أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 16 كانون الثاني 2014

مؤتمر المانحين يتعهد بـ 2.4 بليون دولار لمساعدة السوريين

الكويت، دمشق، بيروت، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

انتهى مؤتمر المانحين الذي استضافته الكويت امس، بتعهدات لتقديم أكثر من 2.4 بليون دولار لإغاثة الشعب السوري، وفق ما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وفي وقت قدّمت الكويت 500 مليون دولار تبرعات من «القطاعين الحكومي والأهلي»، أعلنت الولايات المتحدة تقديم 380 مليون دولار إضافية ليرتفع بذلك إجمالي مساعداتها الإنسانية لسورية الى 1.7 بليون دولار، وفق ما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري. أما المملكة العربية السعودية، فتعهدت من جهتها بتقديم 60 مليون دولار جديدة ليرتفع حجم مساعداتها إلى 250 مليوناً.

وجاء مؤتمر المانحين في الكويت، والذي كانت الأمم المتحدة تأمل في أن يسفر عن جمع 6.5 بليون دولار قبل أسبوع من موعد انعقاد مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سورية. وفي وقت أعرب بان عن الأمل في أن يفضي هذا المؤتمر إلى «وقف العنف» و «إقامة حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية»، أعلن كيري أنه سيجري اتصالاً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال: «لديّ أمل في أننا سنتمكن من الحصول على التدابير اللازمة من النظام السوري لإرساء وقف إطلاق نار أياً كانت المناطق التي سيطبق فيها، لا سيما مع زيارة (وزير الخارجية السوري وليد المعلم) إلى موسكو في الأيام المقبلة».

في موازاة ذلك، زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دمشق، حيث التقى الرئيس بشار الأسد، الذي اعتبر خلال استقباله الوزير الإيراني أن «الفكر الوهابي بات يهدد العالم»، داعياً الجميع إلى المساهمة في «استئصاله».

ونقلت «فرانس برس» عن «هيئة التنسيق الوطنية» -المعارضة السورية في الداخل- رفضها المشاركة في مؤتمر «جنيف2»، معترضة على «اختزال الطرف الأميركي» لـ «صوت المعارضة»، في إشارة الى تكليف «الائتلاف» تشكيل وفد موحد للمعارضة.

ميدانياً، قتل 26 شخصاً امس غالبيتهم من المقاتلين المنتمين الى فصائل معارضة للنظام السوري، في تفجير سيارة مفخخة في مدينة جرابلس في ريف حلب (شمال) التي تشهد معارك بين «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) وتشكيلات أخرى من مقاتلي المعارضة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقتل «أمير» في «داعش» يدعى «أبو البراء الجزائري» (يحمل الجنسية البلجيكية) في سراقب شمال غربي سورية، بإطلاق نار عليه من مقاتلين معارضين في هجوم يأتي وسط معارك عنيفة تدور منذ أيام بين هذا التنظيم الجهادي وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية، وفق المصدر نفسه.

وفي نيويورك، نفت الهيئة المنظمة لمنتدى دافوس ما تردد عن أن وزير الخارجية السوري يعتزم التوجه للمشاركة في المنتدى. وقال مسؤول إنه «ليس للمنتدى أي علاقة مع الوزير المعلم وليس لديه أي معلومات حول رغبته في المجيء الى دافوس». وأضاف أن «المنتدى يدعم المفاوضات ويأمل أن تؤدي الى سلام دائم في سورية، وأن جلسات مناقشة ستعقد لبحث الوضع الإنساني ولمحاولة حشد الدعم» لأعمال الإغاثة كما أن «قادة سوريين من شبان مختارين ممن تأثروا بالحرب الأهلية، ومنظمات غير حكومية، سيدعون الى المنتدى».

وفيما تتسارع التحضيرات لانطلاق «جنيف ٢»، أكد ديبلوماسي غربي أن «محاولة حرف المسار وتغيير الهدف» من عقد المؤتمر نحو «محاربة الإرهاب» لن تنجح وأن «الهدف الرئيسي لمؤتمر جنيف ٢ هو تطبيق بيان «جنيف ١» وإطلاق عملية انتقال سياسي في سورية».

ورداًً على سؤال عن تبعات الاجتماعات المشتركة بين أجهزة استخبارات غربية مع الاستخبارات السورية، قال إن «هناك مصلحة مشتركة مع روسيا وليس مع الأسد في محاربة الإرهاب… وهي لا تعني أن الهدف من إطلاق عملية الانتقال السياسي في سورية هو محاربة الإرهاب بل تطبيق جنيف١». وشدد على ضرورة «عدم تضييع البوصلة لأن الأسد هو من جلب الإرهاب، ولدينا مصلحة مشتركة أخرى مع روسيا لا تتحدث عنها موسكو علناً وهي جلب الاستقرار الى المنطقة».

ويصل الى نيويورك الوفد النسائي السوري الذي كان التقى الإبراهيمي في جنيف، ليعقد اجتماعاً مع مجلس الأمن. وقال ديبلوماسيون إن الوفد سيضم صباح الحلاق وسارة أبو عسلي.

الى ذلك، أعلنت منظمة «أوكسفام» أن دولاً بينها روسيا واليابان لم تساهم بما يكفي في تمويل عمليات الإغاثة الإنسانية في سورية بما يرقى الى مستوى تعهداتها العام الماضي.

هيئة التنسيق الوطنية السورية لن تشارك في محادثات جنيف 2

جنيف ـ رويترز

قال الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي، الخميس ان هيئة التنسيق الوطنية قررت عدم المشاركة في محادثات السلام (جنيف 2) التي تبدأ الأسبوع المقبل.

وينظر بعض مقاتلي المعارضة السورية إلى الهيئة على أنها واجهة للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال الابراهيمي، في بيان، إنه يحترم قرار الهيئة عدم الانضمام إلى وفد المعارضة في المحادثات لكنه يأسف بشدة على عدم مشاركتها.

ولم يعلن الابراهيمي بعد عن تشكيل وفدي المحادثات المقرر أن تبدأ في 22 كانون الثاني (يناير).

الأمم المتحدة تحذر المعارضة السورية: الإعدامات شمال البلاد قد تعتبر “جرائم حرب

جنيف ـ أ ف ب

حذرت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي المجموعات المسلحة في المعارضة السورية من أن أعمال الإعدام الجماعية التي تنفذها في شمال البلاد يمكن أن تعتبر “جرائم حرب”.

وقالت بيلاي في بيان: “في الأسبوعين الماضيين، تلقينا تقارير عن حدوث حالات إعدام جماعي متتالية لمدنيين ومقاتلين لم يعودوا يشاركون في الأعمال العدائية في حلب وإدلب والرقة من جانب جماعات المعارضة المسلحة المتشددة في سورية، وبصفة خاصة الدولة الاسلامية في العراق والشام”.

وذكرت بأنها يمكن أن تعتبر “جرائم حرب” ويمكن أن يتعرّض منفذوها لملاحقة قضائية.

وأضاف البيان: “على رغم صعوبة التحقق من الأعداد على وجه الدقة، فإن الشهادات التي قمنا بجمعها من شهود عيان موثوق بهم تشير إلى أنه جرى إعدام مدنيين ومقاتلين كثيرين، كانوا رهن الاحتجاز لدى جماعات المعارضة المسلحة المتطرفة، منذ بداية هذا العام”.

وتتعرض “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) المرتبطة بتنظيم “القاعدة” لهجوم منذ مطلع كانون الثاني (يناير) الجاري، يشنه تحالف مقاتلين من المعارضة الإسلامية والمعتدلة. ويتهم المقاتلون “الدولة الاسلامية” بالقيام بعمليات خطف وقتل واعتقالات عشوائية والتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية واستهداف المقاتلين والناشطين الاعلاميين، فأعلنوا الحرب عليها.

وبحسب المفوضة العليا، فإن التقارير تشير إلى أنه في الأسبوع الأول من كانون الثاني (يناير) الجاري أعدم عدة أشخاص في إدلب على أيدي مجموعات من المعارضة المسلحة. وفي 6 كانون الثاني (يناير) الجاري في حلب “عثر على ثلاثة أشخاص قتلى وأيديهم مقيدة ورؤوسهم مصابة بطلقات نارية”، وأفيد بأن الدولة الاسلامية “كانت تحتجزهم في قاعدتها في مخفر الصالحين”.

وأضاف البيان: “وفي 8 كانون الثاني (يناير) الجاري، في حلب، عثر على جثث أشخاص عديدين، كان معظمهم أيضا مقيدي الايدي ومعصوبي الاعين، في مستشفى أطفال” كانت الدولة الاسلامية في العراق والشام تستخدمه قاعدة لها الى ان أُجبرت على الانسحاب بعد غارة شنتها عليها جماعات معارضة مسلحة أخرى.

وتابع: “حدد شاهد عيان، أجرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مقابلة معه، ما لا يقل عن أربعة من نشطاء وسائط الإعلام المحلية بين الموتى، بالإضافة إلى أشخاص غير مشتركين في القتال ومنتمين إلى جماعات معارضة مسلحة شتى”.

واكدت المفوضة العليا لحقوق الانسان ان “إعدام المدنيين والأشخاص الذي لم يعودوا يشاركون في الأعمال العدائية انتهاك واضح لحقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي، وقد تشكل جرائم حرب”.

واضافت: “وهذه التقارير مثيرة للانزعاج بشكل خاص، بالنظر إلى الأعداد الكبيرة للأشخاص، بمن فيهم المدنيون، الذين يُعتقد أن جماعات المعارضة المسلحة في سورية تحتجزهم. وأخذ الرهائن محظور بموجب القانون الإنساني الدولي وقد يشكل أيضاً جريمة حرب”.

وختمت بيلاي بالقول “أحث جميع أطراف النزاع على الاحترام التام لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وأُذكرها بأن كل شخص يشترك في جرائم خطيرة ينبغي محاسبته”.

أبو قتادة يحضّ أمير “داعش” على الانضواء تحت “جبهة النصرة” ووقف الاقتتال

عمان ـ أ ف ب، يو بي أي

حضّ الإسلامي المتشدد عمر محمود عثمان، الملقب بـ”أبو قتادة”، أمير “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) على الانضواء تحت “جبهة النصرة” ووقف القتال بين الفصائل الاسلامية.

ووجّه “أبو قتادة” رسالة خلال جلسة محاكمته بتهم تتعلق بالإرهاب في عمّان اليوم، لكل من “أبو بكر البغدادي”، أمير “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، وأبو محمد الجولاني، أمير “جبهة النصرة”، مطالباً إياهما بـ”وقف الاقتتال بين الفصائل الاسلامية”.

وقال إن “الواجب الشرعي يحتّم على أبو بكر البغدادي أن يسحب تسمية الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وينضوي في العمل تحت مسمى جبهة النصرة”، مطالباً الطرفين بـ”الصلح مع الفصائل الاسلامية وقتال من يقاتلهم”.

كما دعا كل منهما إلى إنهاء الخطف “لأنه لا يجوز قتل أو خطف مسلم أو غير مسلم ما لم يحمل السلاح ضدكم”.

ووجّه أبو قتادة خلال الجلسة الثالثة لمحاكمته في الأردن، نداءً إلى “الحركات الجهادية في سورية وعلى رأسها دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) لإطلاق سراح جميع الأسرى لديهم، وعدم قتل أي شخص مسلم أو غير مسلم ما لم يحمل السلاح في وجههم”.

ودعا الجماعات المسلّحة إلى “الصلح وحقن الدماء والعمل تحت راية جبهة النصرة لأهل الشام”، كما وجّه نداءً شخصياً إلى زعيم “دولة العراق والشام الإسلامية (داعش)” أبو بكر البغدادي الملقّب بـ”الكرار”، دعاه فيه إلى “ترك الاسم الذي يحمله، والانضواء تحت لواء جبهة النصرة لأهل الشام”.

وطلب من “أحرار الشام” على وجه الخصوص “الإلتزام بالصلح ما لم يلتقوا مع العلمانيين”، وقال إنهم “مطالبون بإيقاف القتال والقبول بدعوة الصلح مع التنظيمات والفصائل الأخرى”.

ودعا الى “إطلاق سراح ناشط بريطاني يتزعم قافلة خيرية إنسانية في سوريا”، وقال إن “هذا النداء أوجّهه بطلب من محاميتي البريطانية التي أكنّ لها كل إحترام وتقدير”.

من جهة أخرى، دعا “أبو قتادة” هيئة المحكمة إلى “تطبيق الشريعة”، وقال لها إنه قدم الى الأردن لكي يغسل ويدفن فيها تطبيقاً للإتفاقية المبرمة بين الأردن والحكومة البريطانية، مطالباً رئيس المحكمة بأن يعلن إلتزامه ببنود الإتفاقية، وقال إنه في حال لم يعلن ذلك فإنه سيقاطع جلسات المحاكمة التي لا يعترف فيها.

وقرّرت هيئة المحكمة المدنية التابعة لأمن الدولة، تأجيل النظر بالدعوى إلى 30 كانون الثاني (يناير) الجاري.

يذكر أن عثمان، أو كما يكنّي نفسه “أبو عمر” أو “أبو قتادة الفلسطيني”، هو إسلامي أردني من أصل فلسطيني، متهم بـ”الإرهاب” من جانب عدة بلدان حول العالم، وورد اسمه ضمن القرار الدولي رقم 1267 الصادر من مجلس الأمن عام 1999، والذي يختص بالأفراد والمؤسسات التي ترتبط بتنظيم “القاعدة” أو حركة “طالبان”.

ويتهم ناشطون في سورية عناصر تنظيم “داعش” المرتبط بالقاعدة بالوقوف خلف العديد من عمليات الخطف التي تطاول ناشطين سلميين وصحافيين أجانب.

ويعيد الأردن محاكمة أبو قتادة الذي رحلته بريطانيا الى المملكة الصيف الماضي، بتهمة “التآمر بقصد القيام باعمال ارهابية” في قضيتين مرتبطتين بالتحضير لاعتداءات مفترضة في الأردن كان حُكما غيابياً عامي 1999 و2000.

وكان الجولاني دعا الأسبوع الماضي الى وقف المعارك الدائرة بين الجبهة وتشكيلات من المقاتلين السوريين المعارضين من جهة، وبين عناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام” من جهة أخرى، وذلك في تسجيل صوتي.

واتهم الجولاني الدولة الاسلامية بارتكاب “سياسة خاطئة” ادت الى تأجيج هذا الصراع، محذراً من ان استمراره قد “ينعش” نظام الرئيس بشار الاسد.

ودارت معارك عنيفة الاسبوع الماضي بين ثلاثة تشكيلات من المقاتلين المعارضين من جهة، وعناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام” في مناطق واسعة من شمال سورية.

وشاركت “جبهة النصرة” في المعارك الى جانب مقاتلي المعارضة المؤلفين من “الجبهة الاسلامية” و”جيش المجاهدين” و”جبهة ثوار سورية” في بعض هذه المعارك، فيما تبقى على الحياد في مناطق أخرى.

وتأسست “جبهة النصرة” في كانون الثاني (يناير) 2012 وتبنت العديد من الهجمات التي استهدفت مراكز عسكرية وامنية تابعة للنظام السوري.

ورفضت الجبهة في نيسان (ابريل) 2013 اعلان ابو بكر البغدادي، زعيم الفرع العراقي لتنظيم “القاعدة”، دمج “دولة العراق الاسلامية” والجبهة تحت مسمى “الدولة الاسلامية في العراق والشام”.

منظمة: إزالة الأسلحة الكيماوية السورية قد لا تستكمل قبل نهاية يونيو

روما ـ رويترز

قال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التابعة للأمم المتحدة أحمد أوزومجو إن إزالة معظم المواد الخطيرة في ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية وتدميرها، قد لا تستكمل قبل نهاية حزيران (يونيو) المقبل.

وقال أوزومجو، الموجود في روما لإطلاع السلطات الايطالية على الوضع في تصريحات للصحافيين إن كمية الاسلحة الكيماوية التي وصلت إلى ميناء سوري حتى الآن “ليست كبيرة بالدرجة”.

وزيرا الخارجية السوري والايراني يصلان الى موسكو للقاء نظيرهما الروسي

موسكو – أ ف ب

وصل وزيرا الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والسوري وليد المعلم ليل امس الاربعاء الخميس الى موسكو حيث سيتباحثان مع نظيرهما الروسي سيرغي لافروف في الازمة السورية قبل اقل من اسبوع على انعقاد مؤتمر جنيف-2 للسلام في سورية.

وكان الوزير الايراني التقى في دمشق امس الرئيس السوري بشار الاسد والوزير المعلم، ثم توجه الوزيران سويا الى موسكو.

ومن المقرر ان يلتقي الوزير الايراني ايضا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وعشية الزيارة قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان “مواقف روسيا وايران من الازمة السورية فيها الكثير من وجهات النظر المشتركة، وفي مقدمها تلك المتعلقة بالحل السلمي للأزمة، وهو حل ليس هناك من بديل منه”.

وتأتي المحادثات الروسية-الايرانية-السورية قبل اقل من اسبوع من مؤتمر جنيف-2 الذي سيعقد في سويسرا في 22 الجاري وسيضم ممثلين عن كل من النظام السوري والمعارضة بهدف ايجاد حل سلمي للنزاع الدائر في سورية منذ عام 2011 والذي اوقع 126 الف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

«خلافات واضحة» في «الائتلاف» عشية حسمه قرار الذهاب إلى «جنيف٢»

باريس – رندة تقي الدين

بعد اجتماعات مجموعة الدول الأساسية الـ 11 الداعمة للشعب السوري في باريس واللقاءات الجانبية على هامشها بين وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف وفرنسا لوران فابيوس وغيرهم من الوزراء مع رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا وأعضاء وفده خلال الأيام القليلة الماضية، قال مصدر فرنسي مطلع على كل هذه الاجتماعات لـ «الحياة» إنه ما زالت هناك تساؤلات عديدة حول قضايا مختلفة أولها أن في داخل «الائتلاف» نفسه لا تزال هناك خلافات واضحة مرتبطة إلى حد ما بطبيعة الدعم الذي تتلقاه المجموعات المعارضة المختلفة من بعض الدول العربية. وقال إن هذه الخلافات كان قد تم تهدئتها في فترة معينة ولكنها عادت الآن للظهور وبشدة.

وأوضح المصدر أن هناك صعوبة في ضمان تأييد ستين عضواً في «الائتلاف» المعارض، وأن هذه الصعوبة ليست فقط نتيجة مواقف سياسية مختلفة بل ترتبط أحياناً بالعلاقات بين الأشخاص أنفسهم.

وقال إن السؤال المتعلّق بما إذا كان «الائتلاف» سيقرر الذهاب إلى «جنيف2» أم لا ستتم الإجابة عنه في نهاية الأسبوع الجاري، وعلى الأرجح السبت أو الأحد.

وقال المصدر إن جربا ومعه بعض أعضاء الائتلاف «المنطقيين» مستعدون للمشاركة في «جنيف2»، لافتاً إلى أن هناك «عنصراً مهماً يريحهم» وهو أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أرسل دعوته إلى جربا فقط لتشكيل وفد المعارضة وبالتالي فقد باتت مسؤوليته أن يشكّل «وفداً واسعاً ومتجانساً، وهذا الأمر مهم لباريس التي كانت قد أصرّت عليه، كما أنه أيضاً نوع من المكسب لأن روسيا كانت تريد فرض آخرين (في وفد المعارضة) ممن ادّعوا الانشقاق عن النظام». وأورد المصدر أسماء عدد من الذين كانت موسكو تريدهم أن يشاركوا في وفد المعارضة مثل علي حيدر ورندة قسيس.

وتابع المصدر أن الطلب من «الائتلاف» أن يذهب إلى مؤتمر جنيف له أسباب مختلفة منها ألا تتحمل المعارضة المسؤولية عن غياب الحوار لتسوية الأزمة السورية، لافتاً إلى أن «المجموعة الأساسية الداعمة للمعارضة السورية متجانسة في دعمها هذا المؤتمر» والهدف منه وهو بدء مسار انتقالي في سورية كما جاء في «جنيف1» عام 2012.

لكن المصدر قال إن الصعوبة الأساسية اليوم هي الوضع الميداني على الأرض في سورية. وأضاف أن الكل يضغط على «الائتلاف» ليذهب إلى جنيف و «لكن للتفاوض على ماذا؟». وتابع أن «لا أحد لديه رد على هذا التساؤل. (الرئيس السوري) بشار الأسد يشارك عبر وفده ووافق على عناصر ومبادئ رسالة دعوة بان كي مون وأعطى لائحة المشاركين عن نظامه ومن بينهم وزير الخارجية وليد المعلم ووزير الإعلام عمران الزعبي وبثينة شعبان ولونا الشبل وبشّار الجعفري وفيصل مقداد ومدير مكتب المعلم. ولكن هل وفد النظام السوري مستعد للتحاور حول صيغة انتقال في سورية وفق «جنيف١»؟ الجواب هو لا مبدئياً».

وقال المصدر إن الولايات المتحدة تراهن من خلال وزير خارجيتها جون كيري «على إطلاق مسار يعيد إطلاق ديناميكية، وما يريده المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي غير معروف تماماً باستثناء أنه يفكّر في إجراء تفاوض بين الوفدين السوريين (النظام والمعارضة) من جهة، ومن جهة أخرى إجراء مناقشات موازية بين الشركاء الدوليين الأساسيين في المؤتمر … ولكن المشكلة تبقى نفسها: أن قاعدة التوافق الدولي ما زالت ضعيفة جداً».

ورأى المصدر أن وفق هذه المعطيات فإن «الائتلاف» يخاطر بذهابه إلى جنيف، مشيراً إلى أن روسيا «تكتفي بالقول إنها ملتزمة «جنيف1» ولكن ما زالت ترفض الخوض في مسألة الانتقال السياسي في سورية».

أما إيران، وفق قول المصدر، فإنها تطالب بعدم وضع شروط مسبقة، في حين أن روسيا والأسد نفسه وافقا على الذهاب الى مونترو على أساس «جنيف١». وتابع أن رسالة دعوة بان كي مون تؤكد ضرورة الموافقة على «جنيف١» لحضور «جنيف2» في مونترو. وزاد أن باريس «لا ترى مشكلة في مشاركة إيران في مونترو شرط أن توافق على مبادئ «جنيف١»… باريس تحاورت مع طهران التي ترفض الشروط المسبقة».

وقال المصدر إن الوضع على الأرض يظهر تشرذم القوات المقاتلة مع ضعف واضح لـ «الجيش الحر»، ولو أن عدداً من مقاتليه يقاتلون الآن ضمن فصائل أخرى مثل «الجبهة الإسلامية» أو المجاهدين، لكن هذا التشرذم، كما قال، يطرح المزيد من الأسئلة ويثير قلقاً دولياً إزاء الإرهاب، وبالتالي «يصبح من الصعب تحديد الدعم المسلح لقوات معينة لمكافحة الإرهاب وللتوصل إلى حل تفاوضي مع الأسد».

وتابع المصدر أن في غياب دعم قوي من اللاعبين الخارجيين «يبقى الوضع رهينة معقدة للاعبين محليين من الصعب إدارة انقساماتهم. والسؤال الأساسي هو: إذا تمكن الائتلاف من الذهاب الى جنيف وإذا تم التفاوض هناك على إجراءات ثقة وحسن نية فإن ذلك يمكن أن يسمح لـ «الائتلاف» بتبرير مشاركته في جنيف والحصول على دعم أكبر. لكنه اضاف أن كيري يقول لـ «الائتلاف» إذا لم تذهبوا الى جنيف لن تحصلوا على الدعم الأميركي و «لكن السؤال ما هو هذا الدعم الأميركي حالياً».

وعن كيفية تبلور تزايد الخلاف بين الدول العربية الداعمة للمعارضة، رأى المصدر أن التنسيق بين القوات المعارضة بالغ الصعوبة وأن هناك ازدياداً في التوتر بين هذه الدول الداعمة على الأرض وعلى الصعيد السياسي.

الدول المانحة تعهّدت 2,4 ملياري دولار لإغاثة السوريين في الداخل والجوار “التقاء مصالح” غربي – روسي سببه انتشار الإرهاب في سوريا

العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

قبل ايام من مؤتمر جنيف 2 حول سوريا، اتصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف ليبحث معه في الترتيبات الجارية لعقد المؤتمر الذي لا يزال ينتظر موافقة “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي سيجتمع غداً في اسطنبول لاتخاذ قرار سواء بالمشاركة أو بعدم المشاركة. وتعهد “المؤتمر الدولي الثاني لدعم الوضع الانساني في سوريا”، الذي استضافته الكويت بمشاركة ممثلين لـ70 دولة و24 مؤسسة دولية، تقديم أكثر من 2.4 ملياري دولار لمساعدة الجهود الانسانية للأمم المتحدة في سوريا ودول الجوار. واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون ان الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ترك اكثر من تسعة ملايين نسمة فيها في حاجة الى مساعدات انسانية عاجلة. وأتخذت التعهدات استجابة لمناشدة أطلقتها الأمم المتحدة الشهر الماضي لجمع 6.5 مليارات دولار لسوريا عام 2014 هي الأكبر في تاريخ المنظمة الدولية.

في غضون ذلك، تستمر المعارك بين “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) وتنظيمات اسلامية وغير اسلامية من المعارضة السورية في شمال سوريا وشمال شرقها. وبعدما زار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف دمشق والتقى الرئيس بشار الاسد ضمن جولة له في المنطقة، انتقل ووزير الخارجية السوري وليد المعلم بالطائرة ذاتها الى موسكو. وفي تصريح لافت، تحدث نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” عن وجود “انقسام” بين اجهزة الاستخبارات الغربية والزعماء السياسيين في البلدان الغربية حيال الموقف الواجب اتخاذه في مواجهة تمدد المقاتلين الاسلاميين في سوريا.

وبحث كيري ولافروف في سير التحضيرات لمؤتمر جنيف 2 حول سوريا.

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية للانباء عن وزارة الخارجية الروسية ان الوزيرين اتفقا خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما، على مواصلة الاتصالات وعقد لقاء جديد لهما على هامش المؤتمر المزمع عقده في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني الجاري.

وكان كيري اعلن في وقت سابق على هامش مشاركته في مؤتمر المانحين في الكويت انه سيجري اتصالا مع لافروف في اطار الجهود التي يبذلها البلدان من اجل التوصل الى وقف نار في مناطق محددة. وقال : “لدي امل في اننا سنتمكن من الحصول على التدابير اللازمة من النظام السوري لارساء وقف نار اياً كانت المناطق التي سيطبق فيها، وخصوصاً مع زيارة (وزير الخارجية السوري وليد المعلم) لموسكو في الايام المقبلة”.

“التقاء مصالح”

في نيويورك، أقر ديبلوماسي في الأمم المتحدة بأن هناك “التقاء مصالح” بين الدول الغربية وروسيا في شأن المخاوف من انتشار الإرهاب في سوريا. لكنه شدد على أن مؤتمر جنيف الثاني سيركز على تشكيل هيئة حكومية انتقالية تحظى بصلاحيات تنفيذية كاملة بالتوافق المشترك بين الجهات المتحاربة.

وأفاد الديبلوماسي الغربي الذي طلب عدم ذكر اسمه أن “حظوظ نجاح مؤتمر جنيف الثاني لا تزال موضع تساؤل”. بيد أنه أمل أن يتمكن هذا الإجتماع الدولي من “اطلاق دينامية جديدة”. وقال إن “نص الدعوة الى المؤتمر واضح جداً… ويفيد أن الغاية هي التوصل الى تنفيذ بيان جنيف الأول … وتشكيل حكومة انتقالية تحظى بكامل الصلاحيات التنفيذية بالتوافق المشترك”. وقلل من تصريحات المسؤولين السوريين الذين يقولون إنهم يريدون الذهاب للتحدث عن الإرهاب، مؤكداً أن “هذا أمر لا يبعث على القلق”. وحذر من أنه “إذا لم يركز المؤتمر على تنفيذ بيان جنيف فانه سيفشل”.

وتحدث عن “التقاء مصالح وأرضية مشتركة بين (الغرب) وروسيا في مسألة الإرهاب. هذا ليس أمراً سيئاً”، موضحاً أن الدول الغربية “قلقة من ظاهرة مشاركة مواطنيها في الحرب السورية”. غير أن هذا “لا يغير حقيقة كون غاية هذا المؤتمر ليست معالجة الإرهاب بل تنفيذ عملية سياسية في سوريا”. وتمنى أن “تدرك روسيا أن لها مصلحة في استقرار أكبر في المنطقة. إذا كانوا يريدون حماية أي مصلحة في الشرق الأوسط، ينبغي لهم أن يجدوا طريقة لإخراج الأسد من سوريا”. ورأى أن اتمام تدمير الترسانة السورية من الأسلحة الكيميائية لا يتطلب بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة.

كذلك حذر من أنه “إذا لم يعقد مؤتمر جنيف أو إذا فشل، سيكون هناك تحرك سريع لتوزيع مشروع قرار في مجلس الأمن في شأن ايصال المساعدات الإنسانية”، علماً ان ثمة حالياً مشروع قرار أعدته أوستراليا واللوكسمبور ومشروع قرار آخر أعدته السعودية.

الأونروا: أطفال مخيم اليرموك بدمشق يتناولون علف الحيوانات

لندن- الأناضول: أوضح  المتحدث باسم وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، “كريس غونيس″، أن الأطفال  في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بسوريا، يضطرون لتناول علف الحيوانات، بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام  السوري.

واستعرض غونيس للأناضول، معاناة سكان المخيم الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق، في ظل نقص التغذية، وعدم كفاية جهود الإغاثة  الطبية للعناية بالجرحى والأمهات اللواتي يضعن مواليدهن، الأمر الذي يشكل خطرا على حياتهن في بعض الحالات.

 وذكر غونيس، أن الأطفال يتناولون  خضروات بائتة، ونباتات وتوابل تذوب في الماء، ما يؤدي إلى إصابتهم بفقر الدم، وأمراض العظام، حيث يعيشون في المخيم، الذي انقطعت عنه الكهرباء، منذ نحو عام، لافتا إلى أن الأهالي يشعلون أثاثا منزليا أمام خيم، من أجل التدفئة.

 ولفت المتحدث باسم الوكالة التابعة للأمم المتحدة، إلى أن شبكة المياه في المخيم تعمل ثلاثة أيام  في الأسبوع، بمعدل أربع ساعات يوميا، مشيرا إلى أنه سُمح لبعض الأشخاص بمغادرة المخيم، لكن عددهم مجهول.

وأردف غونيس أن فلسطينيين وسوريين، يعيشيون في المخيم، المغلق أمام المساعدات الإنسانية، داعيا “المسؤوليين السوريين، وبقية الأطراف”، إلى  السماح بإدخال المساعدات  إلى المخيم، وإغاثة المدنيين المحاصرين.

ويذكر أن عدد حالات الوفيات بسبب الجوع بلغت 49 شخصا، في مخيم اليرموك الذي يخضع للحصار منذ أشهر عدة.

أكثر من ألف قتيل في نحو اسبوعين من المعارك بين جهاديين ومقاتلين معارضين في سوريا

بيروت- (أ ف ب): قضى اكثر من ألف شخص في المعارك الدائرة منذ نحو اسبوعين في سوريا بين عناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام” وتشكيلات اخرى من المعارضة المسلحة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.

وقال المرصد في بريد الكتروني “ارتفع إلى 1069عدد الذين قضوا منذ فجر يوم الجمعة الثالث من الشهر الجاري وحتى منتصف يوم أمس الأربعاء في الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف، ومقاتلي كتائب مقاتلة من طرف آخر في محافظات حلب وادلب والرقة وحماه ودير الزور وحمص”.

واوضح ان 608 مقاتلين معارضين قضوا “خلال اشتباكات واستهداف سيارات للكتائب وتفجير سيارات مفخخة”، مشيرا إلى أن 113 عنصرا من هؤلاء “اعدمتهم” الدولة الاسلامية في مناطق مختلفة.

وقتل 312 مقاتلا من “الدولة الاسلامية” وموالين لها خلال هذه المعارك، بينهم 56 عنصرا على الاقل “جرى اعدامهم بعد اسرهم من قبل كتائب مقاتلة ومسلحين في ريف ادلب (شمال غرب)”.

وأدت المعارك إلى مقتل 130 مدنيا، بينهم 21 على الاقل “اعدموا على يد مقاتلي الدولة الاسلامية” في حلب (شمال)، والآخرون “جراء اصابتهم بطلقات نارية خلال اشتباكات بين الطرفين وتفجير سيارات مفخخة”.

وبدأت المعارك بين الطرفين اللذين كانا يقاتلان في خندق واحد ضد النظام السوري في الثالث من كانون الثاني/ يناير. ويتهم مقاتلو الكتائب الدولة الاسلامية بعمليات خطف وقتل واعتقالات عشوائية والتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية واستهداف المقاتلين والناشطين الاعلاميين.

ولجات “الدولة” في ردها على المجموعات التي تقاتلها في مناطق عدة وابرزها “الجبهة الاسلامية” و”جبهة ثوار سوريا” و”جيش المجاهدين”، الى عمليات انتحارية عدة، غالبيتها بسيارات مفخخة، تسببت بمقتل العشرات.

وطرد مقاتلو الكتائب “الدولة الاسلامية” من مناطق واسعة في حلب، الا ان “الدولة” تمكنت من التفرد بالسيطرة على مدينة الرقة (شمال)، مركز المحافظة الوحيد الخارج بشكل تام عن سيطرة النظام.

قيادي بجبهة النصرة: اعتقلنا مقاتلين ينتمون لـ’داعش’ في درعا

عمان- الأناضول: كشف قيادي في جبهة “النصرة” لأهل الشام، المدرجة على لائحة الإرهاب، أنهم اعتقلوا مؤخرًا عددًا من المقاتلين بتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، المعروفة باسم (داعش)، في محافظة درعا، جنوبي سوريا.

وقال القيادي، في حديث لوكالة الأناضول عبر الهاتف من الداخل السوري، رافضًا ذكر اسمه، إن “إخوتنا في الجبهة استطاعوا خلال هذا الأسبوع القبض على عدد من مقاتلي داعش من جنسيات مختلفة وبينهم أردنيون”، من دون ان يحدد عددهم أو بقية الجنسيات التي ينتمون لها.

وأشار إلى أنهم وضعوا المعتقلين داخل منشأة قديمة تتخذها الجبهة كسجن في درعا للحصول على اعترافات منهم ومعرفة نوايا التنظيم ودوافعه، فيما لم يتسن الحصول

ومنذ أول يناير/ كانون الثاني الجاري، تشهد المناطق الشمالية في سوريا اشتباكات بين الفصائل الإسلامية والجيش الحر من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، فيما ظهرت عدة فتاوى، تشدد على قتال التنظيم الذي باتت ممارساته تشابه ممارسات النظام السوري.

وقبل أيام، سرّب عاصم البرقاوي، الذي يعتبر أبرز منظري السلفية الجهادية في الأردن والوطن العربي، تسجيلاً صوتيًا من داخل سجنه في الأردن تضمّن رسالة شنّ فيها هجومًا على تنظيم (داعش) على خلفية قتالها ضد فصائل المعارضة بسوريا.

وقال قيادي بارز في صفوف جهاديي الأردن إن “البرقاوي” الملقب بأبي محمد المقدسي قال إن “أخبار الفتنة بالشام وصلت إلى داخل السجون وانحرفت البوصلة وأصبح القتال بين المسلمين بدلا من قتال أعداء الدين”.

ولم يخف “المقدسي” التحاق أردنيين بصفوف داعش، قائلا “هناك حوالي 2000 مقاتل أردني في سوريا بعضهم التحق بصفوف داعش”.

وفي عام 2011 قضت محكمة أمن الدولة الأردنية على المقدسي بالسجن خمسة أعوام بتهمة تجنيد مقاتلين في أفغانستان وإصدار فتاوى ومقالات من خلال مواقع إلكترونية تابعة لتنظيم القاعدة.

لافروف يلتقي ظريف وينفي وجود مشروع مشترك مع طهران ودمشق لتسوية الأزمة السورية

موسكو- (يو بي اي): أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن أية محادثات مع نظيريه الإيراني والسوري، لا تعني وجود مشروع مشترك لتسوية الأزمة السورية، فيما أكّد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن بلاده ستشارك بمؤتمر (جنيف-2) بحال دعيت إليه.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف، قوله بمؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني عقب محادثاتهما في موسكو الخميس، “نجري محادثات اليوم مع جواد ظريف.. وسنجري محادثات غداً مع وليد المعلم (وزير الخارجية السوري).. وهذا لا يعني وجود أي مشروع ثلاثي”.

وأشار إلى أن موقف بلاده وسوريا وإيران من الأزمة السورية لا يتميز عن مواقف العديد من الدول الأخرى، وقال إن “موقف دولنا الثلاث من الأزمة السورية ليس فريداً”.

وعن مؤتمر جنيف-2، قال لافروف، “من الواضح أن الأمر يستلزم عقد أكثر من جولة (من مباحثات جنيف)، ولهذا لن ينتهي (جنيف-2) في 22 كانون الثاني/ يناير.. وإنما سيبدأ”.

وأعرب عن استغرابه من طرح شرط إضافي لمشاركة إيران في “جنيف-2″، موضحاً أن القبول بالبيان الذي صدر عن مؤتمر “جنيف1″ في 30 حزيران/ يونيو عام 2012، ضروري لجميع المشاركين بالمؤتمر، كما أنه يشكل أساس المؤتمر الجديد، معتبراً أن القبول بالدعوة إليه يعني تلقائياً القبول ببيان جنيف نفسه.

وأكّد أن إيران يجب أن تكون جزءاً من الجهود المشتركة من أجل التسوية السورية بأي حال من الأحوال.

ودعا لافروف جميع الأطراف للإمتناع عن التصريحات والخطوات التي قد تؤثر سلباً في سير تسوية قضية النووي الإيراني.

ومن جهته، أكد ظريف أن بلاده ستشارك في (جنيف-2) “إذا تسلمنا الدعوة.. لكننا لن نشارك في حال عدم توجيه الدعوة إلينا”.

ولكنه أعرب عن أمله بأن يحقق المؤتمر الدولي نتائج إيجابية تتمثل ببدء عملية التفاوض بين الأطراف السورية، معتبراً أن الحكومة السورية لن تقبل بفرض أية شروط مسبقة قبل إطلاق المفاوضات.

كما أكّد أن إيران لن تقبل بأية ظروف خاصة لم تفرض على المشاركين الآخرين في المؤتمر، وأعاد الى الأذهان أن طهران رحّبت سابقاً بالإتفاقيات التي تم التوصل اليها في مؤتمر (جنيف-1)، معتبراً أن مؤتمر “جنيف-2″ القادم مهم جداً بالنسبة للمنطقة برمتها.

وعن النووي الإيراني، أعرب ظريف عن قناعة طهران بفرص تسوية القضية النووية، رغم المستوى المتدني للثقة بين الأطراف.

وكان ظريف أعرب في مستهل محادثاته مع لافروف، عن أمله بأن تواصل روسيا مساهمتها الهامة بتسوية قضية البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن الدولتين تواجهان عدداً من التحديات المشتركة، علماً بأن أحد هذه التحديات يهدد جميع دول المنطقة وهو التطرف.

وتابع أن هذه القضية تظهر بشكلها الأكثر خطورة وهو “الإرهاب” في مختلف نقاط العالم، وبخاصة في روسيا، معرباً عن تعازيه للشعب الروسي بسبب سقوط ضحايا في التفجيرين الانتحاريين اللذين هزا مدينة فولغوغراد بجنوب البلاد في نهاية الشهر الماضي.

فيما أعرب لافروف عن أمل الجانب الروسي بـ”الاستماع الى تقييماتكم بشأن سير تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل اليها خلال الاجتماع الوزاري في جنيف، قبل أن يتم تفصيلها في لقاء الخبراء المكرس للتسوية الكاملة والنهائية للوضع حول البرنامج النووي الإيراني”.

يذكر أن ظريف والمعلم كانا وصلا الى موسكو مساء الأربعاء، على متن طائرة واحدة أقلتهما من دمشق.

الخصومة بين السعودية وقطر تزيد من انقسام المعارضة السورية

عمان- (رويترز): أشعلت الخصومة بين قطر والسعودية التشاحن داخل المعارضة السورية على نحو قد يحول دون تشكيل وفد موحد يمثل المعارضة في محادثات السلام المقررة الأسبوع القادم.

وقالت مصادر في الائتلاف الوطني السوري ودبلوماسيون من قوى أجنبية مؤيدة للمعارضة إنه لايزال من غير الواضح إن كان بالإمكان تجاوز هذه الانقسامات بحلول يوم الجمعة حين يجري الائتلاف المكون من 120 عضوا تصويتا بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف-2 للسلام والمقرر عقده في سويسرا.

غير أن البعض يتوقع ألا تغامر قطر في النهاية بإثارة غضب السعودية وتركيا والدول الغربية بدفع حلفائها في الائتلاف السوري نحو مقاطعة المحادثات التي تؤيدها القوى الأخرى.

وانسحب هذا الشهر 44 عضوا معظمهم له صلات بقطر من اجتماع للائتلاف تعبيرا عن اعتراضهم على حضور المحادثات دون ضمانات بتلبية مطالب أساسية. وكان المنسحبون غاضبين أيضا من إعادة انتخاب أحمد الجربا- وهو شخصية قبلية تدعمها السعودية- رئيسا للائتلاف.

وقال الدبلوماسيون إن الدور القطري الذي يشمل دعم بعض الفصائل الإسلامية المتشددة في سوريا نوقش خلال اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا في باريس يوم الأحد والذي حضره وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزراء غربيون آخرون.

وقال أحد الحاضرين في الاجتماع “كانت الرسالة هي أن الكل بحاجة لفتح صفحة جديدة فيما يتعلق بتأييد جنيف والكف عن دعم المتشددين… كانت هناك تلميحات قوية إلى أن العبء يقع على كاهل قطر بخصوص اتخاذ الائتلاف قرارا بحضور المحادثات”.

وأكد وزير الخارجية القطري في باريس أن بلاده لا تدعم فصيلا معارضا دون الآخر.

ولا يبدي كثيرون داخل الائتلاف السوري الذي يضم العديد من الزعامات السياسية المقيمة بالخارج حماسة للاجتماع الذي تنظمه قوى دولية تتوق لإنهاء الصراع الذي تفجر منذ ثلاث سنوات.

ولا يتوقع أعضاء الائتلاف أن تقدم الوفود الممثلة للرئيس السوري بشار الأسد تنازلات كبرى ناهيك عن الموافقة على مطلب تشكيل حكومة انتقالية يكون الأسد بعيدا فيها عن السلطة. لذا يخشون أن يزيد حضورهم الاجتماع من إضعاف شرعيتهم داخل المعارضة السورية.

غير أن عدم حضور الاجتماع المقرر يوم الأربعاء القادم سيثير استياء معظم داعمي المعارضة الأجانب مما قد يدفعهم لتقليص دعمهم لكيان أخفق في منع هيمنة المتشددين الإسلاميين على معظم قوى المعارضة.

وقال نصر الحريري المتحدث باسم الأعضاء الأربعة وأربعين الذين انسحبوا من اجتماع هذا الشهر إن البعض يطالب الائتلاف بالذهاب إلى جنيف دون إشارة إلى أن المحادثات ستسفر عن أي شيء ولو من باب حفظ ماء الوجه أمام الشعب السوري.

وأضاف أن السبيل الوحيد لأن يعمل الائتلاف كائتلاف هو توسيعه من أجل استعادة التوازن وإيجاد رئيس يحظى بالتوافق. حتى القريبون من الجربا يقولون إنهم لا يريدون الذهاب إلى سويسرا دون ضمانات بالحصول على تنازلات مثل الإفراج عن المعتقلين أو رفع الحصار حول ضواحي دمشق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وقالت هيئة التنسيق الوطنية -وهي ائتلاف منافس يتألف من سياسيين تتسم مواقفهم بالوسطية وبينهم بعض الأعضاء الذين ما زالوا يعيشون في دمشق ويتسامح عنهم الأسد- يوم الأربعاء إنها لن تحضر محادثات السلام.

وعزت الهيئة ذلك إلى ما قالت إنه تقاعس روسيا عن “بذل أي جهد يستحق الذكر” للضغط على السلطات السورية للقيام بأي خطوات تصالحية وغياب جهود أمريكية لتشكيل وفد “متوازن ومقنع″ للمعارضة.

وقالت الهيئة في بيان “لا شك أن الطرفين الروسي والأمريكي يتحملان مسؤولية كبيرة في الوضع الراهن فلم يبذل الطرف الروسي أي جهد يذكر من أجل قيام السلطات السورية بخطوات إيجابية نحو المجتمع السوري وتنازل في أول مناسبة عن التكوين الثلاثي الرأس لوفد المعارضة السورية (هيئة التنسيق الوطنية والائتلاف الوطني والهيئة الكردية العليا) تاركا للطرف الأمريكي مهمة اختزال صوت المعارضة ووفدها بمن يقع في فلكها”.

وتناولت الولايات المتحدة وروسيا -التي كانت بمثابة درع للأسد يقيه من إصرار المعارضة والغرب على التنحي- مثل هذه المطالب بوصفهما القوتين الراعيتين لمحادثات جنيف-2 لكن من غير الواضح إن كان الأسد مستعدا لتقديم تنازلات من هذا النوع.

ورغم أن قطر والسعودية حليفتان في مجالات أخرى فقد انتهى بهما المطاف إلى دعم قوى متنافسة في بعض الدول العربية مع تغير السلطات الحاكمة بها منذ عام 2011. فعلى سبيل المثال أيدت قطر جماعة الاخوان المسلمين في مصر في حين أيدت السعودية الجيش الذي عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي العام الماضي.

وفي سوريا التي تقع في قلب منطقة تنقسم إلى مناطق نفوذ متنافسة انتزعت قطر دورا مؤثرا بمسارعتها إلى مساعدة المعارضين وفي وقت لاحق بالمساعدة في تأسيس الائتلاف قبل نحو عام بهدف إيجاد بديل للأسد جدير بالثقة.

لكن قطر وجدت نفسها العام الماضي تحت ضغط من السعودية ومن الولايات المتحدة فيما يتعلق بمسار الحرب ولاسيما فيما يخص تزايد نفوذ الإسلاميين المناهضين للغرب وحلفائه في الشرق الأوسط مثل السعودية.

ومع توسعة الائتلاف الوطني السوري إلى 120 مقعدا تقلصت سيطرة قطر. لكنها على الأرض لا تزال تملك نفوذا من خلال جماعات مثل لواء التوحيد الذي يشارك في تحالف الجبهة الإسلامية الجديد الذي يسيطر على مساحات كبيرة وينسق العمل مع جماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة.

وقال عبد الرحمن الحاج المسؤول الكبير في المجلس الوطني السوري إن هناك جماعات مسلحة في المعارضة متأثرة بقطر أكثر من تأثرها بالسعودية لكن تأثير الرياض اقوى داخل الائتلاف. والمجلس الوطني السوري جزء من الائتلاف ويعارض المشاركة في محادثات الأسبوع القادم.

وقال مصدر خليجي مطلع على السياسة القطرية إن الأمير الجديد الذي تولى السلطة في يونيو حزيران يريد تقليص الدور القطري عما كان عليه خلال حكم والده الذي أيد الانتفاضات العربية بقوة.

وأضاف أن الأمير الجديد أكثر تقبلا أيضا لمطالب الغرب بوقف دعم المتشددين رغم أن قطر ما زالت تعتقد أن تسليح المعارضين ضروري لاجبار الأسد على تقديم تنازلات.

ويقول دبلوماسيون شاركوا في مفاوضات مع الدوحة إن قطر ما زالت غير متحمسة فيما يبدو لمؤتمر جنيف-2 . ويشير البعض إلى أن الجبهة الإسلامية -حليفها في سوريا- أصدرت بيانا يؤيد الأعضاء المنسحبين من الائتلاف.

وتلعب الخلافات الشخصية ايضا دورا في الجدل بشأن حضور اجتماعات جنيف.

ويرى بعض من يعرفون مصطفى الصباغ -رجل قطر في الائتلاف- ورياض حجاب -الذي نافس الجربا على الرئاسة- انهما يمكن ان يباركا المشاركة في جنيف-2 إذا حصلا مع حلفائهما على تمثيل مناسب في الوفد.

وقال عضو بارز بالمعارضة السورية مطلع على الصراعات بين الفصائل إن قطر ربما لا تريد المخاطرة بمواجهة ردود الفعل السعودية والأمريكية التي قد تعقب فشل الائتلاف في إرسال وفد متجانس إلى المحادثات.

واضاف “اقتطعت قطر لنفسها ركنا قويا بدعم الجبهة الإسلامية واستخدامها كأداة صغط على الائتلاف… لكن في نهاية المطاف لن تتحدى قطر السعودية والولايات المتحدة.

“رجالها في الائتلاف يحتاجون دعمها المالي والسياسي وبالتالي سيفعلون ما تطلبه”.

لكن أحمد كامل المعلق السياسي السوري المؤيد للمعارضة قال إن قطر ربما تفشل في إقناع حلفائها في الائتلاف بالتفاوض مع فريق الأسد.

وأضاف أن المواجهة بين السعودية وقطر جزء من الأزمة.

لكنه تابع بقوله إن هناك مشكلة حقيقية تواجه حتى الجربا نفسه لأن الائتلاف مطالب بالذهاب إلى مؤتمر سلام دون شروط أو ضمانات أو جدول أعمال.

غير أن دبلوماسيين غربيين يضغطون بقوة من أجل أن يشارك الائتلاف مؤكدين على غياب البدائل المتاحة للمبادرة الدولية الرئيسية لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات والذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص.

وقال دبلوماسي غربي “لا أحد يريد التفكير في البديل إذا فشل الائتلاف مرة أخرى في الاتفاق”.

إتصالات نشطة بين القصرين الملكي والجمهوري والخارجية الأردنية تعد بإجراء ضد “مناكفات” السفير السوري

عمان- القدس العربي- طارق الفايد: وعد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة نخبة من أعضاء البرلمان الغاضبون باستدعاء السفير السوري في العاصمة عمان الجنرال بهجت سلميان ومراجعته بشأن بيان صادر عن السفارة يسىء لهيبة البرلمان ويتهجم على احد الأعضاء.

لم يحدد الوزير جودة طبيعة الإجراء مع السفير السوري الذي اشتهر بمناكفاته الشرسة لخصوم النظام السوري في المعادلة السياسية والبرلمانية الأردنية.

 لكن جودة والحكومة تعرضا طوال أمس الاربعاء وفقا لمصادر برلمانية ابلغت (القدس العربي) لضغط عنيف بعنوان اتخاذ إجراء ضد السفير سليمان.

الوزير جودة كان قد انتقد بشكل علني سابقا الخروج المتتالي للسفير سليمان عن الأعراف والتقاليد الدبلوماسية وطلبه بمراعاة هذا الأمر قبل ان تندلع الاربعاء المواجهة الجديدة بين السفير المناكف وأعضاء بارزون في مجلس النواب الأردني على راسهم رئيس المجلس عاطف الطراونة.

ينتظر ان تستدعي وزارة الخارجية السفير سليمان وتلفت نظره للازعاجات التي يثيرها في عمان وقد تلجأ الوزارة الى مخاطبة دمشق بسبب قناعتها بصعوبة سحب السفير او استبداله وكلفة اعلانه شخصا غير مرغوب فيه بالاردن كما طالب الطراونة بصورة علنية ومن على منبر رئاسة البرلمان موجها خطابه لرئيس الوزراء عبد الله النسور.

المواجهة الجديدة اندلعت بعد عبارة لعضو البرلمان عبد الله عبيدات قال فيها بان حياة الرئيس بشار الاسد قصيرة وقد يكون حكمه محدودا.

هذه العبارة اثارت غضب السفير السوري ودفعته لاصدار بيان يتهم فيه النائب عبيدات بانه نكرة ويتبع التحالف الصهيوني الوهابي.

سليمان استخدم في رسالته ألفاظا خشنة وقاسية جدا وهو يتحدث عن عبيدات ,الأمر الذي اثار غضب البرلمان الاردني ودفع الطراونة للمطالبة بطرد السفير السوري ثم اصدار بيان باسم مجلس النواب يتهم السفارة السورية بانها خرجت عن الأدب واللياقة.

تبادل الاتهامات بين السفير سليمان والمصنف باعتباره خامس اقوى رجل في الحكم السوري وبين برلمانيين اردنيين قد لا يصل الى نتيجة محددة بسبب أهمية وجود السفير سليمان وهو جنرال امني سابقا في العاصمة الاردنية.

إلى ذلك أكد مصدر مطلع بان اتصالات تجري عبر سليمان بين القصر الملكي الأردني والقصر الجمهوري السوري وبان عملية تنسيق وتحديدا امنية او عسكرية تجري بين الحين والآخر مما يشكل عائقا أمام اتخاذ اي اجراء فاعل من اي نوع ضد السفير المناكف الذي لا يتمتع باي شعبية في اوساط البرلمان الاردني.

الأردنيون يتسلحون استعدادا لانتقال العنف من سوريا إلى بلادهم

أسعار الذخائر والأسلحة ترتفع

عمان ـ ا ف ب: ادى النزاع الدائر في الجارة الشمالية سوريا الى اقبال الاردنيين الذين يخشون انتقال العنف إلى بلدهم، على شراء الاسلحة التي ارتفعت اسعارها الى عشرة أضعاف ما كانت عليه في بلد فيه نحو مليون قطعة سلاح غير مرخصة.وبحسب احصاءات وزارة الداخلية فان عدد قطع السلاح المرخصة بالمملكة زاد عن 120 الفا، فيما قدرت ادارة المعلومات الجنائية العام الماضي عدد الاسلحة الموجودة بالمملكة، التي يقارب عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، بنحو مليون قطعة.

ويقول أبو سمعان (68 عاما) الذي يملك معرضا لبيع الاسلحة والذخائر بوسط عمان، ‘منذ تصاعد العنف في سوريا اصبح الاقبال شديدا على شراء السلاح’.

واضاف الرجل الذي كسا الشيب رأسه وهو يرتدي ملابس صيد مرقطة، ان ‘الجميع يتخوف من انتقال ما يحدث في سوريا الى الاردن ويحتاج لحماية نفسه وممتلكاته’.

واشار الى ‘ارتفاع الطلب بشكل كبير خصوصا على الاسلحة السريعة التي باتت غير متوفرة بكثرة ما رفع اسعارها الى عشرة أضعاف احيانا’.

واوضح ابو سمعان الذي يعمل بتجارة السلاح منذ ستينيات القرن الماضي، ان ‘سعر مسدس بروانينغ (بلجيكي) المعروف ب+باراشوت+ مثلا ارتفع من 200 دينار (282 دولار) الى نحو 1800 دينار (2540 دولار)، اما مسدس ستار 9 ملم (اسباني) فارتفع من 200 دينار الى نحو 2000 دينار (2820 دولار)، وبيريتا 7 ملم (ايطالي) من 120 (169 دولار) الى 1000 دينار (1400 دولار) .’

وقال مصدر امني ان ‘هناك 95 محلا ومؤسسة مرخصة لبيع الأسلحة والذخائر في المملكة، لكن تجار السلاح يصعب حصرهم خصوصا مع نشاط عمليات تهريبه عبر الحدود بهدف التجارة’.

اما الصياد رسمي العبد الله (47 عاما) الذي كان يشتري عتادا من احد المحال في عمان ويتجهز لرحلة صيد فيؤكد ان ‘اسعار العتاد ايضا ارتفعت بنسبة 100′ عما كانت عليه قبل الازمة السورية’.

واضاف ان ‘الناس تأثروا بشكل كبير بما حصل في سوريا من مذابح ويتخوفون من انتقال العنف لبلدنا لذلك يشعرون بالحاجة لاقتناء السلاح’.

ويؤيده ابو عمر ( 52 عاما) فيقول ان ‘مئات الجهاديين في سوريا ان لم يكن الآلاف هم من الاردن وان انتصروا هناك واعلنوا امارة اسلامية او فشلوا سيعودون الى هنا ومشروعهم منذ الازل اقامة دولة اسلامية في المنطقة’.

ويشير الاثنان الى ان تجارة السلاح المهرب باتت تجارة مربحة في ظل ارتفاع اسعار السلاح وزيادة الطلب عليه. ويقول العبد الله ان ‘بنادق (بامب اكشن) (خرطوش) ومسدسات ‘(تاكتيكال) 7 ملم المهربة غزت السوق شمال المملكة نظرا لسعرها المنخفض مقارنة باسلحة اخرى’.

وتتراوح اسعار بندقية بامب اكشن التركية الاوتوماتيكية بين 300 دينار (نحو 423 دولار) الى 600 دينار (846 دولار)، في حين ارتفع سعر بندقية ‘كلاشنيكوف’ الروسية الشهيرة مثلا من 250 دينار (353 دولار) قبل عامين الى اكثر من 3 آلاف دينار (4236 دولار).

واعلن حرس الحدود الاردني الشهر الماضي تصاعد عمليات التهريب وتسلل الافراد بين الاردن وسوريا في الآونة الاخيرة بنسبة تصل الى 300′، مشيرا الى احباط محاولات تهريب 900 قطعة سلاح مختلفة.

وتنظر محكمة امن الدولة في عدة قضايا يتهم فيها سوريون واردنيون بمحاولات تهريب السلاح عبر الحدود بين سوريا والمملكة بالاتجاهين.

من جانبه قال محمد المومني وزير الدولة لشؤون الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة ان ‘ازمة سوريا رتبت أعباء إضافية على الأردن منها ما يتعلق بتهريب الأسلحة الخفيفة والمخدرات من سوريا’.

واكد ان ‘القوات المسلحة والأجهزة الأمنية على جاهزية قصوى لمنع محاولات التهريب وقد تم ضبط العديد من المحاولات’، مشيرا الى ان ‘الحكومة تتابع بدقة أي مظاهر غير قانونية لحيازة واستخدام الأسلحة والأجهزة المعنية تعمل على تطبيق القوانين على المخالفين’.

ويرى تاجر الأسلحة ابراهيم خليل ان ‘الاردني بات يبحث عن السلاح للحماية الشخصية وحماية ممتلكاته بعد ان كان يحمله للتباهي’.

ويضيف ‘رغم ارتفاع الأسعار هناك إقبال شديد، هناك خوف من المشهد في سوريا يضاف الى ارتفاع معدلات الجرائم والعنف محليا’.

وانضم الآلاف لمجموعات لها صفحات خاصة على موقع فيسبوك بينها ‘أسلحة الاردن’ و’أسلحة للبيع في الاردن’ تعرض صور أسلحة متنوعة للبيع قد تقود حيازة احدها خصوصا الاوتوماتيكية منها صاحبها الى محكمة أمن الدولة بتهمة ‘حيازة سلاح اوتوماتيكي دون ترخيص قانوني’.

واشارت دراسة ميدانية حديثة للجمعية الاردنية للعلوم السياسية نشرها موقع ‘خبرني’ الالكتروني الاسبوع الماضي الى ان نحو 24 ‘ من الاردنيين يملكون اسلحة.

ويقول استاذ علم الاجتماع سري ناصر ان ‘ما يحصل حولنا بالمجمل وخصوصا في سوريا ادى الى شعور بعدم الأمان لدى الانسان من ما يحصل وهو لا يعرف ماذا يمكن ان يحصل’.

واضاف ان ‘الاردني يحمل السلاح ليدافع عن نفسه والظاهر انه لا يوجد ثقة كاملة بأجهزة الأمن بأنها تستطيع تأمين حرية ممتلكات الفرد وهذا سبب لاقتناء السلاح خصوصا مع الاوضاع الاقتصادية التي فاقمت مشكلة السرقات التي باتت منتشرة الى حد كبير’.

وقررت وزارة الداخلية في الخامس من الشهر الحالي وقف منح وتجديد رخص حمل الأسلحة، التي يستخدمها عادة كبار الشخصيات عامة.

وكانت الحكومة التي اعربت عن قلقها من انتشار السلاح اصدرت قرارا في نيسان/ابريل الماضي بوقف منح تراخيص محلات الذخائر واستيراد الأسلحة ورخص حمل السلاح ووقف تراخيص شركات الأمن والحماية.

المعارضة أعربت عن قلقها من إمكانية تقبل الغرب فكرة بقاء الأسد في السلطة

أنباء عن اتصالات لأجهزة استخبارات غربية مع دمشق والرئيس التركي يدعو لتغيير سياسة بلاده بشأن سوريا

عواصم ـ وكالات: ذكرت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ أن أجهزة استخبارات أوروبية التقت سراً ممثلين عن الرئيس السوري بشار الأسد لبحث معلومات تتعلق بمتشددين أوروبيين يقاتلون في سوريا، في لقاءات هي الأولى من نوعها منذ سحب سفراء الدول الأوروبية من سوريا بعد الأزمة.

وقالت الصحيفة نقلاُ عن مسؤولين غربيين ومسؤولين في الشرق الأوسط، إن الاجتماعات هدفت إلى جمع معلومات عن 1200 ‘جهادي’ أوروبي على الأقل تعتقد جهات غربية أنهم انضموا للقتال في سوريا بظلّ قلق أوروبي من أن يشكلوا خطراً على بلدانهم لدى عودتهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات تركزت عن كثب على المتشددين وازدياد قوة القاعدة في سوريا غير أنها لا تشكل انفتاحاً دبلوماسياً واسعاً.

وأعرب خصوم الأسد في المعارضة السورية عن قلقهم من أن يعني ذلك بداية تقبل الغرب فكرة بقاء الأسد في السلطة وتخوّفهم من أن يتسع تشارك المعلومات إلى جانب الجهود الدولية لنزع السلاح الكيميائي السوري ليصبح تعاوناً أوسع في محاربة الجماعات الإرهابية في سوريا، ما يدعم موقف الأسد بأنه لا بد من بقائه من أجل محاربة ‘القاعدة’.

ونقلت الصحيفة عن شخصين أن مسؤولاً متقاعداً من جهاز ‘أم أي 6′ البريطاني كان أول من زار دمشق في منتصف الصيف بالنيابة عن الحكومة البريطانية. وقال دبلوماسيون ومسؤولون مطلعون إن عناصر في الاستخبارات الألمانية والفرنسية والإسبانية يجرون محادثات مع مسؤولين حكوميين في دمشق منذ تشرين الثاني/نوفمبر وهم يتوجهون إلى سوريا عبر بيروت.

غير أن المسؤولين أشاروا إلى أن الولايات المتحدة ليست على صلة بهذه الزيارات.

وأكد متحدث باسم الاستخبارات الإسبانية أن مدريد تتشارك المعلومات مع دمشق حول مواطنين إسبان يتوجهون إلى سوريا للانضمام إلى جماعات متشددة لكنه رفض تقديم تفاصيل إضافية.

وقال متحدث باسم نائب وزير الأمن الداخلي ‘أجل إننا نتبادل المعلومات… لقد أعربت اسبانيا باستمرار عن قلقها من المخاطر التي يشكلها أولئك الإرهابيون’.

ورفض مسؤولون في وزارات الخارجية الفرنسية والألمانية والبريطانية التعليق.

وقالت الصحيفة إن ممثلين من بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، التقوا عدداً من المسؤولين السوريين، بينهم مدير مكتب الأمن القومي، علي مملوك.

وهدفت الاجتماعات لجمع معلومات حول ما إذا كان المقاتلون على قيد الحياة وأماكن تواجدهم ومع أي جماعات مسلحة يتحالفون من أجل تحديد مدى تشددهم.

جاء ذلك فيما كشف نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن دولاً غربية تجري اتصالات مع حكومة بلاده لإعادة دبلوماسييها إلى دمشق بعد سحبهم من هناك.

وقال المقداد لهيئة الإذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ امس الاربعاء، ‘إن وكالات استخبارات غربية زارت دمشق أيضاً لإجراء محادثات حول مكافحة الجماعات الإسلامية المتطرفة’.

واضاف ‘هناك خلاف في المواقف بين المسؤولين الأمنيين الغربيين وبين السياسيين الذين يطالبون الرئيس بشار الأسد بالتنحي عن السلطة’.

وقال المقداد إنه ‘لن يسمي أجهزة الاستخبارات الغربية، لكن العديد منها زار دمشق، كما أن دولاً غربية تجري اتصالات مع الحكومة السورية لإعادة دبلوماسييها إلى دمشق بعد سحبهم’.

واضاف ‘بعض هذه الدول تنتظر مؤتمر (جنيف 2)، ودول أخرى تريد استكشاف الاحتمالات، وغيرها تقول إنها تريد التعاون معنا بشأن الإجراءات الأمنية لأن الإرهابيين الذين يرسلونهم من أوروبا الغربية إلى تركيا من ثم إلى سوريا أصبحوا يشكلون خطراً حقيقياً لها’.

وأشارت (بي بي سي) إلى أن وزارة الخارجية البريطانية امتنعت عن التعليق بحجة أنها لا تناقش المسائل الاستخباراتية، لكن مصادر مطلعة أكدت أن اجتماعات جرت بين مسؤولين استخباراتيين غربيين وسوريين.

وكان المقداد كشف أن ممثلين عن بعض الدول الغربية اتصلوا بحكومة بلاده بشأن التعاون في مجال مكافحة ‘الجهاديين’.

وقال في مقابلة مع صحيفة ‘فايننشال تايمز′ في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ‘لدينا ثقة كاملة بأن الشعوب في أوروبا الغربية والولايات المتحدة بدأت تدرك بأننا في سوريا نواجه الارهاب نيابة عن العالم بأسره، واجرى ممثلو بعض الدول الغربية اتصالات مع دمشق سعياً وراء التعاون في مجال تقاسم المعلومات الإستخباراتية لمكافحة الجهاديين’.’

واتهم نائب نائب وزير الخارجية السوري من قبل دولاً غربية بـ’دعم تنظيم القاعدة بشكل مباشر أو غير مباشر لتصعيد الحرب في بلاده’، ومن وصفهم بالأغبياء العرب بـ’خدمة المصالح الغربية’.

الى ذلك دعا الرئيس التركي عبد الله غول الثلاثاء الى تغيير سياسة بلاده تجاه سوريا بعد سنوات من معارضتها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وجاءت تصريحاته قبل اسبوع من موعد انعقاد مؤتمر ‘جنيف 2′ الذي يهدف الى انهاء الحرب الاهلية في سوريا والذي من المقرر ان يفتتح اعماله في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني/يناير.

وصرح غول لسفراء اتراك اثناء لقاء في انقرة ‘اعتقد ان علينا ان نعيد تقييم دبلوماسيتنا وسياساتنا الامنية نظرا الى الوقائع في جنوب بلادنا (في سوريا)’.

وتدعو تركيا منذ فترة الى تنحي الرئيس السوري الذي لا يزال في السلطة في مواجهة المعارضة المسلحة التي يتزايد انقسامها بعد نحو ثلاث سنوات على بدء الاحتجاجات على نظامه في 2011.

وتتهم تركيا من قبل حلفائها الغربيين بدعم مجموعات من المسلحين المتطرفين في تركيا وارسال شحنات من الاسلحة الى مجموعات ترتبط بتنظيم القاعدة، وهو ما تنفيه انقرة بقوة.

الا ان تركيا تستضيف المعارضة السورية على اراضيها كما تؤوي مئات الاف اللاجئين الذين فروا من النزاع الدموي في بلادهم.

وقال غول ‘نحن ندرس ما يمكن ان نفعله للخروج بوضع يخدم مصلحة الجميع في المنطقة’، واضاف ان ذلك يتطلب ‘الصبر والهدوء… وعند الضرورة الدبلوماسية الصامتة’.

واوضح ان ‘الوضع الحالي يشكل سيناريو خاسرا لكل دولة ونظام وشعب في المنطقة. وللاسف فإنه لا توجد حلول سحرية لهذا الوضع′.

وتجد تركيا نفسها في عزلة متزايدة في مسألة الحرب الاهلية في سوريا بعدما قررت الولايات المتحدة العام الماضي الرجوع عن توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري بعد اتهامه بشن هجوم بأسلحة كيميائية في اب/اغسطس الماضي.

تقرير: حرب بالوكالة تعمل على تفكيك وتفريق وحدة سكان المخيمات الفلسطينية في سوريا

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ تحدثت صحيفة ‘واشنطن بوست’ الأمريكية عن حالة سكان مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق، مشيرة إلى الصور المثيرة للقلق التي أظهرت أجسادا هزيلة لأطفال ولرجال كبار في العمر ماتوا نتيجة الجوع.

وقالت ان المخيم الفلسطيني الذي يعيش على حافة العاصمة دمشق يعاني فيه الآلاف من الجوع بعد أشهر من الحصار المفروض علىه.

وقالت الصحيفة إن القلق المتزايد حول حياة سكان مخيم اليرموك تأتي في وقت عقد فيه مؤتمر دولي في الكويت يهدف إلى جمع مبلغ قياسي يصل إلى 6.5 مليار دولار أمريكي من أجل مساعدة وتخفيف المعاناة عن السوريين في داخل وخارج بلادهم التي دمرتها الحرب.

وعلى الرغم من جهود الأمم المتحدة لإطعام أكثر من 3.8 مليون شخص في سوريا الا أنها لا تستطيع الوصول إلي غالبيتهم بسبب الطبيعة المعقدة للحرب والمواجهات الميدانية. ويحاصر مقاتلون موالون للرئيس بشار الأسد مناطق متعددة خاصة تلك التي تقع في ضواحي دمشق ويرفضون السماح بمرور المواد الطبية والمساعدات الغذائية كجزء مما تطلق عليه الولايات المتحدة والدول الغربية من سياسة تعويق مقصودة تمارسها حكومة الأسد.

وفي الوقت نفسه عبر مسؤولون في الأمم المتحدة عن قلقهم من التقارير التي تحدثت عن موت العديدين في مخيم اليرموك الذي لا يبعد إلا أميالا قليلة عن العاصمة دمشق.

ونقلت الصحيفة عن كريستوفر غانيس المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ‘أونروا’ قوله ‘هناك معاناة حقيقية للمدنيين في مخيم اليرموك وتنتشر حالات واسعة من فقر التغذية وغياب العناية الطبية’.

لا يوفر أحدا

وتقول صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان معظم سكان المخيم يتناولون وجبات طعام قليلة لا تحتوي إلا على الخضار الذابل والطماطم المطحون وطعام الحيوانات’.

وتحدث ناشطون وسكان في المخيم يوم الثلاثاء عن وفاة شخصين آخرين نتيجة للجوع، مما يجعل عدد حالات الوفاة 48 حالة منذ تشرين الثاني/نوفمبر نتيجة للجوع وأمراض لها علاقة بالحصار الطويل.

وهناك خمس حالات وفاة على الأقل نجمت عن سوء التغذية حسب فاروق الرفاعي، ناشط في داخل المخيم، أما البقية فلها علاقة بأسباب أخرى مرتبطة بنقص التغذية أو عدم توفر الدواء وحالات فقر الدم ومرض السكري.

ويقول الرفاعي ان البعض يموت نتيجة لأمراض لها علاقة بمستوى التغذية، مثل العائلة المكونة من خمسة أفراد قامت بقتل قطة وطبخها ثم اصيبت بتسمم جراء ذلك.

وهناك بعض المواد الغذائية المتوفرة لكن أسعارها العالية تجعل من الحصول عليها أمرا مستحيلا، ولهذا يعتمد معظم سكان المخيم على حصص قليلة من العدس والبصل وأحيانا البيض المسلوق.

وتقول الصحيفة إن كل ضحايا الجوع في المخيم هم من الأطفال والكبار في السن ولكن ‘الجوع لا يوفر أحدا’ كما يقول الرفاعي.

ونقلت الصحيفة عن غانيس قوله إن الأونروا لم تتأكد بعد من حالات الوفاة نتيجة للجوع لكنها تتابع التقارير بقلق. وقال إن مخيم اليرموك ‘مغلق أمام المساعدات الإنسانية ويظل مكانا تعتبر فيه المعاناة الإنسانية في ظروف بدائية قاسية أمرا عاديا’.

وتقول الصحيفة إن الحرمان الذي يعيشه الفلسطينيون في المخيم يجلب إليهم معاناة أكثر، بعد عقود من الإنتظار في المخيمات التي يعيشون فيها منذ النكبة عام 1948.

ويجعلهم عرضة لآثار أي أزمة تحدث في المنطقة. وكان يعيش في المخيم أكثر من 160 ألف فلسطيني عشية الإنتفاضة التي اندلعت في أذار/مارس 2011 لكن الكثيرين منهم فروا من المعارك التي جاءت إلى مخيمهم حيث لم يتبق فيه إلا ما بين 18-20 ألف شخص.

وقد يكون العدد أكبر من هذا خاصة أن العديد ممن شردتهم الحرب السورية لجأوا إليه. ويتهم سكان المخيم قوات موالية للنظام السوري بمنع قوافل الإغاثة من الدخول للمخيم. فيما تلوم الحكومة من تسميهم بـ ‘الإرهابيين’ داخل المخيم ومنهم مقاتلون في جبهة النصرة التي تقول إنهم وجدوا في المخيم ملجأ آمنا لهم.

ويقول غانيس إن قافلة إغاثة منعت من الدخول للمخيم يوم الإثنين بعد اندلاع معارك ورفض موالين للنظام السماح للقافلة بمواصلة الرحلة لداخل المخيم. ويقول غانيس إن الحكومة منعت استخدام طريق آمن يمر عبر نقطة تفتيش في شمال المخيم قريبة من العاصمة. وتتهم الحكومات الغربية النظام بمنع وصول المواد الغذائية لليرموك والمناطق المحاصرة في ضواحي العاصمة حيث الحاجة ماسة للطعام والدواء.

ووصف ويليام هيغ سياسة الحكومة بأنها مقصودة لتعويق المساعدات الإنسانية ‘وهي غير مقبولة. ويتوقع أن يتم التركيز على موضوع الإغاثة الإنسانية في المؤتمر الذي طال الحديث عنه منذ العام الماضي والمقرر عقده في 22 كانون الثاني/يناير في سويسرا. وكان وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي قد وجها دعوة لطرفي النزاع لوقف اطلاق النار وتسهيل عبور المواد الغذائية للمتضررين والمحاصرين وفتح معابر إنسانية.

وتقدر الأمم المتحدة عدد الذين يحتاجون لمساعدات عاجلة بحوالي 9.3 مليون سوري داخل سوريا ومليونين خارجها. وفي نفس السياق تحدث غانيس عن الجهود التي تحاول الأونروا عملها من أجل تخفيف معاناة الفلسطينيين.

ساحة حرب

ونقل تقرير أعدته هارييت يوهانسين عن غانيس إن وكالة غوث للاجئين الفلسطينيين ‘الأونروا’ تحاول تقديم مساعدات عاجلة للاجئين الفلسطينين خاصة الذين هربوا للبنان ويعيشون في المخيمات المزدحمة على شكل معونات مالية عاجلة، ومواد طبية، وأغطية وملابس تقيهم برد الشتاء.

ووصف في تصريحاته لمعدة التقرير أثر الأزمة السورية على الفلسطينيين حيث قال إنها ‘أزمة كبيرة بالنسبة للمجتمع الفلسطيني في سوريا’، فالنزوح الداخلي والحصار على المخيمات والإقتتال المستمر في داخلها ‘كشف عن أثر حالة الشعور بالإقتلاع والضعف’.

فبعد إقامة في سوريا مدة تزيد عن 63 عاما يواجه الفلسطينيون مستقبلا يغيب عنه أي إحساس بالأمن.

وجاء التقرير الذي أصدره مركز مراقبة الشرق الأوسط ‘ميمو’ في لندن تحت عنوان ‘المجتمع الفلسطيني: فرق تسد’ أن ستة من تسعة مخيمات فلسطينية في سوريا تحولت لساحة حرب بين قوات المعارضة والقوات الموالية للنظام، مما أدى إلى آثار مرعبة على المواطنين الفلسطينيين وحرمانهم من الطعام والدواء، واستخدمت بؤسهم كأداة في استراتيجية الحرب التي يتبعها النظام. وقد أدت الكثير من الحواجز ونقاط التفتيش حول المخيم من منع وصول المساعدات الضرورية.

ويقول التقرير إن ‘ساحة المعركة في سوريا انتقلت إلى مستوى لا إنساني جديد’. ونقل التقرير قلقه حول تقاريرعن وفيات في المخيم. وكشف غانيس عن عدم قدرة الأونروا الدخول للمخيم وتقديم المساعدات منذ أيلول/سبتمبر 2012 وتحديدا عندما دخلت العناصر المسلحة المخيم، مما جعل من عمليات الإغاثة أمرا مستحيلا.

وقال إن الأونروا قامت بفتح نقاط توزيع خارج المخيم في منطقة الزاهرة حيث كان سكان المخيم يخرجون منه ويتسلمون المساعدات لكن هذا توقف بعد محاصرته ‘ولا يسمح لأحد بمغادرة المخيم’ كما يقول غانيس. وأضاف أن آخر مرة سمحت السلطات لممثلي الأونروا دخول المخيم كانت عندما أعطت السلطات إذنا لهم بحقن الأطفال ضد شلل الأطفال وكان هذا في الإسبوع الثاني من كانون الأول/ديسمبر، ‘ووصلت إلينا أخبار أن أعدادا من أهل المخيم غادروه للجنوب’ و’لا نعرف إن كان هذا لمرة واحدة أم أكثر’.

وأكد أن الشاحنات تقف على أهبة الإستعداد للدخول وتوزيع المواد الغذائية والحقن داخل المخيم، وأكد على دعوة الأمم المتحدة طرفي النزاع احترام المواثيق الدولية المتعلقة بالإغاثة الإنسانية’.

تدخلات النظام

ويتحدث التقريرعن معضلة الفلسطينيين في سوريا وأنها نابعة من محاولات الحكومات السورية المتعاقبة من أيام حافظ الأسد إلى ابنه بشار الأسد إستخدام القضية الفلسطينية كأداة لتقوية دعائم حكمهما.

فقد قاما باستمالة عدد من فصائل المقاومة بشكل ربط بين استمرار وجودها في سوريا وبين ولائها للنظام. وبحسب تقرير أصدرته المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان ومقرها بيروت، فهناك بعض الفصائل الفلسطينية مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة تتصرف وكأنها امتداد لسلطة النظام في المخيمات الفلسطينية.

ويقول تقرير المنظمة الفلسطينية إن النظام السوري استخدم مطالب الفلسطينيين العادلة وحقهم بالعودة لحرف الإنتباه عن مشاكل البلاد الداخلية في محاولة من الحكومة لكسر المعارضة وهزيمتها.

مشيرا في هذا الإتجاه لدعوة النظام وممثليه فلسطينيي المخيمات، الشباب منهم بخاصة، والذين أحيوا ذكرى النكبة في 5 حزيران/يونيو 2011 بالزحف نحو الحدود السورية مع إسرائيل في الجولان. وأطلق الجيش الإسرائيلي النار على المحتجين وقتل أربعة منهم، وجرح المئات. وبعد دفن الضحايا قام المشيعون بالإحتجاج على الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة التي ردت بإطلاق النار واندلعت مواجهات استمرت اربع ساعات أدت لجرح 40 ومقتل 14 شخصا.

وبحسب المنظمة فهذا الحادث يلخص طبيعة الإقتتال الدائر داخل المخيم. وترى المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان أن هذا مثال من الأمثلة عن محاولات الحكومة السورية السيطرة على الفلسطينيين في سوريا كي يتبعوا أجندتها.

وفي الوقت الذي يزداد فيه ولاء الجبهة الشعبية- القيادة العامة تتصاعد المعارضة داخل المخيم بشكل قياسي.

وإلى جانب الإقتتال تواصل الأزمة السورية ترك أثارها الكبيرة على مجتمع اللاجئين الفلسطينيين والذين يجب عدم نسيانهم. وعلى خلفية هذه الأزمة يتواصل تدفق اللاجئين الفلسطينيين لخارج الحدود السورية.

ويقول تقرير’ميمو’ إن الأونروا تعمل جاهدة على تخفيف معاناة الفلسطينيين، وترى أنهم باتوا عرضة للوضع الحالي. فكونهم ضعفاء ويفتقدون الحماية جعلهم فريسة في يد القوى الخارجية والنظام كي تحاول كسر وتفكيك مجتمعهم. يحدث كل هذا على الرغم من الطبيعة المتماسكة للمجتمع الفلسطيني ووطنية أبناء المخيمات.

دور الأونروا

وذكرت يوهانسين الجهود التي تحاول الأونروا القيام بها. وقالت إن المنظمة الدولية تؤكد على أهمية الاستثمار في صلابة الفلسطينيين. ولهذا تناشد المنظمة من أجل جمع 17.4 مليون دولار لمساعدة الفلسطينيين المشردين، وستركز الحملة على مشاريع صغيرة والتدريب المهني وإعادة إعمار ما هدمته الحرب وتوفير فرص العمل. ويتحدث التقرير عن المجالات التي يعاني منها الفلسطينيون، فهم يعانون من نقص حاد في المياه والكهرباء والطعام والخدمات الصحية وغيرها.

وتأثرت أوضاعهم كثيرا بسبب فقدانهم أعمالهم التي كانت تعتبر عماد حياتهم. وزادت مستويات الفقر في سوريا ولكنها بين الفلسطينيين أعلى.

ويواجه الفلسطينيون الذين فروا للمخيمات الفلسطينينة في لبنان والمزدحمة أصلا وضعا صعبا خاصة أن الخدمات قليلة والفرص أقل، ويواجهون مواقف عدائية من السكان المحليين بسبب التنافس على فرص العمل وقلتها.

وأجبرت المواجهات بين الحكومة ومقاتلي المعارضة في منطقة دمشق وريفها الآلاف على الرحيل إلى لبنان وبعضهم انتقل إلى الحسينية وكفر الشيخ ومناطق أخرى.

ويظل هؤلاء الأكثر حاجة من بين المشردين. وفي الوقت الذي لم يعد هؤلاء وغيرهم من المحاصرين في المخيمات قادرين على الحصول على الخدمات الطبية بسبب الحصار إلا أن الأونروا استعانت بالخدمات الطبية المتنقلة، والتثقيف عبر الفضائيات لتخففيف المعاناة الصحية عن هؤلاء، كما قامت بتوزيع حصص مالية على اللاجئين خاصة من فروا للبنان، وقدمت لهم بعض المساعدات الطبية، وأغطية وملابس تساعد في رفع الحرج عنهم. ويقول التقرير إن عددا من منظمات حقوق الإنسان يقوم بالضغط سياسيا من أجل حل الأزمة.

ودعت الوكالات التابعة للأمم المتحدة لتطوير ‘استراتيجية إقليمية شاملة’ والتي يمكن من خلال جمع العناصر المتعددة من المساعدات الدولية للمجتمعات والدول المضيفة.

ويرى غانيس أن كل الحلول الدولية لأزمة اللاجئين الفلسطينيين تعتمد على الحل السياسي والتي تحتاج لأرضية قوية من القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

ويقول إن الأونروا تواصل دعوة اللاعبين السياسيين البحث عن حل عادل ودائم للاجئين بناء على هذا، وهم بحاجة ماسة لهذا الحل في رأي غانيس.

حضور إيراني ‘عن بُعد’ في جنيف 2 وظريف التقى الأسد لتثبيت ‘الخطوط الحمراء’ قبل المؤتمر

كامل صقر

دمشق ـ ‘القدس العربي’ تقصّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الوصول إلى دمشق عبر مطارها الدولي الذي تدور اشتباكات مسلحة على بعد كيلومترات قليلة عنه، إنطلق موكب ظريف ونظيره السوري الذي كان في استقباله نحو القصر الرئاسي قاطعاً حوالي خمسة وثلاثين كيلو متراً هي المسافة الفاصلة بين المطار والقصر الرئاسي.

في قاعة الشرف بمطار دمشق لقاء سريع جمع ظريف بالمعلم ليتوجها سوية للقاء الرئيس السوري بشار الأسد.

من أرض المطار أعطى ظريف رسالة سياسية مؤكدة فحواها أن طهران حاضرة في مؤتمر جنيف 2 سواء دعيت أم لم تُدع، لم يقلها علانية لكن قوله للصحافيين بدمشق إن ‘الهدف من زيارته هو المساعدة في خروج المؤتمر الدولي المزمع عقده حول سوريا جنيف2 بنتائج لصالح الشعب السوري’، يعني أن بلاده تشارك بشكل غير مباشر في مفاوضات جنيف 2 المقبلة كأنها حاضرة هناك.

قبل عدة أيام قال السفير الإيراني بدمشق لأحد الصحافيين بجريدة البعث السورية خلال لقاء جمعه بوزير التعليم السوري إن إيران حاضرة في مؤتمر جنيف 2 سواء دُعيت أم لم تُدع.

مصادر ‘القدس العربي’ أفادت أن العنوان الأساسي للقاء ظريف بالأسد كان إعادة البحث بثوابت دمشق الرسمية والإتفاق عليها وتثبيتها، الجيش والرئاسة وعدم القبول بمفاوضات لإقامة مناطق آمنة (حلب مثالاً) تمثل خطوطا حمراء بالنسبة لدمشق وطهران.

المصادر أكدت أيضاً أن تلك الثوابت سيطير بها إلى موسكو كل من ظريف والمعلم ويحملانها إلى نظيرهما الروسي سيرغي لافروف باعتباره أبرز مهندسي جنيف 2 وسيتم تثبيت تلك الثوابت مع الطرف الروسي بشكلها النهائي ليتم وضعها على طاولة جنيف 2غير قابلة للمساس أو التعديل.

رغم برنامجه الدمشقي المزدحم لم يفوّت ظريف فرصة زيارة مقام السيدة رقية في المدينة القديمة حيث صلى الظهر هناك.

وقال بيان رئاسي سوري إن ‘الرئيس بشار الأسد يبحث مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تطورات الأوضاع في المنطقة والتحديات المشتركة التي تواجه دولها وشعوبها وفي مقدمتها آفة الإرهاب والفكر التكفيري المتطرف’.

وأفادت وكالة الأنباء الايرانية ‘ارنا’ أن ظريف سيناقش مع كبار المسؤولين السوريين الأوضاع في سوريا وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وكان ظريف قد التقى في عمّان العاهل الأردني ووزير الخارجية حيث تم استعراض مجمل تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وخصوصا المستجدات في سوريا وجهود تحقيق السلام في المنطقة.

كيري: الحرب في سوريا تضغط على موارد دول الجوار

اليونيسكو بحثت تمويل مبادرتين لدعم المعلمين وتعزيز تعليم الشباب

الكويت: «الشرق الأوسط»

أعرب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في كلمته خلال المؤتمر عن أسفه إزاء ما يجري في سوريا «من جوع وعنف متفش كأسلوب من أساليب الحرب يستمر في تمزيق سوريا»، واصفا الوضع الإنساني في سوريا بأنه «إهانة لكل ضمير حي». وقال «إن عناء الشعب السوري يتطلب منا العمل الجماعي وإنه منذ الاجتماع السابق لمؤتمر المانحين الأول في الكويت قبل نحو عام بات من الواضح أن الوضع الإنساني في سوريا تدهور بصورة مأساوية».

وقال كيري بأن عدد المدنيين الذين هجروا «بلغ نحو 6.5 مليون شخص من الرجال والنساء من أجل العيش في أصعب شتاء منذ عقود»، مشيرا إلى معاناة اللاجئين السوريين في دول الجوار الذين يبلغ عددهم نحو 2.3 مليون فرد، ومستذكرا ما رآه في مخيم الزعتري «الذي يذكر بأن الحرب في سوريا ليست مشكلة سوريا وحدها وإنما تضغط أيضا على موارد الدول المضيفة»، مثل الأردن ولبنان وتركيا. وأضاف كيري أن هذه الضغوط «تهدد بخلق حالة من عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة وقد تؤدي إلى انهيار كامل في المنطقة ولذلك أعلنت الولايات المتحدة عن التزام جديد بقيمة 380 مليون دولار من المساعدات بالإضافة إلى الجهود السابقة»، مبينا أن مجموع مساهمات الولايات المتحدة بلغ أكثر من 1.7 مليار دولار، وشدد على ضرورة أن تذهب الأموال إلى من يحتاجونها ما سيغير الوضع الإنساني على الأرض إذا ما توقف نظام الأسد عن منع موظفي الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات المحاصرة واستخدام التجويع كسلاح في الحرب، وطالب بالتوقف عن استهداف المستشفيات والجرحى والأطباء الذين يخاطرون بحياتهم من أجل معالجة المصابين، مؤكدا على ضرورة أن يستخدم المجتمع الدولي كل أداة متاحة أمامه لجذب انتباه العالم لهذه الانتهاكات. أما الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، فأشارت إلى أن أهم النقاط التي بحثها المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا تتعلق بكيفية إيجاد موارد كافية لإرسال معونات للشعب السوري وضمان وصول المساعدات إليهم. وبينت أشتون أن المؤتمر الدولي للمانحين الذي استضافته الكويت أمس «يعكس التزام دول الخليج بالمساعدة في تخفيف معاناة الإنسان السوري، وأن الاتحاد الأوروبي أعلن خلال المؤتمر عن مساعدات للمرحلة المقبلة».

من جانبها، اعتبرت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ميليسا فليمنغ، تبرع أمير الكويت يعد «رقما قياسيا وبادرة خير، نأمل أن تتبعه مساهمات مماثلة من المجموعة الدولية التي اجتمعت أمس على أرض دولة الكويت».

أما المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، ايرينا بوكوفا، فعدت أن «المجتمع الدولي اجتمع في الكويت قبل انعقاد مؤتمر جنيف2 الأسبوع المقبل لإظهار دعمه والتزامه بالوضع الإنساني في سوريا، وهناك احتياجات هائلة للمواطنين السوريين سواء في داخل سوريا أو خارجها حيث أخرج ثلاثة ملايين طفل من مدارسهم، وفي البلدان المضيفة للاجئين لم يلتحق أكثر من نسبة 60 في المائة من الطلاب اللاجئين أي 753 ألف شخص بالمدارس الموجودة فيها، وهذه مؤشرات مقلقة خاصة مع تردي أوضاع اللاجئين السوريين وبخاصة الشباب الذين يعانون من نقص التمويل للتعليم الثانوي والعالي إلى حد كبير». وذكرت بوكوفا أنها التقت مسؤولين في وزارة الخارجية الكويتية وناقشت معهم وضع التعليم في سوريا، وعزم المنظمة تخصيص مبلغ معين من تبرعات مؤتمر المانحين للتركيز على تعليم اللاجئين، ولهذا فإن اليونيسكو تتطلع للحصول على تمويل لمبادرتين رئيسيتين ستركزان على تقديم الدعم الحاسم للمعلمين للحفاظ على جودة التعليم وتعزيز تعليم الشباب من أجل تحقيق الاستقرار والتكامل الاجتماعي.

واختتمت بوكوفا تصريحاتها بالقول: إن اليونيسكو استجابت على مدى السنوات الثلاث الماضية مع الكثير من شركائها الدوليين بما في ذلك الاتحاد الأوروبي للاحتياجات التعليمية الملحة وتوفير الدعم للأطفال والشباب السوري في جمهورية العراق والأردن ولبنان وسوريا.

ظريف يبحث مع الأسد إنجاح «جنيف 2» ويغادر مع المعلم إلى موسكو

مساع إيرانية ـ روسية لدعم ترشيح الرئيس السوري لولاية أخرى

الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف لدى لقائهما وفي اليسار وزير الخارجية السوري وليد المعلم، والسفير الإيراني محمد رضا شيباني في دمشق أمس (أ.ف.ب)

لندن: «الشرق الأوسط»

أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، دعم بلاده النظام السوري في سعيه «لإنجاح» مؤتمر «جنيف 2» للسلام، المقرر الأربعاء المقبل في سويسرا. وقال إن حل الأزمة «بيد السوريين أنفسهم وهم المخولون فقط تحديد مستقبل بلدهم».

وجاء كلام ظريف خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، في دمشق أمس. وبحث اللقاء «التحضيرات الجارية لمؤتمر (جنيف 2)»، بحسب بيان رسمي سوري. وقال البيان، إن ظريف نقل للأسد «حرص القيادة الإيرانية على استمرار التنسيق والتشاور مع سوريا في مختلف القضايا، وعزمها على مواصلة تعزيز علاقات التعاون بين الشعبين في جميع المجالات».

وأعرب الأسد عن «شكره وتقديره لمواقف الجمهورية الإسلامية، القائمة على تقديم الدعم لسوريا».

وكان ظريف والوفد المرافق له وصلوا إلى سوريا قادمين من الأردن، ضمن جولة في المنطقة شملت بيروت وبغداد، وسيتوجه بعد دمشق إلى موسكو للقاء القيادة الروسية. ويأتي لقاء ظريف مع الأسد قبل أسبوع واحد من مؤتمر «جنيف 2»، بهدف العمل على «أن يأتي المؤتمر بنتائج تكون في صالح الشعب السوري»، بحسب ما قاله ظريف قبيل وصوله سوريا. وأضاف أنه «سيعمل على تنسيق المواقف بحيث تجلب الهدوء والأمن لسوريا». وحث «جميع الأطراف على محاربة التطرف والإرهاب، اللذين يهدداننا جميعا».

وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن لقاء الأسد وظريف تناول «تطورات الأوضاع في المنطقة والتحديات المشتركة التي تواجه دولها وشعوبها، وفي مقدمتها آفة الإرهاب والفكر التكفيري المتطرف»، إذ أكد الوزير الإيراني «حرص الجمهورية الإسلامية على توحيد الجهود بين دول المنطقة لمواجهة هذه التحديات ومكافحة الإرهاب لتحقيق الأمن والاستقرار فيها».

وحسب وكالات الأنباء الإيرانية، أكد ظريف «استراتيجية إيران القائمة على مكافحة التطرف والعنف والفتن المذهبية في المنطقة». وتابع: «كمن حل الأزمة السورية من خلال اعتماد رؤية مبنية على الواقعية، وإجراء مفاوضات سياسية».

وأضاف ظريف: «يمثل مؤتمر (جنيف 2) فرصة سياسية ودولية للخروج بحل للأزمة في سوريا. ويحول نجاح المؤتمر دون الاستمرار في نهج التطرف، وقتل الأبرياء».

وحضر اللقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم، والمستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة بثينة شعبان، ومساعد وزير الخارجية فيصل المقداد.

كما التقى ظريف رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي وبحث معه «تنشيط الخط الائتماني، وتأمين مستلزمات الشعب السوري من المواد الغذائية والتموينية والمشتقات النفطية وغيرها». وعبر الحلقي عن تطلع حكومته «إلى تطوير العلاقات الاقتصادية مع إيران، ولا سيما في قطاعات النفط والكهرباء والصحة والتجارة».

وطالب الحلقي بـ«مشاركة إيران في مؤتمر (جنيف 2)»، الذي تعارض الولايات المتحدة والدول الأوروبية مشاركة طهران فيه بسبب السياسات الإيرانية الداعمة لنظام الأسد.

وتوجه وزير الخارجية الإيراني، في وقت لاحق أمس، إلى موسكو، ويعتقد أن المعلم كان برفقته على متن الطائرة، لإجراء مفاوضات والوصول إلى توافق إيراني – روسي – سوري قبل انعقاد مؤتمر «جنيف 2»، يرجح أنه يسعى للعمل على إبقاء الأسد في السلطة حتى الانتخابات الرئاسية المقررة العام الحالي، واحتمال خوضه الانتخابات كمرشح رئاسي.

وتسعى السياسة الخارجية الإيرانية إلى إبقاء الأسد في الحكم مهما كلف الثمن، إذ لا يبدو أن وصول الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى سدة الرئاسة ساهم في إجراء تعديلات على هذه الاستراتيجية الإيرانية.

انفجار سيارتين مفخختين في ريف حلب.. ومقتل أمير «داعش» في سراقب

اتهامات للنظام باستخدام غازات سامة في داريا.. و«الأونروا» تعلق قوافل إغاثة اليرموك

بيروت: «الشرق الأوسط»

اتهم «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أمس نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام «غازات سامة» في قصف مدينة داريا جنوب غربي دمشق يوم الاثنين الماضي، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، بالتزامن مع انفجار سيارتين مفخختين في مدينة جرابلس بريف حلب، حيث تدور اشتباكات بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وتشكيلات أخرى من مقاتلي المعارضة، مما أسفر عن مقتل 26 شخصا على الأقل، غالبيتهم من مقاتلي كتائب المعارضة.

ولجأت «الدولة الإسلامية» في ردها على المجموعات التي تقاتلها في مناطق واسعة في سوريا، وأبرزها «الجبهة الإسلامية» و«جبهة ثوار سوريا» و«جيش المجاهدين»، إلى عمليات انتحارية عدة، غالبيتها بسيارات مفخخة، تسببت بمقتل العشرات في صفوف الكتائب المعارضة. وأفاد ناشطون أمس بأن تفجيرين وقعا في مدينة جرابلس أمس، بفارق دقائق معدودة. وقال الناشط الميداني نذير الحلبي إن «سيارتين انفجرتا في جرابلس، إحداهما في مدرسة الزراعة والأخرى بالقرب من السجن»، والمقران «هما للثوار»، وفق ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن «ما لا يقل عن 26 شخصا لقوا مصرعهم بينهم ثلاثة مدنيين على الأقل». ورجح أن يكون التفجير «انتحاريا نفذه عنصر من الدولة الإسلامية»، مضيفا أن التفجير «يأتي بعد الخسائر التي منيت بها الدولة الإسلامية في مدينة جرابلس خلال اليومين الماضيين».

من جانبه، أوضح «مركز حلب الإعلامي»، الذي يعتمد على شبكة من الناشطين، أن الانفجار قرب مدرسة الزراعة «وقع بعد لحظات» من الانفجار الأول.

وتشهد المدينة التي كانت خاضعة بالكامل لسيطرة «داعش» معارك منذ مساء الاثنين الماضي، إثر انتهاء المهلة التي حددها عناصر من تشكيلات معارضة لأفراد هذا التنظيم الجهادي للانسحاب من المدينة.

وفي أدلب، قتل أبو البراء البلجيكي، أمير «داعش» في مدينة سراقب، بإطلاق نار عليه في الحي الشمالي من المدينة من مقاتلين معارضين، بعد أيام على توعده باللجوء إلى السيارات المفخخة في حال تواصل المعارك ضد «داعش».

وأفاد المرصد السوري بأن «مقاتلين من الكتائب الإسلامية تسللوا إلى المدينة وتمركزوا في أحد الأبنية، وأطلقوا النار على أبو البراء، وهو بلجيكي من أصل جزائري، خلال تنقله مع مجموعة تابعة له»، مشيرا إلى «مقتل أحد عناصر هذه المجموعة وإصابة آخر».

وتعد سراقب المعقل الأبرز للدولة الإسلامية في أدلب، وتشهد منذ أيام معارك عنيفة، في حين لا يزال مئات العناصر من الدولة الإسلامية متحصنين فيها.

وفي الرقة، وبعد يومين على سيطرتها بشكل كامل على المدينة التي تعد معقلا أساسيا لها، أفرجت «داعش» عن عشرات المقاتلين الذين احتجزتهم خلال الأيام الماضية، وفق المرصد السوري الذي أفاد بتعرض المدينة أمس لقصف جوي نظامي. وشن الطيران الحربي السوري غارتين على المدينة، «استهدفت إحداهما محيط مبنى المحافظة الذي يعد المقر الرئيس للدولة الإسلامية»، بحسب المرصد.

في موازاة ذلك، ربط الائتلاف المعارض في بيان صادر عنه، بين الهجوم بـ«الغازات السامة» على داريا وقرب انعقاد مؤتمر «جنيف2»، مطالبا «المجتمع الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بالتحقيق في التقارير التي تفيد بقيام نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد باستخدام الغازات الكيماوية السامة في ذلك الهجوم». ودعا إلى «اتخاذ الإجراءات اللازمة في حال جرى التحقق من نقض النظام وانتهاكه للاتفاق المتعلق بتسليم أسلحته الكيماوية».

وأفاد المكتب الطبي التابع للمجلس المحلي في داريا بأن الهجوم «حصل بقنابل غازية»، مشيرا إلى «مقتل شخص على الفور، واثنين آخرين في وقت لاحق». وأوضح أن المصابين ظهرت عليهم أعراض «التشنج العصبي والاختناق وانقباض الحدقات (في العينين) وزيادة المفرزات اللعابية»، موضحا أن مستشفى المدينة «لا يملك أدوية نوعية وخصوصا بمعالجة التسمم بالغازات الكيماوية».

وتحاصر القوات النظامية مدينة داريا منذ أكثر من عام، وتدور بشكل منتظم معارك عنيفة على محاورها، مع قصف وغارات شبه يومية عليها في محاولة من القوات النظامية للسيطرة عليها.

واعتبر الائتلاف أن «الحملات الهمجية الأخيرة تمثل الموقف الحقيقي لنظام الأسد من استحقاقات الحل السياسي التي لم يعد يعرف كيف يتنصل منها».

في موازاة ذلك، اتهم عمال إغاثة في سوريا السلطات بتعطيل الإمدادات إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة وتهديد القوافل بالطرد إذا حاولت تفادي العقبات البيروقراطية لمساعدة عشرات آلاف المحاصرين جراء الصراع المستمر منذ ثلاثة أعوام. وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) إن دمشق صرحت لقافلة من ست شاحنات بإمداد ستة آلاف شخص بالغذاء وعشرة آلاف شخص بلقاحات شلل الأطفال وبإمدادات طبية لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين حيث توفي 15 شخصا بسبب سوء التغذية كما يحاصر القتال 18 ألفا.

وقال المتحدث باسم «الأونروا» كريس جانيس في بيان إن «السلطات السورية طلبت استخدام المدخل الجنوبي لليرموك، وهذا يعني القيادة 20 كيلومترا عبر منطقة تشهد صراعا مكثفا ومسلحا به وجود قوي ونشط لبعض من أكثر الجماعات الجهادية تطرفا»، لافتا إلى أنه «عندما مرت القافلة من نقطة التفتيش الجنوبية أرسلت القوة الحكومية السورية التي ترافقها جرافة لإزالة حطام من على الطريق وأطلق مجهولون النار عليها».

وتتهم الحكومة السورية مقاتلي المعارضة بالمسؤولية عن إطلاق النار على قوافل الإغاثة. وأشار جانيس إلى أنه «وسط تقارير عن انتشار سوء التغذية على نطاق واسع في اليرموك ووسط تقارير عن وفاة نساء أثناء الإنجاب بسبب نقص الرعاية الصحية ووسط تقارير عن أطفال يأكلون طعام الحيوانات من أجل البقاء على قيد الحياة هذا ما حدث لقافلة الأونروا»، معتبرا أن ذلك «نكسة مخيبة للآمال بشكل كبير بالنسبة لسكان اليرموك الذين يعيشون في ظل أوضاع معيشية صعبة».

متحدثة أميركية لـ «الشرق الأوسط»: لا ننظر إلى الأسد شريكا في مواجهة الإرهاب

كيري نفى علمه.. والمقداد يؤكد تعاونا استخباراتيا غربيا

واشنطن: هبة القدسي بيروت: «الشرق الأوسط»

نفى وزير الخارجية الأميركي جون كيري علمه باتصالات تجري بين الأجهزة الأمنية الأوروبية ومسؤولين بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وقال: «أنا لا أعرف شيئا عن ذلك، بالتأكيد ليس تحت رعايتي». وأوضح كيري في إجابته للصحافيين على هامش مؤتمر المانحين بالكويت أنه لا يعرف شيئا عن تلك الاتصالات.

وفي واشنطن، قالت دينا بدوي المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «الولايات المتحدة لا تناقش مكافحة إرهاب مع النظام السوري واستنادا إلى سجل الأسد في الماضي والحاضر، فمن السخافة أن ينظر إليه كشريك محتمل في مواجهة التطرف». وأضافت: «خلال أصعب الأيام في العراق سعى بشار الأسد إلى تدفق مئات المقاتلين الأجانب إلى العراق، ونفذوا عمليات ضد المصالح الأميركية والغربية هناك، والتعاون النشط الحالي بين الأسد وحزب الله والحرس الثوري الإيراني يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة ويعمل على تأجيج نيران الصراع الطائفي».

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن «الإدارة الأميركية تؤمن أن وحشية النظام والفظائع التي ترتكب ضد الشعب السوري هي التي تدفع إلى تدفق الإرهابيين وخلق تلك القضية، ووحشية النظام الذي لا يزال مستمرا يغذي التطرف العنيف»، وأكدت أن النظام «ليس الحل، بل هو جزء من المشكلة».

وكان مسؤول حكومي أميركي كبير نفى أيضا لـ«الشرق الأوسط» وجود تعاون أمني أو اتصالات بين الإدارة الأميركية ومسؤولين في حكومة الأسد حول الجهاديين المتشددين الموجودين في سوريا المنتمين إلى تنظيم القاعدة. وقال إن الإدارة الأميركية ليست على بينة بالمحادثات الأوروبية مع المسؤولين السوريين. وأشار إلى أن عدة مسؤولين أميركيين عبروا عن قلقهم في عدة مناسبات من تزايد نفوذ الجهاديين الإسلاميين في سوريا وانضمامهم إلى تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) التابع لتنظيم القاعدة، وخطورة عودة جهاديين أوروبيي الأصل إلى بلادهم والقيام بعمليات إرهابية.

وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد صرح لشبكة «بي بي سي» البريطانية بأن مسؤولي أجهزة الاستخبارات الغربية في البلدان المناهضة للأسد زاروا دمشق لمناقشة التعاون الأمني مع حكومته. وأشار إلى أن تلك الاتصالات توضح وجود خلاف بين السلطات السياسية والمسؤولين الأمنيين في تلك البلدان المناوئة للأسد.

وقال المقداد إن «الكثير من الحكومات الغربية استوعبت أخيرا أنه لا يوجد بديل لقيادة الرئيس بشار الأسد». وأضاف: «عندما تطلب تلك البلدان التعاون الأمني مع سوريا فإن ذلك علامة على انفصام بين القيادات السياسية والأمنية».

وسئل المقداد حول اتصالات بين الاستخبارات البريطانية والحكومة السورية، فقال: «تلقينا طلبات من عدة دول وبالطبع البعض منهم ينتظرون ما سيسفر عنه مؤتمر جنيف، والبعض يقول إنه يستكشفون الاحتمالات بينما يقول البعض الآخر إنهم يرغبون في التعاون معنا أمنيا لأن الإرهابيين الذين يأتون من أوروبا الغربية إلى تركيا ثم إلى سوريا تحولوا إلى مصدر تهديد لهم».

وتأتي تصريحات المقداد لتؤكد تقارير نشرتها أمس جريدة «وول ستريت» الأميركية التي أشارت خلالها إلى لقاءات سرية بين مسؤولين بوكالات الاستخبارات الأوروبية مع مسؤولين من حكومة الأسد لتبادل المعلومات حول المتطرفين الأوروبيين الذين يعملون في سوريا. وتعد تلك اللقاءات أول لقاءات بين مسؤولين غربيين ومسؤولين سوريين منذ سحب السفراء من سوريا في بداية عام 2012 على خلفية الأزمة السورية. وكان الغرض من الاجتماعات هو جمع معلومات عن 1200 جهادي أوروبي يقول المسؤولون الأوروبيون إنهم انضموا إلى الجماعات المسلحة في سوريا وإن هؤلاء يشكلون تهديدا عندما يعودون من سوريا إلى أوروبا.

ونزعت الحكومة البريطانية الشهر الماضي الجنسية عن 20 مواطنا يحملون جنسية مزدوجة لتورطهم بالتعاون مع متطرفين إرهابيين في سوريا.

وقال مسؤولون بريطانيون إن هناك حركة تجنيد وجذب واسعة لهم من خلال شبكة من المساجد في جميع أنحاء أوروبا، حيث يسافر المجاهدون من أوروبا إلى جنوب تركيا، ثم يعبرون الحدود إلى ساحات القتال في سوريا. وأشار مسؤولون فرنسيون إلى أن الحكومة الفرنسية اعتقلت عدة أشخاص مشتبه في صلتهم بالإرهاب والجهاديين في سوريا.

وقالت صحيفة «وول ستريت» إن مسؤولا متقاعدا من المخابرات البريطانية (إم آي 6) زار دمشق منتصف الصيف الماضي ممثلا للحكومة البريطانية. وقالت الصحيفة إن مسؤولين من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا التقوا مسؤولين سوريين كبارا، من بينهم علي مملوك المستشار الأمني الخاص للأسد. وطلب المسؤولون الأوروبيون معرفة ما إذا كان هؤلاء المقاتلون على قيد الحياة وأماكن وجودهم وخريطة تحالفاتهم من الكثير من الفصائل المعارضة ومدة عمق تطرف تلك الفصائل. ووفقا للاستخبارات الأوروبية يوجد المئات من الإسلاميين الأوروبيين المتطرفين الذين سافروا إلى سوريا للمحاربة إلى جوار المعارضة، وقدرت أعداد هؤلاء ما بين 200 – 400 شخص من فرنسا، و200 من ألمانيا، و200 – 300 من بريطانيا، و100 – 300 من بلجيكا، و95 من إسبانيا، و80 من الدنمارك، و60 من البوسنة، و57 من النمسا، و50 – 100 من هولندا، و45 – 50 من إيطاليا، و30 – 40 من النرويج، و30 – 40 من السويد، و20 من فنلندا.

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس الجنوب، المواكب للشأن السوري، خطار بو دياب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المعلومات التي كشف عنها المقداد «ليست جديدة، إذ أشيع قبل فترة عن زيارة قام بها رئيس جهاز الاستخبارات الألماني إلى دمشق». وأشار إلى أن «هذه الزيارة كما بينت التسريبات كان غرضها التنسيق بشأن صفقة الكيماوي، إذ إنه من المعروف أن ألمانيا تقوم عادة بلعب دور الوسيط في الصفقات الدولية». لكن بو دياب استبعد أن «يتمكن النظام السوري عبر هذه الزيارات من إعادة تأهيل نفسه كمحارب للإرهاب»، مؤكدا أن «الحملة الضارية التي شنتها المعارضة السورية المسلحة على التنظيمات الأصولية شمال وشرق سوريا قطعت الطريق على هذا الاحتمال».

لافروف يؤكد تمسك روسيا بمشاركة إيران بجنيف2

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم موقف بلاده الداعي لمشاركة إيران في مؤتمر جنيف2، في حين أكد نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده لن تشارك فيه إذا لم توجه الدعوة إليها.

ففي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو قال لافروف إنه لا يمكن تجاوز دور إيران في المساعي المشتركة لحل الأزمة السورية.

وأضاف أن أي محادثات مع نظيريه الإيراني والسوري لا تعني وجود مشروع مشترك لتسوية الأزمة السورية. وقال “اليوم نجري محادثات مع جواد ظريف، وسنجري محادثات غدا مع وليد المعلم، وهذا لا يعني وجود أي مشروع ثلاثي”.

وأشار إلى أن موقف بلاده وسوريا وإيران من الأزمة السورية لا يتميز عن مواقف العديد من الدول الأخرى، وقال إن “موقف دولنا الثلاث من الأزمة السورية ليس فريدا”.

وعن مؤتمر جنيف2، قال لافروف “من الواضح أن الأمر يستلزم عقد أكثر من جولة (من مباحثات جنيف)، ولهذا لن ينتهي (جنيف2) في 22 الشهر الجاري، إنما سيبدأ”.

وأكد أن إيران يجب أن تكون جزءا من الجهود المشتركة من أجل التسوية السورية بأي حال من الأحوال.

موقف إيران

من جهته، أكد ظريف أن بلاده ستشارك في جنيف2 “إذا تسلمنا الدعوة، لكننا لن نشارك في حال عدم توجيه الدعوة إلينا”، لكنه أعرب عن أمله في أن يحقق المؤتمر الدولي نتائج إيجابية تتمثل ببدء عملية التفاوض بين الأطراف السورية، معتبرا أن الحكومة السورية لن تقبل بفرض أي شروط مسبقة قبل إطلاق المفاوضات.

كما أكد أن إيران لن تقبل بأي ظروف خاصة لم تفرض على المشاركين الآخرين في المؤتمر، وأعاد إلى الأذهان أن طهران رحبت سابقا بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها في مؤتمر جنيف1، معتبرا أن مؤتمر جنيف2 القادم مهم جدا بالنسبة للمنطقة برمتها.

وكان وزيرا الخارجية السوري وليد المعلم والإيراني قد وصلا معا إلى موسكو لبحث تطورات الأزمة السورية.

والتقى الوزير الإيراني في دمشق أمس الأربعاء الرئيس بشار الأسد والوزير المعلم، ثم توجه الوزيران معا إلى موسكو، وبحث ظريف مع الأسد مآلات مؤتمر جنيف2.

وكان ظريف أعلن -لدى وصوله إلى دمشق قادما من بغداد- أنه سيعمل على تنسيق المواقف لإعادة الهدوء إلى سوريا، وأوضح أن الهدف من زيارته هو المساعدة على خروج مؤتمر جنيف2 بنتائج لصالح الشعب السوري.

ضغط أميركي

في هذه الأثناء، أعلنت الخارجية الأميركية الأربعاء أن وزير الخارجية جون كيري سيترأس الوفد الأميركي إلى مؤتمر جنيف2.

ويهدف المؤتمر إلى جمع ممثلي النظام السوري والمعارضة حول طاولة واحدة في محاولة لإيجاد حل سياسي للنزاع السوري المستمر منذ نحو ثلاثة أعوام.

والمعارضة السورية لا تزال منقسمة بشأن مسألة مشاركتها في المؤتمر، وينبغي أن تتخذ الجمعة قرارا في هذا الشأن.

وقالت ماري هارف مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية “ننطلق من مبدأ أنها (المعارضة) ستشارك، لا أجرؤ على تصور ماذا سيحدث إذا لم تشارك”.

وأضافت أن السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد موجود في إسطنبول، حيث يحاول إقناع المعارضة بالمشاركة في جنيف2.

وأوضحت هارف أن “مشاركة (المعارضة) لا تصب فقط في مصلحتنا، بل أيضا في مصلحتها ومصلحة الشعب السوري”.

وكانت واشنطن ولندن هددتا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بإعادة النظر في دعمهما له إذا لم يشارك في مؤتمر جنيف2. ويتوقع أن يحسم الائتلاف موقفه من المشاركة بجنيف2 يوم الجمعة المقبل حين يُجري تصويتا بشأن ذلك.

مقاطعة ودعوة

وفي هذا الصدد، أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا رفضها حضور مؤتمر جنيف2. وقالت في بيان إنها لن تقبل بتمرير حلول على حساب المشروع الوطني الديمقراطي.

وفي حديث للجزيرة، قال حسين عبد العظيم المنسق العام للهيئة إنه لن يكون هناك نجاح حقيقي للمؤتمر في ظل غياب تمثيل متوازن للقوى الدولية والوطنية، وقال “ليس مهما انعقاد المؤتمر في موعده، ولكن المهم أن ينجح”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعرب في كلمته أمام مؤتمر المانحين لسوريا -الذي عقد في الكويت أمس- عن أمله في أن يجمع مؤتمر جنيف2 الحكومة السورية مع المعارضة على مائدة المفاوضات رغم أن المعارضة ما زالت منقسمة بشدة بشأن المشاركة فيه.

وقال “أتمنى أن تطلق المحادثات عملية سياسية لإقامة كيان حاكم انتقالي بسلطات تنفيذية كاملة، والأهم أن تنهي العنف”.

وحث بان كي مون قوات المعارضة على إرسال وفد موحد للمؤتمر، وقال إن منظمي المحادثات لم يتمكنوا من الاتفاق بخصوص ما إذا كانت إيران ستشارك في المؤتمر.

قتلى للنظام بدمشق ومعارك بين الفصائل بحلب

                                            قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية اليوم الخميس إن ثمانية قتلى وعشرات الجرحى من قوات النظام سقطوا جراء تفجير أحد مقراتهم بـدمشق وسط تواصل القصف والاشتباكات بين قوات المعارضة والجيش النظامي، بينما اشتبك مقاتلو كتائب المعارضة المسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بمدينة إعزاز في ريف حلب.

وذكر المصدر ذاته أن هذا التفجير جاء في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات بين المعارضة المسلحة وقوات النظام على الجبهة الشرقية من مدينة داريا بـريف دمشق.

من جهتها، ذكرت شبكة شام أن قوات النظام قصفت بالبراميل المتفجرة منطقة مزرعة السلطي بمدينة خان الشيح في ريف دمشق، في حين تحدث ناشطون عن إلقاء الطيران المروحي برميلين متفجرين على المدينة ذاتها.

وكانت القوات النظامية قد قصفت -بحسب شبكة سوريا مباشر- مزارع تحيط بمدينة خان الشيح في ريف العاصمة بالبراميل المتفجرة التي دفع القصف المكثف سكانها إلى إخلائها قبل نحو شهر.

من جهة أخرى، قصفت القوات النظامية مدينة الزبداني في ريف دمشق بالبراميل المتفجرة، وذلك عقب سقوط عدد من القتلى جراء قصف مماثل، أعقبه قصف مدفعي بالتزامن مع اشتباكات في عدة محاور حول البلدة.

وفي حمص قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عددا من قذائف الهاون سقطت عند منتصف ليلة البارحة على حي الوعر، مما أدى لنشوب حريق في مدينة المعارض إثر سقوط قذيفة عليها.

قصف جوي

وقد طال القصف الجوي أمس مناطق عدة في المحافظة ذاتها التي يعاني سكانها ظروفا إنسانية حرجة بسبب الحصار المستمر عليها.

وقال ناشطون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدة الدار الكبيرة بريف حمص.

وفي إدلب، قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة قرية معرشمشة بريف إدلب.

في سياق متصل، قالت “سوريا مباشر” إن طفلة ورجلا أصيبا جراء انفجار سيارة مفخخة بمدينة دركوش في ريف إدلب، حيث استهدفت السيارة حاجزا، ومحطة المياه بالجهة الجنوبية الشرقية من المدينة ودمرتها بالكامل.

وفي ريف حماة قصفت قوات النظام بالبراميل المتفجرة مدينة كفر زيتا، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة وقوات النظام على الجهة الشمالية من مدينة الشيخ مسكين بريف درعا.

وفي ريف درعا تم اليوم استخراج جثث العائلة التي كانت تحت الأنقاض إثر الغارات الجوية التي نفذها سلاح الجو السوري التابع لقوات النظام يوم أمس.

وبحسب وكالة “سمارت للأنباء”، فإن 15 عنصرا من قوات النظام قد قتلوا وجرح ستة آخرون أمس، جراء تفجير مقاتلي الجيش الحر أحد مقراتهم، قرب بلدة عتمان في ريف درعا.

قتال داخلي

وتأتي هذه التطورات بينما انفجرت سيارة مفخخة على حاجز للفرقة التاسعة التابعة للمعارضة المسلحة على طريق “كفرنوران -ميزناز” بريف حلب الغربي، مما أدى لتدمير منزل ومقتل شخص وإصابة ثلاثة أطفال بجروح.

وأوضح مركز حلب الإعلامي نفسه أن شخصا أقدم على تفجير نفسه بالقرب من حاجز للثوار في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، مشيرة إلى أن عناصر الحاجز تمكنوا من قتل شخصين كانا برفقته أثناء محاولتهم تفجير أنفسهم.

في السياق ذاته، بينت “سوريا مباشر” أن هذا التفجير أدى إلى مقتل أحد عناصر الكتائب الإسلامية التابعة للمعارضة.

وبحسب مركز حلب الإعلامي، فإن جيش المجاهدين استطاع بالاشتراك مع عدة فصائل عسكرية من الثوار السيطرة على مناطق واسعة من الريف الغربي، وطرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منها، إلا أن الأخيرة ما زالت تسيطر على الفوج 46 وبلدة أورم الكبرى.

من جهة أخرى، ذكر ناشطون أن اشتباكات تجري اشتباكات بين المعارضة المسلحة ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على أطراف مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.

وكان ثلاثون شخصا قد قتلوا على الأقل وأصيب عدد آخر، نتيجة انفجار سيارة ملغومة في مدينة جرابلس في ريف حلب.

وقد انفجرت السيارة قرب سجن المدينة ومركزها الثقافي الخاضعين لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، بعد أن كانا تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

بيان “النصرة”

من جهة ثانية، أصدرت جبهة النصرة عبر موقعها الرسمي على تويتر بيانا بشأن مقتل أمير جبهة النصرة في الرقة المعروف باسم أبو سعد الحضرمي طالبت فيه تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة بتسليم كل من تعاون على قتل الحضرمي إلى محكمة شرعية مستقلة، وإلا فإن عقوبة القصاص في كل من تعاون على قتله هي العقوبة المستحقة.

كما أهاب البيان بجنود تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة بإعادة النظر في قيادتهم، وألا يكونوا شركاء أو متعاونين معهم في ظلم وتعذيب الناس دون وجه حق.

وأضاف البيان أن جبهة النصرة في الرقة وجهت عناصرها للدفاع عن نفسها فقط, وألا يبادروا لمهاجمة تنظيم الدولة.

يذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام كان قد أصدر بيانا قبل أيام اعترف فيه بقتل أمير جبهة النصرة في الرقة بتهمة الردة بعد أن كان مختطفا لديهم قبل نحو ثلاثة أشهر.

اشتباكات في ريف حمص.. وانفجاران يستهدفان “الحر” بحلب

قوات النظام تجدد قصفها بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ في اليادودة بدرعا

دبي – قناة العربية

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام على جبهة الكم قرب بلدة الغنطو في حمص.

كما قصفت قوات النظام الدار الكبيرة في ريف حمص براجمات الصواريخ ترافقت مع انفجارات ضخمة هزت المنطقة.

وفي منطقة المرج بالغوطة الشرقية تمكن الجيش الحر من قتل وجرح عدد كبير من قوات النظام في ظل اشتباكات عنيفة.

وفي اليادودة بدرعا جددت قوات النظام قصفها بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مستهدفة المنازل على رؤوس المواطنين.

وفي دير الزور أفادت لجان التنسيق أن قصفاً مدفعياً استهدف مدينة موحسن من قبل قوات النظام المتمركزة في مطار دير الزور العسكري.

وفي حلب تمكن الجيش الحر من السيطرة على قرية باشكوي في ريف حلب الشمالي بعد معارك عنيفة مع مقاتلي “داعش”.

ميناء “الحذاء الايطالي” يشحن كيمياوي الأسد لتدميره

إيطاليا تختار لنقل السلاح السام مرفأ “جيويا تورو” وأول شحنة رست فيه

لندن – كمال قبيسي

إذا كتبت “جيويا تورو كوكايين” بخانة البحث في الإنترنت، فستعرف بدقائق كم هو “شبيح” المرفأ الذي اختارته إيطاليا ورست فيه اليوم الخميس أول سفينة حملت أول شحنة من الترسانة الكيمياوية السورية التي سيعيد المرفأ نقلها الى حيث تنتظرها سفينة أميركية مكلفة بتدميرها لاحقاً في عرض البحر الأبيض المتوسط.

أما اذا كنت ملماً بعض الشيء بالإيطالية وكتبت gioia tauro cocaina فنتيجة البحث عشرات أضعاف ما وجدته بالعربية عن الميناء المعتبر جنة أرضية للمخدراتيين، لذلك فهو “شبيح” تنطبق عليه حكمة “شبيه الشيء منجذب اليه” العربية، كالأنسب لاستقبال خطير مثله، أي الكيمياوي الموضوع برسم التدمير بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي.

وكانت الشحنة الأولى غادرت ميناء اللاذقية في 7 الجاري على متن السفينة الدنماركية “آرك فوتورا” ورافقتها بوارج صينية ودنماركية ونرويجية وروسية حين اتجهت الى الساحل الإيطالي وانتظرت عنده إعلان السطات الايطالية عن اسم المرفأ لترسو فيه بحمولتها.

وصدر الإعلان اليوم عن رئيس “منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية” التركي أحمد أوزومجو، ونقله عن لسانه مصدر لم تكشف عنه وسائل إعلام إيطالية، اطلعت عليها “العربية.نت”ـ وعلمت منها بخبر اختيار المرفأ، معززاً بصورة للسفينة وقد دخلت “جيويا تورو” ورست فيه.

أحد الوسائل الاعلامية التي اطلعت عليها “العربية.نت” اليوم، هو Il Fatto Quotidiano الذي روى تفاصيل أكثر من سواه، بل نشر أول صورة لأول لسفينة حملت أول شحنة للميناء الإيطالي، ومنه قريباً للتدمير على متن السفينة الأميركية “كيب راي” المجهزة بخزان من التيتانيوم مجهز بدوره بما يذيب الكيمياويات فتتحلل مكوناتها في الماء وتفقد خصائصها كسلاح.

ويقع ميناء “جيويا تورو” وبالإيطالية هو “تاورو” وليس “تورو” في مقاطعة “كالابريا” على ساحل “الحذاء الإيطالي” الفاصل مضيق “مسينا” الشهير بينه وبين جزيرة صقلية على المتوسط، وهو الأكبر في ايطاليا بنقل الحاويات من سفن كبيرة الى صغيرة مخصصة لإعادة الشحن، أو لإنزال الشحنات منها الى الرصيف.

ويمتد المرفأ على مساحة برية تزيد على مليون و500 ألف متر مربع، معززة بأكثر من 4600 متر من التوسعة البرية، ما يجعله سابع أكبر ميناء للحاويات في أوروبا، ففيه 7 أحواض للتحميل، وفيه يعمل أكثر من 1500 موظف وعامل، طبقاً للوارد في موقعه الذي تجولت فيه “العربية.نت” وقرأت المزيد: في 1995 كانت قدرته التعامل مع 16034 حاوية سعة 20 قدماً مربعة، وهي الآن 3 ملايين و700 ألف “كونتينر” من 3000 سفينة كمعدل كل عام.

ومع أن الكلمة الأولى من “جيويا تورو” تعني “جوهرة” بالعربية، إلا أنه ليس كذلك في عالم الموانئ على الإطلاق، فهو شهير كمعبر للمخدرات واستقبال وإعادة شحن الممنوعات، وكمسرح لتجارة السلاح، بحسب الوارد عنه في موقع “ويكيبيديا” المستند الى مصادر موثوقة، منها “المركز الأوربي للرقابة على المخدرات والإدمان”.

نقرأ في الموقع أن مافيا “درانغيتا” المتخصصة بتحويل أموال الدولة والتحكم في سوق العمل والمساهمة المالية بالممنوعات، تستخدمه كمسرح رئيسي لعملياتها، الى درجة أن تقريراً في 2006 لمحققين إيطاليين تضمن أن 80% من الكوكايين الكولومبي الى أوروبا يمر بأحواض الميناء المتورط أيضاً في تجارة السلاح غير المشروع وغيره مما تقوم به “درانغيتا” مقابل أن تضمن أمن مرافق الشركات والميناء بشكل عام.

هيئة التنسيق الوطنية السورية لن تشارك في “جنيف 2

الوسيط الدولي لخضر الإبراهيمي يعلن احترامه للقرار

جنيف – رويترز

أكد الوسيط الدولي لخضر الإبراهيمي، الخميس، أن هيئة التنسيق الوطنية قررت عدم المشاركة في محادثات مؤتمر السلام “جنيف 2” التي تبدأ الأسبوع المقبل.

وينظر بعض مقاتلي المعارضة السورية إلى الهيئة على أنها واجهة للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال الإبراهيمي في بيان إنه يحترم قرار الهيئة بعدم الانضمام إلى وفد المعارضة في المحادثات، لكنه يأسف بشدة على عدم مشاركتها.

وينعقد مؤتمر السلام حول سوريا في سويسرا يوم 22 يناير.

ويشارك الائتلاف الوطني السوري المعارض في المؤتمر، وكذلك النظام السوري.

قصة من حمص” بين ظلم الحصار وفرحة الحرية

صراع داخلي دائم لدى الكثيرين من أهل الحصار بين الخروج منه والبقاء بداخله

دبي – يزن الحمصي

“الحمد لله على السلامة”، “الله يهني أهلك فيك”.. “شو عما تاكل”، “كيف الحالة عندكم”.. هي كلمات بين محاصر وخارج من الحصار بعد 560 يوماً من فقد الحرية، فرحته بخروجه حيا لا تعادلها إلا فرحة خروجه من الحصار، وصوله إلى بر الأمان وتجاوز حواجز الأمن والجيش وحواجز عصابات الحصار التي منعت بعدة طرق خروج المحاصرين هو عمل بطولي أصبح موضوع الحصار لعدة أيام.

وتعرض المحاصرون في الأحياء الحمصية لحرب داخلية وأخرى خارجية، حرب استماتت فيها قوات النظام وأتباعه للدخول إلى الأحياء المحاصرة والقضاء على من فيها وحرب من نوع آخر للحفاظ على سلطة بعض أمراء الحرب الذين لم يجدوا أنفسهم أمراء إلا باستغلال عاطفة الناس وتأجيج مشاعرهم للبقاء داخل الحصار ومرات بالتحكم بأي إمكانية للدخول والخروج إلى الأحياء المحاصرة, حتى أصبح كل شيء ظاهرا, تجارة علنية يرعاها أمراء الحرب بما تستروا به من الأغطية الأيديولوجية والدينية فهمهم الأول والأخير الحفاظ على سلطتهم التي بنيت على حساب دماء المئات من المحاصرين.

كما سخر رجال الدين في أغلبهم ليكونوا رعاة لرغبات تجار الحصار وأمرائه، فحرموا وحللوا, وغلظوا من الوعيد لكل راغب في الخروج, تارة بوعيد العذاب للفار من المعركة, ومرات باستجداء نخوة الرجولة والعاطفة لدى المقاتل بذريعة “أتخرج وتترك خلفك الأطفال والنساء”، أتخرج وتترك حمص خلفك ليحتلها جند الأسد وأتابعه”, في حين علت بعض الأصوات لرجال دين آخرين توضح كل ما يجري وتقف موقف الحق ضد أمراء الحرب وأمراء السلطة وتجار الدماء, وتطالبهم بعدم استغلال العوائل كسبب للحفاظ على الحصار ومصدر لاستجرار الأموال وإخراجهم وفتح الطريق لمن أراد الخروج فلا إجبار في هذا القتال، لكن لا قوة لديهم لفرض ما يجب على هؤلاء المتحكمين بكل مفاصل الحصار, ولا قدرة على محاربة أفعالهم, فسخروا وجندوا أتباعهم لتفشيل أي عمل يقوم به شيوخ الحق، إن أمكن تسميتهم بالكلام أو الأفعال.

صراع داخلي دائم لدى الكثيرين من أهل الحصار بين الخروج من الحصار وبين البقاء بداخله, بموانع قد يكون من السهل كسرها في أوقات معينة, ولكن تبقى فرص الخروج قليلة عبر أنفاق سرية تحكم فيها أمراء الحرب ليدخلوا ما يريدون “حتى أدخلت الأرانب الحية… فقط لهم”, فالبعض استطاع الخروج مستعينا ببعض المعارف أصحاب السلطة, وآخرون استعانوا بالقوة وآخرون خرجوا من طرق لا يحكمها تجار الحروب, طرق راقبوها لأسابيع قبل أن يغافلوا حواجز الأمن والجيش ويخرجوا بسرية تامة من طوق الحصار إلى الحرية.

زيادة الضغوط والنقص الحاد في مقومات الحياة الأساسية من طعام وماء وكهرباء, إضافة إلى الضغوط النفسية الداخلية من ظلم الحصار والضغوط الخارجية من معاناة عوائلهم خارج الحصار لنقص في مال أو مسكن لعدم وجود معيل لهم, دفع البعض للدحول في مغامرة المخاطرة والخروج من طرق عرف تفاصليها وراقبها لعدة أشهر دون أن يجد فيها تلك الاستحالة التامة للمرور عبرها, فعبارة انتشرت في أيام كثيرة داخل الحصار “حصارنا وهم, محاصرنا النظام بمية عسكري بالكتير, وهما زرعوا وهم فينا بالآلاف العساكر مطوقين الحصار”.

هذه العبارات إضافة إلى المراقب لخطوط التماس مع جبهات الأعداء أعطت للبعض اليقين بإمكانية الخروج بقليل من المجازفة واختيار الوقت المناسب, خرج البعض ووصل إلى بر الأمان سالما وآخرون تعرضوا لإطلاق نار مباشر وآخرون تم اعتقالهم بعد إصابتهم لتبقى فرصة الخروج حيا لدى البعض بما فيها من مجازفة مرجحة أفضل من الانتظار تحت ظلم تجار الدماء والحروب والتحكم بأقوات الناس.

” يومين” هي كلمة أصبح من المعتاد سماعها لأي متحدث عن الحصار, فمنذ اليوم الأول على الحصار, ومسؤولو الحصار والقائمون بأمره يعدون المحاصرين من مدنيين وعسكريين بفتح قريب في الأيام القليل القادمة بمعارك وهمية بأغلبها توقفت لأسباب مجهولة على أبواب حمص, حتى أضحى كل محاصر متيقنا من مؤامرة متفق عليها بين أمراء الحرب داخل الحصار وخارجه, كل عمل عسكري كان يهدف لفتح طريق يصل الحصار بمناطق أخرى أهمل أو غيرت وجهته, وأخرى توقفت متذرعة بأسباب وهمية من نقص في المال أو العتاد أو العدة محولة بعض نقاط تمركز النظام لقلاع لا يمكن اختراقها متجاوزة مناعة أسوار “عكا” لكسب المزيد من الحجج، حتى أصبحت الأحياء المحاصرة, بابا لكل ضعيف نفس حتى يسرق أو يبني ملكا أو يكون عصبة تأتمر بأمره بحجة رفع الحصار عن المحاصرين.. وتختصر مدينة حمص بأريافها الواسعة بتحويل الدعم إلى الأحياء المحاصرة ولمعارك فك الحصار الوهمية, دعم لم يصل منه إلا جزء وصل لأيدي أمراء الحرب فحولوه إلى أداة للسيطرة على المحاصرين باستغلال حاجتهم الحياتية أو حولوه إلى أبنية وسيارات سجلت بأسمائهم وعاش فيها خاصتهم من عوائلهم ..

لتبقى حكايات ظلم الحصار على كثرتها تنتظر من يرويها ويكشف خفاياها ويفضح كل من ساهم باستمرار حصار القرن الحادي والعشرين على الأحياء الحمصية المنسية.

حزب إيطالي: اعتصام ضد نقل الأسلحة الكيميائية السورية عبر مرفأ بالبلاد

روما (16 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أقام حزب (إيطاليا القيم) إعتصاما تحت شعار “ارفعوا أيديكم عن الموانئ الإيطالية” اعتراضا على نقل الأسلحة الكيميائية السورية عبر مرفأ بالبلاد

وبهذا الصدد قال الحزب إن مسؤوليه “فضلا عن مشاركتهم بالإعتصام في الساحة أمام مقر الحكومة (مونتيشيتوريو)، سيكونون متواجدين في الموانيء التي قد يتم اختيار أحدها لإتمام العملية، وهي أوغوستا، وجويا تاورو، وبرينديزي ومادّالينا”، وأشار إلى أن أمين سر الحزب إنياتسيو ميسينا “يوجه أصبع الاتهام إلى الحكومة كونها لا تفرض احترامها”، مبينا أن “الصورة التي تنقلها ايطاليا عن نفسها على المستوى الدولي هي تلك المتمثلة برفيق عشاء أبله، مستعد لتنظيف مائدة الطعام بعد انتهاء الآخرين من التمتع بالوجبة”، على حد وصفه

هذا، وقد أفادت مصادر مطلعة لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء بأن “الاختيار وقع على ميناء جويا تاورو (مقاطعة كالابريا الجنوبية) لعبور الأسلحة الكيميائية السورية المخزنة في حاويات على متن سفينتين دنماركيتين”، مبينة أن “الاختيار جاء بسبب الخصائص الملائمة لضمان عملية نقل الشحنة إلى السفينة الحربية الأمريكية التي ستقوم بتدميرها لاحقا في المياه الدولية” حسب قولها

ورأى حزب (إيطاليا القيم) أنه “كان يجب على إيطاليا في هذه القضية أن تقدم الدعم التقني أو اللوجستي، على غرار الدول الأخرى”، بينما “أبدت بلادنا استعدادها للقيام بهذا العمل القذر وفقا لقرار وزيرة الخارجية إيمّا بونينو”، التي “تعرِّض بذلك للخطر صحة وسلامة المواطنين” وفق تأكيده

ولفت الحزب إلى أنه “من ناحية أخرى هناك شكوك حول الوقت اللازم للعملية”، حيث “تؤكد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن الأمر قد يتطلب بين أربعة وعشرين إلى ثماني وأربعين ساعة”، لكن “نظرا للطبيعة الحساسة للعملية فهناك من يدعي أن الأمر قد يستغرق ما بين خمسة وأربعين إلى تسعين يوما”، علاوة على ذلك “فالأمر يتعلق بألف ومائتي طن من المواد الكيميائية، وليس محض صدفة أن أي بلد لم يبدِ استعداده لاستقبالها باستثناء إيطاليا”، وطالب الوزيرة بونينو بـ”وقف العملية”، محذرا من أن “السفينة التي تحمل المواد الكيميائية قد تكون قد وصلت إلى إيطاليا بالفعل، كونها انطلقت قبل ثمانية أيام”، على حد تعبيره

قيادي سابق بالائتلاف السوري: الجلوس مع النظام بجنيف2 يعني عودته كشريك دولي

روما (16 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

انتقد قيادي سابق في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية موقف الائتلاف المؤيد لحضور مؤتمر جنيف2، وأثنى بالمقابل على موقف هيئة التنسيق والمجلس الوطني اللذان قررا مقاطعة المؤتمر، ورأى “إن مجرد الجلوس مع النظام ضمن الشروط الحالية في جنيف2 يعني عودته إلى الأسرة الدولية كشريك”، على حد وصفه

وقال المعارض السوري وليد البني، المتحدث الرسمي السابق باسم الائتلاف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن النظام محمي تماماً من حلفائه في جنيف بينما حلفاء الائتلاف لا يُقدّمون غير الكلام، كان الوزير الروسي سيرغي لافروف واضحاً بأن بيان جنيف 1 هو الأساس، لكن لن تُفرض عقوبات على من لا يقبله، غاية روسيا الأساسية مكافحة الإرهاب، والوزير جون كيري وافقه على معظم ما قال، وما قيل للمعارضة السورية في اجتماع باريس قبل أيام أن النظام سيعود إلى الأسرة الدولية بمجرد حضور الائتلاف بعد أن تم التنازل عن معظم الشروط الأساسية التي أقرها عند المناقشة الماضية لموضوع جنيف”

وأضاف البني الذي قدّم استقالته من الائتلاف “إن التمسك بالحل السياسي وفق شروط تؤدي إلى الانتقال الديمقراطي الحقيقي، الأمر غير المتوفر حالياً في جنيف2، هو ما سيُبقي النظام بعيداً عن استعادة شرعيته، لكن إن مجرد الجلوس مع النظام ضمن الشروط التي سمعناها من الوزيرين كيري ولافروف يعني عودته إلى الأسرة الدولية كشريك مقرر في تحديد مستقبل سورية”

وناشد البني الائتلاف بعدم تلبية حضور مؤتمر جنيف2، وقال “أرجو أن لا يستجيب الائتلاف للضغوط مع ضرورة تمسكه بالحل السياسي كوسيلة للوصول لتحقيق أهداف الشعب السوري بالتخلص من قاتليه وإيقاف مأساته، ويجب أن يكون على ثقة بأن الذهاب إلى جنيف دون ضمانات أساسها قرار دولي مُلزم يوافق عليه الروس والأمريكيون يضمن انتقال حقيقي من نظام القتل والفساد إلى نظام ديمقراطي يضمن الحياة الكريمة والحرية لكل السوريين دون استثناء سيكون تعويماً للنظام وإطالة لأمد المأساة”.

وعن المطلوب بالمرحلة الحالية، قال “يجب وضع خطة متكاملة للحل السياسي الذي نتصوره لإنقاذ سورية بالتعاون مع جميع السوريين المؤمنين بسورية الحرة، وهذا ما لم يقم به الائتلاف طيلة الأشهر الستة الماضية، فالذهاب إلى جنيف بدون الوحدة المطلوبة بين مكونات الائتلاف أولاً ومكونات المعارضة السياسية والعسكرية ثانياً، وبدون الخطة المدروسة ولا الضمانات الدولية ثالثاً، أمر أشبه بالاستهتار بكل تضحيات السوريين”

وقال “خلال ستة أشهر لم يستطع الائتلاف كسب ثقة السوريين وتعزيز علاقته بالثوار على الأرض ولا توحيد المواقف بين كتل الائتلاف والتشاور مع بقية أطياف المعارضة الثورية والسياسية، والآن يريدون الاستجابة لضغوط دول آخر همها تحقيق الديمقراطية وكرامة الشعب السوري”

وأثنى المعارض السوري على موقف هيئة التنسيق والمجلس الوطني وغيرهما بقرارها مقاطعة مؤتمر جنيف، وقال “حسناً فعلت هيئة التنسيق بقرارها عدم حضور جنيف، وكذلك المجلس الوطني والإخوان المسلمين والجبهة الإسلامية وجبهة ثوار سورية وممثلو هيئة الأركان إضافة إلى ممثلي الهيئة العامة للثورة ولجان التنسيق المحلية”، لكنّه تابع “أما إن ذهبت كتلة الديمقراطيين في الائتلاف وبعض حلفائهم في المجلس الوطني الكردي للمؤتمر ونجحوا في تحقيق شيء يخدم تحقيق أهداف الشعب السوري بالتخلص من نظام الأسد والانتقال إلى الديمقراطية بزخم دولي روسي أمريكي إقليمي، فإننا سنشكرهم ونعلق لهم الأوسمة وسيعترف لهم الآخرون ببعد نظرهم ومهارتهم، وإذا فشلوا فعليهم الاعتراف بفشلهم والتنحي جانباً ليتابع البقية محاولة توحيد حقيقي لقوى الثورة والمعارضة ووضع رؤى مدروسة وممكنة التطبيق لتحقيق ما فشل جنيف في تحقيقه”

الأزمة السورية: سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي يعتبر انعقاد مؤتمر جنيف مجرد بداية

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف إن التاريخ المحدد لانعقاد مؤتمر جنيف 2 بشأن التسوية السلمية للصراع في سوريا، وهو 22 يناير/كانون الثاني، ليس سوى بداية للمؤتمر، وليس نهايته.

وجاء تصريح لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإيراني جواد ظريف في موسكو.

وأضاف لافروف “أن جميع من يهتمون بمصير الشعب السوري، ممن سيشاركون في المؤتمر سوف يعبرون عن وجهات نظرهم. وعقب ذلك سيناقش المؤتمر تطبيق إعلان جنيف 1 للتوصل إلى اتفاق مشترك”.

وأشار الوزير الروسي إلى أن هذا سيتم عبر محادثات مباشرة بين الأطراف في سوريا. ولا يعرف أحد كم يستغرق من الوقت”.

وتوقع لافروف أن يكون هناك أكثر من جولة، قائلا إن “جنيف 2 لن ينتهي في 22 يناير/كانون الثاني، بل سيبدأ فيه”.

وحث لافروف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على دعوة إيران والسعودية لحضور المؤتمر، قائلا إن مشاركة القوتين الإقليميتين ستساعد على إيجاد حل سياسي للصراع السوري المستمر منذ قرابة ثلاث سنوات.

“دون شروط”

وعبر وزير الخارجية الايراني جواد ظريف الخميس عن رغبة بلاده المشاركة في المؤتمر الدولي للسلام في سوريا، لكنها لن تحضر إذا وضعت شروط لمشاركتها.

وتقول الولايات المتحدة إن مبعوثي إيران يمكنهم حضور المؤتمر إذا كانوا مستعدين لقبول اتفاق أبرم في مؤتمر سلام عقد في جنيف في يونيو حزيران 2012 ويدعو لتشكيل حكومة انتقالية في دمشق “بالاتفاق المتبادل”.

وترى واشنطن أن هذه الصياغة تعني رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، لكن روسيا وإيران ترفضان هذا التفسير.

وأشار ظريف إلى أنه عندما تبدأ المحادثات المباشرة بين أطراف الصراع في سوريا مع الأخضر الإبراهيمي، الوسيط الدولي والعربي، فإنه يمكن للأطراف الخارجية المساهمة في تشجيع السوريين على التوصل إلى اتفاق مشترك، كما نص إعلان جنيف 1، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118.

انقسام

وقالت مصادر في الائتلاف الوطني السوري، ودبلوماسيون من قوى أجنبية مؤيدة للمعارضة، إنه لايزال من غير الواضح إن كان بالإمكان تجاوز الانقسامات الموجود بين فصائل المعارضة التي يتلقى بعضها دعما من قطر، وبعضها الآخر دعما من السعودية، بحلول الجمعة.

ومن المقرر أن يصوت الائتلاف، المكون من 120 عضوا، على المشاركة.

غير أن بعض المراقبين يتوقع ألا تغامر قطر بإثارة غضب السعودية وتركيا والدول الغربية، بدفع حلفائها في الائتلاف السوري نحو مقاطعة المحادثات التي تؤيدها القوى الأخرى.

وتوجه الخميس وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو لإجراء محادثات مع مسؤوليين روس الجمعة، قبل أيام من انعقاد مؤتمر جنيف 2.

BBC © 2014

الرعب في سوريا يفوق الخيال وهو خارج سيطرتنا

إحدى النساء استمعت إلى رجال مسلحين موالين للأسد بينما كانوا يعذبون زوجها حتى الموت في المسجد, وذلك بعد أن حولوا الصوت إلى سماعات الآذان بحيث سمعت كل البلدة صوته وهو يصرخ.

أخرى من حلب, أخبرت أنه إن لم يسلم زوجها نفسه للاعتقال, فإنها وبناتها سوف يغتصبن. وعندما عاد إلى البيت اغتصب هو وقتل أمام عينها.

الرعب الجاري في سوريا حرفيا خارج نطاق الخيال.

حاول أن ترسم صورة لما كتبته للتو وسوف ترى أن أفكارك سوف تجنح بعيدا جدا. الأمر نفسه صحيح بالنسبة للأرقام. 2.3 سوري هربوا من البلاد, وهناك 9.3 مليون آخرين شردوا في الداخل.

قبل عام مضى, معظم المراقبين كانوا يتوقعون سقوطا وشيكا للأسد ونهاية سريعة للقتال. ولكن ليس هناك أي واحد يفكر بتلك الطريقة الآن. جيل كامل من الأطفال السوريين يتربون الآن في الدول المحيطة.

الأمر لم يعد يتعلق بتزويدهم بالطعام والبطانيات بل تعدى ذلك لتوفير المدارس والملاعب والعيادات الطبية.

أمضيت الأيام الأربعة الماضية في مخيم على الحدود التركية مع فريق مكون من 50 برلمانيا من يمين الوسط من 12 دولة أوروبية, وهم أعضاء في التحالف الأوروبي للمحافظين والإصلاحيين.

حيث قمنا بتوزيع الألعاب والملابس كما أنشأنا ملعبا لكرة القدم وحالما انتهينا منه قدمنا مباراة افتتاحية فيه (حيث تقدم فريق المنفيين السوريين على المحافظين الأوروبيين 5-4).

جميع البرلمانيين سمعوا قصصا كتلك التي كتبتها, وصدقوني, سماع القصص من أفواههم ليس كقراءتها في الصحف. ردة فعلنا كانت أن هناك ما يجب القيام به, بحيث يكون كبيرا وحاسما يضع حدا للمأساة.

هذه المعادلة مفهومة ولكنها في غير محلها. يجب أن تتناسب السياسة العامة مع الهدف الذي نريد تحقيقه, وليس مع الغضب الذي نشعر به. كل لاجئ التقينا به كان يريد توجيه ضربة عسكرية ضد نظام الأسد, ومن الغريب أننا لم لم نقم بذلك. ولكن ذلك لا يعني أن التدخل العسكري الإنجلو أمريكي في سوريا سوف تكون نتائجه أفضل من الأضرار التي سوف يحققها.

ولكنني لست متأكدا من أن الأمر نفسه ينطبق على الدول المجاورة مثل قطر والسعودية الأردن والإمارات. هذه الدول تلقت عشرات المليارات من الدولارات كمساعدات عسكرية أمريكية, ويمكن أن تنشرها بصورة مناسبة – لفرض منطقة حظر طيران- دون أن يكون هناك أي تبعات سلبية يمكن أن تنشأ نتيجة التدخل الغربي. ومع ذلك فإن ذلك ليس من ضمن أهدافنا أيضا.

وجهة نظري تحديدا هي أن هناك أمور خارج سيطرتنا ومشاكل ليس لها حلول.

بينما كنا في المخيم التقينا مع قادة عسكريين وسياسيين من المعارضة السورية.

جميعهم كانوا مصممين على نقطة واحدة وهي أنه ليس هناك أي فرصة للوصول إلى تسوية دون الإطاحة بالأسد وأعوانه. لم يطالبوا بتفكيك أجهزة الدولة كاملة, كما قالوا إنه سوف يكون للبعثيين مكان في التوزيع الجديد للحكم. ولكن أولئك المحيطين بالرئيس يجب أن يرحلوا.

أفهم كيف يفكروا. إنهم يعيشون يوميا مع فصص كتلك التي سمعناها من اللاجئين. كيف لهم ألا يطالبوا بالعدالة ؟ وكيف يمكن أن لهم يجلسوا بطيب خاطر مع القتلة ؟

من  وجهة نظر الأسد, فإن توجههم هذا يزيل أي حافز للحوار.

بغض النظر عن الوعود التي يمكن أن تقدم الآن, فإن المنفى سوف يعني عمرا كاملا من القتال لمحاولة محاكمته في لاهاي.

وهكذا فإن المذبحة سوف تستمر, حتى يستنفذ أحد الطرفين عسكريا. وسوف تنشر سوريا الفوضى والصراع السني الشيعي على امتداد المنطقة.

المئات قتلوا في لبنان نتيجة للتفجيرات وذلك مع استهداف الميليشيات المتصارعة بعضها في المساجد, كما أن مستوى القتل الطائفي في العراق يشهد أعلى معدل له منذ 2006.

يمكننا معالجة المصدومين نفسيا والمشوهين والمنفيين. ويمكننا تمويل الدول المجاورة. ويمكننا تقريب الفصائل من بعضها البعض. إننا – بريطانيا والغرب بشكل عام –  قادرون على أن نقوم بكل هذه الأمور. ولكن ليس بوسعنا وقف الفظائع.

قبول ذلك ربما يكون أصعب شيء من بين كل تلك الأمور.

دانيل هنان- دايلي تيليغراف

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى