أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 22 شباط 2018

 

 

«إبادة» في الغوطة ودعوات دولية إلى هدنة

موسكو، بيروت، القاهرة – سامر إلياس، «الحياة»، رويترز

 

أكّدت تركيا عزمها على مواصلة عملية «غصن الزيتون» في عفرين شمال غربي سورية، على رغم إصرار قوات رديفة تابعة للنظام على الانتشار في المنطقة. وألمحت أنقرة إلى تواصل غير مباشر مع استخبارات النظام السوري، نظراً إلى «الوضع الاستثنائي» في عفرين.

 

أما في غوطة دمشق الشرقية، فتواصلت حملة القصف العنيف، ما أدّى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 300 شخص على الأقل خلال الأيام الثلاثة الماضية، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، واصفاً الهجوم الذي تشنّه القوات النظامية بـ «الإبادة».

 

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف الضربات التي حوّلت الغوطة «جحيماً على الأرض» بالنسبة إلى المدنيين. وقال أمام مجلس الأمن أمس: «أوجه نداء إلى كل الأطراف المعنيين من أجل تعليق فوري للأعمال الحربية كافة في الغوطة الشرقية لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها».

 

كما دعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسن إلى وقف «حملة الإبادة الوحشية» في الغوطة الشرقية، فيما طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهدنة في المنطقة التي تعتبر المعقل الأخير للفصائل المعارضة قرب دمشق، وندد بشدة بهجوم النظام على المدنيين.

 

ودخلت القاهرة على خط الوساطة، وأعلنت الخارجية المصرية بذل مساعيها واتصالاتها مع كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية من أجل إيجاد مخرج للوضع الإنساني المتأزم في الغوطة الشرقية. وأعربت الخارجية المصرية في بيان عن «قلق مصر العميق من التطورات الأخيرة في منطقة الغوطة، وتداعياتها الخطرة على الأوضاع الإنسانية وأوضاع المدنيين». ولفت البيان إلى إدانة مصر أي قصف للمناطق المدنية في الغوطة ودمشق وسائر أنحاء سورية.

 

وأجرى رمزي عز الدين نائب المبعوث الدولي إلى سورية محادثات أمس مع ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي. ونقلت وكالة «تاس» عن وزارة الدفاع الروسية، أن «الجانبين بحثا خطوات إضافية لتنفيذ قرارات مؤتمر الحوار السوري في سوتشي»، وأكدا ضرورة تفعيل الجهود لتشكيل اللجنة الدستورية. غير أنّ مصادر في موسكو ذكرت أن المسؤول الأممي نقل إلى العاصمة الروسية قلق الأمم المتحدة على العملية السياسية نتيجة التصعيد في الغوطة الشرقية المدرجة ضمن مناطق «خفض التوتر»، وفق مسار آستانة.

 

ووجه سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي انتقادات إلى الدور الأميركي في سورية، متهماً واشنطن بـ «ازدواجية المعايير» في القضايا الإنسانية. ورداً على سؤال حول إمكان التوصل إلى هدنة في الغوطة، أشار إلى بحث مسألة الهدنة الإنسانية في الأمم المتحدة، وذلك «في إطار العمل على مشروع قرار دولي في هذا الشأن».

 

وأعلنت وسائل إعلام رسمية سورية دخول «دفعة ثانية» من «القوات الشعبية» إلى منطقة عفرين أمس، فيما توعّد إبراهيم قالن الناطق باسم الرئاسة التركية، بأن هذه القوات «ستكون هدفاً مشروعاً» لقوات بلاده في حال دعمت الأكراد في المعركة التي يقودها الجيش التركي بدعم من «الجيش السوري الحر».

 

وأكّد قالن أن بلاده ليست لديها اتصالات رسمية مباشرة مع النظام السوري، لكنه أضاف: «يمكن مؤسساتنا المعنية، وأقصد هنا أجهزتنا الاستخباراتية، الاتصال مباشرة أو في شكل غير مباشر معه في ظروف استثنائية لحل مشكلات معينة عند الضرورة»، وفق ما نقلت عنه وكالة «الأناضول».

 

وفي وقت أصرّت تركيا على أن «طلقاتها التحذيرية» أجبرت قافلة «القوات الشعبية» على الانسحاب خارج عفرين الثلثاء، أكّد الأكراد و «المرصد»، إضافة إلى قيادي في التحالف الداعم للنظام، انتشار عدد من هذه القوات في عفرين أمس. وشدّد ريزان حدو الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية، على أن «القوات الشعبية دخلت عفرين بنجاح، على رغم قصف المدفعية التركية». ولفت «المرصد» إلى أن القوات الرديفة للنظام السوري بدأت انتشارها منذ ليل الثلثاء- الأربعاء، على «خطوط التماس» مع قوات عملية «غصن الزيتون». وقال قائد في التحالف العسكري المؤيد لدمشق لم يكشف عن هويته، إن القوات تراجعت بعد تعرّضها لإطلاق النار ثم استأنفت تقدمها وهي الآن في عفرين.

 

وحضّت روسيا دمشق على بدء حوار مع الأكراد. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن على «الحكومة السورية أن تسترشد بمبدأ السيادة على كامل أراضيها. وهذا ما يعني ضرورة الحوار مع كل ممثلي المجموعات العرقية والدينية، بمن فيهم الأكراد». كما جدّد في شكل غير مباشر دعوة تركيا إلى الحوار مع النظام السوري، قائلاً: «لا بد لجميع اللاعبين الخارجيين، من دون استثناء، خصوصاً أولئك الموجودين في سورية، من الاعتراف بالحاجة إلى بدء الحوار مع الحكومة السورية».

 

النظام السوري يواصل قصفه على الغوطة الشرقية لليوم الخامس

بيروت، موسكو – أ ف ب

 

قتل 13 مدنياً بينهم أربعة أطفال صباح اليوم (الخميس)، نتيجة عشرات القذائف الصاروخية التي استهدفت دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية في اليوم الخامس للتصعيد، الذي وصفته اليوم المستشارة الالمانية أنغيلا مركل بأنه «مذبحة» بحق المدنيين.

 

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن «راجمات الصواريخ لا تتوقف، اذ استهدفت مدينة دوما بـ 200 قذيفة صاروخية أرض – أرض قصيرة المدى صباحاً».

 

واستهدفت القذائف والصواريخ مدن وبلدات أخرى، بينها سقبا وجسرين وعربين. وأشار إلى «غياب الطائرات عن الاجواء الماطرة في الغوطة».

 

وكان المرصد أعلن أمس تجديد قوات النظام السوري غاراته وقصفه بالبراميل المتفجرة والصواريخ لمدن وبلدات في الغوطة الشرقية، موقعة 40 قتيلاً مدنياً، بينهم أربعة أطفال، إضافة إلى إصابة حوالى 350 آخرين بجروح.

 

ومنذ بدء التصعيد الأحد الماضي، وثق المرصد مقتل حوالى 310 مدنيين، بينهم أكثر من 72 طفلاً، وإصابة أكثر من 1650 آخرين بجروح.

 

وقالت مركل: «ما نراه الآن الأحداث المروعة في سورية من نظام يقاتل ليس الإرهابيين، بل شعبه وقتل للأطفال وتدمير للمستشفيات كل هذا مذبحة يجب إدانتها»، مضيفة أن «برلين ستبحث الوضع في سورية مع موسكو، مشددة على ضرورة أن «نفعل ما في وسعنا لإنهاء هذه المذبحة».

 

وقالت رئيسة بعثة «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» في سورية ماريان غاسر في بيان: «يبدو أن القتال سيتسبب في مزيد من المعاناة في الأيام والأسابيع المقبلة، ويجب أن يُسمح لفرقنا بدخول الغوطة الشرقية لمساعدة الجرحى».

 

واعتبرت اللجنة أن الطواقم الطبية في الغوطة تقف «عاجزة عن التعامل مع العدد الكبير للإصابات، ولا يوجد بالمنطقة ما يكفي من الأدوية والإمدادات، لا سيما بعد ورود أنباء عن إصابة المرافق الطبية في خضم القتال».

 

ويواجه عمال الانقاذ والمسعفون والأطباء صعوبة في اتمام مهماتهم جراء ارتفاع أعداد الضحايا والنقص في الامكانات والمعدات، نتيجة الحصار المحكم الذي تفرضه القوات الحكومية منذ العام 2013.

 

ولم تسلم مستشفيات الغوطة الشرقية من القصف، إذ نددت الأمم المتحدة أمس باستهداف ستة مستشفيات، بات ثلاثة منها خارج الخدمة وبقي اثنان يعملان جزئياً.

 

ونفت موسكو اليوم ضلوعها في القصف بعدما كان «المرصد السوري» قال إن طائرات روسية استهدفت مشفى في عربين.

 

واستهدف القصف اليوم مشفى في مدينة سقبا. وقال الطبيب في المشفى بكر أبو ابراهيم: «تعرض المشفى للقصف اليوم للمرة الثانية، وبات خارج الخدمة نهائياً»، مشيراً إلى أنهم يحاولون إجلاء عشرات الجرحى ونقلهم إلى مستشفيات آخرى.

 

وقال الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن اليوم: «اوجه نداء الى كل الاطراف المعنيين من اجل تعليق فوري لكل الاعمال الحربية في الغوطة الشرقية لافساح المجال امام وصول المساعدة الانسانية الى جميع من يحتاجون اليها».

 

واعتبر أن القصف العنيف للغوطة حولها إلى «جحيم على الأرض».

 

وقال الرئيس الفرنسي بدوره: «فرنسا تطلب هدنة في الغوطة الشرقية بهدف التأكد من اجلاء المدنيين وهو امر ضروري، واقامة كل الممرات الانسانية التي لا بد منها، في اسرع وقت».

 

واعتبر أنه «بذريعة مكافحة الارهابيين، فان النظام مع بعض حلفائه قرر ان يهاجم سكاناً مدنيين وربما بعضاً من معارضيه».

 

من جهتها، دعت روسيا إلى عقد جلسة علنية لمجلس الأمن غداً لبحث الموقف في الغوطة الشرقية. وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا في كلمة أمام المجلس المؤلف من 15 عضواً: «هذا ضروري نظرا للمخاوف التي سمعنا بها اليوم حتى نتأكد من قدرة جميع الأطراف على عرض رؤاهم وفهمهم لهذا الموقف والوصول إلى سبل للخروج منه».

 

دفعة ثانية من القوات الموالية لدمشق تدخل منطقة عفرين

أنقرة، بيروت – أ ف ب

 

أفاد الاعلام الرسمي السوري و«المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن دفعة ثانية من القوات الموالية للحكومة السورية دخلت اليوم (الأربعاء)، إلى منطقة عفرين لدعم المقاتلين الأكراد في تصديهم للهجوم التركي المستمر ضد المنطقة منذ شهر.

 

ويأتي دخول هذه القوات بعد وصول دفعة أولى أمس بموجب اتفاق مع «وحدات حماية الشعب» الكردية لـ«حماية» عفرين في شمال البلاد، فيما حذرت أنقرة من أنها ستعتبر أي قوات تدعم الأكراد «هدفاً مشروعاً» لها.

 

وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن: «دخلت دفعة ثانية تضم عشرات المقاتلين التابعين للنظام إلى منطقة عفرين»، موضحاً أنهم يدخلون على مراحل «تحسباً لاستهدافهم من قبل القوات التركية أو الفصائل» على غرار ما جرى أمس.

 

وأوردت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) «وصول مجموعات جديدة من القوات الشعبية إلى عفرين لدعم الاهالي في مواجهة (…) عدوان النظام التركي المتواصل على المنطقة».

 

ووصلت أمس الى منطقة عفرين قوات وصفها الاعلام السوري الرسمي بـ«القوات الشعبية»، فيما قالت «الوحدات» الكردية إنها «وحدات عسكرية» ارسلتها الحكومة السورية وستنتشر على الحدود مع تركيا.

 

وفور دخولها، تعرضت هذه القوات لقصف تركي وصفته وسائل إعلام تركية بـ«نيران تحذيرية».

 

وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين اليوم: «كل دعم لوحدات حماية الشعب الكردية يضع من يقدمه في نفس مصاف هذه المنظمة الإرهابية ويجعله هدفاً مشروعاً لنا».

 

وتشن تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 20 كانون الثاني (يناير) الماضي عملية «غصن الزيتون» التي تقول إنها تستهدف «الوحدات» الكردية التي تصنفها بـ«الارهابية».

 

وأوضح عبد الرحمن: «من المُفترض أن ينضم المقاتلون الجدد إلى زملائهم الذين انتشروا على الجبهات الواقعة شمال وجنوب وجنوب غرب عفرين، ويشاركون حالياً في القتال».

 

وقال قيادي في فصيل سوري موال لأنقرة عرف عن نفسه باسم أبو جعفر اثناء وجوده في منطقة عفرين: «عملية غصن الزيتون مستمرة، وسنتعامل مع القوات التي تساند العصابات الارهابية (المقاتلون الأكراد) كما نتعامل مع الأخيرة، سنتصدى لهم ونقتحم باتجاههم حتى تحرير عفرين».

 

وأضاف أبو جعفر أنهم يعملون حالياً على «متابعة التوسع في قطاع الشريط الحدودي».

 

وتتواصل المعارك على محاور عدة في عفرين، خصوصاً على الجبهتين الشمالية والغربية في ناحيتي شرا وجنديرس، وفق «المرصد السوري» الذي وثق سيطرة القوات التركية خلال شهر على 49 قرية وبلدة عند المنطقة الحدودية.

 

ووثق «المرصد» مقتل 112 مدنياً في منطقة عفرين نتيجة الهجوم التركي، فيما تنفي أنقرة استهداف المدنيين وتقول ان عمليتها موجهة ضد المواقع العسكرية للمقاتلين الاكراد.

 

لافروف: روسيا ستدعم هدنة في سوريا لمدة 30 يوماً لا تشمل المتشددين

موسكو: نقلت وزارة الخارجية الروسية عن الوزير سيرجي لافروف قوله الخميس، إن موسكو مستعدة لدراسة وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في سوريا بشرط ألا يشمل ذلك تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) وجبهة النصرة والجماعات الأخرى “التي تقصف المناطق السكنية في دمشق”. (رويترز)

 

قوات النظام السوري تدخل مناطق سيطرة القوات الكردية في القسم الشمالي من حلب

دمشق: أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس بدخول قوات النظام الأحياء التي تسيطر عليها القوات الكردية في القسم الشمالي من مدينة حلب.

 

وقال المرصد، في بيان صحافي الخميس، إن “قوات النظام دخلت أحياء الشيخ مقصود وبستان الباشا والإنذارات والهلك والحيدرية والشقيف وبني زيد والسكن الشبابي، على أن تتسلم الحواجز المحيطة بهذه الأحياء”.

 

وأشار المرصد إلى رفع الأعلام السورية، المعترف بها دولياً، على المباني والمؤسسات الحكومية داخل هذه الأحياء، والتي كانت القوات الكردية تسيطر على أجزاء منها كالشيخ مقصود ومحيطها وأجزاء من الشقيف، فيما تمددت في بقية المناطق عند انسحاب الفصائل من مدينة حلب وسيطرة قوات النظام على معظم المدينة، في نهاية كانون أول / ديسمبر عام 2016. (د ب أ)

 

أسلحة أمريكية تعرض للبيع في سوريا عبر موقع “تلغرام

لندن: ذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، الأربعاء، أن “متطرفين” شمالي سوريا يعرضون للبيع، عبر موقع “تلغرام”، أسلحة كانت الولايات المتحدة الأمريكية زودت بها فصائل سورية معارضة “معتدلة”، بهدف استخدامها ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) و”متطرفين آخرين”.

 

وأضافت الشبكة أنها استخدمت اسما مستعارا عبر “تلغرام”، وتلقت عرضًا لبيع بندقية هجومية من طراز “إم16″ من مواطن في مدينة إدلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية (شمال).

 

وأوضحت أن الرقم التسلسلي للبندقية، التي أرسل البائع صورًا لها، ونشرتها الشبكة على موقعها، يفيد بأنها كانت جزءا من جهد ممول من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، للقضاء على “المتشددين” في المنطقة.

 

وادّعى البائع، وفق الشبكة، أن البندقية جزء من أسلحة أرسلتها واشنطن لمساعدة فصيل في المعارضة السورية المعتدلة، لمحاربة تنظيم “داعش” و”متطرفين آخرين”.

 

وأضاف البائع أن السلاح مصدره “الفرقة 30″، التي كانت جزءًا من جهد بتكلفة 41 مليون دولار أمريكي، لتدريب وتجهيز نخبة مقاتلين بهدف محاربة “متشددين”.

 

و”الفرقة 30″ كانت ضمن ما يسمى “جيش سوريا الجديد”، وهو مشروع عسكري أمريكي لتشكيل قوات معتدلة، عام 2015، بهدف محاربة “داعش” و”فصائل أخرى متطرفة”، بحسب “سي إن إن”.

 

وسرعان ما تفككت هذه الفرقة بعد اعتراضها هي ومعداتها من جانب مسلحي “جبهة النصرة”، التي اندمجت حاليا مع فصائل أخرى تحت اسم “هيئة تحرير الشام”.

 

وأوضحت الشبكة الأمريكية أن الأسلحة تباع بـ850 دولار على “منصات متشددة” في “تلغرام” من جانب مواطنين شمالي سوريا.

 

ونشرت على موقعها محتوى الرسائل بينها وبين بائع الأسلحة، وصورًا لأنواع الأسلحة التي يبيعها.

 

وأعرب مراقبون عن مخاوفهم من احتمال وصول تلك الأسلحة الأمريكية إلى منظمات إرهابية، مثل “داعش” و”بي كا كا”، عبر تهريبها إليهم.

 

ومن الأسلحة والمعدات العسكرية المعروضة للبيع على منصات الإنترنت، حسبما أظهرت الصور: قاذفات قنابل يدوية، ورشاشات، ومناظير قنص حرارية، وسترات واقية من الرصاص.

 

وقال دامين سبليترز، الباحث في مجموعة “أبحاث النزاعات المسلحة” (Conflict Armament Research)، إنه قضى أشهرا في جميع بيانات وتحليلها عن الأسلحة الصغيرة المنتشرة في سوريا والعراق.

 

وأضافت سبليترز أن “الرقم التسلسلي الذي قدمه بائع البندقية إم16 قريب لرقم تسلسلي آخر لسلاح مشابه تم استرداده من مقاتلي داعش في سوريا”، وفق “سي إن إن”.

 

وقالت الشبكة الإخبارية إن القيادة المركزية الأمريكية، التي كانت وراء تزويد مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة بهذه الأسلحة، رفضت التعليق على الأمر. (الأناضول)

 

أهالي الغوطة «ينتظرون الموت» في الملاجئ : 250 قتيلاً مدنياً بمجازر النظام السوري وروسيا خلال 3 أيام

أمريكا: سيادة الدول ليست عذرا لاستخدام العنف… وألمانيا: الأسد يشن حملة ضد شعبه

دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد ووكالات: بقيت ردات الفعل الدولية «الشاجبة» لما يجري من مجازر يرتكبها النظام السوري بحق أهالي غوطة دمشق الشرقية حبراً على ورق فقط، ولم تترجم إلى موقف دولي قوي وحازم يوقف سقوط الضحايا، بينما لم يذق سكان الغوطة مع أطفالهم المذعورين طعم الأمان منذ أيام، حيث يلازمون الطوابق السفلية والملاجئ خشية قصف الطائرات التي لا تفارق أجواء منطقتهم، فيما خفت الحركة في بعض أحياء دمشق جراء القذائف التي أصابتها. فقد واصل النظام السوري حملته المكثفة ورمي حممه وقذائفه على ريف دمشق الشرقي وسط قلق دولي لا يخرج عن كونه بيانات مستهلكة لا تسمن ولا تغني من جوع بالنسبة لأولئك المحاصرين الذين دفنوا خلال ساعات صباح أمس أكثر من 35 مدنياً لقوا حتفهم في مجزرتين مروعتين، في كل من دوما وكفر بطنا في الغوطة الشرقية، فيما زادت حصيلة القتلى خلال الأربع والعشرين ساعة الفائتة عن 155 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال.

وبالاستناد إلى إحصائيات فرق الدفاع المدني، وثقت «القدس العربي» مقتل 129 مدنياً يوم الثلاثاء، وأضعافهم من الجرحى والمفقودين والعالقين تحت الأنقاض، وهم من بين نحو 250 مدنياً قتلوا جراء الغارات الجوية والصاروخية وقصف النظام المدفعي المتواصل خلال الأيام الثلاثة الماضية، في كل من النشابية وحزما وأوتايا وحمورية وكفربطنا وجسرين وسقبا ودوما وحرستا.

مكتب التنمية المحلية ودعم المشاريع الصغيرة في مدينة دوما قال في بيان له أمس «لسنا استثناء عما يحدث في الغوطة الشرقية، فمقتل المدنيين، منهم النساء والأطفال، جزء من واقعنا». وتابع البيان في شرح مطول عن معاناة الأهالي، بعضهم من فريق العمل جاء فيه «مساء البارحة، عاد بلال الطويل، أحد أعضاء فريقنا في الغوطة الشرقية، من يوم نشاطه في مكتبنا في دوما إلى منزله في مدينة حزة المجاورة ليشهد مقتل زوجته وطفله الذي لم يتجاوز الأربع سنوات من العمر، كإحدى نتائج التصعيد البربري الذي بدأه النظام وحليفاه الروسي والايراني منذ أسابيع وازدادت حدته خلال الأيام الماضية على الغوطة الشرقية المحاصرة منذ أكثر من خمسة أعوام، ليس هنالك من وصف ولن يكون هنالك أي خطاب أو فعل يرتقي لحجم الألم الذي يشعر به زميلنا بلال».

واعتبرت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة نيكي هيلي، أمس الأربعاء، أن مبدأ سيادة الدول لا يمنح نظام بشار الأسد في سوريا العذر لاستخدام العنف وإطلاق الغاز على الشعب.

وقالت هيلي، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي منعقدة حاليا في نيويورك حول تعزيز السلم والأمن الدوليين، إنه «لا يمكن استخدام مبدأ سيادة الدول كعذر لكي يقوم نظام مثل نظام الأسد بإطلاق الغاز على الشعب بينما يقف هذا المجلس عاجزا عن فعل أي شيء».

وأضافت: «سيادة الدول ليست عذرا لأي ديكتاتور لكي يستخدم العنف ضد شعبه ويخلق صراعات إقليمية ثم لا يلحقه شيء، وإذا اعتقدنا أن ذلك صحيح فلن يكون هناك سبب لوجودنا هنا (في مجلس الأمن)».

وأدانت الحكومة الألمانية الحملة العسكرية الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد في الغوطة الشرقية، ووصفتها بأنها «حملة ضد شعبه».

ودعا المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، أمس الأربعاء الأسد لإنهاء «المجزرة» في المنطقة التي يسكنها 400 ألف شخص.

من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، أمس، اإلى وقف فوري للقتال في الغوطة الشرقية حيث يشن النظام السوري حملة ضربات أدت في رأيه إلى تحويل هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة إلى «جحيم على الأرض» بالنسبة للمدنيين. كما طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بوقف إطلاق النار في منطقة الغوطة الشرقية بعد الهجمات الكثيفة التي شنتها القوات السورية الحكومية على قوات المعارضة في هذه المنطقة الواقعة في ضواحي العاصمة دمشق، بينما تعمل روسيا على مشروع قرار حول الغوطة الشرقية في مجلس الأمن، حسب نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ربابكوف، أمس. من جهة أخرى، يبحث وزير الخارجية الفرنسي جان – إيف لودريان، نظرا للوضع الحالي، إجراء محادثات مع روسيا وإيران، الحليفين للرئيس السوري بشار الأسد. وكان لودريان أعلن الثلاثاء اعتزامه السفر خلال الأيام المقبلة إلى موسكو وطهران.

 

 “واشنطن بوست”: إيران تواجه تركيا في عفرين والأكراد حلفاء واشنطن يتعاونون مع النظام

لندن – “القدس العربي” – إبراهيم درويش

كتب إيشان ثارور، المحلل في صحيفة “واشنطن بوست” أن تركيا وإيران تواجهان بعضهما البعض في معركة جديدة في سوريا. وقال إن الحرب في هذا البلد دخلت مرحلة فوضوية جديدة عندما قامت ميليشيات موالية للنظام بالتحرك نحو بلدة عفرين والتي تحاصرها القوات التركية منذ الشهر الماضي. ويبدو النظام وكأنه يدعم وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على المناطق الحدودية مع تركيا بشكل أثار حنق أنقرة. وحذر الكاتب من توسع الحرب، مشيرا إلى أن قوات حماية الشعب الكردي تظل في نظر الأتراك فرعا لحزب العمال الكردستاني (بي كا كا) الذي تصنفه أنقرة وواشنطن بالإرهابي. ولكن الولايات المتحدة تقوم بدعم وحدات الحماية الشعبية التي شاركت في مواجهة تنظيم “الدولة”.

دور معقد

ويقول الكاتب إن الدور الأمريكي المعقد في الحرب وقرارها عدم التورط في المواجهات في عفرين أجبرت الميليشيات الكردية على طلب الدعم من نظام بشار الأسد. ونقل ما تحدث عنه المتحدث باسم وحدات حماية الشعب نوري محمود إن “الحكومة السورية استجابت لنداء الواجب وأرسلت وحدات يوم الثلاثاء وستقوم بالتمركز قرب الحدود وستشارك في الدفاع عن وحدة حدود وأراضي سوريا”.

ورد الرئيس التركي بأن قواته سترد على تحرك الحكومة السورية “الإرهابي” وقال إن المدفعية التركية قد أخرجت وحدات المقاومة الشعبية. ويقول الكاتب إن وصول وحدات المقاومة الشعبية هو تحول جيوسياسي في الحرب التي تتعقد يوماً بعد يوم. فوحدات المقاومة الشعبية الموالية للأسد توالي أيضاً إيران التي دربتها ودعمتها. وفي هذا السيناريو فتركيا والجماعات السورية الموالية لها تواجه وحدات موالية للنظام ومرتبطة بإيران وتقاتل إلى جانب وحدات تلقى الدعم من الولايات المتحدة، وهذه تعارض بقاء نظام الأسد في السلطة. وهو ما يثير الحيرة من الحرب التي مضى عليها سبعة أعوام.

ويرى ثارور أن العملية التركية ليس مرحباً بها من وجهة نظر إيرانية. وشجبت القيادة الإيرانية بمن فيها الرئيس حسن روحاني، “الغزو” الذي أثر على المحادثات التي ترعاها روسيا لتقرير مستقبل سوريا.

وبحسب موقع “مونتيور” فقد ضغط القادة الإيرانيون على نظرائهم الأتراك للتورط في حرب استنزاف فوضوية في سوريا. ويقول غونول تول، الزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى “كانت تركيا تأمل بالتحرك نحو عفرين وفتح الطريق. واعتقدت أنقرة أنها حصلت على ما تريده، من ضوء أخضر من روسيا التي تسيطر على الأجواء في عفرين”، “إلا ان التطورات الأخيرة على الأرض تقترح أن التقدم للأمام لن يكون سهلاً وأن الشراكة مع روسيا وإيران ربما لم تكن قوية كما أملت تركيا”.

رقعة شطرنج مزدحمة

وخارج عفرين فرقعة الشطرنج السورية مزدحمة أيضاً، فجماعات المعارضة المسلحة تواجه بعضها البعض في إدلب وتتعاون في الوقت نفسه مع تركيا لمواجهة النظام وحلفائه. وأدت الحرب الجوية الأمريكية في سوريا لمقتل عدد من المرتزقة الروس فيما يواصل الأسد وحلفاؤه الروس حملاتهم التي لا ترحم ضد الغوطة الشرقية. أما إسرائيل التي عبرت عن قلقها من وجود إيراني دائم في سوريا فوجهت لها سلسلة من الضربات الجوية. ويتحدث المسؤولون الإسرائيليون عن الدخول في الحرب بشكل مفتوح. وفي الحقيقة فإن تركيا ليست لديها إلا خيارات قليلة. فالمشاعر المعادية للأمريكيين ودعم وحدات حماية الشعب جعل تركيا والولايات المتحدة في معسكرين متضادين. ولن تجد تركيا دعماً لا من روسيا أو إيران اللتين تعتبرهما تركيا أحيانا حليفتين. وهناك أصوات متناغمة ومتصاعدة في واشنطن تدعو للتوقف عن إرضاء أنقرة.

وكما كتب ديفيد إغناطيوس المعلق في الصحيفة نفسها:” لا أحد يريد انفجار عنف مع تركيا” و”بعد سبع سنوات كارثية من الحرب السورية على المراقبين الإعتراف ببعض الحقيقة: فقد سمحت تركيا لآلاف المتطرفين الأجانب بالتدفق إلى مناطق تنظيم “الدولة” وبناء قواعد هددوا منها أوروبا والولايات المتحدة ولو لم تتعاون الولايات المتحدة مع الميليشيا التي يقودها الأكراد وتكرهها تركيا كثيراً، لظل هؤلاء في الرقة يخططون لهجمات”. وبالنسبة للولايات المتحدة فالطريق أمام الولايات المتحدة صعب. وكما كتبت منى يعقوبيان، من معهد الولايات المتحدة للسلام: “إن قدرة واشنطن على تشكيل التطورات في مناطق النظام ضعيفة بشكل واضح” و “طالما ظل الأسد في السلطة فإن أفضل الخيارات أمام الولايات المتحدة هو أن تظل تواجه سلوك النظام الشائن بدون إشعال نزاع″.

 

مطالبات دولية بوقف مجازر الغوطة الشرقية

في وقتٍ يواصل فيه النظام السوري وروسيا حملة القصف المكثّف على منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة بريف العاصمة دمشق، برزت، اليوم الخميس، مطالبات دولية بوقف “المجزرة” هناك، بينما يبحث مجلس الأمن الدولي مشروع قرار لوقف إطلاق النار.

 

ونتيجة قصف النظام وروسيا، أمس الأربعاء، سقط 80 قتيلاً مدنياً في الغوطة، إضافة إلى سقوط مئات الجرحى، وخروج ثلاثة مراكز طبية من الخدمة. وجاء ذلك بعد يومٍ دامٍ، الثلاثاء، شهد مقتل 112 مدنياً.

 

 

ألمانيا

 

وفي المواقف الدولية، دانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الخميس، قتل المدنيين في سورية، ووصفت ما يجري بأنّه “مذبحة”، وأضافت أنّ برلين ستتواصل مع روسيا في إطار جهودها لوقف العنف.

 

وقالت ميركل، في مجلس النواب الألماني، بحسب ما أوردت وكالة “فرانس برس”: “نرى حالياً الأحداث المروعة في سورية، معركة النظام ضد شعبه، جرائم قتل أطفال وتدمير مستشفيات”.

 

وأضافت المستشارة الألمانية، خلال عرضها لمواقف برلين، قبل قمة الاتحاد الأوروبي المقررة الجمعة: “علينا أن نفعل كل شيء لوقف المجزرة (…) يجب مواجهتها بـ(لا) واضحة”، مؤكدة أنّ “ذلك يتطلّب أن نبذل جهوداً للعب دور أكبر”.

 

ودعت ميركل “حلفاء نظام بشار الأسد، وخصوصاً إيران وروسيا” إلى التحرّك، بعد مقتل أكثر من 300 شخص، بينهم 80 طفلاً، في الغوطة الشرقية، منذ الأحد.

 

كما أشارت إلى أنّ برلين ستبحث الوضع في سورية مع موسكو، مضيفةً “يجب أن نفعل ما في وسعنا لإنهاء هذه المذبحة”، داعية الاتحاد الأوروبي إلى “لعب دور أكبر”.

 

 

فرنسا

 

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد طلب، أمس الأربعاء، إعلان “هدنة” في الغوطة الشرقية، مندداً بـ”شدة” بهجوم النظام السوري على “المدنيين” في هذه المنطقة.

 

وصرّح ماكرون للصحافيين، بعد محادثات مع رئيس ليبيريا جورج ويا، بأن “فرنسا تطلب هدنة في الغوطة الشرقية بهدف التأكد من إجلاء المدنيين، وهو أمر ضروري، وإقامة كل الممرات الإنسانية التي لا بد منها، في أسرع وقت”، بحسب ما نقلت عنه وكالة “فرانس برس”.

 

بريطانيا

 

بدوره، دعا وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية، أليستر بورت، النظام السوري وداعميه إلى إنهاء حملة العنف على “الغوطة الشرقية”.

 

وقال بورت، في تصريحات صحافية، الأربعاء، إن “أكثر من 700 شخص في الغوطة الشرقية يحتاجون إلى إجلاء طبي، لكن النظام يرفض السماح بذلك”، مضيفاً: “ندعو النظام وداعميه إلى إنهاء حملة العنف، وحماية المدنيين، والسماح بإدخال المساعدة الإنسانية بشكل عاجل وبدون عراقيل”.

 

قطر

 

كذلك، أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للمجازر وحملات القصف الجوي المكثف التي ترتكبها قوات النظام السوري في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف مدينة دمشق، والتي أدت إلى وقوع المئات من القتلى والجرحى من المدنيين، وغالبيتهم من النساء والأطفال.

 

وجددت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، مساء الأربعاء، دعوتها للمجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن، للقيام بمسؤولياته للحفاظ على السلم والأمن، والعمل على تنفيذ قراراته المعلنة بإيقاف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية.

 

كما جدّدت دعوتها “لاتخاذ الإجراءات الضرورية والتدابير المناسبة، لوقف هذه الجرائم وحماية الشعب السوري والأجيال القادمة من أبنائه، من خلال تحقيق العدالة الانتقالية وتقديم مجرمي الحرب إلى العدالة الدولية”، بحسب البيان.

 

وشدّد البيان على أنّ “الغوطة الشرقية من مناطق تهدئة النزاع المتفق عليها، لذا فإنّه من شأن هذه العمليات أن تعرقل الجهود الدولية المبذولة للتوصل إلى حل سياسي”.

 

وأضاف أنّ “دولة قطر ترى أنّ المخرج الوحيد من الكارثة الإنسانية الحالية في سورية، لن يكون إلا من خلال حل سياسي يأخذ بمبادئ اتفاق (جنيف 1) والقرارات الدولية ذات الصلة، ويضمن تحقيق رغبات الشعب السوري وطموحاته بشكل شفاف”.

 

روسيا… تنكر

 

أما روسيا، فأنكرت مسؤوليتها عن الوضع في الغوطة الشرقية، بحسب ما قال الكرملين، اليوم الخميس.

 

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، وفق ما أوردت وكالة “رويترز”: “من يدعمون الإرهابيين هم المسؤولون… لا روسيا ولا سورية أو إيران ضمن هذه الفئة من الدول، حيث إنّهم يشنّون حرباً شاملة على الإرهابيين في سورية”، على حدّ قوله.

 

محرقة” الغوطة: ارتفاع القتلى وخروج المراكز الطبية عن الخدمة

عبدالرحمن خضر، جلال بكور

ارتفع عدد الضحايا، في غوطة دمشق الشرقية نتيجة قصف النظام وروسيا، أمس الأربعاء، إلى 80 قتيلاً مدنياً، إضافة إلى سقوط مئات الجرحى، وخروج ثلاثة مراكز طبية من الخدمة.

 

وتحدّثت عدة مصادر متطابقة من الغوطة الشرقية، مع “العربي الجديد”، اليوم الخميس، عن ارتفاع حصيلة الضحايا، بعد انتشال عالقين من تحت الأنقاض، وقضاء عدد من المصابين متأثرين بجروحهم الخطيرة، فضلاً عن استمرار القصف من قوات النظام، على أنحاء مختلفة من المنطقة.

 

وأشارت المصادر إلى أنّ الحصيلة بلغت ثمانين قتيلاً، حيث ارتفع عدد الضحايا في مدينة سقبا وحدها إلى 24 قتيلاً، بعد انتشال ضحايا من تحت الأنقاض، مرجّحة ارتفاع الحصيلة.

 

وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني في ريف دمشق سراج محمود، لـ”العربي الجديد”، إنّ غارات استهدفت بلدة حزة، أدّت إلى مقتل ثمانية أشخاص من عائلة واحدة، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى وفاة مصاب متأثراً بجراحه في مدينة دوما.

 

وقُتل 112 مدنياً، الثلاثاء، نتيجة القصف المكثف المتواصل بمختلف أنواع الأسلحة لقوات النظام على مدن وبلدات عدة بالغوطة الشرقية.

 

وأوضح محمود، أنّ القصف أسفر عن إصابة مئات المدنيين، ولاحقتهم القذائف إلى المستشفيات والنقاط الطبية، التي أُسعفوا إليها.

 

كما أشار إلى أنّ شعبة الهلال الأحمر العربي السوري، في مدينة حرستا، خرجت من الخدمة نتيجة القصف الجوي والصاروخي، كما خرج مستشفى اليمان، ومركز طبي في بلدة مديرا من الخدمة أيضاً، نتيجة القصف.

 

وقال الطبيب أحمد بقاعي، لـ”العربي الجديد”، إنه استقبل أكثر من أربعين جريحاً، بينهم حالات خطرة في المستشفى ببلدة كفربطنا، مضيفاً “أعجز عن وصف الحال هنا، فلا كلمات يمكن أن تصف ما يفعله النظام بالغوطة”.

 

وأبدى الطبيب تخوّف الكادر الطبي من حدوث كارثة، في حال تعرّض المستشفى للقصف، مشيراً إلى أنّ طيران النظام، يتعمّد استهداف المستشفيات بالصواريخ الارتجاجية التي تخترق الملاجئ.

 

ومنذ بدء حملة قصف النظام السوري وروسيا على الغوطة الشرقية، خرج 22 مركزاً طبياً من الخدمة بشكل كامل، جرّاء استهدافها مباشرة بالصواريخ والبراميل المتفجرة.

 

قصف لا يتوقف

 

واستأنفت قوات النظام السوري، منذ وقت مبكر صباح اليوم الخميس، القصف على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بالمدفعية وراجمات الصواريخ، وسط استمرار حشد قواتها بمحيط المنطقة.

 

وقال الناشط الميداني حازم الشامي، إنّ “قوات النظام لم تتوقّف عن قصف الغوطة، بعد منتصف الليل، واستأنفت عملياتها، منذ الصباح، بقصفها بالراجمات والمدفعية بشكل عنيف”.

وتحدّثت مصادر محلية، عن استقدام النظام السوري، المزيد من التعزيزات العسكرية إلى النقاط الشمالية الشرقية، في محيط الغوطة الشرقية.

 

كما تحدّثت مصادر موالية للنظام السوري، عن اختفاء مجموعة عناصر من المليشيات التابعة للنظام مع سلاحهم، في أحد محاور الغوطة الشرقية.

 

وأضافت أنّ المجموعة هي من أبناء وادي بردى في غرب دمشق، ممن كانوا يقاتلون سابقاً بصفوف “الجيش السوري الحر”، وأجروا مصالحاتٍ مع النظام ثم تم الزجّ بهم على جبهات الغوطة.

 

من جهته، نفى “جيش الإسلام” اليوم، وجود أي مفاوضات مع روسيا، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، بشأن الوضع في الغوطة.

 

وقال رئيس المكتب السياسي في “جيش الإسلام”، محمد علوش، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “كلام روسيا غير صحيح، ولا توجد أي مفاوضات أصلاً”.

 

وحول ما قيل عن دور وساطة تقوم به مصر ورئيس “تيار الغد” أحمد الجربا، أكد علوش أن “لا دور لأحد”، متهماً “روسيا وأميركا والأمم المتحدة وجميع الدول، بإعطاء ضوء أخضر لاقتحام الغوطة”. وشدد على أنه حينما يقول “جميع الدول” فهو “لا يستثني أحداً، وهم لم يتحركوا لدعم المدنيين، وإغاثتهم، ولا نسمع لهم حتى تصريحا. كلهم باعوا دماء الغوطة، والغوطة ستفشل مخططهم بإذن الله”.

 

وحول التوقعات بأن يقوم النظام بعملية برّية عقب حملة القصف، قال علوش إن “محاولات الاقتحام لم تتوقف منذ شهر إلى الآن، وكلها فاشلة، ولذلك فهو يستخدم قصف المدنيين وضرب المستشفيات والطواقم الخدمية للإسعاف والدفاع المدني وغيرها”.

 

وكان “المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية”، والذي يديره الجيش الروسي، قال في بيان مساء الأربعاء، إن “المحادثات مع المسلحين الرامية لإنهاء العنف في الغوطة الشرقية قد انهارت، بسبب تجاهلهم للدعوات بوقف المقاومة وإلقاء السلاح”، متهماً الفصائل بـ”منع المدنيين من مغادرة الغوطة”.

 

تحرّكات لوقف المجازر

وعلى صعيد التحركات، قالت نائبة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سلوى أكسوي، أمس الأربعاء، إنّ هناك تحركاً إقليمياً ودولياً واسعاً من قبل الائتلاف الوطني وهيئة التفاوض السورية، لوقف المجازر اليومية بحق المدنيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

يودّع ابنته في مستشفى كفربطنا (عامر المهيباني/فرانس برس)

 

وأشارت إلى أنّ الائتلاف الوطني وجّه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، حذّر فيها من خطورة مواصلة النظام وحلفائه للهجمات العسكرية ضد المدنيين، في الغوطة الشرقية.

 

وأضافت، أنّ الائتلاف الوطني، حذّر في رسالته، من أنّ استمرار المجازر هو بقصد القضاء على العملية السياسية ودفنها، داعياً الأمم المتحدة لتفعيل القرارات الدولية، وعلى رأسها القراران 2254 و2139، والإسراع في وقف القصف وإدخال المساعدات الإنسانية.

 

مجلس الأمن يصوت اليوم لوقف النار في سورية

يصوّت مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، على الأرجح، على مشروع قرار تقدمت به السويد والكويت، يُطالب بوقفٍ لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في سورية، لإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين.

 

وأكدت البعثة السويدية أن استوكهولم والكويت، اللتين أعدتا مشروع القرار، طالبتا، بحسب ما أوردت “فرانس برس”، أن يتمّ التصويت “بأسرع ما يمكن”، لافتةً إلى أنه سيجري اليوم على الأرجح، وفي حين لم يعرف ما إذا كانت روسيا ستلجأ إلى حق “الفيتو” ضد مشروع القرار، أعرب دبلوماسيون عن أملهم في أن تكتفي موسكو بالامتناع عن التصويت.

 

بدوره، أعرب مبعوث الأمم المتحدة لسورية ستيفان دي ميستورا، اليوم الخميس، عن أمله بأن “يوافق مجلس الأمن الدولي على قرار لإنهاء القتال في الغوطة الشرقية المحاصرة”، لكنّه رأى أنّ “الأمر ليس سهلاً”.

 

وقال دي ميستورا للصحافيين لدى وصوله إلى مقرّ الأمم المتحدة في جنيف، وفق ما أوردت “رويترز”، “آمل أن يحدث. لكنّه أمر صعب. لكن آمل أن يحدث. هو أمر ملحّ للغاية”.

 

ورداً على سؤال عما سيحدث ما لم يتم التوصّل لاتفاق، أجاب “حينها سنعمل على حدوث ذلك في أقرب وقت ممكن، لأنّه لا يوجد بديل سوى وقف إطلاق النار ووصول (المساعدات) الإنسانية”.

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد دعا سابقاً إلى “وقف فوري لأي عمل حربي في الغوطة الشرقية” شرق دمشق، مشيراً إلى أن الوضع هناك بات “جحيماً على الأرض”.

 

ويدعو مشروع القرار إلى وقف لإطلاق النار يدخل حيّز التنفيذ بعد 72 ساعة على إقراره، على أن يتم تسليم المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين بعدها بـ48 ساعة.

 

ويطالب النص برفع الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري على الغوطة الشرقية واليرموك، وكذلك حصار بلدتي الفوعا وكفريا، ويأمر جميع الأطراف بـ”التوقف عن حرمان المدنيين من الأدوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة”.

 

وأدّى القصف المكثف الذي يشنّه النظام السوري، منذ الأحد الماضي، إلى مقتل أكثر من 310 مدنيين، بينهم 72 طفلاً، في الغوطة الشرقية.

اقــرأ أيضاً

“محرقة” الغوطة: ارتفاع القتلى وخروج المراكز الطبية عن الخدمة

 

واليوم الخميس، نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية، عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، بحسب ما أوردت “رويترز”، أنّ روسيا مستعدة لدراسة قرار للأمم المتحدة بشأن اتفاق هدنة لمدة 30 يوماً في سورية.

 

وعن مشروع قرار السويد والكويت أمام مجلس الأمن، قال لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الصربي إيفيكا داسيتش، في العاصمة الصربية بلغراد، إنّ “ثمة مخاوف من أنّ مشروع القرار يهدف لاتهام دمشق والدفاع عن المسلحين”.

 

وأضاف لافروف، “اقترحنا تسوية بخروج مسلحي “النصرة” من الغوطة على غرار اتفاق حلب لكنهم رفضوا”، على حد قوله من دون أن يوضح من المقصود بكلامه.

 

وكانت روسيا قد دعت من جهتها أيضاً، إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول الغوطة الشرقية من أجل التطرّق إلى ما وصفه السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بأنّه “وضع معقد”، معتبراً أنّ اجتماع مجلس الأمن الذي دعت إليه بلاده سيتيح لجميع الأطراف “عرض رؤيتهم و(كيفية) فهمهم للوضع واقتراح وسائل للخروج من الوضع الراهن”.

 

واستدعت تصريحات نيبينزيا ردّاً من نظيرته الأميركية نيكي هيلي التي قالت “ببساطة، إنّه من السخف القول إن تلك الهجمات ضد المدنيين لها علاقة بمكافحة الإرهاب”.

 

وكانت موسكو قد حاولت النأي بنفسها عن عمليات القصف التي تتعرض لها المنطقة المحاصرة من قبل النظام منذ سنوات، إذ زعم الكرملين، الأربعاء، أنّ “اتهامات الغرب للقوات الجوية الروسية بالمسؤولية عن مقتل مدنيين في الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة خارج العاصمة السورية دمشق، لا أساس لها”.

 

ما هي استراتيجية النظام في معركة الغوطة الشرقية؟

منتصر أبو زيد

ما هي استراتيجية النظام في معركة الغوطة الشرقية؟ أتم الطيران الحربي المرحلة الأولى من التمهيد (GMC)

تواصل مليشيات النظام مدعومة بالطيران الحربي الروسي، منذ الأحد، قصفها الغوطة الشرقية، بمختلف أنواع الأسلحة، في ما يُعتقد أنه تمهيد لاطلاق معركة برية، اسماها إعلام النظام “معركة تحرير الغوطة والقضاء على الإرهاب”.

 

التمهيد الناري بدأ، ليل الأحد/الإثنين، بشن الطيران الروسي غارات ليلية على مختلف مدن الغوطة الشرقية، استهدفت الأحياء السكنية ومراكز الدفاع المدني والمستشفيات والبنى التحتية، ما أدى لخروج معظم هذه الأهداف عن الخدمة.

 

وتشارك في عمليات القصف مقاتلات “Su-22″ و”Su-24” القادرة على العمل في كافة الظروف الجوية، والمحملة بعدد كبير من الصواريخ الإرتجاجية التي تسبب استخدامها بانهيار عشرات الأبنية السكنية ومقتل المدنيين داخل الأقبية. وتم استخدام الصواريخ الارتجاجية لاستهداف الأقبية والمشافي ومراكز الدفاع المدني. وتُطلق المقاتلات الحربية أيضاً صواريخ فراغية محمولة بالمظلات، والتي تُحدث أثراً تدميرياً عالياً في منطقة قطرها 50 متراً، وتؤدي لإفراغ الأبنية من الجدران والمحتويات، وتم استخدامها بكثافة لقصف الأحياء السكنية والأسواق الشعبية.

 

وتُشارك في قصف الغوطة الطائرات الحربية “L-39″، ذات القدرة على المناورة، ومتابعة الأهداف المتحركة ليلاً كالسيارت، وهي مزوردة برشاشات من عيار 20 مم، وصواريخ C5 وC8.

 

وتشارك المروحيات في رمي البراميل المتفجرة بأعداد كبيرة على أهداف مركزة. الطيران المروحي كان قد مُنع من التحليق في سماء الغوطة الشرقية، خلال السنوات الماضية، بسبب استيلاء “جيش الإسلام” على منظومة “أوسا” روسية للدفاع الجوي كانت في أحد قواعد قوات النظام في الغوطة، وتمكن من إسقاط أكثر من مروحية في السابق. في هذه المعركة وصل عدد المروحيات التي تُحلّقُ ،في آن واحد، وفق “مرصد الغوطة للطيران”، إلى 9 مروحيات، ترافقها طائرات استطلاع ومقاتلات حربية. وتستخدم قوات النظام تجهيزات لتحديد موقع عربة “أوسا” في حال تم استخدامها، لتدميرها مباشرةً.

 

“قاعدة حميميم” الروسية قالت في “فايسبوك” إنها زودت قوات النظام بدبابات T-90 المُخصّصة لـ”قوات النخبة”، والمجهزة بطبقات مضادة للصواريخ المضادة للدروع. وتعتبر T-90 قلعة متنقلة، يمكنها إطلاق 42 قذيفة مدفع موجهة، وتضم ثلاثة رشاشات متوسطة. كما تمّ تزويد مليشيات النظام براجمات صواريخ “سميرتش” ذات القدرة التدميرية العالية، وصواريخ “توشكا” التكتيكية الباليستية.

 

وحشدت مليشيات النظام على الأرض تشكيلات عسكرية متعددة لاقتحام الغوطة، وأبرزها “قوات النمر” بقيادة العميد سهيل الحسن. وتتميز “قوات النمر” باستخدام التغطية النارية الكثيفة، وتشارك دائماً بالتنسيق مع الطيران الحربي الروسي، وتتقدم على الأرض بعد تدمير الأهداف “المعادية” بشكل كامل. ولـ”قوات النمر” رمزية بالنسبة لمؤيدي النظام، وتعتبر أهم تشكيل عسكري، وكان لها الدور الأول في استعادة السيطرة على مناطق كبيرة في ريف حلب وريف حماة وإدلب والبادية السورية.

 

وتوجهت أرتال كبيرة لـ”قوات النمر” من الشمال السوري إلى القلمون الشرقي، وتجمعت في مطار ضمير العسكري و”الفوج 16″ جنوبي المطار، وفي “اللواء 122” والفروسية شرقي بلدة البحارية من الغوطة الشرقية. ويتوقع أن يتم هجوم “قوات النمر” من جبهات منطقة المرج والقطاع الجنوبي، كونها مناطق ريفية، لـ”قوات النمر” خبرة كبيرة بالقتال فيها، أكثر من خبرتها في حروب المدن.

 

ومن المفترض أن تشارك في المعركة قوات “الفرقة الرابعة” و”الحرس الجمهوري” من جبهات جوبر وزملكا وحرستا وعربين ودوما. ولهذه القوات خبرة واسعة في معارك المدن. وتشارك معها مليشيات “لواء أبي الفضل العباس” و”جمعية البستان” و”الشبطلية” و”أسود الغوطة” و”الدفاع الوطني”. ولا تتفوق هذه المليشيات على فصائل المعارضة، بالخبرة في حروب المدن، لكنها تمتاز بالقدرة النارية الكبيرة، إذ تعتمد في معاركها على التمهيد الناري بصواريخ أرض-أرض من نوعي “فيل” و”جولان”، وبمساندة الطيران الحربي لها.

 

وتسعى مليشيات النظام وحليفها الروسي إلى تطبيق سيناريو حلب الشرقية 2016، على الغوطة الشرقية، وفق ما قاله وزير الخارجية الروسية. وهذا يعني اتباع تكتيك تدمير البنى التحتية بالدرجة الأولى ثم التقدم من محاور متعددة لتقسيم الغوطة إلى مناطق منفصلة، وتشتيت قوات المعارضة، وتسهيل السيطرة على المناطق بسرعة أكبر.

 

وقد أتم الطيران الحربي الروسي والسوري المرحلة الأولى من المهمة، عبر إخراج معظم المشافي ومراكز الدفاع المدني عن الخدمة، بالإضافة إلى تدمير الأفران والمدارس وغيرها من المنشآت. وقد وثق ناشطون مقتل أكثر من 300 مدني خلال الأيام الثلاثة الماضية.

 

ويتوقع في المرحلة الثانية من الهجوم، أن تبدأ القوات البرية عملياتها لتقسيم الغوطة، عبر التقدم من محورين؛ الأول لـ”قوات النمر” من حوش نصري إلى “فوج الشيفونية” ثم باتجاه “إدارة المركبات” التي تبعد عنها 6 كيلومترات غرباً، والثاني من “إدارة المركبات” باتجاه “فوج الشيفونية” شرقاً. وتتواجد حالياً في “إدارة المركبات” قوات “الفرقة الرابعة”. وقد جرى الحديث عن خلافات بين “قوات النمر” و”الفرقة الرابعة”، إذ لا ترغب “قوات النمر” أن تشارك العمل مع تشكيلات أخرى، وتريد أن تتقدم قواتها من المحورين، وتلتقيان معاً. وقد مهّد القصف العنيف على البلدات التي توجد بين هذين المحورين؛ مديرا ومسرابا وبيت سوا، لهذه المهمة، عبر تحويل المنطقة الفاصلة إلى مناطق مفتوحة مدمرة، لتلافي حرب المدن، وتسهيل تقدم المدرعات والقوات البرية.

 

وتحاول مليشيات النظام فصل مدينة حرستا عن بقية مدن الغوطة الشرقية، من خلال التقدم من محور المشافي وكرم رصاص بين دوما وحرستا باتجاه “إدارة المركبات” التي تبعد عنها أكثر من كيلومترين جنوباً. ويهدف هذا العمل لعزل حرستا، وفتح جبهة جديدة على دوما من الجهة الغربية، لتخوض المدينة معارك على ثلاث جبهات؛ الشرق والغرب والشمال.

 

وحاولت مليشيات النظام، خلال اليومين الماضيين، التقدم من جبهات حزرما والزريقية، لتطويق بلدات النشابية وحزرما، والوصول إلى بلدة أوتايا غرباً، تمهيداً للتوجه نحو “كتيبة بيت نايم” و”كتيبة الدفاع الجوي” في أوتايا، إلا أن قوات المعارضة تمكنت من التصدي لها، وردها.

ويجري الحديث عن إبلاغ قوات النظام سكان مدينة جرمانا المجاورة، الحذر والالتزام بالأقبية، في حال بدأت العمليات العسكرية البرية في الغوطة الشرقية. ويُرجّحُ فتح قوات النظام جبهة جديدة من القطاع الجنوبي، نحو الشمال، وإمكانية توغل القوات البرية في مزارع الأشعري باتجاه محور المركبات و”فوج الشيفونية”، ولكن نهر بردى يقف عائقاً طبيعياً أمامها، ويساعد قوات المعارضة على التصدي والثبات خلفه.

 

فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، أبدت استعدادها الكامل للمعركة، ورفضت الاستسلام وسيناريو التهجير. وما يُعزز مواقفها خبرتها الواسعة في حروب المدن التي اكتسبتها خلال السنوات السابقة في معاركها مع النظام، ونجحت في منعه من التقدم على جبهات جوبر وعين ترما وزملكا وعربين وحرستا، وأوقعت قواته في كمائن أدت إلى مقتل مئات العناصر، وأجبرت نخبة مليشيات النظام؛ “الحرس الجمهوري” و”الفرقة الرابعة”، على إيقاف محاولات التقدم.

 

ويمتلك “جيش الإسلام” على الجبهات الشرقية للغوطة قوة كبيرة بالعناصر والعتاد وخبرة واسعة في معارك المناطق الريفية قد تمكنه من التصدي لمحاولات تقدم النظام، وقد قام سابقاً بحفر خنادق وقطوع مائية واتبع تكتيك التصحير لكشف المناطق الزراعية المفتوحة واستهداف المدرعات من مسافات بعيدة.

 

روسيا تفتك بالغوطة..وتطلب تهدئة في مجلس الأمن!

يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، الخميس، دعت إليها روسيا من أجل مناقشة الوضع في الغوطة الشرقية، فيما يواصل طيرانها ومروحيات النظام حملة الإبادة ضد الغوطة المحاصرة، حيث قال نشطاء إن مدينة دوما وحدها تعرضت إلى قصف بأكثر من 160 صاروخاً، ما ادى إلى خروج معظم مرافق المدينة عن الخدمة.

 

وارتفعت أصوات الإدانة لما يحصل في الغوطة، حيث دعت واشنطن موسكو وطهران الى الضغط على الأسد من أجل وقف التصعيد. وقال البيت الأبيض في بيان “على الأسد أن يتوقف عن ارتكاب فظائع إضافية، وعلى موسكو وطهران عدم تشجيعه على جرائمه”.

 

وذكر البيت الأبيض أن “جرائم النظام المروعة تظهر الحاجة الملحة إلى تحقيق تقدم بمفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة يحترم إرادة السوريين”.

 

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دانت، الخميس، قتل المدنيين في سوريا ووصفته بأنه مذبحة، متعهدة بالتواصل مع روسيا في إطار جهودها لوقف العنف.

 

وقالت ميركل “ما نراه الآن… الأحداث المروعة في سوريا من نظام يقاتل ليس الإرهابيين بل شعبه وقتل للأطفال وتدمير للمستشفيات كل هذا مذبحة يجب إدانتها”. وأضافت “يجب أن نفعل ما في وسعنا لإنهاء هذه المذبحة”.

 

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإجلاء عاجل للمدنيين والحالات الحرجة من الغوطة، في حين بحث وزير خارجيته جان ايف لودريان مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الوضع في الغوطة والجلسة المرتقبة لمجلس الأمن.

 

وقال لو دريان في مقابلة مع صحيفة “لو باريسيان” الفرنسية، الخميس، إن “فرنسا تبذل قصارى جهدها لضمان ان ينص قرار مجلس الأمن على هدنة إنسانية فورية … لقد ناقشت هذا فقط مع الأمين العام للأمم المتحدة”. وشدد على أنه من الضروري السماح للصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة “بإجلاء أولئك الذين هم في حالة حرجة ومساعدة الجرحى ووضع حد لهذا الجحيم”.

 

ولفت لو دريان إلى أنه سيتوجه إلى روسيا، الثلاثاء المقبل، لبحث الأوضاع في سوريا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال إن “لدى روسيا وسائل الضغط على (الرئيس السوري) بشار الأسد، لذلك عليها أن تقبل هذا القرار، وتكفل بعد ذلك احترام وقف إطلاق النار وتسليم المساعدات الإنسانية”.

 

بدورها، أعربت دولة قطر عن إدانتها الشديدة للمجازر التي ترتكبها قوات النظام في الغوطة الشرقية، داعية مجلس الأمن الدولي إلى القيام بمسؤولياته والعمل على فرض وقف لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد. واعتبرت الدوحة أن تحقيق العدالة للشعب السوري هو الأمر الوحيد الكفيل بحمايته، وما يضمن تقديم مجرمي الحرب إلى العدالة الدولية.

 

أما طهران، فأشارت إلى أنها تبحث مع دمشق سبل خفض التصعيد وإرسال المساعدات إلى الغوطة الشرقية. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال مقابلة على “بي.بي.سي”، إنه “في هذه الحالة المحددة نحن نواصل اتصالاتنا المكثفة مع الحكومة السورية، ونحاول فهم كيف يمكننا المساهمة في خفض التصعيد، وبدء إيصال المساعدات الإنسانية للسكان الذين يعانون من الجوع”.

 

من جهته، أعرب المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، عن تشاؤمه حيال تمكن مجلس الأمن من فرض قرار فوري لوقف إطلاق النار في الغوطة. وقال للصحافيين لدى وصوله إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف “آمل أن يحدث. لكنه أمر صعب. لكن آمل أن يحدث. هو أمر ملح للغاية”.

 

وحول الخيارات المطروحة في حال فشل مجلس الأمن بتبني قرار وقف إطلاق النار، قال دي ميستورا “حينها سنعمل على حدوث ذلك في أقرب وقت ممكن لأنه لا يوجد بديل سوى وقف إطلاق النار ووصول (المساعدات) الإنسانية”.

 

خيارات صعبة أمام فصائل الضمير حيال الغوطة الشرقية

عمار حمو

بدأت آثار حملة النظام العسكرية على الغوطة الشرقية ترخي بظلالها على مناطق المعارضة في القلمون الشرقي، بما فيها مدينة الضمير، من الناحيتين المدنية والعسكرية، نظراً لارتباط مصير المنطقتين ببعضهما البعض، ووجود امتداد لفصائل الغوطة الشرقية في القلمون.

 

وبعد ارتفاع وتيرة قصف النظام على الغوطة الشرقية، أعلن كل من “تجمع الشهيد أحمد العبدو” و”جيش تحرير الشام”، العاملين في القلمون، عن رفع جاهزيتهما القتالية، قبل أيام. وخاطب بيان “تجمع العبدو” قطاعاته في الجبل والبادية والضمير والرحيبة وجيرود والغوطة الشرقية. ليأتي الرد بعد ساعات من البيان، باستهداف قوات النظام المُتمركزة في “المعمل الصيني” في القلمون، نقاطاً لفصائل المعارضة في جبال القلمون.

 

وبحسب ما قال مصدر عسكري في القلمون، لـ”المدن”، فإن القصف من “المعمل الصيني” هو رد فعل من النظام على كلام قائد “جيش تحرير الشام” النقيب فراس البيطار، وبيان رفع الجاهزية لـ”تجمع العبدو”. وأضاف المصدر أن النظام أخلى المعمل من العمال، وأبقى على عدد قليل فيه، تحسباً لأي عمل للفصائل تجاهه.

 

النيران التي أطلقتها قوات النظام من “المعمل الصيني” هي أول ترجمة حقيقية لتهديدات قائد “قوات النمر” العميد سهيل الحسن، التي وجهها إلى الفصائل العاملة في مدينة الضمير. وقال الحسن في رسالته لفصائل الضمير، بحسب ما ذكر مصدر عسكري لـ”المدن”: “يمنع وجود المظاهر المسلحة على التحويلة، أو أي سيارات حراسة أو شرطة، أو أي شخص يحمل سلاحاً أو أي مظهر يلفت الضيوف (الروس) المارين”. وأضاف الحسن في رسالته: “أي خطأ أو اعتراض أو إزعاج أو إساءة للجيش والضيوف (الروس) على التحويلة مرفوض وسيكون الرد ساحقاً وينعكس على مدينة الضمير”.

 

والمقصود بـ”التحويلة” هو طريق شمالي مدينة الضمير، يصل إلى مطار الضمير العسكري، وهو الذي سلكته الأرتال العسكرية والتعزيزات التي أرسلها النظام إلى المطار العسكري استعداداً للعملية العسكرية ضد الغوطة الشرقية.

 

ووصلت خلال الأيام الماضية أرتال عسكرية كبيرة لقوات النظام إلى مطار الضمير العسكري. ووثق ناشطون من مدينة الضمير آليات النظام خلال مرورها عبر “التحويلة”، ومن ثم اتجهت أرتال من المطار باتجاه الغرب. مصدر محلي، قال لـ”المدن”، إن التعزيزات العسكرية قد لا تستهدف الغوطة، وقد يكون القلمون الشرقي أحد أهداف عمليات النظام في الأيام القادمة.

 

ومع بدء التعزيزات العسكرية في مطار الضمير، بدأت فصائل الجيش الحر العاملة في القلمون الشرقي، بما فيها الضمير، بالاستنفار تخوفاً من أي عمل عسكري مباغت للنظام نحو المدينة، رغم توقيع فصائل الضمير “هدنة” مع النظام في نيسان/إبريل 2016.

 

ومع دموية الحملة على الغوطة الشرقية نددت فصائل المعارضة السورية بجرائم النظام، وهددت بالتحرك عسكرياً نصرة للغوطة، وكانت فصائل القلمون من بين تلك الفصائل، إلا أن وضع فصائل مدينة الضمير لا يوحي بتحرك عسكري. مصدر عسكري قال لـ”المدن”: “فصائل الضمير أمام معادلة صعبة”.

 

فالفصائل العاملة في مدينة الضمير تجد نفسها أمام خيار صعب، فمن الناحية العسكرية يمكن لـ”جيش الإسلام” و”تجمع العبدو” العاملين في الضمير قطع إمداد طريق النظام إلى مطار الضمير العسكري، ولكن أي خيار عسكري غير مدروس سيعرّض مدينة الضمير للحصار، ويهدد حياة عشرات آلاف النازحين من أبناء الغوطة، بحسب ما ذكر مصدر عسكري لـ”المدن”.

 

وقال المصدر: “يوجد في مدن الضمير والرحيبة وجيرود عشرات الآلاف من أبناء الغوطة الشرقية، وتكتظ هذه المدن بالسكان، وتغيب فيها المشافي المجهزة والمراكز الطبية، وكذلك طرق الإخلاء”، مستبعداً أي عمل عسكري استباقي من الضمير رغم أنها خط الدفاع الأول عن الغوطة.

 

مصدر عسكري معارض، قال لـ”المدن”: “وصلتنا تسريبات بأن الحسن كان يريد أن يبدأ من الضمير حتى لا يترك وراءه قوات للمعارضة، وبعد تواصل مع فصائل القلمون أرسلوا له تطمينات مفادها “إذا ما بتقربوا علينا ما منقرب عليكم”.

 

واعتبر المصدر أن مثل هذه الضمانات بين “قوات النمر” والمعارضة ما هي إلا “تخدير”، والفصائل تعدّ العدة لأية سيناريوهات مستقبلة حتى وإن كانت عسكرية،  مشيراً إلى أن مصير الغوطة الشرقية مرتبط بالقلمون. وأضاف أن أي خلل في موازين القوى في الغوطة الشرقية، أو تغيّر فيها، سينعكس على الضمير. ولو انكسرت فصائل الغوطة الشرقية فلن يبقى أي وزن لفصائل المعارضة في القلمون.

 

ويتمركز في جبال القلمون، كل من “جيش الإسلام” و”تجمع العبدو” و”فيلق الرحمن” و”أحرار الشام” و”أسود الشرقية”. ويبدو أن العمل العسكري “نصرة للغوطة” من جبال القلمون أكثر صعوبة من الضمير، رغم عدم وجود قيود تقيد حركة الفصائل فيها، كما هو الحال في القلمون. مصدر عسكري قال لـ”المدن” “توجد فصائل متعددة في القلمون الشرقي، بينما في الضمير لا يوجد سوى جيش الإسلام وتجمع العبدو، ولكن العمل من الجبل فيه صعوبة لعدم وجود كلمة واحدة وغرفة عسكرية واحدة للفصائل”، مشيراً أن هناك محاولات لتأسيس غرفة عمليات مشتركة بين فصائل القلمون الشرقي.

 

هل عادت الحرب إلى درعا؟

تحدثت وسائل إعلام موالية للنظام عن اجتماع عُقد اﻷربعاء، في درعا، وحضره عدد من ممثلي قرى وبلدات المحافظة، ورئيس “مركز المصالحة” في المنطقة الجنوبية اﻷدميرال الروسي كولت فاديم، وعضو “لجنة المصالحة” في الجنوب عواد السويدان، بحسب مراسل “المدن” سمير السعدي.

 

المكتب الصحافي في محافظة درعا قال إن الهدف من اﻹجتماع هو “محاولة إقناع” فصائل الجيش الحر في المنطقة الجنوبية بـ”ضرورة التسوية وتسليم السلاح”. إلا أن اﻹجتماع حمل رسالة تهديد مبطنة، ليست اﻷولى من نوعها، بأن التصعيد العسكري هو أحد البدائل. الضابط الروسي أشار إلى أن المعركة في درعا والقنيطرة ستعقب تلك الجارية حالياً في الغوطة الشرقية. وأضاف إنه في في حال رفضت الفصائل تسليم سلاحها والعودة إلى “حضن الوطن”، فالحرب هي البديل.

 

وشهد الاجتماع توزيع أوراق مطبوعة، عنوانها “الاتفاقية لانضمام الأطراف إلى نظام وقف إطلاق النار”، حصلت “المدن” على نسخة منها، وتتضمن 3 أطراف، يقر كل منهم بمسؤولياته:

 

الطرف الأول: أهالي البلدة المعنية بتوقيع الاتفاق، والذين يعتبرون “من مواطني الجمهورية العربية السورية، ونعبر عن إخلاصنا للوطن والرئيس والحكومة”، و”نريد السلام والهدوء على الأراضي السورية المقدسة ونحن ضد حرب الأخوة”، و”نحن نؤكد أنه في (بلدتنا) لا يوجد مسلحين ضد الجيش العربي السوري”، و”نحن جاهزون لتقديم المساعدة للجيش العربي السوري في حربه ضد المسلحين والمرتزقة”، و”لن نسمح للمسلحين والمرتزقة أن يدخلوا إلى (بلدتنا)”، و”سوف نسترد رموز الدولة السورية على الأجهزة والمؤسسات الحكومية”، و”على استعداد لتسليم السلاح للجيش والقوات المسلحة السورية”، و”على استعداد للعمل كقوات دفاع وطني تعمل بتوجيهات وقيادة الجيش”، ويتعهد الأهالي بأن “الجماعات المسلحة غير الشرعية التي تعيش معنا في البلدة يعترفون بالذنب أمام الوطن الأم ونادمون جداً”.

 

في حين أن الطرف الثاني، بحسب الوثيقة، هو “السلطة الحكومية للجمهورية العربية السورية” وعليها تقديم “جميع أنواع المساعدة والحماية من اعتداءات المسلحين والمرتزقة”، و”اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة من أجل إعادة العمل للادارات الحكومية والاجتماعية والتأمين الصحي والمياه والكهرباء والمحروقات والعناية بالأطفال والمتقاعدين والتعليم وشروط العمل والراحة”.

 

الطرف الثالث، بحسب الوثيقة هو “مركز المصالحة لروسيا الاتحادية” ويتعهد بـ”مراقبة تنفيذ شروط الاتفاقية وضمان النظر في كل الخروقات لها، وتقديم المساعدة في القبول والرضا”.

وكانت قرى وبلدات الريف الشرقي والغربي في درعا، قد تعرضت لقصف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، الأربعاء، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران اﻹستطلاع. وأسفر القصف عن مقتل امرأة في داعل وسقوط أكثر من 10 جرحى، وأُصيب طفل في مدينة انخل. وشمل القصف عقربا وابطع في ريف درعا الغربي، وأحياء درعا البلد المحررة، وقرى النعيمه وعلما والصورة والحراك وصيدا في الريف الشرقي.

 

فصائل الجيش الحر ردّت بإستهداف مواقع قوات النظام والمليشيات في خربة غزالة ومدينة درعا و”الفرقة التاسعة” في الصنمين. وجرّت اشتباكات عنيفة استمرت حتى وقت متأخر من ليل اﻷربعاء/الخميس في حي المنشية في مدينة درعا، وسط قصف متبادل باﻷسلحة الرشاشة وقذائف المدفعية.

 

ويبدو أن الهدف من التصعيد هو تأكيد تهديدات النظام وحلفائه بأن الحل العسكري هو البديل عن “المصالحة”. النظام كان قد أرسل تهديداً قبل شهر يُنذر فيه بإنتهاء صلاحية اتفاق “خفض التصعيد” في شباط/فبراير.

 

وتوقع ناشطون أن يلجأ النظام للتصعيد العسكري في درعا، إذا ما حققت حملته العسكرية نتائج في الغوطة الشرقية، وتمكنت مليشياته من السيطرة على بعض النقاط التي تحاول التقدم إليها.

 

واستبعدت “قاعدة حميميم” أي تحركات عسكرية من جانب المعارضة في الجنوب السوري، رداً على ما يجري في الغوطة، في حين أعلنت الفصائل أن قصفها لمناطق النظام هو نصرة للغوطة الشرقية.

 

تضارب حول دخول النظام إلى منطقة خاضعة للأكراد في حلب

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»

صرح «شاهد» و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الخميس) إن قوات النظام السوري دخلت منطقة خاضعة لسيطرة مقاتلين أكراد في مدينة حلب، وهو ما نفته «وحدات حماية الشعب» الكردية.

 

وذكر المرصد أن قوات النظام بدأت في دخول المناطق بشمال مدينة حلب الخاضع لسيطرة القوات الكردية.وأفاد الشاهد أن النظام دخل أحياء الهلك وبني زيد وبستان الباشا الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.

 

وأوضح المرصد أن «قوات النظام دخلت أحياء الشيخ مقصود وبستان الباشا والإنذارات والهلك والحيدرية والشقيف وبني زيد والسكن الشبابي، على أن تتسلم الحواجز المحيطة بهذه الأحياء».

 

كما أشار إلى «رفع أعلام النظام السوري على المباني والمؤسسات داخل هذه الأحياء، والتي كانت القوات الكردية تسيطر على أجزاء منها، كالشيخ مقصود ومحيطها وأجزاء من الشقيف».

 

إلى ذلك، قالت وحدات حماية الشعب إن مئات المقاتلين الموالين للنظام السوري انتشروا على الخطوط الأمامية في عفرين للمساعدة في صد الهجوم التركي.

 

وقال نوري محمود المتحدث باسم الجماعة لوكالة «رويترز» إن مجموعات تابعة للنظام جاءت إلى عفرين، لكن «ليس بالقدر الكافي» لإيقاف ما وصفه بـ«الاحتلال» التركي.

 

في الوقت ذاته، نفى محمود دخول أي قوات للنظام إلى أحياء خاضعة لسيطرة الأكراد في مدينة حلب.

 

ضغوط دولية لوقف «الإبادة» في الغوطة

موسكو تنتقد «تهويل الغرب»… وأنقرة لـ«اتصالات استخباراتية» مع النظام حول عفرين

صورة وزعها «مركز الغوطة الإعلامي» أمس تظهر مقابر جماعية لسوريين قتلوا بغارات النظام في غوطة دمشق (أ.ب)

موسكو: رائد جبر بيروت: يوسف دياب أنقرة: سعيد عبد الرازق نيويورك: علي بردى

واصلت قوات النظام السوري، أمس، حملة القصف العنيف على غوطة دمشق، ما أدى إلى مقتل 300 مدني بينهم 71 طفلاً، فيما تسارعت الاتصالات بين أعضاء مجلس الأمن أملاً في التصويت خلال الساعات الـ48 المقبلة على مشروع قرار كويتي – سويدي، يطالب بوقف النار لمدة شهر والسماح بنقل الإمدادات الإنسانية لملايين المحتاجين في سوريا، في ظل تخوف من استخدام روسيا حق النقض {الفيتو}.

 

وندّد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، بـ«حملة إبادة وحشية» ضد المدنيين المحاصَرين في الغوطة الشرقية، وقال إن «القانون الإنساني الدولي صيغ بإحكام لوقف مثل هذه الأوضاع التي يُذبح فيها المدنيون بشكل جماعي من أجل تنفيذ أهداف سياسية وعسكرية». ونقل نشطاء أن نحو 400 ألف مدني محاصَر يعانون من أوضاع صعبة بسبب القصف وتعطيل المستشفيات. ونقلت وكالات أنباء عن سكان قولهم إنهم باتوا «يدفنون أنفسهم في الملاجئ».

 

من جانبه، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعلان «هدنة». وقال إن «فرنسا تطلب هدنة في الغوطة الشرقية بهدف التأكد من إجلاء المدنيين، وهو أمر ضروري، وإقامة كل الممرات الإنسانية التي لا بد منها، في أسرع وقت». وتابع: «بذريعة مكافحة الإرهابيين، قرر النظام مع بعض حلفائه، أن يهاجم سكاناً مدنيين وربما بعضاً من معارضيه».

 

بدوره، قال المتحدث الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف إن «الاتهامات التي تزعم ضلوع روسيا في سقوط المدنيين في الغوطة لا أساس لها». كما انتقد سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي «تضخيم الوضع، والتعامل بشكل انتقائي مع الحالة الإنسانية في الغوطة». وقال: «أعتقد أن الحديث عن هدنة يعتمد على مسار المحادثات الجارية لصياغة مشروع القرار في مجلس الأمن. سيكون عن الوضع الإنساني بشكل عام في سوريا».

 

في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس «كل اللاعبين الخارجيين» إلى «الحوار مع الحكومة السورية»، وذلك غداة دعوته أنقرة لفتح حوار مباشر مع دمشق. من جهته، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أن «عملية عفرين» ستتواصل بالقوة نفسها، وأن الجيش التركي سيتصدى لأي محاولات لمساعدة «الإرهابيين»، في إشارة إلى مسلحي «وحدات حماية الشعب الكردية» هناك. وقال: «ليست لدينا اتصالات رسمية مباشرة مع النظام السوري، لكن يمكن لمؤسساتنا المعنية، وأقصد هنا أجهزتنا الاستخباراتية، الاتصال بشكل مباشر أو غير مباشر معه في ظروف استثنائية لحل مشكلات معينة عند الضرورة، وهذا يندرج ضمن وظائف أجهزتنا الاستخباراتية».

 

موسكو تنفي ضلوعها في قصف غوطة دمشق وتنتقد «تهويل الغرب»

لافروف يدعو «اللاعبين الخارجيين» إلى الحوار مع النظام

موسكو: رائد جبر

نفى الكرملين أمس تقارير تحدثت عن مشاركة الطيران الروسي في قصف الغوطة الشرقية، بالتزامن مع تأكيد موسكو مشاركتها في محادثات جارية في نيويورك لبلورة مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى هدنة إنسانية، لكنها انتقدت في الوقت ذاته محاولات الغرب لـ«التهويل» من الوضع في الغوطة الشرقية واتهمته باستخدام «معايير مزدوجة».

وقال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف إن «الاتهامات التي تزعم ضلوع روسيا في سقوط المدنيين في الغوطة لا أساس لها»، وزاد أن «حديث أطراف غربية عن دعم روسي للعملية العسكرية الجارية في الغوطة، لا يستند إلى معطيات، وليس معززا بدليل واحد». ورغم ذلك، فإن بيسكوف قال للصحافيين إن «الأسئلة حول النشاط العسكري الروسي والوضع الميداني والتغييرات التكتيكية، ينبغي أن توجه إلى وزارة الدفاع». في الأثناء، انتقد سيرغي ريابكوف، نائبُ وزير الخارجية الروسي، بقوة ما وصفه بـ«تضخيم الوضع، والتعامل بشكل انتقائي مع الحال الإنسانية في الغوطة، وتعمد تجاهل أوضاع مماثلة» في مناطق سورية أخرى، عادّاً أن «موقف الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى، من الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية، مثال صارخ لاستخدام معايير مزدوجة».

وأوضح أن «ملف الوضع الإنساني؛ بما في ذلك المساعدات الإنسانية ووصولها إلى المحتاجين لها، بات دليلا على التعامل بهذه الطريقة عند التفكير بالملف السوري بأكمله».

وزاد أن واشنطن تقوم مع شركائها «بطرح المسائل الملائمة لهم بشكل انتقائي ووقح وبهدف ممارسة ضغوط إضافية على دمشق، ولفصل الموضوع الإنساني عن الأوضاع الأخرى المشابهة التي تخلق الإزعاج للأميركيين» في إشارة غير مباشرة إلى الوضع في الشمال السوري.

وردا على سؤال حول موقف روسيا من موضوع إعلان هدنة إنسانية في الغوطة الشرقية، قال الدبلوماسي الروسي: «أعتقد أن الحديث عن هدنة يعتمد على مسار المحادثات الجارية لصياغة مشروع القرار في مجلس الأمن»، وحدد وجهة النظر الروسية حول صياغة القرار بالإشارة إلى أنه «سيكون عن الوضع الإنساني بشكل عام في سوريا». وشدد على أن الجانب الروسي يلفت النظر إلى ذلك خلال كل الاتصالات وعلى مختلف المستويات.

بالتزامن، سارت موسكو خطوة أخرى نحو دعوة المجتمع الدولي إلى تطبيع علاقاته مع الحكومة السورية، وبعد مرور يوم واحد على دعوة وزير الخارجية سيرغي لافروف أنقرة لفتح حوار مباشر مع دمشق، عدّ الوزير الروسي أمس أنه «على كل اللاعبين الخارجيين الحوار مع الحكومة السورية»، مضيفا أنه «يتوجب على كل الأطراف، وبالدرجة الأولى على اللاعبين الخارجيين الذين لهم وجود في سوريا، أن يدركوا ضرورة إطلاق حوار مباشر مع الحكومة السورية يقوم على أساس احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها وفقا لقرارات مجلس الأمن التي أكدت على هذا المبدأ عدة مرات».

ودعا لافروف في المقابل الحكومة السورية للدخول في حوار مع الأكراد للتوصل إلى «حل يراعي مصالح الجميع»، مشددا على أن «الحكومة السورية هي الأخرى يجب أن تنطلق من مبدأ السيادة الذي يشمل جميع أراضي البلاد، ما يعني ضرورة محاورة ممثلي جميع المكونات العرقية والطائفية، بمن فيهم الأكراد».

وأضاف أنه لا يمكن تسوية الأزمة في عفرين إلا انطلاقا من هذا المبدأ، الذي يجب أن تلتزم به «كل المكونات العرقية والطائفية» وغيرها من أطياف الشعب السوري.

وأكد لافروف أن الحوار هو الأساس الذي يخلق فرصة ملموسة لوقف إراقة الدماء وإطلاق تسوية مستدامة، تمهد لتأمين مصالح مختلف القطاعات داخل البلاد، والمصالح المشروعة لجيران سوريا واللاعبين الآخرين أيضا.

 

قوات النظام تواصل قصف الغوطة… وعدد القتلى الأعلى منذ 2013

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

واصلت قوات النظام السوري أمس قصفها العنيف على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، ما تسبب منذ الأحد بمقتل نحو 300 مدني بينهم 71 طفلاً على الأقل، فيما حذرت الأمم المتحدة من «الأثر المدمر» للتصعيد على السكان.

وفيما تدين العديد من المنظمات الإنسانية الدولية التصعيد الأخير، يبدو المجتمع الدولي عاجزاً عن تبني موقف موحد يضع حداً للقصف، على رغم كون المنطقة إحدى مناطق خفض التوتر في سوريا التي تم إقرارها بموجب اتفاق روسي – إيراني – تركي.

وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام جددت الأربعاء غاراتها وقصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ على مدن وبلدات عدة في الغوطة الشرقية، ما تسبب بمقتل 24 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال وإصابة أكثر من مائتي مدني آخرين بجروح. وكانت حصيلة سابقة للمرصد ظهراً أفادت بمقتل 11 مدنياً.

وقتل معظم الضحايا الأربعاء في قصف بالبراميل المتفجرة على بلدة كفر بطنا.

وتقصف قوات النظام منذ ليل الأحد بالطائرات والمدفعية والصواريخ مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي تحاصرها بشكل محكم منذ عام 2013، بالتزامن مع استقدامها تعزيزات عسكرية تُنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.

ومنذ بدء التصعيد، قتل نحو 300 مدني بينهم 71 طفلاً، وأصيب أكثر من 1400 آخرين بجروح. وسجل المرصد في اليومين الماضيين حصيلة يومية «تعد الأكبر في الغوطة الشرقية منذ أربع سنوات» بحسب المرصد.

داخل أحد مستشفيات مدينة دوما، يستنفر الطاقم الطبي لإسعاف العدد الكبير من الجرحى الذين يصلون يومياً منذ الأحد خصوصاً بعد خروج مشاف عدة في المنطقة عن الخدمة أو تضررها إلى حد كبير.

وتروي مرام، وهي ممرضة في قسم العمليات لوكالة الصحافة الفرنسية: «جاءتنا الثلاثاء مصابة تم سحبها من تحت الردم وهي حامل في الشهر السادس، وكانت إصابتها بالغة، أجرينا لها عملية قيصرية، لكننا لم نتمكن من إنقاذ الطفل ولا الأم».

على بعد أمتار منها، وقف محمد (25 عاماً) وهو يصرخ بعدما أحضر طفلة هي ابنة جيرانه، تم سحبها من تحت أنقاض مبنى تدمر في دوما لكنها لم تنج ولم يتضح مصير بقية أفراد حياتها. وكرر على مسامع الحاضرين: «ما ذنب هذه الطفلة، ما ذنبها؟».

ولم تسلم مستشفيات الغوطة الشرقية من القصف، إذ نددت الأمم المتحدة الثلاثاء باستهداف ستة مستشفيات، خرج ثلاثة منها من الخدمة وبقي اثنان يعملان جزئياً.

وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس في بيان: «أفزعتني وأحزنتني جداً تقارير حول اعتداءات مرعبة ضد ستة مستشفيات في الغوطة الشرقية خلال 48 ساعة، ما خلف قتلى وجرحى».

وطال القصف الثلاثاء مستشفيين في مدينتي عربين وحمورية، ما أدى إلى خروجهما عن الخدمة، بحسب المرصد السوري.

ونفت موسكو الأربعاء ضلوعها في القصف على الغوطة الشرقية بعدما كان أورد المرصد أن طائرات روسية استهدفت المستشفى في عربين.

ونقل مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية زار مشفى حمورية الأربعاء، عن طبيب قوله إن كل الأقسام الموجودة فوق الأرض خرجت عن الخدمة، وتحديداً أقسام العيادات والعمليات والحواضن ورعاية الأطفال.

في طابق تحت الأرض، شوهد الغبار وبقع من الدماء تغطي الأرضية وبعض المقاعد، فيما تجمع المرضى والمصابون خشية من القصف. وتعمل سيارة إسعاف واحدة تابعة للمستشفى على نقل المصابين من الأحياء القريبة.

وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء في مدينة حمورية متطوعين من الدفاع المدني يسحبون مدنيين من تحت الأنقاض إثر غارة لقوات النظام. وقال إنه تم إنقاذ خمسة أطفال على الأقل.

يثير التصعيد خشية الأمم المتحدة على مصير نحو 400 ألف شخص محاصرين في المنطقة.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء عن «قلقه العميق» من تصاعد العنف. وحضّ جميع الأطراف على التزام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين.

وحذّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الثلاثاء من أن «الوضع في سوريا يتدهور بشكل ملحوظ»، منبهاً من أنه «إذا لم يطرأ عنصر جديد فإننا نتجه نحو فاجعة إنسانية». وقال لودريان أمام البرلمان: «هناك حالة طارئة قصوى في هذا الصدد (…) لهذا السبب سأتوجه إلى موسكو وطهران (حليفتا دمشق) في الأيام المقبلة».

قال عمال إغاثة إن الغارات الجوية توجد «حالة من الرعب» بين سكان الغوطة الشرقية حيث يعيش من تقول الأمم المتحدة إنهم قرابة 400 ألف مدني وتحاصر الحكومة الجيب المكون من بلدات ومزارع منذ 2013.

وقال التلفزيون الرسمي السوري إن الفصائل في الغوطة أطلقت قذائف المورتر على دمشق اليوم، مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين. وذكرت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) أن الجيش رد بضرب أهداف لجماعات المعارضة المسلحة.

وقالت وزارة الخارجية السورية إن المسلحين في الغوطة يستهدفون دمشق ويستخدمون الناس هناك «دروعا بشرية». وقالت في رسالة شكوى للأمم المتحدة إن بعض المسؤولين الغربيين يرفضون حق الحكومة في الدفاع عن نفسها.

وقالت خدمة الدفاع المدني في الغوطة الشرقية إن طائرات قصفت كفر بطنا وسقبا وحمورية وعدة بلدات أخرى أمس. وقال سراج محمود وهو متحدث باسم الدفاع المدني في الغوطة فيما دوت الانفجارات في الخلفية، إن الطائرات الحربية تحلق في السماء طوال الوقت.

وذكر أن قوات الحكومة قصفت منازل ومدارس ومنشآت طبية، وأن عمال إنقاذ وجدوا أكثر من مائة قتيل «في يوم واحد» أول من أمس. وفي صور لـ«رويترز» ظهر أشخاص ينتظرون في نقطة طبية ببلدة دوما وكانت الدماء تسيل على وجوه بعضهم بينما غطى الغبار أجسادهم. وقال اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، وهو تحالف لوكالات دولية يمول مستشفيات في سوريا، إن قنابل أصابت خمسة مستشفيات في الغوطة الشرقية.

وحذر مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا من أن تصعيد المعركة في الغوطة قد يتحول إلى تكرار معركة حلب الدموية، والتي استعادت دمشق السيطرة الكاملة عليها في أواخر 2016 بعد أعوام من القتال.

وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إغاثة: «هذه مخاوف لها ما يبررها». وأضافت أن سوء التغذية متفش، فيما أغلقت مدارس الغوطة منذ أوائل يناير (كانون الثاني) بسبب الهجمات.

وقال مارك شنيلباكر مدير المنظمة في «الشرق الأوسط»: «سكان الغوطة الشرقية مذعورون. لم يعد هناك مكان آمن يلجأون إليه».

 

من الذين تلطخت أيديهم بدم السوريين الأبرياء؟

تقول صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إنه واضح بشكل مأساوي الآن أن إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية لم يخلق فتحا للسلام في سوريا، وتساءلت في افتتاحيتها: من الذين تلطخت أيديهم بدم السوريين الأبرياء؟

 

وأضافت أنه بدلا من السلام في سوريا، فإن رئيس البلاد الشرير بشار الأسد وحلفاءه الداعمين له في كل من روسيا وإيران استغلوا نجاحات المعركة ضد تنظيم الدولة لإطلاق جولة جديدة من المذابح ضد المدنيين.

 

يأتي ذلك بينما يقف قادة الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى -إلى حد كبير- متفرجين، لأنهم غير راغبين أو غير قادرين على فعل أي شيء لوقف هذه المذابح، فعار عليهم جميعا.

 

وأما القصف الذي يقوده الأسد ضد الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي يبلغ عدد سكانها قرابة 400 ألف نسمة وتسيطر عليها فصائل المعارضة، فيوصف بأنه الحلقة الأعنف في حرب السبع سنوات في البلاد.

المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين: ما يحدث للغوطة حملة إبادة فظيعة (رويترز)

 

قتل وحصار

فمنذ الأحد الماضي تعرض للقتل ما لا يقل عن 310 أشخاص معظمهم أطفال، إضافة إلى قرابة نصف مليون سوري ممن تعرضوا للقتل في جميع أنحاء البلاد منذ العام 2011.

 

وظلت الغوطة محاصرة منذ سنوات، وذلك على الرغم من أنها تعتبر جزءا من إحدى مناطق خفض التصعيد، مما يترك المنطقة تواجه نقصا مزمنا في الغذاء والدواء والعاملين في المجال الطبي وغير ذلك من الضروريات.

 

هذا الهجوم الضخم الذي استهدف الغوطة الشرقية في الأيام الأخيرة والذي اشتمل على إطلاق الصواريخ والقصف المدفعي والغارات الجوية والبراميل المتفجرة التي تسقطها المروحيات على المستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية، أدى إلى تكثيف حدة البؤس في المنطقة.

 

ويبدو أن هذا الهجوم إنما يهدف إلى إجبار فصائل المعارضة على الاستسلام، حتى يتمكن النظام من استعادة السيطرة على الأرض.

 

وأما معظم الخسائر في صفوف المدنيين فنجمت عن القصف الجوي على المناطق السكنية، بحسب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وسط دلائل على أن الهجوم البري للنظام قد يتبع قريبا.

امرأة ثكلى فقدت طفلها في مذبحة الغوطة (رويترز)

 

صور صادمة

وتصف الصحيفة الصور التي تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي في هذا السياق بأنها موجعة وصادمة، حيث يظهر الأطفال المرتعبون والوجوه والأجساد التي تغطيها الدماء، وحيث الجثث بأكفانها مصفوفة على أرضيات خرسانية قذرة، وحيث يتلوى المرضى والجرحى على النقالات جراء ما ينتابهم من أوجاع، في ظل نقص العناية الطبية ونقص العلاجات اللازمة لتخفيف آلامهم.

 

وأما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فيصف الغوطة بأنها “جهنم على الأرض”.

 

وإذا كان هناك أي شك بشأن وحشية القوات الموالية للأسد، فقد تبدد هذا الشك من جانب الجنرال في الجيش السوري سهيل الحسن الملقب بالنمر، الذي قال في شريط فيديو نشرته وسائل الإعلام الاجتماعي الموالية للنظام السوري “أعدكم بأنني سألقنهم درسا في القتال وفي النار”.

 

ويمضي متوعدا “لن تجدوا لكم مغيثا، وإن استغثتم ستغاثون بماء كالمهل”.

 

جرائم حرب

وتقول الصحيفة إن هذا هو النوع من الأدلة التي يجب استخدامها -عاجلا وليس آجلا- لبناء قضية قانونية لمحاكمة الأسد على جرائم الحرب.

 

وتضيف أن الشيء نفسه يجب أن يحدث للقادة الروس الذين يساعدون على إبقاء الأسد في السلطة عبر تقديم الدعم السياسي والجوي، وكذلك للقادة الإيرانيين الذين يقدمون له المشورة التكتيكية والقوات البرية.

 

وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين وصف أمس الأربعاء ما يحدث للغوطة بأنه “حملة إبادة فظيعة”.

المصدر : نيويورك تايمز,الجزيرة

 

لهذه الأسباب تذبح الغوطة الشرقية

محمد النجار-الجزيرة نت

على وقع أخبار الموت القادمة من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، يبدو السؤال الذي يبحث عن إجابة يتمثل في أسباب القصف العنيف واليومي لها منذ ستة أعوام، إضافة لحصارها من النظام السوري منذ نهاية 2013.

 

ارتبط اسم الغوطة الشرقية بما يعرف بـ”مجزرة الكيميائي” عام 2013، والتي قتل فيها نحو 1300 مدني بعد أن قصفتها قوات النظام بالسلاح الكيميائي، لكن عداد الموت لم يتوقف فيها منذ سيطرة المعارضة عليها عام 2012.

 

بالرغم من تمكنه من السيطرة على بعض مدن الغوطة وبلداتها في السنوات الماضية عبر ما تسميه المعارضة بـ”اتفاقات التهجير” بعد القصف والحصار، فإن نظام الرئيس بشار الأسد والمليشيات الموالية له فشلت في اقتحام معظم مناطق الغوطة أو السيطرة عليها عسكريا.

 

ودفع النظام السوري بقوات من الحرس الجمهوري تارة وقوات النخبة في الجيش تارة أخرى فضلا عن مشاركة مقاتلي حزب الله اللبناني في مرات عديدة في محاولات اقتحام الغوطة لكن دون جدوى، غير أن النظام يحضر منذ أيام لحملة كبرى عليها بقيادة الجنرال في الحرس الجمهوري سهيل الحسن.

 

اتفاقات التهجير

وكانت قوات النظام السوري قد عقدت -بوساطة من الأمم المتحدة وحليفتها روسيا وأطراف دولية وإقليمية- عدة اتفاقات، انتهت بتهجير سكان مدينة داريا ووادي بردى والمعضمية وبلدات استخدم النظام معها سياسة الحصار والتجويع المتزامنة مع القصف الشديد، وهو ما دفع سوريين إلى اتهام الأمم المتحدة بأنها شريكة النظام في عمليات التهجير.

 

وتحاول قوات النظام بدعم من روسيا تكرار السيناريو ذاته في مدن الغوطة وبلداتها، بدءا من حي جوبر شرق العاصمة -الوحيد من أحياء دمشق الذي تسيطر عليه المعارضة- مرورا بحرستا وعربين وحمورية حتى دوما -كبرى مدن الغوطة- وما بينها وبعدها من بلدات تقع جميعها على خط النار والقصف العنيف.

 

وتعود أسباب حملة النظام المستمرة منذ خمسة أعوام للسيطرة على الغوطة الشرقية، إلى إستراتيجيته التي أطلقها عام 2013 والقاضية بتأمين حزام العاصمة دمشق، وهي الإستراتيجية التي تتقاطع مع أهداف إيران وروسيا في سوريا للسيطرة على مناطق ما يعرف بـ”سوريا المفيدة”.

 

أسباب النظام

وقد نجح النظام على إثر هذه الإستراتيجية في إخراج المعارضة من أحياء برزة والقابون ومناطق الزبداني ووادي بردى وغيرها، إلا أن سياسته هذه فشلت في حي جوبر ومدن الغوطة التي تسيطر عليها المعارضة.

 

ولذلك فإنه يتخوف من تسلل المقاتلين المعارضين إلى العاصمة عبر الأنفاق تحت الأرض، فقد تمكنت المعارضة من إخراج آلاف المدنيين ونقل الأدوية عبر أنفاق كانت تربط حرستا بحيي برزة والقابون قبل سيطرة النظام عليهما.

 

والسبب الآخر يتمثل برغبة النظام في إبعاد المعارضة عن مطار دمشق الدولي الذي وصلت قذائفها إليه في سنوات ماضية، إضافة لتأمين قواعده العسكرية وفروعه الأمنية التي تتعرض لهجمات مستمرة آخرها هجوم المعارضة الشهر الماضي على فرع المركبات قرب حرستا.

 

ومن الأسباب المهمة التي يسعى النظام من خلالها للسيطرة على الغوطة، أنها تعتبر “سلة غذاء دمشق”، وذلك لاحتضانها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وهو من عوامل صمود سكانها المحاصرين فيها.

 

سيطرة المعارضة

وتسيطر المعارضة حاليا على نصف مساحة الغوطة الشرقية التي تقدر بنحو 110 كيلومترات مربعة.

 

وبعد أن كان عدد الفصائل المقاتلة فيها أكثر من خمسين، بات يتقاسم السيطرة عليها فصيلا فيلق الرحمن وجيش الإسلام، كما توجد حركة أحرار الشام في حرستا بعد أن أعلن فصيل ثوار حرستا انضمامه إليها. وما يميز الغوطة أنها المنطقة الوحيدة التي لم يتمكن تنظيم الدولة الإسلامية من الدخول إليها.

 

ويعيش في الغوطة حاليا نحو أربعمئة ألف نسمة بحسب إحصاءات مؤسسات المجتمع المدني في المنطقة، بعد أن كان عدد هؤلاء السكان يزيد على مليون نسمة قبل الثورة.

 

وبالرغم من أن الغوطة هي إحدى مناطق خفض التصعيد وفقا للاتفاق الذي عقد بين المعارضة والنظام برعاية روسيا وتركيا العام الماضي، فإن القصف والحرب عليها لم تتوقف.

 

وبرأي المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن وائل علوان، فإن النظام يحاول استغلال اتفاق وقف التصعيد للسيطرة على الغوطة، وذلك بعد أن توقفت معاركه في بقية مناطق سوريا.

 

علوان قال للجزيرة نت إن النظام يحشد منذ أيام قوات نقلها من ريفي حماة وإدلب لمحاولة اقتحام الغوطة، مشيرا إلى أن الدعم الجوي الروسي للحملة الحالية للنظام جعلها الأعنف والأكثر فتكا بالمدنيين منذ سيطرة المعارضة على الغوطة.

 

قصف وحصار وتجويع

وأشار إلى أن الغوطة تتعرض يوميا لأكثر من مئة غارة يدفع المدنيون ثمنها الأكبر، حيث يستخدم النظام سياسة القصف والحصار والتجويع، في محاولة لتكرار سيناريو حلب.

 

علوان قال أيضا إنه “منذ اتفاق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري في فبراير/شباط 2016 القاضي بوقف إطلاق النار في عموم سوريا، لم يتم وقف إطلاق النار والقصف عن الغوطة الشرقية”.

 

واعتبر أن النظام يدرك أنه لا يمكنه اقتحام الغوطة بعد أن فشلت حملاته السابقة، لذلك يحشد قوات كبيرة منذ أيام ربما لتكرار المحاولة بدعم روسي هذه المرة.

 

وزاد أن “الغوطة ليست محل اختبار، فقد اختبرت بقوات النخبة من جيش الأسد، والفصائل قادرة على صد جميع الحملات البرية”، معتبرا أنه في حال نجح النظام في السيطرة على الغوطة فإنه سينتقل إلى بقية مناطق المعارضة التي تصمت جبهاتها الآن “مما جعل النظام يتفرغ للغوطة”، كما قال.

 

وعلى وقع حملات النظام المستمرة، لا تخرج من الغوطة سوى صور الموت التي باتت تطبع واقع السوريين منذ سبعة أعوام، وقد تعدد أسبابه بين موت تحت القصف، أو بالتجويع، أو حتى في الطريق إلى اللجوء برا وبحرا.

المصدر : الجزيرة

 

نزيف الغوطة مستمر وفرق الإنقاذ عاجزة

قال مراسل الجزيرة إن 13 شخصا قتلوا في قصف لقوات النظام السوري على الغوطة الشرقية بريف دمشق، وأضاف المراسل أن وتيرة القصف الجوي تراجعت اليوم لفائدة القصف المدفعي والصاروخي، بالمقابل ذكرت مصادر في قوات النظام أن مجموعات من فرق الاستطلاع الروسية وصلت إلى مناطق تستعد قوات النظام لاقتحامها بالغوطة.

وأشار مراسل الجزيرة بريف دمشق إلى أن 13 شخصا قتلوا وجرح العشرات بينهم نساء وأطفال في قصف صاروخي للنظام على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وأضاف المراسل أن القصف الجوي والمدفعي مستمر على مناطق سيطرة المعارضة منذ ساعات الليل، مما تسبب في دمار واسع في الأبنية السكنية وتوقّف العديد من المراكز الطبية، فضلا عن استهداف لعدد من طواقم الإسعاف والإخلاء.

 

ونقلت وكالة شام عن ناشطين أن الغارات الجوية خلفت قتيلا في بلدة جسرين، وقد قتلت عائلة كاملة في وقت سابق بقصف على بلدة حزة، وأضاف مراسل الجزيرة أن أهالي الغوطة الشرقية اضطروا لدفن القتلى في قبور جماعية بسبب كثافة القصف.

 

قتلى كفربطنا

وقال مراسل الجزيرة بمدينة غازي عنتاب التركية أحمد العساف إن الدفاع المدني السوري ذكر أن عدد قتلى قصف أمس في مدينة كفربطنا ارتفع إلى 35، في حصيلة غير نهائية لأن فرق الدفاع المدني تنتشل الضحايا من المنازل المتهدمة بشكل يومي.

 

ولفت المراسل إلى أن وتيرة القصف الجوي لقوات النظام وروسيا تراجعت اليوم لفائدة زيادة القصف الصاروخي والمدفعي، الذي شمل كافة مدن وبلدات الغوطة الشرقية، ومنها ودوما وكفربطنا وجسرين وعربين ودوما وحزة.

الدخان يتصاعد من أحد أحياء مدينة حمورية بالغوطة جراء قصف جوي من النظام (رويترز)

 

وأضاف مراسل الجزيرة أنه قتل في الغوطة خلال أربعة أيام أكثر من ثلاثمئة قتيل، فضلا عن مئات الجرحى، وهو رقم مرشح للارتفاع بسبب انتشال ضحايا من تحت الأنقاض، أو خطورة حالات المصابين الذين يموت بعضهم بسبب النقص الشديد في العلاج.

 

وتقول فرق الدفاع المدني في الغوطة الشرقية إنها تعجز أحيانا عن التوجه إلى مناطق سقوط الضحايا بسبب كثافة القصف، وقد دمرت أمس سيارة تابعة للدفاع.

 

وأشار المراسل إلى أن ضراوة القصف على الغوطة أدت إلى شلل غير تام لحياة المدنيين في هذه المنطقة، حيث توقفت الأسواق واستهدفت أكثر من عشرين نقطة طبية بالقصف، ويقول السكان إنه لا يوجد مكان يمكنهم اللجوء إليه بسبب الدمار الواسع.

 

مجموعات استطلاع

وقالت مصادر في قوات النظام إن مجموعات من فرق الاستطلاع الروسية وصلت إلى مناطق تستعد هذه القوات لاستخدامها في عمليات اقتحام الغوطة الشرقية، وأضافت المصادر في حديث لها لجريدة الوطن المقربة من النظام أن القوات النظامية جلبت أسلحة روسية حديثة في المناطق المحيطة بالغوطة استعدادا لهجوم بري واسع على مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة بالغوطة.

 

وقالت شبكة شام إن طائرات النظام ومدفعيته استهدفا اليوم مركزا للهلال الأحمر بمدينة حرستا مما خلّف إصابات بين متطوعي الهلال وأضرار بالمعدات، وقصف أمس المركز الطبي الوحيد ببلدة مديرا بالبراميل المتفجرة والصواريخ، وقصف الطيران السوري مركز الرحمة والفرن الآلي ببلدة حزة، كما استهدف مشفى دار السفاء بمدينة حمورية.

 

وأشارت منظمة أطباء بلا حدود إلى أن المنشآت الطبية التي تدعمها بالغوطة تحدثت عن تدفق أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، وأضافت المنظمة أنه خلال يومين ونصف اليوم جرى الإبلاغ عن 237 قتيلا و1285 جريحا في 18 منشآت طبية تدعمها المنظمة، كما أدى القصف لدمار وتهدم 13 مستشفى وعيادة تدعمها المنظمة.

 

وحذرت أطباء بلا حدود من أن مخزونها في الغوطة من أكياس الدم وأدوية التخدير والمضادات الحيوية تكاد تنفد، كما أن عدم توفر اللوازم الطبية يدق ناقوس الخطر.

 

يذكر أن الغوطة الشرقية تقع ضمن مناطق خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانا عام 2017 بضمانة من تركيا وروسيا وإيران، وهي آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة دمشق، وتحاصرها قوات النظام منذ 2012.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

موت” في الغوطة.. مجلس الأمن يجتمع ودي ميستورا متشائم

دبي- العربية.نت

 

في الوقت الذي تعيش فيه #الغوطة_الشرقية لدمشق أدمى أيامها، حيث التهم الموت حياة أكثر من 250 شخصاً في 48 ساعة، أفاد مراسل “العربية” بأن الكويت وافقت على طلب روسيا بعقد جلسة طارئة، مساء الخميس، بشأن الغوطة الشرقية.

 

وصباح الخميس، استفاقت الغوطة على مقتل 13 شخصاً، بينهم أربعة أطفال، جراء عشرات القذائف الصاروخية التي استهدفت دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، في اليوم الخامس للتصعيد على المنطقة، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وقال المرصد إن “راجمات الصواريخ لا تتوقف، اذ استهدفت مدينة دوما بـ200 قذيفة صاروخية أرض أرض قصيرة المدى صباحاً”، كما استهدفت القذائف والصواريخ مدن وبلدات أخرى بينها سقبا وجسرين وعربين. وأشار إلى “غياب الطائرات عن الاجواء الماطرة في الغوطة”.

قرار “صعب” لانهاء القتال

 

من جهته، أعرب مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا الخميس عن أمله بأن يوافق مجلس الأمن الدولي على قرار لإنهاء القتال في الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا، لكنه أوضح أن الأمر ليس سهلا.

 

وقال دي ميستورا للصحفيين لدى وصوله إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف “آمل أن يحدث. لكنه أمر صعب. لكن آمل أن يحدث. هو أمر ملح للغاية”.

 

وبسؤاله عما سيحدث ما لم يتم التوصل لاتفاق، أجاب “حينها سنعمل على حدوث ذلك في أقرب وقت ممكن لأنه لا يوجد بديل سوى وقف إطلاق النار ووصول (المساعدات) الإنسانية”.

 

يذكر أن السفيرة الأميركية الدائمة في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، كانت شددت الأربعاء على إن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات فورية على أمل إنقاذ حياة المدنيين الذين يتعرضون لهجوم وحشي من قبل نظام الأسد، على حد قولها.

 

وطلبت هيلي من مجلس الأمن الدولي التحرك بشكل فوري لاتخاذ قرار يقضي بوقف إطلاق النار، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستدعم ذلك القرار، داعية كل أعضاء المجلس لدعم القرار أيضاً.

 

كما اعتبرت المندوبة الأميركية أن الغوطة لم تعد تتحمل ما تتعرض له.

 

في المقابل، حملت موسكو المعارضة السورية مسؤولية تدهور الوضع في الغوطة. وأعلن الجيش الروسي، الأربعاء، أن المحادثات لحل الأزمة في #الغوطة_الشرقية السورية سلمياً انهارت وأن عناصر المعارضة هناك تجاهلوا الدعوات لوقف المقاومة وإلقاء السلاح.

 

وقال المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا، الذي يديره الجيش الروسي، في بيان إن عناصر المعارضة يمنعون المدنيين من مغادرة منطقة الصراع.

وقف لاطلاق النار لمدة 30 يوماً

 

ويصوت مجلس الأمن، الخميس، على مشروع قانون يطالب بوقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في #سوريا لإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين، وفق ما أفاد دبلوماسيون.

 

وقالت البعثة السويدية، في وقت سابق، إن ستوكهولم والكويت، اللتين أعدتا مشروع القانون، طالبتا بأن يتم التصويت “بأسرع ما يمكن”.

 

ويدعو مشروع القانون إلى وقف لإطلاق النار يدخل حيز التنفيذ بعد 72 ساعة على إقراره على أن يتم تسليم المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين بعدها بـ48 ساعة.

 

كذلك يطالب النص برفع الحصار عن الغوطة الشرقية واليرموك والفوعا وكفريا ويأمر جميع الأطراف بـ”التوقف عن حرمان المدنيين من السكان والأدوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة”.

 

من جهته، دعا كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ومفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، والرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون، الأربعاء، إلى وقف فوري للقتال في الغوطة الشرقية حيث يشن النظام السوري حملة ضربات عنيفة.

 

وقال غوتيريس أمام مجلس الأمن الدولي الأربعاء: “أوجّه نداء إلى كل الأطراف المعنيين من أجل تعليق فوري لكل الأعمال الحربية في الغوطة الشرقية لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها”.

 

كما أشار غوتيريس إلى أن “400 ألف شخص في الغوطة يعيشون جحيماً على الأرض”، مطالباً بوقف فوري للنار في الغوطة وفتح ممرات إنسانية. وتابع: “علينا تجنب نشوب النزاعات بدلاً من معالجتها بعد وقوعها”.

 

وكانت روسيا قد دعت، الأربعاء، إلى عقد جلسة علنية لمجلس الأمن الخميس لبحث الموقف في الغوطة الشرقية. وقال السفير الروسي بالأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، في كلمة بالمجلس المؤلف من 15 عضواً، إن “هذا ضروري نظراً للمخاوف التي سمعنا بها اليوم حتى نتأكد من قدرة جميع الأطراف على عرض رؤاهم وفهمهم لهذا الموقف والوصول إلى سبل للخروج منه”.

 

لافروف: مستعدون لدراسة وقف إطلاق النار في سوريا بشرط

 

موسكو، روسيا (CNN)– أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، أن بلاده مستعدة لدراسة مشروع قرار مقترح في مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في سوريا، موضحا أنه يمكن لروسيا قبوله مع بعض التغييرات.

 

وقال لافروف: “نحن مستعدون لدراسة المقترح الذي يُطلب منا أن نتبناه، ولكننا أوضحنا أن إطلاق النار لن يشمل بأي طريقة تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين وغيرها من المجموعات التي تتعاون معهما والتي تقصف بشكل متكرر المناطق السكنية في دمشق”.

 

في غضون ذلك، اعتبر المتحدث الصحفي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن مسؤولية الوضع في الغوطة الشرقية يتحملها من يدعم الإرهابيين. وقال بيسكوف: “يتحمل مسؤولية الوضع في الغوطة الشرقية هؤلاء الذين يدعمون الإرهابيين، الذين ما زالوا متواجدين هناك، وكما تعلمون لا روسيا ولا سوريا ولا إيران ليست من هذه الدول، إذ أنهم بالذات يخوضون حربا ضارية ضد الإرهاب على أراضي سوريا”، وفقا لما نقلته وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية الرسمية.

 

مجلس الأمن يجتمع اليوم لبحث مشروع وقف إطلاق نار في الغوطة

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 22 فبراير 2018

روما- يجتمع مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، من أجل بحث مشروع سويدي كويتي مشترك يُطالب بوقف فوري لإطلاق النار في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ومن المقرر أن يتم التصويت على القرار الذي أغلقت السويد التعديلات عليه، وسط ترجيحات أن تعرقل روسيا القرار بفيتو جديد.

 

وذكرت البعثة السويدية في الأمم المتحدة أن مشروع القرار جاهز للتصويت، وسيُعقد اجتماع لمجلس الأمن الساعة 12 ظهراً بتوقيت نيويورك للتصويت، وسيقدم ممثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية تقريرًا عن الوضع المأساوي في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

 

ودعا ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا مجلس الأمن للاجتماع ليُقدّم كل طرف رؤيته وفهمه للوضع في الغوطة الشرقية، وسط إصرار روسي على لوم المعارضة السورية وتحميلها مسؤولية ما يجري في الغوطة وتبرئة النظام السوري من ما يقوم به من قصف متواصل للمنطقة منذ أربعة ايام.

 

على التوزاي، قال محمد علوش، المسؤول السياسي في فصيل (جيش الإسلام) المعارض الذي يُسيطر على الغوطة الشرقية إن هناك “مساع من جهات دولية ومحلية لفرض هدنة مع قوات النظام السوري”، لم تنجح حتى الآن، والوساطة جارية بين المعارضة وموسكو.

 

وذكرت المعارضة السورية أنها “وثقت سقوط أكثر من ألف صاروخ وقذيفة، في الغوطة التي يقطنها أكثر من 400 ألف مدني، وقيام الطيران السوري والروسي بأكثر من 300 غارة جوية”، كما “وثّقت مقتل أكثر من 350 مدنياً، وإصابة أكثر من ألف شخص بجروح معظمهم من الأطفال والنساء”.

 

هيئة التفاوض بالمعارضة السورية تدعو لهدنة فورية لمدة 30 يوما

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 22 فبراير 2018

روما- دعت هيئة التفاوض السورية التابعة للمعارضة للنظام الحاكم في دمشق إلى “إعلان هدنة فورية لمدة 30 يوماً في سورية”، واصفة النظر في ذلك بـ”الواجب على المجتمع الدولي”

 

ورأت هيئة التفاوض أن “الهدنة الفورية في سورية” ينبغي أن “تترافق مع مفاوضات جدية لتثبيت وقف إطلاق النار وتفعيل المسارين الإنساني و السياسي”.

 

لافروف: روسيا ستدعم هدنة في سوريا لمدة 30 يوما ولا تشمل المتشددين

موسكو (رويترز) – نقلت وزارة الخارجية الروسية عن الوزير سيرجي لافروف قوله يوم الخميس إن موسكو مستعدة لدراسة وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا بشرط ألا يشمل ذلك تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والجماعات الأخرى ”التي تقصف المناطق السكنية في دمشق“.

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال اجتماع في موسكو يوم 20 فبراير شباط 2018. تصوير: ماكسيم شيميتوف – رويترز

 

إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير سها جادو

 

وحدات حماية الشعب تطالب الجيش السوري بالمساعدة في صد الهجوم التركي

بيروت/أنقرة (رويترز) – قالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية يوم الخميس إن مقاتلين موالين للحكومة السورية انتشروا على الخطوط الأمامية للمساعدة في صد هجوم تركي لكن من الضروري الحصول على دعم من الجيش السوري ذاته.

دخان يتصاعد في منطقة عفرين بسوريا في صورة التقطت يوم 15 فبراير شباط 2018. تصوير: خليل العشاوي – رويترز

 

وقال نوري محمود المتحدث باسم الجماعة لرويترز ”جاءت مجموعات تابعة للجيش السوري على عفرين … لكن ليس بالقدر الكافي لإيقاف الاحتلال التركي“. وأضاف ”يجب أن يقوم الجيش السوري بواجبه. نحن نرى بأن من واجب الجيش السوري أن يحمي حدود سوريا“.

 

ودعت وحدات حماية الشعب حكومة الرئيس بشار الأسد لإرسال قوات إلى منطقة عفرين بشمال غرب سوريا ووصلت قوات موالية لدمشق إلى هناك مساء الثلاثاء.

 

وقال محمود إن المئات من هؤلاء المقاتلين انتشروا على الخطوط الأمامية في عفرين في مواجهة القوات التركية.

 

لكن الأسد لم يرسل الجيش ذاته وهو أمر لو حدث لأدى لمواجهة مباشرة أوسع نطاقا مع الحكومة السورية إذا لم تتراجع تركيا.

 

وفي الآونة الأخيرة قالت أنقرة وقائد موال للأسد ومسؤولون أكراد إن روسيا تدخلت لمنع دمشق من إرسال الجيش للدفاع عن عفرين بعد تقارير عن التوصل لاتفاق مع القوات الكردية السورية.

 

ورغم أن روسيا هي أقوى حليف للأسد في هذه الحرب إلا أنها تعمل كذلك مع تركيا، التي تدعم فصائل من المعارضة، من أجل التفاوض حول تسوية أوسع نطاقا للصراع.

 

وقال بكرد بوزداج نائب رئيس الوزراء التركي يوم الخميس إنه يعتقد بعدم وجود أي اتفاق بين الحكومة السورية ووحدات حماية الشعب.

 

وقال بوزداج في مقابلة تلفزيونية ”لدينا معلومات مفادها أنهم لم يتوصلوا لاتفاق“.

 

وفي منطقة أخرى قال شاهد والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية دخلت منطقة خاضعة لسيطرة مقاتلين أكراد في مدينة حلب صباح يوم الخميس وهي أنباء نفتها وحدات حماية الشعب الكردية السورية.

 

وقال الأسد مرارا إنه يرغب في السيطرة على كل شبر في سوريا لكن دولته غضت الطرف عن السيطرة الكردية على منطقة الشيخ مقصود وأحياء مجاورة لها في حلب.

 

وتسيطر الحكومة والقوات الكردية على القسم الأكبر من الأراضي السورية مقارنة بأي أطراف أخرى في الحرب وأي بوادر لصنع اتفاق بين الطرفين ستكون قطعا محل مراقبة عن كثب.

 

ويعتبر الأسد، ومعه وحدات حماية الشعب الكردية، تركيا عدوة. وكانت أنقرة واحدة من القوى الكبرى الداعمة للمعارضة السورية في مرحلة مبكرة من الحرب السورية وهي الآن تستهدف فصيلا كرديا تعتبره منبثقا من تمرد حزب العمال الكردستاني الذي تقاتله داخل حدودها.

 

وشنت تركيا عمليتها الجوية والبرية على عفرين الشهر الماضي بهدف طرد وحدات حماية الشعب التي تعتبرها خطرا أمنيا عند حدودها.

 

إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير منير البويطي

 

الأمم المتحدة تدعو لهدنة لتجنب “مذبحة” مع تواصل القصف في الغوطة الشرقية

من سليمان الخالدي

عمان (رويترز) – قصفت الطائرات الحربية آخر جيوب المعارضة قرب العاصمة السورية لليوم الخامس على التوالي يوم الخميس في الوقت الذي أطلقت فيه الأمم المتحدة نداء لوقف واحد من أعنف الهجمات الجوية في الحرب الأهلية الدائرة منذ سبع سنوات ومنع حدوث ”مذبحة“.

 

وتقول منظمات حقوقية ووكالات إغاثة إن أكثر من 300 شخص سقطوا قتلى في منطقة الغوطة الشرقية الريفية على مشارف دمشق منذ ليل الأحد وإن المصابين بالمئات.

 

كما تقول المنظمات والوكالات إن الطائرات الروسية والسورية قصفت مستشفيات وأهدافا مدنية أخرى.

 

وفي شمال سوريا حيث شنت تركيا هجوما الشهر الماضي على فصيل كردي قال الأكراد إن المقاتلين المؤيدين للحكومة ينتشرون الآن على الخطوط الأمامية للمساعدة في صد الهجوم التركي.

 

كما قال شاهد والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات حكومية دخلت جزءا من مدينة حلب كان يخضع لسيطرة فصيل وحدات حماية الشعب الكردية. ونفت وحدات حماية الشعب ذلك.

 

وكانت وحدات حماية الشعب، المتحالفة مع الولايات المتحدة في مناطق أخرى من سوريا، قد سعت في الأيام الأخيرة للحصول على مساعدة من الحكومة المدعومة من روسيا للتصدي للهجوم التركي. ويجسد ذلك التحالفات غير المتوقعة التي جلبها صراع متعدد الأطراف شاركت فيه دول مجاورة وقوى عالمية.

 

ويتركز الاهتمام الدولي الآن على المحنة الإنسانية في الغوطة الشرقية التي يبلغ عدد سكانها 400 ألف نسمة يعيشون تحت الحصار منذ سنوات. ويوم الأحد الماضي صعدت الحكومة قصفها للمنطقة بشدة الأمر الذي أدى إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين.

 

وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ”من الضروري تجنب حدوث مذبحة لأن التاريخ سيصدر حكمه علينا“.

 

ووصف سكان في دوما، أكبر مدن الغوطة، أعمدة الدخان الأسود المتصاعدة من مناطق سكنية بعد أن ألقت الطائرات قنابلها من ارتفاعات شاهقة. وقال رجال الإنقاذ إن العمل جار للبحث عن جثث وسط الأنقاض في مدينة سقبا وغيرها.

 

وقال دي ميستورا إنه يأمل أن يتفق مجلس الأمن على مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية لكنه حذر من أن ذلك لن يكون بالأمر السهل.

 

وأضاف في تصريح لرويترز لدى وصوله إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف ”آمل أن يحدث. لكنه أمر صعب. لكن آمل أن يحدث. هو أمر ملح للغاية“.

 

وقالت روسيا حليفة الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأربعاء إن وقف إطلاق النار ”سيكون عملية طويلة وصعبة التحقيق“.

 

وتقول موسكو ودمشق إن هجومهما على الغوطة الشرقية ضروري لهزيمة مقاتلين يطلقون قذائف المورتر على العاصمة.

 

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف ”من يدعمون الإرهابيين هم المسؤولون… لا روسيا ولا سوريا أو إيران ضمن هذه الفئة من الدول حيث أنهم يشنون حربا شاملة على الإرهابيين في سوريا“.

 

ويقول العاملون في مجال الإغاثة وسكان إن طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش السوري تلقي براميل متفجرة على أسواق ومراكز طبية.

 

ويقولون أيضا إن الطائرات الحربية التي تحلق على ارتفاعات شاهقة، مثل الطائرات التي شاركت في القصف صباح يوم الخميس، هي روسية لأن الطائرات الحربية الروسية تطير عادة على ارتفاعات أعلى من طائرات سلاح الجو السوري.

 

وتنفي دمشق وموسكو استهداف المناطق المدنية وتتهمان المعارضة باحتجاز المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية. كما اتهمت قوى غربية روسيا بالمساعدة في القصف.

* الأرض المحروقة

 

تخضع منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة لحصار تفرضه قوات الحكومة منذ عام 2013. وبعد المكاسب التي حققتها الحكومة في السنوات الأخيرة أصبحت تلك المنطقة هي المعقل الأخير للمعارضة بالقرب من العاصمة.

 

وإلى جانب محافظة إدلب وجزء من محافظة حلب في الشمال وشريط في جنوب غرب البلاد، تعد الغوطة الشرقية واحدة من بضع مناطق تعيش فيها أعداد كبير من السكان ولا تزال في أيدي مقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالأسد. وقد تعهد الرئيس الأسد باستعادة السيطرة على كل شبر من الأراضي السورية.

 

ويقول سكان وشخصيات معارضة إن الحكومة السورية وحلفاءها يتعمدون تدمير البنية التحتية وشل الحياة فيما يصفونه بسياسة ”الأرض المحروقة“ لإرغام المعارضة على الاستسلام.

 

ويتهم الجيش السوري مقاتلي المعارضة بالتسبب في سقوط قتلى وإطلاق قذائف المورتر على العاصمة.

 

وخلال الليل قال يوسف دوغمي أحد سكان بلدة عربين التي شهدت دمارا واسعا في الغوطة الشرقية ”يريدون كسر إرادتنا وتحويل الغوطة إلى حلب أخرى لكنهم يحلمون“.

واحتمى كثيرون من السكان بالمخابئ في الأدوار السفلى.

 

وقال خالد شديد أحد سكان دوما لرويترز هاتفيا بينما كانت أصداء الانفجارات تتردد في الخلفية ”لماذا يستهدفنا النظام؟ نحن مدنيون والنظام وروسيا يستهدفون المدنيين“.

 

وقالت أرملة تدعى بسمة عبدالله وهي تختبئ في أحد الأدوار السفلية مع أولادها الأربعة في دوما ”نحن في أمس الحاجة لدعواتكم“ قبل أن ينقطع الاتصال.

 

وقال وائل علوان المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن وهي من جماعات المعارضة الرئيسية في الغوطة الشرقية إن موسكو، التي وافقت على إقامة منطقة عدم تصعيد في الغوطة، لن تقبل إلا باستسلام المعارضة.

 

وقال رجال الإنقاذ إن 40 شخصا على الأقل سقطوا قتلى خلال قصف عنيف يوم الأربعاء على كفر بطنا وسقبا وزملكا وعربين وغيرها من المدن. وفي مدينة حزة قالوا إن القصف استهدف مستشفى ميدانيا ومخبزا.

 

إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير لبنى صبري

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى