أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 19 أيار 2016

 

حرستا أول المستفيدين من مؤتمر فيينا

لندن، جنيف، فيينا، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

دخلت قافلة مساعدات إنسانية أمس إلى مدينة حرستا التي تحاصرها القوات النظامية السورية منذ حوالى ثلاث سنوات في ريف دمشق، بالتزامن مع مقتل وجرح عشرات بغارات على ريف حمص ومدينة دير الزور، في وقت أمل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بعد يوم من المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا، باستئناف المفاوضات السورية في جنيف «في أقرب وقت ممكن» وسط أنباء عن اقتراح وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظاماً برلمانياً في سورية.

وقال الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك أمس، إن «قافلة مساعدات مشتركة بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة، دخلت مدينة حرستا في الغوطة الشرقية لإيصال المواد الغذائية والإغاثية إلى حوالى عشرة آلاف شخص»، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي تدخل فيها مساعدات إلى حرستا منذ العام 2012.

وتحاصر القوات النظامية حرستا منذ العام 2013. وأبدت الأمم المتحدة مرات عدة أسفها لعدم تمكنها من إدخال مساعدات إلى مدن عدة في ريف دمشق بينها حرستا. وجاء إدخال القافلة الى هذه البلدة غداة دعوة الأمم المتحدة والدول الكبرى في مؤتمر فيينا إلى ضرورة فتح الطريق أمام إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سورية، وإلا سيتم اللجوء إلى إسقاطها جواً.

ونجحت الأمم المتحدة للمرة الأولى في نيسان (أبريل) بإلقاء مساعدات غذائية من الجو على الأحياء المحاصرة من جانب تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور. وتحوّلت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري إلى سلاح رئيسي يستخدمه الأطراف المتنازعون، إذ يعيش حالياً وفق الأمم المتحدة 486 ألف شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري أو الفصائل المقاتلة أو «داعش»، ويبلغ عدد الذين يعيشون في مناطق «يصعب الوصول» إليها 4.6 مليون نسمة.

وفي ختام محادثات لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» الثلثاء، أعلن كيري أنه ابتداء من الأول من حزيران (يونيو) وإذا تم منع الأمم المتحدة من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، ستطلب المجموعة الدولية من الأمم المتحدة إسقاطها جواً.

وعلمت «الحياة» أن تراشقاً كلامياً حصل بين وزراء مشاركين في مؤتمر فيينا، وأن كيري اقترح أن يكون النظام السياسي السوري برلمانياً مقابل تمسك روسيا بالنظام الرئاسي وبقاء السلطات في أيدي رئيس الجمهورية.

وأخفقت «المجموعة الدولية» في تحديد موعد جديد للمفاوضات، لكن دي ميستورا أصر على أن «هناك أملاً» بمعزل من التقدم البطيء. وقال في فيينا أمس: «أشعر براحة كافية لأوضح للشعب السوري والمجتمع الدولي أنه تمكننا إعادة إطلاق المحادثات (…) لأنه من الواضح أن ليس هناك حل عسكري. لكن نحن في حاجة إلى القيام بذلك في أقرب وقت، ليس في وقت متأخر، وإلا سنفقد الزخم».

ميدانياً، قتل 13 مدنياً من عائلة واحدة، بينهم ثمانية أطفال على الأقل، الأربعاء في قصف جوي طاول الرستن، أحد معاقل الفصائل المقاتلة في محافظة حمص، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أشار إلى أن طائرات حربية تابعة لقوات النظام استهدفت بغارات عدة «أحياء سكنية» في المدينة التي يعيش فيها وفي ضواحيها 120 ألف شخص، نصفهم من النازحين الفارين من محافظة حماة المجاورة. ودخلت قافلتا مساعدات إنسانية إلى الرستن في نيسان (أبريل) الماضي للمرة الأولى منذ أكثر من عام. وأضاف أن «خمسة قتلوا و20 جرحوا جراء قصف لطائرات حربية بغارتين استهدفتا المنطقة ذاتها في شارع التكايا بحي الحميدية في مدينة دير الزور».

 

الجيش السوري يسيطر على 10 قرى جنوب الغوطة الشرقية

بيروت – أ ف ب

سيطر الجيش السوري ومقاتلون من «حزب الله» اللبناني اليوم (الخميس)، على بلدة دير العصافير الاستراتيجية وتسع قرى في محيطها في جنوب الغوطة الشرقية قرب دمشق، مستغلة الاقتتال القائم بين الفصائل الاسلامية التي كانت تتقاسم السيطرة عليها، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «سيطرت قوات النظام وحزب الله اللبناني على بلدة دير العصافير الاستراتيجية، كبرى بلدات القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية، بعد هجمات مستمرة منذ شهر شباط (فبراير) الماضي».

وأفاد المرصد في وقت لاحق عن سيطرة قوات النظام ومقاتلي «حزب الله» «بإسناد مدفعي وجوي على كامل القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية»، والذي يضم الى جانب دير العصافير تسع قرى وبلدات في محيطها، متحدثاً عن نزوح مئات العائلات من هذه المنطقة.

وكانت هذه البلدات منذ العام 2012 تحت سيطرة فصائل اسلامية عدة، أبرزها «جيش الاسلام» و«فيلق الرحمن»، فضلاً عن تواجد لمقاتلين من «جبهة النصرة»، وفق المرصد.

وبحسب عبد الرحمن، فإن «قوات النظام وحزب الله استغلوا الاقتتال المستمر في الاسابيع الثلاثة الاخيرة بين جيش الاسلام وفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية.. لشن هجوم عنيف انتهى بالسيطرة على دير العصافير تزامنا مع قصف جوي كثيف» قبل تقدمها للسيطرة على جنوب الغوطة الشرقية.

وبعد سيطرتها على دير العصافير صباحاً، تمكنت قوات النظام وحلفاؤها «من التقدم السريع في جنوب الغوطة جراء انسحاب مقاتلي الفصائل بعد خسارتهم لدير العصافير خشية من الوقوع في الحصار».

ويأتي هذه الهجوم وفق عبد الرحمن «بعد اقل من اسبوع على اتهام حزب الله المعارضة السورية بقتل قائده العسكري في سورية مصطفى بدر الدين عبر قصف مدفعي استهدف محيط مطار دمشق الدولي».

واشار عبد الرحمن الى ان منطقة دير العصافير تعد الاقرب جغرافيا الى مطار دمشق بين المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.

 

أوباما وإردوغان بحثا هاتفياً الوضع في سورية وقتال “داعش

واشنطن – رويترز

بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما هاتفياً، أمس، مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في شأن الحرب في سورية والجهود الرامية إلى هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وفق ما أعلن البيت الأبيض.

وأضاف البيان أن أوباما أشار إلى أهمية التعاون الدولي للحفاظ على وقف العمليات القتالية في سورية وإحراز تقدم في شأن انتقال سياسي في البلاد من خلال التفاوض.

وقال البيت الأبيض إن الزعيمين اتفقا على أهمية مواصلة الجهود لإضعاف “داعش” وهزيمته وشل قدرة التنظيم المتشدد على تنفيذ هجمات في تركيا وأوروبا وأماكن أخرى.

 

الجيش السوري يتقدم نحو حقل الشاعر إيران تتحدث عن تطوع “كثيرين” إلى سوريا

المصدر: (و ص ف، رويترز)

نقلت وكالة “تسنيم” الايرانية للأنباء عن الحرس الثوري الإيراني “الباسدران” أن عدداً كبيراً من الإيرانيين تطوعوا للقتال في سوريا دعما للرئيس بشار الأسد في الحرب ضد “الإرهاب”.

 

وقال رئيس مكتب العلاقات العامة في “الباسدران” الجنرال رمضان شريف :”كثير من الشبان الإيرانيين من مناطق مختلفة بالبلاد ومن أعراق مختلفة تطوعوا للذهاب إلى سوريا… لمساعدة الحكومة السورية والشعب السوري في المعركة ضد الإرهاب…” ولم يذكر أعدادا للمتطوعين.

 

وتنفي إيران أي وجود لقواتها المسلحة في سوريا، لكنها أقرت بوجود مستشارين ومتطوعين من الحرس الثوري هناك لمساعدة قوات الأسد.

إلا أن طهران قالت الشهر الماضي إن عناصر من قواتها الخاصة نشرت في سوريا في أدوار استشارية في ما يشير إلى أنها تستعين بجيشها النظامي وليس فقط بقوات من الحرس الثوري.

وخلال الاشهر الاخيرة، تكبدت إيران خسائر فادحة في سوريا بينها ضباط كبار من الحرس الثوري. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أنباء عن مقتل أكثر من 100 رجل من قوات الحرس الثوري وميليشيا “الباسيج” التابعة له في سوريا.

 

مقتل 13 في الرستن

ميدانياً، تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل 13 مدنياً من عائلة واحدة، بينهم ثمانية أطفال، على في غارة جوية على مدينة الرستن، احد معاقل الفصائل المقاتلة، في محافظة حمص بوسط سوريا.

وقال إن طائرات حربية تابعة لقوات النظام السوري استهدفت بغارات عدة “أحياء سكنية” في الرستن بريف حمص الشمالي، مما اسفر عن “مقتل 13 شخصاً من عائلة واحدة هم رجل وزوجته واطفالهما الخمسة، بالإضافة الى شقيقتي الرجل وأربعة من ابنائهما، وبينهم ثلاثة أطفال”.

ورجح ارتفاع حصيلة القتلى “بسبب وجود مفقودين وجرحى في حالات خطرة”، مشيراً الى ان الغارات الجوية مستمرة.

والرستن هي أحد آخر معقلين متبقيين لمقاتلي الفصائل، بالاضافة الى تلبيسة، في محافظة حمص، وتحاصرها قوات النظام منذ نحو ثلاث سنوات، لكن الحصار صار تاماً منذ بداية السنة.

 

تقدم نحو حقل الشاعر

وأفادت مصادر ميدانية أن الجيش السوري النظامي أحرز تقدماً ضمن المعارك التي يخوضها ضد “داعش” في محيط حقل الشاعر النفطي بريف حمص الشرقي.

وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أن سلاح الجو دمر آليات لـ”داعش”، فيما قتل عدد من مسلحي التنظيم بغارات جوية على تجمعات له ومحاور تحركه في محيط حقلي جزل والشاعر النفطيين.

وقال ناشطون إن سلاح الجو السوري نفذ غارات استهدفت مناطق في أطراف حقل الشاعر النفطي ومواقع لـ”داعش” فيه، بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش والتنظيم، وحاول الجيش استعادة السيطرة على الحقل.

وكان مصدر عسكري أعلن الثلثاء إحكام السيطرة على تل الصوان غرب حقل الشاعر.

الى ذلك، أحرز الجيش السوري تقدماً في مزارع قطاع الغوطة الشرقية بعد اشتباكات مع فصائل مسلحة. وأتت هذه التطورات غداة مقتل عشرات المسلحين في اشتباكات عنيفة بين فصائل بالغوطة الشرقية، في إطار صراع مستمر على النفوذ في هذه المنطقة منذ نهاية الشهر الماضي.

وقال ناشطون إن مناطق في مزارع مخيم خان الشيح في غوطة دمشق الغربية تعرضت لقصف من القوات الحكومية، بالتزامن مع شن الطائرات الحربية غارات مكثفة على المنطقة. وأضافوا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في القطاع الجنوبي من غوطة دمشق الشرقية، وهي تتركز في محيط منطقة دير العصافير والمزارع القريبة منها، بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة.

 

أول مساعدات لحرستا منذ 3 سنوات

دي ميستورا يستعجل «جنيف» قبل رمضان

شدد المبعوث الاممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، على ضرورة استئناف محادثات جنيف، بين السلطات السورية والمعارضة، قريباً جداً، محذراً من أنها ستفقد الزخم إذا تأخر عقدها إلى ما بعد رمضان، الذي يبدأ في 6 حزيران المقبل، فيما دخلت الى حرستا في ريف دمشق مساعدات للمرة الأولى منذ حوالى 3 سنوات.

وفي ختام اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا، التي تضم 17 دولة وتشترك موسكو وواشنطن في رئاستها، تعهد المشاركون بتعزيز وقف إطلاق النار الهش في البلاد، وإيصال المساعدات الإنسانية، لكنهم أخفقوا في تحديد موعد جديد لاستئناف محادثات جنيف.

وأعرب دي ميستورا، في فيينا، عن تفاؤله في إمكانية استئناف محادثات السلام السورية المعلقة، إلا أنه شدد على ضرورة عقدها «في أقرب وقت» لتجنب فقدان الزخم.

وقال «أشعر براحة كافية لأوضح للشعب السوري والمجتمع الدولي أنه يمكننا إعادة إطلاق المحادثات، لأنه من الواضح أن ليس هناك حل عسكري، لكن نحن في حاجة إلى القيام بذلك في أقرب وقت. ليس في وقت متأخر، وإلا سنفقد الزخم».

وأوضح أن على المفاوضين أن «يأخذوا بعين الإعتبار» أن شهر رمضان سيبدأ بحلول السادس من حزيران».

وأشار إلى أن نظام التهدئة في سوريا يطبق بنسبة 50 في المئة. وقال «هناك احترام لوقف إطلاق النار بنسبة 50 في المئة، في حين كان صفراً قبل ذلك. نحن نريد رفع هذا الرقم إلى 80 ـ 90 في المئة». وكان أعلن، أمس الأول، أنه لا يمكنه الدعوة إلى استئناف المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف في حال استمر القتال.

 

من جهة ثانية، دخلت قافلة مساعدات إنسانية إلى مدينة حرستا في ريف دمشق التي تحاصرها القوات السورية منذ حوالى ثلاث سنوات. ويأتي إدخال القافلة غداة دعوة الأمم المتحدة والدول الكبرى إلى ضرورة فتح الطريق أمام إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا، وإلا سيتم اللجوء إلى إسقاطها جواً.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك إن «قافلة مساعدات مشتركة بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة دخلت مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، لإيصال المواد الغذائية والاغاثية إلى حوالى 10 آلاف شخص». وتتضمن القافلة 29 شاحنة تقل مواد غذائية وصحية وأدوية ومعدات طبية.

وأشار كشيشيك إلى أنها المرة الأولى التي تدخل فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساعدات إلى حرستا، التي تحاصرها القوات السورية منذ العام 2013 وتتواجد فيها مجموعات مسلحة، غالبيتها إسلامية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية – «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة حلب قوله إن «المجموعات الإرهابية استهدفت بالقذائف الصاروخية حي الحمدانية ما أدى إلى ارتقاء 3 شهداء وإصابة 4 بجروح». كما أصيب 3 أشخاص باستهداف المسلحين حي الشيخ مقصود.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان»، من جهته، «قتل 13 مدنيا من عائلة واحدة، بينهم ثمانية أطفال، في غارة جوية على مدينة الرستن» في ريف حمص.

(«سانا»، ا ف ب، رويترز)

 

المستشفى اليتيم في دير الزور: عن الذين لم يغادروا.. والموت

طارق العبد

منذ خمس سنوات لم تعش دير الزور يوماً هادئاً، وزادتها الأشهر الأخيرة بؤساً مع استمرار حصارها من قبل تنظيم «داعش». غير أن الأيام القليلة الماضية كانت كفيلة بالبحث عن جانب من حياة الناس وعلاقتهم بالمستشفى الوحيد الذي يخدم الآلاف يومياً رغم كل الصعاب.

حتى بداية الأحداث في سوريا، وفي دير الزور كان في المدينة ثلاثة مستشفيات حكومية، اثنان منها شاملان لكل الاختصاصات والثالث مختص للأطفال والتوليد، بالإضافة إلى بضعة مستشفيات خاصة كانت تستقطب عموم أبناء المنطقة وكذلك الريف، بل وقللت من اضطرار المرضى للانتقال إلى حلب ودمشق لطلب العلاج، لا سيما مع وفرة الأطباء.

ولكن هذا المشهد بدأ يتراجع تدريجياً حتى الانكسار في تموز العام 2012، حين تصاعد الاقتتال بين مجموعات المسلحين والجيش في الريف، وكذلك في أحياء مثل الرشدية والحويقة حيث يقع المستشفى الوطني ومستشفى الفرات، ما فرض بطبيعة الحال خروج المبنيين من الخدمة وما يعنيه ذلك من اختفاء الكثير من المعدات الطبية والتجهيزات التي فشلت الكثير من محاولات إنقاذها عبر كوادر مديرية الصحة في تلك الفترة بحسب شهادة عبد الله، وهو ممرض وصل منذ أسابيع إلى دمشق. ويضيف: «بين ليلة وضحاها تحول المستشفى إلى خط تماس مباشر. دخلوا وسرقوا الكثير من الأجهزة ثم عرضوا بعضها للبيع.. كان همهم المال فقط».

وحده مستشفى الأسد بقي صامداً أكثر من غيره، وقد يعود ذلك، وفقاً لقول العديد من العاملين فيه، لبعده عن خطوط الاشتباكات، حيث يقع على طريق دولي إلى دمشق، ويجاوره عدد من الأبنية الحكومية التي انتقلت حديثاً إلى مواقع جديدة، مثل قيادة الشرطة والمرور والسكن الجامعي وكليات تتبع الى جامعة الفرات.

وبحسب شهادتهم، فإن العديد من الأطباء والممرضين العاملين في المراكز الخارجة عن سيطرة الدولة قد انتقلوا إلى العمل في الصرح الطبي الوحيد، الذي بات يخدم أبناء المدينة خلال السنوات المتتابعة من عمر الحرب.

الحصار والجوع وهاجس البقاء

لعل الفاصلة الأكبر في حكاية المستشفى كانت مع بدء فرض تنظيم «داعش» حصاره على المدينة الواقعة تحت سيطرة الدولة، وانعكاس ذلك على الحياة وظروف الناس التي تتراجع تدريجياً.

تتحدث طبيبة هناك عن الفترة القاسية، بالتزامن مع بدء سفر العديد من الأطباء إلى خارج المدينة، ما ضاعف من ضغط العمل كثيراً. وتقول: «نعمل في ظروف صعبة جداً. في أحيان كثيرة نستقبل أكثر من مئة مريض يومياً، وأحياناً أكثر في أيام العواصف الغبارية، ولم يعد هناك الكثير من العاملين. كانوا يرسلون لنا المواد والتجهيزات الطبية عبر الطريق البري، ولاحقاً عبر الطيران. وزاد الأمر سوءاً بعد المعارك قرب المطار الوحيد في المدينة، فأصبحوا يلقون بعضها بالمظلات بطريقة المساعدات الغذائية نفسها».

وبرغم كل هذا، بقي عدد من الأطباء والممرضين يعملون، مع وجود مولدات تؤمن الطاقة الكهربائية لاستمرار العمل ولو بالحد الأدنى، وفق قول القادمين من المدينة المنسية. فالمشكلة لم تكن بالإجراءات العلاجية، إذ كانت العمليات الجراحية والإسعافات تتم بشكل يومي ومستمر، خاصة مع تصاعد سقوط القذائف، كما استقبل المستشفى عدداً من جلسات غسل الكلى، وما زال الكثير من التخصصات في أمراض العيون والأطفال والتوليد والأمراض الداخلية يعمل فيه، رغم النقص الحاد لدرجة غياب بعض الاختصاصات بشكل كامل. وبالطبع كانت المشكلة تتعقد في حال غياب الوقود، وبالتالي انقطاع الكهرباء في بعض الحالات.

أما العقبة الكبرى، فكانت نقص الدواء، فالكثير من المواد العلاجية أصبح مفقودا، ليس في المستشفيات وحدها، بل وفي الصيدليات التي تبيع ما لديها بأسعار خيالية وفق شهادات المدنيين هناك، ما يزيد من إشكاليات الناس أو في حال تدهور الحال الصحية لأحدهم واضطراره للدخول إلى العناية المشددة، ما يعنيه ذلك من مستلزمات دوائية مفقودة.

ولكن ما الذي يدفعهم للبقاء هناك؟

لا شيء. هذا ما يصفه طبيب ثلاثيني هناك. ويقول الطبيب إن «تمسك الكثير من الناس بالمكان الوحيد الذي يؤمن لهم العلاج ضمن الإمكانات المتاحة يدفع الكوادر للبقاء، رغم الأوضاع المأساوية للحياة هناك». ويضيف: «هؤلاء لا يملكون ثمن السفر خارج المدينة. ربما لا يملكون غير الجدران الأربعة التي تؤويهم. ماذا لو غادرنا جميعا؟ لم يعد هناك سوى هذا المستشفى يستقبلهم، فأين يذهبون؟».

يذكر ان الجيش السوري كان استعاد السيطرة على مستشفى الاسد الاحد الماضي، وذلك بعد ساعات من سيطرة تنظيم «داعش» عليه. وأعلنت وزارة الصحة السورية أن «مجموعة مسلحة من تنظيم داعش اقتحمت مستشفى الأسد في دير الزور، وارتكبت مجزرة مروّعة بحق الكادر الطبي، بعد قيامها باحتجاز بعضهم واختطاف عدد من الأطر الطبية العاملة في المستشفى وأجهزت عليهم بالسلاح الأبيض». ولم يذكر البيان عدد الذين أعدمهم التنظيم، غير أن النشطاء كانوا تحدثوا عن اختطاف العشرات من العاملين في المستشفى بين أطباء وممرضين وعمال إداريين.

 

تنظيم “الدولة” يسيطر على خمس قرى في شمالي حلب السورية

اعزاز – الأناضول – سيطر تنظيم “الدولة الاسلامية”، الخميس، على خمس قرى تابعة لمدينة “اعزاز″، بريف حلب الشمالي.

 

وأفادت مصادر محلية، أن مسلحي التنظيم سيطروا على قرى “جارز″، و”يحمول”، و”الفيرزية”، و”البل”، و”الشيخ ريح” الواقعة جنوب شرقي “اعزاز″، بعد اشتباكات مع فصائل تابعة لقوات المعارضة.

 

ولم تشر المصادر إلى حجم الخسائر البشرية والمادية في صفوف الطرفين.

 

وكانت قوات المعارضة استعادت السيطرة على القرى الخمس، الأسبوع الماضي، بدعم من قوات التحالف الدولي التي أغارت على مواقع التنظيم في القرى المذكورة.

 

خطوط التهريب والمتاجرة بالبشر تبدأ من السويداء السورية وتنتهي ببيع الضحايا بآلاف الدولارات

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: انتشرت في الآونة الأخيرة خطوط تهريب للسوريين ممن يرغبون في الهجرة إلى خارج البلاد، وتبدأ من محافظة السويداء جنوب سوريا، على أن تنتهي بالأراضي التركية ومنها إلى أوروبا، عبر شبكة مهربين من أبناء السويداء ممن يستغلون حاجة الأهالي للفرار من الحرب السورية، فيعملون على نقل الضحايا حيث يتم بيعهم إلى عصابات تحترف الخطف والمساومة، أو الاستثمار حسب مصالحهم.

تحدث نجيب أبو العابد أحد أبناء جبل العرب وعضو لجنة السلم الأهالي، لـ «القدس العربي» حول ما تعانيه المحافظة من اختطاف لشبانها وفقدانهم بعد الخروج منها فقال «تعاني السويداء كحال بعض المناطق السورية من عمليات الخطف بقصد الفدية، وعمليات السلب بالعنف والتي تطورت لتصبح شبه ممنهجة، وسرعان ما تشكلت عصابات تنتهج الخطف والسلب والتهريب بحيث لم يتركوا فرصة لجني المال إلا واستغلوها بدون أي رادع أخلاقي، وفي الآونة الأخيرة وبعد تزايد الهجرة إلى أوروبا بين صفوف الشباب، وخصوصاً أولئك المطلوبين للخدمة العسكرية أو لديهم ظروف خاصة تمنع مغادرتهم البلاد بالطرق الرسمية، استغل المهربون حاجة هؤلاء الشباب ليشيعوا بين صفوف الناس أن هناك خط تهريب من البادية الشرقية بمحاذاة خط القرى الشرقية لمحافظة السويداء، يصل إلى ريف دوما في ريف دمشق ليتصل مباشرة بما يعرف بطريق تركيا الذي يعتبر خط التهريب الأكثر أماناً منذ سنوات والذي كان يستغرق ثلاثة أيام من دوما إلى ريف حلب في وقت سابق إن لم يضطروا للانتظار في أي محطة نتيجة اشتباكات أو قصف».

وتتراوح كلفة التهريب على هذا الطريق ما بين 100 و150 ألف ليرة سورية، وقد ترتفع حسب الأوضاع الأمنية في الطريق، ويعمد المهربون إلى إبقاء الضحايا في حالة انتظار، بهدف ابتزازهم ورفع الأسعار بحجة أن تجاوز العقبة المقبلة سيكون ممكناً بدفع مبالغ إضافية.

وأضاف المتحدث «بصفتنا مقيمين في تركيا ولنا بعض الجهود السابقة في فك بعض المختطفين من خلال اللجنة الوطنية للسلم الأهلي وتحرير الرهائن والمختطفين، التي كانت تقدم جهودها مجاناً في معظم أنحاء سوريا، بدأ يتواصل معنا بعض الأهالي ممن يعتقدون أن أولادهم قد وصلوا تركيا عبر هذه الطريق، لكننا نتيجة البحث لم نحصل على أية بيانات تفيد بأنهم قد وصلوا تركيا أو دخلوا إليها، وعند تكرار هذه الحادثة لدى أكثر من ضحية، وجدنا أن الأمر يخفي ظروفاً جرمية وغير طبيعية، وبدأنا بجمع معلومات أكثر عن هذه الحالات التي تجاوز عددها الثمانية خلال الشهرين الأخيرين، إلا أن مفاجأة كانت منذ أسبوعين حيث تكشف مجرى الأمور برمته، من خلال ظهور شخص كان قد أطلق سراحه من قبل عصابات الخطف «عنوة» نتيجة انسحابهم المفاجئ من القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، والذي تواصل بعد الافراج عنه مع أهالي المخطوفين ممن كان قد تعرف عليهم في أماكن احتجازه.

ونقل المتحدث عن المفرج عنه الذي فضل حجب هويته خوفاً على أقاربه المحتجزين إلى الآن، تفاصيل رحلته مع المهربين ممن وصفهم بتجار البشر وقال: كان الشبان في طريقهم إلى تركيا بالاتفاق مع مهربين من أبناء السويداء، حيث فوجئوا عند وصولهم إلى منطقة البادية بأن المهربين قاموا بتسليمهم لمجموعات تابعة للمدعو «كنيهر الكنيهر» وهو مهرب قديم ومعروف في منطقة البادية الشرقية، وهو من سكان القرى القريبة من خط القرى الشرقية للسويداء، وعندما استلم «كنيهر» الشبان ومن بينهم «سالم مرشد ومهيب الحناني» قام بتسليم المهربين مبلغ مليوني ليرة سورية، وهنا عرف الشبان أن في الأمر مصيبة، لأنهم وبحسب حديثه قد اتفقوا مع المهربين من أبناء السويداء أن يقوموا بإيصالهم إلى حدود تركيا مقابل مبلغ 200 ألف ليرة عن كل شخص، فكيف يقبض المهرب مبلغ مليون ليرة عن كل واحد.

وتابع المصدر: حمّلت المجموعات المسلحة التابعة لـ «كنهير» الشبان بسيارة فيها نساء وأطفال قادمون من درعا كان قد أحضرهم مهربون آخرون، وبعد مضي أقل من ساعة تم تسليم الشبان حصرا لمهرب آخر، بحجة أنه هو من سيقوم بتوصيلهم إلى تركيا والباقون لهم طريق مختلف، ومن ثم قام هذا المهرب الأخير بإيصالهم إلى بلدة في بادية حمص بالقرب من قرية القريتين ليتم احتجازهم هناك، وقام المحتجزون بإخبارهم أنهم لا يريدون منهم شيئاً إنما هم جزء من صفقة تبادل أسرى، وعليهم أن يقوموا بتسجيل مقاطع صوتية لذويهم تفيد بأنهم بخير وقد وصلوا الحدود التركية وينتظرون ظروفاً ملائمة للدخول، إضافة إلى أنهم لا يمكنهم التحدث عن تفاصيل أكثر بسبب الأوضاع الأمنية، ومن هذه اللحظة تنقطع أخبارهم كلياً، ويتم نقلهم بين كل فترة وأخرى من مكان إلى مكان مع عشرات المحتجزين غيرهم من مختلف المناطق السورية.

وتعتبر قرية الكرك الشرقي في ريف درعا الشرقي الوجهة الأولية للأشخاص الذين يرغبون بمغادرة البلاد باتجاه اﻷردن أو تركيا حيث يتواجد في الكرك الشرقي عدد كبير من المهربين معظمهم من البدو وخاصة بدو السويداء.

وشرح مدير شبكة «سويداء 24» نور رضوان لـ «القدس العربي» عن طرق التهريب وآلية التعامل المهربين مع شبيحة النظام وأجهزته المخابراتية فقال: تبدأ الرحلة من قرية الكرك الشرقي، حيث يدفع كل شخص يرغب بالخروج 120 دولاراً للمهرب قبل انطلاق الرحلة من درعا، وعندما يصل عدد الراغبين بالخروج إلى 25 شخصاً يتم الاتفاق على يوم المسير، لتبدأ في ساعات متأخرة من الليل، حيث تنطلق معظم الرحلات من قرية الكرك الشرقي باتجاه قرية أم ولد ليتوجه بعدها المهربون إلى قرية اﻷصلحة وهي أول قرية في محافظة السويداء، ويتواجد وسط هذه القرية حاجز مشترك لأمن الدولة والأمن العسكري، ويبلغ نصيبهم من التجارة 200 دولار تدفع مسبقاً لقاء مرور سيارة المهرب بما فيها، ويتوجه بعدها المهرب إلى قرية رساس جنوب مدينة السويداء ويمرون عبر أحد حواجز الدفاع الوطني الذي يخصص له 25 الف ليرة على كل سيارة تمر عن طريقه. ويتابع: يتوجه المهرب بعد ذلك إلى الريف الشرقي من محافظة السويداء المتاخم للبادية، وبحسب علاقته هناك، وبمساعدة عناصر الدفاع الوطني في هذه القرى الريفية، ثم يعبر الضحايا إلى قرية «الشعاب» اول قرية تقطنها عشائر البدو في بادية السويداء ليتوجه بعدها إلى قرية رجم البقر الواقعة شمال شرق محافظة السويداء بالقرب من قرية اﻷصفر الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة»، وعند الوصول إلى هذه القرية ينتهي طريق المهرب اﻷول الذي يعود إلى تخوم درعا والسويداء، أما الهاربون فيتم التدقيق بهويات الذكور من قبل عناصر تنظيم الدولة المتواجدين في هذه القرية، حيث يسمح بالمرور لأصحاب السجلات البيضاء، أما من كان مقاتل سابق لدى كتائب المعارضة يخضع «للإستتابة» في أحد مراكز التنظيم لمدة تتراوح بين 15 حتى 45 يوم ثم يخرج معه ورقة مستتاب تسمح له بالمرور بباقي أراضي التنظيم ليكمل رحلته، فيما يتم تصفية من يحمل سجلاً أسود في قتال التنظيم.

ويضيف المصدر الإعلامي: في حال كانت الرحلة خالية من البيع والمتاجرة فسوف «يبدأ دور المهربين البدو من قرية رجم البقر إلى معبر الرويشد بتكلفة 75 دولاراً للشخص الواحد أو إلى تركيا 200 دولار، حيث تستغرق الرحلة إلى الرويشد انطلاقاً من قرية رجم البقر 10 ساعات مرورا بالبادية السورية وصولاً إلى المعبر، أما إلى تركيا فتستغرق ثلاثة ايام أو أكثر حيث يتوجه الشبان من قرية رجم البقر عبر البادية السورية إلى مدينة البوكمال أو مدينة الميادين ومنها الرقة عاصمة تنظيم «الدولة»، ثم إلى قرية اعزاز في ريف حلب الواقعة تحت سيطرة كتائب المعارضة.

 

الخارجية الأمريكية: تحوّل وقف الأعمال العدائية إلى وقف حقيقي لإطلاق النار وفرض عقوبات لمن يخرقه

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: على الرغم من اعتبار العديد من المراقبين ان اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا كان فاشلاً، الا ان الخارجية الأمريكية تصر انه حقق نجاحاً في تحويل وقف الأعمال العدائية إلى وقف حقيقي لإطلاق النار في كل أنحاء سوريا.

وقال جون كيربي الناطق لإسم الخارجية الأمريكية «انه تم الإتفاق على ايجاد عملية للنظر في خروقات وقف العمليات العدائية المستمرة والممنهجة ولإصدار قرارات حولها. وثانياً أن الطرف الذي يخرق وقف الأعمال العدائية باستمرار سيجري طرده من الاتفاق».

وأضاف «بالطبع لم تقف خروقات وقف الأعمال العدائية اليوم ومازلنا قلقين حول استمرار تلك الخروقات. ولكن هذه القرارات تطرح وضوحاً في الرؤية في كيفية جعل وقف الأعمال العدائية مستمراً وفي كل أنحاء سوريا ومحاسبة من يقوم بهذه الخروقات المستمرة».

وعندما سئل هل ستقوم كل من الولايات المتحدة وروسيا بإستهداف من يخرق وقف الأعمال العدائية، رفض الناطق الدخول فيما أسماه الفرضيات حول العمليات العسكرية المحددة وأنه ليس حراً في مناقشة هذا الأمر ولا يريد ان يستبق القرارات التكتيكية التي لم تتخذ بعد.

ولما سئل عما اذا كان هناك اي دليل ان روسيا وايران ستمارسان نفوذهما على النظام السوري لوقف خرق وقف الأعمال العدائية، أجاب الناطق «لا شك ان روسيا وايران لديهما نفوذ على إيران ونأمل ان يستخدمانها لتطبيق قرار مجلـس الامن الداعي لحـل سلمي وسوريا العلمانية الموحدة وكـذلك تطبـيق قـرارات المـجموعة الـدولية لدعـم سـوريا.

وقد استخدم الروس نفوذهم على نظام الأسد في الماضي وشاهدنا تراجعاً في العنف ولكن لم يكن كاملاً، ولقد ارسلت موسكو رسالة واضحة لنظام الاسد عندما قرر الرئيس بوتين سحب بعض طائراته التكتيكية من سوريا، وكانت رسالة احباط إلى النظام السوري من استمراره في الخروقات، اي ان لدينا سبباً رئيسياً وجيداً ان روسيا لديها نفوذاً على الاسد ويمكنها اسخدامه بطريقة ايجابية. وتوقعاتنا لإيران هي التوقعات نفسا لروسيا».

وحول الفشل في تحديد موعد جديد لإستئناف المفاوضات السورية علق كيربي «ان وزير الخارجية الامريكي لم يتوقع ان يجري الإعلان عن إستئناف المفاوضات بعد إجتماع المجموعة الدولية ولكن دي مستورا المبعوث الأممي يرى ضرورة استئناف المفاوضات بأسرع وقت ممكن وأن شهر رمضان سيحل في الأسبوع الأول من حزيران/ يونيو».

 

قوات النظام السوري تشن غارات جوية في الغوطة الشرقية

2016-05-19 | عدنان علي

تواصل قوات النظام السوري تقدمها في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وسط ارتباك في صفوف فصائل المعارضة في المنطقة بسبب انشغالها بالصراعات فيما بينها، كما تضغط قوات النظام بشدة في الغوطة الغربية بعد اخفاقها في تحقيق تقدم بمنطقة خان الشيح.

وقال ناشطون إن طائرات النظام شنت منذ صباح اليوم أكثر من 15 غارة على منطقة المرج بالغوطة الشرقية، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تدور مع مقاتلي المعارضة في أطراف بالا ودير العصافير بالقطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية، وسط تقدم لقوات النظام في المنطقة.

 

وفيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تمكنت بالفعل من السيطرة على بلدة دير العصافير، وسط نزوح مئات العائلات منها نحو مدن وبلدات الغوطة الشرقية الأخرى، وانسحاب تدريجي لمجموعات المقاتلين، لم يستطع الناشطون تأكيد هذه المعلومات، لكنهم أكدوا أن قوات النظام تحقق تقدما هناك.

 

وقال الناشط براء عبد الرحمن الموجود في منطقة دوما لـ”العربي الجديد” إن قوات النظام على وشك السيطرة على بلدتي دير العصافير وبزينة وكامل قطاع المرج، بعد أن سيطرت على نولة والركابية مستغلة الاقتتال الداخلي بين فصائل المعارضة.

 

وشكك عبد الرحمن بجدية الفصائل المتقاتلة في التصدي لقوات النظام، متهما جميع الفصائل بالتهاون في حماية الغوطة وعدم إرسال تعزيزات لوقف هجمة النظام هناك بسبب انشغالها بالتحشيد لقتال بعضها البعض.

 

أما الناشط والناطق باسم المكتب الاعلامي لقوى الثورة في دمشق وريفها، يوسف البستاني، فقال لـ”العربي الجديد” إن الأهالي نزحوا بالفعل من بلدتي دير العصافير وبزينة، ما يشير إلى سيطرة قوات النظام عليهما بالرغم من نفي ذلك من قبل فيلق الرحمن الموجود في المنطقة، مشيرا إلى أن الفيلق أرسل صباح اليوم تعزيزات إلى المنطقة، لكنه ما زال يمنع وصول مؤازرات من جيش الإسلام.

 

وأكد البستاني أن القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية يكاد يسقط كله بيد قوات النظام، حيث يتعرض منذ صباح اليوم إلى قصف هستيري ومحاولات اقتحام من جانب قوات النظام، مشيرا إلى أن هذا القطاع يمثل خط دفاع هام عن البلدات والمدن في قلب الغوطة ويعتبر سلة زراعية هامة جدا للغوطة.

 

في غضون ذلك، قال الناطق باسم فيلق الرحمن وائل علوان في تغريدة له على موقع “تويتر” إن جيش الإسلام وافق على وقف الاقتتال في الغوطة وحقن الدماء، مؤكدا استعداد فيلق الرحمن للاجتماع فورا مع ممثلين عن جيش الإسلام لحل كل الخلافات بين الجانبين.

 

وكان الناطق باسم جيش الإسلام النقيب إسلام علوش قال في تغريدة مماثلة إن جيش الإسلام ورغبة منه في حقن الدماء وتوجيه البنادق إلى مقاتلة قوات النظام، يدعو “الإخوة في فيلق الرحمن وجيش الفسطاط إلى اللقاء على الأرض فورا لحل جميع الخلافات”.

 

غير أن الناشط يوسف البستاني قال لـ”العربي الجديد” إن الاشتباكات تجددت بين الطرفين في منطقة الأشعري بالغوطة الشرقية فجر اليوم.

 

وفي رد على الخلافات بين الفصائل الرئيسية في الغوطة، أعلنت بعض القوى التي تضم شخصيات عسكرية منشقة عن النظام تشكيل “تجمع رجال المرج والقطاع الجنوبي”، بقيادة العميد الطبيب معتز حتيتاني و”ضباط محترفين منهم العقيد أبو العلا والمقدم أبو فراس والمقدم أبو جهاد وغيرهم من الضباط الشرفاء، والهدف من هذا التجمع هو تصحيح مسار العمل الجهادي وتوجيهه إلى نقاط التماس في قطاعنا مع النظام ومرتزقته، والنأي بأبنائنا عن الاقتتال الداخلي”، بحسب ما جاء في فيديو مصور لإعلان التجمع.

 

وفي الغوطة الغربية، تتواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة، في محيط مخيم خان الشيح، وقد أسفرت عن تراجع قوات النظام في عدة نقاط.

 

أبوحطب لـ”العربي الجديد”: ثماني حقائب “خدماتية” للحكومة السورية المؤقتة

محمد أمين

أكد رئيس الحكومة السورية المؤقتة الجديد، جواد أبو حطب، أنه لن يختار وزراء ينتمون إلى أحزاب وكتل وتيارات سياسية، مشيراً في حوار مع “العربي الجديد”، من داخل المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة حيث يقيم منذ أكثر من عام، إلى أن الحكومة ستولي التعليم، والصحة، والجوانب الخدمية جل اهتمامها في المرحلة المقبلة.

 

وكان الائتلاف الوطني السوري قد اختار، مساء الاثنين الماضي، أبو حطب رئيساً جديداً للحكومة السورية المؤقتة، التي انبثقت عنه في عام 2013، والعاملة على إدارة المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام من مدينة غازي عينتاب، جنوب تركيا، ولم تحظ باعتراف قانوني دولي حتى الآن.

 

وأشار أبو حطب، إلى أن وزارته ستتضمن ثماني حقائب، إضافة إلى عدة هيئات مرتبطة بها، متوقعاً أن ينتهي من تشكيلة الحكومة خلال شهر إلى أربعين يوماً، موضحاً بأنه شكّل لجنة من اقتصاديين سوريين في شمال البلاد فور تكليفه برئاسة الحكومة، لوضع ميزانية تقديرية للمرحلة المقبلة، ووضع خطط اقتصادية لتأمين موارد اقتصادية للحكومة، مشيراً إلى أن هذه اللجنة ستقدم تصورها خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع على أبعد تقدير.

 

وقد نال أبو حطب، الذي يعد من أهم جراحي القلب في سورية، أغلب أصوات أعضاء الائتلاف متفوقاً على عدد من المرشحين، ليخلف بذلك أحمد طعمة الذي كان الرئيس الأول للحكومة، التي تعرضت لانتقادات كبيرة بسبب تراجع دورها وعدم قدرتها على تحقيق الأهداف التي شُكّلت من أجلها.

 

أبو حطب: تعودنا على القصف

وقال أبو حطب في حواره مع “العربي الجديد”، “سأختار الوزراء من المجالس المحلية، والفعاليات في الداخل حسب الكفاءة مع مراعاة التوزيع الجغرافي”. ونفى ما تردد عن توجه الحكومة لتشكيل فصيل عسكري مرتبط بها، مشيراً الى أنه ستكون هناك وزارة للدفاع من ضمن الوزارات المختلفة في الحكومة المؤقتة، ومؤكداً على أن جل اهتمامه سينصرف الى قطاعات التعليم والصحة والإدارة المحلية والخدمات.

 

رئيس حكومة المعارضة، أوضح أن التعليم سيكون في صلب اهتمام الحكومة، لافتاً إلى أنه سيؤسس معهداً عالياً لتأهيل الكوادر، إضافة إلى معاهد متوسطة تقنية استعداداً لمرحلة إعادة البناء التي “ستعتمد على الشباب التقنين المؤهلين”، وفق قوله، مبيناً أنه سيعمل على إنشاء هيئة للرقابة المالية، والتفتيش.

 

وأكد أبو حطب، أن الحكومة ستعمل من داخل سورية رغم المخاطر التي من الممكن أن تتعرض لها، خصوصاً لجهة القصف الجوي المتواصل من قبل طيران النظام، والمقاتلات الروسية، وقال: “تعودنا على القصف”. وأشار الى وجود خطط لإنشاء مناطق اقتصادية حرة على الحدود في شمال سورية بالاتفاق مع السلطات التركية، من شأنها أن تحقق حراكاً صناعياً وتجارياً.

 

مقتل 13 من عائلة واحدة بقصف جوي للنظام السوري

أنس الكردي

قتل 14 شخصاً بينهم 13 من عائلة واحدة، وأصيب العشرات، مساء أمس الأربعاء، في قصف جوي للنظام السوري على مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، بالتزامن مع إصابة عدد من المدنيين في حي الوعر بمدينة حمص، جراء عمليات قنص لقوات النظام.

 

وقال مدير شبكة “سوريا مباشر” علي باز لـ “العربي الجديد” إن “الطيران الحربي شن أكثر من عشر غارات جوية بالصواريخ الفراغية على ملجأ ومبان في مدينة الرستن بالريف الشمالي، ما أدى إلى سقوط 13 فرداً من عائلة واحدة تدعى التركماني، قضوا بصاروخ فراغي استهدف ملجأ كانوا يتحصنون فيه”.

 

وأوضح باز أن “البناء انهار بالكامل فوق رؤوس ساكنيه، فيما تمكن عناصر الدفاع المدني من انتشال جثامين الضحايا بعد عمليات رفع الأنقاض التي خلفها القصف”، مشيراً إلى مقتل مدني آخر وتواجد عشرات الإصابات في المشفى الميداني الذين أسعفوا إليه، بينهم فتاة في حالة خطرة، فيما أجريت عمليات بتر أطراف لآخرين”.

 

ولفت المسؤول الإعلامي إلى تسجيلات مصورة بثها المركز الإعلامي الموحد في مدينة الرستن، تظهر “ازدحام المشفى الميداني بالمصابين وصراخ أطفال من الألم وتصاعد دخان كثيف من المدينة جراء القصف”.

 

في سياق مواز، أصيب سبعة مدنيين بينهم إصابات حرجة في الرأس، جراء عمليات قنص لقوات النظام المتمركزة في المشفى الكبير لحي الوعر في مدينة حمص، وهو آخر الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة السورية في المدينة.

 

وقال باز إن “الإصابات وقعت أثناء محاولة السكان الحصول على مادة الخبز من أحد الأفران في الحي وسط حالة هلع بين الأهالي ونداء المساجد للتبرع بالدم”.

 

وكانت مليشيا تابعة لقوات النظام السوري قد احتجزت أمس أربعين سيدة معظمهن من مدينة تلبيسة وقرية الزعفرانة المجاورتين للرستن، اختطفتهن لدى مرورهن عند حاجز المدخل الشمالي لمدينة حمص، وهن عائدات من أعمالهن إلى منازلهن، بالريف الشمالي.

 

ويرجح سبب الاختطاف بحسب ناشطين، استخدامهن للتفاوض ومبادلتهن بمن احتجزتهم فصائل المعارضة بريف حماة الجنوبي الأسبوع الفائت، أثناء سيطرتها على قرية الزارة، فيما يرجح أن تكون قوات النظام قد صعّدت من عمليات القصف لخسارتها القرية الموالية لها.

 

الغوطة الشرقية: سقوط القطاع الجنوبي بيد النظام

عمار حمو

انسحبت فصائل المعارضة المسلحة من القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية، صباح الخميس، وترافق ذلك مع حركة نزوح كبيرة للأهالي والفعاليات المدنية من القطاع، مع قصف مكثف لقوات النظام.

 

مصادر محلية في زبدين ودير العصافير، أكدت لـ”المدن”، أن بلدات الركابية وحوش الدوير والبياض ودير العصافير وزبدين ونولة وبزينة شهدت حركة نزوح للأهالي جراء تقدم النظام واستهدافه للمنطقة.

 

وقال شاهد عيان من منطقة المرج، لـ”المدن”، إن المدنيين في القطاع الجنوبي نزحوا من منازلهم نحو الشمال. أي إلى مناطق سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية. وأشار إلى أن بعض النازحين أخذوا معهم المواشي الخاصة بهم من أبقار وأغنام، وافترشوا الطرقات والأراضي الزراعية.

 

الناطق الرسمي باسم “فيلق الرحمن” وائل علوان، أعلن عن تعرض بلدات زبدين ودير العصافير وبزينة وبالا لأكثر من 25 غارة جوية مدمرة، وأكدّ نزوح أهالي المنطقة.

 

وجاء الانسحاب بعد أيام من سحب “جيش الإسلام” لعناصره في قطاع المرج، وبقاء نقاط رباط “فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط”. مصدر محلي قال لـ”المدن”، إن “جيش الإسلام” انسحب منذ عشرة أيام، وبقي في المنطقة 400 عنصر من “فيلق الرحمن” إضافة للمدنيين من أهالي المنطقة الذين حملوا السلاح لمواجهة تقدم قوات النظام.

 

وأشار المصدر إلى أن الحملة العسكرية الواسعة لقوات النظام وتراجع قوات المعارضة، دفعا بالأهالي ومن بينهم نساء وأطفال إلى حمل السلاح للذود عن أملاكهم وأراضيهم الزراعية في المنطقة.

 

فصائل الغوطة الشرقية، وخاصة “جيش الإسلام”، استخدمت القطاع الجنوبي كورقة ضغط على بعضها. ناشط ميداني من زبدين قال لـ”المدن”، إن “جيش الإسلام” انسحب قبل أيام من المنطقة من دون إخبار المدنيين بذلك، وترك خلفه عشرة آلاف مدني.

 

وكان الناطق الرسمي باسم “جيش الإسلام” إسلام علوش، قد قال لـ”المدن”: “لا نستطيع الوصول إلى القطاع الجنوبي بسبب قطع طرق الإمداد من فيلق الرحمن وجيش الفسطاط، وفي حال سقط القطاع الجنوبي يتحمل مسؤولية سقوطه كاملاً الفيلق والفسطاط”.

 

“القطاع الجنوبي” كان حاضراً في بيانات الفصائل العسكرية. الناطق باسم “هيئة الأركان” لـ”جيش الإسلام” حمزة بيرقدار، قال: “أهلنا في جنوب الغوطة نسمع استغاثاتكم ولكن ننتظر ممن قطع علينا الطريق أن يفتحوها لإيصال المؤازرات والإمدادات إليكم”.

 

أما “فيلق الرحمن” فذكر عبر إعلامه الرسمي أنه يقوم بإمداد جبهات القتال جنوبي الغوطة الشرقية، ويتصدى لقوات النظام في المنطقة. ويبدو استخدام “القطاع الجنوبي” في التصريحات العسكرية من الطرفين، وكأنه ورقة مواجهة بين الفصائل، في اقتتالها الداخلي.

 

تقدم النظام الخميس، ترافق مع اشتباكات متقطعة في بلدة مسرابا بين فصائل الغوطة الشرقية، كما أعلن “جيش الإسلام”، الأربعاء، عن تعرض نقاطه في حرستا للاعتداء من قبل “جبهة النصرة” و”فجر الأمة” المنضويين في “جيش الفسطاط”، وكذلك أعلن الجيش تعرض مواقع له في منطقة الأشعري للاعتداء من قبل “النصرة”.

 

وكان النظام سيطر الثلاثاء على مزارع بزينة ونولة، فيما كانت وقتها بلدات مديرا والأشعري وبيت سوا، تشهد حملة عسكرية لـ”جيش الإسلام” ضد الفصائل العسكرية في سياق الاقتتال الحاصل بين الفصائل منذ أواخر نيسان/إبريل.

 

وأعلنت الصفحات الموالية للنظام السوري، في مواقع التواصل الإجتماعي، عن سيطرة قوات النظام على جبهات القطاع الجنوبي، وأشارت إلى سقوط أكثر من 40 قتيلاً للمعارضة.

 

سقوط  القطاع الجنوبي، جاء بعد ساعات على بيان لـ”جيش الإسلام” دعا فيه “فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط” إلى لقاء عاجل على الأرض، لحل النزاعات وتسوية الخلافات. وقال البيان: “بعيداً عن التراشق الإعلامي واستجابة لرغبة إخواننا في وقف إطلاق النار وحقن الدماء ندعو الإخوة إلى اللقاء العاجل”. “فيلق الرحمن” رحب ببيان “جيش الإسلام” وأعلن عن استعداده للقاء.

 

مصدر محلي قال لـ”المدن” إن خطوات التقارب بين الفصائل المتنازعة أمر جيد ويخدم أهالي الغوطة الشرقية وفصائلها، ولكن يبدو أن خطواتهم جاءت متأخرة بعد فوات الأوان، وخسارة بلدات من أهم مناطق الغوطة الشرقية.

 

وتعتبر قرى وبلدات القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية “السلة الغذائية” للغوطة ومصدراً لكسر الحصار الذي يفرضه النظام عليها. وستشهد الغوطة الشرقية في حال لم تتمكن فصائلها من استعادة المناطق التي خسرتها، فصلاً عنيفاً من الحصار والتجويع.

 

“الاتحاد الديموقراطي” وأميركا: مقايضة الرقة بغربي الفرات

سميان محمد

عُقد اجتماع الثلاثاء في منزل الرئيس المشترك لحزب “الاتحاد الديموقراطي” صالح مسلم، في كوباني/عين العرب، بين قيادات سياسية وعسكرية من “الاتحاد الديموقراطي” وعسكريين وسياسيين أميركيين.

 

مصدر مطلع في “الاتحاد”، قال لـ”المدن”، إن الاجتماع كان بهدف اقناع القيادة العسكرية لـ”وحدات حماية الشعب” –الذراع العسكرية لـ”الاتحاد”- بالمشاركة في الحملة الأميركية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة، مقابل ضم مدينة الرقة إلى “فيدرالية روج آفا” شمالي سوريا، بعد السيطرة عليها.

 

وأضاف المصدر بأن مسلم وصل إلى كوباني بحوامة أميركية خاصة قادماً من إقليم كردستان العراق، هبطت به في القاعدة العسكرية الأميركية في كوباني، مشيراً إلى أن النقاش دار حول المناطق التي يجب محاربة “داعش” فيها الآن، مؤكداً أن الجانب الأميركي فرض على “الاتحاد الديموقراطي” تأجيل مسألة تقدم “الوحدات” الكردية باتجاه مناطق غربي الفرات، وتأجيل الاعتراف بـ”الإدارة الذاتية” إلى ما بعد السيطرة على الرقة.

 

وكالة “فرانس برس” نشرت خبراً بأن الوفد الأميركي كان بقيادة المبعوث الأميركي في الحرب ضد “داعش” في سوريا والعراق بريت ماكغورك، بحضور عسكريين فرنسيين وبريطانيين، إلا أن مصدراً أمنياً خاصاً في “الإدارة الذاتية” أكد لـ”المدن” بأن ماكغورك لم يتواجد في الاجتماع الذي اقتصر على عسكريين وسياسيين أميركيين من دون الكشف عن اسمائهم.

 

وكانت مدينة كوباني قد تحولت إلى منطقة عسكرية بعد الدمار الذي لحق بها جراء الحرب مع “داعش”، قبل أن تقوم الولايات المتحدة ببناء قاعدة لوجستية قبل شهر تقريباً، في قرية “سبت” على بعد 35 كيلومتراً جنوبي كوباني.

 

وتزامنت زيارة الوفد الأميركي مع زيارة يقوم بها وفد من “الإدارة الذاتية” برئاسة الرئيسة المشتركة لـ”مجلس سوريا الديموقراطية” إلهام أحمد، إلى واشنطن، مع تردد أنباء عن قبول واشنطن بفتح ممثلية لـ”الإدارة الذاتية” في واشنطن، وهو الأمر الذي يفهمه مراقبون على أنه خطوة أخرى يبتعد فيها “الاتحاد الديموقراطي” عن المحور الروسي باتجاه المحور الأميركي. مع الإشارة إلى أن المناوشات التي تجري منذ حوالى أسبوع بين قوات النظام والوحدات الكردية في الحسكة، تدخل ضمن هذا الإطار.

 

الكاتب الكردي هوشنك أوسي، أوضح لـ”المدن”، أن الزيارات المتبادلة للمسؤولين الأميركيين إلى مناطق “الإدارة الذاتية” الخاضعة لسلطة حزب “الاتحاد الديموقراطي”، وزيارات مسؤولي الحزب إلى واشنطن، ليست بالجديدة، وهي تشير إلى أن التنسيق الأمني والعسكري بين الطرفين بخصوص “مكافحة الإرهاب” والحرب على “داعش” قد يصل إلى المستوى السياسي أيضاً. وهذا ما يسعى إليه حزب “الاتحاد الديموقراطي” ومن خلفه حزب “العمال الكردستاني”. فأي تواصل أميركي مع “الاتحاد” هو في الوقت عينه، ولو بشكل غير مباشر، تواصل مع “العمال”.

 

ويضيف أوسي المختص بالشؤون التركية والكردية أن هذه الزيارة ليست لفرض الإملاءات بل لخلق نوع من الضغط على تركيا وحلفائها ضمن المعارضة السياسية والعسكرية السورية، بغية القبول بالمطالب الكردية في سوريا ما بعد نظام الأسد.

 

وأكد أوسي ان احتمال هجوم “الوحدات” على الرقة وتحريرها من “داعش” بالتنسيق مع الأميركيين، وارد جداً، وهو يأتي بالضد من رغبة تركيا و”الائتلاف” السوري المعارض، مرجحاً أن يكون الهجوم منوطاً بحصول حزب “الاتحاد الديموقراطي” على ضمانات من واشنطن بخصوص مقايضة الرقة بالمناطق الحدوديّة العربيّة الفاصلة بين كوباني وعفرين على الحدود السورية التركية. ويريد “الاتحاد الديموقراطي” خلق إقليم جغرافي كردي يمتد من منطقة ديريك “المالكية” شرقاً وحتى عفرين غرباً، مروراً بكوباني وأعزاز ومنبج وجرابلس، وهذا ما ترفضه تركيا وحلفاؤها في المعارضة السوريّة.

 

تكثيف التواجد العسكري الأميركي في مناطق “الإدارة الذاتية” لا يقتصر على مدينة كوباني، فقد شهدت منطقة الجزيرة أيضاً كثافة أميركية ملحوظة في الآونة الأخيرة. ويتركز الوجود الأميركي في قاعدة عسكرية على سفوح جبل كراتشوك ونقاط عسكرية ممتدة بين رميلان والمالكية في الحسكة. وبحسب مواطنين في الريف الجنوبي لمدينة رميلان، فإن القاعدة العسكرية في جبل كراتشوك يلفها الكثير من الغموض لجهة تواجد عسكريين من جنسيات مختلفة بينهم ألمان وأتراك وأميركيون، ما يرجح أن تكون فرعاً غير معلن عنه للقواعد في أربيل وأنجرليك التابعة لـ”حلف شمال الأطلسي”. كما أن الطيران المروحي الأميركي يسجل نشاطاً يومياً بين القاعدة العسكرية في كراتشوك والأراضي التركية والعراقية.

 

وفي السياق، يؤكد نشطاء على أن المطار الزراعي الواقع في قرية روباريا الواقعة على بعد 10 كيلومترات جنوبي مدينة ديرك، ومطار رميلان، يشهدان منذ منتصف نيسان/إبريل نشاطاً ملحوظاً للحوامات أثناء الليل، وتقوم القوات الأمنية لـ”الاتحاد الديموقراطي” المعروفة بـ”الأسايش” بقطع جميع الطرق المؤدية إليهما.

 

وقام حزب “الاتحاد الديموقراطي” خلال الشهرين الماضيين، بنشاطات تهدف إلى تقوية الجانب العسكري، حيث قام “المجلس التشريعي للإدارة الذاتية” بالتصديق على مسودة مشروع بتمديد خدمة التجنيد الاجباري من ستة أشهر إلى تسعة أشهر، كما قامت “هيئة التربية والتعليم” في “الإدارة الذاتية” بإلزام موظفيها بالتوقيع على كرّاس يتضمن الالتحاق بالقوى العسكرية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في حالات الطوارئ، وفصلت جميع العاملين الذين رفضوا التوقيع.

 

وإذا ما شاركت “الوحدات” الكردية في الهجوم على مدينة الرقة بالتزامن مع حملة تحرير الموصل، فإن المناطق الكردية في سوريا والعراق المتداخلة ديموغرافيا مع مناطق العرب السنّة، ستكون جبهات مفتوحة على جغرافية تمتد لمئات الكيلومترات، ما سيؤدي إلى نتائج كارثية، تحقق المخططات الأميركية الرامية إلى ضرب شعوب المنطقة بعضها ببعض.

 

عن اصطياد الدم: أهالي الزارة

بشار جابر

ما إن دخلت قوات من فصائل مسلحة تابعة لـ”غرفة عمليات حمص المشتركة” قرية الزارة ذات الأغلبية العلوية، في ريف حمص، حتى استنفر النظام على كافة الأصعدة، من التغطية الإعلامية إلى تدخل قطاعات الدولة. واتصل رئيس الوزراء وائل الحلقي بمحطات الإعلام الرسمية ليعلق على الحدث. حملات الإدانة لم تتوقف، خاصة منذ وصول مقاطع يُشاهد فيها مقاتلون من كتائب إسلامية يدوسون بأقدامهم على جثث نساء من القرية.

 

ووجد النظام في المجزرة التي ارتكبتها فصائل إسلامية، وراح ضحيتها العشرات بين أسير وقتيل، فرصة إضافية للتحشيد الطائفي، ومخاطبة الغرائز، وتشويه الوقائع. فسارع المشايخ العلويون، ورجال الدين الشيعة لإعادة صناعة الحدث وتركيبه، بوصفه مجزرة يتحملها السلوك التكفيري للمعارضة السورية، وبالطبع لن تشفع بيانات الإدانة من المعارضة أمام مشايخ يصيدون الدم كيفما اتجهوا.

 

النظام نقل وفداً من نازحي قرية الزارة إلى المناطق المخصصة للنازحين في مدينة اللاذقية، وهي مدارس في منطقة الدعتور ذات الأغلبية العلوية، والتي يقطن فيها مجموعة كبيرة من نازحي الساحل من القرى العلوية فقط. وبدأت وفود دينية شيعية وعلوية تزورهم وتلاحق قصتهم، وتعيد قولبتها خارج الحرب السورية المستعرة، وتنمطها داخل فلك الصراع الطائفي لا غير.

 

نقل النازحين كان خطوة استباقية للنظام ليُهاجم بها برود المجتمع العلوي أمام الحرب، فنقل أهوال الكارثة إلى اللاذقية هو بغرض استثمارها لإعادة التعبئة البشرية، ودفع العلويين إلى حسم خيارهم، ضد الهدن العسكرية، وكسر انتمائهم إلى وجود سوري خارج ظِل السلاح الذي يوزعه النظام ويُدير حركته.

 

قولبة الحدث لم تتم عبر المشايخ العلويين والشيعة فقط، فالمحاضرات الرثائية التي ألقيت في مجمعات النازحين قادها رجال حزب “البعث” أيضاً، إلا أن الفارق بين النصوص ليس واسعاً. وبالكاد أُلقي خطاب من ممثل لـ”البعث” لم يتحدث عن الجهاد الآتي من السعودية وتُركيا، وعن وسمِ معارضي النظام بأنهم “بلا دين وكفرة” وعن “ضرورة الحفاظ على الانتماء الديني الأصيل في مواجهة دين الحق”، وأن “لا خيار للأهالي الذين تكبدوا الموت إلا بمحاولة الموت بحمل السلاح لحماية حياتهم”.

 

خطب المشايخ كانت قصيرة ووافية لنفي أي مسؤولية للنظام عما حصل، فقال أحد الشيوخ العلويين: “لقد قُتِل أبناء الزارة لولايتهم للإمام علي أولاً، ولدفاعهم عن عصمة آل البيت ثانياً، ولأنهم يقفون مع الجيش السوري ثالثاً”. وذلك ينقل المشايخ الحدث السياسي العسكري إلى إطاره الأسطوري التاريخي، ويحجبون أي مسؤولية للنظام ومليشياته عن الحدث، ويحجبون اللحظات المتواترة والمترابطة التي أدت إلى وجود حدث عنفي مروع بهذا الشكل، والأهم حجب أي دلالة قد يضيفها الأهالي عن قصتهم وما تعرضوا له.

 

عدد من أهالي قرية الزارة الذين أصبحت أماكن نزوحهم مزاراً للعلويين في المدينة، أكدوا لـ”المدن”، سقوط أربعة حواجز تقريباً لـ”الدفاع الوطني” بأقل من ست ساعات، واختراق قوات المعارضة قرية الزارة في أقل من نصف يوم، وأن أكثر من مئة مسلح من القرية ذاتها قد اختفوا قبل الإقتحام من دون أن ينذروا الأهالي، أو يطلبوا منهم الهرب، وأن حجم المليشيات التابعة للنظام الموجودة في منطقتهم لم تكن تتناسب مع قسوة الحدث. فوصول المسلحين إلى القرية تمّ ببساطة مُطلقة، والقوة من الجيش التي تحمي المحطة الحرارية القريبة من قرية الزارة لم تتدخل إلا بعدما خرج الأهالي.

 

ولم يقم النظام بإحصاء المخطوفين أو المفقودين، حتى الآن، والأرقام التي وردت عبر قنوات النظام الرسمية هي غير واقعية. فقد أكد الأهالي وعبر اتصالاتهم مع بعضهم البعض، بأن عدد المفقودين والقتلى من المدنيين لا يتجاوز الأربعين. وهذا الرقم قريب من إحصاءات المعارضة، التي قالت بوجود 24 أسيراً مدنياً، و30 عسكرياً.

 

المعلومات التي يتداولها الأهالي غير مرحب بها من قبل النظام، ولا يُستمع لها أصلاً، فعلى الحدث ألا يكون واقعياً يسرده أصحابه، بل أن يسرده عقل طائفي، ينقل كل صراع ومأساةٍ في المنطقة إلى قناتها الوحيدة؛ الاقتتال الطائفي والأهلي، لا قناة التفكير في الأسباب التي تدفع للبحث عن حلول سلمية مغايرة للتجييش والحقن الطائفي.

 

وللتأكيد على استغلال المجزرة مستقبلاً تتكفل المؤسسات الإيرانية في اللاذقية برعاية النازحين، وتبني خطابهم كما تشتهي. ولجعل الامتنان للخطاب الإيراني الشيعي حتمياً، تتكفل المؤسسة الإيرانية بوضع نازحي الزارة في بيوت سكنية خارج مناطق النزوح العامة، ذلك لجعل المجزرة من أبلغ القصص التي تُفعل الوجود الشيعي، وهذا تحديداً ما لا يستطيعه المشايخ العلويون الذين يتبنون ما سيفعله النظام ومؤسساته فقط.

 

وتذهب الإيديولوجيا الشيعية الحديثة في الساحل لاصطياد الدم، المجزرة في الزارة هي المبرر الوحيد لزيادة تعصب الخطاب الطائفي، في مواجهة أكثرية سنية يُطلب من كل علوي أن يتخيلها ترتكب جرائم متواصلة بحجم ما حصل في الزارة. فيأتي المشايخ العلويون والقادة البعثيون إلى النازحين ليلقوا كلاماً قالبه ومضمونه الشيعي هو الحاضر كمنهجٍ عقائدي وقدرة احتوائية.

 

ومن الصعب على أهالي الزارة ألا يصدقوا ما يقوله المشايخ لهم، وسيربح النظام ومن خلفه إيران كثيراً مما حصل في الزارة. فلن يكون هناك أفضل من هذا الدم لكي يعيدوا تجميع الشباب العلوي حول السلاح.

 

“داعش” يتقدم جنوبي ديرالزور

محمد حسان

تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية”، من السيطرة على مزارع البانوراما والمجبل ومدرسة السواقة جنوبي مدينة دير الزور، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والمليشيات الموالية لها. وجاءت سيطرة التنظيم بعدما شنّ مقاتلوه هجوماً على نقاط قوات النظام، مساء الثلاثاء، على طريق دمشق-ديرالزور. ومهّد التنظيم لتقدمه، بقصف مكثف على مواقع قوات النظام بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون والدبابات، كما كان للصواريخ المضادة للدروع دور في تدمير مدرعات قوات النظام ما أجبرها على الانسحاب.

وخسرت قوات النظام أكثر من 15 عنصراً، وقام التنظيم بسحب الجثث و”صلبها” في قرى ديرالزور وأحياء المدينة الخاضعة لسيطرته، في حين قُتل 6 من العناصر المحلية من التنظيم.

وأغتنم مقاتلو التنظيم مجموعة من الأسلحة والذخائر من بينها قواعد صواريخ مضادة للدروع، ودمروا دبابة لقوات النظام على حاجز البانوراما وعربة BMB  في منطقة المجبل.

 

هجوم التنظيم جنوبي المدينة، كان متزامناً مع هجوم مشابه شنه مقاتلوه على أطراف تلة الرواد وفندق فرات الشام غربي مدينة دير الزور وعلى أطراف حي الطحطوح شرقي المدينة والذي تتحصن به قوات النظام، وتم قصف تلك المواقع بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون محلية الصنع.

 

وتشهد محافظة ديرالزور معارك مستمرة بين الطرفين، فالتنظيم كان قد تمكن السبت 14 أيار/مايو من السيطرة على ستة مواقع استراتيجية على طريق دمشق-ديرالزور، منها مستشفى الأسد وتجمع الكليات والسكن الشبابي وصوامع الحبوب ومحطة محروقات سادكوب، غير أن قوات النظام استعادت جميع تلك النقاط بعد أقل من 24 ساعة، بدعم من الطيران الروسي الذي شن أكثر من 40 غارة جوية.

 

الناشط بديع محمد قال لـ”المدن”، إن المعارك المستمرة بين “داعش” وقوات النظام منذ السبت، تسببت بمقتل 70 عنصراً من قوات النظام معظمهم من عناصر مليشيات “الدفاع الوطني” و”جيش العشائر”، وقتل من التنظيم أكثر من 50 عنصراً بينهم أجانب، بالإضافة إلى عشرات الجرحى من الطرفين.

 

وأضاف محمد أن المعارك جاءت بعد زيارة الناطق باسم “الدولة الإسلامية” والمسؤول عن الجناح السوري فيها أبو محمد العدناني، واجتماعه بقادة وأمراء دير الزور، وحثهم خلالها على إنهاء تواجد قوات النظام في ولاية الخير (ديرالزور) مهما كلف الثمن.

 

الطيران الروسي كثف من قصفه على مدينة ديرالزور وريفها منذ اندلاع المعارك بين الطرفين، وتركز القصف على محيط اللواء 137 غربي المدينة ومناطق تمركز التنظيم في المجبل ومدرسة السواقة وجبل الثردة جنوباً، فيما شنّ طيران النظام غارات على حي الصناعة وقرى الحسينية والجنينة ومحيط المطار العسكري.

 

التنظيم ردّ على قصف طيران النظام لمناطق سيطرته، بقصف أحياء الجورة والقصور وحي هرابش الخاضعة لسيطرة قوات النظام، طيلة الأيام الماضية، ما تسبب بسقوط 5 مدنيين بينهم امرأة.

 

أما في مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، فقد قتل ثلاثة أطفال وامرأة  نتيجة غارة جوية من طيران “التحالف الدولي”، استهدفت منزلهم وسط المدينة. وأكد الناشط أحمد رمضان لـ”المدن” أن طيران “التحالف” استهدف فجر الإثنين منزل قتيبة الراوي، ما تسبب بمقتل ثلاثة من أطفاله وأخته وإصابة بقية أفراد العائلة بجروح. وأضاف رمضان أن طيران “التحالف” استهدف كذلك المنطقة المحيطة بمركز البريد في البوكمال، ومحيط حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي بغارات متعددة.

 

معارك الكر والفر تأتي في ظل خلافات مستمرة داخل معسكر قوات النظام، بين قائد العمليات العسكرية في مطار ديرالزور العسكري العميد عصام زهرالدين، وقائد مليشيا “الدفاع الوطني” فراس العراقية. وقام زهرالدين باعتقال العراقية، الجمعة، وأودعه السجن، إلى أن تدخل قائد قوات النظام في دير الزور اللواء محمد خضور، وأطلق سراح العراقية بعد ثلاثة أيام على اعتقاله، كبادرة حسن نية لانهاء تلك الخلافات.

 

وأثار عصام زهرالدين لغطاً كبير في وسائل التواصل الاجتماعي بعد المعارك الأخيرة، بسبب نشر صور يظهر فيها مع مجموعة من عناصره في حفل تقطيع وتمثيل بجثث عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، في اثبات جديد على أن قوات النظام هي “المدرسة” التي تفرخ الإرهاب في المنطقة.

 

وزهرالدين كان قائداً لـ”اللواء 105″ التابع لـ”الحرس جمهوري”، قبل أن يعين قائداً لعمليات النظام في حلب بدلاً من العميد محمد خضور، ثم عيّن قائداً لفرع “المخابرات العسكرية” في المنطقة الشرقية خلفاً للواء جامع جامع. ولزهرالدين سجل حافل في ارتكاب المجازر، وأشهرها مجزرة الجورة والقصور في أيلول/سبتمبر 2012، وراح ضحيتها مئات المدنيين، وشهدت ديرالزور حينها أول عمليات لقطع الرؤوس وإلقاء البشر أحياءً في فرن ناري مشتعل، في حي الجورة، بحسب روايات عديدة.

 

ابن ضابط سوري بعد تنكيل بالجثث.. نؤدي واجبنا الديني

علّق والده بقايا الجثث بسلك كهربائي والتقط لنفسه صوراً معها

العربية.نت – عهد فاضل

ردّ يعرب زهر الدين ابن العميد في جيش الأسد عصام زهر الدين، بعنف، على كل وسائل الإعلام التي تناولت والده الذي علّق بقايا الجثث من على تكييف هواء والتقط لنفسه الصور ووزعها على أنصار الأسد للاحتفال بها بصفتها نصراً.

وقال يعرب عصام زهر الدين، في ردّ نشره على صفحة “العميد الركن عصام زهر الدين” على فيسبوك منذ ساعات دفاعاً عن والده وتبريراً لتلك الجريمة التي هزّت الأوساط الإعلامية العربية: “نحن لا ننتقم لأنفسنا، نحن نقوم بتأدية واجبنا الوطني والديني بهؤلاء المارقين”!

وكان العميد في جيش النظام السوري عصام زهر الدين، قد التقط بقايا جثث وعلّقها من رقابها بسلك كهربائي من على تكييف هواء، حيث لم تكن الجثة سوى رأس وبضع صدر وذراع تتدلى، والأخرى شبيهة بحالة الأولى، أما على الأرض فتوجد ساق مقطوعة محترقة، في مشهدية سوريالية سوداء لا تخطر على قلب “ذئب” بقول البعض.

ثم توجه العميد إلى الكاميرا والتقط صورا لنفسه، مع بقايا الجثتين المتدليتين، تباهيا بهذا المشهد الذي “لم يترك شيئا لمصاصي الدماء شيئاً كي يفعلوه بعد الآن” كما علّق متابعون صعقهم المشهد الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة وردود أفعال عبرت عن بالغ الاستياء و”القرف” مما فعله ضابط في جيش الأسد.

وكانت الصورة قاسية إلى الدرجة التي امتنعت فيها وسائل الإعلام عن نشرها واضحةً، حيث امتنع موقع “العربية.نت” عن نشر الصورة بوضوح لوحشيتها وقساوتها التي فاقت التصور.

 

استنكار وسائل الإعلام العربية لهذه الجريمة، دفع بابن العميد للدفاع عن والده، ولتنتقل بذلك الجريمة من الأب إلى الابن، وليقول بصريح العبارة: “نؤدي واجبنا الوطني والديني”.

بل إنه اتّهم وسائل الإعلام التي اقشعرّت أبدانها لهول الصورة، بأنها “متحالفة مع الإرهاب”. كما لو أن الانتماء السياسي للجثة سيكون مبررا لانتهاكها بهذا الشكل الذي صدم المتابعين العرب من المحيط إلى الخليج، ولم يعلم ابن العميد أن الجثة حتى لو كانت “لقطة شوارع” لكان من المحرّم دينيا ومدنياً التنكيل بها بهذا الشكل الصادم، كما قال تعليق ردا على اتهام ابن العميد.

وقال يعرب في دفاعه عن جرائم أبيه مخاطباً وسائل إعلام تناولت الصورة: “تتهمنا بالتمثيل –بالجثث- متجاهلة أن الجيش السوري وحلفاءه الوحيدون في العالم الذين يقاتلون الخوارج، فنحن نعرض صور انتصارنا عليهم. نحن لم نكن وحوشاً”. ويكمل: “لم أنشر هذا للتبرير أبداً”.

ثم قام بإمضاء بيانه المتضامن مع أبيه باسم: “مجموعة نافذ أسد الله. يعرب عصام زهر الدين” وهي المجموعة العسكرية التابعة لجيش الأسد ويقاتل فيها يعرب هو الآخر، وهي التي تولّت مع العميد جمع بقايا الجثث النازفة دماً وتعليقها من رقابها بسلك كهربائي، في مشهد يصعق حتى الوحوش.

وسبق أن قام موقع “العربية.نت” بنشر خبر عن الصورة التي يظهر فيها العميد في جيش الأسد إلى جانب بقايا الجثث، إلا أن الموقع امتنع عن نشر تفاصيل الصورة الواضحة، بسبب قسوتها المفرطة وللوحشية الكامنة في ثناياها.

ويعرف العميد عصام زهر الدين بصلته القوية مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث يعمل بتوجيهاته التلفونية على مدار الساعة.

يشار إلى أن جهات دولية عديدة غالبا ما تتحدث عن جرائم تنظيم داعش، بالصورة والصوت، إلا أن ما يفعله جيش بشار الأسد لا يحظى بمثل تلك الإدانة على المستوى العالمي. لأسباب لم تتضح إلى الآن، إلا أن الدعم الروسي له في المحافل الدولية هو السبب الرئيسي الذي قدم الحماية له ولضباطه وما يرتكبونه من جرائم بحق الشعب السوري، على عموم الأرض السورية.

 

دي ميستورا: الإسقاط الجوي “ملاذنا” لإيصال المساعدات

العربية.نت

تعهد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا، اليوم الخميس، باللجوء لخيار “الملاذ الأخير” بإسقاط المساعدات من الجو ونقل المساعدات بالطائرات، إذا لم يتحسن الوضع على صعيد الوصول للمناطق المحاصرة في سوريا، بحلول الأول من يونيو ولم يستبعد تجاهل اعتراضات النظام.

 

وأضاف أنه إذا لم يتحسن الوضع من ناحية دخول المساعدات وإعادة تطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية فإن مصداقية الجولة المقبلة من محادثات السلام ستكون محل شك.

 

لكن دي ميستورا قال إنه لن يتخلى عن المحادثات وإنه بانتظار الموعد المناسب.

 

اتفاق الهجرة يترنح..تركيا تحتج وتستدعي ممثل “الأوروبي

أنقرة – رويترز

استدعت تركيا رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في أنقرة، للاحتجاج على تصريحات انتقد فيها أسلوب مسؤولين أتراك في تطبيق الاتفاق حول الهجرة، حسبما أفادت مصادر دبلوماسية الأربعاء. وأضافت المصادر أن الدبلوماسي الألماني هانسيورغ هابر الذي يرأس وفد الاتحاد الأوروبي إلى أنقرة استدعي إلى مقر وزارة الخارجية التركية الثلاثاء. وتابعت أن السلطات التركية أعربت لهابر عن “استنكارها” وإدانتها لهذه التصريحات.

وكانت وسائل إعلام تركية أوردت أن هابر وجه انتقاداً لاذعاً لأسلوب تركيا في تطبيق الاتفاق الهادف إلى الحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وذلك خلال لقائه مع صحافيين في 13 مايو الحالي.

وأوردت وكالة الأناضول الرسمية أن هابر قال “لدينا مثل يقول ابدأ كالأتراك لكن إنه عملك كالألمان. لكن يبدو أن الأمر على العكس هنا”. في المقابل، أكد وفد الاتحاد الأوروبي تلك التصريحات.

يذكر أن الاتفاق الذي عقد بين تركيا والاتحاد الأوروبي ينص على أن إلغاء تأشيرات دخول المواطنين الأتراك إلى فضاء شينغن، مقابل الحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا، إلا أن هناك شكوكا حول ذلك بعد تبادل اتهامات بين الطرفين يمكن أن تؤدي إلى إعادة النظر في الاتفاق بكامله.

تركيا ترفض تغيير قانون مكافحة الإرهاب

من جهة أخرى، قال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء إن بلاده تقوم بكل ما في وسعها لإنجاز اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لكبح الهجرة، لكنه أوضح أن أنقرة لن تغير قانونها الخاص بمكافحة الإرهاب في إطار الاتفاق. جاءت تصريحات إبراهيم كالين بعدما اتهمت الحكومة التركية أوروبا بوضع عراقيل جديدة أمام الاتفاق، الذي يهدف لمنح الأتراك حرية السفر دون تأشيرات إلى دول الاتحاد الأوروبي، مقابل وقف تدفق المهاجرين بصورة غير شرعية.

وكان الاتحاد قال إنه يتعين على تركيا تضييق تعريفها القانوني للإرهاب وتغيير قوانين أخرى لتتوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي، حتى يتسنى المضي قدما في تنفيذ الاتفاق. في حين قال كالين في مؤتمر صحافي في أنقرة إن هذا التغيير غير وارد تماماً مشيراً إلى أنه سيسهم فقط في تشجيع المنظمات الإرهابية. وأضاف أن تركيا تبذل كل ما في وسعها لإنجاز ما عليها في الاتفاق ولم تغير أسلوبها أو سياستها.

 

محاولات لإقناع المعارضة السورية للعودة لطاولة المفاوضات

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 18 أيار/مايو 2016 المبعوث الأممي لسورية

روما- قالت مصادر في المعارضة السورية إن المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا يأمل بإقناع المعارضة والأطراف ذات الصلة على العودة لطاولة المفاوضات لاستئناف الجولة الثالثة من مؤتمر جنيف مطلع حزيران/يونيو المقبل. وأشارت إلى أنه سيطرح الأمر بجدّية على المعارضة السورية حين استلام الرد النهائي على أسئلته الـ 29 التي قدّمها لها.

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “هناك شكوك كبيرة لدى المبعوث الأممي بإمكانية عقد الجولة الثالثة بالوقت المستهدف، لكنه سيحاول بما أتيح من وسائل لإقناع المعارضة وحلفائها بجدوى العودة لطاولة المفاوضات”.  وأشارت إلى وجود “قناعة بأن الجولة الثالثة لن تكون مباشرة حتى لو عُقدت، لكنه مصر على أن تدخل في صلب مناقشة عملية الانتقال السياسي”، حسب تأكيدها.

 

وكانت الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 3 قد عُقدت في الفترة من 13 ولغاية 27 نيسان/أبريل الماضي، ولم يستطع المبعوث الأممي تحديد موعد جديد لها. كما فشل وزراء خارجية مجموعة العمل الدولية الذين اجتمعوا في فيينا الثلاثاء في تحديد موعد لها، ما يشير إلى استمرار الخلافات العميقة بين الأطراف الراعية للمفاوضات فضلاً عن عدم نيّة المعارضة السورية العودة للمفاوضات وإصرارها على تنفيذ واحترام البنود التمهيدية الواجب تنفيذها قبل المفاوضات، وعلى رأسها احترام الهدنة في كل سورية، وعدم عرقلة النظام لإدخال المواد الغذائية والأدوية إلى المناطق المحاصرة، وضرورة تنفيذ بند الإفراج عن المعتقلين الوارد في القرار الدولي 2254.

 

وكان المبعوث الأممي قد قدّم وثيقة لمجلس الأمن نهاية الشهر الماضي أكّد فيها على أن الجولة الثالثة لمفاوضات جنيف بين أطراف الصراع في سورية ستبحث في كيفية ممارسة الحكم للسلطة خلال المرحلة الانتقالية، بما في ذلك ما يتعلق بالرئاسة والصلاحيات التنفيذية والرقابة على المؤسسات الحكومية والأمنية، والاستراتيجية والهيئات المشتركة وآليات التنسيق لمكافحة الإرهاب ولضمان حماية حدود سورية وسلامتها الإقليمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى