أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 19 شباط 2015

 

دي ميستورا إلى واشنطن لإنقاذ خطته

واشنطن، لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

يتوجه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الى واشنطن للحصول على دعمها لخطته «تجميد» القتال في حلب في وقت طالب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بقرار دولي مُلزم لفرض الحل السياسي بعد اعلان دي ميستورا ان النظام وافق على وقف قصف حلب لمدة ستة اسابيع، في وقت صدت المعارضة المسلحة هجوم القوات الحكومية والميلشيا على ريف حلب قرب حدود تركيا.

 

وأوضحت مصادر لـ «الحياة» ان المبعوث الدولي سيتوجه من نيويورك الى واشنطن للقاء مسؤولين اميركيين بعد محادثاته في الأمم المتحدة وإعلانه مساء اول من امس ان «الحكومة السورية ابلغتني انها مستعدة لوقف كل عمليات القصف الجوي والمدفعي لمدة ستة اسابيع في كل انحاء مدينة حلب». وأضاف ان تعليق هذه الغارات والقصف سيبدأ «اعتباراً من تاريخ يتم الإعلان عنه في دمشق» التي سيتوجه اليها دي ميستورا مجدداً «في اسرع وقت ممكن». كما سيزور حلب، عاصمة الشمال السوري وثاني كبرى مدن البلاد، من اجل التباحث في تفاصيل هذه الهدنة الموقتة.

 

غير ان مسؤولين أميركيين شككوا بفرص نجاح الخطة على رغم انفتاحهم عليها.

 

وتأتي زيارة دي ميستورا مع إعلان الإدارة الأميركية عن بدء تدريب «قوة جديدة في سورية» مطلع الشهر المقبل بالاتفاق مع شركاء إقليميين ابرزهم تركيا. وتشمل الدفعة الأولى ثلاثة آلاف مقاتل سينتهي تجهيزهم وتدريبهم خلال ثماني أسابيع من اول آذار (مارس) كحد أقصى وإرسالهم الى سورية بعدها في مهمة تنحصر بمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بغطاء جوي من التحالف.

 

وكان دي مستورا استمع في المجلس الى أسئلة من سفراء الدول الأعضاء في المجلس خلال المشاورات المغلقة، بينها من سفير دولة غربية دائمة العضوية عن «موقف المعارضة المعتدلة من تحركه في شأن التجميد في حلب». وقال ديبلوماسي شارك في الجلسة إن السفير الغربي شدد لدي مستورا على «أهمية أن يتحدث الى المعارضة الحقيقية في سورية، وليس فقط المعارضة المدعومة من النظام وموسكو».

 

وطالب الناطق باسم «الائتلاف» سالم مسلط المجلس بإصدار قرار تحت الفصل السابع يشكل إلزاماً حقيقياً للنظام ويفرض حلاً عادلاً يشمل خطوات فورية تضمن حماية المدنيين في سورية». وأشار الى انه تزامناً مع اعلان دي ميستورا «شنت قوات النظام مدعومة بالحرس الثوري الإيراني وعناصر «حزب الله» حملة شرسة على مناطق في ريف مدينة حلب الشمالي بالتوازي مع شن «حزب الله» مدعومة بالحرس الثوري حملة عسكرية على محافظة درعا (جنوب) ما يقدم المعنى الحقيقي لموافقة (النظام على وقف القصف) وتظهر بشكل لا لبس فيه أن نظام الأسد لا يمكن أن يُقدم كشريك في أي حل سياسي».

 

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال ان مقاتلي الكتائب المعارضة استعادوا «السيطرة على بلدة رتيان وقرية دوير الزيتون في ريف حلب الشمالي عقب سيطرة قوات النظام مدعمة بالميلشيا عليها صباح اول امس، لافتاً الى مقتل اكثر من 150 مقاتلاً بينهم 70 من عناصر النظام وأنصاره.

 

وفي جنوب غربي العاصمة، قال «المرصد» ان «جبهة النصرة وفصائل مقاتلة وإسلامية اعلنت بدء معركة «توحيد الراية» لاستعادة السيطرة على مناطق وفتح الطريق لريف دمشق الغربي» بين العاصمة ودرعا قرب حدود الأردن.

 

الى ذلك، قال «المرصد» إن «وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بلواء ثوار الرقة ولواء جبهة الأكراد وكتائب شمس الشمال، تمكنت من استعادة السيطرة على ما لا يقل عن 215 قرية في ريف مدينة عين العرب (كوباني)» من اصل اكثر من 300 قرية.

 

القوات الكردية تسيطر على 215 قرية في ضواحي كوباني

بيروت – إفي

استعادت القوات الكردية السيطرة إجمالي 215 قرية في ريف بلدة كوباني الكردية السورية على الحدود مع تركيا، بعد مواجهات مع عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

 

وذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان” أن وحدات حماية الشعب، مدعومة من “لواء ثوار الرقة”، سيطرت أيضاً على 30 كيلومتراً من الطريق الذي يربط محافظة حلب، شمال سورية، حيث تقع كوباني ومحافظة الرقة، شمال شرقي البلاد.

 

وسيطر الأكراد على 1200 كيلومتر في شمال شرقي حلب منذ 26 كانون الثاني (يناير) الماضي، عندما طردوا المتشددين من داخل كوباني.

 

وقتل 1535 شخصاً على الأقل جراء العنف في هذه المدينة وضواحيها منذ ذلك التاريخ، وفقاً لبيانات المرصد.

 

ومن بين الضحايا 39 مدنياً على الأقل 1272 مقاتلاً من “داعش” و502 مسلحاً في وحدات حماية الشعب وقوات الأمن الداخلي الكردية و21 معارضاً من فصائل سورية اخرى مناهضة للجهاديين ومتطوع كردي سوري.

 

وتقع كوباني في محافظة حلب السورية الشمالية، وتعد واحدة من المعاقل الثلاثة الرئيسة للأكراد في سورية، إلى جانب عفرين في حلب أيضاً، والجزيرة في الحسكة، شمال شرقي البلاد.

 

وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” أعلن في أواخر حزيران (يونيو) الماضي إقامة خلافة إسلامية في المناطق الواقعة تحت سيطرته في العراق وسورية.

 

أوباما يدعو العالم إلى التوحد في رفض ربط التطرف بالإسلام

واشنطن – أ ف ب

 

اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس (الأربعاء) أن المتطرفين “لا يتحدثون باسم بليون مسلم”، داعياً إلى التصدي لـ “وعودهم الزائفة” و”أيديولوجياتهم الحاقدة” من خلال توحد القادة الغربيين والمسلمين في رفض ما يزعمه المتطرفون من أنهم يمثلون الإسلام.

 

وقال أوباما في اليوم الثاني من قمة لمواجهة عنف التطرف تشارك فيها 60 دولة، إن “الإرهابيين لا يتحدثون باسم بليون مسلم. يحاولون أن يصوروا أنفسهم قادة دينيين ومحاربين مقدسين. هم ليسوا كذلك، إنهم إرهابيون”.

 

وفي مواجهة الهجمات الوحشية المتزايدة التي يشنها المتطرفون في أوروبا والشرق الأوسط، أكد أوباما أنه لا بد من فعل المزيد لمنع التنظيمات المتطرفة كتنظيمي “الدولة الإسلامية” (داعش) و”القاعدة” من تجنيد شبان وتحويلهم إلى متشددين.

 

وشدد أوباما على أن الحرب على المتطرفين يجب أن تخاض في العقول والقلوب كما تخاض في البر والجو.

 

وشدد الرئيس الأميركي على التصدي “لأيديولوجيات المتطرفين وبناهم التحتية، والدعاة، والذين يجندون ويمولون وينشرون الفكر المتطرف ويحضون الناس على العنف”.

 

وأكد رفضه لما يروج له البعض في الولايات المتحدة والغرب من وجود “صراع حضارات”، مؤكداً “نحن لسنا في حرب مع الإسلام”.

 

وأضاف أوباما “يجب أن نكون أكثر وضوحاً في شأن أسباب رفضنا لبعض الأفكار”، معتبراً خصوصاً أن على القادة المسلمين أن “يفعلوا المزيد لإظهار عدم صدقية الفكرة القائلة بأن الغربيين مصممون على القضاء على الإسلام”.

 

وأشار من جهة أخرى إلى أن العمليات العسكرية على غرار الغارات الجوية التي يشنها تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة منذ أشهر على “داعش” في العراق وسورية لا يمكن أن تشكل الرد الوحيد على “العنف المتطرف”.

 

وشدد على أهمية شبكات التواصل الاجتماعي، مذكراً بضرورة التصدي للدعاية الأيديولوجية الخطرة.

 

وقال أوباما إن “المجموعات الإرهابية تستخدم الدعاية الموجهة جداً على أمل الوصول إلى الشبان المسلمين والتلاعب بعقولهم، خصوصاً من لديهم إحساس بأنهم منسيون. هذه هي الحقيقة”.

 

وأضاف أن “الفيديوهات العالية الجودة واستخدام الشبكات الاجتماعية وحسابات الإرهابيين على تويتر صممت للوصول إلى الشباب عبر الإنترنت”.

 

وأكد الرئيس الأميركي أن “هؤلاء الإرهابيين هم أولاً خطر على المجتمعات التي يستهدفونها. وعلى هذه المجتمعات أن تبادر وتحمي نفسها بنفسها. هذا يصح في أميركا وغيرها”.

 

أوباما: الأميركيون المسلمون يشعرون بالخوف

واشنطن – أ ف ب

 

قال الرئيس الأميركي باراك اوباما في مقال نشرته صحيفة “لوس آنجليس تايمز” اليوم (الاربعاء): “لا نعلم بعد سبب قتل الطلاب الثلاثة في شابل هيل. لكننا نعلم ان العديد من الاميركيين المسلمين في بلادنا قلقون ويشعرون بالخوف”.

 

واضاف اوباما أنه “على الاميركيين من الاديان والاصول كافة ان يظلوا متحدين، وان يصروا على الا يستهدف احد اطلاقا بسبب اصله او انتمائه او عقيدته”.

 

واثارت هذه الجريمة صدمة في الولايات المتحدة والعالم وحضر الاف الاشخاص جنازة الطلاب الثلاثة.

 

ولم تحدد الشرطة بعد ما اذا قتل الضحايا بسبب ديانتهم او بسبب خلاف بين جيران، وسلّم القاتل كريغ ستيفن هيكس (46 عاما) نفسه للشرطة بعد ارتكاب جريمته.

 

يذكر أن اوباما سيلقي مساء اليوم كلمة خلال اجتماع اعلن عنه في كانون الثاني (يناير) بعد اعتداءات باريس في واشنطن. وسيشارك غداً في اجتماع مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزيرا الداخلية الفرنسي برنار كازنوف والبريطانية تيريزا ماي، ووزيرا خارجية الاردن واليابان ناصر الجودة وياسوهيدي ناكاياما، وأمين عام “منظمة التعاون الإسلامي” اياد مدني.

 

المعارضة السورية استعادت قرى في حلب رؤساء أركان الائتلاف الدولي التقوا في الرياض

المصدر: (أ ش أ)

تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن استعادة مسلحي المعارضة السورية السيطرة على مساحة كبيرة قرب حلب، كانوا قد فقدوها لمصلحة الجيش السوري والميليشيات الموالية له في معارك أسفرت الثلثاء عن سقوط ما يزيد على 150 قتيلا من الجانبين.

 

وقال إن مسلحي المعارضة استعادوا السيطرة الكاملة على قرية رتيان في ريف حلب الشمالي، وأسروا 17 جنديا من القوات الحكومية الذين كانوا يتحصنون في أحد مباني القرية. واتهم ناشطون القوات الحكومية بارتكاب مجزرة في القرية ذهب ضحيتها أكثر من 30 شخصا، بينهم أسر كاملة.

وأوضح ناشط معارض إن مسلحي المعارضة استعادوا السيطرة على قريتي رتيان ودوير الزيتون، مشيراً إلى أن القتال يتركز حاليا في قريتي حردتنين وباشكوي الواقعتين شمال حلب.

من جهة أخرى، بدأت في الرياض أعمال المؤتمر الخامس لرؤساء هيئات الأركان لدول الائتلاف ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) ومناقشة الأوضاع في سوريا، والذي تستضيفه رئاسة هيئة الأركان العامة بوزارة الدفاع السعودية بمشاركة 26 دولة.

ويهدف المؤتمر، الذي يستمر يومين، إلى تبادل الآراء بين ممثلي الدول المشاركة فيما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات متسارعة، توصلاً إلى إجراءات تخدم الأمن الإقليمي والدولي. ويأتي هذا المؤتمر امتدادا للمؤتمرات الأربعة السابقة التي انعقدت في كل من الأردن وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة .

 

زوجات مقاتلي “داعش” يتعرضن لاعتداءات جنسية “همجية“!

المصدر: “النهار”

“الاندبندت”، ترجمة نسرين ناضر

تتعرض النساء اللواتي يقمن في “الخلافة” التي أعلنها تنظيم “داعش”، لممارسات جنسية “همجية” ويشعرن بخوف شديد إلى درجة أنهن يمتنعن عن مغادرة منازلهن، بحسب ما أوردته إحدى المجموعات الناشطة محلياً.

 

يُرغَم عدد كبير من النساء والفتيات الصغيرات على الزواج بمقاتلين من تنظيم “داعش” في الرقة، عاصمة التنظيم بحكم الأمر الواقع، في سوريا، ثم يتعرّضن بحسب التقارير للضرب وسوء المعاملة من أزواجهن.

فوفقاً لحملة “الرقة تُذبَح بصمت”، عمد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى إغلاق الجامعات، وتُمنَع النساء من الذهاب إلى مناطق أخرى من أجل متابعة تحصيلهن العلمي.

وذكرت الحملة في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أن مقاتلي “داعش” بدأوا يبحثون عن زوجات بعد سيطرتهم على جزء من الرقة. وأضافت أنهم فرضوا سلسلة من “إجراءات القمع والتضييق” الهدف منها إكراه النساء على الزواج، مثل منعهن من التنقّل أو العمل إلا برفقة أحد أنسبائهن من الرجال.

قال أبو محمد حسام، وهو ناشط في الحملة يعيش خارج الرقة، إن النساء اللواتي يتنقلن من دون أن يرافقهن رجل، يتعرضن للمضايقات بصورة مستمرة.

وتابع أن الفتيات والنساء اللواتي تتراوح أعمارهن من 9 إلى 50 عاماً يُرسَلن إلى “مراكز تعليمية” خاصة لتعلم القرآن وتلقينهن الأصول التي تجعل منهن زوجات صالحات.

 

مقاتلو المعارضة استعادوا قرى من النظام شمال حلب دول أوروبية تُبدي انفتاحاً على اتصالات مع دمشق

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)

استعاد مقاتلو المعارضة السورية أمس معظم الاراضي التي سيطر عليها الجيش النظامي الثلثاء في حلب وريفها، فيما أوقعت المعارك 70 قتيلاً على الأقل من المقاتلين الموالين للحكومة السورية وأكثر من 80 مسلحاً معارضاً منذ بدأ الجيش هجومه هناك لقطع الطريق بين الحدود التركية واحياء تسيطر عليها المعارضة داخل المدينة.

 

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له والناشط السوري باري عبد اللطيف الذي يتخذ تركيا مقراً له، ان مقاتلي المعارضة استعادوا السيطرة على قريتي رتيان ودير الزيتون في وقت مبكر الاربعاء. وقال المرصد ان المعارك تتركز الآن في قرية شاكوي شمال حلب.

وأظهر شريط وزعه مقاتلو المعارضة جثثاً لـ25 جندياً نظاميا ومقاتلين موالين للحكومة وسط الوحول في حقل مفتوح بمنطقة الملاح.

وبثت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها ان نحو 30 جندياً سورياً تمكنوا من الوصول الى بلدة الزهراء الشيعية المحاصرة في ريف حلب. لكن الناشط في المعارضة السورية أحمد حامد نفى عبر خدمة “سكايب” ان يكون جنود سوريون تمكنوا من دخول الزهراء وقال إن الحصار لا يزال مفروضاً على هذه البلدة وبلدة نبل المجاورة لها. أما المرصد السوري فقال إن نحو 60 جندياً سورياً وصلوا إلى الزهراء ونبل بعدما انسحبوا من معارك في رتيان الثلثاء.

وكان الجيش السوري النظامي سيطر ومقاتلين متحالفين معه على مناطق شمال حلب الثلثاء فيما أوضح المرصد السوري أنه محاولة لمحاصرة المدينة الشمالية وقطع طرق الإمداد عن المسلحين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الطريق الرئيسي المؤدي شمالاً من حلب إلى الحدود التركية اقفل وأنه يتعرض لإطلاق نار من القوات الموالية للحكومة. وأضاف أن مقاتلي الحكومة السورية تقدموا بعض الشيء الثلثاء وأن الطريق لا يزال مقفلاً. وأكد أن الجيش يسيطر على الطريق من مواقع أقامها على جانبيه في قريتي باشكوي وسيفات الثلثاء.

ويمكن مقاتلي المعارضة ان يسلكوا طريقاً آخر شمالا، لكن ذلك يقتضي الاتجاه ناحية الشمال الغربي خارج المدينة وعبور مناطق يسيطر عليها الجيش السوري قبل السير في اتجاه الشمال مرة أخرى. وتحدث عبد الرحمن عن منع ظروف الطقس السيئ سلاح الجو السوري من شن غارات الأربعاء، لكن القتال مستمر على الأرض.

وأشار الى أن عدد القتلى من جانب الحكومة قد يكون أكبر لأن مصير 25 من مقاتليها لا يزال مجهولاً. وقال إن 66 من مقاتلي المعارضة التابعين لجماعات مختلفة سقطوا في المعارك إلى جانب 20 على الأقل من “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة”.

ويمثل التقدم في حلب ثاني أكبر هجوم للقوات الموالية للحكومة في غضون أسبوع. وأطلق الجيش ومقاتلون متحالفون معه من “حزب الله” اللبناني هجوماً واسع النطاق على المسلحين بجنوب سوريا.

 

مرونة أوروبية

في غضون ذلك، يقول ديبلوماسيين من دول أوروبية سحبت سفراءها من سوريا، في مجالس خاصة، إنه حان الوقت لمزيد من الاتصالات مع دمشق، وإن تكن لندن وباريس تعارضان ذلك.

وباتت هذه الدول تبدي مواقفها صراحة في الاجتماعات الداخلية في شأن الحاجة الى التحدث مع حكومة الرئيس بشار الاسد، والى الحضور في العاصمة السورية. الا أن الحكومتين الفرنسية والبريطانية تعارضان ذلك، بحجة أن الاسد فقد شرعيته.

هذا الوضع لا يؤدي الى تغيير محتمل في سياسة الاتحاد الاوروبي، الا أنه يدل على الارباك الذي تعانيه دول غربية قاطعت الحكومة السورية عند بدء الازمة وفرضت عليها عقوبات ولا تزال بعد أربع سنوات تجد أن الاسد لا يزال في السلطة.

ويفيد ديبلوماسيون أن النداءات تأتي أو تدعمها دول تشمل أسوج والدانمارك ورومانيا وبلغاريا والنمسا واسبانيا الى الجمهورية التشيكية التي لم تسحب سفيرها من دمشق. كذلك، تدعم مثل هذه النداءات نروج وسويسرا، وهما ليستا عضوين في الاتحاد الاوروبي.

ولاحظ ديبلوماسي ان “بعض الدول يقول: بشار هو أمر واقع، علينا أخذ هذا الامر في الاعتبار، وهناك تهديدات لاوروبا”، في اشارة الى خطر هجمات ينفذها جهاديون يعودون من سوريا.

وإذ يلفت ديبلوماسيون الى أنه مفهوم عموماً أنه يجب حصول مفاوضات، يقولون إن فرنسا وبريطانيا تعتبران رحيل الاسد شرطاً مسبقاً، علماً أن سقوط حكومته بات أقل احتمالاً مع استمرار الحرب.

ويعلّق ديبلوماسي بارز من الاتحاد الاوروبي: “انتظرنا سقوطها كبيت من ورق، لكن المشكلة أننا ننتظر منذ أربع سنوات، ولم يحصل ذلك”.

 

نقاش أوروبي مرتبك: كيف نتواصل مع دمشق؟

ترتفع في أوروبا الأصوات الداعية إلى إعادة التواصل مع دمشق، وذلك مع تزايد المخاوف من عودة «الجهاديين» من سوريا إلى بلدانهم الأصلية وشن هجمات دامية. كما أن هناك رغبة داخل الاستخبارات الفرنسية بتجديد الحوار مع السلطات السورية.

إلى ذلك، وفي الوقت الذي قالت فيه مصادر سورية مسؤولة، لـ «السفير»، إن دمشق مستعدة لتسهيل وصول فريق تابع إلى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى حلب لمعاينة ميدانية لما يمكن أن يكون «القطاع الرقم واحداً» لتجريب تطبيق خطته لتجميد القتال، معلنة أن «وقف القصف لمدة ستة أسابيع مشروط بموافقة الطرف الثاني عليها»، واصلت المجموعات المسلحة، وبينها «جبهة النصرة»، حشد مسلحيها في ريف حلب الشمالي لمنع الجيش السوري من مواصلة الهجوم الذي حقق اختراقاً كبيراً، مغلقاً بالنار أهم الطرق التي تربط المدينة بتركيا. (تفاصيل صفحة 8)

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن قررت تزويد «المقاتلين المعتدلين» بشاحنات «بيك أب» مزودة برشاشات وأجهزة لاسلكي لاستدعاء الضربات الجوية الأميركية، مشيرين إلى أن الغارات في عين العرب (كوباني) ساعدت في طرد مسلحي «داعش» من المنطقة. وأشارت إلى أن المسؤولين الأميركيين يواجهون أسئلة حول ما إذا كان يمكن للطائرات الحربية استهداف القوات السورية ام لا.

ويقول ديبلوماسيون إن بعض دول الاتحاد الأوروبي، التي سحبت سفراءها من سوريا، أصبحت تتحدث بمزيد من الصراحة في الاجتماعات الداخلية عن الحاجة للتحاور مع الحكومة السورية، ولأن يكون لها وجود في دمشق. وترفض كل من لندن وباريس ذلك وتقولان إن الرئيس بشار الأسد «فقد شرعيته تماماً».

ومن غير المرجح أن يؤدي هذا إلى تغير في سياسة الاتحاد الأوروبي، لكن الجدل يبرز المأزق الذي تواجهه الدول الغربية التي فرضت عقوبات على دمشق.

وقال ديبلوماسيون إن الدعوات جاءت من عدة دول أو تدعمها، وهي السويد والدنمارك ورومانيا وبلغاريا والنمسا واسبانيا، وتشيكيا التي لم تسحب سفيرها من سوريا. كما تؤيد النروج وسويسرا، وهما من خارج الاتحاد، هذه الخطوة.

وعلى الرغم من الخلافات داخل أوروبا بشأن الأزمة السورية، فإن الدعوات زادت منذ تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق وسوريا» ـــ «داعش» في الصيف الماضي وبدء ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة ضده.

وقال ديبلوماسي أوروبي «بعض الدول تقول: بشار أمر واقع، ويجب أن نضع هذا في الاعتبار إذا كانت هناك تهديدات لأوروبا» في إشارة إلى خطر أن ينفذ «الجهاديون» العائدون من سوريا هجمات في الداخل.

ويقول دبلوماسيون إن من المفهوم بوجه عام أنه لا بد وأن تجرى مفاوضات، غير أن بريطانيا وفرنسا تعتبران رحيل الأسد شرطاً مسبقاً، لكن احتمالات انهيار حكومته تتراجع. وقال ديبلوماسي رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي «كنا بانتظار أن يسقط كبيت من ورق، لكن المشكلة أننا ننتظر منذ أربع سنوات دون أن يحدث هذا».

وقال وزير خارجية الدنمارك مارتن ليدغارد، رداً على سؤال حول خطة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب، «من المهم أن يدعم الاتحاد الأوروبي الوسيط الأممي وجهوده للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وفي ما يتصل بذلك لا يمكن أن نتجنب الحوار مع النظام في دمشق لأنه يمثل عنصر قوة».

ويشير ديبلوماسيون أوروبيون إلى ما يعتبرونه تغيراً في موقف الولايات المتحدة من سوريا. ويقول ديبلوماسيون أميركيون إنهم لم يحيدوا عن هدف «إطاحة» الأسد من الحكم، لكنهم لا يجدون سياسة قادرة على تحقيق ذلك بثمن مقبول، ونتيجة لذلك فإنهم تعايشوا مع استمرار الأسد في منصبه لشهور، وأوضحوا أن تركيز واشنطن ينصب على محاربة «داعش».

وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، الأسبوع الماضي، حين سئل عما اذا كانت باريس ستستأنف تبادل معلومات الاستخبارات مع دمشق، «بشار الأسد يقتل شعبه منذ سنوات». وأضاف «إنه ليس جزءا من الحل في سوريا، وبالتالي فإننا لسنا مضطرين للاختيار بين ديكتاتور دموي وجيش إرهابي (داعش) شرس. يجب محاربة الاثنين».

ويقول ديبلوماسيون إن الأسد حريص على أن يعيد الغرب فتح سفاراته، لكنهم يستبعدون هذا في الوقت الراهن. ويرى البعض حلاً وسطاً يتمثل في التحاور مع دمشق مع التنديد بالعنف والدعوة إلى إدخال المساعدات. وقال ديبلوماسي «كنت لأتردد في استخدام كلمة حوار.. الأمر يتعلق بالتواصل مجددا».

وحتى في باريس، هناك بعض الشكاوى من طريقة التعامل مع الأزمة. وقال ديبلوماسي فرنسي رفيع المستوى، دعا إلى مزيد من الحوار مع السوريين والإيرانيين، إن إغلاق السفارة كان خطأً.

وتوفد عدة دول أوروبية ديبلوماسييها إلى دمشق لكنهم لا يقيمون هناك رسمياً. وقال الديبلوماسي الفرنسي «الآخرون الذين تركوها (السفارات) مفتوحة تمكنوا من أن تكون لهم عيون على الأرض ومن الاحتفاظ بعلاقة مع الأسد». وأضاف «ليست لدينا فكرة واضحة عما يحدث. الرغبة في تجديد الحوار موجودة داخل دوائر الاستخبارات».

(«السفير»، رويترز)

 

المسلحون يحشدون لمعركة ريف حلب

علاء حلبي

لم يكد الجيش السوري يحقق اختراقاً كبيراً في ريف حلب الشمالي، ويتمم الطوق في محيط المدينة، بعد سيطرته على سبع قرى إستراتيجية، ويقترب من فك الحصار عن قريتي نبّل والزهراء المحاصرتين، ويتمركز على بعد نحو كيلومترين منهما، بعد معركة سريعة وخاطفة، حتى بدأت الفصائل المسلحة تتلمس رأسها، وتبحث عن طريق لكسر هذا الطوق، ليبدأ «الحشد الكبير» من مختلف الفصائل، بما فيها «جبهة النصرة»، التي كانت «الجبهة الشامية» تنظر لها على أنها عدو.

ووصف مصدر عسكري، لـ «السفير»، ردة فعل المسلحين في ريف حلب بأنها «هستيرية»، موضحاً أن المساجد في مختلف قرى الريف الشمالي بدأت تنادي المسلحين لـ «الجهاد»، وسيارات الإسعاف لم تهدأ لنقل المصابين من المسلحين إلى المستشفيات التركية، في حين تم تشكيل عدة غرف عمليات للمسلحين لقيادة المعارك ومحاولة استرجاع ما خسروه.

وفي حين يثبِّت فيه الجيش مواقعه في مصيبين ودوير الزيتون وكفرتونة ومسقان وباشكوي، تدور اشتباكات عنيفة في رتيان وحردتنين. وتسلط وسائل الإعلام المؤيدة للفصائل المسلحة الضوء كثيراً على المعارك الجارية في رتيان خاصة، والتي تعتبرها الفصائل «جبهة القتال الأولى»، وتنظر للمعركة فيها على أنها «وجودية». كما تقوم بعرض تقارير متواترة عن آخر المستجدات في هذه القرية، التي أعلنت الفصائل المسلحة «استعادة السيطرة عليها»، في حين أكد مصدر ميداني، لـ «السفير»، أن ما يجري في هذه القرية هو معارك كرّ وفرّ، نافياً أن تكون الفصائل قد تمكنت من التمركز فيها بالكامل.

ونفى المصدر الميداني ما تم تداوله عن كسر الحصار عن قريتي نبّل والزهراء، مشيراً إلى أن «وحدة من الجيش السوري كانت متمركزة في رتيان، وخلال هجوم عنيف شنته قوات العدو، انسحبت من موقعها والتفت حول قرية بيانون ووصلت إلى قرية الزهراء سالمة»، مشدداً على أن «المعارك عنيفة جداً»، وأن «حجم القوات التي حشدتها الفصائل لهذه المعارك كبير جداً، ويوضح حجم الخسارة التي منيت بها خلال الساعات الماضية». وقال مصدر أهلي إن سكان قريتي بيانون وحيان نزحوا خوفاً من توسع دائرة الاشتباكات.

إلى ذلك، يدور حديث في أوساط المعارضة عن تدخل غربي مباشر في المعارك الجارية شمال حلب، حيث يؤكد مصدر معارض أن «غرفة عمليات كبيرة تم تشكيلها لهذا الغرض، تجمع مختلف الفصائل على جبهة واحدة»، في حين تفيد التسريبات أن ضباطاً غربيين احتلوا المشهد وبدأوا قيادة العمليات، الأمر الذي يعطي المعارك الدائرة في الشمال السوري، وقرب الحدود التركية، صفة «عالمية».

وفي وقت تعمد فيه وسائل الإعلام المؤيدة للفصائل المسلحة على نشر تقارير متتالية عن «تقدم واستعادة السيطرة على النقاط التي كان سيطر عليها الجيش السوري»، يؤكد مصدر عسكري أن ما تقوم به هذه الوسائل يندرج في سياق التضخيم والتهويل الإعلامي، موضحاً «جميعها تتحدث عن رتيان وحردتنين، فلماذا لا يتم الحديث عن باشكوي وبقية القرى التي يسيطر عليها الجيش؟ يحاولون جعل المعركة في قرية واحدة فقط، كون الفصائل المسلحة تمكنت من استعادة بعض أجزائها لرفع المعنويات ليس إلا».

ويتابع المصدر أن «البعيدين عن أرض المعركة قد يغرقون في هذه التفاصيل، أما جنودنا فهم يرون واقعاً مخالفاً، ويسمعون بشكل متتالٍ نداءات المسلحين عبر أجهزة الاتصال، وإعلانهم عن مقتل قائد هنا وآخر هناك»، مشيراً إلى أن الجيش تمكن من اختراقها بالرغم من تغييرهم لترددات البث.

وفي ذات السياق، تضج الصفحات المعارضة في مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء قتلى من الفصائل قضوا على جبهات القتال في الشمال السوري، بينهم «القائد الميداني في حركة أحرار الشام» أبو صالح الفاعوري» وقادة آخرون من «أحرار الشام»، بالإضافة إلى أسماء العشرات من المسلحين الذين يتم تشييعهم في القرى البعيدة عن مواقع الاشتباكات، وبينهم كثر من ريف إدلب.

وعن الخسائر في صفوف الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، يؤكد مصدر عسكري أن «العملية في ساعاتها الأولى شهدت تقدماً سريعاً من دون خسائر تذكر»، إلا أنه ومع ردة فعل الفصائل، واشتعال جبهات القتال، خصوصاً في قرية رتيان، فقد شهدت وحدات الجيش السوري وبعض الفصائل المؤازرة بعض الخسائر. ويضيف «هي خسائر طبيعية في أية معركة تأخذ طابعاً دولياً إلى هذه الدرجة»، موضحاً أن الجيش منذ دخوله هذه المنطقة المفتوحة على الحدود التركية، ما يؤمن خطوط إمداد دائمة للمسلحين، يعرف تماماً أن هذه الجبهة لن تهدأ وستشتدّ فيها المعارك قبل أن يتم تأمين مواقع الجيش السوري الذي يعمل بصمت وبعيداً عن «ضجيج وسائل الإعلام»، مضيفاً أن «من تابع خط سير الجيش منذ بداية معارك حلب وفي جميع تفاصيل هذه المعارك، سواء في السفيرة أو المدينة الصناعية أو حتى سجن حلب المركزي، يعرف ذلك تماماً».

 

دمشق: نجاح مهمة دي ميستورا مرهون بالآخرين

زياد حيدر

أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا موافقة الحكومة السورية على تعليق القصف على حلب، وفق خطة تمتد لستة أسابيع، وذلك في حال نجح في الحصول على موافقة الطرف الآخر المتمثل بالمعارضة المسلحة التي قالت مصادر سورية لـ «السفير» إنها تتعاطى معها باعتبارها «أذرع دول إقليمية، أكثر منها مجموعات داخلية مسلحة».

وقالت مصادر سورية مسؤولة لـ «السفير» إن دمشق مستعدة لتسهيل وصول فريق دي ميستورا إلى حلب لمعاينة ميدانية لما يمكن أن يكون «القطاع رقم واحد» لتجريب تطبيق خطة المبعوث الدولي، التي من المرجح أن تبدأ من حي صلاح الدين الذي تسيطر عليه مجموعات تابعة لـ «الجبهة الشامية»، والتي تخوض معارك حتى اللحظة مع الجيش السوري وحلفائه في ريف المدينة.

وقدم مسؤولون لهجة «محايدة» تقريبا تجاه تصريحات المبعوث الدولي أمس الأول من على إحدى منصات الأمم المتحدة، وذلك بعد أن قدم تقريره خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن.

وقال أحدهم لـ «السفير» إن «مدة الأسابيع الستة تبدأ من وقت إعلانها من دمشق، إلا أنه يشترط أن تكون مرفقة بموافقة الطرف الثاني عليها»، وهي موافقة أبدى معظم من تحدثت إليهم «السفير» قناعتهم بصعوبتها إن لم يكن استحالتها، خصوصا أن «المشكلة أساساً هي في تركيا، وبقية الدول الداعمة» للمسلحين.

وبالرغم من أن عملية «طوق حلب»، التي تستهدف تشكيل طوق شبيه بالذي جرى في حمص، ستترك المقاتلين في الداخل من دون عمق وإمداد لوجستي، إلا أن موافقتهم على خطة التجميد قد تأخذ وقتاً.

وتوجد داخل حلب فصائل مقاتلة عدة ذات طابع إسلامي بشكل أساسي، بينها كتائب «نور الدين الزنكي»، و «جيش المجاهدين»، و «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا.

وسبق لوزير خارجية سوريا وليد المعلم أن أعلن، في وقت سابق، أن أية موافقة على تجميد القتال يجب أن تحصل بالتزامن بين الطرفين. واشترطت دمشق على دي ميستورا، وفقا لما اطلعت عليه «السفير»، إعلان المسؤولية الكاملة للطرف الذي افشل جهوده في هذه الخطة، والذي تراهن دمشق على أنه سيكون الطرف الآخر. وقال مسؤول: «نحن في حل من التزاماتنا بهذا الخصوص، في حال لم يبدِ الطرف الآخر موافقته، وفي حال لم يلتزم أيضاً».

ومن الصعب بناء توقعات حول قدرة المبعوث الدولي على إحداث اختراق لدى الجماعات المسلحة، وهي في حلب من بنية إسلامية متطرفة، ومدعومة بشكل أساسي من الأتراك والسعوديين وقطر، وهي دول لا تبدي حماسا لجهود دي ميستورا.

وتجنب دي ميستورا التفاؤل حيال مخاطبته للمعارضة. وقال، أمس الأول، إن البعثة جادة في «الانخراط أيضا مع المعارضة للوصول إلى نتيجة مشابهة، تتضمن وقف الهجوم بالهاون والصواريخ على المدينة»، لكنه أكد أنه «ما من أوهام لدي، لكن بصيص أمل».

واهتزت صورة الوسيط دي ميستورا لدى خصوم دمشق، حين أعلن من فيينا أن الرئيس السوري بشار الأسد «جزء من الحل»، فاضطر لاحقا لاستكمال وجهة نظره، بالتأكيد على «أهمية انخراط الحكومة السورية في الجهود الرامية» لتطبيق خطة التجميد. وقال، في مؤتمره الصحافي في نيويورك، إن ما كان يلمح إليه حينها «هو اعتقاده بأن الحكومة السورية، التي تمتلك قدرة مدفعية وجوية، يجب أن تشارك في أي حل يقضي بوقف العنف على المدنيين»، وأنه، لهذا السبب، طلب من دمشق «تسهيل تحديد فريق مهام من الأمم المتحدة لمنطقة معينة في حلب، بهدف استخدامها كمثال للفوائد التي سيجنيها المدنيون في حال حصل تجميد»، مؤكدا انه لم يقصد مطلقاً استشراف دور الرئيس السوري في أي تسوية سلمية للنزاع.

ويقصد دي ميستورا، وفقا لفهم السوريين، استعادة الخدمات العامة في المدينة بإشراف حكومي، وعودة بعض الحياة إلى طبيعتها، بطرق شبيهة بما جرى في حي الوعر في حمص، عبر هدنة موقتة، تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية، وتؤسس لحالة عيش طبيعي يمكن أن يبنى عليها.

وأكد دي ميستورا أن «الحكومة السورية أعلمته بنيتها وقف كل القصف الجوي، كل القصف الجوي، وبكل أنواعه، بما يعنيه ذلك من وقف القصف المدفعي لمدة ستة أسابيع في كل مدينة حلب، ابتداء من تاريخ سنعلنه من دمشق».

ولن تعني جهود المبعوث الدولي بأي شكل من الأشكال وقف العمل العسكري في ريف حلب الشمالي الذي يستهدف استكمال طوق المدينة وعزلها عن مرافق دعمها في تركيا وفك الحصار عن نبل والزهراء.

وأعرب دي ميستورا عن قناعته بأن «هذه المهمة ستكون صعبة الإنجاز، وأن الحقائق على الأرض ستثبت ما إذا كان التجميد سيصمد، وهل سيتكرر في أماكن أخرى». وأعلن انه ينوي السفر إلى دمشق، متأملا زيارة حلب أيضا في أقرب وقت ممكن، ومشيراً إلى إرسال وفد تحضيري لحلب أيضاً.

ونفت دمشق وجود موعد محدد حتى الآن لزيارة دي ميستورا، وإن أكدت أنها «ستسهل مهمته في الوصول إلى حلب، ومعاينة أي حي يقع تحت سيطرتها ميدانيا».

من جهته، أكد دي ميستورا أن «مهمة البعثة تتمثل أولاً في حماية المدنيين في ظل الانفتاح على تحقيق حل سياسي». وشدد على أن تطبيق القرارات 2170 بخصوص وقف دعم الإرهاب، و2178 بخصوص المقاتلين الأجانب، و2139 لتسهيل المهام الإنسانية «مهم جداً لجهة إنجاح التجميد والحفاظ عليه في حال جرى، ومن أجل الوصول إلى نتائج».

وقالت مصادر أخرى، لـ «السفير»، إن دمشق شجعت دي ميستورا على إبداء حماس أكثر حيال «العملية السياسية» التي تخطط لها موسكو، فيما قال المبعوث الأممي، في نيويورك، إن البعثة «تتابع العملية السياسية التي نشأت عن مشاورات القاهرة وموسكو، والتي بنيت على مبادرة الأمم المتحدة»، معتبرا «أن الجهد السياسي يبنى على بيان جنيف، لكن استنادا إلى خطوات عملية يمكن أن تثمر عن نتائج».

 

مجلس التعاون الخليجي يندد باتهامات مصر لقطر بدعم الارهاب

الرياض ـ أ ف ب: ندد مجلس التعاون الخليجي الخميس بالاتهامات المصرية لقطر بدعم الارهاب اثناء جلسة على مستوى المندوبين في الجامعة العربية على خلفية الغارات المصرية على ليبيا.

 

واعرب الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني في بيان عن “رفضه للاتهامات التي وجهها مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية الى دولة قطر بدعم الارهاب” ووصفها بأنها “اتهامات باطلة تجافي الحقيقة وتتجاهل الجهود المخلصة التي تبذلها دولة قطر مع شقيقاتها دول مجلس التعاون والدول العربية لمكافحة الارهاب والتطرف على جميع المستويات”.

 

واعتبر الزياني ان التصريحات المصرية “لا تساعد على ترسيخ التضامن العربي في الوقت الذي تتعرض فيه أوطاننا العربية لتحديات كبيرة تهدد أمنها واستقرارها وسيادتها”.

 

ويضم مجلس التعاون الخليجي السعودية والامارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين.

 

وكانت قطر استدعت ليل الاربعاء الخميس سفيرها في مصر “للتشاور” اثر خلاف نشب بين البلدين خلال اجتماع للجامعة العربية بسبب الضربات الجوية المصرية التي استهدفت تنظيم “الدولة الاسلامية” في ليبيا بعد ذبحه 21 قبطيا مصريا.

 

وقالت وكالة الانباء القطرية نقلا عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية ان “دولة قطر استدعت سفيرها لدى القاهرة للتشاور على خلفية تصريح” ادلى به مندوب مصر لدى الجامعة العربية الاربعاء واتهم فيه الدوحة ب”دعم الارهاب”.

 

وبحسب وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية فان الموقف المصري جاء ردا على تحفظ الدوحة على بند في بيان اصدرته الجامعة يؤكد “حق مصر في الدفاع الشرعي عن نفسها وتوجيه ضربات للمنظمات الإرهابية”.

 

ونقلت الوكالة عن مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية طارق عادل قوله انه “وفقا لقراءتنا في مصر لهذا التحفظ القطري، فإنه بات واضحا أن قطر كشفت عن موقفها الداعم للإرهاب”.

 

وردت الدوحة بعنف على التصريح المصري، واصفة اياه بانه “موتور” و”يخلط بين ضرورة مكافحة الإرهاب وبين قتل وحرق المدنيين بطريقة همجية”.

 

وقالت الخارجية القطرية في بيان منفصل اوردته وكالة الانباء الرسمية ان “دولة قطر تستنكر هذا التصريح الموتور الذي يخلط بين ضرورة مكافحة الإرهاب وبين قتل وحرق المدنيين بطريقة همجية لم يلتفت لها مصدر التصريح” الذي “جانبه الصواب والحكمة ومبادئ العمل العربي المشترك”.

 

واوضح البيان ان التحفظ القطري على الغارة المصرية “جاء متوافقا مع أصول العمل العربي المشترك الذي يقضي بأن يكون هناك تشاور بين الدول العربية قبل قيام إحدى الدول الأعضاء بعمل عسكري منفرد في دولة عضو أخرى لما قد يؤدي هذا العمل من أضرار تصيب المدنيين العزل”.

 

المرصد: مؤشرات على فشل هجوم قوات النظام السوري على مناطق شمال حلب

بيروت – (أ ف ب) – يتجه الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري على مناطق عدة شمال مدينة حلب الى الفشل، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، مشيرا الى تكبد الطرفين خسائر بشرية فادحة.

 

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن الخميس “تمكنت الفصائل المقاتلة والإسلامية من استعادة السيطرة على قرية حردتنين بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي لا تزال مجموعة منها محاصرة في القرية”.

 

واشار الى ان “الاشتباكات مستمرة بعنف في محيط قرية باشكوي في ريف حلب الشمالي بين الطرفين، مترافقا مع قصف جوي لقوات النظام”.

 

وباشكوي هي القرية الاخيرة بين المناطق التي تقدمت اليها قوات النظام منذ الثلاثاء في محاولة لقطع طريق الامداد الرئيسي على مقاتلي المعارضة المتواجدين في احياء مدينة حلب الشرقية ومحاولة فك الحصار عن قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي.

 

ورجح رامي عبد الرحمن “فشل الهجوم، بسبب عدم قدرة قوات النظام على استقدام تعزيزات الى المنطقة بسبب تردي حالة الطقس والمعارك”.

 

وتسببت هذه العملية العسكرية المستمرة منذ فجر الثلاثاء بمقتل تسعين عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وهم، بحسب المرصد، من جنسيات سورية وعربية وآسيوية.

 

كما قتل في المعارك اكثر من ثمانين مقاتلا معارضا بينهم 25 من جنسيات غير سورية.

 

واشار المرصد الى ان المقاتلين اسروا 32 جنديا ومسلحا مواليا لهم، بينما اسرت قوات النظام اكثر من اربعين مقاتلا.

 

ويشيع حزب الله بعد ظهر الخميس في جنوب لبنان احد عناصره الذين قتلوا في معركة حلب.

 

وتزامنت هذه المعركة مع اعلان المبعوث الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا ان النظام السوري مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على مدينة حلب لمدة ستة اسابيع لاتاحة تنفيذ هدنة موقتة في المدينة.

 

نزوح جماعي لأهالي ريف حلب الشمالي نحو عفرين السورية

عفرين – الأناضول – شهد الشمال السوري، الأربعاء، حركة نزوح جماعي من قرى ريف حلب الشمالي، إلى مقاطعة عفرين، شمالي البلاد، جراء اشتباكات وصفت بـ”العنيفة” بين قوات النظام، وفصائل المعارضة المسلحة، بحسب عدد من النازحين.

 

وتشهد الطرق الواصلة بين مناطق الاشتباك، وعفرين ازدحاما شديدا نتيجة حركة النزوح هذه، وقال أبو أحمد وهو نازح من بلدة عندان: “منذ الأمس والمنطقة تشهد اشتباكات عنيفة وقصفا عشوائيا من قبل قوات النظام السوري التي تسللت إلى عدد من القرى وسيطرت عليها”.

 

وتابع: “اضطررنا للنزوح عن البلدة أنا وعائلتي المؤلفة من 9 أشخاص كلهم نساء وأطفال، وتوجهنا إلى عفرين، ومنها سنعبر إلى تركيا”.

 

من جهتها قالت أم زكوان من قرية رتيان: “وصلت الاشتباكات فجأة إلى قريتنا، لم نعرف ماذا نفعل، خرجنا أنا وأطفالي الأربعة بثيابنا فقط، لجأت إلى عفرين حيث يقطن بعض أقربائي فيها.”

 

وأضافت: “القصف والاشتباكات تسببت بمقتل عدد من أهالي القرية لا أعرف عددهم”.

 

أما عبد الوهاب سلمو وهو سائق حافلة فقال: “قوات النظام هجمت فجأة على عدد من القرى، ما اضطر الأهالي للخروج هربا من القصف العشوائي الذي تسبب بمقتل العشرات من مدنيين وعسكريين، بينما مقاتلي الثوار لايزالون يواجهون قوات النظام والميليشيات التابعة له”.

 

وتابع: “منذ الصباح قمت بنقل عدد من العائلات والمدنيين الهاربين إلى عفرين حيث استقبلنا الأخوة الأكراد وسهلوا مرورنا”.

 

من جانبه قال مصدر شرطي: “منذ الأمس وهناك حركة نزوح كثيفة إلى عفرين من قرى ريف حلب الشمالي وبعض قرى الريف الغربي مثل، رتيان، حردتنين، باشكوي، عندان، حيّان التي تشهد اشتباكات وقصف بين قوات النظام وفصائل من المعارضة السورية”.

 

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه (لأنه غير مخول بالتصريح)، “منذ صباح اليوم الأربعاء توجهت عشرات الحافلات المحملة بآلاف المدنيين من هذه المناطق إلى عفرين ومعظم هؤلاء يريدون العبور عبر عفرين نحو الحدود التركية، وبعضهم يبقى في عفرين عند أقربائهم.”

 

ومقاطعة عفرين، ذات الغالبية الكردية، هي واحدة من مقاطعات الإدارة الذاتية الثلاث، التي أعلن عنها مطلع العام الماضي شمالي سوريا من قبل مجموعة من الأحزاب والمنظمات الكردية والعربية والسريانية، ويتبع لها 366 قرية.

 

وارتفع عدد سكان عفرين من حوالي 650 ألف نسمة قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار الأسد في مارس/ آذار 2011، إلى أكثر من مليون نسمة، بحسب مصادر كردية، بعدما توجه نازحين من المناطق المجاورة ومن مدينة حلب إليها، كونها لا تتعرض عادة لقصف من قوات النظام السوري.‎

 

ظريف وكيري ينضمان الى مفاوضات جنيف حول الملف النووي الايراني

طهران – (أ ف ب) – اعلن مفاوض ايراني الخميس ان وزيري خارجية ايران محمد جواد ظريف والولايات المتحدة جون كيري سيلتقيان الاحد في جنيف للانضمام الى المفاوضات الثنائية حول البرنامج النووي الايراني.

 

وقال نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي كما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان ظريف وكيري “سينضمان الاحد والاثنين الى المفاوضين لمواصلة المحادثات” التي تبدأ الجمعة على مستوى المساعدين.

 

وتابع انه “في ختام هذه الايام الاربعة من المفاوضات الثنائية بين الوفدين الايراني والاميركي حول الملف النووي، سيكون من الممكن مواصلة المفاوضات بمشاركة جميع اعضاء مجموعة 5+1″.

 

وتجري الدول الست (الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وروسيا والمانيا) مفاوضات حول اتفاق تاريخي يضمن اقتصار البرنامج النووي الايراني على التطبيقات المدنية والسلمية لقاء رفع العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الايراني.

 

ويلتقي عراقجي الجمعة والسبت المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الاميركية وندي شيرمان لخوض جلسة المفاوضات الجديدة.

 

واعلنت الدبلوماسية الاميركية الاربعاء ان المحادثات الاميركية الايرانية التي تشكل ركيزة المفاوضات بين الدول الكبرى وايران ستجري ايضا برعاية الدبلوماسية الاوروبية وستشرف عليها مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي هيلغا شميت.

 

والتقى ظريف نظيره الاميركي مرات عدة كان آخرها في دافوس بسويسرا ثم في ميونيخ بألمانيا وذلك على هامش اجتماعات دولية استضافتها هاتان المدينتان في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير.

 

ولا تزال هناك خلافات كبيرة بين ايران ومجموعة 5+1 حول الاجراءات المحددة لانهاء مواجهة مستمرة منذ 12 عاما حول برنامج طهران النووي.

 

وسبق ان تم تجاوز مهلتين حددتا لابرام اتفاق نهائي منذ توقيع اتفاق موقت في تشرين الثاني/نوفمبر 2013.

 

وتنتهي المهلة الجديدة في 31 اذار/مارس لابرام اتفاق سياسي، يليه اتفاق نهائي يحدد التفاصيل التقنية الاخيرة ويبرم قبل الاول من تموز/يوليو.

 

وتنفي ايران السعي الى تصنيع سلاح نووي مؤكدة ان برنامجها النووي لاغراض مدنية حصرا.

 

الا ان المرشد الاعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي ابدى مطلع شباط/فبراير معارضته لهذا الجدول الزمني على مرحلتين.

 

وقال “اثبتت التجربة انها وسيلة (للدول العظمى) للنقاش حول كل التفاصيل (…) واي اتفاق لا بد ان يتم في مرحلة واحدة ويتضمن الاطار العام والتفاصيل. يجب ان يكون واضحا وليس موضع تأويلات”.

 

وكان الاتفاق المرحلي الموقع في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 في جنيف مدد في تشرين الثاني/نوفمبر “حتى نهاية حزيران/يونيو وهذا يعني ان المهلة امام المفاوضين حتى نهاية حزيران/يونيو” كما قالت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم.

 

وترى واشنطن انه من غير المجدي مواصلة المباحثات بعد 31 اذار/مارس في غياب “خطوط اساسية” او “معالم” اتفاق سيتم خلال الفترة المتبقية.

 

وتطلب الدول العظمى من ايران خفض قدراتها النووية لمنعها من امتلاك القنبلة الذرية في المستقبل.

 

وتنفي طهران ان يكون لبرنامجها اي طابع عسكري وتؤكد حقها في برنامج نووي مدني وتطالب برفع تام للعقوبات الغربية الاقتصادية.

 

منظمة حقوقية دولية: وفاة 155 شخصا منذ محاصرة قوات النظام السوري لمخيم اليرموك

فيينا- الأناضول: أعلنت منظمة حقوقية دولية الأربعاء، إن مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، شهد وفاة 155 شخصا جراء تفشي الجوع ونقص الغذاء والرعاية الطبية، منذ محاصرته من قبل قوات النظام السوري في يوليو/ تموز 2013، وحتى اليوم.

 

وقالت منظمة “أصدقاء الإنسان الدولية” من مقرها بفيينا الأربعاء، في تقرير وصفته بـ(المأساوي) للسكان الفلسطينيين والسوريين المحاصرين في مخيم اليرموك، إن “المخيم شهد منذ بداية حصاره بتاريخ 22/7/2013 وحتى اليوم حدوث 166حالة وفاة بسبب تفشي الجوع بين الأهالي والنقص الخطير في المواد الغذائية وشتى مستلزمات الرعاية الطبية، بسبب الحصار الظالم من قبل القوات النظامية السورية”.

 

وأضافت المنظمة أن “2651 من اللاجئين الفلسطينيين قضوا منذ بداية الأزمة في سورية (مارس آآذار 2011)؛ معظمهم على أيدي القوات النظامية، قصفاً وقنصاً وجوعاً وتعذيباً”.

 

وأضافت: “تم اعتقال 818 من الفلسطينين قُتل منهم في السجون 293 شخصاً؛ معظمهم من سكان مخيم اليرموك قضوا جراء عمليات التعذيب الرهيبة”، منوهاً إلى “مقتل آلاف السوريين منذ بدء التظاهرات السلمية والأعمال المسلحة.

 

وقالت المنظمة، إن السلطات السورية أقدمت على خطوات غير إنسانية بحق السكان في المخيم، حي قامت في سبتمبر/ آيلول الماضي، بقطع إمدادات مياه الشرب عنهم، كما قطعت إمدادات الطاقة والكهرباء عنهم في أبريل/ نسيان 2013، مما أدى إلى تفاقم معاناتهم وعقد مصاعب الحياة التي يواجهونها.

 

وأشار التقرير إلى معاناة السكان حيث يجبر الأهالي على تعبئة المياه من خلال نقاط توزيع تؤمنها الهيئات الإغاثية ، منوهاً إلى أن المحاصرون يضطرون لاستخدام هذه المياه رغم أنها غير صالحة للشرب لعدم وجود بديل عنها، الأمر الذي يتسبب بتفشي حالات مرضية.

 

و”أصدقاء الإنسان الدولية” منظمة معنية بحقوق الإنسان، مقرها فيينا، ويقوم الباحثون فيها بإجراء تحقيقات لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (خاصة الأسرى والمعتقلين) في بعض المناطق من العالم.

 

وتنشر المنظمة نتائج تلك التحقيقات في إصدارات خاصة، الأمر الذي يتولد عنه تغطيات إعلامية تساعد في دفع الجهات، التي ترتكب تلك الانتهاكات، إلى تخفيض حدتها أو الإقلاع عنها.

 

ولم تفلح جميع التصريحات والمناشدات الدولية، في فك الحصار المفروض من قبل قوات النظام السوري على مخيم اليرموك أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البلاد.

 

وكانت عدة قوافل انسانية عن طريق الهلال الأحمر السوري وبعض الجمعيات السورية والفلسطينية حاولت ادخال مساعدات انسانية الى المخيم الا أن جميع تلك المحاولات لم تنجح حتى اليوم.

 

وتمنع قوات النظام السوري عن المخيم منذ أشهر دخول أي مواد غذائية أو حليب الأطفال وذلك للضغط على سكانه وإفقاد مسلحي المعارضة الحاضنة الشعبية، وأدى نقص المواد الغذائية في المخيم وبعض المناطق بريف دمشق (جنوب) التي تسيطر عليها قوات المعارضة إلى لجوء الأهالي للعيش على الملح والبصل وخبز مصنوع من العدس لأيام عديدة، وذلك في حال توفر تلك المواد، بحسب ما ذكر ناشطون إعلاميون معارضون للنظام السوري.

 

ويعد مخيم اليرموك بدمشق أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا حيث كان يضم قبل فرض الحصار عليه نحو 500 ألف لاجئ فلسطيني، إضافة إلى سوريين يقطنون هناك، وفق إحصاءات غير رسمية، قبل أن ينزح جزء كبير منهم باتجاه لبنان وباقي المناطق السورية هرباً من قصف النظام المستمر عليه منذ أشهر.

 

النظام السوري يتكبد خسائر كبيرة ويوافق على وقف قصف حلب

مسؤول إيراني يقرّ بأن روسيا وإيران تحولان دون سقوط الأسد

عندان ـ درعا ـ «القدس العربي» ـ من ياسين رائد الحلبي وهبة محمد: قال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا لمجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية إن الحكومة السورية على استعداد لتعليق الغارات الجوية التي تشنها على مدينة حلب الشمالية، للسماح بمراقبة اتفاق محلي لوقف إطلاق النار، فيما تكبدت القوات النظامية خسائر كبيرة في جبهتي ريف حلب ودمشق.

وذكر ناشطون أن أكثر من 80 شخصا من قوات النظام و40 شخصا من قوات المعارضة لقوا حتفهم في المعارك في ريف حلب الشمالي، حيث وثق مسلحو المعارضة نحو 50 جثة من مقاتلي النظام، وتعرفوا على هوياتهم، وأغلبهم مقاتلون إيرانيون شيعة ولبنانيون تابعون لحزب الله، بينهم مخرج في قناة «المنار» الفضائية «حسن عبد الله».

جاء ذلك فيما أطلقت فصائل الجبهة الجنوبية، أمس الأربعاء، معركة «توحيد الراية»، بمشاركة 8 غرف عمليات، وفق ما قالت «غرفة الإعلام العسكري» في الجبهة الجنوبية.

وتهدف المعركة إلى منع تقدم قوات النظام والقوات الموالية له في منطقة مثلث «ريف دمشق، درعا، القنيطرة»، وإعادة السيطرة على المناطق التي احتلتها هذه القوات بعدما شنت هجوما عنيفا وواسعا.

وقالت الغرفة إن أولى معارك حملة «توحيد الراية» ابتدأت على الفور، حيث قام فوج الهندسة والإسناد بقصف مواقع تمركز قوات النظام وقوات حزب الله والحرس الثوري الإيراني وقوات أفغانية دفع بها النظام الى جبهة الجنوب لتأمين العاصمة دمشق والتي أصبحت في مرمى نيران المعارضة المسلحة.

ويحاول النظام مدعوما بميليشيات أن يستعيد بعض توازنه في درعا، حيث توالت خسائره للمواقع والتلال الاستراتيجية، واقترب مقاتلو المعارضة السورية المسلحة كثيرا من تخوم ريف دمشق.

وذكرت مصادر للمعارضة السورية أنها تمكنت من أسر 17 مقاتلا لـ»حزب الله» بينهم قياديان كما أسرت 33 مقاتلاً من قوات النظام وميليشيات أخرى، وأكدت المصادر تقدّم قوات المعارضة وسيطرتها على أربعة قرى جديدة هي تل سريجة وتل مرعي وتل العروس وبلدة الدناجي والمزارع المحيطة بها.

الى ذلك صرّح اللواء يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، أن حروب الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان والعراق، وإطاحتها بـالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وحكم حركة طالبان في أفغانستان، زادت من أهمية إيران الجيوسياسية في المنطقة.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، أن صفوي زعم في كلمة له، أمام موظفي وزارة الدفاع الإيرانية في طهران، أن الولايات المتحدة الأمريكية باءت بالهزيمة، في حربها على العراق وأفغانستان.

واعتبر أن «إيران هي الرابح من تلك الحروب»، عازياً ذلك إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، أزاحت أكبر عدوين لإيران من وجهها، المتمثلين بصدام حسين، وحركة طالبان، بحسب تعبيره.

وفي تطرقه للأوضاع في سوريا، قال صفوي إن الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفاءها تحاول منذ 4 سنوات الإطاحة بحكومة بشار الأسد، غير أن إيران وروسيا أقامت تحالفاً مضاداً، حال دون وصول الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وبعض حلفائها من الدول العربية، إلى أهدافها.

 

في الرقة ودير الزور قوانين مشددة تحكم حركة المرأة.. نقاب وعباءة وقفازات وفي الموصل تنظيم الدولة يدير حكومة.. وخوف وسخط وتحضير للمعركة الفاصلة

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي» صدرت من الولايات المتحدة وحلفائها في العراق سواء من الأكراد في الشمال والحكومة في بغداد تصريحات عن قرب العملية العسكرية الكبيرة لاستعادة مدينة الموصل التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام صيف عام 2014. ففي تصريحات لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال «نحضر لعملية ضد الموصل ستتم في غضون أشهر».

ومع كل هذه التصريحات وتوقف زخم التنظيم والحملات الجوية التي بدأتها الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها في آب/ أغسطس الماضي لا يزال التنظيم يحكم سيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق، ورغم تعرضه لنكسات في الأشهر الأخيرة إلا أن التنظيم لم يفقد زمام المبادرة في عدد من الجبهات ولا تزال سيطرته على المدن الكبرى قوية. ويحلو للبعض رد هذا إلى غياب الإستراتيجية الأمريكية للتعامل معه، من مثل التردد في تسليح العرب السنة والمعارضة السورية، مع أن صحيفة «وول ستريت جورنال» أوردت في تقرير لها عن تعاون أمريكي مع فصائل من المعارضة يسمح لها بدعوة الطائرات الأمريكية لضرب أهداف معادية، مثلما فعلت مع الأكراد في أثناء عملية عين العرب/ كوباني، وهناك عوامل أخرى لاستمرار سلطة تنظيم الدولة خاصة في الرقة التي يعتبرها عاصمته، والموصل تتعلق بطريقة إدرة التنظيم لمناطقه. فبسبب سياساته تجاه الإعلام الغربي وقدرته على إدارة المعركة الدعائية بنفسه لا يعرف الكثير عن الحياة في ظل التنظيم، وكل ما يقوم به الصحافيون هو التواصل مع ناشطين معارضين في داخل المدن السورية والعراقية عبر الهاتف و «سكايب» أو الحديث مع مهاجرين هاربين من مناطقه سواء في تركيا أو في مناطق أكراد شمال العراق. ورغم الصورة القاتمة التي يحملها الكثيرون معهم عن التنظيم وتعامله مع السكان إلا إن هناك صورة واحدة وهي إصراره على القتال وخوفه من كل شيء. وفي الشهادات التي جمعها باتريك كوكبيرن، مراسل صحيفة «إندبندنت» ومؤلف كتاب تعامل مع ظاهرة تنظيم الدولة ورصدها في مراحلها الأولى، تؤكد إصرار الجهاديين على القتال.

 

حفر خنادق

 

ويقول كوكبيرن إن التنظيم الجهادي يحاول تعزيز مواقعه العسكرية وتجنيد أعداد جديدة من المقاتلين، حيث أصدر تعميما يشمل الشباب في سن الثامنة عشرة وأقل في الخدمة الإجبارية. فتنظيم الدولة بحاجة للمجندين في المعارك التي يخوضها على أكثر من جبهة.

ويضيف إنه في حالة نفذت الحكومة العراقية تهديداتها وهاجمت الموصل فستواجه بمقاومة شرسة من قوات تنظيم الدولة التي يزيد عددها اليوم عن 100.000 مقاتل في كل من العراق وسوريا. كما وستواجه الحكومة مشاكل في التعامل مع سكان الموصل المنقسمين في مواقفهم من التنظيم. ويبني الكاتب تقييمه على مقابلات أجراها هذا الشهر مع بعض السكان الذين تركوا المدينة أو بالهاتف مع سكان لا يزالون فيها رغم منع تنظيم الدولة استخدام الهواتف النقالة.

وتظهر المقابلات أن سكان المدينة العرب السنة في غالبيتهم يخشون من القوات الشيعية التابعة للحكومة أكثر من الذين يقفون ويقاتلون مع تنظيم الدولة الإسلامية والذي يحملون تجاههم مشاعر السخط. وتشير شهادة علي حسين، الذي فر قبل أسبوع من الموصل، إلى أن مقاتلي التنظيم ليسوا سواء «فبعض المقاتلين يعاملون السكان بشراسة وقسوة وهناك المتعلمون ممن يعاملون السكان بطريقة جيدة»، وأشار لاستاذ رياضيات انضم لتنظيم الدولة « ولكنه كان طيبا مع الناس وقدم المال والطعام للفقراء، وكان يسألني دائما إن كنت أعرف عن أرامل أو أصحاب احتياجات خاصة، فقد كان يتبرع بجزء من راتبه لهم».

ورغم تحول علي وعائلته لمهاجرين بسبب التنظيم إلا أنه لا يزال يناقش ويقول إن بعض المقاتلين في تنظيم الدولة أحسن من قوات الجيش العراقي الذي سيطر على المدينة منذ عام 2003.

وفي الوقت نفسه يتذكر علي حسين ممارسات بشعة مارسها التنظيم، مثل قطع أيدي اللصوص في الساحات العامة وجلد من كان يلقى عليه القبض وبحوزته هاتف محمول 30 جلدة. فقد منعت الهواتف لأن تنظيم الدولة يخشى من الجواسيس الذين يقومون بنقل المعلومات للقوات الأمريكية التي تحلق طائراتها بشكل دائم في السماء. فقد قتل عدد من قادة التنظيم عندما تم استهداف عرباتهم.

ويتفق السكان على قسوة المقاتلين الأجانب خاصة مع النساء اللاتي لا يرتدين النقاب. فقد عبر صاحب محل اسمه أحمد لا يزال في الموصل عن صدمته عندما أخذت إمرأة يعرفها لمركز الشرطة فقط لأن عينيها مكشوفتان مع أنها كانت ترتدي نقابا، وعوقبت بطريقة جعلتها تنزف ونقلت على إثرها للمستشفى.

ويقول الكاتب إن الموصل معزولة بشكل كبير عن العالم الخارجي لأن التنظيم يمنع استخدام الهواتف المحمولة، وقام التنظيم بتدمير العديد من الأبراج التي تستقبل التغطية، مع أن البعض يمكنه استخدام الهواتف من مناطق عالية، مثل سطوح المنازل أو المناطق الجبلية المرتفعة. وهناك مكان يستخدم بشكل دائم في ساحة المجمع الثقافي، ولكن ثلاثة تعرضوا للجلد هناك بسبب استخدامهم للهاتف. ويتعرض الأشخاص للجلد عند نقاط التفتيش إن تم العثور على رقاقة تلفونية في جيوبهم. وهناك تزايد في عدد نقاط التفتيش داخل المدينة وتلك التي أقيمت على مخارج المدينة الرئيسية ويتم وقف كل شخص لا يحمل معه إذنا رسميا بالخروج. وتم حفر الخنادق من أجل وقف تقدم قوات البيشمركة من الشمال والشرق.

وفي الوقت الذي حققت فيه القوات الكردية تقدما في مناطقها وتلك التي سيطر عليها مقاتلو التنظيم في الشمال إلا أن الأكراد لا يريدون الدخول في معركة داخل الموصل.

ونقل عن معلق كردي قوله إن الرأي العام في كردستان هو ضد مشاركة كردية في الموصل، حيث يتساءل الناس عن الغاية من سقوط أكراد من أجل «مدينة عربية سنية».

 

جيش وميليشيا

 

ويعلق كوكبيرن على تصريحات العبادي الذي وعد باستعادة الموصل في هذا العام إن الهجوم يظل خارج قدرات حكومة بغداد إن أرادت الاعتماد على الجيش العراقي الذي انخفضت فرقه إلى 12 فرقة ولا يتجاوز عدد جنوده عن 48.000 جندي.

وهو عدد لا يكفي للدفاع عن مدينة بغداد والقتال في المحافظات القريبة منها. وأعاد الكاتب الحديث عن مظاهر الفساد في داخل الجيش العراقي وطرق الإثراء التي كان يتبعها الضباط، فقد كانوا يحولون أموالا خصصت لشراء الطعام للفرق إلى حساباتهم الخاصة. وأقام بعض الضباط نقاط تفتيش وفرضوا ضريبة على كل عربة أو شاحنة تمر منها.

وفي العام الماضي كشف العبادي عن وجود 50.000 من الجنود الوهميين المسجلين في سجلات الجيش.

وفي ظل هذا الضعف برزت الميليشيات المدعومة من إيران كقوى تقود الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية خاصة في ديالى والبلدات السنية جنوبي بغداد.

وتظل هذه الجماعات طائفية وارتكبت مذابح ضد السنة وتعاملت مع كل سني كمتعاطف مع تنظيم الدولة.

وفي المقابل قتل تنظيم الدولة شيعة في بغداد وغيرها من المناطق حيث قدم نفسه كمنافح عن العرب السنة وقضاياهم.

ويحذر الكثير من المراقبين من دخول الميليشيات الشيعية لمناطق السنة، فتصرفات حكومة نوري المالكي الطائفية كانت سببا من أسباب صعود تنظيم الدولة الإسلامية وتعاطف بعض السنة معه.

وعليه فقد تكون الحياة في الموصل قاتمة وهناك نقص في الماء والوقود والكهرباء إلا ان المواد الغذائية متوفرة بقدر ما. لكن التنظيم يدير جهازا إداريا أفضل من بغداد التي لم تتحمل مسؤوليتها تجاه الضحايا. ويقول علي حسين مصطفى إن تنظيم الدولة اعتنى بمهجري مدينة تلعفر. فقد أدى القتال الذي جرى بين التنظيم وقوات البيشمركة إلى تهجير العرب السنة من البلدة.

ويعلق الكاتب أن التنظيم لديه القدرة على توفير السكن للمهجرين خاصة أنه سيطر على بيوت المسيحيين الذين هربوا من الموصل.

ولا يتوقع كوكبيرن السيطرة على الموصل هذا العام مهما كانت تصريحات ونيات العبادي. فرغم أن الكثير من الذين يعيشون في مناطق الدولة يرغبون بنهاية حكمها، ولكنهم يريدون بديلا عن الجهاديين يحفظ حياتهم وأموالهم وهذا لا يكون بدون جيش عراقي وطني منضبط وغير طائفي.

وفي الوقت الحالي ستظل الحياة كما هي برتابتها وقيودها الصارمة، وهي وإن كانت صعبة وخطيرة على الرجال فهي أخطر وأشد على النساء.

 

معاناة

 

ففي «الدولة الإسلامية» تعاني النساء الكثير من القيود على حركتهن ولباسهن والتي تقوم الشرطة الدينية بفرضها على النساء وهو ما يثير مظاهر من السخط واليأس بين المسلمين المعتدلين عامة.

وتقول منى محمد في تقرير لصحيفة «الغارديان» إن مواطنين في الموصل والرقة ودير الزور أخبروا الصحيفة في مقابلات أجريت معهم عبر الهاتف والسكايب أن النساء لا يسمح لهن بالخروج بلا محرم ويجبرن على لبس العباءة والنقاب والقفازات. وتتزامن الشهادات مع صدور مانفيستو لتنظيم الدولة الإسلامية يحدد «واقع الحياة ووجودها في ظل الدولة الإسلامية».

وبحسب البيان فيمكن للفتاة الزواج في سجن التاسعة. ويسمح للمرأة الخروج من بيتها في ظروف استثنائية ولكن عليها أن تظل بعيدا عن الأنظار ومنقبة. وفي شهادة لسما ماهر (20 عاما) من مدينة الرقة قالت إن شرطة الحسبة قامت باحتجازها عددا من المرات بسبب انتهاكها لقواعد التنظيم «من المحظور على النساء في الرقة ودير الزور التحرك في أي مكان بدون محرم، وهي مشكلة كبيرة لنا، فلا يوجد لدينا محرم ولدي أخوات فقط».

وتقول سما إن تنظيم الدولة أغلق الجامعات في المناطق الخاضعة لسيطرته «واضطررت لترك دراستي الجامعية في حلب لأنني لا أستطيع المرور عبر نقاط التفتيش بدون محرم». ويتعرض الذكور لعقوبات إن لم ترتد المرأة اللباس حسب الشروط التي وضعها التنظيم.

ففي الموصل أصدر بعد اسابيع من سيطرته عليها ميثاقا حيث حدد حركة النساء ووضع قيودا على اللباس. وطلب من المرأة إرتداء ما يشبه زي المرأة السعودية والنقاب لإخفاء عيونهن.

 

أرسلوا سيارات إسعاف

 

وفي البداية احتجت النساء على القيود الجديدة إلا أنهن طبقن الأوامر بعد تهديدهن بالضرب إن لم يلتزمن بالأوامر.

ويقوم الرجال بإجبار النساء على البقاء في البيت خشية مواجهة رجال الحسبة الذين يصدرون أوامر عبر الإنترنت أو يعلقون ملصقات على واجهات المحال تحذر المواطنين من انتهاك القوانين الإسلامية. وتنقل عن اختصاصية الأطفال مها صالح (36 عاما) من مدينة الموصل «لقد أجبروا النساء ومن معظم الأعمار على تغطية وجوههن مع أن غالبية نساء الموصل يرتدين الحجاب» وقالت «قد يضرب رجال الحسبة المرأة بالعصا على رأسها إن لم تكن مرتدية للنقاب». وتقول «في البداية، رفضت الطبيبات في المستشفى ارتداء النقاب وقمن بتنظيم إضراب وبقين في البيت. وقام رجال الحسبة بأخذ سيارات إسعاف إلى بيوتهن وأحضروهن بالإكراه إلى المستشفى».

وتضيف «واحدة من زميلاتي كانت لوحدها في المستشفى وشعرت بأنه يمكنها نزع حجابها، وفجأة وجدت أن اثنين من رجال الحسبة دخلا عليها وعنفاها على فعلتها و «حذراها من تكرارها». وفي الرقة التي تعتبر «عاصمة» تنظيم الدولة في سوريا، طلب من النساء ارتداء العباءة التي تغطي كل الجسد، وبعد ذلك طلب منهن ارتداء النقاب، وتبع ذلك أمر ثالث طلب منهن ارتداء غطاء فوق العباءة. وطلب منهن أن يكون لون الزي أسود، وكذلك لون الحذاء والقفازات.

وبعد ذلك أمر تنظيم الدولة النساء بتغطية عيونهن من خلال نقاب من طبقتين. وتنقل عن صباح نديم من مدينة الموصل أنه خرج مع زوجته إلى السوق القديم لقضاء بعض الحاجات وبعد وقت قصير انفصل عنها، وكان من الصعب التعرف عليها لأن كل النساء كن يلبسن العباءة السوداء وعندها أخذ يهتف بإسمها بصوت عال حتى وجدها «كنت خائفا من الحديث مع المرأة الخطأ» نظرا لوجود جماعة «الحسبة» ولم يكن بإمكانه استخدام الهاتف لأن الخدمة كانت مقطوعة. ولم يتم استثناء بنات المدارس من الزي الشرعي.

وتنقل عن سمر هادي أنها أرسلت ابنتيها في بداية العام الدراسي للمدرسة بدون حجاب، كما اعتادت في السابق، وبعد أيام طلبت مديرة المدرسة من البنات الالتزام بالحجاب.

وتبع ذلك تعميم من تنظيم الدولة يطلب من البنات طالبات الفصول الدراسية 4 و5 و6 ارتداء الحجاب واستثنى بنات السنتين الأولى والثانية.

وفي دير الزور يطلب من بنات الفصول الابتدائية حتى الفصل الرابع ارتداء العباءة، اما الفصول من خمسة إلى ستة فيجب الالتزام بالحجاب.

ورغم أن كل من في المدرسة من النساء إلا أنه يحظر عليهن خلع حجابهن ما دمن في داخل المدرسة. وتقول إن عائلتها توقفت عن إرسال البنات للمدرسة بعد الغارات التي شنها النظام على المدرسة. وبالنسبة للنساء في قسم الولادة بمستشفيات مدينة الموصل فقد أجبرن على الالتزام بزي معين.

وتقول مها صلاح إن الحسبة منعت العديد من النساء دخلن القسم وكن في فترة المخاض حيث لم يرتدين اللباس المناسب حسب رجال حسبة داعش.

وحتى النساء ممن هن فوق سن الخامسة والأربعين يجدن صعوبات، ففي رحلة بالتاكسي إلى جامعة الموصل حيث تدرس، ركبت صلاح إلى جانب سيدة لم تلبس النقاب، وعندما سألها السائق عن السبب قالت له إنها ليست مشمولة بالقرار، وعندها قال السائق إنه لا يستطيع أخذها معه خشية أن يوقفه رجال تنظيم على نقطة التفتيش.

ويتم وقف الحافلات من أجل التأكد من مرافقة النساء محارم. وعندما يجد رجال الحسبة إمرأة بدون محرم يتم إخلاء كل الحافلة وتعاد من حيث أتت لأن السائق قبل سيدة بدون محرم. وفي الموصل لا يسمح للمرأة أن تكون آخر راكبة تنزل من الحافلة.

وتقول باسمة عادل 35 عاما والتي تعمل في البنك أنها تنزل من الحافلة قبل محطتها حتى لا تجد نفسها آخر راكبة مع السائق.

ولم تعد الطبيبات والممرضات يعملن في مستشفيات الرقة بسبب فرض الحجاب عليهن، ويجب أن يرافق الطبيبة محرم ينتظرها خارج العيادة حتى تنهي عملها.

أخيرا، في الموصل قررت الحسبة إغلاق محل تصفيف شعر، لكن صاحبته سماح ناصر لم تأبه للقرار فهو المصدر الوحيد لها ولعائلتها، وتحتاج للمال كي تشتري دواء زوجها.

لكن الحسبة جاءت واعتقلتها وقدمتها لمحكمة شريعة، وأمرت المحكمة بتغريمها 1.500 دولار مع أربع جلدات على قدمها. ومنذ ذلك الوقت نادرا ما تخرج من البيت.

 

شباب دير الزور «المدينة المنسـية»… ما بيـن استغـلال النظام السـوري وظلم أقربائهم من «تنظيم الدولة»

سلامي محمـد

دير الزور ـ «القدس العربي» لم يسلم شباب دير الزور من استغلال النظام، فأولئك الذين هربوا من بطش المعـارك في الأريـاف ما بين تنـظيم «الدولة» الذي ينتمي إليه أبناء بلدتهم وبـــين النــــظام، لم يبق لهم مكان آمن سوى في كنف الأخير وتحـــت رعـــاية أجهزته الأمنيـة، التي نجحت في استقطابهم واستغلالهم.

يقول ناشطون إن: «النــــظام الســـوري نجح في استقـطاب الشـباب المـراهـق في مدينة دير الـــــزور، إلى صفـوفـه عـبر إغراقـه بما لـذ وطـاب من المـشــــروبـات الروحـية وأمـوال مجـانــــية وصلاحيـات، إضـافة إلى عشـرات الأنـواع من الحــــبوب المخــــدرة، جعــلت أولئك المـراهقـين يدخـلـــون عالـم أحـــلامهـم الطائـشة».

وبدأ النظـام السـوري بتجنيـد الشـباب المـراهـق علـى دفعـات معتمـداً بذلـك على عاملين أساسيين ساعدا النـظام في جلـب المـراهقين، وهمـا حسب مـا أكـده النـاشـط الإعلامي في حمـلة «ديـر الـزور تذبـح بصمـت» مجاهد الشـامي هما: «استغـلال هـروب الشـباب من تنظيـم «الدولـة» الـذي سيـطر على غالبيـة القـرى والبلـدات في ريف دير الزور، ورفـضهم العيـش أو التعـايـش مع التنـظيم، ممـا جعلـهم أقـرب للنظـام السـوري ونظامـه الاستخباراتي».

والعامـل الـثانـي هو «اللعـب على الوتـر المـادي، من خـلال استـغلال حاجـتهم للأموال في الحــــياة الــجديـدة التي دخـلوها، والقيـام بتجنيـد العشـرات منهم بادئ الأمـر كـ «عنصـر استخبارات» مقابـل مبالـغ بسيـطة».

وبحسب الشامي، بدأ بعدها دور الأعمال المسـلحة، حيث بـادر جهـازا «الأمـن العـسكري وأمـن الدولة» أقـوى أجهـزة النظـام السـوري في المدينة بإنشاء ما يـعرف بـ «الدفـاع الوطنـي»، واستجـلاب الشبـاب المـراهـق إلى صفوف الميليشيا وتسـليحهم وتـوزيـعهم عـلى شاكلـة حواجـز على أطـراف المديـنة، مقابـل الأموال.

ويكـثر تواجـد حواجـز أبنـاء ديـر الزور، وبقيـة الشبـاب ممن يقنطـون المدينة من مـدن سـورية أخـرى في أحيـاء «الجـورة والقصـور» الواقعـين غربـ المديـنة، إضـافة إلى حي «هرابـش» شـرقـ المـدينة، ووضـع قيـادات من الطائـفة العلـوية أسـيادا عليـهم، حسـب مـا أكـده المـصدر ذاته.

فيـما أكـدت حملـة «ديـر الزور تحت النـار»، «منح الشـباب المـراهـق صلاحيـات مفتـوحة، ولـكن بـرقابـة شـديدة من قبـل الأجهـزة الأمنيـة، خـوفاً من حـدوث عمليـات انشـقاق، ليبـدأ أولئك الشباب بعمليـات «التـشليـح والسـرقة» ضد المدنييـن الذيـن بغالبيتـهم هم من أبنـاء ديـر الـزور، وأبنـاء الطائـفة التي ينحدر منـها الأسـد».

وانتـشرت ظاهـرة «الخطـف» مقابل الفدية، وهي أموال يحددها الخاطـف ومزاجه، كما طالـت هذه الحالات كل من لا يـروق لـهم، بغـض النـظر عن حسبه ونسـبه، ليبـقى المدنيون في ديـر الزور المدينة مرهـونين ما بيـن استغلال واضطهاد النظام الـسوري، وتنظيـم «الدولة» الذي أطـبق حصـاره الكامـل على المديـنة قبل عشـرين يومـاً، الأمـر الذي أكـده الناشـط الإعلامي.

ويضر هذا الحـصار المدنيين في المدينة فقط لأن النظام يزود أفراد جيشه ومواليه من أبناء طائفتـه بالمواد الغذائية من مطار ديـر الزور، مع استـمرار منـع التنـظيم دخـول أي من المـواد الغـذائية إلى المدينـة، ما أدى إلى تفشي ظاهـرة «تجـار الحـروب»، حيث تـُباع الربـطة الواحـدة من الخـبز بمـا يـزيد عن مئتـي لـيرة سـورية، وانعدام الخضـروات في أسواق المـدينـة.

وتـغط مدينـة دير الزور في ظـلام دامـس منـذ قـرابة الشـهر، بعد قطـع الكـهرباء عن المـدينة بشـكل كامـل، وقـطع الاتـصالات الأرضـية كافة عن أحيائـها، لتـعزل المـدينة بشـكل شـبه كامـل عن العـالم الخـارجـي.

وبعد خروج شبـاب دير الـزور من نـفق تنظـيم الدولة المظلم دخلوا إلى نـفق النظـام الـسوري الذي لا يقل اسوداداً، فقبـل دخـولهم بنـفق الأخـير كانـوا مـجرد مدنيين هاربـين من بطـش التنـظيم الذي ينتمي له أقرباؤهم، تزامنـا مع اقتـراب تنـظيم «الدولة» من مناطق النظام، ليبـقى النـفق القـادم مجهـول المـصير، منتـظرين ما تحمله لـهم الأيـام.

 

عشرات القتلى في صفوف النظام السوري وفصائل المعارضة في ريف حلب والأخيرة توثق مقتل جنود إيرانيين ومخرج قناة «المنار»

هبة محمد

درعا ـ «القدس العربي» : ذكر ناشطون أن أكثر من 80 شخصا من قوات النظام و40 شخصا من قوات المعارضة لقوا حتفهم في المعارك في ريف حلب الشمالي، حيث وثق مسلحو المعارضة نحو 50 جثة من مقاتلي النظام، وتعرفوا على هوياتهم، وأغلبهم مقاتلــــون إيرانيون شــــيعة ولبنانيون تابعون لحزب الله، بينهم مخرج في قناة «المنار» الفضائية «حسن عبدالله».

ونشرت قوات المعارضة صور البطاقات العسكرية التي كانت بحوزة القتلى، فيما قالت تقارير إعلامية لبنانية مقربة من «حزب الله»، إن المخرج حسن عبد الله كان يقوم بواجبه الحربي في تغطية معارك يشارك فيها الحزب إلى جانب جيش النظام في منطقة الملاح بريف حلب.

وأسرت قوات المعارضة عناصر من قوات النظام أثناء محاولة الأخير وحلفائه التقدم والسيطرة على قرى وبلدت شمال محافظة حلب، في الوقت الذي منيت فيه المعارضة السورية بمصرع 40 مقاتل في صفوفها من تشكيلات عسكرية عدة ، ومن أبناء قرى من ريف حلب، كانوا في حالة صد هجوم لتقدم قوات النظام.

فيما شيعت بلدتي نبل والزهراء «الشيعيتين» في ريف حلب 30 جثة، في الوقت الذي اعترف فيه أسرى النظام لدى مسلحي المعارضة، أن عدد المتسللين إلى قرى ريف حلب كان 300 عنصر من جنسيات مختلفة، قتل عدد كبير منهم أثناء المعارك بين الطرفين.

وقال الناشط الإعلامي «فراس الحلبي» عضو المكتب الإعلامي للجبهة الشامية كبرى فصائل المعارضة العاملة على أرض حلب، في حديث خاص: إن تشكيلات المعارضة المسلحة المشاركة في معارك حلب استعادت السيطرة على قرية رتيان وباشكوي والملاح في ريف حلب، بعد أن تسللت قوات النظام أمس عبر الأراضي الزراعية بين قرى دوير الزيتون وباشكوي، وسيطرت على قرى في المنطقة تزامنا مع غطاء ناري كثيف على المواقع القتالية.

وبحسب ناشطين، إن النظام السوري حاول الوصول إلى بلدتي نبل والزهراء المواليتين، شمال حلب وقطع طرق إمداد المعارضة، وفك الحصار عنهما، مستخدماً خطة الهجوم المفاجئ على جميع نقاط تمركز مسلحي المعارضة في حلب، لكن الأخيرة تمكنت من استيعاب المخطط وإفشالها، وهو ما كبد القوات المهاجمة خسائر كبيرة جداً في الأرواح، بعد أيام من الترقبات الميدانية للطرفين في معركته المستمرة مع النظام وحلفائه.

 

الجيش الحرّ يعود إلى القلمون الغربي

بيروت ــ ثائر غندور

تتوالى العواصف الثلجية على لبنان، وتطال حكماً، المناطق الحدودية الجبلية بين لبنان وسورية. ساهمت هذه العواصف بشكلٍ كبير في تبريد جبهة جرود القلمون الغربي، إن لجهة الصراع الداخلي بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش)، أو لجهة المعارك بين “النصرة” وحزب الله في الأراضي السورية، كذلك الهجمات التي شنها “داعش” على الجيش اللبناني.

 

وقبل الهدنة التي فرضها الثلج، سعى “داعش” للسيطرة على مختلف مناطق القلمون، ووجّه ضربات قاسية لمجموعات الجيش الحرّ. اضطر مقاتلو الجيش الحرّ، إلى مبايعة “داعش” أو الهروب من المنطقة. وقد سبق أن تعرضوا لضربة قاسية من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانيّة التي اعتقلت عدداً من قياداتهم. أمّا “النصرة”، التي خسرت بعض قياداتها لصالح “داعش” فذهبت إلى خيار عقد اتفاق مع هذا التنظيم. لكن قيادات “النصرة” تُدرك جيداً أن هذا الاتفاق لن يعيش طويلاً، والتجارب السابقة تُثبت هذا الأمر. لذلك لا بد لـ”النصرة” من أن تُعدّ نفسها للمعركة المقبلة.

 

قامت “النصرة” في الأسابيع الماضية باستدعاء أكبر عدد من المقاتلين، من الذين كانت تعتبرهم احتياطيين، وأعادت تسليحهم وتوزيعهم على الجبهات. كما شنّت “النصرة” سلسلة من العمليات على مواقع حزب الله في القلمون بهدف كسب المزيد من التأييد الشعبي، والحجة في وجه “داعش”، خصوصاً أن قيادتها لا تزال ترفض الدخول في معارك مع الجيش اللبناني، وهي تعتبر أن “داعش” استدرجتها لمعركة عرسال في أغسطس/آب من العام الماضي، وأن هذه المعركة لم تكن لصالح أبناء عرسال ولا اللاجئين ولا المقاتلين، بل لصالح حزب الله.

 

الجديد هو قيام جبهة النصرة منذ نحو أسبوعين، بإعادة بناء العلاقة مع الجيش الحرّ في القلمون، ومساعدته في إعادة بناء قواته وتسليحها وتأمين الحاجات الغذائية لها. ونتيجة لهذا الدعم، عاد أكثر من 150 مقاتلاً من الجيش الحرّ إلى ساحات القتال في جرود القلمون، بعد أن هربوا منها تحت ضربات “داعش”. وبحسب معلومات حصلت عليها “العربي الجديد” من مصادر في القلمون، فإن مسؤولي “النصرة” أبلغوا الجيش الحرّ، أن دعمهم هذا ليس مشروطاً بمبايعة أمير “النصرة”، بل إن “المعركة واحدة ضد “داعش” والنظام السوري وحزب الله”، وبالتالي هناك حاجة مشتركة بين الطرفين.

 

أمّا الجيش اللبناني، فإنه يسعى لتعزيز انتشاره للاستفادة من الدعم العسكري الأميركي الذي حصل عليه أخيراً، والذي تضمّن 26 مليون قذيفة من مختلف الأحجام، و70 مدفعاً من نوع “هاوتزر M198” (توقفت الولايات المتحدة عن تصنيعها عام 1992)، وقيادته في انتظار السلاح الفرنسي الذي يُفترض أن يصل في شهر أبريل/نيسان المقبل، في محاولة لحماية حدود لبنان الشرقية.

 

دي ميستورا:”تلميح”من النظام بوقف قصف حلب 6 أسابيع

أبلغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، مجلس الأمن الدولي الثلاثاء، استعداد النظام السوري تعليق غاراته الجوية على حلب، تمهيداً للبدء بمراقبة اتفاق لوقف إطلاق النار يفضي في النهاية إلى فرض خطة وقف القتال في حلب، التي لم ينجح دي ميستورا في إقناع النظام السوري بها حتى الآن.

 

وقال دي ميستورا للصحافيين عقب إبلاغ مجلس الأمن بنتائج مباحثاته مع الحكومة السورية: “ألمحت لي الحكومة السورية باستعدادها لوقف الغارات الجوية والقصف المدفعي على مدينة حلب لمدة ستة أسابيع اعتبارا من التاريخ الذي سنعلنه في دمشق”، من دون أن يحدد ذلك التاريخ موضحاً “لقد طلبت من الحكومة السورية تحديد مكان أحد الأحياء في مدينة حلب، لتسهيل دخول المعونات الإنسانية، وقد أبلغتني الحكومة السورية برغبتها في وقف قصف كل أحياء المدينة لمدة 6 أسابيع، على أن تقوم دمشق بإعلان موعد بدء سريان مدة الأسابيع الستة”. وأعلن أنه سيعود إلى دمشق مجدداً لمتابعة النقاش مع الحكومة السورية حول الموضوع. وأضاف “ليست لدي أي أوهام، لأن الخبرة علمتني بأن هذه ستكون مهمة صعبة.. الحقائق على الأرض ستثبت ما إذا كان التجميد سيصمد وهل سيمكن تكراره في أماكن أخرى”، لافتاً إلى أن المعارضة ستوقف القصف من جهتها.

 

وتدارك المبعوث الدولي خلال الجلسة تصريحه الذي أطلقه مؤخراً ونال انتقادات واسعة على مستويات عديدة أبرزها من الولايات المتحدة، حين قال إن الأسد جزء من الحل في سوريا. وأوضح أنه كان يقصد من خلال قوله إن “الرئيس السوري بشار الأسد جزء من حل الأزمة في سوريا هو قدرة الحكومة السورية على تخفيف أو وقف أعمال العنف بحكم امتلاك الجيش للطائرات والأسلحة”.

 

جاء ذلك بعد هجوم مفاجىء شنته ميليشيات أجنبية تقاتل مع النظام في حلب، على مناطق في ريف حلب، من بينها باشكوي وسيفات، وحردنتين وريتان، أوقعت خسائر فادحة في صفوف مقاتلين إيرانيين وأفغان وعراقيين بعدما تمكنت قوات المعارضة من الالتفاف عليهم ونصب الكمائن لهم في استراتيجية يقول مراقبون أنها باتت معتمدة مؤخراً، بعدما أثبتت نجاعتها في الجنوب السوري، في مواجهة الميليشيات التي تقاتل إلى جانب النظام في معركة أرياف درعا والقنيطرة ودمشق.

 

المندوب الدائم في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، لم يعلّق على كلام دي ميستورا، الأمر الذي فسّره البعض بالصدمة التي تعرض لها النظام في الهجوم الذي سبق جلسة مجلس الأمن. لكن الممثل الخاص للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في الأمم المتحدة، نجيب الغضبان، قال إن “تقييم تقيد نظام الأسد بأي اقتراح كهذا سيكون من خلال الأفعال لا الكلمات.. وحتى الآن فان افعاله هي فقط الوحشية والإرهاب”.

 

“النصرة” تقاتل “داعش” بـ”خلافة الفساد

دخلت “جبهة النصرة” – الفرع السوري لتنظيم “القاعدة”، على خط مواجهة تنظيم “داعش” إلكترونياً، عبر موقع إلكتروني ضخم، يهدف الى دحض مزاعم تنظيم “داعش” بشأن الخلافة، قائلة إن “الموقع الأضخم في حجمه على الساحة الجهادية، جاء إبراءً للذمة، وتعليماً ونصحاً للأمة، وإرشاداً للجاهل، وتوضيحاً للغافل، ودعوة للمغرر المخدوع، وكبتاً للظالم الجهول”.

 

ويلي الموقع إصدار الجبهة قرص DVD بحجم 4 جيغا ونيف، يحمل اسم “الدولة الإسلامية خلافة الاستبداد والفساد”، وقالت انه “الإصدار الأضخم في حجمه على الساحة الجهادية، لكشف حقيقة خوارج العصر، تنظيم دولة البغدادي”.

 

وأعلنت اللجنة الإعلامية في المنطقة الشرقية بسوريا التابعة لـ”النصرة”، أمس، إطلاق “أضخم موقع إلكتروني لكشف حقيقة تنظيم “الدولة الإسلامية”. وقالت الجبهة في بيان نشر في مقدمة الموقع الرسمي الذي افتتحته، وحمل إسم “الدولة الإسلامية خلافة الاستبداد والفساد”، إن “الهدف من تأسيس هذا الموقع هو تبيان حقيقة ما جرى في أرض الشام من تسلط وبغي وعدوان جماعة الدولة على المسلمين في الشام عموماً، والمجاهدين خصوصاً”، مضيفةً: “يقف الكثيرون موقفاً حائراً متردداً من هذه الجماعة، وخاصة ممن يتأثر بإعلامهم الكاذب الأفاك، ولذلك قررنا في اللجنة الإعلامية لجبهة النصرة في المنطقة الشرقية من سوريا أن نقوم بهذه المهمة”.

 

ويشمل الموقع عدداً كبيراً من المقالات والكتب، والمقاطع الصوتية والمرئية، لقيادات من “تنظيم القاعدة” مثل أيمن الظواهري، وزعيم “النصرة” أبو محمد الجولاني، والشرعي بالجبهة أبو ماريا القحطاني، وعدد آخر من منظري السلفية الجهادية، إضافة إلى وجود قسم خاص لتوثيق ما وصفته “جبهة النصرة” بـ”الجرائم الموثقة” و”الصور المؤلمة لبعض جرائم تنظيم الدولة في حق المسلمين والمجاهدين في بلاد الشام”.

 

المعارضة تستعيد سريعًا ما خسرته في حلب

النظام في وضع لا يحسد عليه وقتلاه بالعشرات

مروان شلالا

النار مستعرة من شمال سوريا إلى جنوبها، بالرغم من الجو البارد. ومع توجه الأنظار نحو الجبهة الجنوبية، سرقت المعارك الحلبية الأنظار، مع استعادة المعارضة ما كسبه النظام في الأيام الأخيرة بريف حلب الشمالي.

 

بيروت: قال ناشطون سوريون إن نطاق الاشتباك في حلب اتسع الأربعاء، فشمل الملاح وحندرات وسيفات مع تحرك مقاتلي المعارضة من غرب حلب نحو جنوبها، ليصبح محيط المدينة وريفها جبهات مفتوحة. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية عن مصادر ميدانية في المعارضة السورية تأكيدها السيطرة على الملاح بريف حلب، بعد اشتباكات سقط فيها أربعون قتيلًا من جيش النظام.

 

ونسب مكتب أخبار سوريا إلى مصدر ميداني تأكيده بما لا يترك مجالًا للشك أن فصائل المعارضة استعادت القرى التي تسللت إليها القوات النظامية الثلاثاء، وقتلت نحو 150 عنصرًا منهم، شاهد الناشطون جثثهم عند نقاط الاشتباك بين الطرفين، وأسرت عشرات المقاتلين، ينتمي أغلبهم إلى ميليشيات أجنبية.

 

وقال مصدر عسكري في المعارضة السورية لـ”الشرق الأوسط”: “قوات المعارضة تحتجز زهاء 110 جثث من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم 9 جثث لعناصر من حزب الله، ووضع النظام في حلب لا يُحسد عليه”.

 

استعدناها

 

قال ورد فراتي، مدير المكتب الإعلامي لـ”الجبهة الشامية”، إن قوات المعارضة السورية استعادت السيطرة بالكامل على محورين من أصل 3 نجح النظام ومسلحوه بالتقدم فيها، في هجوم مباغت شنّوه الثلاثاء، مستفيدين من سوء الأحوال الجوية والضباب.

 

وصرح فراتي لـ”الشرق الأوسط” مؤكدًا: “استعدنا السيطرة على كامل محور الملاح، وكبّدنا النظام خسائر فادحة، فسقط له وللمرتزقة والميليشيات الطائفية التي تقاتل بصفوفه أكثر من 150 قتيلًا، أما في محور الراشدين فلم نكتفِ باستعادة السيطرة على المناطق التي كانت معنا قبل هجوم النظام، بل سيطرنا على نقطة جديدة، وسقط للطرف المقابل 40 قتيلًا في هذه الجبهة”.

 

وبحسب فراتي، المعارك مستمرة في المحور الثالث، أي محور رتيان وحردتين وباشكوي، مؤكدًا: “أغلبية المناطق تحت سيطرة المعارضة التي نجحت باستعادة السيطرة أيضًا على دوير الزيتون الذي يعتبر نقطة استراتيجية كونها خطًا أساسيًا لإمداد النظام”.

 

أضاف: “النظام بدخوله إلى مناطقنا في الريف دخل محرقته، فقد أحصينا مقتل ما بين 250 و300 من عناصره والمسلحين الموالين له، معظمهم من النخبة، أما الحديث عن حصار حلب فمشروع فاشل منذ بدايته، لأننا نتخذ ومنذ أكثر من 4 أشهر كل الاحتياطات لمنع إحكام الحصار على المدينة”.

 

استسلموا

 

واستسلم 17 عنصرًا من قوات النظام السوري والحرس الثوري الإيراني على أطراف بلدة رتيان بريف حلب الشمالي، وقاموا بتسليم أنفسهم، وأسلحتهم لعنـاصر الجيش الحر الأربعاء. وأسرت كتائب الثوار 10 عناصر آخرين بعد المعارك الضـارية الأربعاء، ليصل عدد إجمـالي الأسرى إلى 27 عنصرًا منذ دخول قوات النظام ومن يساندها من الميليشيات إلى الريف الشمالي، في عملية “ساعة الصفر”.

 

ونقلت التقارير عن مصادر عسكرية للثوار السوريين تأكيدها أن بين الأسرى عناصر من الحرس الثوري الإيراني، ومن أفغانستان، ومنهم من تجند في صفوف حزب الله السوري، وعناصر سوريين من قوات النظام.

 

وسيطر الثوار على دبابة تابعة لقوات النظام، وفجروا أخرى في الملاح، ودمروا مدفعاً ثقيلاً من عيار 23مم في المنطقة نفسها. كما نجحت كتائب الجيش الحر من تدمير دبابة ثانية، ورشاش مضـاد للطـيران من عيـار 14,5، في قرية باشكوي.

 

القتلى بالعشرات

 

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي الكتائب المعارضة استعادوا السيطرة على بلدة رتيان وقرية دوير الزيتون في ريف حلب الشمالي، عقب سيطرة قوات النظام مدعمة بالميلشيا عليها صباح الثلاثاء.

 

ورجّح المرصد أن يكون عدد القتلى من جانب النظام السوري أكثر من 70، لأن مصير 25 من مقاتليه لا يزال مجهولاً. وأضاف أن “66 من مقاتلي المعارضة التابعين لجماعات مختلفة قتلوا في المعارك، إلى جانب 20 على الأقل من جبهة النصرة”.

 

وقال المرصد إن الفصائل المقاتلة والإسلامية تمكنت من أسر ما لا يقل عن 32 عنصرًا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال اشتباكات في مزارع بلدة رتيان، فيما قتل 6 عناصر آخرين على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، أثناء محاولتهم الفرار من مناطق تمركزهم بريف حلب الشمالي.

 

توحيد الراية

 

في جنوب غربي دمشق، قال المرصد إن جبهة النصرة وفصائل مقاتلة وإسلامية اعلنت بدء معركة “توحيد الراية”، لاستعادة السيطرة على مناطق خسرتها المعارضة، وفتح الطريق لريف دمشق الغربي، بين العاصمة ودرعا قرب حدود الأردن.

 

فقد أعلنت حركة المثنى الإسلامية عن بدء عملية “توحيد الراية” لفتح الطريق من درعا إلى الغوطة الغربي بريف دمشق، وفك الحصار عن كناكر.

 

وأشارت الحركة، في بيان نشرته على حسابها الرسمي على موقع فايسبوك، أن عمليتها العسكرية للسيطرة على كل من تل مرعي، وتل السرجة، وتل العروسة، وقرية الدناجي، ضمن غرفة عمليات حركة المثنى الإسلامية والتي تضم عدة فصائل هي حركة المثنى الإسلامية وكتيبة أنصار السنة وكتيبة سعد وكتيبة الأمة الواحدة، بمشاركة عدة غرف عمليات، هي غرفة جبهة النصرة، وفجر التوحيد، والجيش الأول، والفيلق الأول، والطريق إلى دمشق، وفتح الشام، بالإضافة إلى حركة أحرار الشام الإسلامية.

 

إستعادة ريف درعا

 

كما تسعى فصائل المعارضة في هذه المعركة لاستعادة السيطرة على قرى وبلدات بريف درعا الشمالي، سيطرت عليها أخيرًا القوات السورية النظامية المدعومة بمقاتلين أجانب، كبلدتي دير العدس والدناجي وقرية الهبارية.

 

وأوضح النقيب المنشق عن الجيش النظامي محمد قدور، العامل في فوج المدفعية بالجيش الأول، لمكتب أخبار سوريا، أن المعارضة تعتزم استعادة جميع المناطق التي خسرتها قبل أيام، “لأن استعادتها تشكل خطّ دفاع أول في أقصى شمالي درعا، لكبح محاولات القوات النظامية المتكررة للتقدم في هذا الجزء من المحافظة”.

 

وأضاف قدور أن عددًا من الجنود النظاميين ومقاتلي حزب الله اللبناني قُتلوا جراء استهداف رتل عسكري لهم قرب بلدة الدناجي. ويأتي إطلاق هذه المعركة بعد محاولات كثيرة من قبل القوات النظامية للتقدم باتجاه مناطق تسيطر عليها المعارضة شمال درعا والقنيطرة، آخرها محاولة تقدّمٍ، الثلاثاء، إلى بلدة مسحرة شمال شرقي القنيطرة، تصدت لها فصائل من الجيش الحر ومنعتها من اقتحام البلدة.

 

معارك حلب توقع عشرات القتلى وتجميدها 6 أسابيع مثار شك

المعارضة ترد على خطة دي ميستورا بالتمسك ببنود «جنيف»

بيروت: كارولين عاكوم واشنطن: هبة القدسي

سقط عشرات القتلى والجرحى في معارك دامية استعرت في حلب بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة المسلحة.

 

وتخطى عدد القتلى في تلك المعارك التي اندلعت أول من أمس 156 قتيلا، بينهم 70 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، مقابل 86 من مسلحي المعارضة. ورجّح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن يكون عدد القتلى من جانب النظام السوري أكثر من 70 «لأن مصير 25 من مقاتليه لا يزال مجهولا».

 

وجاءت هذه التطورات غداة تقديم مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا تقريره حول محادثاته مع النظام السوري للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، أكد فيها موافقة الأسد على خطة تجميد القتال في مدينة حلب مدة 6 أسابيع، وهو العرض الذي لقي تشكيكا من قبل المعارضة السياسية والمسلحة.

 

وقال نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض هشام مروة إنّ المعارضة لم تتلقَّ إلى الآن أية خطّة مكتوبة من قبل المبعوث الدولي، بينما أعلنت قيادات عسكرية في الجيش الحر أنها «غير معنية بأي خطة جزئية لوقف إطلاق النار»، وأنها لن تتفاوض مع دي ميستورا باعتباره وسيطا «غير محايد».

 

أكثر من 150 قتيلاً في المعارك المحتدمة في حلب ومقتل مخرج في قناة «المنار»

بيروت: بولا أسطيح

تخطى عدد القتلى الذين سقطوا جراء معارك حلب المحتدمة منذ يوم الثلاثاء الـ156 قتيلا، بينهم 70 لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، مقابل 86 لمسلحي المعارضة، في حين أفاد ناشطون باتساع نطاق الاشتباك واحتدام المعارك ما جعل محيط المدينة وريفها جبهات مفتوحة.

ورجّح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن يكون عدد القتلى من جانب النظام السوري أكثر من 70 «لأن مصير 25 من مقاتليه لا يزال مجهولا». وأضاف أن 66 من مقاتلي المعارضة التابعين لجماعات مختلفة قتلوا في المعارك إلى جانب 20 على الأقل من «جبهة النصرة».

وأكد ورد فراتي، مدير المكتب الإعلامي لـ«الجبهة الشامية»، استعادة قوات المعارضة السيطرة بالكامل على محورين من أصل 3 نجح النظام والمسلحون الموالون له بالتقدم فيها، نتيجة هجوم مباغت شنّوه الثلاثاء الماضي مستفيدين من الأحوال الجوية والضباب. وقال فراتي لـ«الشرق الأوسط»: «استعدنا السيطرة على كامل محور الملاح وكبّدنا النظام خسائر فادحة بحيث سقط له وللمرتزقة والميليشيات الطائفية التي تقاتل بصفوفه أكثر من 150 قتيلا، أما في محور الراشدين فلم نكتف باستعادة السيطرة على المناطق التي كانت معنا قبل هجوم النظام، بل سيطرنا على نقطة جديدة، وقد سقط للطرف المقابل 40 قتيلا في هذه الجبهة».

وأوضح فراتي أن المعارك لا تزال مستمرة عند المحور الثالث، محور رتيان وحردتين وباشكوي، مؤكدا أن «أغلبية المناطق تحت سيطرة المعارضة التي نجحت باستعادة السيطرة أيضا على دوير الزيتون الذي يعتبر نقطة استراتيجية كونها خطا أساسيا لإمداد النظام».

وأضاف فراتي: «النظام بدخوله إلى مناطقنا في الريف دخل محرقته، فقد أحصينا مقتل ما بين 250 و300 من عناصره والمسلحين الموالين له وهم بمعظمهم من النخبة، أما الحديث عن حصار حلب فمشروع فاشل منذ بدايته باعتبار أننا نتخذ ومنذ أكثر من 4 أشهر كل الاحتياطات لمنع إحكام الحصار على المدينة».

في هذا الوقت، قال المرصد السوري إن نحو 60 جنديا سوريا وصلوا إلى بلدتي الزهراء ونبل شمالي حلب بعدما انسحبوا من معارك في بلدة رتيان.

وأفادت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله»، بأن مجموعة من الجيش السوري تمكنت من خرق دفاعات المسلحين والوصول إلى بلدة الزهراء بريف حلب الشمالي، والمحاصرة منذ أكثر من عامين. وأشارت «المنار» إلى أنّه حتى الساعة لم يتم فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي، لافتة إلى أن ما حصل هو أن مجموعة من الجيش السوري استطاعت خرق دفاعات المسلحين ودخلت إلى الزهراء وهذا لا يعني فك الحصار.

وقال ناشطون إن نطاق الاشتباك اتسع يوم أمس حتى شمل جبهات الملاح وحندرات وسيفات، وقد تحرك مقاتلو المعارضة من غرب حلب في اتجاه جنوبها، ليصبح محيط المدينة وريفها جبهات مفتوحة. وأكدت مصادر في المعارضة السورية لقناة «بي بي سي» البريطانية، أن مسلحي المعارضة سيطروا على منطقة الملاح بريف حلب بعد اشتباكات مع القوات الحكومية سقط فيها أربعون قتيلا من قوات النظام.

ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن مصدر ميداني، أن فصائل المعارضة استعادت القرى الأربع التي تقدمت فيها القوات النظامية «متسللة» أول من أمس، وقتلت ما يقارب 150 عنصرًا، شوهدت جثثهم من قبل ناشطين من المنطقة عند نقاط الاشتباك بين الطرفين، مشيرًا إلى أن قوات المعارضة أسرت أيضا العشرات من المقاتلين الذي ينتمي أغلبهم لميليشيات أجنبية.

وقال مصدر عسكري في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات المعارضة تحتجز ما يقارب الـ110 جثث من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم 9 جثث لعناصر «حزب الله». وشدّد المصدر على أن وضع النظام حاليا في حلب «لا يُحسد عليه».

وتحدث «مكتب أخبار سوريا» عن جرح سبعة أطفال جراء غارة جوية نفذها الطيران الحربي التابع للجيش السوري النظامي على مدرسة ابتدائية في مدينة الأتارب الخاضعة لسيطرة الجبهة الشامية المعارضة بريف حلب الغربي. ونقل المكتب عن ناشط ميداني أن المقاتلات الحربية استهدف مدينة الأتارب بصاروخين فراغيين سقط أحدهما على منزل خال من السكان على أطراف المدينة، فيما سقط الآخر قرب مدرسة ابتدائية يوجد داخلها نحو 100 تلميذ، خلال الدوام الرسمي، ما أدى إلى إصابة سبعة منهم بجروح طفيفة. وقال المرصد السوري، إن كتائب المعارضة قصفت تمركزات لقوات النظام في كتيبة الدفاع الجوي بحندرات بالقذائف الصاروخية، فيما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة الأتارب ومحيطها، بريف حلب الغربي.

بالمقابل، عرضت قناة «المنار» مشاهد قالت إنّها تظهر «تقدم الجيش السوري في ريف حلب، حيث يشن الجيش عملية واسعة لطرد المسلحين من المنطقة»، لافتة إلى أن الجيش نجح باستعادة السيطرة على بلدات رتيان وحردتين وباشكوي في ريف حلب الشمالي».

وقتل خلال الاشتباكات، بحسب النظام، عشرات المسلحين، بينهم القائد العسكري في «حركة نور الدين الزنكي» حسن معيكة في رتيان، و«رئيس الهيئة الشرعية في مدينة إعزاز» المدعو وليد العريض، كما أصيب القيادي في «جيش المجاهدين» المدعو عبد العزيز، وتم نقله إلى تركيا للعلاج. وأفادت مواقع مقربة من «حزب الله» بمقتل المخرج في قناة «المنار» حسن عبد الله خلال عمله مع جهاز الإعلام الحربي التابع للحزب في ريف حلب.

 

مقاتلو المعارضة يستعيدون مناطق بحلب ويأسرون جنودا  

قال مراسل الجزيرة إن مقاتلي المعارضة السورية استعادوا الأربعاء السيطرة بشكل كامل على قرية رتيان شمالي مدينة حلب, في حين عرض فصيل معارض أسرى من القوات النظامية اعتقلوا إثر معارك قتل فيها عشرات من الطرفين.

وأضاف المراسل أن فصائل المعارضة استعادوا قرية رتيان بعد يوم واحد من استيلاء القوات النظامية ومسلحين موالين لها على قريتي باشكوي وحردتنين بريف حلب الشمالي.

 

وكانت فصائل المعارضة قالت في وقت سابق إنها اقتحمت قرية باشكوي شمالي حلب من محاور عدة، وإن اشتباكات عنيفة دارت بينها وبين قوات النظام المدعومة بجماعات موالية لها، بينها حزب الله اللبناني.

 

وشاركت فصائل بينها الجبهة الشامية وجبهة النصرة ومجموعات تابعة للجيش السوري الحر في التصدي لهجوم القوات النظامية والمسلحين الموالين لها.

 

وتسللت القوات النظامية والمجموعات التابعة لها فجر الثلاثاء إلى قرى ريف حلب الشمالي في هجوم هو الثاني خلال أسبوع، في محاولة لقطع الطريق الذي يصل المناطق الخاضعة للمعارضة بمدينة حلب.

 

وجاء الهجوم في وقت كان المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا يسعى فيه إلى إقرار هدنة في مدينة حلب، وقال إن دمشق عرضت هدنة لمدة ستة أسابيع.

 

أسرى وقتلى

وعرض “فيلق الشام” -أحد فصائل المعارضة السورية- الأربعاء صورا لمن قال إنهم عناصر من القوات النظامية تم أسرهم في المعارك الدائرة بريف حلب الشمالي.

 

وظهر في صور -نشرت على الإنترنت- نحو 13 ممن وصفهم فيلق الشام بالأسرى, وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 15 من عناصر النظام أسروا بالفعل في مزارع رتيان.

 

وقالت مصادر من المعارضة السورية إن ما قرابة سبعين جثة لجنود نظاميين ومسلحين موالين لهم وصلت إلى المستشفى العسكري بمدينة حلب إثر الهجوم الذي شنته القوات النظامية على مناطق المعارضة في قرى باشكوي ورتيان وحردتنين.

 

وكانت المعارضة عرضت صورا ظهر فيها عدد كبيرمن القتلى في مناطق الاشتباكات بريف حلب الشمالي. وقال مراسل الجزيرة إن المعارضة تكبدت أيضا خسائر, وقدر المرصد السوري خسائرها ببضع عشرات, مؤكدا تراجع القوات النظامية بعد تكبدها خسائر كبيرة.

 

واندلعت الأربعاء مواجهات في جبهات أخرى بحلب, وقالت المعارضة إنها دمرت دبابة للقوات النظامية في منطقة الملاح التي تقع أيضا شمالي حلب.

 

ميدانيا أيضا, قالت وكالة الأنباء السورية إن القوات النظامية قتلت مسلحين خلال عمليات عسكرية في أرياف دمشق وحماة وحمص.

 

الانفلات الأمني يضرب أحياء حمص الموالية  

يزن شهداوي-حمص

لم يعد الانفلات الأمني وعمليات الخطف حكرا على مناطق السنة والمسيحيين في حمص، بل وصل الأمر إلى أحياء النظام الموالية ذات الغالبية العلوية، كحي الزهرة وحي وادي الذهب، حيث تشتهر تلك الأحياء بالزج بمعظم شبانها وفتياتها حتى ممن لم يبلغوا 18 عاما في قوات النظام، وهو ما انعكس سلبيا على الوضع الأمني في المدينة.

 

ويتحدث محمد الحمصي -أحد ناشطي مدينة حمص- عن حالتي خطف شهدتها أحياء النظام الموالية في المدينة، الأولى كانت بحي ضاحية الوليد الذي يسيطر عليه النظام حيث قام ثلاث شبان من الطائفة العلوية -أحدهم طالب جامعي- باختطاف سائق سيارة أجرة مع سيارته، ومن ثم قتلوه وألقوه في إحدى قرى ريف حمص الشرقي وباعوا سيارته.

 

ويضيف الحمصي في حديث للجزيرة نت “كما شهد حي ضاحية الباسل بحمص أيضا حادثة خطف امرأة في الثلاثينيات من عمرها من قبل شبيحة الحي أنفسهم، وبعد أيام وجدت مقتولة في شوارع الحي وعلى ثيابها آثار تمزيق كمحاولة اغتصاب المرأة”.

 

انتشار الخطف

 

وتحدثت هلا -شابة تعيش في أحياء حمص الموالية- أن الخوف والرعب من عمليات الخطف من قبل شبيحة تلك الأحياء ذاتها والذين هم من أهلها، بات يخيّم على الأهالي هناك، وخاصة على الأطفال الصغار أثناء خروجهم من مدارسهم وعلى الفتيات في سن 18 إلى 30 عاما، حسب قولها.

 

وتضيف هلا للجزيرة نت “في ظل تسليح معظم شبان ورجال أحياء النظام الموالية كحي وادي الذهب وعكرمة والزهرة، بات السلاح متاحا للشباب ممن لم يبلغوا سن 15 عاما، وهذا ما زاد من خوف الأهالي من عمليات الخطف والاغتصاب التي باتت تنتشر بشكل كبير ضمن أحيائهم”.

 

وقالت إن “حالات الخطف في الأحياء الموالية غالبا ما تكون فديتها بملايين الليرات السورية، كما أن الخاطفين الذين هم من شبيحة النظام يقومون بتهديد أهالي المخطوف باتهامهم بالتعاون مع الثوار والمعارضة”.

 

وعزت هلا عمليات الخطف في تلك الأحياء وانتشارها مؤخرا إلى أنها من أجل المال غالبا، أو من أجل ثأر شخصي بين عائلة وأخرى، أو لإثبات نفوذ عائلة على حساب أخرى، في حين أن النظام يقوم بالتكتم الكامل على ذلك محاولا ضبط الأمور في مناطقه دون ضجة تثير غضب أهالي المناطق الأخرى عليه.

 

وأطلقت صفحات موالية للنظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات التحذيرات والنصائح بضرورة التزام المنازل ليلا والحذر بشكل كبير من السيارات من نوع “فان” المغلق، وطالبوا حواجز اللجان الشعبية المنتشرة في أرجاء تلك الأحياء بتفتيش جميع السيارات ومعرفة سائقيها.

 

جبهات حلب تشتعل مع مساعي وقف المعارك

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

لم تكد الحكومة السورية تعرب عن استعدادها لوقف القتال مؤقتا في حلب استجابة لمساعي مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي مستورا، حتى اشتعلت جبهات القتال في المحافظة عندما شن الجيش السوري وميليشيات موالية له هجمات عدة على أطرافها، جوبهت بمقاومة عنيفة من كتائب المعارضة المسلحة.

 

وأسفرت معارك حلب ومحيطها التي انطلقت منذ بضعة أيام عن مقتل 70 على الأقل من المقاتلين الموالين للحكومة السورية، وأكثر من 80 مسلحا معارضا بعد أن بدأ الجيش السوري هجومه هناك، وفقا لما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وتمكنت القوات الحكومية، منذ 3 أيام، من السيطرة على طريق رئيسي لإمدادات المعارضة يتجه شمالا إلى تركيا، ويخضع حاليا لمراقبة قناصين من القوات الحكومية، مما يجبر مسلحي المعارضة على سلك طرق التفافية أطول.

 

في المقابل، صد مقاتلو المعارضة بعض هجمات القوات الحكومية، واستعادوا السيطرة بالكامل على بلدة رتيان في ريف حلب الشمالي، حيث قتلوا عشرات من المسلحين الموالين للحكومة، وتقدموا نحو منطقة مزارع الملاح التي سيطرت عليها القوات الحكومية في وقت سابق.

 

وأعلنت “الجبهة الشامية”، التي تضم أغلب فصائل المعارضة المسلحة في حلب، في بيان أصدرته الخميس، أسر نحو 30 من المسلحين الموالين للقوات الحكومية بينهم “إيرانيون ولبنانيون من حزب الله”.

 

وتسعى الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار في المدينة كخطوة على طريق حل الأزمة السورية التي أوشكت على دخول عامها الخامس.

 

وكانت الحكومة السورية أعربت عن استعدادها وقف القتال في حلب لمدة 6 أسابيع لترتيب وقف إطلاق النار في المدينة، شرط انسحاب مسلحي المعارضة من المناطق التي تسيطر عليها.

 

واعتبر مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، في مقابلة سابقة مع “سكاي نيوز عربية”، وقف القتال في حلب “بادرة أمل” لإيجاد حل للحرب في سوريا.

 

انتقادات خليجية “غير مسبوقة” لمصر.. الزياني: اتهامات القاهرة للدوحة بدعم الإرهاب “باطلة تجافي الحقيقة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- وجه مجلس التعاون الخليجي انتقادات نادرة إلى النظام القائم في مصر، على خلفية اتهامات القاهرة لدولة قطر بـ”دعم الإرهاب”، وهي الاتهامات التي ردت الدولة الخليجية عليها باستدعاء سفيرها، مما يعيد أجواء التوتر مجدداً بين الدولتين العربيتين.

 

وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف بن راشد الزياني، في بيان حصلت عليه CNN بالعربية الخميس، عن رفضه للاتهامات التي وجهها مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية، إلى دولة قطر، ووصفها بأنها “اتهامات باطلة تجافي الحقيقة.”

 

كما اعتبر الزياني، وهو من مملكة البحرين، أن اتهامات القاهرة تتجاهل ما وصفها بـ”الجهود المخلصة، التي تبذلها دولة قطر، مع شقيقاتها دول مجلس التعاون والدول العربية، لمكافحة الارهاب والتطرف، على جميع المستويات، ودعم العمل العربي المشترك”، على حد قوله.

 

وفيما يُعد مؤشر على احتمال تحول في السياسات الخليجية تجاه مصر، فقد شدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي على أن “مثل هذه التصريحات لا تساعد على ترسيخ التضامن العربي، في الوقت الذي تتعرض فيه أوطاننا العربية لتحديات كبيرة، تهدد أمنها واستقرارها وسيادتها.”

 

وتفجر التوتر مجدداً بين القاهرة والدوحة، بعد إعلان مندوب قطر، خلال اجتماع المندوبين الدائمين بالجامعة العربية، تحفظه على بند يتيح لمصر توجيه ضربات عسكرية ضد مواقع تنظيم “داعش” في ليبيا، على خلفية قيام التنظيم المتشدد بذبح 21 قبطياً مصرياً ممن كانوا يعملون في الدولة العربية المجاورة.

 

ورد مندوب مصر، السفير طارق عادل، معتبراً أن “التحفظ القطري ليس مستغرباً، حيث يؤكد مرة أخرى خروج قطر عن الإجماع العربي”، وتابع بقوله: “وفقاً لقراءتنا في مصر لهذا التحفظ القطري، فإنه بات واضحاً أن قطر كشفت عن موقفها الداعم للإرهاب”، بحسب بيان للخارجية المصرية.

 

في المقابل، ردت الدوحة باستدعاء سفيرها من القاهرة، ووصف مسؤول الشؤون العربية في الخارجية القطرية، السفير سعد بن علي المهندي، موقف مندوب مصر بأنه “يخلط بين ضرورة مكافحة الإرهاب وقتل وحرق المدنيين بطريقة همجية”، داعياً إلى “عدم الزج باسم قطر في أي فشل تقوم به الحكومة المصرية”، على حد قوله.

 

محلل أمريكي لـCNN: داعش يقاتل العالم بأسره إيمانا منه بمعركة يوم القيامة في دابق

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال محلل شؤون الأمن القومي لدى CNN، بيتر بيرغن، إنه من العبث الانشغال بدراسة الطريقة التي نصف بها تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ”داعش” معتبرا أن التنظيم يعتقد بصدق بأنه يمثل الإسلام، مضيفا أن عناصره يقاتلون الجميع بما في ذلك تنظيم القاعدة، لاعتقادهم باقتراب موعد معركة “يوم القيامة” في دابق السورية.

 

وقال بيرغن، ردا على سؤال من CNN حول أسباب خوض داعش للحرب بمواجهة جميع الأطراف الأخرى إقليميا ودوليا: “استراتيجية داعش تقوم على معاداة العالم برمته، ولذلك قاتلت القاعدة في سوريا ودفعت 60 دولة ضمن تحالف واحد لقتالها وأثارت الأردن بإحراق الطيار معاذ الكساسبة واستفزت مصر بقتل الأقباط.”

 

وتابع بالقول: “فهم هذه القضية مرتبط بفهمنا لطريقة تفكيرهم، فهم يعتبرون أن هناك صراعا كونيا بين الخير والشر، ويؤمنون بأنهم يقفون إلى جانب الخير وأن يوم القيامة يقترب، ولذلك فإن اسم مجلتهم، وهو دابق، يرتبط باسم منطقة في سوريا يعتقد أنها ستشهد المعركة النهاية يوم القيامة بين الغرب والقوى الإسلامية، وهو يعتقدون أنهم بطور التحضير لهذه المعركة لدرجة أنهم لن يمانعوا بالتدخل الغربي البري ضدهم بسوريا لأن ذلك سيبرهن عن صحة تنبؤاتهم.”

 

وحول حرص البيت الأبيض على عدم وصفهم بـ”المتطرفين الإسلاميين” رد بيرغن بالقول: “من الخطأ عدم تسمية الأمور باسمها، والامتناع عن وصفهم بأنهم تنظيم إسلامي متطرف فالإسلام دين كبير وفيه تيارات متعددة مثل المسيحية، ولا يمكن ألا نعتبر التيارات المتشددة جزءا من ذلك الدين كما أنه لا يمكن اعتبار أن الصليبيين ليسوا مسيحيين أو أن المستوطنين في إسرائيل ليس من اليهود.”

 

وأضاف شارحا: “اللغة المستخدمة في وصف التنظيم بالغة الأهمية، ويمكن استخدام كلمة “إسلامي” التي تختلف كليا عن كلمة “مسلم” بمعنى أن الأولى تحمل مدلولات سياسية. رغم أن داعش لا يشكل أكثر من 0.0001 في المائة من المسلمين ربما، ولكن أفراده يعتقدون فعلا أنهم يمثلون الإسلام ويستمدون أفكارهم من القرآن ومن النبي محمد وقولنا بأن ذلك غير صحيح هو تجاهل للواقع الذي يتحدثون هم عنه.”

 

خامنئي يلمح لوجود صور توثق الدعم الأمريكي لداعش وروحاني ينتقد “العفالقة” بالعراق متناسيا “عفالقة” سوريا

طهران، إيران (CNN) — اتهم المرشد الإيراني، علي خامنئي، الولايات المتحدة بتقديم الدعم لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ”داعش” مؤكدا وجود صور توثق هذا الدعم، في حين كان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، يهاجم من وصفهم بـ”العفالقة” في إشارة إلى حزب البعث العراقي، معتبرا أن بينهم من لا يقل وحشية عن داعش.

 

وقال الرئيس الإيراني، إن الحرب بين إيران ومن وصفهم بـ”العفالقة” في العراق كانت “حربا بين الأخلاق واللاأخلاق وبين الإسلام والنفاق” مضيفا أن من وصفهم بـ”الصداميين العفالقة” كان بينهم أشخاص “في غاية الوحشية تشبه تصرفاتهم تصرفات الإرهابيين التي نشاهدها اليوم.”

 

يشار إلى أن روحاني يقصد بـ”العفالقة” أتباع المفكر ميشال عفلق، الذي أسس حزب البعث الذي حكم في العراق لسنوات، ويحكم الحزب بجناحه السوري سوريا منذ أكثر من أربعة عقود، وترتبط إيران مع الجناح السوري بعلاقات تحالف وثيقة.

 

أما في طهران، فقال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن ما وصفها بـ”مجابهة ايران لتنظيم داعش” تمثل “نموذجا صغيرا على هذه العزيمة الراسخة” للشعب الإيراني، متهما واشنطن ومن معها من دول التحالف بـ”إطلاق الأكاذيب وتزييف الحقائق حول مكافحة” داعش

 

وتابع خامنئي بالقول: “الأمريكيون وجهوا رسالة إلى وزارة خارجيتنا أوردوا فيها أنهم لا يقدمون الدعم لداعش، إلا أن صور إلقاء مساعداتهم العسكرية لهذه المجموعة انتشرت بعد أيام قلائل” وفقا لوكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية، في حين نقلت عنه وكالة “مهر” شبه الرسمية قوله إن الصور بحوزة من وصفهم بـ”المجاهدين الثوار”

 

تقرير يتهم نظام الأسد بممارسات تشبه أفعال داعش: القوات السورية قتلت 82 شخصا حرقا وأضرمت النار بـ773 جثة

دمشق، سوريا (CNN) — قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (جنيف)، والشبكة السورية لحقوق الإنسان (سوريا)، في تقرير مشترك صدر عنهما إن القوات التابعة للنظام السوري قتلت 82 شخصاً على الأقل عن طريق حرقهم وهم أحياء، منهم 47 مدنياً، بينهم 18 طفلاً، فيما أحرقت جثث 773 شخصاً بعد قتلهم، إما انتقاماً أو لإخفاء معالمهم أو لطمس آثار الجريمة، أو بهدف ترويع المعارضة.

 

وقالت الشبكة السورية، والمرصد الأورومتوسطي، إن عمليات حرق البشر أحياء على يد النظام السوري “لم تأخذ بُعداً إعلامياً كبيراً؛ لأن القوات الحكومية الرسمية تُنكر أنها تقوم بتلك الجرائم، بينما تتبناها مواقع إلكترونية محلية عدة موالية للقوات الحكومية، وتتفاخر بها في مواضع أخرى” في تقرير يأتي بعد الضجة الدولية التي أثارها نشر تنظيم داعش لصور إحراق الطيار الأردني، معاذ الكساسبة.

 

وأشار التقرير المشترك إلى أن الإحصاءات تُظهر أن استخدام القوات الحكومية لطريقة القتل حرقاً أو حرق الجثث بعد القتل هي “سياسة يبدو أنها ممنهجة اتبعتها القوات النظامية في المدن السورية المختلفة وعلى امتداد السنوات الأربع الماضية” وترافقت مع الكثير من المجازر التي اتسمت بالطابع الطائفي. ونالت مدينة “حماة” السورية النصيب الأكبر من عدد المقتولين حرقاً، حيث قتل فيها النظام السوري 38 شخصاً عن طريق الحرق.

 

وذكر التقرير بعض الحالات التي جرى فيها إعدام أشخاص حرقاً، ومن ضمنها قتل 4 أشخاص من عائلة واحدة، هم 3 أطفال وسيدة، بعد إحراقهم داخل منزلهم في منطقة سوق الذهب في اللاذقية، وأشار، وقتل ثلاثة أشخاص برميهم أحياء في فرن بحي الجورة في ديرالزور عام 2012. أما حرق الجثث فشمل 773 حالة، بينهم 146 امرأة و69 طفلاً.

 

وأشارت الشبكة السورية والمرصد الأورومتوسطي، في تقريرهما الذي لم تتمكن CNN من تأكيد صحته بشكل مستقل، إلى أن عمليات إحراق الجثث تمت إما بشكل فردي في حوادث متفرقة، أو بشكل جماعي لعدد كبير من الجثث، وذلك بعد الانتهاء من ارتكاب المجازر الجماعية، وبخاصة تلك التي تحمل صبغة طائفية.

 

باحثة في أمريكا تشرح أسباب انضمام نساء الغرب لداعش: القتال لا يدور حول حقوق المرأة بل يتعلق بإقامة الخلافة الإسلامية

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قالت باحثة متخصصة في شؤون المرأة والعنف الجنسي إن هناك حاجة لفهم حقيقة دوافع النساء المنضمات لداعش من أجل القتال في صفوف التنظيم، مؤكدة أن الأمر لا يتعلق بالنضال من أجل حقوق المرأة بل إقامة الخلافة الإسلامية، ما يعني أن مكافحة دعاية داعش النسائية بالطريقة التقليدية لن يُكتب له النجاح.

 

وقالت نيمي غوريناثان، الأستاذة في كلية “سيتي” بنيويورك وأخصائية شؤون المرأة والعنف الجنسي، ردا على سؤال حول أسباب وجود كتيبة “الخنساء” النسائية في صفوف داعش: “في الأصل لم يكن هناك نساء في التنظيم، كما هو الحال في الكثير من التنظيمات المشابهة، ولكنهم أحسوا لاحقا بأهمية وجود نساء في صفوفهم وشكلوا كتيبة نسائية بالكامل وهذه الكتيبة تقوم بالعديد من المهام وبعض عضواتها يشاركن في القتال على الخطوط الأمامية.”

 

وتابعت بالقول، في مقابلة مع CNN: “الدعوة إلى القتال قادرة على اجتذاب المتطوعات، ففي فرنسا أظهرت الإحصائيات أن 45 في المائة من الذين يخططون للانضمام إلى داعش هن من النساء، كما أن هناك نساء يدرن هذه الكتيبة ويقمن بنشر مواد دعائية للترويج لها.”

 

وحول كيفية انجذاب النساء في الغرب إلى الخطاب الديني لداعش حول ضرورة بقائهن في البيوت وإطاعة الأزواج ردت غوريناثان بالقول: “المنضمات للتنظيم يدركن أن المعركة لا تتعلق بحقوق المرأة بل بقضية قيام الخلافة، وبالتالي فهن يدخلن من أجل الصراع السياسي، وهذا أمر لا يفهمه الكثيرون، والنساء اللواتي يذهبن إلى داعش يبحثن عن أمور بينها الأمان لأنهن يشعرن أن هويتهن السنية مهددة وطالما أن الخيار هو بين داعش والأسد فعليهن الوقوف مع داعش ضد الأسد حتى لو اضطرهن الأمر إلى ارتداء النقاب.”

 

وحول إمكانية نجاح الجهود الأمريكية بمحاربة دعاية داعش عبر وسائل التواصل الاجتماعي ردت غوريناثان قائلة: “علينا أن نفهم أن الأمر أوسع من وسائل التواصل الاجتماعي بل يتعلق بحركة اجتماعية وسياسية أكبر بكثير تُظهر نفسها عبر تلك الوسائل فالتنظيم يعتمد على وسائل القرن الحادي والعشرين لنشر أيديولوجيا تعود إلى القرن السابع، والتنظيم عندما يحاول جذب النساء إلى صفوفه فهو يفعل ذلك مستخدما خيطا دعائيا يستند إلى إنجازات النساء المسلمات منذ قرون وهذا أمر يجب التنبه إليه.”

 

عضو بالائتلاف السوري: تأمين الغطاء الجوي للمعارضة التي ستدربها أمريكا مازال غامضاً

روما (19 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وصف عضو في الائتلاف الوطني السوري الاتفاق الأمريكي ـ التركي لتدريب المعارضة السورية بـ”المُشجّع”، وقال إن المعارضة السورية “تنتظره منذ فترة”، وأشِار إلى أن الموقف من تأمين غطاء جوي لهذه القوات المقاتلة “مازال غامضاً”، على حد تعبيره

 

وقال منذر آقبيق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “الاتفاق الأمريكي التركي مشجع ويدعو للتفاؤل بتسريع هذا المشروع الذي ننتظره منذ فترة، ومن المعروف أن الجيش الحر هو المعني بهذا البرنامج، ولديه الحماس والشجاعة الكبيرة لكن ينقصه التلاحم والتنظيم وكذلك العتاد والذخيرة، ومن المؤمل أن يسد هذا البرنامج تلك الثغرات”، حسب تعبيره

 

ونوه آقبيق إلى أن الموقف من تأمين غطاء جوي مناطقي لهذه القوات المقاتلة مازال غامضاً، وقال “الأتراك اقرب ثقافياً وجغرافياً للسوريين، وهذا سوف يساهم بإعطاء فرص نجاح أكبر، وفي الوقت الذي يبدو من شبه المؤكد أن يحصل هؤلاء المقاتلين على غطاء وإسناد جوي في عملياتهم ضد داعش، لازال الموقف غامضاً بالنسبة للمناطق الآمنة وبالتحديد ما إذا سوف تتصدى طائرات التحالف الدولي لقوات للأسد والمليشيات الطائفية المتحالفة معه”، حسب تعبيره

 

وكان المتحدث باسم الخارجية التركية قال أمس الأربعاء إن بلاده وضعت مع الولايات المتحدة مذكرة تفاهم بشأن برنامج لتدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة سيتم توقيعها خلال بضعة أيام، ورجّح أن تبدأ تركيا التدريب في آذار/مارس المقبل، مشيراً إلى أنه سيتم تدريب 15 ألف مقاتل سوري خلال ثلاث سنوات في إطار الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية والنظام السوري.

 

وعن تأثير تدريب شريحة من المقاتلين السوريين وتأثير ذلك على بقية كتائب المعارضة المسلحة، قال “إن موقف الثورة السورية واضح بالنسبة لتلقّي المعونة من الأصدقاء، حيث أن الشعب السوري يتعرض لما يشبه الإبادة الجماعية من قبل الأسد وحلفائه وإرهابيي داعش على حد سواء، ومن واجب الأشقاء والأصدقاء المساعدة في ردع الظلم والطغيان، ويُفترض أن يُفهم هذا المشروع على هذا الأساس، إن تقوية وتمكين الجيش الحر سوف تكون في مصلحة الشعب” السوري

 

وشدد المعارض السوري على أن الضغط العسكري سيُسهّل الوصول إلى حل سياسي، وقال “الحل السياسي الوحيد الذي من شأنه وقف الحرب هو ذلك الذي يعطي الشعب السوري حقوقه في التغيير الديمقراطي، ولا يبدو أن الأسد وحلفائه في وارد تسليم السلطة حسب جنيف، ولكن حساباتهم يمكن أن تتغير في حالة حصول ضغط عسكري كاف يمكن أن يؤمنه تدريب وتسليح الجيش الحر”.

 

وتابع “أما تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فهو تنظيم إرهابي متطرف، وعدو للشعب السوري مثل نظام الأسد، والاثنان يستفيدان من بعضهما، ويستهدفان الجيش الحر الذي هو قوى منبثقة عن الشعب، لذلك القضاء على داعش هو مصلحة سورية تلتقي مع مصالح دولية وهذه معادلة يجب أن نستفيد منها”، وفق قوله

 

أسقف سوري: ظروف حلب مأساوية وننتظر تجميد القتال

روما (19 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال رئيس أساقفة حلب للأرمن الكاثوليك المطران بطرس مراياتي إن “الوضع في المدينة لم يطرأ عليه أي تغيير”، فهي “لا تزال محاصرة، تعيش ظروفا مأساوية، وثلثها فقط تحت سيطرة سلطة الدولة السورية”، حسب وصفه

 

وفي مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أثناء تواجده في روما، أضاف المطران مراياتي أن “الحالة التي تعيشها المدينة تعزى الى نقص الماء والكهرباء التي تصلنا لساعة واحد في اليوم أو قد لا تصل، والمحروقات أيضا”، لذلك “نحن نكابد برد الشتاء، وبشكل خاص الأطفال”، ومع ذلك “فالحياة مستمرة”، وفق ذكره

 

وأشار الأسقف الكاثوليكي الى أن “هناك خوف كبير لدى الناس”، وهو “الدافع الأول للهجرة، التي طالت حوالي نصف أبناء أبرشيتنا”، وهذه “الحالة إزدادت كثيرا بعد سقوط صاروخ على مبنى مطرانيتنا في حلب قبل أشهر”، وكذلك “أحداث الموصل وتهجير مسيحييها في حزيران/يونيو الماضي”، حيث “يخشى أبناء رعايانا أن يتكرر معهم المشهد ذاته”، حسب قوله

 

وذكر الأسقف الأرمني أنه “يضاف الى ما سلف ذكره نقص الأدوية أيضا”، مما “يؤثر سلبا على الشعب”، لذلك “فالوضع سيء معيشيا وأمنيا، ونحن ننتظر أن يكون هناك وقف لإطلاق النار أو تجميد للقتال في حلب”، وهو “ما تسعى إليه بعض الأطراف، وكلنا أمل أن يتم التوصل الى اتفاق بهذا الصدد، لنتمكن من العودة الى عيش بسلام وأمان في مدينتنا” حلب

 

أما بشأن موافقة حكومة دمشق على طلب المبعوث الأممي الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا حول تجميد القتال في حلب، فقد قال المطران مراياتي، إن “نداءات كثيرة أطلقت من جهات عديدة لأجل مدينتنا، كجماعة سانت إيجيديو”، وكذلك نداء “أنقذوا حلب” لمنظمة (موناستيري)،. وأضاف “قد جاء السيد دي ميستورا بهذا المقترح لأجل المدينة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه”، فـ”الموافقات الرسمية قد وردت كما يقال”، لكن “هناك مجال طويل بين القول والفعل وسنرى إن كانت ستحقق هذه الأمنية أو هذا الإقتراح”، وفق ذكره

 

وذكر الأسقف السوري أن “حلب منقسمة حاليا الى جزئين، الأول الذي يشمل ثلثي المدينة، بأيدي المعارضة التي تحولت اليوم الى حركة جهادية، وهي تخضع لقصف الجيش النظامي الذي ألحق أذى كبيرا بهذه المناطق”، وبالمقابل “تنال الأحياء التي نسكنها، الخاضعة لسيطرة النظام، نصيبها من القذائف والصواريخ والهاونات”، لذا “فالأذى يصيب كل الأطراف”، على حد وصفه

 

وحول مؤتمر جماعة سانت إيجيديو الذي حضره الأسقف في روما، قال إنه تمخض عن نداء بعنوان (انقذوا حلب)، فقد “كنا (المشاركين بالمؤتمر) نفكر بمناطق ساخنة أخرى ونتحدث بمواضيع هامة وخطيرة جدا، كأحداث العراق وشمال سورية والبلدان الأخرى”، و”كأننا قد نسينا هذه المدينة العريقة التي تمثل مهد المسيحيين وكل الكنائس الأخرى”. وأردف “لذلك أعدنا تحريك الموضوع، فحلب بحاجة الى اهتمام، والى وقف إراقة الدماء، وكذلك المساعدات الإنسانية والطرق الآمنة لإيصال كل ما تحتاج إليه هذه المدينة”، واختتم بالقول إن “جميع الطرقات والخدمات تحت سيطرة المعارضة ونحن تحت رحمتها”، على حد تعبيره

 

مصادر: إيران استدعت أكثر من 300 راجمة صواريخ لمعركة جنوب سورية

روما (18 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر مقرّبة من السلطات العسكرية السورية إن منطقة جنوب سورية شهدت الأسبوع الماضي أعنف تغطية نارية منذ اندلاع الثورة قبل أربع سنوات، وأكّدت على أن قادة من الحرس الثوري الإيراني هم الذين يحددون الكثافة النارية في كل معارك جنوب سورية.

 

وكشفت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن “قادة في الحرس الثوري الإيراني استدعوا نحو 300 راجمة صواريخ الأسبوع الماضي إلى مناطق في جنوب وجنوب غرب سورية إلى محافظتي درعا والقنيطرة للقيام بأكبر تغطية نارية شهدتها سورية منذ أربع سنوات”، وفق قولها.

 

وأضافت “قادة من الحرس الثوري الإيراني من هم من يقرر الكثافة النارية ويحدد الخطط العسكرية ونوع الأسلحة المستخدمة في المعارك التي تشهدها جنوب سورية، ولا دور للجيش السوري أو للقوات الرديفة له فيها”. وأوضحت “استدعت إيران هذا العدد الكبير من الراجمات من مصادر مختلفة، من مستودعات الجيش السوري والحرس الجمهوري ومن مستودعات تابعة لحزب الله في سورية، وكانت تبدأ القصف قبل أن يتم إنزالها من السيارات التي تحمّلها، ودعمها 40 دبابة تي 72، وهي أول مرة يُستخدم فيها في سورية هذا العدد من الدبابات في جبهة ومعركة واحدة”، حسب توصيفها.

 

وتابعت “يُدرك النظام أن معارك جنوب سورية قاسية وطويلة المدى، وستكون مُتعبة ومُكلفة للطرفين، لكن الإيرانيين لديهم خطة حاسمة لانتزاع السيطرة على المناطق المتاخمة لإسرائيل من إيدي المعارضة السورية المسلحة”، حسب قولها.

 

ويشهد جنوب سورية معارك ومواجهات عنيفة بين الجبهة الجنوبية التي تضم نحو 55 فصيلاً عسكرياً معارضاً وتضم نحو 35 ألف مقاتل، وبين قوات النظام و”ميليشيات لبنانية من حزب الله وميليشيات أخرى تضم سوريين مؤيدين للنظام وأفغان وباكستانيين بقيادة عسكرية ميدانية إيرانية”، حسبما أفادت عناصر بالمعارضة

 

سوريا: اشتباكات ضارية في ريف حلب والمعارضة تعلن سيطرتها على قريتين

تواصلت الاشتباكات الضارية بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في ريف حلب الشمالي وخاصة قريتي رتيان وحردتنين.

 

وقالت مصادر المعارضة السورية إنها سيطرت على قرية رتيان بالكامل واسرت عناصر من حزب الله خلال المعارك هناك.

 

ونقل مراسل بي بي سي عساف في دمشق عن مصادر موالية للحكومة قولها أن الاشتباكات مستمرة وأن القوات الحكومية مازالت تتموضع في الحي الشرقي للبلدة. وأن هدوءا نسبيا يسود في محاور مدينة حلب الأخرى.

 

وأضاف أن تقارير أفادت بدخول مئات المسلحين المعارضين إلى الريف الشمالي لحلب من تركيا عبر معبر باب السلامة لدعم فصائل المعارضة في رتيان.

تقع حلب في قلب الاشتباكات بين القوات الموالية للحكومة وعدد من الفصائل المسلحة منها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا

 

ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله “تمكنت الفصائل المسلحة والإسلامية من استعادة السيطرة على قرية حردتنين بشكل كامل بعد قتال عنيف مع قوات النظام التي مازالت مجموعة منها محاصرة فيها”.

 

وأضاف أن الاشتباكات مازالت متواصلة في محيط قرية باشكوي في ريف حلب الشمالي، وتترافق مع قصف جوي للطيران الحكومي.

طرق امدادات

 

وتعد هذه القرية إحدى المناطق التي تقدمت فيها القوات الحكومية في هجومها الأخير منذ الثلاثاء لقطع طرق إمداد قوات المعارضة في أحياء حلب الشرقية.

 

ويقول مراسلنا أن القتال تسبب في حركة نزوح للسكان من قرى ريف حلب الشمالي إلى تركيا عبر معبر اعزاز الحدودي.

يقول نشطاء أن أكثر من 210 آلاف شخص قتلوا في الصراع السوري الذي قارب دخول عامه الخامس.

 

وتأتي هذه الاشتباكات في وقت أعلن فيه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا عن استعداد القوات الحكومية السورية لوقف القصف الجوي والمدفعي على مدينة حلب لمدة ستة أسابيع لفسح المجال لتنفيذ هدنة في المدينة.

 

وتقع حلب في قلب الاشتباكات بين القوات الموالية للحكومة وعدد من الفصائل المسلحة منها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وكتائب إسلامية أخرى وجماعات معارضة مدعومة من الغرب.

 

وحسب إحصاءات المرصد السوري الذي يعتمد على شبكة من النشطاء على الأرض فإن أكثر من 210 آلاف شخص قتلوا في الصراع السوري الذي قارب دخول عامه الخامس.

 

الجيش الأمريكي: الدولة الإٍسلامية تتلقى 15 ضربة جوية من التحالف

واشنطن (رويترز) – قالت قوة المهام المشتركة يوم الخميس إن القوات المتحالفة بقيادة الولايات المتحدة نفذت 15 ضربة جوية استهدفت تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

 

وأضافت قوة المهام المشتركة في بيان أن خمس ضربات وقعت حول مدينة كوباني السورية ودمرت ثمانية مواقع قتالية ونقطتي تفتيش وأصابت وحدات تكتيكية. وقالت إن ضربتين وقعتا قرب الحسكة في سوريا.

 

وأصابت ثماني ضربات جوية قرب ست مدن عراقية مواقع قتالية ووحدات تكتيكية ومنشأة لتخزين السلاح ومركبات ومباني.

 

وذكر البيان أن الضربات نفذت من صباح الأربعاء حتى صباح الخميس.

 

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

امريكا تحدد 1200 مقاتل لمشاركة محتملة في برنامج تدريب المعارضة السورية

واشنطن (رويترز) – قالت وزارة الدفاع الامريكية يوم الاربعاء ان الولايات المتحدة حددت حتى الان حوالي 1200 من مقاتلي المعارضة السورية لمشاركة محتملة في برنامج يقوده الجيش الامريكي للمساعدة في تدريبهم وتسليحهم لقتال متشددي تنظيم الدولة الاسلامية.

 

وسيخضع هؤلاء المقاتلون لعملية تدقيق قبل الانضمام للبرنامج الذي من المتوقع ان يبدأ في مارس اذار في مواقع متعددة خارج سوريا ويشمل تدريب اكثر من 5000 مقاتل سوري سنويا. وقال مسؤول امريكي ان حوالي 3000 مقاتل قد يتم تدريبهم بنهاية 2015.

 

ومن المتوقع ان تجرى عملية التدقيق لاختيار المقاتلين باستخدام قواعد بيانات للحكومة الامريكية وايضا معلومات مخابرات من شركاء للولايات المتحدة في المنطقة.

 

وعرضت تركيا والسعودية وقطر علنا استضافة التدريب وعرض الاردن بشكل غير علني ان يفعل ذلك. وقال مسؤول امريكي متحدثا شريطة عدم الكشف عن اسمه ان التدريب من المرجح ان يبدأ في الاردن.

 

وامتنع جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون عن الكشف عن المواقع التي قد تستضيف المجندين السوريين المحتملين الذين تم تحديد هويتهم حتى الان.

 

وأبلغ كيربي مؤتمرا صحفيا في البنتاجون “يوجد حوالي 1200 فرد تم تحديد هويتهم للمشاركة ..مشاركة محتملة.. في هذه العملية وفي هذا البرنامج… اين سيجري تدريبهم.. ليس لدي الان معلومات عن ذلك.”

 

وقالت الولايات المتحدة وتركيا يوم الثلاثاء انهما تتوقعان ان توقعا قريبا اتفاقا بشان تدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة. وتأمل تركيا بان يدعم البرنامج ايضا المعارضة في قتالها ضد حكومة الرئيس السوري بشار الاسد. لكن مسؤولين امريكيين اوضحوا ان هدف برنامج الجيش للتدريب هو محاربة تنظيم الدولة الاسلامية.

 

وأبلغ مسؤولون امريكيون رويترز ان المقاتلين السوريين سيجري تجهيزهم بمعدات مثل شاحنات صغيرة مكشوفة مركب عليها رشاشات واجهزة للاتصال اللاسلكي واجهزة متصلة بالنظام العالمي لتحديد المواقع.

 

وقدر البنتاجون في السابق ان اكثر من 400 جندي امريكي من بينها افراد من قوات العمليات الخاصة سيقومون بتدريب المقاتلين السوريين. وسيجري ارسال مئات اخرين من الجنود لدعمهم. وقدر كيربي ان الحجم الاجمالي للقوة المشاركة في بعثة التدريب قد يصل الي حوالي 1000 جندي.

 

(اعداد وجدي الالفي للنشرة العربية)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى