أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 18 آب 2016

 

«تداخل» عمليات الطيران الأميركي والروسي في سورية

واشنطن، لندن، موسكو، بيروت – جويس كرم، «الحياة»، رويترز، أ ف ب

واصل الطيران الروسي لليوم التالي استخدامه قاعدة عسكرية إيرانية لشن غارات في سورية، حيث «تداخلت» أمس مع غارات شنتها قاذفات التحالف الدولي شرق سورية قرب حدود العراق، وسط نفي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهامات أميركية بخرق القرار الدولي ٢٢٣١ الذي حظر تصدير أسلحة إلى إيران، في وقت قتل وجرح عشرات في قصف عنيف على حلب وإدلب حيث دارت أمس معارك شرسة بين القوات النظامية وفصائل معارضة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قاذفات روسية من طراز «سوخوي- 34» أقلعت من قاعدة همدان الجوية أصابت أهدافاً لـ «داعش» في دير الزور شرق سورية، ودمرت مركزين للقيادة وقتلت أكثر من 150 «متشدداً»، في وقت قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «طائرات يعتقد بأنها تابعة للتحالف الدولي شنت ضربات على مناطق في قرية خلوف الضعيف في جبل المعزة في منطقة مركدة في ريف الحسكة الجنوبي قرب دير الزور «ما أدى إلى مقتل مواطن، وإصابة طفل ومواطنة بجروح».

ويعتقد بأن شن الطيران الأميركي والروسي تطلب حداً أدنى من تبادل المعطيات لعدم حصول تداخل بين مسار الطائرات. واستخدمت روسيا القاعدة الإيرانية في شن ضربات جوية في سورية للمرة الأولى الثلثاء. ووصفت واشنطن الخطوة بأنها «مؤسفة» وقالت إنها تبحث ما إذا كانت الخطوة الروسية تنتهك قرار مجلس الأمن 2231 الذي يمنع توريد أو بيع أو نقل طائرات حربية لإيران. لكن وزير الخارجية الروسي قال أمس إنه ليس هناك أساس لاعتبار قرار موسكو يمثل انتهاكاً للقرار. وأكد أن موسكو لا تمد إيران بالطائرات. وقال لافروف في مؤتمر صحافي بعدما أجرى محادثات مع موراي مكولي وزير خارجية نيوزيلندا: «هذه الطائرات تستخدمها القوات الجوية الروسية بموافقة إيران في إطار حملة لمكافحة الإرهاب بناء على طلب من القيادة السورية».

سياسياً، دافع روبرت مالي مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما في شؤون الشرق الأوسط عن رصيد الإدارة في الأزمة السورية، محدداً ثلاثة أهداف لواشنطن هي خفض نسبة العنف، هزيمة «داعش» و «جبهة النصرة» والدفع «في حل سياسي بعيداً من (الرئيس بشار) الأسد». وقال مالي لمجلة «فورين بوليسي» أن منتقدي أوباما «لا يمكن أن يقولوا وبأي نسبة من الثقة بأنه كانت هناك خيارات أخرى لتفادي الكارثة»، وأن «التحرك العسكري كان ليقود لنتائج أفضل أو أسوأ ضد الإرهاب». واعتبر أن الجهود مع روسيا هي باتجاه الأهداف الثلاثة لخفض العنف ضد المدنيين وضرب «النصرة وداعش وإيجاد تسوية بعيداً من الأسد». وأشار إلى أن واشنطن «لا تعول على روسيا» بل «نمتحنها… وإذا كانت روسيا لا تعني ما تقوله وإذا لم تكن قادرة على الضغط على النظام، فنحن لم نخسر شيئاً، فالدعم للمعارضة مستمر والنظام لا يمكنه أن يسود».

من جهتها، أفادت وزارة الخارجية الروسية أن نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف والرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد معاذ الخطيب أكدا خلال لقائهما في الدوحة «عدم وجود بديل من التسوية السياسية للأزمة التي طال أمدها من خلال الحوار الشامل بين الأطراف السورية، على أساس بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن الدولي».

وجاء استخدام روسيا لقاعدة جوية إيرانية وسط تصاعد القتال للسيطرة على حلب، وفي الوقت الذي تعمل موسكو وواشنطن على التوصل إلى اتفاق في شأن سورية قد يسفر عن تعاونهما في شكل أوثق. وأفاد «المرصد» بأن «الاشتباكات مستمرة على أشدها بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام والمسلحين الموالين في محيط الكليات العسكرية في منطقة الراموسة ومنطقة الـ1070 جنوب غربي حلب، مترافقة مع قصف مكثف للقوات النظامية على مناطق الاشتباكات، واستهداف الفصائل آليات حكومية وتمركزات لها في المنطقة وسط سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».

 

معارك شرسة على أبواب حلب … وهدوء حذر في الحسكة

لندن – «الحياة»

صدت فصائل معارضة وإسلامية هجمات عنيفة شنتها القوات النظامية السورية والميلشيات الموالية تحت غطاء من القصف الروسي في جنوب غربي حلب وسط استمرار عمل ممر الراموسة إلى أحياء المعارضة شرق حلب بعد تعرضه لغارات من قاذفات روسية انطلقت من قاعدة إيرانية، في وقت ألقت مروحيات النظام عشرات «البراميل المتفجرة» على مدينة داريا جنوب غربي دمشق. وساد مدينة الحسكة شرق سورية هدوء حذر بعد مواجهات بين مقاتلين أكراد وموالين للنظام السوري.

وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس إن «فصائل المقاومة السورية تصدت لمحاولة قوات النظام والميليشيات التي تسانده التقدم على محاور الكلية الفنية الجوية وحي النصر 1070 وسوق الجبس بالقرب من الراشدين في مدينة حلب»، لافتة إلى أن القوات النظامية «شنَّت ثلاث هجمات عنيفة على مواقع الثوار، تزامنًا مع عشرات الغارات الجوية الروسية على مدخل حلب الجنوبي الراموسة».

وأضاف «الدرر الشامية» أن المناطق «شهدت معارك عنيفة انتهت بالتصدي لكل محاولات التقدم، وتكبيد قوات الأسد خسائر في الأرواح والعتاد، حيث تم تدمير عربة مدرعة قرب الكلية الجوية، فيما قُتل عدد من العناصر على جبهة حي النصر 1070».

وتحاول قوات النظام الميليشيات العراقية بشكل يومي التقدم على حي النصر بالحمدانية، بهدف تأمين المنطقة واستعادة السيطرة على الكليات، لقطع الطريق الواصل من وإلى حلب.

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال: «لا يزال مفتوحاً الممر المؤدي من منطقة الكليات بجنوب غرب مدينة حلب، إلى أحياء حلب الشرقية، مروراً بمنطقة الراموسة في أطراف مدينة حلب، والذي تمكنت الفصائل من فتحه في ٦ الشهر الجاري خلال هجومها العنيف على المنطقة»، لافتاً إلى أن «الممر لا يزال يعمل، ولم يتم إغلاقه، بعد تدمير جسر خان طومان الواقع إلى الجنوب من مدينة حلب، بقصف للطائرات الروسية (أول من) أمس حيث سلكت الآليات طريقاً ترابياً مجاوراً للجسر»، في وقت شهدت مناطق سيطرة الفصائل في الراموسة «قصفاً مكثفاً من قبل قوات النظام، بالتزامن مع غارات للطائرات الحربية على منطقة الراموسة والممر فيها، ما أدى لاستشهاد سائق وإصابة آخرين بجروح، خلال محاولة قافلة تحمل مواد غذائية عبور الممر».

وكان «المرصد» أشار أمس إلى أنه «ارتفع إلى 10 بينهم مواطنتان وطفل وطفلة وفتى في الثامنة عشرة من عمره، عدد القتلى الذين قضوا جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق سيطرة قوات النظام في حي صلاح الدين بمدينة حلب».

وأفاد أمس بان «الاشتباكات مستمرة على أشدها بين قوات النظام المدعمة بحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفــــصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام من جهة أخرى، في محيط الكليات العسكرية بمنـــــطقة الراموسة جنوب حلب ومنطقة الـ1070 جنوب غربي حلب، مترافقة مع قصف مكثف لقوات الــنظام على مناطق الاشتباكات، واستهداف الفصائل آليات لقوات النظام وتمركزات لها في المنطقة وسط سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».

في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» إن «طائرات حربية شنت غارات على مناطق في مدينة إدلب، ما أدى الى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، ولا يزال بعض الجرحى بحالات خطرة، بالإضافة لوجود مفقودين».

وواصلت طائرات حربية قصف مناطق في بلدة سراقب في ريف إدلب الشرقي التي تعرضت الى اكثر من مئة غارة منذ إسقاط فصائل معارضة مروحية روسية. وأشار الى تعرض جسر الشغور بين إدلب واللاذقية لغارات عنيفة أمس.

في وسط البلاد، قصفت طائرات حربية أماكن بالقرب من جبل عنتر، الواقع في بادية تدمر، في الريف الشرقي لحمص، بحسب «المرصد» وأشار إلى أن القوات النظامية «قصفت مناطق في بلدتي أم حارتين وعطشان بريف حماة الشمالي الشرقي وسط حالة من التوتر في مناطق سيطرة قوات النظام بريف حماة الغربي، بعد مقتل 5 عناصر من الأمن العسكري في بلدة السقيلبية بريف حماة الغربي، خلال مداهمتهم قرية الخندق الخاضعة لسيطرة قوات النظام والواقعة في شمال غرب بلدة السقيلبية، بحثاً عن مطلوبين»، قالت مصادر أهلية، أن «قتل العسكريين جاء رداً من ذوي عسكري فار من صفوف قوات النظام قتله عناصر من قوات النظام الأمنية، حيث تجري عمليات مداهمة وتفتيش في القرية من قبل قوات النظام بعد استقدام مؤازرة إلى المنطقة».

في شمال شرقي البلاد، نفذت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركا ضربات على مناطق في قرية خلوف الضعيف في جبل المعزة، في منطقة مركدة بريف الحسكة الجنوبي «ما أدى لاستشهاد مواطن، وإصابة طفل ومواطنة بجروح»، بحسب «المرصد».

على صعيد آخر، قال «المرصد» إنه «لا يزال الهدوء الحذر يسود مدينة الحسكة بعدما شهدت المدينة اشتباكات عنيفة دارت بين قوات الأمن الداخلي الكردي «(أسايش) من جانب، وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، ترافقت مع قصف متبادل بقذائف هاون بين الجانبين، واستمرت الاشتباكات لعدة ساعات مخلفة 6 قتلى على الأقل من قوات الدفاع الوطني وعدد آخر من الجرحى، إضافة إلى سقوط عدد من الجرحى من قوات أسايش بعضهم إصاباتهم بليغة، وإصابة طفل بطلق ناري خلال هذه الاشتباكات»، في حين سمع دوي انفجارات عدة خلال الأيام الفائتة في منطقة البحرة الخاتونية القريبة من الهول بريف الحسكة الشرقي.

واتهم أهالي من المنطقة «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية بتفجير منازل ومحال لعدة أشخاص من أهالي المنطقة، التي لا تزال هذه القوات تمنع أهاليها من العودة إليها بعد مرور أكثر من 9 أشهر على سيطرة هذه «القوات» على المنطقة.

في الجنوب، قال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 16 عدد الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض- أرض، وأطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ترافق مع إلقاء الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في المدينة» جنوبي غربي دمشق، في وقت «ارتفع إلى 5 بينهم طفلان اثنان ومواطنة، عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف طائرات حربية لمناطق في مدينة عربين بالغوطة الشرقية». وأفاد لاحقاً بأن مروحيات النظام ألقت «ما لا يقل عن 26 برميلاً متفجراً، على داريا إضافة إلى 14 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض- أرض أطلقتها قوات النظام وقصف مكثف من طرفها على مناطق في المدينة، وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط المدينة وأطرافها».

 

دي ميستورا يعلّق مهمة فريق المساعدات في سورية ويسعى لهدنة في حلب

جنيف، بيروت – رويترز

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا اليوم (الخميس) إنه لم تصل أي قافلة مساعدات للمناطق المحاصرة في سورية منذ شهر وإنه علق عمل قوة مهام إنسانية حتى الأسبوع المقبل موجهاً إشارة للقوى الكبرى.

وأوضح دي ميستورا أن وقف القتال لمدة 48 ساعة في مدينة حلب الشمالية سيكون الموضوع الرئيس اليوم لمجموعة الدول التي تعمل لتنفيذ وقف الأعمال القتالية.

وتابع قوله للصحافيين في جنيف: «أؤكد نيابة عن الأمين العام: وقف (القتال) لمدة 48 ساعة في حلب – بدايةً – يتطلب مجهوداً شاقاً ليس فقط من القوتين الرئيستين (روسيا والولايات المتحدة) ولكن أيضاً من كل من لهم نفوذ على الأرض».

ميدانياً قال ناطق باسم «وحدات حماية الشعب الكردية السورية» إن طائرات حكومية قصفت مناطق يسيطر عليها الأكراد في مدينة الحسكة شمال شرقي البلاد اليوم للمرة الأولى منذ خمس سنوات.

وذكر الناطق ريدور خليل أن «الضربات الجوية أصابت مناطق كردية من المدينة ،التي تسيطر جماعات كردية على معظمها، ومواقع لقوات الأمن الداخلي الكردية» المعروفة باسم «الأسايش»، موضحاً أن «هناك قتلى وجرحى».

 

إيران تؤكد استخدام مقاتلات روسية أراضيها وموسكو تنصح واشنطن بمراجعة القانون الدولي

المصدر: (و ص ف،رويترز،أب)

لليوم الثاني على التوالي، استخدمت روسيا قاعدة همدان الايرانية في شن غارات جوية داخل سوريا، رافضة الإشارات الأميركية المتكررة إلى أن تعاونها مع إيران ينتهك قراراً للأمم المتحدة، واصفة إياها بأنها مجافية للمنطق وغير صحيحة، فيما أكدت طهران استخدام موسكو أراضيها لشن الغارات ، في ما يمثل تقارباً تاريخياً بين الجانبين اللذين يدعمان النظام السوري.

وكررت وزارة الخارجية الأميركية أمس الاعراب عن امتعاضها من الخطوة الروسية، مشيرة الى أن قانونييها يعكفون على درس ما إذا كانت روسيا قد انتهكت قرار مجلس الأمن الرقم 2231 الذي يحظر تصدير وبيع ونقل طائرات مقاتلة لإيران، ولكنهم لم يتوصلوا إلى نتيجة حاسمة بعد.

وصرح الناطق باسمها مارك تونر بأن استمرار استخدام روسيا القاعدة الإيرانية لضرب أهداف في سوريا “لا يساعد” في التوصل إلى وقف للاقتتال في الحرب الأهلية الدائرة في هذا البلد، وذلك غداة وصفه هذه الخطوة بأنها “مؤسفة”.

وأبدت روسيا انزعاجها من هذه التصريحات، بعد إعلانها أن مقاتلات روسية من طراز “سوخوي- 34″ أقلعت من قاعدة همدان الجوية أصابت أهدافا لـ”داعش” في دير الزور في سوريا ودمرت مركزين للقيادة وقتلت أكثر من 150 متشددا.

وقال الميجر جنرال إيغور كوناشينكوف في بيان: “ليس من عادتنا اسداء النصح الى وزارة الخارجية الأميركية، ولكن من الصعب أن نحجم عن أن نوصي ممثلي الوزارة بأن يراجعوا منطقهم ويتحققوا من معرفتهم بالوثائق الأساسية الخاصة بالقانون الدولي”.

واستخدمت موسكو القاعدة الإيرانية في شن غارات جوية في سوريا الثلثاء للمرة الأولى لتوسع تدخلها في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات، الامر الذي أغضب الولايات المتحدة.

وسجل استخدام روسيا قاعدة جوية إيرانية وسط تصاعد القتال للسيطرة على مدينة حلب حيث يقاتل المعارضون قوات الحكومة المدعومة من الجيش الروسي ووقت تعمل موسكو وواشنطن على التوصل إلى اتفاق في شأن سوريا قد يسفر عن تعاونهما بشكل أوثق.

وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن أي استياء أميركي من التعاون العسكري بين موسكو وإيران يجب ألا يصرف الانتباه عن الجهود الرامية إلى تطبيق اتفاق أميركي- روسي في شأن تنسيق العمل في سوريا وضمان وقف للنار. وقال إن له أساس لاعتبار عمل موسكو يمثل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن، ذلك أن موسكو لا تمد إيران بالطائرات العسكرية لاستخداماتها الداخلية وهو أمر يحظره القرار، وإنما “هذه الطائرات تستخدمها القوات الجوية الروسية بموافقة إيران في إطار حملة لمكافحة الإرهاب بناء على طلب من القيادة السورية”.

 

إيران

وأكدت إيران استخدام الطيران الروسي قاعدتها، وتحركها “بما ينسجم مع المعايير الدولية”.

وقال رئيس لجنة السياسة الخارجية والامن القومي في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بوروجردي ان الروس يستخدمون قاعدة الشهيد نوجه الواقعة على مسافة 50 كيلومتراً شمال همدان، وهي قاعدة معزولة رصدت مقاتلات ايرانية تهبط فيها أواخر العام الماضي. واوضح أن “الامر الوحيد الذي يحصل هو ان المقاتلين الروس سمح لهم باستخدام هذه القاعدة لتلقي الامدادات”، وأن “لا تمركز لقوات روسية على اراضي الجمهورية الاسلامية”.

ويرى خبراء ان استخدام القاعدة الايرانية اضافة الى قاعدة حميميم الروسية في شمال غرب سوريا يمنح موسكو أفضلية تكتيكية ويتيح لها ارسال قاذفات ثقيلة محملة بعدد أكبر من القنابل وتنفيذ الطلعات في وقت قصير نسبياً.

 

قصف ومعارك

ومع استمرار القصف المتبادل في حلب، تواصلت المعارك بين الفصائل المقاتلة والجهادية من جهة والجيش السوري من جهة أخرى في جنوب غرب المدينة.

وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن تركز المعارك في محيط الكليات العسكرية ومنطقة الراموسة وسط “قصف مكثف ومتبادل بين الجانبين وغارات جوية على مناطق الاشتباك”، من غير ان تحرز قوات النظام أي تقدم ملحوظ حتى الآن.

 

«النصرة» تبتكر أفكارها: 25 وسيلة لضرب الأميركيين

عبد الله سليمان علي

ليس «فك الارتباط» مع تنظيم «القاعدة» وحده ما يثير الجدل حول توجهات «جبهة النصرة» الجديدة، فهناك العديد من القضايا الأخرى التي تتبنى فيها الجماعة خطاباً مزدوجاً هدفه التشويش على حقيقة مخططاتها المستقبلية. ومن أبرز هذه القضايا الموقف من الولايات المتحدة واحتمال التخطيط لاستهدافها.

فقد حرصت «جبهة النصرة» مؤخراً على تكثيف تصريحاتها الإعلامية الهادفة إلى مخاطبة واشنطن من أجل طمأنتها حول عدم وجود أي نية لديها لاستهداف الغرب عموماً أو استهدافها هي خصوصاً. ومن أجل ذلك، توالت تصريحات كبار قادتها من تغريدات أبو عمار الشامي على حسابه على «تويتر»، إلى ظهور أبي سليمان الاسترالي على شاشة «سي أن أن»، بالإضافة إلى ما ورد في بيان فك الارتباط على لسان زعيمها أبي محمد الجولاني نفسه، حيث كان القاسم المشترك لكل هذه الإطلالات الإعلامية هو تأكيد اقتصار نشاط «جبهة فتح الشام» على سوريا، وعدم وجود مخططات لديها لاستهداف المصالح الغربية.

غير أن هذا الخطاب المعلن يقابله خطاب آخر يجري تداوله سراً وضمن نطاق محدود قد لا يتعدى معسكرات «جبهة النصرة» ومدارسها الدينية. ويقوم هذا الخطاب على التحريض ضد الولايات المتحدة انطلاقاً من الفكرة ذاتها التي تبناها زعيم «القاعدة» السابق اسامة بن لادن والتي تقول إن «أميركا هي رأس الأفعى».

ويبدو أن جرعة التحريض ضد واشنطن قد ازدادت في الفترة الأخيرة، وتحديداً منذ إعلان فك الارتباط. ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه الزيادة تأتي تعبيراً عن صحة المخاوف الأميركية حول سعي «جبهة النصرة» إلى وضع خطط لاستهدافها، أم هي مجرد رغبة من قيادة «النصرة» لاستيعاب تيار داخلها أحبطته التطمينات الموجهة إلى واشنطن ورأى فيها انبطاحاً غير مشروع أمام العدو الأول بحسب أدبيات «القاعدة».

وفي هذا السياق، يجري تداول كتيّب ضمن معسكرات «جبهة النصرة» ومدارسها بعنوان «الابتكار الفنان في استهداف الأمريكان» من تأليف الجهادي المعروف «أبو عبد الكريم الغربي».

يتضمن الكتيّب مشروعاً متكاملاً للقيام بعمليات ضد المصالح الأميركية داخل أراضيها. وميزته الأساسية أنه لا يكاد يختلف في شيء عن خطابات أبي محمد العدناني، المتحدث الرسمي باسم «داعش»، والتي كان يحرّض فيها على استهداف الغرب، خصوصاً لجهة عدم التمييز بين العسكريين والمدنيين، بل إن الكتيّب يحتوي على بعض التفاصيل التي تجعله يتفوق من حيث خياله الوحشي على أفكار غريمه «داعش»، لا سيما أنه أوصى في بعض صفحاته باستخدام الأطفال والمرضى النفسيين والمطلوبين الجنائيين لتنفيذ بعض العمليات.

وينطلق الكتيب من مقولة «أمريكا هي رأس الأفعى» لحثّ أنصاره على عدم الانشغال بالأفرع والذيول، لأنهم «إذا ضربوا الرأس مات الجسد»، مشيراً إلى «أن ضرب أميركا يمنح المنفِّذ مقعداً في أعلى درجات الجنة، لأن ضربها فيه تأييدٌ لمعظم قضايا المسلمين، بينما ضرب غيرها قد لا يكون فيه تأييد إلا لقضية واحدة».

ولكن ما العمل لتنفيذ ذلك؟ الفكرة الأساسية هي حث الأنصار على التفكير في طرق ووسائل جديدة (من خارج الصندوق) لتنفيذ عمليات ضد المصالح الأميركية من دون أن يكون بإمكان استخباراتها التنبؤ بها. لكن الكتيب يضع بعض الأفكار ويقترح بعض الأساليب التي يراها مبتكرة لتحقيق ذلك.

ومن أهم الأفكار هي ترك أساليب الاستهداف التقليدية كالمتفجرات والرصاص، فبحسب الكتيّب «لا متفجرات .. لا مشكلة»، فأسطوانات الغاز قد تحل المشكلة، ويشرح الكتيب طريقة استخدام هذه الاسطوانات عبر وصلها مع الكهرباء مع التشديد على وضع غالونات البنزين والشظايا بجانبها كي تحدث أكبر ضرر ممكن. كما يركز على «استخدام أسلحة الدمار الشامل» المؤلفة من حمض الكبريت وسيانيد البوتاسيوم وبرمنجنات البوتاسيوم. ومن الأفكار أيضاً، التركيز على استخدام السموم، إذ بإمكان «المجاهد» الذي يعمل في فندق أو مطعم أن يضع سماً بطيئاً وذا مفعول غير فوري في طعام الزبائن. ولا يفوت الكتيّب أن ينصح باستخدام الأطفال، سواء بالتجسس أو حتى بقتل «الكفار»، وكل ذلك كما يقول «تحت شعار اللعب والبراءة».

وقد اقترح الكتيّب 25 طريقة لضرب المصالح الأميركية التي ستسهم في النهاية في انهيار الولايات المتحدة حسب ما ورد فيه. وأهم هذه الأساليب هي: تخريب السدود المائية، نسف الجسور، حرق الغابات والمحاصيل الزراعية، التسبب بالازدحامات المرورية (لأنها تؤدي إلى خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات)، إفساد مصادر المياه وتسميمها، تخريب شبكات الصرف الصحي وشبكات تصريف مياه الأمطار، استهداف محطات الكهرباء، استهداف الطائرات عند إقلاعها أو هبوطها دون الحاجة إلى خطفها، تدمير شبكة غاز التدفئة، اختراق شبكات الحاسوب ونشر الفيروسات، تحريض العنصريين والمظلومين والمرضى النفسيين على أعمال الشغب والفوضى، سرقة المصارف والشركات الغنية، إسقاط المباني عبر إحراقها، القيام بعمليات النصب والاحتيال للاستحواذ على أموال الكفار، بيع الغذاء المسموم بسعر رخيص.

 

شكوك في تفاهمات بوتين مع الأميركيين والأتراك.. وشويغو يمدّد المهمة

روسيا تُعدّل استراتيجيتها لحسم المواجهة في حلب

محمد بلوط

العد التنازلي لسيرغي شويغو بدأ منذ عشرة ايام، ويدوم حتى الخامس عشر من ايلول، لاغلاق ثغرة جنوب حلب، وخلخلة عرى التوازن الميداني الذي حاول الاتراك فرضه في الشمال السوري، على الروس والسوريين، واطالة امد الحرب والاستنزاف في سوريا، عبر «راموسة» حلب.

ما كان للمهلة ان تطول، لو لم يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع لمجلس الامن القومي الروسي، على طلب وزير دفاعه سيرغي شويغو، تمديدها ١٥ يوما كي يتمكن الروس من بناء استراتيجية، بمعية الحلفاء، لإقفال الطوق مجددا على المجموعات المسلحة في حلب الشرقية. وبحسب مصدر عربي قريب من العمليات العسكرية الروسية في سوريا، اعاد الروس النظر في حساباتهم على ضوء الهجوم المضاد الذي شنه «جيش الفتح» على الكليات العسكرية، والراموسة جنوب غرب حلب. المراجعة استعجلها لقاء الرئيس فلاديمير بوتين، بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي وصف الهجوم المسلح للمجموعات المقربة لمخابراته في حلب، بانها «اعادت التوازن» الى سوريا، والى شروط المصالحة الروسية التركية.

وخلال اجتماع مجلس الامن القومي، اعتبر الرئيس الروسي ان الجيش السوري لا يتقدم بالسرعة المطلوبة في عمليات حلب، وكلف وزير دفاعه بالعمل على اغلاق ثغرة جنوبي حلب، قبل انتهاء شهر آب الحالي. وطلب شويغو منحه المزيد من الوقت لترتيب عملية جوية سورية روسية مشتركة، حتى الخامس عشر من ايلول، تشمل في الجزء الذي بات معروفا منها، نشر القاذفات الاستراتيجية «تي ٢٢» في قاعدة همدان الايرانية، على مقربة من الحدود مع العراق، وارسال قوة برية من المتطوعين الروس، في الجزء الثاني منها، للمشاركة في العمليات ودعم عمليات القوات الخاصة السورية .

وبحسب معلومات عربية، بدأت طليعة قوة من المتطوعين الروس بالوصول الى مدينة طرطوس. ومن المنتظر ان يصل تعداد القوة الى الفي متطوع. وينتمي هؤلاء الى وحدات من المقاتلين الروس شاركوا في معارك القرم، والشرق الاوكراني. ويشرف على هذه الوحدات الجنرال المتقاعد بوريس غروموف، احد ابطال الحرب الافغانية والشيشانية، واخر الجنود السوفيات الذين عبروا جسر الاموداريا، منسحبا من افغانستان في ١٥ شباط ١٩٨٩. ويخفف تدفق المتطوعين، الذين لا ينتمون الى ملاك الجيش الروسي مباشرة الى سوريا، من المخاطر الداخلية السياسية لادارة بوتين، خصوصا ان العشرات منهم قد قتلوا منذ ان بدأ الانخراط الروسي في سوريا قبل عام تقريبا. ويقول المصدر العربي ان لوائح التطوع الروسية الى سوريا، ستلعب دورا متزايدا في الصراع السوري، خصوصا ان عدد المتطوعين المسجلين للقتال في سوريا، قد تجاوز المئة الف متطوع. واذا ما صدقت الارقام، فانها تعكس تكثيف الظاهرة البوتينية، ومناخات التعبئة القومية التي تتداخل في بنيتها الايديولوجية مع الصحوة الدينية والانبعاث القومي، والحنين الى استعادة دوائر النفوذ السوفياتي القديم.

والارجح ان القرار الروسي بنشر قاذفات الـ «تو٢٢» الاستراتيجية في قاعدة همدان، او ارسال المزيد من المتطوعين، للانخراط برا في العمليات العسكرية، لا يزال يحتاج للمزيد من الوقت لتبين نتائجه سواء في حلب، او في الاقليم باكمله. ورغم اتسام الخطوات الروسية في سوريا، بشكل عام، بالارتجال، او مفاجأة الخصوم الاميركيين والاتراك بمبادرات غير منتظرة، من الانخراط جويا في ايلول الماضي، ثم التراجع الى هدنة، قبل اكتمال اهداف «عاصفة السوخوي» في شباط هذا العام، الا ان اتخاذ قرار على اعلى المستويات باستعادة حلب، ونشر قاذفات استراتيجية في قاعدة ايرانية، والتوسع في العمليات البرية، قد يكشف عن مغادرة الارتجال والذهاب نحو استراتيجية روسية طويلة الامد، لحسم المعركة في سوريا، وترسيخ العودة الروسية الى المشرق، ومنح مصداقية اكبر للتحالف مع روسيا، واحداث توازن مع الدور الاميركي، والاهم شطب المحاولة السعودية والتركية لملء الفراغ الاميركي في المنطقة، او لعب دور الدرك الاقليمي مع هزيمة اميركا في المنطقة ووراثة دورها، بالاضافة الى تحجيم المشروع التركي في سوريا، بالذهاب الى كسره مجددا في حلب.

ان اولى نتائج ارسال «التوبوليف» الى همدان هو عدم الاكتفاء في نظرية العودة الروسية المستمرة الى المياه الدافئة المتوسطية، والتوسع نحو مياه الخليج الحارة، ما يخرج الايرانيين من عزلتهم في مواجهة دول الضفة المقابلة. وليس صدفة ان تتحول حلب، قبل همدان الى عنوان مواجهة مع السعودية، التي تقول معلومات من حلب، انها فقدت اثنين من كبار ضباط الحرس الملكي لديها في معاركها. اذ دمر الطيران الروسي غرفة عمليات سعودية في خان طومان، في الايام الاولى لهجوم المجموعات المسلحة على الراموسة، وقتل في الهجوم على الغرفة التي يقودها ضابط باكستاني، ضابط سعودي يدعى مخالف الصالح، وعبد الرحمن الهاجري ضابط الاستخبارات السعودية في الغرفة.

ومن المبكر القول ما اذا كانت الجغرافيا السياسية للمنطقة في طور الانقلاب نهائيا، ام ان العملية الروسية تهدف الى تحسين شروط مواجهة الادارة الاميركية المقبلة فحسب، بالاستفادة من ارتباك الادارة الحالية، وتراجعها خلال ما تبقى لها من اشهر قليلة في البيت الابيض، ورفع وتيرة العمليات العسكرية في سوريا مع تضاؤل الرهان على اي تفاهم مع الاميركيين. وكلما ابتعد التفاهم مع الاميركيين في ما تبقى من النافذة المفتوحة للادارة الحالية، ضاقت نافذة الخيارات امام الروس، وهو ما يعكسه الانتشار الاستراتيجي الروسي. وتسود الدوائر الدبلوماسية الروسية قناعة ان الادارة الاميركية المقبلة ستكون اكثر عدوانية، ومن المجدي تفادي الاستنزاف والمواجهة المقبلة، واستباق وصولها بتغيير الوقائع على الارض وهزيمة المجموعات المسلحة. وهو بالمناسبة رهان السعوديين والمعارضة المسلحة والائتلاف السوري واساس رفضهم المستمر لاي تسوية سياسية بانتظار ان تأتي هيلاري كلينتون، بجيوشها الى سوريا. ومن المؤكد ان قرارا روسيا قد اتخذه الرئيس فلاديمير بوتين من همدان الى حلب، بكسر الاتراك والاميركيين والسعوديين في سوريا، وهو رهان اذا ما وصل الى نهاياته المنطقية، سيغير بالتأكيد التوازنات، والتحالفات في المنطقة. ويكذب الانتشار الاستراتيجي الروسي من همدان الى حلب وجود اي تفاهمات روسية اميركية او روسية تركية .. حتى الان.

التخبط في الاعلان الروسي عن قرب حدوث عملية مشتركة في حلب ضد الارهاب، كما قال شويغو، يتناقض مع نفيين. الاول اميركي من الخارجية الاميركية، والثاني ما اكده في ما بعد سيرغي لافروف وزير الخارجية، من ان واشنطن فشلت في الفصل ما بين المجموعات المعتدلة والارهابية. كما ان التفاهم على عزل «النصرة»، قبل تحولها الى «جبهة فتح الشام»، لم يتحول الى واقع، ولم يصدر اي بادرة عن واشنطن، عن مضمون ذلك التفاهم الافتراضي. ومن شأن ظهور قاعدة همدان الروسية الايرانية، ان يجعل من التفاهم الروسي الاميركي اكثر تعقيدا اذا ما وجد اصلا.

اما التفاهم مع الاتراك فليس اكيدا هو الاخر مما يجعل الخيار الروسي اكثر استعجالا. ولم يخرج من لقاء الساعات الثلاث في الكرملين بين بوتين واردوغان ما يذهب ابعد مما قاله بيان الكرملين من العودة بالعلاقات بين البلدين الى ما كانت عليه، وهو طموح متواضع امام الذهاب نحو تحييد الاتراك في سوريا. لا توجد اي مؤشرات ميدانية على اي رغبة تركية بوقف الحرب على سوريا، ولا تزال المجموعات المسلحة تأتي بارتالها من قواعدها في تركيا. ومن غير المنتظر في لحظة انشغال داخلي تركي، او تراجع اقليمي، ان يعمد اردوغان الى التخلي بسهولة عن الورقة السورية، بل ان المرجح بسبب نزق الزعيم التركي ان يواظب على التمسك بورقته الاخيرة الثمينة في اللعبة الاقليمية، بعد هزيمته في مشروع «الربيع العربي». كما ان الصفقة المطلوبة روسيا من الاتراك تتطلب انزياحا في الموقع التركي، والانتقال بالهضبة الاناضولية من حلف شمال الاطلسي الى مشروع «الاوراسيا»، وهو انزياح يتعارض مع متطلبات هذا الموقع كما ظهرت خلال الحرب الباردة، وما بعدها، فضلا ان قرارا استراتيجيا من هذا النوع، وتحدي اميركا، والغرب، يتطلب قرارا تاريخيا، ورجلا تاريخيا لا يشبه رجب طيب اردوغان. وكان هناك تسريبات من ان الاتراك قد يذهبون الى تحالف ايراني تركي روسي، ولكن لا يزال النقاش معهم يدور عن اجتماعات امنية ثلاثية حول سوريا، قد ينضم اليها العراقيون، والسوريون، ويرفضون الرد على طلبات روسية باغلاق معابر المسلحين من اراضيهم الى سوريا … حتى الان.

وقد لا يكفي تحييد الدور التركي في الشمال السوري، لحسم معارك الشمال السوري. اذ ان الاتراك لا يملكون وحدهم معابر السلاح والمسلحين الى سوريا عبر حدودهم، وليسوا اللاعبين الوحيدين في المنطقة، وهم يملكون دورا وازنا، وليس الدور الحاسم. بالرغم من اشرافهم على شطر واسع من المجموعات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري، في ارياف ادلب واللاذقية وحماة وحلب، وقيادة مخابراتهم لـ «احرار الشام» او «جبهة النصرة»، و «جيش الفتح»، او «الحزب الاسلامي التركستاني»، وكل المجموعات الاخوانية، من «فيلق الشام»، الى بقايا «لواء التوحيد»، فـ «جند الشام»، الا ان الولايات المتحدة تقف في الظل لاعبا اساسيا اليوم، تمنع تحقق تلك الفرضية التي تقول انه يكفي ان يغلق الاتراك حدودهم كي تنتهي الحرب في سوريا، وتهزم المجموعات المسلحة. فخلال العامين الماضيين، اقامت الولايات المتحدة جدارا طويلا، خلف وحدات الشعب الكردية، والجدار يمتد من اقصى الشرق السوري، في المالكية، الى عين العرب كوباني، ومنها الى غرب الفرات عبر سد تشرين، الى منبج، وتتجه منها الى جنوب الغرب، نحو الباب، لتصبح للمرة الاولى على تماس مع الجيش السوري والروس. ويملك الاميركيون قاعدتين جويتين في الرميلان وعين العرب. ويعملون على انزال قوات في مطار الجراح شرق حلب، حيث تتمركز «داعش» حاليا، ويجري الحديث عن مطار رابع قيد الانشاء غرب الفرات. وجلي ان الاميركيين بدأوا الاستعداد للبقاء في الشمال السوري، لحماية المشروع الفيدرالي الكردي في المنطقة، ومواصلة قتال «داعش»، والاستعاضة عن الدور التركي في سوريا، ببناء تحالف قوي مع الاكراد، لمواجهة الروس، اذا ما تراجع الاتراك. وبالعودة الى اسس الخلاف التركي الاميركي، ينبغي استرجاع ما قاله الرئيس باراك اوباما في عقيدته كما عرضها لمجلة اتلاتنيك عندما انتقد «استبداد اردوغان، ورفضه ارسال جيشه الى سوريا»، فيما كان الاتراك يصرون على الذهاب مع الاميركيين الى مواجهة الجيش السوري، وليس بمفردهم.

 

موسكو توافق على هدنةٍ ليومين في حلب الأسبوع المقبل

أعلنت موسكو دعمها اقتراح المبعوث الخاصّ إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إعلان تهدئة في حلب لمدّة 48 ساعة الأسبوع المقبل.

وكان دي ميستورا اقترح هدنةً إنسانيّةً في حلب لمدّة يومين، مؤكّداً أنّ “روسيا والولايات المتحدة، بصفتهما الرّئيسين المتناوبين لمجموعة دعم سوريا، تشاطرانه قلقه من الوضع في حلب وتبحثان عن الحل”.

وشدّد على ضرورة “إعلان تهدئة إنسانيّة مدّتها 48 ساعة في حلب كخطوةٍ أولى”، موضحاً أنّ ذلك “يتطلّب جهوداً مكثّفة، ليس من موسكو وواشنطن فحسب، بل من أولئك الذين لهم تأثير على الوضع الميدانيّ”.

إلى ذلك، نفى دي ميستورا وصول أيّ مساعدات إنسانيّة إلى حلب خلال شهر آب الحاليّ.

وكانت موسكو أعلنت تهدئة يوميّة في حلب لمدّة ثلاث ساعات، إلا أنّ دي ميستورا يعتبرها غير كافية لإيصال المساعدات الإنسانيّة إلى حلب

 

(“روسيا اليوم”، رويترز)

 

قوات النظام تشنّ للمرة الأولى غارات على مواقع كردية في سوريا

الحسكة- أ ف ب- قصف الطيران السوري الخميس، وللمرة الاولى منذ اندلاع النزاع، مناطق تحت سيطرة المقاتلين الاكراد، مستهدفاً ستة منها على الاقل في مدينة الحسكة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وأفاد المرصد بأن “طائرات النظام استهدفت الخميس ستة مواقع على الاقل للقوات الكردية في مدينة الحسكة” في شمال شرق سوريا، تتوزع بين ثلاثة حواجز وثلاث مقار لـ “وحدات حماية الشعب” الكردية وقوات الامن التابعة لها “الاسايش”.

 

وجددت الطائرات السورية، وفق المرصد، قصفها مساء لمواقع كردية في المدينة.

 

وقال مراسل لـ “فرانس برس″ انه تمكن من رؤية الطائرات وهي تشن ضربات على مواقع عدة في المدينة، التي تشهد منذ ليل امس معارك عنيفة بين قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام وقوات الاسايش الكردية على خلفية اتهامات بحملات اعتقال متبادلة.

 

وهي المرة الاولى التي يستهدف فيها طيران النظام السوري مواقع تحت سيطرة المقاتلين الاكراد منذ بدء النزاع الذي تشهده البلاد منذ منتصف اذار/مارس 2011، وفق ما اوضح مصدر امني سوري والمرصد لـ “وكالة فرانس برس″.

 

وانتقدت القيادة العامة لقوات “الاسايش” في بيان “زجّ سلاح الجو لأول مرة منذ قرابة خمسة أعوام من الحرب في سوريا”، في وقت قال المتحدث باسم “وحدات حماية الشعب” الكردية ريدور خليل في بيان “لن نسكت على هذه الاعتداءات الوحشية”.

 

وتدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين على خلفية توتر مستمر منذ الثلاثاء، اثر تبادل الاتهامات باعتقالات خلال الاسبوعين الاخيرين وفق المرصد. وتصاعدت حدة الاشتباكات الخميس بعد الغارات.

 

وتتركز الاشتباكات وفق مراسل “فرانس برس″ في حي مرشو في وسط المدينة وحي النشوة في جنوبها.

 

وأحصى المرصد مقتل سبعة مدنيين وإصابة 18 اخرين بينهم عشرة اطفال على الاقل، جراء تبادل القصف منذ ليل امس، فيما قتل تسعة مقاتلين من الطرفين.

 

وكانت مصادر طبية افادت لـ “فرانس برس″ في حصيلة اولية ظهراً بمقتل 11 شخصاً على الاقل بينهم اربعة مدنيين.

 

ويسيطر الاكراد على ثلثي مدينة الحسكة، فيما تسيطر قوات النظام على الجزء الاخر من المدينة، وتحتفظ بمقار حكومية وادارية تابعة لها.

 

وأوضح مصدر حكومي في المدينة لـ “فرانس برس″ ان اجتماعات عقدت بين الطرفين في وقت سابق “لاحتواء التوتر وحل الخلاف سلمياً، لكن الوحدات الكردية طالبت بحل قوات الدفاع الوطني” في المدينة.

 

وقال ان هذه “الضربات الجوية هي بمثابة رسالة للاكراد للكف عن مطالبات مماثلة من شأنها ان تمس بالسيادة الوطنية”.

 

ويعد مقاتلو “الدفاع الوطني” القوة الاكبر الموالية للنظام، وهم يخوضون المعارك الى جانبه على كافة الجبهات ضد الفصائل المقاتلة والجهاديين.

 

وقال مصدر امني سوري لـ “فرانس برس″ “يجب الا يحولوا (الاكراد) حلمهم بالحكم الذاتي الى واقع″.

 

وانسحبت قوات النظام تدريجا من المناطق ذات الغالبية الكردية منذ العام 2012 محتفظة بمقار حكومية وادارية وبعض القوات، لا سيما في الحسكة والقامشلي.

 

وفي اذار/مارس الماضي اعلن الاكراد النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا.

 

وأثبت المقاتلون الاكراد انهم قوة رئيسية في التصدي لتنظيم “الدولة الاسلامية”.

 

قوات كردية تحاصر حوالي 50 عنصراً من القوات السورية في محافظة الحسكة

دمشق ـ د ب أ ـ حاصرت قوات كردية مقرين للقوات الحكومية في محافظة الحسكة على خلفية المواجهات التي جرت في المدينة اليوم الخميس.

 

وقال مصدر أمني سوري في محافظة الحسكة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن ” المقاتلين الأكراد من وحدات حماية الشعب والأسايش يحاصرون نقطتين للقوات الحكومية السورية، الأولى عند معسكر الصاعقة غرب مدينة الحسكة والثانية في أعلى سلسلة جبال السراق بالجزء الشرقي من جبل عبد العزيز ويوجد ضمن النقطتين ما يقارب 50 عنصرا من القوات الحكومية”.

 

وأكد المصدر أن ” حصار الأسايش للقوات الحكومية السورية يأتي على خلفية التوتر في مدينة الحسكة والذي ازدادت حدته ظهر اليوم الخميس بعد تدخل الطيران الحربي التابع للقوات الحكومية وقصفه لعدد من مواقع المسلحين الأكراد وسط المدينة”.

 

واستهدف الطيران الحربي مواقع الشرطة الكردية الأسايش في حي المشيرفة وفي مدرسة السياحة في النشوة الغربية ومديرية الكهرباء بالنشوة الشرقية ودوار الصباغ في مدخل المدينة الشمالي.

 

روسيا تدعم مقترح دي ميستورا بهدنة أسبوعية في حلب

موسكو ـ الأناضول ـ أعربت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، عن استعدادها لدعم مقترح مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، من أجل تطبيق هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة أسبوعياً في مدينة حلب السورية.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف للصحفيين: “انطلاقا من مبادئ قانون حقوق الإنسان الدولي، وبهدف توسيع العملية الإنسانية في حلب، وزارة الدفاع الروسية مستعدة لدعم مقترح دي ميستورا، حول إعلان 48 ساعة أسبوعيا تهدئة إنسانية لإدخال المواد الغذائية والطبية لسكان مدينة حلب واستعادة الحياة”، حسب ما نقلت عنه وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية.

 

وأضاف المتحدث: “التاريخ والتوقيت (لبدء الهندنة)، سيتم تحديدهم بعد الحصول على معلومات من ممثلي الأمم المتحدة عن توقيت جاهزية قوافل المساعدات الإنسانية وتأكيد ضمانات مرورها بأمان من الشركاء الأمريكيين”.

 

وفي وقت سابق اليوم، دعا دي مستورا، خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة جنيف السويسرية، إلى هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة أسبوعيا في حلب.

 

وأشار إلى أنه “علّق اجتماعًا أسبوعيًا لفريق العمل المعني بتقديم المساعدات الإنسانية لسوريا بعد مرور 8 دقائق على بدء الاجتماع في وقت سابق اليوم؛ بسبب خيبة أمله حيال فشل وصول شحنات المساعدات الإنسانية إلى المدن والبلدات المحاصرة، والتي لم تتلق أية مساعدات منذ أسابيع″.

 

موسكو مستعدة لاعلان هدنة انسانية لمدة 48 ساعة في حلب “اعتبارا من الاسبوع المقبل

موسكو- أ ف ب- أبدت روسيا الخميس استعدادها لاعلان هدنة انسانية اسبوعية لمدة 48 ساعة “اعتبارا من الاسبوع المقبل” في حلب، المدينة التي تشهد معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية.

 

واعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف “نحن مستعدون لاعلان هذه الهدنة الانسانية لمدة 48 ساعة اعتبارا من الاسبوع المقبل من اجل افساح المجال امام ايصال المساعدات إلى سكان حلب”.

 

واشنطن: تعاون إيران وروسيا على ضرب مواقع في سوريا أمر مؤسف ومقلق ويزيد الوضع صعوبة وتعقيداً

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: اعتبرت الخارجية الأمريكية استخدام الطيران الروسي الحربي لقواعد إيرانية لشن هجمات ضد مواقع في سوريا «أمراً مؤسفاً».

وقال نائب الناطق بإسم الخارجية الأمريكية مارك تونر ان الأمر لم يكن مفاجئاً بل كان متوقعاً ولكن الهجمات الروسية لم تكن تستهدف مواقع تنظيم «الدولة» و«جبهة النصرة» او اياً يكن اسمها الجديد بل استهدفت مواقع قوات المعارضة السورية المعتدلة.

وأضاف «أن هذا يزيد الوضع صعوبة وتعقيدا، ويبعدنا عن تحقيق وقف الأعمال العدائية بجدية وعن تحقيق استئناف العملية السياسية التي ستؤدي إلى عملية الانتقال السياسي السلمي».

وأسهب تونر «ليس من الواضح ان هذه الهجمات الجوية عبر إيران سوف تستمر ام جرى استخدامها لمرة واحدة، ولقد تحدث وزير الخارجية كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وأثار القضية الأخير وأعرب كيري عن قلقه حيالها».

وأضاف الناطق «ان الخارجية الأمريكية تدرس ان كان هذا الاستخدام للقواعد الإيرانية يخرق قرار مجلس الأمن الدولي 2231 الذي يحظر استخدام الأجواء الإيرانية أو القواعد الإيرانية إلا بإذن من مجلس الأمن الدولي».

ولم يعرف الناطق إذا كان الروس قد طلبوا إذناً من العراق بالتحليق في اجوائهم للوصول إلى سوريا.

ولكن تونر أكد ان الروس أطلعوا وزارة الدفاع الأمريكية على هذا الهجوم وفقاً لعملية التنسيق العسكري بين البلدين حتى لا يجري التصدي للطيران الروسي بطريق الخطأ.

وشرح تونر «نحن على اطلاع على الدعم الإيراني لنظام الأسد وتورطه في الحرب الأهلية وكذلك الدعم الروسي لنظام الأسد والآن فإن تعاون إيران وروسيا على ضرب مواقع في سوريا لتنظيم الدولة و جبهة «فتح الشام» (النصرة سابقاً) وكذلك مواقع المعارضة السورية المعتدلة التي تشترك في وقف الأعمال العدائية، ان هذا أمر غير مساعد للوضع القائم في سورية وقد وصل الأمر إلى تعادل في منطقة حلب. ولا يوجد مجال لدخول المساعدات الإنسانية للمدنيين في منطقة حلب ولم يتحقق وقف الأعمال العدائية بطريقة حقيقية، وهذا يعيق استئناف المفاوضات في جنيف».

وأضاف «مع ذلك سنستمر في الحوار مع الروس عبر مجموعة العمل لتحقيق الأهداف الثلاثة اي وقف حقيقي للأعمال العدائية وإدخال المساعدات الإنسانية وإستئناف المفاوضات في جنيف، وسوف نستمر في الحوار مع الروس لأنه لا يوجد حل عسكري في سوريا ولا يمكن تحقيق نصر نهائي. مع ان الروس يقولون انهم يتفقون معنا أنه لا حل عسكرياً للنزاع».

وحول اجتماع مسؤول صيني كبير مع الأسد وتعهده بدعم الجيش السوري قال تونر «اننا على تواصل مع المسؤولين الصينيين لإقناعهم بان الحل لا يمكن ان يكون عسكرياً وان الحل سيكون عبر التفاوض وتحقيق المرحلة الإنتقالية، ولا يمكن للأسد ان يكون له دور في مستقبل سوريا لأنه أنزل البؤس والمجازر على شعبه السوري، وحتى زيارة وزير الخارجية الهندي لسوريا لا تعني ان هناك تحالفاً مع النظام السوري، ويجب ايقاف الحرب الأهلية حتى نتمكن من القضاء على تنظيم الدولة».

 

شحنات روسيّة متلاحقة من ميناء طرطوس السوري إلى قاعدة حميميم

أليمار لاذقاني

اللاذقية ـ «القدس العربي»: أفاد شهود عيان عن حركة غير طبيعيّة على أوتستراد طرطوس ـ اللاذقيّة، وعن نشاط كبير في مرفأ طرطوس (القسم الروسي)، حيث التقت بهم «القدس العربي» لمعرفة ما الذي يقوم به الروس وما الذي يخططون له.

عامر.ج أحد النشطاء والمعارضين السابقين لنظام الأسد يقول: قام النظام منذ قرابة الشهر بإزالة جميع الحواجز على أوتستراد طرطوس اللاذقيّة في خطوة مفاجئة ومثيرة للاستغراب حيث قال العديد من العسكريين الذين كانوا موجودين سابقاً على الحواجز بأنّ الأمر جاءهم من رئيس فرع الأمن العسكري في طرطوس الذي يتلقّى أوامره من الضبّاط الروس في ميناء طرطوس، كما أنّ ميناء طرطوس يقع بالكامل تحت سيطرة الفرقة الرابعة التي تأتمر من الضبّاط الروس، وما هي إلا أيام بعد إزالة الحواجز حتّى بدأت القوافل الضخمة بالتدفق على الأوتستراد بشكل يومي من ميناء طرطوس إلى قاعدة حميميم حيث تفرّغ حمولتها هناك، والغريب في الأمر أن عدد الشاحنات وكميّات الأسلحة ضخمة للغاية فكل قافلة تتألف من عشرين ناقلةً كبيرة، وعربة بي إم بي، وبضعة سيارات مرافقة وقد تتحرّك أكثر من قافلة في اليوم الواحد.

وعن نشاط المرفأ العسكري في طرطوس يقول المهندس هاني.ح: هناك حركة سفن كثيرة من وإلى مرفأ طرطوس لكن معظمها للقسم العسكري من المرفأ حيث تصل أسبوعيّاً باخرة شحن للأسلحة إلى المرفأ، ويشرف الروس بشكل كامل على تفريغ الشحنات وتخزينها بشكل مؤقت في مرفأ طرطوس لكنّ أمر حراسة المرفأ ومداخله تقع على عاتق عناصر الفرقة الرابعة الذين يتلقون أوامرهم من الضبّاط الروس بشكل مباشر، ولا نستطيع أن نعرف نوع الأسلحة التي يقوم الروس بنقلها من وإلى المرفأ لأن العمليّة تتم بشكل سرّي للغاية ولا يدخل العنصر السوري فيها نهائيّاً.

كما صرّح الضابط ح.ع. العامل في قاعدة حميميم العسكريّة والذي يشرف على عمليات الحراسة للمطار بأنّ الروس يقومون بإنشاء مخازن استراتيجيّة داخل المطار، تخزّن فيها مختلف أنواع الأسلحة، كما قام الروس بنشر دفاعات جويّة حديثة في محيط المطار حيث يمكننا تشبيه المطار بقطعة أرض روسيّة خالصة مدججة بالسلاح ولا يمكن لأحد الوصول إليها، وعن طبيعة خدمة السوريين في المطار يجيب ح.ع: يقسم المطار لجزءين عسكري ومدني، ويشرف السوريون على حراسة محيط المطار وحراسة وقيادة المطار المدني، ولا يسمح للسوريين بالاقتراب من المنطقة العسكريّة الروسيّة كما أنّ حركة الملاحة الجويّة المدنيّة انخفضت بشكل كبير بعد أن أخذ الروس جزءاً كبيراً من المطار، الجزء الذي يعمل به الروس ليلاً نهاراً بسريّة كاملة.

 

تنظيم «الدولة» يفرض على نازحي ريف السويداء في سوريا الحصول على موافقة لزيارة مناطق سيطرته

عبد الرزاق النبهان

الحسكة ـ «القدس العربي»: أصدرت الشرطة الإسلامية أحد الأذرع الأمنية التابعة لتنظيم «الدولة»، قراراً يقضي بمنع المدنيين في ريف محافظة السويداء الشرقي من الدخول إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في منطقة بئر قصب والبادية وسط سوريا، إلا بعد الحصول على ورقة طلب زيارة صادرة عن ديوان التنظيم.

جاء ذلك بسبب حاجة العشرات من المدنيين للخروج يومياً من مناطق سيطرة تنظيم «الدولة»، لأسباب عديدة منها تلقي العلاج أو هرباً من بطش التنظيم، وقال الناشط الإعلامي أبو ريان المعروفي في حديثه لـ «القدس العربي»، «إن الشرطة الإسلامية في منطقة بئر قصب والبادية في ريف محافظة السويداء الشرقي أبلغت مخافرها الحدودية بقرار يقضي بمنع المدنيين من دخول مناطقهم، بدون مراجعة قيادة الحسبة للحصول على الموافقة بعد تعبئة ورقة طلب زيارة، وذلك اعتباراً من تاريخ التبليغ».

وأضاف أن «هذا القرار يفرض مزيداً من التضييق والمعاناة على المدنيين العالقين بين طرفي مناطق سيطرة النظام السوري وتنظيم «الدولة»، فهو يأتي بعيد إستمرار قوات النظام السوري برفض السماح للمدنيين بالعبور باتجاه محافظة السويداء وسط ظروف كارثية تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة الإنسانية»، على حد تعبيره.

وأشار المعروفي إلى «أن غالبية المدنيين الذين خرجوا خلال الفترة الماضية من مناطق سيطرة تنظيم الدولة فعلوا ذلك بشكل سري عبر طرق ترابية في البادية، تلافياً لحواجز التنظيم، الأمر الذي سيتسبب للمدنيين عند تعبئة طلبات العودة إلى مناطقهم مواجهة مخاطر إلقاء القبض عليهم وفرض عقوبات بحقهم من قبل جهاز الحسبة»، كما قال.

ويقول أحد سكان ريف السويداء تواصلت «القدس العربي» معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ورفض الكشف عن هويته، إن هروب عشرات المدنيين من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم عبر المهربين، هو ما دعا التنظيم إلى اتخاذ مثل هذا القرار، وقال المصدر: إن جميع المدنيين بعد وصولهم إلى جهاز الحسبة يتم التحقيق معهم، ثم يقومون بتعبئة طلبات دخول، وتقوم لجنة خاصة بدراسة الطلبات المقدمة، غير أن الموافقة تقتصر على الطلبات المستوفية للشروط المفروضة من قبل التنظيم، فيما يتم احتجاز البقية ووضعهم في السجون كما تفعل «قوات النظام»، ويترك قسم آخر في العراء بانتظار السماح لهم بالدخول.

وأضاف أن قرار التنظيم يتشابه إلى حد كبير قرار قوات النظام الذي قضى بعدم السماح للمدنيين الذين هربوا من مناطق سيطرة التنظيم من دخول مناطق سيطرته حيث يعاني المدنيون العالقون على حواجز الطرفين من ظروف كارثية، تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة الإنسانية. فبمجرد وصول المدنيين لحواجز النظام أو «التنظيم»، يتم التحقيق معهم للتأكد من عدم وجود مطلوبين بينهم وفق كلامه.

يذكر أن قسماً من سكان البادية ومنطقة بئر قصب في ريف محافظة السويداء، التي خضعت معظم أجزائها لسيطرة تنظيم الدولة منذ مطلع 2015 بعد طرد قوات النظام السوري، أبدوا خشيتهم من عمليات انتقام كبيرة من قبل تنظيم «الدولة» جراء التطورات التي تشهدها المناطق التي يسيطر عليها.

 

عمران… قصة طفل سوري جديد تنعى الإنسانية

دجى داود

جلس عمران دقنيش هادئاً ينتظر المساعدة والإسعاف. جلس ينظر أمامه إلى الكاميرا التي نقلت صورته إلى العالم. كان عمران هادئاً، والدم يسيل من وجهه، وآثار الحطام والركام تغطّي جسده كاملاً.

 

طفل سوري جديد، شأنه شأن الملايين الذين وقعوا ضحايا إجرام النظام والطيران الروسي. هو طفل سوري، لا يمكن لقصته إلا أن تنعى الإنسانيّة في هذا العالم الذي يقف متفرجاً على مأساة السوريين منذ سنوات. وهو طفل سوري آخر، يروي قصة حلب، وصمودها، وملحمتها الكبرى.

 

أصيب عمران دقنيش، البالغ من العمر خمسة أعوام، في قصف روسي على حي القاطرجي، الذي تسيطر عليه المعارضة، في حلب أمس. وانتشرت صورته، التي التقطها ناشطون في مركز حلب الإعلامي، على مواقع التواصل وفي الإعلام العالمي بكثافة، إذ تحدث المشاركون عن “إثارة الصدمة” في الصورة.

 

صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية كانت بين وسائل الإعلام التي نشرت الصورة، مشيرةً إلى القصف العنيف الذي تعرض له الحي خلال الأيام الماضية. ولفتت الصحيفة في تقرير بعنوان “الصورة التي تظهر معاناة أطفال حلب”، إلى أنّ عمران انتشل من ركام منزل أصيب بالقصف، ووضعه المسعفون على كرسي سيارة إسعاف بينما تفقدوا المكان. ونقل بعدها إلى المستشفى وخرج منها بعد تلقيه العلاج.

 

 

كما أشارت “ذي إندبندنت” إلى أنّه تم انتشال أربعة أطفال ورجلين وامرأة في المكان.

وأوردت الصحيفة أن عمران ترك وحيداً على الكرسي، يحدق وعلامات الدهشة بدت واضحة عليه، كأنه لا يدري ما يجري حوله، وبعد ذلك بفترة قصيرة شوهد طفلان آخران في سيارة الإسعاف.

 

أما موقع “ديلي مايل”، فقد نشر الصورة تحت عنوان “الصورة التي صدمت العالم”. وأشار الموقع إلى أنّ الصورة تختزل “الرعب والتراجيديا في الحرب السورية”، لافتاً إلى مشهده وهو يمسح الغبار والدم عن وجهه بينما يجلس صامتاً في سيارة الإسعاف.

 

من جهتها، نشرت قناة ABC تقريراً على موقعها عن قصة عمران، تحت عنوان “فيديو لطفل يظهر أن أطفال سورية لا يزالون يدفعون الثمن”. وأشارت القناة إلى أنّ “الصورة تختزل الرعب الذي تعيشه حلب على مرأى من العالم أجمع”. وبينما قالت إنّ المعلومات عن أهل عمران غير معروفة، أشارت إلى أنّه عانى من جروح في الرأس ونقل إلى مستشفى M10 من قبل أصحاب القبعات البيضاء.

 

الأسد يمنح إيران الفوسفات ومشغلاً خلوياً لتسديد الديون

2016-08-18 | عدنان عبد الرزاق

كشفت مصادر خاصة لـ”العربي الجديد”، أن وفداً إيرانياً برئاسة معاون وزير الاقتصاد والمالية، فرهاد زركر، بحث في دمشق، اليوم الخميس، مع رئيس الوزراء بحكومة بشار الأسد، عماد خميس، آلية تسديد الديون الإيرانية الممنوحة للنظام السوري عبر ما يسمى خطوط الائتمان البالغة قيمتها 5.4 مليارات دولار.

وأكدت المصادر، التي طلبت عدم كشف هويتها، أن الطرفين اتفقا على تسديد الديون عبر منح إيران الفوسفات السوري، بعد تأسيس شركة مشتركة لهذا الغرض، تشرف على الاستخراج وتصدر الإنتاج إلى طهران، فضلاً عن تأسيس إيران شركة مشغل خلوي في سورية، إضافة للشركتين القائمتين.

ولمحت المصادر، بحديثها لـ”العربي الجديد”، إلى أن الوفد الإيراني طالب خلال اجتماع مع أمين عام مجلس الوزراء السوري، محمد العموري، بتفعيل الاتفاقات الموقعة في مايو/أيار 2015 لـ”ضمان حقوق إيران واسترداد الديون”.

ووقع الجانبان السوري والإيراني، الشهر الماضي، سبع اتفاقيات خلال اجتماع لجنة تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية، التي ترأسها رئيس وزراء الأسد السابق، وائل الحلقي، ورئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية السورية، رستم قاسمي. وتضمنت “الطاقة الكهربائية والنقل والموارد المائية وإقامة الصوامع والمطاحن ومشاريع نفطية ونقلية مشتركة وتوفير المواد الغذائية والمشتقات النفطية وقطع الغيار للمعامل والمنشآت الصناعية، إضافة إلى التعاون في مجال الصحة والزراعة والاتصالات والبحوث العلمية الطبية”.

وتشير بيانات رسمية إلى امتلاك سورية احتياطيا “هائلا” من الفوسفات، جله في “السلاسل التدمرية”، شرقي مدينة حمص وسط البلاد، التي استعاد نظام الأسد سيطرته عليها كاملة من تنظيم “داعش” في مارس/آذار من العام الجاري.

وكانت الحكومة السورية تمنع الاستثمار بالخلوي حتى عام 2001، إلى أن منحت مؤسسة الاتصالات الحكومية شركة “سيرتيل”، المملوكة لرامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، أول عقد استثمار على نظام “بي أو تي”، قبل أن تدخل شركة “أنفستكوم” لرجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس. لكن الأخير انسحب لاحقاً لتتحول الشركة إلى “إم تي إن”، التي يمتلك جل أسهمها رامي مخلوف، إلى جانب رجال أعمال من سورية ولبنان.

ورأى عماد الدين المصبح أن تلك الاتفاقات مع طهران تمكن إيران من السيطرة المطلقة على الاقتصاد السوري، لأن “نظام الأسد منحهم أكثر القطاعات ربحية كالنفط والكهرباء والأغذية”.

وأضاف المصبح، لـ”العربي الجديد”، “تحاول إيران عبر الاتفاقات استرجاع الأموال التي قدمتها لنظام بشار الأسد خلال الحرب، سواء عبر السلاح أو أموال لدعم الليرة السورية من الانهيار وتأمين الرواتب والأجور لموظفي الدولة بعد تراجع الواردات السورية وتوقف عائدات الخزينة”.

وأشار إلى أن “شيئاً ما يحصل الآن، كخلاف بين الأسد وإيران حول الدور الروسي، وهو ما دفع إيران إلى زيادة الاتفاقات والدخول في قطاعات حيوية رابحة بالمطلق، كاستثمار الهواء عبر مشغل خلوي ثالث، واستيراد الفوسفات من سورية التي تحتوي على احتياطي كبير”.

 

فشل مساعي التهدئة بالحسكة وطيران النظام يقصف المدينة مجدداً

عدنان علي

فشلت كل المساعي الرامية للوصول إلى تهدئة بين قوات النظام، ومليشيا الوحدات (الكردية) في محافظة الحسكة، اليوم الخميس، من قبل وجهاء العشائر والمدينة، بعد التوتر الذي بدأ منذ يومين وعقبته مواجهات تدخل فيها طيران النظام الحربي، وسقط خلالها قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، بينهم مدنيون.

 

وكانت الاشتباكات قد تجدّدت، صباح اليوم، في مدينة الحسكة، بين قوات الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري، والمليشيات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

وقالت مصادر محلّية، إن الاشتباكات التي تجددت في وقت متأخر من ليلة أمس الأربعاء، توقّفت صباحاً أقل من ساعة؛ ثم استؤنفت بشكل أعنف وباستخدام جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ما أوقع ضحايا بين السكان وأضراراً مادية كبيرة، وذلك بعد أن أخفقت الاجتماعات التي جرت بين الطرفين في التهدئة.

وأوضح الصحافي أراس حمو، لـ”العربي الجديد”، أن الاشتباكات تتركز في شارع مرشو وشارع المحطة والنشوة الغربية، مع سقوط قذائف على الأحياء المدنية، أطلقها عناصر الدفاع الوطني، خاصة في مساكن روتكو، مقابل مديرية الصحة، وفي شارع مرشو، ومشفى مرشو، وقد أدّت إلى نشوب حريق في منازل المدنيين.

وأفاد بأنّ القذائف أدّت إلى مقتل أفراد عائلة كاملة، بعدما أصابت قذيفةٌ منزلَهم بشكل مباشر، فيما قُتل اثنان من عناصر الحماية الكردية في الاشتباكات، مقابل خمسة من عناصر الدفاع الوطني.

وأضاف حمو، أن قذائف هاون سقطت على حي تل حجر، وحي النشوة الغربية، ومنطقة دوار النشوة في مركز المدينة، والمناطق التي تسيطر عليها وحدات الحماية، مبيّناً أنّ هذه القذائف مصدرها الأحياء الجنوبية الواقعة تحت سيطرة مليشيات النظام السوري، ومشيراً إلى أن جيش النظام شارك لأول مرة في هذه الاشتباكات لصالح قوات الدفاع الوطني، إذ قصفت مدفعية الجيش المتمركزة في جبل كوكب، شرق الحسكة، نقاط تماس لقوّات الأمن الداخلي الكرديّة “الأسايش”، بالقرب من حي مرشو.

وقد تسببت هذه الاشتباكات بحالة من القلق لدى الأهالي الذين لزم غالبيتهم البيوت، في حين نزح سكان حي النشوة الشرقية، وحي الكنسية الآشورية، إلى حي تل حجر، هرباً من الاشتباكات، وسْط عمليّات قنص في الأحياء وسط المدينة.

وقد حاول أصحاب المحال التجارية في الحسكة فتح محالهم، صباح اليوم، وسط سوق المدينة، لكنهم سارعوا إلى إغلاقها، بعد تجدد الاشتباكات.

وكانت الاشتباكات بين الطرفين تجددت، مساء الأربعاء، لليوم الثاني على التوالي، خصوصاً في حي النشوة، وقد استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، حيث سقطت قذائف على حيّي تل حجر والنشوة الغربية، ومنطقة دوار النشوة في مركز المدينة، وهي خاضعة لسيطرة المليشيات الكردية.

وجاءت الاشتباكات، التي سبقتها هدنة بين الطرفين لم تصمد سوى ساعات، امتداداً لاشتباكات اندلعت الثلاثاء على خلفية حملات اعتقال متبادلة جرت قبل أكثر من أسبوع بين الطرفين.

وشملت الاعتقالات عشرات الأشخاص من الجانبين، وجرت على أساس البطاقة الشخصية، إذ اعتقلت مليشيا الدفاع الوطني كل كردي يقع بين يديها بحسب بطاقته الشخصية، ومثلها فعلت قوات “الأسايش” الكردية، إذ كان من بين من اعتقلتهم موظفون كبار في الإدارة المحلية التابعة للنظام، ومنهم مدير الريّ، عبد الرزاق العواك، ومدير الصوامع، طلال الأمين، مع جميع معاونيه، وكذلك مدير المياه، محمود العكلة.

من جهته، هدّد الناطق باسم الوحدات الكردية، ريدور خليل، بـ”ردٍ قاسٍ على ما سماها “الانتهاكات المُستمرة في الحسكة”، وأضاف، في بيان نشره على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أنّ “وحدات حماية الشعب لن تسكت على هذه الاعتداءات الوحشية السافرة التي تطال شعبنا، وستقف بحزم لحمايته”.

ورأى ناشطون أن ما يجري ربما يكون مسرحية بين الطرفين بهدف تعزيز سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يسعى في هذه الفترة لقمع معارضيه الأكراد، وقام قبل أيام بطرد رئيس المجلس الوطني الكردي، إبراهيم برو، إلى العراق، قبل أن يشن حملة اعتقالات طاولت قياديين في الأحزاب الكردية الأخرى.

ورداً على هذه الممارسات؛ شهدت المدن ذات الغالبية الكردية في الحسكة، مظاهرات احتجاجية طالبت بالإفراج عن معتقلي الرأي لدى الحزب الديمقراطي.

جدير بالذكر، أن قوات الدفاع الوطني، وكتائب البعث، والأمن العسكري، وبعض عناصر حزب الله، يسيطرون على “المربع الأمني” في مدينة الحسكة، أما الأحياء وجميع مداخل الحسكة؛ فتسيطر عليها وحدات حماية الشعب و”الأسايش”، وكثيراً ما يتسبب الاحتكاك بين الطرفين في وقوع اشتباكات.

وكانت المواجهات الأعنف بين الطرفين وقعت في العشرين من إبريل/نيسان المنصرم على خلفية اعتقالات مشابهة لما يحصل اليوم، وأسفرت عن مقتل 17 عنصراً من المليشيات الكردية و20 عنصراً من النظام ومليشيات الدفاع الوطني، إضافة إلى مقتل 17 مدنياً.

 

حلب:المعارضة تصد هجمات النظام.. وتستعيد الراعي من “داعش

خالد الخطيب

جددت المليشيات هجماتها، الخميس، في محاور حلب الجنوبية، وحاولت التقدم على محاور القراصي والعامرية وتلة المحروقات، ومهدت لتقدمها بقصف مكثف بالمدفعية والهاون الذي استهدف مواقع المعارضة منذ ساعات الصباح الأولى. وتمكنت المليشيات من التقدم فعلياً في نقاط عديدة، إلا أنها سرعان ما خسرتها أمام ضربات المعارضة العكسية، التي استعادتها وأجبرت مليشيات “حزب الله” و”حركة النجباء” والمليشيات الأفغانية على التراجع نحو مواقعها القديمة، بعدما خسرت أكثر من 20 عنصراً.

 

وكانت المعارضة السورية، قد تصدت لأعنف هجوم بري لمليشيات النظام، الأربعاء، في محيط الراموسة الصناعية و”مشروع 1070 شقة” في أطراف الحمدانية والمدرسة “الفنية الجوية”. وشنّت الهجوم قوات النظام ومليشيات “حزب الله” اللبناني و”حركة النجباء” العراقية و”لواء القدس” الفلسطيني و”الحرس الثوري” الإيراني. وخسرت القوات المهاجمة أكثر من خمسين عنصراً، بينهم قائد “الفنية الجوية” العميد أديب بزي.

 

القائد العسكري في “جيش المجاهدين” النقيب علاء أحمد، أكد لـ”المدن”، أن قوات النظام والمليشيات لم تتمكن حتى اللحظة من استعادة أي من المواقع التي خسرتها مطلع آب/أغسطس، في محيط الكليات العسكرية في منطقة الراموسة، رغم الهجمات المستمرة على أكثر من محور، وبالتحديد على محوري سوق الجبس “عقرب” و”مشروع 1070 شقة” الذي دمرته الطائرات الروسية بشكل شبه كامل.

 

وأشار النقيب علاء، إلى أن هذا الهجوم هو الخامس لقوات النظام والمليشيات، على المحاور الواقعة إلى الشمال من “الكليات العسكرية”، وفي كل مرة كانت المعارضة في غرفتي عمليات “جيش الفتح” و”فتح حلب”، تتصدى بنجاح للهجوم وتكبد القوات المهاجمة خسائر كبيرة في صفوفها، وتدمر عربات وآليات عسكرية ثقيلة. وأخر الهجمات كانت الأربعاء، حيث تمكنت المعارضة من تدمير عربتي “BMB” بالقرب من “المدرسة الفنية الجوية” تحمل عناصر من “حركة النجباء” و”حزب الله”.

 

وأوضح النقيب علاء، أن قوات النظام والمليشيات تستخدم قوة نارية هائلة، مدفعية وصاروخية، تمهيداً لاستعادة مواقع خسرتها، كما تتمتع بدعم جوي روسي كثيف يستهدف مواقع رمياتهم المدفعية والصاروخية. وشنّ الطيران الروسي أكثر من 400 غارة جوية، بالقنابل الفوسفورية والصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، خلال اليومين الماضيين، استهدفت مناطق عقرب وأطراف حي الحمدانية، والكليات العسكرية والراشدين والدباغات وطريق الراموسة الذي فتحته المعارضة نحو الأحياء الشرقية. وقتل في القصف الروسي على طريق الراموسة 30 مدنياً على الأقل، بعد استهداف حافلات نقل للركاب.

 

وتواصل المقاتلات الحربية الروسية هجماتها الجوية مستهدفة الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، وطاول القصف بشكل متكرر أحياء القاطرجي والسكري وحلب القديمة والبياضة وكرم الميسر وباب النيرب والكلاسة وصلاح الدين والفردوس والصالحين والمرجة والمعادي والعامرية والمشهد والأنصاري. وتسببت الغارات على مدى الأيام الماضية، في مقتل 100 مدني على الأقل، وجرح العشرات. واستمر الروس في استهداف المدارس والمشافي والمراكز الصحية والخدمية.

 

القصف الروسي طاول أيضاّ، وبوتيرة مشابهة، ريفي حلب الغربي والجنوبي، وشهدت بلدات الأتارب ودارة عزة وقبتان الجبل والجينة وترمانين والمنصورة وخان العسل وابين وسمعان وعينجارة وخان طومان والزربة وخلصه وزيتان وجانبي الطريق الدولي حلب-دمشق، غارات مكثفة، كما استهدفت الغارات نفقاً في خان طومان، الأربعاء، ما أدى إلى تدميره وإغلاقه بعدما قتل داخله أكثر من عشرة مدنيين، بصواريخ خارقة للتحصينات، بالتزامن مع إعلان موسكو عن اقلاع طائرات حربية من إيران، وشنّ غارات على مواقع لتنظيمات “إرهابية” في سوريا.

 

من جانب آخر، تمكنت المعارضة السورية من السيطرة على بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي، بالقرب من الحدود السورية-التركية، الأربعاء، بعد معارك استمرت ثلاثة أيام مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في محيط البلدة ومنطقة الصوامع الواقعة إلى الشرق منها. وقتلت المعارضة 10 عناصر من التنظيم وأسرت اثنين، وتمكنت من تدمير سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان، بصواريخ مضادة للدروع “تاو” قبل وصولهما إلى أهدافهما.

 

وتحاول الفصائل الحلبية المنضوية في “غرفة عمليات حوار كيليس”؛ بسط سيطرتها على المزيد من المواقع على حساب التنظيم، بالتزامن مع التقدم المستمر الذي تحققه “قوات سوريا الديموقراطية” شمال شرقي حلب، وبعد فترة طويلة من الركود والفشل على جبهات المعارضة مع التنظيم.

 

وقد جرت العادة أن يستعيد تنظيم “الدولة” المواقع التي يخسرها في مواجهات مع المعارضة المسلحة في الشمال، في غضون ساعات، بعد تنفيذه لهجمات معاكسة. وكان يحقق مزيداً من المكاسب على حساب المعارضة، ما تسبب دوماً بضياع جهد شهور للمعارضة، في هجمة مرتدة واحدة من قبل التنظيم.

 

المعارضة تقول إنها جادة هذه المرة، أكثر من أي وقت مضى، في تثبيت نقاطها المتقدمة، وإنها ستعمل بكل طاقتها لتحقيق المزيد من التقدم على حساب التنظيم. وتعلل ذلك بأنها تتمتع الآن بزيادة عددية كبيرة في صفوف مقاتليها، بعد انضمام المزيد من الكتائب والألوية العسكرية إلى غرفة العمليات، مثل “الفرقة 23” التي أعلن عن تشكيلها حديثاً على أنقاض “الفرقة 16” التي انحلت بعد تعرضها لخسائر كبيرة في صفوفها في أحياء بني زيد والخالدية في أحياء حلب الشرقية، وهو مكان تواجدها التقليدي منذ دخول المعارضة للمدينة منتصف العام 2012.

 

ولا ينقص المعارضة في ريف حلب الشمالي، التسليح والتذخير، بالتوازي مع زيادة عدد مقاتليها بشكل طردي. وأصبح لديها عدد من المدرعات والدبابات وقواعد الصواريخ وصواريخ “تاو”. وتملأ الشوارع السيارات رباعية الدفع “الشاصات” الحديثة والمزودة بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة، وقلما تتواجد في جبهات القتال في وقت واحد، نظراً لعددها الكبير.

 

وتوازى العمل العسكري الذي شنته المعارضة على مواقع تنظيم “الدولة” في بلدة الراعي، مع محاولة “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تقود “قوات سوريا الديموقراطية” التقدم نحو بلدة كلجبرين في ريف حلب الشمالي. وكلجبرين تقع في الوسط بين مارع وإعزاز. وتمكنت المعارضة من التصدي للقوات المهاجمة بعد ساعات من الاشتباك ليل الثلاثاء/الأربعاء، وقتلت عناصر من “قسد”، ما أجبرها على التراجع نحو مواقعها في محيط مطار منغ العسكري وبلدة عين دقنة.

 

ويأتي تحرك “قسد” بطبيعة الحال بعد نجاح المعارضة في التقدم نحو الراعي، وتحقيق مكاسب على حساب التنظيم، في الوقت الذي تحشد فيه “سوريا الديموقراطية” قواتها لخوض مرحلة جديدة من معاركها ضد التنظيم باتجاه مدينة الباب، التي تعتبر بوابة وصل مناطق الأكراد في الشرق والغرب الحلبيين. ويمكن القول إن “قسد” والمعارضة اليوم في سباق مع الزمن، في الوصول إلى الباب أو جرابلس.

 

وشنّ تنظيم “داعش” سلسلة هجمات برية، الأربعاء، على مواقع متقدمة لقوات النظام والمليشيات في محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي، وأرسل عدداً من السيارات المفخخة التي ضربت مواقع وتمركز قوات النظام، وتبعتها اشتباكات ومعارك في محاور متعددة في القرى الواقعة بين مدينة الباب والمطار، قتل فيها من الطرفين أكثر من خمسين عنصراً.

 

وتأتي تحركات التنظيم على جبهات النظام إلى الغرب والجنوب من مدينة الباب، لتوسيع سيطرته في ريف المدينة نحو الغرب، وتأمين طرق الامداد الريفية القادمة من الشرق السوري إلى ريف حلب الشمالي. وذلك بالتزامن مع معركة وشيكة تبدو أكثر صعوبة من معركة منبج بين التنظيم و”قسد” في مدينة الباب، التي تعتبر عقدة المواصلات الاستراتيجية التي تصل مناطق التنظيم في شمال وشرق سوريا بمناطق سيطرته في حلب.

 

النظام يقصف القرى الدرزية والمسيحية في إدلب

قصف الطيران الحربي السوري، قبل يومين، قرية قلب لوزة شمالي إدلب على الحدود السورية-التركية بالقرب من حارم. وهي المرة الأولى التي تُقصف فيها القرية الواقعة في “جبل السماق”، ويقطنها الموحدون الدروز، منذ خروجها عن سيطرة النظام في العام 2012.

 

مقاطع مصورة بثها نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت قصف منازل المدنيين، وبقايا صاروخ فراغي استهدف أحد المنازل عند مدخل القرية الشمالي، بالقرب من مدرسة القرية وخزان المياه وكنيسة قلب لوزة، إحدى أقدم كنائس الشرق وأهم المعالم الأثرية في البلدة التي سميت باسم كنيستها. القصف أدى بحسب أهالي القرية إلى تدمير عدد من المنازل ومقتل امرأة والطفلة مروة الشبلي (6 أعوام)، وتهدم أجزاء من الكنيسة الأثرية التي بنيت في القرن الخامس الميلادي.

 

القرية البالغ عدد سكانها 4700 نسمة، تأوي نازحين من المناطق المحيطة بها، ويقدر عددهم بنحو ألفي نازح.

 

موالون للنظام برروا القصف باستهدفه مقرات لـ”جيش الفتح” داخل القرية، في حين نفى أبناء المنطقة وجود أي مقر عسكري للمعارضة داخل بلدات جبل السماق، إذ أخرجت جميع المقرات والقوات من تلك البلدات الدرزية، بعد المجزرة التي ارتكبتها مجموعة أمير تونسي في “جبهة النصرة” بحق أبناء القرية، العام الماضي.

 

أحد أبناء المنطقة قال لـ”المدن”، إن قرى جبل السماق من القرى المسالمة في المنطقة، وتتمتع بعلاقات طيبة مع الأهالي، واستضاف أهلها نازحين من البلدات المجاورة، نظراً للأمان النسبي في الجبل. وأكّد وجود “جيش الفتح” على الطرق الرئيس الواصل بين البلدات وليس داخلها، ويتخذ شكل مخافر طرقية، هدفها حفظ أمن المنطقة، ومنع التعدي على أهلها، ومكافحة عمليات السرقة، خاصة أن المنطقة ذات طرق جبلية، وتتفرع عنها طرق تربطها بحارم وقورقنيا وكفرتخاريم في ريف إدلب.

 

قصف النظام للأقليات في إدلب لم يقف عند المناطق الدرزية، ففي مدينة إدلب قصفت الطائرات الحربية الكنيسة الوحيدة، قبل أيام، ما أدى لتدميرها بشكل كلي. كما تتناوب طائرات النظام على قصف المناطق المسيحية ذات الطوائف المتعددة؛ من روم أرثوذكس ولاتين وأرمن أرثوذكس وأرمن كاثوليك، في قرى القنية واليعقوبية والغسانية وجديدة، في ريف جسر الشغور، وكذلك في المناطق المسيحية في مدينتي جسر الشغور وإدلب.

 

دي ميستورا “الخائب” يعلّق اجتماعات البعثة الإنسانية

يبحث فريق العمل الخاص بوقف العمليات القتالية في سوريا، في جنيف الخميس، إعلان هدنة إنسانية في حلب لمدة 48 ساعة، وفق ما أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي أشار إلى أن روسيا والولايات المتحدة، وبصفتهما الرئيسين المتناوبين لمجموعة دعم سوريا، “تشاطرانه قلقه” من الوضع في حلب و”تبحثان عن الحل”.

 

وخلال مؤتمر صحافي، جدّد دي ميستورا ضرورة إعلان تهدئة في مدينة حلب لمدة 48 ساعاة “كخطوة أولى”، معتبراً أن هذا الموضوع “يتطلب جهوداً مكثفة ليس من جانب الرئيسين المتناوبين (روسيا والولايات المتحدة) فحسب، بل ومن أولئك الذين لهم تأثير على الوضع الميداني”.

 

وقرّر دي ميستورا تعليق اجتماعه مع فريق العمل المخصص لتقديم المساعدات الإنسانية، بعد مرور 8 دقائق على بدئه الخميس، ليعبّر لأعضاء مجموعة دعم سوريا عن “خيبة آماله” حيال فشل مساعي الإغاثة.

 

وقال دي ميستورا إن الأمم المتحدة فشلت بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا هذا الأسبوع، باستثناء المساعدات المخصصة لديرالزور، وأشار إلى أن المناطق المحاصرة في سوريا لم تصلها قوافل المساعدات منذ شهر. وأكد أن الفريق سيستأنف اجتماعاته الأسبوع المقبل.

 

في غضون ذلك، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، موقف واشنطن حيال استخدام روسيا لقاعدة همدان الإيرانية لشنّ هجمات على سوريا بأنه “محاولة لتشويه صورة التعاون الروسي-الإيراني في مكافحة الإرهاب”.

 

وقال ريابكوف في تصريحات لوكالة “انترفاكس” الروسية، الخميس، إن “إداعاءات” واشنطن حول خرق روسيا لقرار مجلس الأمن 2231، هي محاولة أميركية “لتقديم صورة كاذبة عما يشهده التعاون الثنائي بين موسكو وطهران على صعيد تعميق العمل المشترك بما يخدم عملية مكافحة الإرهاب في سوريا”.

 

وتابع المسؤول الروسي أن الخطوة الروسية لا تخرق البند “ب”، من القرار الذي “يحظر تسليم طهران أنواعاً محددة من الأسلحة بما فيها الطائرات الحربية لاستخدامها من قبل إيران أو خدمتها في صالحها، الأمر الذي يعني أن نشر طائراتنا لأسباب تكتيكية محددة، لا يمت بأي صلة لبند القرار الدولي المذكور”.

 

سنودن يرجّح وقوف روسيا وراء اختراق وكالة الأمن الأميركية

لم يستبعد إدوارد سنودن، الموظف السابق في “وكالة الأمن القومي”، ان يكون خبراء روس وراء عملية الاختراق والحصول على أدوات وملفات قرصنة تابعة لوكالة الأمن القومي الأميركية، وقال عبر “تويتر” إنّ “دلائل غير مباشرة تشير إلى إمكانية وقوف روسيا وراء هذا الهجوم الالكتروني”.

 

وبرأي سنودن فإن الهدف من الهجوم هو الحصول على ما يمكّن المخترقين من إثبات مسؤولية الولايات المتحدة عن عدد من الهجمات الإلكترونية، مُحملًا موظفي الاستخبارات الأميركية المسؤولية الرئيسية عن سرقة هذه المعلومات السرية وضياع ملفات معظمها عبارة عن أدوات اختراق، متهماً إياهم بالتقاعس والإهمال.

 

وكانت مجموعة قرصنة تدعى “” Shadow Brokers ” قد طرحت للبيع ما قالت إنه “سلاح إلكتروني” استخدمه عملاء  Equation” Group” لدى شن هجمات على خصوم واشنطن. ويرى سنودن أن هذه المجموعة مرتبطة بروسيا، وأن البرامج التي سرقها القراصنة قد تشكل أدلة دامغة تثبت وقوف واشنطن وراء نشر فيروس ” Stuxnet ” الذي ألحق أضرارا هائلة بالبرنامج النووي الإيراني في عام 2010.

 

ويحمل الهجوم، من وجهة نظر سنودن، طابعاً دبلوماسياً لا علاقة له بجمع المعلومات الاستخباراتية، وحذر من أن واشنطن قد تواجه عواقب دبلوماسية وخيمة، في حال تأكد تورطها في هجمات إلكترونية على بعض حلفائها والتدخل في عمليات متعلقة بالسباق الانتخابي في الولايات المتحدة.

 

مؤسس شركة “Comae Technologies”  لحماية الإنترنت مات سويتش أكّد من جانبه أن رمز الحاسوب المسرّب يشير إلى أنه من أدوات وكالة الأمن القومي، وزعمت مجموعة القرصنة انتساب الحاسوب المسرب رمزه لكيان تجسس تابع وكالة الأمن القومي الأمريكية وجهات تجسس من أربع دول مختلفة، وهم أستراليا وكندا ونيوزيلندا وبريطانيا يسمون أنفسهم “Five Eyes”.

 

وفيما درس باحثو أمن الانترنت من جميع أنحاء العالم المعلومات التي تم تسريبها مؤخرًا، قال كبير باحثي معهد علوم الحاسوب الدولي نيكولاس ويفر: “يبدو أن العملية قانونية وقد صُمِّمَت للاستحواذ على أجهزة الراوتر وجدران الحماية الإلكترونية firewall، وإن الاستنتاج المنطقي الوحيد لنجاح هذه العملية أن الرمز قد سُرق من وكالة الأمن ذاتها أو أحد أعضاء حلف “Five Eyes” مُصرح باستخدام الرمز”.

 

وكانت جماعة “Shadow Brokers” قد تمكنت  من الحصول على أدوات وملفات قرصنة تابعة لوكالة الأمن القومي الأميركية، مشيرة إلى نيتها بيع تلك الأدوات في مزاد لمن يدفع أكثر. وأدعّت المجموعة بأنها حصلت على أدوات الاختراق الالكترونية الأكثر سرية والتي تستخدمها مجموعة “Equation”، وهي أكبر مجموعات القرصنة الإلكترونية المرتبطة بصلات مع وكالة الأمن القومي. ووعدت المجموعة في وقت لاحق بإنشاء مزاد لبيع الأسلحة الإلكترونية، وهي ما تضاهي بيع صواريخ عسكرية للمدنيين، على حد قولها.

 

المسيحيون والنظام وروسيا: من يحمي من؟

بشار جابر

لم تكن زيارة الكاهن الروسي، للمشاركة في مهرجان قرية مرمريتا المسيحية التابعة لمحافظة حمص، قبل يومين، خرقاً للتقليد الكنسي المؤسسي السوري فقط، بل خرقاً لطبيعة العلاقة بين الكنيستين؛ الروسية والسورية. فالمؤسسة الكنسية الأرثوذكسية السورية، خلال الأحداث السورية، كانت قد منعت الاحتفالات المُنظمة، أو المشاركة الكنسية الرسمية بالاحتفالات الشعبية أثناء المناسبات الدينية، بسبب الحداد. ورغم ذلك، لم تستطع الكنيسة السورية منع الكاهن الروسي من المشاركة في الاحتفالات، ومن الاستقبال الرسمي الاحتفالي له.

بحسب أحد رجالات الدين في مدينة اللاذقية، فهذا ليس أول فعل من الكنيسة الروسية يتعارض مع إرادة الكنيسة الأرثوذكسية في سوريا. فمع بداية التدخل الروسي اعترضت الكنيسة السورية بشكل واضح وصريح، عبر نشراتها الدينية الأسبوعية على جُملة البطريرك الروسي في توصيف التدخل الروسي في سوريا بأنه: “حرب مقدسة”. لا بل كانت جملة البطريرك السوري يوحنا يازجي العاشر واضحة: “لا حرب مقدسة في المسيحية”.

ومع ذلك، فإن اعتراض رأس الكنيسة الارثوذكسية السورية لم يقطع التعاون بين الكنيستين، خاصة وأن المجتمع المسيحي والمؤسسة الكنسية، لم يعودا يشعران بإمكان إدارة وجودهم خارج مظلة الحلفاء الدينيين. فمنذ القرن التاسع عشر، ومسيحيو المشرق يشعرون بأنهم مدينون ببقائهم في المنطقة لوجود القوى المسيحية الدولية من حولهم.

عاينت الكنيسة الروسية المجتمع المسيحي السوري قبل التدخل الروسي، واستمرت اجتماعات المطارنة ومسؤولي الكنيسة الروسية مع رجال الدين السوريين لشهر كامل. ما أسفر عن تمويل الكنيسة الروسية للكنيسة السورية، وتحويلها لأكبر ممول للمشاريع التنموية والغذائية، ولتأسيس أحد أكبر الأجهزة الداعمة للنازحين والمهجرين الأرثوذكس بالدرجة الأولى. هذا الدعم السخي تحول نحو مدينة اللاذقية سريعاً، واستطاعت البطريركية الأرثوذكسية عبر حليفتها الروسية انتزاع حق المسيحين النازحين من محافظة إدلب بالدخول إلى مدينة اللاذقية بدلاً عن محافظة حماة، وذلك لوضعهم تحت حماية مطرانية الروم في اللاذقية.

وبطلب من الكنيسة السورية، فرض الروس على النظام، تجميع المسيحيين النازحين في مدينة اللاذقية حصراً، خلافاً لخطة النظام في تقسيم مناطق النزوح. ورفع التدخل الروسي من شأن الكنيسة الأرثوذكسية التي حاول أقطاب منها دفع الروس للضغط على النظام لإيقاف ضم المسيحيين إلى الجيش. الأمر الذي رفضت الكنيسة السورية تقديم طلب بشأنه للروس، بشكل رسمي، لخلاف ضمن “المجلس البطريركي” في دمشق.

وكانت الكنيسة السورية قد اشتكت للروس من هرب الشباب المسيحي إلى خارج البلاد خوفاً من السوق للجندية. حينها قدّمت الكنيسة الروسية منحاً طلابية مدعومة في الجامعات الروسية، لأبناء الطائفة الارثوذكسية، كحلّ لتأمين الهروب الآمن والمؤقت من دائرة الحرب. واصطدمت الكنيسة السورية بقلة الراغبين بهذا الحلّ، لانخفاض المستوى التعليمي في الجامعات الروسية. وبحسب كاهن قال لـ”المدن”، إن “المنح لن تتوقف للراغبين من الخريجين، والنسبة المطروحة للدعم جيدة، خاصة أنها ملزمة للعودة إلى سوريا، ومع أفضلية تأمين الوظيفة في المستقبل في الدولة السورية عبر الأقنية الروسية”.

ولا ينفصل الدين عن السياسة في روسيا، منذ التخلي عن العقيدة الشيوعية مع انهيار الاتحاد السوفييتي. وحلم موسكو كـ”روما الثانية” في عقل القيادة الروسية، بدأت معالمه بالتبلور مع الأزمة السورية. وهذا ليس حُلماً صعب المنال في منطقة يشعر أبناء طوائفها بأنهم مرهونون لمن يحميهم، ومن يضعهم تحت قوة بندقيته.

لذا، يشعر المجتمع المسيحي في سوريا بطمأنينة ما، مع التدخل الروسي. ويعرف الروس هذا جيداً، رغم أن الأقنية المؤسساتية للكنيسة السورية تنأى عن التصريح الروسي السياسي وتبتعد عنه، وتكتفي بدور برغماتي مصلحي لحماية الرعايا ودعم وجودهم. لا بل إن الكنيسة السورية تُحاول جاهدة رسم مسافة واضحة بين عقليتي الكنيستين؛ الكنيسة الروسية التي تُصارع اليوم في سوريا عقائدياً الأغلبية العربية السنيّة المتمردة على النظام الأقلوي الاستبدادي، وبين كنيسة سورية مستكينة منذ العهد العثماني، تُحاول تثبيت وجود المسيحيين بأكثر الطرق مسالمة ومواربة.

الكنيسة السورية كانت قد عادت إلى عقيدة الحياد، وإلى محاولة دعم رعاياها داخل أُطر الطائفة والمجتمع التراحمي لا المجتمع العام خارج الكنيسة. فالمؤسسة لا تُريد أن تصطدم بعنف مع الجيران، ولا تريد للصراع مع المسلمين ولو كانوا متطرفين أن يكون هدفاً أو معياراً لنطاق أعمالها ووعظها.

أما المجتمع المسيحي في سوريا، فيرى في التدخل الروسي، انقاذاً مسيحياً. فقبل التدخل الروسي، كان طبيعياً أن يلجأ بعض الشباب المسيحي، في مناطق سيطرة النظام، لوضع “خلعة خضراء” من مزارات العلويين لتأمين شعور ما بالحماية، كتماهٍ مع طرف يقول بحماية الأقليات، وفي الوقت نفسه يمثّل قوة تُخيف الآخرين. المسيحيون كانوا قد أدمنوا الاعتراف بضرورة حكم العلويين لسوريا، كي لا يتعرضوا لمجازر الأكثرية، مهما طال السرد المقابل عن الحياة المشتركة مع السُنة منذ صدر الإسلام.

اليوم ومع التدخل الروسي، بات المسيحيون يشعرون بأنهم أقوى من ذي قبل. وهذا انعكس بشكل حقيقي في الساحل السوري، وانتهت سردية حماية النظام للمسيحيين، وأصبحت القناعة لديهم بأنهم من يحمون النظام.

المدن

 

«فورين بوليسي»: الصراع الروسي التركي حول سوريا مستمر خلف الأبواب المغلقة

محمد خالد

قال تقرير لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، أنه بالرغم من المصالحة التركية الروسية التي تجسدت في لقاء «بوتين» و«أردوغان» 9 أغسطس/آب الجاري، إلا أن الصراع حول الملف السوري مستمر بينهما خلف الأبواب المغلقة في الأمم المتحدة.

 

وقال التقرير الذي كتبه «كولام لينتش» المراسل الدبلوماسي لمجلة «فورين بوليسي» في الأمم المتحدة، أن الخلافات بين روسيا وتركيا أو ما أسماه «الحرب البادرة» حول الملف السوري لا تزال قائمة ولكنها تدور بعيدا عن الأضواء.

 

وأكدت المجلة أن عودة الأجواء الطبيعية في العلاقات بين البلدين، بعد فترة من التوتر سادت بسبب إسقاط الطيران التركي مقاتلة روسية دخلت لفترة قصيرة إلى الأجواء التركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، لا يعني طي صفحة من الخلافات القائمة بين البلدين.

 

وأشارت إلى أن زيارة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إلى سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي واجتماعه مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» والتحول في مسار العلاقات الذي جاء على خلفية الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/تموز، وما نتج عن اللقاء من مبادرات جديدة وتوجه نحو بناء العلاقات من جديد، لم يمنع صراعهما في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حول سوريا.

 

وأشارت في هذا الصدد إلى انتهاز السفير الروسي في الأمم المتحدة «فيتالي تشيركن» لقاء مغلقا في الأسبوع الماضي لينتقد فيه تركيا لسماحها بتدفق «الأسلحة والإرهابيين» عبر الحدود التركية إلى سوريا.

 

وقال الكاتب إن معظم النقد الروسي الخاص لتركيا لم يتم التطرق إليه إعلاميا، ولكنه «يؤكد التوتر المستمر والذي طبع علاقات البلدين منذ العام الماضي، كما تعكس التصريحات الخلاف العميق بين البلدين حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعمه روسيا مباشرة في مواجهته مع المعارضة السورية التي تدعمها تركيا»، بحسب قوله.

 

موسكو تريد تغيير المعارضة السورية

ونقل مراسل «فورين بوليسي» عن «دبلوماسي بارز» قوله: «لقد تحدث الروس في اللقاء بلهجة قاسية عن تركيا، وقال دبلوماسي آخر إن تصريحات تشيركن عكست النظرة الروسية القديمة ومفادها أن تركيا هي المساعد الرئيسي للقوى الإرهابية التي ترغب في نقل المقاتلين والسلاح إلى داخل سوريا».

 

وقال إن «تشيركن كان يتحدث عن كل هذه الأشياء التي تأتي عبر الحدود التركية»، في إشارة لدعم تركيا المقاومة السورية عبر الحدود.

 

ودعا المندوب الروسي داعمي المعارضة السورية بمن فيهم الولايات المتحدة وتركيا إلى «قطع علاقاتهم مع بعض الجماعات المعادية للأسد»، وقال دبلوماسي أخر ساخرا إن ما كان «تشيركن» يقوله ببساطة هو: «نحن لا نحب المعارضة فهل يمكن تغييرها؟».

 

وبعد اللقاء المغلق، حث السفير الروسي في مجلس الأمن أنقرة على إعادة النظر في موقفها المعارض لأي دور للأكراد السوريين في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية». ودعاها للسماح لهم بالمشاركة في محادثات جنيف للسلام التي ترعاها الأمم المتحدة.

 

روسيا تتعامل مع أعداء تركيا

ويقول تقرير «فورين بوليسي» أن روسيا تتعامل مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تدعمه تصنفه تركيا باعتباره «جماعة إرهابية»، مرتبطة بحزب العمال الكردستاني (بي كي كي). وانتقدت أنقرة سماح الخارجية الروسية له في فبراير/شباط بفتح مكتب تمثيلي له في العاصمة موسكو.

 

كما تنتقد تركا أيضا إقامة الولايات المتحدة الأمريكية علاقات مع حزب الاتحاد الديمقراطي وفرعه العسكري المسمى «قوات حماية الشعب»، لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

وكان «تشيركن» قد تحدث في 9 أغسطس/آب الحالي للصحفيين مطالبا تركيا بضرورة ضم الأكراد لمحادثات السلام بدعوي أن هذا «يخدم السيادة ووحدة الأراضي السورية». وقال إنه رغم وجود عوامل معقدة في تفكير تركيا إلا أنه يرى حاجة ملحة لحل المشكلة بشكل سريع، أي السماح للأكراد بالمشاركة بالمفاوضات.

 

جدير بالذكر أن تركيا لا تعترف بالأكراد كجزء من المعارضة السورية الرسمية.

 

العقبات مستمرة

فتح اللقاء بين الرئيسين الطريق أمام عودة العلاقات رغم الخلاف في الملف السوري. وقد أكد سفير تركيا في الأمم المتحدة «يسار خليل شفيق» للمجلة أنهم تجاوزوا عقبة كبيرة في المرحلة الأخيرة من العلاقات مع روسيا، وأن البلدين يسعيان لتعاون مشترك حتى في ظل خلافها حول ملفات أخرى، إلا أن خبراء يرون ذلك مؤشرا على استمرار العقبات.

 

يؤكد «أندرو تابلر» خبير الشئون السورية بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن «تصريحات تشيركن تعكس عدم رأب الخلافات بين بوتين وأردوغان حول الكيفية التي يجب التوصل فيها لحل الأزمة السورية».

 

وبالمقابل تشير تقارير إلى تعاون أمريكي روسي في مواجهة «الجماعات الإرهابية» بما فيها جبهة النصرة (غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام)، والتنسيق بشكل أفضل في مجال المعلومات الأمنية. ولكن بحسب دبلوماسيين في مجلس الأمن فإن «المحادثات بين البلدين لم تثمر بعد».

 

وكان ثاني أبرز دبلوماسي روسي في الأمم المتحدة، «فلاديمير صفرنوكوف»، قد هاجم الولايات المتحدة في جلسة غير رسمية عقدت الإثنين الماضي، واتهمها بأنها لم تف بوعودها بتحديد الجماعات السورية المعتدلة التي يجب استثناؤها من الهجمات الجوية.

 

وقال في 8 أغسطس/آب: «لا تقدم حدث، ولا زلنا لا نعرف أين هي المعارضة المعتدلة». وفي المقابل يخشى الأمريكيون من استخدام الطيران الروسي هذه المعلومات لضرب المعارضة الشرعية.

 

وبعيداً عن الخلافات الأمريكية الروسية، يرى مراقبون أن لتركيا وروسيا نفوذا في المسألة السورية، وأنه يمكن لأنقرة الحد من تدفق السلاح والمقاتلين للمعارضة من جهة، كما يمكن لروسيا الحد من قدرة أكراد سوريا على توسيع نفوذهم وقوتهم في سوريا من جهة أخرى، ولكنهم يرون أن «هذه مقايضة صعبة وحتى تتحقق يجب على الروس وقف دعمهم للأكراد السوريين الذين ترى فيهم واشنطن القوة الأكثر فعالية في الحرب ضد تنظيم الدولة».

 

ويقول تقرير «فورين بوليسي» أن على «أردوغان» القبول ضمن هذه الصيغة ببقاء «الأسد» أو شخص آخر من النظام تقبله روسيا، مؤكدا: «هي حبة دواء من الصعب على أردوغان بلعها في ضوء دعواته المستمرة لخروج الأسد من السلطة».

 

وينقل التقرير عن «ريتشارد غوان»، الخبير في شؤون الأمم المتحدة بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قوله إن «بعض النقد الروسي لتركيا صحيح خاصة أن الأخيرة لم تظهر أي رغبة بشأن ضبط حدودها خلال السنوات الماضية».

 

وعقب رسالة «الأسف» من الرئيس التركي إلى «بوتين» عن إسقاط الطائرة الروسية العام الماضي، ردت روسيا بتخفيف الهجمات ضد تركيا في الملفات غير سوريا، أبرزها قبرص التركية.

 

ففي يناير/كانون الثاني الماضي وفي ذروة الأزمة بين البلدين، انتهز الروس فرصة تجديد مهمة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في قبرص ليشجبوا في مجلس الأمن ما قالوا أنه «انتهاك تركيا للمجال الجوي للجزيرة»، ولكن بعد خطاب «أردوغان»، فقد صمتوا علي تجديد مهمة هذه القوات في يوليو/تموز الماضي.

المصدر | الخليج الجديد

 

“هدنة حلب”.. هل أوقفت الموت الهابط من السماء؟  

فادي جابر-غازي عنتاب

 

بعكس تلك الدقيقة التي تسمع فيها صوت صفير البرميل المتفجر الهابط تماما فوق منزلك، مرت الأيام بطيئة متثاقلة على سكان مدينة حلب الذين لم يتوقف القصف عليهم بمختلف أنواع الأسلحة، بينما لا تبدو على الأرض أي ملامح حقيقية للهدنة التي أعلنتها روسيا.

 

حلب، المدينة السورية التي يتقاسم النظام السوري والمعارضة السيطرة عليها، كانت مناطقها حتى أيام معدودة تعاني حصارا خانقا فرضه النظام السوري عليها مع حلفائه برا وجوا، ودفعت المعارضة دماء كثيرة لفتح ثغرة في جدار الحصار بغية إدخال المساعدات للمحاصرين، وربما الأهم من ذلك إحداث تغيير في البناء السياسي الذي كانت توضع لبناته واحدة فوق الأخرى في أروقة السياسة العالمية.

 

وليد أبو بكر القيادي العسكري في فرقة السلطان مراد، يرى أن الروس والنظام السوري بعد خسارتهم في حلب وكسر الخطوط الدفاعية في مناطق سيطرتهم، بدؤوا يطرقون أبواب الأمم المتحدة بهدف إعادة ترتيب صفوفهم.

 

ويؤكد أبو بكر أن “مهلة الساعات الثلاث لا تكفيهم” في إشارة إلى النظام السوري وروسيا، ويضيف أنهم يحاولون من خلال هذه الهدنة “تبريد همم المجاهدين”، موضحا أنهم سيطرحون لاحقا هدنة لأيام فأسابيع وهلم جرا.

 

ويستبعد أبو بكر تحقيق الهدنة أية نتائج، لأن النظام السوري -الذي وصفه “بالمجرم”- ومناصريه لم يلتزموا بها، فكل وسائل القتل من طيران ومدفعية لم تتوقف ولو دقيقة واحدة، موضحا أن القصف لم يستثن المدنيين.

 

ويضيف أبو بكر أن الجميع يعرف عدم صدق النظام ومن يناصره ويقاتل معه، مشددا على أنه يتوجب على “المجاهدين” ألا يقبلوا تلك الهدن، وأن يستمروا في تحرير أرضهم من النظام البعثي المستبد، على حد وصفه.

خديعة

من جانبه، يرى الأمين العام السابق للائتلاف الوطني المعارض يحيى مكتبي أن هذه الهدنة الروسية “لا تقدم ولا تؤخر”، واصفا إياها بالخديعة التي ليس لها قيمة على الأرض.

 

ويضيف أن تلك الهدنة مجرد دعاية إعلامية بهدف الإيحاء للمشاهد أنه سيتم إدخال مساعدات إنسانية إلى المدنيين، “لكن الحقيقة أن الروس لا يتورعون عن قصف أي هدف بغض النظر إن كان مدرسة أو قافلة إغاثة أو بناء سكنيا أو محطة مياه، فلا خط أحمر لديهم، وهو الحال ذاته بالنسبة للنظام السوري والمليشيات التابعة لإيران”.

 

ويؤكد مكتبي أن المعارضة لا تُعوّل على هذه الهدنة، موضحا أن “القرارات الدولية اليوم ليس لها أي قيمة على الإطلاق”.

 

ويبدي مكتبي أسفه الشديد من أن “روسيا -العضو الدائم في مجلس الأمن والتي يفترض أن تعمل على حفظ السلم والأمن الدوليين- تمارس إرهاب الدولة بقصفها المدنيين في سوريا”.

 

وكان من المفترض أن تتوقف القنابل والقذائف عن السقوط على حلب يوميا ما بين الساعة العاشرة وحتى الواحدة ظهرا، لكن عداد الموت ما زال يتناسب طرديا مع ارتفاع حدة ووتيرة التصريحات الدولية عن هدن لم توقف برميلا متفجرا واحدا عن السقوط، ولم تمنع قاذفة إستراتيجية من عبور الصحارى والقفار والبحار للوصول إلى حلب.

 

روسيا مستعدة لهدنة بحلب وأوروبا تدعو لوقف القتال  

أعلنت روسيا استعدادها لتطبيق هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في حلب (شمالي سوريا) اعتبارا من الأسبوع المقبل، وقالت إنها تدعم مقترح المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا بشأن ذلك. من جهته دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري للقتال في حلب.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن موسكو مستعدة بالاتفاق مع الحكومة السورية للمساهمة في تأمين قوافل المعونات في الأراضي التي تسيطر عليها قوات النظام.

 

ونقلت مراسلة الجزيرة في موسكو رانيا الدريدي عن المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف، قوله -خلال مؤتمر صحفي اليوم في موسكو- إن بلاده تنتظر أيضا “خطوات مماثلة من الجانب الأميركي فيما يتعلق بعبور القوافل عبر الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة”.

 

وأكد أن الوزارة مستعدة لبذل جهود إضافية من أجل تعزيز فعالية آليات توفير المرور الآمن للقوافل الإنسانية الأممية المتوجهة إلى الجزء الشرقي من حلب.

أوروبا تدعو

من جهته دعا الاتحاد الأوروبي إلى “وقف فوري” للقتال في حلب لإفساح المجال لوصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى نحو 1.5 مليون مدني عالقين فيها.

وكان دي ميستورا قال في وقت سابق اليوم إن وقف القتال في حلب لمدة 48 ساعة سيكون موضوعا رئيسيا أمام قوة مهام الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه علق العمليات الإنسانية في حلب.

 

وأضاف المبعوث الأممي في مؤتمر صحفي في جنيف أن وقف القتال في حلب يتطلب مجهودا شاقا، ليس فقط من القوتين الرئيسيتين (روسيا والولايات المتحدة) ولكن أيضا من كل من لهم نفوذ على الأرض.

 

وأكد أن المناطق المحاصرة في سوريا لم تصلها أي قافلة مساعدات منذ شهر، وأنه علق عمل قوة مهام إنسانية حتى الأسبوع المقبل.

 

وكان دي ميستورا قد انتقد الأسبوع الماضي اقتراحا روسيا بوقف إطلاق النار لمدة ثلاث ساعات يوميا، معتبرا أنه غير كافٍ لإيصال المعونات الإنسانية.

 

الأكراد يتوعدون النظام برد قاس بعد قصف الحسكة  

توعدت وحدات حماية الشعب الكردية النظام السوري برد قاس بعد قصف مواقع للوحدات الكردية في مدينة الحسكة (شمال شرق سوريا) للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية قبل أكثر من خمس سنوات.

 

وقالت الوحدات الكردية -في بيان- إنها لن تصمت على هجمات الحكومة السورية، التي قالت إنها اعتداء سافر يخدم تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأضاف البيان “كل يد ملطخة بدماء شعبنا ستحاسب بكل الوسائل المتاحة والممكنة”.

 

وتعد الضربات الجوية في الحسكة أول استخدام لطائرات النظام ضد المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا.

 

واستهدف القصف الجوي للنظام اليوم الخميس أحياء المساكن وتل حجر والمفتي في الحسكة، كما قتل مسلحان كرديان وخمسة من مليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام في الاشتباكات بين الطرفين في المدينة.

 

وأظهرت صور بثها ناشطون في الإنترنت نزوح أعداد من المدنيين من مدينة الحسكة بعد أن قصفتها طائرات النظام السوري.

وتعليقا على الحادث، قال مسؤول في هيئة الإدارة الذاتية الكردية ريزان كلو إن طائرات النظام استهدفت المدنيين، مؤكدا عزم الوحدات الكردية على الرد على هذا الهجوم.

 

وعن سبب استهداف النظام الوحدات الكردية في هذا الوقت، بيّن كلو في حديث للجزيرة أن العداوة بينهم وبين النظام كانت قبل الثورة واستمرت بعد الثورة، مؤكدا أنه لم يكن هناك أي تنسيق سابق من قبل الوحدات الكردية والنظام.

 

وأضاف أن عدة اشتباكات وقعت بين الأكراد والنظام في عدة مناطق وفي فترات مختلفة، مشيرا إلى أن النظام قصف عدة مناطق للأكراد سابقا.

 

وعن سبب استهداف النظام الحسكة الآن، أرجعه كلو إلى أنه يأتي دعما لتنظيم الدولة الذي تلقى عدة هزائم مؤخرا، كان أبرزها هزيمة منبج (شمال سوريا).

 

وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على مساحات من شمال شرق سوريا، حيث شكلت جماعات كردية حكومة ذاتية منذ بداية الصراع السوري في 2011 مستغلة انهيار سلطة الحكومة المركزية على البلاد.

 

وما زال للحكومة السورية وجود في مدينتي القامشلي والحسكة.

 

غنى.. طفلة سورية أفقد الألم صوتها  

محمد الجزائري-ريف دمشق

 

صوتها كان أشبه ببركان يغلي، وعبراتها كادت أن تجف، عالم يصم أذنيه عن سماع صوتها الخافت بين جبال مضايا في ريف دمشق بسوريا، التي تصارع الحصار والجوع، ورغم ذلك كان حلم الطفلة غنى قويدر أعظم من موت يزرعه النظام في كل مكان حولها.

 

أيام مضت على إصابة الطفلة غنى (عشر سنوات) جراء استهدافها من قبل قناصة حزب الله اللبناني المتمركزة في حاجز بناء العسلي على أطراف بلدة بقين من جهة مضايا.

اخترقت الرصاصة جسد غنى فتسببت في إصابة بليغة لقدمها، وأسعفت إثرها لمشفى متواضع في مضايا، وكان الحل الوحيد بتر قدمها أو السعي لإخراجها إلى مشافي دمشق للعلاج.

 

مشفى وحيد

يقول مدير المشفى الوحيد في مضايا وبقين الطبيب محمد يوسف “وصلت غنى للمشفى مصابة بطلق ناري بفخذها تسبب لها بكسر ترافق مع قطع في الوريد والعصب، فأجريت لها الإسعافات الأولية وتريثنا بقرار البتر لمحاولة إجلائها مع مجموعة من المرضى للعاصمة دمشق”.

 

ويضيف في حديثه للجزيرة نت “ناشدنا المنظمات الدولية لإجلاء مرضى السحايا المتأزمة حالتهم مع غنى، وفي كل مرة يتهربون من مسؤولياتهم، ويردون بأجوبة غير مقنعه”، مشيرا إلى أن “مرضى السحايا ساءت أوضاعهم والموت يهدد حياتهم في كل لحظة”.

 

بقيت غنى تصارع ألما قد لا يتحمله من هم أشد منها قوة، تصرخ منشدة ألمها ليلا ونهارا بعد أن يتلاشى مفعول أدوية مسكنة يندر الحصول عليها بالمدينة، صرخت ألما وخوفا من أن تبتر ساقها حتى فقدت صوتها جراء التهاب في حنجرتها الصغيرة.

أيام الموت

13 يوما من إصابة غنى، ناشدت فيها الهيئة الطبية والمجلس المحلي الهلال الأحمر لإجلاء الطفلة لتلقي العلاج، وإجلاء عدة حالات مشابهة لها أصيبوا؛ جراء قصف وعمليات قنص، إضافة إلى حالات مرضية مستعصية، أبرزها المصابون بالسحايا المتقدمة.

 

وذكر رئيس المجلس المحلي لمضايا وبقين محمد عيسى “خرجت غنى بعد حملة إعلامية مكثفة للضغط على المنظمات الدولية؛ لإجلاء المصابين والمرضى، ومع عدم ذكر الأسباب كان الرد برفض إخراج الحالات الباقية غير الطفلة”.

 

وبحسب مصادر من دمشق، وصلت غنى إلى مشفى المواساة بدمشق مع والدتها، وهم في غرفة في المشفى تحت حراسة أمنية مشددة، حيث يمنع خروجهم منها كما منعت عنهم الزيارات، وأجريت لغنى أول عملية جراحية، وهي بصدد إجراء ثلاث عمليات أخرى، في الأيام القادمة.

 

في هذه الأثناء، يزداد وضع مضايا سوءا مع مرور أكثر من مئة يوم على آخر دخول لمساعدات إنسانية وعودة الحالة الإنسانية المتدهورة، بسبب نفاد المواد الغذائية واستمرار حصار قوات النظام وحزب الله للبلدة منذ سنة وشهرين ومنع خروج أو دخول الأهالي.

 

يذكر أن أكثر من 65 شخصا قضوا في مضايا جراء الحصار أو محاولة الهروب من الجوع.

 

قاذفات توبوليف 22.. ذراع روسيا الباطشة بالشعب السوري  

توبوليف قاذفة جوية روسية، تصنف ضمن الطائرات الإستراتيجية التي صممها الجيش الروسي أيام الاتحاد السوفياتي لاستهداف الأساطيل البحرية المعادية خلال الحرب الباردة. لها قوة تدميرية هائلة وقدرة على الطيران البعيد المدى بسرعة تفوق سرعة الصوت، وتوجد منها طرُزٌ مختلفة.

 

النشأة والمهمة

“توبوليف 22″ هي قاذفات إستراتيجية تتمتع بسرعتها الفائقة وقوتها التدميرية الشديدة، صنعهتا شركة توبوليف الروسية التي تأسست عام 1922 لتعزيز الترسانة الحربية الجوية الروسية أيام الاتحاد السوفياتي، لتكون على مستوى مواجهة المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

 

و”توبوليف 22” هي في الواقع تطوير لطائرة “تو-95 أم أس” التي دخلت الخدمة العسكرية عام 1956 ويتوقع أن تظل فيها حتى عام 2040، ثم أرادت موسكو أن تمتلك قاذفات مماثلة لقاذفات “بى 52” الأميركية، فأمرت بتصنيع النسخة المطورة المسماة “توبوليف 22” وطرُزٍ أخرى محسّنة منها.

 

وكان أول استخدام للطراز الأشهر من قاذفات “توبوليف 22” وهو “توبوليف 22 أم” في 30 أغسطس/آب 1969، ثم تتالت منها نوعيات أخرى كثيرة من أشهرها: “توبوليف 22 أم 1″ (عام 1971)، و”توبوليف 22 أم 2″ (عام 1972)، و”توبوليف 22 أم 3 أس”، و”توبوليف 160″، و”تو-95 أم أس”.

 

وقد صُنعت “توبوليف 22 أم 3” عام 1976، ودخلت قاذفاتها الإستراتيجية الخدمة العسكرية فعليا عام 1983، وبإمكانها حمل صواريخ كروز أو صواريخ قصيرة المدى أو قنابل نووية، وتعتبر تطويرا كبيرا لطراز “توبوليف 22 أم”.

 

وفيما بين 1971 و1993 صنعت القوات الروسية حوالي خمسمئة طائرة من طراز “توبوليف 22″، وشارك بعض تلك الطائرات في حرب أفغانستان (1979-1989)، ثم في حربيْ الشيشان خلال تسعينيات القرن العشرين، وفي المواجهة مع جورجيا عام 2008.

 

وفي 16 أغسطس/آب 2016 أعلنت وزارة الدفاع الروسية استخدامها طائرات من طراز “تو-22 أم 3” البعيدة المدى في شن غارات على الأراضي السورية، انطلاقا من قاعدة جوية في مدينة همدان بشمال إيران (ويتيح لها ذلك تقليص زمن التحليقات بنسبة 60%)، مستهدفة مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة في محافظات حلب ودير الزور وإدلب.

المميزات

تتمتع قاذفات “توبوليف 22” عموما -وخاصة نسخ “توبوليف 22 أم”- بمجموعة من المميزات الفنية المتطورة، من أبرزها:

 

– القدرة على التزود بالوقود من الجو عبر خرطوم في الجزء العلوي من مقدمة الطائرة.

 

– توفّر معدات استطلاع واستشعار بينها رادار جانبي من طراز “Shompol”، ومعدات تشويش إلكتروني متطورة.

 

– إمكانية حمل عشرة صواريخ منوعة الطرُز والأحجام، لاستخدامها ضد المدرعات والأهداف الحصينة والخفيفة والأفراد.

 

– الجمع بين عدة ميزات عملياتية مهمة، مثل الإقلاع القصير والكفاءة في التحليق والسرعة العالية والطيران على مستويات منخفضة.

 

الخصائص

– الطاقم: طيار ومساعد طيار ومدفعي ومشغّل أنظمة دفاعية.

– الارتفاع: 11.05 مترا.

– الأجنحة: 183.6 مترا مربعا في حالة الانتشار، و175.8 مترا مربعا في حالة الضم.

– السرعة: 2,327 كلم/ساعة.

– الوزن: 58 ألف كيلوغرام إن كانت فارغة، و112 ألف كيلوغرام إن كانت محملة.

– المدى: المدى العملياتي هو 7 آلاف كيلومتر، والمدى القتالي 2,410 كيلومتر.

 

التسليح

– مدفع جي أس أتش-23 مم المتحرك والمتحكَّم فيه آليا عن بعد.

– صواريخ كي أتش-22 المضادة للسفن.

– صواريخ أم كي يو.

– قنابل سقوط حر “أف أي بي” منوعة.

 

أما قاذفات “توبوليف 22 أم 3” المستخدمة في قصف المناطق السورية على نطاق واسع فهي مزودة بمحركات من نوع “NK-25” أقوى من نظائرها في الطرُز السابقة من قاذفات “توبوليف 22″، وبأجنحة تحاكي أجنحة المقاتلة “ميغ 25″، مع زيادة في الحد الأقصى لحركة الأجنحة، وقدرة كبيرة على التحليق المنخفض.

 

كما أنها مزودة بـ”أنف” في داخله رادار من طراز “PN-AD”، وبنظام صواريخ مضادة للسفن من طراز “NK-45″، وفيها حاملة صواريخ داخلية دوارة لإطلاق صواريخ من طراز “Raduga Kh-15″، إضافة إلى مدفع رشاش في ذيلها.

 

روايات مروعة للتعذيب والقتل الجماعي بسجن سوري  

أماطت منظمة العفو الدولية اللثام عن جوانب مرعبة مما يعانيه المعتقلون السوريون في سجن صيدنايا من تعذيب وحشي وضرب مفض للموت، وأكدت أن نحو 18 ألفا قضوا في السجون السورية منذ اندلاع الثورة في مارس/آذار 2011.

 

ويوثق تقرير “إنه يحطم إنسانيتك: التعذيب والمرض والموت في سجون سوريا”، جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها القوات الحكومية السورية في ذلك السجن.

وأحصت المنظمة وفاة 17 ألفا و723 شخصا أثناء احتجازهم بين مارس/آذار 2011 وديسمبر/كانون الأول 2015، أي بمعدل أكثر من ثلاثمئة شخص شهريا، مقارنة مع “ثلاثة إلى أربعة أشخاص في الشهر” خلال السنوات العشر التي سبقت الثورة.

 

ويستعيد التقرير تجارب آلاف المعتقلين من خلال استعراض حالات 65 ناجيا من التعذيب وصفوا انتهاكات مروِّعة وظروفا غير إنسانية في الفروع الأمنية التي تشرف عليها أجهزة المخابرات السورية، وفي سجن صيدنايا العسكري بأطراف العاصمة دمشق.

 

وقال معظم المعتقلين إنهم شاهدوا سجناء يموتون في الحجز، وذكر آخرون أنهم احتجزوا في زنازين إلى جانب جثث لمعتقلين.

 

ولخص مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة فيليب لوثر، معاناة المعتقلين منذ لحظة توقيفهم بالقول “كثيرا ما تكون هذه الرحلة مميتة، حيث يكون المعتقل عرضةً للموت في كل مرحلة من مراحل الاحتجاز”.

 

غرفة الموت

وأول ما تحدث عنه المعتقلون الناجون هو ما يسمى “حفلة الترحيب” فور وصولهم إلى مركز الاحتجاز، وهي عبارة عن ضرب مبرح “بقضبان من السيلكون أو بقضبان معدنية أو بأسلاك كهربائية”.

 

ونقل التقرير عن سامر -وهو محام قبض عليه قرب مدينة حماة- قوله “كانوا يعاملوننا كالحيوانات (…)، كنت أرى الدماء تسيل بغزارة كالنهر”. وأضاف “لم تكن لديهم أي مشكلة في أن يقتلونا”.

 

وأثناء التحقيق معهم في فروع المخابرات، يتعرض المعتقلون لشتى أنواع التعذيب التي من بينها الصعق بالصدمات الكهربائية ونزع أظافر الأيدي والأرجل والسلق بالمياه الساخنة. وروت بعض المعتقلات ما تعرضن له من اغتصاب واعتداء جنسي.

 

وروى أحد المعتقلين سابقا في أحد فروع المخابرات العسكرية بدمشق (وأعطي اسم زياد بشكل مستعار)، أن سبعة أشخاص توفوا خنقا في إحدى المرات حين توقفت أجهزة التهوية عن العمل.

 

وقال “بدأوا يركلوننا ليروا من منا لا يزال على قيد الحياة، وطلبوا مني ومن الناجين أن نقف (…) وعندئذ أدركت أنني كنت أنام إلى جوار سبع جثث”.

 

ويصف جلال -وهو معتقل سابق أيضا- كيف “كان الأمر أشبه بالتواجد في غرفة الموتى”.

 

وبعد فروع المخابرات يواجه المعتقلون محاكمات سريعة “فادحة الجور” أمام المحاكم العسكرية، قبل أن ينقلوا إلى السجون، وعلى رأسها سجن صيدنايا.

 

ويقول عمر المعتقل السابق في صيدنايا، “في فرع المخابرات يكون الهدف من التعذيب والضرب إجبارنا على الاعتراف. أما في صيدنايا، فيبدو أن الهدف هو الموت”.

 

رائحة التعذيب

وقال سلام عثمان -وهو محام من حلب أمضى عامين في صيدنايا- “عندما أخذوني إلى داخل السجن كان بوسعي أن أشم رائحة التعذيب، إنها رائحة خاصة تمتزج فيها روائح الرطوبة والدم والعرق”.

 

وروى كيف ضرب حراس السجن مدربا لرياضة الكونغ فو حتى الموت، بعدما اكتشفوا أنه كان يدرب آخرين في الزنزانة.

 

وفي رواية أخرى، قال عمر إن أحد الحراس أجبر اثنين من المعتقلين على خلع ملابسهما، وأمر أحدهما باغتصاب الآخر، وهدده بالموت إن لم يفعل.

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن تعذيب وحشي في السجون الحكومية في سوريا واكتظاظ ونقص في الطعام والرعاية الطبية، إذ سبق لمنظمات حقوقية أن أكدت وجود “أدلة دامغة” على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

 

وبحسب منظمة العفو الدولية، يُستخدم التعذيب في إطار حملة منظمة واسعة النطاق ضد كل من يُشتبه في معارضته للحكومة من السكان المدنيين، وهو يُعد بمثابة جريمة ضد الإنسانية، ويجب تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة إلى ساحة العدالة.

 

قتلى مدنيون وطائرات روسيا والنظام تقصف حلب وإدلب  

قتل مدنيون في حلب وإدلب (شمالي سوريا) جراء غارات روسية وسورية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، في حين صدت المعارضة السورية المسلحة محاولة تقدم جديدة لقوات النظام السوري وحلفائه جنوب مدينة حلب.

 

وقالت لجان التنسيق المحلية إن سبعة أشخاص قتلوا اليوم الخميس جراء براميل متفجرة ألقتها مروحيات سورية على حي الصالحين في حلب، كما قتل شخص وأصيب آخرون في قصف بألغام بحرية يعتقد بأن طائرات حربية سورية ألقتها على حي ظهرة عواد.

 

وشملت الغارات الجوية اليوم أحياء أخرى في حلب، كما استهدف القصف مواقع سيطر عليها جيش الفتح وفصائل أخرى من المعارضة السورية جنوب وغرب مدينة حلب.

 

وفي ريف حلب الغربي، تعرضت بدلة حور لغارة أوقعت جرحى، بينما أخرجت غارة أخرى معمل أدوية في بلدة المنصورة عن الخدمة، وفق ناشطين.

 

وقال مراسل الجزيرة إن من بين المناطق الأكثر استهدافا في حلب طريق الراموسة الذي سيطر عليه جيش الفتح قبل أقل من أسبوعين، مما سمح لفك الحصار جزئيا عن أحياء حلب الشرقية.

 

وتجددت الغارات اليوم على مدينة إدلب، وقال ناشطون إن المدينة تعرضت لغارات جديدة مخلفة ثلاثة قتلى على الأقل، حسب ناشطين.

 

وكانت الطائرات الروسية والسورية نفذت أمس غارات مكثفة على حلب وريفها، كما أغارت على مدينة إدلب؛ مما أسفر عن مقتل نحو 25 شخصا.

 

معارك حلب

وعلى الصعيد العسكري، أفاد ناشطون بأن جيش الفتح وفصائل أخرى صدوا اليوم محاولة جديدة  لقوات النظام والمليشيات الموالية له للتقدم على محور تلة الجمعيات وتلة المحروقات في قرية العامرية (جنوب حلب) بعد اشتباكات عنيفة.

 

وتحاول تلك القوات منذ أيام استعادة ما خسرته مطلع الشهر الحالي من مواقع إستراتيجية جنوب وجنوب غرب حلب، خاصة طريق الراموسة والكليات العسكرية.

 

من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية إن الجيش مدعوما بسلاح الجو السوري قتل سبعين “إرهابيا” ودمر دبابة وراجمتي صواريخ وثلاثة مدافع في منطقة الكليات العسكرية جنوب حلب. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن عشرات الغارات الجوية استهدفت في الـ24 ساعة الماضية مواقع “الإرهابيين” في ريف حلب.

 

وفي جبهات أخرى بسوريا، قالت المعارضة السورية المسلحة إنها دمرت غرفة عمليات لقوات النظام عند حاجز “زلين” في ريف حماة. وفي تطورات أخرى أفاد ناشطون بجرح عشرات جراء سقوط قذيفتي هاون على مخيم خان الشيح بريف دمشق، بينما استهدفت غارتان مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية.

 

الطفل عمران ينجو من تسونامي الدمار في حلب  

وحدها أنقاض المباني التي دمرتها آلة القتل والخراب لدى النظام السوري، تمتلك إحصاءات دقيقة عمن دفنوا تحتها من المدنيين السوريين في المحرقة الدائرة هناك.

 

ومع إدمان النظام القتل والتهجير، بات التخريب والخراب أمرا عاديا لقواته وحلفائه، حتى لو راح ضحيته نساء أو شيوخ أو أطفال لا يقدرون على الفرار من “الموت المحلق” الذي يلاحقهم ويداهمهم على حين غرة.

 

تنوعت وسائل الدمار من براميل متفجرة إلى غارات جوية يشارك فيها الحليف الروسي والإيراني إلى جانب النظام، وتظل النتيجة واحدة: خراب يطال البشر والحجر والشجر، وواقع أليم لمن قضوا، وذكريات أشد ألما لمن بقي مسكونا بمشاهد الرعب كحال الطفل عمران دقنيش.

 

فالمأساة التي عاشها الطفل الحلبي ابن الأعوام الخمسة كفيلة باغتيال براءة ملايين الأطفال، تفوق أفلام الرعب الخيالية.

 

عمران خاض تجربة الدفن حيا، وشاءت إرادة الله تعالى أن تهيئ له ولعدد من الأطفال والنساء من ينتشلهم وقد لحقت بهم إصابات مختلفة بعد تدمير منازلهم في غارة نفذتها الطائرات الحربية على حي القاطرجي بحلب مساء أمس الأربعاء، قتل فيها ستة مدنيين وأصيب 12 آخرون بجروح.

 

وغارة أمس ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، فهي تأتي ضمن الحملة العسكرية التي تشنها طائرات روسية وسورية على أحياء حلب الشرقية والجنوبية، وتخلف عشرات القتلى يوميا والإصابات.

 

المدنيون السوريون أصبحوا على موعد دائم مع “تسونامي الدمار”، فالقصف يحول المنازل والمرافق في لمح البصر إلى مقبرة جماعية لسكانها، حتى يهيئ القدر خروج من بقي منهم على قيد الحياة بعد عمليات بحث شاقة وبدائية وسط الأنقاض.

 

إصابات الجسد وتشوهاته يمكن علاجها والتكيف معها، لكن ما يعلق بالذاكرة والروح والعقل يظل الأقسى، خصوصا لدى الصغار الذين حرموا طفولتهم قبل الأوان، وصودر حلم الأمن والعمران منهم ومن عمران.

 

نعسان آغا: تحرير حلب يعزز الموقف التفاوضي للمعارضة  

فادي جابر-غازي عنتاب

 

يرى الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض نعسان آغا أن تحرير حلب سيعزز الموقف التفاوضي للمعارضة، مضيفا أن روسيا تريد تهجير سكانها من أهل السنة تحديداً، بينما يريد الإيرانيون تحويل حلب إلى مدينة شيعية، كما يبدو أن أميركا معنية بتقدم

“الانفصاليين” الأكراد أكثر من اهتمامها بقضية السوريين.

 

وقال الأغا في حوار للجزيرة نت إن روسيا “لا تريد نجاح الحل السياسي، لأنه ينهي احتلالها لسوريا”، مضيفا أن النظام السوري يسرق المساعدات وحزب الله يمنع وصولها.

 

وفي ما يلي نص الحوار:

 

 

هل ما زالت هناك فائدة لفتح روسيا ممرات لخروج المدنيين بعد فتح المعارضة ثغرة واسعة تصل مناطق المعارضة في حلب بأحيائها الشرقية؟

أعتقد بأن موضوع الممرات تجاوزته الأحداث، وبات الوضع في حلب مريعاً بسبب تصاعد القصف الروسي الذي يدمر المدينة، وتمكن الثوار من فتح ثغرات في الحصار، لكن كل الطرق غير آمنة، بسبب القصف والقناصة الذين يقتلون كل من يتحرك، ويتصيدون الشاحنات الإغاثية.

 

هل يعد هدف العرض الروسي السوري لسكان حلب جزءا جديدا من مسلسل التغيير الديمغرافي في سوريا؟

 

روسيا تريد تهجير سكان حلب من أهل السنة تحديداً، لأنها تعتبرهم إرهابيين، وسيكون التغيير الديمغرافي نتيجة لذلك، والإيرانيون يريدون تحويل حلب إلى مدينة شيعية كما يفعلون في دمشق والمدن العراقية، وما فعلوه في الزبداني يكشف خططهم البعيدة لإفراغ سوريا من شعبها السني بشكل خاص.

 

 

هل يمكن القول إن تحولا يجري على الساحة لصالح المعارضة لفرض شروطها ضمن الجولة القادمة من المفاوضات بعد معركة فك حصار مدينة حلب؟

 

إذا تحررت حلب وتمكنت المعارضة من صد الهجوم المعادي عليها، فإن الموقف التفاوضي سيكون أفضل بالطبع، لكن الروس يخططون لتدمير حلب كما فعلوا بغروزني ولا يريدون نجاح الحل السياسي لأنه سينهي احتلالهم لسوريا.

 

 

ما الأوراق الضاغطة التي كسبتموها بعد فك الحصار؟ وهل يمكن أن تتعرض المعارضة بشقيها السياسي والعسكري لضغوط لوقف المعركة؟

 

لن يتحقق التوازن العسكري ما لم يتوقف الطيران الروسي والسوري الذي يدمر سوريا ويقتل شعبها يومياً، فالشعب يعاني من مخطط إبادة وتهجير، وقد تظهر تدخلات دولية توقف المعركة قليلاً عبر هدن قصيرة، يتم اختراقها سريعا غالبا، لكن المعركة ستبقى مستمرة ما دام النظام يرفض الحل السياسي الذي رسم مجلس الأمن خطته في القرارات الأممية كلها.

 

 

كان من المتوقع وفق التصريحات الدولية أن تعقد الجولة القادمة من جنيف نهاية أغسطس/آب الحالي، فهل ما زال الموعد قائما أم هناك احتمال للتأجيل؟

 

لم يحدد دميستورا موعداً، بل تحدث عن ضرورة وجود ظروف مناسبة لنجاح المفاوضات، وجاء حصار حلب لينسف إمكانية عقد جولة جديدة في جنيف حالياً.

 

 

وفي حال لم تؤجل، ما ملامح الإستراتيجية التي يمكن أن تدخل بها المعارضة جولة المفاوضات القادمة؟

 

لا بد من توفر ظروف مناسبة لنجاح جولة مفاوضات، فليس عقد الجلسات هو الهدف، بل الهدف هو الوصول إلى نتائج جيدة يقبلها الشعب.

 

كيف ترون المواقف الدولية أثناء حصار حلب وبعد فك الحصار، خاصة في ظل الدعوات لوقف القتال هناك بعد تقدم المعارضة؟

 

هناك حالة من التخلي في موقف الولايات المتحدة، وهي تبدو معنية بتقدم الانفصاليين الأكراد أكثر من اهتمامها بقضيتنا، والجميع ينظر إلى داعش (تنظيم الدولة) ويتحدث عن قتالها، بينما روسيا والنظام وإيران تقصف الشعب السوري، خاصة مناطق السنة. ويبدو أن بعض الدول -ومنها التي تزعم الصداقة- لا تريد للمعارضة أن تنجح بذريعة وجود إسلاميين في صفوفها.

 

ما تقييمكم لتشكيلة وفد التفاوض الحكومي إلى جنيف؟ وهل يمتلك السلطة الكافية لتنفيذ ما يمكن أن يتحقق من نتائج في حال أي تقدم في المفاوضات؟

 

وفد النظام لا يملك قراراً، هو ينفذ تعليمات سيده، وأعضاؤه موظفون مهمتهم أن يحافظوا على الرئيس وليس على سوريا وشعبها.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى