أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 19 تشرين الاول 2017

روسيا مع إبعاد إيران و«حزب الله» عن الحدود السورية – الإسرائيلية

موسكو – رائد جبر؛ لندن – «الحياة»

أفادت مصادر متطابقة بأن روسيا وافقت على إبعاد إيران و «حزب الله» عن حدود إسرائيل، وذلك عبر إنشاء «حزام آمن» جنوب سورية. وذكر ديبلوماسي إسرائيلي مطلع أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أبلغ تل أبيب موافقة موسكو على توسيع منطقة «الحزام الآمن» على الحدود السورية- الإسرائيلية خلال زيارته إسرائيل قبل يومين. وأوضح المصدر الديبلوماسي أن موسكو رفضت طلب إسرائيل إنشاء منطقة عازلة بطول 40 كيلومتراً، لكنها أعربت عن نيتها توسيع «الحزام الآمن» إلى ما بين 10 إلى 15 كيلومتراً. وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث أمس، الوضع في سورية في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأفادت مصادر روسية مطلعة بأن الحوار ركز على «مساعي إيران لتعزيز تواجدها في سورية». تزامن ذلك مع سقوط قذائف من سورية على الجولان السوري المحتل بطريق الخطأ بسبب القتال الدائر عبر الحدود. من ناحيته، حذر رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري، إسرائيل من مغبة انتهاك المجال الجوي السوري، معلناً في دمشق «رسم خطوط عريضة» للتنسيق العسكري السوري- الإيراني (للمزيد).

وأفاد بيان الكرملين بأن بوتين ونتانياهو بحثا في شكل مفصل تطورات الوضع في سورية والبرنامج النووي الإيراني ونتائج استفتاء كردستان العراق.

وذكرت وسائل إعلام حكومية روسية، نقلاً عن مصدر قريب من الكرملين، أن التركيز انصب خلال المحادثات على «المخاوف الإسرائيلية حيال خطوات إيران لتعزيز تمركزها في سورية». ولفتت إلى أن المحادثات شكلت استكمالاً للزيارة التي قام بها قبل يومين إلى إسرائيل وزير الدفاع الروسي والتي ركزت على الوضع في سورية. وأشار المصدر إلى أن موسكو أبلغت الجانب الإسرائيلي بأنها تسعى إلى إيجاد حل وسط لتخفيف المخاوف الإسرائيلية عبر توسيع «الحزام الآمن» في منطقة الجنوب السوري. وزاد المصدر أن موسكو «أكدت للجانب الإسرائيلي أن القوات المدعومة إيرانياً «لم تقم بخطوات تشكل استفزازاً لإسرائيل منذ بداية التواجد العسكري الروسي المباشر في سورية في نهاية أيلول (سبتمبر) 2015».

على صعيد آخر، بدأ المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا جولة محادثات في موسكو تهدف إلى دفع جهود استئناف المفاوضات السياسية في جنيف. وسيلتقي دي ميستورا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو.

تزامناً، حذر الجنرال باقري إسرائيل من مغبة انتهاك المجال الجوي والأراضي السورية. وقال باقري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوري العماد علي أيوب «ليس مقبولاً أن ينتهك النظام الصهيوني الأراضي والمجال الجوي السوري في أي وقت يشاء». وأضاف «نحن في دمشق لنؤكد ونتعاون لمواجهة أعدائنا المشتركين، الصهاينة والإرهابيين». وزاد «رسمنا الخطوط العريضة لهذا التعاون».

ميدانياً، أعلن طلال سلو، الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) أن حملة قواته على «داعش» في شرق سورية ستتسارع بعد هزيمة التنظيم في معقله بالرقة. وقال إن «قسد» ستعيد نشر عناصرها لينتقلوا من المدينة إلى جبهات القتال مع «داعش» في محافظة دير الزور.

وأفاد «التحالف الدولي» بقيادة أميركا بأنه سيتوغل في محافظة دير الزور لطرد ما تبقى من عناصر «داعش»، لكنه أوضح أن «قسد» لا تخطط لدخول مدينة دير الزور.

في موازاة ذلك، قُتل العميد في الحرس الجمهوري السوري وقائد العمليات في دير الزور، اللواء عصام زهر الدين، بانفجار لغم في منطقة حويجة صكر داخل المدينة. وكان لزهر الدين دور في التقدم الذي أحرزته القوات النظامية في دير الزور والتي وصلت من خلاله إلى مدينة الميادين الإستراتيجية. كما قاد عمليات ضد المعارضة في حمص وحلب.

 

«قسد» تمشّط الرقة وتعيد نشر عناصرها في شرق سورية

لندن – «الحياة»

انهمكت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) غداة سيطرتها على مدينة الرقة بتنفيذ عمليات تمشيط أمس بحثاً عن عناصر متوارية من تنظيم «داعش» ولتفكيك الألغام التي زرعها الإرهابيون بكثافة وسط أبرز معاقلهم السابقة في سورية.

وبات التنظيم بعد خسارته الرقة التي جعلها رمزاً للترهيب ومركزاً خطّط منه لهجمات دموية حول العالم، «مثيراً للشفقة وقضية خاسرة بعد أن كان يزعم أنه شرس» وفق واشنطن، إثر الهزائم التي مني بها في الأشهر الأخيرة في سورية والعراق المجاور.

وأعلن ناطق باسم «قسد» أمس أن حملة القوات المدعومة من الولايات المتحدة على تنظيم «داعش» في شرق سورية ستتسارع الآن بعد هزيمة التنظيم الإرهابي في معقله السابق في الرقة.

وقال الناطق طلال سيلو لـ «رويترز» في اتصال هاتفي إن «قسد» التي أعلنت هزيمة «داعش» في الرقة أول من أمس ستعيد نشر عناصرها لينتقلوا من المدينة إلى جبهات القتال مع التنظيم في محافظة دير الزور في شرق البلاد.

وأكد مدير المكتب الإعلامي لـ «قسد» مصطفى بالي لـوكالة «فرانس برس» أمس أنه بعدما «انتهت المواجهات العسكرية المباشرة، تستمر الأربعاء (أمس) عمليات التمشيط والبحث عن احتمال وجود ملاجئ أو مخابئ يمكن أن يكون قد دخلها عناصر التنظيم الإرهابي الذين لم يسلموا أنفسهم».

وتمكّنت هذه القوات المؤلّفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن أول من أمس من «تحرير» مدينة الرقة من «داعش»، بعد سيطرتها على المستشفى الوطني والملعب البلدي، آخر النقاط التي كان مقاتلو التنظيم قد انكفأوا إليها في وسط المدينة.

وقال بالي إن هذه المناطق «في حاجة إلى بحث وتأكد من أنه لم يعد فيها خلايا نائمة»، موضحاً أن «عمليات فك الألغام وفتح الشوارع الرئيسية مستمرة».

وفي الملعب البلدي حيث رفعت «قسد» راية ضخمة أمس، شاهدت مراسلة «فرانس برس» جرافتين، واحدة داخله وأخرى خارجه تعملان على رفع الركام، تزامناً مع استمرار عمليات التمشيط داخل المستشفى الذي منع الصحافيون من دخوله.

ونقلت مشاهدتها للعديد من الطرق المغلقة تماماً، فيما يتم العمل على فتح أخرى.

وفي دوار النعيم الذي شهد عمليات إعدام وحشيّة نفذها التنظيم ما دفع سكان المدينة إلى تسميته دوار «الجحيم»، تجمّع عشرات المقاتلين الأكراد الأربعاء وعملوا على رفع علم ضخم لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية.

وبادر بعضهم إلى إطلاق الرصاص في الهواء وتوزيع الفواكه ابتهاجاً كما عقدوا حلقات الدبكة والرقص على إيقاع الموسيقى.

وبانتظار عمليات التمشيط، تقتصر إمكانية دخول المدينة في الوقت الحالي على المقاتلين والآليات العسكرية فيما يمنع المدنيون من ذلك. وقالت مراسلة «فرانس برس» إن عناصر من «قسد» لم يسمحوا لمجموعة رجال توافدوا صباحاً إلى مدخل مدينة الرقة الغربي بالدخول للاطمئنان على منازلهم التي قالوا إنها قريبة. وبرّروا عدم السماح لهم بـ «استمرار الإجراءات الأمنية».

وتزامناً مع السيطرة على الرقة الثلثاء، دعت القيادة العامة لقوات الأمن الداخلي الكردي (الأسايش) في شمال سورية في بيان سكان الرقة إلى «عدم دخول المدينة إلى حين تطهيرها من مخلّفات الإرهاب كالعبوات الناسفة والألغام المتفجرة… وذلك حرصاً على سلامة الأهالي».

وقالت إن المنع سارٍ حتى خلو المدينة «من كل ما يشكّل خطراً على السلم الأهلي».

ودفعت المعارك عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار من الرقة مع تقدم المعارك.

ووفق بالي، سبق للتنظيم في مدن أخرى خسرها في سورية أن استخدم أسلوب الخلايا النائمة ما أوقع قتلى مدنيين، مضيفاً «لذلك فإن عودة المدنيين في الفترة الحالية صعبة جداً». وقال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون إلى «فرانس برس»، «نعتقد بأن هناك جيوباً صغيرة لاتزال موجودة في المدينة، مع مواصلة قوات سورية الديموقراطية عمليات التمشيط».

وفي تغريدات على موقع تويتر، قال المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك الذي زار سورية في اليومين الأخيرين إن التنظيم الذي «كان يزعم أنه شرس، بات الآن مثيراً للشفقة وقضية خاسرة».

وعلى رغم إعلان «قسد» سيطرتها بالكامل على الرقة، يبقى مصير عشرات المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم الذين كانوا موجودين في وسط المدينة مجهولاً. ولم تنشر منذ الثلثاء أي صور تظهر اعتقالهم أو حتى جثثهم في الشوارع.

ووفق المتحدث الرسمي باسم «قسد» طلال سلو، فإن هؤلاء «إما تمّ استسلام البعض منهم وإما قتل من تبقى»، من دون الإدلاء بأي تفاصيل أخرى.

 

الجولاني يظهر في تسجيل فيديو بعد أنباء عن إصابته

بيروت، دبي – رويترز، «الحياة»

بثت «هيئة تحرير الشام» في سورية تسجيل فيديو غير مؤرخ أمس (الأربعاء)، يعتقد أنه لزعيم الهيئة أبو محمد الجولاني ويظهر فيه في صحة جيدة، بعد أسبوعين من إعلان روسيا أنها أصابته بجروح خطرة.

وظهر الجولاني في الفيديو وهو يلقي محاضرة على مجموعة من المقاتلين ويشرح بعض الحركات القتالية.

وبعد غارة في وقت سابق من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن «الجولاني فقد ذراعه ويرقد في حالة حرجة». وكانت الغارة عملية خاصة للانتقام من هجوم على الشرطة العسكرية الروسية في منطقة خفض التوتر في محافظة إدلب في 18 أيلول (سبتمبر) الماضي، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وكان الجولاني زعيم «جبهة النصرة» التي قطعت علاقتها بـ «القاعدة» وغيرت اسمها إلى جبهة «فتح الشام»، وفي كانون الثاني (يناير) الماضي أصبحت القوة الرئيسية في تحالف «هيئة تحرير الشام».

والهيئة، التي تعارض الحكومة السورية، هي القوة الرئيسية في محافظة إدلب الخاضعة للمعارضة في شمال غربي سورية.

 

مقتل قائد الحرس الجمهوري في دير الزور عصام زهر الدين

دبي – «الحياة»

قتل قائد قوات الحرس الجمهوري السوري عصام زهر الدين صباح اليوم (الأربعاء) في دير الزور، نتيجة انفجار لغم أرضي في منطقة حويجة صكر في ريف دير الزور، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

ويعتبر زهر الدين من أبرز قادة القوات الحكومية في معارك دير الزور والسيطرة على المطار العسكري بعد معارك مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وكان زهر الدين هدد اللاجئين السوريين الذين فروا من البلاد وتوعدهم في حال عودتهم.

 

زهر الدين قتل برصاص دورية بعد رفضه حضور اجتماع أمني

دبي – «الحياة»

قدّم موقع «عكس السير» السوري اليوم (الخميس)، رواية جديدة عن مقتل العميد في الحرس الجمهوري السوري عصام زهرالدين في دير الزور، مشيراً إلى أنه قتل برصاصة في الرأس بعد رفضه حضور اجتماع أمني، وليس بانفجار لغم كما ذكرت وسائل الإعلام.

وقال الموقع: «إن اللجنة الأمنية في دير الزور التي تضم اللواء رفيق شحادة وقائد الفرقة 17 اللواء حسن محمد والمحافظ محمد السمرة وأمين الفرع ساهر الصكر ورئيس فرع الأمن العسكري العميد جمال زوق ورئيس فرع أمن الدولة العميد دعاس العلي ورئيس فرع الجوية العميد منذر غنام وقائد المهمات الخاصة في مجلس المحافظة العميد غسان طراف، اجتمعت عند التاسعة من صباح الثلثاء، إلا أن العميد زهر الدين رفض الحضور بسبب خلاف بينه وبين العميد جمال رزوق».

وأضاف: «اتصل به رئيس اللجنة الأمنية فأكد رفضه الحضور مشترطاً عدم وجود العميد جمال ليحضر، على إثر ذلك طلب اللواء شحادة منه الحضور بالأمر العسكري وهدده لكنه رفض، فأرسل اللواء دورية بقيادة العقيد عبدالوهاب حاج حسن من فرع الأمن العسكري، لإحضاره فحصل اشتباك بينها وبين مجموعة تابعة لزهرالدين، فأصيب ابنه يعرب ومرافقه يوسف العنداري، وأصيب هو أيضاً بطلق ناري دخل من عينه وخرج من مؤخرة رأسه»، مشيراً إلى أن «الاشتباك حصل أمام حديقة النصارى قرب مؤسسة الرداوي».

ويعتبر زهرالدين من أبرز قادة القوات الحكومية في معارك دير الزور والسيطرة على مطارها العسكري بعد معارك مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وكان زهرالدين هدد اللاجئين السوريين الذين فروا من البلاد وتوعدهم في حال عودتهم.

 

مصادر سورية: عناصر تنظيم الدولة الأجانب يغادرون مدينة دير الزور

“القدس العربي”-(وكالات): كشفت مصادر مقربة من مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة دير الزور شرق سوريا عن مغادرة عناصر التنظيم الاجانب المدينة بشكل كامل، مشيرة إلى أن هذه العناصر سلمت المدينة لكتيبة “صقور علي” وهم من أبناء مدينة دير الزور.

 

وقالت المصادر المقربة من كتيبة صقور علي لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب.أ) إن ” عناصر هذه الكتيبة من المبايعين لتنظيم الدولة وكانوا خلال سيطرة عناصر التنظيم الاجانب على المدينة من المهمشين بشكل كامل وجميعهم من أبناء محافظة دير الزور”.

 

وأشارت إلى أنه منذ أيام غادر كل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الأجانب عبر حويجة كاطع شمال غرب المدينة باتجاه منطقة الحسينية والجنينة والتي أصبحت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وتم نقلهم الى ريف دير الزور الشرقي ومن هناك توجه قسم منهم الى مدينة البوكمال وأخرين باتجاه الأراضي العراقية.

 

وكشفت المصادر أن “أحياء دير الزور الخاضعة لسيطرة التنظيم تعيش حالة فوضى، وأن المئات من العائلات بقيت فقط في المدينة، وأن النظام لم يعد يهاجم تلك الاحياء لأن هدفه الآن التوجه الى الريف الشرقي وصولاً الى مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية وهو في سباق حاليا مع قوات سوريا الديمقراطية بعد عبور قوات النظام نهر الفرات وسعيها للسيطرة على مدينة البصيرة “.

 

دعم أمريكي لعملية استعادة كركوك… والخلافات تتصاعد داخل «البيت الكردي»

أكثر من 61 ألفاً نزحوا من المدينة… واتهامات لـ» الحشد» بارتكاب انتهاكات

بغداد ـ «القدس العربي»ـ من مشرق ريسان: حسمت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأربعاء، موقفها من العملية العسكرية التي شنتها القوات العراقية لاستعادة مدينة كركوك ومناطق متنازع عليها، من قوات البيشمركه. فقد أكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، خلال اتصال مع رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، أن «واشنطن لا تعترف بالاستفتاء في إقليم كردستان، وأنها تدعم وحدة العراق وخطوات الحكومة الاتحادية في تجنب الصدام وفرض سلطة القانون».

أما العبادي فأوضح أن خطوات الحكومة الاتحادية لفرض الأمن في المناطق المتنازع عليها تأتي لـ»منع تقسيم» البلد، محمّلاً الأكراد مسؤولية عدم الاستجابة لدعوات الحوار.

في هذه الأثناء، كشفت ممثلية الأمم المتحدة لدى العراق، أن أكثر من 61 ألف شخص نزحوا من محافظة كركوك خلال الساعات الـ 48 الماضية.

ويأتي هذا النزوح، وسط اتهامات كردية لميليشيات «الحشد الشعبي»، بارتكاب انتهاكات ضد ممتلكات الكرد.

وقال مسؤول الاتحاد الوطني في كركوك، أسو مامند، في مؤتمر عقده في مدينة السليمانية، «بعض العناصر في الحشد الشعبي ينهبون ممتلكات المواطنين (…) وتم اعتقال ما يقارب من 10 إلى 12 قاموا بنهب منازل».

ونشرت وسائل إعلام كردية، صورا وفيديوهات تظهر منازل وممتلكات للأكراد جرى حرقها من قبل «الحشد».

وفي كردستان، تعمّق الخلاف الكردي – الكردي، إذ أبدى النائب عن كتلة التغيير النيابية، هوشيار عبد الله، استغرابه من عدم تقديم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني استقالته من منصبه، متهماً إياه بـ»التشبث بشكل غير شرعي» بالمنصب.

رئيس برلمان الإقليم، يوسف محمد، أكد كذلك في كلمة بشأن الأوضاع في كركوك، «أننا جميعا أسرى لنخبة سياسية تعمل للسيطرة على ثروات الوطن من أجل توسيع سلطتها»، لافتا إلى أن «هذه النخبة السياسية تتاجر بتضحيات الشعب ودماء شهدائه».

وفي السياق، دعت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، الأطراف السياسية الكردستانية إلى عقد اجتماع لتجاوز ما وصفتها «أزمة» إقليم كردستان.

لكن الخلافات انتقلت إلى حزب الاتحاد نفسه، إذ شن النائب الأول للأمين العام للحزب، كوسرت رسول «هجوماً حاداً» على أعضاء في حزبه، محملا إياهم مسؤولية أحداث كركوك الأخيرة.

أما القيادي في الاتحاد، ملا بختيار، فأعلن مقاطعته اجتماعات حزبه «بسبب ما يجري داخله»، مضيفاً في بيان: «لن أشارك في أي اجتماع إلى أن تعود الشرعية للحزب».

وعلّقت مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان العراق، أمس، كل الاستعدادات للانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، حتى يقرر البرلمان موعداً جديداً.

 

تغير في الموقف السعودي تجاه «قسد» وانعكاس سلبي على المعارضة السورية

عبد الرزاق النبهان

حلب – «القدس العربي» : أثارت زيارة وزير الدولة السعودية لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان برفقة مبعوث الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك إلى ريف الرقة، شمالي سوريا، المتابعين للشأن السوري الذين تساءلوا عن سر هذه الزيارة ودلالاتها.

ونشر ناشطون صورا قالوا أنها لزيارة مبعوث الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك ووزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، إلى محطة شرب بلدة الزاهرة شمالي الرقة برفقة قيادات عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها.

ويرى عضو الائتلاف الوطني السوري السابق، المحامي حسين البسيس: «أن زيارة الوزير السعودي برفقة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الرقة، جاءت بهدف توجيه رسالة واضحة حول تحول الموقف السعودي تجاه ما يحدث في سوريا من حيث تثبيت مناطق النفوذ، وكذلك رسالة لتركيا بتغير العلاقة السعودية – التركية.

وأضاف في لقائه مع «القدس العربي»، إن لدى السوريين حالة تناقض في فهم الموقف السعودي تجاه وجود الهيئة العليا للتفاض التي ترى في «قسد» مشروع غير وطني كما قال.

ورداً على سؤال «القدس العربي» بخصوص ما يشاع حول أن الزيارة تأتي في سياق إعادة إعمار الرقة، استبعد البسيس ذلك وأضاف، إن إعادة الإعمار مستوى مختلف تمام ولا يأتي بسياق ما يحدث الآن واللقاء مع «قسد»، حيث أن إعادة الإعمار يكون ضمن سياق الحل النهائي لاسيما وأن السعودية على الاغلب ستكون من الدول المانحة وبالتالي التعامل مع مخرجات الحل النهائي في سوريا.

وأكد أن تغير الموقف السعودي من «قسد» سينعكس بشكل مباشر على المعارضة السورية من خلال مؤتمر الرياض-2 وبالتالي تقديم مزيد من التنازلات التي يمكن ان تؤثر على مبادئ الثورة السورية وحشر الهيئة العليا في مفارقة التقارب مع مشروع «قسد» في ظل التشنج في العلاقات التركية السعودية.

و يعتقد الكاتب السوري المعارض سامر الخليوي لـ«القدس العربي»: أن الهدف الظاهر للزيارة بأن السعودية لها دور ضمن التحالف الدولي لمحاربة للارهاب، وأن السعودية شريك مهم مع امريكا، لكن قد يكون هناك هدف آخر غير معلن يخص تركيا وفق توقعه. وهو يرجح أن أهم الأسباب التي دفعت السعودية إلى تغيير موقفها من «قسد» التبعية لامريكا، حيث كل ما تقرره واشنطن تنفذه السعودية دون تحفظ او اعتراض من أجل نيل رضا امريكا على حد وصفه.

وحول انعكاسات الموقف السعودي على المعارضة السورية أكد الخليوي على أنها سيئة للغاية، حيث أن السعودية تتبنى الموقف الروسي وتحاول تسويقه على المعارضة المتمثلة بالهيئة العليا للمفاوضات التي لا تزال تعقد اجتماعاتها في الرياض.

وأضاف، يراد من الهيئة العليا للمفاوضات التخلي عن ثوابت الثورة والقبول بالأسد، وتغيير أعضاء الهيئة المحسوبين على الصقور واولهم رياض حجاب الذي يرفض اي تنازل واستبداله بشخصية ممن تتفق معهم روسيا والسعودية مثل أحمد الجربا وخالد المحاميد ونصر الحريري وفق كلامه.

في المقابل يقول الباحث السياسي الكردي زيد سفوك لـ«القدس العربي»، إن زيارة أي منطقة يتم تحريرها من تنظيم داعش طبيعية، خاصة بعد القمة الاسلامية الامريكية التي جرت في الرياض في 20 أيار/مايو الماضي، حيث أن هذا التعاون اصبح وثيقاً بين واشنطن والرياض، بمعنى أن أحدهم القوة الضاربة والآخر القوة المالية على حد تعبيره.

وهو يعتقد أن زيارة الوزير السعودي برفقة مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الرقة تحديداً نتيجة خصوصيتها الجغرافية الممتدة مع الحدود العراقية التي أصبحت ملك نظام الملالي في طهران. ورأى سفوك أن السعودية ستقوم بضمان إعادة اعمار مدينة الرقة والمشاركة بالتنسيق بين المعارضة الموالية لها وبين القوات الكردية المنضوية تحت مجلس سوريا الديمقراطية لادارتها معاً، حيث أن الدول التي تتحكم بالمعارضة سواء الرياض او انقرة اتخذت مواقع جغرافية لكل منهما، لذلك وفق هذه المعطيات ربما سنشهد في القريب بناء قاعدة عسكرية أمريكية على نفقة المملكة العربية السعودية.

 

خسارة الميادين في دير الزور ضربة قاصمة لتنظيم «الدولة» تضاهي فقدانه للرقة

وائل عصام

إنطاكيا – «القدس العربي» : بالرغم من المكانة الرمزية التي تحظى بها الرقة بالنسبة لتنظيم الدولة في سوريا، إلا أن خسارته للميادين في ريف دير الزور، تُعد الضربة الأقسى عليه في الآونة الاخيرة، فالرقة ورغم انه يطلق عليها احياناً عاصمة «الخلافة»، الا انها في الحقيقة لم تكن كذلك، بل ان الموصل كانت هي المركز الاهم لتنظيم الدولة ومقر معظم قيادته العليا، ولكن الرقة اكتسبت هذه الاهمية كونها المدينة الوحيدة التي حافظ عليها التنظيم، وانطلق منها مجدداً بعد ان حوصر من قبائل الفصائل الاسلامية عام 2014، وتحديداً أحرار الشام والنصرة، كما انها مركزه الابرز في سوريا، والذي مكنه من التمدد الى العراق وشن هجومه الشهير على الموصل في حزيران/ يونيو 2014.

وفي ضوء التطورات الميدانية الاخيرة، فقدت الرقة أي قدرة لها على التأثير بحكم انها محاصرة تماماً ومعزولة عن خطوط الامداد منذ أشهر، الى ان سقطت أخيراً وباتت المدينة خارج الحسابات العسكرية والميدانية، بينما تحولت الميادين الى العاصمة الجديدة للتنظيم في سوريا، وانتقل اليها والى ما حولها من القرى، معظم القيادات، خصوصاً بعد سقوط الموصل والحويجة بالعراق، وسيطرة النظام على تدمر ومعظم مناطق التنظيم شرق حلب وحمص.

وبعد فقدان السخنة، المحورية في الجبهة الجنوبية الصحراوية لدير الزور، وحصار الرقة في الجبهة الغربية الفراتية، وتقدم القوات الكردية شمالاً، باتت مدينة دير الزور هي الاخرى شبه محاصرة، ولم يعد للتنظيم من فضاء حيوي للتحرك، سوى مناطقه في وادي الفرات الممتدة من الميادين حتى القائم وراوة على الجانب العراقي من الفرات، والمدينة الاهم في هذه المنطقة هي الميادين، لعوامل عدة تتعلق بموقعها الجغرافي وتركيبتها والقرى المحيطة فيها عشائرياً، كما انها تشكل مفتاحاً استراتيجياً لثلاثة اهداف هامة، خسرها التنظيم تلقائياً بعد فقدانه السيطرة عليها، وهي اهداف باتت في سلم اولويات النظام وحلفائه ايضاً، لارتباطها بالحسابات الاقليمية للاطراف المتنازعة في سوريا والعراق.

فالسيطرة على الميادين تعني فتح الطريق امام اهم حقول النفط شمالها كحقل العمر، وهي التي اعتمد عليها التنظيم في تمويله، ويريد النظام السوري وحليفه الروسي، السيطرة على هذه الحقول لما لها من اهمية اقتصاديه كبرى، والهدف الآخر، ان الوصول الى شمال الميادين، بعبور نهر الفرات، سيقطع الطريق على تمدد «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية المدعومة امريكيا، والتي تحد دير الزور شمالاً، حيث يخشى النظام من ان يوسع الاكراد من مناطق نفوذهم شرق سوريا، بعد وصولهم للشدادي جنوب الحسكة بدعم امريكي.

اما السبب الثالث والاكثر اهمية بالنسبة للتنافس الامريكي الايراني في المنطقة، فهو يتعلق بالحدود العراقية السورية، لان عبور الميادين يعني التخلص من آخر عقبة باتجاه البوكمال الحدودية، ويتوقع حينها ان يتقدم الحشد الشعبي العراقي نحو القائم، على الجانب العراقي من البوكمال، ليكمل الحليفان مهمة ربط حدودهما والتقاء قواتهما بالسيطرة على وادي الفرات، وهي الخطوة التي تسعى لها ايران والتي دفعتها منذ شهور، لتحشيد قوات حلفائها للانخراط في هذا الهجوم على المنطقة الشرقية في سوريا حيث المحافظة الحدودية مع العراق، دير الزور.

عقدة الميادين اذن، ستمنح النظام بعد سيطرته عليها ثلاثة مكاسب، آبار النفط شمالاً، الوصول للحدود العراقية شرقًا، ووقف تمدد الوحدات الكردية المدعومة امريكيا في شرق سوريا، ولعل الهدف الاهم، في البعد الاقليمي، هو الوصول للحدود العراقية، وهو ما سعت الولايات المتحدة لافشاله، من خلال تمركز قواتها في قاعدة التنف ودعمها لفصائل من المعارضة في هذا السبيل، قبل ان تتحول هذه القاعدة ومعها قاعدة الزكف المجاورة لها لجزيرة وسط بحر من الميليشيات الايرانية شرق سوريا.

 

داعش”… تنظيم بلا دولة

بشير البكر

انهار “داعش” الدولة كليّاً مع سقوط الرقة، “عاصمة الخلافة”، بعد قرابة شهرين من سقوط الموصل. انتهى كل شيء يتعلق برمزية هاتين المدينتين التاريخيتين، وبات “الخليفة” أبو بكر البغدادي بلا خلافة، ضائعاً، أو متخفياً، أو ميتاً تحت التراب في الصحراء العراقية السورية.

لم يقدم أحد معلومات عن مصيره هو وبقية أركانه، رغم أن الدول الكبرى التي ترعى الحرب على الإرهاب، مثل الولايات المتحدة الأميركية، تمتلك تقنيات مراقبة إلكترونية عالية تستطيع تتبع خطى هذه المجموعات التي شكلت خلال السنوات الثلاث الأخيرة مصدر الخطر العالمي رقم واحد.

بات في وسع من يسمونه “تنظيم الدولة الإسلامية”، من قنوات تلفزية ووكالات أنباء، أن يرتاحوا من عبء الواجب المهني الثقيل، وأن يستعملوا الاسم العاري تنظيم “داعش”، طالما أن الدولة سقطت رمزياً ومادياً، ولم يعد لها وجود في العراق والشام.

الأمر المثير للاهتمام اليوم هو ليس سقوط الدولة فقط، بل اختفاء جنود الدولة التي كانت تتحكم بحوالى 40 في المائة من مساحة العراق، و30 في المائة من مساحة سورية. وما خلا بضعة معاقين تم تصويرهم في الرقة مطلع هذا الأسبوع، لم تتمكن وسيلة إعلام من تصوير حتى جثة داعشي واحد، وحتى الذين جرى عرضهم في الرقة يبدون مثل حفنة من الفقراء المقطوعين الذين جرى لمّهم من الشارع، وتم تصويرهم مقابل مكافأة مالية؛ فلا شيء في نظرات عيون أغلبيتهم يوحي بأنه لا يدرك ماذا يحدث من حوله.

جاءت تطورات كركوك لتسرق الأضواء من الرقة، التي سقطت عمليّاً يوم الثلاثاء الماضي، ولم يبق داخلها أحد من الدواعش، كما أكدت مصادر مختلفة، فالبقية الباقية انقسمت قسمين؛ القسم المحلي جرى استسلامه وصار في قبضة مليشيات “سورية الديمقراطية”، وذلك بعد تدخل من زعماء عشائر المنطقة، والقسم الخارجي تم التخلص منه، ولم يتم منحه فرصة الاستسلام، وهناك تسريبات قالت إن الغالبية العظمى من هؤلاء قادمة من فرنسا.

هذا ما هو معلن، ولكن لا أحد يعلم الحقيقة. ويبدو أن هناك استراتيجية أميركية تم اتباعها منذ الموصل تعتمد على التكتم كلياً حول الأعداد الفعلية لقتلى ومعتقلي “داعش”، وربما هناك حكمة أميركية من وراء هذا السلوك.

سقوط الدولة لا يؤكد نهاية التنظيم، وهذا أمر يحيل إلى قيام الولايات المتحدة بتدمير إمارة “طالبان” و”القاعدة” عام 2001 بعد اعتداءات 11 سبتمبر. يومها عاد أسامة بن لادن وتنظيمه إلى العمل السري، وتطورت “القاعدة” في اتجاهات ومظاهر شتى، لعل أبرزها وأخطرها هو تنظيم “داعش”.

هناك من بين الخبراء من يرجح أن التاريخ سوف يعيد نفسه، ولن ينتهي خطر “داعش” بانتهاء دولة العراق والشام، والدلالة الأكبر على ذلك هي أن الولايات المتحدة التي قادت الحرب على “داعش” لم تُرفق ذلك برؤية سياسية لحل مشاكل المنطقة التي ساهمت في تهيئة حاضنة للتنظيم، وخصوصاً في العراق، حيث ساهم الاحتلال الأميركي في ولادة “داعش”، الذي تتحمل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مسؤولية أساسية عن تركه يترعرع في سورية والعراق منذ عام 2012، حتى احتل الموصل في يونيو/حزيران 2014.

إدارة الرئيس دونالد ترامب أكثر وضوحاً من سابقاتها على صعيد محاربة “داعش”، واستطاعت أن تنجز، خلال عشرة أشهر، ما لم تتمكن منه إدارة أوباما، ولكن تبقى أمامها مهمتان صعبتان؛ الأولى مطاردة تنظيم “داعش” الذي عاد إلى وضع ما قبل 2014، والثانية تهيئة الأرضية السياسية في العراق وسورية من أجل هزيمة أسباب ولادة “داعش”.

تظل هناك نقطة جديرة بالاهتمام، وهي “داعش” في سورية، الذي يقاتل في بعض المناطق غير آخذ في عين الاعتبار انهيار الموصل والرقة، وهذا يطرح أسئلة كثيرة حول مرجعيته ودوره وأهدافه، ولا سيما أنه بدأ عمله في سورية ضد الثورة السورية بصورة أساسية.

العربي الجديد

 

مخيم السدّ… معتقل لنازحي دير الزور

لبنى سالم

وسط ظروف غير إنسانية، يعيش النازحون السوريون في مخيّم السدّ، الواقع بالقرب من مدينة الشدادة، شمال شرق مدينة دير الزور. والمخيّم يخضع لسيطرة قوات سورية الديمقراطية، إذ يشرف ضباط وعناصر من تلك القوات على إدارة المخيّم، في حين تتولى مكاتب الأمم المتحدة في العاصمة السورية دمشق ومنظمات أخرى كالهلال الأحمر العربي السوري تزويد ساكنيه بالاحتياجات الأساسية كالخيم والفرش والأغطية.

 

ويعاني سكّان المخيّم بصورة أساسية من نقص في تجهيزات النظافة، بسبب غياب حاويات القمامة والحمّامات. يقول أبو خالد، وهو نازح سوري من دير الزور: “نقضي حاجتنا في العراء ونستحم في المستنقع المجاور، وبالتالي ليس غريباً انتشار الأمراض المعدية كالقمل والجرب وغيرها في المخيّم”.

 

وتقدّم منظمات، كالهلال الأحمر السوري وأطباء بلا حدود، خدمات صحية محدودة لسكّان المخيّم، فيما تغيب خدمات الرعاية الصحية المتكاملة بسبب عدم توفّر التجهيزات. وتقول أمّ جميل التي تعيش فيه منذ أشهر عدّة إنّ “الأطباء يحضرون يومياً لساعات عدّة، فيقف المرضى في طابور طويل لعرض مشاكلهم الصحية عليهم. وهم يكتبون لنا وصفات أدوية لنشتريها من الخارج بطرق غير قانونية عن طريق إدارة المخيم التي تتقاضى مبالغ مضاعفة لقاء تأمينها لنا”. تضيف أنّ “الذين تستلزم حالاتهم إسعافات طارئة، يجدون صعوبات كبيرة في الخروج من المخيّم والتوجّه إلى المشافي بسبب منع الإدارة، الأمر الذي يضطرهم إلى الخروج بطرق غير نظامية أو دفع رشاوى للحرّاس”. وتخبر أمّ جميل أنّه “قبل أيام، ظلت إحدى النساء الحوامل تنزف حتى فارق جنينها الحياة، ولم نتمكّن من إسعافها بسبب عدم وجود أطباء. في النهاية نقلها زوجها بسريّة إلى مشفى قريب من المخيم، لكنّ الأطباء لم يستطيعوا إنقاذ الجنين”.

 

ويصل النازحون الفارون من جحيم قصف الطيران الروسي والسوري وكذلك طيران التحالف على دير الزور، إلى المخيّم بعد رحلة مرهقة يعرّضون خلالها حياتهم للخطر. ويقول جمال إبراهيم إنّ “رحلتنا كانت محفوفة بالمخاطر، فالنظام يقصف المعابر المائية على نهر الفرات، بعدما دمّر وحلفاؤه والتحالف الدولي الجسور التي تصل ضفّتَي الفرات. وفي كل يوم، تقضي عائلات بأكملها وهي تعبر بزوارق محلية الصنع. ونحن كنّا قد دفعنا مبالغ كبيرة للمهرّبين من أجل الوصول إلى مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، إذ إنّ الطريق مليء بالألغام الأرضية التي زرعها عناصر تنظيم داعش قبيل انسحابه من تلك المناطق”.

ويخبر إبراهيم أنّ “رحلة مصاعب جديدة بدأت بعيد وصولنا إلى مناطق سيطرة قسد. فكنّا نقف لساعات طويلة على كل واحد من الحواجز، حيث يفتشوننا بطريقة مهينة كأنّنا دواعش. وكان علينا أن نسمع الشتيمة ونُتَّهم بأنّنا من داعش ونصمت حتى لا نعرّض حياتنا للخطر. وعند بعض الحواجز، دفعنا خمسة آلاف ليرة سورية، وهي التسعيرة المتعارف عليها لتجنّب الوقوف الطويل. وفي النهاية، بعد رحلة طويلة من المشي والتنقّل في السيارات المستأجرة والشاحنات، وصلنا إلى هذا المخيّم القريب من قرية عجاجة التابعة لمنطقة الشدادة”.

 

بعد دخول النازحين إلى المخيّم الذي يسكنه اليوم ما يزيد عن عشرين ألفاً، يسلّم هؤلاء أوراقهم الثبوتية لضباط قسد الذين يديرونه، ثم يقفون في طوابير لاستلام خيمهم وسلال غذائية بسيطة. يقول أبو كمال، وهو من هؤلاء: “بقينا أربعة أيام ننام على الفرش من دون أغطية ولا وسائد بسبب نفادها. وكنّا نستخدم أحذيتنا كوسائد”. ويحاول كثيرون من سكان المخيم الذين صُدموا بواقعه القاسي، الخروج منه والتخلّص من تلك الحياة الصعبة، فيوضح أبو كمال أنّ “الخروج من هنا يكون إمّا بطرق نظامية أو بالتهريب. من يريد الخروج لديه ثلاثة خيارات، أوّلها التقدّم إلى إدارة المخيّم بإثبات وجود كفيل في الخارج يكفل سكن النازح عنده، شريطة أن يحمل اسم العائلة نفسها ولديه كذلك الخانة نفسها على البطاقة الشخصية. هنا، يتقدّم الكفيل بطلب إلى السلطات المحلية التابعة لقوات الحماية الكردية في المنطقة، وعليه أن ينتظر أياما عدّة، يدفع خلالها مبالغ تصل إلى مائة ألف ليرة لتيسير معاملة الكفالة وعدم تأخيرها. أمّا الخيار الثاني، فهو من خلال التقدّم بطلب خروج طبيّ بهدف تلقّي العلاج في المشافي الخارجية. لكنّ هذه الطلبات في معظمها تُردّ مع الرفض، بحجّة عدم توفّر مبررات أو أسباب حقيقية. ثم يأتي الخيار الثالث كالطريقة الأكثر شيوعاً، وهو الخروج بطريقة غير شرعية، إمّا عن طريق الهروب، وفي الأمر مخاطرة، إذ قد يتعرّض مَن يلجأ إليه لإطلاق النار من حرس المخيّم، بالإضافة إلى احتمال تعرّضه لخطر الاعتقال أثناء هروبه، إمّا عن طريق الرشاوى التي تُمنَح لوسطاء يعملون لصالح إدارة المخيّم تصل إلى 250 ألف ليرة”.

 

في السياق، يلفت سمير علاوي، وهو نازح آخر لجأ إلى المخيّم من دير الزور، إلى أنّ “ثمّة أفراداً من الشرطة العسكرية التابعة لقوات سورية الديمقراطية يتجوّلون بين الخيم، جزء كبير منهم بلباس مدني. وهم يعملون كوسطاء لإدارة المخيّم، لذا مَن يريد الخروج عليه دفع المال لهم، على أن يُصار إلى ترتيب الخطة والزمان والمكان. لكنّ الصعوبة هنا هي في الحصول على هويتك وأوراقك الثبوتية التي تحتجزها إدارة المخيّم، بالتالي يتوجّب عليك دفع مبلغ مائة دولار إضافية للمكتب الذي يحتفظ بها لاستعادتها”. يضيف علاوي أنّ “نازحين كثيرين لا يملكون المبالغ الكافية لذلك، فيخرجون من دون أوراقهم الثبوتية، الأمر الذي يعرّضهم لمشاكل على حواجز قسد بعد خروجهم ويُتّهَمون بالانتماء إلى داعش”.

 

جائزة “نساء العام” البريطانية لمتطوعات الدفاع المدني السوري

لندن ــ العربي الجديد

حازت متطوعات الدفاع المدني السوري على جائزة “نساء العام” خلال حفل أقيم في العاصمة البريطانية لندن، مساء أمس الإثنين، تقديراً لجهودهن في حماية ومساعدة المدنيين المتضررين من الصراع الدائر في سورية على مدار أكثر من سبع سنوات.

 

وأكد الدفاع المدني السوري، المعروف أيضا باسم “الخوذات البيضاء”، أن متطوعاته حصلن على الجائزة، التي منحت للمرة الأولى عام 1955، والمخصصة للنساء اللاتي يقدمن خدمات جليلة للآخرين حول العالم، مضيفا “يسعدنا أن تكون جهودنا مقدرة ومعروفة لدى مانحي الجائزة النسائية المرموقة”.

وتولى عناصر الدفاع المدني السوري منذ بدء عملهم في 2011، إنقاذ نحو 100 ألف شخص، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وهم يعملون في ظروف خطرة ويتعرض الكثيرون منهم للإصابة أو القتل.

وأوردت المؤسسة المانحة للجائزة قصة إحدى المتطوعات في الدفاع المدني السوري، وتدعى عبير موسى، والتي انضمت إلى الخوذات البيضاء في أعقاب وفاة زوجها بسبب إصابته خلال قصف جوي لطائرات النظام السوري، وحضرت موسى عددا من الدورات التدريبية على الإسعافات الأولية، قبل أن تبدأ بمشاركة زملائها المتطوعين الرجال في عمليات إنقاذ المدنيين وإسعاف المصابين.

 

ويتكون الدفاع المدني السوري حاليا من نحو 3300 عنصر يعملون على الأرض، ويضم نحو 375 امرأة، وكن في البداية يقابلن برفض من زملائهن الرجال وفقا للعادات العربية التي لا تسمح للنساء بالمشاركة في الأعمال الخطرة، لكن مع مرور الوقت بدأت حدة الرفض تتلاشى.

 

وترشّح “الخوذات البيضاء” لجائزة نوبل للسلام عام 2016، غير أنه لم ينلها. لكن الفريق حصل على جائزة نوبل البديلة، ومطلع العام الحالي حصل فيلم وثائقي عن أنشطته في سورية على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

 

وصنفت مجلة “تايم” الأميركية مدير الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، من بين أكثر مئة شخصية مؤثرة في العالم لعام 2017، والتي تضم قادة وسياسيين وملهمين ورواد أعمال وفنانين، من دون ترتيب.

 

حضور سعودي في الرقة يقلق تركيا وإيران

الزيارة الأميركية السعودية المشتركة إلى الرقة تعكس توافقا بين واشنطن والرياض على تنسيق جهودهما المشتركة في التسوية السورية المقبلة.

الرقة – نقل موقع “ديلي بيست” الأميركي عن مصادر محلية في الرقة أن وزير الدولة السعودي ثامر السبهان زار بلدة عين عيسى في محافظة الرقة في سوريا برفقة بريت ماكغورك المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش.

 

وقد اهتمت وسائل الإعلام التركية والإيرانية بالخبر متسائلة عن مغزى وجود الوزير السعودي في الرقة والخطط التي تحضرها الرياض لعهد ما بعد داعش في سوريا.

 

وفيما نظرت المواقع الإيرانية إلى الحدث بصفته اختراقا سعوديا لافتا للميدان السوري الذي تعتبره طهران واقعا تحت نفوذها، غمزت المواقع التركية من قناة تواجد الوزير السعودي في منطقة تخضع لقوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها أنقرة إرهابية وتابعة، من خلال “قوات حماية الشعب” الذراع المسلحة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، والتابعة لحزب العمال الكردستاني في تركيا.

 

وذكر الموقع الأميركي أن المسؤولين، الأميركي والسعودي، عقدا اجتماعات مع المجلس المحلي الذي يمثل محافظة الرقة.

 

ورغم عدم وجود تفاصيل رسمية عن الغرض من هذه الزيارة، رجّحت مصادر مراقبة أن يكون السبب له علاقة بخطط السعودية للمساهمة في إعمار المحافظة بعد طرد التنظيم الإرهابي منها.

 

وقالت بعض المصادر إن لجنة إعادة الإعمار في الرقة وشيوخ عشائر الرقة، قد شاركوا في هذه الاجتماعات.

 

ولم يصدر عن الرياض أي تأكيد لزيارة السبهان للرقة رغم أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي قد بثت صورة قالت إنها للوزير السعودي برفقة الموفد الأميركي.

 

ولفت متابعون للشأن السوري إلى أن الزيارة الأميركية السعودية المشتركة للرقة تعكس توافقا بين واشنطن والرياض على تنسيق جهودهما المشتركة في التسوية السورية المقبلة، وعدم فسح المجال لإيران وتركيا لصياغة المشهد السوري القادم لوحدهما.

 

واعتبرت مراجع دبلوماسية غربية أن الزيارة تؤشر إلى استراتيجية جديدة ستعتمدها الرياض في التعامل مع التسوية السورية المحتملة، وأن تسريب الخبر هدف إلى إعلام العواصم المعنية ميدانيا بالأعراض الأولى للتحرك السعودي المقبل في سوريا.

 

وتزامنت الزيارة مع نجاح القوات الكردية في حسم المعركة في الرقة والانتقال إلى مناطق أخرى تحت سيطرة التنظيم الإرهابي.

 

وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية الأربعاء إن الحملة الكردية ستتسارع الآن، وأن “قسد” ستعيد نشر مقاتليها لينتقلوا من الرقة إلى جبهات القتال بمحافظة دير الزور.

 

روسيا تقاسم إسرائيل هاجس تعاظم النفوذ الإيراني في سوريا

عودة الاهتمام الروسي بمطالب إسرائيل لا تقتصر فقط على مخاوف من أن تسعى تل أبيب لعرقلة أي حل نهائي للأزمة السورية، بل أيضا لهواجس لدى موسكو من أن يؤثر الوجود الطاغي على الأرض لإيران على حصتها من هكذا تسوية.

أركان الجيش الإيراني في الذهاب إلى دمشق

دمشق – اعتبرت أوساط سياسية إسرائيلية أن زيارة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو إلى تل أبيب والاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يأتي في سياق اقتراب الأزمة السورية من خواتيمها، وهناك بالتأكيد حرص لدى موسكو على تقديم ترضيات أو بالأحرى تطمينات للجانب الإسرائيلي من أن أي حل مستقبلي لهذا البلد لن يكون على حساب أمنها القومي.

 

وكان بوتين قد تحادث الأربعاء مع نتنياهو خلال اتصال هاتفي حول جملة من الملفات وعلى رأسها سوريا وإيران والوضع في كردستان العراق، بحسب ما أعلنه الكرملين.

 

وجاء الاتصال عقب زيارة بدأها وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو الأحد إلى إسرائيل والتقى خلالها نظيره الإسرائيلي إفيغدور ليبرمان، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تركزت بالأساس على المشهد السوري والعلاقات الثنائية.

 

وأكد نتنياهو عقب لقائه بشويغو أن بلاده لن تسمح بأي تموضع عسكري إيراني في سوريا. وأوضح أن إسرائيل لن تتدخل في الشأن السوري لكنها لن تسمح بأن تحول إيران وحزب الله الأراضي السورية إلى جبهة متقدمة ضد إسرائيل، كما لن تسمح بنقل سلاح متطور من إيران عبر سوريا إلى لبنان.

 

وهذه أول زيارة لوزير دفاع روسي إلى إسرائيل منذ سنوات، وجاءت في خضم تطورات متسارعة خاصة على الصعيد الميداني في سوريا، الذي ترقبه تل أبيب بقلق شديد لجهة تنامي حضور إيران وحزب الله اللبناني الذي تصنفه العدو رقم واحد بالنسبة لها.

 

وترشح معطيات على أن شويغو استجاب جزئيا لمطالب إسرائيلية لطالما ضغطت تل أبيب على موسكو للقبول بها ومن بينها توسيع الحزام الأمني على طول الحدود بينها وسوريا ليبلغ 15 كلم بعد أن كان 5 كلم فقط.

 

ويعود الحرص الروسي على طمأنة الطرف الإسرائيلي إلى خشيتها من أن تعرقل تل أبيب حصول خرق في الأزمة السورية، بالنظر لتأثيرها القوى على الإدارة الأميركية الحالية، وأيضا لامتلاكها أوراقا عسكرية قد تعتمدها في إطالة أمد الصراع الذي ناهز السبع سنوات في هذا البلد.

 

وسبق وصول شويغو بساعات قيام طائرات إسرائيلية بقصف بطارية مضادة للطائرات قرب دمشق، الأمر الذي ألقى بظلاله على لقاءات المسؤول الروسي الكبير، إلا أن ذلك لم يمنع من إجراء محادثات بناءة، وفق مع أكدته وسائل إعلام إسرائيلية.

 

وتقول أوساط سياسية إسرائيلية إن وزير الدفاع الروسي أبدى تفهمه للمخاوف الإسرائيلية، لجهة الوجود الإيراني، وإن بلاده ملتزمة بأن لا يكون لطهران أو لحزب الله اللبناني أي وجود في الجنوب السوري وإن المنطقة الآمنة التي تم الاتفاق بشأنها مع الولايات المتحدة في جنوب غرب البلاد من شأنها أن تشكل ضمانة فعلية للحيلولة دون ذلك.

 

وتعتبر إيران طرفا رئيسيا في المشهد السوري، حيث يوجد اليوم المئات من عناصر الحرس الثوري فضلا عن ميليشيات عراقية وأفغانية ولبنانية سخرتها لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، وأيضا لتكريس موطئ قدم ثابت يخدم مشروع توسعها في المنطقة.

 

ولطالما حاولت إسرائيل إقناع الجانب الروسي الذي يعد “حليفا” لإيران في سوريا بضرورة أخذ مخاوفها بعين الاعتبار، حتى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قام بزيارة روسيا عدة مرات في العامين الأخيرين لهذا الغرض، وكانت آخر زيارة عاصفة حيث صدم نتنياهو بموقف روسي متشدد لجهة مطالبها التي وصفت بغير المنطقية.

 

ويرى خبراء إسرائيليون أن عودة الاهتمام الروسي بالمطالب الإسرائيلية لا تقتصر فقط على مخاوف من أن تعمل تل أبيب على وضع جملة من المعيقات تطيل أمد الصراع الذي بات في مراحله الأخيرة، بل أيضا لوجود هواجس لديها هي الأخرى من الحضور الإيراني الطاغي في سوريا.

 

ويقول هؤلاء صحيح أن هناك اليوم تحالف روسي إيراني في هذا البلد العربي بيد أنه مع انقشاع الغبار عن الصراع الدائر هناك، سيتكشف واقع تضارب المصالح بين الطرفين.

 

فروسيا بالتأكيد تريد أن تستأثر بالحصة الأكبر من سوريا، بالنظر لما قدمته على الصعيدين العسكري والدبلوماسي، بالمقابل ستجد إيران تطالب بذات الحصة، وهذا ما سيخلق حالة من التنافس بينهما على الأرض السورية.

 

ويقول خبراء إن روسيا تخشى من أن تكرر خطأ الولايات المتحدة في العراق، فواشنطن وبعد احتلالها لهذا البلد في العام 2003 لم تستطع أن تكون اللاعب الرئيسي فيه، بسبب ارتكابها لأخطاء استراتيجية مكنت الإيرانيين من السيطرة السياسية والعسكرية عليه.

 

وواصلت واشنطن السقوط في ذات الأخطاء بإبقائها على موقفها الضبابي من استفتاء إقليم كردستان، وهذا الواقع جعل طهران تسجل نقاط جديدة بتمكنها من إعادة الوضع في إقليم كردستان إلى ما قبل 2014 بعد استعادة القوات العراقية والحشد الشعبي المدعوم إيرانيا لكركوك النفطية، وهي تخطو بثبات نحو إعادة الإقليم الكردي إلى ما قبل اتفاق أربيل والسليمانية في العام 2000، فيما تجد إدارة دونالد ترامب نفسها عاجزة عن فعل شيء.

 

ويرى مراقبون أن العقيدة الإيرانية قائمة أساسا على الاستئثار وهذا ما تدركه روسيا التي تجد نفسها اليوم في حاجة إلى حضور إيراني في سوريا وفي الآن ذاته لا تريد أن يكون بالقوة التي تجعله الطرف الأقوى على الأرض في هذا البلد.

 

ويترجم هذا التوجه الروسي تغافل موسكو عن الضربات الإسرائيلية في سوريا التي تركزت بالأساس على قوافل لحزب الله، وأيضا توسيع مروحة الأطراف المشاركة لتسوية الأزمة السورية وليس أدل على ذلك من تشريك مصر في إقامة مناطق خفض تصعيد في جنوب دمشق، وأيضا بدعوتها القاهرة إلى المشاركة في جولة أستانة المقبلة.

 

واستبعد المعارض السوري منذر أقبيق في تصريحات لـ”العرب” انقلاب روسيا على إيران حاليا، بيد أنه أكد ضرورة العمل مع موسكو على المديين المتوسط والطويل من أجل إخراج الميليشيات الإيرانية من سوريا.

 

ويبدو أن إيران تدرك هذه النوازع الروسية، وهذا ما يترجم مسارعة رئيس أركان الجيش الإيراني في الذهاب إلى دمشق الأربعاء بالتوازي مع الانفتاح الروسي اللافت على إسرائيل.

 

وخلال لقاء صحافي عقده مع نظيره السوري حذر رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري إسرائيل من مغبة انتهاك المجال الجوي السوري والأراضي السورية.

 

وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية وسورية إن باقري تعهد بتعزيز التعاون مع الجيش السوري في مواجهة إسرائيل والمعارضة المسلحة.

 

وقال باقري “ليس مقبولا أن ينتهك النظام الصهيوني الأراضي والمجال الجوي السوري في أي وقت يشاء”. وأضاف “نحن في دمشق لنؤكد ونتعاون لمواجهة أعدائنا المشتركين، الصهاينة والإرهابيين”، في إشارة إلى إسرائيل والمتشددين السنة في سوريا ومنهم تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ونقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن رئيس أركان الجيش الإيراني قوله “رسمنا الخطوط العريضة لهذا التعاون”، ولسان حاله يقول لن “نقيم أي وزن لما قد يتم الاتفاق فيه بين إسرائيل وروسيا”.

 

هل ستعيد السعودية إعمار الرقة؟

قالت صحيفة “عكاظ” السعودية، الخميس، إن زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، إلى عين عيسى في محافظة الرقة، كانت من أجل الوقوف على الأوضاع في المدينة، وبحث إعادة إعمارها.

 

وشغل ثامر السبهان منصب السفير السعودية في العراق، من منتصف 2015 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2016، قبل تعيينه وزير دولة لشؤون الخليج العربي.

 

وأوضحت الصحيفة أن زيارة السبهان، الثلاثاء، تأتي في إطار التفاهم السعودي-الأميركي، حول إعادة الأمن والاستقرار إلى الرقة، بعد مناقشة الرياض وواشنطن إعادة الإعمار.

 

إلا أن مصادر أخرى، قريبة من “التحالف الدولي” أشارت إلى أن زيارة السبهان، في جزء منها، هي لتسلم عناصر يحملون الجنسية السعودية من “الدولة الإسلامية”، كانوا قد استسلموا في مدينة الرقة.

 

وكانت صور للوزير السعودي برفقة المبعوث الأميركي إلى “التحالف الدولي” بريت ماكغورك، قد انتشرت الأربعاء، قي مواقع التواصل الاجتماعي، وقيل إنها من عين عيسى الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديموقراطية”.

 

الرئيسة المشتركة لـ”مجلس سوريا الديموقراطية” إلهام أحمد، قالت إن زيارة الوزير كانت بهدف الاطلاع على أوضاع المدنيين في الرقة. وأكدت أحمد لصحيفة “عنب بلدي” أن الزيارة كانت استطلاعية ولا يعرف قرار المملكة حولها بعد.

 

وأشارت “عكاظ” إلى أن واشنطن بحثت مع السعودية والإمارات إعادة إعمار الرقة، وتأهيلها بعد الدمار الذي تعرضت له نتيجة العمليات العسكرية بين “قسد” و”الدولة الإسلامية”. وكشفت أن السبهان التقى “المجلس المدني لمدينة الرقة” في عين عيسى، وعقد اجتماعات مع مسؤولي المدينة للاطلاع على الأوضاع الأمنية والاقتصادية. وأشارت الصحيفة إلى أن السبهان قد يشارك في حفلة “الإعلان الرسمي” عن تحرير الرقة من “داعش”، المتوقع خلال اليومين القادمين.

 

وقالت مصادر “عكاظ” إن الرياض وواشنطن ناقشتا إعادة إعمار الرقة، بحيث يكون للسعودية الدور البارز فيه.

 

وقالت مصادر صحافية تركية، إن السبهان التقى مسؤولين في حزب “الاتحاد الديموقراطي” الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية وتهديداً لأمنها القومي، كما أنه عقد ثلاثة اجتماعات خلال الزيارة مع “المجلس المدني في الرقة” التابع لـ”الإدارة الذاتية” التي أعلنها حزب “الاتحاد الديموقراطي” في الشمال السوري. صحيفة “يني شفق” التركية، المقربة من الحكومة، نشرت الأربعاء تقريراً بعنوان “أميركا تجعل السعودية تدفع فاتورة الرقة”.

 

ويبدو أن السعودية، بحسب مصادر صحافية، قد وافقت مع الولايات المتحدة على إعمار الرقة المدمرة، مقابل تعزيز حضورها وعلاقاتها مع العشائر العربية في الجزيرة السورية.

 

أستانة-7″آخر الشهر..لبحث “الرهائن والأسرى” و”نزع الألغام

أعلن وزير خارجية كازاخستان خيرت عبدالرحمنوف، الخميس، أن الجولة السابعة من محادثات أستانة، ستعقد نهاية تشرين الأول/أكتوبر. وقالت وزارة الخارجية الكازخستانية، في بيانٍ لها: “اتفقت الدول الضامنة لوقف إطلاق النار على عقد الاجتماع الدولي الرفيع المستوى السابع بشأن سوريا في إطار عملية أستانة، في 30 و31 أكتوبر/تشرين الأول 2017”.

 

وأضاف بيان الخارجية: “من المقرر خلال المحادثات تأكيد أسس مجموعة عمل من أجل إطلاق سراح الرهائن والأسرى، ونقل الجثث والبحث عن مفقودين”. وتابع البيان أن المشاركين سيتناولون أيضاً المسائل المتعلقة بـ”الإرهاب”، ويتبنون “بياناً مشتركاً” حول نزع الألغام.

 

وكان السفير الأميركي في كازاخستان جورج كرول، قد قال الأربعاء، إن بلاده ستحدد رئيس وفدها في مفاوضات أستانة لتسوية الصراع حول سوريا، بعد تلقي دعوة من كازاخستان. وأضاف كرول: “نحن حتى هذه اللحظة لم نتلق دعوة من كازاخستان للمشاركة بصفة مراقب في الجولة المقبلة من مفاوضات أستانة. وفي حال تلقينا دعوة سيتم تحديد ممثل الولايات المتحدة”.

 

ويعتقد أن وفوداً من مصر والسعودية والصين، ستنضم إلى جولة المحادثات المقبلة في أستانة، بصفة “مراقبين”.

 

وزير الخارجية الكازاخستاني، كان قد قال في لقاء سابق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في موسكو، إن “المحادثات المقبلة ستبحث ملفي تحرير المعتقلين ونزع الألغام”، مؤكداً أن بلاده “ستواصل تقديم ساحة المفاوضات السورية من دون مزايدة”.

 

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، كان قد طلب من مبعوثه الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، غداة زيارته موسكو، تكثيف جهوده، بالتشاور مع الأطراف المعنية، لعقد جولة جديدة من المحادثات.

 

وقال غوتيريس في بيان أصدره المتحدث باسمه ستيفان دوغاريك، الأربعاء، إن “التطورات الأخيرة في سوريا تشير مرة أخرى لضرورة إعادة تنشيط العملية السياسية، والتزام كافة الأطراف بحماية المدنيين، والتقيد بالقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان”. وأوضح أن المحادثات السورية المقبلة ستكون على أساس بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار رقم 2254 للعام 2015. ودعا الأمين العام جميع أطراف النزاع إلى حماية المدنيين، والتقيد بالقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون إبطاء.

 

من هي”الأفواج العسكرية” التي تدعمها أميركا في الجزيرة؟

محمد محمد

دعمت الولايات المتحدة إنشاء “الأفواج العسكرية” في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية”، بالتزامن مع دخولهما السباق إلى ديرالزور، مع روسيا وقوات النظام. حاجة “التحالف الدولي” لزيادة عديد قواته البرية لقتال “الدولة الإسلامية”، بسبب طول الجبهات من الرقة إلى الحدود مع العراق، قد تكون الدافع الأهم خلف تشكيل تلك “الأفواج العسكرية”.

 

وكانت “قسد” قد استعجلت إطلاق معركة ضد “داعش”، شمالي ديرالزور، في 9 أيلول/سبتمبر، بالاعتماد فقط على 8 كتائب انشقت عن “قوات النخبة السورية”، رغم استمرار المعركة في الرقة. وتلك كانت المرة الأولى التي تشنّ فيها “قسد” و”التحالف” معركتين، في وقت واحد، ضمن حرب مفتوحة في الجزيرة السورية.

 

وللانضمام إلى “الأفواج  العسكرية”، يجب أن يتراوح عمر المتطوع بين 18–40 عاماً، وأن يتعهد باتمام مدة الخدمة وهي 23 شهراً، مع إعفائه من “التجنيد الإلزامي”، بالإضافة إلى الاستفادة من الضمان الصحي، وراتب شهري قدره 200 دولار أميركي. الشرط الأخير هو لمنافسة مليشيات النظام بعد إعلانها فتح باب التطوع في مليشيات “الحشد العشائري” و”الفوج الخامس/اقتحام”، مقابل راتب مماثل. ويُشرف حزب “الاتحاد الديموقراطي” وخبراء أميركيون على تدريب متطوعي “الأفواج العسكرية” في معسكرات يقع أغلبها في صوامع الحبوب المنتشرة شرقي القامشلي، ورأس العين، وعين العرب، وعفرين.

 

وكانت قيادات من “وحدات حماية الشعب” وحزب “الاتحاد الديموقراطي”، قد روّجت مطلع العام 2017، لتشكيل “الأفواجٍ العسكرية” في لقاءات جماهيرية نُظّمت في المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة “قسد” في الحسكة والرقة وحلب، مع إعلانهم الرفض القاطع لتشكيل أي مليشيا عربية تابعة للنظام، والتهديد بالقضاء عليها في القامشلي والحسكة، بعد الكشف عن وجود معسكرات لها في جبل كوكب وقرية الدمخية.

 

ويفتقر عناصر “الأفواج العسكرية” للخبرة القتالية التي تمتاز بها “وحدات حماية الشعب” الكردية، وظهر ذلك جلياً في معارك الرقة، إذ سقط منهم مئات القتلى رغم اتباعهم دورات تدريبية لأكثر من شهر تتضمن دروساً نظرية وعسكرية حول تكتيكات الحرب وفك وتركيب السلاح بالإضافة الى دروس “ايديولوجية”، وفق ما أعلنه المسؤولون عنها في أكثر من مناسبة. الأمر الذي يجعل من “الوحدات” الكردية صاحبة القرار الحاسم بخصوص “الأفواج” المدعومة بدورها من “التحالف الدولي”.

 

القيادي في “وحدات حماية الشعب” هفال قهرمان، كان قد قال لوكالة “رويترز”، في آب/اغسطس، إن عناصر “الأفواج” حريصون على القتال، وهم يعرفون المنطقة، وهذا مفيد لجمع المعلومات”. مهمة “الأفواج” التي حددها قهرمان، تناقض خطط الولايات المتحدة في خلق توازن عددي بين المليشيات العربية والكردية داخل “قوات سوريا الديموقراطية”، لتشكيل جيش أكثر تنظيماً، وهو الأمر الذي يؤكده الناطق العسكري الأميركي الكولونيل ريان ديلون، حول وجود نحو 24 ألف عربي في هذه القوات مقابل 31 ألف مقاتل كردي.

 

مصدر كردي من الحسكة، قال لـ”المدن”، إن تشكيل “الأفواج العسكرية”، بشكل منظم، مع تخريج دورات متخصصة لضباط وصف ضباط، لقيادة وحدات عسكرية مؤلفة من مجموعات وسرايا وكتائب وفرق، قد تكون مختلفة حتى اللحظة، عن التراتبية العسكرية الخاصة بـ”وحدات الحماية”. فتشكيلات “الوحدات” تقوم على “غروب” و”طابور”، بقيادة مسؤولين عسكريين يطلق عليهم اسم “قوميتان” و”كادر”، أو “هافال”.

 

وتهدف “الأفواج العسكرية” إلى استيعاب الشباب والرجال، الذين تدفعهم ظروفهم للتطوع في مليشيات مسلحة مقابل دخل مادي يساعدهم لتأمين مصاريف المعيشة، بعد تزايد نسبة البطالة. الأمر الذي من شأنه منع انضمامهم لتشكيلات تابعة للنظام، التي يتم الترويج لها منذ نهاية العام 2016 عبر وسائل إعلام النظام، وعبر منشورات ورقية مرفقة مع ربطات الخبز الموزعة في الأفران، وأيضاً عبر رسائل إلى الهواتف المحمولة.

 

ويهدف “الاتحاد الديموقراطي” من تشكيل “الأفواج العسكرية”، أيضاً، للعمل على استيعاب كتائب “بيشمركة روج”، في حال فكرت الولايات المتحدة دمج القوتين الكرديتين في سوريا؛ “الوحدات” و”بشمركة روج”، في جسم واحد. فتشابه التنظيم العسكري لـ”الأفواج العسكرية” مع تنظيم “البيشمركة” التابعة للحزب “الديموقراطي الكردستاني السوري”، يُسهّل على “الأفواج” المُشكّلة في الحسكة والرقة وحلب استيعاب آلاف المقاتلين من “بيشمركة روج” وربما إذابتها ضمن عشرين فوجاً، تأسست حتى اللحظة، أو يعمل على تأسيسها.

 

وبالتوازي مع تشكيل “وحدات حماية الشعب” لـ”أفواج عسكرية”، أعلنت “قوات الدفاع والحماية الذاتية”، مطلع أيار/مايو، عن شروعها بتشكيل أول “فوج عسكري” يتبع  لـ”قوات الدفاع الذاتي” في الجزيرة “الحسكة”، وهي قوات مُشكّلة من المجندين، بشكل “إجباري”، بين 18–30 عاماً، ولا تضم متطوعين. وتعتبر “قوات الحماية الذاتية” جيش “الإدارة الذاتية”، وهي، مع قوات الأمن “آسايش”، خارج إطار “قوات سوريا الديموقراطية”. ولا فرق بين “أفواج” كل من “قوات الحماية الذاتية” و”وحدات حماية الشعب”، أو “جبهة الأكراد” (يعمل على تشكيل أفواج له في حلب)، سوى بتبعية كل منها لفصيله.

 

الرئيس المشترك لـ”هيئة الدفاع” في “الإدارة الذاتية” التابعة لـ”الاتحاد الديموقراطي” ريزان كلو، كان قد قال: إن “الهدف من تشكيل الأفواج العسكرية لقوات الدفاع الذاتي، هو بناء قوة عسكرية على مستوى عالٍ من التدريب والانضباط، تكون جيشاً معترفاً به ومدرباً على استخدام مختلف أنواع الأسلحة وأدوات الاتصال والتقنية”. وأعلن كلو عن انطلاق أول فوج مؤلف من 210 عناصر، يتبع “قوات الدفاع الذاتي” في حي الغويران في مدينة الحسكة.

 

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يحثون الخطى في خطة إنشاء “الأفواج العسكرية” لبناء قوات تقاتل بالوكالة عنهم خلال المعارك ضد تنظيم “الدولة” فقط، بل إنهم يعملون على بناء قوات أكثر تنظيماً لحماية مناطق نفوذهم في الجزيرة السورية الغنية بالنفط والغاز، من روسيا وإيران، مدللين على ذلك بتركز الصدامات العسكرية المباشرة بالقرب من حقول الطبقة النفطية غربي الرقة وحقول الطابية بديرالزور.

 

القلمون الشرقي:المعارضة إلى دمشق..ل”خفض التصعيد” لا “المصالحة

سابستيان حمدان

قال مصدر خاص من “لجنة التفاوض” عن المعارضة في القلمون الشرقي، لـ”المدن”، إنهم “متمكسون باتفاق جنيف، وبوقف إطلاق النار الذي يشير إلى روسيا كضامن، على الرغم من عدم دخول المنطقة ضمن اتفاقية خفض التصعيد حتى اللحظة”. وأكد المصدر، أنه “حتى اللحظة لم يتم طرح أي أمر يتعلق بدخول المنطقة في مناطق خفض التصعيد، كون القلمون الشرقي في الأساس منضماً إلى اتفاقية هدنة قديمة”. مضيفاً أن “ما نريده هو اتفاق وقف إطلاق، وفقاً لاتفاق جنيف، لا كما يريد النظام (مصالحة شاملة) تضمن تسليم السلاح وحل الفصائل وأن نكون كعناصر ضمن مليشيات النظام، وهو بعيد بُعد السماء عن الأرض”.

 

ومع استمرار رفض المعارضة لمقترحات النظام، يحاول الأخير عبر وسائله الاعتيادية، كالحواجز، إعاقة دخول المواد الغذائية والأساسية إلى القلمون الشرقي الذي يحتضن مئات الآلاف من الأهالي والمُهجّرين. هذا، إلى جانب حملات الاعتقالات والاجراءات الاستفزازية التي يتبعها النظام. وتابع المصدر: “على الرغم من كل تلك الممارسات، يعي النظام جيداً أن أي محاولة لفرض ما يطلبه ستكون نتائجها وخيمة بشكل كبير؛ ففصائل القلمون لديها الاستعداد والامكانيات العالية لإشعال جبهة القلمون، وقلب الموازين فيها. وأي عملية لفرض شروط النظام، سنقلب عليها الظروف والموازين، والمنطقة تخدمنا فنحن أبناؤها وقاتلنا فيها لسنوات طويلة”.

 

وأشار المصدر إلى عدم وجود مبررات لروسيا، أو حتى النظام، بالهجوم على الفصائل العسكرية في القلمون الشرقي “التي أثبتت للعالم خلال أكثر من 3 سنوات جديتها في الحرب ضد تنظيم داعش، وأعطت الأولوية لمحاربة الإرهاب المتطرف”. وأضاف: “لا ننسى ما يقوم به الروس من استعراض عضلات نتيجة الانجازات الأخيرة مع قوات النظام. لكن أي تصعيد في القلمون الشرقي ستكون عاقبته وخيمة على الروس أيضاً”.

 

“لجنة التفاوض” عن القلمون الشرقي، كانت قد قررت الذهاب إلى دمشق، لمتابعة جلسات التفاوض مع وفدي روسيا والنظام، بعد أن علقت ذلك قبل أيام. وجاء قرار متابعة الملف التفاوضي، بطلب من اللجنة المفوضة من المدنيين، ولتحييد المنطقة من تبعات الحرب، ووقف التضييق على الأهالي من قبل حواجز قوات النظام، والاعتقالات التعسفية التي تمارسها.

 

واعتبر المفاوض أن الأولوية، حالياً، هي الوصول إلى حلّ يخفف عن المدنيين آثار الحصار والتجويع، نافياً ما يشاع عن احتمال قتال فصائل المعارضة إلى جانب قوات النظام، مؤكداً أن شيئاً من ذلك القبيل لم يُعرض خلال الاجتماعات؛ لا القتال إلى جانب قوات النظام ولا القتال بشكل منفرد تحت رعاية روسية. وأضاف أن النظام يقوم بالضغط من أجل “مصالحة شاملة”، واندماج فصائل المُعارضة ضمن قواته كميلشيات “الدفاع الوطني” و”درع القلمون” و”الشعبية”، لكنه لم يعرض ذلك بشكل مباشر حتى اللحظة، “وهو أمر مرفوض قطعاً بالنسبة لنا”.

 

ونفت مصادر عسكرية معارضة من فصائل القلمون الشرقي، لـ”المدن”، ما يشاع عن عمليات تهجير للسكان من المنطقة إلى الشمال السوري أو التنف، واعتبرت المصادر أن التهجير القسري مرفوض سياسياً وعسكرياً، وهم لم يخوضوا أي مفاوضات بخصوص ذلك.

 

وأكد مصدر معارض مفاوض، لـ”المدن”، أن “جبهة النصرة” المتواجدة على شكل مجموعات صغيرة في القلمون الشرقي، كانت قد طلبت من لجنة في مدينة جيرود في القلمون الشرقي إبلاغ النظام والروس نيتها الخروج نحو الشمال السوري، وأن الأمر جارٍ لاخراجهم من المنطقة، و”نحن نؤيد ذلك”. وأضاف المصدر، أن عدد مقاتلي “النصرة” لا يتجاوز 60 عنصراً، من المفترض خروجهم بأسلحتهم الفردية فقط، برفقة عوائلهم. ويقدر عدد الذين سيخرجون بشكل كامل بحدود 170 شخصاً، من دون تحديد موعد زمني حتى اللحظة، وليس لـ”النصرة” دور تفاوضي مباشر.

 

وتكمن أهمية القلمون الشرقي في كونه نقطة وصل بين الشرق والغرب السوريين، على طريق دمشق-بغداد، وقريب من طريق دمشق-حمص والحدود اللبنانية. وكانت اجتماعات متعددة قد عُقِدَت، منذ إيلول/سبتمبر، بين وفد المعارضة والوفد الروسي. ووقّع ممثل فصائل المعارضة في القلمون الشرقي وممثل عن روسيا، في 5 أيلول/سبتمبر، “اتفاق وقف إطلاق النار في القلمون الشرقي”، يشمل مدن ضمير ورحيبة وجيرود والمنصورة وجبل البترا وجبل المغر في رحيبة.

 

إلا أن تلك الجلسات كانت تحضيرية لجلسة التفاوض الجديدة التي ستعقد في دمشق، في الأيام المقبلة، والتي ستجمع شخصيات روسية كبيرة إلى جانب شخصيات من النظام، مع الوفد المعارض. مصادر “المدن” اعتبرت أن المعارضة مستعدة لخوض مفاوضات من أجل التهدئة في المنطقة، وضمّها إلى اتفاق “خفض التصعيد”، من دون أن يتحول الأمر إلى “مصالحة” أو تنازل عن المنطقة، أو قبول أي طرح بشأن دخول النظام والاستسلام.

 

الاجتماع الأخير الذي ضمّ الطرفين، وعُقِدَ قبل أيام، في المحطة الحرارية، جمع “لجنة التفاوض” عن فصائل القلمون الشرقي، ووفداً روسياً بالإضافة لوفد من النظام، وتمت فيه مناقشة “عدم استجابة النظام لأي من المطالب الخاصة بتخفيف الضغط على حواجزه المُحاصِرة للمنطقة، ومعالجة قضية أسماء النساء المطلوبة لدى الأجهزة الآمنية” بحسب مصادر “المدن”. كما نوقش ملف اقتراب تنظيم “داعش” من المنطقة، عقب سيطرته على مدينة القريتين.

 

وأكد الوفد الروسي أن جميع الطلبات سيتم تنفيذها في حال حضور وفد المعارضة اجتماع دمشق. كما تعهد الجانب الروسي بتحقيق طلب فتح الحواجز، وتسوية أوضاع المطلوبين، في حين تعهدت المعارضة بحضور الاجتماع المقرر في دمشق، من دون تحديد أي موعد له.

 

أحرار الشام تهدد بوقف التفاوض مع الروس واستهداف النظام

بهية مارديني

«إيلاف» من لندن: ‎قالت حركة أحرار الشام الإسلامية التابعة للجيش السوري الحر المعارض، إنها ستقوم باستهداف مواقع قوات النظام وشبيحته، إذا ما استمر النظام في انتهاكاته بحق السجناء والمعتقلين في سجن حمص المركزي، وطالبت بالافراج الفوري عنهم.

‎وأكد بيان للحركة، نشرته على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأربعاء، وتألف من خمسة بنود “بأنه لا يمكن أن تقبل الحركة باستمرار التفاوض مع روسيا في ظل ما يتعرض له المعتقلون في سجن حمص المركزي من ممارسات إجرامية وتهديدات انتقامية”، محملة الجانب الروسي مسؤولية وضع حد لتلك الممارسات حيث يقوم النظام بالانتقام من السجناء وتصفيتهم .

 

ووعدت الحركة بأنها ستستمر في الدفاع عن الشعب السوري ومصالحه ووصفت الأوضاع في سجن حمص بالخطيرة .

‎واعتبرت أنه من أهم شروط دخولها عملية التفاوض هو فك الحصار وإطلاق سراح المعتقلين، “الأمر الذي يؤكد عدم استجابة النظام ومن ورائه الضامن الروسي في المضي قدماً في اتفاقية مناطق خفض التصعيد”.

 

تحذير

‎وحذّرت حركة أحرار الشام النظام من مغبة الاستمرار في هذه الانتهاكات، مؤكدةً انها”ستعرض كافة مواقع عصابات الأسد الإرهابية وشبيحته للاستهداف، وسيدفع الثمن غالياً”.

‎ووجه البيان الخطاب الى كافة المؤسسات الثورية المدنية والعسكرية من أجل تبني قضية المعتقلين والدفاع عنها إعلامياً وحقوقياً، وبأية وسيلة مشروعة.

‎وحددت الحركة دعوتها للمجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة ذات العلاقة إلى وقفة حقيقية وبذل أقصى الجهود ووضع حد لممارسات النظام بحق السجناء والمعتقلين، والضغط من أجل الإفراج الفوري عنهم.

‎وتحدثت في أحد بنود بيانها الى الضامن الروسي، بأن عليه أن “يعي خطورة ما يقوم به النظام من انتهاكات بحق المعتقلين وتصعيد القصف على المناطق المدنية، وما له من عواقب وخيمة، ويتوجب عليه أيضاً إلزام نظام الأسد بسلوك المسار التفاوضي في معالجة شاملة لملف المعتقلين”.

استعصاء عام

وفِي بيان نشره باللغتين العربية والانكليزية دعا وفد قوى الثورة السورية العسكري المؤسسات الدولية والمعنية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المعتقلين في سجن حمص المركزي، ووقف التهديدات التي يتعرضون لها، وإطلاق سراحهم.

وأكد بيان لوفد قوى الثورة السورية العسكرية، الأربعاء أن معظم السجناء والمعتقلين في سجن حمص المركزي هم من الناشطين السلميين من أبناء حمص في بداية الثورة، مشيراً إلى أنهم قاموا باستعصاء عام إثر قيام رئيس السجن العميد بلال سليمان بتقديم عناصر من سجانيه والموالين للنظام إلى لجنة الصليب الأحمر المعنية بتفقد أوضاع المعتقلين على أنهم سجناء ليدلوا بشهادتهم زوراً وبهتانا.

وأوضح البيان أن إدارة السجن ردت على الاستعصاء “بمحاصرة السجن وقطع الكهرباء والماء عنه، تمهيداً لاقتحامه، وأن السجناء يتعرضون لصنوف من التعذيب اليومي والتعامل الطائفي الموثق بالأدلة”.

وطالب الوفد المؤسسات الدولية والمعنية بتحمل مسؤولياتها وعدم ترك المعتقلين في هذا السجن وغيره للانتهاكات “البربرية الطائفية” التي يتعامل بها نظام الأسد ضد معارضيه.

ودعا المؤسسات الدولية والمعنية إلى وقف التهديدات التي يتعرض لها المسجونون، وإطلاق سراحهم فوراً بعد فترة اعتقال طويلة دون سند قانوني وتعويضهم.

وطالب الوفد المؤسسات المعنية بالتحرك الفوري والعاجل وحل هذه القضية على وجه الخصوص، وقضية المعتقلين بشكل عام وفق ما نصت عليه القرارات والمواثيق الدولية.

‎وقد حاولت قوات الأسد اقتحام سجن حمص المركزي، الاثنين الماضي، وسط حالة استنفار وإضراب من قبل المعتقلين داخله، وذلك بعد قطع المياه وشبكة الاتصالات.

 

مطالبات

‎ويسيطر المعتقلون حاليًا على السجن من الداخل، وقالت مصادر متطابقة أنهم سيكملون إضرابهم عن الطعام الذي سموه ” البطون الخاوية “، فيما هدد مدير السجن بـ “السيطرة عليه من الداخل حتى في حالة استشهاده، “وسط صمت من الاعلام الرسمي للنظام وعدم تغطيته للاستعصاء الذي بدأ الأحد .

 

‎وكان قد طالب معتقلون في سجن حمص المركزي في ابريل 2017 الماضي بإدراج أسمائهم ضمن التسويات وتبادل السجناء بين المعارضة والنظام السوري.

وشهد السجن ، الذي يتوقع أنه يضم حوالي ألفي معتقل وسجين، 500 منهم اعتقلوا على خلفية الثورة، عدة اعتصامات كان آخرها على خلفية احتجاز النظام لأربعة معتقلين، وانتهى الاعتصام بإعادة المعتقلين الى زنزاناتهم ورضوخ النظام، وفيما تهتم المنظمات الدولية في بياناتها بسجني تدمر وصيدنايا نظرًا للانتهاكات الجسيمة داخلهما، يطالب ناشطون بحل ملف المعتقلين برمته وجعله أولوية في أي تفاوض مع النظام.

 

«سوريا الديمقراطية» تستعد لتسليم الرقة إلى مجلس مدني

جولة جديدة من مفاوضات آستانة في نهاية أكتوبر

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»

بعدما طردت تنظيم داعش المتطرف من مدينة الرقة، معقله الأبرز سابقاً في سوريا، تستعد «قوات سوريا الديمقراطية» لتسليم المدينة إلى مجلس مدني لإدارة شؤونها.

 

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية اليوم (الخميس) بأن بعض المواقع العسكرية التي انتشرت فيها «قوات سوريا الديمقراطية» خلال الأسابيع الماضية بعد السيطرة عليها، خلت من المقاتلين؛ ما يؤشر إلى تخفيف الوجود العسكري في المدينة المدمرة بدرجة كبيرة.

 

وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي تحالف الفصائل الكردية العربية المدعوم من واشنطن، الثلاثاء سيطرتها بشكل كامل على مدينة الرقة بعد طرد عناصر التنظيم من آخر نقاط تمركزهم وتحديداً المشفى الوطني والملعب البلدي ودوار النعيم.

 

ومن دوار النعيم في مدينة الرقة، قالت القيادية في حملة «غضب الفرات» روجدا فلات: «انسحبت بعض القوات، لكن سنبقى موجودين في المدينة حتى ننتهي من عمليات التمشيط القليلة المتبقية، ثم نسلمها إلى مجلس الرقة المدني»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

 

وأُنشئ مجلس الرقة المدني الذي يضم وجهاء من أبرز عشائر الرقة وشخصيات سياسية، في أبريل (نيسان) الماضي لإدارة المدينة وريفها، بينما كانت العمليات العسكرية جارية لطرد التنظيم المتطرف من المحافظة.

 

وقال مدير المكتب الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» مصطفى بالي: «بعد انتهاء العمليات العسكرية، انتقل قسم كبير من القوات من الرقة إلى مناطق أخرى، بينها (محافظة) دير الزور» شرقا، حيث تخوض تلك القوات معارك ضد «داعش».

 

وسيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» على كامل المدينة بعد اتفاق برعاية مجلس الرقة المدني سلم بموجبه المئات من عناصر التنظيم أنفسهم إلى تلك القوات.

 

ولا تزال عمليات التمشيط مستمرة في المدينة بحثاً عن عناصر متوارية من التنظيم، ولتفكيك الألغام التي زرعها المتطرفون بكثافة.

 

وقال المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية» طلال سلو، الخميس، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه لم يعثر حتى الآن على عناصر متوارية من التنظيم المتطرف، مشيراً إلى أن التحقيقات جارية مع المستسلمين منهم.

 

وصرح سلو «تقوم استخبارات تابعة لـ(قوات سوريا الديمقراطية) بالتحقيق معهم، وبينهم أجانب من جنسيات مختلفة ومقاتلون محليون».

 

وتشكل السيطرة على مدينة الرقة نكسة كبرى لتنظيم داعش الذي مُني في الأشهر الأخيرة بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا والعراق المجاور.

 

وفقد التنظيم، وفق التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، 87 في المائة من أراضي «الخلافة» التي أعلنها في البلدين في العام 2014.

 

من جهة أخرى، أعلنت السلطات في كازاخستان انطلاق جولة جديدة من المحادثات بين النظام السوري وممثلين لفصائل المعارضة يومي 30 و31 أكتوبر (تشرين الأول) في آستانة للتفاوض، خصوصا في مصير الرهائن والأسرى.

 

وستكون هذه الجولة التي أعلنت غداة زيارة إلى موسكو يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، السابعة من المفاوضات التي ترعاها روسيا وإيران حلفيتا دمشق، وتركيا التي تدعم فصائل معارضة، والتي أدت خصوصا إلى تشكيل أربع مناطق لخفض التوتر في سوريا.

 

وأعلنت وزارة خارجية كازاخستان في بيان «من المقرر خلال المحادثات تأكيد أسس مجموعة عمل من أجل إطلاق سراح الرهائن والأسرى ونقل الجثث والبحث عن مفقودين».

 

وتابع البيان، أن المشاركين سيتناولون أيضا المسائل المتعلقة بالإرهاب، ويتبنون «بيانا مشتركا» حول نزع الألغام.

 

وتركز محادثات السلام في آستانة على المسائل العسكرية والتقنية، وتتم بموازاة محادثات سياسية في جنيف.

 

وتهدف المحادثات إلى وضع حد للنزاع الذي أودى بحياة أكثر من 330 ألف شخص، وأدى إلى نزوح الملايين في غضون ست سنوات.

 

دول غربية تتسلم «دواعشها» في الرقة

مقتل عصام زهر الدين «جنرال النظام» في دير الزور… وغارات للسيطرة على «حقل عمر» للنفط

الرقة: كمال شيخو

بينما أعلن المكتب الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية – العربية أمس، عن بدء تمشيط مدينة الرقة والبحث عن «خلايا نائمة» تابعة لتنظيم «داعش»، تحدثت مصادر عن تسلّم دول غربية عناصر أجانب من التنظيم كانوا موجودين في الرقة للتحقيق معهم.

 

ورغم إعلان «قوات سوريا الديمقراطية» سيطرتها بالكامل على الرقة، يبقى مصير عشرات المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم الذين كانوا موجودين في المدينة مجهولاً. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «لم يرهم أحد، لكن نعلم أن المقاتلين الفرنسيين والبلجيكيين تسلمتهم أجهزة استخبارات بلديهما».

 

إلى ذلك، قُتِل «جنرال النظام» في دير الزور، العميد في الحرس الجمهوري عصام زهر الدين، بتفجير لغم أرضي في أحد أحياء مدينة دير الزور.

 

من جهة أخرى، شنّت قوات النظام غارات على محيط حقل عمر للنفط الواقع شرق دير الزور لاستعجال السيطرة عليه ضمن سباق مع «قوات سوريا الديمقراطية» للقبض على حقول النفط والغاز في شرق سوريا.

 

واشنطن بوست: هل تتخلى أمريكا عن أكراد سوريا بعد هزيمة “داعش”؟

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

تعتبر استعادة السيطرة على مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم الدولة، علامة فارقة في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضده، إلا أنه أيضاً يطرح العديد من التساؤلات عن مستقبل الوجود الأمريكي في سوريا، ومدى جدية واشنطن في التزامها حيال حلفائها الأبرز، الأكراد، خاصةً بعد أن سمحت لحكومة بغداد باستعادة مدينة كركوك من قبضة القوات الكردية، حسبما تشير صحيفة “الواشنطن بوست”.

 

وبحسب المتحدث باسم الجيش الأمريكي العقيد ريان ديلون، فإن تنظيم الدولة فقد 87% من الأراضي التي كان يسيطر عليها، وأن آخر معاقل التنظيم في دير الزور تشهد تقدماً للقوات النظامية بها.

 

الصحيفة طرحت السؤال عن مستقبل الوضع في سوريا، وخاصة بعد توالي الأنباء عن تقدُّم القوات النظامية السورية، مدعومة بحلفائها من الروس والإيرانيين، بآخر معاقل التنظيم في دير الزور، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تركت الخيار لقوات سوريا الديمقراطية، التي يتزعمها أكراد سوريا، في مواصلة التقدم بعد الرقة أو الوقوف.

 

وإلى الآن، تقول “الواشنطن بوست”، “لم يُعرف إذا ما كانت إدارة ترامب مستعدة للبقاء في شمال شرقي سوريا لتوفير الحماية لحلفائها الأكراد أم أنها ستنسحب؛ ومن ثم فإنها قد تتركهم عرضة للتقدم من قِبل قوات النظام السوري، تماماً كما فعلت مع أكراد العراق عندما سمحت واشنطن للحكومة المركزية في بغداد باستعادة مدينة كركوك من قبضة القوات الكردية التي كانت تحكم المدينة”.

 

وسبق للعديد من المسؤولين في النظام بدمشق أن أعلنوا نيَّتهم استعادة السيطرة على كل الأراضي التي خسرها الأسد أمام المعارضة بأرجاء البلاد كافة، وضمن ذلك المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد السوريين.

ويرى نيكولاس هيراس المحلل الأمني الأمريكي، أن الأمر سيكون كارثياً إذا ما قررت الولايات المتحدة الانسحاب من تلك المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا.

 

مجلس مدني من العرب والأكراد سيتولى مهمة إدارة الأمور بمدينة الرقة السورية عقب استعادة السيطرة عليها، فبحسب حسن حسن (من مركز التحرير في “واشنطن بوست”)، فإن المجتمع الدولي عليه أن يخصص أموالاً لإعادة إعمار المدينة المدمرة، وأن عدم وجود سياسة واضحة لدى واشنطن في شمال شرقي سوريا قد يقوض كل المكاسب التي تحققت حتى الآن.

 

وتابع: “لا أحد يثق بالأمريكيين ولا حتى الأكراد، إذا نجحتَ في دعم الأكراد لهزيمة التطرف، فإن عليك التعامل مع عواقب ذلك، الأمر ليس مجرد إسقاط قنابل، عليك أن تواصل المهمة”.

 

وكانت القوات التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، قد أعلنت الثلاثاء الماضي، استعادة السيطرة على عاصمة تنظيم الدولة، مدينة الرقة، بالكامل، ما يشير إلى نهاية نفوذ التنظيم في معاقلهم الأكثر رمزية، ويطرح العديد من التساؤلات في الوقت ذاته، عن جدية دور الولايات المتحدة في مستقبل سوريا وعلاقتها بالأكراد.

 

غنيمة” دير الزور لمن ستكون؟

فادي جابر-غازي عنتاب

تشق سيارات الدفع الرباعي عباب الصحراء السورية شرقي سوريا، يعتليها مقاتلون تحت رايات مختلفة، وفوقهم طائرات روسية وأخرى من التحالف الدولي، كل منها تتلقى الدعم من القوات الداعمة لها، والهدف محافظة دير الزور شرقي سوريا.

ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي والتي تشكل الوحدات الكردية عمادها، شكلت مجلس دير الزور العسكري، وأطلقت حملة “عاصفة الجزيرة”، قائلة إنها تستهدف السيطرة على ما تبقى من أراضي الجزيرة السورية وريف دير الزور الشرقي إلى الشرق من نهر الفرات.

ويطلق مصطلح الجزيرة على الجزء من محافظة دير الزور الواقع شمال نهر الفرات، في وقت يطلق على الجزء الواقع جنوب النهر اسم الشامية.

تزيد مساحة محافظة دير الزور عن 33 ألف كيلومتر مربع، وتشكل 17% من مساحة سوريا، وتعد خزانا غنيا بالموارد النفطية والغاز والزراعات الإستراتيجية، وسكانها من العرب، واستطاعت المعارضة المسلحة إخراج النظام السوري من معظم مدنها وقراها مع بدايات الحراك المسلح في سوريا، ثم سيطر تنظيم الدولة الإسلامية عليها عام 2014.

أما قوات النظام السوري فتتقدم بمنطقة الشامية جنوب الفرات تحت غطاء الطائرات الروسية، واستطاعت خلال فترة وجيزة فك الحصار عن مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة في مدينة دير الزور، وتابعت أعمالها القتالية موسعة مجال سيطرتها شمالي غربي المدينة ومحيط مطارها العسكري جنوبي شرقي المدينة.

وتابعت قوات النظام عملياتها بالسيطرة على مدينة الميادين الإستراتيجية، كما قطعت نهر الفرات شمالا، وباتت على تماس مع ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية، وسيطرت على قرى ومواقع على الضفة الشمالية من النهر بعد معارك مع تنظيم الدولة، واقتربت أكثر من منابع النفط الأغنى في سوريا.

ورغم كثافة وجود قوات الطرفين، أي النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية، في دير الزور، فإنه لم تسجل أي حوادث اشتباك أو قصف باستثناء قصف لمرة واحدة قالت “سوريا الديمقراطية” إنها غارات سورية روسية، في وقت نفت روسيا ذلك.

وأما المدنيون فقتل مئات منهم جراء القصف والغارات الجوية على الريف، بينما فرّ عشرات الآلاف من مساكنهم في المدن والبلدات هناك جراء القصف والغارات الجوية والمعارك.

 

تزامن معركتين

يرى عدنان أبو كنان أن “عاصفة الجزيرة” التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية جاءت في غير التوقيت المرسوم لها، إذ تزامنت مع إطلاق النظام السوري معركة دير الزور يواكبه ضجيج إعلامي أعلن المشرفون عليه النصر قبل وصول الجيش إلى دير الزور لغايات ترتبط بتحقيق مكاسب في الجولات التفاوضية في اجتماعات “أستانا”.

ويضيف أبو كنان -الذي اضطر للخروج من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية- أن تقدم النظام السوري سرّع عملية  “عاصفة الجزيرة” ومحاولات الوحدات الكردية السيطرة على مساحات أخرى من المحافظة.

خفض التصعيد

أما الصحفي سامر العاني، وهو من أبناء مدينة دير الزور، فيؤكد أنه لا يمكن فصل ما يجري في دير الزور عما يجري في سوريا بشكل عام خاصة في مناطق خفض التصعيد التي يقول العاني إن النظام السوري استفاد منها في تجميع قواته لفك الحصار عن دير الزور.

ويضيف أن فك الحصار كان مرتبطا بالصفقة المبرمة بين إيران وتنظيم الدولة الإسلامية والتي تنص على نقل مقاتلين تابعين لتنظيم الدولة من جبال القلمون إلى دير الزور مقابل تسليم أسرى وجثث لمقاتلين من حزب الله اللبناني لدى التنظيم، بينما كانت حصة النظام السوري من الصفقة انسحاب التنظيم من منطقة عقيربات ومن طريق تدمر-دير الزور.

ويضيف العاني أن الأميركيين يريدون قطع العلاقة بين النظام السوري والنظام العراقي، وبين النظام السوري وإيران، وبالتالي هذا يتطلب منع النظام السوري من الاقتراب من الحدود السورية من التنف وحتى اليعربية، مما يعني بالضرورة عدم السماح للنظام السوري بالاقتراب من البوكمال، الأمر الذي قد يؤجل المعركة أشهرا عدة قادمة.

المصدر : الجزيرة

 

أستانا.. جولة محادثات جديدة حول سوريا نهاية أكتوبر

 

العربية.نت

أعلنت السلطات في #كازاخستان انطلاق جولة جديدة من المحادثات بين النظام السوري وممثلين لفصائل المعارضة يومي 30 و31 تشرين الأول/أكتوبر في أستانا للتفاوض خصوصا في مصير الرهائن والأسرى.

وستكون هذه الجولة التي أعلنت غداة زيارة إلى موسكو يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، السابعة من المفاوضات التي ترعاها روسيا وإيران حلفيتا دمشق، وتركيا التي تدعم فصائل معارضة والتي أدت إلى تشكيل أربع مناطق لخفض التوتر في سوريا.

وأعلنت وزارة خارجية كازاخستان في بيان “من المقرر خلال المحادثات تأكيد أسس مجموعة عمل من أجل إطلاق سراح الرهائن والأسرى ونقل الجثث والبحث عن مفقودين”.

وتابع البيان أن المشاركين سيتناولون أيضا المسائل المتعلقة بالإرهاب ويتبنون “بيانا مشتركا” حول نزع الألغام.

هذا وتركز محادثات السلام في #أستانا على المسائل العسكرية والتقنية وتتم بموازاة محادثات سياسية في جنيف.

هذا والتقى موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان #دي_ميستورا الأربعاء في #موسكو، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في إطار جهود التوصل إلى تسوية سياسية في #سوريا.

وقال دي ميستورا حسب بيان لوزارة الدفاع الروسية، إن هذا اللقاء “بحث احتمالات الانتقال من مناطق خفض التوتر إلى تسوية سياسية أكثر استقرارا في سوريا”.

ونقل البيان عن شويغو قوله “لقد حان الوقت الآن لإجراء مثل هذه المحادثات”.

ومن خلال المفاوضات في أستانا، تم الاتفاق على أربع مناطق لخفض التوتر في سوريا في محافظتي #إدلب و #حمص ومنطقة الغوطة الشرقية وفي الجنوب.

وأدى إنشاء مناطق #خفض_التوتر إلى تراجع ملموس في المعارك.

وأضاف شويغو “علينا تمديد هذه المحادثات وفقا لصيغة أستانا، قبل الاجتماع في أستانا”.

 

مقاتلات كرديات يتعهدن بالاستمرار في قتال داعش

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تعهدت ميليشيا نسائية كردية، شاركت في استعادة مدينة الرقة شمال سوريا، بالاستمرار في قتال تنظيم داعش، لتحرير النساء اللاتي يعشن في ظل الحكم الوحشي للتنظيم.

وتلت نسرين عبد الله، من وحدات حماية النساء، بيانا في دوار النعيم في الرقة، حيث كان ينفذ عناصر داعش عمليات الإعدام العلني، قائلة إن القوة النسائية فقدت 30 من مقاتلاتها، في الـ4 أشهر الماضية.

 

ونقلت أسوشيتد برس عن عبد الله قولها: “حققنا هدفنا، بقصف معاقل الإرهاب في عاصمته، وتحرير النساء، واستعادة شرف النساء الإيزيديات بتحرير العشرات من العبيد”.

 

وخلال حكم داعش أجبرت النساء على ارتداء النقاب، وتعرضن للرجم في فيما يسمى “جرائم الزنا”. كما أسر التنظيم المئات من النساء والفتيات الإيزيديات اللاتي أجبرن على العبودية الجنسية.

 

في السياق ذاته قالت قوات سوريا الديمقراطية، التحالف الذي يضم عدة فصائل، بينها وحدة حماية النساء، إنها أنهت عملياتها في الرقة، وأن مقاتليها سيطروا بشكل كامل على المدينة.

 

وكتب المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ريان ديلون، على تويتر أن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على 98 بالمائة من المدينة، وأن بعض المسلحين لا يزالون يتحصنون في بعض الجيوب الصغيرة شرق الملعب الرياضي.

 

وأضاف ديلون أنه يجري فحص المباني والأنفاق.

 

ويتوقع أن تعقد قوات سوريا الديمقراطية مؤتمرا صحفيا في الرقة، الجمعة، تعلن فيه تحرير المدينة بالكامل من الإرهابيين، للمرة الأولى منذ قرابة 4 سنوات.

 

الإئتلاف الوطني السوري المعارض يتضامن مع معتقلي سجن حمص المركزي

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 19 أكتوبر 2017

روما- أكد الائتلاف الوطني السوري المعارض الإعراب عن “التضامن الكامل مع مطالب المعتقلين في سجن حمص المركزي”، مشدداً في بيان “على ضرورة الوقف الفوري لأي محاولات لاقتحام السجن من قبل قوات النظام أو تجديد قطع التيار الكهربائي ومصادر الماء عن المعتقلين”.

 

وأشار بيان الإئتلاف إلى أنه “إضافة إلى مسؤولية النظام الأكيدة عما يجري حالياً في سجن حمص المركزي، وسائر السجون والمعتقلات الرهيبة في سورية،  فإن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومفوضية حقوق الإنسان تتحمل جانباً كبيراً من المسؤولية لعجزها عن القيام بما يلزم لوقف هذه الانتهاكات المستمرة.”

 

ولفت البيان إلى أن “الائتلاف يشدد على ضرورة قيام الهيئات المختصة التابعة للأمم المتحدة، بتحمل مسؤولياتها تجاه ما يحصل في سجن حمص المركزي، وسائر سجون النظام، والإيعاز إلى منظمة الصليب الأحمر بالتوجه فوراً إلى السجن والتحقق من أوضاع المعتقلين فيه وضمان تنفيذ مطالبهم”. وأضاف منوها بأن “ملف المعتقلين سيظل من أهم الأولويات ولن يكون محلاً للتفاوض أو المساومة تحت أي ظرف”.

 

وقال الإئتلاف في بيانه إنه “يذكر في هذا السياق بالتقرير الرهيب الذي أصدرته منظمة العفو الدولية، في شهر شباط/فبراير الماضي، والذي كشف جانباً من الجرائم التي يرتكبها النظام بحق المعتقلين في سجن صيدنايا، وما يتم من عمليات شنق جماعية وإبادة ممنهجة داخل السجن، وهي جرائم يجب أن يتم استحضارها دوماً عند النظر في قضايا المعتقلين في سجون النظام”.

 

وكالة: الأسد يبحث مع رئيس الأركان الإيراني استراتيجية عسكرية مشتركة

بيروت (رويترز) – ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن رئيس هيئة الأركان العامة بالقوات المسلحة الإيرانية اجتمع مع الرئيس السوري بشار الأسد يوم الخميس خلال زيارة يقوم بها لدمشق لوضع استراتيجية عسكرية مشتركة.

 

الرئيس السوري بشار الأسد يتحدث خلال مقابلة في صورة وزعتها الوكالة العربية السورية للأنباء يوم 21 أبريل نيسان 2017. صورة لرويترز. (حصلت رويترز على هذه الصورة من الوكالة العربية السورية للأنباء. لم تستطع رويترز التأكد على نحو مستقل من مصداقية أو محتوى أو موقع أو مكان أو تاريخ الصورة. تستخدم الصورة للأغراض التحريرية فقط.)

ونقلت الوكالة عن اللواء محمد باقري قوله أن إيران عازمة على ”مواصلة دعم سوريا شعبا وقيادة حتى استعادة الأمن والأمان إليها“.

 

وأبدت إسرائيل قلقها العميق من اتساع نفوذ طهران في سوريا حيث لعبت قوات إيرانية وقوات تدعمها إيران منها مقاتلي حزب الله اللبناني دورا حيويا في مساعدة الأسد في الحرب الدائرة منذ ست سنوات.

 

ويوم الثلاثاء حذر باقري، متحدثا من دمشق، إسرائيل من اختراق المجال الجوي السوري أو الأراضي السورية وتعهد بزيادة التعاون مع الجيش السوري في قتال إسرائيل ومتشددين سنة.

 

ويقول السلاح الجوي الإسرائيلي إنه ضرب قوافل سلاح للجيش السوري وحزب الله نحو مئة مرة خلال الحرب.

 

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إيران تعزز نفوذها في سوريا وإن إسرائيل ”ستبذل ما في وسعها“ لحماية أمنها.

 

وتصاعدت حدة التوتر هذا العام بين حزب الله اللبناني وإسرائيل التي تجنبت نشوب صراع كبير منذ عام 2006.

 

وقال الأسد في اجتماعه مع باقري إن ”الشعب الإيراني والقوات المسلحة الإيرانية شريك رئيسي في الانتصارات“ على المتشددين في سوريا.

 

وأسهم دعم إيران وروسيا للأسد في استعادة مساحات كبيرة من أراضي سوريا من معارضين ومن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

 

إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

 

متحدث: قوات سوريا الديمقراطية تحتجز قادة أجانب من الدولة الإسلامية

بيروت (رويترز) – قال متحدث يوم الخميس إن قوات تدعمها الولايات المتحدة في سوريا احتجزت قادة أجانب كبارا من تنظيم الدولة الإسلامية خلال شهور من المعارك في مدينة الرقة لكن لم يتضح بعد إن كان سيتم ترحيلهم عقب محاكمتهم.

 

طلال سلو متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية خلال مؤتمر صحفي في الرقة يوم السادس من يونيو حزيران 2017. تصوير: رودي سعيد – رويترز

وقال طلال سلو من قوات سوريا الديمقراطية لرويترز ”طبعا فيه عندنا أمراء أجانب.. موجود أمراء… من كل دول العالم… تم إلقاء القبض عليهم ضمن عمليات نوعية لقواتنا والبعض منهم سلم نفسه لقواتنا“.

 

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف يضم فصائل عربية وكردية، النصر هذا الأسبوع في الرقة ورفعت الأعلام فوق آخر مواقع الدولة الإسلامية في المدينة.

 

ويمثل سقوط الرقة رمزا قويا على تغير الأحوال بالنسبة للتنظيم المتشدد. واستخدم التنظيم المدينة مركزا للتخطيط والعمليات لحروبه في الشرق الأوسط وسلسلة الهجمات التي نفذها في الخارج.

 

وقالت الولايات المتحدة إن الرقة كانت مركزا للتخطيط لهجمات في الخارج. وقالت فرنسا إنها شنت ضربات جوية على أهداف للدولة الإسلامية داخل الرقة بعد أن قتل متشددون أكثر من 130 شخصا في باريس في نوفمبر تشرين الثاني 2015.

 

ورفض سلو تحديد عدد السجناء البارزين الأجانب من الدولة الإسلامية لكنه قال إن مخابرات قوات سوريا الديمقراطية تستجوبهم.

 

وأضاف ”عندما معتقلات خاصة لداعش. ما بيتم ( لا يتم) وضعهم مع السجناء العاديين“.

 

وتابع قوله ”يتم التحقيق معهم وبيتقدموا للمحاكمة… عندنا نظام قضائي مستقل راح يحاكمهم كإرهابيين كلهم“.

 

ولم يتضح إن كانت قوات سوريا الديمقراطية ستسلم المقاتلين إلى دولهم بعد المحاكمات أو إن كانت الدول الأجنبية ستقبل استلامهم.

 

وقال سلو ”حسب الوضع بيننا وبين الدول. ممكن يكون فيه اتفاق.. وممكن يكون فيه موافقة على تسليمهم وممكن لا“.

 

وتحارب قوات سوريا الديمقراطية منذ يونيو حزيران داخل الرقة بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالضربات الجوية والقوات الخاصة بعد شهور من المعارك بهدف حصار المدينة.

 

وكانت الرقة أول مدينة كبرى تسيطر عليها الدولة الإسلامية في أوائل 2014 قبل سلسلة من الانتصارات السريعة التي حققتها في العراق وسوريا مخضعة ملايين الأشخاص لحكمها تحت راية دولة الخلافة التي أعلنتها من جانب واحد والتي أصدرت القوانين وجوازات السفر وسكت عملة خاصة بها.

 

إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى