أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 22 أذار 2018

 

أنقرة ترفض «عرضاً أميركياً» لاقتسام منبج

بيروت، لندن – «الحياة»

 

تواصل تركيا مساعيها مع الولايات المتحدة لحسم مصير مدينة منبج، حيث تتمركز قوات أميركية في المنطقة الخاضعة لسيطرة مقاتلين أكراد في شمال سورية. ونفت أنقرة أمس، التوصّل إلى «اتفاق» مع الإدارة الأميركية في شأن المدينة، مشيرة إلى وجود «تفاهم لتحقيق الاستقرار» فيها وفي مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الأكراد شرق نهر الفرات.

 

في غضون ذلك، أعلنت فصائل سورية معارضة في الغوطة الشرقية، التوصّل إلى اتفاق مع النظام برعاية روسية، يقضي بإجلاء مسلّحي «حركة أحرار الشام» من مدينة حرستا بعد موافقتهم على إلقاء أسلحتهم في مقابل «المرور الآمن».

 

وأفادت «وحدة الإعلام الحربي» التابعة لـ «حزب الله» اللبناني أمس، بأنّ حوالى 1500 مسلح و6000 من أفراد أسرهم، سيبدأون اليوم مغادرة بلدة حرستا، بناءً على اتفاق يقضي بإجلائهم. وأوضحت أن من يشملهم الإجلاء، سينتقلون على دفعتين إلى إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة.

 

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين معارضين تأكيدهما التوصل إلى اتفاق بوساطة روسية لإجلاء مجموعة من المسلحين. وأضافا أن مقاتلين من «أحرار الشام» التي تسيطر على حرستا المحاصرة، وافقوا على إلقاء أسلحتهم في مقابل العبور الآمن إلى مناطق سيطرة المعارضة، فيما أوضح مصدر مطلع أن «عقبات قد تؤدي إلى تأجيل التنفيذ بضعة أيام». وأكد أن المدنيين الباقين في المدينة «يواجهون معاناة يصعب التعبير عنها».

 

وفي موازاة اتفاق الإجلاء، واصلت القوات النظامية هجومها على الغوطة الشرقية، آخر معاقل المعارضة قرب دمشق، حيث باتت قوات النظام تسيطر على 70 في المئة من المنطقة، فيما يفرّ المدنيون بالآلاف عبر معابر حددتها في اتجاه مناطق سيطرتها.

 

وقدّر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» نزوح أكثر من 70 ألف مدني خلال أسبوع من الغوطة، فيما تحدثت الأمم المتحدة عن خروج 45 ألفاً في الأيام الماضية.

 

ووصف الممثل المقيم لنشاطات الأمم المتحدة في سورية علي الزعتري الوضع في مراكز الإيواء التي خصصها النظام للفارين بأنه «مأسوي». وقال: «لو كنت مواطناً لما قبلت بأن أبقى في (مركز إيواء) عدرا لخمس دقائق. صحيح أن الناس هربوا من القتال، لكنهم ألقوا بأنفسهم في مكان لا يجدون فيه فرصة للاستحمام».

 

وفي إدلب، قُتل 20 شخصاً بينهم 16 طفلاً، بغارة نفذتها طائرات لم يعرف هل هي سورية أو روسية قرب مدرسة في قرية كفر بطيخ في ريف إدلب الشرقي. وأوضح «المرصد» أن الغارة نفّذت أثناء خروج التلامذة من المدرسة، مشيراً إلى أن أعمار الأطفال القتلى لا تتجاوز 11 سنة.

 

في غضون ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأميركي دونالد ترامب إلى انتهاج موقف «يبدد التشوش في السياسات (الأميركية) في اتجاه بلادنا»، بسبب الدعم الأميركي للمقاتلين الأكراد والخلاف بين أنقرة وواشنطن على مصير مدينة منبج. وكشف أردوغان في تصريحات نقلتها وكالة «الأناضول» أن الإدارة الأميركية «عرضت على تركيا أخذ نصف منبج، فيما يأخذ الأميركيون النصف الآخر، إلا أننا قلنا لهم: لا نحن ولا أنتم، بل يجب أن يتواجد فيها أصحابها، لأننا نريد إدارة عادلة، ونتعامل مع الأمر بمفهوم عادل».

 

وسبق هذه التصريحات، إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده «توصلت إلى تفاهم وليس إلى اتفاق كامل» مع واشنطن في شأن مدينة منبج. ونفى التوصل إلى اتفاق، قائلاً إن أنقرة سعت إلى الاتفاق مع واشنطن في شأن من سيؤمن منبج بعد انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها تركيا «منظمة إرهابية»، من المنطقة، مؤكداً أن الانسحاب من منبج فقط «لن يكون كافياً».

 

وأضاف الوزير: «ستنسحب وحدات حماية الشعب من هذه المناطق، من منبج على سبيل المثال، وسنعمل معاً لتأمين هذه المناطق». وزاد: «منبج ليست كافية. الوحدات ستغادرها أولاً، وسيديرها أهلها. وسيتم ضمان أمن المنطقة». ولفت إلى أن «نموذج منبج سيطبق على مناطق أخرى خاضعة أيضاً للوحدات».

 

اتفاق لإجلاء مسلحي «أحرار الشام» من حرستا

بيروت، عمان – «الحياة»، رويترز

 

في خطوة هي الأولى من نوعها في المعقل الأخير لمقاتلي المعارضة قرب العاصمة السورية دمشق، أكدت مصادر في المعارضة السورية التوصل إلى اتفاق بوساطة روسية يفضي بإجلاء مسلحي «حركة أحرار الشام» من حرستا إلى إدلب في شمال غربي سورية بعد موافقتهم على إلقاء أسلحتهم في مقابل المرور الآمن.

 

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين في المعارضة تأكيدهما التوصل إلى اتفاق بوساطة روسية لإجلاء مجموعة من المسلحين من حرستا إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة.

 

وأضاف المصدران أن مقاتلين من «أحرار الشام» التي تسيطر على حرستا المحاصرة وافقوا على إلقاء أسلحتهم في مقابل العبور الآمن إلى مناطق تحت سيطرة المعارضة، وعرض بالعفو عمّن يرغبون في البقاء بموجب شروط مصالحة محلية مع السلطات، لكن لا يوجد ما يشير لموعد تنفيذ الاتفاق، فيما أوضح مصدر مطلع على المحادثات أن «عقبات قد تؤدي إلى تأجيل تنفيذه بضعة أيام».

 

وأكد مسؤول مطلع على المحادثات أن المدنيين الباقين في المدينة «يواجهون معاناة يصعب التعبير عنها».

 

ونقلت وسائل إعلام تابعة للمعارضة عن مسؤول محلي في حرستا، الخاضعة لسيطرة المعارضة، قوله إن هناك اتفاقاً جرى التوصل إليه لكنه لم يحدد متى يُتوقع تنفيذه.

 

من جانبه، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى اتفاق يقضي بإخراج جرحى وعائلاتهم وعناصر من «أحرار الشام» مع أسرهم في اتجاه إدلب، لافتاً إلى أن «جيش الإسلام» حاول فك الحصار عبر السيطرة على مسرابا.

 

توازياً، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية «خروج 315 شخصاً من حرستا عبر معبر الموارد المائية من بينهم 15 مسلحاً من «أحرار الشام» رغبوا بإلقاء السلاح».

 

وقال الناطق باسم المركز اللواء فلاديمير زولوتوخين إنه «لضمان الخروج الآمن للمدنيين من ضاحية حرستا في الغوطة الشرقية، بدأ الممر الإنساني الثالث بالعمل، وخلال اليوم خرج 315 شخصاً عبر الممر، بمن فيهم 15 متشدداً قرروا الاستسلام». ولم تعلّق «أحرار الشام» على الإعلان الروسي.

 

واستعادت قوات النظام وقوات متحالفة معها 70 في المئة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة في الغوطة، فيما يفر المدنيون بالآلاف بعد قصف بدأ قبل أسابيع.

 

وأتى اتفاق الإجلاء بعد سنوات من الحصار والقصف وهي سياسة استراتيجية رئيسة يتبعها النظام لإرغام المسلحين على الاستسلام وساعد ذلك الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة مدينتي حلب وحمص بالكامل ومناطق أخرى.

 

وشنّ مقاتلون من المعارضة هجوماً كبيراً العام الماضي على ثكنات للجيش على مشارف حرستا، ما دفعه للرد بهجمات دامية كانت من الأعنف في السنوات الماضية.

 

وساء الوضع بالنسبة لمقاتلي المعارضة المحاصرين في حرستا، وهم بالمئات، بعد نجاح النظام في وقت سابق من الشهر في تقسيم الغوطة إلى ثلاث مناطق محاصرة، ما جعل حرستا معزولة عن بقية المناطق. وكان النظام منح الأحد الماضي المسلحين في حرستا مهلة للانسحاب وفق ما أفادت وسائل الإعلام الرسمية، فيما أكد سكان ورجال إنقاذ أن الطائرات الروسية كثفت القصف على حرستا بينما كانت المحادثات في شأن الاتفاق جارية.

 

ويزيد اتفاق حرستا الضغط على جماعتي المعارضة الرئيستين وهما «فيلق الرحمن» في المنطقة الجنوبية و «جيش الإسلام» في المنطقة الشمالية للتوصل أيضاً إلى تفاهمات، على رغم أنهما أكدا في وقت سابق رفض عرض روسي لمغادرة الغوطة.

 

وأعلن مسؤول في المعارضة إن الخيار الأكثر ترجيحاً هو نقل مقاتلي «فيلق الرحمن» و «جيش الإسلام «إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سورية وجنوبها.

 

مقاتلون معارضون ومدنيون ينتظرون إجلاءهم من حرستا في الغوطة الشرقية

حرستا: اصطفت عشرات الحافلات البيضاء اللون إلى جانب الطريق المؤدي من دمشق إلى حرستا في الغوطة الشرقية، سيتم استخدامها لإجلاء مقاتلين ومدنيين الخميس من المدينة.

 

ويأتي ذلك في إطار اتفاق أعلنت عنه حركة أحرار الشام التي تسيطر على حرستا وقالت إنه نتيجة مفاوضات مع روسيا. وهو الأول من نوعه منذ بدء قوات النظام السوري تصعيدا عسكريا عنيفا لاستعادة هذه المنطقة المحاصرة قبل شهر.

 

وكان من المفترض أن تبدأ عملية الإجلاء عند الساعة السابعة صباحاً (05,00 ت غ)، لكنها تأخرت من دون أن يكون في الامكان معرفة أسباب التأخير الذي غالبا ما يحصل في عمليات الإجلاء العديدة التي شهدتها مناطق كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة طوال سنوات النزاع.

 

وقال المتحدث باسم حركة أحرار الشام في الغوطة الشرقية منذر فارس “العملية لم تبدأ بعد”.

 

وعند أطراف حرستا، شاهد مراسل فرانس برس في باحة تجمع فيها الصحافيون، عدداً من الجنود الروس والسوريين والدبابات وسيارات الإسعاف.

 

وقال مصدر عسكري في المكان أن العمل جار حاليا على فتح الطريق إلى مناطق سيطرة حركة أحرار الشام في حرستا التي تتصاعد منها سحب دخان سوداء.

 

وتسيطر حركة أحرار الشام على الجزء الأكبر من مدينة حرستا في غرب الغوطة الشرقية والتي تقع على بعد نحو خمسة كيلومترات من دمشق. وتحتفظ قوات النظام بسيطرتها على جزء منها.

 

ويأتي الاتفاق بعد حملة عسكرية عنيفة تشنها قوات النظام منذ 18 شباط/ فبراير على الغوطة الشرقية، بدأت بقصف عنيف ترافق لاحقاً مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من ثمانين في المئة من هذه المنطقة المحاصرة منذ خمس سنوات تقريبا.

 

ومع تقدمها في الغوطة، تمكنت قوات النظام من تقطيع اوصالها إلى ثلاثة جيوب منفصلة هي دوما شمالاً تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام، وبلدات جنوبية يسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن، بالاضافة الى حرستا. وهذه المدينة أقل كثافة سكانية من الجيبين الآخرين.

 

ويقضي الاتفاق، بحسب حركة أحرار الشام، بخروج المقاتلين بسلاحهم مع أفراد من عائلاتهم ومن يرغب من المدنيين، على أن يبقى في المدينة من أراد من السكان.

 

وكان وزير المصالحة السوري علي حيدر أوضح الأربعاء أن “مركز المصالحة الروسي تولى إجراء الاتصالات مع مسلحي حركة أحرار الشام” من دون تدخل مباشر من دمشق.

 

وغالباً ما يجري مركز المصالحة الروسي مفاوضات مع فصائل معارضة ويراقب مسار وقف الاعمال القتالية في سوريا.

 

وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف. (أ ف ب)

 

وزير خارجية تركيا: سنطرد الأكراد من الحدود مع سوريا ما لم نتوصل لاتفاق مع أمريكا

أنقرة: قال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو الخميس إن أنقرة ستطرد وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة الحدود مع سوريا ما لم تتوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة على خطة لإخراج الجماعة من منطقة منبج السورية.

 

وقال الوزير خلال مقابلة مع وكالة الأناضول الرسمية للأنباء “ما لم نتوصل لهذه الخطة فسيكون الخيار الوحيد المتبقي هو طرد الإرهابيين”.

 

وأضاف أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيجريان اتصالا هاتفيا الخميس. (رويترز)

 

«تفاهم» بين أنقرة وواشنطن حول تسليم منبج لفصائل عربية من «قسد» وروسيا تتفق مع «أحرار الشام» على إجلائهم من الغوطة دون تدخل من دمشق

تنظيم «الدولة» يعدم قائدا عسكريا في «لواء درع الأسد» عند أبواب دمشق

دمشق ـ إنطاكيا ـ «القدس العربي» من وائل عصام وهبة محمد: بدا الإعلان التركي حول عدم التوصل لاتفاق حول منبج، وكأنه عودة للمربع الأول في التعاون مع الأمريكيين حول مناطق السيطرة الكردية التي تؤرق الاتراك شمالي سوريا، فوزير الخارجية التركي وصف ما تم التوصل إليه حول منبج بـ«التفاهم» وليس «الاتفاق»، مطلقاً الكثير من التكهنات حول مصير المدينة العربية الخاضعة للهيمنة الكردية، والتي تسعى تركيا لربطها بعملية عفرين الأخيرة.

وكان البلدان قد توصلا لتشكيل ثلاث لجان مشتركة، بعد زيارة وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت ماكماستر الى أنقرة الشهر الماضي، تقوم إحداها بالنظر في ملف منبج والمناطق الكردية، ولكن يبدو أن إقالة وزير الخارجية الأمريكي قد أضافت تعقيداً جديداً لعمل هذه اللجان، فبعد أن سارت اللقاءات الأولى للجان في واشنطن، نحو مسودة اتفاق بتشكيل نقاط مراقبة مشتركة بين البلدين حول منبج، وتعهد أمريكي بإخراج الوحدات الكردية من منبج وتنصيب قوى محلية من المدينة العشائرية في مجلس محلي، عادت التصريحات الأمريكية السلبية لتضفي أجواء من التشاؤم حول التعاون المشترك، إذ صرحت هيذر ناورت، الناطقة الرسمي باسم الخارجية الامريكية أخيرا بأن المحادثات مع الجانب التركي قد فشلت، معللة ذلك بعجز اللجان الفنية بين البلدين عن التوصل لاتفاق حول منبج، وهو ما أكده قبل ساعات وزير الخارجية التركية جاويش أوغلو.

وكان لافتاً، أن وزير الخارجية التركي، تراجع عن الحديث عن تقدم قوات بلاده إلى منبج، وهو التهديد الذي يكرره باستمرار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وقال إن الولايات المتحدة هي من سيقوم بإخراج القوى الكردية من منبج، متسائلاً في تصريحه عن «الجهة التي ستؤمن منبج» بعد خروج الأكراد.

ومن الواضح أن الولايات المتحدة تريد طمأنة حلفائها الاتراك بتقديم تعهدات بإخراج القوى الكردية، لكن من الواضح أيضا أن واشنطن لا ترغب بدخول القوات التركية إلى منبج للقيام بهذه المهمة، كما فعلت في عفرين، وقد يقوم الأمريكيون بإقناع الأكراد بتنصيب مجلس محلي خاضع للفصائل العربية التي تشكل جزءاً من «قوات سوريا الديمقراطية»، وهو أحد السيناريوهات المقترحة كحل وسط لإرضاء أنقرة، رغم أن هذه الصيغة ستعني أن منبج ستبقى تحت هيمنة حلفاء القوات الكردية العرب، وإن خرج منها الأكراد.

ولعل التعنت الأمريكي في مسألة منبج، والسياسة المتشددة إزاءها بعكس ما حصل في عفرين، يعودان لعاملين رئيسيين، الأول هو أن منبج تقع ضمن منطقة كردية خاضعة لتفاهمات أمريكية مشتركة حول الشراكة في قتال تنظيم «الدولة»، وهو ما أعلنه الأمريكيون مراراً، مبررين عدم تدخلهم الجدي إزاء ما حصل في عفرين الواقعة خارج تلك الكتلة الجغرافية الممتدة من حدود دير الزور والحسكة شرقاً الى تل رفعت غرباً، فمنبج دخلتها القوى الكردية في عملية عسكرية منسقة مع الجانب الأمريكي، خلال حملة قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة»، ولا يبدو أن الأمريكيين يرغبون بخسارة مكتسباتهم العسكرية وحلفائهم الأكراد.

النقطة الثانية تتعلق بالتنافس المحموم بين واشنطن وموسكو على النفوذ في شمال سوريا، إذ تدرك الولايات المتحدة أن خروجها مع حلفائها من منبج او أي منطقة كردية متحالفة مع الأمريكيين، سيعني ربما، مساحة جديدة لروسيا وإيران للتحرك سياسيا وعسكريا في الشمال السوري، ويزداد هذا التنافس المحموم بين القوتين الدوليتين بصورة مطردة في الأشهر الأخيرة، إذ يسعى الروس لإبعاد النفوذ الأمريكي من أراضي حلفائهم الإقليميين في الشرق الأوسط.

إلى ذلك أعلنت «حركة أحرار الشام» المعارضة الأربعاء التوصل الى اتفاق لإجلاء مقاتليها من مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، في اتفاق هو الأول من نوعه منذ بدء قوات النظام تصعيدها العسكري على المنطقة المحاصرة.

ويأتي التوصل الى هذا الاتفاق بموجب مفاوضات تمت بين الفصيل المعارض ووفد روسي من مركز المصالحة الروسي ومقره في قاعدة حميميم (غرب)، من دون تدخل مباشر من دمشق، وفق ما أكد وزير المصالحة السوري علي حيدر لوكالة فرانس برس.

وبعد خروجهم من الغوطة الشرقية مع تقدم قوات النظام اليها، بعد سنوات من الحصار المحكم، يجد عشرات الآلاف من المدنيين أنفسهم داخل مراكز ايواء مكتظة وصفت الأمم المتحدة الوضع فيها بـ«المأساوي».

من جهة أخرى نشرت وكالة «أعماق» الناطقة باسم تنظيم «الدولة»، صوراً قالت إنها تعود لإعدام الملازم أول نضال درويش، والذي كان يشغل منصباً عسكرياً قيادياً في «حزب الشعب» الفلسطيني، الموالي للنظام السوري، وذلك بعد وقوعه أسيراً بيد عناصر التنظيم خلال المعارك الأخيرة التي نجح فيها تنظيم «الدولة» بطرق أبواب دمشق، بعدما استولى على المناطق التي أخلتها المعارضة السورية في «حي القدم»، وتوجهها نحو الشمال السوري قبل أيام.

الصور التي بثتها وكالة «أعماق»، بينت بأن عملية الإعدام تمت ذبحاً بحق القيادي الفلسطيني. بدوره أكد حزب الشعب الفلسطيني عملية الإعدام بحق القيادي العسكري التابع له، منوهاً بأن الملازم أول درويش كان يشغل منصب «القائد العسكري في لواء درع الأسد» في سوريا.

وأكد الحزب، في نعيه للملازم أول، بأن درويش قضى «أثناء تأديته الواجب الوطني في محيط مخيم اليرموك (القدم) جنوبي دمشق، مع مجموعة من رفاقه بعد عملية بطولية استبسلوا فيها، وبأن درويش خاض معارك عدة في مناطق مختلفة دفاعا عن عروبة سوريا، ضد عصابات التكفير والإجرام الوهابية»، وفق البيان.

 

الغوطة الشرقية.. جد الأيتام يلملم ذكرياته بين الركام

دمشق- رنا جاموس ومحمد مستو: بجسد منحنٍ، يمر محمود الخطيب (أبو مازن) على حطام منزله المدمر، في بلدة كفر بطنا بمنطقة الغوطة الشرقية في محافظة ريف دمشق.

 

“أبو مازن” (70 عاما)، جد لخمسة أطفال أيتام، وهو دمشقي الأصل يعيش، منذ أكثر من عشرين عاما، في الغوطة الشرقية، ولم يتبق في منزله المدمر إلا هو وزوجته وابنته وأبنائها الأيتام.

 

وللمسن السوري ولدان غادرا سوريا، منذ عام 2012، بعد أن دمرت الحرب، الدائرة منذ 2011، أحلامها.

 

أحدهما كان مهندس ميكانيك يعمل في صيانة الطائرات، وهما الآن يعيشان في الأردن، الجارة الجنوبية لسوريا.

 

ومنذ أسابيع تتعرض الغوطة الشرقية، آخر معقل رئيسي للمعارضة قرب دمشق، لحملة عسكرية هي الأشرس من جانب النظام السوري وداعميه؛ ما أدى إلى مقتل وجرح مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء.

 

ولم يترك طيران النظام الزوجين المسنين وأحفادهما الأيتام بحالهم، بل قصف منزلهم بصواريخ، قبل نحو عشرة أيام، فحوله إلى أنقاض.

 

** ذكريات بين الركام

 

بجسد متهالك، يدخل “أبو مازن” إلى منزله المدمر.. لا نوافذ، لا جدران، لا سقف، ولا أثاث، بعد أن قصفه النظام السوري وحلفاؤه.

 

يحاول أن يلملم بعض الذكريات هنا، وأشياء تذكره بأبنائه هناك.. يبدأ من غرفة النوم، يرفع أحجاراً وركاماً بيدين ترتجفان، ويحاول أن يحمل معه قبل الخروج من المنزل تاريخاً لشبابه وأطفاله، الذين أصبحوا شبابا.

 

يجد صورة لكلاهما، فيترك كل شيء، ويجلس على ركام الغرفة يتأمل الصورة، وكأنها أعادت إلى ذهنه سعادة الماضي، الذي غابت عن منزله وعن كل منازل الغوطة الشرقية، التي يعيش فيها نحو 400 ألف شخص، تحاصرهم قوات النظام منذ 2012.

 

** تركونا هنا

 

يعود المسن السوري ليتأمل صورة ولديه، وبين صمت عينيه وهدوء تعابيره يخفي آلاما ودموعا كثيرة على حاله وما حل بالغوطة الشرقية، رغم أنها ضمن مناطق “خفض التوتر”، التي تم الاتفاق عليها في مياحثات أستانة، عام 2017.

 

بصوت يرتجف يقول “أبو مازن” للأناضول: “سافروا وتركوني هنا وحيداً منذ ست سنوات، أربي أولاد ابنتي الأيتام، بعد أن استشهد والدهم، إحداهنّ معاقة.. أعاني وحيداً هنا أنا وهؤلاء الأيتام الخمسة”.

 

يعود ليلملم ذكرياته، ويضع الصور التي وجدها بين الركام جانبا، ليحملها معه إلى مسكنه الجديد، ثم يجد بعض الدفاتر، التي قد تكون الشيء الوحيد الذي بقي من رائحة أبنائه بعد سفرهم.

 

ينتقل “أبو مازن” وأحفاده الأيتام إلى ما كان مطبخا تحول إلى كومة من الخرداوات، فقدور الطعام والصحون على الأرض أضحت بلون الركام.

 

يخرج الرجل المسن، وهو يطلب من أحفاده أخذ بعض الأشياء، وينهي حديثه الحزين: “لقد قصفنا الطيران بينما كنا نأخذ بعض الحاجيات من المنزل، بعد أن انتقلنا لنسكن في القبو، أسفل الدرج السفلي هرباً من القصف، والحمد لله لم نصب”.

 

ولا يبدو أن مأساة “أبو مازن” ستتوقف عند هذا الحد، فلا يزال النظام يقصف الغوطة الشرقية، في تحد لقرار أصدره مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في 24 فبراير/ شباط الماضي، ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، ورفع الحصار. (الأناضول)

 

مقتل عشرات المدنيين في معارك سريعة لتنظيم «الدولة» ضد النظام على أبواب دمشق… وهدنة أسرع

معارضون سوريون يوافقون على إخلاء مدينة حرستا في الغوطة الشرقية

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : أكدت مصادر في المعارضة ومسؤولون ووحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع النظام السوري إن معارضين سوريين سيخلون مدينة محاصرة في الغوطة الشرقية وذلك في أول اتفاق من نوعه في المعقل الأخير لمقاتلي المعارضة قرب العاصمة وذلك حسب وكالة رويترز.

تزامناً استغل تنظيم الدولة، الفراغ الذي خلفته المعارضة السورية التي خرجت مع الأهالي نحو الشمال السوري، سارع إلى ملء الفراغ قبل دخول قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له إلى تلك المناطق جنوبي دمشق، ليطرق التنظيم بعد توسيع مناطق نفوذه، أبواب العاصمة السورية – دمشق بشكل فعلي وحتى ناري.

وقالت مصادر المعارضة – حسب رويترز – إن مقاتلين من جماعة أحرار الشام، التي تسيطر على مدينة حرستا، وافقوا على إلقاء أسلحتهم مقابل العبور الآمن إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي سوريا وعفو حكومي عن الأشخاص الذين يرغبون في البقاء. وذكرت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية إن نحو 1500 مسلح و6000 من أفراد أسرهم سينقلون إلى محافظة إدلب على دفعتين بدءاً من اليوم الخميس.

 

فرار آلاف المدنيين

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية، التي تقول مصادر المعارضة إنها توسطت في الاتفاق، إنها فتحت «ممراً إنسانياً» جديداً قرب حرستا لكنها لم تشر إلى ما إذا كان هذا سيكون جزءاً من أي اتفاق لانسحاب مقاتلي المعارضة. واستعاد الجيش السوري 70 بالمئة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة قوات المعارضة في الغوطة الشرقية ويفر المدنيون بالآلاف بعد قصف بدأ قبل أسابيع. وبالإضافة إلى حرستا، ما زالت قوات المعارضة تسيطر على جيبين آخرين خارج دمشق، وهما دوما وهي مدينة كبيرة ومنطقة إلى الجنوب تشمل بلدات جوبر وعين ترما وعربين. وبدأ الهجوم العسكري المدعوم من قوة جوية روسية الشهر الماضي. وأسفر عن مقتل ما يزيد عن 1500 شخص في الوقت الذي استهدفت فيه الغارات الجوية مناطق سكنية يختبئ فيها الآلاف داخل أقبية في أنحاء المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

والرئيس السوري بشار الأسد عازم على القضاء على ما يصفه بالتهديد الإرهابي القريب من مقر حكمه. وتتهم الحكومة مقاتلي المعارضة بإطلاق صواريخ من ضواحي العاصمة انتقاما من الهجوم على الغوطة، بيد أن المعارضة تنفي استهداف المدنيين. وسقط صاروخ يوم الثلاثاء على سوق مزدحمة في منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة بالقرب من الغوطة الشرقية مما أسفر عن مقتل العشرات على الأقل وفق ما قالته وسائل إعلام حكومية. ويستخدم الجيش السوري وحلفاؤه منذ سنوات سياسات الحصار والقصف لإرغام المعارضة على الاستسلام مما ساعد الأسد في استعادة حلب وحمص بالكامل ومناطق أخرى.

 

إجلاء الجرحى

 

وقال مسؤول مطلع على المحادثات إن عملية الإجلاء بحرستا ستبدأ بالمدنيين المصابين. وأكد قائد عسكري موالي للأسد الاتفاق بين الروس وأحرار الشام. وقال إن مدنيين آخرين ومقاتلين سيتم إجلاؤهم إلى إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا في الأيام المقبلة. ونقلت وسائل إعلام تابعة للمعارضة عن مسؤول محلي في مجلس حرستا الذي تديره المعارضة قوله إن الاتفاق تم التوصل إله لكنه لم يقل متى سينفذ. وقال مقاتلون في المعارضة وسكان إنه جرى إسقاط النابالم والقنابل الحارقة على عدة مناطق مدنية لإجبار المقاتلين على الاستسلام. وتقع حرستا بالقرب من الطريق الرئيسي المغلق بين دمشق وحمص وستسمح السيطرة عليها للجيش بتحقيق مكاسب أخرى في المناطق المتبقية من الجيب والتي تخضع لسيطرة المعارضة.

وقال إياد عبد العزيز رئيس المجلس المحلي في دوما لرويترز إن المدينة تتعرض للقصف لإجبار السكان على مغادرة منازلهم وترك كل شيء وقال إن الموت الفوري يواجه أولئك الذين سيبقون. وقال إن غارة جوية يوم الأحد أصابت مخزنا للمساعدات التي جرى تسليمها هذا الشهر مما يؤدي إلى تفاقم محنة المدنيين وأن دوما تواجه «أوضاعا كارثية». وربما يزيد اتفاق حرستا الضغط على جماعتي المعارضة الرئيسيتين وهما فيلق الرحمن في المنطقة الجنوبية وجيش الإسلام في المنطقة الشمالية للتوصل أيضاً إلى تفاهمات.

وقال مسؤول في المعارضة إنهما رفضتا حتى الآن مغادرة الجيب، لكنه قال إن الخيار الأكثر ترجيحاً هو نقل مقاتلي فيلق الرحمن وجيش الإسلام إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال وجنوب سوريا. وتتعرض إدلب لهجمات جوية تشنها الحكومة السورية.

وهزيمة المعارضة في الغوطة ستمثل أكبر انتكاسة تمنى بها الانتفاضة على حكم الأسد منذ إخراج المعارضة من شرقي حلب أواخر 2016 بعد حملة مشابهة من الحصار والقصف والهجمات البرية والوعود بخروج آمن.

 

«الدولة» يطرق أبواب دمشق

 

وقال مصدر ميداني مطلع، لـ «القدس العربي»: المعارك بين تنظيم الدولة والنظام السوري والتشكيلات العسكرية الفلسطينية المساندة له، كانت من أعنف المعارك، ورغم أن المعركة بدأت سريعة وانتهت بشكل أسرع، إلا إن النظام السوري والقوات الموالية له، تكبدوا أكثر من 110 قتلى خلال المعركة، بالإضافة إلى أسر 12 بينهم خمسة ضباط من القوات المهاجمة.

وزاد، أنه رغم ضرواة المعركة التي أدت إلى نزوح أكثر من سبعة آلاف مدني خلال ساعات، من مناطق المواجهات نحو مناطق المصالحات، إلا إن الحدث مبهم للغاية، فالمعركة بدأت بسرعة غير معتادة، وانتهت بهدنة وتهدئة بين النظام السوري وتنظيم الدولة بشكل لا يقل سرعة عن سيطرة التنظيم على المناطق التي أخلتها المعارضة السورية والأهالي. وأكد المصدر، أن تنظيم الدولة والنظام السوري يستعدان بعد اتفاق التهدئة بينهما لإجراء عملية تبادل، لا زالت بنودها غير معلنة حتى الساعة.

وأشار المصدر إلى أن تنظيم الدولة بات اليوم على مشارف الأوتوستراد الرسمي الرابط بين محافظتي دمشق ودرعا، ويشرف على الأوتوستراد القديم الذي كان يربط بين المحافظتين. الأمر الذي دفع النظام السوري للإسراع بتطبيق اتفاق تهدئة مع التنظيم، خوفاً من حصول أي فوضى في المنطقة، خاصة مع الحرب المروعة التي يقودها الأسد بدعم روسي وإيراني ضد الغوطة الشرقية منذ قرابة الشهر.

ووفق المصدر، فإن تعداد عناصر تنظيم الدولة في جنوبي دمشق، يبلغ قرابة الألفي مقاتل، ويترأسهم «أبو محمود الدمشقي»، وأن مناطق سيطرة التنظيم الحالية، تشمل «التضامن، الحجر الاسود، مخيم اليرموك، العسالي، واجزاء من القدم». ووفق ما قالته مصادر محلية لـ «القدس العربي»: فإن حصار قوات النظام السوري ومن معها من ميليشيات فلسطينية على جنوبي دمشق، قد أصبح أقل من الفترات السابقة، وذلك بسبب وجود الهدن والمصالحات، التي نجحت بفتح المعابر نحو العاصمة دمشق.

إلا أن المعركة الأخيرة لتنظيم الدولة في حي القدم، أدت إلى إغلاق المعابر الداخلية التي تربط مناطق المصالحات بمناطق سيطرة تنظيم الدولة، فيما شهدت مناطق التنظيم نزوحاً كبيراً من الأهالي باتجاه مناطق «يلدا، ببيلا، وبيت سحم»، مشيراً إلى إن عشرات العائلات النازحة تفترش الشوارع، او تقيم في منازل غير مؤهلة للسكن، وسط حالة إنسانية مزرية للغاية.

ووفق ما قالته المصادر فإن «النظام السوري هو من طلب من لجان المصالحة في جنوبي دمشق، بعد المعارك الأخيرة، وخاصة المعبر الواصل بين بلدتي «ببيلا ومخيم اليرموك» أو سوف يقوم النظام بإغلاق المعبر الواصل مع مناطق المصالحات، والقيام بتوجيه ضربات عسكرية لها.

 

النظام يواصل قصف الغوطة…وتحضير لبدء عملية التهجير في حرستا

جلال بكور

في وقتٍ يواصل فيه النظام السوري قصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة، بدأ التحضير فجر اليوم الخميس لعملية التهجير في مدينة حرستا، بعد التوصل إلى اتفاق بين “حركة أحرار الشام” وروسيا برعاية أممية، نص على خروج المدنيين ومقاتلي الحركة الراغبين بعدم مصالحة النظام السوري إلى إدلب.

 

وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن آليات بدأت فجر اليوم الخميس، بإزالة السواتر الترابية من الطرقات في مدينة حرستا، تمهيداً لدخول سيارات الهلال الأحمر والحافلات التي ستنقل الراغبين بعدم البقاء في حرستا.

 

وأضافت أن مقاتلي “حركة أحرار الشام” وعائلاتهم، والمدنيين غير الراغبين بمصالحة النظام بدأوا بالتجهيز للرحيل من حرستا، فيما يتم تجهيز الجرحى لنقلهم بسيارات الإسعاف.

 

وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مدينة حرستا بعد مفاوضات مع روسيا برعاية أممية، على خروج المقاتلين والمدنيين الراغبين بعدم البقاء في حرستا إلى محافظة إدلب، بضمانة روسية، ويُقدَّر عدد المهجَّرين بقرابة ثمانية آلاف شخص.

 

وينص الاتفاق على خروج العسكريين بسلاحهم الفردي، وإعطاء ضمانات للأهالي الذين يرغبون بالبقاء في المدينة من النظام وروسيا، بعدم التعرض لأحد في المدينة، والحفاظ على مكون المدينة، دون تهجير أو تغيير ديموغرافي.

 

كما ينص أيضاً على بدء عملية التهجير صباح اليوم الخميس، رفقة الهلال الأحمر السوري، وتشكيل لجنة مشتركة من أهالي حرستا من أجل متابعة شؤون من بقي في المدينة، وأمور المعتقلين وتسيير شؤون المدينة.

 

ويشار إلى أن الاتفاق فُرض على حرستا بعد قصف عنيف من قوات النظام على المدينة، أسفر عن مقتل وجرح مئات المدنيين، والذي تزامن مع محاولات اقتحام، وحصار دام أكثر من خمس سنوات.

 

إلى ذلك، قصف الطيران الحربي التابع للنظام الليلة الماضية، بالنابالم الحارق والقنابل العنقودية الأحياء السكنية في مدينة زملكا وبلدة عربين، موقعاً جرحى بين المدنيين.

 

كما ارتفع عدد الذين قُتلوا أمس الأربعاء، جراء القصف من قوات النظام السوري على مدينة دوما، إلى أحد عشر قتيلاً بينهم ثلاثة من المتطوعين في صفوف الدفاع المدني السوري بريف دمشق وثلاثة أطفال وامرأة، كما ارتفعت إلى ثمانية حصيلة الضحايا جراء القصف من قوات النظام على بلدة عين ترما.

 

من جانب آخر، تستمر المفاوضات بين “جيش الإسلام” وروسيا حول مدينة دوما شمال الغوطة، بالتوازي مع مفاوضات بين “فيلق الرحمن” وروسيا حول عربين وعين ترما وزملكا في جنوب الغوطة.

 

وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن المفاوضات لم تصل إلى جديد، فيما واصل النظام مساء أمس محاولات الاقتحام في محور عين ترما، بهدف فصل المدينة عن حي جوبر، الواقع شرق مدينة دمشق.

 

فصائل الغوطة تحاول ربط أوصالها… وإملاء تهجير حرستا يُنجَز

أحمد حمزة

يستمر النظام السوري وحليفته روسيا في ارتكاب المجازر بحق المدنيين في سورية، كان آخرها أمس الأربعاء، في إدلب حيث قضى 20 مدنياً بينهم 16 طفلاً، جراء غارة قرب مدرسة في شمال غربي البلاد. وفي غضون ذلك، وفي الوقت الذي تواصل فيه قوات الأسد والطائرات الحربية، قصفها العنيف والمكثف على مدنٍ وبلداتٍ يُسيطر عليها فصيلا “فيلق الرحمن” جنوب وسط الغوطة الشرقية، و”جيش الإسلام” شمالها، فإن هذه القوات المتقدمة فتحت منذ أمس الأربعاء محور قتالٍ جديدا، أقصى جنوب الغوطة الشرقية نحو مدينة عين ترما المتاخمة لحي جوبر شرقي دمشق، محاولةً بسط سيطرتها على مزيدٍ من مساحة سيطرة الفصائل المعارضة، والتي تضاءلت في الغوطة الشرقية لنحو الثلث، منذ الخامس والعشرين من الشهر الماضي، بينما يُرجح بدء إخلاء “حركة أحرار الشام” لمدينة حرستا غرب الغوطة، ونقل عناصرها لشمال غرب البلاد، بعد اتفاقٍ يُرجّح أن معظم بنوده قد أنجِزَتْ.

 

وقتل 20 مدنياً بينهم 16 طفلاً أمس في غارة نفذتها طائرات لم يعرف ما إذا كانت سورية أو روسية قرب مدرسة في قرية في محافظة إدلب في شمال غرب سورية، وفق ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس” إن “القصف الجوي على قرية كفر بطيخ في ريف إدلب الشرقي وقع قرب مدرسة أثناء خروج التلاميذ منها”، مشيراً إلى أنّ الأطفال القتلى لا تتجاوز أعمارهم 11 عاماً.

 

وقتل جراء القصف أيضاً أربعة مدنيين آخرين، وفق المرصد الذي أشار إلى أن “ضمن القتلى 15 فرداً من عائلة واحدة”. ورجّح المرصد ارتفاع الحصيلة نتيجة وجود جرحى في حالات خطرة ومفقودين تحت الأنقاض.

 

ومنذ فجر أمس، تتعرّض، كذلك، مناطق واسعة في الغوطة الشرقية للقصف المدفعي وبالطائرات الحربية، حيث سقط ضحايا جدد من المدنيين، بعد يومٍ واحد قُتل فيه أربعة وثمانون مدنياً، بحسب توثيق “الشبكة السورية لحقوق الانسان”، والتي قالت إنّها وثقت مقتل هذه الحصيلة يوم الثلاثاء، مؤكدة أن بين القتلى سبعة عشر طفلاً وست نساء، وأن مدينة دوما وحدها شهدت مقتل ستة وخمسين مدنياً، فيما توزعت حصيلة باقي القتلى وهم ثمانية وعشرون، على مدن وبلدات القطاع الجنوبي الأوسط من الغوطة.

 

إلى ذلك، أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الضربات الجوية للنظام السوري وروسيا. وقالت في كلمة أمام مجلس النواب الألماني إن “الحكومة الألمانية تدين الضربات الجوية على الغوطة الشرقية بأشد العبارات”. وأضافت “الآن نرى أموراً فظيعة تحدث مع قصف الغوطة الشرقية على سبيل المثال. نحن ندين عمليات القصف هذه التي ينفذها نظام الأسد، على مدرسة على سبيل المثال، بأشد العبارات، كما أننا ندين كذلك روسيا التي تقف متفرجة”.

 

القطاع الأوسط

 

وفيما انخفضت إلى درجة كبيرة حركة نزوح المدنيين من مناطق القطاع الجنوبي الأوسط من الغوطة نحو مناطق سيطرة النظام في ضواحي دمشق خلال اليومين الماضيين، فإن مراقبين محليين اعتبروا أن حركة النزوح الكثيف كانت مترافقة مع القصف العنيف الذي استخدمت فيه قوات النظام وبدعم روسي، غزارة نارية، ما أدى لانهيار جبهات “فيلق الرحمن” وتتالي سقوط المدن والبلدات في مناطق شرق القطاع الأوسط. غير أن بعض المشاهد التي تناقلها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لمدنيين خرجوا من الغوطة، ويتعرضون لعمليات تعذيبٍ من قبل قوات النظام، فضلاً عن احتجازها للمُهجّرين ضمن مراكزَ لا يسمح لهم بمغادرتها، دفع مئات السكان وسط الغوطة للإحجام عن النزوح خلال اليومين الماضيين.

 

وحاولت وسائل إعلام النظام، تصدير مشاهد معاملة قوات النظام للنازحين على أنهم كانوا ضحايا احتجاز “الجماعات الإرهابية”، وأنهم باتوا في مأمن بعد خروجهم من الغوطة الشرقية، لكن صوراً ومشاهد فيديو، صورها عسكريون في قوات النظام، أظهرت عمليات تعذيب مورست على بعض سكان الغوطة الذين فروا من مناطقهم التي تتعرّض يومياً لقصفٍ عنيفٍ أودى بحياة مئات المدنيين خلال شهرٍ واحد.

 

وبينما قالت الأمم المتحدة إن عدد الذين غادروا الغوطة الشرقية عبر المعابر التي تم الإعلان عنها، بلغ قرابة خمسين ألف مدني، سبعون بالمائة منهم نساء وأطفال، فإن “قاعدة حميميم” الروسية في سورية، قالت إن عدد المدنيين الذين غادروا الغوطة منذ ما بعد إعلان فتح المعابر، بلغ قرابة ثمانين ألف مدني. وعلى صعيد العمليات العسكرية البرية، فقد أعلنت قوات النظام السوري صباح أمس، أنها فتحت محور قتالٍ جديدا، أقصى جنوب الغوطة الشرقية، نحو مدينة عين ترما. وعرضت وسائل إعلام النظام السوري تسجيلات مصوّرة قالت إنها من المناطق التي تمّت السيطرة عليها على أطراف عين ترما، وهو ما نفته مصادر محلية، مشيرة إلى تصدّي مقاتلي المعارضة لمحاولات تسلّل مجموعة من قوات النظام في المنطقة.

 

وأوضحت المصادر لـ”العربي الجديد”، أنّ “قوات النظام تحاول أن تعيد في عين ترما، ما فعلته في المناطق السابقة التي سيطرت عليها، مثل كفربطنا وسقبا وحمورية، اعتماداً على القصف المكثّف، ومن ثمّ فتح ممر لخروج المدنيين، والانتهاء بدخول البلدة”. والمحور الجديد الذي فتحته قوات النظام، يقع جنوب عين ترما نحو وسطها، بطريقٍ موازٍ لأوتوستراد المحلق الجنوبي. ويبدو أن قوات النظام تعمل على التقدّم في هذه الجبهات التي تعتبر معقلاً لـ “فيلق الرحمن”، لتضييق الخناق شيئاً فشيئاً على مناطق القطاع الجنوبي الأوسط. وفي حال نجحت بذلك ووصلت لمنطقة زملكا، فهذا يعني عملياً أن هذه القوات تكون قد التفت على حي جوبر شرقي دمشق، وعزلته عن عمقه في مناطق جنوب الغوطة ووسطها.

 

وحاول مقاتلو “جيش الإسلام” في اليومين الماضيين، فتح معارك في بساتين مسرابا، وهي البلدة التي تقع وسط الغوطة، وتمكّنت قوات النظام بعد السيطرة عليها، من تقطيع الغوطة إلى ثلاثةِ أجزاء. وقال “جيش الإسلام” عبر مواقعه الرسمية على الإنترنت، إن مقاتليه أحرزوا تقدماً في محيط جبهة مسرابا. ويبدو الهدف الواضح لهذه المعارك، وهو إعادة ربط مناطق الغوطة التي قطعتها قوات النظام.

 

وأوضح هذا الفصيل في بيان له، أنّه “أحرز تقدّماً في بعض النقاط والمزارع عند بلدة مسرابا، خلال هجوم معاكس من محاور عدّة، على مواقع قوات النظام والمليشيات المساندة لها”. ولم تتضح تماماً نتائج هذه المعارك في مسرابا بين قوات النظام و”جيش الإسلام” وسط الغوطة وجنوبي دوما، وشرق حرستا، إذ تتكتّم مصادر “جيش الإسلام” الرسمية على مجرياتها، فيما تقول قوات النظام إنها أفشلت الهجمات.

 

تهجير حرستا

 

في غضون ذلك، أنجز “اتفاق” تهجير حرستا مع “حركة أحرار الشام” غربي الغوطة الشرقية، برعاية أممية. وأعلن حزب الله عبر “وحدة الإعلام الحربي” التابعة له عن أن نحو 1500 مسلح و6000 من أفراد أسرهم سيبدأون اليوم الخميس مغادرة بلدة حرستا إلى إدلب وهو ما أكدته “أحرار الشام” في وقت لاحق. وقالت “قاعدة حميميم” الروسية في سورية عبر موقعها الرسمي، أمس الأربعاء، إنه “لضمان الخروج الآمن للمدنيين من ضاحية حرستا في الغوطة الشرقية، بدأ الممر الإنساني الثالث بالعمل، وخلال اليوم (أمس الأربعاء) خرج 315 شخصاً من خلال الممر الجديد، بمن في ذلك 15 متشدداً قرروا الاستسلام وإلقاء السلاح”.

 

وعلمت “العربي الجديد” من مصادرَ في الغوطة الشرقية، أن الاتفاق، يتضمن إجلاء من يرغب من مقاتلي “أحرار الشام” ومن السكان المحليين إلى مناطق شمال غربي سورية، على أن يتم عند بداية تنفيذه نقل المصابين والحالات الصحية الحرجة، ثمّ يبدأ خروج المدنيين والعسكريين من حرستا.

 

تقدم المعارضة جنوبي عفرين يُقلق مؤيدي النظام في حلب

خالد الخطيب

أثارت التطورات الميدانية الأخيرة جنوبي عفرين جدلاً واسعاً في الأوساط الموالية للنظام في حلب، والتي بدت متخوفة من استمرار تقدم غرفة عمليات “غصن الزيتون” في المنطقة وصولاً إلى مناطق تسيطر عليها مليشيات النظام في ريف حلب الشمالي. مخاوف الموالين لم تقف عند هذا الحد، بل بات قلقهم واضحاً على مصير مدينة حلب، إذا ما واصلت المعارضة تقدمها في المنطقة، وصولاً إلى مشارف المدينة.

 

مخاوف الموالين، والسجالات الدائرة تستند إلى معلومات يتم تداولها بكثرة بين الأهالي في مدينة حلب، والتي تتحدث عن اتفاق تركي–روسي جرى في أستانة، يقضي بتسليم مناطق سيطرة مليشيات النظام في ريف حلب للمعارضة المسلحة والجيش التركي، وذلك على مراحل، على أن يشمل الاتفاق مدينة حلب في وقت لاحق، بحسب ما يقوله موالو النظام في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ووصلت المعارضة المسلحة، الأربعاء، إلى مشارف بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي بعدما سيطرت على قرية براد الأثرية جنوبي عفرين. فصائل المعارضة في غرفة عمليات “غصن الزيتون”، المدعومة من الجيش التركي، اشتبكت، ليل الأربعاء/الخميس، مع مليشيات النظام في نبل والزهراء، ومليشيات عشائرية تابعة لـ”لواء الباقر”، ومجموعات أخرى تابعة لـ”لواء القدس”. المواجهات المتقطعة تركزت في المنطقة الزراعية التي تفصل براد عن نبل، غرباً، وفي المناطق التي تفصل براد عن برج القاص جنوب غربي نبل. وتبادل الطرفان القصف بالرشاشات الثقيلة والهاون، وقصفت المدفعية التركية من قواعدها في ريف حلب الشمالي مواقع المليشيات في تل جبين وبالقرب من قرية كفر ناصح.

 

تعززت مخاوف الموالين للنظام بعدما كسرت “غصن الزيتون” الخطوط الحمر التي روجت لها مليشيات نبل والزهراء في أوساط الموالين، خلال الأيام القليلة الماضية، والتي تلت سيطرة المعارضة على مركز مدينة عفرين. المليشيات كانت توهم مؤيديها بأن “غصن الزيتون” ستتوقف شمالي جبل الأحلام الذي يشرف على بلدتي نبل والزهراء، بحيث لن تستمر العملية جنوباً. وفي هذه الأثناء، كانت المليشيات قد تسلمت بالفعل من “وحدات الحماية” الكردية، المواقع المتبقية من منطقة عفرين جنوباً، في المنطقة الواقعة غربي نبل والزهراء؛ باشمرا وجبل الأحلام وبرا. وتشكل هذه المناطق طوق الحماية لبلدتي نبل والزهراء، من الغرب والشمال الغربي.

 

انقسم الموالون في حلب بين ناقم على الدور الروسي الداعم  لما يحصل شمالاً، محملين إياه مسؤولية ما يجري في المنطقة لمصلحة المعارضة وتركيا، ومحذرين مما أسموه “مخطط بيع حلب”. المدافعون عن الدور الروسي، أكدوا أن ثقتهم عمياء في روسيا، مؤكدين أنها تريد مصلحة النظام وسلامته ومساعدته في استعادة جميع الأراضي السورية. موالون آخرون هاجموا قيادة النظام، ودعوها إلى عدم الاحتفاظ بحق الرد هذه المرة، وإلا ستكون حلب بخطر. واستهزأ الموالون بالقيادة التي وصفوها بـ”التابع الصغير” الذي لا يقدر على مخالفة أوامر روسيا. فـ”اللعبة”، بحسب وصفهم، هي لـ”الكبار ولا مكان للصغار فيها، وعلى الصغار (قيادة النظام) السمع والطاعة لما يمليه الكبار”.

 

ويزيد التوتر في ظل التطورات الميدانية المتسارعة شمالاً، ويحتدم الجدل بين الموالين في حلب حول المصير الذي يبدو مجهولاً، وسط غياب التطمينات الرسمية من النظام للموالين له في حلب، حتى اللحظة. القلق وحمى التساؤلات المثارة أجبرت عضو “مجلس الشعب” فارس الشهابي، المقرب من الدائرة الداخلية للنظام، على الرد على التساؤلات التي أثيرت في مواقع التواصل الاجتماعي. وبدت تطمينات الشهابي، الصناعي ورجل الأعمال، سخيفة ومتخبطة، ولم تبدد مخاوف الموالين. بعض ردود الشهابي، دافعت عن الموقف الروسي الذي وصفه  بـ”الجنزير الفولاذي الغليظ المربوط حول عنق الجموح العثماني”، وقال الشهابي إن “لا ضوء أخضر روسياً للمعارضة وتركيا”، قبل أن يناقض نفسه في تعليق آخر، عندما تحدث عن توسعة مليشيات النظام لنطاق الامان حول حلب، وتأكيده أن معظم ريف إدلب سيقع تحت سيطرة قوات النظام، و”سيفتح الطريق القديم (طريق دمشق–حلب الدولي) بعد الانتهاء من الغوطة، وسيكون وجود تركيا مؤقتاً، ولن يدوم حتى لو أرادت هي غير ذلك”، وتابع بأن “لا الروسي ولا الايراني سيسمحان للتركي بالبقاء”.

 

تصريحات الشهابي، الذي يعتبر من أبرز الأصوات الموالية للنظام في حلب، عكست حالة التخبط والسخط التي يعيشها موالو النظام، بعد الصورة التي بدأت تظهر للنظام، كتابع مطيع ومنفذ للتفاهمات الروسية-التركية. محاولات الشهابي للإجابة على تلك التساؤلات، هدفت إلى ترميم صورة النظام أمام مؤيديه في حلب.

 

سخرية الموالين في حلب تناولت “الإصلاحات” التي قام بها النظام في المدينة، منذ أن سيطر عليها نهاية العام 2016، وسط دلائل تشير إلى أن النظام لا يبدو متمسكاً بحلب. إذ ما تزال المرافق العامة والخدمات على تنوعها في حالة شلل كامل، من المياه والكهرباء والنقل الداخلي. وفي الشمال من حلب، في القرى شرقي بلدتي نبل والزهراء، سخر قادة مليشيات النظام من الموالين في البلدتين: “لا تتعبوا أنفسكم وتصادروا الأملاك التي تركها أصحابها وتزرعوا أراضيهم في القرى المحيطة بكم، لن يطول الأمر كثيراً”، كما قال أحدهم. الكثير من المشاريع الخدمية كان قد توقف العمل فيها قبل الانتهاء منها. العديد من الطرق في ريف حلب الشمالي التي تصل المدينة ببلدتي نبل والزهراء، كانت قد توقفت عمليات التعبيد فيها.

 

نائب رئيس هيئة الأركان في “الجيش الوطني السوري” المعارض، العقيد أحمد العثمان، أكد لـ”المدن”، أن طموحات المعارضة ليست مستحيلة التحقق خلال الفترة القادمة، وقال: “بالنسبة لنا، النظام هو العدو الأول، وإن تغيرت الترتيبات بعض الشيء فهذا لا يعني أن لا نحارب النظام. بعد تحرير عفرين أصبحت خطوط التماس مع النظام قريبة جداً، وفي أي لحظة يمكن أن يتم الاشتباك معه، خاصة أن بعض القرى التي ما زالت تحتلها مليشيات الوحدات والعمال الكردستاني، يجول فيها النظام كما يريد. وقد يكون اتجاهنا مختلفاً في المرحلة المقبلة، ولكنه لن يطول”.

 

مليشيات نبل والزهراء لم تخفِ سخطها من الدور الروسي الذي سهل تقدم “غصن الزيتون” إلى أطراف البلدتين. وهاجم ناشطون إعلاميون مقربون من المليشيات في نبل، الاتفاق الروسي–التركي، وتوعدوا بالتصدي لأي محاولة تقدم في المنطقة نحو البلدتين. مراسل “قناة الميادين” رضا الباشا، والمقرب من مليشيات نبل والزهراء، لمح إلى أن الأيام القادمة تحمل في طياتها الكثير من التطورات، محملاً روسيا مسؤولية ما يجري شمالي حلب، مؤكداً أن المعارضة والجيش التركي سيندمون في حال واصلوا التقدم في محيط بلدتي نبل والزهراء. ويعكس مواقف المليشيات في نبل والزهراء الموقف الإيراني الذي يطمح إلى وقف عملية “غصن الزيتون” عند الحد الذي وصلت إليه، وربما سيكون لهذا الموقف آثاراً واقعية في الميدان خلال الفترة القادمة.

 

ويبدو أن التفاهم التركي–الروسي حول حلب، إن وجد فعلاً، قد حقق بعضاً من أحلام المعارضة المسلحة، لكن البقية لن تكون سهلة. فالمعارضة المدعومة تركياً ستواجه في المرحلة القادمة مسلحين مدعومين من إيران، فهل ستدفع طهران باتجاه مواجهة مفتوحة وبالوكالة لمنع إكمال التفاهم بين روسيا وتركيا، والذي جرى بحضورها؟ أم أن مخاوف الموالين مبالغ فيها، ومن المبكر الحديث عن تفاهمات يصل مداها إلى مركز مدينة حلب، على الأقل في الوقت الحالي الذي تعتبر فيه الوجهة المقبلة لـ”غصن الزيتون” نحو منبج، ذات أولوية على الدخول في تعقيدات جديدة.

 

دوما:مجازر النظام تدفع المدنيين للنزوح..وسط مفاوضات لـ”التسوية

عمار حمو

خرج آلاف المدنيين من مدينة دوما في الغوطة الشرقية، الأربعاء، إلى مناطق سيطرة النظام عبر حاجز مخيم الوافدين، بعد ثلاثة أيام من تكثيف القصف الجوي وعمليات مليشيات النظام البرية ضد المدينة المحاصرة، وارتكاب مجازر فيها.

 

وتعرضت دوما لقصف مدفعي، الأربعاء، ما أدى إلى مقتل 11 مدنياً بينهم 3 عناصر من كوادر الدفاع المدني في ريف دمشق، وإصابة العشرات بجروح، بحسب ما ذكره الدفاع المدني. وبعد القصف المدفعي على المدينة، توجه نحو سبعة آلاف مدني، إلى معبر مخيم الوافدين، وخرجوا إلى مناطق سيطرة النظام. مصدر محلي قال لـ”المدن” إن “معظم المدنيين الذين خرجوا هم من أهالي مدينة مسرابا ومنطقة المرج في الغوطة الشرقية، ممن كانوا قد نزحوا إلى دوما، خلال حملة النظام الأخيرة”.

 

وأضاف المصدر أن “نحو 800 مدني من أهالي مدينة دوما خرجوا إلى مناطق النظام”، مشيراً أن عملية الخروج تمت من دون تنسيق مسبق مع النظام، وخارج أي اتفاق بين النظام والمعارضة في الغوطة الشرقية.

 

وعند وصول الراغبين بالخروج إلى حاجز “جيش الإسلام” عند معبر المخيم، حاول عناصر “الجيش” منعهم، إلا أنهم هاجموا الحاجز و”أصروا على الخروج”، بحسب المصدر.

 

وتعليقاً على خروج المدنيين من دوما إلى مناطق النظام، قال مصدر في “جيش الإسلام”، لـ”المدن”: “الناس يخرجون إلى مصيرهم المجهول، فضلاً عن عدم قدرة النظام على استيعاب الأعداد الكبيرة”، ووأضاف أن مليشيات النظام في مخيم الوافدين أرسلت عبر الهلال الأحمر، صباح الخميس، رسالة إلى “جيش الإسلام”، مفادها “إما أن توقفوا خروج المدنيين إلى المخيم أو سنبدأ باستهدافهم قنصاً وبالمدفعية”.

 

وبعيد خروج الناس تسربت بنود اتفاق يجري التفاوض عليه بين “القيادة الموحدة” في الغوطة الشرقية، والتي يُشكل “جيش الإسلام” جزءاً منها، مع النظام، مشابهة لبنود اتفاق مدينة حرستا الذي تم توقيعه الأربعاء. مصدر مقرب من “القيادة الموحدة”، قال لـ”المدن”، إن “مفاوضات تجري من أجل تسوية في دوما تقضي بعدم تهجير الناس من المدينة، وإيجاد حلّ سياسي فيها”.

 

وقال المصدر إن أولى خطوات التفاوض بدأت مساء الأربعاء، وتقضي بوقف مباشر لإطلاق النار، مشيراً أن وتيرة القصف انخفضت بشكل ملحوظ في ساعات متأخرة من ليل الأربعاء، ولا تزال المفاوضات جارية حول البنود النهائية للاتفاق.

 

وقال أحد المفاوضين من جهة المعارضة، لـ”المدن”، إن “التفاوض جارٍ مع ضباط روس، ومندوبة للمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان ديمستورا، من دون وجود ضباط من النظام”، مشيراً إلى أن وفد المعارضة رفض وجود ممثلين عن النظام ضمن الاجتماع”.

 

مصدر آخر قال لـ”المدن” إن “التفاوض مطلب روسي أيضاً وليس مطلب ثوار دوما فقط”، وكانت “المدن” قد نشرت مؤخراً، تصريحاً لمدير المكتب السياسي في “جيش الإسلام” ياسر دلوان، قال فيه إن “نظام الأسد يسعى من خلال تصعيد القصف على دوما الى تفكيك المجتمع محلياً، وأن يدفع المدنيين إلى الخروج عبر معابره كما حدث في مناطق أخرى من الغوطة”.

 

ولم تذكر بنود الاتفاق المسربة أي اتفاق بشأن خروج العسكريين وسلاحهم، ولكن من المرجح أن يتم استنساخ اتفاق مدينة حرستا، الذي نصّ على خروج مقاتلي المعارضة بسلاحهم، ومن يرغب من المدنيين، إلى الشمال السوري بـ”ضمانات روسية”، وإعطاء ضمانات للأهالي الراغبين بالبقاء في المدينة من النظام والروس، بعدم التعرض لأحد، والحفاظ على مكونات المدينة من دون تهجير أو تغيير ديموغرافي، وتشكيل لجنة مشتركة لتسيير شؤون المدينة. وكان مفترضاً أن تبدأ عملية التهجير القسري لمقاتلي وأهالي حرستا غير الراغبين بـ”التسوية”، الساعة السابعة من صباح الأربعاء، وسط أنباء متناقضة حول بدء العملية.

 

وشهدت دوما خلال الحملة الأخيرة خروج مئات المدنيين إلى مناطق النظام عبر مخيم الوافدين، ولكن بتنسيق مع الهلال الأحمر، وكان خروجهم كمرافقين للحالات المرضية. وخرجت ثلاث دفعات عبر الهلال الأحمر خلال الحملة الأخيرة للنظام التي بدأت قبل شهر تقريباً، ولكن ما حصل الأربعاء هو أول عملية خروج عشوائية من المدينة.

 

مصدر محلي قال لـ”المدن” إن “خروج الناس بشكل عشوائي دون التنسيق مع الجهات الثورية في دوما من شأنه أن يلحق الضرر بالمدنيين داخل دوما والذين خرجوا منها، وهو ما يفسر مباشرة القيادة الموحدة الإعلان عن وجود مفاوضات مع النظام”، مستبعداً أن تكون المفاوضات قد بدأت بعد خروج المدنيين، الأربعاء.

 

ومنذ بدء الحملة العسكرية للنظام على الغوطة الشرقية انتشرت تسريبات متعددة، عن وجود مفاوضات بين النظام و”جيش الإسلام”. ورغم نفي “جيش الإسلام” لأي مفاوضات جارية مع النظام وروسيا بشكل مباشر، وتأكيده على أن المباحثات تتم عبر الأمم المتحدة لإخلاء الجرحى وتطبيق القرار الأممي 2401، إلا أن تكتم “الجيش” على حيثيات المفاوضات أثارت استياء فعاليات مدنية في دوما.

 

وكان “جيش الإسلام” قد شنّ هجوماً معاكساً على مدينة مسرابا، نقطة الوصل بين دوما والقطاع الأوسط، قبل أيام، سيطر على إثرها على المدينة وقتل العشرات من عناصر مليشيات النظام وأسر آخرين. مصدر من “جيش الإسلام” قال لـ”المدن” إنهم انسحبوا من المدينة بعد تنفيذ عملية ضد النظام، مشيراً أنه لا يمكن الاحتفاظ بالسيطرة على المدينة نتيجة القصف العنيف عليها ووجود جبهات متعددة فيها مع النظام.

 

وكانت معركة مسرابا قد أشارت إلى أن ملف التفاوض بين “جيش الإسلام” والنظام وصل إلى طريق مسدود، ولكن التطورات الأخيرة قد تشير إلى أن الغوطة الشرقية تذهب إلى حل تفاوضي ينهي وجود الفصائل فيها، لا سيما أن “جيش الإسلام” هو أكبر فصيل عسكري فيها، وله أكبر مخزون عسكري فيها.

 

حملة ضد “تعفيش” عفرين: ثورتنا جميلة.. لا تشوِّهها!

خالد الخطيب

أطلق عدد من الناشطين الإعلاميين، الاثنين والثلاثاء، حملة موسعة من أجل عفرين تضمنت نشاطات مختلفة بهدف التخفيف من الاحتقان الذي حصل بين فصائل المعارضة المسلحة وأهالي المدينة التي تعرضت لأعمال سرقة ونهب قام بها عناصر محسوبون على الفصائل، وطاولت السرقات منازل ومحلات تجارية وسيارات خاصة وجرارات زراعية يملكها أبناء عفرين التي تقطنها أغلبية كردية.

 

ناشطو الحملة جالوا في أحياء المدينة، وتواصلوا مع الأهالي واستمعوا إلى شكاويهم، واستطاعوا رد بعض المسروقات، وأوقفوا بمساعدة الدوريات الأمنية التي نشرتها المعارضة المسلحة عدداً من محاولات السرقة، ودعوا الأهالي إلى المطالبة بممتلكاتهم المسروقة وتقديم الشكاوى بخصوصها.

 

وفي الوقت نفسه قامت مجموعة أخرى من النشطاء “البخاخين” بالكتابة على جدران مدينة عفرين، وأبواب المحال التجارية، عبارات مناهضة لعمليات السلب والنهب التي تعرض لها أهالي المدينة، خلال الأيام القليلة الماضية التي تلت السيطرة عليها من قبل مسلحين مشاركين في عملية “غصن الزيتون”. وجاء في بعض العبارات المكتوبة: “الثورة أخلاق، الثورة أمانة لا للسرقة، اتّق الله أنا أخوك، هي ثورة مو ثروة، ثورتنا جميلة لا تشوهها، تسقط الحرامية، مدني ممنوع الاقتراب، كردي عربي أخوة، الثورة مو هيك، الثورة أخلاق، لا تسرق، لا تسرق يا حر، أموال مدنيين لا تسرق يا حر”.. وغيرها الكثير من العبارات التي تؤكد رفض الانتهاكات التي ارتكبت بحق أهالي عفرين.

 

الناشط أيمن سويد، أكد لـ”المدن” أن الأهالي في عفرين تجاوبوا مع الحملة، وتفاعلوا معها بشكل غير متوقع، مضيفاً أن “المئات سارعوا إلينا ليقدموا شكاويهم، الجميع كسر حاجز الخوف، ساعدنا عدداً منهم في استعادة ممتلكاته، دراجات أو سيارات خاصة سلبتها منهم مجموعات مسلحة، تحدثنا إلى كثيرين وطمأنّاهم بأن فصائل المعارضة تنوي بالفعل العمل على رد الممتلكات المنهوبة، المسألة تحتاج إلى وقت، لكن الآن يجب أن نوقف كل التجاوزات بحقكم”.

 

من جهته قال المصور أحمد نداف لـ”المدن”: “الحملة التي قام بها الناشطون في عفرين هي من أجل الأهالي الذين تعرضوا للظلم، وهي محاولة للتعريف بقيم ومبادئ الثورة السورية التي لن تتأثر بأفعال لا أخلاقية قامت بها مجموعات مسلحة تدعي انتماءها للجيش السوري الحر الذي هو براء منها، جيشنا الحر وجد للدفاع عن المدنيين وسيبقى يضحي بدمائه من أجلهم، لن ندع قطاع الطرق يسلبون منا محبة الثورة والمدافعين عنها، الجيش الحر حر وليس حرامي”.

 

إلى ذلك، أكد الناشط الإعلامي، ميلاد شهابي، لـ”المدن” أن الحملة التي قام بها الناشطون خلال اليومين الماضيين، كان لها أثر كبير في التقليل من السرقات وتشجيع الأهالي في المدينة على حماية ممتلكاتهم، وباتت الانتهاكات شبه معدومة خلال الساعات الماضية بعد الاستنفار الأمني الذي قامت به المعارضة للحد من الظاهرة، حيث انتشرت عشرات الحواجز التابعة للشرطة العسكرية داخل أحياء المدينة وفي الأطراف وعلى الطرق الخارجة من عفرين، وقد ألقي القبض على عدد كبير من العناصر وتمت مصادرة المسروقات.

 

يذكر أن الانتهاكات التي وقعت في عفرين لاقت استنكاراً واسعاً من قبل المعارضة المسلحة، عبر بيانات وقرارات عقابية، وفصل من مرتبات الفصيل بحق متهمين بأعمال سلب وقعت في عفرين، كما أكدت الشرطة العسكرية التابعة للمعارضة أنها تقوم بتجميع المصادرات المسروقة في مستودعات خاصة إلى حين الانتهاء من الحملة الأمنية ومن ثم سيتم إعادتها لأصحابها.

 

عفرين:”الوحدات” إلى شرقي الفرات..والمعارضة تشتبك مع مليشيات النظام

دارت اشتباكات بين فصائل الجيش السوري الحرّ، المدعومة من الجيش التركي، ومليشيات تابعة للنظام في قرية كيمار بالقرب من بلدة نبل في ريف حلب الشمالي، الأربعاء، بحسب مراسل “المدن” عدنان الحسين.

 

وكانت فصائل الجيش الحر المنضوية في غرفة عمليات “غصن الزيتون” قد استمرت في توسيع مناطق سيطرتها في عفرين، بهدف احكام السيطرة على كامل المنطقة وتأمينها من هجمات “وحدات حماية الشعب” الكردية أو مليشيات النظام. وتمكّنت فصائل المعارضة وقوات من الجيش التركي، ليل الثلاثاء/الأربعاء، من السيطرة على جبل الأحلام، بالإضافة إلى قرى عين دارة وكرزيحلة وقاضي ريحلة والباسوطة جنوبي عفرين، وذلك بعد معارك مع “الوحدات” أسفرت عن خسائر بشريّة وماديّة بصفوفها. “الوحدات” انسحبت باتجاه قرى تل رفعت، ومن المتوقع أن تنسحب إلى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” شرقي نهر الفرات.

 

مصادر “المدن” أكدت حشد فصائل “غصن الزيتون” عشرات العناصر والآليات بهدف التقدم في محور تل رفعت، واستعادة السيطرة على القرى العربية التي استولت عليها “الوحدات” نهاية العام 2016 بدعم جوي روسي.

 

المصادر أكدت أن العملية ستبدأ قريباً، وتم ارسال رسائل واضحة لـ”الوحدات” ومليشيات النظام، بضرورة الانسحاب، أو انتظار معركة كبيرة. وبات من الواضح أن فصائل “غصن الزيتون” ستتتحرك للسيطرة على كل المناطق المتبقية الخاضعة لـ”الوحدات”، بالإضافة إلى المناطق التي سلمتها “الوحدات” لمليشيات النظام غربي حلب.

 

وتعتبر بلدة الباسوطة من أكبر البلدات التي بقيت تحت سيطرة “الوحدات” جنوبي عفرين، ولم تحدث فيها أية مقاومة، أثناء سيطرة “غصن الزيتون” عليها، نتيجة انسحاب “الوحدات” منها إلى الجبال المحيطة بها. وسبق تقدم الفصائل قصف مدفعي تركي مكثف، كما عززت الفصائل هجومها باستخدام عربات مصفحة تركية.

 

الاشتباكات المباشرة بين الجيش الحر ومليشيات النظام تأتي ضمن مخاوف إيران من خطر اقتراب المعارضة مرة أخرى من مدينة حلب، ومن معاقل سيطرة مليشياتها في نبل والزهراء.

 

مفاوضات حرستا بين الاتفاق والنقض

توصلت “حركة أحرار الشام الإسلامية” لاتفاق مع الجانب الروسي، الثلاثاء، يقضي بخروج مقاتليها من حرستا في غوطة دمشق نحو الشمال السوري، في أول اتفاق من نوعه في الغوطة الشرقية التي استطاعت مليشيات النظام فصلها إلى ثلاثة قطاعات، بعد عمليات عسكرية واسعة، بدعم جوي روسي، بحسب مراسل “المدن” رائد الصالحاني.

 

ومن المفترض أن يتم إجلاء الدفعة الأولى من المرضى والجرحى والراغبين بالخروج نحو الشمال، الأربعاء، ليتم بعدها نقل ما تبقى منهم على ثلاث دفعات، خلال أسبوع.

 

وتعثرت المفاوضات أكثر من مرة، بين الجانب الروسي و”أحرار الشام”، وتخللها تصعيد عسكري على حرستا، واستهدافها بعشرات الغارات الجوية وصواريخ أرض–أرض. إحدى عمليات القصف استهدفت تجمعاً شعبياً كان منعقداً لبحث آلية التفاوض، وراح ضحيته 7 مدنيين.

 

وجاءت المفاوضات على إخلاء المدينة من مقاتلي “أحرار الشام”، ومن غير الراغبين بـ”تسوية أوضاعهم” من المدنيين، بطلب رسمي من قيادة “أحرار الشام” في الشمال السوري، بحسب مصادر “المدن”. وأشارت المصادر إلى أن النظام تمكّن من عزل حرستا عن بقية الغوطة، وتطويقها من كافة المحاور، وسط تخوف من حدوث كارثة إنسانية نتيجة وجود آلاف المدنيين في الأنفاق والملاجئ، وفقدان أدنى مقومات الحياة.

 

مصادر “المدن” في مدينة حرستا، أكدت أن اللجنة المخولة بعمليات التفاوض بدأت تسجيل أسماء الراغبين بالخروج، صباح الأربعاء، وسط تخوف من تعثر جديد للمفاوضات. ورفعت قيادة “أحرار الشام” سقف التفاوض، وطلبت من الروس، السماح بإخراج السلاح الثقيل والسيارات الخاصة وبعض موجودات “أحرار الشام” في مستودعاتهم، نحو الشمال، الأمر الذي تم رفضه من الجانب الروسي. وتحاول “أحرار الشام” الحصول على تنازلات من الجانب الروسي، قبل خروجها وتسليم حرستا لمليشيات النظام.

 

ويتضمن الاتفاق بين الطرفين خروج من لا يرغب بـ”التسوية”، و”تسوية أوضاع” المطلوبين لأجهزة النظام الأمنية والعسكرية، ممن يرغبون بالبقاء، ودخول “المؤسسات الرسمية” إلى المدينة، وإبقاء المدنيين وعدم تهجيرهم إلى “مراكز الإيواء المؤقت”، وإدخال المساعدات الإنسانية لمن تبقى في حرستا، والسماح للمدنيين من أهل حرستا المقيمين خارجها بالدخول والإقامة فيها بعد انتهاء قوات النظام من عمليات التمشيط.

 

وتضم مدينة حرستا قرابة 15 ألف نسمة، وتكمن أهميتها باطلالها على طريق دمشق–حمص الدولي، الذي لطالما سعى النظام إلى إعادة تفعليه، عبر مفاوضات سابقة مع مقاتلي حرستا.

 

وشهدت المدينة عمليات خروج حوالي ألف مدني، خلال الأيام السابقة، من “المعبر الآمن” الذي حدده الروس، بالقرب من مبنى الموارد المائية باتجاه “مراكز الإيواء المؤقت”، بالتنسيق مع لجنة المفاوضات الخاصة بحرستا.

 

وكانت الغوطة الشرقية قد شهدت أيضاً خروج أكثر من 80 ألف نسمة حتى اللحظة من معابر حمورية وجسرين ومخيم الوافدين تم نقلهم إلى “مراكز الإيواء” في حرجلة والدوير وعدرا.

 

الغارديان: معركة عفرين أظهرت قوة فصائل سوريا المدعومة من تركيا

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

بعد سلسلة من الخسائر العسكرية التي مُنيت بها فصائل المعارضة السورية المسلحة، جاءت معركة عفرين، التي شارك فيها الجيش السوري الحر المدعوم من قِبل تركيا، لتشكل انعطافة كبيرة في تاريخ الحرب السورية، كما أظهرت قوة هذه الفصائل، بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.

 

النصر السريع في معركة عفرين ضد عدو مدرب ومسلح من قِبل الولايات المتحدة، سبق له أن أطاح بتنظيم الدولة، أكد القوة المتنامية للجيش السوري الحر في شمالي سوريا.

 

في جميع أنحاء الشمال السوري، تراجعت مجموعات الفصائل المسلحة قبل أن تعيد تركيا تجميعها وتفرض الانضباط العسكري على مقاتليها، بعد أن تخلت عنها الولايات المتحدة ورفضت دعمها أو الاستعانة بها في قتال تنظيم الدولة.

 

يقول أحد قادة الجيش السوري الحر ممن شاركوا في معركة عفرين ضد القوات الكردية: “حتى بشار الأسد لم ينجح في توحيدنا، نحن أضعف عسكرياً وسياسياً من النظام، الذي يستخدم تكتيكات الأرض المحروقة، والمناطق التي كنا نسيطر عليها تتقلص”.

 

قوة الجيش السوري الحر، المدعوم من تركيا والبالغ عدد مقاتليه أكثر من 20 ألفاً، تتنامى ويمكن أن تشكل ورقة ضغط في مفاوضات السلام، وحتى لو انتهت تلك المفاوضات برحيل الأسد، كما يرغب المعارضون، فإن هذا الجيش سيكون قادراً على العمل مع الجيش النظامي لفرض النظام والسيطرة على التراب السوري بالكامل.

 

يقول “أبو أحمد”، أحد قادة الجيش السوري الحر: “إذا بقي الأسد فلن تنتهي الحرب، ولكن إذا كان هناك انتقال سلمي يُبعد الأسد والخط الأول من القيادات، فإنه يمكننا العمل مع المجتمع الدولي لفرض الأمن في جميع المناطق المحررة، أما إذا خُدعنا فإن الأسلحة موجودة والمقاتلون موجودون، وستكون معركة حتى الموت”.

 

وكانت تركيا قد أعلنت عن عملية عسكرية بعفرين في يناير الماضي، بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها ستشكِّل قوة حرس حدود سورية من المليشيات الكردية التي حاربت تنظيم الدولة وحررت مدينة الرقة.

 

تركيا كانت تتغاضى عن الدعم الأمريكي للمليشيات الكردية، التي تعتبرها فرعاً من حزب العمال الكردستاني الانفصالي وتصنفهم كحركة “إرهابية”، على اعتبار أن هذا الدعم مرتبط بالمعركة ضد تنظيم الدولة، وأنه دعم مؤقت.

 

وسبق لتركيا أن أطلقت عملية “درع الفرات” في أغسطس من عام 2016، واعتمدت فيها على الجيش السوري الحر، حيث نجحت في وقف التوسع الكردي بمناطق غربي الفرات، وبعد الحملة عملت أنقرة على تدريب وتقوية الفصائل السورية وتزويدها بالأسلحة ودفع رواتب شهرية للمقاتلين، وتم تشكيل ثلاث فصائل تخضع لسيطرة الحكومة الانتقالية التي تشكلت بدعم تركي.

 

يقول مقاتلو الجيش السوري الحر إنهم نفذوا غالبية أهدافهم بدعم من المدفعية والطيران التركي، فهم مقتنعون بأنهم حققوا نصراً استرتيجياً سيفتح لهم ممراً إلى إدلب القريبة، معقل المقاتلين المرتبطين بـ”القاعدة”.

 

وبحسب “الغارديان”، فإن فصائل سورية أخرى معارضة للنظام، ترغب في الانضمام إلى الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، وهي فصائل لا ترى أية مشكلة في التوافق مع أنقرة لتلاقي المصالح بسوريا.

 

مجلس حرستا بالغوطة: اتخذنا قرارا صعبا بالجلاء

قال المجلس الحلي لمدينة حرستا التابع للمعارضة السورية إنه توصل لقرار صعب للغاية فيما يتعلق بمصير مدينة حرستا يقضي بخروج مقاتلي المعارضة ومن يرغب من المدنيين نحو الشمال السوري.

وقال المجلس خلال بيان له “اضطررنا لذلك من أجل الحفاظ على بقاء أهلنا بعد تخاذل العالم أمام إجرام النظام السوري وحليفه الروسي وحملتهما العسكرية على المدينة”.

 

وأوضح المجلس أن 90% من المدينة بات مدمرا وأصبح من الاستحالة معالجة الجرحى أو الخروج من الملاجئ وسط الأمراض والآفات وقلة الطعام لعشرين ألف مدني.

 

وكانت حركة أحرار الشام التابعة للمعارضة السورية -اليوم الأربعاء- قد أعلنت التوصل لاتفاق يقضي بإخراج مقاتليها ومدنيين من مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، ليكون أول اتفاق من نوعه منذ بدء النظام السوري -بدعم روسي- حملة عسكرية ضارية لاستعادة المنطقة المقسمة والمحاصرة.

 

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم أحرار الشام في الغوطة الشرقية منذر فارس، قوله إن “الاتفاق يقضي بخروج الثوار من المدينة بسلاحهم مع من يرغب من المدنيين إلى الشمال السوري بضمانات روسية”.

 

ووفق المتحدث نفسه، فإن الاتفاق يشمل ضمانات للأهالي الذين يرغبون في البقاء في حرستا بعدم التعرض لهم، والحفاظ على مكون المدينة دون تهجير أو تغيير ديمغرافي.

نازحون من الغوطة الشرقية ينتظرون حافلات لنقلهم إلى مراكز إيواء (الأوروبية)

 

نازحون مستنزفون

يأتي ذلك في وقت نزح فيه عشرات الآلاف من الغوطة الشرقية وهم يعانون من سوء التغذية والعطش والخوف، وهم الآن في مراكز استقبال مزدحمة وغير مجهزة في ضواحي دمشق، وهم مستنزفون ويعانون من سوء التغذية وخائفون مما سيحدث لاحقا.

 

ويقيم هؤلاء في مراكز إقامة مؤقتة تابعة للحكومة السورية في ريف دمشق، أبرزها مركزي عدرا والدوير بينما تطالب الأمم المتحدة بإعادتهم إلى منازلهم أو عدم إخراجهم منها.

 

وقال الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سوريا علي الزعتري لوكالة الصحافة الفرنسية “لو كنت مواطنا لما قبلت بأن أبقى في (مركز إيواء) عدرا خمس دقائق بسبب الوضع المأسوي”، مضيفا “صحيح أن الناس هربوا من قتال وخوف وعدم أمن، لكنهم ألقوا بأنفسهم في مكان لا يجدون فيه مكانا للاستحمام”.

 

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء سلامة المدنيين في الغوطة الشرقية وحمايتهم، حيث لا يتوفر لديهم الخبز أو المياه الصالحة للشرب.

 

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفن دوجاريك إن وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة ما زال محدودا للغاية، مشيرا إلى أن آخر قافلة دخلت إلى دوما كانت يوم 15 مارس/آذار لتوفير الطعام لأكثر من 26 ألف شخص.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

فاغنر”.. جيش الظل الروسي للمهمات القذرة في سوريا

كشف مصرع عدد من عناصر “مجموعة فاغنر” شبه العسكرية الروسية بسوريا في شباط/فبراير الماضي، الدور الذي يلعبه هؤلاء الجنود السريون الذين يتولون -بحسب تقارير صحفية- تنفيذ ما يوصف بالعمليات القذرة في مناطق النزاع المختلفة.

 

وتكمل هذه المجموعة الغامضة على الأرض مهمة العسكريين الروس المنتشرين في سوريا، في إطار حملة الضربات الجوية التي بدأها الرئيس الؑوسي فلاديمير بوتين عام 2015 دعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وباتت “فاغنر” في صلب الاهتمام منذ أعلنت واشنطن في السابع من فبراير/شباط الماضي أنها قتلت ما لا يقل عن مئة مقاتل موال للنظام ف�� منطقة دير الزور، ردا على هجوم استهدف المقر العام لقوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة.

 

وبعد صمت استمر بضعة أيام، أقرت موسكو بمقتل خمسة من مواطنيها في تلك الهجمات وسقوط “عشرات” الجرحى، موضحة أنهم جميعا “توجهوا إلى سوريا بمبادرة منهم”.

 

من جهتها، تداولت وسائل الإعلام أرقاما مختلفة تجاوز بضعها مئتي قتيل. وحددت مجموعة “كونفليكت إنتليجنس تيم” للتحقيق هويات عشرة منهم كانوا جميعا في سوريا لحساب “مجموعة فاغنر”.

 

وأوضح كيريل ميخائيلوف -من مجموعة التحقيق المذكورة- لوكالة الأنباء الفرنسية، أنه بالرغم من عدم وجود هذه المنظمة بشكل قانوني كون الشركات الأمنية الخاصة محظورة في روسيا، فقد شكلت “مكونا أساسيا للعمليات الروسية في اللاذقية وفي شرقي سوريا”.

 

ونشطت فاغنر أيضا في عملية استعادة مدينة تدمر الأثرية من تنظيم الدولة الإسلامية في مارس/آذار 2016.

 

جيش الظل

ووصف الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية بافيل باييف “فاغنر” بأنها “جيش ظل روسي يتضمن فائدة مزدوجة”، من حيث نفي الحجم الواسع لانتشار روسيا في الأراضي السورية و”التقليل” من خسائرها؛ لكنه أضاف أن “المشكلة مع مقاتلين مثل فاغنر أنه لا يمكن السيطرة عليهم على الدوام”.

 

ورغم شح المعطيات، فإن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية ديمتري أوتكين هو من أنشأ هذه المليشيا المسلحة.

 

وشارك أوتكين -اعتبارا من يونيو/حزيران 2014- في معارك شرقي أوكرانيا مع الانفصاليين الموالين لموسكو، بحسب وسائل إعلام وأجهزة أوكرانية. وشكل النزاع في هذا البلد الولادة الفعلية لـ”مجموعة فاغنر”.

 

ونفت روسيا على الدوام أي وجود عسكري لها في شرقي أوكرانيا، رغم تأكيدات كييف والدول الغربية لذلك، وإقرار فلاديمير بوتين بأن الجنود الروس يمكنهم التوجه إلى هناك خارج إطار خدمتهم.

 

وتوجه أوتكين في خريف 2015 إلى سوريا حين بدأت موسكو تدخلها العسكري دعما للأسد.

 

سري للغاية

وفي ديسمبر/كانون الأول 2016، استُقبل أوتكين -المولود عام 1970- في الكرملين وظهر في التلفزيون خلال حفل لتكريم “أبطال” سوريا، وفي اليوم نفسه التقطت صورة له مع بوتين.

 

أما ممول المنظمة فهو رجال الأعمال يفغيني بريغوغين المقرب من بوتين، والذي جنى ثروته من ورش الترميم قبل أن يوقع عقودا عدة مع الجيش والإدارة الروسيين، ويشتبه القضاء الأميركي بأنه يقف وراء نشر رسائل على الإنترنت لتسهيل فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

 

عدد مقاتلي المنظمة في سوريا ليس ثابتا، لكن صحيفة “ريبابليك” الإلكترونية نقلت عن مصادر أمنية روسية وجود 2500 من المرتزقة بسوريا في مارس/آذار 2016، بينهم 1600 مقاتل خصصت لهم موازنة بقيمة 350 مليون دولار منذ بدء العملية.

 

ونقلت أسبوعية “سوفيرشينو سيكريتنو” (سري للغاية) عن مسؤول في المنظمة قوله إن “40% من هؤلاء أوقفوا لارتكابهم جرائم خطيرة”.

 

رواتب المرتزقة ويبدو أن فاغنر خسرت عام 2016 ثقة وزا��ة الدفاع بعدما كانت تمولها وتزودها بالأسلحة والمعدات، وذلك بسبب توترات مع الجيش الروسي على الأرض وصراعات نفوذ في موسكو.

 

وأورد كيريل ميخائيلوف أنه بفضل الجيش الروسي تجاوزت القدرات العسكرية لفاغنر “نظيراتها لدى أي شركة أمنية غربية خاصة”، وخصوصا الشركة الأميركية “بلاك ووتر” التي عملت لحساب الحكومة الأميركية في العراق واتُّهمت كثيرا بالإفلات من المحاسبة.

 

وأضاف ميخائيلوف أن هذه الصعوبات “دفعت يفغيني بريغوغين للسعي وراء عقود أخرى، وخصوصا ذلك الذي وقع مع دمشق ونص على أن تستعيد فاغنر السيطرة على حقول وبنى تحتية نفطية مقابل 25% من الإنتاج”.

 

ولهذا الغرض، أسس بريغوغين شركة اسمها “إيفرو بوليس” وقعت الاتفاق المذكور مع الحكومة السورية في ديسمبر/كانون الأول 2016. ومنذ ذلك الوقت، تتولى هذه الشركة دفع رواتب المرتزقة التي تتراوح بين 200 ألف و300 ألف روبل (3500-5200 دولار) شهريا وفق وسائل الإعلام الروسية.

 

وعلق بافيل باييف أن “عدد المرتزقة والفترة الزمنية للعمليات يتطلبان تمويلا يتجاوز بكثير قدرة رجل أعمال متوسط الحال، ومن المرجح جدا أن تكون شركات بريغوغين واجهة لمصادر تمويل أخرى”.

المصدر : الفرنسية

 

القوات التركية تتجه شرق الفرات بعد منبج

لوّحت تركيا بطرد وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة الحدود مع سوريا ما لم تتوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة التي يجري رئيسها دونالد ترمب مباحثات هاتفية اليوم مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان يتصدرها هذا الملف.

 

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول التركية الرسمية اليوم الخميس، قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إن أنقرة ستطرد وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة الحدود مع سوريا ما لم تتوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة على خطة لإخراج هذا التنظيم من منطقة منبج السورية.

 

وأوضح الوزير التركي أنه “ما لم نتوصل لهذه الخطة فسيكون الخيار الوحيد المتبقي هو طرد الإرهابيين” مضيفا أن الرئيسين أردوغان وترمب سيجريان اتصالا هاتفيا اليوم.

 

وقال أوغلو إن القوات التركية ستتجه إلى منطقة شرق الفرات بعد مدينة منبج مضيفا أنه “يجب تسليم المدن التي يتم تطهيرها من الإرهابيين إلى سكانها الأصليين لإدارتها. مع الأخذ بعين الاعتبار الأغلبية التي يمثلها العرب”.

 

وذكر أيضا أن أنقرة وواشنطن ستقومان بالتدابير الأمنية معا، عقب خروج عناصر وحدات حماية الشعب الكردية من منبج، ثم ستناقشان الجهة التي ستدير المدينة.

 

وشدد أوغلو على أن جميع المناطق التي توجد فيها وحدات حماية الشعب هدف مشروع لتركيا، مستشهدا بتصريحات للرئيس قال فيها “يمكن أن نهاجم ذات ليلة على حين غرة مناطق سنجار، وجبل قنديل، وأي مكان آخر يوجد فيه عناصر التنظيم الإرهابي”.

 

ورفض ادعاءات حدوث أعمال نهب وسرقة في عفرين، وقال “لا يمكن لقواتنا المسلحة وعناصر الجيش السوري الحر أن يكونا مثل التنظيم الإرهابي، ولا نسمح بحدوث هذا الأمر”.

 

وردا على سؤال عن مستقبل منبج، أوضح أن التركيبة السكانية للمدينة ستحدد طبيعة إدارة شؤونها وأمنها بعد خروج تنظيم وحدات حماية الشعب منها.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

المنظمات الإنسانية محذّرة من تفاقم وضع الهاربين من الغوطة الشرقية: الأسوأ قادم

 

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– عبّر المجلس النرويجي للاجئين “NRC”، الخميس، عن مخاوفه بأن “الأسوأ قادم”، لأكثر من 50 ألف شخص خرجوا من منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة خارج العاصمة السورية دمشق.

 

وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “OCHA” التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، بأن حوالي 1600 شخص قتلوا منذ 18 فبراير/شباط عندما بدأت العمليات العسكرية على المنطقة المحاصرة.

 

وقد تضاعفت أرقام الهاربين من المنطقة منذ 17 مارس/آذار، وفقاً لـ “OCHA”، ويتوقع خروج المزيد من الألوف من الغوطة الشرقية، ودعا المكتب إلى هدنة إنسانية لوقف القتال.

 

وذكر المكتب بأن “معظم الملاجئ لا تحمل الطاقة الاستيعابية أو البنية التحتية لمواكبة العدد الكبير من القادمين، وبعض المواقع غير ملائمة لاستيعاب النازحين داخل الدولة والاكتظاظ يؤثر على جهود إعادة التأهيل.”

 

شاهد.. عمليات الإخلاء تتواصل في الغوطة الشرقية

 

وقال مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين في سوريا، إريك أبيلد: “نحن نشعر بالقلق بأن هذا الوضع المتأزم أصلاً قد يتفاقم سوءاً قريباً وبشكل سريع للغاية،” وأضاف المجلس ببيان بأن الهاربين أصلاً في وضع مأساوي: “إنهم لم يأكلوا منذ أيام، ولم يستحمّوا منذ أيام، ولا أسابيع ولا أشهر، إنهم عطشى ويشعرون بالبرد.”

 

مولود جاويش أوغلو: جميع المناطق التي يوجد بها تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” هي هدف مشروع لتركيا

الشرق الأوسط

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو بأن جميع المناطق التي يوجد فيها “تنظيم ( ي ب ك/ بي كا كا) الإرهابي، تعتبر “هدفاً مشروعاً لتركيا،” وفقاً لما نقلته وكالة الأناضول، الخميس.

 

وذكر أوغلو خلال اجتماعه بمحرري الوكالة بأن ” قول الرئيس رجب طيب أردوغان (يمكن أن نهاجم ذات ليلة على حين غرة)، يشمل مناطق سنجار، وجبل قنديل، وأي مكان آخر يوجد فيه عناصر تنظيم ( ي ب ك/ بي كا كا) الإرهابي”.

 

ووأضاف أوغلو بأنه وفي حال عدم تطبيق خطة خروج عناصر تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” من منبج السورية، والتي تم التفاهم عليهما مع الجانب الأمريكي، فإنه “سيتوجب حينها القضاء على الإرهابيين.”

 

تعتبر السلطات التركية أن “وحدات حماية الشعب الكردي” السورية (YPG)، المدعومة من الولايات المتحدة، امتداداً لحزب العمال الكردستاني التركي (PKK)، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة كـ”تنظيم إرهابي”، كما تصنف تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (PYD) كـ”منظمة إرهابية” أيضا.

 

وقد اطلقت القوات التركية عملية عسكرية سمّيت “غصن الزيتون” لقتال الميليشيات الكردية في مدينة عفرين السورية في 20 فبراير/شباط الماضي، ليعلن الرئيس التركي عن “السيطرة الكاملة” على مركز المدينة من قبل القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر في 18 مارس/آذار الحالي.

 

هذا وقد أبدى وزير الخارجية الامريكي السابق، ريكس تيلرسون، في يناير/كانون الثاني الماضي عن “تقديره” لحق تركيا بالدفاع عن نفسها “ضد الإرهابيين”، بينما انتقد خبراء عسكريون أمريكيون بأن التدخل التركي في سوريا قد يهدد القوات الأمريكية.

 

هذا وقد حذّرت تركيا الولايات المتحدة الأمريكية بشأن قواتها المنتشرة في مدينة منبج السورية في بداية فبراير/شباط الماضي، إذ هددت بأن عملياتها العسكرية في عفرين ضد المقاتلين الأكراد ستمتد إلى منبج، وأنها قد تضرب الجنود الأمريكيين إذا ارتدوا زي من وصفتهم بـ”الإرهابيين”.

 

روسيا تُفاوض فصائل الغوطة المسلحة وترفض إخراج السلاح الثقيل

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 22 مارس 2018

روما ـ قالت مصادر من المعارضة السورية إن روسيا تُفاوض فصائل الغوطة المسلحة وترفض إخراج السلاح الثقيل.

 

وأضافت مصادر من المعارضة السورية المسلحة في الغوطة بريف دمشق الشرقي في تصريح خاص لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، الخميس، أن “مفاوضات تجري الآن بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن مع روسيا منفردين كل في منطقته، لعقد اتفاقية لخروج المقاتلين من المنطقة بهدف إخلاء غوطة دمشق من المسلحين تمهيداً لتسليم إدارتها للنظام السوري ولجان محلية”.

 

وبعد مفاوضات بين حركة أحرار الشام الإسلامية وروسيا، تم ترحيل مقاتلي حركة أحرار الشام مع عائلاتهم من مدينة حرستا في الغوطة بريف دمشق الشرقي، نحو الشمال السوري، وأتبع ترحيل المقاتلين ترحيل دفعة أخرى من الجرحى والمرضى، ويتبعها دفعة ثالثة من المدنيين الراغبين بالخروج نحو الشمال السوري.

 

وتأتي المفاوضات بين هذه الحركات المسلحة المعارضة الثلاث وروسيا بعد أن استطاعت قوات النظام السوري، بدعم من روسيا والميليشيات التابعة لإيران، من تقسيم غوطة دمشق إلى ثلاث مناطق، وعزل حرستا عن بقية الغوطة وتطويقها من كافة المحاور، ونزوح عشرات الآلاف من السكان إلى مدينة دوما وتعرض المدنيين لقصف جوي متواصل.

 

ولم تُعلن حركة أحرار الشام عن وجود اتفاق مع الروس، وتحدثت مصادر إعلامية عن طلب الحركة من الروس السماح بإخراج السلاح المتوسط والثقيل نحو الشمال، وهو الأمر الذي رفضت روسيا التفاوض حوله، كما أعلمت جيش الإسلام وفيلق الرحمن برفضها المسبق مناقشة نفس البند.

 

وكانت الغوطة الشرقية قد شهدت خروج أكثر من 80 ألف نسمة إلى مراكز إيواء في مناطق سيطرة النظام.

 

المرصد وبث روسي: تدفق مدنيين من دوما إلى مناطق خاضعة للحكومة السورية

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عددا كبيرة من المدنيين السوريين يغادرون مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة بالغوطة الشرقية صباح يوم الخميس.

مباني مدمرة في دوما يوم الأربعاء. تصوير: بسام خبيه – رويترز

 

كما أظهر بث روسي حي على الإنترنت مجموعات من المدنيين يحملون أطفالهم وأمتعتهم ويدخلون أراض خاضعة للحكومة.

 

وقال المرصد إن حوالي 1500 شخص غادروا المدينة في وقت مبكر من صباح يوم الخميس وغادر 2000 يوم الأربعاء.

 

وأظهر بث على موقع وزارة الدفاع الروسية ما قيل إنه لقطات حية من معبر الوافدين الذي يربط بين دوما والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

 

وأظهر البث الذي استمر لدقائق توافد عشرات الأشخاص في مجموعات صغيرة سيرا على طريق مترب مرورا بجنود مسلحين.

 

وكان بعضهم يحمل متعلقاتهم وحمل آخرون أطفالا أو كانوا يدفعون عربات أطفال. وشوهد على الطريق رجل يرتدي قميصا أحمر يحمل شعار الهلال الأحمر العربي السوري.

 

ومدينة دوما هي المنطقة الأعلى كثافة سكانية في الغوطة الشرقية، وتحاصرها الحكومة بالكامل منذ أكثر من أسبوع.

 

وكانت جماعة جيش الإسلام التي تسيطر على المدينة قالت إنها عازمة على مواصلة القتال، وذلك بعد الحملة التي تشنها الحكومة منذ شهر والتي سيطرت خلالها على 70 في المئة من الغوطة الشرقية التي كانت معقلا للمعارضة.

 

ورغم ذلك قال المرصد إن مغادرة المدنيين للمنطقة تأتي بموجب اتفاق بين الجماعة وروسيا حليفة الحكومة السورية.

 

واتهمت الحكومة السورية وروسيا المعارضة في الغوطة الشرقية بمنع المدنيين من الرحيل. وقالتا إن الهجوم على الغوطة ضروري لإنهاء حكم إسلاميين متشددين لسكان المنطقة. ويقول المرصد السوري إن الحملة على الغوطة أدت لمقتل أكثر من 1500 شخص حتى الآن.

 

إعداد دعاء محمد للنشرة العربية – تحرير سها جادو

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى