أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 20 تموز 2017

ترامب يوقف برنامجاً سرياً لتسليح المعارضة السورية

واشنطن – رويترز

قال مسؤولان أميركيان إن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت وقف برنامج سري لوكالة الاستخبارات المركزية لتسليح وتدريب جماعات معارضة معينة تقاتل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، في خطوة كانت تطالب بها روسيا المتهمة بالتواطؤ مع حملة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وأوضح أحد المسؤولين إن «القرار جزء من مساعي الإدارة لتحسين العلاقات مع موسكو التي نجحت إلى حد بعيد مع جماعات تدعمها إيران في الحيلولة دون سقوط حكومة الأسد في الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات».

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» أول من أذاع نبأ تعليق البرنامج أمس (الأربعاء). ورفضت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرزا التعليق على الموضوع في إفادة للصحافيين.

وقال المسؤولان إن «برنامجاً عسكرياً أميركياً منفصلاً لتدريب وتسليح ودعم جماعات معارضة سورية بضربات جوية وعمليات أخرى سيستمر».

واتخذ القرار بمشاركة مستشار الأمن القومي اتش ار مكماستر ومدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو بعد تشاورهما مع مسؤولين آخرين، وقبل اجتماع ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة «مجموعة العشرين» في ألمانيا.

وكان برنامج الاستخبارات المركزية الأميركية لتسليح المعارضة بدأ في العام 2013 في إطار جهود إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في ذلك الحين، للإطاحة بالأسد لكن المسؤولين اللذين طلبا عدم الكشف عن اسميهما، قالا إنه «لم يحقق نجاحاً يذكر».

وقال أحد المسؤولين إن «الولايات المتحدة لا تقدم تنازلاً كبيراً في ضوء قبضة الأسد على السلطة على رغم أن هذا ليس في جميع أنحاء سورية، لكن هذه إشارة إلى بوتين على أن الإدارة ترغب في تحسين العلاقات مع موسكو».

ومن جهة ثانية، يخضع ترامب لتدقيق شديد من جانب الكونغرس ومحقق خاص وسط تحقيقات في مزاعم بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2016، وفي احتمال حدوث تواطؤ بين حملة ترامب وروسيا.

ونفى ترامب أي تواطؤ، فيما نفت روسيا مزاعم أجهزة الاستخبارات الأميركية بتدخل موسكو في الانتخابات، وكرر ترامب اليوم مزاعمه التي لا يوجد ما يثبتها في شأن تزوير أصوات ناخبين في أول اجتماع للجنة التي شكلها لبحث القضية، ولمح إلى أن الولايات التي رفضت الإفصاح عن بيانات الناخبين للجنة لابد أن يكون لديها ما تخفيه.

وواجهت اللجنة انتقادات شديدة من الديموقراطيين وجماعات حقوق التصويت الذين قالوا إنها «يمكن أن تكون أداة لتغيرات تجعل من الصعب على الناخبين القانونيين الإدلاء بأصواتهم».

وعلى رغم تقديم مسؤولين بالولايات من الحزبين «الجمهوري» و«الديموقراطي» أدلة على أن التزوير نادر في الانتخابات الأميركية، فإن ترامب قال إن «ملايين المهاجرين غير الشرعيين أدلوا بأصواتهم في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) 2016».

وقال للجنة أنه «في كل مرة يحدث فيها تزوير لصوت ناخب يحذف فيها صوت مواطن صالح.. يجب وقف أي شكل من أشكال التصويت غير القانوني أو الذي ينطوي على تزوير سواء باستخدام غير المواطنين أو الموتى ووقف أي شكل من أشكال قمع الناخبين أو ترويعهم».

وفاز ترامب بأصوات المجمع الانتخابي الذي يحسم السباق الرئاسي، لكنه خسر التصويت الجماهيري بفارق نحو ثلاثة ملايين صوت عن منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.

وشكل ترامب اللجنة الاستشارية في شأن نزاهة الانتخابات في أيار (مايو) الماضي، وكلف نائب الرئيس مايك بنس برئاستها. وتعقد اللجنة اجتماعها القادم في أيلول (سبتمبر) المقبل وتتبعها أربعة اجتماعات أخرى على مدى أربعة شهور.

 

نتانياهو يكشف تفاهماً مع بوتين على ضرب قوافل «حزب الله»

موسكو – رائد جبر, الناصرة – أسعد تلحمي , لندن – نيويورك – «الحياة»

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو توجيه إسرائيل عشرات الضربات الصاروخية ضد قوافل تنقل أسلحة إلى «حزب الله» عبر سورية، معترفاً بوجود تفاهمات بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا الصدد. وجاءت تلك الاعترافات عندما تحدث نتانياهو خلال لقاء في العاصمة المجرية بودابست، أمام ميكروفون من دون أن يدرك أنه مفتوح. وتمكن الصحافيون من الاستماع إلى حديث نتانياهو لدقائق قبل أن يكتشف الأمن الخطأ ويغلق الميكروفون. تزامناً، كشفت تركيا مواقع 10 قواعد عسكرية أميركية في سورية، وسط توتر بالغ بين الطرفين على خلفية دعم واشنطن «قوات سورية الديموقراطية».

وجاءت التسريبات خلال لقاء نتانياهو، الذي يزور بودابست حالياً، رؤساء وزراء المجر والتشيك وبولندا وسلوفاكيا خلف أبواب مغلقة أمس. ولم يتنبه نتانياهو وبقية الحاضرين إلى أن الميكروفون مفتوح، وبذلك بُثت حيثيات اللقاء لمدة دقائق عدة عبر سماعات تم توزيعها على الصحافيين الذين تجمعوا أمام الأبواب المغلقة في انتظار المؤتمر الصحافي في أعقاب الاجتماع. وتم قطع البث الحي للقاء بودابست ولكن بعد مرور دقائق تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي خلالها عن أنشطة «حزب الله» في سورية، قائلاً: «لقد أمنّا الحدود في شكل جيد ليس فقط في سيناء بل في مرتفعات الجولان أيضاً». وزاد: «بنينا الجدار لإبعاد داعش، وإيران تحاول بناء جبهة إرهابية على حدودنا… أخبرت بوتين بأننا حين نرى عمليات نقل أسلحة إلى حزب الله فسوف نضربهم… وفعلنا ذلك عشرات المرات».

كما شن نتانياهو هجوماً لاذعاً على الاتحاد الأوروبي، واصفاً تصرفاته بأنها «جنونية»، بسبب ربطه تطوير العلاقات مع إسرائيل بحل سياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وهذه التسريبات هي أول اعتراف علني من تل أبيب بعمليات عسكرية داخل سورية، مع التذكير بأن الجيش الإسرائيلي يرفض في معظم الأحيان التعليق على أي أنباء حول عملياته خارج حدود البلاد.

وفي تصعيد جديد للتوتر في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، بسبب دعم الأخيرة عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية» و «قوات سورية الديموقراطية»، كشفت وكالة «الأناضول» التركية عن مواقع 10 قواعد أميركية في الأراضي السورية. وقالت الوكالة في تقرير خاص، إن القوات الأميركية تستمر منذ عام 2015، في توسيع وجودها العسكري في المناطق الخاضعة لـ «سورية الديموقراطية» بالشمال السوري.

ووفقاً لـ «الأناضول»، أقامت واشنطن قاعدتين جويتين، الأولى في منطقة رميلان بمحافظة الحسكة شمال غربي البلاد، والثانية في بلدة خراب عشق جنوب غربي مدينة عين العرب (كوباني) في محافظة حلب في الشمال.

وأوضحت أن 3 مواقع عسكرية أميركية أُقيمَت في أراضي محافظة الحسكة. كما أقامت أميركا مركزين لقيادة العمليات في مدينة منبج عام 2016 بعد أن انتزعت «قوات سورية الديموقراطية» السيطرة عليها من تنظيم «داعش»، إضافة إلى موقعين عسكريين أميركيين في أراضي محافظة الرقة الشمالية، وموقعاً عسكرياً كبيراً في مدينة صرين شمال غربي مدينة عين العرب في محافظة حلب يتم استخدامها لاستقبال طائرات الشحن العسكرية.

وفي نيويورك، تبادلت الحكومتان السورية والتركية الاتهامات بانتهاك الشرعية الدولية في رسائل وجهتاها إلى مجلس الأمن، مؤكدتين عزم كل منهما «الدفاع عن النفس».

ودعت دمشق مجلس الأمن في شكوى رسمية إلى «وقف التحركات التركية العدوانية داخل الأراضي السورية»، عبر التوغل في مناطق عدة، بينها أعزاز وجبرين وأخترين في ريف حلب الشمالي، معتبرة أنها تشكل «استمراراً لسياسة العدوان التركية» ضد الأراضي السورية.

 

البرلمان الروسي يصادق على بروتوكول اتفاق نشر قوات في سورية

موسكو – رائد جبر

أطلقت موسكو المرحلة الأخيرة من بدء سريان اتفاقات التواجد العسكري الروسي طويل الأمد على الأراضي السورية. وصادق أمس مجلس الفيدرالية (الشيوخ) على البروتوكول الملحق بالاتفاق الذي ينتظر أن يوقعه الرئيس فلاديمير بوتين خلال أيام. في الأثناء، نفى رئيس «منصة موسكو» قدري جميل صحة تسريبات تحدثت عن مناقشات جارية لتأسيس مجلس عسكري في سورية، وشدد على أن «حوارات المعارضة والأطراف الدولية المختلفة تستند إلى مرجعية واحدة هي بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254».

ودخل اتفاق نشر القوات الجوية الروسية في سورية المرحلة النهائية للتصديق عليه رسمياً، وسن قانون بشأنه. وبعد مصادقة مجلس الشيوخ الروسي بالاجماع البروتوكول الملحق بالاتفاق، والذي اشتمل على آليات تنفيذه ووسع مدته الزمنية لتغدو مفتوحة للتمديد من دون نهاية، ينتظر أن يوقع بوتين القانون الخاص بالاتفاق في غضون ايام. وكان الاتفاق الذي وفر ارضية قانونية لنشر قطعات عسكرية ووحدات تابعة لسلاح الجو في قاعدة جوية قرب اللاذقية نص في البداية على تحديد مدته بـ49 سنة، واوضح البروتوكول ان «الاتفاق يمدد تلقائياً لمدة 25 سنة لفترات غير محددة طالما لم يقدّم احد الطرفين طلباً لالغاء الاتفاق».

كما نص على تفاصيل حول منح الحصانة إلى الجنود الروس وافراد عائلاتهم ونظم آليات حماية الممتلكات المنقولة وغير المنقولة التابعة للقاعدة الجوية الروسية.

على صعيد آخر، شدد رئيس «منصة موسكو» قدري جميل على أهمية الحوارات التي أجرتها أطراف المعارضة السورية في جنيف أخيراً. وقال لـ «الحياة» إن «التقويم الاجمالي جيد جداً، والتقدم الذي تحقق سمح بكسر الجليد المتراكم بين أطراف المعارضة السورية على مدى سنوات، واطلاق عملية مهمة لتقريب وجهات النظر». مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «بعض الشخصيات سعت إلى وضع عراقيل أمام التقارب في المواقف» لكنه لفت إلى أن الحوارات سوف تتواصل و «لدينا آفاق واسعة للتوافق والتحضير للذهاب الى جنيف8 بوفد موحد لخوض مفاوضات مباشرة».

ونفى جميل صحة معطيات سربتها وسائل اعلام خلال الايام الاخيرة عن حوارات جارية لتشكيل «مجلس عسكري» في سورية يحل مكان هيئة الحكم الانتقالية التي نص عليها القرار 2254. ووصف المعطيات بأنها «ضجة اعلامية لا أساس لها»، مؤكداً أن كل الحوارات الجارية بين الأطراف المختلفة تقوم على أساس واضح ومتفق عليه هو بيان جنيف1 والقرار 2254 . كما أشار إلى ضرورة التوصل إلى تفاهمات حول آليات تنفيذ القرار الدولي، وخصوصاً الشق المتعلق بتأسيس مجلس الحكم الانتقالي. ولم يستبعد جميل في الوقت ذاته أن يتم التطرق لاحقاً إلى فكرة تأسيس مجلس عسكري، يكون «ضمن بنية الجسم الانتقالي وله صلاحيات واضحة ومحددة أسوة بكل المجالس التي يمكن ان تؤسس لتعزيز عمل الجسم الانتقالي».

وفي موضوع آخر، أكد السياسي السوري على أهمية الربط بين تطبيق اتفاقات مناطق «خفض التوتر» في سورية واطلاق العملية السياسية للتسوية، مؤكداً أهمية اتفاق مناطق «خفض التوتر» لأنه يقلص المواجهات ويثبت وقف النار. لكنه اعتبر أن «اتفاق مناطق خفض التوتر يجب ألا يطول عن ستة شهور تكون العملية السياسية انطلقت خلالها، لأن المماطلة فيها توفر مجالاً للقلق من إمكان ظهور نتائج سياسية سلبية بينها تحول فكرة خفض التوتر إلى مقدمات للتقسيم بحكم الأمر الواقع الذي قد ينشأ».

 

«الحرس» ينذر أميركا لإبعاد قواعدها ألف كيلومتر

واشنطن – جويس كرم

طهران – أ ب، رويترز – اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني تشديد الولايات المتحدة عقوبات على بلاده، انتهاكاً للاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، متعهداً بـ «رد مناسب». أما قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري، فدعا واشنطن إلى إبعاد قواعدها ألف كيلومتر عن إيران إذا أرادت فرض عقوبات على بلاده.

وجدد التقرير السنوي الذي تصدره واشنطن عن الإرهاب، اعتبار إيران أبرز دولة راعية له، مشيراً إلى أنها تتابع مع وكلائها أداءَ دور «مزعزع للاستقرار» في المنطقة. ولفت التقرير إلى تنامي خطر «حزب الله» اللبناني، مشدداً على تعاون وثيق بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات في التصدي للإرهاب.

إلى ذلك، قال روحاني إن العقوبات الأميركية الجديدة «لا تتلاءم مع أي منطق، ولا تتطابق مع روحية الاتفاق النووي ولا مع محتواه»، مضيفاً: «سنقاوم هذه الخطط والإجراءات. تتمثّل إحدى مؤامرات الأميركيين في التصرّف بطريقة تدفع إيران إلى إعلان تخلّيها عن التزاماتها وتنصّلها من توقيعها (على الاتفاق). وأعتقد أنهم سيفشلون، إذ إننا سنحترم دائماً التزاماتنا الدولية، والشعب الإيراني سيردّ في شكل مناسب».

وكانت وسائل إعلام إيرانية أوردت أن مجلس الشورى (البرلمان) أقرّ مناقشة تدابير، بينها زيادة تمويل البرنامج الصاروخي رداً على العقوبات الأميركية.

أما جعفري، فشدد على أن طهران «ستدافع عن قدراتها الصاروخية مثل دفاع رجال غيورين عن شرفهم وعرضهم»، لافتاً إلى «اتساع نطاق النفوذ المعنوي للثورة (الإيرانية)، إذ صرنا نجد أنفسنا في أنحاء كثيرة من العالم إلى جوار المصالح الأميركية». وأضاف: «إذا أرادت أميركا مواصلة فرض عقوبات على المجال الدفاعي والحرس الثوري، فعليها قبل ذلك إبعاد قواعدها الإقليمية إلى مسافة ألف كيلومتر من المناطق المحاذية لإيران، وأن تدرك أنها ستدفع ثمناً باهظاً عن أي خطأ في الحسابات».

في غضون ذلك، أشار التقرير الأميركي للإرهاب لعام 2016، وهو الأول في عهد الرئيس دونالد ترامب، إلى تراجع العمليات الإرهابية بنسبة 9 في المئة، وانخفاض ضحاياها بنسبة 13 في المئة. ولفت إلى أن (تنظيم) «داعش يبقى التهديد الإرهابي الأكبر للأمن العالمي، ويشكّل تنظيم القاعدة وفروعه الإقليميون تهديداً لأمن الولايات المتحدة». ورأى في «المجموعات الإرهابية المدعومة من إيران، وأبرزها حزب الله، تهديداً مستمراً لحلفاء الولايات المتحدة وأمنهم، على رغم تكثيف العقوبات» الأميركية.

ولفت التقرير إلى أن «إيران هي أبرز دولة راعية للإرهاب عام 2016»، إضافة إلى سورية والسودان، مشيراً إلى أن «مجموعات مدعومة من (طهران) حافظت على قدرتها على تهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها». وأفاد بأن «الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس يواصلان، مع شركاء آخرين وحلفاء ووكلاء لإيران، أداء دور مزعزع للاستقرار في نزاعات العراق وسورية واليمن». وأضاف أن طهران «ما زالت تطوّع مقاتلين من المنطقة للانضمام إلى ميليشيات إيرانية شيعية في سورية والعراق»، واتهمها بتأمين أسلحة ومال وتدريب مجموعات شيعية مسلحة في البحرين، وإدارة برنامج «قوي» للإرهاب الإلكتروني، مشيراً إلى رفضها تحديد أعضاء بارزين في «القاعدة» احتجزتهم أو محاكمتهم.

وتحدث التقرير بإسهاب عن دور «حزب الله» في «دعم الحكومة السورية، وفي تدريب مجموعة مرتبطة بإيران في العراق وسورية واليمن». كما لفت إلى تهديد الحزب إسرائيل و «تطويره قدرات هجومية بعيدة المدى وتوسيعه بنيته التحتية في العالم».

وقال جاستن سييريل، منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية، رداً على سؤال لـ «الحياة»، إن «لدى حزب الله شبكة متطورة وواسعة في العالم، ويحافظ على قدرات عسكرية مهمة، من خلال قتاله في سورية».

 

«معركة وجود» بين «أحرار الشام» و«هيئة تحرير الشام» تخلف 14 قتيلاً في ريف إدلب

مقتل 30 مدنياً بغارات على مناطق تحت سيطرة الجهاديين شمال وشرق سوريا

سليم العمر ووكلات

بيروت – درعا – ريف اللاذقية – «القدس العربي»: قتل 30 مدنياً على الأقل بينهم 13 طفلاً الأربعاء جراء غارات قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أمريكية وأخرى يرجح أنها روسية نفذتها تباعاً على منطقتين تحت سيطرة الجهاديين في شمال وشرق سوريا.

من جهة أخرى تجددت الاشتباكات بين «حركة أحرار الشام» و»هيئة تحرير الشام» في ريف إدلب، حيث استخدم الطرفان دبابات وأسلحة ثقيلة، الأمر الذي أوقع قتلى بين الطرفين، ولا تزال الاشتباكات مستمرة في بلدة سرمدا.

 

قصف دير الزور

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «15 مدنياً هم أفراد عائلتين قتلوا أمس الأربعاء جراء غارات يرجح أن طائرات روسية نفذتها على بلدة عياش الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة» (داعش) في الريف الغربي لدير الزور» في شرق سوريا. وأوضح أن بين القتلى عشرة أطفال، سبعة منهم أشقاء، لافتاً إلى وجود جرحى في حالات خطرة.

وتتعرض مناطق سيطرة الجهاديين في مدينة دير الزور وريفها الغربي منذ أيام لضربات جوية كثيفة، وفق المرصد. ويسيطر تنظيم «الدولة»على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور المحاذية للحدود العراقية، باستثناء أجزاء من مدينة دير الزور مركز المحافظة ومطارها العسكري، وبعض القرى القريبة من الحدود الإدارية مع الرقة. وغالبا ما تستهدف طائرات سورية وأخرى روسية مناطق سيطرة الجهاديين في دير الزور.

 

معركة الرقة

 

وفي محافظة الرقة في شمال البلاد، أفاد المرصد السوري بمقتل «15 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال جراء غارات للتحالف الدولي على قرية زور شمر الواقعة عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات». ويسيطر الجهاديون على القرية التي تقع على بعد أكثر من ثلاثين كيلومترا من مدينة الرقة.

ويقدم التحالف الدولي دعماً لقوات سوريا الديمقراطية، ائتلاف فصائل عربية وكردية مدعومة من واشنطن، تخوض منذ أشهر معارك ضد الجهاديين في محافظة الرقة، قبل أن تتمكن في السادس من حزيران/يونيو من دخول المدينة، معقل تنظيم «الدولة» في سوريا. وغالباً ما ينفي التحالف الدولي وكذلك موسكو، أبرز حلفاء دمشق، استهداف مدنيين في الضربات التي تطال مناطق سيطرة الجهاديين في سوريا. حيث تشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ منتصف آذار/مارس 2011 حب المرصد السوري بمقتل أكثر من 330 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

اشتباكات عنيفة في ريف إدلب

 

من جهة أخرى لقي 10 مقاتلين من أحرار الشام حتفهم خلال المعارك الدائرة في كل من سراقب وجبل الزاوية، كما قتل اثنان من «هيئة تحرير الشام» في ريف ادلب، ولقيت امرأة مسنة مصرعها في بلدة افس نتيجة تعرضها لطلق ناري من طرفي النزاع، كما توفي طفل صغير في مدينة ادلب نتيجة إطلاق نار من قبل عناصر الحسبة في المدينة على مظاهرة رفعت علم الثورة وسط المدينة.

وأكدت وكالة الصحافة الفرنسية («فرانس برس») أن الاقتتال الداخلي تسبب بين الفصيلين النافذين في شمال غرب سوريا في مقتل 14 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من المقاتلين، خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الاربعاء. وتسببت المعارك خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بمقتل «11 مقاتلاً من الـطرفين وثـلاثة مدنـيين» وفق المرصـد.

وأفاد مراسل لفرانس برس في محافظة ادلب بأن اشتباكات تدور في مناطق عدة خصوصاً في مدينة سرمدا ومحيط مدينة سراقب وبلدة الدانا. وأشار إلى نقاط تفتيش أقامها الطرفان داخل مدينة ادلب وفي محيطها.

واعتبر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «هذه الاشتباكات هي الأعنف والأوسع» بين الطرفين، متحدثاً عن «معارك مستمرة في أنحاء عدة في المحافظة تتخللها سيطرة متبادلة» وأضاف «على ما يبدو أنها معركة انهاء وجود». وتأتي هذه المواجهات وفق عبد الرحمن بعد «خلاف حاد واستفزازات متبادلة مردها إلى رغبة كل طرف برفع رايته في مدينة إدلب».

وشهدت محافظة ادلب في وقت سابق جولات اقتتال بين هذين الفصيلين وفصائل متحالفة معهما، على خلفية «تصفية حسابات» ومحاولات بسط نفوذ.

وتأتي هذه الخلافات بعد تحالف وثيق جمع الطرفين في وقت سابق، أدى إلى سيطرتهما على كامل محافظة ادلب صيف العام 2015.

وسيطرت حالة من الشلل الكامل على مدينة ادلب تبعتها حالة خوف حقيقية لدى السكان المحليين، حيث يرى العديد أن مصيرهم بات مجهولاً، إذ تجاوزت نقاط الاشتباك عشرين نقطة، تبادل فيها الطرفان السيطرة على مناطق وبلدات في جبل الزاوية، ونشرت «أحرار الشام» الدبابات في بلدة بينين كما أسرت 10 عناصر محسوبين على الهيئة في الكتيبة 555.

«هيئة تحرير الشام» بدورها اعتقلت قياديين من أحرار الشام وقاضي محكمة جبل الزاوية محمد عتيق، وحمل كل طرف الآخر مسؤوليته عما يجري عبر بيانات رسمية، حيث اتهم بيان أحرار الشام الهيئة بالهجوم على حاجز حزارين بالقرب من مدينة كفرنبل في ريف ادلب، بينما اتهم بيان وكالة «إباء» المحسوبة على هيئة تحرير الشام مسؤول الأحرار في قرية ابلين وسط جبل الزاوية بالهجوم على عنصرين يتبعان لها، وسلبهما سلاحهما، مشيرا إلى أن السبب الأساسي لبدء الاشتباك هو رفع علم الثورة الذي تبنته أحرار الشام مؤخراً.

واستخدمت أسلحة ثقيلة بين الطرفين لأول مرة، تمثلت بالدبابات، حيث تداول ناشطون صورا تبين الوضع الأمني هناك، مع سقوط أكثر من 13 قذيفة هاون على مقرات تحرير الشام بريف ادلب، في حين يرى ناشطون من ادلب، أن الاقتتال الدائر بين حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام في الشمال السوري أمر حتمي، إذْ لا بدّ من إنهاء أحد الطرفين الآخر وهو صراع أيديولوجي، وليس العلم هو المشكلة، والقادة من كلا الطرفين ماضون في تنفيذ مشاريعهم بغض النظر عن الدماء المتساقطة.

ووجه مدنيون في بلدات جبل الزاوية نداء استغاثة إثر تعرض منازلهم لإطلاق رصاص كثيف خلال ساعات الليل خلف للعديد من الجرحى بينهم أطفال وكبار السن، ولم تنجح محاولات الداعية الجهادي عبد الله المحيسني في وقف الاقتتال وكانت آخر تغريداته «من للحرائر في السجون، من سيحمي الأعراض»، وطالب الجميع بتكثيف جهودهم لإنهاء هذا الصراع، العديد من فصائل المعارضة ترى نفسها خارج هذا الصراع، ومراقبون يرون أن الخاسر هو السكان في ادلب.

أحمد سمور من ادلب، أكد في اتصال خاص مع «القدس العربي»، أن الامور لن تهدأ إلى أن يقضي عشرات الضحايا من المدنيين، وهو يخشى على زوجته وأطفاله من مصير أسود فيما لو قتل برصاصة طائشة، وفق تعبيره، ويؤكد أحمد أن المدنيين في ادلب بانتظار التدخل التركي كي يحظى بنوع من الأمان والاستقرار، على حد وصفه.

 

القلمون في ريف دمشق نحو «تهدئة لشهرين بضمانة روسية»… وموسكو تفشل سياسياً في انتزاع «الغاز»

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: أعلنت مصادر إعلامية تابعة للنظام وأخرى للمعارضة السورية المسلحة في القلمون الشرقي في ريف دمشق، عن توقيع هدنة مؤقتة تستمر لمدة شهرين كمرحلة أولية، كما أكدت القوات الروسية في سوريا على كفالتها للنظام السوري في تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم بمشاركة كبيـرة لها.

الاتفاق الحاصل بين الجانبين تضمن خمس نقاط رئيسية، فيما أكدت مصادر لـ «القدس العربي» فشل الاتفاق حول نقاط جوهرية خاصة بين النظام والمعارضة من جهة، وبين المعارضة السورية والقوات الروسية من جهة أخرى.

ومن النقاط الأساسية المتفق عليها بين المعارضة السورية والقوات الروسية ومن خلفها النظام السوري هي «تحييد مدن وبلدات القلمون الشرقي عن صراع مسلح، إخراج المعارضة السورية لأسلحتها الثقيلة والمتوسطة من المدن والبلدات نحو جبال القلمون، تفعيل المشافي وادخال الدواء والمواد الطبية والخدمات إلى المدن كافة وعدم التضييق على الحواجز».

كما شملت بنود الاتفاق بين الأطراف «تشكيل لجنة مشتركة لبحث ملف المعتقلين والموظفين المفصولين، إدارة المدن من خلال مجلس محلي منتخب بصلاحيات كاملة، لجنة محلية مهمتها الإشراف على مختلف القضايا التي تخص المدن».

وقال مصدر خاص لـ «القدس العربي» مقرب من عملية التفاوض: الهدنة المؤقتة التي أبرمت مع القوات الروسية بشكل مباشر، شهدت بعض الخلافات الجوهرية، حيث تم تأجيلها إلى جولات تفاوضية جديدة، وأهم تلك الخلافات «مصير خط الغاز الذي تسيطر عليه المعارضة السورية»، حيث تسعى موسكو بشتى الطرق إلى بسط النفوذ عليه عبر قواتها أو من مدخل قوات النظام السوري، فقد طلب الضباط الروس نشر مجموعات لقوات النظام على طول الخط في مدينة «الرحيبة» على وجه التحديد، ولكن ممثلي فصائل المعارضة رفضوا بشكل قطعي أي تنازل عن خط الغاز خلال الجولات التفاوضية السابقة كافة.

ويعتبر جيش الإسلام وتشكيل قوات «أحمد العبدو» من أكبر الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة السورية، التي تسيطر على القلمون الشرقي في ريف دمشق.

وأضاف المصدر، من الخلافات الجوهرية الأخرى، هي مصير فصائل المعارضة السورية المتمركزة في جبال القلمون الشرقي، خاصة أن الجانب الروسي طرح مقترحات عدة منها ترحيلهم نحو الشمال السوري أو تسليم السلاح وتسوية مع النظام، إلا إن المعارضة رفضت فكرة التهجير بشكل كامل، وأبدت إصرارها على البقاء في القلمون الشرقي.

وأشارت مصادر إعلامية معارضة إلى نقطة خلاف أخرى بين النظام والقوات الروسية مع المعارضة السورية، وهي طبيعة العلاقات العسكرية بين قوات النظام وفصائل المعارضة التي تسيطر على مدن وبلدات القلمون الشرقي، حيث بقي هذا المشروع معلقاً، وذلك بسبب النظام بكسب ورقة نشر قواته خارج القطع العسكرية.

ونوه المصدر الخاص إلى إجماع في صفوف ممثلي المعارضة السورية على عدم القبول بفكرة إفراغ مدن وبلدات القلمون الشرقي، خاصة مدن «الرحيبة وجيرود»، وعدم القبول بفكرة التغيير الديموغرافي الكامل كما حصل في مدينة «القصير» في ريف حمص، أو كما حصل مؤخراً في عموم الريف الدمشقي من خسارة الثوار والأهالي لمناطقهم لصالح النظام وإيران والروس.

وتخضع جيرود لاتفاق وقف إطلاق نار منذ عامين ونيف، بين المعارضة المسلحة والنظام السوري، مقابل تأمين المعارضة لخط الغاز وعدم التعرض له، والسماح لورشات النظام بدخول المنطقة لإجراء الصيانة الدورية، لخط الغاز الأهم في المنطقة الجنوبية، والشريان الأكبر والرئيسي للعاصمة دمشق.

كما أكد المصدر، أن الجانب الروسي يبدي إصراراً كبيراً على نشر مجموعات عسكرية على خط الغاز، بهدف السيطرة الكاملة عليه، وانتزاع أي وصاية للمعارضة السورية على آلية تدفقه أو الضغط على نظام الأسد من خلاله.

 

جدل كردي – كردي في سوريا بسبب إدانة «الوطني» لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي»

يمان نعمة

أنطاكيا – «القدس العربي»: أدت الإدانة التي وجهها «المجلس الوطني الكردي» في سوريا، لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي»، ووصفه لممارساته بـ «الإرهابية»، إلى انقسام حاد في الشارع الكردي السوري، بين مؤيد ومعارض.

وكان «المجلس الوطني الكردي»، المنضوي تحت مظلة الائتلاف الوطني المعارض، قد أدان في بيان صادر عنه، قبل أيام، تصرفات حزب الاتحاد الديمقراطي «PYD»، القمعية بحق الأهالي والناشطين والسياسيين، وذلك على خلفية اعتقال الديمقراطي لشخصيات سياسية وإعلامية كردية معارضة له. وأضاف، «أن المجلس الوطني يرفض هذه الأعمال والممارسات الإرهابية الجبانة التي تساهم في زعزعة السلم الأهلي»، مناشداً الهيئات والمنظمات الحقوقية للضغط على الديمقراطي، الذي يهدف إلى قيادة المجتمع عبر سياسة الحزب الواحد، على حد تعبير البيان الصادر عن الأمانة العامة للمجلس الوطني في مدينة القامشلي، والذي حصلت «القدس العربي» على نسخة منه. وعد ناشطون أكراد أن استخدام المجلس الوطني الكردي لمفردة «الإرهاب» في خطابه ضد الاتحاد الديمقراطي «سابقة تصعيدية بدلالات خطيرة».

وقال عضو الأمانة العامة، وعضو مكتب العلاقات الوطنية والخارجية في المجلس الوطني الكردي، فيصل يوسف: إن العلاقة بين المجلس الوطني وبين حزب الاتحاد الديمقراطي، مبنية على الأسس التي أرستها اتفاقية «دهوك»، والتي حددت أرضية مشتركة للتعاون الكردي – الكردي في سوريا.

وبيّن في تصريحات لـ «القدس العربي»، أن المجلس الوطني لا يسعى للتصعيد بين الكرد، من خلال التصريح الأخير، وقال «إن الاتحاد الديمقراطي يمارس سياسة قمعية بحقنا، من خلال إغلاق مكاتب المجلس واعتقال القيادات، بينما نحن نسعى إلى تحسين العلاقات مع مختلف القوى الوطنية، وأكدنا مراراً على أهمية العمل المشترك مع الاتحاد الديمقراطي».

وعن الجهات التي تستطيع الضغط على الاتحاد الديمقراطي، التي ناشدها التصريح، أوضح يوسف أن المجلس الوطني وجه خطابه إلى الشعب الكردي بشكل خاص وإلى الشعب السوري بشكل عام، وإلى كل القوى الصديقة في المعارضة الوطنية الديمقراطية. وفي محاولة منه التخفيف من حدة الانقسام الذي أثاره التصريح، قال يوسف إن: «المرحلة تتطلب وحدة جميع السوريين، للوصول إلى انتقال سياسي يحقق أهداف الشعب السوري، وعلى الصعيد الكردي لا بد من وحدة الأهداف المشتركة في سياق أهداف الثورة السورية».

وبينما التزم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الصمت المطبق، حيال التصريح ضده، شن أنصاره هجوماً لاذعاً على المجلس الوطني الكردي، مطالبينه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتقديم الاعتذار الرسمي لأكراد سوريا. وفي المقابل، دافع ناشطون عن المجلس الوطني الكردي، مطالبين الديمقراطي بالكف عن السياسات القمعية التي ينتهجها في المناطق السورية الخاضعة لسيطرته.

في غضون ذلك، لمح آخرون، إلى عدم إشارة بيان المجلس الوطني الكردي إلى الانتهاكات التي يرتكبها حزب الاتحاد الديمقراطي بحق السكان العرب في المناطق الخاضعة لسيطرته. ومن الجدير بالذكر أن الاتهامات المتبادلة بين قطبي السياسة في الوسط الكردي السوري «المجلس الوطني الكردي، حزب الاتحاد الديمقراطي»، ليست وليدة اللحظة، وإنما تعود إلى بداية الثورة السورية.

 

حروب العنصرية بين اللبنانيين والسوريين/ عمر قصقص

ارتفعت بشكل لافت، في الفترة الأخيرة، نسبة الأشخاص الذين يعبّرون عن آرائهم من خلال نشر تسجيلات خاصة بهم عبر صفحاتهم على “فيسبوك”، فأصبح إيصال الفكرة بالصوت والصورة أنجع وسيلة لاستقطاب العدد الأكبر من المشاركات والتعليقات إلى جانب ارتفاع نسبة المشاهدين.

ظاهرة الفيديوهات سلاح ذو حدين، لها إيجابياتها وسلبياتها، فالبعض يستخدمها ليُخرج كل ما في داخله من حقد وعنصرية وخرق لخصوصيات الناس، والبعض الآخر كي يوصل أفكاراً أو رسائل ذات معنى ولياقة.

وتجتاح الموقع الأزرق في لبنان منذ أيام فيديوهات مليئة بالحقد والعنصرية التي لم تهدأ حتى اللحظة بين اللبنانيين والسوريين، وذلك عقب تنفيذ الجيش اللبناني مداهمات في مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال على الحدود السورية اللبنانية، بحثاً عن إرهابيين، وقد أسفرت العملية عن مقتل ما لا يقل عن 4 أشخاص واعتقال العشرات وتعذيبهم، إذ انتشرت صور التعذيب والذل الذي تعرض له اللاجئون على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي تطلب استنفاراً إعلامياً وسياسياً أدى إلى الضغط على الجيش لفتح تحقيق في الموضوع.

بدأ الخلاف عندما خرجت مجموعة كبيرة من الناشطين لتبرير التعذيب عبر منصاتهم، داعين لـ”الضرب بيد من حديد وإبادة المخيمات”. كما بدأوا يخوّنون كل من يطالب بتحقيق شفاف، وذلك حفاظاً على حقوق الإنسان والجيش اللبناني سوياً. ورد شاب سوري يقطن في أوروبا، من خلال فيديو يهاجم فيه الشعب اللبناني، ويقول في الفيديو: “إن هجم الإسرائيلي عليكم سأقف مع الإسرائيلي، وستدور الأيام وسننزل إلى لبنان ولنريكم ماذا سنفعل بكم”، مضيفاً: “الرجال على الجبهات وليس بالاستقواء على الأبرياء، وللأسف في لبنان لا يوجد رجال”.

كما انتشر فيديو آخر لسيدة سورية كبيرة في السن، تهاجم رئيس الجمهورية والشعب اللبناني وجيشه، مذكّرةً بحرب تموز/ يوليو وكيف استقبل السوريون اللبنانيين ووزعوا عليهم الأكل والشرب والملابس مجاناً، شاجبة دخول حزب الله في الحرب السورية. وانتشرت عشرات الفيديوهات لناشطين سوريين يهاجمون لبنان وشعبه وجيشه بالطريقة نفسها.

هذا الهجوم، قابله هجوم مضاد من عشرات اللبنانيين الذين علقوا على الفيديو بالطريقة نفسها، معتبرين أن “الشعب اللبناني الذي حارب إسرائيل لا يخاف ولا يهرب، وأن من وقف مع لبنان في حرب تموز، نرد له الجميل الآن حين نقاتل معه على الجبهات التي هربتم منها إلى تركيا وأوروبا ولبنان، إلى جانب رد الشتيمة والعنصرية بالمثل”.

وانخرط في الحملة سياسيون وفنانون وإعلاميّون، ووصلت إلى تطبيقات الدردشة كـ”واتساب”، إذ انتشر تسجيل صوتي من أشخاص يدعون فيه اللبنانيين إلى ضرب أي سوري يمشي على الطريق بعد الساعة السابعة ليلاً، وذلك بعد أن انتشرت دعوة لتظاهرة تضامنية مع اللاجئين، الأمر الذي لم يتقبله البعض، محرضين بدعوة لتظاهرة “متضامنة مع الجيش اللبناني”، وسط تهديدات بالقتل والاعتداء على كل من ينزل إلى الشارع.

وفي آخر فصول الحملة العنصريّة، قام ثلاثة شبان في منطقة الدكوانة بضرب شاب سوري أعزل بعنف وسحله في الطريق موثقين اللحظة الهمجية بالفيديو. الشبان لم يكتفوا بالضرب، بل بدأوا بالتحقيق مع الشاب وتلفيق التهم له بأنه مع النظام السوري وداعش، وبأنه يريد التظاهر ضد الجيش اللبناني، كما أجبروه على قول: “الله ورئيس الجمهورية، الله والجيش اللبناني”.

وخلال ساعات، انتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط غضب اللبنانيين من هذا الاعتداء الوحشي والعنصري ضد الأبرياء. وصباح أمس، ألقت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي القبض على الشبان الثلاثة الذين اعتدوا على الشاب، وفق ما أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عبر “تويتر”.

كما أُنشأت صفحات على “فيسبوك” و”تويتر” لشن هجوم على أي شخص يطالب بتحقيق أو يهاجم الجيش، وهذا ما حصل مع الإعلاميتين ديما صادق وديانا مقلد والنائب عقاب صقر، الذين طالبوا بتحقيق فقط، إذ تنتشر كل يوم صورهم مرفقة بشتائم وتعابير مهينة، إلى جانب التهديدات بالقتل واتهامهم بـ”الدواعش”.

من جهة أخرى، تقدم المنتدى الاشتراكي، الأسبوع الماضي، بعلم وخبر لبلدية بيروت لتنظيم وقفة تضامنية مع اللاجئين/ات وضد العنصرية وضد القمع على خلفية أحداث عرسال، إلا أن الوقفة تحولت خلال ساعات بقدرة قادر في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي إلى تظاهرة ضد الجيش اللبناني.

وذلك بعد أن بدأت العديد من الصفحات، أبرزها “اتحاد الشعب السوري في لبنان”، إلى دعوة السوريين في جميع المناطق اللبنانية لمظاهرة ضد الجيش اللبناني، الأمر الذي لم يتقبله اللبنانيون وبدأوا بالدعوة لمظاهرة مضادة وسط تهديدات بالقتل والاعتداء على كل من ينزل إلى الشارع.

هذا وتعرض أعضاء المنتدى الاشتراكي إلى تهديدات بالضرب والقتل بعد أن تسربت البيانات وأسماءهم إلى الإعلام من بلدية بيروت. فسارع المنتدى إلى إصدار بيان استنكار وتوضيح محملا المسؤولية إلى كل من سرب أسماءهم وحور أهداف الاعتصام الذي ألغاه.

يذكر أن هذا الانقسام يعود بهذه الحدة للمرة الثانية، وذلك بعد مداهمات مشابهة للجيش اللبناني حصلت في عرسال أيضاً عام 2014. وظهرت وقتها صور تعذيب اللاجئين السوريين، وحرق خيامهم وتخريب ممتلكاتهم الخاصة. يومها أيضاً انقسمت مواقع التواصل الاجتماعي، وفقد الإعلام اللبناني أي موضوعية ممكنة، فظهر بعض المذيعين بملابس الجيش اللبناني لتقديم نشرات الأخبار.

العربي الجديد

 

إعلام النظام يستغل عودة اللاجئين السوريين من عرسال

عمر بقبوق

لا يزال إعلام النظام السوري يمارس هوايته المفضلة بالاصطياد في الماء العكر. فبعد أن تدهورت أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، بسبب التصعيد العنصري والخلافات بين اللاجئين والمجتمع المضيف، التي أدت لاضطرار مجموعة من اللاجئين العودة إلى سورية؛ خصصت الفضائية السورية عدة ساعات من بثها التلفزيوني لتسلط الضوء على أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، من خلال تقارير تحصي بالأرقام المشاكل والأزمات التي مر بها اللاجئون، بالإضافة للقاءات تلفزيونية أجرتها القناة مع العائدين الجدد، تمحور الحديث فيها عن ندم هؤلاء على اللحظة التي خرجوا فيها من حضن الوطن.

 

“هذا درس لكل من يفكر بترك وطنه”، هذه الكلمات رددتها المقدمة وهي تبتسم في وجوه اللاجئين العائدين إلى حضن الوطن، بعد أن خاضت بالحديث معهم عن قسوة العيش في مخيمات عرسال التي ادعت زيارتها، وبعد أن ذكرتهم بحرمانهم من حق العمل، وأجرت عملياتها الحسابية العلنية لتعرف كيف كانت تعيش العائلة المكونة من 5 أفراد هناك، وعلى ماذا كانوا يقتاتون، وحاولت أن تستنبط قيمة المساعدات، والجهات الداعمة للاجئين؛ وأكملت دون خجل: “هذه الظروف الصعبة هي درس لكل إنسان”، بعد أن طالبت العائدين الجدد بتذكر لحظة رحيلهم، وسألتهم إن كانوا على قناعة بما فعلوه في الماضي، وبعد أن أجبرتهم على الاعتراف بالندم؛ لتنهي اللقاء بتحويل حياة ضحايا الحرب والعنصرية ومعاناتهم إلى مسرحية، وتختزل العبرة من مأساة السوريين على طريقتها.

 

وحاولت اللقاءات والتقارير التي أنتجتها الفضائية السورية أن تحول المخاوف والأرق الذي يعيشه السوريون الموجودون في لبنان إلى مقولات تخدم مصالح النظام السوري، فمررت العديد من الأفكار، كقداسة خدمة الوطن، وقداسة الجيش في كل وطن! وأكدت على تسامح النظام السوري مع العائدين، فمعظم الذين أجريت معهم المقابلات هم من الملاحقين قانونياً، كما ادعوا، ولكن النظام أعفى عنهم واستقبلهم بصدر رحب.

 

ومن ناحية أخرى، حاولت الفضائية السورية من خلال تقاريرها أن تلمع صورة الجيش السوري، فبعد أن اشتهر الجيش السوري بأنه جيش “التعفيش”، أكدت التقارير بأن اللاجئين عادوا لبيوتهم ووجدوها كما كانت، فتضمنت التقارير لقطات طويلة لأغراض المنزل التي لا تزال بحالة جيدة، كالثريات والأدوات الكهربائية، وجرّت المذيعة ضيوفها ليشكروا الجيش الذي حمى منازلهم من السرقة.

 

وبات واضحاً أن إعلام النظام السوري يحاول أن يستثمر كل الأحداث الآنية والقاسية التي يعيشها السوريون بالداخل والخارج ليثبت أنه انتصر في حربه المزعومة على الإرهاب، ويحاول استغلال أخطاء الآخرين ليبرر وجوده ويبسط سيطرته، فبعد أن هاجم النظام أبناءه الفارين من الحرب واعتبرهم خونة، وسخر من لجوئهم والحياة التي يعيشونها في الخارج، ها هو اليوم يبدي تعاطفه معهم ويطبطب عليهم، وكأنه لم يكن سبب تهجيرهم والمعاناة التي يعيشونها.

 

قوات النظام:محاولة جديدة لاقتحام الغوطة..وإنسحاب من الحدود العراقية

جددت قوات النظام السوري محاولتها لاقتحام أحياء وبلدات في غوطة دمشق الشرقية، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، في وقت انتشرت فيه أنباء عن قيام النظام بسحب قواته المنتشرة في مواقع على الحدود السورية/العراقية بعد هجوم نفذه تنظيم “الدوّلة الإسلاميّة”.

 

قوات النظام جددت محاولاتها، الخميس، لاقتحام بلدة عين ترما وحي جوبر الدمشقي. وارتفعت وتيرة الاشتباكات المستمرة منذ أسابيع من دون أن تحقق القوات المهاجمة أي تقدم، بينما أعادت وسائل إعلام النظام الحديث عن “استهداف الخطوط الخلفية لمسلحي جبهة النصرة في مثلث جوبر-عين ترما–الغوطة”.

 

من جهته، أعلن “فيلق الرحمن”، عن تصدي مقاتليه لمحاولات الاقتحام، مشيراً إلى وقوع اشتباكات عنيفة في المنطقة، بالتزامن مع غارات مكثفة على عين ترما وجوبر. ووثق “الدفاع المدني” في ريف دمشق تعرض المنطقة لخمس غارات من الطيران الحربي، فيما ذكرت شبكة “أخبار جوبر”، أن مدينة عربين تعرضت هي الأخرى للقصف وسط محاولات الاقتحام.

 

وفي السياق، جرح مدنيون، الخميس، جراء استهداف قوات النظام بلدة النشابية، شرقي دمشق، بالرشاشات. وقال “الدفاع المدني” في “فايسبوك”، إن فرقه أسعفت الجرحى إلى المركز الطبي، فيما نقل موقع “سمارت”، أن قوات النظام استهدفت البلدة من ثكناتها بالرشاشات الخفيفة. وأغارت طائرات حربية، يُرجح أنها تابعة للنظام، على مدينة دوما وأطرافها، بينما أوضح الدفاع المدني أن غارتين استهدفتا أطراف المدينة، ما أسفر عن أضرار “جسيمة”، وأشار إلى مقتل عامل وإصابة اثنين آخرين بحروق جراء حريق مستودع محروقات في بلدة مسرابا اندلع بسبب القصف.

 

على صعيد آخر، نقلت مواقع تابعة للمعارضة، الخميس، أن قوات النظام انسحبت من مواقع لها قرب الحدود السورية/العراقية، بعد هجوم كبير لتنظيم “الدولة الإسلامية”. وقالت جريدة “عنب بلدي” إن هجوماً “كبيراً” لتنظيم “لدولة” على مواقع قوات النظام في منطقتي وادي وسد الوعر، أجبر الأخيرة على الانسحاب إلى مواقع لها في الجهة الغربية. من جهتها، أكدت شبكة “أخبار عدالة حمورابي” تلك الأنباء، وقالت إن “مليشيات إيران والنظام انسحبت من سرية الوعر ومنطقة الوعر قرب الحدود العراقية السورية بعد هجوم واسع من ميليشيات داعش”، فيما لم يصدر أي تعليق من قوات النظام ووسائل إعلامه، التي جددت الحديث عن مواصلة “الجيش السوري وحلفائه عملياتهم في عمق البادية السورية على محور حقل الهيل- السخنة” شرقي تدمر. تنظيم “الدولة” أعلن الخميس، قتل 25 عنصراً من قوات النظام.

 

على صعيد آخر، وفي واحدة من التداعيات التي أسفر عنها تجدد الاقتتال في الشمال السوري بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام”، أعلنت “حركة نور الدين زنكي” انفصالها عن “الهيئة”، بعد حوالي ستة أشهرٍ من اندماجهما مع فصائل أخرى. وأصدرت الحركة، الخميس، بياناً تضمن الأسباب التي دعتها للانفصال. وفيما لم يصدر أي تعليق من “الهيئة” حول الأمر، قالت الحركة، إن انفصالها يعود لـ”عدم تحكيم الشريعة التي بذلنا مهجنا والغالي والنفيس لتحكيمها، من خلال تجاوز لجنة الفتوى في الهيئة وإصدار بيان عن المجلس الشرعي دون علم أغلب أعضائه”، إضافة إلى “عدم القبول بالمبادرة التي أطلقها العلماء”.

 

من جهتها، أبدت “الهيئة” تحفظات على المبادرة المطروحة من قبل علماء الدين، معتبرة أنها “لا تقدم حلا ولا توحد الساحة”. وكان علماء دين وطلبة علم قد طرحوا، الأربعاء، مبادرة تهدئة بين الطرفين، وافقت عليها “أحرار الشام” مع الاحتفاظ بحق التصدي لأي هجوم تشنه “الهيئة”.

 

وجاء في بيان صدر عن “تحرير الشام”، ونُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، أن المبادرة المطروحة “هي كسابقاتها ولن تصمد .. والمبادرة الحقيقية هي التي تطرح مشروعا لإدارة ذاتية للمناطق المحررة”، معتبرة أن أي مبادرة لا تحقق ما ذكر آنفا “إنما تزيد من حجم التنافسات المشاريعية والتصارعات المحلية”، مبدية استعدادها الموافقة على “أي مشروع سني يوحد المناطق المحررة”.

 

الأحرار” تطلق النفير..و”تحرير الشام” تقترب من باب الهوى

قال رئيس “مجلس شورى حركة أحرار الشام” الشيخ حسن صوفان، في تسجيل صوتي، إن المعركة اليوم ضد “هيئة تحرير الشام”هي “وجودية”. ودعا مقاتلي الحركة إلى التصدي لهجوم “الهيئة” وتجنب “تكرار تجارب” سابقة.

 

وقال صوفان إن “الحركة” سبق و”تعرضت إلى اعتداءات من بعض مكونات (هيئة تحرير الشام) لكنها صبرت وكظمت غيظها، رجاء أن يُحدث ذلك لهم ذكراً فيتحملوا معنا المسؤولية ويبحثوا معنا عن حلّ جامع منقذ للثورة السورية”.

 

وأضاف “أنتم على موعد مع استحقاق هام وجودي، يتمثل في التصدي لحملة بغي عظيمة، حفاظاً على وجودكم وايقافاً للباغي عند حدّه، لكي تمنعوا تكرار تجارب مأساوية حصلت سابقاً في الجزائر والعراق، وتحصل اليوم في الموصل والرقة”.

 

وتابع “اليوم تقرر جماعة الجولاني الهجوم على معبر باب الهوى الرئة الوحيدة للشمال المحرر ومصدر المواد الأولية الغذائية والطبية للشمال، ولكم أن تتخيلوا أثر ذلك التصرف الأرعن على حياة الناس وضرورات عيشهم مع ما يستجلبه من تدخل خارجي ومؤامرات دولية”. واعتبر صوفان أن الثورة انحسرت بعد تدخل تنظيم “داعش” و”فقدت جزءاً هاماً من الأراضي فتدخلت الدول وأرسلت جنودها حتى صارت بلادنا مزرعة إقليمية مقسمة”.

 

صوفان الذي خرج قبل عام تقريباً من سجن صيدنايا، في صفقة تبادل بين “الأحرار” والنظام، ويعتبر أحد القادة الروحيين لـ”حركة أحرار الشام”، قال “قيادة أحرار الشام اليوم تحمل السلاح وتقاتل مع جنودها… فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلينفر إلينا وليحمل سلاحه وليحرض المؤمنين على إيقاف البغي والتصدي له..”.

 

من جهة أخرى، غرّد حساب على “تويتر”، معروف باسم فاضل الشيخ، المقرب من قيادات “أحرار الشام”، بالقول إن “هيئة تحرير الشام” استعادت المواقع التي خسرتها الثلاثاء/الأربعاء، وسط تحشيدات من الطرفين، وأكد سقوط 5 قتلى من “أحرار الشام” و3 من “الهيئة” في مناطق متفرقة، و4 مدنيين برصاص “الهيئة”. وبلغ عدد أسرى عناصر “الهيئة” لدى “أحرار الشام” 67 أسيراً، و11 أسيراً من “الأحرار” لدى “الهيئة” بينهم أبو عزام سراقب.

 

الشيخ أكد أن “هيئة تحرير الشام” وصلت إلى تخوم باب الهوى، على الحدود السورية التركية، و”ليست هذه المرة الأولى التي تصل إلى هناك، والأحرار تتحشد بداخله”. وأضاف: “الهيئة لا تستطيع التقدم إلى باب الهوى، لأنها أُبلِغَت بأنه خط أحمر. فقط تحاول الضغط من أجل نقله لفصيل آخر (فيلق الشام)”. الشيخ توقع حدوث تطورات جديدة الخميس، وسط تحركات مكثفة لـ”أحرار الشام” بالقرب من خربة الجوز، وفي أماكن أخرى.

 

وأضاف الشيخ أن عبدالله المحيسني وأبو حارث المصري، رافضين لقرار الجولاني، الأمر الذي ظهر على العلن، و”حصلت سجالات بين عطون والمحيسني بعد إصدار فتوى من دون علمه”. وتوقع الشيخ أيضاً صدور بيان عن “حركة نور الدين زنكي”، “يتبرأ فيه مما يحصل، ويعلن أنه ليس طرفاً”.

 

وتابع الشيخ أن “سبب عودة موازين القوة اليوم للتساوي تقريباً أن الهيئة حشدت رتل من المهاجرين بينهم تركستان، وركزت على مناطق محددة، لكن هذه أقصى طاقتها”. وكان “الحزب التركستاني” قد أرسل مجموعة منه، لمنع الاشتباك بين الطرفين في سلقين ومدينة إدلب، وتسلّمت المجموعة مقار “أحرار الشام” التي سيطرت عليها “هيئة تحرير الشام”. وبهذا تكون “أحرار الشام” قد أخرجت نهائياً من مدينة إدلب، في حين تبقت لها بعض الجيوب في سلقين.

 

درع الفرات” تستعد لحسم حرب “الأحرار” و”الهيئة”؟

أحمد مراد

أفضت الساعات الأخيرة من الاقتتال الداخلي بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام”، في إدلب، إلى سيطرة “الهيئة” على مدينتي سراقب وسرمدا قرب معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا. وظهرت مبادرة تهدئة من شرعيين مستقلين، استجابت لها “الأحرار”، ولم تستجب لها “الهيئة”.

 

ونفى الداعية الجهادي وعضو “المجلس الشرعي” عبدالله المحيسني، علمه بالبيان الصادر عن مجلسه ردّاً على بيان “المجلس الإسلامي السوري” الذي دعا للوقوف إلى جانب “أحرار الشام” ضد “البغي والعدوان” الذي تمارسه “الهيئة”، فيما أعلنت بلدات في ريف حلب الغربي وإدلب وقوفها على الحياد، وموقفها الرافض للاقتتال، في وقت تستعد فيه قوات “درع الفرات” للتدخل في إدلب.

 

وكانت هيئة مستقلة ممن يسمون بـ”طلبة العلم” قد أصدرت ليل الأربعاء/الخميس مبادرة حلّ لوقف الاقتتال بين أكبر فصيلين في الشمال السوري، ونصت على وقف الأعمال القتالية اعتباراً من الساعة 12 (الخميس)، وتفويض ثلاثة أشخاص عن كل فصيل مخولين باتخاذ القرار، كلّ بالنيابة عن فصيله، وتوافق طرفي النزاع على ثلاثة أشخاص مستقلين ليكونوا مرجحين في حال الخلاف خلال المفاوضات، واجتماع ممثلي الفصائل بالمستقلين لحل الخلاف ووضع رؤية شاملة وملزمة تراعي الحقوق العسكرية والمدنية والسياسية للفصائل المتنازعة، وتستمر المفاوضات لمدة سبعة أيام من تاريخ بدئها.

 

“حركة أحرار الشام” أعلنت موافقتها الفورية غير المشروطة على بنود المبادرة، مؤكدة استمرارها بما أسمته “رد البغي” في حال حصوله من “هيئة تحرير الشام” الى حين استجابتها، وسط صمت “الهيئة” التي عرف عنها سابقاً خلال إنهائها 16 فصيلاً من الجيش الحر أنها لا تخضع لأي مبادرة إلا من منطلق قوة، بعدما تكون أعلنت نصرها، لتفرض شروطها على اللجان الشرعية، ما يجعل اللجان والمبادرات شكلية ليس أكثر.

 

وكانت “هيئة تحرير الشام” قد أحكمت قبضتها على مدينة سراقب وسط محافظة إدلب، بعد يوم واحد من خوض المدينة تجربة انتخابية مميزة واختيارها مجلساً محلياً منتخباً عبر صناديق الاقتراع. أبناء سراقب خرجوا بتظاهرة منددة بسيطرة “النصرة” على مدينتهم، وهتفوا بخروجها. عناصر “الهيئة” أطلقوا الرصاص على المتظاهرين، وقتلوا الناشط الإعلامي مصعب العزو، من أبناء المدينة، ليشيّع ملفوفاً بعلم الثورة السورية. عناصر “الهيئة” أسقطوا علم الثورة من برج الإذاعة في سراقب، أعلى برج في إدلب.

 

واستقدمت “هيئة تحرير الشام” تعزيزات من آليات ثقيلة لإحكام قبضتها على سراقب، التي تعتبر العقدة الطرقية لمحافظة إدلب، بعد سيطرتها على صوامع الحبوب جنوب غربي المدينة، وسط سيطرة “جيش الأحرار” التابع لـ”الهيئة” بقيادة أبو صالح طحان، على مؤسسة “إيكاردا” على طريق دمشق-حلب الدولي. وتحاول “أحرار الشام” تجميع صفوفها والتحضير لعمل عسكري جديد ضد “الهيئة”، انطلاقاً من بلدة خربة الجوز الحدودية غربي إدلب، بعد خسارتها بلدة سرمدا الحدودية، واحتمال فقدانها السيطرة على معبر باب الهوى. ودخلت فصائل تابعة للجيش الحر أتون المعارك إلى جانب “أحرار الشام”، ومنها “صقور الشام” و”مجلس شورى سهل الغاب الثوري”، الذي أصدر بياناً مؤيداً لبيان “المجلس الإسلامي السوري” برفض “بغي الهيئة”.

 

عضو “المجلس الشرعي” في “هيئة تحرير الشام” عبدالله المحيسني، كذّب صدور بيان عن “المجلس الشرعي” وأكد عبر قناته في “تيليغرام” أن “المجلس الشرعي” لم يصدر فتوى بجواز القتال ضد “الأحرار”، داعياً لحقن الدماء بين الطرفين. المحيسني نفى علمه وعلم رئيس “لجنة الفتوى” في “المجلس” أبو الحارث المصري، بالرد الذي نشرته “الهيئة” عن مجلسها الشرعي على بيان “المجلس الإسلامي السوري”.

 

وكان بيان “المجلس الإسلامي” قد دعا عناصر الهيئة للانشقاق عنها والانضمام إلى الفصائل الثورية، وأكد حق الفصائل في رد البغي ووجوب مناصرتها ضد فصيل أدركوا خطورته على الثورة السورية. وردّت “الهيئة”، عبر بيانها الذي نفى مجلسها الشرعي علمه به، أن “المجلس الإسلامي السوري” ينحاز إلى فصيل دون آخر، ولم يستمع لطرفي الخلاف. البيان اتهم “المجلس”بفقد المصداقية والعدل بما يصدره من بيانات تكيل بمكيالين.

 

وفي ذروة التصعيد بين طرفي القتال، أعلن أهالي حزارين وكفرنبل والأتارب وتلعادة، وبلدات أخرى بريفي حلب وإدلب، تحييد مناطقهم عن محرقة القتال الدائر. قرار يرى فيه الأهالي تخفيفاً لتصعيد داخلي قد يضيّق دائرة القتال في ما لو سارت على نهجه بقية بلدات إدلب.

 

الصحافي أحمد عاصي، قال لـ”المدن”، إن القتال الدائر هو نتيجة حتمية لتراكمات سابقة، وأن جميع محاولات التهدئة في الوقت الحالي لن تنقذ المنطقة من محرقة بين “الهيئة” و”الأحرار” مهما تأجلت. وأضاف أن “القاعدة” تسعى لفرض سيطرتها الكاملة على المنطقة، واعتمدت في السابق سياسة افتراس الفصائل كل على حدة وسط صمت “الأحرار”. ومع سيطرة العقلية الفصائلية المشتتة، فإن جميع المبادرات والحلول المطروحة على الطاولة هي للتخدير ليس أكثر، ولا يمكن اقتسام المحافظة بين الفصيلين نظراً لعدم وجود سلطة مطلقة لأي فصيل منهما في مناطق إدلب كافة.

 

ومع اتساع رقعة القتال من جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي، وصولاً إلى الحدود التركية، يبدو أن الكفة ما تزال متأرجحة بين الفصيلين، مع ميلها لصالح “تحرير الشام” في الساعات الأخيرة، لكن ما يشاع من تدخل وشيك لقوات “درع الفرات” من جهة إدلب قد يقلب معادلة القوى، ويرجح كفة “الأحرار” من جديد.

 

مصادر مطلعة أفادت بتجهيز 7500 مقاتل من قوات “درع الفرات” المدعومة من تركيا، ونقلها من ريف حلب الشمالي استعداداً لدخول إدلب، في الأيام القليلة القادمة. وفي حال دخلت هذه القوات ستكون “هيئة تحرير الشام” أولى ضحاياه، لتشرب الكأس الذي سقت منه فصائل إدلب في ما مضى. كذلك قد تطال نيران تدخل “درع الفرات” القوة العسكرية لـ”الأحرار”، وتقلم أظافرها بعدما كانت المستفيد الأكبر من حرب “تحرير الشام” على الفصائل، حين كانت تصهر الفصائل الهاربة وتسيطر على مقدّراتها. فهل تسرعت “هيئة تحرير الشام” بإعلان الحرب على “الأحرار”، أم أن “الحركة” تأخرت كثيراً قبل الوقوف في وجه “الهيئة”؟

 

اقتتال “الأحرار” و”الهيئة” يستعر في إدلب

تجددت المواجهات العسكرية واتسعت رقعتها لتشمل محافظة إدلب بالكامل، بين حركة “أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام”. وشهدت إدلب، مدينة وريفاً، شللاً عاماً تضمن الإعلان عن إيقاف الامتحانات في جامعة إدلب الحرّة.

 

وقال القائد العسكري لـ”الحركة” عمر خطاب، إن “الاشتباكات امتدت على معظم المناطق المحررة في ريف إدلب وريف حماة وبلدة الأتارب من ريف حلب ولازالت مستمرة”. مشيراً إلى أن “الحركة سيطرت على مدينة سرمدا بالكامل”. بدورها، ذكرت وكالة “إباء”، التابعة لـ”الهيئة”، أنها سيطرت على “منطقتي عزمارين وتل عمار في ريف إدلب الغربي، بعد اقتحام أحرار الشام مقراتها”، مشيرة إلى أنها “سلّمت بلدة حزارين في جبل الزاوية لجيش إدلب الحر، تجنيباً للأهالي القصف المدفعي من قبل الأحرار”. بينما تضاربت الأنباء حول السيطرة على مدينة الدانا.

 

وسيطرت “تحرير الشام” على صوامع الحبوب في مدينة سراقب، شمالي إدلب، كما سيطرت على بلدة الهبيط وعلى حواجز البياضة والرامي فضلاً عن قرية كفروما. “أحرار الشام” أسرت 10 عناصر لـ”الهيئة” أثناء الاشتباكات الدائرة حول الكتيبة “555” في حرش بينين بجبل الزاوية.

 

واتهمت “الهيئة” “أحرار الشام” بقتل أحد وجهاء مدينة سرمدا بعدما قام عناصرها بتفريق تظاهرة تندد بدخول الأخيرة إلى المدينة، في وقت أعلنت فيه سرية “الرامي” التابعة لـ”تحرير الشام” في بيان، نشرته وسائل إعلام “الأحرار” انشقاقها عن الهيئة وانضمامها للأولى، بسبب “البغي على إخواننا المجاهدين في جبل الزاوية”، حسب البيان.

 

وفي السياق، قتل خمسة أشخاص وجرح آخرون بينهم نساء وأطفال، الأربعاء، بانفجار سيارة مفخخة قرب مقر للحركة في مدينة أرمناز (غرب)، بحسب ما أفاد “سمارت”. ونقل الموقع عن مصادره، أن السيارة كانت مركونة قرب مقر لـ”الأحرار”. وأسفر الانفجار عن مقتل خمسة أشخاص وجرح العشرات، فيما نقلت وسائل إعلام موالية لـ”الهيئة” عن قيادي في الأخيرة نفيه علاقتهم بالتفجير.

 

في غضون ذلك، تشهد محافظة إدلب شللاً تاماً لمرافق الحياة، وسط حالة تخوف بين المدنيين من تواصل واتساع دائرة الاقتتال بين الطرفين في المنطقة. ونقلت مواقع “المعارضة” أن شللاً تاماً تشهده المحافظة في الأسواق والطرقات الرئيسية ومحال البيع والإدارات.

 

وأعلنت جامعة إدلب “الحرة” في الشمال السوري تأجيل امتحانات، الأربعاء، بسبب الظروف الأمنية. وقالت الجامعة، عبر حسابها في “فايسبوك”، إنه “حرصاً من إدارة التعليم العالي على سلامة أبنائها الطلبة في جامعة إدلب، ونتيجة للظروف الأمنية تقرر تأجيل الإمتحان إلى موعد آخر يحدد لاحقاً”.

 

وكان “المجلس الإسلامي السوري” قد دعا كافة الفصائل إلى مناصرة “أحرار الشام” ضد “هيئة تحرير الشام” التي وصفها بـ”الخطيرة على الثورة”. وقال المجلس في بيان له، الأربعاء، إنه “يتابع حملة البغي التي تقوم بها هيئة تحرير الشام على الثورة وأهلها، وخاصة فصيل حركة أحرار الشام”، مضيفاً أن “للفصائل التي وقع عليها البغي حقاً في ردّ البغي، ووجوب مناصرتها”.

 

من جانب آخر، جددت طائرات روسية قصفها على مناطق وبلدات في ريف محافظة الرقة الشرقي، ما أدى إلى سقوط مدنيين قتلى وجرحى، في وقت قالت مصادر من المعارضة السورية المسلحة، إن النظام استقدم تعزيزات إلى منطقة القلمون الغربي.

 

وقالت شبكة “شام الإخبارية”، الأربعاء، إن عدداً من المدنيين سقطوا بين قتيل وجريح في بلدتي زور شمر ومعدان بالريف الشرقي لمحافظة الرقة، عقب غارات جوية نفذتها طائرات روسية، استهدفت منازل المدنيين في البلدتين. وأشار ناشطون، إلى وقوع 12 قتيلاً في بلدة معدان بينما سقط عشرة آخرون في بلدة زور شمر.

 

وفي السياق، تواصلت المعارك العنيفة بين تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سوريا الديموقراطية” في أحياء مدينة الرقة، كما تواصلت المعارك بين التنظيم وقوات النظام جنوبي وغربي المحافظة، وتمكنت القوات المهاجمة من السيطرة على مناطق واسعة وسط تراجع واضح للتنظيم، في وقت داهم عناصر “قسد” مخيم عين عيسى، واعتقلوا 15 شاب بتهمة الانتماء للتنظيم وقاموا بإطلاق النار على أحد الشبان.

 

على صعيد آخر، قالت “سرايا أهل الشام”، التابعة للجيش السوري الحر، الأربعاء، إن قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية إلى منطقة القلمون الغربي في الجهة السورية من الحدود مع لبنان. ويأتي ذلك بعد الحديث عن عملية مرتقبة للجيش اللبناني في جرود عرسال. وأوضح المتحدث باسم “السرايا”، عمر الشيخ، لموقع “سمارت”، أن النظام استقدم تعزيزات إلى نقاط قواته في بلدة قارة وجرودها، شمالي دمشق، إضافة إلى تعزيزات في نقاط “حزب الله” اللبناني، التي تدعمه، والتي وصل إليها عدد جديد من الدبابات من طراز “تي 72”.

 

وفي الجنوب، تجدد سقوط قذائف الهاون على مناطق في ضاحية الأسد ومحيطها بالقرب من الغوطة الشرقية، ما أدى لأضرار مادية، في حين سقط عدد من الجرحى، إثر سقوط قذيفة على منطقة في مدينة دوما وأخرى في حرستا، كما قصفت الطائرات الحربية، الأربعاء، أماكن في منطقة الرهوة ووادي الخيل بجرود القلمون الغربي، وفق ما نقل “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. وبحسب “المرصد”، فقد نفذت الطائرات الحربية ما لا يقل عن 3 غارات على مناطق في بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية، وسط اشتباكات متواصلة بين المعارضة وقوات النظام على محاور في محيط منطقة وادي عين ترما.

 

إلى ذلك، قتل شاب وسقط عدد من الجرحى، إثر سقوط قذيفة هاون على منطقة في مخيم الوافدين الخاضع لسيطرة قوات النظام. في حين تتواصل المعارك مع “قوات الشهيد أحمد العبدو” و”جيش أسود الشرقية”، في محور منطقة أبو حديدي ومحيط محروثة وأم رمم في ريف دمشق الجنوبي الشرقي، بالتزامن مع قصف مدفعي تنفذه قوات النظام على محاور القتال ومحيطها.

 

الأحرار” و”تحرير الشام”: صراع عبثي أم مشاريع استراتيجية؟

عقيل حسين

‏بعد يوم واحد فقط من نشره مسودة الاتفاق بين “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”هيئة تحرير الشام”، هاجم الكاتب والناشط في الحركة الإسلامية السورية رامي دالاتي، الفصائل، بسبب الإطاحة بالاتفاق الذي قال إنه كان شاهداً عليه.

 

وقال دالاتي في تغريدات في “تويتر”: “إن طيبة السوريين وعفويتهم صنعت قادة مزيفين للثورة، ثم طال عليهم اﻷمد فحسبوا أنفسهم قادة حقيقيين بإمكانهم مصادرة من ينتقد استعلاءهم وجهلهم بالحياة”. ‏وأضاف “كأن قدرنا أن نحتمل جمودهم الفكري بداية، وطفولتهم السياسية نهاية.. السوريون ليسوا حقل تجارب يا فصائل الثورة اﻹسلامية”. وختم دالاتي بالقول ‏”غريبة هذه الفصائل! من شبابها من تستفزه كلمة ينسى معها قاموس التآخي فيخرج إلى العدوان، ولا يخفي رصاصه في جعبته، بل زناده مهيأ، كأن لم تختلط دماؤه يوماً بدماء من يتجهز لقتالهم اليوم”.

 

وكانت “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام” قد توصلتا، الأحد، إلى اتفاق كان من المفترض أن يضع حداً للتصعيد المتنامي بينهما على خلفية مقتل شخصين مرتبطين بـ”الهيئة” في إحدى قرى جبل الزاوية في ريف إدلب. المواجهات عادت الإثنين وتصاعدت ليل الثلاثاء/الأربعاء، بين الطرفين، في مناطق مختلفة من مدينة إدلب وريفها. وانشغلت وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي بملاحقة تطورات التصعيد العسكري بين الطرفين، في ما بدا أنه فشل لكل الجهود التي بذلت من أجل احتواء الموقف، من دون القدرة على الجزم بالأسباب الحقيقية غير المعلنة لهذه النسخة الأخيرة من المواجهات، بين فصيلين لطالما شابت العلاقة بينهما التوترات خلال العامين الماضيين.

 

وعلق العديد من المتابعين على موقف رامي دالاتي الأخير، بأنه رد فعل طبيعي بعد ما لمسه عن قرب وعاينه بنفسه من قادة هذين الفصيلين، بعدما كان من أشد المدافعين عنهما، وخاصة “هيئة تحرير الشام”. ووقف دالاتي باستمرار في وجه كل من كان يهاجم “تحرير الشام” أو ينتقدها، قبل أن يكتشف الواقع الحقيقي الصادم عن قرب.

 

ويضيف هؤلاء، أن الكثير من السوريين يرون اليوم، أن قادة الفصائل المعارضة، خاصة الإسلامية منها، لا يتمتعون بأدنى مؤهلات القيادة السياسية والعسكرية، بل وإن الكثيرين منهم لا يمكن تصور أن يكونوا قادة بأي حال. وعليه فإنهم لن يتوانوا عن الزج بمقاتليهم في أي محرقة كانت، في سبيل التنافس العبثي على السيطرة والنفوذ المتوهم، فضلاً عن عدم قدرتهم على التفكير بمصير سكان المناطق الخاضعة لسيطرتهم، فضلاً عن مستقبل الثورة التي يدعون تمثيلها والدفاع عنها.

 

ويرى هؤلاء كذلك، أن دالاتي، مثله مثل الكثير من ناشطي الحركة الإسلامية، ممن يتابعون الموقف عن بعد، يعتقدون أن هناك اختلافاً في الرؤى وتبايناً حقيقياً في الاستراتيجيات والأفكار بين هذه الفصائل، ما يؤدي إلى مثل هذه المواجهات، التي بالامكان السيطرة عليها وتجاوزها، من خلال تقريب وجهات النظر وتخفيف الشحن الاعلامي. بينما الواقع الحقيقي الذي يعرفه كل مطلع على التفاصيل، أن القادة اليوم لا يملكون أية رؤية فكرية، وليس لديهم استراتيجيات سياسية ولا عسكرية، وأن المطلوب وضع حد لعبثيتهم، لا الدفاع عنهم لأسباب عاطفية أو إيديولوجية.

 

إلا أن البعض، في المقابل، يرى أن المراهقة هي في هذا التصور القاصر للواقع في الشمال السوري، وما يشهده من تطورات بين الفصيلين العسكريين الإسلاميين الأكبر في المنطقة، الذين يمتلك كل منهما مشروعاً مصادماً للمشروع الآخر، وليس مجرد خلافات عادية أو صراع عبثي على النفوذ والسيطرة.

 

وحسب هؤلاء فإن “هيئة تحرير الشام” المكونة من اندماج فصائل أكبرها “جبهة تحرير الشام/النصرة سابقاً” و”حركة نور الدين زنكي”، تسعى لقطع الطريق مبكراً على أي تدخل تركي مستقبلي في إدلب، المنطقة الأكبر التي ما تزال بيد المعارضة حتى الآن، وتطبيق مشروعها السياسي والإداري فيها.

 

ويرى هؤلاء في سعي “الهيئة” للسيطرة على المناطق الاستراتيجية عسكرياً في إدلب وريفها، أمراً يؤكد على البعد الاستراتيجي لتحركاتها الأخيرة، التي تستغل من أجلها حوادث ثانوية كما جرت العادة دائماً، معتمدة بذلك على فائض القوة الذي تتمتع به حالياً، خاصة مع توقف المعارك ضد قوات النظام، بحكم “اتفاق خفض التصعيد” الذي لا تعترف بها رسمياً. ذلك، إلى جانب القدرة على تجييش المقاتلين إيديولوجياً، من خلال اتهام حركة “أحرار الشام” بالتحالف مع الحكومة التركية، مقابل ما تعتقد أنه ضعف لدى “الحركة” من هذه الناحية، والتعويل على عدم استعداد مقاتليها لمواجهة “الهيئة” نفسياً وإيديولوجياً، بل وعسكرياً أيضاً، بحكم التصدعات التي عاشتها “أحرار الشام” على المستوى الداخلي خلال العامين الأخيرين.

 

في المقابل، فإن مشروع “حركة أحرار الشام” السياسي والإداري الذي يمكن القول إنه أصبح أكثر نضجاً في الفترة الأخيرة، يقوم بالدرجة الأولى على التمكين للمؤسسات الإدارية والخدمية المنبثقة عن الفعاليات الثورية في المحافظة، وإيجاد صيغة لتوحيد عمل هذه المؤسسات في مختلف مناطق سيطرة المعارضة في سوريا تحت رعاية “الحركة” وحمايتها، خاصة بعد اعتمادها علم الثورة واطلاقها مؤخراً مشروع المؤسسات الإدارية الموحدة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وتواصلها مع مؤسسات قضائية في الجنوب والشمال، بالإضافة إلى ريفي حمص وحماة، من أجل توحيد النظام القضائي.

 

وحسب هؤلاء، فإن مشروع “أحرار الشام” هذا لا ينطلق فقط من التحالف مع تركيا، إذ سبق للعديد من قادتها أن أكدوا بأن “الحركة” لن تعارض التدخل التركي في الشمال إن حدث، بل نتيجة عملية مراجعة وإعادة هيكلة واسعة أجرتها خلال الأشهر الستة السابقة، وأدت إلى اعادة التماسك لصفوفها، وزيادة عدد مقاتليها، وتنامي قوتها العسكرية، بالاستفادة من انضمام خمسة من فصائل “الجيش الحر” التي هاجمتها “هيئة تحرير الشام” في شباط/يناير إلى صفوفها. الأمر الذي يزيد من ثقة “الحركة” بنفسها، ويجعلها أكثر تفاؤلاً في مواجهة أي هجوم تشنه “الهيئة” ضدها في الوقت الحالي، على عكس ما كان يمكن أن يحدث سابقاً.

 

ويرى المدافعون عن “حركة أحرار الشام” أيضاً،  أن مشروعها هذا يعتبر الحل الوحيد الممكن لانقاذ محافظة إدلب، باعتبارها اليوم أكبر معاقل الثورة السورية، من التدمير والمجازر غير المسبوقة، في حال قرر النظام والقوى الدولية، بما في ذلك روسيا و”التحالف الدولي”، الهجوم على المحافظة بحجة محاربة الجماعات الإرهابية. ويعتبر أولئك أن الخطوات التي نفذتها “أحرار الشام” أو التي يتضمنها مشروعها، بما في ذلك اعتماد علم الثورة ونشره، وتفعيل المؤسسات الثورية في المحافظة، وتعميق التعاون مع تركيا، هي الضمانات كي لا تتكرر مأساة مدينة الموصل العراقية في إدلب، خاصة مع بلوغ معاناة الحاضنة الشعبية للثورة والمعارضة ذروتها، الأمر الذي يتطلب استراتيجية عقلانية تساهم في التخفيف من هذه المأساة، والحفاظ على المكتسبات في الوقت ذاته.

 

ويضيف هذا الفريق، أن تقديرات “هيئة تحرير الشام” ستكون مخطئة تماماً إذا ما اعتقدت أن “حركة أحرار الشام” تعاني حالة الضعف والتفكك التي كانت عليها خلال الفترة السابقة، وأنها ستكون لقمة سائغة، مثلها مثل بقية الفصائل التي فككتها “الهيئة” في السابق. بل، ويؤكدون أن “تحرير الشام” هي من تعاني اليوم من الانقسام الداخلي وعدم التجانس والانسجام، وأنها ستواجه انشقاقات كبيرة في حال ذهبت بالمواجهة مع “أحرار الشام” بعيداً، ويعتقدون بناء على ذلك، أن قيادة “الهيئة” ستتراجع عن هذه المواجهة مع أول رد فعل قوي من “الحركة”، خاصة وأن مشروع الهيئة وممارساتها لا يلقيان قبولاً شعبياً كافياً في المناطق التي تتواجد فيها.

 

بينما يتهم أنصار “هيئة تحرير الشام” “حركة أحرار الشام” وبقية القوى المقربة منها، بالعمل على نشر اليأس والفكر الانهزامي، والاستسلام للعبة الحلول السياسية، والسعي للدخول من البوابة التركية إلى نادي المجتمع الدولي، الذي لا يخفون العداء المطلق له ولكل من يقبل به. كما يعتبرون أن استغلال مأساة الحاضنة الشعبية للثورة ومعاناة الشعب السوري من أجل التحالف مع تركيا، هو تقويض لتضحيات هذا الشعب ولمشروع الثورة، الذي يجب أن يكون قائماً على استقلال القرار وعدم الخضوع لأي من القوى. ويعتقدون أن الحفاظ على هذا المشروع، لا يكون برفع علم الثورة، بل من خلال العمل على استمرار الثورة مهما كان حجم التضحيات، وهو الأمر الذي يعتبره خصوم “الهيئة” بأنه إصرار على المغامرات غير العقلانية، ومجرد مزاودة وتمسح بمشروع الثورة، بدليل الهجوم الذي شنته قطاعات عديدة من “الهيئة” على حملة رفع علم الثورة التي أطلقتها “حركة أحرار الشام” في إدلب مؤخراً.

 

يعتقد كثير من المراقبين، أن الهدف الرئيسي اليوم بالنسبة لـ”هيئة تحرير الشام” في محافظة إدلب، هو السيطرة على جبل الزاوية، بحيث يكون منطقة التحصن الأخير الذي يضمن لها البقاء، والتخفيف من حدة الهجمات التي قد تتعرض لها في حال أي تدخل دولي عسكري في المحافظة، ومن هنا يأتي التركيز من جانبها على السيطرة على هذه المنطقة كهدف استراتيجي لا يمكن التنازل عنه.

 

زاوية رؤية هي الأكثر تركيزاً لدى كل من يعتقد بأن ما يجري اليوم من تصعيد بين “حركة أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام”، ليس مجرد صراع عبثي كما يعتقد الكثيرون، ممن يرون أن ما يجري أخيراً هو حلقة جديدة ضمن مسلسل الخلافات والاقتتال الذي لا ينتهي بين فصائل المعارضة، والذي يدفع ثمنه على الدوام مقاتلو هذه الفصائل وحاضنتها الشعبية، ولذلك يجب وضع حد نهائي له.

 

بينما يرى طرف ثالث، أن هذه المواجهة ستكون حتمية على أي حال، وأن الحلول الترقيعية لا تعني سوى تأجيل هذه المواجهة، مع بقاء شروطها وعواملها، مع استمرار كل طرف في الحرب الدعائية والإعلامية ضد الطرف الآخر، خاصة الترويج لوجود خلافات وانقسامات داخل كل فصيل، ونشر اشاعات لا تنتهي عن انشقاقات غير معلنة بسبب السعي لهذه المواجهة.

 

فتح الشام”: السيطرة على جبل الزاوية أم انهاء “الأحرار”؟

سليم العمر

سرعان ما نُقِضَ اتفاق التهدئة بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام الإسلامية”، الذي تم التوصل إليه الأحد، واندلعت اشتباكات ليل الثلاثاء/الأربعاء، في قرية حزارين من ريف مدينة كفرنبل في إدلب، بعدما تعرض حاجز لـ”الأحرار” لإطلاق نار من عناصر “الهيئة”.

 

وبعد بيان أصدرته “الأحرار” وأشارت فيه إلى عدم تنفيذ “الهيئة” تعهدها بإعادة محكمة تل طوقان، هاجمت “الهيئة” 3 حواجز في جبل الزاوية لـ”الأحرار”، وسيطرت عليها. وسرعان ما استقدمت “الأحرار” قواتها من القرى والبلدات المجاورة، واستعادت حواجزها. الاشتباكات أسفرت عن سيطرة “الهيئة” على مدينة حارم في ريف إدلب، بشكل كامل. واعتقلت “الهيئة” قاضي محكمة جبل الزاوية محمد عتيق. “الهيئة القضائية الإسلامية” حمّلت “هيئة تحرير الشام” مسؤولية سلامته، وطالبت بإطلاق سراحه فوراً.

 

وكانت تظاهرة مدنية في مدينة إدلب قد تعرضت لإطلاق نار بعد رفعها علم الثورة السورية، ما تسبب في مقتل طفل. ولقيت امرأة مسنة حتفها بعيد اصابتها في قرية افس بالقرب من سراقب، جراء الاشتباكات بين الطرفيين. وقُتِلَ 12 مسلحاً في الاشتباكات التي استعملت فيها أسلحة رشاشة من عيار 23 ملم ومدافع الهاون عيار 122 ملم.

 

“صقور الشام” دخلت على خط المواجهات، وسيطرت على “الكتيبة 555” في جبل الزاوية وتمكنت من أسر 10 عناصر من “هيئة تحرير الشام”، واستخدمت في تلك المعركة الدبابات. الداعية الجهادي عبدالله المحيسني علّق على ما يحصل بالقول: “فمن للحرائر في السجون ومن للاعراض يحميها؟”، و طالب المصلحين بتكثيف جهودهم لوقف القتال. أبرز نقاط الاشتباك كانت في سرمدا وعزمارين وجبل الزاوية وسراقب ومدينة ادلب ومدينة حارم. ونشرت “أحرار الشام” الدبابات في بلدة سرمدا، المنفذ الاقتصادي لإدلب إلى تركيا.

 

وكان زعيم “جبهة فتح الشام” والقائد العسكري لـ”هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، وزعيم “حركة أحرار الشام” أبو عمار، قد عقدا اجتماعاً الأحد، توصلا فيه إلى اتفاق يقضي بالتوقف عن التحريض الإعلامي بين الطرفين ومنع أي اقتتال داخلي. وخلال الاجتماع أقسم الجولاني على أن لا نية لديه بالإطاحة بـ”حركة احرار الشام”. حتى أن زعيم “حركة نور الدين زنكي” توفيق شهاب الدين، سارع على الفور إلى ذبح 20 خاروفاً على “نية التوفيق”. وتم الاتفاق أيضاً، على انسحاب “هيئة تحرير الشام” من قرية تل طوقان، وسحب المظاهر العسكرية. تشكيل محكمة شرعية تتولى حل الخلاف بين الطرفين، كان مطلباً أساسياً لـ”الأحرار”، تلكأت “الهيئة” في تنفيذه.

 

وكان مصدر من “هيئة تحرير الشام”، قد أكد لـ”المدن”، أن أي اتفاق لن يدوم سوى ساعات فقط، بسبب الضغائن التي تكنها “جبهة فتح الشام/النصرة سابقاً” ضد “أحرار الشام”. المصدر أشار إلى وجود أوامر لدى عناصر “الهيئة” بعدم الوقوف على حواجز “الأحرار”، والاشتباك معهم بالأسلحة المتوفرة اذا تطلب الأمر ذلك.

 

وكالة “إباء” الإخبارية التابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، أصدرت بياناً شرحت فيه ما حصل، بالقول إن سبب الخلاف هو رفع علم الثورة في قرية إبلين في جبل الزاوية إلى جانب علم “التوحيد” (الخاص بـ”جبهة النصرة”)، ما تسبب بمشادة كلامية بين عناصر الطرفين، انتهت بقيام عناصر “الحركة” بتجريد عناصر “الهيئة” من سلاحهم. وتبع ذلك انطلاق أرتال ضخمة لـ”الهيئة” باتجاه مدينة سرمدا، وامتدت الاشتباكات إلى مدينة الاتارب في ريف حلب الغربي.

 

وكانت الاشتباكات قد توقفت لفترة وجيزة، صباح الأربعاء، بانتظار التقاء الفرقاء مرة أخرى، قبل أن تعود الأمور وتتدهور. واللافت أن أمير “هيئة تحرير الشام” هاشم الشيخ، لم يكن له حضور أو تواجد في الساعات الماضية حتى في وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يشير بحسب بعض المتابعين إلى سيطرة الجولاني على “الهيئة”، بشكل كامل.

 

الصراعات الداخلية ضمن “هيئة تحرير الشام” كانت قد حدّت من قدرة الجولاني على الإطاحة بـ”الأحرار”، فيما لو أراد ذلك. فلا “حركة نور الدين زنكي”، ولا “جيش الاحرار” المنشق عن “أحرار الشام” والمنضوي أيضاً في “الهيئة”، ولا عشرات المقاتلين الأوروبيين، يرون أي نصر حقيقي عبر قتال أقرانهم في “الحركة”. وتتجلى هذه الصراعات بوجود معسكرين داخل “الهيئة”؛ الأول يقوده الجولاني مع المصرييّن أبو الفتح الفرغلي وأبو اليقظان، المنشقين عن “أحرار الشام”، بينما الفريق الاخر يتمثل بالداعية عبدالله المحيسني وأبو ماريا القحطاني وأبو الحارث المصري. ويلعب الفريق الأخير دور الوسيط، بشكل دائم،، لحلّ الخلافات خصوصاً مع “أحرار الشام”. وهناك صراع على السلطة ضمن الفريق الأول بين “المهاجرين” و”الانصار”، أي السوريين وغير السوريين، إذ يتصدر المشهد فيه المصريان الفرغلي واليقظان.

 

ويرى الجهاديون العرب أنهم مسلوبو الحقوق من جماعة الجولاني السوريين، إلا أن الجولاني حاز على رضاهم في حربه ضد فصائل الجيش الحر مؤخراً؛ “جيش المجاهدين” و”الجبهة الشامية”، وأخيراً مع “أحرار الشام”. ولا تزال مجموعات كثيرة ضمن “هيئة تحرير الشام” ترفع علم “القاعدة” في مقراتها العسكرية. ويعتقد أن تيار الجولاني يخشى تدخلاً عسكرياً تركياً، لذا فهو يريد التحصن في جبل الزاوية، لكنه سيحاول السيطرة على جميع موارد “أحرار الشام”.

 

البنتاغون “غاضب” من أنقرة لكشفها مواقع قواته في سوريا

أبلغت وزارة الدفاع الأميركية الحكومة التركية “قلقها” حيال معلومات نشرتها وكالة “الأناضول” التركية حول مواقع تتواجد فيها القوات الأميركية في مناطق خاضعة لنفوذ المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

 

وقال البنتاغون في بيان، إن مناطق تواجد القوات الأميركية أو قوات التحالف الدولي “لا يتم الإعلان عنها لأسباب أمنية”، من دون أن ينفي معلومات “الأناضول”.

 

وتحت عنوان “10 قواعد للولايات المتحدة الأميركية في سوريا لدعم “بي كا كا/ ب ي د”، نشرت “الأناضول” خريطة تظهر وجود 8 نقاط عسكرية إضافة إلى قاعدتين جويتين للولايات المتحدة شمالي سوريا. وتضمنت الخريطة تفاصيل عن تواجد القوات الأميركية والفرنسية في سوريا.

 

ووفقاً للوكالة، هناك 200 جندي أميركي و75 جندياً فرنسياً من القوات الخاصة منتشرين في موقع متقدم شمال الرقة.

 

واعتبر المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين-غالواي، أن الكشف عن هذه المعلومات السرية يعرّض قوات التحالف لـ”مخاطر لا لزوم لها”. وأضاف “سنشعر بقلق شديد إذا أقدم مسؤولون في بلد حليف عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي على وضع جنودنا في خطر بشكل متعمد من خلال نشر معلومات سرية”.

 

وأشار البنتاغون إلى أنه لا يستطيع أن يؤكّد هوية المصادر، التي ساهمت في جمع المعلومات عن النقاط العسكرية “لكن إذا كان مسؤولو دولة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) قد تعمّدوا تعريض قواتنا للخطر عبر نشر تلك المعلومات، فإننا نشعر بقلق بالغ من ذلك”.

 

ترامب يوقف دعم المعارضة السورية..للتقرب من موسكو

قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيقاف برنامج سري أعدته وكالة المخابرات المركزية لتسليح وتدريب فصائل من المعارضة السورية، وفق ما كشفت صحيفة “واشنطن بوست”، الأربعاء، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أشاروا إلى أن هذه الخطوة هي “جزء” من مساعي الإدارة لتحسين العلاقات مع موسكو.

 

وقال أحد مسؤولي الإدارة الأميركية إن واشنطن، وبهذا القرار “لا تقدم تنازلاً كبيراً في ضوء قبضة الأسد على السلطة”، مضيفاً “لكن هذه إشارة إلى بوتين على أن الإدارة ترغب في تحسين العلاقات مع موسكو”.

 

وبحسب الصحيفة فإن إلغاء برنامج دعم المعارضة السورية يظهر مدى اهتمام ترامب “بإيجاد وسائل للعمل مع روسيا” ويشكل “اعترافاً بمحدودية كل من نفوذ واشنطن ورغبتها في إطاحة الأسد من السلطة”.

 

واتُخذ القرار بمشاركة مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، ومدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو، بعد تشاورهما مع مسؤولين آخرين قبيل اجتماع ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال “قمة مجموعة العشرين” في ألمانيا في 7 تموز/يوليو.

 

وأفادت الصحيفة أن المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز رفضت التعليق على الموضوع.

 

وبرنامج التدريب كان قد بدأ في 2013، في إطار جهود إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لدعم معارضي الأسد، لكن المسؤولين قالا إنه “لم يحقق نجاحاً يذكر”، مشيرين إلى أن برنامجاً عسكرياً أميركياً منفصلاً، سيستمر لتدريب وتسليح ودعم جماعات من المعارضة السورية، من خلال ضربات جوية وعمليات أخرى.

 

هيومن رايتس ووتش توثق انتهاكات للجيش في عرسال

قالت هيومن رايتس ووتش، في بيان لها الخميس في 20 تموز، إن على السلطات اللبنانية اجراء تحقيق مستقل، شامل وشفاف في وفاة 4 سوريين محتجزين لدى الجيش، بعد مداهمات في عرسال، ومزاعم تعذيب وسوء معاملة أثناء الاحتجاز. وكانت هيومن رايتس ووتش قد تلقت في 14 تموز تقارير موثوقة تفيد أن محتجزاً سورياً خامساً، هو توفيق الغاوي، مات أثناء الاحتجاز أيضاً.

 

وتشير المنظمة الدولية إلى أن طبيباً لديه خبرة في توثيق التعذيب عاين صور 3 رجال قدمها محامو العائلات لهيومن رايتس ووتش، وأظهرت كدمات وجروح منتشرة بكثرة. وقال إن الإصابات تتناسب “مع الأذى الناجم عن التعذيب البدني” وإن “أي بيان مفاده أن وفاة هؤلاء الأفراد أسبابها طبيعية لا يتفق مع هذه الصور”.

 

وتحدثت هيومن رايتس ووتش أيضا مع 5 معتقلين سابقين، قالوا إن أفراد الجيش تعرضوا لهم بالضرب مع معتقلين آخرين. وفي حين لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من التأكد من تقارير تفيد أن سوريين آخرين لقوا حتفهم خلال المداهمات نفسها، فإن مصدراً في عرسال قال إن البلدية تلقت 9 جثث، لا تشمل الرجال الخمسة الذين قيل إنهم ماتوا رهن الاحتجاز.

 

وذكر بيان للجيش في 4 تموز أن 4 معتقلين “يعانون من مشاكل صحية مزمنة تفاقمت بسبب الظروف الجوية” ماتوا قبل استجوابهم، وهم مصطفى عبد الكريم عبسة (57 عاماً) وخالد حسين المليص (43 عاماً) وأنس حسين الحسيكي (32 عاماً) وعثمان مرعي المليص، وفق البيان. وقد تحدثت هيومن رايتس ووتش مع أحد الأقارب وأحد المعارف المقربين لشخصين ممّن ماتوا في الاحتجاز، وقالا إنه لم يكن لدى هذين المعتقلين أي ظروف صحية خطيرة معروفة.

 

هناك أدلة إضافية تدعم روايات إساءة المعاملة والتعذيب أثناء الاعتقالات في عرسال ومراكز الاحتجاز العسكرية. وقال شاهد في عرسال لهيومن رايتس ووتش إنه شاهد 34 معتقلاً سابقاً لديهم علامات على أيديهم وأرجلهم وظهورهم، وفي إحدى الحالات على رأس محتجز سابق.

 

تحدثت هيومن رايتس ووتش مع 5 معتقلين سابقين، قالوا إنهم تعرضوا لسوء المعاملة والاعتداء البدني وحُرموا من الطعام والماء مع عدد من المعتقلين الآخرين خلال فترة تراوح من 4 إلى 5 أيام من الاحتجاز من دون تهمة قبل الإفراج عنهم.

 

راسلت هيومن رايتس ووتش الجيش في 10 تموز للتحقق من عدد المعتقلين أو المصابين أو الذين قتلوا خلال مداهمات الجيش، والذين لا يزالون رهن الاحتجاز وظروف احتجازهم، لكنها لم تتلق أي رد. كما طلبت هيومن رايتس ووتش الإذن بدخول عرسال لمقابلة الشهود، لكنها لم تتلق إذناً. وقال ضابط في الجيش لهيومن رايتس ووتش إن الجيش لم يسمح “للمنظمات الإعلامية” بدخول عرسال. عرضت هيومن رايتس ووتش نتائجها على الجيش والمدعي العام العسكري.

 

وقال ضابط عسكري لهيومن رايتس ووتش إن الجيش يحقق في الوفيات وسيصدر نتائجه. ورغم أن “وعد الجيش اللبناني بالتحقيق في هذه الوفيات المروعة خطوة إيجابية، إلا أنه سيكون بلا معنى من دون مساءلة شفافة ومستقلة لأي شخص يثبت ارتكابه اعتداءات”، وفق سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش.

 

ويداهم الجيش اللبناني مخيمات اللاجئين غير الرسمية في لبنان بانتظام، لكنه لم يرد على سؤال من هيومن رايتس ووتش حول غرض هذه المداهمات.

 

مجلس الشعب السوري.. غاضب

وصل الجدل الذي أحدثه برنامج “شو الكاتلوك” الساخر الذي تعرضه قناة “سما” الموالية للنظام السوري، إلى مجلس الشعب، بعدما أبدى عدد من النواب “احتجاجهم واستياءهم الشديد” من البرنامج ومقدمه محمود الحمش، مطالبين باستدعاء وزير الإعلام رامز ترجمان إلى قبة المجلس لمناقشة التطاولات الإعلامية على النواب معه، حسبما نقلت صحف موالية للنظام تصدر من العاصمة دمشق.

 

وأدلت رئيسة المجلس هدية عباس ببيان، الأربعاء، حول “البرامج التلفزيونية التي تسيء لأعضاء مجلس الشعب” معلنة أنها “ستحاسب من أساء لمجلس الشعب وأعضائه” حسب تعبيرها، مضيفة أنه “من غير الممكن السكوت عن الاساءات التي تطال مجلس الشعب”.

 

وفي تصريحات صحافية، قال النائب ونقيب الصحافيين السابق الياس مراد أنه إذا “نال الإعلام من شخصية عضو المجلس فهو يعتبر من قبله مسيئاً واذا مدحه فهو يعتبر جيداً” موضحاً أن “الفهم المشترك لأهمية الاعلام وآليته وما يقدمه غير متناسبة بين كل النواب”، مضيفاً أن هناك من يرى في برنامج “شو الكاتلوك” “حرية إعلام” وبالمقابل هناك من يرى فيه “نقداً جارحاً ومسيئاً ومؤذياً”، وأن هنالك قانوناً للإعلام يحاسب المسيء حسب تعبيره.

 

في السياق، دعا مراد بقية النواب “إذا توفرت لديهم القناعة” بأن هناك إساءة من قبل بعض البرامج التلفزيونية “الوطنية” لهم إلى “عدم الاكتفاء بفعل المطالبة بل عليهم عندها أن يحاسبوا المسيء، كما ضم مراد صوته إلى أصوات النواب المطالبين بدعوة وزير الإعلام “الوصي على كل وسائل الإعلام” إلى مجلس الشعب للحديث معه حول الاساءات الموجهة للنواب!

 

وكانت وزارة الإعلام قد نظمت قبل أقل من ثلاثة أشهر فقط، مؤتمراً بعنوان “حق المواطن في الإعلام”، والذي تحدث عن حرية الإعلام وعدم ممارسة القيود عليه. في وقت تصنف فيه المنظمات المستقلة المعنية بحرية التعبير، البلاد واحدة من أكثر الدول قمعاً للإعلام وحرية التعبير، بما في ذلك وقوعها في المرتبة 177 من أصل 180 دولة، على مؤشر حرية الصحافة للعام 2017 الذي أصدرته منظمة “مراسلون بلا حدود”.

 

يذكر أن الحلقة الأولى من البرنامج المذكور، عرضت يوم الخميس الماضي بعنوان” شبيحتك يا وطن” في أولى التجارب التلفزيونية لنجم السوشيال ميديا محمود الحمش، الذي اشتهر بمقاطعه الساخرة في “يوتيوب”، لكن تركيز الحلقة على انتقاد “مظاهر الفساد” وربطها بلهجة أهل الساحل السوري، أثارا استياء كبيراً في الصفحات الاجتماعية الصادرة من الساحل السوري، وبلغت الانتقادات مرحلة المطالبة بإلغاء البرنامج عبر هاشتاغ #أوقفوا_حمش_سما وإيقاف مقدمه محمود الحمش وإحالته للتحقيق بوصفه “طائفياً”.

 

معركة عرسال مسرحية: غطاء للمسلحين وانتصار لحزب الله؟

منير الربيع

تتعزز فرص التفاوض حيناً وتنخفض أحياناً. أيام وليالٍ عصيبة تمرّ على عرسال، بأهلها ولاجئيها. التحشيد العسكري بلغ أوجه، لكن ورقة التفاوض لم تسقط بعد. وفيما تحرّكت بالأمس أكثر من قناة، تبقى القناة الأساسية هي التي يقودها عدد من المشايخ السوريين. وفي الأثناء، فُتحت قناة أخرى بالأمس، عبر وفد من المخيمات زار جرود عرسال للقاء أمير جبهة النصرة أبو مالك التلّي، لأجل مطالبته بعدم الذهاب إلى معركة، والوصول إلى حلّ للأزمة عبر التفاوض، لتجنيب عرسال والمدنيين واللاجئين، تداعيات أي معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

 

تشير المعلومات من القلمون، إلى أن الوفد لم يلتق التلّي، الذي أرسل من ينوب عنه للقاء أعضاء الوفد. فأبلغ الوفد رسالته ومطالبه، ولم يحصل على جواب. وفي هذا السياق، ثمة من يعلّق على ذلك بالقول إن المسعى لن يقدّم ولن يؤخّر، فيما التفاوض الجدّي يحصل في إطار آخر. لم تبدأ المعركة عسكرياً، لكنها بدأت فعلياً عبر الحرب النفسية والمعنوية والإعلامية، فيما التفاوض لا يزال قائماً بحسب ما تؤكد مصادر متابعة، رافضة إبداء أي رأي إذا ما كانت ستصل إلى نتيجة، أم أن المعركة ستندلع حقّاً.

 

لا شكّ في أن لدى الأطراف أجواء متناقضة. وفي مثل هذه أجواء، الجميع يلجأ إلى تسريب معلومات ومعلومات مضادة، لأنها تدخل في إطار إشغال الخصم، ومحاولة ارباكه معنوياً لدفعه إلى لقبول بشروط التفاوض. وفي جملة هذه الأفكار، وعاصفة التسريبات، فإن حزب الله يشدد على مسألة أن المعركة بالنسبة إلى المسلحين ستكون خاسرة ولا أفق لها، لاسيما أنهم محاصرون في الجرود ولا خطوط إمداد أو دعم لهم. في المقابل، تسرّب تنظيمات من بينها النصرة، أن الجبهة قد تلجأ إلى بعض المخيمات لتشتيت قوى الحزب، وأن في المخيمات أيضاً مقاتلين. علماً أن هذا الكلام يصيب اللاجئين دون غيرهم، وسيضعهم في وجهة الاستهداف.

 

ومن جملة التسريبات، القول إن التلّي اجتمع قبل أيام بعدد من فعاليات المخيمات، في مخيم يقع في جرود عرسال، واتهمهم بالتعاون مع الجيش اللبناني. وبينما حذّرهم من ذلك، باعتباره خروجاً على الإسلام، دعاهم إلى التعاون مع النصرة. وهذا الكلام ينفيه كلام آخر من مصادر أخرى تقول إن النصرة لا تريد الدخول في معركة داخل بلدة عرسال، ولا تريد تكرار ما حصل في العام 2014 وانعكاسات ذلك على اللاجئين. بل يقول هؤلاء إن النصرة لا ترى نفسها في معركة مع الجيش ولا تريد ذلك. وقد برز بالأمس تأكيد فعاليات المخيمات أنهم خارج أي صراع، وأن المخيمات لن تكون مقراً أو مستقراً لأي شخص يريد فتح معركة مع الجيش اللبناني. كما أكدوا أنهم سيسلمون أي شخص يريد افتعال أي إشكال أو تثبت علاقته بالمجموعات المسلحة.

 

هذه التسريبات المتضاربة، اتخذت طابعاً ضاغطاً في الجوّ العام، لاسيما مع تردد أن التلّي عرض الإنسحاب من المنطقة مع نحو 500 من مقاتليه عن طريق مطار بيروت إلى تركيا مع مبلغ قدره 30 مليون دولار. بالإضافة إلى إشاعة أجواء أن التلّي يرفض الذهاب إلى إدلب وفق ما يريده حزب الله، لأنه على خلاف مع أمراء آخرين من النصرة، يعتبرون أنّه شخصن المعركة ويريد أن يحقق مصالحه. وتعتبر مصادر قلمونية أن هذا الأمر يندرج سياق الحرب النفسية، لدفع المقاتلين إلى ترك النصرة والإنقلاب عليها وتسليم أنفسهم. وقد إنعكس جو التوتر والشحن داخل عرسال، مع انتشار خبر إطلاق النار على ابن شقيق رئيس البلدية باسل الحجيري، وأن إطلاق النار هو رسالة اعتراضية من المسلحين، على بيان الحجيري المؤيد للجيش، والذي يطالب المسلحين بالانسحاب وعدم خوض أي معركة. ما اعتُبر تعاوناً مع حزب الله والجيش اللبناني. لكن الحجيري سرعان ما خرج لينفي ذلك، قائلاً إن إصابة ابن شقيقه حصلت عن طريق الخطأ ولا علاقة لها بأي قضية سياسية.

 

وسط هذه الأجواء المتناقضة، فإن منسوب التوتر يرتفع، وكل التجهيزات لحصول معركة أصبحت ناجزة. لكن المفاوضات لم تسقط، إذ تؤكد مصادر متابعة أن اجتماعاً لكل الفصائل المسلّحة عُقد ليلاً في جرود عرسال لبحث كل الاحتمالات التفاوضية. ما يعني أن هناك استعداداً للبحث في مسألة الانسحاب، على قاعدة تجنيب عرسال والمدنيين إراقة للدماء. وتنقل مصادر متابعة أن الشروط الماضية قد سقطت، وأن هناك شروطاً جديدة، لأجل مناقشتها وبحثها. ولا تستبعد المصادر أنه في حال فُتحت المفاوضات جدياً، ستبدأ عملية جوجلة الشروط وغربلتها وتعديلها. وهناك من يقول مثلاً: “إذا ما عرض حزب الله على بعض الفصائل الذهاب إلى إدلب، فقد ترفض ذلك، وتطالب بالذهاب إلى درعا”.

 

يبدو أن الطرفين يفضلان عدم الذهاب إلى معركة. وهناك من يعتبر أن الوصول إلى تسوية ممكنة، وهذه التسوية قد تقتضي حصول معركة ولو شكلية، لأجل تبرير الانسحاب للفصائل من جهة، وإعلان حزب الله والجيش الانتصار من جهة ثانية.

 

عملية غربلة دامية للفصائل المقاتلة تواكب مسار التسوية في سوريا

مراقبون يرون أن ما يحدث في إدلب وأجزاء من حمص وحماه ينسحب أيضا على الوضع في الغوطة الشرقية.

 

دمشق – تحولت محافظة إدلب إلى ساحة معارك عنيفة بين حركة أحرار الشام وتحالف هيئة تحرير الشام الذي تقوده جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) في سياق سعي كل طرف لفرض سيطرته الكاملة على المحافظة الواقعة بالقرب من الحدود التركية.

 

وتمددت هذه المعارك بين الفصيلين إلى ريف حمص وحماه، وسط تكهنات، بعدم توقفها، على خلاف ما حصل في مرات سابقة، حيث أن كل طرف على قناعة اليوم بأنه لا بد من حسمها لصالحه.

 

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء أن هيئة تحرير الشام، هاجمت مواقع لأحرار الشام المحسوبة على تركيا. وأوضح المرصد أن الاشتباكات بدأت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء. وألقى بيان لأحرار الشام اللوم في اندلاع الاشتباكات على الهيئة.

 

واشتبك الجانبان في وقت سابق هذا العام في قتال بغرض فرض النفوذ على إدلب -وهي معقل تحتفظ به المعارضة رغم استعادة القوات الحكومية وحلفائها لأغلب أراضي غرب سوريا-، بيد أنه سرعان ما تم احتواء الأمر عبر لجان “شرعية”.

 

وذكر المرصد أن القتال امتد الأربعاء إلى مناطق في مختلف أرجاء إدلب منها بلدة سراقب في الشرق ودانا وسرمدا في الشمال الشرقي وباب الهوى قرب الحدود التركية.

 

واندلعت الشرارة الأولى لهذا الصراع على خلفية تبني حركة أحرار الشام لعلم “الثورة” مصرة على ضرورة أن يكون العلم الوحيد الذي يرفع على الدوائر في إدلب وهو الأمر الذي رفضته هيئة تحرير الشام متمسكة بعلمها ذي اللون الأسود والمكتوب عليه عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.

 

ويرى محللون أن هذا النزاع على العلم وإن كان هو ما أوقد شرارة الصراع الدامي بينهما إلا أنه ليس السبب الرئيسي حيث أن كلا الطرفين يسعى اليوم لإعادة تعويم نفسه في محاولة لأن يكون طرفا فاعلا في المسار التسووي الذي انطلق قطاره برعاية روسية أميركية من جنوب غرب سوريا، وبالتالي لا بد على أحدهما أن يتنازل ويخلي الساحة للآخر وهذا لا يمكن أن يكون دون قتال.

 

وكانت واشنطن وموسكو قد توصلتا هذا الشهر إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في جنوب سوريا وتحديدا في محافظات القنيطرة والسويداء ودرعا، ويخوض الجانبان حاليا مفاوضات قاسية لتعميمه في أكثر من جبهة ساخنة في سوريا، تمهيدا للحل السياسي.

 

هذا المسار الذي تقوده كل من الولايات المتحدة يدفع الفصائل المقاتلة وداعميها الإقليميين إلى التسابق لفرض نفسها على المناطق الموجودة بها حتى يكون لها نصيب في التسوية العتيدة.

 

ولا يستبعد الخبراء أن تكون تركيا من تقف خلف اشتعال الاقتتال الجاري بين هيئة تحرير الشام وأحرار الشام، فأنقرة لا تخفي تعويلها على الأخيرة لفرض سيطرتها على إدلب المحافظة الوحيدة التي لا يتواجد بها النظام السوري، وتريد أن تستخدم هذه الورقة في معركة المساومات التي انطلقت.

 

ويقول في هذا الإطار مؤيد إسكيف الكاتب الصحافي السوري لـ”العرب”، “لعل تركيا أكبر المستفيدين من هذا الاقتتال إذ أنه قد يمهد لها لاحقا للتدخل تحت ذريعة ضبط الوضع الأمني في إدلب وتحت ذريعة مكافحة الإرهاب”.

 

وهناك معطيات تتحدث عن سعي تركي لتشكيل جيش في إدلب عماده حركة أحرار الشام المقبولة نسبيا من روسيا وأيضا فصائل الجيش الحر التي لا وجود قويا لها بالمحافظة.

 

ويعتبر إسكيف أنه مما “لا شك فيه أن عملية غربلة للجماعات المسلحة جارية على قدم وساق لتواكب عملية التسوية السياسية المزمع البدء بها قريبا خاصة وأن هناك تركيزا دوليا واضحا على الهدنة التي أعلنت في جنوب سوريا وهذا ما يعني أن عملية سياسية قريبة قد تتم بعد عملية الفرز بين الجماعات”.

 

وجدير بالذكر أن هيئة تحرير الشام التي لها حضور قوي في إدلب وفي أكثر من منطقة سورية كانت تتلقى دعما كبيرا من تركيا، باعتبارها أحد أبرز أوراقها في الشمال السوري خاصة، بيد أن الضغوط الروسية دفعت أنقرة إلى إعادة النظر في هذا الدعم.

 

وترى تركيا اليوم أنه لا مناص من حرق ورقة هيئة تحرير الشام والاعتماد على أحرار الشام التي تتكون من خليط غير متجانس يضم عناصر إخوانية وسلفية.

 

وقد يضع هذا التوجه التركي أنقرة في موقف محرج مع الدوحة التي لا تزال تصر على دعم جبهة النصرة، ولكن ذلك لن يكون مؤثرا كثيرا في ظل الوضع المهتز الذي تعيشه قطر نتيجة مقاطعة دول عربية كبرى لها بسبب دعمها للإرهاب.

 

ويرى مراقبون أن ما يحدث في إدلب وأجزاء من حمص وحماه ينسحب أيضا على الوضع في الغوطة الشرقية، حيث يعمل جيش الإسلام على تشكيل جيش هناك، لضمان مقعد له في قطار التسوية الجاري بيد أن ذلك يلاقي معارضة شديدة من فيلق الرحمان القريب من النصرة، ما يعني عودة الاقتتال بينهما.

 

ويخشى معارضون سوريون أن يصب هذا الاقتتال في الأخير لصالح نظام الرئيس بشار الأسد، فحالة الإنهاك التي تعيشها الفصائل ستشجع بالتأكيد الجيش السوري على مهاجمة مناطقها.

 

وحقق الجيش في الأشهر الأخيرة تقدما في أكثر من جبهة، وباتت كبرى المدن اليوم بيده. ولكن يبقى إقدامه على خطوة مهاجمة الفصائل سواء في الغوطة أو حتى إدلب رهين التفاهمات الأميركية الروسية.

 

سقوط عشرات القتلى من جيش الأسد بكمين في الغوطة الشرقية

المرصد السوري يعلن سقوط 28 جنديا في كمين نصبه مقاتلون من المعارضة خلال محاولة جيش الأسد التقدم في بلدة الريحان في غوطة دمشق الشرقية.

– قتل 28 جنديا سوريا في كمين نصبه لهم أحد الفصائل المقاتلة النافذة في الغوطة الشرقية بالقرب من العاصمة دمشق خلال محاولتهم شن هجوم، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.

 

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن الكمين نصبه جيش الإسلام فيما كانت القوات النظامية تحاول تحقيق تقدم في بلدة الريحان في غوطة دمشق الشرقية”، معقل الفصائل المقاتلة.

 

وأوضح مدير المرصد أن “القوات النظامية والموالية لها اقتربت من أرض زرعها مقاتلو جيش الإسلام بالألغام وما لبثوا أن أطلقوا النار عليهم”.

 

وأشار عبدالرحمن إلى أن هذا الكمين هو الأكثر دموية في المنطقة منذ ذاك الذي نصبه مقاتلو الفصائل في السابع من فبراير 2016 وأدى إلى مقتل 76 مقاتلا مواليا للنظام في تل صوان.

 

وذكر المرصد أن عددا كبيرا من قوات الحكومة، بينهم ضباط، سقطوا بين قتيل وجريح أثناء محاولتهم التقدم صوب الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة. وتوقع المرصد ارتفاع عدد القتلى.

 

ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في الجيش السوري للتعقيب.

 

والغوطة من المناطق التي تشملها خطة “خفض التصعيد” التي أبرمتها روسيا وإيران حليفتا النظام وتركيا الداعمة للمعارضة. لكن الخلافات بشأن الجهات التي ستراقب هذه المناطق الأربع أخرت تطبيقه.

 

وفي الغوطة الشرقية، قامت القوات النظامية بقصف عنيف على بلدة عين ترما الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة على المشارف الشرقية للعاصمة السورية وتربط الغوطة الشرقية وحي جوبر الذي يسيطر المسلحون على أجزاء منه.

 

هل تتخلى أميركا عن المعارضة السورية؟

«واشنطن بوست»: الـ«سي آي إيه» أنهت برنامج تدريبها… وموسكو رحبت وقالت إنها فرصة للتعاون

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»

أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، يوم أمس (الأربعاء)، بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) قررت إنهاء برنامجها لدعم فصائل المعارضة السورية التي تقاتل قوات النظام السوري.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، طلبوا عدم كشف أسمائهم، أن برنامج دعم المعارضة السورية الذي بدأ قبل أربع سنوات لم يكن له سوى أثر محدود وخصوصاً منذ أن دخلت القوات الروسية على خط النزاع إلى جانب قوات نظام الأسد في العام 2015.

وأضافت “واشنطن بوست” أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتخذ هذا القرار منذ نحو شهر بعد لقائه مدير الـ”سي آي إيه” مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر.

ورفض البيت الابيض والـ”سي آي ايه” التعليق على معلومات “واشنطن بوست”.

وبحسب الصحيفة، فإن إلغاء برنامج دعم المعارضة السورية يظهر مدى اهتمام ترمب “بإيجاد وسائل للعمل مع روسيا” ويشكل “اعترافا بمحدودية كل من نفوذ واشنطن ورغبتها في إطاحة الأسد من السلطة”.

ويأتي هذا القرار بعد مفاوضات أميركية – روسية أدت إلى إقرار وقف لإطلاق النار في جنوب غربي سوريا يشمل منطقة تنتشر فيها فصائل المعارضة السورية.

وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وافق على برنامج المساعدات هذا في العام 2013 عندما سعت جماعات معارضة مختلفة إلى الحصول على دعم من الخارج ضد النظام السوري. لكنّ التزام الولايات المتحدة بهذا البرنامج كان غامضا بسبب شكوكها في قدرة المعارضة على إطاحة الأسد ولأنها جعلت من حربها ضد تنظيم “داعش” الارهابي أولوية.

من جانبها، رحبت روسيا، على لسان رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان) قسطنطين كوساتشوف، اليوم (الخميس)، بالأخبار “الممتازة التي طال انتظارها” بشأن إنهاء الولايات المتحدة دعمها للمعارضة السورية.

وكتب كوساتشوف على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن “هذا التغيير سيوفر، دون أدنى شك، المزيد من الفرص للتعاون الروسي – الأميركي في محاربة الإرهاب في البلاد”.

وكان ترمب التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من الشهر الحالي على هامش قمة مجموعة العشرين بمدينة هامبورغ الألمانية.

وكان برنامج التدريب قد بدأ في عهد الرئيس السابق باراك أوباما عام 2013 بهدف الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بينما لقي انتقادا من جانب روسيا التي تدعم النظام.

من ناحية أخرى، نقلت وسائل إعلام روسية رسمية اليوم عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين، القول إن الرئيسين لم يبحثا الدعم الأميركي للمسلحين في سوريا خلال محادثاتهما في قمة العشرين.

 

عشرات القتلى في الرقة ودوما خلال 24 ساعة

قُتل عشرات المدنيين في قصف وانفجارات في مدينة الرقة السورية في الـ24 ساعة الماضية، كما قُتل شخصان وأصيب آخرون بقصف مدفعي لقوات النظام السوري استهدف الأحياء السكنية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية.

وقالت شبكة “الرقة تذبح بصمت” على صفحتها في موقع فيسبوك إن 54 مدنيا على الأقل قتلوا في مدينة الرقة شمالي سوريا، في قصف لطائرات التحالف الدولي وروسيا، إضافة إلى عمليات قنص وانفجار ألغام.

وأضافت أن قوات التحالف نفذت أكثر من سبعين غارة على مدينة الرقة خلال الـ24 ساعة الماضية، بينما قصفت ما تسمى بـ”قوات سوريا الديمقراطية” -التي تشكل قوات حماية الشعب الكردية مكونها الرئيس- المدينة بأكثر من ثمانمئة قذيفة مدفعية في الفترة الزمنية نفسها.

وقالت الشبكة إن ما لا يقل عن 18 مدنيا قتلوا في حيي “نازل شهدا” و”ست الدولة” بالرقة، جراء قصف طيران التحالف الدولي.

وأوضحت أن 14 مدنيا قتلوا جراء ألغام تنظيم الدولة الإسلامية عند محاولتهم الهروب من هجمات الطائرات الحربية الأميركية وقوات سوريا الديمقراطية.

وأكدت أن 22 مدنيا على الأقل بينهم 11 طفلا، قتلوا جراء قصف الطيران الروسي حيي “مدن” و”زور شمر”.

قصف بدوما

من جانب آخر، قال مراسل الجزيرة إن شخصين -أحدهما عنصر في الدفاع المدني- قتلا، وأصيب آخرون بجروح جراء قصف مدفعي لقوات النظام استهدف الأحياء السكنية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية بريف دمشق.

وأضاف المراسل أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين المعارضة المسلحة وقوات النظام في عدة محاور على أطراف بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، بهدف التقدم والسيطرة عليها، لفصل حي جوبر عن الغوطة.

وأشار المراسل إلى أن قصفا مدفعيا وصاروخيا مكثفا استهدف المتحلق الجنوبي وأحياء سكنية ومواقع للمعارضة في بلدة عين ترما، مما أسفر عن دمار في الأبنية والممتلكات.

من ناحية أخرى، قالت مصادر للجزيرة إن ثلاثة مدنيين قتلوا جراء استمرار الاشتباكات لليوم الثاني بين مقاتلي حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام في جبل الزاوية وريف إدلب الغربي، فيما توقفت الاشتباكات باتجاه الحدود السورية التركية، بعد أن سيطرت هـيئة تحرير الشام على مدن وبلدات الدانا وسرمدا وحارم وسلقين.

وكانت مجموعة من شرعيي الفصائل الإسلامية قد أطلقت مبادرة لوقف الاقتتال، وافقت عليها حركة أحرار الشام  بشكل رسمي، بينما لم تصدر هيئة تحرير الشام ردا عليها.

يذكر أن اشتباكات اندلعت بين أكبر فصيلين معارضين لنظام الأسد في شمال سوريا أمس الأربعاء، وهو ما تسبب بمقتل وإصابة مدنيين.

المصدر : وكالة الأناضول,الجزيرة

 

تيار المستقبل: حزب الله يريد خدمة النظام السوري بمعركة عرسال

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن المكتب السياسي لـ”تيار المستقبل” الذي يرأسه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أن حزب الله يريد تقديم خدمات للنظام السوري من خلال ما يتردد عن معركة مرتقبة في جرود عرسال اللبنانية على الحدود مع سوريا.

وأكد المكتب في اجتماع دوري عقده التزام “تيار المستقبل” حدود الموقف الرسمي اللبناني الذي يترجمه الجيش اللبناني، معربا عن رفضه أي محاولة جديدة لاستخدام لبنان ومؤسساته الشرعية، وسيلة لأهداف خارجية.

 

وعبر عن ثقته بسلامة الإجراءات التي يتخذها الجيش لضمان أمن عرسال وسلامة أهلها والنازحين المقيمين فيها.

 

وقال المكتب في بيان إن “مواقف سعد الحريري الأخيرة وضعت النقاط على حروف الأجندة الوطنية لمحاربة الإرهاب، وأكدت على مطلق الدعم الرسمي والمعنوي للجيش وقيادته في كل ما يقوم به على هذا الصعيد”.

 

وطالب أهالي عرسال بالوقوف خلف الجيش اللبناني بصفته “الدرع الحامي لهم ولكل اللبنانيين… وتفويت الفرصة على الإرهابيين وكل المصطادين بأمن البلدة شرا”.

 

وعن مخاطر التحريض والعنصرية ضد اللاجئين أبدى المكتب السياسي لـ”تيار المستقبل” أسفه الشديد لما يجري من “محاولات تقودها أدوات مشبوهة، لزرع الفتنة والتوتر بين اللبنانيين والنازحين السوريين”.

 

أكد على استنكاره الشديد لحوادث الاعتداء على النازحين بحجة الدفاع عن الجيش اللبناني، واعتبر أن “هذه الممارسات المشينة لا تخدم الجيش بتاتا، بقدر ما تشكل ميدانا للإساءة له ولدوره الوطني في مكافحة الإرهاب”.

 

إيران تدفع شهریاً رواتب لـ86 ألف مقاتل في سوريا

لندن – رمضان الساعدي

كشف معهد الشرق الأوسط، في تقرير له الأربعاء، أن إيران توفر رواتب 86 ألف مقاتل في جيش #النظام_السوري، التابع لنظام بشار الأسد شهرياً، بعد اندلاع الثورة السورية في 2011 والتي خلفت انعدام الأمن وتجفيف مصادر الدخل في هذا البلد.

وقال المركز إن طهران تقوم أيضاً بصرف رواتب شهرية لعوائل عناصر الميليشيات التي تطلق عليها المعارضة “الشبيحة”.

وأضاف التقرير أن نظام الأسد وبعد ست سنوات من الحرب، يجد نفسه الآن في ظروف مالية واقتصادية توصف بـ”الكارثية”، حيث إنه عاجز على تلبية مطالب المناطق التي سيطر عليها في الأشهر الماضية بعد انسحاب المعارضة.

وتقول الأمم المتحدة إن موارد حكومة الأسد المالية، انخفضت بنسبة 94%، وإن التقديرات الأولية للخسائر المالية ما بين 2011 حتی عام 2015، تفوق 226 مليار دولار.

ورغم هذه الأوضاع الكارثية، تمكنت حكومة النظام السوري من تلبية بعض الاحتياجات الأساسية، مثل دفع الرواتب للجيش والموظفين، من خلال الدعم المالي الروسي والإيراني.

ولم تكن المساعدات الروسية مجاناً لنظام #الأسد، بل قامت شركة نفط روسية بشراء 25% من أسهم شركة النفط السورية، كما قامت موسكو وطهران بالمشاركة في إنتاج الغاز وصناعة تعدين الفوسفات، متقاسمتين العوائد مع النظام السوري.

لكن يبقى المثير في الدعم الإيراني للأسد، هو أن طهران تدفع بشكل مباشر، رواتب أكثر من 86 ألف مسلح في ميليشيات ما تسمى “قوات الدفاع الوطني”، في حين يعاني المواطن الإيراني من الفقر والبطالة وتدني الرواتب.

وميليشيات “قوات الدفاع الوطني” هي مجموعة عسكرية سورية تم تنظيمها في صيف عام 2012 من قبل النظام السوري، ومهمتها المساندة في عملياته ضد #المعارضة.

 

ترامب يوقف تسليح ثوار سوريا ومحلل CNN: جنون وخطأ استراتيجي

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — أكدت تقارير صحيفة نقلا عن مصادر في الإدارة الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أمرت وكالة الاستخبارات المركزية CIA بوقف العمل ببرنامج تسليح وتدريب المعارضين السوريين الذين يقاتلون نظام الرئيس بشار الأسد، في خطوة مثيرة للجدل تأتي في وقت تزيد فيه موسكو دعمها للنظام وتشددها في معارضة الثائرين عليه.

 

التقرير، الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست أثار تفسيرات متباينة لدى المراقبين، وفي هذا الإطار اعتبر بوب باير، محلل شؤون الأمن والاستخبارات لدى CNN والعنصر السابق في CIA أن ترامب أقدم على “خطأ استراتيجي” مضيفا أن دعم ثوار سوريا كان “نقطة ضغط كبيرة على الأسد والإيرانيين والروس.”

 

وتابع باير بالقول: “بالنسبة لي، الأمر يبدو عبارة عن هدية مقدّمة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بدون مقابل. الأصول الدبلوماسية لا تسير هكذا. كان يجب أن نطلب مثلا إقامة مناطق آمنة كي لا تستمر عمليات قصف السنّة من الجو، لذلك من غير الواضح لي لماذا يمكن أن يكون (البيت الأبيض) قد أقدم على أمر من هذا النوع.. لقد فقدنا ورقة ضغط وهذا جنون لم أر مثله من قبل.”

 

ويعود قرار تسليح وتدريب المعارضة السورية إلى عام 2012، وقد وقعه آنذاك الرئيس السابق، باراك أوباما الذي كان قد قرر زيادة الدعم المقدم للمعارضة السورية في أعقاب فشل مجلس الأمن بإقرار عقوبات قاسية بحق الأسد ونظامه بسبب الفيتو من روسيا والصين.”

 

وسبق لترامب أن تحدث عن نيته وقف البرنامج، معتبرا أنه ليس مفيدا في تحقيق الأهداف الأمريكية بسوريا المتمثلة بمحاربة داعش، مشككا في هوية الجهات التي تتلقى الدعم من واشنطن. كما اعتبر أن قتال داعش والإصرار على رحيل الأسد في الوقت نفسه “غباء.”

 

ويأتي الكشف عن القرار بعد يوم على الإعلان عن اجتمع لم يكن معروفا للإعلام من قبل جرى بين ترامب ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على هامش قمة العشرين في ألمانيا، وقد نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادرها أن قرار وقف برنامج دعم المعارضة السورية ليس مرتبطا بالاجتماع.

 

لا تفرحوا بالهدنة.. هكذا ستُقسم سوريا وهذا مصير بشار الأسد!

نشر موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الأميركي تقريراً تناول فيه اتفاق وقف إطلاق النار الروسي-الأميركي الذي سرى مفعوله في جنوب غربي سوريا، مستبعداً اقتراب النزاع السوري من نهايته بسبب هشاشة الاتفاق ومحدودية نفوذ موسكو على طهران ودمشق والتباين في الأهداف الروسية والأميركية، ومحذراً من بقاء الخطر الذي يشكّله تنظيم “داعش” قائماً خلال السنوات المقبلة.

 

في تقريره ترجمه موقع لبنان 24، أوضح الموقع أنّ رغبة واشنطن في التنسيق مع موسكو ليست وليدة اللحظة، نظراً إلى أنّها تدرك حاجتها إلى خطة مع بلوغ الحرب ضد “داعش” مراحلها النهاية في العراق وسوريا. ورجح الموقع أن يبقى “داعش” حاضراً بعد هزيمته في ساحات القتال، مستفيداً كما المجموعات المتشددة الأخرى من الفراغ الأمني ومن الفوضى في البلاد.

 

في هذا السياق، ذكّر الموقع بأنّ “داعش” ظهر في العراق بعد مغادرة القوات الأميركية وتوسع في سوريا في الوقت الذي انشغل فيه أعداؤه بقتال بعضهم البعض، متخوّفاً من قدرته على إعادة بناء نفسه والبروز مجدداً كقوة عظيمة.

 

وبناء عليه، شدّد الموقع على الحاجة إلى بذل جهود شاملة لتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، مسلطاً الضوء على التباين في الأهداف بين واشنطن وموسكو: ففيما تعتبر الولايات المتحدة تشكيل حكومة انتقالية خطوة ضرورية لرأب الصدع الحاصل بين الفصائل الموالية للنظام والمعارضة، تبدي روسيا رغبة أقل في حل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، ناهيك عن أنّها عملت عن قرب مع إيران على مستويات مختلفة في سوريا.

 

الموقع الذي ذكّر بتصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب القائل إنّه يسعى إلى التوصل إلى حل سياسي في سوريا وإلى لجم نفوذ إيران، استبعد احتمال مشاركة موسكو واشنطن أهدافها. أمّا إذا كانت موسكو تشارك واشنطن الأهداف نفسها، فرأى الموقع أنّ نيتها العمل على تنفيذها غير واضحة.

 

في ما يتعلّق بنفوذ روسيا على سوريا وإيران، أكّد الموقع أنّه غير كامل، مذكّراً بانتهاك الجيش السوري عدداً من خطط وقف النار التي دعمتها موسكو، بما فيها مناطق تخفيض التوتر التي تم التوصل إليها في كانون الثاني الفائت خلال محادثات أستانة.

 

في هذا الصدد، تناول الموقع عدم اقتناع إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار وتشكيكها بقدرة روسيا على مراقبته، وذلك بسبب خوفها من وصول “حزب الله” وعناصر إيرانية إلى الجولان المحتل.

 

واستناداً إلى هذه المعطيات، خلص الموقع إلى أنّ تحدي تحويل وقف إطلاق النار- إذا ثبت نجاحه- إلى اتفاق سياسي استراتيجي سيظل قائماً، نظراً إلى أنّ الحكومتين الإيرانية والسورية بعيدتان كل البعد عن تقديم تنازلات لإنشاء حكومة انتقالية شاملة.

 

ختاماً، رجح الموقع تمسك طهران ودمشق بموقفهما الساعي إلى تعزيز سيطرتهما على الأراضي السورية، متوقعاً تقسيم سوريا إلى مناطق تخضع للمجموعات المسلحة المختلفة، في أفضل الأحوال.

رصد ستراتفور- ترجمة فاطمة معطي- لبنان24

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى