أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 21 كانون الأول 2017

بدء جولة جديدة لمحادثات السلام السورية في آستانة

آستانة (كازاخستان) – أ ف ب

 

بدأت جولة محادثات سلام جديدة بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة اليوم (الخميس)، في آستانة عاصمة كازاخستان بهدف المساهمة في التوصل الى حل للنزاع عبر احراز تقدم ملموس فيما وصلت العملية السياسية في جنيف إلى طريق مسدود.

 

وهذه المحادثات التي تتولى رعايتها روسيا وإيران، حليفتا النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة، ستجري في جلسة مغلقة اليوم على ان ينتج منها بيان اختتامي غداً.

 

وقال ناطق باسم وزارة خارجية كازاخستان ان وفود روسيا وإيران وتركيا إلى جانب ممثلين عن النظام السوري ووفد من المعارضة يضم 20 شخصاً وصلوا إلى آستانة للمشاركة في هذه المحادثات التي تستمر يومين.

 

وأعلنت وزارة خارجية كازاخستان أن المحادثات ستركز خصوصاً على مصير المخطوفين والمعتقلين وإيصال المساعدات الإنسانية وسير عمل مناطق «خفض التوتر» .

 

وأضافت أن موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا سيحضر اليوم الثاني من المحادثات غداً.

 

وسيلتقي دي ميستورا اليوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو في موسكو.

 

وهذه الجولة من محادثات آستانة هي الثامنة بين النظام السوري والفصائل المعارضة، إذ تركز عملية السلام على المسائل العسكرية والتقنية وتجري بموازاة محادثات سياسية في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

وانتهت آخر جولة محادثات في آستانة في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي من دون إحراز أي تقدم ملموس، إلا ان روسيا تقدمت باقتراح بعقد اجتماع يضمّ حوالى 30 قوة سياسة سورية من جميع الأطراف، الأمر الذي يعتبر صعب التحقيق.

 

وتعرقل هذا المشروع خصوصاً بسبب مشاركة الأكراد وهو ما ترفضه أنقرة.

 

وتجري هذه المحادثات بعد أكثر من أسبوع على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قسم من القوات الروسية المنتشرة على الأراضي السورية بعدما تم اعلان «التحرير الكامل» لسورية من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

 

وتأتي أيضاً بعد أسبوع على فشل آخر جولة مفاوضات حول سورية في جنيف، حيث اتهم موفد الأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا الحكومة السورية بإفشال هذه المفاوضات عبر رفضها التحاور مع المعارضة، مشيراً الى «إضاعة فرصة ذهبية».

 

وتوصلت روسيا وإيران وتركيا في أيار (مايو) الماضي في إطار محادثات آستانة، إلى اتفاق لإقامة أربع مناطق خفض توتر في سورية هي إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط) والغوطة الشرقية قرب دمشق وكذلك في الجنوب، ما اتاح خفض أعمال العنف لكن من دون وقفها بالكامل.

 

 

موسكو تنتقد دي ميستورا وتحضه على«اتزان أكبر»

لندن – «الحياة»

 

تُستأنف في العاصمة الكازاخستانية اليوم، الجولة الثامنة لمفاوضات آستانة، بمشاورات ثنائية وأخرى متعددة الأطراف، فيما تعقد غداً جلسة عامة، في وقت دعت موسكو مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى «اتزان أكبر في تقويمه سلوك الأطرف السورية وإلى عمل أكثر نشاطاً مع المعارضة كي تتخلى عن شروطها المسبقة».

 

وبدأت وفود الدول الضامنة لوقف الأعمال القتالية وهي روسيا وتركيا وإيران بالوصول إلى آستانة، ويشارك في الاجتماعات ممثلون عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة والأردن بصفة مراقبين، إضافة إلى وفدَي النظام والمعارضة، كما أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية. وتبحث الجولة الثامنة في استكمال تنفيذ اتفاقات وقف النار في مناطق خفض التوتر، إضافة إلى ملف المعتقلين الذي فشلت الجولات السابقة في إيجاد حلّ له.

 

وقال عضو هيئة التفاوض عبد الرحمن مصطفى أن المعارضة تنظر بإيجابية إلى مسار آستانة في ما يخص مناطق خفض التصعيد وملف المعتقلين والقضايا الإنسانية كمقدمات لإنجاح العملية السياسية في جنيف.

 

وعشية زيارة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية إلى موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس، إن بلاده ستدعو دي ميستورا إلى «تحفظ أكبر في تقويمه سلوك الأطراف السورية». وأضاف غاتيلوف رداً على سؤال في شأن أجندة اللقاء بين دي ميستورا ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم: «سندعوه إلى دفع عملية السلام قدماً في صورة بناءة أكثر وبوتيرة أسرع، وإلى اتزان أكبر في تقويمه، وإلى عمل أكثر نشاطاً مع المعارضة كي لا تطرح أي شروط مسبقة لإجراء حوار مع الوفد الحكومي».

 

وكان دي ميستورا أعلن، قبل اختتام الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، أن وفد دمشق أظهر عدم جاهزيته لإجراء مفاوضات مباشرة مع المعارضة. وقال إن دمشق طرحت ما يمكن اعتباره شرطاً مسبقاً بإصرارها على تخلي المعارضة عن مطلبها بتنحي الرئيس بشار الأسد عن منصبه.

 

وذكر دي ميستورا أنه لا يعتبر المطالبة برحيل الأسد شرطاً مسبقاً، وأنه ناقش مع وفد المعارضة، وبشكل مفصل، الانتقال السياسي في سورية.

 

في غضون ذلك، بدأت هيئة التفاوض إجماعاتها أمس، في العاصمة السعودية الرياض بهدف بحث نتائج مفاوضات جنيف. وذكر عضو الهيئة خالد المحاميد أن الاجتماعات ستناقش القضايا التفاوضية كافة التي طرحت في الجولة الأخيرة، مشدداً على أن الهيئة ستعمل على «ترتيب البيت الداخلي وتوزيع المهمات من خلال وضع هيكلية إدارية تصب في مصلحة الاستراتيجية السياسية التفاوضية».

 

وأشار المحاميد إلى أن «المفاوضات كانت ستحمل نتائج جيدة لو قبل الطرف الآخر الدخول في مفاوضات مباشرة والمشاركة بجدية للوصول إلى الحل السياسي الذي ينهي معاناة الشعب السوري»، مؤكداً أن «تطبيق القرارات الدولية لتحقيق الانتقال السياسي الكامل والجذري هو الحل الأنجح لإعادة الاستقرار والأمان إلى سورية».

 

واعتبر رئيس «منصة موسكو» المعارَضة قدري جميل في تصريح إلى شبكة «روداو» أن «الحل السياسي في سورية اقترب وأصبحت جنيف جاهزة لمفاوضات مباشرة»، مشيراً إلى «تذليل العقبات الأخيرة أمام بدئها قريباً».

 

ولفت إلى أن «لا غنى عن جنيف لأنه المساحة الوحيدة الدولية الشرعية لبحث تنفيذ القرارات الدولية»، مشدداً على أن «فشل جولة في تحقيق تقدم لا يعني فشل العملية برمّتها بل يعني الاقتراب من الحل».

 

إلى ذلك، أيّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي والذي لم تحدد له موسكو موعداً نهائياً بعد.

 

معركة «كسر عظم» عشية اجتماع الجمعية العامة

القاهرة-محمد الشاذلي

 

رام الله، أنقرة – «الحياة»، رويترز – تشهد الجمعية العامة للأمم المتحدة معركة «كسر عظم» قبل ساعات من انعقادها في جلسة خاصة طارئة اليوم، بناء على طلب تركيا باعتبارها رئيس القمة الإسلامية، واليمن رئيس المجموعة العربية، للتصويت على مشروع قرار يطالب بـ «إبطال أي تعديلات على الوضع القانوني للقدس»، في إشارة إلى قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل». وكانت الجمعية العامة عقدت عشر جلسات فقط من هذا النوع كانت آخرها العام 2009 في شأن القدس الشرقية المحتلة والأراضي الفلسطينية.

 

وقال المبعوث الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور: «نأمل بأن نحصل على تأييد ساحق. قرار كهذا غير ملزم، لكنه يحمل ثقلاً سياسياً».

 

وكان الناطق باسم رئيس الجمعية العامة برندن فارما، أوضح إن رئيس الجمعية العامة ميروسلاف لايتشاك تسلم فعلاً خطابيين رسميين من مندوبي تركيا واليمن، لعقد اجتماع طارئ في شأن القدس. وأشار إلى أن «القرارات التي تصدرها الجمعية العامة غير ملزمة، لكنها تعبر بوضوح عن الإرادة السياسية للمجتمع الدولي».

 

وفي القاهرة، قالت مصادر ديبلوماسية عربية أن تنسيقاً على أعلى مستوى جرى خلال الساعات الأخيرة عشية التئام الجمعية العامة. وأشارت إلى أن هذه التحركات تجري بالتنسيق بين المجموعات العربية والإسلامية وعدم الانحياز في نيويورك.

 

وأوضح سفير فلسطين في القاهرة، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح لـ «الحياة»، أن مشروع القرار المقدم ينص على رفض قرار ترامب، ويدعو الدول الأعضاء إلى الامتناع عن نقل بعثاتها الديبلوماسية إلى القدس، ورفض أي قرارات أحادية الجانب حول وضع المدينة، وعدم تبني أي أثر قانوني لها ووجوب إلغائها. كما يشدد على أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، ويرفض أن قرارات أو أعمال يكون من شأنها تغيير طابع والتركيبة الديموغرافية للقدس.

 

ووصف اللوح الديبلوماسية العربية بالناشطة، وأشاد بالتنسيق الكامل في ما بينها لحشد أكبر دعم للقرار، لافتاً إلى أن أكثر من 160 دولة ضد القرار الأميركي، ومع أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية.

 

ويعقد الوفد الوزاري العربي المصغر المعني بالتصدي للقرار الأميركي أول اجتماعاته في الأردن الأحد المقبل. وأوضح اللوح إن الاجتماع سيحدد آلية عمل الوفد (يضم وزراء خارجية السعودية والأردن، وفلسطين، ومصر والمغرب، والإمارات، إضافة إلى الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط)، كما يبحث خطواته المستقبلية وطبيعة عمله، وينظر في نتائج التحركات العربية. وكشف مسؤول في الجامعة العربية إن الاجتماع الوزاري «سيبحث في عقد قمة عربية، وإذا فشل في الاتفاق على عقدها، سيتم تحديد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث المستجدات».

 

في موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إنه سيسافر إلى نيويورك مع نظيره الفلسطيني لحضور جلسة الجمعية العامة في محاولة لمنع أميركا من اتخاذ خطوة «غير مقبولة». وقال في مؤتمر صحافي مع نظيريه الإيراني الأذربيجاني ألمار محمدياروف ومحمد جواد ظريف في العاصمة الأذربيجانية باكو: «نريد أن تعدل أميركا عن هذا القرار الخاطئ غير المقبول». وأضاف: «من الآن فصاعداً سنكون أكثر نشاطاً في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين. سنعمل جاهدين من أجل الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية مستقلة». ونقلت الأناضول التركية عن مصادر ديبلوماسية أن أوغلو سيلتقي نظيره الفلسطيني في إسطنبول مساء اليوم (أمس) قبل أن يتوجها معاً إلى نيويورك.

 

تهديد أميركي

 

في المقابل، استنفرت واشنطن وتل أبيب للحؤول دون تحقيق إجماع دولي على القرار مثلما حدث في مجلس الأمن الأحد الماضي عندما صوتت 14 دولة لمصلحة قرار عطله «فيتو» أميركي منفرد.

 

ووجهت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، رسائل إلى أعضاء الأمم المتحدة حملت تهديدات مباشرة، وقالت في تغريدة على «تويتر»: «في الأمم المتحدة يطالبوننا دائماً بأن نعمل أكثر، وأن نعطيهم (معونات) أكثر… لذلك عندما نتخذ قراراً في خصوص أين يكون موقع سفارتنا، لا ينبغي أن نتوقع من هؤلاء الذين قدمنا المساعدة إليهم أن يستهدفونا». وأضافت: «الخميس، سيكون هناك تصويت في الجمعية العامة ينتقد اختيارنا (للقدس عاصمة لإسرائيل)، والولايات المتحدة ستدوّن أسماء الدول». وتابعت: «الرئيس (ترامب) سيراقب هذا التصويت بشكل دقيق، وطلب أن ابلغه عن البلدان التي ستصوت ضده. سنسجل كل تصويت في هذه القضية».

 

ونقلت وكالة الأناضول التركية عن ديبلوماسيين في عدد من بعثات الدول الأعضاء في المنظمة الدولية، أنهم تلقوا رسائل مكتوبة من هايلي، حذرتهم فيها من مغبة التصويت لمصلحة قرار القدس. وأبلغتهم أن الرئيس ترامب سيتعامل مع انعقاد الاجتماع الطارئ «كمسألة شخصية». وذكروا أن هايلي أوضحت في خطابها أن أميركا لا تطلب منهم أن يحذوا حذوها (في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارات بلادهم إليها)، لكنها أضافت أنهم إذا فعلوا «فسيكون ذلك أمراً صائباً».

 

وعلى الخط نفسه، أرسلت وزارة الخارجية الإسرائيلية برقيات لجميع سفاراتها في العالم طالبت فيها بأن يحضوا الدول التي هم فيها على التصويت ضد مشروع القرار. كما طالبت السفراء بـ «عدم التفوه بتصريحات خلال التصويت، والاكتفاء بالقول إن مشروع القرار الفلسطيني أحادي الجانب يلحق أضرار بمشروع التسوية».

 

موسكو وسيطاً

 

إلى ذلك، لفت الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إلى أن تسوية النزاع في الشرق الأوسط «لا تحققها روسيا والولايات المتحدة نيابة عن إسرائيل وفلسطين»، مشدداً على «ضرورة تجنب خطوات قد تؤدي إلى تصعيد حدة التوتر في المنطقة». وقال: «لا تستطيع روسيا ولا الولايات المتحدة تسوية هذا النزاع. وإنما موسكو تساعد في تسوية النزاع عن طريق مواصلة ممارسة سياستها المتتابعة والمعروفة ومن طريق الاتصالات مع كل من إسرائيل وفلسطين وفي إطار المحادثات المتعددة الجوانب القائمة».

 

وتابع: «من المهم طبعاً، لمصلحة التسوية في الشرق الأوسط، تجنب اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى انشقاق جديد في المجتمع الدولي وتصعيد حدة التوتر بين المشاركين الرئيسيين في تسوية الشرق الأوسط وهما إسرائيل وفلسطين القادرتان على حل هذا النزاع. ولا يمكن لأحد أن يقوم بذلك بدلاً منهما». وأفاد أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يخطط لإجراء أي اتصالات خارجية، بما في ذلك مع قادة إسرائيل وفلسطين، قبل نهاية العام.

 

وبحث مستشار الرئيس للعلاقات الدولية والشؤون الخارجية الدكتور نبيل شعث مع مسؤولين روس آليات تشكيل إطار متعدد الدول والأطراف للإشراف على عملية السلام. وأكد في بيان «أن ما أقدم عليه الرئيس الأميركي يتنافى مع القرارات الدولية ويدمر الأمل في السلام. وبالتالي لا يمكن الولايات المتحدة أن تكون راعية للعملية السياسية». وأوضح أن الإطار الدولي «يجب أن يكون مستنداً إلى المرجعية الدولية وقرارات مجلس الأمن وميثاق الأمم المتحدة».

 

وكان شعث الذي وصل موسكو أول من امس على رأس وفد فلسطيني، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للبحث في التطورات السياسية في ضوء إعلان ترامب الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل».

 

مواجهة ساخنة في الجمعية العامة اليوم وترامب يهدّد من يصوّت ضد قراره

الرياض، القاهرة – «الحياة»

 

واشنطن، نيويورك – أ ف ب – تحوّلت الجمعية العامة للأمم المتحدة ساحةَ مواجهة ساخنة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وفلسطين والدول العربية والإسلامية من جهة أخرى، عشية التصويت على مشروع قرار قدّمه اليمن وتركيا ويدعو إلى بطلان اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس «عاصمة لإسرائيل». وفيما هددت واشنطن الدول التي ستصوّت لمصلحة مشروع القرار، أعلنت القيادة الفلسطينية استنفاراً ديبلوماسياً لتأمين تأييد دولي له، وربطته بـ «بقاء فرص السلام». وعلمت «الحياة» أن مشاورات تُجرى لعقد قمة عربية قريباً لبحث المستجدات.

 

وجدّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال استقباله الرئيس محمود عباس في قصره في الرياض أمس، تأكيد مواقف المملكة العربية السعودية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

وبدا واضحاً أن معركة تدور علناً وخلف الكواليس لكسب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. ففي خطوة وُصفت بأن لا سابق لها في تاريخ الأمم المتحدة، هدد ترامب بوقف المساعدات المالية عن الدول التي تصوت لمصلحة مشروع القرار، وقال للصحافيين في البيت الأبيض: «إنهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات، وربما بلايين الدولارات، ثم يصوّتون ضدنا. حسناً، سنراقب هذا التصويت. دعوهم يصوّتوا ضدنا. سنوفّر كثيراً ولا نعبأ بذلك».

 

وسبق ذلك التهديد الذي وجهته السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي لسفراء عدد من الدول، قائلة: «الخميس سيكون هناك تصويت في الجمعية العامة ينتقد اختيارنا (للقدس عاصمة لإسرائيل)، والولايات المتحدة ستدوّن أسماء الدول» التي ستصوّت لمصلحة القرار. وأضافت محذرة: «الرئيس (ترامب) سيراقب هذا التصويت بدقة، وطلب أن أبلغه بالبلدان التي ستصوت ضده. سنسجل كل تصويت في هذه القضية».

 

وكان ديبلوماسي أشار إلى أن واشنطن بدأت ضغوطاً على أعضاء الأمم المتحدة الذين ينوون تأييد النص خلال التصويت. وأوضح ديبلوماسيون لوكالة «الأناضول» أن هايلي أبلغتهم بأن ترامب سيتعامل مع انعقاد الاجتماع الطارئ للجمعية العامة كمسألة شخصية.

 

وفي مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في إسطنبول، وقبل أن يتوجّه إلى نيويورك، ندّد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بـ «التهديدات الأميركية» و «الترهيب» الهادف إلى منع أعضاء الجمعية العامة من إدانة اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، في حين قال الوزير التركي: «نرى الآن أن الولايات المتحدة سلكت طريق التهديدات… ماذا ستفعلون بأخذكم الأسماء؟ هل ستسمحون أيضاً باحتلال تلك البلدان أم ستعاقبونها؟».

 

في الوقت ذاته، أوضح مصدر ديبلوماسي فلسطيني أن وزارة الخارجية عممت على سفاراتها وبعثاتها بتكثيف تحركاتها واتصالاتها مع دوائر صنع القرار، بهدف «تحصيل موقف دولي جماعي لمصلحة مشروع القرار» الذي تقدّمت به فلسطين إلى مجلس الأمن وأجهضه «فيتو» أميركي، معتبرة أن التأييد الواسع «يُبقي الأمل بتحقيق السلام».

 

وفي القاهرة، قالت مصادر ديبلوماسية عربية إن تنسيقاً على أعلى مستوى تم خلال الساعات الأخيرة في خصوص مجابهة القرار الأميركي المجحف، مشيرة إلى أن هذه التحركات تتم بالتنسيق بين المجموعات العربية والإسلامية وعدم الانحياز في نيويورك.

 

بوغدانوف: موسكو تعارض أي دور فرنسي في المسألة السورية

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: نقل قيادي في الحزب القومي السوري الاجتماعي عن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف معلومات عن لقاء جمع بوغدانوف مع السفيرة الفرنسية لدى موسكو سيلفي بيرمان، اللقاء كان قد جرى قبل أيام من زيارة بوغدانوف إلى دمشق ضمن وفد حكومي واقتصادي روسي برئاسة ديمتري روغوزين.

وقال طارق الأحمد القيادي في الحزب القومي لـ «القدس العربي» إن السفيرة الفرنسية لدى موسكو أبلغت بوغدانوف خلال لقائها به في موسكو برغبة باريس في لعب دور في جهود الحل السياسي للأزمة السورية. لكن بوغدانوف فاجأ السفيرة الفرنسية بسؤالها عما إذا كانت تعلم أي شيء عن العيد الوطني الذي يحتفل به السوريون، ثم قال لها إن العيد الوطني للسوريين هو اليوم الذي رحل فيه آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية في السابع عشر من نيسان/أبريل العام 1946.

وتابع: السوريون يحتفلون كل عام باستقلالهم عن فرنسا ورحيل الفرنسيين عن بلادهم. وحسب طارق الأحمد الذي اجتمع بميخائيل بوغدانوف منذ ثلاثة أيام في مقر إقامته في أحد فنادق دمشق فإن بوغدانوف قال له إن هذا الكلام كان رداً واضحاً على موقف موسكو غير الراغبة بأي دور لفرنسا في المسألة السورية.

الموقف الروسي حيال أي دور فرنسي في المسألة السورية يتقاطع مع مواقف حادة أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد تجاه فرنسا حيث صرح للصحافيين عقب استقباله ديمتري روغوزين والوفد الوزاري الروسي المرافق له بأن «فرنسا كانت هي رأس الحربة في دعم الإرهاب في سوريا منذ الأيام الأولى ويدهم غارقة في الدماء السورية منذ الأيام الأولى».

وتابع بالقول: «لا نرى بأنهم غيروا موقفهم بشكل جذري حتى الآن، لذلك هم ليسوا في موقع أو موقف يقيم مؤتمراً يفترض بأنه مؤتمر للسلام، من يدعم الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام، عدا عن أنهم لا يحق لهم أن يتدخلوا في الشأن السوري أساساً، وكل تصريحاتهم بالنسبة لنا لا تعنينا وليس لها قيمة».

 

«أستانة-8»… المعارضة ترفض بحث الملفات السياسية وإدلب تتصدر طاولة المباحثات

«الهيئة العليا للمفاوضات» تقيّم «جنيف» في الرياض وفق هيليكة إدارية جديدة

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: بينما تعقد هيئة التفاوض العليا لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاً وصف بأنه لتقييم محادثات السلام في جنيف المنتهية قبل أيام ووضع هيكلية إدارية وتنفيذية لها، يتحضر وفد المعارضة السورية اليوم الخميس لخوض الجولة الثامنة من المباحثات التي تنطلق في العاصمة الكازاخية أستانة.

ويتلخص جدول الاعمال المعلن بالنسبة للمعارضة في جولة أستانة 8 في استكمال التدابير الواجب اتخاذها للافراج عن المعتقلين، وتذليل العقبات التي يضعها النظام السوري وحليفه الإيراني حيال ذلك، والتثبيت الكامل لوقف إطلاق النار، وخاصة في ريف دمشق الشرقي المحاصر، واستكمال تطبيق منطقة خفض التصعيد الرابعة في ادلب باستكمال دخول القوات التركية للمناطق المتفق عليها في الجولات السابقة. كما ستبحث الجولات مناقشة ملفات تتعلق بالثورة ستطرح من قبل وفد قوى الثورة السورية العسكري مع الروس وكذلك مع الأمم المتحدة تتضمن ملفات عسكرية وأخرى إنسانية سيتم الاعلان عنها في حينه.

 

طاولة أستانة

 

مصدر سيشارك في الجولة الثامنة من مباحثات العاصمة الكازاخية قال في اتصال مع «القدس العربي» ان استانة وجد أساساً كمحطة جوهرية لبحث هدفين أساسيين وهما الملف العسكري والملف الإنساني، ووفقا للمصدر فإن الملف العسكري سوف يتناول حلول لايجاد مناطق خفض تصعيد تهدف بالشكل النهائي إلى وقف اطلاق النار في عموم الأراضي السورية، بينما سيعمل الملف الانساني على بحث «الأمور فوق تفاوضية» والتي تتمثل بملف المعتقلين واطلاق سراحهم والمفقودين والناحية الثانية رفع الحصار وايصال الاغاثة للمناطق المحاصرة وهذه الامور موجودة في القرار 2254 مضيفًا «ومع هذا للاسف حتى الآن مناطق خفض التصعيد تتعرض لخروقات بانتظام وتحديداً من قبل قوات النظام وميليشيات إيران وحزب الله التي تعمل بشكل حثيث على اشعال المنطقة وزيادة التوتر لان ما يناسبهم هو الحفاظ على التوتر وخاصة ان إيران لم تنجز إلى الآن مشروعها الخبيث في المنطقة».

مؤكداً انه سيكون المحور الأكثر أهمية وصاحب الأولوية هو بحث منطقة خفض التصعيد في ادلب حيث سيتم التركيز على آلية استكمال نظام خفض التصعيد في المحافظة الحدودية حتى الوصول إلى تطبيق كامل ووقف اطلاق النار بشكل كامل.

 

المعارضة ترفض «السياسي»

 

وأشار المتحدث إلى ان الوفد المعارضة سيتجنب طرح الملفات السياسية ومتعلقاتها قائلاً «انه قد تطرح امور اخرى ربما لها الصفة السياسية كالدستور والانتخابات والحل السياسي او الانتقال السياسي، وهذا ليس اختصاص سوتشي او استانة او اي مكان آخر بل مكان طرح الامور السياسية هي في جنيف فقط ونحن بكل دبلوماسية سوف نبدي طرحنا». وأوضح ان استانة ستكون بمثابة محاولة من المعارضة لربط الهيئة التفاوضية في جنيف بما يحدث في استانة، عازياً السبب إلى ان الفصائل الموجودة في استانة هي ذاتها ممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات.

 

ملف المعتقلين

 

وينوي وفد المعارضة فتح ملف المعتقلين المذكور في القرار 2254 ومحاولة اتخاذ تدابير بناء الثقة التي لم يلتزم بها النظام السوري سابقاً، حيث يؤكد وفد المعارضة في استانة على «تفعيل كل ما بوسعنا في ميادين القتال والسياسة، ومؤتمرات أستانة من ضمن ذلك، بالرغم من عرقلة إيران والنظام هذا الملف إلا أنه علينا ألا نيأس ولا نفتر حتى تحقيق أهداف الثورة وعلى رأسها إسقاط النظام».

ووفقا لمصار مطلعة فإنه لا تبديل لبنية الوفد عن الجولات السابقة سوى تنصيب الدكتور احمد طعمة رئيسا للوفد بدلا من العميد أحمد بري، فيما ستشارك الفصائل العسكرية بتمثيل عن كل من حركة تحرير الوطن، فيلق الشام، حركة نور الدين الزنكي، حركة أحرار الشام، جيش الإسلام، فرقة السلطان مراد، وفصائل الجبهة الجنوبية.

فاتح حسون الممثل لكتلة الفصائل في وفد المعارضة من استانة قال في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان تركيا ستكون الضامنة لقوى الثورة، فيما ستكون روسيا الضامن للنظام، وستضمن إيران ميليشياتها الموزعة على الأرض السورية.

وحول تنصيب «طعمة» في رئاسة الوفد إلى أستانة قال حسون انه «قد يكون هناك طروحات تتعلق بالأمور السياسية وتحتاج لشخص يجيد السياسة والتعامل مع الدول بشكل أكبر، والدكتور أحمد ممن عمل بإخلاص وجهد متواصل في الثورة، وله الاحترام في أوساطها» وفق رأيه.

وكانت وزارة الخارجية الكازاخية قد أعلنت سابقًا في بيان لها أن «الأطراف المشاركة في الاجتماعات تخطط للمصادقة على ميثاق مجموعة عمل متعلقة بالإفراج عن المعتقلين، وتسليم جثث القتلى، والبحث عن المفقودين، وأشارت إلى أن «الأطراف ستبحث خلال الاجتماع مسائل متعلقة بمناطق خفض التوتر، حيث ذكرت الخارجية ان الأطراف تنوي المصادقة على بيان مشترك بشأن تطهير المناطق التاريخية المدرجة لدى قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) من الألغام في سوريا.

وقال الدكتور خالد المحاميد نائب رئيس الهيئة التفاوضية إن الهدف من الاجتماعات في الرياض «هو مناقشة القضايا التفاوضية كافة التي تم طرحها في الجولة الأخيرة»، وأضاف أن الهيئة ستعمل خلال هذا الاجتماع على ترتيب البيت الداخلي وتوزيع المهام من خلال وضع هيكلية إدارية تصب في مصلحة الاستراتيجية السياسية التفاوضية الخاصة بها.

ولفت إلى أن الجولة الأخيرة كانت ستخرج بنتائج إيجابية لولا رفض الطرف الآخر الدخول في مفاوضات مباشرة والمشاركة بجدية للوصول إلى الحل السياسي الذي ينهي معاناة الشعب السوري، مؤكداً ان تطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها بيان جنيف والقراران 2118 و2254 لتحقيق الانتقال السياسي الكامل والجذري هو الحل الأنجح لإعادة الاستقرار والأمان لسوريا.

 

إردوغان: أمريكا لا يمكنها أن تشتري دعم تركيا في مسألة القدس

أنقرة : قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، معلقا على تهديدات واشنطن للدول التي ستصوت ضد قرارها حول القدس بالأمم المتحدة : “يسمون الولايات المتحدة مهد الديمقراطية.. مهد الديمقراطية يبحث عن شراء الإرادة بالدولار في العالم”.

جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته في مراسم توزيع الجوائز الكبرى للفن والثقافة، في القصر الرئاسي، بالعاصمة أنقرة، اليوم الخميس.

وخاطب أردوغان نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، قائلا: “لا يمكنكم شراء الإرادة الديمقراطية لتركيا بدولاراتكم”.

وناشد الرئيس التركي جميع دول العالم، قائلًا: “إياكم أن تبيعوا إراداتكم والنضال من أجل الديمقراطية بحفنة من الدولارات”.

وتابع: “إن كان سيجري تصويت ديمقراطي، فاتركوا الجميع يعبرون عن إرادتهم بشكل حر، بدلا من شراء الإرادة بالدولارات والتضييق عليها”.

وأعرب عن أمله بألا تتمكن الولايات المتحدة من الحصول على النتيجة التي ترجوها اليوم، وأن “يلقن العالم أمريكا درسا جيدا”.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد توعّد أمس بقطع المساعدات المالية عن الدول التي تصوّت لصالح مشروع قرار يدعو الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرار اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأيدت 14 دولة أعضاء في مجلس الأمن الدولي القرار المذكور، مساء الإثنين الماضي، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق النقض ” الفيتو” ضده ما منع اعتماده.

ومن المقرر أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، على القرار.

وأثار اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 من ديسمبر/ كانون أول الجاري، بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة، رفضا دوليا واسعا. (الأناضول).

 

مجلس الدوما الروسي يصادق على اتفاقية مع سوريا لتوسيع قاعدة طرطوس البحرية

موسكو: صادق مجلس الدوما (الغرفة الدنيا في البرلمان الروسي) على اتفاقية مع سوريا لتوسيع منشأة الإمداد البحري الروسية في ميناء طوطوس السوري.

 

وكان الرئيس الروسي أحال الاتفاقية إلى المجلس في 13 كانون أول/ديسمبر الجاري.

 

ووفقاً لوكالة “تاس″ الروسية فإن الاتفاقية تنص على أن لروسيا الحق في نشر 11 قطعة بحرية بحد أقصى في المنشأة في نفس الوقت، وأن لروسيا الحق في “إرسال العدد اللازم من القوات لعمل المنشأة البحرية”.

 

كما ستتمتع المنشأة بحصانة كاملة عن الولاية المدنية والإدارية لسوريا. كما أن أصولها المنقولة والثابتة ستتمتع بنفس الحصانة من التفتيش والمداهمة وغيرها من الإجراءات. وسيتمتع موظفو المنشأة وعائلاتهم بنفس الحصانة والامتيازات التي يتمتع بها الدبلوماسيون.(د ب أ)

 

كازاخستان: انطلاق لقاءات أستانة .. ودي ميستورا ينضم غدا

القاهرة: أعلن مدير المكتب الصحافي لوزارة الخارجية الكازاخستانية أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، سينضم يوم الجمعة إلى جولة لقاءات أستانة حول سوريا التي انطلقت الخميس.

 

وقال المتحدث أنور جايناكوف :”سيصل دي ميستورا إلى أستانة صباح الغد. اليوم لديه لقاءات في موسكو”.

 

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عنه تأكيده أن “كل الوفود المشاركة في المحادثات وصلت إلى أستانة”.

 

وأضاف :”لقاءات خبراء الأطراف بدأت بالفعل، و تجري بصيغ ثنائية ومتعددة الأطراف”.

 

وتشهد أستانة اليوم وغدا جولة جديدة من المباحثات الدولية حول تسوية النزاع السوري، بمشاركة الدول الثلاث الضامنة لوقف الأعمال القتالية، وهي روسيا وتركيا وإيران، إضافة إلى وفدين عن الحكومة والمعارضة السورية، وبمشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة والأمم المتحدة والأردن بصفة مراقب. (د ب أ)

 

الكرملين: لم يتحدد موعد بعد لانعقاد مؤتمر السلام السوري

موسكو: قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الخميس، إنه لم يتحدد موعد بعد لانعقاد مؤتمر السلام السوري.

 

وتابع بيسكوف قائلاً للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف إنه ما من أحد يريد التعجيل بعقد المؤتمر “بشكل صوري”.  (رويترز)

 

أستانة (8): المعارضة السورية تناقش ملف المعتقلين

جلال بكور

بحث وفد المعارضة السورية إلى محادثات أستانة (8)، صباح اليوم الخميس، مع وفد الأمم المتحدة ملف المعتقلين في سجون النظام السوري، مبيناً أنّ قوات النظام والمليشيات الأجنبيّة لم تلتزم بخفض التوتر.

 

وقال “وفد قوى الثورة السورية العسكري” إلى أستانة، إنّه بحث ملف المعتقلين مع فريق تقني من الأمم المتحدة في أولى الاجتماعات المنعقدة في أستانة.

 

وأوضح الوفد، في تصريح صحافي، أنّ “الهدف من المشاركة في أستانة (8) هو إطلاق سراح المعتقلين وتثبيت وقف إطلاق النار خاصة في مناطق خفض التصعيد ورفع الحصار عن كافة المدن والبلدات المحاصرة وإيصال المساعدات إلى المحتاجين”.

 

ولفت الوفد إلى أنه سيتم التركيز على قضية المعتقلين بالدرجة الأولى وبحث تلك القضية مع الجانب الروسي.

 

كما شدّد الوفد على أنّ رفض النظام للإفراج عن المعتقلين يخالف قرار مجلس الأمن 2254، داعياً روسيا إلى ممارسة دورها كطرف مسؤول وضامن للنظام.

 

من جهة ثانية، قال الوفد المعارض إنّ قوات النظام والمليشيات الأجنبية والإيرانية لم تلتزم بوقف إطلاق النار ومازالت ترتكب المجازر في الغوطة وإدلب، مطالباً الجانب الروسي بالضغط على النظام لدفعه إلى تسوية سياسية. وأشار إلى أن تصرفات النظام في جنيف الأخير تدل على عدم التزامه بالقرارات الدولية.

 

بدأت في العاصمة الكازخية، صباح اليوم، الجولة الثامنة من محادثات أستانة، بلقاء بين وفد المعارضة السورية مع وفد الأمم المتحدة، ولقاء وفد النظام السوري مع الوفد الإيراني، ولقاءات ثنائية بين وفود الدول الضامنة (تركيا، إيران، وروسيا).

 

وقال “وفد قوى الثورة العسكري” إلى أستانة، في تصريحات صحافية، إنّه “عقد في محادثات أستانة 8 برئاسة أحمد طعمة لقاءً مع وفد الأمم المتحدة، لمناقشة الملفات المطروحة في المحادثات”.

 

وأجرى “وفد قوى الثورة العسكري” اجتماعات تحضيرية داخلية لمناقشة آخر التطورات الميدانية والدولية قبل انعقاد المؤتمر.

 

ووصلت كافة الوفود المشاركة في الجولة الثامنة من المحادثات إلى أستانة، بحسب ما أفاد به رئيس المكتب الصحافي في وزارة خارجية كازاخستان، أنور جايناكوف.

 

وأضاف جايناكوف، في حديث للصحافيين: “بدأ لقاء الخبراء اليوم، وتجرى لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف بشكل مغلق”.

 

كما عُقد لقاء بين وفدي روسيا وتركيا إلى المحادثات، ومن المتوقع عقد اجتماع بين الوفدين الروسي والإيراني، بحسب ما ذكرته وكالة “إنترفاكس” الروسية.

 

وأفادت وكالة أنباء النظام السوري (سانا) بأن “الوفد السوري برئاسة بشار الجعفري عقد اجتماعاً في أستانة، اليوم، مع الوفد الإيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين جابري أنصاري، في إطار اجتماع أستانة 8 حول سورية”.

 

ويشارك في المؤتمر، إلى جانب الدول الضامنة ووفدي النظام والمعارضة، وفود من الأمم المتحدة والأردن والولايات المتحدة الأميركية كمراقبين، فضلاً عن تواجد ممثلين عن الدول الأوروبية وغيرها.

 

وتستمر الجولة الثامنة من المحادثات بحضور وفدي المعارضة والنظام، على مدار اليوم الخميس وغداً الجمعة.

 

ومن المتوقع أن يقتصر اليوم الأول من المحادثات على عقد الاجتماعات الثنائية بين الوفود، وتعقد الجلسة العامة للمؤتمر، ويليها البيان الختامي غداً الجمعة.

 

هجمات متواصلة للنظام و”داعش” شرقي سكة الحجاز…والمعارضة تعزز جبهاتها

وخسرت مليشيات النظام خلال الهجوم أكثر من 20 عنصراً بين قتيل وجريح، بالإضافة لثمانية عناصر بينهم ضابط. وأسر “جيش الأحرار” الذي يقوده القائد العسكري السابق في “الهيئة” أبو صالح طحان، عناصر من قوات النظام، في تلال رملة التي شهدت المواجهات الأعنف بين الطرفين. ودخل “جيش الأحرار” مؤخراً على خط المواجهات في جبهات جبل الحص، كنتيجة للتفاهم الأخير الذي حصل مع “الهيئة”.

 

وكانت قوات النظام قد ثبتت مواقعها، الثلاثاء، في قرى الحويوي ورسم الكبارة والتلال الواقعة إلى الغرب من قريتي الرشادية والربيض وحجارة، بعدما وصلتها تعزيزات عسكرية من حلب. التعزيزات جاءت من “لواء الباقر” و”لواء البعث” و”لواء القدس”، ومن مليشيات محلية من مسكنة ودير حافر في ريف حلب الجنوبي الشرقي، بالإضافة إلى رتل من القوات الروسية الخاصة المزودة بعربات مدرعة ودبابات روسية رصدتها المعارضة أثناء تمركزها في مواقع المليشيات قرب خناصر في “كتيبة عبيدة” والبحوث العلمية.

 

ومن المتوقع أن تُصعّد مليشيات النظام والقوات الروسية من هجماتها البرية في محاور القتال في جبل الحص وتل الضمان في ريف حلب الجنوبي، خلال الأيام القليلة المقبلة، بالتزامن مع تصعيد الحملة الجوية التي تقودها أسراب من الطائرات الروسية مستهدفة المنطقة الواقعة بين خناصر ومطار أبو ضهور شرقي سكة الحجاز.

 

وفي ريف حماة الشمالي الشرقي، نجح تنظيم “الدولة الإٍسلامية”، الأربعاء، في السيطرة على قرية رسم الحمام بعد سلسلة من الهجمات خلال الأسبوع الماضي. لكن التنظيم فشل في مواصلة التقدم إلى المزيد من القرى والمواقع في المنطقة، كما جرت العادة، وخسر أكثر من 10 عناصر في تلال رسم الحمام في المعارك مع “الهيئة” التي استخدمت الأسلحة الثقيلة بكثافة لصد هجمات التنظيم.

 

وفي جبهات ريف ادلب الجنوبي الشرقي، على مقربة من جبهات “داعش” شرقي سكة الحجاز، واصلت مليشيات النظام محاولاتها إحراز مزيد من التقدم في المناطق شرقي وجنوبي بلدة أبو دالي، وكثّفت من قصفها المدفعي والصاروخي على قرية المشيرفة التي تفصلها عن أبو دالي. وتمكنت المليشيات من السيطرة جزئياً على المشيرفة التي تبذل المعارضة المسلحة جهوداً كبيرة للحفاظ عليها، وتعمل جاهدة لاستعادة تلة المقطع الواقعة إلى الشمال منها، على الرغم من تعرضها لنيران كثيفة، جوية ومدفعية.

 

القصف الجوي الذي تعرضت له المناطق المحيطة بسكة الحجاز في أرياف حلب وحماة وادلب، خلال الأيام الثلاثة الماضية، والمجزرة التي وقعت في قرية معر شورين بالقرب من معرة النعمان والتي راح ضحيتها 19 مدني بينهم أطفال ونساء، تسببت في حركة نزوح كبيرة إلى شمال وغرب ادلب. وتؤكد المراصد المحلية في إدلب أن الطائرات الروسية الحربية، والاستطلاعية، تكاد لا تفارق الأجواء. ويسود تخوف لدى الأهالي من تكرار المجازر في المنطقة لإجبار من تبقى على النزوح.

 

انطلاق “أستانة-8”.. تحضيراً لسوتشي؟

انطلقت في العاصمة الكازاخستانية، الخميس، مباحثات “أستانة-8″، بين وفد “قوى الثورة العسكري” ووفد النظام، على أن تتناول ملفي المعتقلين ومناطق “خفض التصعيد”، وستستمر يومين. ويشارك في “أستانة-8” ممثلون عن الدول الضامنة لعملية أستانة؛ روسيا وتركيا وإيران، والأمم المتحدة والولايات المتحدة والأردن بصفة “مراقب”.

 

وأعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية أن كل المشاركين وصلوا إلى أستانة، وأضافت: “بدأ لقاء الخبراء اليوم (الخميس). وتجري لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف بشكل مغلق”. كما أعلنت أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، سينضم الجمعة، إلى “أستانة-8”.

 

وسيمثل الولايات المتحدة الخبير أحمد شاما، الذي يعمل في مكتب شؤون الشرق الأوسط التابع للخارجية الأميركية.

 

ويجرى الوفد الروسي برئاسة المبعوث الرئاسي الخاص إلى سوريا الكسندر ارفينفيف، سلسلة من الاجتماعات واللقاءات الثنائية على هامش “أستانة-8”.

 

ويشارك في “وفد الثورة العسكري” ممثلون عن “حركة تحرير الوطن” و”فيلق الشام” و”حركة نور الدين الزنكي” و”حركة أحرار الشام” و”جيش الإسلام” و”فرقة السلطان مراد”، و”الجبهة الجنوبية”. وعدا عن تغيير رئيسه، فإن “وفد قوى الثورة العسكري” الحاضر في “أستانة-8” هو ذاته الذي شارك في “أستانة-7”.

 

وكانت “أستانة-7” قد رحّلت ملف المعتقلين إلى “أستانة-8″، بسبب رفض وفد النظام و”الضامن” الإيراني مناقشة الموضوع. وبحسب مصادر المعارضة ستبحث “أستانة-8″، أيضاً في تثبيت وقف إطلاق النار، خاصة الغوطة الشرقية، وفي تطبيق منطقة “خفض التصعيد الرابعة” في إدلب.

 

وقال “وفد قوى الثورة السورية العسكري” على قناته في “تلغرام”، إن أهم الملفات التي سيتم نقاشها “تتعلق بالخروقات والمجازر والانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الروس في مناطق خفض التصعيد ومصير مئات الآلاف من المعتقلين والحصار البربري الذي تتعرض له الغوطة”.

 

القناة أكدت “وصول وفد قوى الثورة العسكري إلى أستانة” برئاسة رئيس الحكومة المؤقتة الأسبق أحمد طعمة، و”البدء بجولة اجتماعات تحضيرية داخلية لمناقشة آخر التطورات الميدانية والدولية قبل انعقاد المؤتمر”.

 

وبالتزامن مع انعقاد “أستانة-8″، يزور دي ميستورا موسكو، الحميس، ويلتقي فيها وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو، للتباحث في نتائج “جنيف-8″ و”مؤتمر الحوار الوطني السوري” المقرر عقده في سوتشي العام المقبل.

 

زيارة دي ميستورا إلى موسكو تأتي في ظل تصعيد اللهجة الروسية ضد المبعوث الدولي، إذ دعته إلى “اتزان أكبر في تقويمه سلوك الأطرف السورية، وإلى عمل أكثر نشاطاً مع المعارضة كي تتخلى عن شروطها المسبقة”. وذلك بعد تصريحات دي ميستورا الأخيرة التي حمّل فيها وفد النظام مسؤولية فشل “جنيف-8″.

 

كما شهدت العاصمة السعودية الرياض اجتماعات لـ”الهيئة التفاوضية العليا” للمعارضة، بهدف مراجعة “جنيف-8″، ووضع هيكلية إدارية وتنفيذية للهيئة، وترتيب البيت الداخلي وتوزيع المهام.

 

وتأتي مباحثات “أستانة-8” بعد أيام قليلة من انتهاء “جنيف-8” التي فشلت نتيجة رفض النظام التفاوض المباشر مع المعارضة، وسط تهربه من مناقشة سلال دي ميستورا حول الدستور والانتخابات وإصراره على نقاش “مكافحة الإرهاب”.

 

وزارة الخارجية الكازاخستانية كانت قد أعلنت، الإثنين، أن “الأطراف المشاركة في الاجتماعات تخطط للمصادقة على ميثاق مجموعة عمل متعلقة بالإفراج عن المعتقلين، وتسليم جثث القتلى، والبحث عن المفقودين”. وأشارت إلى أن “الأطراف ستبحث خلال الاجتماع مسائل متعلقة بمناطق خفض التصعيد”، مضيفة أن “الأطراف تنوي المصادقة على بيان مشترك بشأن تطهير المناطق التاريخية المدرجة لدى قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) من الألغام في سوريا”.

 

وزير الخارجية السورية وليد المعلم، كان قال أثناء جلسة لمجلس الشعب، الثلاثاء، إن “مناطق خفض التصعيد محددة بفترة زمنية مقدارها ستة أشهر قابلة للتمديد”، مضيفاً أن “بقاء هذه المناطق في وضعها الراهن غير مقبول في المرحلة المقبلة، لأن الهدف هو تطهير جميع الأراضي السورية من رجس الإرهابيين”.

 

في السياق، أفادت وكالة “إنترفاكس” الروسية، الخميس، أن “المشاركين في الاجتماع سيبحثون موعد عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري، وعلى الأرجح سيحددون موعد عقده في فترة ما بين نهاية يناير ومطلع فبراير عام 2018 كحد أدنى”. وأكدت الوكالة نقلاً عن “مصدر مطلع” أن “أستانة-8” سيتناول موضوع المشاركة في “مؤتمر الحوار الوطني” وتحديد قائمة المشاركين.

 

وقال المصدر إن موسكو سلمت إلى تركيا وإيران قائمتها الخاصة بالمشاركين، مرجحاً ألا توافق تركيا على إشراك ممثلي حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي، مشيراً إلى أن أنقرة قادرة على استخدام “حق النقض” في إطار عملية أستانة. كما أعلن المصدر أن إيران تعارض بدورها مشاركة أكراد من حزب “الاتحاد الديموقراطي” في “مؤتمر الحوار الوطني”.

 

حلب.. الشجرة والعرض العسكري

بين شجرة عيد الميلاد التي وضعت وسط حلب، والعرض العسكري الذي يحضّر له النظام السوري في شوارع المدينة تمهيداً لـ”احتفالات” بمناسبة مرور عام على سيطرة النظام عليها، يظهر معنى الحياة الحقيقية في سوريا الأسد، من دون الحاجة لكثير من الكلمات.

 

وتناقل ناشطون سوريون وصحافيون معارضون، صور شجرة عيد الميلاد التي تروج لها الصفحات الموالية كرمز لـ”انتصار” النظام السوري في المدينة، حيث تحيط بالشجرة الحواجز الإسمنتية التي كانت واحدة من أساليب النظام في قطع الطرق، وخصوصاً في أيام الثورة السورية الأولى، ما حوّلها إلى رمز يجسد معاني القتل والاعتقال بحق المدنيين، فضلاً عن وجود أعلام صينية وروسية وصور لرئيس النظام بشار الأسد مع “قادة سوريا الجدد”، أي حلفاء الأسد من إيران وروسيا وحزب الله.

المظاهر العسكرية المحيطة بشجرة الميلاد، انتقلت إلى أجواء “الاحتفالات” بمرور عام على سيطرة النظام على المدينة، فبموازاة هاشتاغ #عام_على_نصرك_يا_حلب، نشرت صفحات موالية مقطع فيديو لعرض عسكري تعد له قوات موالية للنظام، لم تعرف إن كانت رسمية في صفوف الجيش السوري أو من الميليشيات الموالية له، وهم يتدربون، الثلاثاء، على المسير العسكري مع أغنية فيروز “خبطة قدمكن ع الأرض هدارة”.

 

وكانت قوات الأسد سيطرت في 22 كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، على آخر أحياء مدينة حلب بعد تسوية أفضت إلى إخراج سكان الأحياء الشرقية التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة، بعد عدة أشهر من الحرب الدموية والحصار الخانق، ما يرتقي إلى مستوى جريمة حرب، علماً أن سيطرة قوات الأسد تمت بضغط من الطيران الروسي على مناطق سيطرة المعارضة أعقبه فرض “تسوية” من قبل موسكو.

 

وسعى النظام، عقب إحكام سيطرته على حلب، إلى إقامة فعاليات واحتفالات عدة بمشاركة مواليه من السكان، من عروض الأزياء إلى الحفلات العامة والرحلات السياحية والفعاليات الرياضية، ومنها “ماراثون حلب” وفعالية “أنا أؤمن بحلب” وغيرها، من دون الالتفات لما تعاني منه المدينة من سوء شديد في الأوضاع الخدمية، في وقت مازالت فيه الأحياء الشرقية من المدينة مهجورة ومدمرة.

 

وكانت قوات الأسد نفذت استعراضاً عسكرياً في حلب قبل نحو شهرين في ذكرى “حرب تشرين”، لكن الصفحات الموالية تروج إلى العرض القادم على أنه سيكون “ضخماً” مع دعوات مكثفة للمدنيين بحضوره، وسط توقعات بحضور الأسد بنفسه إلى المدينة للمشاركة في الاحتفالات، بسبب الأهمية الرمزية الكبيرة لحلب في مسار الحرب السورية.

 

الغوطة الشرقية: الروس في ديرالعصافير لـ”دراسة إعادة الأهالي”؟

زار وفد عسكري روسي، برفقة ضباط من قوات النظام، ورئيس “اللجنة المركزية للمصالحات في ريف دمشق” الشيخ يوسف عسكر، الثلاثاء، بلدات دير العصافير وشبعا وحتيتة التركمان والبياض والركابية التابعة للقطاع الجنوبي من غوطة دمشق الشرقية، الواقع تحت سيطرة النظام منذ أيار/مايو 2016. ورافق الوفد مخاتير تلك البلدات، بحسب مراسل “المدن” منتصر أبوزيد.

 

وجاءت هذه الزيارة بعد يوم من اجتماع عُقد في مقر “وزارة المصالحة الوطنية” في دمشق، ضمّ حوالى 40 شخصاً، بينهم ضباط روس، برئاسة وزير “المصالحة الوطنية” علي حيدر. حيدر تحدث عن نية النظام السماح بعودة الأهالي إلى تلك البلدات، بعد “دراسة كيفية إعادتهم” و”تنظيم قوائم بأسماء الراغبين بالعودة”.

 

وسائل إعلام النظام قالت إن الهدف من الزيارة هو “الإطلاع على الواقع الخدمي فيها، وإعادة تأهيل البنى التحتية لإطلاق الحركة الاقتصادية والاجتماعية والتمهيد لعودة الأهالي”.

 

وفي حين يقطن زبدين ودير العصافير، حالياً، بضع عائلات، فإن جميع بلدات القطاع الجنوبي خالية من سكانها. وتمنع مليشيات النظام الأهالي من العودة، إذ تقع تلك البلدات شمال شرقي الطريق بين دمشق ومطارها، وتبعد أقربها عن المطار حوالي 4 كيلومترات. ولطالما خشي النظام من عودة أهالي تلك البلدات، وأصرّ على ابقاءها مناطق عسكرية.

 

بلدات القطاع الجنوبي كانت قد تعرضت للسطو والتعفيش من قبل مليشيات النظام، بعد تهجير سكانها على خلفية معارك العام 2016، وبيعت محتوياتها في “أسواق شعبية” مخصصة كـ”سوق السنّة” في السومرية غربي دمشق.

 

وكان ضباط روس وأعضاء من “مركز المصالحة” الروسي، قد زاروا في شباط/فبراير 2017 بلدة دير العصافير، ووزعوا سللاً غذائية صغيرة على أقل من 10 عائلات، شديدة الولاء للنظام، ممن سُمِحَ لها بالبقاء في البلدة. وتحدث الإعلام الروسي الرسمي حينها عن توزيع مساعدات إنسانية على أهالي الغوطة الشرقية.

 

سوريا: مجلس الأمن يمدد ادخال المساعدات..وروسيا لا تصوّت

اعتمد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، “القرار 2393” المتعلق بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سوريا، بموافقة 12 دولة وامتناع ثلاث عن التصويت. القرار المُقدم من مصر والسويد واليابان، كرر مطالبته لجميع الأطراف، خاصة السلطات السورية، بالامتثال فورا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي. وأشار إلى أن بعض الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبت في سوريا قد تصل إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

 

وتدخل قوافل المساعدات عبر الحدود من تركيا والأردن دون موافقة النظام السوري، وتوفر المواد الغذائية شهرياً لنحو مليون سوري، وفقاً لقرار مجلس الأمن “2165” للعام 2014.

 

وسبق التصويت حملة روسية ضد القرار، باعتباره انتهاكاً لـ”السيادة” السورية. وأبلغ السفير الروسي مجلس الأمن، في تشرين الثاني/نوفمبر، أن المساعدات العابرة للحدود “لا يمكن أن تستمر كما هي حالياً”، مضيفاً أن الشحنات تقع “في أيدي إرهابيين” ويعاد بيعها للسوريين بأثمان مرتفعة في السوق السوداء.

 

ورفض مسؤولو الأمم المتحدة الشكاوى الروسية مؤكدين أن شاحنات المساعدات تفحص بشكل دقيق لضمان أنها تحتوي فقط على مساعدات. كما أن وصولها إلى المخازن في سوريا يتم تأكيده عبر مراقبين على الأرض.

 

وطالبت روسيا بإدخال تغييرات كـ”تعزيز الرقابة” على شحنات المساعدات الإنسانية التي ترسلها الأمم المتحدة إلى المناطق الخاضعة للمعارضة في سوريا، قبل الموافقة على التصويت.

 

وامتنعت روسيا والصين وبوليفيا عن التصويت على القرار الذي يُمدد إيصال المساعدات عبر الحدود وخطوط الجبهة، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا حيث تُحاصر قوات النظام آلاف السكان، حتى 10 كانون الثاني/يناير 2018.

 

السفير السويدي رحب باعتماد القرار وقال إنه يمثل شريان حياة إنساني حيوي، لثلاثة ملايين شخص في سوريا، وأشار إلى تجديد العمل ببنود قرار المجلس “رقم 2165” لمدة 12 شهراً، وقال إن ذلك سينقذ الأرواح ويخفف المعاناة. وأبدى ارتياحه لاتخاذ المجلس “قراراً كبيراً” لم يشهد أي فيتو. وذكر نظيره الفرنسي بأنها “مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى السكان”، واعتبر أن “لا بديل من عملية الأمم المتحدة في جنيف”. وأكد السفير الفرنسي أن التطور الميداني “لم يؤد إلى تراجع الحاجات الإنسانية” متحدثاً عن وضع “كارثي”.

 

واعتبر السفير الفرنسي الغوطة الشرقية بمثابة “حلب جديدة”، وتابع: “النظام السوري يستمر في قصف مواطنيه مستخدماً الجوع كسلاح حرب. هذا يشكل جريمة حرب”.

 

مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة، قال إن “كميات قليلة جداً من المساعدات سمح لها بالدخول” إلى الغوطة الشرقية. وينتظر أكثر من 500 شخص الإجلاء الطبي من بينهم 137 طفلاً، يعاني خمسة منهم من سوء تغذية حاد. وأشار المسؤول إلى أن 16 سورياً قضوا فيما كانوا ينتظرون التصريح لتلقي العلاج خارج الغوطة، من بينهم ثلاثة في الأيام القليلة الأخيرة.

 

ويحصل نحو ثلاثة ملايين شخص في سوريا من أصل 13 مليوناً يحتاجون إلى إغاثة، على مساعدات تقدمها الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية في مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة.

 

وطلب القرار الجديد من الأمين العام إجراء استعراض مستقل، في غضون 6 شهور، للعمليات الإنسانية التي تقوم بها الأمم المتحدة عبر الحدود، وأن يتضمن الاستعراض توصيات بشأن سبل زيادة تعزيز آلية الأمم المتحدة للرصد ويأخذ بعين الاعتبار آراء الأطراف المعنية بما فيها السلطات السورية والبلدان المعنية المجاورة والوكالات الإنسانية.

 

وكرر القرار التأكيد على أن تدهور الأوضاع سيتواصل ويتفاقم ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري. وأشار إلى مطالبته بالتنفيذ الكامل والفوري لـ”القرار 2254″ من أجل تيسير إجراء الانتقال السياسي بقيادة سوريّة في ظل عملية يمتلك زمامها السوريون وفقاً لبيان جنيف.

 

وأوضح مصدر ديبلوماسي أن القرار “يبقي عمل الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية” ويتضمن دعوة جديدة لرفع الحصار عن كل المناطق مع الإشارة إلى الغوطة الشرقية لدمشق والتي تعرضت في تشرين الثاني/نوفمبر، وبداية كانون الأول/ديسمبر، لقصف من النظام خلف عشرات القتلى. وأضاف المصدر أن القرار يشير أيضاً إلى مناطق “خفض التصعيد” التي سعت إليها روسيا بوصفها “مرحلة نحو وقف تام لإطلاق النار”.

 

مقايضة النظام و”الوحدات”: أحياء من حلب الشرقية.. مقابل عفرين؟

خالد الخطيب

بدأت “وحدات حماية الشعب” الكردية، تسليم المنشآت والمرافق الخدمية والمجمعات الصناعية وإدارات الأحياء التي تسيطر عليها في مدينة حلب، للنظام. ورُفعت أعلام النظام فوق عدد من المدارس في حي الشيخ مقصود، وفوق معامل النسيج والتبغ والأقطان والزيوت في عين التل، فيما سمح النظام بدخول عدد من المواد التموينية والمحروقات المخصصة للتدفئة وتشغيل المولدات إلى تلك الأحياء.

 

وأكد مصدر من حي الشيخ مقصود، لـ”المدن”، أنه من المقرر أن تُستَكمَل المراسم الرمزية للتسليم، ورفع أعلام النظام فوق كل الأحياء التي تسيطر عليها “الوحدات” في مدينة حلب؛ بعيدين والشيخ خضر وعين التل وبستان الباشا والهلك الفوقاني والهلك التحتاني والأشرفية والشيخ مقصود والسكن الشبابي والشيخ فارس والحيدرية وبني زيد. وتتقاسم الوحدات السيطرة مع النظام على بعض تلك الأحياء، وتسيطر على بعضها الآخر بشكل كلي.

 

ومن المقرر أن تبدأ الخميس حركة العودة للأهالي إلى منازلهم ومنشآتهم الخاصة في تلك المناطق، بموجب التفاهم الذي توصل إليه الطرفان برعاية روسية، ومن فرع “حزب البعث” في حلب.

 

“وحدات الحماية” كانت قد سيطرت على تلك الأحياء في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2016، بعدما شنّت هجوماً برياً على مواقع المعارضة فيها، بالتزامن مع الحملة العسكرية لمليشيات على أحياء حلب الشرقية. وحظيت حينها “الوحدات” بتغطية نارية مدفعية وصاروخية قدمتها مليشيات النظام والطائرات الروسية التي سهلت دخولها إلى القسم الشمالي من حلب الشرقية. وكانت “الوحدات” مشتركة في غرفة العمليات التي أدارتها روسيا للسيطرة على القسم الشرقي من المدينة.

 

وبقيت الأحياء الثمانية التي تمددت إليها “الوحدات” انطلاقاً من مواقعها السابقة في الشيخ مقصود والأشرفية وبني زيد، تحت سيطرتها خلال العام 2017. وأشرفت “الوحدات” على إدارة تلك الأحياء من خلال 8 مجالس “إدارة ذاتية” تم تشكيلها نهاية العام 2016، و”مجالس الأحياء” والتي تألف كل واحد منها من 14 عضواً، وكذلك عبر مخاتير وشخصيات مقربة من النظام و”الوحدات”.

 

ومنعت “الوحدات” أعداداً كبيرة من السكان الأصليين من العودة إلى منازلهم ومنشآتهم، مبررة ذلك بـ”الدواعي الأمنية”. وكانت تعطي أصحاب البيوت والأملاك إجازات مرور، بما لا يتجاوز 24 ساعة، لتفقد أرزاقهم، بين الحين والآخر.

 

وعجزت مجالس “الإدارة الذاتية” في الأحياء الخاضعة لسيطرة “وحدات الحماية” عن تقديم أي نوع من الخدمات. ولم تولِ “الوحدات” اهتماماً بالكهرباء والمياه والصرف الصحي. وتجاهل النظام والمؤسسات الخدمية التابعة له حاجات الأحياء الخاضعة لسيطرة “الوحدات”، بل وامتنعوا عن تقديم أي خدمة تذكر. وبدت سياسة النظام مقصودة بهدف دفع الأهالي للمطالبة بدخوله وتسلمه إدارة الأحياء المقاتلين الأكراد.

 

دخول مؤسسات النظام الأحياء التي تسيطر عليها “وحدات الحماية” جاء قبل أيام قليلة من الاحتفالية التي سيقيمها فرع “حزب البعث” في ساحة سعدالله الجابري، بمناسبة مرور عام على السيطرة الكاملة للنظام على أحياء حلب الشرقية، والتهجير القسري لآخر دفعة من المعارضة المسلحة منها في 22 كانون الأول/ديسمبر 2016. ويحاول النظام توظيف دخوله مناطق سيطرة “الوحدات”، في هذا التوقيت، إعلامياً.

 

“الوحدات” وافقت على تسليم إدارة الأحياء للنظام، برعاية روسية، وفق شروط تُمكّنها من الاحتفاظ بخصوصية مواقعها ومعسكراتها داخل الأحياء التي تقطنها غالبية كردية كالشيخ مقصود والأشرفية. التفاوض جرى على مدى الأسبوعين الماضيين. وحضر الاجتماعات الدورية ممثلي “الوحدات” و”مجالس إدارة الأحياء الذاتية”، وممثلي محافظة حلب وفرع “حزب البعث”، وبحضور ضباط روس. وتلا اللقاءات زيارة لمحافظ حلب حسين دياب، الخميس، إلى حي الهلك الفوقاني.

 

والتقى دياب، كذلك، بممثلين عن إدارة الأحياء و”وحدات الحماية” الكردية في مدرسة عبدالكريم الصالح، ووعد بتقديم الخدمات البلدية والمياه والكهرباء إلى تلك المناطق. وبدأت فعلياً ورشات الصيانة التابعة لمجلس محافظة حلب، بالدخول، منذ الجمعة، وعملت على إصلاح خطوط شبكات مياه الشرب الرئيسية في حي الهلك والأحياء المجاورة. وقامت لجان تابعة للمحافظة بإجراء جولات تفقدية على الأفران وعدد من المرافق الخدمية في الأحياء الخاضعة لسيطرة “الوحدات” في المدينة.

 

لم تتحدث “الوحدات” ولا النظام عن الاجتماعات التي جرت بينهما خلال الأيام القليلة الماضية في حلب، كذلك بقيت زيارة محافظ حلب لمواقع “الوحدات” في الهلك سرية، ولم يعلن عنها بشكل رسمي. وتحاول “الوحدات” انهاء عملية التسليم بعيداً عن الإعلام، في الوقت الذي تبدو فيه علاقتها مع النظام متوترة على خلفية اتهام بشار الأسد، الأكراد بالخيانة.

 

الناشط الإعلامي شيرو علو، أكد لـ”المدن”، أن “وحدات حماية الشعب” تتصرف وفق مصالحها، وتعتبر كل إدارة ذاتية أن لها الحق في تنفيذ الإجراءات الملائمة بحسب الظروف المكانية المحيطة بها، ولا علاقة للتصعيد الإعلامي مع النظام بتطبيق الاتفاق الذي جرى في الأحياء التي تسيطر عليها “الوحدات”. زيارة محافظ حلب، كانت بحسب علو “الخطوة الأولى في طريق تطبيق التفاهم غير المعلن حتى الآن بسبب الحرج الذي من الممكن أن يسببه للوحدات مثل هكذا قرار”.

 

ولم يستبعد علو أن يمتد تطبيق الاتفاق بين الطرفين إلى عفرين، أي رفع أعلام النظام فيها، وتسلم النظام إدارة المدينة من “الوحدات” في ظل الضغط الذي تتعرض له “الوحدات” في الشمال لتفادي العملية العسكرية المتوقعة التي قد تشنها تركيا في أي وقت. ووفق علو، هناك سيناريوهات أخرى في عفرين، غير تلك الخطوة التي قامت بها “الوحدات” في أحياء حلب، ومن بينها توسيع انتشار القوات الروسية في عفرين والمناطق التي تسيطر عليها “الوحدات” في ريف حلب، وذلك كفيل بمنع أي تدخل تركي في المنطقة.

 

وكانت القوات الروسية قد أرسلت، الإثنين، مزيداً من الجنود والمدرعات إلى قرية الشيخ هلال بالقرب من مدينة تل رفعت التي تسيطر عليها “الوحدات” في ريف حلب الشمالي. وقالت مصادر محلية في تل رفعت، لـ”المدن”، إن القوات الروسية تسعى لإقامة نقطة عسكرية في المنطقة وتأتي في إطار التوسع والانتشار في المناطق التي تسيطر عليها “الوحدات” في ريف حلب.

 

وتكذب “الوحدات” إن بررت تسليمها الأحياء الخاضعة لسيطرتها في حلب الشرقية للنظام، بالحاجة للخدمات، وفي مقدمتها المحروقات مع بداية فصل الشتاء، وذلك كي تبدو في موقع المهتم بمصالح الأهالي. فالعملية تبدو أشبه بالمقايضة؛ حصلت من خلالها “الوحدات” على ضمانة روسية لحماية مواقعها في عفرين، من أي عملية عسكرية تركية. مقايضة تلبي رغبة النظام في الظهور بالمسيطر الفعلي على كامل الأحياء الشرقية في حلب، والاحتفال بمضي عام كامل على سيطرته عليها، وإخراج المعارضة منها.

 

إلا أن الأحياء التي سلمتها “الوحدات” للنظام ليست وحدها من عانت الافتقار لأدنى مقومات الحياة. أحياء حلب الشرقية الـ60، تعيش منذ سيطرة النظام عليها في وضع خدمي مزري، وتهيمن عليها المليشيات المسلحة التي تتحكم في تفاصيل الحياة اليومية للأهالي. وعود النظام بتخديم الأحياء التي تنازلت عنها “الوحدات” ليست أكثر من مزحة سمجة أخرى، لن تجد من يصدقها.

 

انطلاق الجولة الثامنة للمحادثات السورية في أستانا

انطلقت في مدينة أستانا عاصمة كزاخستان الخميس محادثات السلام السورية بلقاءات فنية ثنائية بين الوفود المشاركة في المؤتمر تستمر طوال اليوم.

 

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الأجندة الأساسية للجولة الثامنة تتضمن أربعة مواضيع، هي المعتقلين وإزالة الألغام وتعزيز مناطق خفض التوتر، بالإضافة إلى مؤتمر سوتشي المقرر عقده برعاية روسية للحوار السوري بداية العام المقبل.

 

وبدأت وفود الدول الضامنة المشاركة في المؤتمر، وهي تركيا وإيران وروسيا اجتماعات فنية في فندق ريتز كارلتون بأستانا، حيث جمع لقاء بين الوفدين التركي والروسي، على أن يعقد لقاء تركي روسي مماثل بعد الظهر.

 

وأفاد مراسل قناة الجزيرة في العاصمة الكزاخية بأن وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري بدأ اجتماعا مغلقا مع الوفد الإيراني برئاسة حسين جابري.

 

وأضاف المراسل أن بقية الوفود المشاركة ستعقد اجتماعات ثنائية مماثلة لمناقشة ملفات اتفاق خفض التصعيد والمعتقلين السوريين وفك الحصار عن مناطق سورية وإدخال المساعدات الإنسانية إليها.

 

من جانبها، ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن المعلومات المتوفرة لديها تشير إلى أن الوفد الروسي التقى مع وفد النظام السوري وسيلتقي لاحقا بالوفد الإيراني، في حين يتوقع أن تجري المعارضة لقاءات في مقر إقامتها مع وفود الدول المتواجدة بالمؤتمر.

 

ويترأس وفد المعارضة رئيس الحكومة المؤقتة السابق أحمد طعمة، ويضم الوفد ممثلين من مختلف الفصائل المعارضة الفاعلة على الساحة السورية.

 

وتشارك في المؤتمر إلى جانب الدول الضامنة ووفدي النظام والمعارضة وفود من الأمم المتحدة والأردن والولايات المتحدة بصفة مراقبين، فضلا عن وجود ممثلين عن الدول الأوروبية وغيرها.

 

ويستمر المؤتمر ليومين، على أن يختتم غدا الجمعة بجلسة ختامية رئيسية رسمية بمشاركة الوفود جميعها.

 

ونقلت وكالة إنترفاكس عن مصدر دبلوماسي في محادثات أستانا أن روسيا وتركيا وإيران تتوافق حاليا على عقد مؤتمر سوتشي للحوار السوري في نهاية يناير/كانون الثاني المقبل مبدئيا.

 

وقال المصدر إن المباحثات لا تزال مستمرة بشأن موعد وأسماء المدعوين، وإن الدول الثلاث تنتظر موافقة إيران على الموعد.

 

ومن المقرر أن يصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستفان دي ميستورا غدا الجمعة إلى أستانا للمشاركة في محادثات، بحسب وكالة الإعلام الروسية الرسمية.

 

وسيتوجه دي ميستورا إلى أستانا بعد إجراء محادثات في موسكو اليوم الخميس مع وزير الخارجية سيرغي لافروف.

 

وتستضيف كزاخستان مفاوضات تهدف إلى إنهاء الأزمة السورية، وركزت المباحثات في الشهور القليلة الماضية على إقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

اجتماعات أستانة حول سورية تبدأ وترجيح توسيع نطاق الهدن

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 21 ديسمبر 2017

روما- برئاسة رئيس الحكومة الانتقالية السابق، التابعة للمعارضة، يبدأ اليوم (الخميس) وفد المعارضة السورية مشاورات الجولة الثامنة من اجتماعات أستانة التي تُقام برعاية روسية – تركية – إيرانية، وتضم في الجانب الآخر وفد يُمثّل النظام السوري، ومن المُرجّح أن يصدر عن هذه الجولة موافقة على توسيع الهدن التي بدأت نهاية العام الماضي في عدة مناطق سورية.

 

وتشارك في هذا الاجتماعات فصائل عسكرية معارضة وسياسيون بعضهم من الائتلاف المعارض، ويخشى كثيرون أن يُحوّله الروس إلى بديل عن مؤتمرات جنيف، وأن تحل تفاهماته من بيان جنيف 1 المتفق عليه عام 2012، والقرارات الدولية اللاحقة المستندة إليه.

 

ووفق مصادر متابعة لاجتماعات أستانة، فإن الروس سيطرحون خلال هذه الجولة خطة لتوسيع الهدن حول دمشق لتشمل الريف الجنوبي والغربي، كما تشمل أطراف محافظة القنيطرة جنوب غرب العاصمة دمشق.

 

كذلك، وكالجولات السابقة لأستانة، لن يتم بحث قضايا الانتقال السياسي، بل سيُطرح فقط موضوع إمكانية تعديل الدستور السوري “عبر المؤسسات والوسائل التقليدية”، وفق المصادر أيضاً.

 

ورغم أن الهدن واتفاقيات وقف التصعيد التي أقرتها اجتماعات أستانة الماضية، إلا أن هذه الجولة من المفاوضات تأتي وسط انهيار للهدن في بعض المناطق كريف دمشق الشرقي وريف حماة الشمالي، حيث تقوم قوات النظام السوري بقصفها دو توقف منذ أكثر من شهر.

 

ويتعرض المشاركون في أستانة لانتقادات شديدة من جهات بالمعارضة السورية، مستقلين وتنظيمات، لكن الكتائب العسكرية المسلحة حسمت موقفها وقررت المضي في جولات أستانة على الرغم من خلوها من أسس الحل السياسي، واستنادها إلى هدن أكّد الروس على أنها مؤقتة.

 

الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية تجتمع بالرياض

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 20 ديسمبر 2017

روما- بدأت الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية اجتماعاتها اليوم الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض، بهدف بحث الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف، ووضع هيكلية إدارية وتنفيذية لها.

 

وقال نائب رئيس الهيئة التفاوضية، خالد المحاميد إن “الهدف من الاجتماعات هو مناقشة كافة القضايا التفاوضية التي تم طرحها في الجولة الأخيرة”، معلنا “إن الهيئة ستعمل خلال هذا الاجتماع على ترتيب البيت الداخلي وتوزيع المهام من خلال وضع هيكلية إدارية تصب في مصلحة الإستراتيجية السياسية التفاوضية الخاصة بها”.

 

ونقلت الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني المعارض عن المحاميد، الإشارة إلى أن “الجولة الأخيرة كانت ستخرج بنتائج إيجابية لولا رفض الطرف الآخر الدخول في مفاوضات مباشرة والمشاركة بجدية للوصول إلى الحل السياسي الذي ينهي معاناة الشعب السوري”. كما “أكد أن تطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها بيان جنيف والقراران 2118 و2254 لتحقيق الانتقال السياسي الكامل والجذري هو الحل الأنجح لإعادة الاستقرار والأمان لسورية”.

 

إيطاليا تجدد دعمها لعملية جنيف وتأسف لرفض وفد النظام السوري الاستمرار في المفاوضات

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 20 ديسمبر 2017

روما- أعرب وزير الخارجية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو عن “التقدير للجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا”، في ضوء الجولة الثامنة من محادثات  جنيف.  وقال “ومن ناحية أخرى، ومع الاعتراف بالالتزام والنهج البراغماتي والبناء الذي أظهرته المعارضة، من المؤسف رفض وفد دمشق المستمر الدخول في مفاوضات، باستخدام ذرائع وشروط مسبقة”.

 

وشدد رئيس الدبلوماسية الايطالية على أن  “التسوية السياسية السورية  لا تتم إلا من خلال عملية جنيف، تحت رعاية الأمم المتحدة وتماشيا  مع قرار مجلس الأمن 2254”.  وجدد ألفانو، حسبما أفادت مذكرة صدرت عن وزارة الخارجية مساء الاربعاء،   “دعم إيطاليا لمقاربة الأمم المتحدة، التي عرضها المبعوث دي ميستورا في جلسة يوم أمس أمام مجلس الأمن”. وقال “لذا نحث الأطراف السورية، وخصوصا داعميهم، الانخراط بحسن نية بغية إستئناف محادثات جنيف”.

 

وأعرب ألفانو عن “الامل بأن ترتكز، بشكل واضح،  أية مبادرات دولية أخرى للعملية السياسية في سورية على عملية جنيف وعدم وضعها كبديل لها، وإلا فإن هناك خطر إطالة أمد أزمة وعدم استقرار البلاد”.

 

مسؤولون: جماعات كردية سورية تعتزم المشاركة بمحادثات سوتشي الروسية

بيروت (رويترز) – قال مسؤولون أكراد إن الجماعات السورية التي يقودها أكراد تعتزم حضور محادثات السلام التي اقترحت روسيا إجراءها في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود.

 

وكان من المقرر في بادئ الأمر عقد مؤتمر السلام السوري في 18 نوفمبر تشرين الثاني لكن جرى تأجيله. وقال الكرملين يوم الخميس إنه لم يجر تحديد موعد جديد.

 

وقال سيهانوك ديبو المسؤول في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري لأحد المواقع الإلكترونية الكردية يوم الأربعاء إنه إذا جرى تجديد الدعوة ”سنحضر سوتشي وكل اجتماع آخر يخص الأزمة السورية كممثلين عن إرادة شعوب روج آفا وشمال سوريا“.

 

وقال بدران جيا كورد المستشار بالإدارة التي تدير مناطق الحكم الذاتي والتي يقودها الأكراد بشمال سوريا لرويترز يوم الخميس ”لا تزال الدعوة موجهة لنا“. وأضاف أن الأكراد ”سيحضرون“ إذا استمر إطار عمل المؤتمر قائما.

 

وستكون هذه أول مرة تشارك فيها الجماعات الكردية الرئيسية في سوريا بمحادثات السلام. ورغم أن الأكراد يديرون حاليا ربع مساحة سوريا على فلا يزال يتم استبعادهم من أي محادثات دولية تماشيا مع رغبات تركيا.

 

وقبل تأجيل محادثات سوتشي قال حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في نوفمبر تشرين الثاني إنه تلقى دعوة وإنه يفضل الحضور.

 

ومنذ اندلاع الصراع عام 2011 كسبت وحدات حماية الشعب وحلفاؤها مساحات من الأراضي في الشمال ضمتها لمناطق الحكم الذاتي. وتمثل تلك الوحدات رأس الحربة في قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف يضم مقاتلين أكرادا وعربا يحارب تنظيم الدولة الإسلامية بدعم من واشنطن.

 

وامتد نطاق سيطرة الأكراد منذ تحالفهم مع الولايات المتحدة رغم أن واشنطن تعارض خططهم للحكم الذاتي.

 

وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا داخل تركيا منذ عقود.

 

وقال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الشهر الماضي إن روسيا أبلغت أنقرة بأن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لن تتم دعوته لمحادثات السلام.

 

وتعادي الجماعات الكردية حكومتي الرئيس السوري بشار الأسد وتركيا. وهذا الأسبوع وصف الأسد الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة بأنها خائنة.

 

وخلال مقابلة له يوم الأربعاء مع قناة العالم الإيرانية الناطقة باللغة العربية شبه فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري القوات التي يقودها أكراد بتنظيم الدولة الإسلامية. وقال ”هناك داعش آخر قد يسمى (قسد) وهو اختصار لقوات سوريا الديمقراطية“.

 

وقال ديبو خلال مقابلة يوم الأربعاء ”أي هجوم من النظام سيكون مغامرة فاشلة“.

 

إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي

 

مبعوث الأمم المتحدة يقول سيحضر محادثات السلام السورية في آستانة يوم الجمعة

موسكو (رويترز) – قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا يوم الخميس إنه سيحضر محادثات السلام السورية في آستانة عاصمة قازاخستان يوم الجمعة.

مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا في جنيف في صورة بتاريخ 13 ديسمبر كانون الأول 2017. صورة لرويترز من ممثل لوكالات الأنباء.

 

وقال دي ميستورا في موسكو في مستهل محادثات بشأن سوريا مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الدفاع سيرجي شويجو ”أعتزم الذهاب إلى آستانة بعد هذا الاجتماع“.

 

إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى