية (60 عاما) لم تكن أقل مأسوية من مصيبة حسان، فقد أخبرها أخوها أن اسم زوجها يتصدر قائمة سوداء تضم أسماء المخبرين وأزلام النظام وزعها مجهولون في الجامع في إحدى مدن ريف دمشق. وحين أخبرت زوجها بمخاوفها وطلبت منه أن يتقي الله في الشباب الذين يتظاهرون طلبا للحرية، سخر من مبالغتها في الخوف واستخف بحديثها عن شباب بريء لا ذنب له سوى المطالبة بالحرية. وقال لها إن هؤلاء «حثالة وسنقضي عليهم قريبا». ومضى إلى أبعد من ذلك بالقول: «هؤلاء إذا لم يُقتل عدد منهم لن يكفوا عن الزعرنة». حين قال لها ذلك لم يتوقع إطلاقا أن يأتيه ابنه بعد ثلاثة أيام محمولا على الأكف، ليعلم أنه كان في مقدمة المتظاهرين حين اخترقت رأسه رصاصة. لكن هل غيّر موقفه؟ يقول شقيق نادية: «لا، زاد تشددا، ولم يصدق أن ابنه كان متظاهرا». أما الجنازة فطلب من رفاق ابنه أن لا يحولوها إلى مظاهرة، فلم يستجيبوا وزفوا رفيقهم زفاف الشهداء. بعدها صارت نادية وبناتها من المثابرات على الخروج في المظاهرات النسائية، غير مكترثة بتهديد زوجها بالطلاق.

أردوغان يجتمع إلى مبعوثين من الأسد ونزوح من “معرة النعمان

الدبابات تدخل دير الزور والبوكمال

أكد نشطاء سوريون، أمس، أن نحو 70 % من أهالي معرة النعمان شمال غرب سوريا قد فروا من وجه الدبابات التي تحاصر المدينة، في وقت واصل الجيش السوري وقوات الأمن إرسال تعزيزات إلى القرى والبلدات القريبة من بلدة جسر الشغور بمحافظة إدلب، ما أدى إلى مزيد من النزوح واللجوء إلى تركيا،في حين تظاهر عشرات الآلاف في  شوارع مدينة حماة لمطالبة الرئيس بشار الأسد بالتنحي . وشرقاً انتشرت الدبابات والمركبات المدرعة في مدينتي دير الزور والبوكمال على الحدود مع العراق بعد مرور أسبوع على خروج عشرات الآلاف من المواطنين إلى الشوارع للمطالبة برحيل النظام . في حين اجتمع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع اللواء حسن التركماني ومساعد وزير الخارجية السوري كمبعوثين من الرئيس الأسد . ومن جانب آخر، طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بإجراء تحقيق في الانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن ضد المتظاهرين المعارضين، مشيرة إلى “وضع رهيب” لحقوق الإنسان، وإلى تلقيها معلومات حول استعمال القوة المفرطة والرصاص الحيّ ومنع الغذاء والرعاية الصحية وتعرض المعتقلين لمعاملة غير إنسانية .

أوباما أهان نفسه بأزمة سوريا

تحت عنوان “وحشية سوريا تدعو إلى الانتباه إلى ضعف البيت الأبيض” كتبت واشنطن تايمز في افتتاحيتها أن إستراتيجية الرئيس باراك أوباما “القيادة من وراء الكواليس” في التعامل مع الأزمة المدوية في الشرق الأوسط أودت بحياة المزيد من الضحايا.

وقالت إنه يوم السبت الماضي قصفت قوات “الطاغية السوري” بشار الأسد بلدة جسر الشغور وحرقت حقولها واقتحمت البلدة بالدبابات. ورد البيت الأبيض على ذلك ببيان قال فيه إن الحكومة السورية خلقت “أزمة إنسانية” وإذا لم تسمح فورا وبدون أي قيد بدخول الصليب الأحمر فإنها تكون بذلك قد أبدت مرة أخرى ازدراءها لكرامة الشعب”. ومع ذلك ظل النظام السوري غير مبال.

وقالت أيضا إن أوباما يستخدم كلمة “كرامة” في كل خطاب يلقيه تقريبا، لكن هذه الكلمة ليس لها قوة إقناع عندما يتعلق الأمر بالطغاة الذين يشكل وجودهم إهانة لهذا المفهوم. إذ أن نهج الأسد تجاه رئيس أقوى دولة بالعالم كان تجاهله.

وفي خطابه يوم 19 مايو/ أيار عن السياسة بالشرق الأوسط بعث أوباما تحذيرا شديد اللهجة للأسد بأن “الشعب السوري أظهر شجاعة في المطالبة بالتحول إلى الديمقراطية. والرئيس السوري أمامه الآن خيار واحد: فهو يستطيع أن يقود هذا التحول أو يتنحى جانبا”. ومرة أخرى رفض الأسد ثنائية أوباما المقترحة واختار طريقا ثالثا ألا وهو تصعيد العنف وتحدي أميركا في فعل أي شيء حيال ذلك.

واشنطن تايمز

وأشارت الصحيفة إلى أن بلطجية الأسد قتلوا من المدنيين أكثر مما فعل معمر القذافي في ليبيا قبل أن تبدأ الولايات المتحدة حملة قصفها ضده. وقالت إن المقارنة بليبيا يصعب تجنبها.

ففي 3 مارس/ آذار قال أوباما “العنف يجب أن يتوقف ومعمر القذافي قد فقد شرعيته في القيادة وعليه أن يرحل، وأولئك الذي يرتكبون العنف ضد الشعب الليبي سيُحاسبون ولابد أن تتحقق آمال الشعب الليبي من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة”. ورأت الصحيفة أن نفس الشيء يمكن أن يقال عن سوريا.

وأشارت إلى ما قاله جاي كارني (المتحدث باسم البيت الأبيض) عندما سئل يوم الاثنين الماضي عن الاختلاف بين الاهتياج القاتل للأسد والعقيد القذافي، بأن الظروف مختلفة، وقال مفسرا “كان هناك نداء موحد لعمل في ليبيا وكان هناك تفويض أممي بذلك”.

وقالت الصحيفة إن مثل هذا التفويض غير موجود في سوريا، وهو ما يضع إدارة أوباما في موقف غير مريح للدفاع عن حق النقض الضمني الذي أعطاه لهذه المجموعة حول تصرف الولايات المتحدة وفق مصلحتها الوطنية أو الدفاع عن الشعب الضعيف الذي شجعه أوباما على النهوض ضد الأنظمة الوحشية.

وختمت الصحيفة بأن الأزمة في سوريا تكشف عن إستراتيجية للبيت الأبيض مفككة من حيث المفهوم وغير فعالة، وأن الدرس المستفاد من الربيع العربي لطغاة الشرق الأوسط هو إرسال الدبابات وترك السيد أوباما يقلق بشأن الكرامة.

واشنطن تايمز

إدانة أممية للقمع في سوريا

أردوغان يستقبل مبعوثا سوريا

استقبل رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان مبعوثا من الرئيس السوري بشار الأسد في مسعى لبحث الأزمة المتفاقمة في سوريا، بينما استمر تدفق آلاف السوريين إلى الحدود التركية هربا من حملة القمع التي ردت بها السلطات على المتظاهرين المطالبين بالتغيير.

وقالت وكالة رويترز إن أردوغان التقى مع اللواء حسن تركماني لنحو ثلاث ساعات أمس الأربعاء في العاصمة التركية أنقرة، دون أن يصدر بيان رسمي عن الاجتماع.

وكان أردوغان الذي تربطه علاقة وثيقة بالأسد، عبّر عن قرب نفاد صبر تركيا على الأساليب القمعية السورية التي وصفها بالوحشية، كما انتقد بطء خطوات الإصلاح فضلا عن الغضب من أزمة إنسانية آخذة في التفاقم.

كما تحدث أردوغان عن الوضع في سوريا قبيل إعادة انتخابه لرئاسة الحكومة في بلاده الأحد الماضي حيث أكد أنه عندما تنتهي الانتخابات فسيتحدث إلى الأسد “بطريقة مختلفة تماما”.

من جهة أخرى، قام وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الأربعاء بزيارة إقليم هاتاي الجنوبي الذي تدفق إليه آلاف السوريين من المدن الحدودية هرباً من الاضطرابات في بلادهم، حيث تفقد المخيمات التي نصبت للاجئين.

وتلقى أوغلو معلومات عن أحوال الجرحى السوريين الذين يعالجون في المستشفى الميداني هناك.

منطقة عازلة

وقد نفت تركيا اليوم ما قاله مبعوث الرئيس السوري عن بدء عودة اللاجئين السوريين إلى جسر الشغور.

في حين قالت صحيفة تركية كبرى إن القوات التركية قد تدخل أراضي سوريا بهدف إقامة منطقة عازلة عسكرية إذا تحولت حالة الاضطرابات هناك لحرب أهلية يمكن أن تشعل أزمة لاجئين. واعتبرت صحيفة بوستا أن من شأن ذلك أن يدفع نحو مائتي ألف شخص إلى الفرار باتجاه تركيا، مشيرة إلى أن دبلوماسيا تركيا رفض ذكر اسمه قال إن بلاده تدرس جميع الخيارات بهذا الشأن.

من جانبها ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية اليوم أن عدد السوريين الفارين إلى تركيا تجاوز 8900 شخص، علما بأن رئيس الوزراء التركي كان قد تعهد بألا تغلق بلاده حدودها في وجه هؤلاء النازحين.

انتقاد أممي

وخارج تركيا، انتقد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قمع الاحتجاجات في سوريا، وقال في تقرير صدر الأربعاء إن الأمن السوري يستخدم الإعدام والاعتقالات الجماعية والتعذيب لقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية الأمر الذي قد يدعم المطالبات برد عالمي أقوى.

وذكر المكتب أن بلدات بأكملها محاصرة ومنها درعا الأمر الذي يمنع المدنيين من الفرار، ويحرم الكثيرين من إمدادات الغذاء والحصول على الرعاية الطبية خاصة الجرحى.

من جانبها قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن أكثر من 1100 شخص كثير منهم مدنيون عزل يعتقد أنهم قتلوا، وأن ما يصل إلى عشرة آلاف اعتقلوا منذ الحملة التي بدأها الأسد منتصف مارس/ آذار الماضي لقمع المتظاهرين المطالبين بالتغيير.

مظاهرات بسوريا وفرار لسكان المعرة

تواصل فرار آلاف السوريين من بلدة معرة النعمان الأثرية هربا من القوات والدبابات التي تتقدم بشمال البلاد، في حين جرت مظاهرات ليلية بعدة مدن تطالب بسقوط نظام بشار الأسد. وفي الأثناء أعلن ضابط آخر في الجيش انضمامه للمحتجين.

فقد قال شاهد في قرية معرشمشة على أطراف معرة النعمان لرويترز هاتفيا إن “الجنود يطلقون النار بشكل عشوائي على ضواحي معرة النعمان لإفزاع السكان الأمر الذي جعل المزيد من الناس يهربون خلال الليل”.

وأضاف أن النيران قتلت رجلا يدعى محمد عبد الله وأن إطلاق الرصاص كان كثيفا إلى درجة أنه تم دفن الرجل في فناء منزله.

وقال شاهد آخر إن “السيارات مستمرة في الخروج من معرة النعمان في كل اتجاه، الناس يحمّلونها بكل شيء”.

وكان الآلاف من سكان بلدة معرة النعمان قد بدؤوا في الفرار منها هربا من قوات الجيش.

وقال شهود عيان إن مكبرات الصوت في مساجد معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب والتي تقع على الطريق السريع الذي يربط العاصمة دمشق بحلب ثانية المدن السورية الكبرى، كانت تحذر السكان من اقتراب قوات الجيش وتدعوهم إلى النجاة بأرواحهم وعائلاتهم.

ويقول سكان إن القوات السورية تقدمت إلى معرة النعمان بعد اعتقال مئات الأشخاص في القرى القريبة من جسر الشغور، حيث جرت حملة عسكرية قبل أيام أعقبت إعلان الحكومة مقتل 120 رجل أمن في المنطقة على أيدي مسلحين.

وقد تدفق سكان من معرة النعمان وجسر الشغور والقرى المحيطة بهما على حلب والقرى الواقعة في الصحراء إلى الشرق، بينما اتجه البعض إلى تركيا المجاورة التي فر إليها بالفعل أكثر من 8500 سوري.

وأقامت السلطات التركية مخيمات مؤقتة لإيواء النازحين. علما بأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كان قد أعلن في وقت سابق أن بلاده لن تغلق أبوابها أمام السوريين الذين يحاولون النجاة بأرواحهم من أعمال العنف التي تشهدها بلادهم.

مظاهرات ليلية

وفي هذه الأثناء بث ناشطون على الإنترنت صورا قالوا إنها لمظاهرة ليلية في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور شمال شرقي سوريا . حيث طالب المتظاهرون برحيل الرئيس بشار الأسد وسقوط النظام.

كما بث ناشطون على الإنترنت صورا قالوا إنها لمظاهرة مساء أمس في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور تطالب بإسقاط النظام.

وخرج متظاهرون سوريون بمدينة طيبة الإمام بمحافظة حماة في مظاهرة ليلية يطالبون بإسقاط النظام وفق مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت.

وتواصلت المسيرات الاحتجاجية ضد النظام السوري في عدد من المدن. فقد أظهرت صور نشرت على مواقع الإنترنت خروج المتظاهرين في مدينة حماة مطالبين بإسقاط النظام.

كما انتشرت دبابات ومدرعات في عدد من مناطق شرق سوريا التي يغلب عليها الطابع القبلي، ومنها دير الزور والبوكمال على الحدود مع العراق.

وفي بلدة الحراك بمحافظة درعا، شيع الأهالي في وقت سابق الأربعاء قتيلا قالوا إنه سقط بنيران الأجهزة الأمنية السورية. كما خرج المتظاهرون في بلدة عربين بريف دمشق للمطالبة بإسقاط النظام السوري.

انشقاقات متوالية

ومن جهة ثانية بث على شبكة الإنترنت شريط لشخص قال إنه ضابط برتبة نقيب في الفرقة الرابعة عشرة في الجيش السوري يعلن فيه انضمامه إلى المحتجين.

وقال الضابط إنه اتخذ هذا القرار بعدما انحرف الجيش عن مهمته المفترضة بقتال العدو الإسرائيلي وتحول إلى قتل المدنيين السوريين, على حد تعبيره.

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن المقدم حسين هرموش -وهو ضابط منشق عن الجيش السوري- وجود خلافات في صفوف الجيش، مؤكدا أنه سعى مع بعض الجنود لوضع أفخاخ تعوق تقدم الجيش نحو جسر الشغور، وتتيح الوقت للمدنيين كي يتمكنوا من الفرار ومغادرة البلدة.

كما نقلت الوكالة عن شهود وقوع مواجهات بين فصائل مختلفة من الجيش في جسر الشغور، حيث روى أحدهم وقوع مواجهة الأحد الماضي بين أربع دبابات وبقية القوات، في حين تحدث آخر عن تدمير جسور لمنع تقدم الجيش.

عقبات التدخل الدولي في سوريا

كتب كريس دويل في صحيفة ذي غارديان البريطانية متسائلا: بما أننا رأينا نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقتل أكثر من 1400 سوري، ويلقي القبض على الآلاف، ويستخدم المروحيات والدبابات ضد أبناء شعبه، وهناك تقارير عن تعذيب وقتل الأطفال، أضحى الكثير يتساءلون لماذا كانت تلك الظروف سببا كافيا للتدخل في ليبيا وليست كافية في سوريا؟

يقول دويل، إن الغرب لا يعرف ماذا يفعل، ولا كيف يتدخل، ولا مع من يتصل؟ وفوق كل ذلك لم يدعه أحد بعد للتدخل.

هناك مثل سوري يقول “زوان البلد (نبات لعلف الحيوانات) ولا حنطة الجلب”، بعبارة أخرى، قد يفضل السوريون نار النظام على طوق نجاة يقدمه الغريب.

ورغم الفظائع التي ترتكب بشكل يومي، فلا توجد حتى الآن مؤشرات على تقبل فكرة الاستعانة بالأجنبي. السوريون يدركون جيدا ما يمكن أن يعنيه أو يجلبه التدخل الأجنبي، ففترة الاستعمار الفرنسي التي شهدت انسلاخ لبنان عن سوريا والإسكندرونة إلى تركيا وتأسيس مناطق فيها شبه حكم ذاتي للعلويين والدروز، ما زالت راسخة في ذاكرتهم.

من جهة أخرى لا يبدو السوريون متحمسين لعمليات حلف الناتو ونتائجها في ليبيا، وهناك عامل حاسم آخر هو رضاهم بشكل عام عن سياسة نظامهم الخارجية، ولكنهم يستنكرون سياسته الداخلية.

وينقل دويل عن الناشط السوري والسجين السياسي السابق لؤي حسين قوله: “علينا أن نفرق بين التدخل الأجنبي والضغط الأجنبي. نحن نعارض التدخل الأجنبي، ولكننا نرحب بالضغط الأجنبي القائم على أساس دعم حقوق الإنسان وليس دعم جبهة معينة ضد أخرى، حسب ما تمليه مصلحة الأجنبي”.

كما يلفت دويل النظر إلى عامل مهم آخر يمنع أي تدخل خارجي في الشأن السوري، حيث يقول إن مسؤولا بريطانيا رفيع المستوى أكّد له عدم وجود خيارات في سوريا، لأن الصين وروسيا والبرازيل وآخرين يعارضون بشدة أي إجراء ولا حتى عقوبات أممية محدودة.

ويعلق دويل على ذلك بالقول إن تجربة العقوبات لم تكن مثمرة، والعراق خير دليل، حيث ضربت العقوبات الناس أكثر من النظام، ويستذكر مقولة وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رمسفيلد “يمكننا الربح في العراق”. وهو خطأ سوف يدفع ثمنه أسلافه في البنتاغون لسنوات طويلة.

الجيش السوري يعتمد على آلة عسكرية سوفياتية تنتمي لأجيال مضت، لذلك لا يمكن أن يكون قوة عسكرية يحسب لها حساب إذا ما تقرر تدخل أجنبي، ومع وجود خليط مذهبي وقومي ومحيط متزعزع أمنيا، فأغلب الظن أن أي تدخل عسكري أجنبي سوف ينتج عنه انفراط عقد سوريا كما حدث في العراق.

الجارة تركيا ليست في وضع مقبول تماما من النظام السوري، وتركيا لها تاريخ مع سوريا والمنطقة، فما إن علّق رئيس الوزراء التركي على أفعال النظام السوري بأنها “غير إنسانية” حتى نعته أعوان النظام بأنه “عثماني” في إشارة إلى حكم العثمانيين الأتراك لسوريا والمنطقة.

ويعتقد دويل أن هناك عاملا مهما منع الكثير من السوريين من النزول إلى الشارع إلى حد الآن، وهو غياب البديل عن نظام بشار الأسد. وكما حدث في العراق، فالسوريون يخافون من أن يؤدي التدخل الأجنبي إلى جلب أناس إلى الحكم لا يتمتعون بمصداقية على الأرض.

السوريون لا يحبون النسخة السورية لأحمد الجلبي، والمتمثلة بفريد قادري، الذي لا يخفي دعمه لإسرائيل. المجموعة المنظمة الوحيدة هي الإخوان المسلمين، وهم في الغالب خارج سوريا. أما أجنحة المعارضة المولودة من رحم النظام والمتمثلة برفعت الأسد وعبد الحليم خدام نائب الرئيس السابق فكلاهما مكروه.

دويل توقع أن يسوء الوضع أكثر في سوريا في المرحلة المقبلة، وأورد تهديد قريب الأسد السيئ الصيت رامي مخلوف في مقال له في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، والذي حذر فيه من أن لا استقرار في إسرائيل إذا ذهب استقرار سوريا.

ويتطرق دويل إلى البعد الفلسطيني ويقول إن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لا يشعرون بالارتياح لأنهم وجدوا أنفسهم في خضم المشهد السوري المتأزم.

ويختم دويل مقاله بتوجيه عبارات لوم شديدة إلى الغرب، وتحميله مسؤولية انحسار نفوذه وتأثيره في المنطقة “لكن الغرب يجب ألا يلوم إلا نفسه. إنها سياساته المتناقضة والمتقلبة وفشله في التصرف بشكل قانوني وأخلاقي على مدى عقود -وأفضل مثال على ذلك العراق وفلسطين- هي التي أدت إلى انعدام الثقة بدوافعه وأدت إلى المتاهات التي يواجهها اليوم في العالم العربي”.

غارديان

تركيا تطالب القيادة السورية بوقف استخدام “القوة المفرطة” ضد المتظاهرين

خلال اجتماع مطول لأردوغان مع مبعوث الأسد

دبي – العربية

كشف أرشاد هرموزلو, مستشار الرئيس التركي في اتصال مع “العربية”, أن بلاده طالبت القيادة السورية, بضرورة إيقاف استخدام القوة المفرطة والعنف ضد المتظاهرين, والالتفات إلى المطالب الشعبية، والرجوع لأسس الديمقراطية.

تصريحات هرموزلو أتت بعد أن عقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ليلة الأربعاء الخميس 16-6-2011 محادثات استغرقت ثلاث ساعات مع حسن تركماني مبعوث الرئيس السوري بشار الأسد.

ميدانياً، نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان في قرية معرشمشة على أطراف معرة النعمان، أن الجنود السوريين يطلقون النار بشكل عشوائي وكثيف على ضواحي معرة النعمان، ما أدى إلى مقتل مدني في منزله ودفع مزيد من السكان إلى الفرار.

وقال سكان لوكالة رويترز إن القوات السورية اقتحمت بلدة معرة النعمان التي تقع على الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب بعد أن اعتقلت مئات الأشخاص في القرى القريبة.

إلى ذلك شهدت مناطق سورية متعددة مظاهرات شارك فيها الآلاف هاتفين بشعارات معادية للنظام السوري، ومطالبين بإسقاطه. ففي حماه شارك الآلاف في تظاهرات في قلب المدينة ونزلة الجزدان، كما شهد حي ركن الدين في قلب العاصمة مظاهرة احتجاجية ردد المتظاهرون فيها شعارات مناهضة للنظام.

ونشرت مواقع إلكترونية صوراً لمظاهرات قالت إنها جرت في مدينة درعا، وصوراً لجنود من الجيش السوري يتجولون في درعا بمحاذاة العديد من المدرعات السورية.

على صعيد آخر أفاد شهود عيان أن معظم الدبابات انسحبت من مدينة نوى قرب درعا, ولم يبق سوى عشر دبابات وسط المدينة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى