أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 17 آب 2017

 

روسيا وتركيا تنسّقان لمواجهة «النصرة»

موسكو، لندن – «الحياة»

في انتقادات تركية للدعم الأميركي لـ «وحدات حماية الشعب الكردية»، الذراع العسكرية لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي» السوري، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن روسيا أكثر تفهماً من الولايات المتحدة لمخاوف بلاده من تهديد هذه الوحدات. وجاءت الانتقادات الجديدة لأنقرة في أعقاب تأكيد الناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، أن بلاده لن تسمح بإقامة «ممر إرهابي في المنطقة، ولن تغض الطرف عن فرض أمر واقع، وهي جاهزة لكل السيناريوات»، محذراً من أن «كل ما يحصل في سورية يخص في شكل مباشر الأمن القومي التركي».

في موازاة ذلك، ذكر تقرير للقناة الثانية الإسرائيلية أمس، أن إيران تبني منشأة في شمال غربي سورية لصنع صواريخ طويلة المدى وتخزينها. وعرضت القناة صوراً للأقمار الاصطناعية لمواقع قالت إنها قيد الإنشاء في شمال غربي سورية قرب بانياس على البحر المتوسط. ورجح الخبراء الإسرائيليون من خلال الصور أن المكان سيكون مخزناً للصواريخ الكبيرة التي تتميز بالمدى الطويل، بالإضافة إلى مصنع خاص بالصواريخ اعتبر الخبراء أن هندسته مشابهة لهندسة المنشآت العسكرية في إيران.

وفي مقابلة مع قناة «تي آر تي» التركية الإخبارية، قال جاويش أوغلو أمس، إن الجنرال فاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان الروسية الذي يزور أنقرة حالياً سيبحث إقامة منطقة جديدة لـ «خفض التوتر» في إدلب شمال سورية، والتي تسيطر «هيئة فتح الشام» (النصرة سابقاً) على معظمها. وأوضح أن «الاجتماعات في شأن خفض التوتر في إدلب متواصلة»، وآخرها كان في طهران على مستوى الخبراء مطلع آب (أغسطس) الجاري. وأفادت مصادر روسية مطلعة بأن موسكو وأنقرة تريدان التصدي لأنشطة «النصرة» على الحدود التركية- السورية.

ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مصدر ديبلوماسي روسي في جنيف قوله أمس، إن مسلحي «جبهة النصرة» يحاولون إحكام سيطرتهم على أهم المعابر الحدودية بين سورية وتركيا. وأكد المصدر في «المجموعة الدولية لدعم سورية»، أن الطرف الروسي سجل في الآونة الأخيرة نشاط «جبهة النصرة» لإعادة تمركز مسلحيها في سورية، بالتوازي مع التحاق عناصر راديكالية من فصائل المعارضة المسلحة بالتنظيم الإرهابي. وشدد المصدر على أن «هذه التطورات تُهدد بتفاقم الوضع في سورية وتصب في مصلحة الإرهابيين الذين يحاولون السيطرة على مصادر التمويل والاستيلاء على أهم المعابر الحدودية مع تركيا». يذكر أن الحكومة التركية أعلنت الخميس الماضي، فرض قيود على الحركة في معبر باب الهوى الحدودي المؤدي إلى ريف إدلب، على خلفية سيطرة «جبهة النصرة» على المنطقة.

ميدانياً، أحرزت القوات النظامية السورية والميليشيات المساندة لها تقدماً على الحدود السورية- الأردنية، ودخلت الشريط الحدودي مع ريف دمشق الجنوبي الشرقي، بعد السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية مع السويداء. وذكر «الإعلام الحربي المركزي» التابع لـ «حزب الله» أمس، أن القوات النظامية «سيطرت على نقاط المخافر الحدودية مع الأردن من النقطة 154 إلى النقطة 160 باتجاه الشرق».

ويأتي هذا التقدم بعد سيطرة القوات النظامية على مساحات واسعة من المناطق الحدودية بين ريف السويداء والأردن، بعد انسحاب فصيل «جيش العشائر» المنضوي في «الجيش الحر» بشكل مفاجئ.

إلى ذلك، قتل أكثر من عشرين عنصراً من «الفرقة الرابعة» التابعة للقوات النظامية السورية إثر تفجير «فيلق الرحمن»، أحد فصائل «الجيش الحر»، مبنى للفرقة في محيط حي جوبر شرق العاصمة دمشق.

 

مقتل أسترالي حمّل ابنه رأساً مقطوعاً في سورية

سيدني – أ ف ب

أعلن في كانبيرا عن مقتل أسترالي من تنظيم «الدولة الإسلامية« (داعش) مع اثنين من أولاده بغارة أميركيّة في سورية.

ووفقاً للصحافة الأستراليّة، فإنّ خالد شروف وابنيه عبد الله (12 عاماً) وزرقاوي (11 عاماً) قُتلوا الجمعة خلال تنقّلهم قرب الرقة، معقل التنظيم في سورية.

وكان شروف، وهو أوّل أسترالي تُسحب منه الجنسيّة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، تصدّر وسائل الإعلام في العام 2014 عندما نشر صورة لابنه وهو يحمل رأساً مقطوعاً.

وشروف والد لخمسة أطفال. وفي أيار (مايو)، نُشر في أستراليا تسجيل يُسمع فيه صوت شروف وهو يسأل ابنه حمزة البالغ السادسة من العمر حول سُبل قتل غير المسلمين.

ويبدو أنّ الطفل يظهر في التسجيل وهو يحمل مسدّسين وسكّيناً ويوجّه تهديدات، بينما يسأله صوت بعيداً عن الكاميرا «كيف تقتل أستراليّاً؟».

وقال وزير الهجرة الأسترالي بيتر دوتون على قناة «ناين»: «لا أحد سيبكي على مقتله. (…) يمكنني أن أؤكّد لكم ذلك».

وأعلنت صحيفتا «ذي أستراليان» ومجموعة «أستراليان برودكاستينغ كوربوريشن» مقتل شروف وولديه، وذلك نقلاً عن مصادر حكومية لم تذكراها.

وكانت شائعات سرت في 2015 بأنّ شروف قُتل في غارة لطائرة بلا طيّار، لكنّ وسائل الإعلام شككت لاحقاً في مقتله.

إلى ذلك، ارتدت النائبة الأسترالية بولين هانسون التي تنتمي إلى اليمين المتطرف، برقعاً وتوجهت إلى البرلمان اليوم ضمن حملتها لفرض حظر على ارتدائه، الأمر الذي أثار غضب الحكومة والمسلمين.

وجلست هانسون في مقعدها في مجلس الشيوخ حوالى 20 دقيقة وهي ترتدي البرقع الذي غطي وجهها وجسمها بالكامل قبل أن تخلعه وتدعو إلى حظر ارتدائه في الأماكن العامة لدواع أمنية.

وقالت هانسون التي تتزعم حزب «أمة واحدة» اليميني المتطرف لمجلس الشيوخ: «أنا سعيدة للغاية أن أخلع هذا لأن هذا ما لا ينبغي أن يلائم هذا البرلمان».

وتابعت: «إذا دخل شخص يرتدي قناعاً أو خوذة إلى بنك أو أي مبنى أو حتى قاعة محكمة فسيتعين خلعها. لماذا لا ينطبق الأمر نفسه على من تغطي وجهها ولا يمكن تحديد هويتها».

وفي السنوات الأخيرة تخوض هانسون، التي اشتهرت في التسعينيات بسبب معارضتها للهجرة من آسيا ولطالبي اللجوء، حملة ضد الزي الإسلامي وبناء المساجد.

وانتقد المدعي العام جورج برانديس ما فعلته هانسون. وقال وسط تصفيق أعضاء المجلس: «لن أتظاهر بتجاهل اللعبة المثيرة التي حاولت أن تقدميها اليوم بارتدائك البرقع».

وأضاف: «أود مع كل الاحترام أن أحذرك وأنصحك بأن تكوني حذرة جداً من الإساءة التي ربما تسببيها للحساسيات الدينية عند أستراليين آخرين».

وقال عادل سلمان نائب رئيس المجلس الإسلامي في ولاية فكتوريا إن تصرف هانسون «استهزاء بمكانتها». وأضاف أنه «محبط للغاية لكنه غير مفاجئ لأنها حاولت الاستهزاء بالعقيدة الإسلامية مراراً».

وكانت كانبيرا رفعت مستوى التهديد الإرهابي في أيلول (سبتمبر) 2014 واعتمدت قوانين أمنيّة جديدة، وسط مخاوف من هجمات يشنّها أفراد من وحي تنظميات متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

وتقدّر السلطات الأستراليّة بأنّ 110 من مواطنيها على الأقلّ سافروا إلى سورية أو العراق للانضمام الى المتشددين وبأنّ نحو 60 منهم قد قتلوا.

 

انتقادات قاسية لترامب بعد تبريره تطرّف اليمين

واشنطن – جويس كرم

انهالت انتقادات من قياديين جمهوريين وديموقراطيين، على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، بعدما أجّج جدلاً في شأن أحداث تشارلوتسفيل، ومقارنته دعاة تفوّق البيض والنازيين الجدد بالمتظاهرين المناهضين لهم.

وكان لافتاً أن القادة العسكريين الأميركيين خرجوا عن «حيادهم» المعتاد في الشؤون السياسية، ودانوا العنصرية، إذ إن متظاهرين في تشارلوتسفيل كانوا يرتدون زياً عسكرياً أو يضعون شعارات الجيش. وكتب رئيس الأركان الجنرال مارك مايلي على موقع «تويتر»: «الجيش لا يتسامح مع العنصرية والتطرف أو الكراهية بين صفوفه. فهذا ضد مبادئنا وكل ما نمثله منذ (العام) 1775».

وأكد قائد «المارينز» الجنرال روبرت نيلر، أن «لا مكان للكراهية العنصرية أو التطرف في الجيش الأميركي»، فيما وصف قائد البحرية الأميرال جون ريتشاردسون أحداث تشارلوتسفيل بـ «المخجلة»، مشدداً على أن «البحرية ستقف دوماً ضد عدم التسامح والكراهية». كما أعلن قائد سلاح الجوّ الجنرال ديفيد غولدفين دعمه «رفاقه قادة الجيش في القول إننا دائماً أقوى معاً».

وامتدّ الاعتراض على موقف ترامب إلى الخارج، إذ وجّهت له رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي انتقاداً نادراً، معتبرة أن «لا مجال للمقارنة بين الذين يتبنّون أفكاراً فاشية والمعارضين لها». واعتبر وزير العدل الألماني هايكو ماس، أن «تستّر ترامب على عنف جماعات اليمين لم يعد يُحتمل»، فيما ورد على حساب مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي على «تويتر»: «إذا كانت للولايات المتحدة أي قوة، فالأفضل لها أن تدير بلدها وتتعامل مع حركة التفوّق العنصري، بدل التدخل في شؤون الدول الأخرى».

وكان ترامب تراجع عن تعليقات أدلى بها الإثنين وشجب فيها صراحة جماعة «كو كلوكس كلان» والنازيين الجدد ودعاة تفوّق العرق الأبيض، مستعيداً ما قاله سابقاً عن مسؤولية «الجانبين» في ما حدث. وخاض الرئيس سجالاً صاخباً مع إعلاميين في مؤتمر صحافي عقده في برج «ترامب تاور» في نيويورك، قائلاً: «هناك أخطاء من الطرفين. دققت في المسألة عن كثب. كانت هناك مجموعة من الأشرار من جهة، ومجموعة عنيفة جداً أيضاً من الجهة الأخرى. لا أحد يريد قول ذلك، لكنني سأقوله الآن».

وسأل مخاطباً الإعلاميين: «ماذا عن اليسار البديل الذي هاجم اليمين البديل كما تسمّونه؟ ألا يتحمّل جزءاً من المسؤولية؟ هناك روايتان لكل قصة. نددتُ بالنازيين الجدد، لكن الذين كانوا هناك لم يكونوا جميعاً من النازيين الجدد أو من أنصار نظرية تفوّق العرق الأبيض، إطلاقاً. كان هناك أشخاص طيبون من الطرفين».

ودافع ترامب عن مستشاره الاستراتيجي المثير للجدل ستيف بانون، المؤيّد لليمين البديل، قائلاً إنه «صديق وشخص طيب، ليس عنصرياً». لكنه لمّح إلى أنه قد يغادر البيت الأبيض قريباً، بقوله: «سنرى ماذا سيحصل لبانون».

وأثارت تصريحات ترامب إعجاب الزعيم السابق لـ «كو كلوكس كلان» ديفيد دوك، إذ شكر الرئيس على «شجاعته وصدقه في قول الحقيقة عن تشارلوتسفيل والتنديد بالإرهابيين اليساريين»، فيما أعلن القيادي في مجموعة دعاة تفوّق البيض ريتشارد سبنسر «فخره» بترامب لـ «قوله الحق».

لكن موقف الرئيس أثار أيضاً صدمة لدى فريقه، إذ إن أعضاءه لم يتوقعوا أن يقوله علناً، ولو أنه يعكس «ما يقوله لهم في شكل خاص»، كما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز». وشنّ قياديون جمهوريون حملة انتقادات ضارية ضد ترامب، بينهم رئيس مجلس النواب بول راين والمرشحون السابقون للرئاسة ميت رومني وجيب بوش وماركو روبيو. وكتب راين على «تويتر»: «نظرية تفوّق العرق الأبيض كريهة. هذا التعصب مخالف لكل ما يؤمن به هذا البلد. لا يمكن أن يكون هناك أي التباس أخلاقي». كما كتب رومني: «الأمر ليس سواء. هناك جانب عنصري متعصب ونازي، والآخر معارض للعنصرية والتعصب. كيانان مختلفان أخلاقياً».

وأعلنت إدارة الحدائق الوطنية أن مجهولين خرّبوا في واشنطن نصب الرئيس أبراهام لينكولن، الذي ألغى العبودية في الولايات المتحدة، فيما أُزيلت تماثيل لشخصيات بارزة في الكونفيديرالية الأميركية في بالتيمور بولاية ماريلاند.

 

سوريا: انشقاق 600 من قوات أحمد الجربا لرفضهم القتال مع الأكراد

قمر صناعي إسرائيلي يرصد مصنع صواريخ إيرانياً في سوريا

حلب ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان ووكالات: قال ناشطون في محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، إن المئات من عناصر قوات النخبة التابعة لتيار «الغد السوري» الذي يرأسه أحمد عوينان الجربا، والمدعوم من قبل الإمارات، انشقت عن صفوف هذه القوات، في حين فشل الجربا في إقناع المنشقين بالعدول عن قرارهم حسب نشطاء. من جهة أخرى قال تقرير صحافي إسرائيلي، إن قمراً صناعياً اسرائيلياً، التقط صوراً لمصنع، يُستخدم لإنتاج صواريخ بالستية متقدمة بعيدة المدى، في سوريا.

وأكد مدير شبكة الخابور إبراهيم الحبش: انشقاق مئات المقاتلين عن صفوف قوات النخبة التابعة لـ»تيار الغد» الذي يرأسه (أحمد عوينان الجربا)، حيث تنتشر هذه القوة في جنوب غرب مدينة الشدادي التابعة لمحافظة الحسكة.

وأشار في حديثه لـ»لقدس العربي»: إلى أن العدد الأكبر من العناصر المنشقين ضمن صفوف قوات النخبة كانوا بزعامة القيادي البارز في الجيش السوري الحر ياسر الدحلة، حيث وصل عددهم إلى نحو 600 عنصر في ظل احتمال تزايد أعداد المنشقين، وذلك بسبب رفضهم التوجه إلى الرقة للمشاركة بجانب قوات «قسد» في المعارك الدائرة على جبهات الرقة.

وأوضح الحبش، أن الأولوية لدى زعماء هذه القوة هي وجوب الانطلاق لتحرير دير الزور، بالإضافة إلى اعتراضهم الحاد على سياسات الجربا نتيجة الفساد المستشري ضمن صفوف قواته، ثم تأطير تضحيات هذه القوات سياسياً في ما يصب بمصالحه الخاصة، التي يستخدمها كنفوذ لإجراء مصالحات على غرار المصالحات الوطنية.

من جهته يرى القيادي السابق في المجلس العسكري الثوري في الحسكة هشام المصطفى أن هذه الانشقاقات نتيجة طبيعية لنهج «تيار الغد» التابع لأحمد الجربا وسياساته في محاولة إجراء مصالحات على غرار المصالحات الوطنية المشؤومة وكذلك للفساد المستشري ضمن هذه القوات وخضوعها المطلق لما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية» التي تتزعمها «وحدات الحماية الكردية» التابعة لحزب الاتّحاد الديمقراطي. وأضاف في لقائه مع «القدس العربي»: أن أعداد المنشقين التي وصلت إلى حوالي 600 عنصر بقيادة ياسر الدحلة، الذي له تاريخ حافل مع عناصره بقتال قوات النظام.

من جهة أخرى قال تقرير صحافي إسرائيلي، إن قمرا صناعيا إسرائيليا، التقط صوراً لمصنع، يُستخدم لإنتاج صواريخ بالستية متقدمة بعيدة المدى، في سوريا. ونقلت المحطة عن شركة «إيمجيست»، التي تشغل القمر الاصطناعي الإسرائيلي للتجسس «إيروس بي»، إنها رصدت لأول مرة مصنعاً لإنتاج صواريخ من طراز «سكاد» في الأراضي السورية.

وقالت المحطة الثانية في التلفاز الإسرائيلي إن القمر الصناعي، التقط هذه الصور خلال الأيام الأخيرة في شمال غرب سوريا، قرب بلدة بانياس على البحر المتوسط. وأضافت:» كما أظهرت الصور إن بعض المنشآت في الموقع تحتوي على متفجرات». وحسب المحطة الإسرائيلية، فإن صور الإنشاءات في هذا الموقع، متطابقة مع صور لمصنع صواريخ قرب العاصمة الإيرانية، طهران.

 

مساءلة للحكومة اللبنانية عن تعاطي وزيرين يزوران دمشق مع ضابط أمن مطلوب بتهم خطيرة

بيروت ـ «القدس العربي» ـ من سعد الياس: وجه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل من داخل الجلسة التشريعية سلسلة أسئلة عن تعامل الحكومة مع مجموعة ملفات سيادية، فطلب «توضيحات عن التنسيق بين الجيش اللبناني والجيش السوري و«حزب الله» في المعارك التي دارت في جرود عرسال وتدور في جرود القاع»، مشيراً إلى أن «رئيس الحكومة كان أكد أن لا تنسيق في الموضوع، في حين أن وزير الداخلية نهاد المشنوق عاد وأكد وجود تنسيق»، وطلب توضيحاً موحداً.

ثم سأل عن نوعية العلاقة مع سوريا وما إذا كان الوزراء سيتوجهون إلى دمشق بصفتهم الشخصية أو كممثلين للدولة اللبنانية، كما طلب «إيضاحاً لموقف الحكومة من القرار القضائي الصادر عن المحكمة العسكرية اللبنانية بحق ميشال سماحة وعلي مملوك والتهم الموجهة إليه بالاستناد إلى مواد تنص عقوبتها على المؤبد والإعدام»، وسائلا: «هل إذا التقى الوزراء بالمملوك سيبادرونه بالتحية أم سيمتنعون عن ذلك؟»، فعلّق النائبان الاشتراكيان وائل أبو فاعور وأكرم شهيّب بالقول «بيجيبوه معهم».

وفي موضوع عرسال سأل «عما يحدث في الجرود» وغياب الحكومة عما يحصل لا سيما وزير الدفاع، وكأن الحكومة مستقيلة مما يحدث، ولم يصدر عنها أي بيان يشرح ما يجري، وكل ما ينشر صادر عن الإعلام الحربي لحزب الله».

وفي وقت طلب الرئيس سعد الحريري الإذن بالكلام للرد على النواب، عدل عن الرد بناء لإشارة من الرئيس نبيه بري. لكنه عاد وأكد في الخارج «أن الوزراء الذين يذهبون إلى سوريا اليوم يذهبون بصفتهم الشخصية وأنها لن تؤدي إلى استقالات من الحكومة».

 

تشكيل عسكري جديد من رحم أحرار الشام يعلن بيعته لهيئة تحرير الشام

«حميميم» الروسية تهدد

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: تساءل كثيرون عن سبب إسراع مجموعة من فصائل المعارضة السورية، وإعلان ولائها لهيئة تحرير الشام في وقت تحدثت مصادر ميدانية خاصة لـ»القدس العربي»، عن نية مبيتة لهيئة تحرير الشام لخوض معارك جديدة ضد قوات النظام السوري، بهدف توسيع نطاق نفوذها إلى بعض مناطق ريف حماة، حيث تشكل جبهة النصرة عمودها الفقري،

وكانت هيئة تحرير الشام بسطت مؤخرًا سيطرتها على محافظة ادلب، عقب مواجهات عنيفة مع حركة احرار الشام، اسفرت عن اجبار الأخيرة على الانسحاب من مواقعها إلى خارج المحافظة. وفي هذا الصدد، أعلنت ستة فصائل عسكرية معارضة عاملة في ريف حماة وادلب، كان معظمها يتبع لحركة «أحرار الشام الإسلامية»، أمس، اندماجها ضمن تشكيل عسكري موحد تحت اسم «جيش حماة»، وبيعتها لـ»هيئة تحرير الشام»، في محافظة حماة وسط سوريا.

ونشر «جيش حماة» بياناً صحافياً أوضح خلاله إن الاندماج اتى بعد مشاورات بين مشايخ ووجهاء حماة، بهدف توحيد العمل العسكري والإداري لمدينة حماة وريفها، والعمل على تحرير جميع المدن والقرى في المحافظة وسوريا ليعود المهجرون إلى أرضهم ومنازلهم حسب المصدر.

وأعلن جيش حماة عن أسماء الكتائب والألوية المنضوية تحت لوائه، وهي «كتائب من لواء عبد الله عزام، وكتائب من لواء الإيمان، وكتيبة أسود الحرب، ولواء أهل البيت»، المنفصلين عن «أحرار الشام»، وأيضاً «لواء أسود الإسلام مدفعية ومشاة»، المنفصل عن «جند الشام»، و «لواء المجد»، المنفصل عن «أجناد الشام»، حسب البيان.

وجاء في بيان التشكيل تعيين «أبو طاهر الحموي» الأمير العام والشرعي للجيش، و(أبو بدر حجازي) قائداً عسكرياً له، والانضمام إلى هيئة تحرير الشام. وقال القائد العسكري لجيش حماة «أبو بدر الحجازي»، في تصريحات صحافية إن «تحرير الشام» هي الكيان الأكبر في الساحة، فوجب علينا عسكرياً وشرعاً أن نكون ضمنها»، لافتاً إلى وجود تشكيلات عسكرية معارضة ستعلن الانضمام لجيش حماة قريباً.

وفي الطرف المقابل لوحت القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية في سوريا بعقاب فصائل المعارضة السورية العاملة في ريف حماة، عقب الإعلان عن تشكيل العسكري الجديد في المنطقة، حيث قالت: تشكل الاعتداءات الإرهابية على مناطق ريف حماة الشمالي تحدياً خطيرة يهدد الهدوء النسبي في المنطقة، هذه الاعتداءات التي طالت مدينة محردة بالصواريخ المتعددة الأنواع لن تمر دون عقاب.

بدوره، رأى الناشط السوري عبد القادر الأحمد أن بعض المجموعات العسكرية التابعة للمعارضة السورية، مالت فيما يبدو إلى خيار الاندماج مع هيئة تحرير الشام في ريف حماة على خيارات المواجهة المباشرة معها، معللاً ذلك بقلة تعداد عناصرها والمساحة الصغيرة التي تسيطر عليها، وضعف تسليحها العسكري. ونوه «الأحمد» إلى إن الانهيار السريع مؤخراً لحركة أحرار الشام الإسلامية أمام هيئة تحرير الشام، كان لها صدى سلبي كبير في المجموعات التي تتبع لأحرار الشام بداية وصولاً إلى مجموعات أخرى «أقل قوة» من أحرار الشام.

وأكد الناشط السوري، بان غالبية المجموعات كان تمتلك أكثر من خيار قبل انهيار حركة أحرار الشام الإسلامية، ولكن انفراط عقد الحركة خلال أربعة أيام فقط، دفع غالبية التشكيلات إلى إعادة الحسابات من جديد، والتفكير الفعلي بضرورة الاندماج مع الهيئة على الاندثار وانهاء وجودها. أما بدر عبد الرحمن ـ وهو ناشط في الشمال السوري ـ فكان له وجهة نظر مختلفة، معتبراً أن هيئة تحرير الشام أثبتت قوتها العسكرية ومتانة جسمها العسكري على خلاف كبرى الفصائل التي كانت تنتشر في الشمال.

وعلل «عبد الرحمن» موقفه بالقول: لو أن مركزية هيئة تحرير الشام فاشلة وغير منضبطة لما فضلت تشكيلات ومجموعات كبيرة من أحرار الشام الاندماج معها خلال اقتتال الطرفين، خاصة بأن نسبة كبيرة من مجموعات وقيادات أحرار الشام رفض قتال الهيئة واختار أما الاندماج معها أو الحياد.

ميدانياً تواصل قوات النظام السوري تصعيدها العسكري على مناطق متفرقة في ريف حماة الشمالي، حيث تحدث الناشط الإعلامي «صهيب حمودة» من حماة لـ»القدس العربي» عن تكثيف قوات النظام والميليشيات الطائفية المساندة له من حملتها على المنطقة، بغطاء من قبل سلاح الجو الروسي، وقصف أماكن تجمع المدنيين في كل من حصرايا وقلعة المضيق وكفرزيتا واللطامنة.

 

محاصرو الرقة… حكايات الهروب من الموت

لبنى سالم

بعد أكثر من شهرين على بدء معركة تحرير الرقة من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي، يعيش من تبقى من أهالي المدينة تحت قصف عنيف لا يميز بين مدني وعسكري، وحصار يحرمهم من أبسط متطلبات الحياة كالغذاء والدواء.

ووقعت أحدث فصول المأساة أمس، إذ ارتكبت قوات التحالف الدولي مجزرة بحق 31 مدنياً من أهالي الرقة، بغارة جوية استهدفت شارع المعتز وسط المدينة، وأكدت مصادر من المدينة أن مجزرة ارتكبت بحق ثلاث عائلات، وراح ضحيتها نساء وأطفال.

ويواجه المدنيون الذين يحاولون الهروب من جحيم المعارك خطر الألغام التي زرعها التنظيم في محيط الرقة، ما يتسبب بوقوع ضحايا مدنيين بشكل شبه يومي، وآخر الضحايا الموثقين، هم ثلاثة أطفال من عائلة عوض، لا يتجاوز سن أكبرهم العاشرة، وأصيب والداهما بجروح.

ويروي بشير القدور، وهو أحد الهاربين من الرقة، أحد وجوه المعاناة التي يغيبها انقطاع جميع وسائل الاتصال مع المدينة، قائلاً إن “عائلتي وعائلة أخي وأبي، وعددنا 15 شخصاً، مكثنا 12 يوماً في الطابق الأرضي بمنزلنا ننتظر قدرنا، نشعل الشموع أحياناً ونتحمل الظلام أحياناً أخرى، حتى لا تنفد الشموع التي نملكها، انقطعت الكهرباء منذ بدء المعركة كليا”.

 

ويضيف “كنا نخرج في الصباح الباكر، وكذلك جيراننا لنحمل الماء من البئر إلى ملجئنا، فلا يوجد أي متجر أو مشفى ولا بائع ولا أي شيء، كنا نعيش على الأرزّ الذي قمنا بتخزين قدر منه قبل بدء المعركة. لكن في بعض الأيام كان القصف يبدأ باكراً، فلا يتسنى لنا الخروج”.

 

ويتابع “كان إحساسي بالذنب يقتلني لأننا لم ننزح منذ البداية، خرجت أبحث عن مهرب، فوجدت موالياً لـ “داعش” يدعي أنه يستطيع تهريب الناس من طريق ما، لا يحتوي ألغاماً مقابل المال، لم يكن لدينا مال، فعرضت عليه أساور زوجتي الذهبية فوافق، وخرجت مع زوجتي وأطفالي، ورفض بقية أفراد الأسرة الخروج معنا خوفاً من الألغام”.

 

ويوضح “كنا نسمع كل يوم أن أشخاصاً ماتوا بسبب الألغام، فخاف كثيرون من الخروج، لكني قررت النزوح، فإن بقينا في الرقة كنا سنموت لا محالة، وعلى الطريق شاهدنا جثثاً لأناس قتلتهم الألغام، لكننا نجونا بأعجوبة”.

 

وفي السياق، أطلق ناشطون سوريون حملة “مخيمات الموت” لتسليط الضوء على معاناة النازحين السوريين من مناطق سيطرة “داعش”، وأشار بيان الحملة، إلى أن الهاربين من مناطق سيطرة “داعش” وجدوا أنفسهم في مخيمات الموت المنتشرة في أرياف محافظة الحسكة، والتي تديرها قوات سورية الديمقراطية (قسد)، حيث المعاملة التي لا تليق بالإنسان، في ظل غياب الاحتياجات الغذائية والدوائية، والتي تسببت بحالات وفاة نازحين، أغلبهم من كبار السن والمرضى والأطفال.

 

وأضاف البيان، “يبدو الوضع مماثلاً في مخيمات الركبان والرويشد على الحدود الأردنية، والتي تبدو كأنها خارج نطاق الإنسانية”، وطالبت الحملة بفتح ممرات إنسانية للمدنيين الهاربين من مناطق الاشتباكات، ومن مناطق سيطرة “داعش”، وتوفير إشراف أممي على مخيمات النازحين في الداخل السوري، والتي تحولت إلى معتقلات، وإيجاد آلية تضمن حماية هؤلاء النازحين وأُسرهم، وإيصال مقومات الحياة الضرورية إليهم.

وكانت حملة “الرقة تذبح بصمت” وثقت وقوع 946 قتيلاً من أبناء الرقة منذ بدء معركة تحرير المدينة، فضلاً عن وجود نحو 30 ألف محاصر، وفرار أكثر من 450 ألف نازح.

 

دي ميستورا: محادثات جديدة في أستانة نهاية أغسطس

أكّد المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، اليوم الخميس، أن جولة جديدة من محادثات أستانة ستُعقد نهاية الشهر الحالي، مبيناً أن شهر أكتوبر/تشرين الأول سيكون حاسماً في القضية السورية.

 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك جمعه، ظهر اليوم، في جنيف السويسرية مع يان إيغلاند، مستشار الشؤون الإنسانية للمبعوث الأممي الخاص إلى سورية.

 

وقال دي ميستورا إن “أمام المعارضة السورية فرصة هامة من أجل إعادة تنظيم صفوفها”، مشيراً إلى “مباحثات جادة بين الهيئة العليا للمفاوضات ومجموعتي القاهرة وموسكو”.

 

وأكد أن “على النظام السوري إبداء جدية في المفاوضات”، مشيراً إلى أن “روسيا تعهدت بنشر شرطتها العسكرية لمراقبة مناطق خفض التوتر في سورية”.

 

دي ميستورا: الشهران المقبلان يحددان مصير التسوية السورية

رجّح مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا أن تشهد الأزمة السورية “بداية تحولات نوعية” خلال الأشهر المقبلة، مشيراً إلى انطلاق مفاوضات “جوهرية” بين النظام السوري والمعارضة بين شهري تشرين الأول/اكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، قد تلي “لقاء تنسيقياً مهماً” تعقده المعارضة في الرياض خلال تشرين الأول/اكتوبر.

 

وأعلن دي ميستورا، في مؤتمر صحافي الخميس، تأجيل المشاورات الفنية مع المعارضة السورية التي كانت مقررة في 22 الشهر الحالي، وأضاف أن قرار التأجيل صدر بقرار شخصي منه، لأن فصائل المعارضة تمر “بمرحلة صعبة” في مناقشاتها الداخلية. وأضاف “لا داعي لإجبارهم إذا كانوا غير جاهزين حتى الآن”.

 

ولفت المبعوث الدولي إلى أنه لم يوجه الدعوة إلى دمشق للمشاركة في المشاورات، كون النظام السوري يرفض أي لقاءات فنية خارج إطار المفاوضات الرسمية.

 

وأعرب دي ميستورا عن أمله في انطلاق مفاوضات أستانة لتثبيت الهدنة في سوريا في أوائل أيلول/سبتمبر، لتتبعها مفاوضات جنيف في النصف الأول من الشهر ذاته. وقال إن الأمم المتحدة تعول على روسيا وعلى إيران وعلى أي طرف له نفوذ كبير وعلى الحكومة السورية كي تكون مستعدة عند دعوتها إلى جنيف “لبدء تفاوض حقيقي ومباشر مع أي منبر للمعارضة يحضر (المفاوضات)”. وأضاف “سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الاول) سيصبحان شهرين حاسمين للتسوية السورية”.

 

100 غارة إسرائيلية على سوريا..ضد حزب الله

كشف القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي الجنرال أمير ايشل، الخميس، أن الجيش الإسرائيلي شنّ نحو 100 غارة جوية استهدفت قوافل أسلحة لحزب الله، وجماعات أخرى في سوريا خلال السنوات الخمس الأخيرة.

 

ونقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن ايشل قوله، إنه “منذ 2012، أتحدث عن عشرات من الضربات، إنه عدد من ثلاثة أرقام”. وأضاف ان الضربات “قد تكون معزولة، أو صغيرة ومحددة، أو كثيفة على مدار أسبوع وتتضمن عناصر عدة”.

 

وعادة ما تلتزم إسرائيل الصمت حيال التقارير عن الغارات التي تشنها المقاتلات الإسرائيلية على أهداف في سوريا، إلا أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، في عام 2016، قال للمرة الاولى علناً، إن إسرائيل نفذت “أعمالاً عسكرية” ضد قوافل إيرانية تنقل أسلحة لحزب الله “عشرات وعشرات المرات”.

 

وقال ايشل الذي تولى قيادة سلاح الجو لخمس سنوات، إن الغارات كانت من الدقة بما يكفي لتفادي التصعيد، ولكنها ساهمت في الوقت نفسه في درء الحرب مع إسرائيل. وأضاف “أعتقد أنه من وجهة نظر أعدائنا، ومثلما أرى الأمور، فإن هذه اللغة واضحة هنا وكذلك مفهومة أبعد من منطقة الشرق الأوسط”.

 

ماذا يحضّر النظام في محيط حلب؟

خالد الخطيب

أعادت مليشيات النظام انتشارها في جبهات ضواحي حلب الشمالية والغربية، خلال اليومين الماضيين، بالإضافة إلى استقدام تعزيزات إضافية لها من مليشيات “الدفاع الوطني” و”لواء القدس” و”لواء الباقر” و”كتائب البعث”.

 

وكانت هذه المجموعات المسلحة تتمركز في قلب مدينة حلب وفي أحيائها الشرقية. والجديد هو محاولة النظام إشغال تلك المليشيات في معركة مرتقبة قد يشنها لتوسيع الطوق الآمن حول حلب، لتعويض النقص الذي حصل في ظل انشغاله في معارك البادية السورية. وفي الوقت ذاته، فقد يقلل النظام بذلك، من هيمنة المليشيات على مدينة حلب التي يعاني سكانها من ممارساتها الإجرامية، وتسلطها على مختلف قطاعات الحياة اليومية فيها.

 

وأتت التحركات الجديدة لمليشيات النظام في الوقت الذي شهدت فيه ضواحي حلب الشمالية والغربية؛ الراشدين وحريتان وكفر حمرة وعندان وأسيا، ومناطق أخرى على أطراف المدينة، قصفاً مدفعياً وصاروخياً متزايداً تسبب بجرح عدد من المدنيين. وألقت مروحيات النظام، الأربعاء، مناشير ورقية تدعو المسلحين لمغادرة المنطقة أو المسارعة إلى تسليم أنفسهم للنظام. وللمرة الاولى كان من بين المنشورات، التي ألقتها المروحيات، خريطة للمنطقة توضح مسار العملية العسكرية التي يحضر لها النظام.

 

وتضمنت الخريطة تقسيمات توضح المناطق المستهدفة في العملية، والتي تقع على أطراف المدينة الشمالية والغربية لتشمل الراشدين وخان العسل ومنطقة الجمعيات في الغرب والشمال الغربي، والليرمون وكفر حمرة، وحريتان شمالاً. وينتهي تقدم النظام وفق الخريطة عند الخط الأسود الذي يفصل منطقة خفض التوتر في ريف حلب الغربي عن مدينة حلب وضواحيها القريبة. المناطق التي رسم حولها خط باللون الأحمر باعتبارها مناطق “خفض للتوتر” تقع في معظمها تحت سيطرة “حركة نور الدين الزنكي”، بينما تسيطر “هيئة تحرير الشام” على غالبية نقاط المواجهة مع مليشيات النظام في المناطق التي تم تحديد العمل العسكري للنظام نحوها جهتي الشمال والغرب، أي طوق المدينة.

 

مصدر عسكري معارض، أكد لـ”المدن”، أنهم رصدوا تعزيزات جديدة لمليشيات النظام في جبهات ضواحي حلب الشمالية والغربية، وأوضح المصدر أن النظام يحضر لهجوم واسع بهدف التوسع في محيط المدينة، ولا يوجد حتى الآن تصور حول الأهداف التي يسعى النظام للتقدم نحوها، وهل سيكون العمل العسكري محدوداً أم سيشمل محاولات التقدم نحو ريف حلب الغربي، وريف حلب الجنوبي بدءاً من محور جمعية الزهراء؟

 

وأوضح المصدر أن النظام سوف يعتمد على المليشيات المحلية في حلب بالاضافة لمليشيا “لواء القدس”، على جبهات الضواحي الشمالية. وإذا ما كان العمل بشكل أوسع بحيث يشمل مناطق ريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي المحيطة بطريق حلب-دمشق الدولي، فسيكون الدور الأبرز لمليشيا “حزب الله” اللبناني والمليشيات العراقية والأفغانية، والتي رُصدت لها تحركات كثيفة خلال الساعات الماضية. وشهدت مناطق ريف حلب الجنوبي قصفاً مدفعياً من قبل المليشيات استهدف منطفة الحص ومحيط العيس، وحلقت طائرات استطلاع على علو منخفض في أرجاء المنطقة.

 

وأشار المصدر إلى أن شحنات من الأسلحة الروسية بدأت تصل الى حلب منذ بداية الأسبوع الحالي، مروراً بـ”معامل الدفاع”، وأكد أن الدعم الروسي سيكون حاضراً بقوة في المعركة التي ينوي النظام شنّها. المصدر ذاته تحدث عن جهوزية المعارضة لأي تحرك من قبل النظام والمليشيات، فالمعارضة تتابع عن قرب التطورات الميدانية وتحركات المليشيات على مختلف الجبهات.

 

في السياق، استهدفت “هيئة تحرير الشام” مواقع النظام في ريف حلب الجنوبي قرب الحاضر وفي “معامل الدفاع” جنوب شرقي حلب بالمدفعية وصواريخ الـ”غراد”، وردت قوات النظام بقصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة جنوبي حلب براجمات الصواريخ ما تسبب بنزوح عدد كبير من أهالي قرى وبلدات الحص نحو مناطق أكثر أمناً.

 

وتعرضت أحياء في مدينة حلب، الثلاثاء والأربعاء، لقصف مدفعي استهدف كلاً من الأكرمية وسيف الدولة وجامعة حلب، وأحياء أخرى، وتسبب القصف بمقتل 7 مدنيين على الأقل وجرح آخرين. ولم تتبن المعارضة أو أي جهة أخرى مسؤولية القصف حتى الآن. وتداول ناشطون معارضون في مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تفيد بأن القصف كان بقذائف الهاون بين مجموعتين مسلحتين تابعتين لمليشيات النظام في مدينة حلب.

 

نزوح سوري من الحدلات إلى الركبان..والمخيمات في خطر

سابستيان حمدان

لليوم الثامن على التوالي تستمر قوات النظام بفرض حصارها على مخيمات النازحين الحدودية في البادية السورية، بعدما قطعت طرق تهريب المواد الغذائية والتموينية إليها، وسط استمرار عمليات النزوح من مخيم الحدلات إلى مخيم الركبان، الواقعين على الشريط الحدودي بين سوريا والأردن.

 

وحلق طيران النظام الحربي، الأربعاء، على علو منخفض فوق مخيم الحدلات “رويشد” ما تسبب بحملة نزوح جديدة من أهالي المخيم باتجاه مخيم الركبان، خوفاً من عمليات القصف والمجازر، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إسقاط فصائل البادية طائرة حربية “ميغ 21” تابعة للنظام في ريف السويداء الشرقي.

 

مصدر من مخيم الحدلات، قالت لـ”المدن”، إن المخيمات تحولت إلى مناطق “موت بطيء” تواصل قوات النظام قصفها ما تسبب بنزوح عشرات العائلات باتجاه مخيم الركبان والذي يعتبر أكثر سوءاً. وأضاف المصدر، أن قوات النظام تحاول الضغط على فصائل المعارضة من خلال استهداف محيط المخيمات.

 

وتسبب الانسحاب المفاجئ لـ”جيش أحرار العشائر” أمام قوات النظام، قبل أسبوع، إلى داخل الحدود الأردنية، بقطع طرق التهريب إلى داخل المخيمات، على اعتبار أن النقاط التي كان يسيطر عليها “أحرار العشائر” تعتبر بوابة التهريب للمخيمات. وبسيطرة النظام على تلك المناطق توقف كل شيء. ولم يعلق “أحرار العشائر” حتى الآن على الأمر.

 

أهالي المخيمات في البادية كانوا يعتمدون على مصدرين للمواد الغذائية؛ قافلات مساعدات الأمم المتحدة من الداخل الأردني والتي تصل متقطعة بين الحين والآخر وبكميات غير كافية، والمصدر الثاني عبر طرق التهريب؛ من منطقة شعاب في ريف السويداء الشرقي والتي كانت خاضعة لسيطرة “أحرار العشائر”، وكذلك من مناطق سيطرة “الدولة الإسلامية” في الميادين من ريف ديرالزور والذي قطعته قوات النظام بعد سيطرتها على رأس الوعر.

 

وأشار المصدر إلى أن عملية التهريب كانت تتم عبر البدو في المنطقة، وشكّلت “خط الحياة” للمخيمات الصحراوية، وكانت عمليات التهريب توفر المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الأساسية.

 

وكان تقدم النظام إلى منطقة حميمة والسيطرة عليها منتصف تموز/يوليو، قد أغلق الطريق الآخر للتهريب، والذي يربط البادية بمناطق شرق سوريا، والذي كان يوفر المواد والمستلزمات الأساسية للحياة من مناطق سيطرة تنظيم “داعش” باتجاه البادية.

 

ولا تزال المعارك مستمرة في المنطقة، وأصبحت قوات النظام والمليشيات المساندة لها على بعد 40 كيلومتراً فقط عن مخيم الحدلات، في أرض صحراوية يصعب السيطرة والثبات فيها لأي طرف.

 

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء ما يجري ل 5 آلاف نازح في مخيم الحدلات وعشرات آلاف النازحين في مخيم الركبان، غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ. وقال المتحدث باسم “الأمم المتحدة” فرحان حق، في بيان له، إن الغذاء والماء والدواء شحيح جداً في المخيم، وتعيش بعض الأسر على الطحين والماء فقط. وأشارت المنظمة إلى أنه “على الرغم من عدم  سقوط ضحايا أو وقوع إصابات (على حد علمنا)، فإن المنطقة تزداد سوءاً. تدهور الوضع يجبر بعضهم على محاولة مغادرة المنطقة، ويخاطرون بأرواحهم في وسط صحراء منعزلة على غير هدى فقط بحثا عن الأمان. وهؤلاء المستضعفون، ومعظمهم من الأطفال والنساء، محاصرون، من دون أي حل سياسي في الأفق وغير قادرين على العودة إلى ديارهم”.

 

المسؤول الإعلامي في “قوات الشهيد أحمد العبدو” سعيد سيف، كان قد قال لوسائل إعلام، إن من انتقل من حدلات إلى الركبان هم عائلات حصلت على وسائل للنقل، وأضاف “أن النازحين يستخدمون بعض الآليات والجرافات الزراعية التي هربوا بها من مناطقهم إلى مخيم الحدلات، في عملية نزوحهم، فيما الكثير من العوائل لا تملك مثل هذة الآليات أصلاً”.

 

ويعاني مخيم الركبان الذي يحوي قرابة 68 ألف نسمة، من انفلات أمني كبير، حيث قُتل عشرات المدنيين، على يد الفصائل العسكرية وتفجيرات تنظيم “داعش” التي ضربت المخيم.

وتكثر في مخيم الركبان “الخلافات القبلية” وسط انعدام شبه تام لـ”سيادة القانون” لعدم وجود عقاب ورادع للخلافات العشائرية والقبلية، بالإضافة لممارسات العناصر المسلحة وبعض الفصائل، وفق ما قالته مصادر مدنية من داخل المخيم، لـ”المدن”.

 

وقدّرت مصادر مدنية من الركبان، مقتل ما لا يقل عن 28 مدنياً في أعمال عنف ومشاجرات وخلافات قبلية غالبيتها شارك فيها مقاتلو الفصائل العسكرية خلال العام 2017. وأضافت المصادر، أن مدنيين قتلوا أثناء توزيع المساعدات تحت إشراف الفصائل العسكرية، إذ يُطلق بعض العناصر المسلحة النار عند حدوث اي شجار بينهم وبين المدنيين أثناء تنظيم الدور والإشراف على التوزيع.

 

ويعتبر فصيل “أحرار العشائر”، أحد أكثر الفصائل تواجداً في مخيم الركبان، ويدعي مهمة الإشراف على المخيم وأمن وسلامة المدنيين فيه. إلا أن “أحرار العشائر” اتهم من قبل فصائل أخرى، بالوقوف وراء غالبية المشاكل وأعمال العنف الواقعة في المخيم، ومنها قتل بعض المدنيين إثر خلافات مع عناصره. وحاولت “المدن” التواصل مع “أحرار العشائر”، بغرض الردّ على تلك الإتهامات، إلا أنها لم تلق أي استجابة.

 

ويعاني مخيم الركبان إلى جانب الإنفلات الأمني من أزمة في المياه، بعدما تعطّل خط الماء الرئيسي في حزيران/يونيو، ولم يتم إصلاحه حتى الآن، من دون وجود بدائل محلية في ظل ما يجري.

 

وكانت كتل قبلية وشخصيات عشائرية نزحت من ريف حمص وديرالزور قد عبرت عن غضبها في مناسبات عديدة حول الانفلات الأمني في المخيم. الاجتماع الأخير الذي جرى قبيل أيام قرب الحدود السورية الاردنية، وضم شخصيات عشائرية، أكد على ضرورة وضع حد للانفلات الأمني، لاسيما مع سوء إدارة “جيش أحرار العشائر” الأمنية والمحلية للمخيمات، وطالبوا بوضع حدّ لحالة الانفلات الأمني.

 

الوحدات الكردية تخترع تشكيلاً جديداً.. لمواجهة تركيا

أعلنت “وحدات حماية الشعب” الكردية، عن تشكيل عسكري جديد باسم “قوات الثوار” ينضوي تحت مظلة “قوات سوريا الديموقراطية”، بهدف مواجهة فصائل “درع الفرات” والجيش التركي شمالي سوريا.

 

وأصدرت “قوات الثوار” بياناً شرحت فيه أهدافها، جاء بالقول: “اليوم نعلن عن تشكيل قوات الثوار من شباب سوريا الأحرار بعربها وكردها وتركمانها، ضد الغزاة والمحتلين والإرهاب الذين أذاقنا الويلات ودمر بلادنا وقتل من شعبنا ليتمكن الطامعون من احتلال أرضنا”، وأوضح البيان: “نعلن اليوم عن ولادة قوات الثوار لطرد هذا الاحتلال (التركي)، وإننا كسوريين نعاهد شعبنا وأهلنا أننا لن ندخر جهداً في محاربة الإرهاب في بلادنا وطرد أجندات الاحتلال العثماني”.

 

المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، كان قد قال إن بلاده لن تسمح أبداً بإقامة ممر إرهابي في المنطقة ولن تغضّ الطرف عن فرض أمر واقع، وهي جاهزة لكل السيناريوهات في حال تعرض أمنها القومي لأي تهديد، وأضاف أن كل ما يجري في سوريا يخص بشكل مباشر الأمن القومي التركي.

 

وشهدت مناطق المعارضة في ريف حلب الشمالي، الأربعاء، قصفاً نفذته “الوحدات”، هو الأعنف، استهدف أكثر من 10 مدن وبلدات من بينها الطويحينة وكلجبرين واعزاز ومارع والوردية وتل مالد، ما تسبب بقتل خمسة مدنيين على الأقل وجرح عشرة آخرين، معظمهم سقطوا في بلدة كلجبرين، التي ما تزال تشهد حالات نزوح جماعي لسكانها نحو البلدات الواقعة جهة الشرق قرب صوران والشريط الحدودي شمالاً.

 

وكان القائد العسكري في “جيش الثوار” أبوعدي منغ، أبرز التشكيلات العسكرية في “قسد”، قد أعلن قبل يومين انشقاقه بالتنسيق مع “كتلة فرقة السلطان مراد”. وقال أبو عدي منغ في تسجيل مصور، إن أسباب انشقاقه هي “التآمر بين قيادات مليشيات سوريا الديموقراطية مع النظام وإيران على الثورة السورية والشعب السوري، وتحكم العنصر الأجنبي الكردي القادم من جبال قنديل بالعنصر العربي من أبناء المنطقة”. وكشف منغ عن “التعاون العسكري الاستخباراتي بين الإدارة الذاتية في عفرين وبين الحرس الثوري الإيراني الموجود في نبل والزهراء”، مشيراً إلى أن “معركة عين دقنة أكبر دليل على ذلك”.

 

“مجلس مدينة منغ الثوري” التابع لـ”الإدارة الذاتية” التابعة لحزب “الاتحاد الديموقراطي” ردّ مباشرة بـ”إهدار دم” أبو عدي منغ، و”عدم الإعتراف بالخائن أبو عدي منغ (ويسي حجازي)، وإهدار دمه أينما وجد”، كما حذر المجلس أي جهة “تحاول التستر عليه وإيوائه، وتعتبر هدفاً مشروعاً للمجلس”.

 

“جيش الثوار” وفي تطور لافت، أصدر مقطعاً مصوراً، الأربعاء، بعنوان “الفصائل الثورية في مقاطعة الشهباء تدمر تركس لمرتزقة الأحتلال التركي (درع الفرات) على جبهة تل المضيق”. وأثار المقطع المصور ردود فعل كبيرة، نظراً لاستخدام “جيش الثوار” صاروخ “تاو” أميركي ضد فصائل تدعمها أنقرة.

 

سوريون من عرسال إلى الرحيبة.. رحلة الشرق والغرب

عروة خليفة

انقضى يوم كامل على وصول اللاجئين السوريين من جرود بلدة عرسال اللبنانية، إلى بلدة الرحيبة السورية في القلمون الشرقي، بعد سفر طويل ومتعب وأكثر من تأجيل وتلويح بإنهاء الاتفاق الذي أدى إلى عودتهم من المخيمات.

 

حافلات اللاجئين في عرسال من “سرايا أهل الشام” والمدنيين المرافقين، كانت قد عبرت بلدة فليطا، ليل الإثنين/الثلاثاء بعد توقف لأربع ساعات، لينتهي بذلك فصل من حكاية معقدة، تشبه حكايا جبال القلمون، التي عبر أهلها من غربها إلى شرقها. الرحلة الأخيرة من القلمون الغربي إلى الشرقي، جاءت بعدما كانت عرسال وجرودها محطة أولئك المُهجّرين بعد سيطرة قوات النظام ومليشيا “حزب الله” على مدينة يبرود في آذار/مارس 2014، معقل المعارضة الرئيس حينها في القلمون.

 

الناطق باسم “سرايا أهل الشام” عمر الشيخ، قال لـ”المدن”: “كانت رحلة متعبة استغرقت ما يقارب 14 ساعة، نتيجة المعوقات الكثيرة والتدقيق الكبير من قبل حزب الله والنظام السوري، خاصة على الحواجز التي نصبتها قوات النظام على الطريق والتي فتشت المهجرين لأكثر من مرة على الطريق”. ووصل 900 شخص من جرود عرسال اللبنانية إلى القلمون الشرقي، بعد خوف من انتهاك قوات النظام للاتفاق الذي لم تكن راضية عنه تماماً، بعدما رفض اللاجئون الانتقال بعيداً نحو إدلب في الشمال السوري، بل توجهوا إلى بلدات القلمون التي تقع تحت سيطرة المعارضة.

 

وتشكلت “سرايا أهل الشام” في أيلول/سبتمبر 2015 بعد توحد أغلب فصائل القلمون الغربي، كخطوة لتوحيد الجهود بعد خروجهم من يبرود، ولزيادة التنسيق في المعارك ضد “حزب الله” في جرود القلمون.

 

من جهته، مدير المكتب الاعلامي لـ”مجلس القيادة الثوري لمدينة جيرود” أبوخالد، قال لـ”المدن”، إن “جميع الفعاليات الثورية والمدنية في الرحيبة والقلمون الشرقي استعدت لاستقبال إخوانهم المهجّرين وجهزت مدارس متعددة لاستقبالهم في الليلة الأولى إلى حين ترتيب توزيعهم على المنازل بين بلدات القلمون الشرقي بشكل أفضل”.

 

على الرغم من مساعي إفراغ منطقة القلمون من المعارضة بشكل كامل، إلا أن “سرايا أهل الشام” نجحت بتفادي أوضاع أسوأ، فظلوا قريبين من بلداتهم، كما استطاعوا الحفاظ على وحدتهم وتنظيمهم. أحد مقاتلي “السرايا” قال لـ”المدن”: “مازلنا على بعد كيلومترات من بلداتنا في القلمون الغربي، لم نخسر إذاً معركتنا”، في حين تحدثت مصادر عن عروض قدمت خلال التفاوض من قبل النظام إلى “السرايا” للقتال إلى جانبه، ولو بطريقة غير مباشرة كانت ستضمن لهم تنفيذ شروطهم، وهو أمر كان مرفوضاً تماماً بالنسبة لـ”سرايا أهل الشام”.

 

“حزب الله” كان قد عطل الاتفاق مراراً مُصرّاً على أن تكون المغادرة ضمن حافلات من دون السلاح، على عكس ما تم الاتفاق عليه في المفاوضات الأولى، إذ نص الاتفاق، الذي كانت الحكومة اللبنانية طرفاً فيه ممثلة بالأمن العام اللبناني، على خروج عناصر “سرايا أهل الشام” والمدنيين المرافقين لهم بسياراتهم الخاصة. أما مصير من بقي من اللاجئين في بلدة عرسال فسيكون وفق التفاهمات التي يتم التوصل إليها مع “حزب الله”، وسط تخوفات على مستقبلهم في المنطقة، إذا يسعى الحزب إلى إفراغها من اللاجئين السوريين، في سبيل تأمين سلسلة الجبال الحيوية بالنسبة له، على طريق إمداده من إيران إلى لبنان.

 

فصائل القلمون الشرقي من جهتها تنظر إلى الأمر على أنه تعزيز لقدراتها. “مقاتلو سرايا أهل الشام سيكونون مكسباً جديداً لقوات المعارضة في القلمون الشرقي” كما قال هاني أبوالوليد، من “وكالة سمارت” والمقرب من “تجمع أحمد العبدو”. وحتى من دون سلاحهم الثقيل، سيشكل مقاتلو “سرايا أهل الشام” إضافة مهمة لفصائل المعارضة في منطقة محاصرة عسكرياً، وتخضع منذ مدة لابتزاز النظام وروسيا لتوقيع اتفاق مصالحة.

 

المدنيون الذين انتقلوا مع مقاتلي “السرايا”، ضمن الاتفاق، تم توزيع نصفهم على بيوت قدّمها أهالي بلدات القلمون الشرقي، وسيتم توزيع النصف الآخر خلال الأيام المقبلة بحسب مصدر من مجلس بلدة الرحيبة. وينظر اللاجئون إلى أوضاعهم الجديدة بتفاؤل، فهي أفضل من سابقتها في الجرود ومحيط عرسال. وفي حين لم تعرض أي منظمة إنسانية المساعدة في استيعابهم، استطاعت الفعاليات الأهلية في القلمون الشرقي أن تؤمن كامل الاحتياجات الأساسية حتى الآن.

 

رحلة يأمل اللاجئون ألا تكون الأخيرة، فبلداتهم القريبة، فليطا وعسال الورد، التي تقع تحت سيطرة قوات النظام و”حزب الله”، لا زالت تنتظرهم.

 

قتلى للنظام في جوبر.. وتشكيل عسكري جديد في درعا

أعلن “فيلق الرحمن” مقتل 15 عنصراً من قوات النظام السوري بعد تفجير مبنى في محيط حي جوبر، في وقت كشف فيه عن حصيلة خسائر النظام خلال المعارك التي دارت الأسبوع الماضي في المنطقة.

 

ونقلت مواقع تابعة لـ”المعارضة”، الأربعاء، صوراً نشرها “الفيلق” عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر البناء الذي تجمعت فيه قوات النظام لحظة تفجيره، فيما أعلن “الفيلق” أن القتلى هم من عناصر “الفرقة الرابعة” بينهم ضابط.

 

وتدور اشباكات عنيفة في محيط حي جوبر ومحيط بلدة عين ترما والمتحلق الجنوبي، يسعى النظام من خلالها إلى فصل الحي والبلدة عن بقية مناطق غوطة دمشق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة.

 

وقال ناشطون، إن مقاتلي “الفيلق” نجحوا في استدراج قوات النظام لأحد المباني على أطراف الحي قبل أن يتم تفجيره، ما أدى إلى مقتل خمسة عشر عنصراً، وأضافوا أن عملية التفجير وقعت بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي “الفيلق” وعناصر قوات النظام.

 

وفي هذا السياق، نقلت مواقع معارضة، الأربعاء، أن قوات النظام قصفت جوبر بثلاثة صواريخ أرض – أرض، فيما تصدى مقاتلو “الفيلق” لمحاولة قوات النظام التقدم على محور المتحلق الجنوبي بحي جوبر وبلدة زملكا.

 

في السياق، نشر “فيلق الرحمن”، الأربعاء، رسماً بيانياً (إنفوغراف) لحصيلة خسائر النظام خلال المعارك التي دارت على جبهتي حي جوبر وعين ترما خلال الأسبوع الماضي، حيث قتل أكثر من 50 عنصراً من “الفرقة الرابعة”، كما جرح ثمانون آخرون، فيما دمرت أربع دبابات، وبلدوزران، ومدفع واحد عيار 23.

 

يأتي هذا بعد ثلاثة أشهر من بداية الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام على جبهتي عين ترما وحي جوبر، والتي لم تحقق أي تقدم رغم القصف الجوي والمدفعي العنيف والزجّ بمقاتلين مدربين على الخطوط الأولى وفتح ثلاثة محاور للقتال.

 

على صعيد آخر، دمّرت غارات نفذتها طائرات “التحالف الدولي” كنيسة “سيدة البشارة” في مدينة الرقة، جراء الحملة الجوية التي تشنها دعماً لعمليات “قوات سوريا الديموقراطية” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وقالت حملة “الرقة تذبح بصمت”، الأربعاء، إن “كنيسة سيدة البشارة في حي الثكنة دمرت تماماً، جراء الضربات الجوية من قبل طيران التحالف”، مشيرة إلى وقوع غارات جوية مكثّفة على أحياء مدينة الرقة السكنية، أوقعت عشرات الضحايا المدنيين في الأيام الماضية.

 

إلى ذلك، شكّل فصيلان من “الجيش الحر” ينتشران في الجنوب السوري، جسماً عسكرياً جديداً تحت مسمى “تحالف الجنوب”. وأعلن “جيش الأبابيل” و”جبهة ثوار سوريا” في بيان، الأربعاء، عن التشكيل الجديد، معتبرين إياه “خطوة ليكون نواة لـ(جيش سوريا الحر)، وفي إطار ترتيب صفوف “الجبهة الجنوبية”.

 

وأشار البيان، إلى تكليف الرائد قاسم نجم بقيادة الجسم العسكري الجديد إلى جانب علاء الحلقي رئيساً لهيئة الأركان، ومحمد الجباوي قائداً لغرفة العمليات.

 

يشار إلى أن 11 فصيلاً عسكرياً في محافظة درعا اندمجوا، أواخر يوليو/تموز الماضي، في جسم سياسي- عسكري تحت مسمى “الجبهة الوطنية لتحرير سوريا”.

 

هل تستعد إسرائيل لـ’عمل أمني’ في سوريا

مراقبون: من المرجح أن تتم مناقشة إمكانية قيام إسرائيل بإجراءات عسكرية ضد الخطر الذي يمثله حزب الله وبقية التشكيلات الإيرانية في سوريا ولبنان.

واشنطن – كشفت مصادر أن اعتراض إسرائيل على التفاهمات التي تجري بين الولايات المتحدة وروسيا حول الخروج بترتيبات أمنية أنشأت في الأسابيع الأخيرة عدة “مناطق لخفض التوتر” في سوريا، بات جديا وينذر بإمكانية إطلاق تل أبيب عملا عسكريا واسعا في سوريا.

 

وقالت المصادر إن التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تحفظه على المنطقة التي جرى التفاهم حولها بين واشنطن وموسكو في عمان تتسق مع معطيات وتقارير خرجت بها أجهزة أمن إسرائيلية تتحدث عن نموّ خطر على أمن إسرائيل في الداخل السوري.

 

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن توجه وفد أمني يمثل مجموعة من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ويضم رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، إلى الولايات المتحدة لمناقشة الوضع الأمني في سوريا.

 

وسيصل الوفد إلى واشنطن في وقت لاحق هذا الأسبوع، وسيجتمع مع مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض الجنرال هربرت ماكماستر والموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط جازون غرينبلات وعدد آخر من كبار المسؤولين الأميركيين.

 

وتقول المصادر إن الاجتماعات لن تناقش مسألة المفاوضات مع الفلسطينيين بل شؤون الأمن المتعلقة بسوريا ولبنان. وتتحدث المعلومات عن أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ساهم في ترتيب هذه الزيارة.

 

والأربعاء، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كشفت عن منشأة عسكرية في شمال غربي سوريا رجحت المعلومات بأن تكون مصنعا لإنتاج صواريخ طويلة المدى.

 

وأظهرت صور خاصة التقطتها أقمار صناعية تابعة للجيش الإسرائيلي للمنطقة المزعومة أن هذه المنشأة ربما تكون مصنعا للصواريخ قيد الإنشاء يتم بناؤه بإشراف إيران وبحماية من الجيش السوري.

 

وقال تقرير إسرائيلي إن المنشأة تعمل بإشراف إيراني وتقع قرب بلدة بانياس القريبة على البحر المتوسط.

 

ورجح خبراء أن المكان سيكون مخزنا للصواريخ الكبيرة صاحبة المدى الطويل، بالإضافة إلى مصنع خاص بالصواريخ اعتبر الخبراء أن هندسته متقاربة مع هندسة المنشآت العسكرية في إيران.

 

وتأتي زيارة الوفد الإسرائيلي، حسب مراقبين في واشنطن، لتستكمل التحذيرات التي أطلقها نتنياهو من تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة، لا سيما في سوريا، وأن الهواجس الإسرائيلية تلاقي تلك التي يعبر عنها ترامب نفسه في مقاربته لشؤون العلاقة مع طهران.

 

وتوقعت تقارير أن تتم مناقشة إمكانية قيام إسرائيل بإجراءات عسكرية خاصة ضد الخطر الذي يمثله حزب الله وبقية التشكيلات الإيرانية في سوريا ولبنان. ولم تفصح التقارير عمّا إذا كان شنّ حرب هو من الخيارات الإسرائيلية المطروحة في هذا الصدد.

 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد شدد على أن مكافحة الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وسوريا لا تأخذ بعين الاعتبار تعاظم الخطر الأمني ضد إسرائيل. واعتبر أن إخراج تنظيم داعش يقابله دخول مكثف للقوات والميليشيات التابعة لإيران إلى سوريا.

 

وشدد نتنياهو على أن إسرائيل لن تسمح بتواجد عسكري لإيران ولميليشياتها، وخصوصا حزب الله في سوريا، مهددا بـ”فعل أي شيء لمنع ذلك وحماية أمن إسرائيل”.

 

داعش يفرض التجنيد الإجباري في دير الزور وسط مخاوف من انتفاضة

التنظيم الجهادي يخشى من عملية كبرى تستهدفه في دير الزور، خاصة وأنه بات محاصرا من أكثر من جهة من قبل القوات الحكومية السورية.

الخناق يضيق على التنظيم

 

دمشق – يشنّ تنظيم داعش حملة اعتقالات في صفوف الشبان الذين يفرّون من التجنيد الإجباري الذي فرضه في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وفق ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

ويخشى التنظيم الجهادي من عملية كبرى تستهدفه في دير الزور، خاصة وأنه بات محاصرا من أكثر من جهة من قبل القوات الحكومية السورية والميليشيات الإيرانية التي تدعمها، بعد السيطرة على السخنة في ريف حمص الشرقي. ويزداد قلق التنظيم مع إدراكه بقرب نهاية نفوذه في مدينة الرقة المجاورة، رغم قتال عناصره بشراسة ضد قوات سوريا الديمقراطية.

 

وأوضح المرصد، وهو جماعة حقوقية سورية معارضة تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها، أنه تم احتجاز الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما في مدينة الميادين التي يسيطر عليها التنظيم في ريف دير الزور الشرقي.

 

وقال المرصد إن مسلحين من داعش بدأوا في الدعوة إلى التجنيد الإجباري في دير الزور الأسبوع الماضي خلال خطبة صلاة الجمعة وكذلك عبر مكبّرات الصوت والمنشورات.

 

ودفعت هذه الخطوة العديد من الرجال للفرار إلى مناطق في ريف حلب والحسكة، حيث توجد مخيمات لإيواء الأشخاص القادمين من كل من دير الزور والرقة.

 

وتتعرّض دير الزور لغارات من قبل قوات التحالف الدولي، فضلا عن غارات أخرى من جانب طائرات روسيا وحليفها النظام السوري. كما تشهد تقدّما للقوات الحكومية السورية من الجهات الثلاث، ويعوّل النظام على حدوث انتفاضة في صفوف المدنيين ضد التنظيم، خاصة وأن العديد من المؤشرات تكشف عن حالة تململ غير مسبوقة جرّاء الإجراءات المشددة لداعش.

 

وما يزال النظام يحتفظ ببعض النقاط في دير الزور بيد أنه تبقى الغلبة لداعش في المحافظة التي تكتنز ثروات هامة من الطاقة.

 

لا تبرير لعودة عضو الائتلاف المستقيل الى حضن الأسد

بسام الملك خسر نفسه

بهية مارديني

القنص والألغام تعيق تقدم قوات سوريا الديموقراطية في الرقة

«إيلاف» من لندن: اعتبر سمير نشار رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق المعارض والعضو السابق في الائتلاف الوطني السوري أن بمجرد تفكير بسام الملك عضو الائتلاف المستقيل بالعودة الى حضن نظام بشار الأسد، يكون قد خسر نفسه قبل أن تكون عودته خسارة للمعارضة والثورة.

 

وأضاف نشار في حديث مع ” إيلاف” أنه قد يكون يفكر بالإقدام على مثل هذا العمل نتيجة حالة احباط وشعور بالعجز، وايضا ترهل أداء مؤسسات المعارضة التي رهنت قرارها لدى دول أصدقاء سورية، ورأى نشار أن بسام الملك في ذلك محق، لكنه استطرد أنه “ما ليس محقا به على الإطلاق ان كل هذه السلبيات لا تبرر عودته الى حضن رئيس استخدم كافة الأسلحة المحرمة دوليا ضد الشعب السوري وتسببت سياساته بكارثة وطنية لسورية الوطن والدولة والمجتمع” ، واعتبر أن الملك كان يستطيع الاستقالة من الائتلاف ويستطيع الابتعاد عن جميع مؤسسات المعارضة وحتى يتخلى عن التزامه بأهداف الثورة، كان يستطيع العيش في عزلة عن كل ما سبق وينأى بنفسه ايضا وبالوقت نفسه عن العودة الى حضن النظام.

 

وشدد نشار على أن عودة بسام الملك لن تمنح النظام شرعية مفقودة ولن يغير موازين السياسة، اكثر ما هناك سيُصبِح مادة اعلامية استهلاكية لدى منابر للإساءة اكثر مما فعل تجاه الشعب السوري الذي سوف يضعه في مكان لا يليق بشخصه ولا بأسرته وسوف تحفظه الذاكرة الوطنية كشخص خذل نفسه قبل أن يخذل الثورة .

 

وكان عضو في الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض رفض التصريح لإيلاف عن عودة بسام الملك لدمشق هذا الأسبوع والتي ترافقت مع تقديم استقالته من الائتلاف، معتبرا “أنه لا يستحق الحديث عنه” ، وأكد أن لا تبرير لما فعله .

 

تبرير العودة

 

وقد حاول بعض المعارضين ممن يربطهم بعض صلات بالملك أو لأسباب مناطقية التبرير للملك عودته حيث أنه دمشقي ورجل أعمال الا أن الصوت الرافض كان أعلى.

 

هذا وكان لنشار تصريحات لافتة مؤخرا ونقلت مواقع معارضة عن نشار قوله رداً على سؤال حول مؤتمر الرياض 2 الذي سينعقد الشهر القادم ومايقال أنه سيرسخ بقاء الرئيس السوري بشار الأسد أجاب نشار “أنه سيكون موضوع التحدي الحقيقي أمام قوى المعارضة والثورة” .

 

وتوقع أن تجري “محاولة لإعادة النظر في موقف الهيئة العليا ( وهو عضو فيها أيضا)، ربما بعد تبني رؤية سياسية جديدة لبيان الرياض يتم فيه القفز على موضوع الأسد”.

 

‎وحاول طمأنة مؤيدي المعارضة من خلال القول إن الهيئة العليا تحتوي على نواة صلبة تعمل على مقاومة أي تعديل على مخرجات مؤتمر الرياض.

 

‎وأقر أن هناك حقيقة مؤلمة يجب مواجهتها، فالثورة السورية ومؤيدوها هم بمفردهم الآن وليس لديهم أصدقاء أو أشقاء، وعليهم أن يقرروا مصير ثورتهم بنفسهم، تماماً كما أطلقوا الثورة بمفردهم.

 

‎ودعا معارضون الى التعبير، وبكل الوسائل المتاحة إعلامياً وسياسياً، عن رفض التنازل عن بيان مؤتمر الرياض الأول.

 

‎ووقعت مجموعة تضم معارضين أعضاء في الائتلاف وممثلين عن الهيئة السياسية في محافظة إدلب، ومجلس محافظة إدلب، وغيرها، بياناً حذرت فيه العليا للمفاوضات من التنازل عن ثوابت الثورة السورية.

 

‎وأكد البيان، لقد دعمنا الهيئة العليا للمفاوضات لتمسّكها بثوابت الثورة السورية.

 

أحرار الشام” تتلقى ضربة قاضية في إدلب

الفصيل السوري الأقوى ينهزم في معركته ضد “فتح الشام”

إيلاف- متابعة

 

بيروت: طوال سنوات من النزاع، كان ينظر الى حركة احرار الشام على انها الاكثر نفوذا بين الفصائل السورية المعارضة، لكن الهزيمة التي منيت بها على يد هيئة تحرير الشام في محافظة ادلب جردتها من موقع القوة وشكلت خسارة جدية للمعارضة المسلحة.

 

واندلعت في منتصف يوليو الماضي مواجهات بين الحليفين السابقين، حركة احرار الشام وهيئة تحرير الشام (تحالف فصائل اسلامية بينها جبهة النصرة سابقا)، في محافظة ادلب (شمال غرب)، انتهت باتفاق تهدئة انسحبت على اثره الحركة من عشرات المدن والبلدات والقرى لتكتفي بمناطق محدودة في جنوب المحافظة.

 

ويقول نوار اوليفر، المحلل العسكري من مركز عمران الذي يتخذ من اسطنبول مقرا، لوكالة فرانس برس “الحركة كموقع قوة قد انتهت”.

 

ويضيف “في أقل من 48 ساعة، خسرت حركة الأحرار أهم المواقع الاستراتيجية التي كانت تسيطر عليها لصالح هيئة تحرير الشام، بدءا من المعابر الحدودية وانتهاء بالعديد من المدن الاستراتيجية” وبينها مدينة ادلب التي انسحبت منها في 23 يوليو، اي بعد اسبوع واحد فقط من المواجهات.

 

وفقدت حركة احرار الشام الشريط الحدودي مع تركيا لا سيما معبر باب الهوى الذي كان يعد مصدر ايرادات اساسيا لها.

 

ومن شأن “الانهيار العسكري السريع” ان ينعكس ايضا على شرعيتها كجهة حاكمة، بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على المؤسسات في ادلب وبينها المحاكم الشرعية.

 

نفوذ محلي

 

وتعد إدلب أحد آخر معاقل الفصائل المقاتلة ضد النظام السوري، ولو ان السيطرة عليها ما كانت لتتم لولا التحالف مع جبهة النصرة سابقا.

 

ومقارنة مع العام 2012، وبعد إقصائها من الجزء الاكبر من محافظة ادلب، لم يبق لدى الفصائل المعارضة وبينهم احرار الشام، سوى بعض المناطق المتناثرة، في محافظة حلب شمالا او قرب دمشق او بعض المناطق المحدودة في الوسط والجنوب.

 

ويقول الباحث المتخصص في الشأن السوري في مؤسسة “سنتشوري” سام هيلر لفرانس برس “يمكننا القول انه الى جانب هيئة تحرير الشام، كانت الاحرار الفصيل الاكثر تأثيرا في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال غرب سوريا”.

 

وتعد تلك المناطق “مركز الثقل بالنسبة إلى الفصائل المعارضة في البلاد بشكل عام”. لذلك فإن تقاسم حركة احرار الشام النفوذ هناك مع “تحرير الشام” منحها مكانة مهمة على صعيد البلاد كافة.

 

وبالنتيجة من الممكن القول، وفق هيلر، ان “هزيمة احرار الشام تعد هزيمة للفصائل المعارضة في سوريا بشكل عام”.

 

ولم يبق في شمال غرب البلاد أي فصيل قادر على تحدي سلطة هيئة تحرير الشام، وفق هيلر. اما في باقي أنحاء سوريا، فهناك فصائل “ذات نفوذ محلي” على غرار فصيل جيش الاسلام، اهم فصائل الغوطة الشرقية قرب دمشق.

 

فشل رهيب

 

ولم يكن انهيار حركة احرار الشام بالأمر المفاجئ، وفق ما يرى المحللون.

 

فقد أنشئت حركة احرار الشام في العام 2011، وهي جماعة سلفية كانت تعد من الاكثر تنظيما بين الفصائل التي تقاتل قوات النظام السوري. ويقدر عديد مقاتليها بما بين عشرة آلاف وعشرين ألف مقاتل.

 

تلقت الحركة ضربة قاسية في سبتمبر العام 2014 في تفجير ضخم استهدف اجتماعا لقياديين، وقتل خلاله 28 قياديا. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه.

 

في العام 2015، سيطر تحالف بين حركة احرار الشام وتنظيم القاعدة وقتها على كامل محافظة ادلب، وحكم الفصيلان المحافظة طويلا قبل ان يتصاعد التوتر بينهما في العام 2017.

 

ورغم عقيدتها السلفية وتحالفها مع “الجهاديين”، حاولت الحركة تقديم نفسها للغرب بوصفها فصيلا معتدلا، وكانت تتلقى دعما تركيا وخليجيا. وكان ينظر اليها على انها صلة الوصل بين الفصائل “الجهادية” والاخرى الاكثر اعتدالا.

 

ويرى المحللون ان لدى حركة أحرار الشام ازمة ايديولوجية ساهمت في انهيارها.

 

وكتب احمد ابازيد من مركز طوران، ومقره اسطنبول، ان “فشل القيادة الرهيب في المعركة (مع هيئة تحرير الشام) يعد تتويجاً لمسيرة طويلة من تردد الحركة وهويتها القلقة وخسارة الحلفاء المحليين أو الإقليميين”.

 

ويرى اوليفر بدوره ان رفض الحركة دعم الفصائل المعارضة في معارك سابقة ضد هيئة تحرير الشام جعلها تخسر مساندة تلك الفصائل لها حين أتى الدور عليها.

 

ويشير الى “الغياب التام لأي تحرك من جانب تركيا التي اكتفت بإغلاق حدودها”.

 

مهمة صعبة

 

بعد المواجهات مع هيئة تحرير الشام، سمت حركة أحرار الشام قائدا عاما جديدا لها هو حسن صوفان، المعتقل السابق في سجن صيدنايا.

 

وفي أول خطاب مصوّر له، اعترف صوفان بـ”الوهن” في صفوف الحركة، متعهدا ان تعود اقوى “مما كانت عليه” كما حصل بعد تفجير 2014.

 

الا ان المحللين يشككون بقدرة الحركة على الخروج من ازمتها.

 

ويقول أوليفر ان “تغير القيادة بعد الانهيار التام كان أمرا محتوما، ولكن من الصعب أن تقوم قيادة الأحرار الجديدة بالبناء السريع على أسس ضعيفة”. ويتوقع ان تزيد الانشقاقات في صفوف الحركة لصالح فصائل اخرى او حتى هيئة تحرير الشام.

 

ويرى ابازيد بدوره ان مخطط صفوان يتضمن مواجهة هيئة تحرير الشام أو تحصين حركة احرار الشام، لكن المهمة تبقى صعبة خصوصا “انهم ما زالوا مهددين من هيئة تحرير الشام”.

 

ويضيف “لا شك أن دورهم كأكبر فصيل في إدلب انتهى لصالح هيئة تحرير الشام”، متوقعا مواجهات جديدة بين الطرفين “في حال نهضت الحركة من جديد”.

 

الجيش الأميركي يتمرد على ترمب علناً وحديث عن عزلة يعيشها الرئيس

عادل الثقيل

«إيلاف» من واشنطن: في تمرّد معلن على سياسة الرئيس دونالد ترمب الذي تشتد عزلته، أدان رئيس هيئة الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي الأربعاء ما وصفه “بالعنصرية والتطرف والكراهية” في إشارة إلى أحداث العنف في مدينة شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا الأحد، التي اتهم متطرفون بيض بالتورط بها ونتج منها مقتل ثلاثة.

 

وقال ميلي في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر “إن الجيش لن يتسامح مع العنصرية والتطرف والكراهية بين جنوده، وهذا ضد قيمنا وكل ما كنا نؤيده منذ عام 1775”.

 

وكان ترمب رفض مراراً آخرها الثلاثاء في مؤتمر صحافي في نيويورك، تحميل المتطرفين البيض والنازيين الجدد وحدهم مسؤولية أعمال العنف التي شهدتها شارلوتسفيل، وقال “إن اليساريين ارتكبوا أيضاً أعمالا عنيفة جداً”، متهماً وسائل الإعلام بتجاهل هذه الحقيقة.

 

ورئيس الأركان هو رابع مسؤول كبير في الجيش يعترض، بشكل صريح على رفض ترمب إدانة المتعصبين البيض والنازيين الجدد.

 

وعلى مدى الأيام الثلاثة أدان في تصريحات منفصلة، وزير الدفاع جيمس ماتس، والجنرالات رئيس العمليات البحرية جون ريتشاردسون وقائد سلاح البحرية روبرت نيلر، ورئيس أركان القوات الجوية ديفيد جولديفين ما وصفوه بأعمال “الكراهية والعنصرية والتطرف”.

 

وجرت العادة ألا يتحدث قيادات في الجيش الأميركي بالشؤون السياسية، وهم محظور عليهم تولي أي مناصب مدنية ومنها وزير الدفاع إلا بعد سبع سنوات على تقاعدهم.

 

في إطار آخر، قالت تقارير الأربعاء إن عزلة ترمب “السياسية” اشتدت بسبب الغضب الواسع حتى بين أعضاء حزبه الجمهوري من رفضه تحميل المتعصبين البيض والنازيين الجدد وحدهم مسؤولية أعمال العنف التي شهدتها شارلوتسفيل.

 

وذكر موقع “ذا هيل الإخباري” الأربعاء أن عدداً من الجمهوريين أبلغوه أن مستوى التواصل مع ترمب مع حزبه انخفض بشكل كبير، بسبب رفض واسع لتصريحات الرئيس.

 

وانفرط المجلس الاقتصادي الاستشاري لترمب الذي يتكون من بعض رؤساء كبرى الشركات الأميركية بسبب انسحاب أعضائه منه، على ما يبدو احتجاجاً على رفض تصريحات الرئيس بشأن أحداث السبت الماضي، وهو ما دفع قائد أعظم دولة في العالم إلى إعلان حل المجلس في تغريدة نشرها الأربعاء عبر حسابه على تويتر الأربعاء.

 

وفي ظل هجوم شنه أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من اليهود على ترمب الثلاثاء بسبب عدم إدانته “لأعمال النازيين الجدد”، تجددت الدعوة إلى عزل ترمب، إذ قالت عضو مجلس النواب الديمقراطية جاكي سبير الاربعاء في تغريدة عبر حسابها على موقع تويتر، “أنه يجب على أعضاء الكونغرس، استنادا إلى التعديل الخامس والعشرين في الدستور، التحرك باتجاه عزل الرئيس من منصبه لانه غير مستقر عقلياً، ورفض إدانة أعمال العنف التي ارتكبتها المجموعات البيضاء المتطرفة”.

 

دي مستورا: تحولات نوعية وحاسمة في سوريا قريباً

طالب المبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، استافان دي مستورا، النظام السوري بأن يبدي جدية في التفاوض، مؤكداً أن شهر أكتوبر المقبل سيكون “حاسماً”.

 

وأضاف دي مستورا من جنيف، الخميس، أنه يوجد الآن مباحثات جادة بين الهيئة العليا ومجموعتي القاهرة وموسكو، وأشار إلى أن هناك تصاعداً ملحوظاً في العمليات العسكرية في دير الزور والرقة.

 

كما نوه دي مستورا بانعقاد مؤتمر لتنظيم المعارضة في أكتوبر المقبل، مبيناً أنه سيكون شهراً حاسماً في الأزمة السورية، كما أن بداية الشهر القادم ستشكل بداية لتحولات نوعية في سوريا.

 

وأكد دي مستورا أن مباحثات أستانا ستعقد في نهاية أغسطس، في حين سيتم تأجيل المباحثات الفنية حتى تتمكن المعارضة من التوصل إلى رؤية واضحة.

 

وأوضح أن المعارضة تحتاج إلى وقت للوصول إلى مقاربة شاملة، أما بالنسبة للمساعدات، فقد صرّح دي مستورا أنه يتم تجهيز المساعدات لكل من مخيم اليرموك وكفريا والفوعة.

 

خبير دولي: مياه الشرب تُستخدم سلاحا في سوريا

قال خبير بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن الماء يستخدم في سوريا كسلاح.  وأوضح الخبير النمساوي أندرياس كناب، مدير قسم إمدادات المياه بالمنظمة، أنه يتم “تعطيش مناطق بعينها من خلال تدمير أنابيب المياه ومضخاتها”.

 

وأشار كناب -في تصريحات أدلى بها في مدينة كولونيا الألمانية- إلى أن الناس في سوريا يعانون كثيرا من هذه الأزمة موسم الصيف الحالي.

وأوضح أن 70% من السكان لا يستطيعون الوصول لمياه نقية “وتم رصد ثلاثين عملية قطع مياه متعمدة عام 2016، وفي كثير من الحالات يضطر الناس لضخ المياه الجوفية يدويا وترشيحه، ولكن هذه الطريقة لا تحمي الناس من الميكروبات بشكل فعال”.

 

كما تحدث عن عدم قدرة سكان هذه المناطق على غلي الماء بسبب انهيار إمدادات الطاقة، وقال إنه يتم غالبا مصادرة الكلور لأن كل طرف من الأطراف المتحاربة في سوريا يخشى أن يستخدم الطرف الآخر هذه المادة في تصنيع غاز سام.

 

وزار كناب مؤخرا منطقة الغوطة القريبة من دمشق والمحاصرة، وقال إنه سأل الناس عن أكثر الأشياء التي يحتاجونها بشكل ملح.

واستدرك قائلا “كنت أعتقد أنهم سيتحدثون عن السلع الغذائية أو المواد الطبيعية ولكنهم قالوا بدلا من ذلك: أرسِلوا إلينا كتبا مدرسية”. وأضاف “يتضح مرارا أن أكثر ما يقلق السوريين هو ضياع مستقبل أولادهم”.

 

وأشار الخبير الأممي إلى عدم توفر الدروس المدرسية بشكل منتظم بسبب تعرض الكثير من المدارس للقصف، وقال إنه يتم في كثير من الأحوال تعليم الأطفال بشكل خاص في الأقبية.

 

دي ميستورا يرجئ اجتماع جنيف مع المعارضة السورية

دبي – العربية.نت

أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إرجاءَ محادثاته مع جماعات المعارضة السورية المقرر إجراؤها في جنيف الأسبوع القادم. وقال دي ميستورا إن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة في الأزمة السورية، مشيرا إلى مؤتمرٍ سيُعقد لتنظيم المعارضة في المرحلة المقبلة.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، قد أعلن أنه يجب على #النظام_السوري أن يبدي جدية في التفاوض.

وأضاف دي ميستورا من جنيف أنه يوجد الآن مباحثات جادة بين الهيئة العليا ومجموعتي القاهرة و#موسكو، وأشار إلى أن هناك تصاعداً ملحوظاً في العمليات العسكرية في دير الزور و#الرقة.

كما نوه دي ميستورا بانعقاد مؤتمر لتنظيم المعارضة المستقبلية سيعقد في أكتوبر.

وأعلن مبعوث الأمم المتحدة أن شهر أكتوبر سيكون شهراً حاسماً في #الأزمة_السورية، كما أن بداية الشهر القادم ستشكل بداية لتحولات نوعية في سوريا.

وأكد دي ميستورا أن مباحثات أستانا ستعقد في نهاية أغسطس، فيما سيتم تأجيل المباحثات الفنية حتى تتمكن #المعارضة من التوصل إلى رؤية واضحة.

وأضاف أن المعارضة تحتاج إلى وقت للوصول إلى مقاربة شاملة.

وبالنسبة للمساعدات، فقد صرّح دي ميستورا أنه يتم تجهيز #المساعدات لكل من مخيم اليرموك وكفريا والفوعة.

 

مقتل أشهر قاطع رؤوس بداعش في غارة على سوريا

سيدني- فرانس برس

أعلنت كانبيرا الخميس أنّ هناك “احتمالاً كبيراً” بأنّ مقاتلاً من تنظيم داعش أسترالي الجنسية قد قُتل مع اثنين من أولاده بغارة أميركيّة في سوريا.

ووفقاً للصحافة الأستراليّة، فإنّ #خالد_شروف وابنيه عبد الله (12 عاماً) وزرقاوي (11 عاماً) قُتلوا الجمعة خلال تنقّلهم قرب الرقة، معقل تنظيم #داعش في سوريا.

وكان شروف، وهو أوّل أسترالي تُسحب منه الجنسيّة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، قد تصدّر وسائل الإعلام في العام 2014 عندما نشر صورة لابنه وهو يحمل رأساً مقطوعة.

وشروف والد لخمسة أطفال. وفي أيار/مايو، نُشر في أستراليا تسجيل يُسمع فيه صوت شروف وهو يسأل ابنه حمزة البالغ السادسة من العمر حول سُبل قتل غير المسلمين.

ويبدو أنّ الطفل يظهر في التسجيل وهو يحمل مسدّسين وسكّيناً ويوجّه تهديدات، بينما يسأله صوت بعيد عن الكاميرا “كيف تقتل أستراليّاً؟”.

وقال وزير الهجرة الأسترالي بيتر دوتون على قناة “ناين”، “لا أحد سيبكي على مقتله. يمكنني أن أؤكّد لكم ذلك”.

وأعلنت كلّ من صحيفة “ذي أستراليان” ومجموعة “أستراليان برودكاستينغ كوربوريشن” مقتل شروف وولديه، وذلك نقلاً عن مصادر حكومية لم تذكراها.

وسرت شائعات بأنّ شروف قُتل في غارة لطائرة بلا طيّار في العام 2015، لكنّ وسائل الإعلام شككت لاحقاً في مقتله.

وكانت كانبيرا رفعت مستوى التهديد الإرهابي في أيلول/سبتمبر 2014 واعتمدت قوانين أمنيّة جديدة، وسط مخاوف من هجمات يشنّها أفراد من وحي تنظيمات متطرفة مثل تنظيم داعش.

وتقدّر السلطات الأستراليّة بأنّ 110 من مواطنيها على الأقلّ سافروا إلى سوريا أو العراق للانضمام الى المتطرفين وبأنّ نحو 60 منهم قد قتلوا.

 

اقتراح روسي “غير مسبوق” بشأن سوريا

موسكو تقترح إنشاء مجالس محلية تضم الحكومة السورية والمعارضة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اقترحت روسيا، الخميس، إنشاء مجالس محلية في مناطق تخفيف التوتر في سوريا، تضم ممثلين عن المعارضة والنظام، في اقتراح هو الأول من نوعه.

وقال نائب قائد القوات الروسية في سوريا، الجنرال سيرغي كورالينكو، إن مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم يقترح إنشاء هذه المجالس، وذلك خلال تصريح تلفزيوني.

 

وكانت موسكو وراء اتفاق لخفض التصعيد العسكري في مناطق الصراع الكبيرة في سوريا، أدى إلى هدوء نسبي على جبهات عدة في الحرب المستعرة منذ أكثر من 6 سنوات.

 

وينص الاتفاق الذي شاركت في صياغته دول أخرى مثل إيران وتركيا، على أن أكبر منطقة لخفض التصعيد في شمال سوريا تشمل محافظة إدلب وأحياء مجاورة في محافظات حماة وحلب واللاذقية وهي مناطق تضم نحو مليون نسمة.

 

وتقع مناطق تخفيف التوتر الأخرى في شمال محافظة حمص والغوطة الشرقية شرقي العاصمة دمشق، وفي جنوب سوريا على الحدود مع الأردن.

 

المعلم: مصر لديها رغبة صادقة في تعزيز العلاقات مع سوريا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– اعتبر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الخميس، أن مصر لديها “رغبة صادقة” في تعزيز العلاقات مع سوريا، وذلك خلال استقباله وفد اتحاد غرف التجارة المصرية، المشارك في معرض دمشق الدولي، بقيادة أحمد الوكيل رئيس اتحاد غرف التجارة المصرية.

 

وأكد المعلم على أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرا إلى العلاقة التاريخية التي تجمع الشعبين السوري والمصري. وقال المعلم إن “مستوى وحجم المشاركة المصرية في المعرض يعكسان الرغبة الصادقة لدى الأشقاء في مصر لتعزيز العلاقات مع سوريا”، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

 

وشدد المعلم على أهمية “الاستمرار في مثل هذه الزيارات واللقاءات في فتح المزيد من آفاق التعاون بين البلدين بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين”. وقال إن قرار الحكومة السورية بتنظيم الدورة التاسعة والخمسين لمعرض دمشق الدولي يعتبر مؤشرا على “قوة الدولة السورية وتعافيها”. وأضاف أن “سوريا ومصر تواجهان عدوا واحدا مشتركا هو الإرهاب التكفيري المدعوم من قبل قوى إقليمية ودولية ما يستوجب توحيد الجهود للقضاء عليه”.

 

تقرير خاص-هكذا واصلت سوريا استخدام الغاز ضد شعبها ووقف العالم يتفرج

من أنتوني دويتش

 

لاهاي (رويترز) – في صيف عام 2015 رافق ضابط سوري برتبة لواء فريقا صغيرا من مفتشي الأسلحة الكيماوية إلى مخزن يقع خارج العاصمة السورية دمشق.

 

كان الخبراء الدوليون يريدون فحص الموقع غير أن عدة أشخاص تم اطلاعهم على ما دار قالوا إن الخبراء ظلوا ينتظرون في السيارة خارج الموقع نحو الساعة.

 

وعندما تم السماح لهم بالدخول في نهاية الأمر كان المبنى خاليا. ولم يجدوا أي أثر لكيماويات محظور استخدامها.

 

قال الضابط السوري الذي عرفه المفتشون باسم شريف وهو يفتح الباب “انظروا لا يوجد شيء يستحق الرؤية”.

 

لماذا إذن اضطر المفتشون للانتظار؟ قال الجانب السوري إنه كان يحصل على الموافقات اللازمة لإدخالهم لكن المفتشين لهم رأي آخر. فقد اعتقدوا أن السوريين يسوفون بينما كانت عملية تطهير المكان تجري. فلم يبد منطقيا للفريق أن يتطلب الأمر موافقة خاصة للسماح بدخولهم إلى مبنى خال.

 

هذه الواقعة التي لم ينشر عنها شيء من قبل ليست سوى مثال واحد على الأسلوب الذي عرقلت به السلطات السورية عمل المفتشين وكيف فشل المجتمع الدولي في محاسبة سوريا وذلك حسبما اتضح من خلال مقابلات مع مسؤولين ودبلوماسيين ومحققين كان لهم دور في التخلص من أسلحة الدمار الشامل السورية.

 

تجنبت سوريا ضربات جوية أمريكية بالوعد الذي قطعته على نفسها عام 2013 بأن تتخلى عما لديها من أسلحة كيماوية. ويعتقد كثير من الدبلوماسيين ومفتشي الأسلحة الآن أن هذا الوعد لم يكن إلا خدعة.

 

ويشتبه هؤلاء أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ظهر بمظهر المتعاون مع المفتشين الدوليين بينما احتفظ سرا بقدرات لامتلاك أسلحة كيماوية جديدة وطورها.

 

ويقولون إن سوريا أعاقت المفتشين وقدمت لهم معلومات ناقصة أو مضللة واتجهت لاستخدام قنابل الكلور عندما تضاءل ما لديها من كيماويات أخرى.

 

وقعت عشرات الهجمات التي استخدم فيها الكلور وعلى الأقل هجوم واحد استخدم فيه غاز السارين منذ عام 2013 الأمر الذي تسبب في أكثر من 200 حالة وفاة وإصابة المئات. ويقول المفتشون الدوليون إن تقارير وردت عن أكثر من 100 واقعة استخدمت فيها أسلحة كيماوية في العامين الأخيرين وحدهما.

 

وقالت أنجيلا كين التي كانت كبيرة ممثلي الأمم المتحدة في نزع الأسلحة حتى يونيو حزيران 2015 لرويترز “التعاون كان على مضض في كثير من الجوانب وهذه طريقة مهذبة لوصفه. فهل كانوا يتعاونون ببشاشة؟ لا”.

 

وأضافت “ما اتضح فعلا هو أنه لم يكن ثمة إجراء مضاد. أن المجتمع الدولي في الأساس كان بلا حول ولا قوة”.

 

ترددت أصداء مشاعر الإحباط تلك في تصريحات كارلا ديل بونتي محققة جرائم الحرب بالأمم المتحدة التي أعلنت في السادس من أغسطس آب الجاري أنها ستترك منصبها في لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة الخاصة بسوريا.

 

وقالت ديل بونتي “لا أملك سلطة ما دام مجلس الأمن لا يفعل شيئا. نحن لا حول لنا ولا قوة ولا إنصاف لسوريا”.

 

لم يسبق أن دار الحديث على الملأ عن مدى ممانعة سوريا في التخلي عن الأسلحة الكيماوية وذلك خشية إلحاق الضرر بالعلاقة التي تربط المفتشين الدوليين بحكومة الأسد وكذلك روسيا التي تقدم الدعم العسكري للأسد.

 

والآن زود المحققون ومصادر دبلوماسية رويترز بتفاصيل لها أهميتها:

 

– ما قدمته سوريا من بيانات عن أنواع الكيماويات التي امتلكتها وكمياتها لا يتطابق مع الأدلة التي كشف عنها المفتشون على الطبيعة. فعلى سبيل المثال لا ذكر في إفصاحاتها للسارين ومع ذلك ثمة أدلة قوية على أن السارين استخدم في سوريا بل إنه استخدم في العام الجاري. وعثر المفتشون على كيماويات أخرى لم تذكرها سوريا ومن بينها آثار غاز الأعصاب (في.إكس) والريسين السام ومادة كيماوية يطلق عليها اسم هكسامين تستخدم في تثبيت السارين.

 

– أبلغت سوريا المفتشين في 2014-2015 أنها استخدمت 15 طنا من غاز الأعصاب و70 طنا من خردل الكبريت في إجراء أبحاث. وعلمت رويترز أن المحققين يعتقدون أن تلك الكميات ليس لها “مصداقية علمية”. فقد قال مصدران شاركا في عمليات التفتيش في سوريا إن الأبحاث لا تتطلب سوى جزء يسير من هذه الكميات.

 

– لا يُعرف مصير ما لا يقل عن 2000 قذيفة كيماوية قالت سوريا إنها تم تحويلها إلى أسلحة تقليدية واستخدمت أو تم تدميرها الأمر الذي يشير إلى أنها ربما لا تزال في أيدي الجيش السوري.

 

– قال ثلاثة مصادر على اطلاع مباشر بالأمر لرويترز إن مسؤولين عسكريين سوريين طلبوا من شهود على علم ببرنامج الأسلحة الكيماوية في دمشق تغيير أقوالهم أثناء المقابلات مع المفتشين.

 

سلم رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهي الجهة الدولية المنوط بها الإشراف على التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية وتدميرها، بأن أسئلة لها خطورتها لا تزال بلا إجابة عن مدى اكتمال الإفصاحات السورية ودقتها.

 

وقال الدبلوماسي التركي أحمد أوزومجو المدير العام للمنظمة لرويترز “من المؤكد أن هناك بعض الفجوات والأمور الغامضة والتناقضات.”

 

لكنه رفض انتقادات وجهتها كين وبعض الدبلوماسيين الآخرين لأسلوب قيادته للمنظمة. وكانت كين قالت لرويترز إنه كان يجب على أوزومجو أن يعمل على زيادة الضغط على سوريا فيما يتعلق بالثغرات في إفصاحاتها وأن يبذل المزيد من الجهد في دعم مفتشيه.

 

ورد أوزومجو قائلا إنه ليس من واجبات وظيفته أن يضمن “الالتزام الكامل” بالمعاهدات الخاصة بالأسلحة الكيماوية وقال إن المنظمة مكلفة بتأكيد استخدام الأسلحة الكيماوية لا بتحديد المسؤول عن استخدامها.

 

وأصر فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري على أن سوريا خالية تماما من الأسلحة الكيماوية ودافع عن مدى تعاون بلاده مع المفتشين الدوليين.

 

وقال المقداد لرويترز في مقابلة “أؤكد لكم أن ما سمي ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري قد انتهى وانتهى إلى غير رجعة. ولا توجد أي أسلحة كيماوية أخرى في سوريا”.

 

ولم يرد الضابط السوري شريف على طلبات للتعليق على الأحداث التي جرت في المخزن.

 

* هجوم السارين

 

في 21 أغسطس آب عام 2013 سقط مئات القتلى في هجوم بغاز السارين في منطقة الغوطة على مشارف العاصمة السورية. ويتسبب هذا الغاز الذي لا لون له ولا رائحة في اختناق من يستنشقه ولو بكميات صغيرة خلال دقائق.

 

وحملت حكومات غربية القوات السورية المسؤولية عن هذا الهجوم. ونفت سوريا مرارا استخدام أسلحة كيماوية وقالت إن المسؤولية تقع على عاتق المعارضة.

 

وفي أعقاب ذلك الهجوم تم التوصل إلى اتفاق بوساطة الولايات المتحدة وروسيا وافقت بمقتضاه الحكومة السورية على التخلص من برنامج الأسلحة الكيماوية.

 

وفي إطار ذلك الاتفاق انضمت سوريا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تتخذ من لاهاي في هولندا مقرا لها ووعدت بفتح حدودها للمفتشين والكشف عن برنامجها بالكامل بعد أن كانت تنفي من قبل أن لديها أسلحة كيماوية.

 

وأعلنت سوريا أن لديها 1300 طن من الأسلحة الكيماوية أو المخزونات الكيماوية الصناعية وهي تقريبا الكمية التي قدرها خبراء خارجيون. وفي عملية قادتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وبلغت تكاليفها مئات الملايين من الدولارات تم شحن تلك الكميات إلى الخارج لتدميرها بمساعدة 30 دولة على رأسها الولايات المتحدة.

 

لكن كان ثمة مشكلتان رئيسيتان. أولا لم تسر عمليات التفتيش بيسر وسهولة. فبعد أيام من هجوم السارين في الغوطة تعرض مفتشو المنظمة المتجهون إلى المنطقة لنيران قناصة. ووصل المفتشون إلى الغوطة في نهاية المطاف وأمهلتهم السلطات السورية ساعتين فقط لمقابلة الشهود وأخذ العينات. وأكد الفريق استخدام غاز السارين.

 

وفي مايو أيار 2014 تعرضت قافلة مشتركة من المنظمة ومن الأمم المتحدة لانفجار ونيران بنادق كلاشنيكوف أثناء محاولتها الوصول إلى موقع هجوم آخر استخدمت فيه أسلحة كيماوية في مدينة كفر زيتا في شمال البلاد. وفشلت تلك المهمة.

 

وفي رحلة العودة احتجز مسلحون مجهولون بعض أعضاء الفريق لمدة 90 دقيقة. وأصدرت وزارة الخارجية بيانا حملت فيه مسؤولية مهاجمة القافلة لإرهابيين.

 

ولم يتسن لرويترز تحديد عدد مرات عرقلة عمل المفتشين لكن أربعة دبلوماسيين ومفتشين من المشاركين في العملية قالوا لرويترز إن التكتيكات السورية تضمنت رفض إصدار تأشيرات سفر وتقديم كميات كبيرة من الوثائق عدة مرات لتعطيل سير العملية وفرض قيود على تفتيش المواقع في الدقائق الأخيرة وإجبار شهود بعينهم على تغيير رواياتهم في المقابلات.

 

وذكرت هذه المصادر أن فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أجرى 18 زيارة لمواقع منذ 2013 لكنه الآن توقف فعليا لأن سوريا لم تقدم معلومات كافية أو دقيقة.

 

وكانت المشكلة الثانية هي تغيير تكتيكات قوات الأسد. وقال مفتشان إن الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ركزتا على التخلص من المخزون الذي اعترفت سوريا بامتلاكه بينما شرعت قوات الأسد في استخدام قنابل كلور جديدة بدائية الصنع. وأفادا بإسقاط ما يصل إلى 100 برميل متفجر بغاز الكلور من طائرات هليكوبتر منذ 2014. وتنفي سوريا استخدام الكلور.

 

وغاز الكلور أقل سمية من غاز الأعصاب ويتوفر على نطاق واسع لكن استخدامه كسلاح محظور بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي وقعت عليها سوريا عند انضمامها لمنظمة الأسلحة الكيميائية وهي وكالة بين الحكومات تعمل مع الأمم المتحدة لتنفيذ الاتفاقية. وفي حال استنشاق غاز الكلور يتحول إلى حمض الهيدروكلوريك في الرئتين ويمكن أن يقتل عن طريق إغراق الضحية في سوائل الجسم.

 

وقال مصدر مشارك في مراقبة أسلحة سوريا الكيماوية لصالح منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن دمشق شرعت في استخدام الكلور “كسلاح ترويع” حتى تكون لها اليد العليا في ساحة المعركة عندما كانت إحدى قواعدها في كفر زيتا مهددة بالاجتياح في 2014.

 

وأضاف “كانت المعارضة تحيط بالقاعدة. أرادت القوات الحكومية إخلاء المنطقة. ولهذا بدأوا في استخدام الكلور”.

 

وقال مسؤول كبير عمل مع الأمم المتحدة ومفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن سربين لطائرات الهليكوبتر أسقطا براميل متفجرة بغاز الكلور واسطوانات مليئة بعبوات الكلور من قاعدتين جويتين. وأضاف أن إنتاج مثل هذه الكمية استلزم حتما طاقما فنيا ودعما لوجيستيا مما يشير إلى أن العملية كانت تحت إشراف قادة كبار.

 

وذكر المصدر الذي شارك في دراسة الأسلحة الكيماوية السورية لصالح منظمة الأسلحة الكيميائية أن البدء في استخدام نوع جديد من الأسلحة الكيماوية جاء في وقت حرج للمنظمة. وكانت المنظمة حريصة على التخلص من مخزون سوريا المعلن وعازفة عن بدء تحقيق بشأن مزاعم انتهاكات حكومية مما قد يجعل تعاون دمشق في مهب الريح. وأشار المصدر إلى أن هدف التخلص من المخزون، الذي خشيت حكومات غربية أن يسقط في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية، كانت له الأولوية على هجمات الكلور.

 

ونفى أوزومجو مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أي عزوف عن التحقيق في تقارير هجمات الكلور مشيرا إلى أنه شكل في 2014 بعثة تقصي حقائق للنظر فيها. لكن هذه البعثة لم تكن مكلفة بإلقاء اللوم وخلصت إلى أن استخدام الكلور كان ممنهجا وواسع النطاق.

 

وقال أوزومجو إن المجلس التنفيذي التابع للمنظمة تسلم نتائج الفريق. وأدان استخدام الكلور ونقل النتائج إلى الأمم المتحدة. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن من المنوط بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحديد ما إذا كانت دولة عضو قد انتهكت حظر الأسلحة الكيماوية.

 

وقالت كين التي كانت كبيرة ممثلي الأمم المتحدة في نزع الأسلحة لرويترز إنه كان يتعين على أوزومجو التعامل مع أمور لم تبلغ سوريا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بها ومن بينها مواد كيماوية غير معلنة وكذلك عدم الإبلاغ عن مركز الدراسات والبحوث العلمية الذي كان فعليا مقر البرنامج.

 

وأضافت “لماذا بحق الرب لم يتحقق بعد ذلك بثلاثة أعوام ونصف العام المزيد من التقدم لتوضيح هذه الالتباسات؟ لو كنت رئيسة لمنظمة كهذه… لذهبت إلى دمشق وواجهت هؤلاء الناس”.

 

وقال أوزومجو إن منظمة الأسلحة الكيميائية مقيدة بمعاهدة تأسيسها وهي اتفاقية الأسلحة الكيمائية لعام 1997. وأضاف أن المنظمة غير ملزمة بالتصرف عندما ينتهك أحد أعضائها الاتفاقية. وتحديد المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيماوية من مسؤولية بعثة أخرى تابعة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تعرف باسم آلية التحقيق المشتركة وتأسست في 2015. وأحال متحدث باسم آلية التحقيق المشتركة الأسئلة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

 

وقال أوزومجو “نفذت الأمانة العامة المهام المطلوبة منها تماما وبدقة وستظل تفعل في إطار ضوابطنا وتفويضنا”.

 

وأوضح أن بعض الدول لديها شكوك بأن الحكومة السورية خبأت مخزونات من المواد الكيماوية الأساسية التي يمكن أن تستخدم في إنتاج غازات أعصاب معينة مثل السارين. لكنه قال إنه لا يوجد دليل قاطع.

 

وعبر عن أسفه لانهيار العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والذي يملك سلطة فرض القيود على عضوية سوريا وإحالتها إلى مجلس الأمن الدولي لعدم تعاونها.

 

وقال أوزومجو إن مكتبه ما زال يسعى لإجابات من حكومة الأسد عن المواد الكيماوية غير المعلنة والقنابل التي تلقى من الجو ومركز الدراسات والبحوث العلمية الذي يشرف على أسلحة سوريا الكيماوية منذ السبعينيات. ويقول المسؤولون السوريون إنه لا يوجد توثيق يدعم البرنامج الذي كان يشمل العشرات من منشآت التخزين والإنتاج والبحث.

 

* جمود سياسي

 

تركت الأزمة السورية أثرا عميقا في الطريقة التي تعمل بها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وطوال عقدين ظلت معظم قرارات المنظمة تتخذ بالإجماع كما لم تدع مجلسها التنفيذي المكون من 41 عضوا للتصويت إلا في حالات قليلة. وأحدثت سوريا انقساما واضحا في المجلس.

 

وفي 2016 عندما خلص تحقيق للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن القوات الحكومية السورية مسؤولة عن ثلاثة هجمات بغاز الكلور سعت الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على المسؤولين عبر المجلس التنفيذي لكنها سحبت فيما بعد المقترح الذي لم يكشف عن تفاصيله. وأدانت وثيقة وضعت إسبانيا مسودتها الهجمات لكنها حذفت أي إشارة لعقوبات وأيدتها أغلبية تشمل ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا لكن روسيا والصين وإيران والسودان عارضوها.

 

وفرضت الولايات المتحدة منذ ذلك الحين عقوبات على مئات المسؤولين السوريين الذين تقول إنهم على صلة ببرنامج الأسلحة الكيماوية. وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضربة صاروخية لقاعدة جوية سورية لكن الانقسام في المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وفي الأمم المتحدة حال دون اتخاذ تحرك جماعي ضد الهجمات المستمرة.

 

واتهمت حكومات غربية موسكو بمحاولة تقويض تحقيقات الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سبيل حماية الأسد. وتقول سوريا إن الدول الغربية تستغل مهام التفتيش لفرض تغيير النظام.

 

ولم يرد مسؤولون روس على طلب للتعقيب.

 

* السارين موجود

 

قال أوكا سيلستروم وهو مفتش أسلحة سابق بالأمم المتحدة وكبير العلماء حاليا في بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن من المهم مثول الجناة في الهجمات الكيماوية أمام العدالة لردع استخدام أسلحة الدمار الشامل في المستقبل. وأضاف أن فريقه سيقدم تقريره المقبل للأمم المتحدة بحلول منتصف أكتوبر تشرين الأول.

 

ويبقى سؤال مهم دون إجابة وهو ماذا حدث لألفي قنبلة قالت سوريا إنها حولتها إلى أسلحة تقليدية وهي عملية مكلفة وتستغرق وقتا طويلا.

 

وقال مصدر بمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية والأمم المتحدة شارك في المفاوضات عامي 2015 و2016 “على حد علمي لم تقدم الحكومة السورية قط أي تفاصيل بشأن أين ومتى وكيف قامت بتغيير حمولة القنابل”. وأضاف أن من الواضح أنه كان هناك “هيكل قيادة حقيقي ورفيع المستوى وراء هذا”.

 

ولم يرد مسؤولون سوريون على طلبات للتعليق بشأن القنابل.

 

ويحقق الفريق أيضا في مقتل قرابة 100 شخص في الرابع من أبريل نيسان نتيجة لهجوم بالغاز على بلدة خان شيخون التي تقع في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة والقريبة من الحدود التركية. وأكدت عينات من أشخاص تعرضوا للمواد الكيماوية وفحصتها منظمة الأسلحة الكيميائية استخدام السارين. وقال المقداد في المقابلة إن القوات السورية غير مسؤولة مكررا بذلك نفي وزير الخارجية وليد المعلم للأمر.

 

وقال سيلستروم إن وجود السارين بعد فترة طويلة من تفكيك سوريا المفترض لبرنامجها من الأسلحة الكيماوية يطرح أسئلة صعبة. وأضاف “هل هناك مخبأ في مكان ما أو هل ثمة إنتاج في مكان ما وما هي الكمية المتوفرة؟” مضيفا أن أنباء إسقاط القنابل من الجو في خان شيخون قد تشير إلى أن القوات السورية تحتفظ ببعض الأسلحة الاستراتيجية أيضا.

 

وأضاف أن الهجوم يعني إما أن “أحدهم يمكنه إنتاج السارين اليوم أو أن السارين كان مخبأ”.

 

(إعداد منير البويطي وياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

تسلسل زمني-تسلسل زمني للتحقيقات في أسلحة سوريا الكيماوية

(رويترز) –

2013 – وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يتوصل إلى اتفاق مع نظيره الروسي سيرجي لافروف بشأن التخلص من أسلحة سوريا الكيماوية.

– الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يؤسس بعثة الأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في الجمهورية العربية السورية. وكانت البعثة برئاسة العالم السويدي أوكا سيلستروم وضمت خبراء من منظمة الصحة العالمية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وكانت مهمتها هي بحث احتمال استخدام الأسلحة الكيماوية بعد تقارير عن هجوم في بلدة خان العسل بشمال سوريا. وتؤكد البعثة استخدام السارين في الهجوم الذي وقع في 21 أغسطس آب بضاحية الغوطة في دمشق وراح ضحيته المئات.

2014 – يبدأ فريق تقييم الإعلان التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية العمل على سد الفجوات ونقاط الالتباس في الإعلان الذي قدمته سوريا للمنظمة ويفترض أنه يشمل كل جوانب برنامجها للأسلحة الكيماوية. وبحلول يوليو تموز 2016 وبعد زيارة سوريا 18 مرة لتفتيش مواقع ولقاء مسؤولين سوريين قال الفريق إنه لا يمكنه “التحقق بشكل كامل من أن سوريا قدمت إعلانا يمكن اعتباره دقيقا ومستوفى”.

– تؤسس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعثة لتقصي الحقائق ردا على استمرار مزاعم شن هجمات بأسلحة كيماوية في سوريا بهدف “التوصل إلى حقائق مزاعم استخدام مواد كيماوية سامة، أفادت أنباء بأنه غاز الكلور، لأغراض عدائية في الجمهورية العربية السورية”. وتخلص بعثة تقصي الحقائق إلى أن استخدام الكلور كان ممنهجا وواسع النطاق. ولم تكن البعثة مكلفة بمهمة إلقاء اللوم.

2015 – تأسيس آلية التحقيق المشتركة التابعة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحديد الأفراد أو الكيانات التي تقف وراء هجمات الأسلحة الكيماوية.

2016 – تخلص آلية التحقيق المشتركة إلى أن القوات الحكومية السورية استخدمت غاز الكلور كسلاح كيماوي في ثلاث حالات وأن متشددي تنظيم الدولة الأسلحة استخدموا غاز الخردل.

– المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يتبنى قرارا يدين الحكومة السورية والدولة الإسلامية باستخدام الأسلحة الكيماوية وذلك بعد تصويت شهد انقساما في المجلس وأذن بانتهاء التعاون الأمريكي الروسي.

2017 – تخلص بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن غاز السارين استخدم في هجوم الرابع من أبريل نيسان على منطقة خان شيخون بشمال سوريا وذلك في أعنف استخدام لغاز الأعصاب منذ ثلاث سنوات. ولم تلق البعثة باللوم على طرف بعينه.

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

حصري-قوات سوريا الديمقراطية تتوقع بقاء قوات أمريكية في سوريا لعقود

من جون ديفيسون

 

عين عيسى (سوريا) (رويترز) – قال تحالف قوات سوريا الديمقراطية، حليف واشنطن الأساسي في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، إن القوات الأمريكية ستبقى في شمال البلاد لفترة طويلة بعد هزيمة المتشددين متوقعا إقامة علاقات مستمرة بالمنطقة التي يهيمن عليها أكراد.

 

وقال طلال سلو المتحدث باسم تحالف قوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن التحالف، المؤلف من فصائل أبرزها وحدات حماية الشعب الكردية السورية، يعتقد أن الولايات المتحدة لها “مصلحة استراتيجية” في البقاء.

 

وقال سلو “مؤكد هم لديهم سياسة استراتيجية لعشرات السنين للأمام. ومن المؤكد أن يكون (هناك) اتفاقات بين الطرفين على المدى البعيد. اتفاقات عسكرية.. اتفاقات اقتصادية.. اتفاقات سياسية ما بين قيادات مناطق الشمال… والإدارة الأمريكية”.

 

ونشر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية قوات في عدة مناطق في شمال سوريا منها قاعدة جوية قرب بلدة كوباني. وساند التحالف قوات سوريا الديمقراطية بضربات جوية وقصف مدفعي وقوات خاصة على الأرض.

 

وردا على سؤال حول الاستراتيجية طويلة المدى أحال الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم التحالف رويترز إلى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). وقال إن هناك “الكثير من المعارك التي يتعين خوضها .. حتى بعد هزيمة الدولة الإسلامية في الرقة”.

 

وأضاف المتحدث أن الدولة الإسلامية ما زال لها معاقل في وادي الفرات في إشارة إلى محافظة دير الزور جنوب شرقي الرقة.

 

وقال ديلون دون الخوض في تفاصيل “مهمتنا… هزيمة الدولة الإسلامية في مناطق محددة في العراق وسوريا وتهيئة الظروف لعمليات متابعة لتعزيز الاستقرار الإقليمي”.

 

وفي واشنطن قال إريك باهون وهو متحدث باسم البنتاجون “وزارة الدفاع لا تناقش الأطر الزمنية لعمليات مستقبلية. لكن نحن ما زلنا ملتزمين بتدمير الدولة الإسلامية ومنع عودتها”.

 

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب على منطقة واسعة في شمال سوريا ظهرت فيها إدارات حكم ذاتي منذ بدء الصراع السوري في 2011.

 

وتسيطر وحدات حماية الشعب وحلفاؤها على شريط متصل من الأراضي بطول 400 كيلومتر على الحدود السورية-التركية.

 

ويمثل دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب نقطة خلاف كبرى مع حليفتها تركيا. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي حمل السلاح ضد الدولة التركية على مدى ثلاثة عقود.

 

وقال سلو “الأمريكان إلهن (لهم) مصالح استراتيجية (هنا) بعد الانتهاء من داعش”.

 

* قواعد جديدة؟

 

قال سلو إن الأمريكيين “لمحوا (مؤخرا) إلى إمكانية أن يقوموا بتأمين مطار عسكري لهم… (هذه) هي البدايات… من المؤكد أن الطرف الأمريكي لن يقدم كل هذا الدعم ليغادر المنطقة”.

 

وأضاف “من المعروف أن أمريكا لا تقدم كل هذا الدعم بالمجان”.

 

وأشار سلو إلى أن شمال سوريا قد يصبح قاعدة جديدة للقوات الأمريكية في المنطقة وقال “ممكن يكون بديل لقاعدتهم الموجودة بتركيا.. ممكن” في إشارة إلى قاعدة إنجيرليك الجوية.

 

وقال قائد وحدات حماية الشعب الشهر الماضي إن الولايات المتحدة أقامت سبع قواعد عسكرية في مناطق بشمال سوريا تسيطر عليها الوحدات وقوات سوريا الديمقراطية بما يشمل قاعدة جوية كبرى قرب كوباني على الحدود مع تركيا.

 

ويقول التحالف إنه لا يتحدث عن موقع قواته متعللا بتأمين العمليات.

 

وشاهد مراسلون من رويترز طائرات هليكوبتر عسكرية من طراز بلاك هوك وأباتشي وهي تقلع من موقع مصنع للأسمنت جنوب شرقي كوباني.

 

وبدأت واشنطن تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب بتوزيع أسلحة على وحدات حماية الشعب في مارس آذار قبل بدء الهجوم النهائي على مدينة الرقة مما أثار غضب تركيا التي كانت تحاول الضغط على واشنطن للتخلي عن قوات سوريا الديمقراطية دون جدوى.

 

وعلى الرغم من ثقة قوات سوريا الديمقراطية بأن القوات الأمريكية باقية إلا أن هناك مخاوف من ألا تمنح واشنطن دعما كافيا لحلفاء وحدات حماية الشعب ومجالس مدنية تسيطر على شمال شرق سوريا.

 

وقال سلو “نحن بشكل مستمر نطلب أن يكون (هناك) دعم سياسي واضح وعلني”.

 

وتابع قائلا “حاليا لا توجد اجتماعات تعقد لبحث حقيقي لمستقبل سوريا. (هناك) بوادر تطور بالدعم السياسي لقواتنا ولكن نأمل أن يكون بشكل أكبر”.

 

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى