أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 19 تشرين الثاني 2015

 

78 مرشحاً لـ «الهيئة الانتقالية» بينهم الشرع … وقادة فصائل إسلامية

لندن – إبراهيم حميدي

تختبر واشنطن وبعض حلفائها إمكان ضم قادة فصائل إسلامية معارضة إلى خريطة الطريق المتفق عليها في الاجتماع الوزاري الأخير في فيينا، وسط تفعيل الجهود لعقد مؤتمر موسع للمعارضة السياسية يجري فيه الاتفاق على موقف سياسي ووفد موحد من ثلاثة قوائم أميركية وروسية وعربية تضم 80 مرشحاً بينهم نائب الرئيس السابق فاروق الشرع، للتفاوض مع ممثلي النظام قبل بداية العام المقبل وتشكيل حكومة لإطلاق عملية انتقالية تنتهي في انتخابات بإدارة تحت إشراف الأمم المتحدة بعد 18 شهراً.

الجديد أن واشنطن تقدمت بقائمتها المرغوبة إلى مؤتمر المعارضة، وتضمنت 15 اسماً بينهم أربعة من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، وهم رئيسه خالد خوجة وسلفه هادي البحرة ونائبة الرئيس نغم الغادري والرئيس السابق لـ «المجلس الوطني الكردي» عبد الباسط سيدا، مع «تفضيل أن يُسمح للائتلاف بتشكيل وفده الخاص»، إضافة إلى خمسة من «النخب ورجال الأعمال والعائلات المؤثرة»، بينهم أيمن أصفري وعبدالقادر سنكري وأديب الشيشكلي وفداء حوراني ولمى أتاسي، وإلى «ممثلي المجتمع المدني ورجال الدين» مثل الرئيس السابق لـ «الائتلاف» معاذ الخطيب والشيخ أسامة الرفاعي من «المجلس الإسلامي السوري» والشيخ إبراهيم عيسى وممثل الكتلة الديموقراطية في «الائتلاف» ميشال كيلو والناشطة ريم توركماني.

وتأتي أهمية «القائمة الأميركية» التي أرسلت إلى الخارجية الروسية كونها تضمنت اعتراف واشنطن بان «الائتلاف» لم يعد الممثل الوحيد للمعارضة كما حصل في مفاوضات «جنيف2» عندما أصرت على تمثيل «الائتلاف» للمعارضة باعتباره حصل على اعتراف أكثر من 120 دولة بأنه «الممثل الوحيد للشعب السوري». والأهمية الأخرى في القائمة، التي حصلت على نصها «الحياة»، أنها ذكرت أن «أي تجمع ذي صدقية للمعارضة السورية يتطلب حضور ممثلين للفصائل المسلحة» وأن «القرار إزاء هذا الأمر يتطلب مناقشات إضافية» بين واشنطن وموسكو، إضافة إلى غياب ممثلي «الإخوان» من القائمة مقابل وجود شخصيات إسلامية.

وتتعلق المناقشات الإضافية بالتوصل إلى اتفاق على قائمة موحدة لـ «التنظيمات الإرهابية» بعد إعلان الاجتماع الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» الأخير تكليف الأردن استضافة لقاءات لمسؤولي استخبارات دوليين وإقليميين للوصول إلى هذه القائمة ورفعها إلى مجلس الأمن كي تقرر الدول الخمس دائمة العضوية إدراجها في «القائمة الدولية للإرهاب» وإضافتها إلى تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» المدرجين في القائمة.

ويحاول مسؤولون غربيون وإقليميون الوصول إلى جمع بين ثلاثة مبادئ: الأول، التوحد الدولي- الإقليمي- السوري ضد محاربة الإرهاب. الثاني، دعم المعارضة المعتدلة وتوفير أوسع تمثيل ودعم لأي اتفاق على الانتقال السياسي في سورية في إطار البرنامج الزمني المتفق عليه. الثالث، صمود وقف نار شامل في البلاد بدأت مكاتب الأمم المتحدة المختصة وضع خطة لاقتراح وقف النار في حدود نهاية العام الجاري، بما ذلك قيام الأمم المتحدة بمراسلة عدد من الدول الإسكندنافية والعربية والإقليمية لاختبار رغبتها بإرسال مراقبين إلى سورية على أن يجري استثناء مناطق «داعش» و «النصرة» من وقف النار هذا، الأمر الذي عقد حسابات الدول الراغبة في المشاركة وسط ارتفاع تهديدات الإرهاب.

وإلى دعوة خوجة المفاجئة إلى فيينا ولقاءاته البروتوكولية على هامش الاجتماع الوزاري، حصلت محاولات إقليمية لدعوة قادة فصائل مسلحة إلى أروقة المؤتمر، بحيث جرى إعداد قائمة ضمت مسؤول العلاقات الخارجية في «حركة أحرار الشام الإسلامية» لبيب النحاس وعضو المكتب السياسي في «جيش الإسلام» محمد بيرقدار وقائد «جيش اليرموك» في «الجيش الحر» بشار الزعبي مع احتمال ضم عضو المكتب السياسي في «فيلق الشام» هيئة رحمة. لكن الخارجية النمسوية رفضت في آخر لحظة إعطاءهم تأشيرة دخول.

لكن تأكد أمس أن المبعوث الأميركي الى سورية مايكل راتني عقد في إسطنبول لقاءات مع قادة فصائل مسلحة بعضها محسوب على التيار الإسلامي، بعد لقائه والمبعوث البريطاني غاريث بيلي، الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» أول من أمس لتقديم استعراض لنتائج مؤتمر فيينا وأهميته، خصوصاً ما يتعلق بـالبرنامج الزمني للمرحلة الانتقالية وبنود وقف النار وتحديد قائمة للإرهاب، إضافة إلى كون الاجتماع تضمن «لأول مرة اعتراف إيران بالمرحلة الانتقالية» بعدما كانت ترفض «بيان جنيف-1».

وقدم راتني وبيلي تطمينات لـ «الائتلاف» أنه في المدى المنظور لن يدرج سوى «داعش» و «النصرة» في قائمة «الإرهاب»، وأن إدراج بقية الفصائل يعتمد الى حد كبير على «المسار السياسي وأن هذه المسالة متحركة وليست نهائية»، ما فسر أن الأمر سيعتمد إلى حد كبير على سلوك هذه الفصائل وتعاطيها مع الحل السياسي المعروض ووقف النار، علما أن روسيا بدأت بدورها «تغازل» بعض الفصائل المسلحة وسط أنباء عن تفاهم جرى عبر الأردن وقضى بـ «تجميد» القتال في ريف درعا، بحيث لا ينفذ «الجيش الحر» والجيش النظامي عمليات هجومية وإن كانت الأيام الماضية سجلت هجوم النظام على الشيخ مسكين، إضافة إلى أنباء أخرى عن توصل روسيا عبر وسيط معارض لتهدئة مع «جيش الإسلام» في غوطة دمشق تضمنت وقفاً للنار لمدة أسبوع وإدخال مساعدات إنسانية وطبية وغذائية، علماً أن القوات السورية قصف دوما أمس.

وإذ جرى تقديم تأكيدات من وزير الخارجية جون كيري إلى خوجة على «صدقية المرحلة الانتقالية وبرنامج الزمني»، وأن الاجتماع الوزاري تضمن «الاتفاق على عدم الاتفاق إزاء مصير الرئيس بشار الأسد»، وان واشنطن لا تزال على تمسكها بـ «بيان جنيف والهيئة الانتقالية وأن لا مستقبل للأسد»، فإن دولاً غربية حضت «الائتلاف» على ضرورة الاستعداد لعقد مؤتمر موسع للمعارضة وإبداء ليونة في كونه لم يعد «الممثل الوحيد للمعارضة».

ويستعجل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا عقد المؤتمر الموسع للمعارضة «خلال أيام للحفاظ على الدينامية المتولدة من مخاطر الإرهاب والتفاهمات الأميركية- الروسية». كما أبدت السويد والنروج ودول عربية الرغبة في استضافته شرط توافر ضمانات بنجاحه لـ «تشكيل هيئة حكم انتقالية» من نخبة مختارة من ثلاث قوائم: أميركية وروسية وعربية.

اللافت أن «القائمة العربية» ضمت 25 اسماً وسميت «الأسماء المرشحة للهيئة الانتقالية» بينهم الشرع ورئيسا الوزراء السابقين المنشق رياض حجاب والمعفى عادل سفر ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري إضافة الى قائد «الجيش الحر» سليم إدريس وعبد الإله البشير والإسلامي أنس عبده. وضمت أيضاً نائب رئيس الوزراء السابق للشؤون الاقتصادي قدري جميل الذي يرأس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» ويقيم في موسكو.

وغاب اسم جميل في الأميركية، لكنه أدرج في «القائمة الروسية» التي ضمت 38 اسماً هم معظم الذين دعوا الى «منتدى موسكو2» في ربيع العام الجاري، بينهم خوجة والبحرة وأصفري وكيلو والمنسق العام لـ «هيئة التنسيق» حسن عبدالعظيم ورئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين، إضافة الى القيادي في «الإخوان المسلمين» محمد فاروق طيفور ورئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» صالح مسلم. ولم تضم «القائمة الأميركية» أسماء من «الإخوان» مسايَرةً لمصر ودول عربية، و «الاتحاد الكردي» مسايرة لموقف تركيا، التي تعتبر هذا الحزب توأماً لـ «حزب العمال الكردستاني» المصنف في «قوائم الإرهاب»، علماً أن الوفد التركي سعى إلى إضافة «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ «الاتحاد الكردي» إلى «قائمة الإرهاب» في فيينا، في وقت تقدم أميركا ذخيرة وسلاحاً وغطاء جوياً للمقاتلين الأكراد في حربهم ضد «داعش» شمال سورية.

 

قلق وتوتر في الرقة … وتعتيم إلكتروني

لندن، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

يعيش تنظيم «داعش» وعناصره في قلق دائم وتحسب من الغارات الكثيفة الروسية والفرنسية، ويفرض تعتيماً إلكترونياً في الرقة ومناطق سيطرته ضمن سلسلة من الإجراءات الاستباقية، وسط تكثيف روسيا وفرنسا غاراتهما على معقله رداً على تبنيه تفجير طائرة روسية فوق سيناء واعتداءات في باريس. وبدأت واشنطن إجراء اتصالات مع فصائل معارضة للمشاركة في وفد المعارضة والتفاوض مع النظام وتشكيل حكومة انتقالية.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بمقتل 33 إرهابياً على الأقل من التنظيم في الغارات الروسية والفرنسية التي استهدفت في 15 و16 و17 تشرين الثاني (نوفمبر) مقاره وحواجزه» في الرقة. وأشار إلى سقوط عشرات الجرحى. واستهدفت الغارات الفرنسية منذ مساء الأحد مخازن أسلحة وذخيرة ومعسكرات تدريب وتجنيد ومراكز قيادة، فضلاً عن حواجز لعناصر التنظيم الإرهابي، وفق باريس و «المرصد السوري» وناشطين.

واستبق «داعش» تكثيف الغارات ضده بإجراءات، وأفاد نشطاء معارضون بأنه «أغلق جميع مقاهي الإنترنت في الرقة للقيام بفحص أمني لأصحاب المحلات وأجهزة الإنترنت والكومبيوترات».

وأوضح «المرصد» أن التنظيم «أغلق 10 مقاهي إنترنت في الرقة مع احتمال إغلاق جميع المقاهي في المدينة ومناطق أخرى تحت سيطرته»، وذلك في «محاولة للتعتيم على نتائج الضربات التي تنفذها الطائرات الحربية على مناطق سيطرته».

وتجبر الإجراءات الأمنية المشددة في المدينة والغارات الكثيفة، السكان على البقاء في منازلهم. وقال نشطاء إن «داعش» منع المدنيين من مغادرة الرقة ومناطقه، وإن عناصره أتلفوا وثائق سفر لأشخاص لمنعهم من السفر. وأوضح أحدهم: «أصبحت الحياة المدنية في الرقة محاصرة ومقيدة بالحركة الضرورية فقط، فلا أحد يعلم موعد الغارة المقبلة بغض النظر عمّا إذا كانت روسية أو للتحالف أو النظام السوري».

وادعت «جبهة النصرة» إسقاط طائرتي استطلاع روسيتين في مطار أبو الظهور العسكري الذي يقع تحت سيطرتها في ريف إدلب، وفق تغريدات على موقع «تويتر». وأكد المرصد إسقاط الطائرتين لكنه لم يشر إلى من أسقطهما.

واتهمت منظمة «أطباء لحقوق الإنسان» الحكومة السورية بمهاجمة المستشفيات في حلب وتدمير نظام الرعاية الصحية في البلاد، مؤكدة أن 95 في المئة تقريباً من الأطباء إما فروا من المدينة أو اعتقلوا أو قتلوا. وذكرت أنها وثقت 10 هجمات جوية روسية على الأقل على مرافق طبية في الشهر الماضي، مؤكدة مقتل أحد أعضاء الطاقم الطبي في إحدى تلك الهجمات.

سياسياً، قالت مصادر إن واشنطن تختبر وبعض حلفائها إمكان ضم قادة فصائل إسلامية معارضة إلى خريطة الطريق المتفق عليها في الاجتماع الوزاري الأخير في فيينا، وسط تفعيل الجهود لعقد مؤتمر موسع للمعارضة السياسية يجري فيه الاتفاق على موقف سياسي ووفد موحد من ثلاثة قوائم أميركية وروسية وعربية تضم 80 مرشحاً بينهم نائب الرئيس السابق فاروق الشرع، للتفاوض مع ممثلي النظام قبل بداية العام المقبل وتشكيل حكومة لإطلاق عملية انتقالية تنتهي في انتخابات بإدارة تحت إشراف الأمم المتحدة بعد 18 شهراً.

وأعلن «داعش» في مجلة «دابق» أنه قتل رهينتين من الصين والنرويج وتضمنت المجلة صوراً لجثتي الرجلين وكتب عليهما عبارة «أعدما».

سياسياً، قال رئيس النمسا هاينز فيشر الأربعاء إثر اجتماعه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن النمسا والأردن تعتبران أن «من السابق لأوانه» إشاعة الأمل بانتقال سياسي سريع في سورية كما فعل الثلثاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وقال رئيس النمسا لوكالة الأنباء النمساوية: «نحن على الدرب الصحيح لكن من السابق لأوانه تحديد آجال بشأن المدة اللازمة لتسوية المشكلات».

وقالت وكالة الإعلام الروسية إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور روسيا الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في شأن الأزمة السورية ومحاربة الإرهاب.

ويقدم المبعوث الخاص الى سورية ستيفان دي مستورا صباح اليوم إحاطة الى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حول حصيلة اجتماعات فيينا في وقت يكثف جهوده لوضع إطار تشكيل بعثة دولية مهمتها مراقبة وقف إطلاق النار في سورية، في حال اتفاق الأطراف المعنيين على ذلك.

 

فشل مفاوضات لوقف إطلاق النار في ريف دمشق

بيروت – رويترز

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم، إن المفاوضات فشلت في الاتفاق على وقف إطلاق النار بين قوات الحكومة السورية والمعارضة في منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وأوضح المرصد أن أسباب فشل المفاوضات غير واضحة، مشيراً إلى أن المحادثات استمرت بضعة أيام وكانت بوساطة طرف دولي.

وكان المرصد ذكر، أمس، أن من المقرر الإعلان قريباً عن وقف إطلاق نار في الغوطة الشرقية لمدة 15 يوماً.

 

مطاردة باريسية لقائد الفرقة الأجنبية في «داعش»

باريس – آرليت خوري

في عملية وصفها وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف بأنها «اتسمت بدرجة عنف بالغة لا سابق لها في تاريخ البلاد»، اشتبك حوالى 110 عناصر من قوات النخبة في الشرطة لساعات في وسط ضاحية سان دوني المخصص للمشاة شمال باريس فجر أمس، مع «إرهابيين» على علاقة بـ «الفرقة الأجنبية» لتنظيم «داعش» وقائدها الملاحق عبد الحميد أباعود المعروف بـ «أبو عمر البلجيكي» والذي يشتبه في أنه مدبر اعتداءات باريس قبل أسبوع والتي حصدت 129 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصادر استخباراتية ان اباعود قتل خلال المداهمة.

وشهدت الاشتباكات تفجير انتحارية نفسها قالت مصادر إنها «ابنة عم» أباعود، داخل شقة دهمتها قوات النخبة، وتبادل رشقات أسلحة أدت أيضاً إلى مقتل شخص آخر لم تكشف هويته، ولاحقاً توفي ثالث، وجرح 5 شرطيين. وأسفرت أيضاً عن اعتقال 3 أشخاص تحصنوا داخل الشقة المداهمة و4 في الجوار بينهم رجل يدعى جواد وصديقته، وأقرا وفق وسائل إعلام، بأنهما استضافا بطلب من صديق رفيقين بلجيكيين للأخير لبضعة أيام من دون أن يعلما أنهما إرهابيان.

وأوضح مدعي عام الجمهورية هنري مولانس لدى تفقده المكان مع وزير الداخلية برنار كازنوف وعدد من المسؤولين، أن العملية تقررت بعد التدقيق في معلومات الهواتف النقالة التي عثر عليها مع منفذي المجزرة، واستناداً إلى نتائج عمليات المراقبة.

وتابع الرئيس فرنسوا هولاند سير العملية من قصر الإليزيه، حيث ترأس الجلسة الأسبوعية للحكومة، ثم ألقى كلمة أمام رؤساء بلديات قال فيها إن «عملية سان دوني تثبت أن فرنسا في حال حرب مع داعش الذي يريد إدخالنا في ظلامية وخوف، لذا من واجبنا حماية شعبنا»، مؤكداً سعيه إلى ائتلاف يضم «كل الدول حتى تلك التي تختلف مصالحها مع مصالحنا».

وأشار إلى تكثيف مراقبة الحدود والعمليات العسكرية في سورية التي ستتعزز بإرسال حاملة الطائرات شارل ديغول إلى الشرق الأوسط، من أجل «القضاء على جيش يهدد العالم كله».

وفيما لا يزال أحد منفذي الاعتداءات صلاح عبد السلام (26 سنة)، وهو شقيق الانتحاري إبراهيم عبد السلام، فاراً ويتم البحث عنه في بلجيكا، أفادت النيابة الفيديرالية في بروكسيل بأن الشرطة البلجيكية استجوبت مطلع السنة الجارية الشقيقين عبد السلام «من دون أن يُظهرا أي دليل على تهديد محتمل».

وقال الناطق باسم النيابة العامة إريك فان دير سيبت، إن «إبراهيم عبد السلام (31 سنة) حاول التوجه إلى سورية في كانون الثاني (يناير) الماضي، لكن السلطات التركية منعته وعاد إلى بلجيكا في شباط (فبراير)، ثم استجوب لدى عودته مع شقيقه».

وتابع: «لم نلاحق إبراهيم لدى عودته من تركيا، لأننا لم نكن نملك أدلة على مشاركته في نشاطات مجموعة إرهابية».

وكان ورد اسم صلاح عبد السلام، المعروف بارتكابه أعمال سرقة وتهريب مخدرات، في قضية سطو مسلح مع أباعود.

وكانت الشرطة الهولندية أعلنت أول من أمس، أنها اعتقلت صلاح عبد السلام بتهمة حيازة مخدرات خلال عملية تفتيش روتينية. وورد اسمه أيضاً عند حاجز تفتيش في غرب النمسا في أيلول (سبتمبر)، حين عبر الحدود قادماً من ألمانيا.

في ألمانيا، حذر قائد الشرطة هولغر مونش من أن تزايد أعداد المهاجمين الإسلاميين المحتملين يشكل تهديداً أساسياً لأمن بلاده. وأشار الى أن الشرطة الألمانية تعلم بتوجه حوالى 750 شخصاً من البلاد إلى سورية والعراق، وعودة ثلثهم.

 

لا تغيير في موقف فرنسا من الأسد

باريس – رندة تقي الدين

هل هناك فعلاً بوادر «تحوّل» في موقف فرنسا من الأزمة السورية؟

برز الكلام مباشرة بعد اعتداءات باريس عندما قال الرئيس فرانسوا هولاند إن «عدونا في سورية هو داعش» وليس نظام الرئيس بشّار الأسد، عارضاً تعاوناً عسكرياً مع الروس، حلفاء الرئيس السوري، في محاربة التنظيم المتطرف على الأراضي السورية.

لكن مسؤولاً رفيعاً في الرئاسة الفرنسية قال لـ «الحياة» أمس، إن سياسة فرنسا تجاه سورية، وتحديداً بشار الأسد، «لم تتغير». وأوضح أن الرئيس هولاند سيقول لنظيره الروسي فلاديمير بوتين عندما يلتقيان الخميس المقبل في موسكو «إن هناك إمكاناً لأن نعمل معاً (في سورية) إذا استمرت روسيا في قتال داعش وليس قوات الجيش السوري الحر». وتابع أن الرئيس الفرنسي «لم يغيّر موقفه من بشار الأسد… احتمال تغييره هذا الموقف سيكون عبثياً لأنه (هولاند) يعرف تماماً أن الأسد لا يمكن أن يكون الحل في سورية، ونحن نقول ذلك منذ أسابيع كما قلنا إن رحيله ليس شرطاً مسبقاً (لحل الأزمة). لقد صدر هذا الموقف عن وزير الخارجية لوران فابيوس. نحن نركّز (حالياً) على الجانب العسكري مع الروس بعدما قرر بوتين مقاتلة داعش في الرقة والتي شنت عليها طائرات فرنسية غارات متتالية في الأيام الثلاثة الماضية.

وتابع المسؤول: «خطابنا بالنسبة إلى سورية واضح وحازم… وسيصر الرئيس هولاند على نظيره الأميركي باراك أوباما (خلال لقائهما الثلثاء المقبل في واشنطن) أن يكون على توجهنا السياسي ذاته في خصوص اجتماعات فيينا الخاصة بالحل السياسي في سورية. ليس هناك تنازل من فرنسا عن ضرورة أن يرحل بشار الأسد في نهاية المفاوضات، فالانتقال السياسي لا يمكن أن يدوم الى الأبد، لا يجب تقديم أي تنازلات للروس حول هذا الموضوع. هذا هو الكلام الذي سيقوله رئيسنا لنظيره أوباما».

وكانت صحيفة «لو كانار أنشيني» الفرنسية خرجت أمس بعنوان يشير إلى «تحوّل هولاند بالنسبة إلى سورية». وقال الرئيس الفرنسي أمس أمام اجتماع لرؤساء البلديات: «نريد ائتلافاً واسعاً للحرب ضد داعش يضم دولاً حتى لو كانت مصالحنا معها مختلفة». وهو قال أيضاً أمام النواب الفرنسيين خلال اجتماعهم في قصر فرساي: «إننا في سورية نبحث من دون انقطاع وباستمرار عن حل سياسي، إذ لا يمكن بشار الأسد أن يكون مخرجاً (من الأزمة الحالية) لكن عدونا في سورية هو داعش».

وقال رئيس الحكومة السابق ألان جوبيه، وهو ركن أساسي في حزب الجمهوريين اليميني المعارض، في حديث إلى صحيفة «لو فيغارو» في رده على سؤال عن استراتيجية هولاند بعد مطالبته بإنشاء ائتلاف يضم روسيا لمحاربة «داعش»: «هل غيّر فعلاً استراتيجيته؟ أنا غيّرتها. كانت لدينا في اليمين استراتيجية في خصوص المشكلة السورية. (استراتيجية) نيكولا ساركوزي وفرانسوا فيون وأنا والأميركيين والجامعة العربية هي أن نتخلص من بشار الأسد. وكانت هذه استراتيجية هولاند نفسه. لقد فشلنا، لم نعط أنفسنا الوسائل لمساعدة المعارضة ضد بشّار قبل أن يفرض داعش نفسه. ولا ننسى أن داعش هو إنتاج بشّار. ولحظة الانزلاق كانت عندما تخلّينا عن قصف سورية بعد استخدام بشار الأسد السلاح الكيماوي (2013). كان هذا الخط الأحمر (الذي تجاوزه النظام). الآن انتصرت استراتيجية روسيا التي أرادت إبقاء بشار. وفي وجه هذا الوضع ينبغي هيكلة الأولويات: هل (الأولوية) هي استبدال بشار أو سحق داعش؟ وطرح السؤال هو إجابة عنه. لذا فإن فكرة (إنشاء) ائتلاف واحد يضم الأميركيين والروس والفرنسيين والأتراك والإيرانيين ودول الخليج بات ضرورياً».

وتعزز الرأي المطالب بإعطاء الأولوية لقتال «داعش» وليس لإسقاط النظام في ضوء الهجمات الإرهابية في باريس التي أوقعت ١٣٢ قتيلاً وأكثر من ٣٠٠ جريح، وقال عدد من القادة المؤثرين في الرأي العام إنه يجب أن تضع فرنسا «على الرف» سياستها المطالبة برحيل الأسد وتنحّي جانباً خلافاتها مع روسيا. لكن لم يصدر رسمياً ما يشير إلى نية الحكومة الفرنسية إجراء تغيير جذري في سياستها الخاصة بسورية، وهو أمر يُتوقع أن ينجلي أكثر في ضوء زيارة هولاند واشنطن يوم الثلثاء ولموسكو يوم الخميس. لكن من المستبعد أن يعيد هولاند العلاقات الديبلوماسية مع دمشق، مثل ما تمنّى بعض الأوساط الفرنسية النافذة. والسؤال المطروح الآن هو: هل سيبقى هولاند على رفضه التعاون الاستخباراتي مع دمشق كونه أصرّ على منع استخباراته من العمل مع استخبارات النظام السوري، بعكس ما فعلت دول غربية أخرى.

 

ضجّة حول كاريكاتور بريطاني شبّه اللاجئين بالفئران

دبي – زبير الأنصاري (مدرسة الحياة)

نشرت صحيفة “دايلي ميل” البريطانية رسما كاريكاتوريا شبّه اللاجئين بالفئران. وأثار هذا الرسم ردود فعل عدّة، على مواقع التواصل الاجتماعي، منها أنّه يذكر بكاريكاتور سابق شبّه اليهود بالفئران.

وتناول موقع “هافينغتون بوست” موضوع الكاريكاتور وما اثاره من ردود فعل احتجاجية، ونشر كاريكاتور “دايلي ميل” وارفقه بكاريكاتور يعود الى العام 1939 نشرته صحيفة “داس كلاين بلات” التي كانت تصدر في  فيينا.

ويصور كاريكاتور “دايلي ميل” عددا من الجرذان تحاول الدخول الى المانيا مع اللاجئين، فيما يصور كاريكاتور الصحيفة النمساوية عددا كبيرا من الجرذان تحاول دخول المانيا ايضا.

وعلق المغرد جاك ماس في “تويتر” قائلاً: “ماهذه العنصرية المقيتة؟ بإمكانكم ان تغلقوا أبوابكم في وجوه اللاجئين، لكن لا يحق لكم أن تصوروهم بهذا السوء”. وكتب بينغ مين: “هذا جزء مما يشعر به العالم الغربي تجاه الإنسانية، للتوضيح: الانسانية ليست شعارات بل هي افعال”.

وعبّرت ميل ميل عن استيائها من الكاريكاتور قائلة “إنه في قمة القذارة. كيف ينشر مثل هذا في إعلامنا، أنسيتم؟ نحن بشر”.

لكن المغردة راندوف استغربت من تهجم البعض على الصحيفة، وكتبت: “لماذا هذا الهجوم؟، يجب أن لا نقصي أحداً، هو رأي بعض الناس، وبالتالي يجب أن يُسمع”.

وشارك جويلس قائلاً: “الإرهاب والهمجية، هذا ما يجلبه اللاجئون إلى بلداننا، يجب أن نواجههم ونمنعهم من التضييق علينا”.

وكتب لويز قائلاً: “ينبغي أن نساعد في نهضة بلدانهم، وتحقيق السلام فيها، لكي نبعدهم عنا، إنها الطريقة الوحيدة للتخلص منهم”.

 

داعش” يعزّز مواقعه بالرقّة تحسّباً لتقدّم برِّي روسيا أعلنت تدمير 500 صهريج نفط للتنظيم

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، روسيا اليوم)

مع تصعيد الغارات الجوية الروسية والفرنسية على مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا، بدأ مقاتلو التنظيم تعزيز دفاعاتهم في الرقة تحسباً لاحتمال تعرض “عاصمتهم” لهجوم اختبأوا في الاحياء السكنية ومنعوا الناس من الفرار.

واستناداً الى سكان كانوا يقيمون في السابق بالرقة وفروا الى تركيا ولا يزالون يجرون اتصالات مع معارف لهم وناشطين في الداخل، يتملك المدينة الخوف وتتعرض يومياً لغارات جوية، وقت تلوح احتمالات تقدم بري نحو المدينة من تحالف “قوات سوريا الجديدة” الذي يضم مقاتلين اكراداً وعرباً ويحظى بدعم جوي من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأعلن رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال أندريه كارتابولوف أن المقاتلات الروسية في سوريا دمرت نحو 500 صهريج محملة بالنفط تابعة لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) كانت متجهة من سوريا الى العراق. وأوضح أن الصهاريج التي دمرت خلال بضعة أيام كانت تنقل النفط من سوريا الى العراق لتكريره. وأكد بدء المقاتلات الروسية “صيدا حرا” لناقلات النفط التابعة للتنظيم الإرهابي، قائلا: “أريد التأكيد أنه اتخذ اليوم قرار انطلقت بموجبه الطائرات الحربية الروسية الى ما يسمى الصيد الحر للصهاريج التي تنقل المشتقات النفطية للإرهابيين في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش”.

وأطلع رئيس إدارة العمليات الصحافيين على صور تبين مئات صهاريج النفط متوقفة ضمن قافلة استعدادا للانطلاق، معتبرا ان تدمير نحو 500 صهريج بأنه “خفض الى حد كبير إمكانات المسلحين في التصدير غير الشرعي لمشتقات النفط، وتالياً دخلهم من تهريب النفط”.

وعرض التلفزيون الروسي الرسمي خريطة للجيش الروسي تشير على ما يبدو الى ان بعض كتائب المدفعية الروسية ربما كانت تنشط على الارض في محافظة حمص وسط سوريا. وينتشر أفراد من الجيش الروسي في قواعد في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية للمساعدة في شن الحملة الجوية ضد الجماعات المسلحة المعارضة للنظام السوري، الا ان موسكو تنفي نشر قوات برية لها. وظهرت الخريطة المفصلة في صور خلال مؤتمر لوزارة الدفاع مع الرئيس فلاديمير بوتين الثلثاء. وتبيّن الخريطة مختصرات لاسماء كتائب روسية قرب مناطق يشن فيها النظام هجوما على الجهاديين.

وبدا في الخريطة التي عرضت على بوتين على شاشة كبيرة ونقلها التلفزيون الرسمي، على ما يبدو، العديد من مدافع “هاوتزر” عيار 152 ملم تابعة لكتيبة المدفعية 120 منتشرة قرب بلدة صدد على مسافة نحو 60 كيلومتراً جنوب حمص.

وأفاد مصدر في الجيش السوري ان “هناك مستشارين روساً في بلدة صدد يقدمون المشورة للجيش السوري في شأن المدفعية”.

وأعلنت فرنسا ان حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” ابحرت وستكون “في المنطقة” في شرق البحر المتوسط على استعداد لاطلاق طائراتها الى سوريا في “نهاية الاسبوع”.

 

كيري

على صعيد آخر، رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الصراع في سوريا حرب أهلية وأخرى بالوكالة تشنها قوى خارجية، التي يجب إنهاؤها.

وقال في مؤتمر عن الأمن الديبلوماسي في واشنطن الأربعاء، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر السماح بوجود قوات أميركية خاصة تعمل في سوريا، وأن “وجود قوات خاصة أميركية بسوريا سيزيد الضغوط على داعش”. وأضاف: “شرعنا في إقفال الحدود بين سوريا وتركيا وسنقفل ما تبقى منها بالتعاون مع السلطات التركية”.

وشدد على ضرورة عدم التأخر في تبادل المعلومات الاستخبارية بين الدول في ما يتعلق بـ “داعش” والإرهاب، مبرزا ضرورة “التحرك والتعاون لدحر تنظيم داعش”. وقال: “سوف نواصل حملتنا لمنع تهريب داعش للنفط الذي يستخدمه لتمويل نفسه”، مشيرا إلى إحراز تقدم ضد التنظيم في سوريا والعراق.

وأعرب عن اعتقاده أن “عملية الانتقال السياسي في سوريا ستسهل علينا هزيمة تنظيم داعش”. وخلص الى “اننا نريد سوريا موحدة وعلمانية، وقد أكد الجميع (في فيينا) على ضرورة تأليف حكومة انتقالية”. وأكد أنّه “بعد سنة ونصف سنة ستكون هناك انتخابات في سوريا”.

وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان المعارضة السورية ستجتمع في السعودية الاسبوع المقبل.

 

لافروف

وفي موسكو، نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، وجود أي اتفاق بين المشاركين في محادثات فيينا على إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن التسوية في سوريا، معربا عن أمله في إطلاق العملية السياسية في كانون الثاني المقبل. وقال إن موسكو تأمل في إطلاق العملية السياسية للتسوية في سوريا في الموعد المحدد أي في كانون الثاني 2016. ص4

وصرح المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور روسيا الأسبوع المقبل. وأشار إلى أن المعلم سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف، وأن مشاورات الوزيرين ستتناول نتائج العمل المشترك في المجالين الرئيسيين، مكافحة الإرهاب، والمضي في العملية السياسية على أساس إعلان جنيف في حزيران 2012، واتفاق فيينا.

وبثت قناة “روسيا اليوم” أن بوغدانوف عقد لقاء مع رئيسة “الحركة من أجل المجتمع التعددي” السورية المعارضة رندة قسيس في موسكو.

 

فشل الاتفاق على هدنة الغوطة الشرقية

انحسرت العمليات العسكرية على أطراف الغوطة الشرقية لدمشق، صباح الخميس، على الرغم من عدم توصّل النظام السوري والفصائل المقاتلة الى اتفاق لوقف إطلاق النار في المنطقة.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن أن “جبهات دوما وحرستا تشهد هدوءاً حذراً منذ ساعات الصباح الأولى، على الرغم من عدم توصّل النظام والفصائل الى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار لأسباب غير واضحة، مؤكداً أن الاتصالات مستمرة بين الطرفين “للتوصّل الى اتفاق”.

وأوضح مصدر أمني سوري رفيع لوكالة “فرانس برس” أن الاتصالات “لا تزال في بدايتها وقد تحتاج لأيام أو أسابيع كي تُثمر عن نتائج”، مؤكداً في الوقت ذاته “نحن منفتحون على أي تسوية توقف سيل الدماء”.

وأُعلن الاربعاء عن مفاوضات تجري بين الحكومة وممثلين عن الفصائل للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار لمدة أسبوعين في الغوطة الشرقية التي تُعد أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق ويُحاصرها الجيش السوري منذ عامين.

ويُعدّ “جيش الاسلام”، أكبر التشكيلات المقاتلة في ريف دمشق، المفاوض الرئيسي من جهة الفصائل بحسب “المرصد”، في حين أوضح المصدر الأمني السوري أن “للحلفاء الروس دوراً مباشراً في التواصل مع الجهات التي تدعم الفصائل المُسلّحة”.

وأقرّ بوجود “محادثات تجري بين الحكومة ومجموعات مُسلّحة في الغوطة الشرقية لوضع حد للعمليات العسكرية”.

وبحسب عبد الرحمن، فإن الفشل في الاتفاق على وقف لإطلاق النار كان يفترض أن يدخل حيز التنفيذ عند السادسة من صباح اليوم بتوقيت دمشق (04:00 بتوقيت غرينتش)، مرتبط بوجود “تباين في وجهات النظر بشأن بعض البنود التي يتضمّنها الاتفاق لا سيما المتعلّقة بإدخال المساعدات الغذائية والإفراج عن المخطوفين العلويين تحديداً” الذين يحتجزهم “جيش الاسلام”.

وأشار وزير المصالحة الوطنية في الحكومة السورية علي حيدر في حديث لإذاعة “شام أف أم” المُقرّبة من السلطات ليل الاربعاء إلى “صعوبات لوجستية لوقف العمليات العسكرية”.

وشهدت أبرز الجبهات العسكرية في الغوطة الشرقية هدوءاً حذراً في ساعات الصباح الاولى.

وقال أحد الشبان من دوما، رافضاً الكشف عن اسمه، وهو مقاتل (26 عاماً) مع أحد تشكيلات “جيش الاسلام”: “اعتدنا الاستيقاظ على صوت الطائرات لكن هدوءاً لافتاً صباح اليوم شهدته مدينة دوما”، مضيفاً: “تعبنا من الحرب الطويلة”.

وأضاف: “طرحت مبادرة الهدنة أكثر من مرة خلال العام الماضي، لكننا بحاجة إليها الآن أكثر من أي وقت مضى”، موضحاً “جاء الشتاء وليس لدينا إلا الحطب لنتدفأ عليه”.

على الضفة الأخرى، تُحافظ قوات النظام على جهوزيتها في الخطوط الأمامية على جبهات جوبر وحرستا.

وقال سائر (28 عاماً) الذي التحق بمناوبته الصباحية المعتادة مع أحد تشكيلات قوات الدفاع الوطني المساندة لقوات النظام في ضاحية الأسد المجاورة لحرستا: “هذا الصباح يبدو هادئاً حتى اللحظة (…) نحن لا نثق بالمُسلّحين وجهوزيتنا على حالها”.

وأضاف: “حتى يوم أمس، كانت قذائف الهاون تسقط علينا”، مؤكداً أننا “لم نتلقّ أي أمر عسكري جديد، والمعتاد أن نردّ بالمدفعية على المناطق التي يرصد منها إطلاق قذائف هاون”.

وتأتي المباحثات بشأن هدنة في الغوطة الشرقية بعد توصّل النظام السوري والفصائل المقاتلة في أيلول الماضي، بإشراف الأمم المتحدة، إلى هدنة تشمل مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من القوات النظامية في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من فصائل اسلامية ومقاتلة في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد.

في ريف حمص الشمالي، اندلعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في الأطراف الغربية لمدينة تلبيسة وسط قصف من طائرات الجيش السوري على مناطق الاشتباكات.

ودارت اشتباكات بين مسلّحي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” والجيش السوري في الطريق الواصل بين منطقتي الحدث وحوارين، وسط تقدّم للقوات النظامية التي سيطرت على تلة في المنطقة.

وفي ريف حمص الجنوبي الشرقي، قُتل ثمانية مسلحين على الأقل من “داعش” خلال القصف والاشتباكات مع الجيش السوري، والتي انتهت بسيطرة القوات النظامية على قرية الحدث.

وفي ريف اللاذقية الشمالي، جدّد الجيش السوري قصفها على مناطق في جبل التركمان، بالتزامن مع اشتباكات مع اندلعت في منطقتي الدغمشلية ودير حنا.

ونفّذت طائرات حربية، يُعتقد أنها روسية، ضربات عدة على أماكن في بلدة مسكنة الخاضعة لسيطرة “داعش” في ريف حلب الشرقي، وفق ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

وسقطت قذائف صاروخية عدة أطلقتها فصائل مُسلّحة على مناطق يُسيطر عليها الجيش السوري في حي جمعية الزهراء غرب حلب، من دون أنباء عن إصابات.

(“موقع السفير”، “سانا”، ا ف ب، رويترز)

 

اوباما: إنهاء الحرب مرتبط برحيل الأسد

موسكو: مجلس الأمن يُقرّ مشروع مكافحة الإرهاب خلال يومين

توقّع نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون محاربة الإرهاب أوليغ سيرومولوتوف أن يُقرّ مجلس الأمن المشروع الروسي المعدّل بشأن مكافحة الإرهاب خلال يومين، معتبراً أن الأحداث الأخيرة “تُحتّم القيام بذلك”، في إشارة إلى اعتداءات باريس وإسقاط الطائرة الروسية في سيناء.

وكانت موسكو قدّمت، الاربعاء، صيغة جديدة لمشروع قرارها حول محاربة “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” والذي رأت باريس أنه يّمكن إدراج قسم منه داخل مشروع القرار الذي ستعرضه على مجلس الأمن الدولي بعد اعتداءات باريس.

ويُشكّل توصّل الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن إلى اتفاق على مشروع قرار واحد يحُدّد المقاربة الدولية من أجل القضاء على التنظيم خطوة مهمة بعد أشهر من الخلافات بين الغرب وروسيا.

وعرضت روسيا نسخة أولية من مشروعها أمام مجلس الأمن في أواخر أيلول، إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا رفضتها بسبب بند يدعو إلى مقاتلة “الجهاديين” بموافقة النظام السوري.

وصرح سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين أن الصيغة الجديدة لا تزال تتضمن هذا البند، إلا أنه قلّل من أهمية الخلافات، مؤكداً أهمية توحيد الصفوف في مكافحة الإرهاب والتركيز على ذلك.

وأشار إلى أن مشروع القرار الروسي قد يُرضي الجميع بلا استثناء، ويُقبل التعديل على الرغم من ذلك، نزولاً عند رغبة أي من الدول الأعضاء.

ويشير المشروع الروسي بشكل خاص إلى كارثة طائرة الركاب الروسية وأحداث باريس الدامية، كما يُركّز على محاربة “داعش” وتنسيق العمل الدولي المشترك في ضبط ومعاقبة كل من يتوّرط بأي عمل إرهابي.

ويؤكد المشروع كذلك على ضرورة الأخذ بالمادة الـ 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تخوّل الدول الدفاع عن نفسها، كما يُشدّد على أهمية التعاون مع حكومات الدول التي تُدار على أراضيها عمليات مكافحة الإرهاب.

وشدّد تشوركين على ضرورة أن تلعب سورياً دوراً في التصدي للتنظيم، مضيفاً أن “تجاهل الحكومة السورية… أمر سيُهدّد من دون شك إمكان أن نخوض معركة مشتركة”.

لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما، استبعد، مجدداً، الإقتراحات حول احتمال مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في أي انتخابات مقبلة في سوريا، إذ شدّد على أن الحرب في سوريا “لا يُمكن أن تنتهي من دون رحيل الأسد”.

ويُشكل مصير الأسد أبرز نقطة خلاف في جهود إحلال السلام في سوريا وخصوصاً بين الغرب وموسكو وطهران.

وقال اوباما، بعد أيام على لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه “لا يمكنني أن أتصوّر وضعاً يُمكننا فيه إنهاء الحرب الاهلية في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة”.

وشدّد اوباما، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في مانيلا، على أن السوريين لن يقبلوا ببقاء الأسد في السلطة، مضيفاً أنه “حتى لو وافقت على ذلك، لا اعتقد أن هذا الأمر سينجح. لا يُمكن حمل الشعب السوري، أو غالبيته، على الموافقة على مثل هذه النتيجة”.

ورأى اوباما أن الأمر قد يتطلّب بضعة شهور حتى تقبل روسيا وإيران والنخبة الحاكمة في سوريا بأنه “لن تكون هناك نهاية للحرب الأهلية في سوريا ولن يتمّ التوصّل إلى تسوية سياسية” مع بقاء الأسد في السلطة.

 

فابيوس: انفتاح روسي

في المقابل، تحدّث وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن “انفتاح” في الموقف الروسي فيما يتعلّق بمواجهة تنظيم، حيث كثّفت موسكو من غاراتها على التنظيم.

وقال فابيوس لإذاعة “فرانس انتر”: “هناك انفتاح إذا أمكن القول في الموقف الروسي ونعتقد أنه صادق وعلينا حشد كل قواتنا” ضدّ التنظيم المتطرّف.

وأضاف: “عندما اقترح بوتين تشكيل ائتلاف كبير (للتدخل في سوريا) كان ذلك في مطلع ايلول. وكان موقفي وموقف الرئيس (الفرنسي فرنسوا هولاند) في الامم المتحدة انها فكرة جيدة شرط أن تستهدف روسيا داعش وليس الاسلاميين المعتدلين، ويبدو أنه حصل تطوّر في هذه النقطة. وسنتحقّق من الأمر الخميس لأننا سنلتقي بوتين وإذا كان الأمر كذلك فسيكون جيداً لأن علينا توحيد كل قوانا ضدّ داعش”.

وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت الثلاثاء أن هولاند وفابيوس سيلتقيان بوتين في 26 تشرين الثاني بعد يومين على لقاء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في إطار مكافحة “داعش” وإيجاد حلّ للنزاع في سوريا.

(“روسيا اليوم”، ا ف ب، رويترز)

 

«أحرار الشام»: حلف إقليمي.. ومعركة مركزية.. وتحييد لـ«القاعدة»!

عبد الله سليمان علي

وصلت إلى «حركة أحرار الشام الإسلامية» من بعض الدول الداعمة لها رسائل تطمينية عدة، بأن اسم الحركة لن يوضع على قائمة الإرهاب التي يقوم الأردن بإعدادها بناء على تكليف من اجتماع فيينا الأخير.

ولكن الحركة تدرك أن عدم وصمها بالإرهاب لن يحل جميع مشاكلها، فهي في وضع لا تُحسد عليه، وعليها اجتراح ما يشبه المعجزة ليمكنها التخلص منه. فصحيح أن عدم وضع الحركة على قائمة الإرهاب ـ حسب رسائل التطمين ـ أنجاها من إمكانية استهدافها تحت شعار «محاربة الإرهاب» الذي تجتمع حوله الكثير من دول العالم في هذه المرحلة، لكن الصحيح أيضاً أن الحركة سرعان ما ستجد نفسها مضطرة إلى اتخاذ خيارات تتوافق مع المزاج الدولي، والتي قد يكون من بينها الدخول في صراعات مسلحة مع حلفاء الأمس، وعلى رأسهم «جبهة النصرة».

وتراهن قيادة الحركة على إمكانية تفريغ اجتماعات فيينا من مضمونها، وأن بعض الدول مثل تركيا وقطر والسعودية قادرة على تأمين غطاء يقي الفصائل الكبرى ارتدادات ما قد يصدر عن هذه الاجتماعات من مقررات وتوصيات، من دون أن تلغي الحركة من حساباتها أن الأسوأ قد يحدث، لذلك تحاول فتح مسارات عدة يبدو بعضها متضارباً، بهدف شق طريق يصل بها إلى بر الأمان.

فمن جهة، تستمر الحركة في تفعيل نشاطها في «جيش الفتح»، الذي تعتبر «جبهة النصرة» الموضوعة على قائمة إرهاب فيينا، ركناً أساسياً فيه. وهذا مؤشر على أن «أحرار الشام» لا تبالي بالتصنيفات التي تصدر عن اجتماع فيينا. وكان «جيش الفتح» قد دعا أمس الأول إلى الاستنفار العام لمواجهة الجيش السوري في ريف حلب، كما طالب فصائل الشمال التي اتهمها بالتخاذل بالانضمام إليه والانضواء تحت رايته.

ومن جهة أخرى، اتخذت الحركة إجراءات تنظيمية عدة توحي بأنها تعمل على تطويق «التيار القاعدي» داخلها، ومنعه من الهيمنة على قرارات فيها. حيث أصدرت، أمس الأول، قراراً إدارياً يقضي بعزل أبي محمد الصادق (اسمه نضال حسن) الذي يُعتبر من قادة «التيار القاعدي» في الحركة، من منصب «المفتي العام»، وكذلك بإعادة هيكلة «المكتب الشرعي» وتسليم رئاسته إلى «الأمير» السابق للحركة أبي جابر الشيخ (وهو أحد المقاتلين السابقين في العراق تحت زعامة أبو مصعب الزرقاوي) المحسوب على التيار الثالث الذي لم يُحسم موقفه بعد من صراع التيارات، وذلك بعد تغيير اسم المكتب إلى «هيئة الدعوة والإرشاد» بما يُذكّر باسم أول مكتب أنشأه حسن البنا مؤسس حركة «الإخوان المسلمين» في مصر في ثلاثينيات القرن الماضي.

كما استحدثت الحركة «الهيئة القضائية»، وعيّنت الشيخ أبو النور الشامي واسمه أحمد محمد نجيب (المعروف بميوله «الاخوانية»، وكان يرأس «الهيئة الشرعية» في حلب من قبل)، رئيساً لها على أن تكون تابعة لقيادة الحركة مباشرة.

وتوّجت الحركة هذه التغييرات التي تدلّ على مدى قلقها من تطوّرات مسار فيينا، بمقالة لمسؤول العلاقات الخارجية لبيب النحاس نُشرت، أمس، هي أشبه بالبيان السياسي الأخير قبل اتخاذ خطوات عملية على الأرض قد تصدم بعض حلفائها الإسلاميين. وشدّد النحاس في مقالته على أنه «آن الأوان لتكون الثورة السورية شريكاً أساسياً فاعلاً ومؤثراً في حلف إقليمي مع تركيا وقطر والسعودية في وجه ما يُحاك للمنطقة» في إشارة إلى التدخل العسكري الروسي وتداعياته الميدانية والسياسية. وإذ أشار إلى أن «الحاجة أصبحت ماسة لإدارة المعركة بطريقة مركزية وعدم الاكتفاء بجبهات مناطقية منفصلة»، فقد دعا إلى «إنشاء تمثيل سياسي جامع»، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب أولاً التوحّد بين «الفصائل الإسلامية» وبين «فصائل الجيش الحر» بهدف «تحرير سوريا من الاحتلالين الإيراني والروسي». وانتقد النحاس «من سارعوا إلى حجز مقعد لهم في المرحلة المقبلة» اعتقاداً منهم أن اجتماعات فيينا قد أنهت الثورة السورية. وقال لهؤلاء في ختام مقالته: «كذبوا، الآن الآن وقت القتال».

وقد تبدو دعوة النحاس للتوحّد متسقةً مع البيان الصادر عن «جيش الفتح»، والذي طالب الفصائل بالانضواء تحت رايته، لكن حقيقة الأمر أن ثمة اختلافاً جوهرياً بينهما، لدرجة أن كلاً منهما يشكل مساراً مختلفاً. وقد تكون «جبهة النصرة» أكثر من غيرها هي المعنية بدعوة النحاس، لأنها الوحيدة التي لديها مشكلة إيديولوجية في الاتحاد مع فصائل غير إسلامية.

والمشكلة الأساسية التي تعاني منها الحركة هي عدم تجانسها ووجود تيارات عدة داخلها، وبالتالي قد يكون لكل تيار رأي مختلف حول بعض القضايا. وهذه التيارات هي «التيار الإصلاحي» الذي يقوده «أميرها» الحالي أبو يحيى المصري بتأييد من غالبية أعضاء «مجلس الشورى» وشبه إجماع من الجناح السياسي برئاسة محمد عبدالله الشامي، و «التيار القاعدي» الذي يقوده قائدها العسكري أبو صالح طحان بتأييد من بعض أعضاء «مجلس الشورى» وغالبية أعضاء «المكتب الشرعي» وعلى رأسهم «المفتي العام» أبو محمد الصادق. و «التيار الثالث» الذي لم يحسم موقفه حول توجّهات الحركة، ويأتي على رأس هذا التيار أحد أبرز مؤسسي الحركة خالد أبو أنس و «أميرها» السابق أبو جابر هاشم وبعض القيادات الأخرى مثل أبو راتب الحمصي «أمير» الحركة في حمص وقائد «لواء الحق».

وقد صدرت عن الحركة مؤخراً مجموعة من المواقف المتناقضة التي تعكس حقيقة تركيبتها الداخلية والصراعات الحاصلة بين تياراتها. فمن جهة وقّعت الحركة، في خطوة غير مسبوقة، على بيان مشترك مع «الائتلاف الوطني» المعارض وحوالي أربعين فصيلاً مسلحاً حول «آخر التطورات وتداعيات العملية السياسية في سوريا». بينما كانت الحركة طوال السنوات الماضية، تخوض صراعاً علنياً ضد «الائتلاف» وتعتبره خصماً يسعى إلى سرقة إنجازات «المجاهدين».

ومن جهة ثانية، عبرت الحركة عن رفضها لما جاء في مقررات اجتماع فيينا الأول حول «علمانية» الدولة السورية، وأدرجت ذلك في خانة «المبادئ المعلبة والحلول المستوردة» البعيدة عن ثقافة وهوية «شعبنا المسلم». وجاء في البيان الصادر عن «المكتب الشرعي» للحركة برئاسة أبو محمد الصادق «زعموا أن سوريا يجب أن تكون علمانية بل هي مسلمة وستبقى مسلمة»، وهو موقف واضح بأن «المكتب الشرعي» للحركة لا يقبل أن ينخرط في مسار فيينا بأي شكل من الأشكال. ومن غير الواضح ما إذا كان عزل الصادق يتضمن إشارة إلى أن الحركة يمكن أن تقبل بعلمانية الدولة السورية، خصوصاً أن لديها قدوة بذلك، وهي «الزعيم الإسلامي» كما تسميه رجب طيب أردوغان الذي لم تمنعه علمانية الدولة التركية من الاستئثار بحكمها رغم الهوية الإسلامية لحزبه.

وفي موقف يدلّ على أن شوائب «القاعدة» لا تزال عالقة بأفكار «مجلس شورى» الحركة برغم كل محاولات تطهيره وتلميعه، كان أبو عزام الأنصاري أحد أعضاء المجلس قد نشر تغريدات على حسابه على «تويتر» تفيد بأن الحركة ستعمل على «تجنيس المقاتلين الأجانب ممن يريدون البقاء في سوريا بعد انتهاء الحرب»، مؤكداً منح هؤلاء المقاتلين الحصانة من الملاحقة القضائية في أي دولة من دول العالم.

وهنا ينبغي التذكير بأن الحركة تضم المئات من «المقاتلين الأجانب» من مختلف الجنسيات العربية والغربية، من سعوديين وتونسيين وأردنيين وشيشان، بل وحتى فرنسيين، حيث كان «شرعي» الحركة في مدينة مسكنة بريف حلب هو أبو محمد الفرنسي. حتى أن لبيب النحاس نفسه كتب مغازلاً «المقاتلين الأجانب» على حسابه على «تويتر» قائلاً «هؤلاء الذين نزلوا بيننا، وتزوّجوا منا، وقاتلوا معنا، واستشهدوا دفاعاً عنا، هؤلاء ليسوا مهاجرين، هؤلاء منا».

 

روسيا: هجمات باريس غيرت رأي الغرب فيما يتعلق بالأسد

موسكو – (رويترز) – نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله إن هجمات باريس ساعدت الغرب على إدراك أن الأولوية في سوريا تتمثل في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لا في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وشدد لافروف على موقف روسيا الذي يرى أنه ما من سبيل لحل الأزمة السورية سلميا دون الأسد الذي قال إنه يعكس مصالح شريحة كبيرة من المجتمع السوري.

 

مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بالإجماع تشريعات صارمة ضد «حزب الله»

طلب تقارير عن الإتجار غير الشرعي بالمخدرات و»الأنشطة الإجرامية العابرة للحدود»

واشنطن ـ «القدس العربي» من رائد صالحة: أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع تشريعات صارمة تهدف إلى منع وصول الدعم اللوجستي والأموال إلى «حزب الله» في لبنان، في خطوة تسعى أيضا إلى دفع إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لاتخاذ موقف أكثر تشددا في ملاحقة الحزب وأنصاره.

وتفرض هذه التشريعات، التي تبناها المرشح الرئاسي، ماركو روبيو، والسيناتور جين شاهين، على إدارة اوباما إقرار عقوبات على جميع البنوك التي تتعاون عن قصد مع حزب الله او المؤيدين له، وتسليم تقرير مفصل إلى الكونغرس حول المؤسسات الأجنبية التي تساعده.

وقال روبيو إن التشريع من شأنه «المساعدة في ضمان تركيز الحكومة الأمريكية للقضاء على هذه المجموعة الإرهابية». وأضاف: «لا يمكننا تعريض أمننا القومي للخطر من خلال السماح لوكلاء إيران في الإرهاب أو السماح لهم بتشكيل تهديد مباشر للولايات المتحدة والحلفاء، بما في ذلك إسرائيل. لقد حان الوقت لكشف الامتداد الواسع لهذه الشبكة الخطيرة».

ويطلب التشريع من إدارة أوباما أيضا تفاصيل حول الدول التي تضم مجموعات دعم للحزب، وما هي الخطوات التي تتخذها الحكومات الأجنبية لعرقلة هذه الشبكات، وكيف تقوم الحكومة الأمريكية بتشجيع البلدان الأخرى على بذل المزيد من الجهد.

وقال شاهين إن إقرار التشريع «إشارة لإيران، التي تقوم بتمويل الحزب، تقول إنه لن يكون هناك تسامح لتمويل الإرهاب». وتابع إن «حكومة الولايات المتحدة ملزمة بالعمل بلا هوادة لتعطيل عمليات حزب الله».

وينص التشريع على قيام الحكومة الأمريكية بـ»تحديد شركات الإنترنت والاتصالات التي تتعامل مع «قناة المنار»، محطة التلفزيون التابعة للحزب، وتقديم تقارير وإحاطات بشأن الاتجار غير المشروع بالمخدرات والأنشطة الإجرامية الأخرى العابرة للحدود من قبل حزب الله».

ويحتاج التشريع لمصادقة مماثلة في مجلس النواب. ووفق بيان صادر عن مكتب روبيو فإن المجلس سينظر في التشريعات خلال الأيام المقبلة.

 

مقتل 30 مسلحا عراقيا من صفوف «حزب الله» في سوريا

حلب – من خالد سليمان: أعلن قائد ميداني في فصيل سوري معارض يضم عدة تشكيلات مسلحة، مقتل 30 مسلحا عراقيا في اشتباكات جنوبي محافظة حلب شمالي سوريا.

وقال «أبو منذر» القائد الميداني في «جيش الفتح» التابع للمعارضة السورية إن «30 مسلحا يحملون الجنسية العراقية، يقاتلون في صفوف حزب الله اللبناني، قتلوا الأربعاء، في قرية بابنس، جنوبي حلب». وأضاف أنهم «سيطروا على محيط القرية، بعد اشتباكات مع العناصر العراقية»، مشيرا أنهم «عثروا فوق جثث القتلى على بطاقات تعريفية عراقية، تؤكد قتالهم في صفوف حزب الله اللبناني».

وأضاف القائد الميداني في «جيش الفتح» أنهم «دمروا آليات ومركبات للميليشيات العراقية، التي كانت تحاول التقدم في المنطقة، بدعم جوي من الطائرات الروسية».

ومنذ مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، وقوات النظام السوري تحاول التقدم في الريف الجنوبي لحلب، تدعمها ميليشيات إيرانية، وعراقية، ولبنانية، بحماية من الطائرات الروسية. (الأناضول)

 

الحرمان والتهميش وقلة التحصيل التعليمي عوامل تغذي العنف… إلى جانب سياسات الحكومات الغربية الخاطئة

تراجع دعم استقبال اللاجئين السوريين في بريطانيا

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي»: انعكست هجمات باريس التي نفذتها ثلاث مجموعات انتحارية يوم الجمعة سلبا على المجتمعات المسلمة التي تعيش في أوروبا. وبدا واضحا من استفادة اليمين المتطرف من الهجمات وإجبار زعيمة «الجبهة القومية» في فرنسا مارين لوبان (يمين الوسط) لاتخاذ سياسات متشددة ضد الهجرة والمجتمعات المسلمة التي يخرج منها المتشددون. ويمكن رصد التحولات في مواقف الرأي العام الأوروبي تجاه المسلمين من سلسلة التطورات أولها الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «يوغف» والذي أشار إلى تراجع دعم الرأي العام البريطاني للاجئين واستقبالهم بعد قرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استقبال 20.000 لاجئ من مخيمات اللجوء في الأردن ولبنان واختيار العائلات المحتاجة للمساعدة. ووجد الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة «التايمز» أن نسبة 49% ترى استقبال عدد قليل من اللاجئين أو عدم استقبال أحد منهم. وهي زيادة بنسبة 22 نقطة منذ أيلول/سبتمبر هذا العام. كما نقصت نسبة الذين يطالبون باستقبال اللاجئين من 36% إلى 20%. ويقترح الاستطلاع أن الدعم الشعبي للاجئين والذي جاء بعد غرق الطفل الكردي إيلان الذي حاولت عائلته الوصول إلى أوروبا عبر البحر قد تلاشى بشكل كبير.

وزادت، مخاوف الرأي العام، التقارير التي قالت إن أحد المفجرين كان يحمل جواز سفر سوري. وهو ما أدى إلى تراجع الدعم للاجئين السوريين. وجاء وصول أول دفعة من اللاجئين السوريين إلى مطار غلاسكو في اسكتلندا بعد رحلة استمرت خمس ساعات من مطار بيروت، بعيدا عن عدسات الإعلام. وقالت الحكومة إن 100 لاجئ وصل بعد أن تم التحقق منهم وتقييم احتياجاتهم وبعضهم يعاني من مشاكل مرضية تهدد حياتهم وآخرون يعانون من رضوض نفسية بسبب ما عانوه أثناء الحرب. وبحسب استطلاع «يوغف» فقد انخفضت نسبة الداعمين لاستقبال اللاجئين السوريين من 36% إلى 20% فيما قالت نسبة 79% من الذين شاركوا في الاستطلاع أنهم يخشون من هجمات ينفذها تنظيم الدولة ضد بريطانيا وقالت نسبة 37% أنها خائفة بشكل كبير جدا من سيناريو كالذي حدث في باريس.

إعلان

وأثر مناخ الخوف على مواقف المسلمين البريطانيين، الذي يشعرون دائما وبعد كل حادث أنهم مطالبون بالشجب وبشدة، خاصة أن المنفذين هم من أبناء الجاليات المسلمة في أوروبا. ولجأ المجلس الإسلامي البريطاني هذه المرة لشراء مساحات إعلانية في الصحف الرئيسية كي يشجب ومن دون تحفظ ما جرى في باريس. وجاء في الإعلان أن المجلس الذي يضم أكثر من 500 منظمة وهيئة إسلامية بريطانية «بصوت واحد، يشجب المسلمون البريطانيون هجمات باريس من دون تحفظ». وأضاف «نقدم تعازينا للضحايا وعائلاتهم». وقال إن»الهجمات البربرية التي قام بها داعش لا أساس لها في الدين الإسلامي والذي يحرم الإرهاب واستهداف المدنيين». ولفت الانتباه إلى إن «المسلمين قاموا بتنظيم اعتصامات ليلية وتبرعوا بالدماء للضحايا».

وأكد أن «الإرهابيين لا يمثلون ديننا، ولكن الأفراد الشجعان مثل زهير الذي حاول منع أحد الانتحاريين الدخول إلى الملعب الوطني الفرنسي» في إشارة للقصة التي نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» التي أشارت فيها لحارس اسمه زهير قالت إنه حاول منع انتحاري من الذين هاجموا الملعب الوطني. وتم تداول القصة بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي رغم تشكيك البعض بها. وأكد المجلس في بيانه «نعيد تأكيدنا لقيم التشاركية والتسامح التي تعتبر الدفاع الأفضل ضد من يحاولون خلق الفرقة ونشر الخوف». وأكد المجلس أن هدف الهجمات التي ضربت باريس وغيرها من المدن في العالم هي تأليب المجتمعات بعضها ضد بعض «وكمسلمين في بريطانيا وأوروبا يجب أن نقف معا للتأكد من عدم نجاجهم».

هزيمة التنظيم

وترى صحيفة «الغارديان» الرأي نفسه وتقول إن هدف تنظيم الدولة هو بذر الفرقة بين المجتمعات وتقسيم العالم بين مؤيدين له ومعادين. وترى الصحيفة في افتتاحيتها أن العنف الجهادي سابق لهجمات 11 إيلول (سبتمبر) 2001. وتؤكد الصحيفة أنه لن يتم القضاء على التطرف طالما لم يتم التصدي لجذوره حتى لو تمت هزيمة تنظيم الدولة والجماعات الموالية له عسكريا. فمع زيادة عدد المقاتلين والجنود الجدد الذين يتخرجون من معسكرات «الخلافة» فالسؤال هو كيف سيتم القضاء أو مواجهة التنظيم. والجواب لا علاقة له كما تقول بالمقاتلات أو طائرات من دون طيار (درون) ولكن الانتصار في معركة العقول والقلوب. وتعتقد الصحيفة أن هدف التنظيم هو تدمير التعددية الثقافية أينما وجدت. فمن خلال الخوف والإرهاب يهدف إلى بذر عدم الثقة والكراهية في المجتمعات. ومع أن المتشددين عادة ما يتميزون بالتفوق وينحدرون من عائلات ميسورة الحال، إلا أن رسالتهم ربما جذبت من يشعرون بحس العزلة والتهميش.

ومن أجل منع ما تراها الصحيفة «حرب ثقافات» فيجب على الحكومات معالجة «حس المظلومية». وهو ما يقتضي التصدي لتجربة المسلمين التي يشترك فيها كل المسلمين في أنحاء أوروبا والتي تتلخص: بفقر التحصيل الدراسي وصعوبة الحصول على وظيفة والمعاناة لأجل الحصول على ترفيع في الوظيفة وقلة «النماذج» الناجحة. وعبر هذا الشعوربالظلم تنشأ هوية مشتركة قد يدعمها، ولكن ليس مسببا لها الدين، كما يفهم تقليديا. مما قد يؤدي كما تقول الصحيفة إلى فقدان الحضور داخل الحكومة وغياب الصوت وأي تفاعل بناء. وتشير إلى أن «المجتمعات الإسلامية في بريطانيا تشكو غياب اتصال دائم بين قياداتها والوزراء. فيما ينظر المسلمون إلى استراتيجية «بريفنت» التي تشرف عليها وزارة الداخلية باعتبارها وسيلة للتمييز العنصري ضدهم وأداة للتجسس على أنشطتهم البريئة». وتعتقد أن الطريقة لدمج المسلمين والتأكد من تواصلهم مع كل المجتمعات هي تشجيع ورصد التنوع في القطاعين الخاص والعام والإعتراف بكون المجتمعات المسلمة الأفقر والأقل مشاركة في الحياة العامة. وتشير هنا إلى ما فعلته منظمة «ستزن يو كي» (المواطن البريطانية) من أجل دراسة جذور المشكلة. وقامت هذه المنظمة بإنشاء لجنة لتتبع العقبات التي تحول دون مشاركة المسلمين في الحياة العامة، وسيرأس اللجنة المدعي العام السابق دومينيك غريف، كما تتضمن اللجنة رئيس سابق للاستخبارات العسكرية الخارجية (أم أي-6) وقائد سابق للقوات البرية البريطانية.

وتنتقد الصحيفة النظرة الضيقة للحكومة فيما يتعلق بمكافحة التطرف. فهي تحاول تصنيف المسلمين بناء على معيار يبدأ من «متطرف» إلى «معتدل». وبناء عليه تقوم بمكافأة المعتدلين ومعاقبة المتطرفين. إلا أن الحكومة لا تعرف أن أي منظمة تأخذ أموالا ودعما منها تفقد ثقتها أمام الناس الذين تريد التأثير عليهم. ومن هنا تقول إن الحديث عن «التطرف» قد يصبح محيرا وضارا أيضا، فتسمية الجهاديين (الذين هم في الغالب جهلة بتعاليم الدين عند تجنيدهم) مسلمين متطرفين توحي أيضا بأنهم مسلمين ملتزمين. بينما هناك مسلمون كثر متدينون ومتحمسون ويفسرون دينهم على أنه لا يطلب منهم أكثر من السلام والتضحية.

تناقض

وتضيف الصحيفة أن الحكومات الغربية تواجه مهمة صعبة في الوقت الذي تسعى فيه لتطمين الغالبية من شعوبها دون تنفير أو التعامل بفوقية مع جمهور آخر مهم أيضا. فالقول بأن الإسلام هو «دين سلام» يبدو محاولة بدائية لتوجيه الخطاب للجمهورين في آن واحد. مثلما هي المحاولة للدعوة إلى «القيم البريطانية»، فيجب على المدارس طبعا تعليم التسامح والانفتاح على الآخرين، ولكن هذا يتم بالمثال وبالثقافة وليس بالشعارات. ومن يطلب منهم في هذه الحالة إثبات أن الإسلام قادر على إثراء القيم البريطانية هم المسلمون أنفسهم، ولن يفعلوا ذلك عندما يتم دفعهم بغطرسة.

بل من خلال شعورهم بوجود رابطة بين السلام وعمل الخير الذي يمارسونه في حياتهم،بالإضافة لكونهم بريطانيين ومسلمين في آن. وتقول الصحيفة أن هناك «حاجة لإعطاء فسحة معترف بها للمجتمعات الدينية في مجتمع علماني من دون التنازل على القيم الأساسية أو حقوق الإنسان والمساواة. مثلا قامت بعض المدارس الابتدائية في شرق لندن بمنع الصيام خلال رمضان، وكان هذا فعلا غير مناسب وغير ضروري لأنه ليس من المطلوب من الأطفال الصغار الصيام على أي حال». وترى أن هناك حاجة للاعتراف أن «بعض قرارات السياسة الخارجية السلبية أو الإيجابية تؤثر على مواقف المسلمين. وهذا لا يعني اتخاذ قرارات مغايرة، ولكن يعني الحاجة لوعي أكثر. وذلك يعني أن أقوى سلاح ضد الجهاديين والسلاح الذي يخشونه أكثر من أي سلاح هو التضامن». وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» لهذا الواقع.

زيادة الهجمات

ويعتقد جيف غو كاتب التقرير أن الكراهية للمسلمين في أوروبا هي عامل تجنيد لتنظيم الدولة الإسلامية. وكتب قائلا إن الجهاديين يريدون وعن قصد عزل المسلمين في الغرب ودفعهم للتمرد على مجتمعاتهم. وأشار إلى أن القوى المعادية للإسلام حول العالم لم تنتظر طويلا بعد هجمات باريس حتى تشن هجماتها على الإسلام. ففي كندا تم حرق مسجد في أونتاريو. وفي أوريغان الأمريكية نظم متظاهرون معادون للمسلمين احتجاجات أمام مسجد الرضوان في بورتلاند. ولبس أحد المتظاهرين قميصا مكتوبا عليه «أفتخر بأني كافر والإسلام هو كذبة». وفي فلوريدا تلقى المركز الإسلامي في سانت بيترسبيرغ تهديدات بزرع قنبلة من خلال رسالة صوتية على هاتف المركز وجاء فيها «نحن متعبون منكم وأنا لدي ميليشيا ستأتي إلى الجمعية الإسلامية في باينلاس كاونتي وتفجيركم وإطلاق النار على كل من وجد هناك».

وفي ألمانيا تعرض ملجأ في مقاطعة ساكسونس الألمانية لهجوم على اللاجئين، ما أدى إلى جرح سوري. وقامت مجموعة من الأشخاص تحمل الهراوات بالتحرش بطالبي اللجوء في مدن ألمانية. وفي فرنسا ذكرت الصحافة الفرنسية عددا من الهجمات على المساجد ومطاعم بيع الكباب والمجازر التي تبيع اللحم الحلال والتي تم تخريبها والعبث فيها وكتابة رسائل تحرض على الكراهية على واجهاتها. وفي مسيرات للتضامن مع الضحايا هتف البعض مطالبا «بطرد الإسلاميين» ويعلق الكاتب أن هذا هو ما يريده تنظيم الدولة. ونقل التقرير عن البرفسور في علم النفس أريه غرلانسكي من جامعة ميرلاند قوله «هذا بالضبط ما يهدف إليه تنظيم الدولة، وهو استفزاز المجتمعات كي تقوم بهجمات ضد المسلمين». وعندها سيقول التنظيم «هؤلاء هم أعداؤكم، أعداء الإسلام». خاصة أن سلسلة من الهجمات الإنتقامية تتبع عادة الهجمات الإرهابية. وزادت الهجمات على المسلمين والمؤسسات الإسلامية في الستة أشهر التي تبعت الهجمات على مجلة «تشارلي إيبدو» بنسبة أربعة أضعاف مقارنة مع الفترة في عام 2014، وذلك حسب إحصاءات جمعها مركز «معا ضد الإسلاموفوبيا» في فرنسا. ويرى خبراء في الإرهاب أن الجماعات المتطرفة تقوم بتغذية حس العزلة والتهميش لجعل المسلمين في الغرب يشعرون بالحرمان ومن ثم التمرد ضد مجتمعاتهم. وبحسب هذا الخيط من التفكير تؤدي العمليات الإرهابية لتوسيع شقة الخلاف الثقافي.

ويشير الكاتب أن هذه الاستراتيجية وجدت دعما في مرحلة ما بعد هجمات 9/11 حيث أجبر تنظيم القاعدة على الإختباء بسبب العمليات العسكرية الغربية. ويرى الكاتب أن جذور هذه الإستراتيجية تعود للمنظر الجهادي أبو مصعب السوري الذي وصف «بالعقل الجديد المدبر للجهاد» والذي دعا لتوسيع شبكات الجهاد وتفريقها بين المسلمين الذين يعيشون في الشتات وتشجيعهم للقيام بعمليات ضد مجتمعاتهم. وستؤدي إرتدادات هذه الهجمات العكسية على المسلمين لزيادة معدلات التشدد بينهم. وفي مقابلة أجرتها يوم السبت صحيفة «لوموند» مع الباحث في شؤون الإسلام السياسي غايل كيبل قال فيها إن «تنظيم الدولة يهدف لبدء حرب أهلية». وقال كيبل إن السوري كانت لديه رؤية لنشر «الهجمات العمياء التي تشجع على سحل المسلمين والهجوم على المساجد والتحرش في النساء المحجبات وخلق نقاط ساخنة تزيد من النار في أوروبا».

وترى الصحيفة أن الهجمات على باريس اتبعت هذا النسق، فمن بين الذين حددت السلطات الفرنسية هوياتهم أربعة من الفرنسيين أو البلجيكيين الذين تم تجنيدهم في الغرب.

الاندماج

ولاحظت دراسة أجرتها المجلة الاقتصادية العالم الماضي أثر الهجمات المعادية للمسلمين والتي ارتفعت بعد 9/11 على معدلات الاندماج بين المجتمعات المسلمة في أمريكا. ولاحظت الدراسة أن المناطق التي شهدت هجمات معادية للمسلمين أدت لعزلتهم بحيث تراجع حديثهم باللغة الإنكليزية وقلت معدلات الزواج من غير المسلمين، وكذلك نسب المرأة العاملة. وعليه فقد تقوم الجماعات المتطرفة بعمليات كي تستفز هجمات معادية تعمل في النهاية على وقف معدلات أبناء الدين الإسلامي في المجتمع الأوروبي. ويعاني المسلمون من مشكلة التهميش، خاصة في أوروبا حيث يعيشون في مناطق معزولة ويعانون من التمييز في مجال العمل والفرص الاقتصادية.

وبالنسبة لبعض الشباب الذين يعيشون في فرنسا أو بلجيكا فالوضع الذي يعيشون فيه قد يشجعهم على التطرف. وفي دراسة أجراها غرلانسكي حاول فيها فهم الأسباب التي تدفع الشباب الانضمام لتنظيم الدولة ووجد أن معظهم انضم إليه لتحقيق مكانة يفتقدها في مجتمعه واكتشاف ذاته. وعلى حد قوله «هي الرغبة بأن تكون مهما أو يعرفك الناس وأن تكون شخصية تاريخية». ويزداد هذا الشعور بين الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة. وتقول جوسلين بيلانغر، الباحثة في علم النفس بجامعة كويبك في مونتريال والتي تعاونت مع غرلانسكي «عندما يشعر أشخاص بأنهم ليسوا مهمين وبالإهانة يندفعون للانضمام لجماعة راديكالية». ويرى الباحثون أن هجمات باريس ستزيد من معدلات التشدد عبر طريقين، الأول من خلال استعراض القوة وحمل صورة التنظيم مما سيؤدي إلى جذب الشبان الذين يريدون الإنضمام.

أما الطريق الثاني فهو زيادة التوتر بين المسلمين والمجتمعات التي يعيشون فيها. فالهجمات التي سيتعرضون لها ستؤدي إلى زيادة مشاعر التهميش. ويرى غو ان الدول الغربية ستضطر في الأشهر المقبلة لمعالجة مشكلة تنظيم الدولة في الشرق الأوسط ولكن هجمات باريس ستؤدي لخلق مشكلة داخل البيت- فرنسا واوروبا وستفرض تحديات على الحكومات للحفاظ على حس الوحدة الوطنية.

الخوف

وقبل أيام حاولت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» استطلاع الوضع في حي كوركروني الذي جاء منه عمر إسماعيل مصطفاوي، أحد المهاجمين، ونظرة سكانه لما جرى في باريس. وزارت مراسلة الصحيفة كريستينا بويل جامع إيفري- كورروني في الحي الذي يبعد عن باريس 20 ميلا ونقلت ما قاله أحد المصلين «بالطبع، نحن خائفون». وأضاف «لم نختر هذا والأشخاص الذين قاموا بها هم مجرمون وليسوا مسلمين. ولم يكونوا متشددين بل قتلة، ولكن ليس كل شخص يرى هذه الرؤية». ولاحظت الصحافية أن هناك شعورا لدى السكان في الحي الذي بني في السبعينات من القرن الماضي لتوفير سكن مناسب بعيدا عن المدينة، ولكنه أصبح ملجأ للفقراء من تحولهم لعدو. وكان المسؤولون الفرنسيون قد حذروا من إمكانية مداهمة المساجد التي تعتبر ملجأ للراديكاليين. وقال وزير الداخلية برنارد كازنوف في يوم الأحد إن حالة الطوارئ التي أعلنت تعطي الدولة الوسائل للتحرك بسرعة ضد من «يقومون بالدعوة للكراهية في فرنسا» من خلال الطرد وإغلاق المساجد الراديكالية. وقال كازنوف في مقابلة مع «فرانس 2 تي في» «لن انتظر حالة الطوارئ كي تقوم بملاحقة الأئمة الراديكاليين والذين يبشرون بالكراهية ومواجهة أماكن العبادة التي تتم فيه الدعوة للكراهية».

وأضاف أن «توسيع صلاحيات الحكومة سيسمح للسلطات لأن تتحرك بسرعة في التعبير عن التصميم الشعبي ضد الإرهاب». ولم تساعد تصريحات زعيمة الجبهة القومية مارين لوبان التي دعت المواطنين الفرنسيين «لمحو الأصولية الإسلامية» و»السيطرة على حدودهم». ونقلت عن أحد سكان الحي قدم نفسه باسم ديم قوله إنه يعرف مصطفاوي. وعلق قائلا «أنا مصدوم». وترك مصطفاوي الحي عندما كان عمره 5 أو 6 سنوات «كيف أصبح هكذا؟». وعبر ديم عن قلقه من أن تثير التفجيرات الأخيرة المشاعر المعادية للمسلمين. وقال إن المسلمين دائما ما صوروا في الإعلام بأنهم مجرمون ويجب عدم تقبلهم. «وعندما تشاهدها على التلفاز فالانطباع الذي تخرج به سيئ دائما. ولا أريد أن يتم اعتباري مجرما بالخطأ». وأضاف «كل شهر هناك شيء عن المسلمين ولكن المسلمين يعيشون بسلام، وهو ما يثير غضبنا بسبب تصويرنا بهذه الصورة».

ويرى سكان الحي أن الهجمات الحالية تختلف عن هجمات تشارلي إيبدو حيث قتل فيها مسلم اسمه أحمد المرابط. وأصبح شعار «أنا أحمد» شعارا يمكن لفرنسا الاحتشاد حوله باعتباره مسلما جيدا. ولم يظهر بعد من هجمات باتاكلان وستاد فرنسا وأماكن أخرى في باريس شعار آخر. ومع ذلك لم تكن الهجمات بعيدة عن شفاه الناس في مسجد إيفري. وقال أحد المصلين «هذا ليس إسلام». وأضاف «يتم تحول الشباب للتشدد في السجون. ويتم اعتقالهم بسبب تعاطيهم المخدرات بيعا وشراء والسرقة، وفي السجن يقال لهم هذا هو الإسلام ولكنه ليس كذلك».

 

قيادي سابق في الحرس الثوري: ضرب روسيا مواقع تنظيم «الدولة» من بحر قزوين يسبب الضرر لإيران

محمد المذحجي

لندن ـ «القدس العربي»: اعتبر قائد القوات البحرية الأسبق في الحرس الثوري والرئيس التنفيذي لشركة آسمان للطياران الإيراني، العميد حسين علائي، ضرب روسيا مواقع تنظيم الدولة من بحر قزوين تسبب الضرر للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأفاد موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من وزارة الخارجية، أن ذلك التصريح جاء على لسان العميد حسين علائي خلال مؤتمر «تداعيات التواجد العسكري الروسي في سوريا على الأمن القومي الإيراني» في طهران الذي أقامه مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية ورابطة خبراء العلوم السياسية في إيران.

وأعرب قائد القوات البحرية الأسبق في الحرس الثوري عن قلقه المتزايد إزاء تحول سوريا إلى ساحة الحرب بالنيابة بين القوى العظمى، والانعكاسات السلبية لهذه الحرب على الأمن القومي الإيراني.

وشدد العميد حسين علائي على أن الجمهورية الإسلامية تضررت بسبب عبور الصواريخ التي أطلقتها روسيا من بحر قزوين لضرب أهداف تنظيم الدولة في سوريا، وأن ذلك أثر سلباً على حركة الطيران الأجنبي في سماء إيران أيضاً.

وأعرب عن أمله أن لا تتكرر هكذا عمليات مرة أخرى.

وتصاعدت انتقادات المسؤولين الإيرانيين بشأن التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية بشكل غير مسبوق، حيث أكد وزير المخابرات الإيراني، محمود علوي، أن العمليات العسكري الروسية في سوريا تهدد الأمن القومي الإيراني. وبدوره، صرح القائد العام للحرس الثوري، اللواء محمد علي جعفري، أن روسيا تبحث عن مصالحها في سوريا فقط، وأنها غير سعيدة بتواجد المقاومة الإسلامية هناك.

ويرى المراقبون أن إيران منزعجة بشكل كبير من التدخل الروسي لأنها خسرت الورقة السورية إلى حد كبير، ضمن أجندتها التي تستخدمها على طاولة المفاوضات الإقليمية والدولية.

وفيما يتعلق بموضوع رجوع النفط الإيراني إلى الأسواق، قال وزير النفط، بيجن نامدار زنكنة، إن إيران تأمل بإبرام عقود نفطية بـ 20 إلى 30 مليار دولار في غضون العامين المقبلين، على وقع أسعار النفط الحالية.

وأكد عبر مقابلة للتلفزيون الإيراني أن طهران صاغت بنفسها العقود النفطية الجديدة الذي ستطرح بمؤتمر طهران قريباً، رافضاً ما يتردد بأنها مستنسخة من العقود النفطية بين أمريكا والعراق.

ولفت بيجن زنكنة إلى ضرورة إنفاق إيران بواقع 30 مليار دولار إضافية في حقل الشمال الغازي في الخليج العربي، وهو حقل مشترك مع قطر.

وحول مستحقات إيران النفطية لدى الجهات الأجنبية، أوضح الوزير أن إيران تطالب الهند بأكثر من 5 مليارات دولار والإمارات كذلك، مشيراً إلى تجميد العوائد النفطية الإيرانية في اليابان.

وبيّن أن جميع هذه العوائد تعود للبنك المركزي الإيراني والحكومة لا تملك حق التصرف بها، وعند رفع الحظر من الممكن إدخالها للبلاد خلال يوم واحد فقط.

من جهة ثانية أكد وزير النفط أن إنتاج إيران من حقل الشمال المشترك مع قطر سيماثل إنتاج الأخيرة خلال عامين، وأن مستوى الإنتاج في المرحلة 15 و16 للحقل جرى تثبيته، فيما غاز المرحلة 17 قد أدخل بالشبكة العامة، والمرحلة 18 تعمل مع المراحل 6 و7 و8.

وأشار وزير النفط الإيراني إلى أن عملية استكمال مشاريع انتاج الغاز الطبيعي المسال تتطلب 4 مليارات دولار، وأن طهران تبحث عن شريك أجنبي بهذا الخصوص.

وعلى صعيد العلاقات البريطانية الإيرانية، سيزور كريسبين بلانت، رئيس لجنة الإشراف على الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، إيران الجمعة تلبية لدعوة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، علاء الدين بروجردي.

ومن المقرر أن يجتمع المسؤول البريطاني خلال زيارته إلى طهران التي تستمر 3 أيام مع عدد من المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم رئيس البرلمان، علي لاريجاني، ومستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، ونائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأوروبية والأمريكية، مجيد تخت روانجي، ونائب رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد إيرواني، لبحث ملفات ذات الاهتمام المشترك.

 

الأردن «معلوماتيا» في عباءة موسكو وكيري سعى للتخفيف من تآكل التحالف القديم وأردوغان يستعين بالسعودية وقطر

بسام البدارين

عمان – إسطنبول – «القدس العربي»: فرضت عمليات تنظيم «الدولة» الأخيرة إيقاعات متباينة ومختلفة سياسيا على الغرف المركزية والمؤسسية للتحالف القديم الذي تقوده الولايات المتحدة ضده بمشاركة 60 دولة.

استنادا إلى معلومات ومعطيات أردنية حصريا، تولد حاليا وخلف الستارة والكواليس غرفة بديلة لمواجهة «الدولة» على مستوى العمليات، لا علاقة لها بالتحالف القديم الذي يبدو أنه في طريقه للتآكل السياسي بعدما تآكل عسكريا وعملياتيا.

فرنسا، في هذا السياق، تبدو اليوم مهيأة لتبديل جدول أولوياتها في سوريا، لكي تصبح إسقاط «دولة الرقة» بدلا من إسقاط النظام الرسمي، الأمر الذي ينتج مساحة تقارب متسارعة خلف الكواليس مع المنطق الروسي العملياتي في سوريا.

فرنسا في الوقت نفسه أظهرت ميلا شديدا للتصرف عسكريا مؤخرا بعيدا عن النطاق العملياتي المنظم للتحالف القديم. فطائراتها الست، الموجودة أصلا في قاعدة عسكرية أردنية، تحركت لقصف مواقع في الرقة منفردة ومن دون تنسيق مع الأمريكيين ومع غرفة العمليات المنسقة الموجودة في عمان، بينما حاملة طائراتها العملاقة تقترب من سواحل سوريا بالتنسيق فقط مع الجيش الروسي.

منطق موسكو، في طبيعة تكوين خطة مواجهة الإرهاب في سوريا والعراق، يكسب العديد من الدرجات، خصوصا على صعيد الإطار النظري الذي تحدث عنه سابقا الرئيس فلاديمير بوتين، عندما دعا لتحالف رباعي لمواجهة الإرهاب يضم الأردن وتركيا والعراق والنظام السوري.

وجهة النظر الروسية هنا نجحت الآن في تحييد خصم عنيد للنظام السوري هو فرنسا، التي تبدو متحمسة للتعاون مع أي وكل جهة يمكن ان تتحرك ضد تنظيم «الدولة» في الأراضي السورية والعراقية.

هذا النجاح انتهى عمليا بإعلان غير مباشر لدفن التحالف القديم بقيادة الولايات المتحدة والغائب فعليا، على صعيد العمليات منذ عام تقريبا، خصوصا بعدما ظهر أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يحاول – على هامش قمة العشرين في تركيا – تجميع عناصر تخفف من حدة الاستقطاب بين روسيا وفرنسا.

الوزير كيري لم يجد أمامه إلا التحدث عن تنسيق عملياتي لإغلاق ما تبقى من الحدود الشمالية السورية – التركية، مع العمل على تنشيط مطلب تركي قديم في توحيد الجبهتين المعارضتين في شمال سوريا وجنوبها، الأمر الذي يتطلب موافقة الأردن حصريا.

بالمقابل بدا ان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مهتم بتصليب موقفه وموقعه التفاوضي عبر مجاملة روسيا قدر الإمكان والتركيز على التفاهم مع حليفيه القطري والسعودي للعمل على ضمان ألا يستفيد الرئيس السوري، بشار الأسد، ونظامه من مسارات الأحداث، خصوصا في ظل التقييم العام القائل إن أبرز وأهم المستفيدين من «غزوة باريس» الأخيرة هو النظام السوري، بسبب صلابة الموقف الفرنسي ضده في الماضي على هامش كل الاجتماعات الدولية.

الجانب المالي في تأمين عمليات التحالف الدولي القديم تعرّض، خلف الستارة، لهزات ارتدادية أيضا. فقد تجمد الدعم السعودي المالي، وطلعات سلاح الجو الأردني توقفت أصلا بسبب غياب ذخائر أو مخصصات لشراء ذخائر مناسبة.

في الوقت نفسه، المساهمة العربية في اجتماعات قمة العشرين بتركيا خلال الأيام القليلة الماضية كانت هزيلة في التفاصيل والحيثيات، خصوصا بعدما تبين للأطراف العربية أن «عاصفة الحزم» – وما يجري في اليمن – ليس في نطاق اهتمام وأولويات الدول الكبرى الآن، لا على صعيد مناصرة السعودية، ولا على صعيد مناصرة خصومها في اليمن، في إشارة من الدول الكبرى على رغبتها في ان تقلع دول الخليج بقيادة السعودية «شوكها بيديها».

التحولات لم تشمل فقط مناورات تركيا سعيا للإفلات من السيناريو الروسي ولا تلك التقاربات الملموسة بين فرنسا وسوريا على جدول أولويات جديد في هذه الأخيرة، بل خطوة موازية لا يمكن إسقاطها من الحسابات تتعلق بفتح خزينة «التفاعل المعلوماتي» بين موسكو وعمان، التي بدأت مبكرا تستفسر عن طبيعة المعلومات التي ستقدمها للجانب الروسي عن «بنية الإرهاب».

عمان وافقت على إقامة مركز بحثي معلوماتي متخصص في تتبع الفصائل الإرهابية. وفنيا، مؤسساتها السيادية مشغولة حاليا بتحديد نوعية المعلومات التي يمكن تقديمها لموسكو من دون الاضطرار لمواجهة خسائر سياسية على صعيد علاقتها مع السعودية والولايات المتحدة.

 

كيري: هناك «منطق» وراء ضربة «شارلي إيبدو» أما هجمات باريس فهي عشوائية

واشنطن ـ «القدس العربي»: قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ان المنطق كان وراء الضربة الإرهابية نوعا ما ضد الصحيفة الساخرة « شارلي إيبدو» على العكس من «العشوائية» في هجمات باريس الاخيرة.

واضاف متحدثا امام اعضاء السفارة الأمريكية في باريس: «هنالك اشياء مختلفة تماما عما حدث في شارلي إيبدو الجميع يشعرون بذلك «موضحا ان هناك (منطق) وليس شرعية وراء الهجمات الاولى لأنهم كانوا في حالة غضب اما هجمات الجمعة فكانت عشوائية ليست نابعة من غضب بل لإرهاب الناس فقط.

وواجهت تعليقات كيري انتقادات فورية على وسائل التواصل الاجتماعي لانها تنطوى على «شرعية» لهجمات «شارلي إيبدو» التى ادت لمصرع 12 موظفا في الصحيفة المعروفة بنشر الرسوم الساخرة من الرسول الكريم عليه السلام.

وقد تم ربط هجمات الصحيفة في كانون الثاني/يناير الماضي بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية اما هجمات الجمعة فقد تم ربطها بتنظيم «الدولة الإسلامية».

وأوضح كيري ان الغرض من هجمات باريس كان الاعتداء على الحس الوطني والدولة القومية وسيادة القانون والكرامة ووضع الخوف في قلوب الناس.

وأضاف: «لماذا حدث هذا؟ ما هو التظلم هنا؟ انهم يقتلون الناس بسبب ما يعتقدون.. هذه عشوائية».

وقال كيري ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة استعاد الكثير من الاراضي من الحركة الإرهابية مؤكدا بان هناك استراتيجية واضحة تسير في المكان الصحيح وان الزخم سيلتقط المزيد من الانتصارات. من جهة اخرى أعلن البيت الأبيض ان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند سيزور الولايات المتحدة في الاسبوع المقبل لمناقشة الجهود البذولة لمكافحة الجماعات الإسلامية المتشددة مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما.

وقال البيت الابيض ان لقاء أولاند وأوباما المقرر في 24 نوفمبر /تشرين الثاني يهدف لمناقشة «المزيد من التعاون» في جهود مكافحة الإرهاب علما بان كيري اعلن موعد الاجتماع في وقت سابق اثناء تواجده في فرنسا لاظهار التضامن في اعقاب الهجمات الإرهابية في باريس.

 

شباب دمشق يلجأون للإقامة المنزلية الجبرية هربا من الاعتقال

تغيب ربع عدد الموظفين عن الدوائر الحكومية جراء حملة التجنيد القسري

سلامي محمد

دمشق – «القدس العربي»: أجبرت حملات الاعتقال، المستمرة من قبل المخابرات السورية بشتى فروعها في العاصمة السورية، مئات آلاف الشباب والرجال على «الإقامة الجبرية» في منازلهم هربا من الاعتقال ورفضا للالتحاق ضمن قوات النظام.

وهكذا شبه توقفت الحركة في شوارع دمشق، في حين أكد الموالين للنظام السوري تغيب ربع أعداد الموظفين عن أعمالهم في مؤسسات الدولة للأسباب نفسها.

الناشط الإعلامي، قاسم الدمشقي، أكد قيام قوات النظام بتشديد الإجراءات الأمنية وعمليات التفتيش الدقيقة للغاية على حواجزها العسكرية المنتشرة داخل الشوارع الدمشقية ومحيط العاصمة، إذ ان ساعات الصباح الأولى – موعد خروج الموظفين والطـلاب – تشهد توقفا شـبه كلي لحـركة المواصـلات جـراء قيام عناصر النظام بالبحث عن الشباب ضمن مواليد الفترة 1978 حـتى 1997 واعتقالهم بشكل قسري وسوقهم إلى مراكز التجنـيد، ومن ثم فرزهم على القطع العسكرية في حماة وحمص وحلب خلال 24 ساعة من تاريخ الاعتقال.

وقال الدمشقي لـ «القدس الـعربي»، خـلال اتصال خاص معه: «لجأت المخابرات السورية إلى تنفيذ الكمائن النهارية والمسائية على مدخل الأحياء الدمشقية، وقيام عناصر الاستخبارات بارتداء الزي المدني وإخفاء بنادقهم الآلية، والتجمع على شكل مجموعات صغيرة «ثلاثة لكل مجموعة»، من أجل طمأنة الشبان المختبئين في المنازل والنزول على الشارع».

«وفي حال شاهدت تلك المجموعات أي شاب أو رجل تقوم باعتقاله ووضعه ضمن سيارة عسكرية مخصصة للغرض. وبعد اعتقال عشرة أشخاص توصلهم السيارة إلى مراكز التجنيد مباشرة، في خطوة أولى قبل نقلهم إلى مراكز الفرز العسكري الموجود في مناطق النبك والدريج في ريف دمشق».

وأشار المصدر – بتجاوز أرقام المعتقلين قسريا خلال الأيام الخمس الماضية من الحملة الآلاف من الشباب والرجال – إلى أنهم «ينقسمون ما بين موظفين وطلاب جامعات وأصحاب أعمال حرة، كالبناء والسائقين والعاملين في الأسواق الدمشقية. كما طالت الاعتقالات الشبان الوحيدين لعائلاتهم المعفوين أصلا من قبل القانون السوري من الخدمة الإلزامية».

واستطرد الدمشقي في القول: «حملات الاعتقال التعسفي، التي تنهي أسبوعها الأول الآن، جعلت سكان العاصمة في رعب حقيقي، وسط انتشار حالة من الهلع والخوف بين عائلاتها نتيجة ممارسات النظام السوري بحق الشباب. والأصعب في الأمر هو الاعتماد على العامل النسائي في تلبية حاجيات المنازل، مما يعني تعرض نساء دمشق للاختطاف من قبل ميليشيات النظام الموالية وإخضاعهن للابتزاز من قبل تلك الميليشيات مقابـل الحصـول على فديـات مـالية كبيـرة». من جانبها أكدت مصادر الإعلام، المقربة من النظام السوري، انعدام الحركة في العاصمة دمشق جراء عمليات الاعتقال، مطالبة الشباب الدمشقي بعدم التهرب من الأجهزة الأمنية والمسارعة بتسليم أنفسهم لها، والقيام بـ»خدمة الوطن ضد الإرهابيين»، على حد وصفها.

كما تداولت مصادر النظام تأكيدات حول تغيب ربع أعداد الموظفين العاملين في مؤسسات الدولة بدمشق عن أعمالهم وتفضليهم البقاء في منازلهم هربا من الاعتقال وعمليات المداهمة التي تطال المؤسسات الحكومية، بحثا عن القادرين منهم على الخدمة الاحتياطية ضمن قوات النظام.

وطالب مئات الموالين للنظام السوري مخابراته بـ»ضرورة القيام بعمليات مداهمة للمنازل واعتقال الشباب الهاربين من خدمة الوطن». وفي الوقت نفسه عقب قسم آخر منهم على ممارسات النظام السوري بالسخرية والاستهزاء. وارتفعت هذه الأصوات لتطالب بتجنيد ابن رئيس الوزراء في حكومة الأسد، وائل الحلقي، ومنعه بداية من «التشفيط» بسيارته الفخمة وسط دمشق.

وقــال آخــرون منتـقدين ســياسة حكومــتهم: «غدا ستـصبح دمشـق عاصمـة النسـاء، لأننا سـنـكون على الجبهات أو منشـغلين على أبـواب الهجـرة والجـوازات للحصول على جـوازات سفـر والرحـيل خــارج البـلاد».

 

الادعاء الفرنسي يؤكد مقتل أباعود العقل المدبّر لهجمات باريس

وكالات – العربي الجديد

قال مدعي باريس، فرانسوا مولان، في بيان اليوم الخميس، إن البلجيكي عبد الحميد أباعود الذي يشتبه أنه الرأس المدبّر لهجمات باريس كان بين القتلى حين داهمت الشرطة شقة سكنية في ضاحية سان دوني في العاصمة الفرنسية.

 

وقال المدعي في بيان “لقد تم التعرف رسميا للتو على عبد الحميد أباعود على أنه من قتلى العملية”، التي نفذت أمس الأربعاء.

واتهم أباعود الذي تفاخر بشن هجمات في أوروبا باسم “الدولة الإسلامية” بتدبير الهجمات المنسقة التي وقعت في باريس يوم الجمعة الماضي وتسببت في مقتل 129 شخصا.

 

وبعدما كانت المصالح الأمنية الفرنسية قد رجحت في وقت سابق تواجده بسورية، وتخطيطه لهجمات باريس من هناك، تأكد اليوم الخميس، أن أباعود كان متواجدا داخل الأراضي الفرنسية أثناء تنفيذ العمليات.

وتعتبر مصالح الاستخبارات الفرنسية الجهادي البلجيكي، والذي انضم إلى صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” بداية عام 2013، أحد أهم العقول المدبرة للعمليات الإرهابية داخل الأراضي الفرنسية، وأنه شارك بطريقة أو بأخرى في التخطيط للهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية بشكل متسلسل في الآونة الأخيرة.

 

اعتقال ثمانية سوريين في تكساس و”داعش” يهدد نيويورك

واشنطن ــ منير الماوري

اعتقلت السلطات الفدرالية الأميركية ثمانية سوريين في ولاية تكساس على الحدود مع المكسيك، في وقت يسود فيه نوع من الذعر والقلق في الأوساط الأمنية الفدرالية الأميركية والمحلية، عقب تهديد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” باستهداف مدينة نيويورك.

وقالت شرطة مدينة نيويورك، إنها نشرت تعزيزات أمنية في أرجاء المدنية بعد إبلاغها بالتهديد الذي جاء ضمن تسجيل بالفيديو منسوب إلى التنظيم.

 

ويظهر في الفيديو مشهد لعملية تحضير عبوة متفجرة وانتحاري مفترض يقوم بارتداء حزام ناسف. وعلقت الشرطة في بيان لها بالقول، إن هذا التهديد يؤكد أن نيويورك مازالت ضمن قائمة الأهداف للإرهابيين.

وتركز الشرطة في تعزيزاتها الأمنية على حماية المواقع التي وردت صور لها في التسجيل،  وعلى رأس تلك المواقع ميدان “تايم سكوير” في حي مانهاتن الشهير، الذي كان هدفاً لهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.

ونقلت محطات التلفزة الأميركية عن عمدة مدينة نيورك قوله، إن هدف الإرهابيين هو “بث الذعر” ولكن نيويورك أصبحت محصنة من”الشعور بالهلع”. أما المعلقون المستقلون فقد أقروا بأن التسجيل أثار الهلع في نيويورك وفي غيرها وأن صدوره بعد هجمات باريس يحتم على السلطات الفدرالية وسلطات المدن الأميركية الكبرى عدم تجاهله.

ونصح المحلل المختص في شؤون الإرهاب بول كروكشينك، في حديث أدلى به لمحطة “سي إن إن” أجهزة الأمن الأميركية بالتعامل مع تهديد تنظيم الدولة بجدية، نظراً لما للتنظيم من وجود قوي في الغرب وعناصر فردية وجماعات تعمل كخلايا نائمة، ولن يتردد “داعش” في تمويل وتنفيذ أي عملية إرهابية داخل الأراضي الأميركية.

وفي سياق متصل، تزايدات حالات الاعتقال للمسافرين السوريين، حيث أكد لـ”العربي الجديد” مصدر في مكتب التحقيقات الفدرالية أن سلطات الهجرة التابعة للحكومة الفدرالية تتحفظ منذ أيام في ولاية تكساس على ثمانية سوريين حاولوا دخول الأراضي الأميركية عبر منفذ حدودي مع المكسيك.

 

وفي وقت متزامن تقريباً نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر أخرى القول بأن خمسة سوريين آخرين اعتقلوا في هندوراس، وزعمت المصادر أنهم حاولوا السفر إلى الولايات المتحدة بجوازات سفر مزورة.

تهديدات للمسلمين

وفي ظل هذه الأجواء أعلنت جامعة “فرجينيا تيك” الأميركية أنها تلقت قبل أيام تهديدات من مجهولين، قالت إنهم يتوعدون باقتحام حرم الجامعة للقضاء على أكبر عدد ممكن من الطلبة المسلمين فيها.

 

وقال رئيس الجامعة تيم ساندز، في بيان نشره موقع الجامعة على شبكة الإنترنت كما عممته الجامعة على جميع طلابها، إن السلطات الأمنية أحيطت علماً بالتهديدات وأنها تأخذها على محمل الجد رغم مضي أيام على التاريخ المحدد لتنفيذ الاقتحام دون أن يتم التنفيذ.

 

يشار إلى أن “فرجينيا تيك”، ورغم أنها من أبرز الجامعات الأميركية وأهمها في مجال التكنولوجيا، إلا أن أكثر ما تعرف به هو المذبحة التي تعرض لها طلابها بالرصاص الحي في يوم 16 أبريل/نيسان 2007 داخل داخل حرمها الرئيسي، وقتل من جرائها 33 شخصاً وجرح 28 آخرون. واتضح لاحقاً أن مرتكب الجريمة هو طالب كوري في الجامعة نفسها.

 

بارزاني: لا محلّ للحشد الشعبي بكردستان

أربيل ــ العربي الجديد

أفاد متحدث رسمي باسم رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، بأن الإقليم مستعد للتنسيق في الحرب ضد تنظيم “داعش” مع قوات الحشد الشعبي، لكنه لن يسمح بسيطرته على مدينة طوزخورماتو “لأنها جزء من كردستان ولا محل للحشد في كردستان”.

 

ونقل بيان رسمي صادر عن رئاسة الإقليم وحصل “العربي الجديد” على نسخة منه، “نعلن للجميع، بأن موقف سيادة رئيس الإقليم حول موضوع قوات الحشد الشعبي كان وما يزال واضحاً وشفافاً، حيث يؤكد على عدم وجود أية خلافات بين إقليم كردستان والحشد الشعبي، ونحن مستعدون للتعاون والعمل المشترك بين البيشمركة والحشد الشعبي للقضاء على إرهابيي داعش في أي وقت وأي مكان، لكن ذلك لا يعني أن تحتل قوات الحشد الشعبي قضاء طوزخورماتو الذي هو أرض كردستانية تحميها قوات البيشمركة”.

 

وتابع البيان “بارزاني يؤكد بأنه لا محلّ للحشد الشعبي على أرض كردستان لأنّ لكردستان قوات البيشمركة بالإضافة إلى قواتها الأمنية وهي ليست بحاجة إلى أية قوى أخرى”.

 

وجاء البيان رداً على ما ذكره أحد مساعدي جلال الطالباني، رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي قال إن دخول الحشد الشعبي إلى طوزخورماتو أخيراً كان بعلم البارزاني.

 

وكانت عناصر تابعة لمليشيا الحشد الشعبي قد دخلت الى بلدة طوزخورماتو الأسبوع الحالي محدثة مشاكل فيها عندما اصطدمت بقوات البيشمركة الموجودة فيها. ونتيجة لاشتباكات بين الطرفين سقط خمسة من السكان قتلى وأصيب عدد آخر واعتقل المسلحون أكثر من 20 آخرين، فيما سقط من عناصر الحشد 12 عنصراً. ويعمل الجانبان على احتواء المشاكل في البلدة المختلطة سكانياً.

 

من جهة أخرى، أفادت مصادر في قوات البيشمركة، اليوم الخميس، بأن البارزاني أصدر تعليمات لوحدات مختصة بحفر خندق حول مدينة سنجار، 120 كيلومترا غرب مدينة الموصل بشمال العراق، بهدف منع وصول مسلحي “داعش” إليها وخاصة العجلات المفخخة التابعة له.

 

وقال دلشاد مولود، وهو أحد قادة البيشمركة في سنجار، في تصريح صحافي، إن “فرقاً خاصة بدأت بحفر خندق حوالي مدينة سنجار بتعليمات من رئيس الإقليم والقائد الأعلى للبيشمركة مسعود البارزاني، وذلك بهدف حماية المدينة من هجمات مسلحي داعش”.

 

وقد بدأت الفرق الفنية المختصة بعمليات الحفر منذ يومين وينتظر أن تشمل أطرافها كافة، وسيكون الخندق بطول 60 كيلومتراً. وسبق أن نجحت فكرة حفر خندق في تعزيز الأمن في مدينة أربيل، بعدما تم حفر خندق يفصل المدينة عن محافظتي كركوك ونينوى لمنع الاختراقات الأمنية.

 

الأسد يناقض نفسه: ليس للإرهاب حاضنة في سورية

سلامة عبد الحميد

قبل نحو عام ونصف العام، وتحديدا الأربعاء 26 أبريل/نيسان 2014، قال بشار الأسد إن الحاضنة الشعبية تجعل في بلاده ملايين الإرهابيين، وأمس الأربعاء، أعلن الأسد أن تنظيم الدولة الإسلامية “ليس له حاضنة في سورية”، محملا الغرب المسؤولية عن ظهور التنظيم.

 

في التصريح الأول قال رئيس النظام السوري للعلماء ورجال الدين وأئمة وخطباء المساجد الموالين له، في كلمة طويلة: “إذا انطلقنا من حقيقة واحدة بأننا أمام عشرات الآلاف من الإرهابيين السوريين، أنا لا أتحدث عن إرهابيين أتوا من الخارج، فعندما نتحدث عن عشرات آلاف الإرهابيين فهذا يعني أنه خلف هؤلاء حاضنة اجتماعية. هناك عائلة، هناك قريب وجار وصديق وأشخاص آخرون. يعني نحن نتحدث عن مئات الآلاف، وربما الملايين من السوريين، ولو كان مليوناً نقول ملايين”.

 

وأضاف: “قد لا يبدو الرقم كبيراً، ولكن عندما نتحدث على المستوى الوطني عن مليون أو أكثر، أو حتى مئات الآلاف، في مجتمع عدد سكانه 23 مليونا، فهذا يعني أننا أمام حالة فشل أخلاقي واجتماعي، وبالمحصلة فشل على المستوى الوطني”.

وفي ما يمكن اعتباره تناقضا مع تصريحاته السابقة، قال بشار الأسد لمحطة التلفزيون الإيطالية الرسمية “راي”، أمس الأربعاء، إن تنظيم الدولة الإسلامية “ليست له حاضنة طبيعية أو اجتماعية داخل سورية”.

 

وشدد على أن الجهاديين الذين تدربوا في سورية لشن اعتداءات في باريس وغيرها، قادرون على ذلك بـ”دعم من الأتراك والسعوديين والقطريين. وبالطبع من السياسات الغربية التي دعمت الإرهابيين بمختلف الطرق منذ بداية الأزمة” قبل أكثر من أربع سنوات، بحسب فرانس برس.

 

ويتهم بعضهم نظام الأسد بالتدبير لتفجيرات باريس، أو على الأقل الحرص على الاستفادة منها قدر المستطاع، لإثبات وجهة نظر سبق أن كررها في خطابات سابقة له، أبرزها في خطاب حلف يمين ولايته الثانية في 16 يوليو/تموز 2014، مفادها أن “الدول الإقليمية والغربية التي دعمت الإرهابيين (معارضيه)، سيدفعون الثمن إن عادلا أو آجلا”.

 

وتابع الأسد في حواره مع التلفزيون الإيطالي أن “تنظيم الدولة الإسلامية لم يتأسس في سورية بل في العراق، وبدأ العمل قبل ذلك في أفغانستان”، مشيرا إلى تصريح لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير قال فيه إن “الحرب في العراق ساهمت في تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية”. وأضاف أن هذا “الاعتراف هو أهم دليل”.

وبينما أكدت اجتماعات فيينا وضع خطة عمل تضمن جلوس أطراف النزاع في سورية إلى مائدة الحوار بحلول يناير/كانون الثاني المقبل، إلا أن بشار الأسد شدد على أنه “لا يمكن تحديد جدول زمني للمرحلة الانتقالية في سورية قبل إلحاق الهزيمة بالإرهاب، لأنه لا يمكن أن تحقق أي شيء سياسي في الوقت الذي يستولي فيه الإرهابيون على العديد من المناطق في سورية”.

وأضاف أنه وبمجرد تسوية هذه المسألة فإن “عاما ونصف العام أو عامين ستكون فترة كافية لأي مرحلة انتقالية”.

وقال الأسد في رد على سؤال حول مستقبله إن “داخل سورية هناك من يؤيد الرئيس وهناك من لا يؤيده”، وأن الشعب السوري إذا أراد بقاءه “فإن المستقبل سيكون جيدا”، وفي حال العكس وإذا “أردت التمسك بالسلطة عندها يصبح كوني رئيسا سيئا” للبلاد.

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في مانيلا، اليوم الخميس، إن الحرب في سورية لا يمكن أن تنتهي بدون رحيل بشار الأسد، مستبعدا بذلك الاقتراحات باحتمال مشاركة الأسد في انتخابات مقبلة، حسبما قيل قبل أيام في ختام اجتماعات فيينا حول الأزمة السورية.

 

ويأتي تأكيد أوباما بعد أيام على لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبرز حليف للأسد، مشددا: “لا يمكنني أن أتصور وضعا يمكننا فيه إنهاء الحرب الأهلية في سورية مع بقاء الأسد في السلطة. حتى لو وافقت على ذلك، لا أعتقد أن هذا الأمر سينجح. لا يمكن حمل الشعب السوري، أو غالبيته، على الموافقة على مثل هذه النتيجة”.

 

ويشكل مصير الأسد أبرز نقطة خلاف في جهود إحلال السلام في سورية، وخصوصا بين الغرب وموسكو وطهران.

 

وأوقع النزاع في سورية الذي اندلع عام 2011 أكثر من 250 ألف قتيل، وتسبب بملايين اللاجئين والنازحين. وبات تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على مساحات شاسعة من سورية والعراق.

 

أردوغان: المسؤول الأول عن الهجمات الإرهابية هو النظام السوري

إسطنبول ــ باسم دباغ

ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، كلمة في قمة الاقتصاد والطاقة التي نظمها المجلس الأطلسي في مدينة إسطنبول، ركز خلالها على مواضيع الهجرة والإرهاب والأزمة السورية، كما تحدث خلالها عن مواضيع استراتيجية مهمة تشمل كلاً من الطاقة والاقتصاد العالمي.

 

وأكد أردوغان أن أحد أهم أسباب الموجة الكبيرة للهجرة التي يشهدها العالم اليوم يعود إلى الظلم وفقدان العدالة في توزيع الدخل، وأيضاً بسبب الاشتباكات والحروب التي يشهدها العالم، قائلاً: “تركيا للأسف تُركت وحيدةً في نضالها المشرف الذي تخوضه لمواجهة الأزمات الإنسانية، وتحملت لوحدها العبء الاقتصادي والاجتماعي الناجم عن استضافة 2.5 لاجئ سوري وعراقي، على مدى السنوات الخمس الماضية”، مضيفًا: “نحن كقادة دول إسلامية نحارب التطرف، وندين جميع أشكاله، وأعتقد أن من حقنا مطالبة الدول الأخرى بسلوك نهج مماثل”.

 

ووجّه أردوغان انتقادات إلى دول الاتحاد الأوروبي في تعاملهم مع أزمة اللاجئين، قائلاً: “حاربنا الإرهاب 35 عاماً، والآن فتحنا أبوابنا للاجئين، لأننا لا نستطيع تركهم تحت البراميل المتفجرة. نحن نجد أنّ منظمات المجتمع المدني وأصحاب الخير يقدمون مساعدات للاجئين في كافة الولايات التركية، فيما تجاهل المجتمع الدولي وبالأخص دول القارة الأوروبية هذه القضية الحساسة، واتخذت مواقف من شأنها تعميق أزمة اللاجئين”.

 

وفي ما يخص الأزمة السورية، شدّد أردوغان بأن المسؤول الأول عن الهجمات الإرهابية هو النظام السوري، قائلاً: “إن من يقف وراء الأسد ويدعمه بينما يمارس إرهاب الدولة مذنب بقدر الأسد، إن 380 ألف سوري تم قتلهم باستخدام البراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي ليسوا أرقاماً، بل إن كل واحد منهم يمثل إنساناً وروحاً أزهقت، ولازالوا حتى الآن يناقشون إن كان على الأسد أن يرحل أو لا، إن هذا النقاش لا يمثل فقط رسالة إلى الشعب السوري بل رسالة إلى الإنسانية جمعاء، وعلينا أن نقيّمها بشكل جيد”.

 

وأضاف: “هل تعرفون ماذا ناقشنا في قمة دول العشرين في مدينة سانت بطرسبيرغ في روسيا؟ هل تم استخدام السلاح الكيماوي أم لم يتم؟ هل تعرفون كم قُتل بالسلاح الكيماوي؟ 1500 إنسان قُتلوا، أما السلاح العادي فقد كان عدد قتلاه في تلك الفترة 120 ألف إنسان، تم التغاضي عن قتلى السلاح العادي، وتم الحديث على أنه هناك قانون يحظر استخدام السلاح الكيماوي ولابد أن يكون هناك عقاب، ولكن لم يسأل أحدهم من أعطى النظام السلاح الذي قتل به 120 ألف شخص؟ لمَ لم يقف أحد على هذا الأمر؟”.

 

وأشار أردوغان إلى أن المنظمات الإرهابية تدعم نظام الأسد، حيث أنه يأخذ البترول من “داعش”، كما تقوم قوات حزب الاتحاد الديمقراطي ( الجناح السوري للعمال الكردستاني) بدعم الأسد، قائلاً: “لايوجد فرق بين داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي أو حتى قوات حماية الشعب التابعة له، إن قوات الاتحاد الديمقراطي تقدم الدعم للأسد، ولغاية فترة قريبة كان الأسد عدواً للأكراد، ولم يكن يمنحهم حتى الجنسية، أما الآن فقد بات الحمل الوديع”، مضيفاً: “إن من يمنح الاتحاد الديمقراطي السلاح بحجة أنه يحارب داعش، يوصل رسالة تشير إلى إمكانية التسامح مع الإرهاب”.

 

540 دبابة خسرها النظام السوري خلال عام

أمين محمد

أظهرت إحصائية صدرت حديثاً حجم الضرر الذي طاول سلاح الدبابات في جيش النظام السوري خلال عام واحد.

 

وأكد المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية، أن مئات الدبابات دُمّرت خلال 12 شهراً على مختلف الجبهات، ونشر (أنفوغرافيك) يوثق بالأرقام عدد الدبابات التي دمرها الجيش السوري الحر بصواريخ التاو وبوسائل أخرى.

وأكدت الإحصائية، أن جيش النظام خسر 540 دبابة من تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2015، كان آخرها 123 دبابة الشهر الفائت.

وأوضحت الإحصائية، أن جيش النظام تكبد أكثر خسائره بالدبابات في ريف حماة حيث خسر 127 دبابة، وفي ريف دمشق خسر 102 دبابة، و107 في إدلب، و94 في حلب، و63 في درعا، و16 في ريف اللاذقية، و11 في ريف القنيطرة، و18 في حمص، وخسر دبابتين في السويداء.

 

كما بيّنت الإحصائية، أن شهر أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، كان الشهر الأبرز الذي شهد تدمير دبابات لجيش النظام حيث خسر 123 دبابة، وخسر في آب/أغسطس 51 دبابة، وفي شهر تموز/يوليو دمرت 30 دبابة، و61 في حزيران/ يونيو، و43 في آذار/مارس، و14 في كانون الثاني/يناير.

وحسب مصادر عسكرية، كان الجيش السوري من أقوى جيوش الشرق الأوسط لجهة امتلاكه لسلاح المدرعات، حيث كان يمتلك نحو 3700 دبابة، و5000 مدرعة متنوعة، و486 مدفع هاوترز ذاتي الحركة، قبل أن يبدأ بشن حرب على الشعب السوري بعد أشهر من بدء الثورة.

وكانت مدينة إعزاز على الحدود السورية التركية أولى المدن السورية التي دمر فيها الجيش الحر أكبر عدد من الدبابات في منتصف عام 2012، فباتت تُسمّى “مقبرة الدبابات” حيث جرت معارك على مدى نحو عشرين يوماً في  يوليو/ تموز.

وخلال الشهر الماضي، حاولت قوات النظام مدعومة بمليشيات وبغطاء ناري من الطيران الروسي التقدم على عدة جبهات، ولكن الجيش السوري الحر تصدى لها مستخدماً صواريخ التاو بكثافة، فاستطاع تدمير 123 دبابة، ما أدى إلى إعاقة هجوم قوات النظام وتقهقرها وخاصة في وسط سورية.

وبات (التاو) العدو الأول لدبابات وآليات قوات النظام نظراً لدقته في إصابة الهدف وقدرته التفجيرية العالية، وفق قيادي بالجيش السوري الحر، الذي بدأ استخدام (التاو) في منتصف عام 2013.

 

السويد: رفع درجة التأهب إلى المستوى الرابع للمرة الأولى

ستوكهولم ــ ناصر السهلي

وصل الهاجس الأمني في دول الاتحاد الأوروبي إلى السويد، التي رفعت درجة التأهب والإنذار إلى المستوى الرابع، للمرة الأولى.

 

وقالت صحف سويدية، إن وزارة الداخلية أعلنت حالة التأهب، مشيرة إلى أن التهديد الذي دعاها لذلك يتعلق بشخص واحد لا يتواجد الآن في السويد.

 

وبحسب مصادر “العربي الجديد”، فإن الأمر يتعلق بشاب من أصل عراقي (يدعى مثنى مجيد) في الـ25 من العمر تعتبره السلطات الأمنية السويدية “إرهابيا صدرت بحقه مذكرة اعتقال غيابية”.

 

وبحثت الاستخبارات السويدية “سابو” عن الشخص المطلوب، قبل أن ترفع حالة الإنذار مساء الأربعاء إلى أقصى درجة ممكنة وهي الرابعة من الخامسة.

 

ثم عادت الأجهزة لتقول بأنها لا تعلم علم اليقين “ما إذا كان الشخص الملاحق الآن متواجدا في السويد أم خارجها”، وتعتقد ستوكهولم بأن الشخص المطلوب يشكل “حالة تهديد جدي للسويد”.

التأهب الأمني السويدي، وفق معلومات خاصة، جاء بعد حصول جهاز الاستخبارات الوطني على “معلومات محددة عن تهديد لمصالح السويد داخل البلاد وخارجها”.

 

ويعتبر السويديون بأن الشخص الملاحق، وفق ما ذكرت صحيفة إكسبرسن في خبر عاجل قبل قليل، “حضر من العراق مرسلاً من تنظيم الدولة الإسلامية داعش للقتال في سورية، ثم غادر منها إلى ألمانيا ودخل السويد ويحمل مخططا لهجمات إرهابية”.

 

ولا تربط الاستخبارات السويدية بين الشاب المطلوب وهجمات باريس، وفق ما صرح متحدث من الجهاز للتلفزة الرسمية السويدية.

 

وما تعنيه حالة التأهب هو انتشار رجال الشرطة مسلحين ببنادق ومسدسات حول عقد المواصلات والأبنية الاستراتيجية والأماكن الحساسة ومباني الصحافة السويدية. وقامت الشرطة السويدية قبل قليل بتفجير ما كان يعتقد بأنه قنبلة موضوعة في إحدى مناطق أقصى جنوب البلاد، ما يشير إلى أن الإنذار يؤخذ على محمل الجد في بلد استقبل عشرات آلاف اللاجئين من سورية والعراق.

 

وفي آخر ما تتناقله وسائل الإعلام السويدية، اليوم الخميس، عن الأجهزة الأمنية فإن الشخص المطارد “قد يكون وصل إلى النرويج”، وهو ما قد يرفع أيضا حالة الإنذار في ذلك البلد الإسكندنافي الشمالي، وخصوصاً مع انتشار موجة من الهيستيريا الأمنية، لاسيما بعد ما نشرته الصحف من أن المشتبه به “قد يكون خبيراً في الهجمات الكيماوية ويخطط لمثل هذه الهجمات”.

 

ولم يختلف الأمر في الجارة كوبنهاغن، حيث التواصل الأمني بين الجهازين رفع أيضا حالة التأهب بين صفوف جهاز الاستخبارات الدنماركي تحسباً لأية عمليات جرى “التحذير منها من خلال وسائل أمنية عدة” بعد هجمات باريس.

 

يشار إلى أن 115 سويدياً يحاربون في صفوف “داعش”، قتل حوالي 40 منهم في العمليات القتالية في كل من سورية والعراق وفق تقديرات جهاز الاستخبارات السويدي.

 

الأسد: العملية الانتقالية تحتاج سنتين.. بعد “هزيمة الإرهاب

فضّلت دمشق عدم التعليق على ما جرى في فيينا من مباحثات بين القوى الكبرى المعنية بالأزمة السورية. لكن هذا الصمت لم يدم طويلاً، وكان الإعلام الأوروبي هو أول بوابة لإبداء رأي وموقف النظام مما جرى، حيث أجرت قناة “راي” الإيطالية لقاءً تلفزيونياً مع الرئيس السوري بشار الأسد، تحدث فيه عن الفترة الحالية، والمساعي المتواصلة من قبل المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

 

أولى النقاط التي تحدث عنها الأسد، كانت مسألة الخلاف الكبير على طريقة البدء بعملية انتقالية في سوريا، حيث اعتبر أن ذلك يحتاج إلى فترة عامين، مع ربط انطلاق أي عملية بضرورة أن يكون “الإرهاب” مهزوماً في سوريا، ومن ثم يبدأ الحديث عمن سيشغل منصب رئيس الجمهورية.

 

وقال الأسد عن الجدول الزمني الذي خلص إليه المجتمعون في فيينا “إذا أردت أن تتحدث عن جدول زمني.. فإن ذلك الجدول يبدأ بعد إلحاق الهزيمة بالإرهاب.. قبل ذلك لن يكون من المجدي تحديد أي جدول زمني.. لأنه لا يمكن أن تحقق أي شيء سياسي في الوقت الذي يستولي فيه الإرهابيون على العديد من المناطق في سوريا”، وذلك لاعتبار أن الإرهاب هو عقبة في وجه أي تقدم في العملية الانتقالية. وأضاف “إذا كان الحديث عما سيحدث بعد ذلك (القضاء على الإرهاب) فإن عاماً ونصف العام أو عامين ستكون فترة كافية لأي مرحلة انتقالية”.

 

وربط الأسد إقرار دستور جديد للبلاد، يتبعه إجراء استفتاء عليه، قبل الخوض في أي انتخابات لاحقاً، سواء كانت برلمانية أو رئاسية. ومن وجهة النظر السورية فإن ذلك سيتطلب سنتين على الأقل. وإضافة إلى الأسباب التي تتطلب وقتاً طويلاً من أجل البدء بعملية انتقال سياسي، فإن عقبة إضافية تضاف إلى ذلك، اعتبر الأسد أنها تتعلق بالمعارضة السورية، التي لا تمتلك وزناً داخل سوريا، ليقول “أنا أمثل المعارضة”. وأضاف “إذا قرر السوريون خلال الحوار أنهم يريدون إجراء انتخابات رئاسية.. فليس هناك خط أحمر في ما يتعلق بهذا الأمر.. لكن هذا ليس قراري.. ينبغي أن يخضع ذلك للتوافق بين السوريين”، معتبراً أنه لن يتدخل في تلك الانتخابات من خلال دعم مقربين منه للترشح، أو ترشيح نفسه، قائلاً “السوريون وحدهم من حقهم أن يختاروا شخصا يثقون به.. ليس من المهم أن أثق أنا بشخص ما أو لا أثق به.. أي شخص يثق به السوريون سيشغل ذلك المنصب”.

 

المقابلة مع القناة الإيطالية لم تكن الوسيلة الإعلامية الوحيدة في أوروبا، التي تحدث الأسد من خلالها، إذ أجرت مجلة “فالور اكتويل” الفرنسية مقابلة معه، ركّز فيها على مهاجمة السياسة الفرنسية تجاه سوريا، متمثلة بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وتساءل “هل كلف هولاند من قبل الشعب السوري بالتحدث نيابة عنه؟”، مؤكداً على أن “ذلك لن يؤثر في الوقائع في سوريا.. لأن الوقائع لن تتأثر بمثل هذه التصريحات”، والموقف تجاهها هي أنها تمثل إهانة للشعب السوري وتدخلاً في شؤونه.

 

الأسد أبدى استعداده للتعاون مع فرنسا في مجال مكافحة الإرهاب، لكنه ربط ذلك التعاون بتغيير السياسة الفرنسية تجاه سوريا. وقال “نحن نرغب بوجود مثل هذا التعاون ليس مع فرنسا وحسب، بل مع أي بلد كان. لكن ينبغي أن يحدث هذا التعاون في مناخ مناسب.. وأن تطبق فيه معايير معينة.. وأن تتوافر له شروط معينة”. وأضاف “في السياسة لا وجود للصداقة والعواطف. هناك مصالح وحسب.. المسألة ليست ما إذا كانوا يحبون الأسد أو ما إذا كنت أحب هولاند أو لا أحبه. المسألة لا علاقة لها بهذا. وظيفتي هي أن أسعى نحو ما هو أفضل للسوريين. وينبغي أن تكون وظيفتهم أن يسعوا لما هو أفضل للفرنسيين. في المستقبل.. ليست لدينا مشكلة. المشكلة في السياسات وليست في العواطف”.

 

“داعش” وسيناريو الرعب.. إنتحاريون قُصَّر!

قدم تنظيم “داعش” السيناريو الأكثر رعباً انسانياً ولبنانياً. ما تردد عن الأسلوب الجديد المتبع خلال تفجير برج البراجنة المزدوج، يبدو أنه ليس الأخير، خصوصاً أن ما بدأ يتكشف لجهة تجنيد أطفال قُصَّر، وإحتمال تنفيذهم تفجيرات إنتحارية، تخطى كل الحدود الإجرامية.

 

سيناريو الرعب هذا كان قد بدأ يتردد قبل أيام على مواقع التواصل الإجتماعي، مع الكشف عن توقيف قاصر في الشمال، وإنتقاد البعض لهذه الخطوة، وهو الأمر الذي دفع قيادة الجيش – مديرية التوجيه، إلى إصدار بيان توضيحي، مشيرة إلى أن “القاصر المشار إليه يدعى عثمان اسماعيل ويعرف بعثمان التكريتي، مواليد عام 2000، وقد أوقف لأنه، من مجموعة مرتبطة عبر الواتساب، بالإرهابي الموقوف عبد الرحمن الكيلاني، وقد ثبت بعد توقيف عدد من أفراد هذه المجموعة، أنها كانت تخطط لاستهداف مراكز عسكرية وعسكريين والقيام بعمليات إرهابية بواسطة انتحاريين من بينهم العديد من القاصرين”. وكشف البيان أن “الموقوف اعترف خلال التحقيق الذي أجري معه في حضور مندوب قضائي عن محكمة الأحداث، بأنه قابل أحد أفراد المجموعة المشار إليها ويدعى عمر القاسم (أوقف لاحقا) وحصل نقاش بينهما حول مدى استعداد إسماعيل لتنفيذ عملية انتحارية، وقد أبدى الأخير استعداده لذلك، لكنه ادعى أنه اضطر الى التظاهر بالقبول خشية التعرض له في حال رفض القيام بهذه العملية”.

 

ليس أسلوب تجنيد القصار بالنسبة لـ”داعش” جديداً. على مدار الأعوام المنصرمة صدرت تقارير دولية عديدة، تنتقد وتحذر وتحث على اتخاذ خطوات تصعيدية ضد التنظيم، إلا أن استخدام هؤلاء القصر في تنفيذ عمليات إنتحارية، يعتبر أسلوباً لا يرقى الى أي خيال إجرامي له، خصوصاً أن الأطفال بإستطاعتهم التوجه الى أي هدف، من دون أي شبهة.

 

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر أمنية رفيعة لـ”المدن” أن “داعش كانت تعدّ لإنشاء جيل جديد من الإنتحاريين، يرتكز على فئة عمرية معينة، وتحديداً القصّر”، واضعة اعتقال عثمان في الشمال، في هذه الخانة، خصوصاً أنه “كان يستعد للقيام بعملية معينة”. وكشفت أن “التنظيم يتواصل مع هذه الفئات العمرية عبر الإنترنت من أجل جذبهم وتجنيدهم”.

 

لكن سيناريو الرعب، الذي تحاول الأجهزة الأمنية استباقه عبر تفكيك الشبكات الإرهابية، والمداهمات، والإعتقالات التي تنفذها، لا يقتصر على التطورات الأخيرة، اذ تكشف المصادر الأمنية لـ”المدن” أنه “جرى توقيف عدد من العناصر الأمنية في الشمال، ولديهم ارتباط مع تنظيمات متطرفة، إن على صعيد التواصل، أو على صعيد تسهيل الإنتقال”، وتؤكد أن “العناصر الموقوفة يجري التحقيق معها، لكنه لا يمكن إثبات مدى علاقتها بتفجير برج البراجنة بعد، لكن هناك إشارات تفيد بأن هناك علاقة معينة بين هذه العناصر والتنظيمات الإرهابية”.

 

ولا ينحصر توقيف بعض العناصر الأمنية بالشمال، اذ علمت “المدن”، من مصادر بقاعية ميدانية، أنه “جرى مؤخراً توقيف عنصرين أمنيين في بلدة اللبوة البقاعية، لهما علاقة بتهريب سوريين عبر الحدود، وهم على علاقة مع عدنان سرور، الذي أوقف سابقاً”.

 

وتؤكد المصادر الأمنية لـ”المدن” أن “هناك نشاطاً كبيراً جداً لتنظيم داعش على الساحة اللبنانية، وفق ما تبين التحقيقات. وتشير إلى أن “هناك خطورة كبيرة، لا سيما ان أنواع العمليات التي كانت تنوي داعش تنفيذها تعتمد على عامل الدقة في التخطيط”، ولا تنفي المصادر إستعداد داعش لاستخدام أساليب جديدة في تنفيذ العمليات، كانت أولها إنتحاريين يدخلان على دراجة نارية، ومن ثم السير على الأقدام للوصول إلى الهدف كما حصل في برج البراجنة.

 

دمشق: “غرفة العمليات المشتركة” تقاتل “داعش” ومليشيات النظام

معاوية حمود

قامت الميليشيات الشيعية باستهداف عناصر المعارضة بالقذائف، أثناء قيامها، بعمليات ضد تنظيم “الدولة”.

تشهد الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق، إستمراراً للمعارك بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة، وبين قوات المعارضة والنظام من جهة ثانية.

 

وأعلنت قوات المعارضة السورية المنضوية في “غرفة العمليات المشتركة” في أحياء دمشق الجنوبية، أنها إستطاعت خلال هذا الأسبوع، قتل عدد من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” وجرح أعداد كبيرة منهم.

 

وتشكلت “غرفة العمليات المشتركة” في أحياء دمشق الجنوبية، مطلع تشرين الأول/أوكتوبر، وتضمّ “كتائب جيش الأبابيل” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”لواء ضحى الإسلام” و”لواء شام الرسول” و”جيش الإسلام” و”كتائب أكناف بيت المقدس”.

 

القائد الميداني في “غرفة العمليات المشتركة” نبراس الشامي، أكد لـ”المدن”، أن الغرفة معنية الآن بوقف تمدد “الدولة الإسلامية” بالدرجة الأولى، ومحاربتها ومن يواليها. كما تعمل الغرفة أيضاً على صدّ قوات النظام والميلشيات التي تقاتل معه.

 

وأضاف الشامي أن الهدنة مع النظام، في الأحياء الجنوبية، جعلت من الجبهات مع قواته، باردة نوعاً ما، على الرغم من وجود حالات قنص واشتباكات متقطعة وتفجير أنفاق مع ميليشيا “حزب الله” اللبناني، والميليشيات الشيعية العراقية. الشامي أكد أن تواجد قوات النظام يعتبر رمزياً، مقارنةً بالميليشيات الشيعية.

 

وأوضح الشامي أن الجبهات مع تنظيم “الدولة” هي الأهم حالياً، حيث تتعرض المعارضة لهجمات يومية من التنظيم الذي لا يستثني المدنيين. وسقط هذا الأسبوع، 6 قتلى بين المدنيين، كما قتل عدد من قوات المعارضة، في هجمات التنظيم.

 

القائد العسكري قال بإنه لا توجد نقاط اشتباك بين تنظيم “الدولة” والميليشيات المساندة للنظام، بل على العكس، يوجد بين الطرفين تنسيق وتعاون، وقامت الميليشيات الشيعية باستهداف عناصر المعارضة بالقذائف، أثناء قيامها، بعمليات ضد تنظيم “الدولة”.

 

ولكن، على الرغم من ذلك، تمكنت المعارضة خلال أسبوع واحد، من تنفيذ عمليات قتالية، قُتل فيها عدد كبير من عناصر التنظيم. فقبل أسبوع، في منطقة البساتين الواقعة بين يلدا ومنطقة الحجر الأسود، تسللت مجموعة من مقاتلي “غرفة العمليات المشتركة” باتجاه مزرعة اتخذها التنظيم كنقطة رباط متقدمة، واشتبكت مع العناصر الموجودين في النقطة، وقتلت 12 عنصراً منهم. وفي ما بعد اشتبكت المعارضة مع عناصر المؤازرة للتنظيم، وانسحبت من المنطقة بعد اغتنام عتاد عسكري.

 

كما قامت المعارضة بقنص 4 عناصر من التنظيم، في أطراف حي الزين، شرقي منطقة الحجر الأسود.

 

وتقاتل الغرفة أيضاً، مجموعة من قطاع الطرق، تطلق على نفسها اسم “جماعة الأنصار” وتتلقى دعمها من تنظيم “الدولة”. و”الأنصار” مجموعة من العناصر الذين فُصلوا من “جبهة النصرة” في مخيم اليرموك، ويتزعمهم شخص يدعى أبو خضر الفلسطيني، كان أحد مسؤولي “جبهة النصرة”.

 

الشامي أكد عدم وجود دعم خارجي لغرفة العمليات، وأن متطلبات المعارك هي من الفصائل المشكلة، ويضيف بأن الغرفة تتلقى دعماً معنوياً ولوجستياً من أهالي المنطقة الذين يساهمون في الإطعام وبناء الدشم والمتاريس، في المعارك ضد التنظيم والميليشيات المساندة للنظام.

 

وتقع الأحياء الجنوبية لدمشق، الخارجة عن سيطرة النظام، تحت سيطرة عدد من الفصائل العسكرية، وتسيطر “غرفة العمليات المشتركة” على منطقة بيت سحم وببيلا ويلدا. بينما يقتسم السيطرة في أحياء مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود والعسالي، كلاً من تنظيم “الدولة” و”جبهة النصرة”، بالإضافة إلى فصائل من الجيش الحر بينها “لواء شهداء دمشق” و”لواء سيف الشام”، فيما يسيطر كل من “أجناد الشام” و”مجاهدو الشام” على حي القدم.

 

الناشط المدني في المنطقة الجنوبية، مطر اسماعيل، قال لـ”المدن” إن الوضع الإنساني الراهن في المناطق الجنوبية هو الآن أفضل مما كان عليه قبل الهدنة التي عُقدت في آب/أغطسس 2013. حيث يتم إدخال المواد الغذائية من المعبر الوحيد مع العاصمة، وبدأت الحركة تعود للأسواق لشراء المواد التموينية في الغالب، في ظل ارتفاع نسبي للأسعار عمّا هي عليه في دمشق. أما بالنسبة للوضع الطبي فهو سيئ جداً كما كان، بحسب اسماعيل، الذي يؤكد أن النظام يمنع إدخال الأدوية والمواد الطبية من الحاجز. ويسكن الآن قرابة 100 ألف مدني في الأحياء الجنوبية لدمشق، وهم في إزدياد بسبب عودة عدد كبير من النازحين. ويعيش عدد كبير من المدنيين في مناطق سيطرة التنظيم، ويقومون بتأمين احتياجاتهم من مناطق سيطرة “غرفة العمليات المشتركة”.

 

ويفصل بين مخيم اليرموك ويلدا، حاجز، تتبع إدارته لـ”غرفة العمليات” ويعاني عناصر هذا الحاجز من وضع صعب، حيث يقومون بتفتيش المدنيين تفتيشاً دقيقاً لأن التنظيم قد يستخدمهم في أعمال إجرامية.

 

أحد المسؤولين عن هذا الحاجز قال لـ”المدن”: “إننا نعلم بأن الأغذية تصل لمقاتلي التنظيم، ولكن هذه المعضلة لا يمكن حلها، فالكثير من أهلنا يعيشون تحت سيطرتهم، ولا نستطيع منع الطعام عنهم”.

 

القائد الميداني في “غرفة العمليات المشتركة” الشامي، تحدث عن صعوبة هذا الأمر، وقال بإن “التنظيم يُقحم الأطفال والنساء وحتى الشيوخ العجّز في نقل العبوّات وتأمين الدعم اللوجستي لتنفيذ عمليات الإغتيال، ولكننا حريصون على سلامتهم، ونعمل كل ما بوسعنا لأجلهم، وحتى أننا نتريث كثيراً خلال معاركنا نتيجة خوفنا على المدنيين، فهم سوريون ونحاول تحييدهم عن هذا الصراع”.

 

هدنة الغوطة الشرقية.. لم تكتمل

عمر بهاء الدين

انهار وقف إطلاق النار، في الغوطة الشرقية، قبل أن يبدأ. وأمطرت قوات النظام، مدينة دوما وبلدة دير العصافير، بالقذائف الصاروخية والمدفعية، منذ فجر الخميس، في وقت كان من المتوقع أن تتوقف الأعمال القتالية.

 

وزير “المصالحة الوطنية” علي حيدر، نفى الأنباء عن هدنة، مساء الأربعاء، وذلك في أول تصريح رسمي من قبل النظام حول الموضوع. حيدر قال إن “ما يتم الحديث عنه حول هدنة مع الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية ووقف إطلاق النار لا صحة له”. جاء هذا التصريح بعد انتشار أخبار الهدنة في الإعلام، وبين سكان الغوطة.

 

وقد قام ناشطون في الغوطة الشرقية، بإعلان وقف إطلاق النار، بين قوات النظام وجميع فصائل المعارضة المسلحة المتواجدة فيها باستثناء “جبهة النصرة”. وهي أول هدنة يتم الحديث عنها بين الطرفين منذ خروج الغوطة الشرقية عن سيطرة النظام، نهاية العام 2012. وقد كان الإعلان مفاجئاً لأهالي الغوطة، الذين اعتادوا سابقاً فشل المفاوضات المعنية بالهدن.

 

وأعلن عدد من الناشطين الإعلاميين المعروفين في الغوطة الشرقية، وبينهم الناطق باسم “اتحاد تنسيقيات الثورة” يوسف البستاني، صحة الأنباء المتعلقة بالهدنة، وبدء دخولها حيز التنفيذ صباح الخميس.

 

ويتضمن الاتفاق: وقف الاشتباكات على الجبهات والقصف، وفتح أحد المعابر بين الغوطة الشرقية ومدينة دمشق، ويستمر لمدة خمسة عشر يوماً حتى التأكد من حسن نوايا الطرفين، بحيث يُصار إلى تمديده بعد ذلك، مع استكمال بنود الهدنة التي لم يتم الإفصاح عنها كلها. وقد نقل النشطاء الإعلاميون عن قادة الفصائل المسلحة، لمسهم لجدية نية النظام هذه المرة، في قيام الهدنة.

 

وكانت “الأمانة العامة للغوطة الشرقية” قد اجتمعت الإثنين، وناقشت ما توفر لها من معلومات حول الهدنة، وأعلنت أنها “لن تقف عائقاً أمام أي شيء يخفف معاناة المدنيين بما لا يعد تنازلاً عن مبادئ الثورة في التخلص من نظام الإجرام”، وشككت “الأمانة” في نوايا النظام من الهدنة. و”الأمانة العامة للغوطة الشرقية” هي تنظيم تم اختياره من قبل “الهيئة العامة للغوطة الشرقية” التي تضم معظم مؤسسات العمل المدني في الغوطة لتوفير تمثيل سياسي مدني لسكان الغوطة.

 

وقد أشار عدد من القيادات المدنية بشكل غير رسمي أن القيادي في “جيش الإسلام” الشيخ سمير كعكة، كان المحرك لتنفيذ هذه الهدنة بين الفصائل والنظام. وقد استقبل سمير كعكة، منذ أيام، وفداً روسياً دخل الغوطة، بشكل سري، للتفاوض حول الهدنة. وقد نقل كعكة إلى قيادات مدنية في الغوطة، قول الوفد الروسي إنهم سيفرضون على نظام الأسد الالتزام بالهدنة، في حال عدم خرقها من قبل الفصائل المسلحة. وقد ربط كعكة ذلك بنتائج مؤتمر فيينا، ورغبة المعارضة في أن يخل النظام بأي تعهد، لكي يتم التأكيد للعالم أنه من يعرقل أي حل في سوريا.

 

وعلى إثر إعلان الهدنة، شهدت الغوطة الشرقية انخفاضاً غير مسبوق منذ عامين في أسعار المواد الغذائية والمحروقات، وطرحها في الأسواق بكميات كبيرة. ويرجح أن هذه البضائع كانت مخزنة لدى بعض التجار الذين استشعروا الخسائر الكبيرة التي قد يقعون فيها في حال فتح معبر مع مدينة دمشق لإدخال البضائع.

 

وقد رجّح ناشطون في الغوطة، بُعيد الإعلان عن الهدنة، عدم موافقة النظام عليها، لأنهم اعتبروا أن الهدنة قامت بين فصائل المعارضة وروسيا، وليس النظام. كما رجح آخرون عدم إمكان استمرارها طويلاً. وقد أرجعوا الأسباب إلى أن النظام يحاصر الغوطة الشرقية منذ أكثر من عامين ولا تشكل الفصائل المعارضة فيها أي تهديد حقيقي له، في ظل تسليحها الضعيف وانقساماتها، وليس هنالك ما يكسبه من الهدنة التي ستكون مكاسبها كبيرة على سكان الغوطة الشرقية.

 

كما حذر ناشطون من تبعات الهدنة، إن عُقدت، على الغوطة الغربية التي تعاني من الحصار أيضاً ومن القصف اليومي بالبراميل المتفجرة، ومن إنهاك الفصائل. وأشار بعضهم إلى الشعار الذي رفعه متظاهرون في أشهر الثورة الأولى، في مدينة دوما التي تشتهر بالعنب، كما داريا في الغوطة الغربية: “داريا أخوة العنب والدم”، في مسعى منهم أن يمنعوا تحول الهدنة إلى تأمين ظهر لقوات النظام في معركة محتملة على داريا.

 

وأكد المستشار القانوني للجيش الحر أسامة أبو زيد، لـ”المدن”، أن المفاوضات مع الوفد الروسي، شملت تعليق الأعمال القتالية، في الغوطتين الشرقية والغربية، لكي لا يستفرد النظام بأحداهما. واعتبر أبو زيد أن النظام لن يحصل من قبل المعارضة في الغوطة الشرقية، سوى على وقف لإطلاق النار. وأكد أن نفي وزير “المصالحة الوطنية” لحدوث الهدنة، هو نتيجة خلاف مع روسيا، رغم أن النظام لا يملك حرية القرار في هذا الموضوع. وأشار أبو زيد إلى اتفاقية الهدنة في الزبداني، وكيف حاول النظام خرقها، لكن إيران أجبرته في النهاية على القبول بها. وهذا الأمر ينطبق حالياً على الرغبة الروسية في حدوث الهدنة في الغوطة الشرقية.

 

أبو زيد أشار إلى أن وقف إطلاق النار، هو حاجة للناس المحاصرين في الغوطة، وطالما أن اتفاقاً سياسياً لم يبرم بعد، فإن وقف إطلاق النار لا يجب ترجمته بحدوث تنازل أمام روسيا والنظام. أبو زيد، نفى أن يكون للموضوع علاقة بنتائج مؤتمر فيينا، وأكد أنه خطوة ميدانية بحتة، نتيجة حاجات إنسانية.

 

مصدر خاص لـ”المدن”، أكد أن المفاوضات مازالت جارية، رغم خرق قوات النظام لها. وأشار إلى أن إيران والنظام، يتشاطران المسؤولية عن خرق الهدنة، على عكس رغبة روسيا في عقدها. مصدر “المدن” أشار إلى إمكانية تجدد وقف إطلاق النار، بعد فترة قصيرة.

 

ويأتي تفاؤل أهالي الغوطة بهدنة طالما انتظروها، نظراً لعجز الفصائل المسلحة عن دخول مدينة دمشق، وتعرض الأهالي للمجازر اليومية عبر قصف قوات النظام والطيران الروسي مؤخراً، علاوة على الحصار الخانق الذي تسبب بحدوث وفيات نتيجة سوء التغذية في العامين الماضيين.

 

لافروف يريد بقاء الأسد.. وعبداللهيان يعتبره “خطاً أحمر

قال السفير الفرنسي في إسرائيل باتريك ماسيوناف، الأربعاء، إن “سوريا أصبحت أكبر مصنع للإرهاب وإن الرد الدولي ما يزال منقسماً”. وأشار السفير الفرنسي، في كلمة له في مؤتمر تعقده صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية: “سنكثف عملياتنا في سوريا والعراق لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية”، مضيفاً أن “فرنسا لا تقف وحدها في مواجهة التنظيم حيثما كان”، وتابع “الجهود ضد داعش يجب أن تكون إجماعية”.

 

وأشار السفير الفرنسي إلى أنه “يجب أن ندفع عملية سياسية انتقالية باتجاه سوريا موحدة ومستقلة مع سيادة جغرافية”، موضحاً أن “قتال داعش يُعدُّ اولوية”، لكن “الاسد لا يمكن أن يكون الحل”، مشدداً على “وجوب ايجاد الطريق لحماية المواطنين وهزيمة العدو والحفاظ على قيمنا”.

 

من جهة أخرى، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، في كلمة له أمام ملتقى “سوريا قلب المقاومة”، في طهران: “شهداء الثورة والدفاع المقدس وكذلك مدافعي الحرم ساعدوا في هذه المسيرة لتجد الثورة الاسلامية هذه الفرصة ليكون لها اليوم نفوذ في المنطقة وفي بعض نقاط العالم”.

 

وزعم عبداللهيان أنه رغم النفوذ الإيراني في المنطقة، إلا أن طهران “لا تنوي التدخل في شؤون أي بلد”، معتبرا الاتهامات حول تدخل إيران في شؤون دول المحيط ناتج عن “سوء فهم” الآخرين.

 

وأقر المسؤول الإيراني بدور بلاده في عدم سقوط نظام الأسد بالقول: “إيران قامت خلال الأزمة السورية بأمر مهم جداً وهو عدم السماح بالإطاحة بالنظام السياسي السوري على يد الإرهابيين”، مضيفاً أن ذلك “جزء من مفاخر” طهران. وأضاف: “لولا الدعم الاستشاري الايراني لكانت دمشق سقطت خلال السنوات الثلاث الاولى للحرب”.

 

وبحسب عبداللهيان، فإن إيران تعتبر الأسد “خطاً أحمر باعتباره الرئيس الشرعي لسوريا”، وأضاف: “ننفذ بدقة توجيهات سماحة قائد الثورة الإسلامية ولن نسمح للآخرين ابداً باتخاذ قرارات بدلاً من الشعب السوري”.

 

وفي السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، إنه يتعين على الغرب أن يسقط مطالبه بشأن خروج الأسد من المشهد السياسي، إذا ما أراد بحق، تشكيل تحالف دولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وأشار لافروف إلى أن المحادثات الدولية في فيينا، لم تتوصل بعد، إلى اتفاق على مصير الأسد، مشيراً إلى أنه قد لمس تغيرا في موقف الغرب منذ الهجمات على باريس وتفجير طائرة الركاب الروسية.

 

وقال لافروف: “آمل أن يمتد التغيير في موقف زملائنا الغربيين -الذي جاء فقط للأسف نتيجة لأعمال إرهاب مروعة- إلى غيرهم من شركائنا الغربيين”. وأضاف: “برأيي أنه لم يعد هناك شك الآن في أنه من غير المقبول وضع أي شروط مسبقة من أجل توحيد الجهود في المعركة ضد إرهابيي ما يسمى بالدولة الإسلامية”.

 

ميدانياً، أعلنت “جبهة النصرة” اسقاط طائرتي استطلاع روسيتين، في مطار أبو الظهور العسكري، الواقع تحت سيطرة الجبهة في ريف إدلب.

 

وشنّ الطيران الحربي الروسي، الأربعاء، غارات على مدينتي جسر الشغور وسراقب، في ريف إدلب، ما إلى أدى مقتل امرأة وطفلة، بالإضافة إلى تدمير بعض الممتلكات واندلاع حريق في أحد مساجد جسر الشغور، بحسب وكالة “مسار”. كما نفذ الطيران الحربي الروسي، العديد من الغارات على قرى القصابية وحفسرجة وحرش الهبيط في ريف إدلب الجنوبي. وكان الطيران الروسي قد استهدف، الثلاثاء، مدينتي سراقب وخان شيخون وقرية رام حمدان بالصوايخ، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين بينهم امرأة.

 

وأصدر “جيش الفتح” بياناً يدعو فيه باقي الفصائل العسكرية العاملة في إدلب وحماة، إلى الانضواء في غرفة عملياته، أو التنسيق معه، للتصدي لحملة المليشيات الشيعية على الشمال السوري، كما دعا جميع الفصائل العسكرية إلى النفير العام.

 

في حين قام أمير “حركة أحرار الشام” الشيخ مهند المصري، بحل “المكتب الشرعي” في الحركة، واستحداث “مكتب الدعوة والإرشاد” بقيادة الأمير السابق للحركة الشيخ أبو جابر، إضافة لاستحداث هيئة قضائية لإصلاح القضاء الشرعي بقيادة أبو النور أطمة.

 

مسوّدة روسية لمحاربة (داعش) أمام مجلس الأمن

فرنسا قدمت مشروعها وموسكو تحذر من “حلبة سباق”

نصر المجالي

نصر المجالي: وزعت روسيا على أعضاء مجلس الأمن الدولي مسودة قرار يتعلق بمحاربة تنظيم (داعش)، وأعلنت أنها مسودة معدّلة ومحدّثة لمسودة قرار قديم سبق وأن قدمته موسكو للمجلس.

 

وشدد فيتالي تشوركين المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة على ضرورة ألا يتحول مجلس الأمن الدولي إلى حلبة سباق بين مشاريع قرارات مكافحة الإرهاب.

 

وكانت روسيا قدمت مسودة قرار لأعضاء مجلس الأمن في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، تدعو فيه الدول التي تحارب داعش للتنسيق في ما بينها، إلا أنَّ الدول الغربية في مجلس الأمن نظرت للمشروع الروسي بحذر، بسبب وجود اسم النظام السوري بين الدول المحاربة للتنظيم.

 

وأكد تشوركين على أهمية توحيد الصفوف في مكافحة الإرهاب والتركيز على ذلك، وأشار إلى أن مشروع القرار الروسي قد يرضي الجميع بلا استثناء، وأنه يقبل التعديل رغم ذلك، نزولاً عند رغبة أي من الدول الأعضاء.

 

كارثة الطائرة

 

ويشير المشروع الروسي بشكل خاص إلى كارثة طائرة الركاب الروسية وأحداث باريس الدامية، كما يركز على محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” وتنسيق العمل الدولي المشترك في ضبط ومعاقبة كل من يتورط بأي عمل إرهابي.

 

ويؤكد المشروع كذلك على ضرورة الأخذ بالمادة الـ51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تخول الدول الدفاع عن نفسها، كما يشدد على أهمية التعاون مع حكومات الدول التي تدار على أراضيها عمليات مكافحة الإرهاب.

 

مسودة فرنسية

 

وكانت فرنسا، قد صرحت في وقت سابق على خلفية الهجمات التي تعرضت لها، بأنها أيضا تعد مسودة قرار سوف تقدمه لمجلس الأمن حول محاربة داعش، ولا توجد أي معلومات تذكر، فيما إذا كانت الدولتان قد اتفقتا على كتابة مسودة قرار مشترك أم لا.

 

وكان مندوب فرنسا الدائم لدى مجلس الأمن فرانسوا ديلاتر صرح للصحافيين بأن مسودة القرار الفرنسي ستكون “قصيرة وقوية وتركز على محاربة العدو المشترك للجميع”.

 

وكثفت كل من روسيا وفرنسا غاراتهما على سوريا مؤخرًا عقب تبني داعش لإسقاط الطائرة الروسية في سيناء نهاية الشهر الماضي، وهجمات باريس الجمعة الماضية، إلا أن الدول الغربية تتهم روسيا باستهداف قوات المعارضة السورية المعتدلة، أكثر من استهداف تنظيم داعش.

 

من جهته، قال المندوب الروسي في تعليق على المشروع الفرنسي: “لا أفضل بروز سباق على هذا المسار، والأمر الذي تم الحديث عنه بصوت عالٍ خلال المداولات في مجلس الأمن، هو وحدة الصف” بين أعضاء المجلس، و”المشروع الروسي قد صيغ بشكل جيد جدًا، ووضع كنص عام” وشامل.

 

علامة الترقيم وجدل

 

وأضاف أن نص المشروع كتب بصيغة تجعله يرضي الجميع، ولكن إذا ما برزت الرغبة الجامحة في تعديله، فإن الفاصلة /علامة الترقيم/، قد تتحول حينها إلى مادة للجدل، مشيرًا إلى ضرورة توحيد جميع الجهود والتركيز على قضية رئيسية هي محاربة الإرهاب.

 

ولفت تشوركين النظر إلى أن مشروع القرار الذي تعده فرنسا يركز بشكل خاص على مكافحة تنظيم “داعش”، وشدد على ضرورة “التعاون المشترك بين جميع أعضاء الأسرة الدولية، وبشكل خاص على مسار اقتفاء أثر الإرهابيين ممن ارتكبوا جرائم وحشية ووضعهم بين يدي العدالة، وأنه إذا ما تطلب الأمر الوقوف بشكل خاص على بند “داعش”، فيتعين حينها التركيز كذلك على أمر اقتفاء أثر الإرهابيين ممن ارتكبوا جرائم وحشية ووضعهم بين يدي العدالة”.

 

من جانبه، قال المندوب البريطاني الدائم لدى مجلس الأمن ماثيو رايكروفت للصحافيين إن “الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن يتبادلون وجهات النظر حيال مشروع القرار الروسي”، وهم بانتظار نشر مشروع القرار الفرنسي ليخضع للبحث كذلك.

 

وختم بالقول: “أعضاء مجلس الأمن الدولي يتبنون موقفًا موحدًا يؤكد ضرورة الرد المشترك على الإرهاب”.

 

المعارضة في ريف اللاذقية تتجاوز أثر الضربات الجوية

(السورية نت، الهيئة السورية للإعلام، أورينت نت)

تستمر الحملة العسكرية لقوات النظام والميليشيات الموالية لها مدعومة بالطيران الحربي الروسي في عملياتها العسكرية بريف اللاذقية، بهدف التقدم على نقاط بالريف تخولها من فرض سيطرتها على الأراضي الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية وتمهد لمفاوضات سياسية قد تجريها في المستقبل.

 

وكانت قوات النظام قد استعادت السيطرة على قرية دير حنا بريف جبل التركمان خلال الأيام القليلة الماضية، لكن عاودت قوات المعارضة مساء أول من أمس استعادتها للقرية بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام تمكنت خلالها من قتل وجرح عدد من جنود النظام.

 

وأفاد المسؤول الإعلامي في «اللواء العاشر» لجبهة الساحل جاهد أحمد «السورية نت» بأن «النظام يقوم بمحاولات جدية للاستفادة من المعطيات الجديدة والمتمثلة في الدعم العسكري الروسي المباشر، سواء عن طريق الطيران الحربي أو عن طريق القصف الصاروخي، للسيطرة على أراضي تقع تحت سيطرة المعارضة«.

 

وأضاف الأحمد أن النظام حاول التقدم ومنذ بداية الضربات الروسية على سورية في التقدم على ريف اللاذقية من عدة محاور، (كفردلبة، جب الأحمر، ومحوري غمام وديرحنا) في ريفي جبل الأكراد والتركمان«.

 

وأشار أن كل محاولات الاقتحام لقوات النظام اتسمت بنسق واحد، وذلك من خلال الاعتماد على الغارات المكثقة للطيران الحربي الروسي على المحور المراد اقتحامه (من 15 وحتى 25 غارة) سواء بشكل مباشر على المحور أو الخطوط الخلفية له، وتتزامن هذه الغارات باتباع سياسة الأرض المحروقة من خلال استهداف نقاط المعارضة براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية والهاون«. ونوه الأحمد إلى أنه «في المقابل لم تتمكن قوات النظام من تحقيق تفوق على الأرض واستطاعت قوات المعارضة السورية من إلحاق خسائر مادية وبشرية في صفوف قوات النظام، تجاوزت العشرات، وكان آخرها قبل يومين حيث تقدمت قوات النظام باتجاه قرية ديرحنا في جبل التركمان، لتعود فصائل المعارضة من إعادة السيطرة عليها مساء أمس، بعد معارك عنيفة سقط خلالها عدد كبير من قوات النظام بين قتيل وجريح«.

 

وختم الأحمد قائلاً إنه «لاشك من أن الطيران الحربي الروسي أحدث فرقاً لصالح قوات النظام منذ بدء عملياته على سورية، لكن سرعان ما استطاعت قوات المعارضة اتباع سياسات جديدة في التنقل والتكتيك العسكري تجاوزت خلاله الأثر الكبير للغارات الجوية وتكبيد قوات النظام مزيداً من الخسائر في العدة والعتاد العسكري على جبهات القتال الدائرة في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية».

 

وفي ريف دمشق، شنت قوات المعارضة السورية هجوماً واسعاً على بعض النقاط والمراكز التي تتواجد فيها قوات نظام بشار الأسد داخل مدينة حرستا، وأفاد مراسل «السورية نت» بريف دمشق بأن المعارضة تمكنت خلال اليومين الماضيين من قطع طريق إمداد قوات النظام الوحيد إلى إدارة المركبات آخر معاقل النظام في الغوطة الشرقية.

 

وقال الناشط الإعلامي أبو مالك الحرستاني في تصريح لـ»السورية نت» إن «فصائل المعارضة سيطرت على حي العجمي وعلى منطقة وسط حرستا التي كان يستخدمها النظام لإيصال الإمداد والمؤونة لقواته المتواجدة داخل إدارة المركبات»، مضيفاً أن اشتباكات عنيفة خاضتها المعارضة ضد قوات النظام، أسفرت عن السيطرة على عدد من المباني بلغ عددها 200 مبنى بما فيها ناحية حرستا وكتلة التأمينات وعدد من الأبنية الملاصقة لإدارة المركبات.

 

وأشار الحرستاني إلى شن طيران النظام مدعوماً بمقاتلات روسية غارات مكثفة لتأمين تغطية جوية لقوات النظام، ترافقها عناصر من الميلشيات الشيعية لوقف تقدم المعارضة نحو إدارة المركبات.

 

وفي موازاة ذلك، نفى مراسل «السورية نت» الأنباء التي يروج لها النظام عن تقدم كبير له في مطار مرج السلطان الاحتياطي بالغوطة الشرقية، مؤكدا أن الاشتباكات لازالت على أطرافه وتتركز في البلدات القريبة منه وهي بلدة الدير سلمان ونولة ودير العصافير.

 

واستهدفت قوات الأسد الغوطتين الغربية والشرقية من ريف دمشق بالعديد من البراميل المتفجرة والصواريخ العنقودية المحرمة دوليا .

 

وأفاد مراسل «الهيئة السورية للإعلام« باستهداف طائرات الاسد الحربية لمدينة دوما بثلاثة صواريخ عنقودية، ما أسفر عن سقوط شهيدة و15 جريحا، بالإضافة إلى حدوث دمار كبير في البنى التحتية للمدينة .

 

وأضاف مراسل «الهيئة السورية«، أن اشتباكات عنيفة دارت بين الثوار وقوات الاسد بمنطقة المرج ، ما أسفر عن مقتل اربع عناصر من الاخيرة هناك .

 

وبالانتقال إلى الغوطة الغربية ذكر مراسل الهيئة أن طائرات الاسد المروحية ألقت 14 برميلا متفجرا على بلدة خان الشيح ، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى المدنيين .

 

وتمكن الثوار في مدينة داريا من صد محاولة قوات الاسد المتكررة لاقتحام المدينة، في الوقت الذي قصفت به قوات النظام المدينة بأربع صواريخ ارض ـ ارض من نوع الفيل ما أحدث دمار كبير في المباني السكنية«.

 

وفي محفظة درعا، أفاد مراسل «الهيئة السورية للإعلام« بأن تشكيلات الجبهة الجنوبية تمكنت أمس من التصدي لقوات الأسد المدعومة بالميليشيات الطائفية التي حاولت التقدم نحو بلدة كفرناسج في ريف درعا، من محوري دير العدس وتل قرين. وأوضح أن اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين أسفرت عن مقتل 4 عناصر من قوات الأسد، وجرح آخرين، إضافة لتدمير آلية عسكرية لها بعد استهدافها بصاروخ «تاو».

 

وتزامنت هذه الاشتباكات مع قصف مدفعي عنيف على المنطقة والبلدات المحيطة، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، وفقاً لما أورده مراسلنا.

 

كما شهدت أطراف بلدة عتمان مواجهات مماثلة تكبدت قوات النظام خلالها خسائر بشرية، فيما استهدفت تشكيلات الجبهة الجنوبية مطار الثعلة العسكري شرقي السويداء بقذائف الهاون والمدفعية، رداً على قصف قوات الأسد منازل المدنيين في بلدتي رخم والقريبة بالمدفعية الثقيلة.

 

وتعرضت مدينة الحراك وبلدتي المزيريب والمليحة الغربية لقصف مدفعي، اقتصرت أضراره على الناحية المادية.

 

وفي القنيطرة، تصدت فصائل الجبهة الجنوبية لمحاولة قوات الأسد التسلل إلى قرية الصمدانية الغربية، وأجبرتها على التراجع، بعد تكبيدها خسائر في الأرواح والعتاد.

 

وأعلنت «جبهة النصرة« أمس إسقاط طائرتي استطلاع روسيتين في محيط مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب، وذلك في للمرة الأولى منذ بدء موسكو عدوانها على سوريا في 30 ايلول الماضي.

 

وأفاد «مراسل البادية» في شبكة «المنارة البيضاء» الإعلامية التابعة لـ»النصرة» على موقع تويتر «أنه تم اسقاط طائرتي استطلاع روسية على مطار أبو الظهور العسكري«.

 

وأرفق مراسل «جبهة النصرة» تغريدته بأربع صور تظهر إثنان منها حطام طائرة في منطقة سهلية، واثنان طائرة خلال احتراقها. وتبدو في خلفية إحدى الصور طائرات عسكرية متوقفة.

 

ويشار إلى أن «جيش الفتح» تمكن من السيطرة على مطار أبو الظهور العسكري، آخر معاقل النظام العسكرية في محافظة إدلب، في التاسع من أيلول، وذلك بعد معارك عنيفة أفضت إلى انسحاب قوات الأسد.

 

نظام الأسد يجمع بيانات الموظفين لتجنيدهم إلزامياً

عممت حكومة نظام الأسد بتوجيه من وزارة الدفاع، بياناً على الجهات والمؤسسات الحكومية، طلبت فيه موافاة وزارة الدفاع بقوائم تتضمن أسماء العاملين الذكور لدى الوزارات، والجهات التابعة لها، والعاملين في القاطع الحكومي، الذي هم في سن التكليف، الإلزامي والاحتياط، ما بين الـ 18 إلى 42 سنة، و18 إلى 46 سنة.

 

ويدعو البيان، الذي حصل «السورية نت» على صورة منه، أن تتضمن القوائم، معلومات كافية مع رقم البطاقة الشخصية ودفتر العلم، لتحال إلى تحقيق أحكام خدمة العلم بحق المتخلفين عن خدمة العلم الإلزامية أو الاحتياطية، خلال مدة أقصاها عشرة أيام، على أن تجدد هذه القوائم كل ستة أشهر وترسل إلى الإدارة العامة «لوزارة الدفاع» مع كافة التبدلات للأنشطة الوظيفية. وحذر من امتناع العاملين عن تقديم البيانات المطلوبة، لافتاً إلى أنه سيعرضهم للعقوبات الشديدة.

 

يأتي هذا في وقت، لا تزال قوات الأسد، تشن حملات اعتقالات بحق الشبان في سن الاحتياط من شوارع دمشق وريفها، وتنصب الحواجز الموقتة (الطيارة) للسبب نفسه. وتشهد شوارع مدينة دمشق حركة قليلة للشباب خوفاً من عمليات الاعتقال التي كثرت خلال الفترة الماضية.

 

وأكد رئيس شعبة التجنيد، في حكومة النظام عماد الياس، أن أي شاب يحمل تأجيل دراسي ليس باستطاعة أي دورية إيقافه، مشيراً إلى عمر التكليف من الـ18 إلى الـ42. وخالف ناشطون، كلام العقيد، مؤكدين أن عدة عمليات اعتقال بحق شبان يحملون تأجيل دراسي، شهدتها بعض مناطق دمشق، وضواحيها.

 

ونقل إعلام النظام، عن ضابط رفض ذكر اسمه، أن «هناك لائحة بأسماء معينة مطلوبين للاحتياط وهم متهربون من أداء الخدمة وستستمر الحملة لضبط هؤلاء». وفسر حصول اعتقالات بحق شبان يحملون تأجيلاً عسكرياً، بأنها أخطاء فردية، مشيراً إلى أنهم وبعد وصولهم لمركز التجميع تم إعادة أوراقهم إليهم والسماح لهم بممارسة حياتهم الطبيعية كون أن القانون لا يسمح بالمطلق سوق أي شاب للخدمة الإلزامية في حال أنه معفى أو قام بالتأجيل بحسب الأنظمة والقوانين السارية المفعول.

 

وكان ناشطون، تداولوا أول من أمس، خبر وفاة الشاب أنس عرابي، بعد اعتقاله من حي المزة، وسوقه إلى خدمة الاحتياط، قبل 25 يوماً، ليعود إلى أهله، مستشهداً.

 

أوباما لروسيا وإيران: إما الأسد أو سوريا  

جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما دعوته لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء الحرب في سوريا والقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، في حين ترى روسيا اشتراط رحيل الأسد غير مقبول.

 

وقال أوباما -في تصريحات له من مانيلا حيث يشارك في قمة دول آسيا والباسفيك (أبيك)- إنه لا يمكن القضاء على تنظيم الدولة إلا بالتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، وهذا يستغرق بعض الوقت.

 

وأضاف أوباما أن حلا كهذا يبدو صعبا إذا استمر الأسد في السلطة، وقال “لا يمكنني أن أتصور وضعا يمكننا فيه إنهاء الحرب الأهلية في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة”.

 

وأوضح أوباما أنه سيتعين على روسيا وإيران في مرحلة ما أن تقررا إن كان عليهما الاستمرار في دعم الأسد أو الحفاظ على الدولة السورية، على حد قوله.

 

غير أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رأى أمس أن على القوى العالمية أن توحّد جهودها ضد تنظيم الدولة دون فرض أي شروط مسبقة بشأن مصير الرئيس السوري.

 

أما الأسد فقال -في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيطالي بثت أمس الأربعاء- إنه “لا يمكن بدء أي شيء قبل إلحاق الهزيمة بالإرهابيين الذين يحتلون أجزاء من سوريا”.

 

وكان اجتماع فيينا حول سوريا قد تبنى السبت الماضي جدولا زمنيا لتشكيل حكومة انتقالية خلال ستة أشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا، في حين لم يتم الاتفاق على مصير الأسد.

 

وذكر أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية حينها أن محادثات فيينا وضعت ما يشبه “خارطة طريق” تتضمن عددا من العناصر، منها توحيد المعارضة والدخول في مفاوضات بين النظام والمعارضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتقالية، ثم بعد ذلك إعداد دستور وإجراء انتخابات برلمانية.

 

المعارضة ترد على غارات روسيا بقصف كفريا والفوعة  

قال مراسل الجزيرة في إدلب إن قوات المعارضة السورية المسلحة قصفت مواقع قوات النظام والمليشيات الموالية له في بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما أغلبية موالية للنظام.

 

ويعتبر هذا أول قصف للمعارضة على بلدتي كفريا والفوعة منذ اتفاق الهدنة الذي يبدو أنه انهار اليوم. وتقول المعارضة إنها ترد على القصف الروسي على مدن وبلدات كان اتفاق الهدنة قد تضمنها.

 

وكان مصدر في المعارضة المسلحة قال إن روسيا أبلغت المعارضة استعدادها وقف العمليات العسكرية ضد مواقعها في الغوطة الشرقية، بدءا من صباح اليوم الخميس ولمدة 15 يوما.

 

وقالت مصادر في المعارضة السورية إن هذه الخطوة تأتي كبادرة حسن نية، ومهلة لقوات المعارضة للرد على عقد اتفاق هدنة مع قوات النظام بريف العاصمة دمشق، لكن وسائل إعلام تابعة للنظام نقلت عن وزير المصالحة الوطنية قوله إنه لا صحة لما يتداول عن هدنة مع المجموعات المسلحة في غوطة دمشق.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مفاوضات وقف إطلاق النار التي استمرت أياما بوساطة طرف دولي، فشلت دون أسباب واضحة.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية “تشهد جبهات دوما وحرستا هدوءا حذرا منذ ساعات الصباح الأولى، على الرغم من عدم توصل النظام والفصائل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار”.

 

وأشار عبد الرحمن إلى “تباين في وجهات النظر بشأن بعض البنود التي يتضمنها الاتفاق، لا سيما المتعلقة بإدخال المساعدات الغذائية والإفراج عن المخطوفين العلويين تحديدا” الذين يحتجزهم “جيش الإسلام” أكبر تشكيلات الفصائل المعارضة في ريف دمشق.

 

من جانب آخر، قال مراسل الجزيرة إن قتيلين سقطا وجرح آخرون بغارات روسية على جسر الشغور في ريف إدلب.

 

وقال المراسل إن صواريخ روسية بعيدة المدى استهدفت دارة عزة وخان العسل في ريف حلب الغربي. وفي ريف دمشق أصيب عدد من المدنيين في قصف لقوات النظام على أحياء في مدينة دوما، كما وقعت اشتباكات على أطراف حي جوبر شرقي دمشق.

 

وقال اتحاد التنسيقيات إن هناك محاولة اقتحام جديدة لقوات النظام تحت غطاء جوي لمحاور بيت عوان وبرج زاهية والدغمشلية بريف اللاذقية. كما قصفت قوات النظام بأسطوانة متفجرة ثقيلة حي الوعر في حمص.

 

اعتقال أغرب 5 سوريين خططوا لدخول أميركا بجوازات مزورة

احتاروا بأمرهم وبتنقلهم في 7 دول قبل الوصول إلى هندوراس وكانوا غير قلقين بعد اعتقالهم

المعتقلون السوريون الخمسة وجوازات سفرهم اليونانية المزورة

لندن- كمال قبيسي

المتابع لاعتقال 5 سوريين وهم في طريقهم الثلاثاء الماضي لدخول الولايات المتحدة بجوازات سفر يونانية مزورة، قد يجدهم أكثر مواطنيهم المعتقلين غرابة، فقد تنقلوا بين 7 دول، وحين وصلوا إلى هندوراس الواقعة في أميركا الوسطى، اعتقلوهم وأوردت الوكالات خبرهم الأربعاء بأسطر قليلة، على أهميته وخطورته، لذلك راجعت “العربية.نت” وسائل إعلام هندورية متنوعة، لتتعرف إلى قصتهم منذ رصدوهم في مطار Toncontin الدولي بعاصمة البلاد، تيغوسيغالبا.

وصلوا مساء الثلاثاء من سان سلفادور، عاصمة السفادور، صغرى دول أميركا الوسطى، المجاورة لهندوراس، على متن طائرة تابعة لشركة Avianca الكولومبية، وقدموا جوازات سفرهم التي اكتشفت سلطات المطار سريعا بأنها يونانية “مسروقة سابقا من أصحابها في أثينا” على حد ما ذكره أنيبال باكا، المتحدث باسم الشرطة، ونقلته عنه صحيفة La Prensa الهندورية، وهو الذي نراه يتحدث إلى الصحافيين في فيديو نقلته “العربية.نت” من قناة في “يوتيوب” تابعة لصحيفة طالعت ما فيها عنهم أيضا، وهي La Tribuna الهندورية.

ذكر أنيبال (هنيبعل) أنهم كانوا يودون متابعة السفر جوا إلى مدينة “سان بيدرو سولا” المصنفة في الشمال الهندوري بين أكثر مدن العالم خطورة بسبب جرائم عصاباتها، ومنها كانوا يخططون للسفر برا الى الولايات المتحدة، في رحلة ملزمين فيها بعبور دولة غواتيمالا المجاورة، ثم كل الساحل المكسيكي المطل على الأطلسي، للتسلل من نهايته الى أقرب مدينة أميركية للحددود مع الكسيك، وهي McAllen البعيدة في ولاية تكساس 2323 كيلومترا تقريبا، وهو ما وجدته “العربية.نت” بالبحث في مواقع التصفح عن المسافة بين المدينتين، والتي تحتاج الى 30 ساعة بالسيارة على الأقل لقطعها.

مروا بلبنان وتركيا والبرازيل والبيرو والأرجنتين وكوستاريكا والسلفادور

روى أنيبال أيضا، أن السلطات الهندورية “كانت لديها معلومات مسبقة عنهم، حتى وهم في الطائرة من السلفادور إلى هندوراس، ووجدنا في جوازاتهم أسماء ليست لهم، ونحن نحقق لنعرف من هم حقيقة”، مضيفا فيما ذكرته صحيفة Tiempo المحلية أن سلطات مطار العاصمة “استعانت بموظفين في القنصلية اليونانية، ممن أكدوا حين تحدثوا إلى المعتقلين، بأن أيا منهم لا يعرف كلمة يونانية واحدة” كما قال.

وشرح الأغرب، وهو أن الخمسة قصدوا هندوراس بالذات منذ بدأوا رحلتهم من سوريا قبل أسبوعين، إلا أنهم لم يمروا بدولة أو دولتين مثلا للوصول إليها، بل مضوا أولا الى لبنان ثم تركيا، ومنها مباشرة الى البرازيل التي غادروها الى البيرو، ثم عادوا منها ومروا بالأرجنتين، وبعدها أقاموا من 11 الى 17 نوفمبر الجاري في كوستاريكا، ثم غادروها مارين ترانزيت بالسلفادور الى هندوراس، ومعهم جوازات سفر يونانية بالأسماء والأعمار الواردة أدناه:

Charalampos Kyrimopoulos (23) Alexandros Tzempelikos (28) Vasileios Bouzas (23), Konstantinos Marinakis (24) y Anastasios Bellios (33)

وسوري مجهول طردوه واعتقلته الأرجنتين

ونقلت صحيفة El Heraldo المحلية، عن مسؤول لم تسمه من جهاز مكافحة الإرهاب، قوله إنه “من المبكر الاشتباه بنيتهم التخطيط لارتكاب عمل إرهابي في الولايات المتحدة، لأننا لا نزال نحقق بهذا الاحتمال” بحسب ما قرأت “العربية.نت” مما ذكره، وتلاه بقوله إن ملفهم تم تحويله الى الانتربول الدولي، وإن ما تورطوا به حتى الآن هو “تزوير النصوص والوثائق والدخول الى البلاد بطرق غير شرعية” مضيفا أنهم لم يكونوا مزودين بتأشيرات دخول الى المكسيك ليسافروا اليها جوا، ومنها التسلل فيما بعد عبر الحدود البرية الى الولايات المتحدة.

وزود الصحيفة بإحصاءات: في أول 10 أشهر من 2015 تم اعتقال 12 ألفا و608 أجانب، دخلوا تسللا بطرق غير شرعية الى هندوراس، بهدف واحد فقط، هو الانطلاق برا من مدينة “سان بيدرو سولا” في شمالها، ثم عبر غواتيمالا والمكسيك الى الولايات المتحدة، ومعظمهم من الصومال وغانا وايران واثيوبيا والسنغال والكاميرون وغينيا وسريلانكا واريتريا وتوغو وبنغلادش والباكستان والنيبال، كما ودول بعضها في أميركا اللاتينية، وأحدهم سوري تم طرده في اليوم الذي وصل فيه.

وصل الخميس الماضي من الباراغواي بجواز سفر يوناني مزور أيضا، وتم طرده إلى السلفادور “بطلب أجنبي” فقامت السفادور وطردته بدورها الى الدولة التي طالبت بتسليمه إليها، وهي الأرجنتين التي لا يزال معتقلا فيها. أما اسمه في الجواز المزور فهو Antomios Calinteres Camontepes إلا أن “العربية.نت” لم تجد في صحف أرجنتينية راجعت خبره فيها، أي صورة له، بل المعلومات نفسها، من دون معرفة التهمة التي اعتقلته بسببها الأرجنتين.

اعتقال 8 سوريين تسللوا من المكسيك

وفي خبر متعلق تقريبا باعتقال الخمسة، فان اثنين من المراقبين العاملين في “مصلحة الجمارك وحماية الحدود” المعروفة في أميركا بأحرف CBP للاختصار، أخبروا بأنهم رصدوا يوم الاثنين الماضي 8 سوريين يعبرون الحدود المكسيكية الى ولاية تكساس في نقطة معروفة باسم Laredo Sector من الحدود، وذكرا ذلك لموقع Breitbart الاخباري، فرع تكساس، مشترطين عدم البوح باسميهما، في معرض تأكيدهما أن الثمانية هم أفراد عائلتين، وتم القاء القبض عليهم عند “جسر خواريس لينكولن” التابع في تكساس للحدود بين البلدين.

 

5 ملايين دولار مقابل “سعودي” ينقل مقاتلين إلى #سوريا

واشنطن – فرانس برس

رصدت الولايات المتحدة جائزة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تساعد على إلقاء القبض على متطرف سعودي مكلف بنقل مقاتلين أجانب إلى سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن طراد محمد الجربا، المعروف باسم أبو محمد الشمالي، هو عضو مهم في تنظيم داعش.

ووصفته الولايات المتحدة والأمم المتحدة بـ”الإرهابي”، وتم تجميد ممتلكاته ومنعه من السفر.

وحسب الأمم المتحدة، فإن عمره 35 عاماً، وسيبلغ الـ36 الجمعة. وهو يتحدر من السعودية، وكان عضواً في تنظيم القاعدة.

إلى ذلك، وصفته مذكرة البحث الصادرة عن وزارة الخارجية بأنه مسؤول في تنظيم داعش، ويعيش في مدينة جرابلس بشمال سوريا على الحدود مع تركيا.

وانطلاقا من هذه المدينة، ينظم مرور المقاتلين الأجانب القادمين من أستراليا وأوروبا أو الشرق الأوسط للانضمام إلى صفوف داعش، وهو يدير مركز تجنيد في عزاز.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت في 29 سبتمبر أسماء 15 شخصاً فاعلين في داعش وضعتهم على اللائحة السوداء، ومن بينهم السعوديان طراد الجربا وناصر محمد عواد الغيداني الحربي.

 

السوريّون على “فيسبوك” حول حملة للجيش السوري: “جنّة الشباب منازلهم

دمشق، سوريا (CNN)– “أهلاً بكم في كوكب زمرّدة” الكوكب الخاص بالبنات على قناة Space toon للأطفال، و”جنّة الشباب منازلهم”؛ هكذا يتعاطى بعض الشباب السوريين بطرافة في تدويناتهم عبر موقع “فيسبوك”، مع حملةٍ قويّة لسوق المتخلفيّن عن الخدمة الاحتياطية والإلزامية بالجيش السوري، للذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و42 عاماً (سن التكليف بخدمة العلم حسب القانون).

 

طرافةٌ تداري مخاوف جديّة يعيشها الشباب في الشارع السوري، دفعت الكثير منهم لتقييد حركتهم، أو سلوك طرقاتٍ خلفيّة بعيداً عن الحواجز الأمنية، أو الدوريّات التي أصبحت تنتشر مؤخراً بشوارع العاصمة دمشق، بشكلٍ كثيف، ومفاجئٍ أحياناً، كالمقاهي الشعبيّة، والأسواق الكبرى، الأمر الذي انعكس بشكلٍ مباشر على حركة أسواقٍ تعاني بالأصل من ضغوطٍ اقتصاديّةٍ متزايدة يعانيها المواطن السوري، بسبب الحرب.

 

شبكة أخبار “دمشق الآن” على موقع “فيسبوك”، نشرت تدوينةً نسبتها لمراسل الشبكة، جاء فيها: “لوحظ غياب الشباب من شوارع وسط العاصمة، بشكل ملحوظ مقارنة بالأسابيع الماضية، نظراً لاستمرار حملة سحب الأسماء المطلوبين للاحتياط أو المتخلفين عن خدمة العلم، وبعض المؤسسات الخاصة والعامة شهدت غياب بعض الموظفين نظراً لأن أسمائهم موضوعة ضمن لائحة الاحتياط.”، ونفت على لسان مراسلها أن يكون السحب عشوائياً “كما تروجه بعض المواقع حيث أن الأسماء غير المطلوبة للاحتياط أو لخدمة العلم يسير أصحابها بشكل طبيعي دون أية قيود.”

 

وأتت هذه التدوينة، في وقتٍ تنتشر الشائعات بين أوساط الشباب، عن حالات تم فيها تمزيق التأجيل الدراسي لخدمة العمل، وسحب أصحابه للخدمة، ما جعل الكثيرين منهم يلزمون منازلهم إلا للضرورة، كما ضاعف التدقيق على حاملي بطاقات الهوية السوريّة الذكور ممن تتراوح أعمارهم بين الـ (18 و42 عاماً) من الازدحام المروري عند الحواجز الأمنية، بينما تغزو وجوه حامليها ملامح التوتر لحين زوال خطر ما يعتبرونه السيناريو الأسوأ عنهم، وهو السوق المباشر للخدمة.

 

ويحكى أن عائلات فقدت أولادها، لتفاجئ بعد رحلةٍ قلقٍ وبحث مضنية بكونهم التحقوا بقطعاتهم العسكرية دون تمكنّهم من إخبار عائلاتهم، وهذا شكّل تهديداً اقتصادياً بالنسبة لهم، لأنهم فقدوا معيلاً اعتاد العمل لساعاتٍ طويلة كما هو حال الكثيرين، لتوفير احتياجاتهم الأساسيّة، فراتب الخدمة الاحتياطية لن يكون كفيلاً بسد تلك الاحتياجات.

 

جانب مظلم آخر في الموضوع طفى على السطح مؤخراً، بعد الحديث عن عصابات خطف تنتحل صفاتٍ أمنية، تقوم باختطاف شبّان بحجة السوق للخدمة الإلزامية، مادفع صفحة “يوميات قذيفة هاون” التي تعتبر مصدر خبر موثوق بالنسبة للكثير من السوريين على موقع “فيسبوك”؛ للتحذير شارحةً عن طريقة التمييز بين الدوريات الحقيقية والمزورة.

 

وتأتي إجراءات السوق المباشر لالتحاق المتخلفين عن “واجب الخدمة في الجيش العربي السوري”، وسط تداول أرقام غير رسمية تشير لتخلف الآلاف، دون إغفال الإشارة إلى وجود مَنْ يدفع شباباً سورياً آخرين للقتال في صفوف المعارضة المسلحّة، وهذا يشكّل أحد الدوافع الرئيسية المحركة لتحمل الشباب مخاطر اللجوء غير الشرعي لأوروبا هرباً من الجبهات الساخنة، بينما تستمر المعارك بين الأطراف المتصارعة في سوريا، والتي تزهق بسببها عشرات أرواح السوريين كل يوم عسكريين كانوا أم مدنيين.

 

ويبقى الحديث عن حلٍّ سياسي منتظر تتسارع الجهود الدولية لترتيبه مؤخراً، موضع أملٍ وترقب يتطلّع إليه السوريون، الذين باتوا يستعيدون ذاكرتهم الشعبية عن أحداث الحرب العالمية الأولى قبل مئة عامٍ تقريباً، وما جرتّه عليهم من ويلات تجسّدت بمصطلحين تاريخيين شهيرين “سفربرلك.. والأخذ عسكر”.

 

محلل أمني فرنسي لاحق الزرقاوي والقاعدة: كنا ندرك تحضير داعش لأمر كبير على غرار هجمات باريس

قدّر الخبير الأمني الفرنسي، جون شارل بريسارد، المتخصص في مجال مكافحة الإرهاب ومؤلف كتاب “الزرقاوي: الوجه الجديد للقاعدة” أن تكون العمليات التي جرت في باريس قد استغرقت الكثير من الوقت لإعدادها وتجهيز المتفجرات وعمليات المراقبة والتحضير، متوقعا أن تترك الهجمات انعكاساتها على اللجوء السوري إلى أوروبا.

 

وقال بريسارد، في مقابلة مع CNN حول الهجمات: “لقد تعرضت باريس لهجوم في يناير/كانون الثاني الماضي، ومنذ ذلك الحين أحبطت السلطات الكثير من المخططات الإرهابية التي تضم العديد من المتهمين من المتعاطفين مع داعش أو العائدين من جبهات القتال معه بسوريا والعراق.”

 

وتابع بالقول: “كنا نعرف من التحقيقات أن هناك أمرا كبيرا يتحضر على غرار هجمات متزامنة تماما مثل النوع الذي شهدناه.”

 

وحول أسباب تزايد الهجمات على فرنسا من قبل داعش قال المحلل الاستراتيجي الدولي: “الضغط على فرنسا كان يتزايد لأن فرنسا دخلت في الحرب على الإرهاب والقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية مع وجود أكثر من ألفي فرنسي على صلة بطريقة أو بأخرى بداعش في فرنسا أو سوريا.”

 

ولفت بريسارد إلى المستوى المتطور للهجمات قائلا: “مستوى تعقيد العمليات ونوعية الأسلحة المستخدمة والمتفجرات كلها مؤشرات تدل على الحجم الكبير للشبكة المتورطة والمدة التي استغرقتها عمليات التحضير التي يُتوقع أنها امتدت لأشهر جرى خلالها تركيب المتفجرات والأحزمة الناسفة والتعرف على الأهداف وتشكيل الفرق المشاركة وتنسيق الهجمات.”

 

ولمن يستبعد الخبير الفرنسي تأثر المهاجرين السوريين بما يحصل قائلا: “هذه ستكون مشكلة كبيرة، جواز السفر قد يكون مزورا، ولكن إذا اتضح أنه يعود بالفعل لمهاجر سوري فهذا سيطرح الكثير من الأسئلة حول الإجراءات الأمنية على الحدود وسيضاعف ذلك من تبعات أزمة اللاجئين التي تعانيها أوروبا.”

 

خبراء لـCNN: بوتين يستخدم المادة 51 لتوسيع عملياته بسوريا.. وتدخله عسكريا في سيناء مستبعد

أثار إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن التحرك والبحث عن الجناة المتورطين بحادث تفجير الطائرة الروسية في سيناء، اعتماد على المادة 51 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة والمعنية بحق الدول في الدفاع عن نفسها، الكثير من التساؤلات، لاسيما الموقف من العمليات بسوريا والوضع في سيناء.

 

وتنص المادة 51 على أنه “ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء “الأمم المتحدة”، وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فورا.

 

كما تنص بأنه “لا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس – بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق، من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه.”

 

وقال الخبير في الشئون الروسية محمد فراج أبو النور، أن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة تتحدث عن حق الدول في الدفاع عن نفسها في حال وقوع عدوان، وأيضا إبلاغ مجلس الأمن بالإجراءات التي تتخذها وله أن يقرها أو يضيف إليها.

 

وأوضح أبو النور في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن الرئيس الروسي تحدث عنها باعتبارها “تأكيد ودعم لحق روسيا في اتخاذ إجراءات عسكرية أشد عنفا ضد تنظيم داعش في سوريا، والتي تقوم بها بناء على موافقة من السلطات هناك. وأشار  أن الأمر لا يتطلب القيام بعمليات أوسع خارج نطاق ذلك، كونها “أمور تتعلق بمواءمات دولية كثيرة،” غير أنه أوضح أن “استخدام روسيا لهذا الإعلان للتدخل في سيناء أمر غير وارد.”

 

وأضاف أن أي انتقام من تنظيم داعش أو وما يدعي بولاية سيناء فإن الحكومة المصرية هي المعنية به باعتباره “حادثا وقع على أراضيها وأصاب أهم القطاعات لديها وهو قطاع السياحة،” كما أن الجيش المصري “قادر على هزيمة الإرهاب وبنتائج مشهود بها دوليا. وتابع بالقول: “لا أتصور في ظل علاقات وثيقة بين مصر وروسيا أن تقوم الأخيرة بأي عمل في سيناء أو أي من الأراضي المصرية.”

 

وأشار الى استخدام الكثير من الدول لهذه المادة – من بينها فرنسا – لضرب معاقل داعش في سوريا من دون أن تشير إليها وأيضاً روسيا بموافقة السلطات هناك، كما استخدمت مصر هذه المادة “عند توجيهها لضربات لمعاقل داعش في ليبيا بناء على حدث إرهابي مروع” بإشارة إلى قتل العمال المصريين في ليبيا.

 

وأشارت نورهان الشيخ، الخبيرة في الشؤون الروسية لـCNN بالعربية، إلى دعوة روسيا لمجلس الأمن، إلى اتخاذ قرار لتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب.

 

وقالت الشيخ إن الرئيس الروسي يستهدف تكثيف الوجود والحملات العسكرية في سوريا، وذلك بعد إعلان تنظيم داعش عن مسؤوليته المباشرة عن الحادث، وتهديده بأن روسيا “ستكون هدفا لهذه الجهات،” لكنها أوضحت أن السياسة الروسية تؤكد على الشرعية الدولية في تقنين تحركاتها، وبأن تكون في إطار من القانون.

 

أما قال الخبير العسكري، اللواء حمدي بخيت، فرأى أن روسيا بحديثها عن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة فإنها “تفتح المجال أمام الجميع كافة الخيارات للتعامل مع قوة الإرهاب حتى وان لم يكن في مكان الهدف،” غير انه استبعد أن تقوم بعمليات في سيناء، وجزم بأن هذا الأمر، غير وارد.

 

الأسد بمقابلة تلفزيونية: أمريكا والوهابية أسستا القاعدة.. وأبوبكر البغدادي كان معتقلا في نيويورك!

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — اتهم الرئيس السوري، بشار الأسد، الدول الغربية ومعها السعودية وقطر وتركيا بتشكيل حاضنة للتنظيمات المتشددة، كما اتهم واشنطن بالوقوف خلف تشكيل تنظيم القاعدة وداعش التي زعم أن رئيسه، أبوبكر البغدادي كان “مسجونا في نيويورك”. واعتبر أن مؤتمر فيينا لم يتطرق إلى مصيره الذي رأى أنه متروك للسوريين، ورفض تحديد جدول زمني للعملية السياسية قبل “هزيمة الإرهاب” وفق قوله.

 

مواقف الأسد جاءت في مقابلة له مع تلفزيون “راي” الإيطالي عرضتها وكالة الأنباء السورية الخميس وعلّق خلالها على هجمات باريس بالقول إنه يشعر بالحزن عند رؤية القتلى في فرنسا وسوريا واليمن ولبنان وروسيا متسائلا: “لكن هل يشعر العالم وخصوصا الغرب بشعور هؤلاء الناس.. أم أنهم يشعرون فقط بشعور الفرنسيين؟ هل يشعرون بألم السوريين؟ لا يجوز تسييس المشاعر.. فالمشاعر لا تتعلق بالقومية بل بالإنسانية بشكل عام” على حد قوله.

 

وزعم الأسد أن تنظيم داعش “ليست له حاضنة طبيعية أو اجتماعية داخل سوريا” ورد على سؤال حول تلقي الإرهابيين تدريبات في سوريا بالقول: “يحدث هذا بدعم من الأتراك والسعوديين والقطريين.. وبالطبع من السياسات الغربية التي دعمت الإرهابيين بمختلف الطرق منذ بداية الأزمة.. طبقا لما يقوله بعض المسؤولين الأمريكيين بمن فيهم هيلاري كلينتون.. فإن القاعدة تأسست من قبل الأمريكيين وبدعم مالي وأيديولوجي سعودي وهابي.. وداعش والنصرة هما فرعان للقاعدة.”

 

وأردف بالقول: “فيما يتعلق بداعش.. فإنه تأسس في العراق عام 2006.. وبالتالي فإنه تأسس تحت الإشراف الأمريكي في العراق.. وقائد داعش اليوم الذي يسمونه أبو بكر البغدادي كان في السجون الأمريكية ووضع في سجونهم في نيويورك ومن ثم أطلق سراحه.. إذا.. لم تكن لسوريا علاقة بالأمر.. إنه لم يتأسس في سوريا بل في العراق.”

 

وحول ما شهده مؤتمر فيينا حول الوضع في سوريا وحصول عملية انتقالية عبر انتخابات وطرح مصيره الشخصي على الطاولة قال الأسد: “البيان لا يحوي شيئا عن الرئيس.. الجزء الرئيسي من مؤتمر فيينا يقول بأن كل ما يتعلق بالعملية السياسية مرهون بما يتفق عليه السوريون.. وهكذا.. فإن العبارة الأهم فيما تمخض عنه المؤتمر تتعلق بالدستور.. والرئيس.. أي رئيس.. ينبغي أن يشغل منصبه أو يترك ذلك المنصب طبقا لإجراءات دستورية.. وليس طبقا لما ترتئيه أي قوة أو دولة غربية.”

 

وفي رده على سؤال مباشر حول إمكانية مشاركته في انتخابات رئاسية جديدة رد الأسد بالقول: “إذا قرر السوريون خلال الحوار أنهم يريدون إجراء انتخابات رئاسية.. فليس هناك خط أحمر فيما يتعلق بهذا الأمر.. لكن هذا ليس قراري.. ينبغي أن يخضع ذلك للتوافق بين السوريين.. ما نتحدث عنه ليس ملكية خاصة.. بل قضية وطنية. السوريون وحدهم من حقهم أن يختاروا شخصا يثقون به.” رافضا تحديد جداول زمنية لتلك العملية قبل “إلحاق الهزيمة بالإرهاب” على حد وصفه.

 

يشار إلى أن إشارة الأسد إلى ما وصفها بـ”أقوال كلينتون” حول تأسيس القاعدة تعود إلى تصريحاتها التي تشير إلى أن أمريكا “ساهمت بخلق المشكلة التي تواجهها اليوم” عبر دعم المقاتلين ضد السوفيت بأفغانستان ثم تجاهل الوضع بذلك البلد بعد الانسحاب السوفيتي، أما البغدادي، فهو لم يعتقل في نيويورك وإنما في العراق، ولكن يقال إنه هدد سجانه بعد الإفراج عنه بالقول له إنه سيقابله في نيويورك.

 

مصادر من حزب الله تنفي بدء عناصره الانسحاب من سورية

روما (19 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفى مصدر من حزب الله اللبناني ما يُشاع عن بدء عناصر حزب الله اللبناني بالخطوات الأولى للانسحاب من سورية.

 

وشدد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء على أن الحزب لم يتّخذ خطوات للانسحاب من سورية على المدى المنظور، وقال إنه يزيد من إرسال المقاتلين إلى سورية وبشكل خاص إلى مدينة حلب وريفها في شمال سورية.

 

وقال إن “حزب الله يُحرّك قواته العسكرية وفقاً لما تحتاجه المعارك، ولا يعني هذا التحرك انسحاباً بل عمليات تكتيكية تفرضها ظروف الحرب ومتطلبات الحماية والخطط موضوعة والأهداف”.

 

وكانت مصادر إعلامية قد قالت إن الحزب بدأ عملية انسحاب نهائية من سورية بناء على طلب روسي، وأن هذا الانسحاب يترافق مع تراجع دور إيران في سورية بعد التدخل الروسي العسكري المباشر فيها.

 

جينتيلوني: تنسيق ممكن لموسكو مع الائتلاف المناهض لداعش

روما (19 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني أن “من الممكن في المستقبل أن تقوم روسيا أيضا بالتنسيق مع التحالف الحالي المناهض لداعش”، حسب قوله

 

وفي تصريحات بعد اجتماعه بطلاب مدرسة ثانوية في إحدى كنائس روما، كان برفقتهم الرئيس المقبل لأساقفة بولونيا ماتيو تزوپّي، أضاف الوزير جينتيلوني “شيئا من هذا القبيل كان يُعدُّ ضربا من الخيال قبل شهرين”، لكن “الخطورة الكبيرة للتحدي المتمثل بداعش، وكذلك التعاون الروسي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وضعا هذه الفرضية على أجندتنا”، وفق ذكره

 

وإختتم رئيس الدبلوماسية الايطالية مشددا على أن “هذا القرار لا يعود لإيطاليا وحدها”، لكن “نحن

 

روسيا ترعى وتضمن هدنة في ريف دمشق

روما (19 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أكّدت مصادر في المعارضة السورية أن اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المعارضة المسلحة في ريف دمشق الشرقي وبين النظام السوري جرت برعاية وضمانة روسية، وقالت إن النظام مضطر أن يلتزم بها بناء على ضغط وطلب روسي

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء الخميس، إن “وقف إطلاق النار كما أُعلن عنه يبدأ صباح الخميس ويستمر لمدة 15يوماً”، وهي “بمثابة فترة تجريبية، وبعدها تجري مفاوضات أخرى لتثبيت الهدنة إن التزم الطرفان بها”، وأشارت إلى أن “روسيا هي الضامن للنظام، ومن المُفترض أن يتوقف النظام السوري عن إلقاء البراميل المتفجرة من المروحيات وتتوقف الأعمال الحربية الهجومية من الطرفين”، وفق ذكرها

 

كما أشارت إلى أن “الاتفاق يضمن تدفق المواد الغذائية والصحية إلى الغوطة الشرقية، ويشمل هذا الاتفاق مدينة دوما التي ارتكبت قوات النظام فيها مجازر باستخدامها البراميل المتفجرة الملقاة من المروحيات، وخلفت مئات الضحايا من المدنيين”، حسب وصفها

 

وذكرت المصادر أن “المفاوضات كانت دائماً عبر وسيط عربي وليس وجهاً لوجه مع الضباط الروس”، وإن “مقاتلي المعارضة المسلحة سيختبرون بهذه الهدنة جدّية الروس ومدى قدرتهم على ضبط النظام وفرض إرادتهم عليه”، ونفت أن “يكون لوقف إطلاق النار هذا علاقة بوقف إطلاق النار الذي أشار إليه بيان مؤتمر فيينا الثالث”، على حد تعبيرها

 

وتتعرض الغوطة الشرقية بريف دمشق بشكل دائم لهجمات صاروخية وغارات جوية يشنها النظام بحجة استهداف الفصائل المسلحة، لكنها توقع عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين، دون أن تؤثر على القوى المسلحة للمعارضة السورية

 

جينتيلوني: دور روسيا حاسم لإبعاد الأسد

روما (19 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني عن قناعته بأن “لروسيا دوراً حاسماً في إبعاد الرئيس السوري بشّار الأسد”، حسب قوله

 

وأضاف الوزير جينتيلوني في تصريحات متلفزة الخميس، أن بشّار الأسد “هو المسؤول الرئيس عن ما يحدث في سورية”، أي “عن أكبر أزمة إنسانية في عصرنا”، وتابع أن “للأسد مسؤولياته الخاصة، وما نقوله إن من الممكن إبعاده بالتعاون مع روسيا من خلال عملية انتقال سياسي”، وأردف “يبدو أن روسيا تتعاون، وأن دورها حاسم” في هذا المجال، وأعتقد أن القضية ستنتهي برحيله”، في إشارة إلى الأسد دائما

 

من ناحية أخرى استبعد جينتيلوني إمكانية التدخل العسكري في سورية براً، مؤكدا أن “لا قدم عسكرية ستطأ أرض سورية، سواء أكان من قبل أوباما أم من قبلنا”، وتابع “ندرك جميعا، بما في ذلك فرنسا، أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السورية”، وأردف “لسنا بحاجة إلى تكرار الأخطاء التي ارتكبت سابقا، كما حدث في العراق وليبيا على سبيل المثال

 

ونوه رئيس الدبلوماسية الايطالية بأنه “يمكن اليوم أن نجد طريقا لإبعاد الديكتاتور الأسد دون أن نترك فراغا يمكن سده من قبل داعش أو جبهة النصرة”، مؤكدا أن “هذا هو العمل الذي علينا القيام به في سورية، بجدية وبدون تصريحات منمقة”، وفق ذكره

 

أما بالنسبة لرد إيطاليا على طلب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المساعدة، فقد قال جينتيلوني إن “هذا أمر مؤكد”، و”سنرى ماذا ستكون المطالب والشروط المحددة، فنحن مستعدون لمساعدة أشقاءنا الفرنسيين”، وإختتم بالقول “لكن لا أحد سيرسل بعثات إلى سورية، لا هم ولا نحن ولا الأميركيين”، على حد تعبيره

 

الأسد يقول لا انتقال للسلطة في وجود “الإرهاب

يرى الأسد أن العملية السياسية لن تحقق أي نتائج في وجود “ارهابيين” يحتلون الكثير من المناطق في سوريا

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن العملية السياسية التي تهدف إلى أنهاء الحرب الأهلية في البلاد لا يمكن أن تبدأ مع وجود “الإرهابيين” في البلاد.

وقال الأسد في حوار مع التليفزيون الإيطالي الرسمي إن جدول الانتخابات “سيبدأ بعد بداية هزيمة الإرهاب.”

ولم يكن من الواضح ما إذا كان الأسد يشير إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” أم إلى الجماعات التي يدعهما الغرب كذلك.

وكانت 19 دولة، بينهم حلفاء للرئيس الأسد، قد اتفقت الأسبوع الماضي على تبدأ محادثات سلام في موعد أقصاه الأول من يناير.

ووقعت تلك الدول بيانا للأمم المتحدة يدعو إلى الاتفاق على وقف لإطلاق النار بحلول موعد 14 من مايو/ أيار 2016.

ولم تتم دعوة الحكومة السورية ولا المتمردين لحضور اجتماع فيينا الذي ناقش الأوضاع في سوريا.

سوريا “لا تفرخ” مسلحي تنظيم الدولة

وأكد الرئيس الأسد في مقابلة مع محطة تليفزيون الراي الإيطالية مساء الأربعاء، أنه لا يمكن وضع موعد نهائي لبداية عملية الانتقال السياسي بينما هناك أجزاء من البلاد لا تخضع لسيطرة حكومته.

وقال الأسد “سيبدأ الجدول بعد بدء هزيمة الارهاب. لا يمكن تحقيق أي نتائج سياسية بينما يسيطر الإرهابيون على أجزاء كثيرة في سوريا.”

وأضاف “إذا تحدثنا بعد ذلك بعام ونصف أو عامين فسيكون هذا كافيا للعملية الانتقالية.”

وكان الرئيس الأسد قد استخدم في السابق تعبير “الارهابيين” ليصف المجموعات الجهادية مثل تنظيم “الدولة الإسلامية” التي تسيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا، وعلى المتمردين الذين يدعمهم الغرب.

وأصر الرئيس في المقابلة على أن سوريا “لا تفرخ” مسلحين لتنظيم الدولة التي تسيطر على أجزاء واسعة شمالي وشرق البلاد.

وقال الأسد إن التنظيم “نشأ بدعم من الأتراك والسعوديين والقطريين، وبالطبع السياسة الغربية التي دعمت الإرهاب بأشكال متعددة.”

 

جيش الإسلام يقول إنه يدرس اقتراحا بوقف إطلاق النار قرب دمشق

بيروت (رويترز) – قال جيش الاسلام وهو من جماعات المعارضة السورية المسلحة القوية يوم الخميس إنه يدرس اقتراحا بوقف محلي لإطلاق النار طرحه وسيط دولي بهدف وقف القتال قرب دمشق.

 

وقال إسلام علوش المتحدث باسم جيش الإسلام لرويترز عبر برنامج محادثات على الانترنت “في الحقيقة لقد عرضت مبادرة وقف إطلاق النار من قبل أحد الوسطاء الدوليين على الرئيس السابق للهيئة الشرعية لدمشق وريفها الشيخ سعيد درويش والأخير بدوره وضع الموضوع بين يدي الفصائل العسكرية والفعاليات المدنية.”

 

وتابع قوله “نحن في جيش الإسلام ندرس الموضوع في مجلس القيادة.”

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

 

أوباما: التسوية في سوريا ضرورية للقضاء على الدولة الإسلامية

مانيلا (رويترز) – قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس إنه الأمر قد يتطلب بضعة شهور حتى تقبل روسيا وايران والنخبة الحاكمة في سوريا بأنه لن تكون هناك نهاية للحرب الأهلية في سوريا ولن يتم التوصل إلى تسوية سياسية مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.

 

وقال أوباما إن موسكو وطهران تعتبران الدولة الاسلامية “خطرا حقيقيا” لكن جهود موسكو في سوريا تهدف الى دعم الأسد.

 

وأضاف أوباما الذي يحضر القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) والمنعقدة في العاصمة الفلبينية مانيلا للصحفيين “القول الفصل هو أنني لا أرى موقفا يمكننا فيه انهاء الحرب الأهلية في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة.”

 

وقال “ما نفعله مع أعضاء تحالفنا هو ادراك أن الأمر قد يتطلب بضعة شهور إلى أن يعرف الروس والإيرانيون وبصراحة بعض الأعضاء في الحكومة السورية والنخبة الحاكمة داخل النظام الحقائق التي قلتها للتو.”

 

وبدأت روسيا في شن ضربات جوية في سوريا في نهاية سبتمبر أيلول. وقالت دوماً إن هدفها الرئيسي هو متشددي الدولة الإسلامية لكن غالبية القصف الروسي استهدف أراضي تسيطر عليها جماعات أخرى معارضة لحليفها الأسد.

 

وأعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن التفجيرات التي وقعت في باريس يوم الجمعة الماضي وعن اسقاط طائرة الركاب الروسية في مصر الشهر الماضي.

 

وقال الرئيس الأمريكي أيضا إن بإمكانه إغلاق معتقل جوانتانامو في كوبا والحفاظ في نفس الوقت على سلامة المواطنين الأمريكيين لكنه أقر بأنه سيواجه على الأرجح معارضة قوية من الكونجرس.

 

وقال “أنا متأكد من أنه ستكون هناك مقاومة شديدة لأنه في اعقاب هجمات باريس أعتقد أن هناك ميلا لدينا لشحن المشاعر حول قضايا لا تفيد فعليا في جعلنا أكثر أمنا لكنها تصلح كشعارات جيدة للسياسة سواء كان ذلك المهاجرون أو جوانتانامو.”

 

وأضاف أن المعتقل تحول إلى أداة تجنيد لجماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

 

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير ملاك فاروق)

 

أوباما: رحيل الأسد شرط إنهاء الحرب السورية

© أ ف ب

اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس ان الحرب في سوريا لا يمكن ان تنتهي بدون رحيل الرئيس بشار الاسد مستبعدا بذلك الاقتراحات باحتمال مشاركة الاسد في انتخابات مقبلة.

وقال اوباما بعد ايام على لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ابرز حليف للاسد، “لا يمكنني ان اتصور وضعا يمكننا فيه انهاء الحرب الاهلية في سوريا مع بقاء الاسد في السلطة”.

 

ويشكل مصير الاسد ابرز نقطة خلاف في جهود احلال السلام في سوريا وخصوصا بين الغرب وموسكو وطهران.

 

وتاتي تعليقات اوباما بعد ايام على لقائه بوتين حيث ظهرت بوادر الاقتراب من اتفاق بين الطرفين.

 

وشدد اوباما على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادئ في مانيلا على ان السوريين لن يقبلوا ببقاء الاسد في السلطة بعد الحرب التي شهدت قيام النظام بهجمات ضد المدنيين بحسب قوله.

 

واوضح اوباما “حتى لو وافقت على ذلك، لا اعتقد ان هذا الامر سينجح”.

 

وقال اوباما “لا يمكن حمل الشعب السوري -او غالبيته- على الموافقة على مثل هذه النتيجة”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى