أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 19 نيسان 2018

 

 

 

جولة دي ميستورا لاستطلاع فرص استئناف المفاوضات

موسكو، لندن – سامر إلياس، «الحياة»

 

على وقع تعثّر دخول خبراء منظمة «حظر انتشار السلاح الكيماوي» مدينة دوما، يتنقل المبعوث الدولي لسورية ستيفان دي ميستورا بين عواصم إقليمية ودولية لجس النبض حول استئناف المفاوضات السورية– السورية، وسط استنفار دولي يهدف إلى التوصل إلى حل سياسي، استقبلته موسكو بفتور، فيما تحدث مدير منظمة «الخوذ البيض» السورية للإغاثة رائد الصالح عن معلومات إضافية مهمة سيكشفها في غضون أيام حول «كيماوي دوما».

 

وأكد الصالح لـ «الحياة» أنه في حال وصل فريق المراقبين إلى الأماكن التي زودهم إياها، فإن «الموازين ستنقلب». وزاد أنه «لا يعلم هل وصل النظام إلى مكان دفن ضحايا الهجوم»، مشيراً إلى أن «مصابين وصلوا إلى ريف حلب الشمالي».

 

بموازاة ذلك، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار النمساوي سيباستيان كورتز، في اتصال هاتفي أمس، عن استعدادهما المساهمة في استئناف المفاوضات السورية برعاية الأمم المتحدة. وأوضح بيان للكرملين أن الجانبين بحثا في «الأوضاع في سورية التي تفاقمت، وتم تأكيد الضرورة العاجلة لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان سورية والاستعداد للمساهمة في استئناف المفاوضات».

 

تزامن ذلك مع بدء دي ميستورا زيارة لتركيا في إطار جولة تقوده إلى طهران وموسكو، وتُختتم في بروكسل بلقاء وزراء أوروبيين وممثلين عن الولايات المتحدة على هامش مؤتمر لدعم سورية يعقده في 24 و25 الشهر الجاري. وأعلنت الخارجية الروسية أمس أن الوزير سيرغي لافروف سيجري محادثات مع دي ميستورا غداً، فيما أوضح مكتب المبعوث الدولي في جنيف أنه يقوم بجولة مكثّفة من المحادثات مع القوى العالمية بهدف إعادة إطلاق محادثات السلام المتوقفة بين دمشق والمعارضة المسلحة.

 

وبعد خمسة أيام على وصول أول دفعة من خبراء منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية»، تأجل مجدداً دخول فريق المفتشين إلى دوما لدواعٍ أمنية. وأوضح المدير العام للمنظمة أحمد أوزومجو في بيان، أن «فريق الاستطلاع انسحب إلى دمشق، بعد تعرضه إلى إطلاق نار ووقوع انفجار لدى محاولته دخول دوما». ولم يستطع تحديد «متى يمكننا دخول دوما وسط المخاطر الأمنية الحالية»، لكنه أكد أن «العمل مستمر مع الحكومة السورية، والمجلس المحلي لدوما، والشرطة العسكرية الروسية، لتقويم الوضع الأمني»، مشدداً على ضرورة «الحصول على موافقة من خبراء الأمن والسلامة الأمميين» قبل الدخول.

 

من جانبه، استبق النظام السوري الإعلان عن أي جولة جديدة للمفاوضات، بتكثيف جهوده لفرض وقائع جديدة على الأرض. وبدأ أمس فصيل «جيش الإسلام» في مدينة الضمير المتاخمة لدمشق، بتسليم أسلحته الثقيلة والمتوسطة قبل خروج مقاتليه إلى جرابلس (شمال سورية)، وفق وكالة «سانا» الحكومية التي توقعت خروج خمسة آلاف شخص، بينهم 1500 مقاتل وعائلاتهم.

 

وبعد السيطرة على الغوطة الشرقية، تراجع النظام عن جميع اتفاقات المصالحة والهدن التي تضمن بقاء المقاتلين مع وقف القتال في جنوب دمشق وشرق القلمون، وبدأ مفاوضات لترحيل المسلحين، مخيّراً إياهم بين مصير الغوطة أو الاستسلام. ويضغط النظام لفرض وقائع جديدة على الأرض، وإتمام إفراغ محيط دمشق من المقاتلين لتمتين وضعه في أي مفاوضات مقبلة.

 

على صلة، أكد مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون أوروبا وأوراسيا وايس ميتشيل أن واشنطن «لا تسعى إلى المواجهة مع روسيا في سورية»، لكنه شدد على أنها «مستعدة لاستخدام القوة إذا دعت الضرورة». واتهم موسكو بالسعي إلى «الحفاظ على وجودها في سورية للاستفادة منها كموطئ قدم لتعزيز تأثيرها على تطورات الأحداث اللاحقة في سورية نفسها، وكذلك في العراق وكل منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط». وحمّل التدخل الروسي «المتهور» في سورية المسؤولية عن «رفع مخاطر المواجهة مع الغرب»، موضحاً أن هدفها هو العمل من أجل «جلوس الأسد إلى طاولة الحوار» على حساب مشاركتها الفاعلة في الحل السياسي.

 

وفي لندن، حققت رئيسة الوزراء تيريزا ماي فوزاً رمزياً في قضية أكثر شمولاً وأبعد من مشاركتها الولايات المتحدة وفرنسا في الهجوم على سورية، إذ طُرح مشروع قانون يُجبر حكومتها على العودة إلى البرلمان لأخذ موافقته على شن أي حرب في المستقبل، لكن 317 نائباً أيدوا ماي في مقابل اعتراض 256، رغم دعوة وجهها زعيم المعارضة جيريمي كوربين للاحتجاج على قرار المشاركة في الهجوم على سورية من دون الحصول على موافقة مسبقة من النواب.

 

مقتل 25 من قوات النظام في هجوم لـ «داعش» شرق سورية

بيروت – أ ف ب

 

قتل 25 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في هجوم مفاجئ شنه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على أطراف مدينة الميادين شرق سورية، الواقعة جنوب شرقي مدينة دير الزور، بعد ستة أشهر من طرده منها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الخميس).

 

وأفاد المرصد في بيان شن التنظيم «هجوماً مفاجئاً أمس، تمكن بموجبه من الوصول إلى أطراف مدينة الميادين، حيث خاض معارك عنيفة ضد قوات النظام»، مشيراً إلى مقتل «25 عنصراً من قوات النظام وحلفائها، مقابل 13 عنصراً من التنظيم».

 

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إنه «الهجوم الأكبر للتنظيم منذ طرده من المدينة».

 

بدوره، نفى مصدر عسكري في محافظة دير الزور «وقوع أي هجمات على مواقع الجيش السوري على امتداد الضفة الغربية لنهر الفرات»، الذي يقسم محافظة دير الزور إلى قسمين، لكنه أشار إلى أن «مواقع الجيش تتعرض لقصف متقطع من الضفة الشرقية، حيث يتمركز داعش، ما يستدعي رداً بالأسلحة المناسبة».

 

وتمكنت قوات النظام وحلفاؤها في 14 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، من طرد التنظيم بالكامل من الميادين ومن مناطق أخرى مجاورة، لتتقلص مساحة سيطرته إلى بعض الجيوب في المحافظة والبادية السورية.

 

وشهدت دير الزور العام الماضي عمليتين عسكريتين منفصلتين، الأولى قادها الجيش السوري بدعم جوي روسي، تمكن بموجبها من استعادة كامل مدينة دير الزور والضفة الغربية لنهر الفرات، والثانية شنتها «قوات سورية الديموقراطية» بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وطردت خلالها المتطرفين من مساحات واسعة عند الضفة الشرقية.

 

إرجاء زيارة مفتشي «الكيماوي» يفاقم الجدل حول «العبث» بالأدلة

بيروت، نيويورك، لاهاي – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

 

لا تزال التبعات السياسية للزلزال الناجم عن هجوم «دوما الكيماوي» تتفاعل، مع إرجاء دخول فريق التحقيق التابع لمنظمة «حظر الأسلحة الكيماوية» إلى المدينة التي أعلن النظام السوري السيطرة عليها قبل أيام، وما فاقم الجدل إعلان روسيا أنه «لا جدوى من إجراء تحقيق جديد لتحديد المسؤول عن الهجوم بعدما تصرفت الولايات المتحدة وحلفاءها على أنهم القاضي والجلاد بالفعل». وكان النظام السوري أعلن الثلثاء دخول بعثة التحقيق إلى دوما للمرة الأولى، قبل أن تؤكد مصادر لـ «رويترز» أن زيارة «المفتشين» لموقع هجوم دوما «تأجلت بعد إطلاق نار في الموقع أول من أمس أثناء زيارة فريق أمني تابع للأمم المتحدة». وقال مصدر آخر إن الفريق غادر بعد أن قابل محتجين يطالبون بمساعدات وتردد صوت إطلاق نار، فيما قال مسؤول مقرب من النظام السوري إن الفريق الأمني «قابل محتجين يتظاهرون ضد الضربات التي تقودها الولايات المتحدة، لكنه لم يذكر أي إطلاق نار». واعتبر إنها «كانت رسالة من الشعب»، مضيفاً أن البعثة «ستواصل عملها، لكن مصدر في الأمم المتحدة اكد إن المفتشين «لن يذهبون إلى دوما اليوم (أمس) على الأرجح».

 

وقال مندوب بريطانيا لدى المنظمة بيتر ويلسون، إن مدير عام المنظمة أحمد أوزومجو صرح بأنه من غير الواضح متى ستتمكن بعثة تقصي الحقائق من دخول دوما بسلام، كما أكد تأجيل سفر فريق المفتشين، بعدما اضطر الفريق الأمني الأممي الذي كان يقوم بمهمة استطلاعية قبل وصول المفتشين إلى الانسحاب من دوما في أعقاب تعرضه لإطلاق نار.

 

وجدد التأجيل اتهامات واشنطن وباريس إلى موسكو والنظام بـ «إعاقة البعثة وتدمير الأدلة». وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت: «لدينا القلق من أنه كلما تأخر فريق الخبراء في الدخول إلى دوما وإلقاء نظرة على عينات من التراب، هذا التأجيل قد يؤدي إلى اختفاء الأدلة على الأرض، لذلك نحن نريد دخولهم في أقرب وقت ممكن». وزادت: «نحن نريد للأدلة أن تكون واضحة قدر الإمكان».

 

وفي تطور لافت، أبلغت روسيا مجلس الأمن أنه لا جدوى من إجراء تحقيق جديد لتحديد المسؤول عن الهجمات بأسلحة كيماوية في دوما، بعد الضربات الأخيرة في سورية التي وجهتها واشنطن وحلفاؤها، وهو ما اعتبرته موسكو استباقاً لنتائج التحقيق.

 

واجتمع المجلس الثلثاء، للمرة السادسة خلال تسعة أيام في شأن سورية وسط مواجهة بين روسيا والقوى الغربية حول الهجوم الكيماوي. وطلبت روسيا تقديم إفادة أمام المجلس الثلاثاء في شأن مدينة الرقة في شمال سورية، حيث هزمت قوات تدعمها الولايات المتحدة تنظيم «داعش» العام الماضي، وفي شأن مخيم الركبان النائي للنازحين السوريين قرب الحدود مع الأردن والعراق.

 

وقالت نائبة سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة كيلي كوري أمام المجلس: «دعتنا روسيا إلى هنا في إطار حملة لتوجيه رسائل في محاولة لصرف الأنظار عن الفظائع التي يرتكبها نظام (الأسد)». وأضافت: «ولكي تفعل ذلك، تطلب روسيا من هذا المجلس تركيز انتباهه على الجزء الذي لا يقتل فيه نظام الأسد المدنيين بالقصف بالبراميل المتفجرة أو الأسلحة الكيماوية المحظورة».

 

وكان المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، قال إن محققي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيزورون دوما اليوم «أمس» للبحث عن بقايا الضربة بالأسلحة الكيماوية، مشيراً إلى أن فريقاً أمنياً من الأمم المتحدة زار دوما الثلاثاء. وربط الجعفري بين قرار الدخول إلى دوما بقرار من الفريق الأمني الأممي والمنظمة، مؤكداً أن النظام قام بكل ما يلزم لتسهيل عمل الفريق الأممي.

 

إلى ذلك، قال مدير منظمة (الخوذ البيضاء) السورية للإغاثة رائد الصالح، إن المنظمة حددت للمفتشين الدوليين أماكن دفن ضحايا الهجوم الكيماوي الذي وقع في 7 الشهر الجاري.

 

وقال الصالح، المقيم في تركيا، لـ «رويترز» عبر خدمة للرسائل النصية: «زودنا لجنة تقصي الحقائق بكل المعلومات الموجودة لدينا» بما يشمل مكان دفن الضحايا. أشار إلى إن جثث الضحايا دفنت سريعاً بسبب القصف المكثف، وإن موقع المقابر ظل سراً لمنع أي تلاعب بالأدلة. وأضاف: «الوضع في المدينة المدمرة الواقعة بالغوطة الشرقية كان كارثياً منذ اليوم السابق للهجوم بسبب القصف المتواصل، وهو ما أدى إلى عدم توفر الوقت للتعرف على هوية الضحايا وتوثيق وفاتهم». وقال: «كانت الأولية إيواء الضحايا ضمن التراب» بأسرع ما يمكن».

 

إدارة ترامب تدرس تقديم “مكافأة إجبارية” للسعودية بسبب سوريا

واشنطن- القاهرة: نقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية عن مصادر أمريكية مسؤولة القول إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس تقديم ما وصفته بـ”مكافأة إجبارية” للمملكة العربية السعودية من أجل إرسال قوات عربية إلى سوريا تحل محل القوات الأمريكية.

 

وقالت المصادر إن إقناع السعودية بالمشاركة “سيأتي بثمن”. وأضافت المصادر أنه “مع إبداء السعودية عن استعدادها للمشاركة في إرسال قوات عربية إلى سوريا، سيكون على الولايات المتحدة تحديد ما الذي ستقدمه في المقابل”.

 

ونقلت الشبكة عن مصدر مطلع أن “واحدة من الأفكار التي يدرسها حاليا مجلس الأمن القومي الأمريكي هو تقديم عرض للسعودية بأن تصبح دولة بدرجة (حليف رئيسي خارج حلف الشمال الأطلسي) إذا وافقت على إرسال قوات وتقديم مساهمات مالية للتمويل اللازم”.

 

وأوضحت الشبكة أن تصنيف السعودية كحليف رئيسي من خارج الناتو سيكون اعترافا رسميا بوضعها كشريك استراتيجي عسكري مع الولايات المتحدة على درجة حلفاء رئيسيين مثل إسرائيل والأردن وكوريا الجنوبية.

 

وقال نيكولا هيراس، خبير شؤون الشرق الأوسط في مركز “الأمن الأمريكي الجديد”، إن “وضع حليف رئيسي خارج الناتو هو بمثابة ريشة على رأس عدة دول، وسيعزز دور الولايات المتحدة كضامن لأمن المملكة العربية السعودية”.

 

وأضاف أن ذلك “سيضع على الورق ما كان اتفاق نبلاء”.

 

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال، الثلاثاء، ردا على تقارير محاولة تشكيل قوة عربية لإرسالها إلى سوريا، إن “هناك نقاشات مع الولايات المتحدة منذ بداية هذه السنة، وفيما يتعلق بإرسال القوات إلى سوريا قدمنا مقترحا إلى إدارة (الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما) أنه إذا كانت الولايات المتحدة سترسل قوات، فإن المملكة ستفكر كذلك مع بعض الدول الأخرى في إرسال قوات كجزء من هذا التحالف”. (د ب أ)

 

قوات كردية في شمال سوريا تعلن توقيف ألماني على صلة بهجمات 11 سبتمبر

بيروت: أكدت مصادر كردية الخميس أن قوات كردية في شمال سوريا تمكنت من توقيف المسلح الألماني السوري الأصل محمد حيدر زمار، الذي يعتقد أنه ساعد في التخطيط لهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر من عام 2001.

 

وقال مصدر رفيع من وحدات حماية الشعب الكردية، طلب عدم الكشف عن هويته إنه “جرى توقيف زمار قبل أيام قليلة في شمال سوريا بعد مراقبة مكثفة”.

 

وأكد مصدر عسكري كردي آخر أن زمار، الذي ينتمي الآن لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، محتجز في مكان آمن ويقوم الأسايش (الأمن الكردي) باستجوابه.

 

وقال المصدر إن زمار محتجز في مقر للمخابرات الكردية قرب الرقة.

 

ولد زمار في حلب عام 1960 ويعتقد أنه كان يعمل في التجنيد لصالح تنظيم القاعدة، وأنه توصل إلى عدد ممن نفذوا هجمات 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 في الولايات المتحدة.

 

وانتقل زمار إلى ألمانيا في سن العاشرة، وانضم لتنظيم القاعدة في سن صغير.

 

وكان جرى توقيفه عام 2001 في المغرب بمساعدة عملاء أمريكيين. وبدلا من ترحيله إلى الولايات المتحدة، تم تسليمه العام التالي إلى سوريا التي عاقبته بالسجن 12 عاما لكونه عضوا في جماعة “الإخوان المسلمين” التي كانت محظورة في سوريا.

 

ووفقا لنشطاء سوريين، أطلقت الحكومة السورية سراحه عام 2013 في إطار صفقة لتبادل السجناء مع مسلحين إسلاميين. (د ب أ)

 

قوات النظام السوري تطلق النار على مفتشي «الكيميائي» في دوما وتستعد للهجوم على «اليرموك»

إيران تسحب قادة «فيلق القدس» الميدانيين على خلفية «صفقة سرية بين أمريكا وروسيا»

لندن ـ «القدس العربي» من محمد المذحجي وهبة محمد: على خلفية «صفقة سرية بين أمريكا وروسيا» سحبت إيران كبير قياديي قوات فيلق القدس والميليشيات غير الإيرانية، العميد محمد رضا فلاح زادة، وبعض القادة العسكريين الميدانيين الإيرانيين من سوريا.

من جهتها سحبت إيران كبير قياديي قوات فيلق القدس والميليشيات غير الإيرانية، وأفاد موقع «إيران نيوز» المقرب من التيار الإصلاحي نقلا عن مصادر مطلعة طلبت عدم الإفصاح عن هويتها، أن السلطات العليا الإيرانية قررت سحب العميد محمد رضا فلاح زادة وعدد آخر من القادة الميدانيين الإيرانيين من سوريا، وأن هؤلاء القادة العسكريين عادوا إلى طهران بعد الهجوم الأمريكي ـ البريطاني – الفرنسي المشترك على بعض المواقع العسكرية السورية بداية الأسبوع.

وأضاف التقرير أن قائد قوات «فيلق القدس» في سوريا في تصريح له خلال اجتماع مغلق لبعض المسؤولين أشار إلى تخلي روسيا عن القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، وأن فلاح قال إن الروس والأمريكان توصلوا إلى صفقة سرية ستكون القوات الإيرانية قربانا لها.

وأوضح فلاح أن الإيرانيين والميليشيات الباكستانية والأفغانية والعراقية مقتنعون تماما بأن الجيش الروسي لن يطلق ولا رصاصة واحدة من أجل الحفاظ عليهم، فضلا عن أن التوافق الأمريكي – الروسي زاد الطين بلّة.

تجدر الإشارة إلى أن العميد محمد رضا فلاح زادة يعتبر ثاني أكبر قيادي بعد قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، في سوريا، وأنه المنسق العام بين الحرس الثوري والقادة العسكريين السوريين، فضلا على أن جميع الميليشيات غير الإيرانية في سوريا تعمل تحت أمرته مباشرة.

تزامنا كثفت موسكو جهودها بغية المضي قدما في حماية النظام السوري، والحيلولة دون وصول مفتشي الأسلحة الكيميائية إلى مسرح الجريمة في مدينة دوما في الغوطة الشرقية حيث أطلقت قوات النظام الرصاص في منطقة المفتشين كما كثف النظام قصفه لمخيم اليرموك جنوبي دمشق الذي يسيطر عليه تنظيم «الدولة»، في مقدمة للهجوم عليه.

فقد أجّل الخبراء الدوليون امس الأربعاء دخولهم إلى دوما بعد سماع إطلاق نار في موقع تواجدهم، حيث بثت مزاعم عن وجود مواجهات مسلحة ضد قوات النظام. وفي هذا الإطار قال أحمد أوزومجو المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية امس الأربعاء إن الفريق الأمني التابع للأمم المتحدة الذي كان يقوم بمهمة استطلاعية في دوما السورية تعرض لإطلاق نار في اليوم السابق، واضطر للانسحاب مؤجلا وصول مفتشي الأسلحة الكيميائية للمكان والذي كان مقررا يوم الأربعاء.

ورفض السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا المحاولة الغربية الجديدة لإجراء تحقيق دولي لتحديد المسؤولية عن استخدام أسلحة كيميائية، بحجة أنها عملية عديمة الجدوى. وفي محاولة للهروب إلى الأمام طالبت روسيا بتقديم إفادة أمام المجلس الثلاثاء بشأن مدينة الرقة في شمالي سوريا، حيث هزمت قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة تنظيم «الدولة» العام الماضي، وكذلك بشأن مخيم الركبان النائي للنازحين السوريين قرب الحدود مع الأردن والعراق.

 

بدء تهجير أهالي الضمير.. وفصيل متشدد يتقدم جنوب سورية

أمين العاصي

بدأت صباح اليوم الخميس عملية تهجير مدينة الضمير (47 كيلومتراً شمال شرقي دمشق)، كبرى مدن القلمون الشرقي، حيث من المقرر تهجير الآلاف وفق اتفاق أُبرم مع الجانب الروسي، فيما يشهد ريف درعا الغربي جنوب سورية، اشتباكات بين فصائل المعارضة، وفصيل متشدد مبايع لتنظيم “داعش” الإرهابي.

 

وأكدت وسائل إعلام تابعة للنظام بدء عمليات تهجير مقاتلي فصيل “جيش الإسلام” وعائلاتهم، ومدنيين اختاروا الخروج الى الشمال السوري على البقاء تحت سيطرة قوات النظام التي ترتكب عمليات انتقام واسعة في المناطق التي تدخلها.

 

وكان الناشط الإعلامي من القلمون الشرقي، مروان القاضي، أوضح لـ”العربي الجديد”، إنه “من المتوقع خروج ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف مقاتل ومدني من الضمير إلى مدينة جرابلس في الشمال السوري في الدفعة الأولى”، علماً أن لجنة مفاوضات عن مدينة الضمير كانت توصّلت إلى اتفاق مع الجانب الروسي، بمعزل عن بقية مدن القلمون الشرقي وبلداته “من أجل حماية أكثر من 100 ألف مدني في المنطقة”، وفق اللجنة، التي أشارت في بيان إلى أن “القبول بالتهجير جاء بعد الضغوط المتكررة”.

 

وتؤكد وسائل إعلام تابعة للنظام، منها صحيفة “الوطن”، أنه من المقرر تهجير نحو خمسة آلاف من أهالي المدينة الى مناطق “درع الفرات” شمال شرقي حلب، والخاضعة للنفوذ التركي المباشر.

 

ومن المقرر أن يتم تحديد مصير بقية مدن وبلدات القلمون الشرقي، اليوم الخميس، حيث أكدت مصادر لـ”العربي الجديد” أن لجنة المفاوضات المكلفة بالتفاوض مع الجانب الروسي عن مدن وبلدات القلمون الشرقي، ستعقد اليوم اجتماعاً وصفته بـ”الحاسم” لتحديد مصير المنطقة.

على صعيد آخر، وفي ريف درعا الغربي، تتواصل الاشتباكات بين فصائل المعارضة السورية من جهة، وتنظيم “جيش خالد” المتشدد المبايع لتنظيم “داعش”، منذ فجر اليوم الخميس، حيث يؤكد ناشطون أن الأخير حقق تقدماً على حساب فصائل المعارضة داخل بلدة الشيخ سعد، وأن اشتباكات تجري في محيط البلدة وداخلها في سعي من قوات المعارضة لاستعادة السيطرة على البلدة، فيما نجحت قوات المعارضة في صدّ هجوم آخر على بلدة جلين.

 

ويسيطر “جيش خالد” على مساحات كبيرة من ريف درعا الغربي الذي يرتبط بحدود مع الجولان المحتل، والأردن، وتسعى المعارضة الى القضاء عليه، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل مراراً. وأكدت مصادر محلية لـ “العربي الجديد” أن عدداً من مقاتلي فصائل المعارضة قُتلوا في المعارك التي لا تزال على أشدها، مشيرة الى بدء حركة نزوح مدنيين عن مناطق الاشتباك.

 

تهريب الكيميائي البلجيكي للأسد: الفضيحة ودفاع الحكومة عن نفسها

بروكسل – لبيب فهمي

 

اعتبر وزير الخارجية البلجيكي، ديديه رينديرز، في أول تصريح رسمي، أن “ملف التصدير الذي قامت بها ثلاث شركات بلجيكية لمكونات كيميائية إلى سورية لم تكشف عنه الصحافة أو المعارضة، ولكن من خلال الإجراءات القانونية التي بادرت بها إدارة الجمارك”.

 

وأصر في حديثه لإحدى الإذاعات البلجيكية، “إدارة الجمارك هي التي التجأت إلى المحكمة، وهناك تحقيق في النيابة العامة، لذلك فالمؤسسات البلجيكية هي التي توجه أصابع الاتهام إلى ثلاث شركات فلامانية”. مشدداً في ما يشبه رداً على جزء من المعارضة التي شككت أمس الأربعاء في عمل الحكومة على أن “ليس الصحافيون أو البرلمانيون هم الذين اكتشفوا شيئا، كما سمعت في الساعات الأخيرة. وإذا أبرز التحقيق أن أخطاء ارتكبت من قبل الشركات أو أي إدارة فستتخذ العقوبات في حقها”.

 

تحقيق

 

وكانت مجلة “كناك” البلجيكية قد كشفت في عددها لهذا الأسبوع أن ثلاث شركات باعت أحد مكونات غاز السارين إلى شركات سورية على الرغم من الحظر المفروض منذ عام 2014.

 

وفي تحقيق تم إنتاجه بالتعاون مع المنظمة غير الحكومية الألمانية والأرشيف السوري ومكتب التحقيقات البريطاني بيلينغكات، تبين أن عشرات الأطنان من المواد الكيميائية المحظورة تم تصديرها من قبل ثلاث شركات من مدينة أنتويرب شمال بلجيكا إلى سورية ولبنان بعد يوليو/تموز 2013. وذلك رغم أنه منذ هذا التاريخ، يخضع تصدير المواد الكيميائية إلى سورية لترخيص خاص.

 

والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن هذه الصادرات المشكوك فيها حاليا تمت بموافقة إدارة الجمارك البلجيكية، التي يبدو أنها لم تأخذ في الحسبان الحظر الذي أصدرته المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة. وهو ما دفع الإدارة حاليا إلى رفع دعوى ضد الشركات المعنية وستفتح جلسات المحاكمة في 15 مايو/أيار القادم أمام محكمة أنتويرب الجنائية.

 

وبحسب التحقيق ففي المجموع تم تنفيذ 24 عملية تصدير بين مايو/أيار 2014 وديسمبر/كانون الأول 2016. وقد تم تصدير 168 طنا من مادة الأيزوبروبانول، و219 طنا من مادة الأسيتون، و 77 طنا من مادة الميثانول و 21 طنا من مادة ثنائي كلورو الميثان. وكل هذه المنتجات يمكن اقتناؤها بسهولة نسبيًا، ولكنها تتطلب ترخيصًا لأنه يمكن استخدامها لإنتاج الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك غاز السارين. وينطبق هذا بصفة خاصة على مادة الأيزوبروبانول، حيث تم تدمير 120 طنا من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سورية في عام 2014.

 

ومازالت مجموعة من الأسئلة عالقة في الوقت الحالي. فعلى سبيل المثال هجوم واحد بغاز السارين، على الأقل، حظي بتحقيق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهو المتعلق بخان شيخون في أبريل /نيسان 2017، استعملت مادة الأيزوبروبانول لصنعه. ولكن من المستحيل تحديد مصدر المادة. ففي الواقع، من السهل جدًا الحصول على مادة الأيزوبروبانول من الإنترنت بتكلفة رخيصة جدا. لكن تصديره إلى دول مثل سورية، حيث تستخدم الأسلحة الكيميائية بانتظام في الصراع، تظل مسألة محظورة من حيث المبدأ.

 

رد الشركات

 

الشركات التي واصلت تصدير كميات كبيرة من الأيزوبروبانول، شرحت من جانبها للمجلة بأنها اشتغلت في هذا المجال لأكثر من عشر سنوات وأن إدارة الجمارك البلجيكية لم توجه لها أدنى ملاحظة بخصوص حظر التصدير خلال هذه الفترة. ووفقاً لتفسيرات مسؤوليها، فإن هذه المنتجات تباع إلى شركات سورية ولبنانية خاصة تنتج، على وجه الخصوص، الدهانات والمبردات.

 

وكما يفسر لـ”العربي الجديد”، نيكولا غرو فيرهايد، الخبير في الشؤون الدفاعية، “بمجرد شحن هذه المنتجات، لا يمكن لأحد التحكم في مسارها والتأكد من استعمالاتها خاصة في بلد يوجد في حالة حرب مثل سورية”.

 

وشدد على أنه “إذا لم يكن هناك أي دليل حتى الآن على أن الأيزوبروبانول البلجيكي كان يستخدم في صنع غاز السارين، فلا تزال هناك أسئلة مطروحة حول مسألة التحكم في تصدير المواد الكيميائية الحساسة إلى بلدان في حالة حرب مثل سورية. وخصوصا بمثل هذه الكميات الكبيرة”. مشيراً إلى أنه “من المحتمل ألا تسمح المحاكمة القادمة بالحصول على معلومات أكثر، ولكن من الواضح أن نظام المراقبة البلجيكي قد فشل”.

 

وينتظر أن يتصدر ملف الشركات الثلاث جلسات الأسئلة في البرلمان البلجيكي. إذ عبر مجموعة من النواب، خاصة من المعارضة، عن استعدادهم لطلب التوضيحات من ممثلي الحكومة البلجيكية.

 

أميركا تريد الانسحاب من سورية مقابل انخراط عسكري عربي

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الولايات المتحدة الأميركية تسعى لسحب قواتها العسكرية من سورية، وتعويضها بوحدات عسكرية من البلدان العربية، ودفع بلدان خليجية لإعادة إعمار منطقة شمالي سورية بعد القضاء على تنظيم “داعش”، لكن تلك المساعي تواجه عدة عقبات، وفق مسؤولين أميركيين.

 

وفي التفاصيل، قالت الصحيفة إن إدارة دونالد ترامب تسعى لتشكيل قوة عربية لتعويض الوحدات الأميركية الموجودة في سورية، موضحة أن مستشار ترامب الجديد في الأمن القومي، جون بولتون، هاتف أخيراً رئيس جهاز المخابرات العامة في مصر، اللواء عباس كامل، وذلك لتقييم ما إذا كانت القاهرة ترغب بالمشاركة في تلك القوة.

 

وأوضحت الصحيفة أن المبادرة تأتي بعدما طلبت الإدارة الأميركية من المملكة العربية السعودية، وقطر، والإمارات العربية المتحدة المساهمة بملايين الدولارات في جهود إعادة إعمار شمالي سورية، لافتة إلى أن مسؤولين أكدوا لها أن واشنطن تريد أيضا من البلدان العربية إرسال وحدات عسكرية.

 

ووفق “وول ستريت جورنال” فإن تفاصيل المبادرة، التي ظلت طي الكتمان، برزت في الأيام الأخيرة التي تلت الضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى نظام بشار الأسد، بعدما اتهمته الدول الثلاث بالوقوف خلف هجوم مفترض بالأسلحة الكيميائية استهدف مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية لدمشق.

 

وأوردت الصحيفة أن “ترامب، الذي عبر صراحة عن تذمره من كلفة جهود تحقيق الاستقرار بسورية وطول مدتها الزمنية، لمح إلى الفكرة ليلة الجمعة الماضية، لحظة إعلانه عن الضربات الصاروخية”.

 

ونقلت عنه قوله: “لقد طلبنا من شركائنا تحمل مسؤولية أكبر في تأمين منطقتهم، بما في ذلك المساهمة بمبالغ مالية أكبر”. ولفتت “وول ستريت جورنال” إلى أن ترامب تحدث بداية الشهر الجاري عن ضرورة تسريع وتيرة سحب قوات بلاده العسكرية من سورية التي يصل تعدادها إلى ألفي جندي، وهو الأمر الذي يتعارض مع موقف كبار مستشاريه الذين يتخوفون من أن الانسحاب على عجل قد يفسح المجال أمام إيران وروسيا ووكلائهم، وكذا بعض الجماعات المتطرفة الأخرى.

 

ووضعت الصحيفة المبادرة الأميركية الجديدة في سياق مساعيها لتفادي خلق “فراغ أمني” في سورية قد يمكّن تنظيم “داعش” من الظهور مجددا، ولتفادي سقوط الأراضي، التي جرت السيطرة عليها بصعوبة، في يد المليشيات الموالية لإيران. وفيما أشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن متحدثا باسم مجلس الأمن القومي الأميركي رفض التعليق على الاتصال الذي جرى بين بولتون وكامل، قالت إن مسؤولين آخرين أقروا بحقيقة إجراء الاتصال وأشاروا أيضا إلى أن الإدارة الأميركية ربطت الاتصال أيضا ببلدان خليجية.

 

وفي هذا الصدد، قال مسؤول في الإدارة الأميركية للصحيفة “لقد تم التواصل مع السعودية وقطر والإمارات بشأن الدعم المالي وأشكال التعاون الممكنة”.

 

عراقيل

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المسؤولين العسكريين يرون أن إنهاء مهمة القضاء على تنظيم “داعش” بسورية ما زالت تشكل تحديا، وأن أي تحرك لتشكيل وحدات عسكرية من البلدان العربية لتعويض القوات الأميركية تواجهه بعض العراقيل.

 

ونقلت الصحيفة عن الباحث في “معهد الشرق الأوسط”، تشارلز ليستر، قوله إن “تشكيل قوة جديدة قد يكون تحديا في ذاته، لأن السعودية والإمارات منخرطتان عسكريا في اليمن، ومصر ستبدي ترددا في حماية الأراضي التي لا يسيطر عليها نظام بشار الأسد”.

 

كما أضاف “البلدان العربية لن تكون متحمسة لإرسال قوات إلى سورية إذا رفض الجيش الأميركي الإبقاء على بعض وحداته هناك”. ولفت ليستر إلى عدم وجود أي سابقة أو أي ركائز قوية يمكن أن تجعل هذا الأمر يتبلور في شكل استراتيجية ناجحة.

 

وبخصوص الشكل المحتمل الجديد للقوات العربية، قال للصحيفة الباحث في مركز “بروكينغز”، مايكل أوهانلون، “يتعين أن تكون قوية كفاية لإفشال أي تحرك للأسد أو إيران لاسترداد تلك الأراضي، وربما بدعم من روسيا”.

 

“بلاكووتر”

إلى ذلك، قالت الصحيفة إن فكرة خروج الوحدات العسكرية الأميركية من سورية أثارت انتباه مؤسس شركة “بلاكووتر” الأمنية الخاصة، إيريك برنس، الشركة ذات السجل السيئ في انتهاك حقوق الإنسان بالعراق، والتي عملت لفائدة الإمارات على تشكيل وحدات أمنية خاصة.

 

ونقلت “وول ستريت جورنال” أن برنس قال أمس الاثنين إنه تلقى اتصالات غير رسمية من مسؤولين عرب بخصوص إمكانية تشكيل قوة خاصة في سورية، وبأنه ينتظر ما الذي سيقوم ترامب بفعله.

 

مخابرات بشار تغتال «المفاوض الوحيد» لـ «جيش الإسلام» في الضمير

انتشار للشرطة العسكرية الروسية والمعارضة تسلم أسلحتها فيها… ومصير القلمون الشرقي مجهول

دمشق – «القدس العربي»: قالت مصادر ميدانية خاصة في مدينة الضمير بريف دمشق لـ «القدس العربي»: إن فخري الغضبان، وهو أحد أزلام النظام السوري، والمقرب من قيادة مطار الضمير العسكري بريف دمشق، أقدم على اغتيال رئيس لجنة المفاوضات في المدينة، والقيادي البارز في «جيش الإسلام» شاهر جمعة، عبر إطلاق الرصاص عليه بشكل مباشر مما أدى إلى مقتله على الفور، ليغادر القاتل بعدها المدينة نحو داخل المطار، وذلك بعد توصل النظام والمعارضة لصيغة تفاهم، تقضي بتسليم المدينة للنظام وتوجه المعارضة نحو الشمال السوري.

وأكدت المصادر، أن القيادي جمعة، والذي تم اغتياله، كان يشغل منصب رئيس المكتب الأمني في «جيش الإسلام»، والمفاوض الوحيد باسمه في مدينة الضمير، وأن القاتل تم تسليحه من قبل مخابرات مطار الضمير العسكري، ليقوم بتصفية القيادي الذي لعب دوراً هاماً ل«جيش الإسلام» والمعارضة في المفاوضات الأخيرة، وعللت المصادر اغتيال القيادي بعد انتهاء المفاوضات، بأنه يأتي ضـمن عملية انتقام مخابرات الأسد من القيادي الذي قـاد العديـد من المعـارك خـلال السـنوات السـابقة.

وكانت لجنة المفاوضات التي تضم ممثلي عن كل من «جيش الإسلام» وقوات الشهيد احمد العبدو والمجلس المحلي قد أعلنت في وقت سابق توصلها لاتفاق اولي مع ممثلي الروس والنظام السوري. وكالة «سانا»، الناطق الرسمي للنظام السوري، ذكرت أن المعارضة السورية بدأت خلال الساعات الماضية بتسليم أسلحتها المتوسطة والثقيلة كافة لقوات النظام، في خطوة أولى قبل إجلاء مقاتلي المعارضة نحو مدينة جرابلس في ريف حـلب، شـمالي سـوريا.

رئيس المجلس المحلي في مدينة الضمير فراس اللحام، قال لـ «القدس العربي»: إن عملية إجلاء مقاتلي المعارضة نحو الشمال السوري، ستبدأ الخميس، وأن روسيا، ستبدأ منذ صباح الخميس بنشر الشرطة العسكرية الروسية على أطراف ومداخل المدينة، تمهيداً لعملية الإجلاء، وتسليم المدينة عقب خروج مقاتلي المعارضة كافة منها.

 

القلمون… مفاوضات ومعارك

 

وأشار «اللحام»، إلى أن عدد الذين سيخرجون نحو مدينة جرابلس في الشمال السوري، يقدر بـ 1500 مقاتل، مع عائلاتهم، أما وكالة «سانا»، فقالت: إن عدد الذين تقرر إخراجهم من الضمير نحو الشمال يبلغ 1500 من مقاتلي المعارضة، إضافة إلى عائلاتهم ليبلغ العدد الإجمالي لهم نحو 5 آلاف. ونص اتفاق مدينة الضمير بريف دمشق، على تسوية أوضاع من يشاء من العسكريين مع اعطائهم مهلة ستة أشهر لتسوية أوضاعهم، بينما يلتحق المنشقون بقطاعهم العسكري خلال أسبوع من توقع الاتفاق، ويجري ذلك وسط فتح المدينة امام الشرطة العسكرية الروسية التي ستدخل مدينة الضمير لمتابعة تطبيق بنود الاتفاق وحفظ الامن.

من جهة أخرى يعيش القلمون الشرقي في ريف دمشق، وسط وقائع متناقضة، ومصير لا زال مجهولاً، حيث نفذت مقاتلات النظام السوري أكثر من 30 غارة جوية، خلال الساعات الماضية، كما ألقت المروحيات قرابة 50 برميلاً متفجراً على جبال البتراء والرحيبة في القلمون الشرقي.

التصعيد العسكري للنظام السوري، تزامن مع بدء تنفيذ اتفاقية مدينة الضمير، المحاذية للقلمون، وأيضاً مفاوضات بين المعارضة السوري والقوات الروسية حول مصير العديد من المدن والبلدات الرئيسية في القلمون الشرقي. بدورها، أشارت وسائل إعلامية معارضة، إلى إن التشكيلات العسكرية للسوري الحر، قتلت العديد من قوات النظام السوري، خلال المواجهات المستمرة، ونجحت بتدمير دبابة للنظام السوري في بلدة «المحسا» بالقلمون الشرقي.

ويتواجد العديد من تشكيلات المعارضة السورية المسلحة في القلمون الشرقي، ومنها: قوات الشهيد أحمد العبدو وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش أسود الشرقية وجيش تحرير الشام إضافة إلى لواء الصناديد التابع لفيلق الرحمن و«جيش الإسلام».

 

نذر مواجهات عنيفة بين النظام وتنظيم «الدولة» في مخيم اليرموك جنوبي دمشق

دمشق – «القدس العربي» : يواصل النظام السوري تعبئة قواته والميليشيات المحلية والاجنية، المدعمة بالعربات العسكرية والآليات الثقيلة، في محيط أحياء ريف دمشق الجنوبي التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة»، تمهيداً لمعارك محتملة بعد فشل المفاوضات التي تضع شرط خروج عناصر التنظيم من أحياء اليرموك وأحياء التضامن والقدم والعسالي والحجر الأسود، إلى محافظة درعا جنوباً، فيما توصل النظام السوري وفصائل المعارضة المتواجدة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم إلى اتفاق يقضي بخروج المعارضة من المنطقة باتجاهي درعا وشمالي سوريا.

وكانت قوات النظام السوري استهدفت ليل أمس بعشرات القذائف والصواريخ مناطق سيطرة تنظيم الدولة في جنوب دمشق وخصوصاً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وتحشد قوات النظام منذ نحو أسبوعين تعزيزاتها العسكرية في محيط مخيم اليرموك وأحياء أخرى محاذية يتواجد فيها التنظيم المتطرف في جنوب دمشق تمهيداً لبدء عملية عسكرية تتيح للجيش السوري السيطرة على كامل العاصمة.

تزامناً استقدم النظام السوري تمهيداً للعملية العسكرية، لواء القدس الفلسطيني من حلب، للمشاركة في الهجوم على مخيم اليرموك والمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة»فيما تجري عمليات تحصين المواقع، واستقدام الآليات والمعدات وتعزيز المواقع بالعناصر المستقدمين حديثاً من مناطق مختلفة. الناطق الرسمى باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» سامى مشعشع، قال إن الأوضاع الأمنية فى محيط وداخل مخيم اليرموك في سوريا مقلقة، مشيرا إلى أن الأونروا تتابع أوضاع وسلامة وأمن المدنيين فى المخيم والمناطق المحيطة به كما دعت الأطراف كافة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل ضمان المحافظة على المدنيين.

وأضاف «أن الوضع الإنساني داخل المخيم صعب للغاية وهو آخذ بالتدهور بشكل سريع مع قرب نفاد المئونة الغذائية والدوائية إضافة إلى أن المياه الجارية معدومة والتيار الكهربائي ضعيف للغاية وخيارات الرعاية الصحية محدودة ولم يبق هناك أي طبيب موجود فى المنطقة».

وحسب تقديرات الأونروا، فإن هناك نحو 12 ألف لاجئ من فلسطين في اليرموك والمناطق المحيطة به فى (يلدا وبابيلا وبيت سهم)، إذ يوجد 6200 لاجئ من فلسطين فى مخيم اليرموك الذي لا يزال محاصراً منذ عام 2011 و6 آلاف لاجئ آخرين في المناطق المحيطة فى يلدا وبابيلا وبيت سهم والتي تصنفها الأمم المتحدة على أنها مناطق يصعب الوصول إليها.

وطالبت الأونروا، الأطراف كافة بالسماح للمدنيين الراغبين بمغادرة مناطق النزاع بأن يغادروا بسلام وأمن خاصة الحالات الطبية، داعية إلى توفير سبل وصول آمن من أجل توزيـع معونات منقذة للحياة والتي تشمل الغذاء والدواء إلى المدنيين المحاصـرين كافة داخل اليرموك والمناطق المجـاورة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن تنظيم «الدولة» رفض عملية خروجه من جنوب العاصمة وفقاً لشروط النظام، وحاول خلال الجلسات التفاوضية تأمين خروج نحو شمالي سوريا، وليس إلى الجنوب كما اقترح النظام في ورقة المفاوضات، فيما يعتمد النظام السوري الضغط على تنظيم الدولة، خلال عملية المفاوضات، بطرح الخيار البديل عن التفاوض بشكل مباشر، ألا وهو عملية عسكرية تهدف لإنهاء وجود التنظيم في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق.

وفي سياق سياسة النظام السوري، توصل الأخير لاتفاق مع فصائل المعارضة المتواجدة في بلدات ريف دمشق الجنوبي يلدا وبيت سحم وببيلا ينص على خروج مقاتلي «أبابيل حوران»، باتجاه درعا جنوباً، فيما تتجه بقية الفصائل وهي حركة أحرار الشام الإسلامية ولواء شام الرسول وجيش الإسلام نحو الشمال السوري. فيما يجري الترقب للموافقة الروسية النهائية لبدء تنفيذ الاتفاق بعدها، بغية تحقيق الهدف الروسي وهو تأمين العاصمة دمشق عبر فرض طوق من المناطق التي تمكنت فيها روسيا من تنظيم عمليات «تسوية»، انتهت جميعها بفرض تهجير على من يرفض الاتفاق.

 

واشنطن: نظام الأسد يزيل أدلة الكيماوي من دوما

نفى وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، صحة تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية، حول فشله بإقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالحصول على موافقة الكونغرس قبل توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، الأسبوع الماضي.

 

وقال ماتيس، أثناء استقباله وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، في البنتاغون، إنه لا يعرف “إطلاقاً مصدر هذه القصة”. وأضاف “لم أجد شيئاً فيها يمكن أن يذكر بأي من النشاطات التي قمت بها الاسبوع الماضي”.

 

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، قد قالت في وقت سابق إن “المعلومات التي تفيد بأن ماتيس حض الرئيس على طلب موافقة الكونغرس على ضربات الاسبوع الماضي خاطئة تماما”. وأضافت إن “الرئيس أمر بشن الضربات كما ينبغي عملا بصلاحياته الدستورية”.

 

وأوردت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقريرها، نقلاً عن مسؤولين عسكريين وسياسيين، لم تكشف هوياتهم، قولهم إن ماتيس أوصى ترامب بالحصول على موافقة الكونغرس قبل شن ضربات بصواريخ عابرة على أهداف سورية مرتبطة ببرنامج السلاح الكيماوي.

 

من جهة ثانية، وحول ترقب دخول وفد مفتشي الأسلحة الكيماوية إلى مدينة دوما للتحقيق بالهجوم الأخير على المدينة، قال ماتيس إن النظام السوري يسعى إلى “إزالة الادلة قبل وصول فريق التفتيش”، ولهذا السبب يقوم بتأخير دخول الوفد.

 

وأضاف “نعرف تماماً المهلة التي فرضها النظام على هذا الفريق، لكننا نعرف أيضاً كيف تصرف في الماضي عبر اخفاء ما قام به مع أسلحة كيماوية”. وتابع “بكلام آخر، إنهم (السوريون) يستغلون التهدئة بعد ضربة ما لإزالة الأدلة قبل وصول المحققين”.

 

حمص الشمالي:لماذا أعاد الروس المفاوضات إلى نقطة الصفر؟

محمد أيوب

طرأ تحول كبير في سير مفاوضات “المصالحة” في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، الأربعاء، في الجلسة التفاوضية التي عقدت بالقرب من معبر الدار الكبيرة، بين “هيئة المفاوضات” وبين ضابط روسي رفيع. التحول كان جوهرياً، فالعملية التفاوضية كانت مبنية على مسار اتفاقات أستانة، لكن الطرفين قررا بعد جلسة الأربعاء، “تقديم رؤيتهما الجديدة للحل، لتجنيب المنطقة الحرب”، في جلسة ستعقد الأحد المقبل.

 

وهذا الطرح الروسي الجديد يعني العودة إلى نقطة الصفر في المفاوضات التي بدأت منتصف العام 2017، بناءً على اتفاق “خفض التصعيد”. وعلى الرغم من عدم إحراز أي تقدم حقيقي في مسار العملية التفاوضية، ولكن المنطقة شهدت استقراراً نسبياً، منذ ذلك الوقت.

 

جلسة تفاوض الأربعاء انتهت بعد انسحاب ممثل الفصائل العسكرية في مدينة الرستن الرائد محمد الأحمد، من الجلسة، احتجاجاً على قصف طيران النظام للمدينة. وسبق عقد الجلسة التفاوضية هجوم عسكري واسع لمليشيات النظام سيطرت خلاله على قرى في ريف حماة الجنوبي قبل أن تستعيد المعارضة المبادرة في عملية عسكرية معاكسة.

 

الناطق الرسمي باسم هيئة التفاوض بسام السواح، قال لـ”المدن”: “جاءت موافقتنا على هذه الجلسة انطلاقاً من حرصنا الشديد على أرواح أهلنا المدنيين الذين في الغالب هم من يدفع الثمن نتيجة أي معركة، بسبب استهدافهم من قبل النظام، وحتى الجانب الروسي الداعم له عسكرياً وسياسياً”.

 

وتابع السواح: “عند وصولنا لمكان الاجتماع ظهرت بوادر المراوغة المعتادة من قبل الجانب الروسي، إذ لم يقبل دخول المنطقة إلا بشرط إبعاد كل الإعلاميين. وبعد انعقاد الجلسة عاد بنا الروس إلى نقطة خلاف إشكالية، لا تمت إلى جوهر المفاوضات، وطلب منا نقل جلسة التفاوض إلى فندق سفير حمص أو إلى حاجز الدار الكبيرة التي تتمركز فيه قوات النظام. الأمر الذي رفضناه”.

 

وأضاف السواح: “بعدها طلب منا الروس المصالحة مع النظام والعودة إلى حضن الوطن، الأمر المرفوض جملة وتفصيلا لدى الهيئة ومن تمثلهم بشكل قطعي. وفي خضم هذه النقاشات العقيمة التي بدأها الجانب الروسي، جاءت أخبار قصف مدينة الرستن من قبل الطيران الحربي، وعند إبلاغهم بالأمر بأنه خرق واضح للاتفاق، أجاب الروس بعدم اطلاعهم على الأمر، ما تسبب باستنكار شديد من ممثل مدينة الرستن الرائد محمد الأحمد، والذي انسحب من الجلسة احتجاجاً على عدم جدية الجانب الروسي في تحقيق تقدم حقيقي في سير عملية التفاوض”. وبعدها انتهت الجلسة بالاتفاق على تقديم كل جانب لرؤيته للحل.

 

أثناء انعقاد جلسة الأربعاء لم يغادر طيران الاستطلاع أجواء الريف المحاصر، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي، الذي استهدف بغارات مناطق الاشتباك في القنيطرات وقبة الكردي وتل الذرة، إضافة إلى استهداف مدينة الرستن. كما استهدفت راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة تلك المناطق.

 

ممثل الفصائل العسكرية لمدينة الرستن في هيئة التفاوض الرائد محمد الأحمد، قال لـ”المدن”: “بعد بدء الجلسة بين هيئة التفاوض والوفد الروسي، ورد خبر بأن الطائرات تقصف مدينة الرستن مستهدفة نقطة طبية، فأخبرنا الجانب الروسي بالأمر، فنفى أنها طائرات روسية. وقد أوضحت المراصد أن الطيران المغير تابع للنظام، ولهذا قمت بالانسحاب من الجلسة، رفضاً لهذا الأمر الذي يعطي صفة الغدر وضرب المدنيين”.

 

العودة لـ”التسويات” الأحادية مع النظام، وإجراء “مصالحات” انفرادية، هي أهداف الجانب الروسي المباشرة من إعادة التفاوض إلى نقطة الصفر، بعد التخلي عن فكرة “خفض التصعيد”.

 

القلمون الشرقي:”المصالحة”مستمرة رغم اغتيال شاهر جمعة

أحرزت “قوات النمر” التابعة لقوات النظام، تقدماً بالقرب من مدينة الرحيبة في القلمون الشرقي المحاصر، بعد شنّها هجوماً عسكرياً على محاور الخربونة والمزارع والحواش، وهي نقاط على أطراف مدينة الرحيبة مطلة على طريق دمشق-بغداد الدولي، بحسب مراسل “المدن” سيباستيان حمدان.

 

هجوم “قوات النمر” جاء بعد عمليات إغارة قام بها “جيش تحرير الشام” المعارض في محاور جبال المحسة من جبال القلمون الشرقي. مصادر محلية، قالت لـ”المدن”، إن مليشيا “مغاوير الصحراء” التي يقودها أحمد شعبان، الملقب بـ”الضبع”، شاركت ضمن “قوات النمر” في هجومها على محيط الرحيبة. و”مغاوير الصحراء” انشقت منذ أيام عن “قوات الشهيد أحمد العبدو” المعارضة، ونقلت بندقيتها بالكامل إلى جانب “قوات النمر”.

 

طيران النظام الحربي نفّذ ما يزيد عن 20 غارة على مواقع عشوائية في جبال القلمون الشرقي، وقالت مصادر مُعارضة إن إحدى الغارات كانت تحوي على مواد سامة يعتقد إنها الكلور، ونتج عنها إصابة 8 مقاتلين بحالات اختناق.

 

وكان رئيس لجنة مفاوضات مدينة الضمير، شاهر جمعة، قد اغتيل الأربعاء، بعدما قام بالتفاوض مع الجانب الروسي، منتدباًً عن “جيش الإسلام”، على شروط “التسوية” في المدينة. أحد موالي النظام من الضمير أطلق النار مباشرة على جمعة، ما أدى إلى مقتله مباشرة، وأًصيب شخص آخر من لجنة التفاوض. ومن المرجح إن الشخص الذي قام بإطلاق النار يتبع لمليشيا “مغاوير الصحراء” التي باتت ضمن قوام “قوات النمر”.

 

وعلى الرغم من مقتل رئيس لجنة مفاوضات الضمير، فأن الاتفاق ما زال سارياً،  وتستمر فصائل الضمير بتسليم سلاحها الثقيل والمتوسط إلى قوات النظام، وفقاً للاتفاق. كما قامت مجموعة تتبع لفصائل المعارضة المسلحة في مدينة الرحيبة، بتسليم أسلحة إلى قوات النظام.

 

ومن غير المعروف، حتى اللحظة، إذا ما كانت قوات “جيش الإسلام” ستخرج إلى الشمال السوري، الخميس. ومن المرجح إن يتم تأجيلها. وبدأت لجنة مفاوضات مدينة الضمير بتأسيس لجان بشأن المعتقلين و”تسوية أوضاع” الراغبين بالبقاء.

 

ومن المرجح عقد اتفاق شامل لـ”المصالحة”، بين النظام وفصائل القلمون الشرقي، برعاية روسية، في العاصمة دمشق. وسيُعقد اجتماع، الخميس، يضم لجنة المفاوضات والوفد الروسي، ويتوقع أن يكون رد الفصائل على المقترح الروسي، “إيجابياًً”، وفقاً لما ذكره مصدر من لجنة المفاوضات لـ”المدن”.

 

بعد مشاركة “التركستاني”.. هل يعود “جيش الأحرار” لحاضنته؟

أحمد مراد

استعادت “جبهة تحرير سوريا” السيطرة على نقاط استراتيجية في ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي، وتقدمت في جبل الزاوية بعد معارك مع “هيئة تحرير الشام”، وذلك بعدما فشلت لجنة الوساطة بين الطرفين. “تحرير الشام” استعانت بالتركستان في الجولة الجديدة من المعركة، التي تختلف عن سابقاتها بمشاركة فصائل جديدة، واتساع نطاق محرقة الاقتتال الداخلي.

 

وصدّت “جبهة تحرير سوريا” هجوماً، الأربعاء، على مواقع سيطرتها في كرسعة وترملا في ريف إدلب الجنوبي، وسيطرت على بلدة كفرسجنة بعد دخول قوات “تحرير الشام” إلى البلدة التي اعتزلت القتال. وسيطر “صقور الشام” على تلال في جبل الزاوية بالقرب من بلدة احسم الاستراتيجية في جبل الزاوية وبلدة مرعيان. وفي ريف حلب الغربي بسطت “تحرير سوريا” سيطرتها على قرية عاجل، وجمعية السعدية، وتلتي النعمان والضبعة، وجمعية الفرسان، بعد صد أرتال “الهيئة” على بلدات مختلفة أهمها تقاد.

 

وقال القائد العسكري في “صقور الشام” أبو همام صقور، لـ”المدن”: “بعد هجوم تحرير الشام على مواقعنا في ريف إدلب الجنوبي، اتبعنا تكتيكاً عسكرياً لتشتيت قواتهم، خاصة بعدما دمرنا رتلين زجت بهما هيئة تحرير الشام للبغي على مناطق سيطرتنا في ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب. خلال سيطرتنا على قرى ترملا وكفرسجنة وكرسعة في ريف إدلب الجنوبي، وأجزاء من الأوتوستراد الدولي حلب-دمشق لتأمين مدينة معرة النعمان بعد هجوم الهيئة عليها، شنت قواتنا هجوماً مباغتاً على معسكر الفوارس في بلدة إحسم؛ وهو معسكر مخصص لمقاتلين دون سن 18 عام، يتم تحضير المقاتلين لإطاعة أمر قادتهم حتى الموت وإعدادهم عقائدياً لمحاربة الثوار على اعتبارنا مفسدين ومرتدين”.

 

وأوضح أبو همام: “هجومنا على بلدة احسم وقرية مرعيان المحاذية لها من الجهة الشمالية أوقع قتلى في صفوف تحرير الشام، وسيطرنا على تلال استراتيجية، رغم إصابة أبو البشر، القائد العسكري للعملية ونجل قائد صقور الشام، وتم أسر أبو عبد الكريم أمير الهيئة في بلدة حاس بعد كمين محكم”.

 

وقال مصدر عسكري من “هيئة تحرير الشام” لـ”المدن”: “الآن بدأت مرحلة جدية، وانتقلت المعركة إلى معاقل تحرير سوريا، وهو دليل على قرب نهايتهم، فقد حاولوا استغلال هجومنا على قوات النظام في ريفي حمص وحماة لطعننا من الخلف خلال تصدينا للمليشيات الإيرانية”.

 

وتشهد المعارك بين الطرفين، دخول “الحزب الإسلامي التركستاني” على خط المواجهات إلى جانب قوات الجولاني، من جديد، بعدما كان التركستان قد أصدروا بياناً منذ بدء الاقتتال أعلنوا فيه وقوفهم على الحياد وعدم توجيه سلاحهم إلا ضد نظام الأسد.

 

وقال القائد العسكري لـ”لواء مصعب بن عمير” التابع لـ”صقور الشام” أبو طالب ابلين، لـ”المدن”: “بعد مؤازرة التركستان لتحرير الشام والسيطرة على مدينة معرتمصرين شمال إدلب، أعلنوا وقوفهم على الحياد من الاقتتال الدائر، رغم استمرار مشاركتهم في العمليات القتالية بريف حلب الشمالي وجبل الزاوية، ويشارك الحزب التركستاني في معارك جبل الزاوية وخاصة سرية القناصين المنتشرة على خطوط المواجهات في حاجز البياضة الفاصل بين بلدتي الرامي ومرعيان في جبل الزاوية، وتوجد مجموعات منتشرة في بعض القرى الخاضعة لسيطرة الهيئة تتولى المؤازرات كما حصل في معسكر الفوارس وفي بلدة مرعيان”.

 

ومع المشاركة العلنية للتركستان في المعركة بين كبرى الفصائل شمالي سوريا، يبدو أن “جيش الأحرار” بقيادة أبو صالح طحان، المنشق عن “الهيئة” لن يقف مكتوف الأيدي. فقد أعلن في وقت سابق أنه سيتدخل عسكرياً في حال شارك “الحزب الإسلامي التركستاني” في المعارك إلى جانب “الهيئة”، خاصة بعد الاشتباكات بين “جيش الأحرار” وبين “هيئة تحرير الشام” في ريفي إدلب وحلب الجنوبي على نقاط سيطرة.

 

مصدر عسكري في “جيش الأحرار”، قال لـ”المدن”، إن “هيئة تحرير الشام تحاول اقتحام بلدة تفتناز؛ مقر جيش الأحرار، ومطارها العسكري لاستعادة آلياتها التي سيطر عليها جيش الأحرار باعتبارها آليات خاصة به سلبتها الهيئة منه بعد انشقاقه عنها، لكن الفصيل المنشق عنها تصدى لمحاولات الاقتحام، وتشهد العلاقات بينهما توتراً كبيراً يمكن أن يضع جيش الأحرار في التحالف الذي تشارك فيه أحرار الشام؛ الفصيل الذي انشق عنه طحان وانضم لتحرير الشام برفقة أبو جابر الشيخ”.

 

وقال المصدر: “جعلت هيئة تحرير الشام مطار تفتناز العسكري رحبة عسكرية لإصلاح الآليات، وهي تعتمد في معاركها مع تحرير سوريا على الآليات الثقيلة، وخسرت عشرات منها في عمليات الاقتحام، وتوجد في المطار 15 ناقلة جنود، و30 دبابة، بعض من هذه الآليات جاهزة للاستخدام، لكن جيش الأحرار فرض سيطرته على المطار بما فيه، واعتبره جزءاً من حقوقه التي سلبتها الهيئة، ما دفعها لإرسال وسطاء خلال الهدنة، محاولات الهيئة قوبلت بالرفض، ما دفعها للهجوم على المطار أكثر من مرة دون إحراز أي تقدم نتيجة مقاومة جيش الأحرار”.

 

ويرى المصدر أن تحفظ الطحان على العربات الثقيلة داخل مطار تفتناز سيضعف القدرات الهجومية لـ”تحرير الشام”، بعد هزائم منيت بها في ريفي حلب وإدلب خلال الساعات الماضية، وفي حال استمرت حالة الهجوم على المطار لن يقف “جيش الأحرار” مكتوف الأيدي، وسيحارب “الهيئة” باعتبارها لم تستجب لمطالب الصلح.

 

ومع دخول الاقتتال شهره الثالث، قالت مصادر محلية إن عدد القتلى بين الطرفين وصل إلى 975 عنصراً، منهم 750 من “هيئة تحرير الشام”، وتخطى عدد الجرحى 3 آلاف، وبلغ عدد الأسرى قرابة 500، في حين تم تدمير 11 دبابة، و13 عربة مدرعة، و15 رشاش، فضلاً عن قطع الطرقات وتجميد الحياة العامة، وخسارة لم تشهدها الفصائل خلال 7 سنوات من قتال النظام.

 

عقبات تعرقل عمل منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في دوما

الأمم المتحدة تبحث مع سوريا وروسيا أمن خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية لمواصلة عملها في دوما.

في انتظار الضوء الأخضر

 

نيويورك ـ أعلن مسؤولون في الأمم المتحدة الاربعاء أن فريقا من خبراء المنظمة الدولية يناقش مع السلطات السورية والروسية حاليا ترتيبات أمنية تسمح بنشر خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية للتحقيق في الهجوم المفترض في دوما بالقرب من دمشق.

 

وكان فريق أمني تابع للأمم المتحدة تعرض لإطلاق نار الثلاثاء خلال قيامه بمهمة استطلاعية في دوما تمهيداً لدخول محققي منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، كما أعلن مسؤول في الأمم المتحدة.

 

وجمدت المنظمة عمل محققيها حول الهجوم الكيميائي المفترض في دوما، مطالبة بالوصول “دون عقبات” إلى المدينة غداة تعرض فريق استطلاع تابع للأمم المتحدة لاطلاق نار.

 

وقالت إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن في تقرير وجه إلى مجلس الأمن الدولي إنه يأمل في وضع ترتيبات تسمح للفريق بالانتشار “في أقرب وقت ممكن”.

 

وأضاف هذا التقرير ان “إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن في دمشق تجري حاليا مزيدا من المناقشات والتنسيق مع ممثلي الجمهورية العربية السورية والشرطة العسكرية الروسية حول كيفية تعزيز الترتيبات الأمنية في مواقع محددة في دوما”.

 

وتابع ان هذا الأمر يفترض أن يسمح لبعثة تقصي الحقائق بالانتشار في هذه المواقع “في أقرب وقت ممكن وبالاعتماد على الدروس التي تعلمناها خلال الزيارة الأمنية المسبقة”.

 

وأبلغ مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري مجلس الأمن الدولي الثلاثاء أن خبراء المنظمة لم يبدأوا مهمتهم بعد في انتظار الضوء الأخضر من الفريق الأمني الأممي.

 

ورافقت الشرطة العسكرية الروسية الفريق الأمني للأمم المتحدة الثلاثاء إلى موقعين في دوما.

 

وقال التقرير ان فريق الأمم المتحدة والمواكبة العسكرية الروسية “واجها أولا تظاهرة سلمية كبيرة”، بينما في موقع آخر “وقع انفجار وإطلاق نار من أسلحة صغيرة باتجاه فريق ادارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن والشرطة العسكرية الروسية”.

 

وأضاف أن فريق الأمم المتحدة غادر الموقع “تحت غطاء وحماية الشرطة العسكرية الروسية وعاد سالما إلى دمشق”.

 

وأبدت باريس وواشنطن مخاوفهما من احتمال العبث بالأدلة قبل دخول المحققين إلى دوما.

 

وقال رائد صالح رئيس منظمة “الخوذ البيضاء”، متطوعو الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، “نعمل مع المؤسسات الدولية بشأن الهجوم على دوما”.

 

ويهدف عمل البعثة بالدرجة الأولى إلى تحديد ما اذا كان تم استخدام مواد كيميائية، ولا يقع على عاتقها تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.

 

وبعد استعادة الغوطة الشرقية بالكامل، يسعى الجيش السوري حالياً إلى ضمان أمن العاصمة دمشق سواء عبر اتفاقات إجلاء جديدة أو عمليات عسكرية.

 

واستهدفت قوات النظام خلال الليل بعشرات القذائف والصواريخ مناطق سيطرة داعش في جنوب دمشق وخصوصاً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وفق ما أفاد المرصد السوري الأربعاء.

 

وتحشد قوات النظام منذ نحو أسبوعين تعزيزاتها العسكرية في محيط مخيم اليرموك وأحياء أخرى محاذية يتواجد فيها التنظيم المتطرف في جنوب دمشق تمهيداً لبدء عملية عسكرية تتيح للجيش السوري السيطرة على كامل العاصمة.

 

الغارديان: إرسال قوات عربية لسوريا فكرة غير قابلة للتطبيق

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

حذرت صحيفة الغارديان البريطانية من فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا لتحل محل القوات الأمريكية بعد انسحابها من هناك، مؤكدة أن مثل هذه الخطوة دونها عقبات كثيرة، وقد تؤدي إلى تفاقم الصراع، واصفة تلك الفكرة بأنها “غير قابلة للتطبيق”.

 

وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أعلن أن بلاده على استعداد للمشاركة بقوات ضمن تحالف دولي بسوريا، في تأكيد لما نشرته صحيفة “ذي وول ستريت جورنال”، التي تحدثت عن وجود خطة لإرسال قوات عربية إلى سوريا خلفاً للقوات الأمريكية التي قد تنسحب من هناك.

 

وعند حديثها عن وجود جيوش من دول أخرى في سوريا، تقول الصحيفة إنه يوجد اليوم قرابة 2000 جندي أمريكي في سوريا؛ في إطار مهمة تلك القوات لقتال تنظيم الدولة، ولكن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعرب عن نيته سحب تلك القوات بأسرع وقت ممكن.

 

وتشير إلى أن فكرة وجود قوات عربية في سوريا تعود إلى العام 2015؛ وذلك في إطار محاربة تنظيم الدولة، لكنها واجهت مشاكل منذ لحظة طرحها.

 

وتضيف: “بالنسبة للسعودية والإمارات، فقد دخلتا حرباً وحشية في اليمن منذ عام 2015، وهما بالأصل ليس لديهما قوة بشرية كافية، فضلاً عن قلة مواردهما العسكرية”.

 

وتابعت تقول: “أيضاً فإن السعودية والإمارات يعيشان اليوم صراعاً مع قطر، التي كان يمكن أن تكون قوة مساهمة في مثل هذا التشكيل المفترض، بينما تبدو مصر أقرب إلى النظام السوري من بقية شركائها في الخليج”.

 

وبحسب الصحيفة، “يرى خبراء أن من الممكن أن تعمل الدول العربية على تمويل جيش من المرتزقة، وقد تساعد أيضاً في تجنيد بعض المقاتلين من دول نامية مثل السودان، ولكن لن تتمكن من إرسال قواتها إلى هناك (سوريا)”.

 

وأوضحت أنه “سبق لوزارة الدفاع الأمريكية أن رفضت طلباً، العام الماضي، حول إرسال قوات من المرتزقة إلى أفغانستان، لكن فكرة إرسال قوات إلى سوريا بدت أكثر جاذبية مع وجود شخص مثل جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، الذي يرى أن الولايات المتحدة تحملت العبء العسكري في سوريا، وأن الدول العربية يجب أن تقدم الجنود والمساعدة المالية في الحرب ضد تنظيم الدولة”.

 

السعودية، بحسب الصحيفة البريطانية، لا تشعر بالقلق؛ لكون مستقبل سوريا بات يتحدد من قبل أطراف غير عربية.

 

ونقلت الغارديان عن إميل حكيم، كبير الباحثين في الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله: إن “فكرة التدخل العربي تظهر كل عامين، وينظر إليها دوماً على أنها فكرة ذكية من الناحية السياسية لخلق إحساس بفكرة المشاركة في المنطقة، ولكن في الواقع إن تطبيق فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا تكاد تكون مستحيلة”.

 

وتابع يقول: “السؤال الأهم: هل استشار السعوديون الدول الأخرى قبل التحدث نيابة عنهم؟”، مضيفاً: “اعتقد السعوديون أن مصر وباكستان ستأتي لمساعدتهم في حرب اليمن ولم يحدث هذا”.

 

الصحيفة نقلت أيضاً رأي رندة سليم، الخبيرة بمعهد الشرق الأوسط في أمريكا، التي ترى أن “الشيء الوحيد الذي يمكن أن تفعله السعودية هو دعم قوى أخرى للقيام بهذه المهمة. إنها لن ترسل رجالها إلى هناك، هذا الأمر سيضعهم في مواجهة مباشرة مع قوى ومليشيات إيرانية متشددة، بالإضافة إلى حزب الله”.

 

وتتابع سليم: “العامل الآخر الذي يجب مراعاته هو تركيا، ماذا سيكون ردها على اقتراح مثل هذا؟ لا أرى أنقرة ترحب بوجود قوات مصرية أو إماراتية على حدودها”.

 

أما نيكولاس هيراس، الباحث في مركز الأمن الأمريكي الجديد، فقال- بحسب الصحيفة-: إن “السعودية تفضل إرسال ضباط الاستخبارات والمال بدلاً من إرسال جنود على الأرض”.

 

وأكد أن “السعودية تواجه مشكلة كبيرة اليوم؛ فأراضيها باتت مخترقة من قبل الحوثيين، وليس من المنطقي أن يرسلوا قوات برية إلى سوريا؛ إنهم الآن يحاولون تأمين حدودهم”.

 

ورجح هيراس أن “تستعين السعودية بقوات من دول أخرى مثل باكستان والسودان”، ويقول: “أنا متأكد من أن السعودية ستكون مستعدة للقتال في سوريا حتى آخر جندي سوداني”.

 

مشرّعون أمريكيون: بقاء الأسد في السلطة يهدد استقرار المنطقة

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

عبَّر عدد من النواب الأمريكيين من كلا الحزبين عن قلقهم من خطط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للانسحاب من سوريا، خاصة أنها تأتي في غياب استراتيجية قابلة للتطبيق لضمان تحقيق الأهداف الأمريكية.

 

وأكد المشرعون أن بقاء بشار الأسد في السلطة يهدد بقاء سوريا ولن يجلب الاستقرار لها أو للمنطقة، بحسب ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست”.

 

وفي جلسة لمجلس النواب، تحدى الأعضاء كبارَ المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية إن كان لديهم خطط حول الشرق الأوسط وروسيا، سواء فيما يخص هزيمة تنظيم داعش، أو بناء سوريا مستقلة من دون الأسد.

 

وقال إدوارد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب: إن “الأمر يبدو مغرياً، وهو أن نعلن نهاية المهمة والعودة إلى بلادنا، ولكن هل هذه العودة مخطط لها بشكل ذكي؟ أعتقد أننا بحاجة إلى التحدث عن استراتيجية الإدارة”.

 

ويتولد قلقٌ كبير لدى المشرعين الأمريكيين من فكرة وجود إيران وبقاء الأسد رئيساً للنظام، فهي بالنسبة لهم تمثل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة وأمن الحلفاء.

 

وتساءل رويس: “هل سيُسمح لإيران بتهديد الأردن وإسرائيل؟ هل يعني ذلك نهاية لبنان مستقل؟ ماذا يعني ذلك للشركاء في المنطقة؟ ما هي الاستراتيجية الأمريكية في سوريا والشرق الأوسط”.

 

من جهته، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر، إنه مقتنع بأن ترامب يعتزم مغادرة سوريا، على الرغم من نصيحة العديد من كبار مساعدي الرئيس للأمن القومي.

 

أما السيناتور ليندسي غراهام، فقال: إن “الإدارة تبدو مستعدة لمنح سوريا للأسد وروسيا وإيران”، في حين رأى السيناتور كريستوفر كونس أن “الشيء الوحيد الأسوأ من خطة الانسحاب من سوريا، هو أن هذه الإدارة فشلت في تقديم خطة متماسكة لهذه المشكلة”.

 

آراء المشرعين الأمريكيين، خاصة بين الجمهوريين (حزب ترامب)، تأتي بعد الأحداث الأخيرة في سوريا، والتي أدت إلى زيادة المخاوف التي كانت قد بدأت مع إدارة باراك أوباما، عندما عبّر عن دعمه المعارضين السوريين لإسقاط الأسد وتقديم مساعدة كبيرة لهم، ومن بعد ذلك فشل في اتخاذ أي خطوة تجاه القصف بالأسلحة الكيماوية.

 

ترامب وخلال حملته الانتخابية وعد بإنهاء مشاركة القوات الأمريكية في حروب خارجية، وبمضاعفة حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

 

ولكن، في حين قام ترامب بعمليات قصف على مواقع تابعة للنظام السوري مرتين خلال فترة رئاسته، خلافاً لأوباما، فإنه يواجه المشكلة ذاتها التي واجهها سلفه؛ وهي مستقبل الولايات المتحدة في سوريا.

 

وتتابع الصحيفة: “في الوقت الذي قامت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها بتدمير تنظيم داعش، فإن الأسد وبمساعدة روسيا وإيران، تمكن من القضاء على المعارضة المسلحة، ويبدو أنه يقترب من تحقيق الانتصار، ولكن بقاءه في السلطة -كما يؤكد مشرعون أمريكيون- يهدد بقاء سوريا، فهو سيترك سوريا مقسمة وغير مستقرة وتواجه خطر تجدد الصراع”.

 

حلفاء الولايات المتحدة، ومن ضمنهم “إسرائيل” ودول الخليج العربي، يشعرون بالقلق من بقاء الأسد رئيساً للنظام، في ظل وجود روسيا وإيران اللتين تسيطران على القرار هناك، مع غياب تام لأي خطة أمريكية واضحة حيال سوريا والشرق الأوسط، بحسب الصحيفة.

 

ومؤخراً، ترددت أنباء عن إمكانية أن تحل قوات عربية محل القوات الأمريكية في سوريا، ولا يبدو أن الدول العربية مستعدة لإرسال قواتها إلى هناك، مع تأكيد أن دول الخليج مستعدة لتقديم التمويل، تؤكد “واشنطن بوست”.

 

الدفاع المدني السوري يسلم أدلة لهجوم دوما

 

قال مدير منظمة الدفاع المدني السوري رائد الصالح إنهم سلموا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أدلة بشأن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما الذي وقع في السابع من أبريل/نيسان الجاري.

 

وأضاف الصالح في تصريحه للجزيرة أن الأدلة المسلمة للمنظمة فيديوهات لم ينشرها الدفاع المدني وقت الهجوم، ومعلومات تتعلق بمواقع دفن ضحايا الهجوم الكيميائي على دوما ومعلومات أخرى.

 

ولكنه رفض تزويد الجزيرة بأي معلومات إضافية للحساسية العالية للأدلة وللموقف الآن، حسب قوله.

 

يأتي ذلك عقب اتهام واشنطن النظام السوري بتأخير وصول المحققين الدوليين إلى مسرح الهجوم الكيميائي في دوما.

 

فقد قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إن النظام السوري يؤخر عمدا دخول بعثة محققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دوما بهدف “تنظيف جريمة القصف الكيميائي” حسب تعبيره.

 

أدلة وعبث

كما رجحت الخارجية الفرنسية الثلاثاء العبث بالأدلة في موقع الهجوم الكيميائي المفترض الذي أسفر عن مقتل نحو سبعين شخصا، وفق مصادر طبية والدفاع المدني في الغوطة الشرقية.

 

في هذه الأثناء تتعطل مهمة فريق التفتيش التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي وصل دمشق بهدف التحقيق في هجوم مفترض خلف عشرات القتلى المدنيين في دوما، وهي بلدة كانت المعارضة تسيطر عليها سابقا تقع بالغوطة الشرقية قرب العاصمة.

 

وكانت مصادر في دوما قد تحدثت أن عناصر قوات النظام السوري والشرطة العسكرية الروسية استخرجوا جثث من قتلوا جراء الغازات السامة، كما تحدثت عن نقل بقايا الصواريخ التي استخدمت في القصف الكيميائي.

 

من جهته، يؤكد الدفاع المدني السوري أن على المحققين الدوليين الوصول إلى المنطقة التي دفن فيها ضحايا القصف الكيميائي لأنها تحوي الأدلة على استخدام الغازات السامة التي ترجح واشنطن أنها مزيج من غازي الكلور والسارين.

 

في المقابل، تنكر دمشق وموسكو تعرض مدينة دوما لأي قصف بالغازات السامة، وتتهمان المعارضة والدول الغربية بتلفيق رواية الهجوم الكيميائي.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

روسيا: مقاتلو المعارضة السورية يمنعون المفتشين من الوصول إلى دوما

 

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية قوله يوم الخميس إن مقاتلي المعارضة السورية يمنعون مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من الوصول إلى مدينة دوما.

صورة من أرشيف رويترز لميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي.

 

إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي

 

أمريكا تحمل سوريا مسؤولية تأخر وصول المفتشين لمواقع هجوم كيماوي مزعوم

واشنطن (رويترز) – ذكر وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أن الحكومة السورية مسؤولة عن تأخر وصول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مواقع بمدينة دوما يشتبه بأنها تعرضت لهجوم كيماوي، وهي استراتيجية سبق لها استخدامها.

وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس في البنتاجون يوم الأربعاء. تصوير: كارلوس باريا – رويترز

 

وقال ماتيس قبل بداية اجتماع مع نظيره القطري ”نحن على دراية تامة بالتأخير الذي فرضه النظام على ذلك الوفد لكننا أيضا نعلم تمام العلم الطريقة التي عملوا بها من قبل وأخفوا ما فعلوه باستخدام الأسلحة الكيماوية“.

 

وأضاف ”بعبارة أخرى يستغلون التأجيل، بعد ضربة مثل تلك، لمحاولة إخفاء الأدلة قبل دخول فريق التحقيق. لذلك من المؤسف أنهم تأخروا“.

 

إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

 

وكالة: رئيس الأركان الروسي وقائد حلف الأطلسي يبحثان أزمة سوريا

 

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن فاليري جيراسيموف رئيس الأركان الروسي وكيرتس سكاباروتي القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا سيجتمعان في أذربيجان يوم الخميس لمناقشة الوضع في سوريا.

فاليري جيراسيموف رئيس الأركان الروسي في ألابينو على مشارف موسكو يوم 29 يوليو تموز 2017. تصوير: ماكسيم شيمتوف – رويترز

 

وذكرت الوكالة أن جيراسيموف وصل إلى باكو قبيل إجراء المحادثات التي من المتوقع أن تتناول كذلك شؤون حلف شمال الأطلسي والأنشطة العسكرية الروسية في أوروبا.

 

إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى