أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 21 نيسان 2016

 

صفقة تبادل بين أربع قرى سورية محاصرة

لندن، موسكو، باريس، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

اتهمت موسكو أمس «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة بـ «الابتزاز» بعد قرارها تعليق المشاركة في مفاوضات جنيف، ودعت المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى الاستمرار في المفاوضات وسط قلق من تعليقها حوالى سنة ما لم تستمر حالياً، في وقت سعى الوفد الحكومي السوري إلى تعويم اقتراح تشكيل «حكومة موسعة» تحت سقف الرئيس بشار الأسد. وجرت أمس برعاية الأمم المتحدة صفقة تبادل 500 من المحاصرين وأسرهم في ريفي دمشق وإدلب. وتراجع احتياط سورية من القطع الأجنبي إلى نحو 700 مليون دولار أميركي بعدما كان حوالى 20 بليوناً قبل بدء الحرب الأهلية.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أن الأساليب التي تستخدمها «الهيئة العليا للمفاوضات» أظهرت أنها غير قادرة على التوصل إلى اتفاق وأنها لا يمكن أن تكون الممثل الوحيد للمعارضة في جنيف. وأضافت: «منتدى جنيف يجب أن يكون ورشة عمل للاتفاق على الخطوط العريضة لمستقبل الدولة العلمانية في سورية وتحديد سبل التوصل إلى ذلك، وليس سوقاً شرقية تضم عناصر من الابتزاز الفج في ما يتعلق بالمجتمع الدولي. ويبدو أنها (الهيئة) تحاول بإصدارها إنذارات، إخفاء حقيقة أن ليست لديها مقترحات ملموسة وواقعية».

جاءت تصريحات روسيا بعدما حذر ديبلوماسي غربي من أن مفاوضات السلام الهشة قد لا تستأنف قبل عام على الأقل (بعد انتخاب رئيس أميركي جديد) إذا تم التخلي عنها الآن وبعدما دعت المعارضة إلى تقديم مزيد من الدعم العسكري لعناصرها بعد إعلان انتهاء الهدنة. وحضت الخارجية الروسية دي ميستورا على المضي قدماً في المفاوضات على رغم انسحاب «الهيئة» من جنيف.

وقال رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري بعد لقائه السفير رمزي عزالدين رمزي نائب المبعوث الدولي، إن حكومة الوحدة الموسعة التي تطالب دمشق بتشكيلها في المرحلة الانتقالية، ستضم ممثلين عن المعارضة «الوطنية النابذة للإرهاب» وممثلين من الحكومة الحالية ومستقلين.

وبدأت الأمم المتحدة أمس تنفيذ خطة لإجلاء 500 شخص من الزبداني ومضايا اللتين تحاصرهما قوات النظام وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب قرب حدود تركيا. وغادرت حافلة أولى تقل 15 من مقاتلي المعارضة أحدهم مصاب وعشرة مسنين، عصراً مدينة الزبداني التي يسيطر عليها المعارضون في غرب دمشق، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وقال إن 25 عنصراً من «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام قتلوا أو أسروا من المقاتلين الأكراد في القامشلي شمال شرقي سورية.

من جهة أخرى، رد الروسي فلاديمير بوتين على تحذيرات نظيره الأميركي باراك أوباما قائلاً: «الدعم الذي قدمته روسيا للحكومة الشرعية في سورية ساهم في منع تفسخ الدولة وإنقاذ مؤسساتها وتجنب قتل جماعي للمدنيين».

وأعلن البنك الدولي الأربعاء انهيار احتياط المصرف المركزي السوري من العملات الأجنبية بحيث تراجع من 20 بليون دولار أميركي قبل النزاع إلى 700 مليون دولار. ولاحظ أن «انهيار الصادرات والاحتياط أديا إلى تراجع قيمة العملة الوطنية».

وفي العام 2010، كان سعر صرف العملة السورية 47 ليرة للدولار الواحد، في حين بات اليوم 462 ليرة للدولار بحسب التداول الرسمي. أما في السوق السوداء، فيراوح بين 500 و510 ليرات.

ونقل البنك الدولي عن «المركز السوري لأبحاث السياسات»، أن كلفة الدمار في البنى التحتية بلغت 75 بليون دولار.

 

انهيار احتياطي سورية من العملات الأجنبية نتيجة النزاع

بيروت – أ ف ب

أعلن البنك الدولي اليوم (الأربعاء) انهيار احتياطي المصرف المركزي السوري من العملات الأجنبية، متراجعاً من 20 بليون دولار (17 بليون يورو) قبل النزاع إلى 700 مليون دولار (616 مليون يورو).

وقال البنك الدولي في تقريره الذي حمل عنوان «مينا ايكونوميك مونيتور» أن «انهيار الصادرات والاحتياطي أدى إلى تراجع قيمة العملة الوطنية».

وفي العام 2010، كان سعر صرف الليرة السورية 47 ليرة للدولار الواحد، في حين بات اليوم 462 ليرة للدولار وفق التداول الرسمي. أما في السوق السوداء فيراوح بين 500 و510 ليرات.

وأوضح البنك الدولي أن إجمالي الناتج الداخلي في سورية تراجع بنسبة 19 في المئة في العام 2015، ويفترض أن يشهد تراجعاً جديداً بنسبة 8 في المئة في 2016.

في المقابل، ارتفع العجز في الموازنة في شكل كبير من 12 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي خلال الفترة بين 2011 و2014 إلى 20 في المئة في 2015، ويفترض أن يصل إلى 18 في المئة في 2016.

وتعاني سورية خصوصاً تراجعاً للعائدات النفطية من 4.7 بليون دولار في العام 2011 (4.1 بليون يورو) إلى 0.14 بليون دولار (0.12 بليون يورو) في 2015. وبات تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) يسيطر على غالبية آبار النفط في البلاد.

وتقدر الأمم المتحدة أنه لا بد من استثمار 158 بليون يورو لإعادة إجمالي الناتج الداخلي إلى مستواه قبل النزاع.

ونقل البنك الدولي عن المركز السوري لأبحاث السياسات أن كلفة الدمار في البنى التحتية بلغت 75 بليون دولار (66 بليون يورو).

 

ستولتنبرغ: وقف إطلاق النار لا يزال أفضل سبل حل الأزمة السورية

أنقرة – رويترز، أ ف ب

قال الأمين العام لـ «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) ينس ستولتنبرغ اليوم (الخميس)، إن وقف إطلاق النار لا يزال أفضل سبيل لحل الأزمة السورية وإنه تم البدء في تدريب ضباط عراقيين لزيادة القدرة على مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وإن حلفه يدعم الحكومة الجديدة في ليبيا.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في أنقرة إن عدد المهاجرين واللاجئين الذين ينطلقون من تركيا ويعبرون بحر إيجه للوصول إلى أوروبا قل بشكل ملموس وإن الجهد الجماعي يحقق نتائج في أزمة المهاجرين.

وأضاف أن روسيا تبقي على «وجود عسكري كبير» في سورية على رغم الإعلان عن «انسحاب جزئي» لقواتها.

وقال ستولتنبرغ: «على رغم الإعلان عن انسحاب جزئي، نرى أن روسيا تبقي على وجود عسكري كبير لدعم نظام الأسد في سورية»، مضيفاً أن وقف اطلاق النار «ورغم الصعوبات» يبقى «الأساس الأفضل لحل سلمي متفاوض عليه» للنزاع في هذا البلد.

 

«داعش» يتقدم في دير الزور … وتوتر بين النظام والأكراد في القامشلي

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

ارتفع إلى 62 مدنياً عدد القتلى الذي سقطوا بغارات الطيران السوري في مناطق عدة أول من أمس، في أعلى حصيلة منذ إعلان الهدنة، في وقت اندلعت أمس مواجهات بين القوات النظامية والأكراد شرق سورية، إضافة إلى سيطرة «داعش» على أحد أحياء دير الزور شرق البلاد.

وسيطر «داعش» مساء الثلاثاء على أحد أحياء مدينة دير الزور في شرق سورية وأصبح على مقربة من مطار المدينة العسكري الذي تسيطر عليه قوات النظام، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أضاف أن التنظيم المتطرف تمكن «من السيطرة على كامل حي الصناعة في مدينة دير الزور عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها».

وتدور اشتباكات حالياً يرافقها قصف من طائرات حربية عند «أطراف حي الطحطوح الذي يفصل بين حيي الصناعة وهرابش القريب من مطار دير الزور العسكري».

ويسيطر التنظيم منذ العام 2013 على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور وحقول النفط الرئيسية فيها والتي تعد الأكثر إنتاجا في سورية. ويسعى منذ أكثر من عام للسيطرة على كامل المحافظة حيث لا يزال المطار العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور تحت سيطرة قوات النظام.

وإثر تقدم حققه في كانون الثاني (يناير) الماضي، بات التنظيم المتطرف يسيطر على 60 في المئة من مدينة دير الزور، وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات متقطعة بين الجهاديين وقوات النظام السوري.

ويشدد التنظيم منذ مطلع العام 2015 حصاره على الأحياء التي لا تزال بأيدي قوات النظام في وسط المدينة وغربها وجنوب غربيها حيث يعيش نحو 200 ألف شخص في ظروف إنسانية صعبة، ويتم إدخال مساعدات ومواد غذائية إليهم عن طريق المهربين أو جواً بواسطة المروحيات التابعة لقوات النظام أو لروسيا.

ونجحت الأمم المتحدة للمرة الأولى الشهر الحالي بإلقاء مساعدات غذائية من الجو على الأحياء المحاصرة في المدينة.

في مدينة حلب في شمال سورية، قتل سبعة مدنيين، وفق «المرصد»، مساء الثلثاء في قصف لطائرات حربية يرجح أنها سورية، استهدف حي صلاح الدين الذي يربط الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بالأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام.

وفي الحسكة قرب دير الزور، قال مسؤول من «وحدات حماية الشعب» الكردية لـ «رويترز»، إن اثنين من أفراد قوة الأمن الكردية السورية المعروفة باسم أسايش، قتلا بعد أن استهدفتهما القوات الحكومية السورية في بلدة القامشلي. وذكر أن القوات السورية استهدفت دورية لقوات «أسايش» الكردية في القامشلي وقتلت اثنين من أفرادها. وقال «المرصد السوري» إن اثنين من أفراد أسايش قتلا وأصيب ثلاثة آخرون.

واندلع القتال بعد أن أوقفت قوات أمنية كردية سيارة فيها ضابط من قوات الدفاع الوطني السورية في وقت ما خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة. وقال «المرصد» إن الوضع في القامشلي متأزم وإن المتاجر أغلقت أبوابها.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجيش النظامي السوري.

الى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، إن من المُرَجح أن تكون القوات الحكومية السورية هي التي شنت ضربات جوية أسفرت عن مقتل عشرات في سوق مُزدحمة في منطقة يُسيطر عليها معارضون في شمال غرب البلاد. وأضاف: «نما إلى علمنا أن من المرجح جداً أن تكون قوات النظام (هي من فعل ذلك).. لكن المعلومات ما زالت ترد».

وأضاف كيربي: «ما زلنا نعتقد أن وقف القتال ما زال قائماً.. وأنه متماسك إلى حد بعيد.. لكن من المهم الإبقاء عليه». وتابع: «بالتأكيد لن أحاول أن أُثنيكم عن الاعتقاد بأن مزيداً من الانتهاكات حدثت في الأسبوع الأخير أو نحو ذلك… ولكنها أقل بكثير من المستوى قبل شهرين قبل تطبيق اتفاق وقف العمليات القتالية».

في باريس، قال ناطق وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء، إن فرنسا ترى أن الغارات الجوية على محافظة إدلب تظهر اندفاع الحكومة السورية «الطائش» نحو العنف وأنها لا تعتزم السعي من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع. وأضاف رومان نادال في إفادة إلكترونية يومية: «فرنسا قلقة من زيادة انتهاكات وقف إطلاق النار وهجمات النظام على المدنيين في سورية. يوضح القصف في معرة النعمان… من جديد الاندفاع الطائش الخطير للنظام ورفضه أي حل سياسي».

وقال «المرصد» أمس، إنه «تمكن من توثيق استشهاد 62 مواطناً مدنياً بينهم 10 أطفال ومواطنات قضوا جراء عدة مجازر نفذتها الطائرات الحربية في عدة محافظات سورية، خلال الـ24 ساعة الفائتة، والتي تعد أعلى حصيلة يومية لضحايا القصف الجوي، منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية في الـ27 من شهر شباط (فبراير) الماضي». وتابع أنه «وثق 62 شهيداً مدنياً من ضمنهم 5 أطفال دون سن الـ18، و5 مواطنات فوق سن الثامنة عشرة قضوا في هذه الغارات والضربات الجوية، وتوزع الشهداء على الشكل التالي: في محافظة إدلب وثق المرصد استشهاد 39 مواطناً بينهم طفلان اثنان و 4 مواطنات جراء مجزرة نفذتها الطائرات الحربية في مدينة معرة النعمان، و7 مواطنين بينهم طفل استشهدوا جراء استهداف الطائرات الحربية لمناطق في بلدة كفرنبل وتنفيذها مجزرة فيها»، فيما «وثق استشهاد 7 مواطنين في قصف جوي استهدف مناطق سيطرة الفصائل في حي صلاح الدين بمدينة حلب، كذلك استشهد 3 مواطنين في غارات استهدفت مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» بريف حلب الشمالي الشرقي، بالإضافة لرجل ومواطنة استشهدا جراء قصف للطائرات الحربية على أماكن في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، وشقيقان اثنان استشهدا جراء ضربات جوية على مناطق في قرية المصيطبة بريف حماة، وطفل وطفلة استشهدا جراء قصف الطيران الحربي لمناطق في قرية الحسينية بريف دير الزور الغربي».

الى ذلك، قال «المرصد» إنه وثق «تنفيذ طائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية، 53017 غارة على الأقل، خلال 18 شهراً واستهدفت البراميل المتفجرة والغارات، مئات المزارع والتجمعات والبلدات والقرى والمدن السورية، في معظم المحافظات السورية»، لافتا إلى مقتل «عشرة آلاف مدني سوري بينهم ما يزيد عن 3600 طفل ومواطنة» بغارات روسية وسورية.

 

سلمان وأوباما ملتزمان دعم انتقال سياسي من دون الأسد

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، “واس”)

في زيارته الرابعة للسعودية منذ توليه منصبه عام 2009، حرص الرئيس الأميركي باراك أوباما على الاستماع إلى الهواجس الخليجية حيال الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب يطرحها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتبادلا وجهات النظر في ما يتعلق بأزمتي سوريا واليمن، عشية القمة المشتركة مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي التي ستكون مناسبة لترطيب العلاقات الخليجية – الأميركية خصوصاً، والسعودية – الأميركية بشكل خاص، بعد تباين المواقف في ملفات عدة أبرزها سوريا.

واعلن البيت الابيض في بيان ان أوباما والملك سلمان بحثا في اجتماع دام ساعتين في العلاقات بين البلدين وتطرقا إلى الصراعات في أنحاء الشرق الأوسط ومخاوف الولايات المتحدة في شأن حقوق الإنسان في المملكة.

وقال: “أكد الزعيمان مجدداً على الصداقة التاريخية والشركة الاستراتيجية العميقة بين الولايات المتحدة والسعودية”، مشيرا إلى أنهما ناقشا قضايا بينها اليمن وسوريا والعراق ولبنان. وأوضح ان أوباما والملك سلمان بحثا في الحاجة الى تعزيز وقف القتال في سوريا والتزام دعم عملية انتقال سياسي بمعزل عن الرئيس السوري بشار الأسد.

وسط عبق البخور، رافق الملك سلمان ضيفه في قاعة فخمة بقصر عرقة الملكي في الرياض. وعرضت قنوات التلفزيون مشاهد لهما وهما يسيران ويتبادلان أطراف الحديث.

وقال أوباما لمضيفه إن “الشعب الأميركي يبعث بتحياته ويشكر كرم الضيافة، ليس فقط في هذا الاجتماع وإنما كذلك في القمة الخليجية – الأميركية غداً (اليوم)”، وهي الثانية بعد أولى انعقدت في منتجع كمب ديفيد الأميركي العام الماضي وغاب عنها الملك سلمان. ورد العاهل السعودي بأن “الشعور متبادل بيننا وبين الشعب الأميركي”.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية ان الزعيمين ناقشا العلاقات الثنائية و”تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية تجاهها، ومنها مكافحة الإرهاب”، في حضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين آخرين.

واستبق الأمير محمد بن سلمان الزيارة بالتشديد على أن على الولايات المتحدة وبلدان الخليج العمل معاً لمكافحة الإرهاب والتدخل الإيراني في الشؤون الإقليمية.

 

الحوار السوري يحتاج إلى معجزة لإنقاذه وتحذيرات من تصاعد الحرب بعد تكديس الأسلحة

جنيف – موسى عاصي

بات مصير جولة الحوار السوري السوري الفشل المؤكد، إلا في حال حصول معجزة على الخط الروسي – الاميركي يقنع الجميع بالبقاء الى الطاولة ولو لتقطيع الوقت ريثما تنضج حلول للمعضلات الكبرى، وفي مقدمها مصير الرئيس السوري بشار الاسد والمرحلة الانتقالية. وحذرت الاوساط الديبلوماسية في جنيف، التي توقعت لـ”النهار” نهاية هذه الجولة غداً، من أن توقف المفاوضات هذه المرة يعني أن الاطراف السوريين لن يعودوا قريباً الى جنيف.

والتداعيات المباشرة، بحسب الاوساط المتابعة عن كثب لهذا الحوار، هو استعار الميدان السوري “خصوصا أن كلا الطرفين استخدم الهدنة لتكديس مزيد من الذخائر والاسلحة”. وأفادت اوساط مشاركة في لقاءات مجموعة العمل الدولية أن الجانب الروسي كشف خلال الاجتماع الذي حصل الثلثاء الماضي، أن عدداً كبيراً من أطنان الاسلحة دخل سوريا.

وأبلغ مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له “النهار” أن هذه الاسلحة نقلت الى اللاذقية وادلب وحلب.

وفي مؤتمر صحافي عالي اللهجة وصف فيه رئيس الوفد السوري الحكومي السفير بشار الجعفري أعضاء وفد المعارضة بأنهم “الارهابيون ومرتزقة”، قال: “من يغادر جنيف يؤكد بما لا يدع أي مجال للشك على أنه غير ناضج سياسياً وأنه لم يفهم بعد الغرض من مجيئنا إلى جنيف”.

وتحدث الجعفري عن ثلاثية حكومية للحل السياسي في سوريا تقوم على “تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة ثم دستور جديد وانتخابات نيابية ” من دون ذكر الانتخابات الرئاسية التي أشار إليها بيان فيينا خلال 18 شهراً.

واوضح ان هذه الحكومة ستضم أفراداً من الحكومة الحالية ومن “المعارضين الذين ينبذون الارهاب والذين لا يتبعون للخارج ومن مستقلين وتكنوقراط”.

وفي المقابل، بلغ التصعيد في موقف المعارضة الذروة في جنيف، إذ حمل الناطق باسم الوفد المعارض منذر ماخوس الوفد الحكومي مسؤولية الفشل بسبب “عدم ايصال المساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين”، في حين دعا أنس العبدة رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” من اسطنبول “الدول الصديقة الاقليمية والدولية الى دعم مسلح للفصائل السورية المعارضة وبشكل فوري كي لا يختل التوازن الميداني”.

وصرّح قائد مجموعة مسلحة منضوية تحت لواء “الجيش السوري الحر” العقيد فارس البيوش لـ”رويترز” :”وضعنا على الجبهات مقبول حاليا ولكن ننتظر زيادة الدعم مثلما الدول… حتى نجبره (النظام) على الحل السياسي”. ورأى أنه لا عودة “قريبة” للمفاوضات.

وجاء التحذير الاخطر من ديبلوماسي غربي نقلت عنه “رويترز” سيناريو لا تزال القوى الدولية تأمل في تفاديه. وقال “إذا انتهت هذه المفاوضات الآن… فستتوقف سنة على الأقل… الروس سيهجمون بضراوة استغلالا لغياب الولايات المتحدة. سيزيد اللاجئون بواقع ثلاثة ملايين وسيقتل آلاف آخرون”. وأضاف: “إذا رحلنا جميعا عن جنيف… فلا أرى أن هذه العملية ستستمر”.

 

موسكو

وسرى مفعول التصعيد أيضاً على الجانب الروسي الذي اتهم المعارضة السورية بـ”الابتزاز”. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الأساليب التي تستخدمها الهيئة العليا للمفاوضات تظهر “أنها غير قادرة على التوصل إلى اتفاق وأنها لا يمكن أن تكون الممثل الوحيد للمعارضة في المحادثات”.

 

واشنطن

أما الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي (الوكالات) فرفض تعليقات الجعفري الذي اعتبر أن قرار المعارضة تعليق التفاوض سيساعد على حل الصراع.

وقال: “لا نعتقد أن الطريق الصحيح هو إبعاد المعارضة من هذه المحادثات. في الحقيقة العكس صحيح تماماً”. ودعا وفد الحكومة السورية لتفسير ما يعنيه بتأليف حكومة وحدة وطنية موسعة في سوريا.

وقالت فرنسا إن الحكومة السورية تدفع “بتهور” نحو العنف وتظهر رفضها لأي تفاوض على حل سياسي.

 

تدفق جديد للاجئين

وأبدت الأمم المتحدة قلقاً عميقاً على مصير السوريين الذين يفرون من القتال قرب مدينة حلب في شمال البلاد.

وقالت إن أكثر من 40 ألف شخص يعيشون في مخيمات ومناطق سكنية ومعسكرات بعدما شردهم القتال في الأيام الاخيرة وإن أكثرهم نزحوا في اتجاه الشرق نحو بلدة أعزاز الحدودية ذات الأهمية الاستراتيجية ومخيمي باب السلام وسيجو.

 

اجلاء 500 جريح

وباشرت الامم المتحدة تنفيذ خطة لاجلاء 500 شخص، هم مصابون أو مرضى، من الزبداني ومضايا في ريف دمشق الغربي قرب الحدود مع لبنان وبلدتي الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما قوات المعارضة في محافظة إدلب.

 

موسكو ودمشق تهاجمان «معارضة الرياض»

مشهد سوري قاتم من جنيف

دخل المشهد السوري مساراً تدهورياً خطيراً بعدما تعززت احتمالات الانهيار الشامل لمفاوضات جنيف، بانسحاب «وفد الرياض» وتلويح «الائتلاف» المعارض بالرد عسكرياً، ومغادرة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وتهديد روسيا بالتصدي لمحاولات نسف المفاوضات وإخراج فصائل مسلحة من تحت مظلة الهدنة والتذكير بأن المعارضين المدعومين من السعودية، لا يمكنهم احتكار التمثيل المعارض.

وبينما وصفت دمشق المعارضين الذين غادروا جنيف بأنهم «مزيج من المتطرفين والإرهابيين»، انتقدت موسكو بعض المعارضة والدول التي تدعمها والتي تتصرف وفق «مبدأ كل شيء أو لا شيء».

في هذا الوقت، حذر ديبلوماسي غربي رفيع المستوى، في تصريح لوكالة «رويترز»، من احتمال الفشل في استئناف مباحثات السلام السورية لعام كامل على الأقل، إذا توقفت الآن، بينما تطالب معارضة الرياض بمزيد من الدعم العسكري، بعد «تعليق» مشاركتها في جنيف.

وقال الديبلوماسي الغربي، وهو يصف سيناريو لا تزال القوى الدولية تأمل تفاديه، «إذا انتهت هذه المفاوضات الآن فستتوقف لعام على الأقل. الروس سيهجمون بضراوة استغلالاً لغياب الولايات المتحدة. سيزيد اللاجئون بواقع ثلاثة ملايين، وسيُقتل آلاف». وأضاف «إذا رحلنا جميعا عن جنيف، فلا أرى أن هذه العملية ستستمر».

وقال ديبلوماسيون غربيون إن مشاورات تجرى لتقييم الحاجة لعقد اجتماع وزاري للقوى الكبرى خلال الأسبوعين المقبلين في محاولة لتعزيز آلية مراقبة اتفاق الهدنة، فيما قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إن قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة سيناقشون الحاجة لعقد اجتماع على المستوى الوزاري للمجموعة الدولية لدعم سوريا عندما يجتمعون في ألمانيا الاثنين المقبل.

وأعلن بوتين، أمس، أن التعاون مع واشنطن وغيرها من الشركاء سمح بإطلاق العملية السياسية في سوريا، بمشاركة دمشق والمعارضة، وبتهيئة الظروف لإيصال المساعدات الإنسانية.

وقال بوتين، أثناء مراسم تسلم أوراق اعتماد 16 سفيراً في الكرملين، «الأهم أن الوضع السوري أكد من جديد أن المجتمع الدولي قادر على تحقيق نتائج ملموسة عندما يعمل بشكل مشترك على أساس القانون الدولي، وفي إطار الدور المركزي للأمم المتحدة».

وأكد بوتين أن «دعم روسيا للحكومة السورية الشرعية حال دون انهيار مؤسسات الدولة السورية والحفاظ عليها، وتجنب سقوط المزيد من الضحايا المدنيين»، مشيرا إلى أن «القوات السورية تمكنت، بدعم القوات الجوية الروسية، من تحرير نحو 400 بلدة وتصفية آلاف الإرهابيين، بمن فيهم مسلحون يتحدرون من روسيا».

وأعرب الكرملين عن قلقه إزاء تأجيل محادثات جنيف. وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف إن «الوضع ليس سهلا وبالطبع يسبب درجة ما من القلق».

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما في موسكو، أن هناك محاولات لنسف عملية المفاوضات السورية، و «لكننا سنصد هذه المحاولات».

وقال لافروف «نجحنا في تحقيق الهدنة»، مضيفاً أن «التوجه الإيجابي في سوريا واضح»، مشددا على «ضرورة إخراج بعض المجموعات السورية المقاتلة من نظام الهدنة». وتابع «تمكنّا من الحفاظ على مؤسسات الدولة في سوريا والحيلولة دون تدميرها، وتم تجنب الكوارث التي عانت منها ليبيا».

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «الأساليب التي تستخدمها الهيئة العليا للمفاوضات تظهر أنها غير قادرة على التوصل إلى اتفاق، وأنها لا يمكن أن تكون الممثل الوحيد للمعارضة في المحادثات» في جنيف.

وأضافت أن «منتدى جنيف يجب أن يكون ورشة عمل للاتفاق على الخطوط العريضة لمستقبل الدولة العلمانية في سوريا، وتحديد سبل التوصل إلى ذلك، وليس سوقاً شرقية تضم عناصر من الابتزاز الفج في ما يتعلق بالمجتمع الدولي». وتابعت «يبدو أن مجموعة الرياض تحاول بإصدارها إنذارات إخفاء حقيقة أنه ليس لديها مقترحات ملموسة وواقعية».

ووصف بيان الخارجية الروسية «اتهامات المعارضة للقوات الموالية للحكومة السورية بانتهاك الاتفاق الخاص بوقف الاقتتال، والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية، بأنها مزاعم لا أساس لها من الصحة». وأضاف «يتضح أن قوى معارضة معينة، والقوى الخارجية التي ترعاها، تواصل التعويل فقط على تحقيق خططها الخاصة وطموحات متضخمة بوضوح، وتتصرف بمبدأ كل شيء أو لا شيء».

واعتبر رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أنس العبدة، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، أن مباحثات جنيف «عديمة الجدوى»، وأنه لا أمل في مناقشة الانتقال السياسي. وطالب «بدعم كمّي» للمسلحين، معتبراً أن الحل يجب أن يكون «سياسيا – عسكريا». وحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي في أنقرة، معارضة الرياض على العودة إلى محادثات السلام في جنيف.

وسخر رئيس الوفد السوري إلى مفاوضات جنيف بشار الجعفري من الانسحاب الجزئي لوفد «الهيئة العليا للمفاوضات». وقال «من يغادر جنيف يؤكد بما لا يدع أي مجال للشك أنه غير ناضج سياسياً، وأنه لم يفهم بعد الغرض من مجيئنا إلى جنيف».

وأضاف «هؤلاء أصلاً لا يمثلون الشعب السوري، بل العكس تماماً ربما بذهابهم تُزال عقبة كبيرة ونصل إلى حل، لأن هؤلاء مزيج من المتطرفين والإرهابيين».

وأعلن الجعفري أن حكومة الوحدة الموسعة التي تطالب دمشق بتشكيلها في المرحلة الانتقالية ستضم ممثلين عن المعارضة «الوطنية النابذة للإرهاب» وممثلين عن الحكومة الحالية ومستقلين.

وقال، في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع مع رمزي عز الدين رمزي، نائب الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي غادر جنيف أمس الأول «لأسباب شخصية»، إن «حكومة الوحدة الوطنية تدل من اسمها على أن من يُفترض أن يشارك فيها يجب أن يكون نابذاً للإرهاب ومعارضاً وطنياً، ولا يعمل لمصلحة أجندة خارجية، ولا يقبل أن تستخدمه سلطة أجنبية».

وأضاف «الحكومة التي نحن بصدد الحديث عنها ستضم ممثلين عن الحكومة الحالية وممثلين عن المعارضة، التي تنطبق عليها هذه الشروط كما ذكرت، وفئة المستقلين وغيرهم كالتكنوقراط». واعتبر أن «الحل السياسي هو حكومة وطنية موسعة ودستور وانتخابات برلمانية، وأي مجموعة تفكر بغير ذلك هي واهمة».

(«سبوتنيك»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، رويترز)

 

وليد المعلم: دول من بينها تركيا ما زالت تمد المقاتلين بأسلحة حديثة

بيروت – رويترز – نقلت وسائل إعلام رسمية عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله الخميس، إن دولاً من بينها تركيا ما زالت تمد المقاتلين بأسلحة حديثة في الوقت الذي يحتدم فيه القتال في جميع أنحاء البلاد بعد توقف محادثات السلام.

وقال المعلم خلال لقائه مع المبعوث الصيني الخاص إلى سوريا، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية (سانا) “الشعب والحكومة في سوريا يواصلان معركة مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية التي تستمر بعض الدول مثل تركيا، في تقديم الدعم لها عبر تسهيل عبور الإرهابيين وتقديم أسلحة حديثة لهم لفتح جبهات لدعم الإرهابيين، الأمر الذي يستدعي موقفاً دولياً لاحترام قرارات مجلس الأمن الخاص بمكافحة الإرهاب.”

 

نواة جيش كردي لحماية النظام الفدرالي في شمال سوريا

سوريا – أ ف ب – في صفوف متراصة، يلقي مجندون بلباس رملي اللون التحية العسكرية قبل ان يبدأوا تدريبات تستمر تسعة اشهر، ستخولهم الدفاع عن النظام الفدرالي الذي أعلنه الأكراد في آذار/مارس في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا.

وتتدرب “وحدات الحماية الذاتية” لتكون “نواة الجيش الجديد الذي سيتولى حماية الاقليم الفدرالي في شمال سوريا”، وفق ما يقول القائد العام لهذه القوات ريناس روزا.

ويجلس روزا في مبنى هيئة اركان قوات الحماية الذاتية في مدينة عامودا في محافظة الحسكة (شمال شرق)، خلف مكتب علقت فوقه لوحة كبيرة عليها شعار وحدات الحماية الذاتية، وهو عبارة عن بندقية وسيف يتقاطعان وفوقهما نجمة خماسية حمراء اللون.

وتضم هذه القوات الجديدة، وفق روزا، “آلاف الشبان، من جميع المكونات: اكراد وعرب وسريان وشركس″ تترواح اعمارهم بين 18 و30 عاماً من “كافة الطبقات الاجتماعية”.

ويقضي هؤلاء تسعة أشهر الزامية في التدريب، قبل ان ينتقلوا الى جبهات القتال وحماية المواقع التي سيطر عليها الأكراد مؤخراً بعد استعادتها من تنظيم الدولة الاسلامية.

ويقول فادي عبد لحدو، وهو مجند سرياني يخوض تدريبات في معسكر باور قرب رميلان “نقوم بعبور بعض الحواجز الاسمنتية والطبيعية”.

وفي حقل واسع تحت شمس ربيعية، يغطي الطين وجوه المتدربين ولباسهم العسكري الذي يحمل أيضاً شعار قوات الحماية الذاتية. ويقفزون فوق الحواجز الحديدية، يزحفون أرضاً، وينزلون في مستنقعات مياه.

ويوضح روزا ببزته العسكرية ولحيته الخفيفة “قواتنا تخضع لثلاث مراحل اساسية من التدريبات” على ايدي قوات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الأبرز في سوريا، والتي اثبتت انها الأكثر فعالية قي قتال تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

– تدريبات عسكرية ومدنية –

ويشير روزا الى انه خلال اول شهرين يتم تدريب الشبان “على التنظيم العسكري والتكتيك، فضلاً عن اساليب القتال”، كما انهم يخضعون “لتدريبات سياسية في بعض المؤسسات المدنية”.

ويقول ريناس نوري احمد (18 عاماً)، وهو مجند يكمل خدمته العسكرية في مبنى الأركان، “خدمت خمسة أشهر وبقي أربعة اشهر اخرى لأنهي الخدمة”.

ويضيف متحدثاً باللغة الكردية “تم تدريبنا على الحياة العسكرية، وتلقينا ايضاً تدريبات على كيفية التعامل مع المدنيين، لكي لا نتحول الى جيش مماثل للجيش السوري”، في اشارة الى تجاوزات تنسب الى قوات النظام.

ويرى نوري احمد ان “قوات الحماية الذاتية مشروع ناجح لحماية روج آفا”، وهو الاسم الذي يطلق على كردستان سوريا.

ويشكل الأكراد اكثر من عشرة في المئة من سكان سوريا، وقد عانوا من التهميش على مدى عقود قبل اندلاع النزاع في العام 2011، اذ ان فئة كبيرة منهم محرومة من الجنسية السورية، كما كان يمنع عليهم تعلم لغتهم او الكتابة بها أو احياء تقاليدهم مثل احتفالات عيد النوروز.

وتصاعد نفوذهم مع اتساع رقعة النزاع في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من هذه المناطق، اعلن الأكراد اقامة ادارة ذاتية موقتة في مقاطعات كوباني وعفرين (ريف حلب الشمالي والغربي) والجزيرة (الحسكة)، واطلق عليها اسم “روج آفا” (غرب كردستان).

وفي 17 اذار/مارس، اعلن الأكراد في مؤتمر واسع شاركت فيه مكونات عربية وسريانية وارمنية وغيرها، النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا.

وسرعان ما لاقى هذا الاعلان رفض الحكومة السورية والمعارضة على حد سواء، الا ان الأكراد بدوا مصرين على اكمال مشروعهم الذي طالما حلموا به، وقوات الحماية الذاتية ليست سوى جزء منه.

– خدمة الزامية –

وتتواجد قوات الحماية الذاتية في مقاطعتي الجزيرة وعفرين، على ان تقام قريباً معسكرات اخرى في كوباني ايضاً.

وكون الخدمة في قوات الحماية الذاتية الزامية، يقول مسؤول فيها “نتفحص أوراق الناس عندما يعبرون الحواجز، واذا وجدنا من لم يكملوا التدريب مع قوات الحماية الذاتية، نأخذهم فوراً الى التدريب”.

وقال احد المجندين العرب الذي رفض الكشف عن اسمه، “اثناء مروري على الحاجز ولم أكن مسجلاً في لائحة الالتحاق بالتدريبات، أخذوني فوراً الى التدريب الاجباري”.

على الأرض، بدأت هذه القوات، وفق روزا “مهامها بشكل رسمي وهي تحمي حدود المنطقة الفدرالية”.

وانضمت هذه القوات فعلياً الى القتال، وان كان ليس على الجبهات الأمامية، الى جانب قوات سوريا الديموقراطية (تحالف من فصائل كردية وعربية) ووحدات حماية الشعب الكردية، كما بدأت بالانتشار في مناطق تمت استعادتها من تنظيم الدولة الاسلامية مثل مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي.

 

أوباما: أمريكا ستشارك دول الخليج في الدفاع عن مصالحها ضد الإرهاب وتدخلات طهران

يلتقي اليوم زعماء دول مجلس التعاون خلال القمة المشتركة للطرفين

الرياض ـ «القدس العربي»: قدم الرئيس الأمريكي باراك اوباما العديد من التطمينات لمضيفه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بشأن استعداد الولايات المتحدة للعمل مع المملكة وحلفائها الخليجيين، لمواجهة أي مخاطر إيرانية تهدد دول المنطقة أمنيا وعسكريا. وشدد الرئيس اوباما الذي وصل أمس إلى الرياض على أهمية أن تعمل دول المنطقة بدورها على تعزيز قدراتها العسكرية، وأن واشنطن مستعدة

أن تشاركها في ذلك لاسيما في تقديم كل مساعدة لتطوير قدرات جيوشهم تدريبا وتسليحا.

كما أكد الرئيس الأمريكي أن إدارته تعمل على إفشال مشروع القانون الذي يبحثه الكونغرس والذي يتيح الفرصة لمحاكمة مسؤولين من دول أخرى على خلفية هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، والذي قد يتخذ وسيلة لابتزاز المملكة.

وكان الرئيس الأمريكي قد عقد عقب وصوله

إلى العاصمة السعودية، ظهر أمس، جلسة محادثات مع العاهل السعودي قبل أن يلتقي اليوم الخميس مع كافة قادة وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي في القمة الأمريكية الخليجية الثانية. وحضر المحادثات قادة المملكة وكبارمسؤوليها، وفي مقدمتهم ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي وليّ العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية عادل الجبير. ومن الجانب

الأمريكي حضره مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، ووزير الدفاع اشتون كارتر وعدد من مسؤولي الأمن القومي مثل رئيس الاستخبارات المركزية، ولوحظ غياب وزير الخارجية جون كيري عن هذه المحادثات.

ورغم الاهتمام السعودي بالمحادثات مع الرئيس الأمريكي إلا أنه لوحظ أنه لا العاهل السعودي ولا وليّ عهده أو ولي ولي عهده كانوا في استقباله في المطار، في حين استقبل الملك سلمان قبل ذلك في المطار قادة وزعماء دول مجلس التعاون الذين وصلوا لعقد ثلاث قمم هي قمتهم التشاورية

«النصف سنوية»، وقمتهم مع الرئيس الأمريكي، وقمة ثالثة مع العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي وصل مساء أول أمس للرياض.

واستغرقت جلسة المحادثات السعودية – الأمريكية التي ترأسها الملك سلمان والرئيس اوباما ساعة ونصف، خرج بعدها الحاضرون وهم يبتسمون لكاميرات التصوير. وذكرت مصادر إعلامية معنية أن الرئيس الأمريكي عمل خلال المحادثات على تقديم التطمينات للسعوديين حول أن علاقة بلاده مع إيران لن تكون على حساب علاقاته مع المملكة وحلفائه «التقليديين «في المنطقة، وأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن تعهداتها بالحفاظ على أمن واستقرار المنطقة الخليجية، وأن إدارته تتابع النشاطات «الإرهابية» الإيرانية التي تهدد أمن وسلامة بعض دول المنطقة، وهي بالطبع ترفضها وستعمل على التصدي لها بالمشاركة مع شركائها وحلفائها.

وبالنسبة للأزمة السورية أوضحت المصادر أن الرئيس شرح لمضيفيه السعوديين الجهود التي يبذلها وزير الخارجية جون كيري للتنسيق مع موسكو لإنجاح محادثات جنيف السورية والتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية على أساس تشكيل حكومة انتقالية ليس للأسد دور فيها أو في مستقبل سوريا. وكان وزير الدفاع الأمريكي اشتون

كارتر قد استبق محادثات رئيسه اوباما بعقد اجتماع مع نظرائه وزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي يوم أمس في الرياض، وأسفر الاجتماع عن تفاهم بين الجانبين على مشاركة الولايات المتحدة عسكريا في جهود هذه الدول لحماية أمنها ومصالحها لاسيما في مواجهة أي مخاطر إيرانية. وأهم ما تم الاتفاق عليه في هذا الصدد مشاركة الولايات المتحدة في اعتراض عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية الى الحوثيين وقوات الرئيس علي صالح في اليمن، مثلما أعلن ذلك الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في أعقاب الاجتماع الدفاعي الخليجي الأمريكي المشترك الذي صرح «اتفقنا على نشر دوريات مشتركة لاعتراض سفن تهريب الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى اليمن».

وأكد وزير الدفاع الأمريكي ذلك بتصريحه خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع بتأكيده على أن بلاده «ملتزمة بأمن شركائها في الخليج العربي»، وكشف عن اتفاق على تسيير دوريات بحرية لاعتراض عمليات تهريب السلاح الإيرانية، وقال «إن واشنطن ستبقي على العقوبات المفروضة على إيران فيما يتعلق بالإرهاب والصواريخ الباليستية»، موضحا أن الاتفاق النووي مع طهران لا يفرض قيودا على واشنطن بشأن شراكاتها ضد أنشطة إيران المهددة للاستقرار. وكان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان قد اجتمع قبل ذلك مع نظيره الأمريكي ليل اول أمس حيث دعاه

إلى «العمل الجدي معا لمجابهة التحديات والمخاطر التي تتهدد المنطقة سواء الإيرانية منها او الإرهابية من خلال الشراكة التي تجمع دول الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية وهي شراكة طويلة وعريقة». وقالت مصادر سعودية إن الرياض مرتاحة بشأن التعاون الأمني والعسكري مع واشنطن ولكن ما يزعجها المواقف السياسية الأمريكية «اللينة» تجاه إيران وتدخلاتها في العراق وسوريا. وذكرت المصادر أن وزير الدفاع كارتر أكد لنظرائه الخليجيين أن بلاده تعمل وبشكل حثيث على تطوير برامج تدريب وتسليح القوات العسكرية للدول

الخليجية بهدف تعزيز قدراتها العسكرية لتصبح قادرة على مواجهة الأخطار والتهديدات، «وأنه بالرغم من ذلك فإن الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بالتدخل العسكري لحماية حلفائها إذا ما تعرضوا لأي أخطار إرهابية أو إيرانية».

 

بدء أعمال القمة بين الرئيس الأمريكي وقادة دول الخليج في الرياض

الرياض- أ ف ب- بدأت الخميس اعمال القمة بين الرئيس الأمريكي باراك اوباما وقادة دول الخليج يتقدمهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي يأمل فيها تعزيز مشاركة هذه الدول في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.

والتقط الرئيس الأمريكي صورة تذكارية مع قادة دول مجلس التعاون، قبل الانتقال إلى قاعة الاجتماع في قصر الدرعية، في اليوم الثاني لزيارة أوباما إلى السعودية التي تأتي وسط فتور في العلاقة مع الرياض.

 

الخارجية الأمريكية تطالب المعارضة السورية باستئناف المفاوضات وأوباما يدافع عن عدم تدخله العسكري في سوريا

أكدت استمرار التزام الروس والإيرانيين بدعم العملية السلمية

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: تستمر الاتصالات الامريكية المكثفة مع روسيا وإيران لإقناع النظام السوري بوقف تصعيد هجماته ضد حلب والمناطق الاخرى في سوريا، والسماح لقوافل المساعدات الانسانية بدخول المناطق المحاصرة، والتي يقطن فيها حوالي 200 ألف سوري.

لكن العقبة أن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بعد لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يصر على أن النظام السوري كان متجاوباً وعرض على المعارضة الدخول في حكومة وحدة وطنية جامعة، وان مطالب المعارضة تعجيزية، واتهم المعارضة المسلحة بتصعيد هجماتها ضد مواقع النظام السوري.

وطالب ظريف بالتعامل مع فصائل أخرى في المعارضة مستعدة للمشاركة في حكومة وحدة وطنية مع النظام، وكذلك يردد الروس المقولة الإيرانية نفسها كلما يتحدث معهم الامريكيون حول الضغط على النظام السوري.

وسيثير الأمريكيون مع السعودية اثناء اجتماع اوباما مع الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض اقناع المعارضة السورية بعدم الانسحاب غدا الجمعة.

ويقول جون كيربي الناطق باسم الخارجية الأمريكية إن «معظم الخروقات لوقف الأعمال العدائية يقوم بها النظام السوري بما فيها مقتل 40 سورياً في قصف لسوق شعبية مؤخراً، وان استئناف المفاوضات في جنيف امر مهم بعد هذه الوقفة المؤقته وخاصة ان الوفدين لم يغادرا جنيف حتى الآن».

واضاف كيربي «لا احد اعتقد ان جولة المفاوضات هذا الاسبوع ستنهي كل الامور، فالعملية السياسية تحتاج لجولات عديدة قبل تحقيق تقدم».

واشار كيربي إلى «ان هناك تفهماً انه باستمرار الخروقات والقصف بالبراميل المتفجرة والغازات السامة ومنع الغذاء والماء والمواد الطبية من الدخول، يجعل مشاركة المعارضة في المفاوضات أمراً صعباً جداً.ولقد تراجع العنف بنسبة 80 إلى 90 ٪ في بداية وقف الأعمال العدائية ولكنه الآن وصل إلى 70 ٪، واننا نراقب عن كثب توقف المفاوضات والمبعوث الامريكي الخاص مايكل راتني في جنيف. ولا أحد غافل عن انهيار المفاوضات هذا الاسبوع ولكن مازال هناك هدف لهذه العملية ومحاولة وضعها على المسار والتحرك إلى الأمام».

وحول محاولة النظام السوري بدعم روسي دفع المعارضة للإنسحاب من المفاوضات حتى يقول إنه لا يوجد شريك في المفاوضات علق كيربي «ما يقوم به النظام السوري بالتأكيد خرق لالتزاماتهم التي أكدت روسيا انه سيحترمها، وان الروس وكذلك جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني ما يزالان ملتزمين بالعملية السلمية، ولا نرى ان هناك دعماً روسياً للنظام السوري للتصعيد بل ان الروس ملتزمون 100 بالمائة بالعملية السياسية وان وقف العمليات العدائية مازال سائداً مع انه هش، ودي مستورا مبعوث الأمم المتحدة ليس اعمى وقال ان العنف تراجع بنسبة 7 ٪. اننا نتفهم قلق وفد المعارضة واحباطاتهم ولكننا نحثهم على العودة للمفاوضات رغم كل ما يقوم به النظام من خروقات ومنع المساعدات الانسانية».

وعندما سئل هل ستلجأ الولايات المتحدة للخطة «ب» وتسلح المعارضة السورية بأسلحة متقدمة للتصدي للنظام؟ أجاب كيربي «ان تركيزنا الآن على الخطة ألف اي العملية السلمية والروس مازالوا ملتزمين بها وفي الماضي استخدم الروس نفوذهم لتغيير حسابات الاسد».

من جهة اخرى أكد الرئيس باراك أوباما في مقابلة مع تشارلي روز على القناة العامة الامريكية «ان الحل في سوريا ليس بتورط الولايات المتحدة عسكرياً لأن التدخل العسكري في العراق كان خطأ وبعد 13 عاما ً مازلنا نحاول مساعدة العراق للنهوض وإبقاءه موحداً والتخلص من الإرهابيين، ويجب عدم تكرار الاخطاء نفسها، والتدخل الامريكي العسكري في سوريا أمر غير حكيم، فقد سحبنا 180 ألف جندي من العراق وأفغانستان».

وحول الخط الاحمر الذي وضعه الرئيس الامريكي في سوريا ولم ينفذ تهديداته قال اوباما «إننا نجحنا بدون ضرب سوريا بالصواريخ وبمساعدة روسية في إجبار الاسد بالتخلص من كميات ضخمة من الاسلحة الكيميائية، ولو ضربنا مواقع النظام السوري بالصواريخ لما انهار نظام الاسد، ان صواريخ عدة لن تنهي نظام الاسد».

وحول تزويد المعارضة السورية بالأسلحة أجاب «أن المعارضة السورية غير المنظمة لديها الكثير من الأسلحة ولو زودناها بالمزيد من الأسلحة لما أطاحوا بالنظام».

وأضاف اوباما «أن دول الخليج تعتبر ان نظام الاسد عميل لايران ويريدوننا الاطاحة به مع انهم في الماضي دعموه ورحبوا به في الجامعة العربية، وان نظام الاسد لم يصبح أكثر قوة بعد التدخل الروسي، وان من المهم انه جرى ايقاف الأعمال العدائية وبدأت العملية السلمية في جنيف».

 

قائد في جيش العشائر في سوريا: المعارك مستمرة غرب درعا وإخراج تنظيم «الدولة» واجب يقع على عاتقنا

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي»: استعاد «الجيش السوري الحر»، وفصائل إسلامية في الريف الغربي من درعا جنوب البلاد، بلدة تسيل من «لواء شهداء اليرموك» الموالي لتنظيم «الدولة».

القائد العسكري العام لـ «جيش أحرار العشائر» النقيب حسام الكراحشة قال لـ «القدس العربي»، «نجح جيش أحرار العشائر مع باقي فصائل الجيش الحر على تحرير العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة في الآونة الاخيرة لتعود هذه المناطق لأهلها بعد أن اغتصبها أشخاص يريدون نشر فكر خارجي، وفرض فكر عليهم لا يقبل بقوة السلاح وبث الرعب في قلوب الأهالي».

وأشار إلى أن تنظيم «الدولة» خسر العديد من المقاتلين والآليات خلال المعارك في المنطقة وعدداً كبيراً من قيادات الصف الأول في تنظيمهم، أبرزهم أبو حسين التل القيادي والشرعي في حركة المثنى وأبو عمر مندي أيضاً وإصابة عدد من القيادات مثل أبو تحرير من «شهداء اليرموك».

والصعوبة التي يواجهها الجيش اليوم تمكن بحسب الكراحشة «بانتشار تنظيم الدولة في نقطة يتمركز فيها العديد من المدنين، وجعلهم دروعاً أمام ضرباتنا وطبيعة المنطقة الصعبة حيث كثافة الأشجار، ووجود الوديان وتمركزهم القديم في المنطقة خصوصاً أن معظم المقاتلين من أهل هذه المنطقة ويعرفون تفاصيلها».

وعن أسباب سقوط ما يقارب 19 قتيلاً من عناصر «الجيش الحر» في بلدة عدوان، إثر هجوم مفاجئ لـ «شهداء اليرموك» قال الكراحشة «بعد تحرير بلدة عدوان في المرة الأولى حدث نوع من عدم الإنتباه في خطوط الجبهة وأيضاً تسلل مقاتلي الدولة تحت جنح الظلام، حيث كانت عدوان محررة حديثاً، إضافة لوجود بعض المتعاونين المتخفين داعماً لحدوث هذه الشرخ».

وأكد الكراحشة استمرارية المعركة قائلاً «طبعاً المعركة مستمرة إلى أن تتطهر المنطقة بشكل كامل، هذا التنظيم لا ينـاسب طبـيعة الشـعب السـوري واجتثـاثه واجـب يقـع على عاتقنا ولا بد أن تنتهي المعركة بعد القضاء عليـهم، وفـي مقبل الأيـام ستكون معركة كبيرة ضد التنظيم لإنهائه بشـكل جذري والإنتقال بعدها لمرحلة التحرير الأكبر واستـكمال تحرير الجنوب السوري من يد ميليشيات النظام وداعميـه».

يذكر أن المواجهات العنيفة قد اندلعت قبل أسابيع عدة بين «لواء شهداء اليرموك» و«حركة المـثنى الإسلامية» من جهة، و»الجيش الحر» وفصائل إسلامية من جهة ثانية، بعد قيام شهداء اليرموك بالتمدد والسيطرة على بلدات تسيل وعدوان بدعم من «حركة المثنى الإسلامية»، ليتجاوز لأول مرة آنذاك بعد أكثر من عام ونصف عام مناطق سيطرته في حوض اليرموك، وينتقل من الحالة الدفاعية إلى الهجوم، وذلك خلال أشهر عدة على تسلم أبو عبد الله المدني «السعودي الجنسية» قيادة «لواء شهداء اليرموك» والذي يعرف بسياسته الهجومية، وبأنه بحسب مصادر ميدانية قد أرسل من تنظيم «الدولة» من الشمال.

 

عصابات تستولي على أموال اللاجئين السوريين عند الحدود التركية بالاتفاق مع المهربين

محمد إقبال بلو

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: «إجت الجندرما.. إجت الجندرما» صاح المهرب أبو سمعو وانطلق كالسهم باتجاه الجانب السوري، لكن مع كلماته هذه يصل عناصر حرس الحدود التركية أو بعدها بأقل من دقيقة، يضرب الشبان ويهان الرجال، ويعاد الجميع إلى حيث أبو سمعو يجلس في حالة من الخشوع والإيمان «لا حول ولا قوة إلا بالله»، و«حسبنا الله ونعم الوكيل»، وما أطيبه من مهرب يعيد أجور التهريب إلى أصحابها، ماذا كسب أبو سمعو؟

تحدث أشخاص عديدون لــ «القدس العربي» عن حالات نهب وسطو تعرضوا لها على الحدود التركية من قبل عصابات صغيرة لا يتجاوز عدد أفرادها أصابع اليد الواحدة، سطو بالخديعة والمكر وليس سطواً مسلحاً قط، أحد الضحايا شاب حلبي شرح ما حدث معه بالتفصيل، وكيف تعرض للسرقة أولاً، ثم للضرب ثانياً والعودة إلى الطرف السوري من الحدود.

عمار شاب في العشرينيات من العمر يقيم في ريف حلب بينما تقيم أسرته في أنطاكيا، ويضطر في كل مرة يرغب بها زيارة والده ووالدته أن يخوض مغامرة جديدة مع المهربين ومع الجندرما التركية أيضاً، ورغم كل المغامرات والأخطار والمصاعب إلا أنه ينجح في النهاية، كما أنه يكرر ذلك مرات ومرات بدون توقف.

يقول لــ «القدس العربي»: توجهت كالعادة إلى منطقة خربة الجوز، لألتقي بالمهرب المعروف باسم، عبد الرحمن الأحمد، وقد لا يكون اسمه الحقيقي، اتفقنا على المبلغ الذي يحصل عليه كأجرة في مساعدتنا على تجاوز الحدود وقمت أنا ومجموعة من اللاجئين السوريين الراغبين بالدخول إلى تركيا بدفع المبلغ المتفق عليه على أن يعيده عبد الرحمن في حال فشلنا فيما عزمنا عليه.

ويضيف «مشينا بعض الوقت ورافقنا عبد الرحمن الذي طلب منا ان نجلس قليلاً ريثما يذهب بمفرده ليتأكد من عدم وجود حراس الحدود الأتراك، وأخبرنا بأنه في حال وجد الطريق جيداً وأن هنالك أملاً بالنجاح في تجاوز الحدود سيأتي ليصحبنا إلى نقطة العبور، وبالفعل جلسنا ننتظر عودة الرجل، لكنه لم يأت بل أتى ثلاثة شبان تكلموا معنا بلغة تركية مختلطة بالعربية على أنهم أتراك، فيما كانت لهجة كلماتهم العربية تفضح انتماءهم لريف محافظة ادلب».

يشرح عمار كيف استطاع هؤلاء الشبان الذين يدعون أنهم أتراك خداعه وخداع من معه إذ أخبروهم «إما أن تعطونا ما لديكم من مال، أو نخبر الجندرما فيأتون فوراً للقبض عليكم، وقد يقتلونكم برصاصهم قبل أن يصلوا إليكم، وهنا خاف الجميع لا سيما العائلات الموجودة، وقرررنا أن ندفع بعض المال للعصابة التي كانت تقية تخاف الله كعبد الرحمن تماماً، إذ قبل أفرادها بمبالغ محددة من كل شخص ولم يصروا على أخذ كل شيء، وذلك مقابل أن لا يخبروا حرس الحدود بوجودنا، وتظاهروا أنهم يقنعون بعضهم بالقبول بجزء من مالنا، ويقول أحدهم للآخرين: حرام اتركوا لهم شيئاً».

بحسب عمار فقد أخذ أفراد العصابة ما تيسر لهم من المال وذهبوا، وبعد حوالي نصف ساعة سمعت المجموعة صوت «أبو سمعو» وهو المهرب المعروف في المنطقة باسم عبد الرحمن الأحمد كان أبو سمعو يصرخ على اللاجئين السوريين المختبئين من الجندرما، أن يتراجعوا فإن عناصر الجندرما قد وصلوا.

وعندها انطلق أبو سمعو راكضاً وخلال لحظات وصل عناصر الجندرما بالفعل، وبدأوا يضربون الشبان ومنهم عمار، ويشتمونهم باللغة التركية، كما وبخوا الرجال والكهول وشتموهم، وبحسب عمار لم يتوجهوا للنساء والأطفال بأية إهانة أو أذى، إلا أن ما أصابهم من الرعب كان كافياً.

وهو يعتقد أن المهرب قد اتفق سابقاً مع العصابة، ويقول إن الأمر تكرر مرات عدة معه ومع غيره في أيام متباعدة، حيث أن المهرب يعيد المال المتفق عليه إلى أصحابه من دون أي تذمر أو محاولة الحصول على جزء منه وكأنه يشعر بالرضا، كما يتساءل الشاب «كيف ينجو أبو سمعو دائماً من الجندرما في حين لا ينجو أحد غيره من اللاجئين الذين يحاولون عبور الحدود؟ وكيف علم أفراد العصابة بمكان اختبائنا هذا».

يرى عمار أن المهرب وعصابة اللصوص وعناصر الجندرما كلهم متفقون على صناعة هذه التمثيلية بدون أية خسائر، فلا الجندرما سمحت بعبور اللاجئين، ولا أبو سمعو تعرض لأية إهانة أو خسارة، ولا العصابة ارتكبت أية جريمة سوى النصب، بل حتى اللاجئون لم يتأذ أي واحد منهم، كل ما في الأمر أن الجميع قبض مالاً من الضحايا، بينما الضحايا كالعادة يحمدون الله أن الجندرما لم تطلق عليهم النار وترديهم قتلى.

 

دي ميستورا يلتقي “مجموعة الأستانة” للتأكيد على استمرار المفاوضات

جنيف -العربي الجديد

التقى المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، صباح اليوم الخميس، بأعضاء ما يعرف بـ”مجموعة الأستانة”، التي تضم شخصيات سورية مقربة من روسيا.

كما يلتقي المبعوث الأممي بمجموعة العمل الدولية بشأن متابعة الهدنة خلال وقت لاحق اليوم، للتأكيد على استمرار الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف بشأن سورية، بعد غياب يومين عن المفاوضات لأسباب خاصة.

وتفيد معلومات خاصة حصل عليها “العربي الجديد”، من مصدر مطلع على أجواء محادثات جنيف، بأن هناك ضغوطا على الهيئة العليا للمعارضة السورية للعودة إلى المفاوضات. وكان يوم أمس قد شهد دخول كميات جديدة من المواد الغذائية لعدد من المناطق المحاصرة إضافة إلى إخراج 250 مصاباً من مدينة مضايا بريف دمشق، في محاولة للضغط على المعارضة من باب الملف الإنساني.

ولفت المصدر إلى أن وفد الهيئة العليا للمفاوضات سيبقي على ثلاثة أعضاء في جنيف، لمتابعة المسائل القانونية مع فريق المبعوث الدولي، مشيراً إلى أن هناك احتمال استمرار الجولة الحالية حتى 27 من الشهر الحالي، وهو الموعد المقرر سابقاً لانتهائها. وسيعمل دي ميستورا على بحث عرض النظام للانتقال السياسي عبر تشكيل حكومة موسعة.

وفي تصريح خاص لـ “العربي الجديد”، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط، إن حديث وفد النظام عن حكومة موسعة غير مقبول، وهو يعيد إنتاج النظام وتعويمه، مشيراً إلى أن الشعب السوري يريد حلاً دائماً، ينهي معاناته المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات.

 

كما اعتبر المسلط أن الحل الدائم في سورية، هو عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تقود البلاد في المرحلة الانتقالية، وتهيئ الظروف المناسبة لبناء سورية الجديدة الخالية من الاستبداد والتطرف.

 

اغتيال قيادي بـ”الفرقة الساحلية الأولى” التابعة للجيش السوري الحر

أحمد حمزة

اغتال مجهولون في وقت متأخر ليل أمس الأربعاء، القيادي في “الفرقة الساحلية الأولى” عماد طبق، وذلك في مدينة جسر الشغور بريف محافظة إدلب.

وذكرت “تنسيقية جسر الشغور” التي يديرها ناشطون بالمدينة، إن مجهولين أطلقوا النار بكثافة من سيارتهم ليلاً، على القيادي بالجيش الحر، وأردوه قتيلاً، وذلك داخل منطقة جسر الشغور، الواقعة بريف إدلب الغربي، والتي سيطرت عليها المعارضة السورية أواخر أبريل/نيسان الماضي.

للإشارة، سيطرت الفصائل التي شكلت العام الماضي “جيش الفتح” على جسر الشغور أواخر أبريل/نيسان الماضي، وهي مدينةٌ متاخمة لمناطق ريف اللاذقية الشمالي، وتعتبر “الفرقة الساحلية الأولى” من أبرز مجموعات الجيش السوري الحر العاملة فيه.

 

محادثات السلام السورية تنازع.. خطة بديلة لموسكو بموافقة واشنطن

دينا أبي صعب

دخلت محادثات السلام السورية في جنيف مرحلة الوفاة السريرية، وتحاول الأمم المتحدة الاستناد على دعم أميركي-روسي خُفض الى حده الادنى، لإنعاش ما تبقى من أمل في استمرار هذه الجولة، وربما المحادثات برمتها، بعد تعليق وفد الهيئة العليا للمفاوضات مشاركته، وتحديد وفد الحكومة السورية ثوابت الحل في سوريا بحكومة موسعة، تضم الى جانب الحكومة الحالية، افراداً من “المعارضة الوطنية، والتكنوقراط والمستقلين”، بحسب ما ذكر رئيس الوفد، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.

 

المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي سافر إلى إيطاليا ليومين لإتمام معاملات طلاقه من زوجته، عاد مساء الليلة الماضية إلى سويسرا، وينتظر أن يطلع الوفود الباقية في جنيف، الخميس، على مصير جولة المفاوضات الحالية.

 

وعلى الرغم مما نقله الجعفري عن مساعد دي ميستورا، رمزي عزالدين رمزي، أن الجولة مستمرة رغم انسحاب وفد المعارضة، أكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في جنيف، لـ”المدن”، أن هذه الجولة ستنتهي الجمعة، وهو فشل غير معلن، لأن الجولة لم تحرز أي تقدم يذكر، وستختتم من دون تحديد موعد جديد لجولة مقبلة “نخشى عدم حصولها لعدم توفر الظروف الملائمة لها، خصوصاً ان مطلب المعارضة بهيئة حكم انتقالي سقط نهائياً، ويبدو ان الحل سيكون في آلية سياسية أخرى”.

 

المصدر الذي بدا متشائماً، تخوف من استمرار الحرب سنوات جديدة “لأن الاطراف المقاتلة على الارض مازالت تعول على الحل العسكري، وهذا أمر بدا جليا خلال تصعيد الحملة العسكرية من قبل النظام، ومطالبة المعارضة بإعادة تسليح قواتها بعد التزام الجهات الممولة لها وقف ضخ الاسلحة تبعاً لقرار وقف الاعمال العدائية”، ورأى المصدر أن الدور الروسي في سوريا “تجاوز العمل العسكري، أو مراقبة الوضع الانساني والهدنة، لأن الروس يحضّرون لخطة موسعة للحل، بعلم وموافقة الجانب الاميركي، من ضمنها كتابة دستور جديد للبلاد، بدأ بالفعل العمل عليه بالاستعانة بفريق عمل مشترك يضم رجال قانون سوريين مخضرمين”.

 

واعتبر المصدر ان تغير الموقف الاميركي من المعارضة، واختلاف أسلوب التعامل معهم “يعود لهذا الاتفاق، والفريقان يخرجان في كل مرة تتعسر فيها الامور بورقة جديدة الى الطاولة، تعدل مسار التسوية، ويبدو هذه المرة أن جهود دي ميستورا وحده لن تكون كافية، لما ينقصه من امكانات لفرض تسوية على الاطراف ووضع الامور في نصابها الصحيح”.

 

وفي مقر الامم المتحدة استمرت الاجتماعات الاميركية-الروسية ضمن غرفة العمليات الخاصة بمراقبة الهدنة، وأكدت مصادر مطلعة لـ”المدن”، أن “الجانبين يعملان على اعادة تثبيت الهدنة في سوريا، واعطاء دفعة لفريق الامم المتحدة وشركائها العاملين على الارض لتحقيق تقدم في الشأن الانساني، مثل ايصال مساعدات انسانية الى مناطق محاصرة او صعبة الوصول، وتبادل الاسرى والجرحى والمرضى على نطاق ضيق في خطوة اولى يُطمح لتوسيعها”.

 

وبالفعل، أكدت مصادر الامم المتحدة وصول قوافل مساعدات الى اربع بلدات في الغوطة الشرقية، يستفيد منها نحو 28 الف محاصر، وتتضمن القوافل معونات انسانية وغذائية وطبية ومواد تعقيم وتنظيف.

 

وفد المعارضة اتجه إلى تصغير وفده بعد قرار تعليق المشاركة في الجولة الحالية. في هذا السياق، قال المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط، لـ”المدن”، إن “الاجتماعات التي سيعقدها الوفد المعارض في مقر إقامته في فندق لو رويال مع الفريق الاممي لن تكون من ضمن المباحثات، لكنها قد تتضمن بحث الجانب التقني، أي الامور الانسانية وعلى رأسها مسألة المعتقلين وفك الحصارات وغيرها”.

 

في المقابل، كالَ من تبقى من وفد الهيئة العليا للمفاوضات، الاتهامات للنظام ووفد الحكومة السورية، خلال المشاركة في ندوة نظمها نادي الصحافة السويسرية للحديث عن الوضع الانساني المتأزم في سوريا.

 

المتحدث باسم الهيئة العليا منذر ماخوس، قال إن “اجتماع ميونيخ حدث لاعادة النظر بالشان الانساني وبحصيلة هذا الاجتماع صدر القرار الدولي 2268 المتفق على معظم المقاربات التي صدقها قرار سابق (2254)، والمادتين 12 و13 منه المعنيتين بالشأن الانساني، والمادة السادسة التي تفرض على النظام السوري رفع الحصار الفوري عن المناطق وفتح الممرات امام المساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين خاصة النساء والاطفال وبدء الهدنة.

 

محادثات جنيف مستمرة.. موسكو تلوح بالمعارضات الموالية

اتهمت وزارة الخارجية الروسية، الأربعاء، الهيئة العليا للمفاوضات، بأنها تقوم بعملية ابتزاز بعد تعليق مشاركتها في محادثات السلام السورية في جنيف. وقالت الوزارة في بيان إن “منتدى جنيف يجب أن يكون ورشة عمل للاتفاق على الخطوط العريضة لمستقبل الدولة العلمانية في سوريا وتحديد سبل التوصل إلى ذلك .. وليس سوقا شرقية تضم عناصر من الابتزاز الفج في ما يتعلق بالمجتمع الدولي”.

 

وأضاف البيان “يبدو أن مجموعة الرياض تحاول بإصدارها إنذارات إخفاء حقيقة أنها ليس لديها مقترحات ملموسة وواقعية”، ورفض الاتهامات التي وجهها المنسق العام للهيئة، رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بالمسؤولية عن انتهاك اتفاق “وقف الأعمال العدائية”، وتعطيل تنفيذ عمليات الإمداد الإنسانية للسكان المحاصرين في مناطق مختلفة من البلاد.

 

وتابعت الخارجية الروسي “يتضح أن قوى معارضة معينة والقوى الخارجية التي ترعاها تواصل التعويل فقط على تحقيق خططها الخاصة وطموحات متضخمة بوضوح وتتصرف بمبدأ كل شيء أو لا شيء”، واعتبرت أن “تصرفات المعارضة المدعومة من السعودية” تعكس أهمية جماعات معارضة أخرى “معتدلة”، تشارك في المحادثات. كما أعلنت دعمها لقرار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عدم الاستجابة لطلب الهيئة العليا تعليق الجولة الحالية من المحادثات.

 

انسحاب وفد المعارضة السورية من جنيف، دفع وفد الحكومة السورية إلى استغلال كل الأوقات للحديث أمام وسائل الإعلام، حيث قال رئيس وفد الأسد، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، إن قرار الهيئة العليا يمثل خطوة إيجابية للتوصل إلى حل ينهي الأزمة السورية، لأنهم “لا يمثلون الشعب السوري”. وأضاف “أجرينا حتى الآن ثلاث جلسات… وهذا يؤكد انخراطنا الجاد والإيجابي في عملية الحوار السوري السوري من دون تدخل خارجي ومن دون شروط مسبقة”. وتابع “الآن انتقل إلى المشهد الهوليوودي الذي تم أمس.. إن التوتر والتطرف اللذين ظهر بهما أحدهم بالأمس إنما يدل على توتر من قبل من يقف خلفهم، وهو توتر نتفهمه وهو طبيعي جدا في مثل هذه الحالة”، وشدد على أنه “بذهابهم (الهيئة العليا) تُزال عقبة كبيرة ونصل إلى حل لأن هؤلاء هم مزيج من المتطرفين والإرهابيين”.

 

الأمم المتحدة من جهتها تصر على استئناف المحادثات، على الرغم من مغادرة الاغلبية العظمى من وفد الهيئة العليا للعاصمة السويسرية، ومغادرة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لإجراء مشاورات مع عدد من المسؤولين المؤثرين على أطراف الأزمة السورية. ويتولى مساعد دي ميستورا، رمزي عزالدين رمزي مهمة إجراء لقاءات واجتماعات هامشية مع الوفود السورية المتواجدة في جنيف، إلى حين تذليل الصعوبات التي تواجه سير العملية التفاوضية خلال الأيام المقبلة.

 

إلى ذلك، بدأ الهلال الأحمر السوري عمليات إجلاء جرحى من بلدتي كفريا والوفوعة في ريف إدلب، وهم 250 جريحاً مع ذويهم، فيما انطلقت بالتزامن عملية مماثلة لإخراج 250 جريحاً وذويهم من بلدة مضايا ومدينة الزبداني في ريف دمشق. وتفيد الأنباء أن الجرحى الذين سيتم إجلاؤهم من كفريا والفوعة سيذهبون إلى اللاذقية، فيما سيتم نقل جرحى الزبداني ومضايا إلى إدلب، وذلك استكمالاً للاتفاق الذي توصلت إليه حركة “أحرار الشام الإسلامية”، ووفد إيراني مثّل قوات النظام وحزب الله، في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد مفاوضات طويلة.

 

معارض سوري يستقيل من هيئة التنسيق الوطنية

على خلفية تباين المواقف السياسية من جنيف

بهية مارديني

أعلن لـ”إيلاف” منذر خدّام، الناطق الرسمي والقيادي في هيئة التنسيق الوطنية، والتي تعتبر من المعارضة السورية الداخلية، أنه استقال من الهيئة لأسباب كثيرة، مسجّلًا اعتراضه على أداء المعارضة السورية في جنيف خلال مفاوضات الحل السياسي.

 

جنيف: قال خدّام إن الأزمة السورية على درجة عالية من التعقيد، لأسباب داخلية وخارجية، وباتت ساحة صراع لمصالح وأجندات خارجية، يصعب التوليف بينها، وإن “كثيرًا من السوريين الذين يؤدون أدوار التفاوض للأسف ليسوا متحررين من هذه الأجندات الخارجية، وهذا ينطبق على النظام والمعارضة…”.

 

وأوضح خدّام أنه من ناحية الشكل “لا يزال السوريون في جنيف ينظرون إلى بعضهم البعض كأعداء، وليس كخصوم سياسيين”. تابع “يمكن القول إن المفاوضات لم تدخل بعد في البحث في القضايا الجوهرية، بسبب تعنت وفد النظام من جهة، وبسبب تركيز الهيئة العليا للمفاوضات على شخص بشار الأسد”.

 

وردًا على تفاصيل ما جرى في جنيف خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات، وخاصة بعد إعلان الهيئة العليا للمفاوضات عن تعليق المحادثات، أضاف: “لقد قدّمت المعارضة أجوبة عن كل أسئلة الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا خطيًا (بنحو17 ورقة)، لكن وفد النظام لم يقدم أية ورقة”. معتبرًا “لقد أخطات معارضة مؤتمر الرياض عندما أجّلت المفاوضات، فكان عليها البقاء، حتى لو كررت المطالب نفسها… فهي بانسحابها حققت للنظام ما يريده للأسف”.

 

تسهيل مهمة النظام

ولمعارضين سوريين رؤية مغايرة عما يجري في يوميات جنيف وجولاتها، وبما يحدث على الصعيد الداخلي، حيث قال خدّام “لقد حمّلت المعارضة النظام المسؤولية عن خرق الهدنة، مع أن التقارير الروسية والأميركية حمّلت جبهة النصرة وحلفاءها مسؤولية الخرق في ريف حلب الجنوبي الغربي وفي ريف اللاذقية، وهي مستثناة من وقف إطلاق النار”، حسب تعبيره.

 

ورأى أن “هذا ما كان يريده النظام السوري”، مشيرًا إلى أن “النظام يتحيّن أي فرصة لنقض الهدنة، لتعزيز مواقعه على الأرض، بعدما أعاد الروس تسليح الجيش، وبعدما صار التدخل الإيراني مكشوفًا.. لذلك ما كان على المعارضة تسهيل مهمته بتقديم الذرائع له”.

 

وحول موقفه مما يجري، وخاصة أن هيئة التنسيق مشاركة في الهيئة العليا للمفاوضات، قال “بالنسبة إليّ لست راضيًا حقيقة عن أداء وفد معارضة الرياض علمًا أن هيئة التنسيق جزء منها، ومنذ البداية لم أكن راضيًا عن مخرجات مؤتمر الرياض، ولا عن تصدر العسكريين والمتشددين لوفد التفاوض… إنهم ببساطة لا يريدون الحل السياسي، وهذا ما يعلنونه في المناقشات التي تجري في إطار الهيئة العليا للمفاوضات.. هم قلة، وهم ربما بضعة أشخاص، لكنهم يتصدرون المشهد، ولا يلتزمون بما يتم الاتفاق عليه”.

 

وتابع خدام معبّرًا عن وجهة نظره: “كل ما قاله رياض حجاب في مؤتمره الصحافي أول أمس لا يعدو كونه خطأ سياسيًا خالصًا.. وما يصرح به أسعد الزعبي وجورج صبرة ومحمد علوش وغيرهم من أعضاء هيئة التفاوض أيضًا”.

 

عرض لا يرفض

وتساءل خدام: “هل يعقل أن تكون قضية القضايا بالنسبة إليهم، بل ربما القضية الوحيدة، هي التخلص من الأسد وزمرته ومحاكمتهم، وهو لا يزال يمتلك قوة حاسمة على الأرض، ولديه أنصاره؟!، ويريدون ذلك في بداية المرحلة الانتقالية؟!”، على حد قوله. واستطرد: “لو فكروا بصورة جيدة، لأمكنهم هزيمته، عن طريق تبني دستور لنظام جمهوري برلماني مثلًا؟”.

 

وتطرق خدام إلى ما طرحه الموفد الدولي، فقال إن “دي ميستورا قدم إليهم عرضًا، ما كان عليهم أن يرفضوه بصورة مباشرة، وهو تعيين ثلاثة نواب للرئيس، واحد عن كل منصة من منصات المعارضة، تختارهم منصاتهم، ويتقاسمون صلاحية الأسد المنصوص عنها في الدستور الحالي، بما فيها صلاحيات الولاية على الجيش والأمن”.

 

وأكد أنه “كان عليهم أن يطلبوا من دي ميستورا تقديم العرض بصورة رسمية، ويستمهلوا لدراسته على الأقل”. أضاف خدّام “لست راضيًا عن أداء معارضة الرياض التفاوضية، رغم أن هيئة التنسيق تعترض على الكثير من المسائل، لكن في النهاية يحقق “المتشددون” ما يريدونه”.

 

تساءل أيضًا مستغربًا من أن تقدم منصة القاهرة للمعارضة السورية أفكار هيئة التنسيق الوطنية من دون أن تطرحها هيئة التنسيق نفسها، وقال “هل يقدم السيد جهاد مقدسي باسم منصة القاهرة رؤية هيئة التنسيق للمرحلة الانتقالية مفصلة بكل مؤسساتها، وهيئة التنسيق لا تقدمها؟!”.

 

لإيصال الصوت المستقل

وكرر مطالبته مرارًا وفد هيئة التنسيق الوطنية إلى جنيف بـ “أن يكون لهم صوتهم المستقل، وأن يصل هذا الصوت إلى الإعلام”. وتابع: “طالبتهم بأن يكون لهم حضور في كل منصات المعارضة، لأنهم في الأساس أحد أركانها الأساسية… طالبتهم بالرد علنًا ومباشرة على خروقات رياض حجاب ومجموعته المتشددة، لكن من دون جدوى”.

 

وانتهى خدام إلى أن “حرصهم على نجاح العملية السياسية جعلهم يشتغلون بصمت، لكن هذا الصمت استغله المتشددون في الهيئة العليا للمفاوضات، لتمرير ما يريدون، ويتحمل الجميع مسؤوليته”. وقال “لأسباب كثيرة لقد تركت هيئة التنسيق، رغم أنني لا أزال أعدّها أهم إطار وطني للمعارضة السورية”.

 

الملف الإنساني ما فوق التفاوضي

وفي رسالة مستقلة من جنيف، قالت هيئة التنسيق إنها أتت إلى جنيف وفق جدول أعمال مبني على بيان جنيف 30/6/2012 وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، “وكان هناك اتفاق على فصل المسارات ما بين الملف الإنساني، الذي هو فوق التفاوضي، والذي تكفلت الأمم المتحدة بمتابعته، والملف السياسي التفاوضي، الذي هو أساس ومحور عملنا”.

 

وأوضحت الرسالة أنه كان من المقرر في نهاية الجولة الثانية، وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، أن يتم فيها البحث في عملية الإنتقال السياسي، الذي يتضمن ثلاثة بنود، وهي الإنتقال السياسي، والإعلان الدستوري أو إعداد دستور جديد، ومن ثم الإنتخابات.

 

وعبر هذا القرار، حصل فصل بين الملف السياسي والملف الإنساني، وبقي دور المعارضة هو متابعة تنفيذ بنود المسار الإنساني، من حيث استمرار الهدنة وفك الحصار وإطلاق سراح المعتقلين، باعتبارها استحقاقًا وطنيًا مدعومًا بقرارات أممية، “وبالتالي فهي وفق قول دي ميستورا: بنود ما فوق تفاوضية. والدخول إلى العملية السياسية التفاوضية من بابها الطبيعي، وهو الانتقال السياسي”.

 

وأضافت هيئة التنسيق أنه “هنا وفي هذه المرحلة، ومع بداية المرحلة الثالثة واجهتنا مماطلة كبيرة بطريقة ما أو بأخرى في تنفيذ الاستحقاق المتعلق بالقضايا الإنسانية، والعمل من قبل النظام على اعتبارها مادة للابتزاز التفاوضي، وعدم الالتزام بمضمون البيانات والقرارات الدولية المتعلقة بالعملية السياسية”.

 

المعتقلون خارج المتابعة

عن مدى جديتها، أكدت “نحن جادون في توجهنا لإنجاح العملية السياسية، لكننا لاحظنا توقف العمليات الإنسانية، وذلك بحسب تقارير الأمم المتحدة، كما وأن خروقات الهدنة عديدة، ومن طرف واحد، والإعلان الرسمي من النظام عن محاولته استعادة حلب التي تقصف من ثلاثة محاور، وملف المعتقلين لم يفتح، وأكثر من ذلك، فإن النظام وافق على تشكيل لجنتين، واحدة خاصة بالهدنة، والأخرى مختصة بفك الحصار، لكنه رفض تشكيل لجنة مختصة بشؤون المعتقلين”.

 

وشددت هيئة التنسيق على شعاراتها “لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل الخارجي”، لكنها لفتت إلى أنه “لا يمكن أن نقول لمن يتلقى النيران ألا يرد، “في إشارة إلى خرق النظام السوري الهدنة، وعدم استطاعتها القول للجيش الحر بعد الرد على قصف النظام.

 

وفي ما يخص المسار السياسي، أشارت هيئة التنسيق الوطنية إلى أنه يقع ضمن ثلاثة بنود، أوله موضوع هيئة الحكم الإنتقالي، وقالت “أردنا أن نعمل على بلورة هذه النقطة، لكي نخرج بنتيجة ناضجة غير مرتجلة. أما وفد النظام فلقد حدد أنه لن يدخل في هذا الموضوع، وإنما عاد إلى عرض فكرته حول حكومة وحدة وطنية. و”هذا الأمر كنا قد رفضناه عندما عرض ذلك سابقًا علينا في دمشق، وقلنا يومها إننا لسنا هنا لكي نشغل وظائف شاغرة لدى النظام وإننا لن نعود إلى هذا، وإن هذا الأمر لن ينتج حلًا في البلاد”.

 

باقون في جنيف

وكشفت عن اجتماعات مطولة على مدى أيام، تم النقاش فيها مطولًا في سلبيات وإيجابيات ما سينتج من موقفنا، واتفقنا في النهاية على تأجيل المشاركة في المحادثات  بانتظار أجوبة عن أسئلتنا “نحن لن نوافق على فتح ملفات جديدة تؤدي إلى تشتيت الموضوعات، وسنبقى بانتظار أجوبة عن أسئلتنا، وهي متعلقة بفك الحصار والمعتقلين والتمسك بالهدنة، وأخيرًا في بحث عملية الانتقال السياسي”.

 

وأعلن أعضاء هيئة التنسيق “نحن لن نغادر جنيف، وسنبقى جاهزين للاجتماع بمن يود البحث في الأمور التقنية المتعلقة بكل القضايا التي فتحت ملفاتها، وأن دي ميستورا يقوم بعمله بتقنية عالية من ضمن الصلاحيات المعطاة له”.

 

واعتبرت الهيئة أن خروقات الهدنة خطيرة، وهناك أكثر من مائة فصيل مسلح، يؤيدون الهيئة العليا للمفاوضات، ويوافقون على الحل السياسي وفق العملية التفاوضية، لكنهم اليوم بدأوا يتململون، لأنهم يتعرّضون للقصف، في اختراق للهدنة من دون إمكانية الرد.

 

النظام يواصل قصف ريف حمص واغتيال قائد للمعارضة بإدلب  

قال مراسل الجزيرة إن “طيران النظام السوري شن غارات جوية صباح اليوم على مدينة الحولة بريف حمص”. بينما أعلنت المعارضة السورية المسلحة اغتيال أحد قادتها بمدينة جسر الشغور بريف إدلب.

 

وواصلت طائرات النظام قصف قرى وبلدات عدة في ريف حمص، لليوم العاشر على التوالي، حيث أغارت الطائرات الحربية على مدينة الحولة، كما ألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على قرية تيرمعلة بريف حمص الشمالي.

 

ووفق مراسل الجزيرة فقد قتل وجرح عشرات المواطنين أمس الأربعاء في قصف بلدات الحولة وتيرمعلة ودير فول وتلبيسة والرستن والزعفرانة بالصواريخ والبراميل المتفجرة.

 

وفي جسر الشغور في ريف إدلب، قالت المعارضة المسلحة إن مسلحين مجهولين قتلوا عماد طبق أبو عدي القائد بالفرقة الأولى الساحلية التابعة للجيش السوري الحر مساء الأربعاء على طريق حمام الشيخ عيسى.

 

وفي الأثناء، أفادت مصادر للجزيرة بسقوط عدة قتلى من النظام السوري في تجدد الاشتباكات مع الوحدات الكردية بسجن القامشلي.

 

وكان مسؤول في وحدات حماية الشعب الكردية قال لوكالة رويترز إن اثنين من أفراد قوة الأمن الكردية (أسايش) قتلا بعد أن استهدفتهما قوات النظام في بلدة القامشلي في الحسكة (شمال شرق).

 

معارك متفرقة

وفي حلب، قالت المعارضة إن مجموعة من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية حاولت التسلل إلى بلدة مارع، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة، ما أسفر عن مقتل 35 من التنظيم وتدمير عدد من سياراته.

 

واستخدم التنظيم في الهجوم ثلاث سيارات مفخخة على المدينة، إلا أن قوات المعارضة دمرتها قبل وصولها مارع، بينما سيطر التنظيم على قرية كفر حسن التي كانت بيد المعارضة شرقي مدينة إعزاز.

 

وفي حماة، سقط ثلاثة قتلى -بينهم امرأة- جراء غارة للطيران الروسي على قرية المسيطبة بالريف الشرقي، وفق وكالة مسار.

 

وفي درعا، دارت اشتباكات “عنيفة” صباح اليوم بين قوات المعارضة ولواء “شهداء اليرموك” -المتهم بقربه من تنظيم الدولة- في بلدات الشجرة ونافعة وعين ذكر، وتزامن ذلك مع قصف المعارضة مواقع اللواء وحركة “المثنى” في البلدات المذكورة بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.

 

وكانت المعارضة المسلحة سيطرت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء على حاجز العلان (غربي بلدة سحم) بريف درعا الغربي، كما أضافت وكالة مسار أن المعارضة سيطرت على بلدة عين ذكر وحاجز السد وسد العلان بعد معارك مع لواء شهداء اليرموك في درعا.

 

فرنسا تدعو لعقد اجتماع وزاري لـ”أصدقاء سوريا”  

اقترح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت عقد اجتماع على مستوى الوزراء لمجموعة أصدقاء سوريا.

 

وقال أيرولت في تصريحات صحفية في باريس أمس الأربعاء إن “الاقتراح سيناقش في اجتماع يحضره رؤساء حكومات فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى هانوفر الألمانية الاثنين المقبل”.

 

وأوضح أيرولت أنه بحث هذا الاقتراح خلال الزيارة التي قام بها إلى روسيا أول أمس الثلاثاء، مضيفا أن القرار بشأن الاجتماع سيتخذه الزعماء الذين سيجتمعون في هانوفر.

 

ولم تتوصل المفاوضات الجارية في جنيف بين الأطراف السورية إلى حلول بخصوص مصير بشار الأسد وعملية الانتقال السياسي، وأعلنت الهيئة العليا للتفاوض المشكلة من قبل المعارضة الاثنين الماضي تأجيل مشاركتها في المفاوضات مع بقائها في جنيف، مرجعة السبب إلى وقف توصيل المساعدات الإنسانية في سوريا وعدم إطلاق سراح المعتقلين وانتهاك النظام السوري اتفاق وقف الأعمال العدائية.

 

إلى أين تقود مظاهرات السويداء دروز سوريا؟  

رأفت الرفاعي-غازي عنتاب

 

بالشعارات نفسها التي رددها المتظاهرون في درعا (مهد الثورة السورية) شهدت محافظة السويداء (جنوبي البلاد) مؤخرا احتجاجات مناوئة للنظام السوري بشكل محدود وآني لتعيد معها إلى الواجهة موقع الدروز في المشهد السوري الملتهب.

 

ويعود معها السؤال مجددا عن الخيارات المتاحة في توصيف موقع الطائفة الدرزية, الذي كان قد انتقل إلى بُعد جديد ومعطيات جديدة إبان بروز مجموعة الموحدين الجدد التي عرفت باسم مشيخة الكرامة, والتي شكلت المقابل والمكافئ الديني للهيئة الروحية العليا لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا ورئيسها حكمت الهجري الموالية للنظام.

 

ولفهم طبيعة الحراك الذي جرى في المحافظة، يوضح يوسف سويد -وهو اسم مستعار لأحد منظمي الاحتجاجات- للجزيرة نت أن الحراك بدأ عمليا حراكا مطلبيا يقتصر على احتجاج الطلبة لتجنيد بعض المدرسين في قوات النظام ومعاقبة المتخلفين بالفصل الوظيفي. ونالت هذه الاحتجاجات استحسان الشارع وتعاطفه.

 

وأضاف سويد أن المشاركة في المظاهرات اقتصرت على المنظمين ومعظمهم من الطلبة ولم يساندهم أو يعترض عليهم المارة وأصحاب المحلات التجارية, ولفت إلى أن المظاهرات لم تلق قبولا من بعض القوى السياسية المحسوبة على المعارضة في المحافظة.

توسع الاحتجاجات

يسود محافظة السويداء، بحسب متابعين، مزاج عام هو أقرب لرغبة تحييد السويداء عن الصراع في سوريا, وهو ما يتلاقى مع سعي مشيخة الكرامة وزعميها وحيد البلعوس الذي اغتيل في نوفمبر/تشرين الأول الماضي, يُضاف إلى ذلك رفض تجنيد شباب الطائفة في قوات النظام, وهو مسعى يلقى تعاطفا في محافظة عانت من تهميش تعود جذروه إلى ستينيات القرن الماضي عقب محاولة انقلابية لضباط دروز على كتلة الضباط العلويين.

 

الصحفي فادي داهوك, وهو من أبناء السويداء، قال للجزيرة نت إن وحيد البلعوس كان في مرحلة ما قوة محلية عبّرت عن هموم وهواجس شريحة واسعة من أهالي السويداء، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تختفي هذه الهواجس أو المطالب لمجرد عملية التصفية التي نفّذها النظام بحق رجال الكرامة.

 

وعن فرص توسع الاحتجاجات، اعتبرها داهوك كبيرةً غير أنها تخضع إلى حسابات كثيرة، منها أن النظام قد يتركها حتى تنتهي من تلقاء نفسها بسلام لتكون بمثابة مرحلة لتفريغ الاحتقان في السويداء، خصوصاً أنه لم يبدِ طيلة السنوات الخمس أي استعداد لخوض مواجهة جديّة في السويداء لحاجته الماسة لها كورقة رابحة يختبئ خلفها في سياق روايته حول حماية الأقليات من الإرهاب.

أقل من المطلوب

من جهته اعتبر المعارض السوري مطيع البطين في حديث للجزيرة نت أن الحراك والمظاهرات في السويداء هي تعبير ومشاركة وطنية “ضد إجرام وطائفية بشار الأسد”.

 

وأضاف أن هذه الاحتجاجات تؤكد كذب النظام في دعواه أنه حامي الأقليات والمحافظ على حقوقها. واستدرك بالقول إن هذا الحراك لم يرق بعد إلى مستوى  الثورة والمشاركة القوية فيها، عازيا الأمر إلى بطش النظام وإلى تخوفات الأقليات من المستقبل في سوريا.

 

وختم البطين بالقول إن الكثير من أبناء الطائفة الدرزية يعارضون النظام ويريدون إسقاطه ويرغبون أن تكون لهم بصمتهم الواضحة في الثورة السورية ولو كانت متأخرة أو متقطعة.

 

أطباء سوريون يستنجدون ببريطانيا لإنقاذ المدنيين من المجاعة  

وقعت مجموعة من الأطباء السوريين رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون يدعون فيها سلاح الجو الملكي لتنفيذ عمليات إسقاط جوي لمساعدات للمدنيين الجياع الذين لا يزالون يعيشون ظروف الحصار على الرغم من وقف إطلاق النار في الحرب التي تمزق سوريا منذ خمس سنوات.

 

ويقول الأطباء إن المدنيين يعانون من “مجاعة جماعية”، حيث توجد حاليا 18 منطقة جلها تحت حصار قوات الأسد على الرغم من قرار أممي يطالب بتسهيل دخول قوافل المعونة.

 

وذكرت صحيفة ديلي تلغراف أن هؤلاء الأطباء يدعمون حملة أطلقها بالفعل عدد من نواب الحزب الديمقراطي الليبرالي وحزب العمال إلى سلاح الجو البريطاني لاستخدام خبرته في عمليات الإسقاط الجوي المرتفعة لتوصيل الغذاء والدواء مباشرة.

 

واعتبر الأطباء عمليات الإسقاط الجوي أفضل أمل للشعب السوري لتجنب المجاعة على الرغم من أنها ليست الحل الأمثل.

 

يشار إلى أن هؤلاء الأطباء ينتمون إلى اتحاد الرعاية الطبية ومنظمات الإغاثة، وهي منظمة من الأطباء السوريين في الخارج تدعم اختصاصيي الصحة العاملين على مقربة من الخطوط الأمامية داخل سوريا.

 

ويقول أحد الأطباء العاملين في برمنغهام -ويدعى غانم الطيار- إن سبعمئة طبيب قضوا في الحرب، وإن هناك نقصا مزمنا في الأدوية الأساسية.

 

وعلق بأن “معدل الوفيات من الأمراض المزمنة ونقص العلاج يساوي الوفيات من القصف وإطلاق النار وأي شيء آخر”.

 

المعارضة: القوات الروسية غازية وتهيمن على القرار السوري

دبي – قناة العربية

ردت المعارضة السورية على الهجوم الروسي الذي وجه إليها، إذ وصفت قوات موسكو بالغازية، وذلك على لسان المتحدث باسم هيئة التفاوض، منذر ماخوس.

وأتى ذلك بعد أن دخلت روسيا على خط مفاوضات جنيف، التي توشك على الانهيار وأثنت على قرار المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، بعدم تعليق المفاوضات.

وأيّدت الخارجية الروسية تصريحات النظام السوري، وقالت إن الهيئة العليا للمفاوضات لا تُظهر أيَ استعداد للتوصل لاتفاق.

 

أميركا ترفض تعليقات وفد النظام على انسحاب معارضة سوريا

واشنطن – رويترز

رفضت وزارة الخارجية الأميركية تعليقات رئيس وفد النظام السوري في مفاوضات جنيف، بشار الجعفري، الذي قال، الأربعاء، إن قرار المعارضة تعليق التفاوض سيساعد على حل الصراع.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، خلال إفادة صحافية: “لا نعتقد أن الطريق الصحيح هو إبعاد المعارضة من هذه المباحثات. في الحقيقة العكس صحيح تماماً”.

ودعا كيربي وفد النظام لتفسير ما يعنيه بتشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة في سوريا.

 

عائلة صحفي أمريكي ذبحه داعش بسوريا تقاضي الأسد: ساعد بتأسيس التنظيم ووفر له التمويل والدعم لإلهاء العالم

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — تقدمت عائلة الصحفي الأمريكي، ستيفن سوتلوف بدعوى قضائية ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، مطالبة إياه بضرورة دفع تعويضات مالية لها عن مقتله بسبب تحميلها له مسؤولية تشكيل ودعم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، واستعانت في سبيل إثبات ذلك بتقارير وشهادات تثبت ضلوع النظام في ظهور التنظيم لصرف الانتباه الغربي عن إسقاط الأسد.

 

وقالت العائلة في الدعوى المقدمة بالمحاكم الأمريكية إن ستيفن سوتلوف “أخ وابن محب وقد سافر إلى سوريا لتغطية الأحداث فيها صحفيا حيث تعرض للاختطاف في الرابع من أغسطس/آب 2013 وجرى قتله بقطع رأسه في الثاني من سبتمبر/أيلول 2014 على يد تنظيم داعش الذي يستفيد من الدعم المادي الكبير المقدم من النظام السوري.”

 

وأضافت الدعوى الواقعة في 21 صفحة، أن نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، “ساعد على خلق تنظيم داعش وقدم له المساعدة الكبيرة لاحقا رغم أنه ظهر بمظهر العدو المزيف له في الحرب الأهلية السورية لمواجهة المعارضة المعتدلة ولتقوية الموقع التفاوضي للنظام السوري بمواجهة دول الغرب التي تطالب بإنهاء حكم الأسد.”

 

واتهمت الدعوى الأسد بتقديم الدعم المالي لداعش وكذلك الدعم اللوجستي والجوي عبر ضربات سلاح الجو وكذلك عبر معلومات استخبارية كان يقدمها له ضباط مخابرات زرعهم بصفوفه، معتبرة أن قتل سوتلوف أفاد نظام الأسد الذي حوّل أنظار الدول الكبرى في الغرب من الإطاحة به إلى السعي لتدمير داعش وتحويل النظام إلى “حليف الضرورة” بالحرب معه.

 

وذكرت الدعوى بتصنيف النظام السوري ضمن الدول الراعية للإرهاب بأمريكا عام 1979. كما لفتت إلى حكم قضائي أمريكي سابق يعود لعام 2008 حمّلت فيه المحاكم الأمريكية للنظام السوري المسؤولية عن قطع رأس اثنين من المتعاقدين الأمنيين الأمريكيين بالعراق بسبب الدعم الذي كانت تقدمه لتنظيم القاعدة في العراق منذ عام 2003، علما أن ذلك التنظيم شكل النواة الأساسية لداعش.

 

واستعانت الدعوى بمقابلات مع قيادات عسكرية سورية سابقة أو منشقة وبتقارير لمراقبين تشير إلى دور النظام السوري في إخراج كبار قادة داعش من السجون وتوفير المساعدة لهم وتسليحهم لبناء تشكيلات عسكرية. كما أوردت ما ذكره مسؤولون في الإدارتين الأمريكية والبريطانية عن استفادة النظام السوري من نفط داعش وتوفير المعونة الفنية له بالمقابل لإدارة الحقول وكذلك دعمه جويا في المعارك التي يخوضها التنظيم مع المعارضة المعتدلة.

 

“قلق” أمريكي إزاء تقارير بنقل مزيد من المواد العسكرية الروسية إلى سوريا

الرياض (رويترز) – قال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي الأبيض يوم الخميس إن الولايات المتحدة قلقة إزاء تقارير بأن روسيا تنقل مزيدا من المواد العسكرية إلى سوريا.

 

جاء ذلك في إفادة صحفية بالعاصمة السعودية الرياض حيث يحضر الرئيس الأمريكي باراك أوباما قمة مع دول مجلس التعاون الخليجي تبحث قضايا تتعلق بالأمن الإقليمي.

 

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى