أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 18 كانون الثاني 2018

قصف عفرين تمهيداً لاجتياحها والأكراد يتوعدون أردوغان

بيروت، جنيف، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

في ظلّ تهديدات تركية متواصلة بـ «القضاء» على الوحدات الكردية في شمال سورية ووأد «القوة الأمنية الحدودية» التي ينوي التحالف الدولي تشكيلها، توعّد الجناحان العسكري والسياسي للأكراد السوريين الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بـ «تطهير» المنطقة من «مصائبه» و «إفشال مخططاته»، وطالبوا المجتمع الدولي بإعلان أماكن سيطرتهم «مناطق آمنة».

 

ومع تعرض عفرين لقصف من تركيا التي بدأت نشر دباباتها على أبواب المنطقة، سار التصعيد الميداني بالتوازي مع السياسي راسماً ملامح المرحلة المقبلة، خصوصاً مع الكشف عن خطط أميركية تحقق مزيداً من الانخراط في الملف السوري، بهدف مواجهة «التفرد الروسي» وكبح النفوذ الإيراني في سورية، وفق ديبلوماسيين غربيين. ويشير ذلك إلى صعوبة تحقيق اختراق في جولة جديدة من محادثات السلام دعت إليها الأمم المتحدة الأسبوع المقبل.

 

وتواصل أمس التصعيد بين أنقرة والأطراف الكردية، إذ دفع الجيش التركي بتعزيزات إلى الحدود مع سورية شملت دبابات، فيما طالب «حزب الاتحاد الديموقراطي» الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإعلان «منطقتين آمنتين» في غرب الفرات وشرقه، وردع تركيا من شنّ هجوم عسكري على عفرين. وشددت «وحدات حماية الشعب»، الجناح العسكري للحزب، على «جاهزيتها» للدفاع عن المنطقة، وتوّعد «قائدها سيبان حمو بـ «تطهير المنطقة من مصائب أردوغان كما تمكن المقاتلون الأكراد من تطهيرها من تنظيم داعش الإرهابي»، مضيفاً: «سنُفشل مخططات أردوغان وسنحوّل تلك المخططات إلى مكتسبات كبيرة لشعوب المنطقة».

 

في غضون ذلك، حذّر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من خطورة «القوة الأمنية الحدودية»، مشيراً إلى أنها ستلحق الضرر بالعلاقات الأميركية- التركية «على نحو لا رجعة فيه».

 

وأكد ديبلوماسيون غربيون سعي الولايات المتحدة إلى مزيد من الانخراط في الملف السوري انطلاقاً من مبدأ أن سورية هي «المسرح الرئيس لكبح التوسع الإيراني». ولفتوا إلى أن إنشاء القوة الحدودية يستهدف أولاً قطع الطريق على التمدد الإيراني إلى المتوسطـ.

 

وكشف ديبلوماسي من دولة «صديقة» للولايات المتحدة أن واشنطن تعدّ ورقة عمل في شأن تصور الحل السياسي في سورية، بعد اجتماع خماسي استضافته العاصمة الأميركية ضمّ مندوبي فرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية والأردن السبت الماضي، يهدف أولاً إلى الموازنة مع التحرك الروسي على مسار آستانة. واعتبر أن هذا التحرك يهدف إلى «تعزيز مواقع التفاوض بما يدعم مسار جنيف ودفعه نحو انتقال سياسي فعلي في سورية»، وذلك في إطار كبح إيران ووضع «حل شامل».

 

وأعلنت الأمم المتحدة أمس عقد جولة جديدة من محادثات السلام السورية في العاصمة النمسوية فيينا في 25 و26 الشهر الجاري، قبل أيام من مؤتمر «الحوار الوطني» الذي تعدّ له روسيا. وذكر بيان للأمم المتحدة أن المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا «يتوقع أن تحضر الوفود إلى فيينا، وهي جاهزة لعمل جوهري معه في شأن دستور البلاد الجديد»، مشدداً على أن «أي مبادرة سياسية من الأطراف الدوليين يجب تقويمها انطلاقاً من قدرتها على المساهمة في دعم عملية جنيف». وعلى خط تحضيرات «مؤتمر سوتشي»، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره التركي في الاستعداد لعقد المؤتمر «باعتباره حجر زاوية رئيس للوصول إلى تسوية الأزمة السورية».

 

دمشق: الوجود العسكري الأميركي على أراضينا اعتداء على السيادة

نيويورك (الامم المتحدة)، واشنطن، باريس، دبي – أ ف ب، رويترز، «الحياة»

 

اعتبرت وزارة الخارجية السورية اليوم (الخميس)، أن الوجود العسكري الأميركي في سورية «غير شرعي ويشكل خرقاً سافراً للقانون الدولي واعتداء على السيادة الوطنية»، بعدما أكدت واشنطن أن الجيش سيبقى لمواجهة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) وإيران والرئيس السوري بشار الأسد.

 

ونقلت «وكالة الانباء السورية» (سانا) عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين قوله، إن «سورية تذكر السيد تيلرسون بأن الشأن الداخلي في أي بلد من العالم هو حق حصري لشعب هذا البلد، وبالتالي لا يحق لأي كان مجرد إبداء الرأي بذلك، لأن هذا يشكل انتهاكا للقانون الدولي الذي يشدد على احترام سيادة الدول ويخالف أهم النظريات في القانون الدستوري».

 

وأضاف «سورية تؤكد أن الوجود العسكري الأميركي على الأراضي السورية غير شرعي، ويشكل خرقاً سافراً للقانون الدولي، واعتداء على السيادة الوطنية».

 

وأكدت أن «الوجود الأميركي في سورية لم يكن للقضاء على داعش، بل يهدف إلى حماية التنظيم الارهابين، فمدينة الرقة مدمرة بالكامل، وألغام داعش تنفجر يومياً، وسكان الرقة في المخيمات دون تقديم أي مساعدات إنسانية وغذائية وطبية، ومحرومون من العودة إلى منازلهم بسبب هذا الدمار».

 

وشدد المصدر على أن «الحكومة السورية ليست بحاجة إلى دولار واحد من الولايات المتحدة لإعادة الإعمار، لأن هذا الدولار ملطخ بدماء السوريين، وهي أصلاً غير مدعوة للمساهمة في ذلك، لأن سياسات الإدارة الأميركية تخلق فقط الدمار والمعاناة».

 

وأكد أن «سورية ستواصل حربها على المجموعات الإرهابية بمختلف مسمياتها حتى تطهير كل شبر من التراب السوري الطاهر من رجس الإرهاب، وستواصل العمل بنفس العزيمة والتصميم حتى تحرير سورية من أي وجود أجنبي غير شرعي، وأن أي حل سياسي في سورية لا يمكن أن يكون إلا تلبية لطموحات الشعب السوري، وليس تحقيقا لأجندات ومصالح خارجية تتناقض وهذه الطموحات».

 

وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون أعلن أمس أن الجيش الأميركي سيبقى في سورية بهدف تحقيق الهزيمة الكاملة للتنظيم، ومواجهة نفوذ إيران، والمساعدة على دفع الرئيس السوري بشار الاسد خارج السلطة.

 

وقال تيلرسون في خطاب يتعلق بالسياسة الأميركية حيال الازمة السورية ألقاه في ستانفورد في ولاية كاليفورنيا، إنه «أمر حاسم لمصلحتنا الوطنية ان نحافظ على وجود عسكري وديبلوماسي في سورية».

 

واشار الى ان الهدف الأول للمهمة العسكرية، سيبقى متمثلاً بمنع «داعش» من الظهور مجدداً، مضيفاً أن «أحد قدمَي التنظيم باتت في القبر، ومن خلال الحفاظ على وجود عسكري اميركي في سورية، ستُصبح له قدَمان» في القبر.

 

ودعا تيلرسون إلى عدم «ارتكاب الخطأ نفسه كما في العام 2011، عندما سمح الخروج المبكر من العراق لتنظيم القاعدة بأن يبقى على قيد الحياة» في هذا البلد.

 

وأكد وزير الخارجية أن «عدم التزام الولايات المتحدة، من شأنه ان يوفر لايران فرصة ذهبية من اجل ان تعزز بشكل إضافي مواقعها في سورية». وتابع «يجب ان نتأكد من ان حل هذا النزاع (السوري)، لن يسمح لايران بالاقتراب من هدفها الكبير وهو السيطرة على المنطقة».

 

واردف ان «الانسحاب التام للاميركيين من سورية في هذه المرحلة سيساعد الاسد على مواصلة تعذيب شعبه».

 

ويهدف خطاب تيلرسون إلى تحديد استراتيجية إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في سورية، في وقت واجه الاخير تهم من الكثير من المراقبين، بأنه لا يملك استراتيجية في هذا البلد مع اقتراب انتهاء الحرب على «داعش»، والتقدم الذي يحرزه النظام السوري على معارضيه بمساعدة روسيا وايران.

 

وشدد تيلرسون على ان قيام «سورية مستقرة وموحدة ومستقلة، يتطلب بنهاية المطاف قيادةً لما بعد الأسد»، معتبرا ان «رحيل الرئيس السوري في إطار عملية السلام التي تقودها الامم المتحدة سيخلق الظروف لسلام دائم».

 

واعتبر وزير الخارجية في خطابه ان «الوجود الأميركي على المدى الطويل في سورية، سيساعد ايضا السلطات المدنية المحلية والشرعية على ممارسة حكم مسؤول في المناطق التي تم تحريرها».

 

وكرر في خطابه مراراً الحديث عن ضرورة «رحيل» الرئيس السوري وعن سورية «ما بعد الاسد»، مؤكداً ان الولايات المتحدة لن تعطي دولاراً واحداً لإعادة الإعمار في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، وأنها تشجّع حلفاءها ان يحذوا حذوها.

 

وتابع «في المقابل سنشجّع على مساعدة دولية من أجل إعادة إعمار المناطق التي حررها» التحالف بقيادة واشنطن، وحلفائها من قبضة «داعش».

 

وعبّر عن أمل بلاده بأن تكون «الرغبة بالعودة الى الحياة الطبيعية»، دافعاً للسوريين ومن هم في داخل النظام، الى دفع الاسد خارج السلطة.

 

وعلى رغم أن رحيل الأسد لم يعد شرطاً مسبقاً للولايات المتحدة، إلا أن تيلرسون شدد على انه مقتنع بأن انتخابات حرة وشفافة بمشاركة المغتربين وجميع الذين فروا من النزاع السوري «ستؤدي إلى رحيل الاسد وعائلته من السلطة نهائيا». وقال ان ذلك سيستغرق «وقتاً، لكن هذا التغيير سيحدث في نهاية المطاف».

 

وأشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، بعدما استقبل في قصره وفداً من المعارضة السورية برئاسة نصر الحريري، بـ «السلوك البناء» للمعارضة خلال مفاوضات جنيف، مؤكداً أن فرنسا ستبذل جهودها للوصول إلى عملية انتقال سياسي شاملة.

 

وأفاد بيان صادر عن الإليزيه بأن ماكرون «أشاد بعمل الهيئة العليا (السورية) للمفاوضات، وجدد دعم فرنسا لمعارضة سورية موحدة»، بالاضافة إلى «السلوك البناء للمعارضة السورية خلال مفاوضات جنيف 8، وشجعها على مواصلة جهودها خلال جولة المفاوضات المقبلة»، بحسب البيان.

 

وأضاف البيان أن «فرنسا ستواصل بذل كل ما هو ممكن مع الدول المعنية من اجل التقدّم نحو عملية انتقال سياسي شاملة في سورية» برعاية الامم المتحدة.

 

وأعلنت الامم المتحدة أمس انها ستستضيف جولة جديدة من محادثات السلام في شأن سورية في فيينا الاسبوع المقبل، قبل أيام من افتتاح مؤتمر تنظمه روسيا حول سبل انهاء الحرب.

 

وسيلي المحادثات المرتقبة في 25 و26 كانون الثاني (يناير) الجاري في فيينا، مؤتمر سلام يعقد في منتجع سوتشي البحري الروسي في 29 و30 من الشهر نفسه، في محاولة لايجاد تسوية للنزاع السوري المستمر منذ سبع سنوات.

 

وقالت الأمم المتحدة إن المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا «يتوقع ان تحضر الوفود الى فيينا وهي جاهزة لعمل جوهري معه».

 

واضافت ان «اي مبادرة سياسية من قبل الاطراف الدوليين يجب ان تقيم انطلاقا من قدرتها على المساهمة في دعم عملية جنيف السياسية التي تتولى الامم المتحدة رعايتها والتطبيق الكامل للقرار 2254»، وهو خريطة طريق لانهاء النزاع اعدت في العام 2015.

 

ملامح سياسة أميركية جديدة في سورية: كبح إيران وإعداد حلّ شامل

نيويورك – «الحياة»

 

بدأت تتضح ملامح سياسة أميركية جديدة في سورية تشمل تعزيز وسائل التفاوض مع روسيا، وتطرح حلاً شاملاً يجنّب التوصل إلى «سلام زائف» تعدّ له موسكو، وانخراطاً فعلياً في العملية السياسية والتطورات الميدانية، إضافةً إلى اعتبار سورية المسرح الرئيس لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، كما نقل ديبلوماسيون غربيون في نيويورك على تواصل دائم مع واشنطن.

 

وأوضح ديبلوماسي غربي مطّلع أن الانخراط الأميركي في الملف السوري يتبع تقويماً مختلفاً تماماً عما كان عليه قبل شهرين، من جهة مستوى الانخراط أو المضمون السياسي للرؤية الأميركية للحل في سورية.

 

وانطلق التقويم من اعتبار سورية «المسرح الرئيس لكبح التوسع الإيراني، حيث يتجلى دور طهران في أخطر صوره في المنطقة»، مع التشديد على أن أي حل سياسي في سورية «يجب أن يقوم على دعائم ثلاث هي الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا، ما يتطلب موازنة الدينامية الروسية- الإقليمية في سورية عبر دينامية دولية- إقليمية في مقابل مسار آستانة».

 

ويندرج ضمن هذه الأولوية الأميركية العمل الميداني الذي يشمل «دعم 30 ألف جندي في شمال سورية وتسليحهم، ما يستهدف أولاً قطع الطريق على الامتداد الإيراني إلى المتوسط». ووفق هذا التقويم، فإن أميركا «مستعدة لممارسة ضغوط على نقاط النفوذ الإيراني في المنطقة، بدءاً من دور طهران في سورية ومنعها من تحقيق التواصل الجغرافي نحو الساحل الشرقي للمتوسط».

 

وعلى المستوى السياسي، قال ديبلوماسي غربي من دولة «صديقة» للولايات المتحدة إن واشنطن تعدّ ورقة عمل في شأن تصور الحل السياسي في سورية، بعد اجتماع خماسي استضافته العاصمة الأميركية ضمّ مندوبي فرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية والأردن السبت الماضي.

 

وأوضح أن «تشكيل هذه المجموعة الدولية الإقليمية يهدف أولاً إلى الموازنة مع التحرك الروسي على مسار آستانة، بهدف أن تكون المجموعة الخماسية عنصراً مقابلاً للمجموعة الروسية- التركية- الإيرانية الثلاثية، وتشمل لاعبين دوليين أساسيين إلى جانب دولتين عربيّتين أساسيتين». واعتبر أن هذا التحرك يهدف إلى «تعزيز مواقع التفاوض بما يدعم مسار جنيف ودفعه نحو انتقال سياسي فعلي في سورية».

 

ورأى ديبلوماسي غربي آخر أن تنسيق واشنطن عمل المجموعة الخماسية «لا بد وأن يصب في خانة قيادة تصوّرٍ للحل في سورية يتسم أولاً بالشمولية، لأن الطرح الروسي وفق ما بدا جلياً حتى الآن مقدمة لسلام زائف».

 

وشدد في هذا الإطار على ضرورة «تأمين انخراط المكون السني في سورية بشكل جدي في أي حل سياسي، وإلا نكون أمام سيناريو كارثي قصير النظر قد يعيد إحياء التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش ولو بتسميات جديدة».

 

ثورة تلفزيونية في شمال سورية

شيرزاد اليزيدي

 

تشهد مناطق روج آفا كردستان – شمال سورية التي نأت بنفسها منذ البدء عن التورط في الحرب الأهلية الطائفية واختارت تطوير نموذج تعايش بين مختلف مكونات الشمال من كرد وعرب وسريان وأرمن، وصولاً إلى إعلانها نظامها الفيديرالي، تشهد ما يمكن وصفه ثورة تلفزيونية فضائية تعكس واقع التعايش والتكامل بين شعوب الشمال السوري ومكوناته.

 

وتبث من هناك مجموعة فضائيات ناهيك عن التلفزيونات المحلية، فضلاً عن قناة «روناهي» التي هي أول فضائية كردية سورية انطلقت قبل أعوام، وتناغماً مع التطورات الواعدة التي تحققها تجربة فيديرالية الشمال السوري في مختلف مضامير البناء المجتمعي، كرّت سبحة الفضائيات. فمثلاً هناك فضائيات: «قامشلو» و «منبج» و «روج آفا»، وجلها ناطقة باللغات الرسمية الثلاث (الكردية والعربية والسريانية) في المنطقة الفيديرالية بما يراعي التنوع القومي والديني وبما يوفر خيارات ومساحات تفاعل وتلاقح بين هذه المكونات المتعايشة وسط التفسخ البنيوي الذي يضرب العلاقات المجتمعية في بقية أرجاء الوطن السوري.

 

ولعل الخطوة الأهم في هذا التكاثر التلفزيوني الفضائي كالفطر شمال سورية إطلاق فضائية إخبارية متخصصة ناطقة باللغة العربية أخيراً باسم قناة «اليوم».

 

وعلى رغم إيجابية ما يحدث لجهة اتساع هامش الاختيار والمفاضلة لدى المتلقين، لكن العبرة طبعاً ليست في الكثرة والكم ولا في تعدد الأسماء والقنوات إنما هي في الكيفية والنوعية. وعلى رغم أن بعض هذه القنوات مازال في طور البث التجريبي، لكن بعضها الآخر دخل مرحلة الانطلاق. وعلى رغم كون التجربة بمجملها جديدة وتفتقر إلى الخبرة والمراس بطبيعة الحال، لكن الواقع التلفزيوني والإعلامي عموماً ليس بالمستوى المطلوب، ويبقى متخلفاً عن مجاراة ومواكبة التطورات التي تراكمها تجربة روج آفا كردستان- شمال سورية في مختلف المجالات. فالثورة التي دخلت طور المأسسة هناك عابقة بآلاف الملاحم والوقائع والقصص والحكايا الصالحة لتحويلها إلى سلاسل درامية وأفلام سيــــنمائية ومواد وبرامج ووثائقيات دسمة تؤرشف هذه التجربة الغنية وتوثقها وتطرحها لعموم الجمهور الــسوري والعربي ككل… فمن مشهد انتزاع نسوة منبج والرقة للحجاب المفروض عليهن إلى مشهد تلك المرأة المسنة العربية التي ما أن حررت مدينتها على يد قوات سورية الديموقراطية حتى بادرت إلى إشعال سيجارتها والنفخ فيها بنهم وبكل حرية من دون خوف من المنع الداعشي للتدخين، ذاك المنع الذي لا علاقة له بالاعتبارات الصحية بمقدار ارتباطه بالتعسف والتنميط فضلاً عن المقاتلات الكرديات وغير الكرديات في صفوف وحدات حماية المرأة ممن غدون ظاهرة عالمية في حربهن على الإرهاب.

 

الجيش التركي يستعد للتدخل في منطقة عفرين شمالي سوريا

اسطنبول: تلقت القوات التركية على طول الحدود مع سوريا، أوامر بالاستعداد لتدخل محتمل في منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد بريف حلب شمالي سوريا.

 

وأفادت وكالة “الأناضول” التركية بوصول المزيد من التعزيزات العسكرية إلى ولاية هطاي جنوبي البلاد على الحدود مع سوريا.

 

وكان اجتماع لمجلس الأمن القومي التركي، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد عُقد أمس وانتهى بالتأكيد على أن تركيا ستتخذ إجراءات “فورية” و”حاسمة” لحماية نفسها من الأخطار القادمة من سوريا.

 

وذكرت الأناضول أن الجيش التركي رد الخميس على مصادر نيران أطلقتها الوحدات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري من مواقع سيطرته في شمال سوريا باتجاه الأراضي التركية.

 

في غضون ذلك، نفى التحالف الدولي، الذي تقود الولايات المتحدة، الأنباء التي تحدثت عن عزمه تشكيل قوة حدودية جديدة شمال سوريا بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يشكل الأكراد عمودها الفقري.

 

وكانت تركيا أبدت اعتراضاً قوياً على تشكيل هذه القوة. وتتهم تركيا الوحدات الكردية وقسد بأنهما الذراع السورية لمنظمة “حزب العمال الكردستاني” التي تصنفها تركيا منظمة انفصالية إرهابية.

 

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم اليوم :”لن نسمح أبداً بتشكيل جيش إرهابي على حدودنا الجنوبية … والبيانات المتناقضة من الإدارة الأمريكية تدل على الارتباك الذهني، إلا أن عزم تركيا واضح”. (د ب أ)

 

تركيا: لن نسمح بنشر جيش إرهابي على الحدود… وأمريكا تلمح لوجود دائم في سوريا

«معركة عفرين» تقرع طبولها و«الوحدات الكردية» تتوعد أنقرة

عواصم ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان وهبة محمد وإسماعيل جمال: أكدت مصادر عسكرية لـ»القدس العربي»، أن الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة يواصلان حشد قواتهما على حدود عفرين السورية، استعداداً لبدء الهجوم على المدينة، في حين حذر حزب الاتحاد الديمقراطي، الذراع السياسية لـ»وحدات حماية الشعب الكردي»، من الهجوم على المدينة، مؤكدا على أن عفرين لن تكون وحدها في هذه المعركة، حيث ستشمل مدن وقرى روج آفا (تسمية الحزب لكردستان سوريا) وشمال شرقي سوريا كافة، فيما لمحت الولايات المتحدة أمس الأربعاء إلى وجود عسكري لأجل غير مسمى في سوريا في إطار استراتيجية أمريكية أوسع نطاقا تهدف لمنع عودة طهور تنظيم «الدولة الإسلامية» وتمهد الطريق دبلوماسيا أمام رحيل الرئيس بشار الأسد في نهاية المطاف وكبح النفوذ الإيراني.

وأوضح وزير الخارجية ريكس تيلرسون في خطاب بجامعة ستانفورد أن الولايات المتحدة ستسعى بالسبل الدبلوماسية من أجل خروج الأسد من السلطة لكنه دعا إلى «التحلي بالصبر» في اعتراف بأن الأسد الذي دعمته روسيا وإيران لن يترك السلطة على الفور على الأرجح.

ووسط تلك التصريحات النارية من الجانبين التركي والكردي السوري وحشد كلا الطرفين عسكرياً، أكد مجلس الأمن القومي التركي على أن بلاده «لن تسمح أبدا بإقامة كيان إرهابي أو جيش إرهابي على حدودها»، وذلك في إشارة إلى احتمال إقامة كيان كردي على الحدود مع سوريا، وإعلان واشنطن نيتها تشكيل قوات أمنية كردية حدودية في شمالي سوريا.

وتوعد مجلس الأمن القومي التركي عقب اجتماع امتد لأربع ساعات ونصف الساعة ترأسه الرئيس رجب طيب إردوغان في أنقرة بـ»اتخاذ التدابير اللازمة والضرورة كافة من أجل منع إقامة الكيان والجيش الإرهابي»، مطالباً واشنطن بضرورة سرعة سحب السلاح من الوحدات الكردية في شمالي سوريا.

وجاء في بيان المجلس: «سيجري في المرحلة الأولى اتخاذ الخطوات اللازمة بشكل حازم وعلى الفور، للقضاء على التهديدات الموجهة للبلاد من غربي سوريا، ولضمان أمن وممتلكات المواطنين، وتعزيز الأمن على الحدود»، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى مدينة عفرين التي لم يذكرها البيان بشكل مباشر في هذه الفقرة.

وتهدد تركيا منذ أشهر بمهاجمة الوحدات الكردية في مدينة عفرين السورية، وتصاعدت هذه التهديدات في الأيام الأخيرة عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية نيتها إنشاء قوات حدودية من قوات سوريا الديمقراطيةـ التي تقول تركيا إنها تتشكل في معظمها من «وحدات حماية الشعب الامتداد السوري لتنظيم بي كا كا الإرهابي».

وترافق التصعيد السياسي التركي مع حركة عسكرية شهدها معبر باب الهوى الحدودي، في محافظة إدلب، للقوافل العسكرية التركية التي دخلت الأراضي السورية إلى المناطق المقابلة لمدينة عفرين، وأكملت طريقها إلى عمق القرى والبلدات المتاخمة للمدينة التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية، بهدف الاقتراب أكثر من المواقع العسكرية لوحدات الحماية الكردية.

وقال إردوغان في كلمة ألقاها أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في مقر البرلمان التركي، إن قوات بلاده ستدمر قريباً أوكار من وصفهم بالإرهابيين في سوريا، بدءاً من مدينتي عفرين ومنبج في ريف حلب، مشدداً على أنه ما من أحد سيتمكن من عرقلة تركيا في مساعيها الرامية لمكافحة التنظيمات الإرهابية في سوريا.

وفي المقابل ارتفعت حدة الخطاب الكردي حيث توعّد قائد وحدات حماية الشعب الكردي، سيبان حمو، بـ»تطهير المنطقة» من جيش تركيا. وقال لوكالة «فرات الإخبارية» الكردية إن قواته «جاهزة للدفاع عن روج آفا، وعفرين تحديداً، كائنا من كان القائم بالهجوم» على هذه المنطقة الكردية شمالي سوريا، والتي يسميها الأكراد «روج آفا» أي «غرب كردستان.

من جهته أكد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، في حديث لـ»القدس العربي»: أن أي عملية عسكرية ضد شعبنا في عفرين هي اعتداء سافر على سوريا وعلى مكوناتها، وهي بمثابة تأجيج لصراع إثني وطائفي لا يخدم إلا الأعداء، كما أن مشاركة فصائل سورية في هذا الاعتداء هي حرب بالوكالة وسقوط في حضن عدو لا يريد الخير للسوريين وتعبير انفصالي، على حد تعبيره.

وطالب حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردي في سوريا، في بيان اطلعت عليه «القدس العربي»، قوى العالم لإيقاف القصف التركي لمنطقة عفرين في شمالي سوريا. أما القائد العسكري في قوات سوريا الديمقراطية أحمد السلطان فقد اعتبر أن تركيا منذ ما يقارب الشهر تدق طبول الحرب على عفرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل إخفاء اتفاق أستانة الذي ينص على تسليم منطقة شرقي سكة القطار لروسيا.

وأكد السلطان على أن القوات العسكرية في «قسد» أخذت كل التدابير اللازمة لأي احتمال في الهجوم على المدينة، حيث أنه من حقهم صد أي اعتداء عليهم، وبالتالي فإن قواتهم جاهزة لأي هجوم محتمل، وسنقاتل بكل شراسة أمام الهجوم على عفرين».

وعلى وقع التصعيد الجاري تشهد مدينة عفرين حركة نزوح جماعي لسكان المنطقة منذ بدء التصريحات التركية التي أكدت اقتراب حملة على المدينة، حيث اتجهت معظم العائلات بحسب مصادر عسكرية لـ»القدس العربي» إلى مناطق سيطرة قوات النظام السوري، عبر الطرق المتصلة معه من الجهة الجنوبية للمدينة.

 

مجلس الأمن القومي التركي: لن نسمح بإقامة كيان كردي أو نشر جيش إرهابي على حدودنا وسنبدأ فوراً في القضاء على التهديدات من غربي سوريا

«معركة عفرين» تقرع طبولها و«الوحدات الكردية» في سوريا تتوعد جيشها

عبد الرزاق النبهان وهبة محمد وإسماعيل جمال

عواصم – «القدس العربي»: أكد مجلس الأمن القومي التركي أن بلاده «لن تسمح أبداً بإقامة كيان إرهابي أو جيش إرهابي على حدودها»، وذلك في إشارة إلى احتمال إقامة كيان كردي على الحدود مع سوريا، وإعلان واشنطن نيتها تشكيل قوات أمنية كردية حدودية في شمالي سوريا.

وتوعد المجلس عقب اجتماع امتد لأربع ساعات ونصف الساعة ترأسه الرئيس رجب طيب أردوغان في أنقرة بـ»اتخاذ التدابير اللازمة والضرورة كافة من أجل منع إقامة الكيان والجيش الإرهابي»، مطالباً واشنطن بضرورة سرعة سحب السلاح من الوحدات الكردية في شمالي سوريا. وجاء في بيان المجلس: «سيجري في المرحلة الأولى اتخاذ الخطوات اللازمة بشكل حازم وعلى الفور، للقضاء على التهديدات الموجهة للبلاد من غربي سوريا، ولضمان أمن وممتلكات المواطنين، وتعزيز الأمن على الحدود»، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى مدينة عفرين التي لم يذكرها البيان بشكل مباشر في هذه الفقرة.

وتهدد تركيا منذ أشهر بمهاجمة الوحدات الكردية في مدينة عفرين السورية، وتصاعدت هذه التهديدات في الأيام الأخيرة عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية نيتها إنشاء قوات حدودية من قوات سوريا الديمقراطية التي تقول تركيا إنها تتشكل في معظمها من «وحدات حماية الشعب الامتداد السوري لتنظيم بي كا كا الإرهابي».

وأكدت مصادر عسكرية عدة لـ»القدس العربي»، أن الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة يواصلان حشد قواتهما على حدود عفرين، استعداداً لبدء الهجوم على المدينة، في حين حذر حزب الاتحاد الديمقراطي الذراع السياسية لـ «وحدات حماية الشعب الكردي» من الهجوم على المدينة ، مؤكدًا على أن عفرين لن تكون وحدها في هذه المعركة، حيث ستشمل مدن وقرى روج آفا وشمال شرقي سوريا كافة، في مشهد يجزم بأن طبول الحرب تقرع وسط تصريحات نارية من الجانبين.

وبعد اجتماعه لساعات عدة امس قرر مجلس الأمن القومي التركي أنه «سيجري في المرحلة الأولى اتخاذ الخطوات اللازمة بشكل حازم وعلى الفور، للقضاء على التهديدات الموجهة للبلاد من غربي سوريا، ولضمان أمن وممتلكات المواطنين، وتعزيز الأمن على الحدود».

 

تصعيد وحشود عسكرية

 

وترافق التصعيد السياسي التركي مع حركة عسكرية شهدها معبر باب الهوى الحدودي، في محافظة إدلب، ومروراً مكثفاً للقوافل العسكرية التركية التي دخلت الأراضي السورية إلى المناطق المقابلة لمدينة عفرين، وأكملت طريقها إلى عمق القرى والبلدات المتاخمة للمدينة التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية، بهدف الاقتراب أكثر من المواقع العسكرية لوحدات الحماية الكردية. وذلك استعداداً لاقتراب عملية عسكرية تركية ضد الوحدات الكردية في المدينة. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد بأن العملية العسكرية المرتقبة ضد قوات سوريا الديمقراطية في مدينة عفرين ستكون بمشاركة فصائل المعارضة السورية.

وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمقر البرلمان التركي، بأن قوات بلاده ستدمر قريباً أوكار من وصفهم بالإرهابيين في سوريا، بدءاً من مدينتي عفرين ومنبج بريف حلب، مشدداً على أنه ما من أحد سيتمكن من عرقلة تركيا في مساعيها الرامية لمكافحة التنظيمات الإرهابية في سوريا.

 

ردود كردية

 

وفي المقابل ارتفعت حدة الخطاب الكردي لا سيما بعد ان شعروا بأنهم الحليف الأهم للإدارة الأمريكية على الأرض في سوريا والعراق، حيث اكد المتحدث باسم الوحدات الكردية في عفرين في ريف حلب الغربي ان مقاتلي الميليشيات الكردية اكملوا استعداداتهم على كل الجبهات لصد الهجوم التركي على عفرين.

وتوعّد قائد وحدات حماية الشعب الكردي سيبان حمو بـ «تطهير المنطقة» من جيش تركيا، وقال لوكالة «فرات الإخبارية» الكردية إن قواته «جاهزة للدفاع عن روج آفا، وعفرين تحديداً، كائناً من كان القائم بالهجوم» على هذه المنطقة الكردية شمالي سوريا، والتي يسميها الأكراد «روج آفا» أي «غرب كردستان. وشدّد حمو على ان «وحداتنا ستتمكن من تطهير المنطقة من مصائب إردوغان، كما تمكّنا سابقاً من تطهيرها من تنظيم داعش الإرهابي. هكذا ستكون الحرب في عفرين، وسنُفشل مخططات إردوغان القذرة، وسنحوّل تلك المخططات إلى مكتسبات كبيرة لشعوب المنطقة».

مضيفاً أنه ليس بمقدور تركيا القيام بهجومٍ على عفرين إذا «لم توافق عليه كلّ من روسيا وإيران والولايات المتحدة والنظام السوري فكلّ القوانين والأعراف الدولية لا تسمح بذلك» حسب قوله، مهدداً بمطالب الأكراد في حال تمت الحملة على مدينة عفرين بالفعل قائلاً «اذا ما تمّ الهجوم على عفرين، فإنّ الشعب الكردي سيطالب كلّ تلك الدول بتحمّل مسؤولياتها».

ومن المؤكد أن انقرة أدركت هذا المنحى لدى حزب العمال الكردستاني حيث عززت من تواجد قواتها بالارتال العسكرية والمدرعات الثقيلة على طول الحدود التي تعتبر خط تماس مع الميليشيات الكردية والتي تقدر بنحو 130 كيلومتراً مربعاً، إضافة إلى تعزيز نقاط المراقبة العسكرية الثلاث التي أقامتها تركيا لجيشها في محافظة ادلب وفي ريف حلب الغربي وجبل الشيخ عقيل، لتكون معظم مساحة عفرين محاطة بالجيش التركي.

وأكد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار: أن أي عملية عسكرية ضد شعبنا في عفرين هو اعتداء سافر على سوريا وعلى مكوناتها وهي بمثابة تأجيج لصراع إثني وطائفي لا يخدم إلا الأعداء. كما اعتبر في حديث لـ»القدس العربي»: أن مشاركة فصائل سورية في هذا الاعتداء هو حرب بالوكالة وسقوط في حضن عدو لا يريد الخير للسوريين وتعبير انفصالي على حد تعبيره.

وحسب درار فإن الدولة التركية تفرق بين السوريين من خلال الاتهامات للفصائل المدافعة عن عفرين بالإرهاب، حيث اعتبر «أن ذلك ترويج كاذب هدفه إيجاد مبرر للسيطرة وعودة الاستعمار العثماني إلى مناطقنا» كما قال. وطالب حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردي في سوريا، قوى العالم لإيقاف القصف التركي لمنطقة عفرين في شمالي سوريا. وقال الحزب في بيان اطلعت عليه «القدس العربي»: «إننا في الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي ندين بأشد العبارات القصف التركي لعفرين الآمنة المسالمة الشامخة، حيث طالب المجتمع العالمي والأسرة الدولية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والقانونية كافة بتحمل مسؤولياتها تجاه أكثر من مليون من الأهالي يقطنون عفرين».

أما القائد العسكري في قوات سوريا الديمقراطية أحمد السلطان فقد اعتبر أن تركيا منذ ما يقارب الشهر تدق طبول الحرب على عفرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل إخفاء اتفاق أستانة الذي ينص على تسليم منطقة شرقي سكة القطار لروسيا.

وقال لـ«القدس العربي»، إن تركيا بدأتفي بإرسال الحشود العسكرية من مدينتي الريحانية وكيليس في اتجاه الداخل السوري في منطقة اعزاز ودارة عزة وجبل الشيخ بركات بالتزامن مع بدء الحرب الإعلامية بالتهديد باحتلال مدينة عفرين، معتبراً أنه «لا يوجد أي ذرائع لمهاجمة أو دخول القوات التركية إلى عفرين ومهاجمة قسد، خاصة أن المدينة لم تكن يوماً بؤرة للارهاب ولم تسمح للتطرف أن ينتشر بداخلها».

وأكد السلطان على أن القوات العسكرية في «قسد» أخذت كل التدابير اللازمة لأي احتمال في الهجوم على المدينة، حيث أنه من حقهم صد أي اعتداء عليهم، وبالتالي فإن قواتهم جاهزة لأي هجوم محتمل، وسنقاتل بكل شراسة أمام الهجوم على عفرين.

وعلى وقع التصعيد الجاري تشهد مدينة عفرين حركة نزوح جماعي لسكان المنطقة منذ بدء التصريحات التركية التي اكدت اقتراب حملة على المدينة، حيث اتجهت معظم العائلات حسب مصادر عسكرية لـ»القدس العربي» إلى مناطق سيطرة قوات النظام السوري، عبر الطرق المتصلة معه من الجهة الجنوبية للمدينة.

 

تركيا: سنتدخل بعفرين ومنبج ولا نريد مواجهة مع حلفائنا

إسطنبول ــ باسم دباغ

قال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الخميس، إن بلاده “ستدخل في كل من عفرين ومنبج في سورية”، مشدداً في الوقت نفسه على أن أنقرة لا تريد أي مواجهة مع “حلفائها الأميركيين”، في حين توجه كل من رئيس الأركان التركي، الجنرال خلوصي أكار، ورئيس المخابرات، حاقان فيدان، إلى موسكو لبحث العملية العسكرية التركية في منطقة عفرين.

 

وأكّد جاووش أوغلو، خلال مقابلة شبكة (سي.إن.إن ترك)، أنّ أنقرة غير راضية عن تصريحات وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، التي أشار خلالها إلى نية واشنطن تشكيل قوات حراس الحدود بالاعتماد على مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي(الجناح السوري للعمال الكردستاني)، لافتاً إلى أنّ “تشكيل جيش إرهابي على طول حدودنا مع سورية سيسبب ضررا لا يمكن إصلاحه في العلاقات مع الولايات المتحدة”.

 

من جانب آخر، دعا الوزير التركي روسيا إلى عدم معارضة العملية التركية المرتقبة في عفرين، ووعد بالتنسيق مع موسكو فيما يتعلق بوضع المراقبين الروس في تلك المنطقة.

 

كما أشار جاووش أوغلو إلى أن أنقرة تنوي التنسيق مع موسكو وطهران حول تنفيذ عملية جوية في عفرين، بينما دعا إلى وقف تقدم النظام في محافظة إدلب السورية، شدّد أيضاً على أنه لن يتم السماح للاتحاد الديمقراطي بالمشاركة في مؤتمر “سوتشي”.

 

وفيما يخص العلاقات مع بغداد، أكّد جاووش أوغلو وجود توافق تركي عراقي على إجراء عمليات عسكرية ضد حزب “العمال الكردستاني” في الأراضي العراقية، قائلاً “لابد من تطهير الأراضي العراقية بشكل كامل من التنظيمات الإرهابية، إن استقرار العراق بالنسبة لنا أمر مهم، ولكن المهم أيضاً أن يتم تحويل هذا التوافق إلى خطوات على الأرض، سنطهر الأراض العراقية مع العمال الكردستاني بالتعاون مع الحكومة هناك”.

 

وتأتي تصريحات جاووش أوغلو، في الوقت الذي يستمر فيه الجيش التركي بعمليات القصف ضد مليشيات “الاتحاد الديمقراطي” في عفرين، في حين انتهت كافة الاستعدادات للعملية العسكرية بما في ذلك وصول القوات الخاصة التركية إلى المناطق الحدودية مع منطقة عفرين التابعة لريف حلب.

 

وفيما بدا تأكيداً لتسريبات “العربي الجديد” حول الاتصالات المكثفة التي تجريها تركيا مع روسيا حول عملية عفرين، توجه كل من رئيس الأركان التركي ورئيس المخابرات إلى العاصمة الروسية موسكو، لإجراء لقاءات مع رئيس الأركان الروسي، فاليري غيراسيموف، وباقي القيادات الأمنية الروسية، حيث سيتناول الجانبان التطورات الأخيرة في سورية وعملية عفرين وكذلك مؤتمر سوتشي.

 

وعلم “العربي الجديد” من مصدر تركي مطلع، أن الاتصالات بين أنقرة وموسكو لا تزال مستمرة، إذ إن الأخيرة لم تمنح بعد الضوء الأخضر للعملية التركية في عفرين، وذلك في إطار استمرار مشاوراتها مع الأميركيين لتحقيق أكبر المكاسب السياسية من العملية من الجانب التركي، إذ إن سيطرة الأتراك على عفرين ستكون على حساب النفوذ الروسي في سورية.

 

وقال المصدر إن “المشاورات مستمرة مع موسكو، التي بدورها تواصل مشاوراتها مع واشنطن حول عملية عفرين والمكاسب السياسية التي ستحققها الإدارة الروسية من العملية”، كاشفاً أن “المطروح الآن عملية عسكرية تركية محدودة في مناطق سيطرة العمال الكردستاني في عفرين وريف حلب الشمالي، تنتهي بحصار الأخير والسيطرة على مناطق ريف حلب الشمالي في تل رفعت”.

 

وتابع المصدر “مقابل ذلك يساومنا الروس على إيجاد صيغة لحضور حزب الاتحاد الديمقراطي مؤتمر سوتشي، صيغة لا تتضمن الاعتراف بمناطق الإدارة الذاتية التي أعلنها الأخير من طرف واحد، بما يحقق الهدف الروسي من مؤتمر سوتشي الذي لا يزال متعثراً، بمنحه يداً عليا على حساب مفاوضات جنيف، من خلال جمع أحد أهم طرفين الآن في الحرب السورية، أي الاتحاد الديمقراطي والنظام السوري، ولكن وفق الشروط التي سيضعها النظام والتي لا تتضمن الفيدرالية بأي حال من الأحوال، وكذلك تتحقق أهداف واشنطن بإيجاد صيغة لمشاركة حليفها في مفاوضات السلام، بينما تستمر بالتخلي عن المعارضة السورية في الجنوب والشمال السوري”.

 

غير أن المصدر أكّد أن “الأمور لا تزال معقدة ومن المفترض أن يتم حسمها خلال أيام، من خلال الموقف الأميركي من سوتشي، والذي يبدو أن الإدارة الأميركية ترفضه بشكل قاطع حتى الآن، وتسعى لتمثيل الاتحاد الديمقراطي في جنيف، بينما لا تزال أنقرة متمسكة برفض منح الاتحاد الديمقراطي أي شرعية”.

 

وكان مجلس الأمن القومي التركي، قد أكّد، في اجتماعه، أمس الأربعاء، أنّه “سيتم اتخاذ تدابير ضد الممر الإرهابي في سورية، ولن يتم السماح بإنشاء جيش الإرهابيين”، في إشارة إلى قوات حرس الحدود الذي تعمل الإدارة الأميركية على تشكيلها بالاعتماد على مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني).

 

جاء ذلك في البيان الذي أصدره المجلس بعد الاجتماع الذي عقده برئاسة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، واستمر لحوالي أربع ساعات ونصف، والذي ناقش كل من العملية العسكرية ضد مليشيات الاتحاد الديمقراطي في عفرين، إضافة إلى التطورات في المنطقة، وكذلك الشؤون الداخلية.

 

وجاء في البيان أنّ “تركيا لن تسمح بتكوين ممر إرهابي على حدودها ولا إنشاء جيش للإرهابيين، وتم تحديد الخطوات اللازمة التي ستم اتخاذها في هذا الشأن، لافتاً إلى أنه “تمت الإشارة إلى الخطوات اللازمة التي سيتم اتخاذها بشكل حازم ومباشر، والتي ستبدأ بتدمير التهديدات الموجهة لبلادنا من الغرب السوري، وذلك في سبيل تحقيق أمن الحدود أمن المواطنين وأموالهم في المنطقة”، في إشارة إلى منطقة عفرين الواقعة تحت سيطرة مليشيات الاتحاد الديمقراطي الكردية.

 

وبينما دعا البيان إلى “جمع السلاح الذي تم تقديمه لكل من العمال الكردستاني وجناحه السوري الاتحاد الديمقراطي”، عبر عن أسفة من استمرار دعم الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية، دون أن يذكر اسمها بشكل صريح.

 

التحول الأميركي في سورية: جولة جديدة من حروب الوكالة

واشنطن ــ فكتور شلهوب

كشف وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، عن تحول جذري في سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه سورية. الاستراتيجية الجديدة التي رسم خطوطها الرئيسية تعكس حدوث انقلاب في الموقف الذي يبدو أنه غادر الالتباس والتمويه ليرسو على الحسم في مسألتين أساسيتين: مصير بشار الأسد والدور الإيراني في سورية.

 

وتشير النقاط، التي عرضها تيلرسون في خطاب عن سورية ألقاه في مؤسسة “هوفر” للدراسات التابعة لجامعة “ستانفورد” في ولاية كاليفورنيا، إلى أن الإدارة قررت خطة لإقامة عسكرية مديدة في شرق وشمال شرق سورية لمواجهة الرئيس السوري بشار الأسد وطهران في سورية، من خلال الاعتماد على قوة محلية توفر لها التسليح والتدريب مع الدعم بقوات أميركية ميدانية وجوية. انعطافة لا يستبعد أن تؤدي إلى إقامة منطقة حكم ذاتي هناك يكرسها الأمر الواقع إذا ما تعقّد وطال أمد الصراع وتعذر فيه الحسم الكامل والسريع.

 

قال تيلرسون في خطابه الأول من نوعه، والذي يبدو أنه شكل مدخل استعادته لدوره الخارجي، إنّ “الانسحاب الكامل من سورية تترتب عليه عواقب كارثية. منها ترميم رئاسة الأسد”.

 

واستحضر، في هذا السياق، سيناريو الانسحاب العراقي “الذي لا نقوى على تكراره. لأن من شأنه تعزيز وضع إيران” في الساحة السورية.

 

وبذلك، ترى الإدارة أن “سورية ما زالت تشكل مصدر تهديد استراتيجي” للمصالح الأميركية، حالة يقول تيلرسون إنها تستدعي “الاحتفاظ بوجود عسكري” أميركي في سورية، من دون تحديده لسقف زمني لهذا التواجد. الوزير ذاته الذي سبق ونأى عن الشأن السوري ومصير الأسد باعتباره “يخص السوريين” لوحدهم، يطرح النقيض اليوم.

 

الظروف تغيرت والأولويات تبدّلت، الرئيس انكفأ إلى الداخل للتركيز على همومه ومتاعبه التي تهدد رئاسته، وفريقه في البيت الأبيض الذي تعامل مع ملفات خارجية ومنها صهره جاريد كوشنر، فشل في مهماته، الأمر الذي أدى إلى وضع الملفات الساخنة في عهدة رجال المؤسسة الذين تولوا أمر الملف الكوري الشمالي والإيراني. في هذا الأخير، جرى التشديد على ضرورة الفصل بين الاتفاق النووي ووجوب حمايته وبين الدور الإيراني في المنطقة ووجوب التصدي له. ويبدو أنه كان لهذا الفريق ما أراد، إذ تم حمل الرئيس على الموافقة بخصوص الأول وتكليف تيلرسون بالإعلان عن سياسة المواجهة في سورية.

 

هذه الاستدارة جرى التمهيد والتلميح إليها بصورة أو بأخرى، في الآونة الأخيرة. الوزير تيلرسون بدأ بإعطاء الإشارات، ولو بصوة ملتبسة، عندما قال في أواخر العام الماضي إن “عائلة الأسد لن يكون لها دور في سورية”، ثم تبعه وزير الدفاع، جيمس ماتيس، الذي أوضح أن أميركا باقية هناك بعد الرقة، بصورة مدنية ودبلوماسية وعسكرية”؛ في تلميح إلى نوع من الإدارة المدنية التي تعتزم واشنطن إقامتها.

 

وكان المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة “داعش” الإرهابي، الكولونيل توماس فييل، أكثر وضوحاً في هذا الخصوص عندما قال إن العمل يجري “مع “قوات سورية الديمقراطية” لتكوين قوة أمن حدودي وتدريب عناصرها المقرر أن يصل عددها إلى حوالي 30 ألف جندي (معظمهم من القوات الكردية السورية)، يكون من مهماتها العمل على تعزيز الأمن والازدهار في شمال وشرق سورية”، في إشارة إلى إقامة طويلة تتطلب استتباب الأوضاع وتسيير شؤونها بصورة شبه مستقلة. والمعروف أن 2000 عنصر من القوات الأميركية يتمركزون في تلك المنطقة. والعدد مفتوح للزيادة.

 

شارك أيضاً في تحضير الأجواء القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، دافيد ساترفيلد، من خلال مثوله قبل أيام أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، إذ تحدث باللغة ذاتها تقريباً مع التشديد على أن “استقرار سورية يتطلب غياب الأسد” وأن الإدارة “سوف تتدبر الأمر مع إيران في سورية والعراق واليمن”، مشيراً إلى ضرورة “تقليص حضور مليشيات إيران في سورية”.

 

تشير هذه الأجواء إلى أن سورية مقبلة على جولة جديدة من حروب الوكالة، المرشحة للتوسع ولخطر التحول إلى مصادمات إقليمية ودولية، في ظل التباعد الأميركي الروسي وتراجع احتمالات تسوية الأزمة السورية، وفي ضوء الاستعانة الأميركية بالورقة الكردية وعزم واشنطن على “قصقصة” النفوذ الإيراني في سورية، تتجه الصراعات الجيو ــ سياسية على الساحة السورية نحو المزيد من التصعيد. وضع يدفع بسورية نحو المزيد من التكريس لخرائط الأمر الواقع.

 

القوة الحدودية”.. واشنطن تتراجع وتركيا تتأهب لمعركة عفرين

أبدت تركيا ارتياحها لتصريحات وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، التي نفى فيها نية واشنطن تشكيل قوة حدودية في سوريا، من دون أن ينعكس ذلك على الإجراءات التي تتخذها أنقرة على الحدود مع سوريا، إذ أعلن الجيش التركي رفع حالة التأهب القصوى للقوات المتمركزة قرب عفرين السورية.

 

وقال وزير العدل التركي عبد الحميد غل عند سؤاله عن تصريحات تيلرسون، إن “هذا التصريح مهم لكن تركيا لا يمكن أن تقف بلا حراك في مواجهة تشكيل أي قوة من شأنها أن تهدد حدودها”.

 

بدوره، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم “لن نسمح أبداً بتشكيل جيش إرهابي على حدودنا الجنوبية”. وأضاف “سنتخذ كافة التدابير فوراً ودون هوادة من أجل حماية أمن حدودنا وسلامة أرواح وممتلكات شعبنا بما يتوافق مع القانون الدولي”.

 

وأشار يلدريم  إلى أنه صدرت عن الإدارة الأميركية بيانات متناقضة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، مبيناً “طبعاً هذا يدل على الارتباك الذهني، إلا أن عزم تركيا واضح”. وتابع “ممارسات الولايات المتحدة في سوريا، مخالفة ومناقضة لعلاقات التحالف، رغم أنها حليفتنا في الناتو. ينبغي على واشنطن أن تزيل التشوش حول مستقبل المنطقة، وتبدل موقفها لتصحيح علاقاتها مع تركيا”.

 

وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، أكد أن بلاده تعتزم التدخل في عفرين ومنبج في سوريا “لكننا أبلغنا واشنطن إننا لا نريد المواجهة مع الحليف هناك”. واتهم الولايات المتحدة بعدم الإلتزام بوعودها، وأضاف أن أنقرة ستنسق العملية في عفرين مع روسيا وإيران.

 

بدورها، أوضحت وزارة الدفاع الأميركية، الخميس، أن “القوة الأمنية الحدودية” ليست “جيشا جديدا”، أو “قوة حرس حدود تقليدية”. وأضافت أن التدريب “جاء لزيادة الأمن من أجل عودة النازحين، ولضمان عدم ظهور تنظيم داعش مجددا في المناطق المحررة، وغير الخاضعة لسيطرة أحد، وهذا ليس جيشا أو قوة حرس حدود تقليدية”.

 

وأشارت إلى أن القوة والتدريب المذكورين يتناسبان مع أهداف الحملة ضد تنظيم “داعش”، مضيفةً أن بلادها مدركة لمخاوف تركيا المتعلقة بالأمن. وشددت على أن القلق الأمني لتركيا مشروع، وأن الولايات المتحدة ستكون شفافة تماماً مع أنقرة بخصوص جهودها في سوريا للتغلب على تنظيم “داعش”.

 

يأتي ذلك في وقت تظهر التطورات على الحدود التركية-السورية بقرب العملية العسكرية على عفرين. وقالت وكالة “الأناضول” إن الجيش التركي رفع حالة التأهب القصوى، استعداداً لشن عملية عسكرية محتملة، إذ تشهد تلك المنطقة تبادلا لإطلاق النار وقصفا تركياً متقطعاً.

 

وتسارعت استعدادات الجيش التركي منذ إعلان المسؤولين في البلاد نية تركيا تنفيذ عملية عسكرية على عفرين. وفي هذا الإطار وصلت تعزيزات عسكرية إلى الوحدات المنتشرة على الحدود مع سوريا، وبالتحديد إلى قضائي “خاصة” و “قرقهان” بولاية هطاي المحاذية للحدود السورية.

 

تركيا تحسم قرار الهجوم على عفرين.. وتترك التوقيت سرياً

 

قالت الحكومة التركية إن العملية العسكرية في عفرين، ستبدأ بين ليلة وضحاها، من دون سابق إنذار، وسيكون وقتها سرياً من حيث البدء والاستمرار.

 

يأتي ذلك في وقت وصلت فيه تعزيزات عسكرية جديدة إلى الوحدات التركية المنتشرة على الحدود مع سوريا. وسبق أن حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من عملية وشيكة تستهدف عفرين، بعدما قالت قوات “التحالف الدولي” إنها تعمل مع “قوات سوريا الديموقراطية” على تشكيل قوة حدودية جديدة شمالي شرق سوريا قوامها 30 ألف فرد.

 

وقال المتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، بعد اجتماع ترأسه أردوغان، الأربعاء، إن صبر أنقرة نفد بخصوص تسليح الولايات المتحدة للأكراد، وأنها مصممة على اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الشأن.

 

وأضاف بوزداغ، تعليقاً على خطة واشنطن بتشكيل حرس حدودي تقوده “قوات سوريا الديموقراطية”، إن “الدولة التركية تقوم الآن وستفعل كل ما يلزم من دون تردد للقضاء على التهديدات والمخاطر عندما يتعلق الأمر ببقائها”. وأكد أن تركيا لا تحتاج إذناً من أحد لاتخاذ الخطوات اللازمة لبقاء دولتها وشعبها.

 

وانتقد المتحدث باسم الحكومة واشنطن، قائلاً “هناك تناقض كبير جداً بين ما تتحدث عنه الولايات المتحدة معنا بشأن التطورات في سوريا، وبين ما تقوم به على الأرض”. وطالب بجمع كل الأسلحة التي وُزعت على مقاتلين أكراد في سوريا بلا تأخير.

 

بدوره، أعلن مجلس الأمن القومي التركي، في بيان، إثر اجتماع ترأسه أردوغان قبل اجتماع الحكومة، أن أنقرة لن تسمح بتشكيل حزام إرهابي على حدود البلاد، مشدداً على أنه سيتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة في هذا الصدد.

 

وأبدى المجلس أسفه لاعتبار دولة حليفة لأنقرة (في إشارة للولايات المتحدة) “الإرهابيين شركاء لها”، من دون مراعاة أمن تركيا. وقال إنه، في المرحلة الأولى، ستُتخذ الخطوات اللازمة بشكل حازم وعلى الفور، للقضاء على التهديدات الموجهة للبلاد من الغرب السوري، ولضمان أمن وممتلكات المواطنين، وتعزيز الأمن على الحدود.

 

وكان المتحدث باسم التحالف الدولي، الكولونيل راين ديلون، قال في وقت سابق، الأربعاء، إن القوة الأمنية التي ستتمركز على طول الحدود بين العراق وسوريا، ستركز على إلحاق الهزيمة النهائية بتنظيم داعش وتقييد نطاق تحركاته والتضييق على تدفق المقاتلين الأجانب بين العراق وسوريا، ونحو تركيا وأوروبا وأماكن أخرى حول العالم.

 

وقال ديلون إن الشركاء المحليين في العراق وسوريا يواصلون بناء قدراتهم وتقويتها، من أجل تأمين الحدود وإعاقة حرية تحرك عناصر داعش بين البلدين.

 

يأتي ذلك بينما تتابع تركيا عملية الحشد على الحدود مع سوريا. وقالت وكالة “الأناضول”، إن تعزيزات عسكرية جديدة وصلت إلى الوحدات المنتشرة على الحدود مع سوريا في ولاية كليس جنوبي تركيا.

 

وأضافت أن رتلاً مكوناً من 15 شاحنة محملة بناقلات جنود مدرعة استقدمت من وحدات عسكرية مختلفة في تركيا إلى ولاية كليس، وانضمت إلى الوحدات المنتشرة في قضاء ألبيلي المحاذي للحدود السورية، بهدف تعزيز تلك الوحدات. كذلك، وصلت 20 دبابة إلى ولاية هطاي جنوب غربي البلاد.

 

وذكرت “الأناضول” في وقت سابق، أن المقاتلين الأكراد بدأوا حشد قواتهم في مدينة منبج ومحيطها، لتخفيف ضغط القوات التركية على منطقة عفرين. وذكرت الوكالة، نقلاً عن مصادرها، أن قافلة مكونة من حوالى 400 مركبة، بينها عربات مدرعة قدمتها الولايات المتحدة للمقاتلين الأكراد، دخلت، الأربعاء، مركز منبج، ليجري لاحقاً إرسال القافلة إلى منطقتين في محيط المدينة.

 

المؤتمر الوطني الكردستاني لـ”حزب الاتحاد الديموقراطي” في سوريا، دعا الشعب الكردي إلى التأهب للنضال من أجل عفرين، متعهداً بأن تركيا ستتلقى هزيمة منكرة في حملتها على عفرين.

 

وقال المؤتمر الوطني الكردستاني في بيان، إن “أردوغان شرع في دق طبول الحرب. ويكشر عن أنياب القتال في كل تجمع يذهب إليه”. واتهم الحكومة التركية بأنها “استنفرت كل قدراتها العسكرية ونظمت كافة المجموعات المرتزقة وبقايا القاعدة وداعش من أجل احتلال عفرين”.

 

وهدد المؤتمر تركيا بأنها ستتلقى مع حلفائها “هزيمة كبيرة في هجومها على عفرين”. وأضاف: “ستكون هذه الهزيمة أكبر من تلك التي منيت بها في كوباني. فعفرين في مكانها، وأهلها في مكانهم، وهم مستعدون بكل عزم وقوة من أجل الدفاع عن وطنهم، وكرامتهم وحياتهم ومستقبلهم”.

 

الائتلاف يندد بـ”القوة الحدودية”.. والجولاني يعرض الصلح

ندد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الأربعاء، بما وصفه بـ”المخطط الأميركي”، لتشكيل قوة حدودية شمال شرقي سوريا، وعبر عن رفضه القاطع “لتسويق مثل هذه المشاريع”.

 

 

وقال الائتلاف في بيان، إن الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية”، لا تبرر “الاستعانة بتنظيمات ارتكبت انتهاكات وجرائم ضد السوريين، وليس مقبولاً وضع الأراضي التي تحررت من الإرهاب تحت سلطة تنظيم PYD أو غيره من التنظيمات ذات الأجندات التي تتعارض مع أهداف الثورة السورية، وترتبط بالنظام وقوى الاحتلال”.

 

واتهم الائتلاف في بيانه، الولايات المتحدة، بسلوك “سياسة انتهازية” في حجب الأسلحة عن “الجيش الحر”، والاستمرار في دعم أطراف أخرى تحمل أجندات خارجية و”مشاريع غير وطنية”.

 

وشدد الائتلاف على أن “العمل على تمرير مثل هذه المخططات المرفوضة وغير الشرعية؛ كل ذلك يكشف عن سياسة انتهازية تستغل الظروف لزرع مزيد من المشكلات، بدلاً من التحرك نحو فرض ضغوط على النظام وداعميه لتنفيذ القرارات الدولية”.

 

في غضون ذلك، قال زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، في تسجيل صوتي بثّ ليل الثلاثاء، إن موسكو وأنقرة تتقاسمان النفوذ في الشمال السوري، متهماً الفصائل التي شاركت في مسار أستانة بمساعدتهما على ذلك.

 

واتهم الجولاني الفصائل التي وقعت اتفاقات أستانة، بأنها تخلت عن مناطق شرقي سكة الحديد في محيط أبو ظهور في ريف إدلب عندما رفضت “الهيئة” ضغوطاً مارستها تلك الفصائل من اجل إقناعها بالانسحاب من المنطقة، وأكد هجوم النظام المستميت عليها هو من أجل السيطرة على ما أعطي له خلال أستانة بموافقة فصائل المعارضة.

 

وأضاف الجولاني: “مئة يوم ونحن نخوض معركة من أشد المعارك على كامل الصعد (..) يمكننا تجاوز هذه الأزمات إذا وحدنا الجهود ورصصنا الصفوف”. وعرض على الفصائل المسلحة مصالحة شاملة، قائلاً: “مستعدون للتصالح مع الجميع وفتح صفحة جديدة عبر مصالحة شاملة” في هذه “المرحلة الحرجة” من تاريخ سوريا.

 

هل يسهل النظام توغل “داعش” في إدلب؟

سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على مزيد من القرى والمزارع، الأربعاء، بالقرب من سنجار في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وفي مناطق من ريفي حماة الشمالي الشرقي وحلب الجنوبي. التوسع المفاجئ للتنظيم جاء بعدما شنّ عناصره هجمات متزامنة من محاور عديدة في المنطقة، مستغلين انشغال المعارضة المسلحة و”هيئة تحرير الشام” بمعاركها مع النظام والمليشيات، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

وتقدم تنظيم “داعش” على حساب المعارضة المسلحة و”تحرير الشام” في المحاور الشرقية المحيطة بمناطق سيطرته في ريف حماة الشمالي وريف حلب الجنوبي، وسيطر على قرى أم عج وأم قرون والأندرين والسماقية ونجم الزهور وحوما والحليبية ونفحة وبيوض والجنينة ورسم الضبع وتروت ورسم البسل وقارة ربوع ورسم عريرا، وغيرها من القرى والمزارع التي تتبع ادارياً لريفي حماة الشمالي الشرقي وحلب الجنوبي. عدد كبير من القرى التي سيطر عليها التنظيم هي بالقرب من الرهجان التي استولت عليها مليشيات النظام مؤخراً من المعارضة المسلحة.

 

هجمات التنظيم في المحاور الشرقية تهدف إلى السيطرة على كامل المناطق التي تبقت للمعارضة المسلحة و”تحرير الشام”، شبه المُحاصَرة، والمعتمدة على طريق امداد ضيق في الشمال يقع تحت رحمة مليشيات النظام والتنظيم جنوب شرقي أبو ظهور. ومن المتوقع أن يواصل التنظيم هجماته في المنطقة حتى يحكم سيطرته على باقي المناطق الداخلية التي تسيطر عليها المعارضة و”تحرير الشام” شرقي سكة الحجاز.

 

التقدم الأخطر للتنظيم كان في المحاور الشمالية الغربية، نحو سنجار وريفها، وهي مناطق تقع في مركز محور العمليات المتقدم لمليشيات النظام في ريف ادلب الجنوبي. وسيطر التنظيم على قرى ربع الهوى والداودية وجب الغضب وأبو عليج وأم طماخ. واشتبك التنظيم مع مليشيات النظام في محيط سنجار بعدما سيطر على القرى والمزارع القريبة منها جهتي الشرق والجنوب الشرقي.

 

تقدم التنظيم في ناحية سنجار، واحتمال سيطرته القريبة على البلدة سيمهد الطريق أمام مليشيات النظام للانسحاب نحو مواقع خلفية جنوبي سنجار، ولو بشكل مؤقت. ومن المتوقع أن تتمركز مليشيات النظام في قرى المريجب وقصر الأبيض وتل العمارة وغيرها، بين أبو دالي وسنجار. تراجع مليشيات النظام المفترض في هذا المحور لحساب التنظيم لن يحرمها من تهديد مطار أبو ظهور، إذ لم يعد لهذا المحور أهمية في الوقت الحالي طالما أنها تقدمت في المحور الشرقي القادم من جبل الحص في ريف حلب الجنوبي، ومن الجبهات جنوبي الحاضر.

 

المعارضة المسلحة تبدي تخوفها من التطورات الحاصلة قرب سنجار، وتتهم مليشيات النظام بتسهيل تقدم التنظيم في المنطقة، والذي سيكون بمثابة البوابة الثانية له لدخول عمق إدلب بعدما أصبح شبه محاصر شرقي سكة حديد الحجاز. سيطرة التنظيم على سنجار ستمكنه من تهديد المناطق غربي السكة في ريف معرة النعمان، ليصبح رأس حربته أكثر حرية غي الحركة، ومن المتوقع أن يتخلى فيما بعد عن مواقعه الخلفية لصالح مليشيات النظام في حال تمكن من التوغل في ريف ادلب.

 

استراتيجية واشنطن في سوريا: انتشارنا العسكري باقٍ

أعلن وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، الأربعاء، استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا للمرحلة المقبلة. وأكد أن الانتشار العسكري الأميركي في سوريا سيبقى قائماً لضمان عدم “ظهور داعش مجدداً”.

 

وقال تيلرسون خلال كلمة ألقاها في جامعة ستانفورد، إنه “من المهم لمصلحة الولايات المتحدة القومية الحفاظ على وجودها العسكري والدبلوماسي في سوريا من أجل إنهاء الصراع في هذا البلد”.

 

واعتبر تيلرسون أن الإدارة السابقة ارتكبت أخطاء، وعلى الإدارة الحالية برئاسة دونالد ترامب أن تتفادى تكرارها. وأوضح: “لا يمكننا أن نكرر الأخطاء التي ارتكبناها في العام 2011 حينما أتاح انسحابنا السابق لأوانه من العراق، لتنظيم القاعدة، فرصة للاستمرار والتحول في نهاية المطاف إلى داعش.. لا يمكننا أن نكرر القصة ذاتها في سوريا”.

 

وعن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، قال تيلرسون إن رحيله “عبر عملية سترعاها الأمم المتحدة، سيخلق ظروفاً للسلام بعيدة الأمد في سوريا”، لكنه دعا “إلى التحلي الصبر”، معتبراً أن الأسد هو المسؤول عن ظهور “داعش” في سوريا.

 

وشدد تيلرسون على أن واشنطن ستدعم عملية جنيف الرامية إلى تحقيق حل سياسي للأزمة في سوريا، بكل قوة.

 

في هذا السياق، أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أنه دعا وفدَي المعارضة والحكومة السوريين، إلى اجتماع خاص في فيينا اللأسبوع المقبل. وأوضح أن الاجتماع الذي سيعقد في 25 و26 يناير/كانون الثاني الجاري سيركز على القضايا الدستورية في سوريا.

 

وأضاف دي ميستورا في بيان: “يتطلع المبعوث الخاص إلى مشاركة الوفدين في هذا الاجتماع الخاص. ويتوقع أن يأتي الوفدان إلى فيينا على استعداد للدخول في حوار موضوعي معه ومع فريقه مع التركيز بشكل خاص على حزمة القضايا المتعلقة بالدستور من أجل التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254”.

 

لماذا تغيرت لهجة روسيا مع “لجنة تفاوض” ريف حمص؟

عقدت جلسة جديدة من المفاوضات، الاثنين الماضي، بين “هيئة التفاوض” عن ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي، والجانب الروسي، في معبر الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي المُحاصر، بحسب مراسل “المدن” محمد أيوب.

 

وفور انتهاء الجلسة عاد تصعيد مليشيات النظام المُحاصِرة لريف حمص الشمالي. وعاد القصف ليطاول مدن وقرى الريف الشمالي، واستهدف قناصو النظام المدنيين، وسقط 3 قتلى ليل الثلاثاء/الأربعاء.

 

الناطق الرسمي باسم “هيئة التفاوض” بسام السواح، قال لـ”المدن”، إنه تم التأكيد في هذه الجلسة على أن الجانب الروسي هو “ضامن” للمفاوضات وليس وسيطاً. الجانب الروسي كان قد تنصل من دوره كضامن عن طريق الضغط على “هيئة التفاوض” للجلوس مع وفد النظام على طاولة التفاوض، الأمر الذي قوبل بالرفض التام من قبل “هيئة التفاوض” التي أصرت على أن الجانب الروسي هو الطرف المقابل لها في المفاوضات.

 

وقال السواح إن الجلسة الأخيرة بحثت الخروق الدائمة لاتفاقي “خفض التصعيد” في ريف حمص الشمالي، والتي يقوم بها النظام، وغالباً ما تؤدي لوقوع ضحايا مدنيين. وأكد الوفد على ضرورة أن يضغط الجانب الروسي على مليشيات النظام للوقف الكامل لإطلاق النار.

 

وطُلِبَ من الجانب الروسي الردّ على ملفات تم تسليمها له في جلسة سابقة، وفيها توضيح للخطوات الواجب تطبيقها بخصوص البندين المتبقين من الاتفاقية: فتح المعابر الإنسانية للتخفيف من معاناة المدنيين وتأمين سبل العيش الضرورية والخدمات الأساسية للمنطقة، وموضوع المعتقلين والمفقودين والذي لطالما أكد عليه “وفد هيئة التفاوض”، في حين كان الجانب الروسي يُصرُّ على فتح الطريق الدولي بين مدينتي حمص وحماة، وهو جزء من الطريق الدولي بين حلب ودمشق.

 

جلسة الإثنين كانت بناءً على طلب من الجانب الروسي، عبر رسالة وجهها إلى “هيئة التفاوض” في 9 كانون الأول/ديسمبر 2017. وذكّر الجانب الروسي في تلك الرسالة “هيئة التفاوض” بموعد انتهاء اتفاق “خفض التصعيد” في 15 شباط/فبراير 2018. وضغط الجانب الروسي في رسالته، بحسب بيان سابق لـ”هيئة التفاوض”، للقبول بالجلوس مع وفد النظام. الهيئة ردّت برفض الجلوس مع النظام، إلا بعد توقيعه على بنود الاتفاق، معتبرة أن حضوره قبل التوقيع سيكون مُعطّلاً.

 

وقال السواح أن الجانب الروسي استمع لكامل مطالب “الهيئة”، ووعد أنه سيلتقي مسؤولي النظام لبحث كافة النقاط والعمل على تطبيقها بجدية، وسيتم الرد عليها خلال فترة أقصاها أسبوع، والاتفاق على جلسة لاحقة.

 

تباطؤ الجانب الروسي في تنفيذ بنود اتفاق “خفض التصعيد” أثار قلقاً كبيراً في الريف الشمالي، وشكوكاً حول نية الجانب الروسي وجديته في تنفيذ الاتفاق.

 

وأشار البعض إلى أن تغيّر اللهجة الروسية، بعد التهديد باقتراب مدة نهاية اتفاق “خفض التصعيد” وضرورة التفاوض المباشر مع النظام، إضافة إلى القبول بعقد جلسة تفاوض مع وفد المعارضة يوم الإثنين من دون وفد النظام، يعود إلى الوضع في الغوطة الشرقية، إذ يخشى الجانب الروسي قيام “أحرار الشام” بشنّ عمل عسكري مسلح على غرار ما حدث في حرستا وإدارة المركبات العسكرية. ولذا فقد خفّف الجانب الروسي من لهجته التصعيدية، وحثّ “لجنة التفاوض” على ضرورة احتواء أي تصعيد محتمل من قبل فصائل معارضة، خصوصاً من “أحرار الشام”، وسط التأكيد على ضرورة إلتزام الجميع باتفاق “خفض التصعيد”.

 

مليشيات النظام تتقدم من الحاضر إلى أبو ضهور

سيطرت قوات النظام والمليشيات، الثلاثاء، على تلة أبو رويل وتلة الشهيد وقرى هوبر والعوينات الصغير والمرحمية والعوينات الكبيرة، جنوبي الحاضر، بالإضافة لقرى ماسح وتل ماسح وحلوية والحيانية غربي تل الضمان في ريف حلب الجنوبي. تقدم مليشيات النظام في تلك القرى والتلال مكّنها من تقليص المسافة التي تفصلها عن مطار أبو ضهور العسكري، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

تقدم المليشيات في المحاور جنوبي الحاضر، جاء بعد معارك كر وفر عنيفة شهدتها المنطقة خلال اليومين الماضيين، تمكنت خلالها “هيئة تحرير الشام” و”الفرقة 23/تدخل سريع” و”جيش الأحرار” وكتائب محلية من التصدي للهجمات، وتبادل السيطرة على التلال المستهدفة، لكن القصف العنيف جواً وبراً، الثلاثاء، مكّن قوات النظام من تثبيت سيطرتها والإشراف نارياً على مواقع متقدمة شمالي وشمال شرقي أبو ظهور.

 

تنظيم “الدولة الإسلامية” دخل الحدود الإدارية لحلب، بعدما سيطر على قرى ومزارع في ريف حلب الجنوبي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة؛ وهي الهرش ورسم الكبار وعويجة القنا ومليحة صغيرة والبويدر. وبذلك أصبحت مناطق سيطرة التنظيم تتوزع على أرياف حماة الشمالي الشرقي، وادلب الجنوبي الشرقي، وحلب الجنوبي.

 

وشهدت جبهات النظام والتنظيم، الثلاثاء، معارك متقطعة تمكن خلالها التنظيم من إحراز تقدم في ريف سنجار، وسيطر على قرى صراع وصريع والجيهان، وخسر قريتين في ريف حماة الشمالي الشرقي لصالح قوات النظام التي تقدمت نحو تل موتيلات وقريتي طوطح وابو حريق.

 

فصائل المعارضة المسلحة في غرفتي عمليات “رد الطغيان” و”إن الله على نصرهم لقدير” تابعت هجومها البري على الجبهات الغربية لمحاور تقدم المليشيات في ريف ادلب الجنوبي، واستعادت السيطرة على بلدة عطشان، وتصدت لهجمات معاكسة شنتها المليشيات في تل مرق وأبو عمر قرب أبو دالي. وقالت المعارضة إنها قتلت 10 عناصر على الأقل من المليشيات ودمرت دبابة وسيارة رباعية الدفع في محور تل مرق.

 

فصائل المعارضة بدأت، الثلاثاء، تركيز هجماتها على الأطراف الغربية لريف سنجار، وذلك بهدف استعادة قرى وبلدات كراتين وأبو طحيجة وعجاز وغيرها من القرى الواقعة غربي سكة الحجاز.

 

وقُتِلَ 6 أطفال وامرأة، وجرح آخرون، بقصف جوي استهدف قرية الطبيش في ريف إدلب الجنوبي، الثلاثاء. القصف الجوي استهدف بلدة معر شمارين القريبة ما أدى لمقتل مدنيين اثنين. واستهدفت الطائرات الحربية الروسية ومروحيات النظام عدداً كبيراً المناطق والقرى الأخرى، فيما قصفت المليشيات بالمدفعية وراجمات الصواريخ، مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، ما تسبب في مقتل مدني واحد وإصابة عدد من المدنيين بجروح.

 

خطة تركيا لضرب الفصائل الكردية في سوريا تواجه معضلة دبلوماسية

أ. ف. ب.

اسطنبول: تستطيع تركيا ان تتوعد ما يحلو لها بوأد القوة الجديدة التي يهيمن عليها الاكراد ويريد التحالف الدولي تشكيلها في سوريا، لكنها تواجه معضلة دبلوماسية وعسكرية صعبة بسبب مخاطر حصول صدامات مع حليفيها الروسي والاميركي.

 

ومنذ الاعلان الأحد عن تشكيل “القوة الأمنية الحدودية” التي تدربها الولايات المتحدة، صب الرئيس رجب طيب اردوغان غضبه على واشنطن مكررا ان تركيا ستتحرك عسكريا من أجل “وأدها في المهد”.

 

ويفترض ان تشكل قوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف من المقاتلين العرب والأكراد نصف تلك القوة التي ستعد لدى اكتمالها 30 ألف عنصر، اما الباقي فمن المجندين الجدد.

 

غير ان قوات سوريا الديموقراطية تتشكل بمعظمها من وحدات حماية الشعب الكردية، وهي فصيل تعده انقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حركة تمرد ضد الجيش التركي منذ 1984.

 

وأكد اردوغان الاثنين ان الجيش التركي مستعد لتنفيذ عملية “في اي وقت” ضد قواعد وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين في شمال سوريا فيما أوحى ارسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود بأن الهجوم بات وشيكا.

 

– عدم اكتراث في واشنطن؟ –

غير ان هذا الهجوم ينطوي على مخاطر لأن روسيا التي كثفت تعاونها مع تركيا حول سوريا موجودة عسكريا في عفرين وتربطها علاقات جيدة مع وحدات حماية الشعب الكردية.

 

كما أن واشنطن لن تنظر بعين الرضا الى التحرك العسكري التركي لأن القوات الكردية السورية تقف في الصفوف الأمامية في محاربة التنظيمات الاسلامية المتطرفة في سوريا حتى وإن كان الوجود الأميركي ضئيلاً في منطقة عفرين.

 

ويقول أرون لوند الخبير في شؤون سوريا في مؤسسة “سنتشوري فاونديشن” الأميركية ان “التهديدات التركية بالتدخل تبدو جدية أو على الأقل مسموعة ومتكررة. سيكون من الصعب على اردوغان أن يتراجع في هذه المرحلة”.

 

واذ يلاحظ أن الأميركيين “لا يرون أن عفرين تطرح مشكلة بالنسبة اليهم” كونهم يركزون أنشطتهم المتصلة بوحدات حماية الشعب الكردية في المناطق الواقعة الى الشرق منها، يقلل لوند من فرص تورط القوات الأميركية في نزاع محتمل.

 

ويضيف ان “الجيش الأميركي ينفذ في سوريا مهمة محددة بمحاربة الارهاب. إن المشاركة في حروب وحدات حماية الشعب الكردية ضد تركيا أو فصائل أخرى معارضة لا تدخل في نطاق مهمته”.

 

ويقول آرون شتاين من “المجلس الأطلسي” ان الشعور السائد في واشنطن ان ما يجري هو “+استعراض+ تركي وانه لا يمكن فعل اي شيء لردع اردوغان عن إرسال جيشه ليتوغل في الجانب الآخر من الحدود إذا قرر ذلك”.

 

ويضيف ان اردوغان “يهدد منذ سنة باجتياح سوريا مرة واحدة على الأقل كل اسبوع. وهذه المرة، الأمر مختلف لأن خطابه أكثر تحديداً بكثير وموجه ضد الولايات المتحدة. أعتقد أنه سينفذ تهديده لكن لا أحد يعرف حجم العملية المحتملة”.

 

– لا بد من ضوء أخضر روسي –

يقول شتاين ان “القوة الخارجية الوحيدة القادرة على منع حدوث اجتياح تركي في هذه المرحلة هي روسيا”.

 

وأقر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الخميس بضرورة التنسيق مع روسيا بهدف تفادي اي صدام مع القوات الروسية في عفرين.

 

وأضاف “يجب الا تعترض (روسيا) على عملية في عفرين”.

 

وزار رئيس اركان الجيش التركي خلوصي اكار ورئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان الخميس موسكو لبحث الوضع في سوريا مع قائد الجيش الروسي.

 

ويقول شتاين ان “تركيا قد تحرج روسيا اذا اجتاحت شمال سوريا من دون الحصول على موافقة صريحة منها”، ومثل هذا السيناريو يقوض العملية الدبلوماسية التي يرعاها البلدان مع إيران من اجل حل النزاع.

 

من جهته، يستبعد المحلل العسكري في مركز السياسات في اسطنبول والكاتب في موقع “ال مونيتور” متين غورشان شن هجوم تركي الا في حال “فتحت روسيا مجال عفرين الجوي أمام تركيا (…) وسحبت جنودها” المنتشرين في المنطقة.

 

ويضيف “هل تجرؤ تركيا على مهاجمة عفرين من دون ضوء أخضر من روسيا؟ الجواب بالنسبة لي هو بالتأكيد +لا+”.

 

الهيئة السورية تلتقي ماكرون وتؤكد ضرورة التقدم في المفاوضات

فراس الخالدي: المواقف الدولية تدعم الانتقال السياسي بسوريا

بهية مارديني

التقى رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري والوفد المرافق له، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، في قصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس.

 

وقال فراس الخالدي رئيس وفد منصة القاهرة لمفاوضات جنيف في لقاء مع “إيلاف” إن “هذه الزيارة ضمن جولة أوروبية تقوم بها الهيئة، استعداداً لجولة المفاوضات القادمة التي تجري الأسبوع المقبل في العاصمة النمساوية فيينا”.

 

وحول زيارة باريس ولقاء ماكرون وزيارة بريطانيا التي سبقتها والجولة الدولية التي قامت بها الهيئة العليا والتي شارك بها وشملت عدة دول صانعة للقرار أوضح أن “المواقف الدولية كلها كانت داعمة، وتؤكد على العملية السياسية وتحقيق طلب الانتقال السياسي وحل سياسي عادل وشامل يكون نتيجته السلام وسورية الدولة والمؤسسات والديمقراطية”.

 

وردا على سؤال حول دعوة ديمستورا الى فيينا بدلا عن جنيف أجاب “سببها تقني لا اكثر بسبب مؤتمرات في جنيف وفيينا فيها مقر للأمم المتحدة”.

 

وردا على مخاوف من انقسام في موقف الهيئة العليا للتفاوض من مؤتمر سوتشي بين مؤيد ومعارض للذهاب قال الخالدي “لا يوجد اَي تخوف من التباين فالعمل السياسي الجماعي اساسه اختلاف في النظر لأي طرح يخرج منه توافق على رؤية محددة .لذلك يكون قرار الهيئة بالتوافق بعد الوقوف على التباينات واختلاف التفسير لأي يتعلق في التفاوض “.

 

هذا وأكد الحريري خلال لقائه الرئيس الفرنسي، بحسب بيان، تلقت “إيلاف” نسخة منه، أن الهيئة تسعى جاهدة لتطبيق القرارات الدولية من خلال تحقيق الانتقال السياسي الحقيقي في سورية، وفق بيان جنيف والقرار ٢٢٥٤.

 

فيما اعتبر أن روسيا تقف بوجه جميع المبادرات الدولية لإيجاد الحل في سورية، ومنها مؤتمر “سوتشي”، مشدداً على أن وضع الشروط المسبقة وقصف المدن والبلدات هو من يقوض العملية السياسية ويمنعها من التقدم.

 

ولفت الحريري إلى أن روسيا تسعى لعقد مؤتمر “سوتشي” لتحقيق مالم تستطيع تحقيقه في المحادثات التي عقدت سابقا في العاصمة الكازاخية آستانة.

 

ويلتقي وفد الهيئة اليوم الخميس أيضا وزير الخارجية الايطالي أنجيلينو ألفانو، في العاصمة الايطالية روما، فيما ينتقل غدا إلى العاصمة الألمانية برلين.

 

من جهته أكد الرئيس الفرنسي على مواصلة دعم بلاده للعملية السياسية الجارية في جنيف، مشدداً على أن عملية إعادة الإعمار لن يشارك فيها الاتحاد الأوروبي قبل بدء المرحلة الانتقالية الخالية من حكم الأسد.

 

تيلرسون: سننهي نفوذ إيران في سوريا

قال إن واشنطن تريد حلاً من دون الأسد… وحض روسيا على الوفاء بالتزاماتها

واشنطن: «الشرق الأوسط»

أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أمس، استمرار الوجود العسكري الأميركي شمال شرقي سوريا، لتحقيق خمسة أهداف؛ بينها إنهاء نفوذ إيران، والوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة يؤدي إلى رحيل بشار الأسد.

 

وقال تيلرسون، في خطاب مخصص لإعلان استراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترمب إزاء سوريا ألقاه في مؤسسة «هوفر» الأميركية، إن الولايات المتحدة لن تكرر الخطأ الذي ارتكبته في العراق بالانسحاب العسكري، ما أدى إلى ظهور «داعش».

 

وأكد الوزير الأميركي أن الوجود في شرق سوريا سيستمر لتحقيق خمسة أهداف، هي: منع عودة «داعش»، وحل الصراع سياسياً بين الشعب السوري والنظام بقيادة الأمم المتحدة لتنفيذ القرار «2254»، للوصول إلى قيادة من دون الأسد، وإنهاء النفوذ الإيراني، وعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى بيوتهم طوعاً، وإخلاء سوريا من أسلحة الدمار الشامل.

 

وقال تيلرسون إن على المسؤولين في النظام وحلفائه الضغط على الأسد للتنحي، مضيفاً أن التغيير قادم في سوريا، لكنه يحتاج إلى الصبر. وأكد أهمية تحقيق الاستقرار على المستوى المحلي.

 

وحض روسيا على الوفاء بالتزاماتها والضغط على نظام الأسد للانخراط في مفاوضات جنيف. كما أشار إلى أن واشنطن ستعمل مع أنقرة لمواجهة «حزب العمال الكردستاني» في شمال سوريا.

 

مطالب كردية بـ«حظر» فوق عفرين… وقلق من غياب ضمانات أميركية

«الائتلاف السوري» المعارض ينتقد نية واشنطن دعم {الوحدات}

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

طالب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بالتحرك الفوري والعمل بما يلزم كي تكون عفرين منطقة شمال سوريا وغرب الفرات وشرقها منطقة آمنة.

وقال الحزب في بيان، الأربعاء: إن مثل هذا التصرف المسؤول يؤدي إلى النتيجة المأمولة في إيجاد حل للأزمة السورية وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأضاف: «إننا في الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي ندين بأشد العبارات القصف التركي لعفرين الآمنة المسالمة. كما نطالب المجتمع العالمي والأسرة الدولية وكافة منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والقانونية بتحمل مسؤولياتها تجاه أكثر من مليون من الأهالي يقطنون عفرين».

وتتعرض منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي لقصف متكرر من قِبل الجيش التركي الذي يقول، إنه يستهدف وحدات حماية الشعب الكردي التي يعتبرها الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان توعد بقيام الجيش بعملية عسكرية في عفرين خلال الأيام المقبلة.

وأكد القيادي الكردي السوري، صالح مسلم، عدم تلقي أي رسائل طمأنة من الولايات المتحدة ضد الاستهداف التركي لمواقع السيطرة الكردية في شمال سوريا، وقال: إن الأكراد لا يعولون على حسابات الدول الكبرى كروسيا والولايات المتحدة لكون هذه الدول تقيّم الأمور في ضوء أهدافها ومصالحها. وشدد في الوقت نفسه على أن خيار الخروج من عفرين (بريف حلب شمالي سوريا) تجنباً للقصف التركي ليس مطروحاً. وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: «لم تصلنا أي رسائل طمأنة أو تعهدات بالحماية من جانب الأميركيين… وعموماً، الأميركيون يقيمون التهديدات التركية لنا في ضوء مصالحهم… ولذلك؛ نقول إننا لن نتوقف كثيراً عند مواقف الدول الكبرى كالولايات المتحدة أو روسيا. عندما بدأنا حربنا ضد (داعش) كنا بمفردنا تماماً والآن مجدداً سنعتمد على أنفسنا بالمقام الأول، ولكن بالطبع أي جهد سيكون مرحباً به».

إلى ذلك، أدان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الأربعاء سعي واشنطن لتشكيل قوة أمن حدودية في سوريا، مبدياً رفضه سيطرة المقاتلين الأكراد على المناطق التي تم طرد تنظيم داعش منها.

وأعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الأحد، أنه يعمل على تشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شرق سوريا، بعد تراجع حدة المعارك ضد «داعش»، في خطوة استدعت تنديد كل من أنقرة ودمشق وطهران.

وأبدى «الائتلاف» المعارض في بيان إدانته «المخطط الأميركي الرامي إلى تشكيل قوة حدودية شمال شرقي سوريا»، معلناً «رفضه أي ذرائع أو مزاعم تسعى لتسويق مثل هذه المشروعات». وشدد على «أهمية الجهود التي بذلت لمحاربة الإرهاب والتصدي لتنظيم داعش الإرهابي». وأكد أنه «ليس مقبولاً وضع الأراضي التي تحررت من الإرهاب تحت سلطة تنظيم (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) أو غيره من التنظيمات ذات الأجندات التي تتعارض مع أهداف الثورة السورية وترتبط بالنظام وقوى الاحتلال».

وحققت «وحدات حماية الشعب» الكردي، العمود الفقري لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، بدعم أميركي سلسلة انتصارات بارزة ضد تنظيم داعش، آخرها طرده من مدينة الرقة، معقله الأبرز سابقاً في سوريا.

وتحمل المعارضة السورية على المقاتلين الأكراد وقوفهم على «الحياد» منذ اندلاع النزاع في سوريا في عام 2011، وعدم تصديهم لقوات النظام السوري.

وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في عام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة ونظام فيدرالي في ثلاث مناطق في شمال البلاد.

وبحسب التحالف الدولي، من المقرر أن يكون نصف عدد القوة الأمنية من عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» والنصف الآخر من مقاتلين سيتم تجنيدهم، على أن يتمركزوا «على طول حدود المناطق الخاضعة لسيطرة (قوات سوريا الديمقراطية)، لتشمل أجزاء من وادي نهر الفرات والحدود الدولية في شرق وشمال المناطق المحررة».

وإثر إعلان التحالف، اعتبرت أنقرة، الأحد، أن واشنطن بهذه الخطوة «تعطي شرعية لمنظمة إرهابية» في إشارة إلى المقاتلين الأكراد الذين تصنفهم «إرهابيين». وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء تدمير «أوكار الإرهابيين» في شمال سوريا.

وأعلنت دمشق، الاثنين، أن «سوريا تعتبر كل مواطن سوري يشارك في هذه الميليشيات برعاية أميركية خائناً للشعب والوطن، وستتعامل معه على هذا الأساس».

وعدّت حليفتها طهران، الثلاثاء، الخطوة بأنها «تدخّل سافر للولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى».

ويثير الدور المتصاعد للأكراد قلق كل من أنقرة التي تخشى حكماً ذاتياً كردياً على حدودها، ودمشق التي طالما أكدت نيتها استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد.

إلى ذلك، أرجأت الإدارة الذاتية الكردية موعد المرحلة الثالثة والأخيرة من الانتخابات التي تجريها في مناطق سيطرتها في شمال سوريا وكانت مقررة بعد يومين جراء «ترتيبات تنظيمية»، من دون تحديد موعد جديد، وفق ما أكدت قيادية كردية الأربعاء.

وأوضحت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لفيدرالية شمال سوريا، فوزة يوسف، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا توجد أي ظروف منعتنا من إتمام المرحلة الثالثة، لكن الناحية التنظيمية والتقسيمات الإدارية المتعلقة بنتائج المرحلة الثانية دفعتنا إلى التأجيل». وأضافت: «حتى الآن لم يتم تعيين موعد جديد للانتخابات» التي كانت مقررة الجمعة.

ونظمت الإدارة الذاتية الكردية في سبتمبر (أيلول) المرحلة الأولى من هذه الانتخابات غير المسبوقة والأولى منذ إعلان الأكراد النظام الفيدرالي في مناطق «روج أفا» عام 2016.

واختيرت في المرحلة الأولى الرئاسات المشتركة لما يطلق عليه «الكومونات»، أي اللجان المحلية للحارات والأحياء. وانتخبت في المرحلة الثانية مطلع ديسمبر (كانون الأول) مجالس محلية للنواحي والمقاطعات التي تشكل الأقاليم الثلاثة: الجزيرة (محافظة الحسكة) والفرات (تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة) وعفرين (محافظة حلب).

وكان من المقرر أن يصار في المرحلة الأخيرة الجمعة إلى انتخاب «مجلس الشعوب الديمقراطية» لكل من الأقاليم الثلاثة التي ستتمتع بصلاحيات تشريعية محلية، وفي الوقت ذاته انتخاب «مؤتمر الشعوب الديمقراطية» العام، الذي سيكون بمثابة برلمان على رأس مهماته تشريع القوانين ورسم السياسة العامة للنظام الفيدرالي.

وينظر الأكراد إلى هذه الانتخابات بوصفها الخطوة الأولى لتكريس النظام الفيدرالي الذي يطمحون إليه في سوريا، في وقت وصفتها دمشق التي رفضت إعلان الفيدرالية بـ«المزحة»، مؤكدة عزمها استعادة السيطرة على أراضي البلاد كافة.

وقالت يوسف: «ليعلم السوريون أن الدولة القومية في سوريا لن تعود» لافتة إلى أن «المشروع اللامركزي فقط من شأنه تقوية الدولة السورية».

وبعد سياسة تهميش اتبعتها الحكومات السورية ضدهم طوال عقود، تصاعد نفوذ الأكراد الذين يشكلون نحو 15 في المائة من السكان اعتباراً من عام 2012، وعملوا على تمكين «إدارتهم الذاتية» في مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرقي البلاد، فأعلنوا «النظام الفيدرالي» وبنوا المؤسسات على أنواعها. كما شكلوا مكوناً رئيسياً في الحرب ضد تنظيم داعش.

وتخشى تركيا من إقامة الأكراد حكماً ذاتياً على حدودها، وتصنف المقاتلين الأكراد بـ«الإرهابيين». وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء بتدمير «أوكار الإرهابيين» في شمال سوريا في إشارة إلى مناطق سيطرة الأكراد.

وبعد ساعات، توعّد قائد وحدات حماية الشعب الكردي سيبان حمو بـ«تطهير المنطقة من مصائب» تركيا، مؤكداً أن قواته «جاهزة للدفاع عن روج آفا، وعفرين تحديداً».

 

دمشق تركز على مثلث حماة ـ حلب ـ إدلب

بيروت: نذير رضا

قسّم النظام السوري مناطق العمليات العسكرية في الشمال إلى جبهات منفصلة، يشعل إحداها ويتقدم على أخرى، بهدف استعادة السيطرة على مثلث حماة – إدلب – حلب، ساعياً للسيطرة على بادية إدلب، والتقدم منها إلى طريق حمص – حلب الدولي الخاضع لسيطرة المعارضة منذ 5 سنوات، مدفوعاً بمخاوف المعارضين من أن تسفر عن سيطرته على المنطقة، تكراراً لسيناريو الخروج من حلب مطلع العام الماضي.

 

واستأنف النظام عمليته العسكرية التي أحرز فيها تقدماً خلال اليومين الماضيين، بعدما تعرض لانتكاسة بالغة الأسبوع الماضي، وذلك بالتزامن مع حشد تركيا قواتها على الحدود مع سوريا تمهيداً لإطلاق معركة ضد الوحدات الكردية في عفرين في شمال حلب. ويربط المعارضون تلك التطورات العسكرية على الجانبين، لتتفاقم المخاوف من أن يكون ذلك «ناتجاً عن اتفاق تركي – روسي، يفضي أخيراً إلى ما أسفرت إليه المحادثات لإخراج المعارضة من أحياء حلب الشرقية» في ديسمبر (كانون الأول) 2016، وأوائل يناير (كانون الثاني) 2017.

 

وقال مصدر عسكري سوري معارض لـ«الشرق الأوسط» إن تقدم النظام الذي يخوض أعنف المعارك «يثير المخاوف من اتفاق روسي – تركي، قد لا يعارض تقدم النظام مقابل منح أنقرة غطاء للتقدم إلى عفرين وطرد الوحدات الكردية منها»، في إشارة إلى أن الأكراد في عفرين كانوا يحظون بحماية روسية في وقت سابق، أثمر تواصلاً بينهم وبين النظام السوري واتفاقات ميدانية في أحياء حلب الشرقية. وقال المصدر: «نتخوف أن يتكرر سيناريو حلب مرة أخرى»، مشيراً إلى أن النظام «يتحرك تحت غطاء روسي، ويقاتل الإيرانيون وميليشيات أخرى تابعة لهم على جبهات في المعركة ضد فصائل المعارضة».

 

هذا التقدير، لم ينفه مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن الذي قال إن غضّ النظر التركي عن تقدم النظام «يشير إلى تغير في المعادلة الميدانية القائمة»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن قوات النظام أخذت ضوءاً أخضر للتقدم، يشبه الضوء الأخضر الذي حصلت عليه في معركة حلب العام الماضي، مقابل تمدد قوات درع الفرات في ريف حلب الشمالي». لكتنه أكد أن الضوء الأخضر «لا يعني أن المعركة ستنتهي عن حدود سيطرة النظام على المنطقة الواقعة شرق سكة حديد الحجاز التي تربط دمشق بحلب، ذلك أن تحركات النظام ووتيرة القصف تشير إلى أنه يسعى لاستعادة السيطرة على طريق حمص – حلب الدولي» الخاضع لسيطرة المعارضة، و«إنشاء عمق أمني غرب الأوتوستراد يصل إلى مناطق في محافظة إدلب على الأقل».

 

ويطال القصف الجوي المكثف أهدافاً في عمق المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وتبعد عن الجبهة المشتعلة أكثر من 10 كيلومترات، مثل خان شيخون الواقعة بمحاذاة أوتوستراد حمص – حلب الدولي، بموازاة القصف العنيف الذي يطال مناطق سيطرة المعارضة في القرى القريبة من الجبهة.

 

استراتيجية الجزر المعزولة

 

ويتبع النظام استراتيجية التقسيم الجغرافي لمناطق العمليات على شكل دوائر صغيرة، يستطيع أن يحاصرها، تمهيدا لتحولها إلى جزر معزولة تدفع المعارضة للخروج منها قبل إحكام الحصار، أو التفاوض للخروج منها في مرحلة لاحقة، وهي الاستراتيجية التي يتبعها قائد عمليات النظام العميد سهيل الحسن المعروف بالنمر، كما قالت مصادر عسكرية في المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن حشد القوى النظامية وحلفائها «يمنحها قدرة على إشعال الجبهات من أكثر من موقع، في ريفي إدلب وحلب».

 

من جهته، قال عبد الرحمن إن «القوات الإيرانية تتسلم ضفة القتال من الشمال في ريف حلب الجنوبي، بينما يقاتل النمر وقواته على الجهة الجنوبية»، لافتاً إلى أن «الحزب الإسلامي التركستاني يعتبر رأس الحربة على كل الجبهات، ولا يقتصر وجوده على مطار أبو الظهور العسكري فقط». وقال إن قوات النظام «استطاعت أن تسيطر على 260 قرية وبلدة منذ بدء الهجوم العنيف في ريفي إدلب وحلب في 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي».

 

وعن مقاتلي «داعش» الذين يقول معارضون إنهم تمددوا في وقت سابق في مناطق «هيئة تحرير الشام» في شمال غربي محافظة حماة، وفي ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعدما تسربوا من مناطق سيطرة النظام، فقال عبد الرحمن إن هؤلاء «يحاصرهم النظام الآن بعد قضم 6 قرى تخضع لسيطرتهم، تمهيداً لتسوية معهم في وقت لاحق، تشبه تسويات أخرجتهم من مناطق كانوا يحاصرون فيها».

 

«جيوبوليتيكال فيوتشرز»: هل ينفرط العقد الثلاثي بين تركيا وإيران وروسيا؟

تواجه «ترويكا آستانة» خطر التفكك. فبعد اجتماع آستانة – في كازاخستان – منتصف سبتمبر/أيلول، وافقت تركيا وإيران وروسيا على ضمان اتفاق وقف إطلاق نار في سوريا. وتم إنشاء أربعة «مناطق خفض تصعيد»، بهدف تنفيذ وقف إطلاق نار بين قوات نظام الرئيس السوري «بشار الأسد» والمسلحين المناهضين للحكومة في هذه المناطق لمدة 6 أشهر (قد تخضع لتمديد إضافي).

والمشكلة في هذا الترتيب هي أن هذه البلدان ليست على نفس الخط؛ حيث تدعم تركيا المعارضين المناهضين للحكومة، بينما تدعم كل من روسيا وإيران نظام «الأسد»، والآن يتهم الجانبان بعضهما البعض بدعم مصالحهما الذاتية بدلا من الحفاظ على السلام.

وفي 9 يناير/كانون الثاني، استدعت وزارة الخارجية التركية السفيرين الروسي والإيراني للتعبير عن قلقها إزاء التقدم الذي أحرزه نظام «الأسد» في منطقة إدلب، وهي من ضمن مناطق «خفض التوتر»، وهي المنطقة الأكبر والأكثر أهمية استراتيجية والأكثر تنازعا عليها في المناطق الأربع.

وفي اليوم التالي، أشار وزير الخارجية التركي إلى روسيا وإيران، وأكد على أن شريكي تركيا المزعومين بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لوقف النظام السوري والاضطلاع بواجباتهما كضامن لوقف إطلاق النار.

وفي اليوم نفسه، أعلنت صحيفة «يني شفق» التركية – المعروفة بدعمها القوي لحكومة الرئيس «رجب طيب أردوغان» – أن تقدم نظام «الأسد» تم تنسيقه مع تنظيم الدولة الإسلامية بدعم ضمني من روسيا وإيران. وليس من المفترض أن تكون روسيا وإيران من أعداء تركيا. وهذا ما يجعل التقرير لافتا، بصرف النظر عن صحته.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تعرب فيها تركيا عن قلقها إزاء تصرفات روسيا وإيران.

وفي 20 ديسمبر/كانون الأول، أفادت رويترز بأن الجيش السوري – بدعم جوي روسي – استولى على 50 قرية في محافظة إدلب الجنوبية الأسبوع الماضي. وفي 25 ديسمبر/كانون الأول، أبلغت «الأناضول» عن غارات جوية سورية وروسية على مقاطعتي إدلب وحماة.

وفي 7 يناير/كانون الثاني، أفادت «تي أر تي» عن غارات جوية إضافية في إدلب، وفي اليوم التالي، ذكرت «الأناضول» أن قافلة عسكرية تركية في إدلب تعرضت لنيران من مهاجمين مجهولين.

وفي 10 يناير/كانون الثاني، أفادت وكالة الأنباء السورية الحكومية (سانا) أن قوات الحكومة السورية وحلفاءها استولوا على 23 قرية جديدة في ريف إدلب.

نقاط اختلاف

ومن وجهة نظر تركيا، يسعى نظام «الأسد» – بدعم جوي روسي ومباركة إيرانية – إلى تأكيد سيطرته على الأراضي التي يسيطر المعارضون عليها حاليا. وضحايا هذا الهجوم هم مدنيون وجماعات معتدلة معارضة تعهدت تركيا بالدفاع عنها.

ومن جانبها لا تقبل روسيا أن تطبق شروط وقف إطلاق النار على جميع عناصر المعارضة. فالفصيل المهيمن في إدلب هو «هيئة تحرير الشام»، وهي جماعة جهادية عنصرها الأساسي هو فرع القاعدة في سوريا. وتعتبر روسيا «هيئة تحرير الشام» هدفا عادلا، وتشجع نظام الأسد على مهاجمة مقاتليها أينما كانوا. وفيما يوجد معقل الحركة في إدلب، فإن روسيا تركز مواردها هناك. ويعتبر القضاء على الجهاديين – من وجهة نظر روسيا – جزءا ضروريا للحفاظ على مناطق «خفض التصعيد». وعلاوة على ذلك، توقعت روسيا أن تمارس تركيا ضغوطا على «هيئة تحرير الشام» للتخلي عن أسلحتها وحلها، عندما دخلت قواتها محافظة إدلب. وقد رفضت تركيا القيام بذلك، بل وأحيانا تتعاون معها على الأرض، مما أعطى روسيا المبرر الذي تحتاجه لدعم المزيد من جهود توطيد نظام الأسد.

ومن المهم أن نضع في اعتبارنا أن كل هذا لم يكن النتيجة المفضلة لروسيا. فقد أعلن الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» هزيمة داعش والانسحاب الوشيك للقوات الروسية من سوريا في 6 ديسمبر/كانون الثاني الماضي، وذلك جزئيا، لأنه اعتبر أن الظروف قد حانت لإيجاد حل سياسي للحرب الأهلية السورية.

ويبدو أن  حل «بوتين» السياسي واستعادة القوات الروسية المدمرة أصبحت الآن ذكريات بعيدة. وفي 31 ديسمبر/كانون الأول، قتل على الأقل جنديان روسيان عندما تم قصف قاعدة «حميميم» الجوية من قبل مسلحين جهاديين. وأعلنت روسيا أن عددا كبيرا من طائراتها قد تضرر في الهجوم.

ثم هاجمت 13 طائرة بدون طيار – في 6 يناير/كانون الثاني – القاعدة في «حميميم» ومركز لوجيستي في طرطوس. ووفقا لوزارة الدفاع الروسية، فقد تم الهجوم بواسطة طائرات بدون طيار. وسلط الهجومان الضوء على مدى قدرة روسيا على سحب قواتها، ومدى تعرض قواتها للخطر.

ومنذ ذلك الحين تقدمت روسيا بتفاصيل أخرى حول هجوم 6 يناير/كانون الثاني. وفي 8 يناير/كانون الثاني، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الطائرات بدون طيار كانت على قدر من التطور، لأنها «لا يمكن أن توجه إلا من بلد يتمتع بإمكانيات تكنولوجية عالية في توفير الملاحة عبر القمر الصناعي والتحكم عن بعد».

ومن جهة أخرى، رفض البنتاغون هذه الادعاءات معلقا بأنها سخيفة، وأشار إلى أن تنظيم الدولة يستخدم بانتظام طائرات بدون طيار بدائية لمهاجمة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في شرق سوريا.

وفي 10 يناير/كانون الثاني، نشرت صحيفة وزارة الدفاع تقريرا جاء فيه أن الطائرات بدون طيار تم إطلاقها من منطقة في جنوب غرب إدلب.

وقال التقرير إن هذه المنطقة كانت تحت سيطرة قوات معارضة معتدلة تدعمها الحكومة التركية، وإن روسيا أرسلت شكوى رسمية من جانبها إلى مسؤولين أتراك رفيعي المستوى تحثهم على ضمان أن تنفذ تركيا وقف إطلاق النار.

إيران تتجه نحو روسيا

ولم تفصح إيران عن آرائها بشأن هذا الحادث بالذات، غير أن وجود وزير خارجية إيران في موسكو في 10 يناير/كانون الثاني – فضلا عن دعمه للتقدم العسكري الذي أحرزه الأسد في إدلب – يشير إلى أن وجهات نظر إيران أكثر اتساقا مع روسيا بشأن هذه المسألة، وهذا أمر منطقي.

وعلى الرغم من أن هناك مصالح مشتركة بين تركيا وإيران، إلا أنهما تختلفان في سوريا، على الرغم من التعاون التكتيكي قصير الأجل ضد الجماعات الكردية.

وتنظر إيران إلى نظام الأسد باعتباره جزءا لا يتجزأ من استراتيجيتها لزيادة قوتها. وترى تركيا أن إيران منافس طويل الأجل قد حصل على مزايا استراتيجية في الأشهر الأخيرة، ويتعين تقليص حجمها. وترى تركيا أيضا أن إيران – على الأقل في الوقت الراهن – قد ربطت طموحاتها بروسيا، وهي منافسة أخرى على المدى الطويل.

ومع ذلك، فإن «التحالف» بين هذه البلدان الثلاثة بني على عدم تطابق المصالح، وكلما زاد عدد الدول التي يتم حشدها إلى التحالف، يصبح التحالف أكثر هشاشة.

وكان الشيء الوحيد المتفق عليه هو تنسيق التحركات لأجل هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، كون ذلك كان الأولوية الرئيسية، لكن هزيمة تنظيم الدولة أزالت الأرضية المشتركة الوحيدة لهذه الدول في سوريا.

ويعتبر الحل السياسي المثالي في تركيا هو عزل الأسد وعودة البلاد تحت إدارة سنية، بينما يعتبر الحل السياسي المثالي لإيران هو عودة الأسد ولكن مع بقائه معتمدا على إيران ووكلائها، أما الحل السياسي المثالي لروسيا فهو أي شيء يجعلها تبدو قوية، مع الحفاظ على الأسد كممثل مستقل لا يعتمد على طهران ولا يخشى من الخطوة التالية من أنقرة.

وبدأت العيوب بالفعل في الظهور للعلن؛ فقبل أسبوع واحد فقط من اجتماع ممثلي إيران وتركيا وروسيا لتخطيط مؤتمر «سوتشي» حول مستقبل سوريا، والذي من المقرر عقده في الفترة من 29 إلى 30 يناير/كانون الثاني، كانت فترة التحضيرات لهذا الاجتماع مشوبة بالتوتر، فقد رفضت بعض جماعات المعارضة السورية الحضور، وأصرت تركيا على عدم حضور أي اجتماع يضم وحدات حماية الشعب الكردية، وهي ميليشيات تمثل الأكراد السوريين.

وكانت روسيا قد دعت ممثلي وحدات حماية الشعب في أكتوبر/تشرين الأول، لكنها تراجعت عندما اعترضت تركيا. ويصر المسؤولون السوريون الأكراد منذ أسبوعين على أن موسكو وعدتهم بالدعوة، بينما تؤكد تركيا أن روسيا وافقت على عدم القيام بذلك. ولكن روسيا – من جانبها – لديها تاريخ من دعم الجماعات الكردية المناهضة لتركيا، خاصة عندما يكون ذلك من المفيد استراتيجيا للإبقاء على تركيا مشتتة.

وبغض النظر عن من سيحضر اجتماع «سوتشي»، فإن مستقبل سوريا لن يقرر هناك أو في «أستانا» أو «جنيف». والمستقبل يحدد على الأرض، ويجر هذا تركيا نحو الصراع – ولكن دون رغبة منها – مع منافسيها التاريخيين.

وعلى الأرض، يتمتع نظام الأسد باليد العليا، وروسيا لا تزال في الحرب، وتستعد إيران لاقتناص فرصتها، على أمل الاستفادة من الإرهاق الروسي في نهاية المطاف. وتجد تركيا نفسها مضطرة، ولكن دون القوة اللازمة للحفاظ على مصالحها، لكن التعليقات الغاضبة للسفراء لن توقف الأسد أو روسيا، حتى لو صدرت تصريحات لطيفة. وتبحث تركيا عن وسيلة لوقف الأسد، وإذا لم تتمكن من العثور عليها، فسوف تصل لنهاية خاسرة، وسينفرط هذا العقد.

المصدر | جاكوب شابيرو – جيوبوليتيكال فيوتشرز

 

تركيا تبحث التدخل الجوي بسوريا والنظام يهدد

أعلن النظام السوري أنه مستعد لإسقاط أي طائرة تركية إذا شنت هجوما على شمال سوريا، وذلك بعد أن أعلنت تركيا أنها تبحث مع روسيا وإيران احتمال تدخلها جوا في معركتها المتوقعة ضد وحدات حماية الشعب الكردية.

 

وقال فيصل المقداد نائب وزير خارجية النظام اليوم الخميس إن الدفاعات الجوية لجيش النظام مستعدة لتدمير أي أهداف جوية تركية إذا شنت طائرات تركية هجوما، معتبرا أن أي عملية قتالية تركية ضد عفرين ستعتبر عملا عدوانيا.

 

وفي الأثناء، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونية “نبحث مع روسيا وإيران استخدام المجال الجوي. إننا بحاجة للتنسيق من أجل تدخل جوي محتمل. هذا يتطلب تنسيقا جيدا لمنع وقوع حوادث”.

 

وحث الوزير التركي روسيا على عدم معارضة العملية العسكرية التي تعتزم تركيا شنها على عفرين، وقال إنه سينسق مع موسكو بهذا الشأن، كما أنه لم يحدد موعد انطلاق العملية عفرين، غير أنه أشار إلى أن الجيش مستعد لها في أي وقت.

 

وأضاف جاويش أوغلو أن بلاده ليست مقتنعة بتصريح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي قال فيه أمس إن الولايات المتحدة لا تعتزم تشكيل قوة على الحدود السورية التركية.

فيصل المقداد: أي عملية تركية ضد عفرين ستعتبر عملا عدوانيا (الجزيرة-أرشيف)

 

حالة تأهب

وأفاد مراسل الجزيرة بأن رئيسي الأركان التركي الفريق أول خلوصي أكار والمخابرات التركية هاكان فيدان توجّها إلى روسيا للقاء قائد الأركان الروسية فاليري غراسيموف.

 

وأصدرت قيادة الأركان التركية أمرا بوضع جميع القوات المتمركزة على الحدود مقابل منطقة عفرين السورية في حالة تأهب قصوى، في إطار التحضيرات للعملية العسكرية.

 

واندلعت اشتباكات في ريف حلب الشمالي بين فصائل المعارضة السورية ووحدات حماية الشعب، وسط تبادل للقصف المدفعي بين هذه الوحدات والجيش التركي، مما أدى لإصابة ثلاثة مدنيين بجراح جراء قصف الوحدات إعزاز شمال حلب.

 

وبثت “قوات سوريا الديمقراطية” -التي تسيطر عليها الوحدات الكردية- صورا لوصول تعزيزات عسكرية إلى الجبهة الشمالية لمدينة منبج، مضيفة أن المزيد من الأرتال العسكرية ستصل لتلك الجبهة استعدادا لمواجهة العملية العسكرية التركية المحتمل بدؤها قريبا في عفرين ومنبج بريف حلب.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

دعوات كردية بعفرين لرفض التدخل التركي

دعت الأحزاب السياسية في عفرين -التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية بريف حلب الغربي- الأهالي للمشاركة في ما سمتها “المسيرة الاحتجاجية الكبرى” لإدانة الهجوم العسكري المحتمل للجيش التركي على البلدة.

 

ودعت الأحزاب -في بيان لها- القوى الدولية للقيام بواجباتها الأخلاقية والقانونية تجاه الهجوم، ومن أجل لعب دورها للحد من الهجمات التركية الهمجية، على حد تعبيرها.

 

من جهة أخرى، قدمت مجموعة من مثقفي وكتاب عفرين بريف حلب الغربي مبادرة تحت عنوان “دو دري” للسلام، طالبوا فيها المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين في عفرين.

 

ودعا البيان إلى إعلان مدينة عفرين منطقة محايدة عن طريق خروج المقاتلين من غير أبناء المنطقة تحت إشراف وضمانات دولية.

 

كما دعا إلى سحب كل القوات الخارجية التي تنوي اقتحام عفرين لمسافة أمان كافية، ووضع الحدود الإدارية للمنطقة تحت إشراف ورقابة أممية، وتسليم إدارة المدينة لأهلها.

 

وطالب البيان بتقديم تسهيلات لعودة طوعية للنازحين والمهجرين من سكان المدينة، ودعا القوى والمنظمات المحلية والدولية للعمل والتحرك لإحلال الحوار والدبلوماسية بدل الحرب.

 

وكانت قيادة الأركان التركية أصدرت أمرا بوضع جميع القوات العسكرية المتمركزة على الحدود التركية السورية في حالة التأهب القصوى، في حين شهد ريف محيط عفرين قصفا متبادلا بين وحدات حماية الشعب الكردية والجيش التركي.

 

وقالت وكالة أنباء الأناضول إن المزيد من التعزيزات العسكرية التركية وصلت إلى الحدود مع سوريا، وأضافت أن التعزيزات شملت ناقلات جنود مدرعة، وصهاريج وقود، وعربات عسكرية مدرعة، ووحدات من القوات الخاصة.

 

يشار إلى أن تركيا ذكرت أنها لن تتردد في التحرك في منطقة عفرين وغيرها من المناطق في سوريا إذا لم توقف الولايات المتحدة دعمها لقوة بقيادة كردية، غير أن واشنطن نفت هذه الخطط، وقالت إن بعض المسؤولين أطلقوا تصريحات خاطئة.

 

وتكررت في الأيام القليلة الماضية تحذيرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من توغل وشيك في عفرين، بعد أن قالت واشنطن إنها ستساعد قوات سوريا الديمقراطية بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية في إنشاء قوة حدودية جديدة قوامها ثلاثون ألف فرد.

المصدر : الجزيرة

 

طفل سوري يكافح لإزالة حروق براميل الأسد

يكافح الطفل السوري حسن الحسين (7 أعوام)، في قضاء ريحانلي بولاية هطاي التركية، من أجل حياة طبيعية، بعد أن أحرقت براميل متفجرة ألقتها مقاتلات بشار الأسد وجهه ودمّرت حياته.

 

أصيب الطفل حسن جراء برميل متفجر ألقته طائرات نظام بشار الأسد قبل عام على محافظة حماة السورية، ما تسبب له بحروق عميقة في أجزاء كبيرة من جسده، بما في ذلك وجهه.

 

سارعت الأسرة لإحضار طفلها إلى قضاء ريحانلي التركي، بسبب عدم قدرة المستشفيات في منطقتهم على توفير العلاج اللازم وعدم توفر الأدوية، إلا أن مستشفى القضاء فشل في محو ما صنعه الأسد بوجه حسن.

 

وفي حديث مع الأناضول، قال خالد الحسين والد الطفل حسن، إنه يأمل إجراء عملية جراحية تجميلية ليعود طفله إلى أيامه السابقة.

 

وأضاف الحسين أنه اضطر لإحضار ابنه إلى تركيا بعد أن فشلت المستشفيات في منطقته بتوفير العلاج المناسب له.

 

وقال “أُصيب ابني جراء إلقاء طائرات النظام برميلا متفجرا على منطقتنا. في ذلك اليوم قتل وجرح الكثير من سكان المنطقة. عندما وقعت عيني على ابني لم أعرفه بداية. ثم لم تصدق عيناي ما رأت. لقد كان كومة من اللحم المحترق”.

 

وتابع “لقد عانيت طيلة الأشهر التسعة الماضية أيما معاناة، خلال سعيي لتوفير العلاج له ورؤية فلذة كبدي يتقلب ذات اليمين وذات الشمال من الألم. كل ما آمله هو إجراء عملية تجميلية لابني تعيده إلى سابق عهده، وتزيل آثار برميل بشار الأسد عن وجهه”.

 

تركيا: سنتدخل في منبج وعفرين ولا نريد مواجهة أميركا

وزير خارجية تركيا: سننسق مع روسيا وإيران بشأن عملية جوية على عفرين بسوريا

أنقرة -رويترز

 

قال وزير الخارجية التركي #مولود_تشاوش_أوغلو إن تصريحات مسؤولين أميركيين بشأن مخاوفنا بشأن الحدود السورية لم ترضنا بالكامل. مؤكدا على أن تشكيل “جيش إرهابي” على حدود بلاده مع سوريا سيلحق ضرراً لا يمكن إصلاحه بالعلاقات مع أميركا.

 

كما قال الوزير التركي سوف نتدخل في عفرين. وسنتخذ أيضا خطوات في شرق نهر الفرات، كذلك منبج، ضد التهديدات التي نواجه. لا نريد حليفا مثل الولايات المتحدة ضدنا في هذه الحالة.

 

وأشار أوغلو إلى أن بلاده ستنسق مع روسيا وإيران بشأن عملية جوية على عفرين في سوريا للتصدي لوحدات حماية الشعب.

 

وكانت تركيا قد قالت اليوم الخميس إن نفي واشنطن نيتها تشكيل قوة حدودية في سوريا “أمر مهم” لكنها أكدت أنها لن تقف بلا حراك في مواجهة أي قوة تهدد حدودها.

 

وثار غضب تركيا بعد أن قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنه سيساعد مقاتلين سوريين حلفاء له تقودهم وحدات حماية الشعب الكردية في تشكيل قوة حدود جديدة قوامها 30 ألف فرد.

 

وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إنه اجتمع مع نظيره التركي لتوضيح المسألة وقال إن الموقف “أسيء طرحه وأسيء تفسيره. كان كلام البعض غير دقيق”.

 

وقال وزير العدل التركي عبد الحميد جول لتلفزيون (إن.تي.في) عند سؤاله عن تصريحات تيلرسون “هذا التصريح مهم لكن تركيا لا يمكن أن تقف بلا حراك في مواجهة تشكيل أي قوة من شأنها أن تهدد حدودها”.

 

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا منذ 1984. وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال منظمة إرهابية.

 

والد زوجة الأسد يتحدّث عن بوليس خارجي يراقب مؤسسته

 

العربية.نت – عهد فاضل

 

أقرّ الدكتور #فواز_الأخرس، والد أسماء، زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، بتعرّض “الجمعية البريطانية السورية” التي يرأسها، لمراقبة بوليسية من الخارج، على حد تعبيره.

 

وجاء ذلك، لدى مشاركته في ما يعرف بمؤتمر مشروع الإصلاح الإداري، في #سوريا، والذي عقدته الجمعية السالفة، مطلع الأسبوع الجاري، وشارك الدكتور الأخرس في جلسته التي انعقدت يوم الأحد الماضي.

 

واتّهم الأخرس الإعلام الذي وصفه بالخارجي، بما سمّاه “سوء التعاطي” مع جمعيته، وتحدث عن “ضغوط” لم يحددها مورست عليها.

 

وتحدث والد زوجة #الأسد عن أن جمعيته تتعرض لمراقبة بوليسية “بالكامل”، بحسب صحيفة “الوطن” التابعة للنظام التي عنونت: “الأخرس: الجمعية تتعرض لمراقبة بوليسية من الخارج”، الاثنين الماضي، ودون أن يحدد الجهات التي تراقبها، بحد وصفه. موضحاً أن جمعيته توقفت عن العمل، لفترة، ثم عاودت نشاطها، كما قال، في شهر أيار/مايو من عام 2017.

 

ولفت في مداخلة الدكتور الأخرس التي كانت حصيلة مشاركته في مؤتمر الإصلاح الإداري، قيامه بتوجيه انتقاد لوزيرة في حكومة #النظام_السوري، هي سلام سفاف، وزيرة التنمية الإدارية، مطالباً إياها باستخدام “لغة بسيطة ومفهومة” في عرض مقترحها. مما اضطر الوزيرة للقول إنها “لا تُجيد” تسويق مشروعها باللغة التي حدّدها والد زوجة الأسد، فقامت مستشارة رئيس النظام السوري، بثينة شعبان، بالتدخل عند هذه النقطة، مقترحة تشكيل لجنة لتسويق مشروع الوزيرة!

وكذلك قام الأخرس بتوجيه نقد لحال الجامعات السورية، وبحضور وزير التعليم العالي الذي أكّد، بدوره، كلام الأخرس.

 

وعلم في هذا السياق، أن وزيرة التنمية في حكومة النظام السوري، كانت استجابت للنقد الذي وجهه الأخرس لـ”اللغة الفنية” التي عرضت بها مشروعها، فعدّلت في النص وقرأته مرة أخرى، إلا أن الأخرس عاد ووجّه إليها ذات النقد، مما دفع بالوزيرة للقول إنها لا تجيد التسويق لمشروعها باللغة التي طلبها الأخرس منها.

 

الأخرس وقريب الأسد رامي مخلوف المدرج على لوائح عقوبات أوروبية وأميركية لتورطه بالفساد وتسليح ميليشيات

نصَح الأسد بإنكار المجازر وعمليات تعذيب الأطفال والمعتقلين

 

يذكر أنه في عام 2012 مورست ضغوط على الدكتور الأخرس، والذي يعمل جراحاً للقلب في بريطانيا، لإيقاف مشاركته في #الجمعية_البريطانية_السورية، خصوصاً بعدما استقال كافة أعضائها البريطانيين احتجاجاً على القمع العنيف الذي مارسه نظام الأسد على المتظاهرين السلميين.

 

ومورست هذه الضغوط عليه بهدف تخليه عن مشاركته في الجمعية المشار إليها، بعد فضيحة النصائح التي أسداها لصهره، بشار الأسد، حينما اقترح عليه تبرير أوامر إطلاق النار على المتظاهرين السوريين، عبر حثّ بشار الأسد على الرد على تقارير الإعلام العالمي التي كشفت المجازر التي ارتكبها بعيد اندلاع الثورة عليه، وكذلك الزعم أن لا تعذيب للأطفال وللسجناء المعارضين لنظامه، بهدف تبرئة نفسه أمام الرأي العام العالمي. وهو الأمر الذي أوقع والد زوجة الأسد “بحرج كبير” في بريطانيا، وأثار الإعلام المحلي والعالمي ضده، فأصبح يشار إليه بالطبيب الذي يسدي النصح للأسد، في عزّ عمليات قمعه للمتظاهرين.

 

رئيسا أركان واستخبارات تركيا في روسيا لبحث الوضع بسوريا

 

أنقرة – أسوشيتد برس

 

أعلن الجيش التركي أن رئيس الأركان ورئيس الاستخبارات توجها إلى #روسيا لمباحثات بشأن الوضع في #سوريا.

 

وتأتي زيارة المسؤولين التركيين الخميس، فيما تهدد #تركيا بشن عملية عسكرية على #عفرين، الجيب الذي يسيطر عليه الأكراد السوريون شمال غربي سوريا. كما يعتقد أن للجيش الروسي تواجدا في عفرين.

 

وقال بيان عسكري إن الجنرال التركي، خلوصي آكار، ومدير الاستخبارات، حقان فيدان، سيلتقيان بقائد الجيش الروسي، فاليري جيراسيموف، لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي والتطورات في سوريا وجهود السلام المستمرة.

 

وتعتبر تركيا الجماعة المسلحة السورية الكردية، التي تسيطر على عفرين ومناطق أخرى على الحدود امتداداً لمتمردين أكراد، يقاتلون تركيا وتريد منعهم من إقامة ممر كردي بطول الجبهة.

 

نظام الأسد يغطي على خسائره بتشييع القتلى المجهولين بصمت

دبي – قناة الحدث

 

لا تتورع ميليشيات الأسد عن تنظيم الجنازات الرسمية الحاشدة لعشرات المسلحين مجهولي الهوية الذين سقطوا في معارك النظام ضد الثوار في سوريا.

 

أشخاص كانوا لفترة قريبة من الزمن أفرادا أو معيلين لعائلات أفغانية وباكستانية قبل أن تغرر بهم آلة الدعاية الإيرانية لاستغلالهم في الحرب الطائفية التي أعلنتها ضد السوريين.

 

يضطر نظام الأسد إلى دفن جثامين هؤلاء المسلحين دون تفاصيل عن شخصياتهم الحقيقية تفاديا للاعتراف بحجم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها الميليشيات الموالية لإيران وللهروب من المسؤولية المعنوية التي يتحملها النظام تجاه عائلات المسلحين القتلى.

 

آخر هذه المجموعات شيعت بحسب الناشطين منتصف الشهر الجاري، كانت تابعة لمسلحين أفغانيين وباكستانيين عديمي الهوية سقطوا في منطقة البرغوثية التابعة لريف محافظة حماة منذ عدة أشهر، تكتم النظام على مصيرهم لأشهر عدة وحرص على دفنهن بصفتهم المجهولة.

 

ناشطون أكدوا تكرار هذه المراسم في مناطق عدة خلال السنوات الماضية.. كما حدث في كفر دبيل التابعة لمدينة جبلة، وحمص عام 2016 و2014، ودفنوا في مقبرة الفردوس وكذلك في طرطوس الساحلية عام 2013.

 

ماكرون يشيد بـ”السلوك البناء” للمعارضة السورية بجنيف

فرنسا تواصل العمل من أجل عملية انتقال سياسي شاملة في سوريا

باريس – فرانس برس

 

أشاد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأربعاء، بـ”السلوك البناء” للمعارضة السورية خلال مفاوضات #جنيف، وذلك بعد استقباله وفداً من المعارضة في قصر الإليزيه.

 

وأفاد بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية أن #ماكرون “أشاد بعمل الهيئة العليا للمفاوضات، وجدد دعم فرنسا لمعارضة سورية موحدة”.

 

كما “أشاد بالسلوك البناء للمعارضة السورية خلال مفاوضات جنيف 8 وشجعها على مواصلة جهودها خلال جولة المفاوضات المقبلة”، بحسب البيان.

 

واستقبل الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه وفداً من #المعارضة_السورية برئاسة نصر الحريري.

 

وتابع بيان الإليزيه أن “فرنسا ستواصل بذل كل ما هو ممكن مع الدول المعنية من أجل التقدّم نحو عملية انتقال سياسي شاملة في سوريا” برعاية الأمم المتحدة.

 

وأعلنت الأمم المتحدة الأربعاء أنها ستستضيف جولة جديدة من محادثات السلام حول #سوريا في فيينا الأسبوع المقبل، قبل أيام من افتتاح مؤتمر تنظمه روسيا في منتجع #سوتشي حول سبل إنهاء الحرب.

 

وسيلي المحادثات المرتقبة في 25 و26 كانون الثاني/يناير في فيينا، مؤتمر سلام يعقد في سوتشي في 29 و30 من الشهر نفسه في محاولة لإيجاد تسوية للنزاع السوري المستمر منذ نحو سبع سنوات.

 

وقالت الأمم المتحدة إن المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا “يتوقع أن تحضر الوفود إلى فيينا وهي جاهزة لعمل جوهري معه”.

 

وزير الخارجية التركي: سننسق مع روسيا وإيران لعملية جوية على عفرين بسوريا

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، الخميس،  إن تركيا تبحث مع روسيا وإيران شن عملية جوية على مدينة عفرين بمحافظة حلب السورية، وفقاً لما ذكره التلفزيون التركي الرسمي.

 

هذا وقد ذكرت الموقع الرسمي للتلفزيون التركي بوصول “تعزيزات إضافية” من الدبابات لدعم القوات التركية على الحدود السورية “قبل العملية الوشيكة التي ستنفذ في عفرين.”

 

وزير خارجية تركيا: نسير للأفضل بسوريا.. وإقليم شمال العراق أدرك خطأه

 

وقد أعلنت وكالة الأنباء المحلية، الخميس، عن زيارة رئيس هيئة الأركان التركي، الفريق الأول خلوصي آكار، ورئيس الاستخبارات التركي، هاكان فيدان، إلى روسيا للقاء نظيره الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف لبحث “القضايا الأمنية الإقليمية وآخر التطورات في سوريا،” وفقاً لخبر عاجل نشرته الوكالة.

 

تأتي هذه التصريحات بعد يومين فقط من لقاه مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، عبّر فيها أوغلو عن “وجود مشكلتين رئيسيتين تلحقان الضرر” العلاقات الثنائية التي تربط بلاده بالولايات المتحدة، متهماً الولايات المتحدة بـ “دعم الولايات المتحدة لتنظيم (ي ب ك) الإرهابي،” و”رفض واشنطن إعادة فتح الله غولن زعيم منظمة (غولن) الإرهابية،” وفقاً لموقع القناة الرسمية،

 

رئيس هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية: روسيا تسعى بمؤتمر سوتشي لتحقيق مالم تحققه في آستانة

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 18 يناير 2018

روما- اعتبر رئيس هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية،  نصر الحريري أن “روسيا تقف بوجه جميع المبادرات الدولية لإيجاد الحل في سورية”، وقال إنها تسعى لعقد (مؤتمر سوتشي) لـ”تحقيق مالم تستطيع تحقيقه في المحادثات التي عقدت سابقا في العاصمة الكازاخية آستانة”.

 

وجاء هذا التصريح خلال لقاء للحريري والوفد المرافق له، بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، في قصر الإليزيه في باريس، حسبما أفادت الدائرة الإعلامية للإئتلاف الوطني السوري المعارض.

 

وتأتي هذه الزيارة ضمن جولة أوروبية تقوم بها الهيئة، تشمل أيضا روما وبرلين، استعداداً لجولة المفاوضات القادمة تحت رعاية  الأمم المتحدة ، التي تجري الأسبوع المقبل في العاصمة النمساوية فيينا.

 

وأكد الحريري خلال لقائه الرئيس الفرنسي أن “الهيئة تسعى جاهدة لتطبيق القرارات الدولية من خلال تحقيق الانتقال السياسي الحقيقي في سورية، وفق بيان جنيف والقرار 2254″، حسبما ذكرت الدائرة الإعلامية للإئتلاف، التي نسبت إلى ماكرون “التأكيد  على مواصلة دعم بلاده للعملية السياسية الجارية في جنيف”،  وعلى أن “عملية إعادة الإعمار لن يشارك فيها الاتحاد الأوروبي قبل بدء المرحلة الانتقالية الخالية من حكم الأسد”.

 

التلفزيون الرسمي: سوريا تحذر تركيا من هجوم عفرين

بيروت (رويترز) – حذرت الحكومة السورية يوم الخميس تركيا من شن عملية عسكرية في منطقة عفرين بشمال غرب البلاد وقالت إن دفاعاتها الجوية مستعدة للتصدي لمثل هذا الهجوم.

فيصل المقداد نائب وزير الخارجية في سوريا خلال مقابلة مع رويترز في مكتبه في دمشق يوم السادس من أغسطس آب 2017. تصوير: عمر صناديقي – رويترز.

 

وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية ”نحذر القيادة التركية أنه في حال المبادرة إلى بدء أعمال قتالية في منطقة عفرين فإن ذلك سيعتبر عملا عدوانيا من قبل الجيش التركي“.

 

وأضاف ”ننبه إلى أن قوات الدفاع الجوية السورية استعادت قوتها الكاملة وهي جاهزة لتدمير الأهداف الجوية التركية في سماء الجمهورية العربية السورية، وهذا يعني أنه في حال اعتداء الطيران التركي على سوريا فيجب عليه ألا يعتبر نفسه في نزهة“.

 

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في حديث لشبكة (سي.إن.إن ترك) يوم الخميس إن تركيا ستتدخل في منطقتي عفرين ومنبج في سوريا للتصدي لوحدات حماية الشعب الكردية.

 

وتتمركز قوات تركية بالفعل في مناطق من سوريا على جانبي عفرين التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب. ويسيطر الجيش السوري على أراض إلى الجنوب منها.

 

وقال المقداد إن وجود أي قوات تركية على الأراضي السورية غير مقبول على الإطلاق وإن أي عمل عسكري من جانب أنقرة سيعقد دورها كطرف في الجهود الدبلوماسية ويضعها على نفس مستوى الجماعات الإرهابية.

 

إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود

 

سوريون شردهم هجوم إدلب يلجأون إلى مأوى قرب تركيا

من دومينيك إيفانز

 

مخيم كلبيت (سوريا) (رويترز) – عندما دفع القتال باهر دياب للخروج من منزله في جنوب إدلب الشهر الماضي كانت هذه هي المرة الرابعة التي ينزح فيها مع أسرته منذ بداية الصراع في سوريا الذي لا تلوح نهايته في الأفق.

 

فقد انتقل دياب من منزله الذي كان يقيم فيه قبل الحرب على الحدود اللبنانية باتجاه الشرق ثم باتجاه الشمال بحثا عن الأمان وأخيرا لجأ إلى منطقة قرب الحدود التركية حيث يأمل أن تحظى زوجته وأطفاله بالأمان من الضربات الجوية والهجمات البرية.

 

وقال في مخيم مؤقت على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود ”كل مرة أصل فيها إلى مكان جديد أبني بيتا لكننا نجبر على تركه للانتقال مرة أخرى“.

 

وأضاف ”هذه خيمتي هناك، هذا منزلي. بعد أربعة منازل، نقبل بالعيش على الأغطية في الشتاء“.

 

ودياب جزء من موجة السوريين الفارين من هجوم شنته قوات الحكومة السورية وحلفاؤها، قال العديد من سكان مخيم كلبيت إنه شمل أعنف قصف شهدوه منذ بداية الحرب قبل نحو سبع سنوات.

 

وإدلب هي أكبر منطقة مازالت تحت سيطرة المعارضة في سوريا وزاد عدد سكانها بوصول مسلحين ومدنيين انسحبوا من معاقل أخرى للمعارضة. وأثقل نطاق الاضطرابات الأخيرة كاهل السلطات المحلية في إدلب التي يسيطر عليها إسلاميون.

 

وتقول السلطات المحلية إن نحو 36 ألف أسرة شردت فر نحو نصفها إلى منطقة الحدود التركية. وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إنها رصدت 212 ألف نازح في الشهر الماضي وحده لكن بعضهم قد يكون أحصي أكثر من مرة خلال الرحلة.

 

وتقول تركيا المجاورة، التي تستضيف بالفعل ثلاثة ملايين لاجئ، إن المزيد من القتال قد يثير موجة نزوح ضخمة أخرى. لكنها بنت جدارا على امتداد الحدود وشددت الرقابة على المعابر تاركة عشرات الآلاف من السوريين قرب الحدود لا يجدون مكانا آخر يفرون إليه.

 

وقال دياب الذي وصل إلى مخيم كلبيت قبل نحو ثلاثة أسابيع إن الناس يعانون من البرد والطقس الرطب وانتشار الأمراض. لكن بالمقارنة بمنزله السابق في بلدة سنجار في إدلب، حيث كان الناس يعيشون في رعب بسبب الضربات الجوية اليومية، يشعر الناس بالأمان.

 

وقال ”منطقة الحدود التركية أكثر أمانا… أينما كنا من قبل، كنا نسمع أزيز الطائرات 20 مرة في اليوم. كان الأطفال والنساء يشعرون بالرعب“.

* خمس أسر في خيمة واحدة

 

وقال رجل آخر خرج من سنجار إن الهجمات البرية والجوية التي كانت تشنها قوات موالية للرئيس بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران كانت الأعنف التي شهدها.

 

وأضاف الرجل (43 عاما) وهو أب لستة أبناء وأورد اسمه الأول فقط وهو عبد الحميد ”شهدنا مواقف قتل فيها مدنيون ولكن ليس مثل هذا… هذه هستريا تصل إلى مستوى الجنون. هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها مدنيين يستهدفون في مدارس ومساجد وأحياء كاملة“.

 

وقال عبد الحميد إن منزله في سنجار دمر وإنه فقد الاتصال بأقاربه أثناء رحلته التي استمرت ثلاثة أيام إلى الحدود.

 

وأضاف ”أبناء عمي لا أعرف عنهم شيئا. وكذلك شقيقاتي وأشقائي وأزواجهم، لا أعلم أين هم“.

 

وبجوار الأغطية البلاستيكية الزرقاء والأقمشة التي يتشكل منها المخيم أقام الهلال الأحمر التركي 500 خيمة جديدة ستجهز قريبا لاستقبال الأسر.

 

لكن حسن درويش المسؤول بالسلطة المحلية التي تدير منطقة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة قال إنهم بحاجة ماسة لمزيد من الغذاء والمأوى لدعم النازحين.

 

وقال إن منطقة كلبيت بها 1300 أسرة نازحة 300 منها لا يوجد مكان لتسكينها بالمخيم. وأضاف أن هناك في المنطقة الحدودية الواسعة 71 ألف أسرة نازحة.

 

ويساعد برنامج الأغذية العالمي في إطعام عشرات الألوف لكن درويش قال إن مخصصاته لا تغطي سوى أقل من نصف الاحتياجات.

 

وأضاف ”النازحون من كل المحافظات (في سوريا) لا يجدون مكانا يذهبون إليه سوى هذه المنطقة. لكن هذه المنطقة لا يمكنها استيعاب المزيد من الناس“ وتابع ”في عدة مخيمات تجد خمس أو ست أسر في خيمة واحدة“.

 

وسوف يزداد التكدس سوءا إذا استمر الجيش وحلفاؤه في التقدم من جهة الجنوب.

 

وقال راكان خليل الذي نزح هربا من العنف أول مرة قبل ست سنوات إنه إذا أتيحت له الفرصة فسوف يعبر الحدود إلى تركيا لكنه لا يرى فرصة للقيام بهذه الرحلة القصيرة مع زوجته وأبنائه الأربعة وابنتيه.

 

وقال ”أغلقوا الحدود، الأمر صعب بالنسبة لنا“.

 

وقرب معبر باب الهوى من سوريا إلى تركيا تلخص لافتة كبيرة في وسط الطريق الشعور بالحصار في المنطقة التي يسيطر عليها الإسلاميون.

 

وتقول اللافتة ”جميع المعابر والطرق قد تغلق إلا الطريق إلى الله“.

 

إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى