أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 23 أذار 2017

 

إنزال أميركي قرب الرقة لاستكمال تطويقها

لندن، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز

أنزل التحالف الدولي ضد «داعش» قوة أميركية و «سورية- عربية» قرب سد الطبقة في إطار معركة التحالف الكردي- العربي لتطويق مدينة الرقة وطرد التنظيم منها ووقف تقدم القوات النظامية لاستعادة عاصمة «داعش»، في وقت نشرت روسيا قوة في منطقة كردية بعد تعرضها لقصف من الجيش التركي رداً على إطلاق النار على أحد عناصره. وتقدمت فصائل إسلامية وأخرى من «الجيش السوري الحر» إلى نحو أربعة كيلومترات من مدينة حماة، وحذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «محاولات تقويض الهدنة وإفشال جهود التسوية السياسية» عشية استئناف مفاوضات جنيف اليوم.

وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية أن التحالف الدولي أنزل جواً قوة أميركية وقوات سورية متحالفة معها في المحافظة قرب الطبقة، موسّعاً الحملة على «داعش». وأضافت في بيان أن العملية تهدف إلى السيطرة على منطقة الطبقة الاستراتيجية على ضفة نهر الفرات المقابلة لمناطق تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية» والحد من تقدم القوات الحكومية السورية في هذا الاتجاه. وحققت القوات الحكومية والقوى المتحالفة معها مكاسب سريعة شرق حلب في الأسابيع القليلة الماضية، مقتربة من حدود محافظة الرقة قرب الطبقة. وأردف البيان: «قامت القوات الأميركية بعملية إنزال جوي لقوة من المشاة الأميركية، ومعها وحدات المهمات الخاصة في قوات غضب الفرات، وحررت قرى أبو هريرة، المشيرفة، الكرين، المحمية، وقطعت الطريق الدولي حلب- الرقة- دير الزور». وقال مسؤول محلي مطلع على عمليات «قوات سورية»، إن عملية الإنزال تهدف إلى تأمين نقطة عبور للقوات المقبلة في زوارق عبر الفرات التي بدأت الوصول فجر أمس.

وتقاتل «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى جانب جماعات عربية لعزل الرقة قبيل هجوم مرتقب على المدينة التي استخدمها التنظيم الإرهابي قاعدة للتخطيط لشن هجمات في الخارج. وقطع التحالف الذي يقوده الأكراد الطريق الرئيسي الأخير الخارج من الرقة هذا الشهر، مضيِّقاً الخناق على المدينة من جهات الشمال والشرق والغرب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطريق الوحيد للخروج من الرقة الآن هو عبر نهر الفرات الذي يحد المدينة من الجنوب.

وفتح الجيش التركي النار على منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد بعد مقتل أحد جنوده برصاصات أطلقها قناص من الجانب الآخر للحدود التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب». وتابع أن جنوده ردوا بإطلاق النيران. وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» ريدور خليل، إن القوة الروسية التي انتشرت في عفرين في وقت سابق هذا الأسبوع توجهت إلى المنطقة التي تعرضت للقصف التركي.

على صعيد آخر، قال «المرصد» إن جماعات المعارضة المسلحة تقدمت لتصبح على مسافة أربعة كيلومترات من مدينة حماة الخاضعة لسيطرة الحكومة، في هجوم كبير وسط البلاد.

واستمر الهجوم، الذي تصدَّره تحالف من «هيئة تحرير الشام» وفصائل من «الجيش»، أمس. وأفاد ناشطون معارضون بسيطرة المعارضة على مناطق عدة وتفجير عربات مفخخة في مناطق سيطرة القوات النظامية. وتزامن هذا مع استمرار المعارك بين القوات النظامية وفصائل إسلامية في الأحياء الشرقية لدمشق التي تعرضت لعشرات الغارات من الطيران السوري.

سياسياً، تبدأ في جنيف اليوم جولة جديدة من المفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة. ودعا لافروف إلى تعزيز «التقدم الهش» الذي تحقق في الجولة الماضية من المفاوضات، معتبراً أن المسألة السورية بلغت «اللحظة الحاسمة». وأجرى لافروف محادثات في موسكو أمس مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، تناولت التحضيرات لجولة المفاوضات الجديدة.

 

إنزال جوي أميركي في الرقة السورية

أنقرة، بيروت ـ رويترز

قالت حملة «قوات سورية الديموقراطية» في محافظة الرقة اليوم (الأربعاء) إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أنزل جواً قوات أميركية وقوات سورية متحالفة معها في المحافظة موسعاً الحملة على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وقال التحالف المدعوم من الولايات المتحدة في بيان نشر على الإنترنت إن العملية تهدف إلى السيطرة على منطقة الطبقة الاستراتيجية على ضفة نهر الفرات المقابلة لمناطق تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية» وللحد من تقدم القوات الحكومية السورية في هذا الاتجاه.

في موازاة ذلك، قصفت تركيا قرى في منطقة عفرين بحسب ما أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية اليوم، بعد مقتل جندي تركي برصاص قناص عبر الحدود السورية في منطقة يسيطر عليها الأكراد.

وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» ريدور خليل إن «المدفعية التركية بدأت بقصف القرى الحدودية لمنطقة عفرين منذ الساعة الثامنة صباحاً»، موضحاً أن «عملية القصف ما زالت مستمرة. أي رد من قبل قواتنا في تلك المنطقة يأتي ضمن حق الدفاع عن النفس».

وقتل الجندي في إقليم هاتاي الحدودي التركي. وجاء إطلاق النار بعد يومين من إعلان «وحدات حماية الشعب» أن روسيا تقيم قاعدة عسكرية في سورية على الحدود مع هاتاي وأنها ستساعد في تدريب مقاتليها.

وأضاف الجيش التركي في بيان أنه رد على إطلاق النار بعد مقتل الجندي، فيما قالت الوحدات الكردية إن عشرة مدنيين أصيبوا في القصف المدفعي التركي لقرى قرب الحدود في شمال غربي البلاد.

وفي حماة، قالت «هيئة تحرير الشام»، أمس إنها بدأت هجوماً جديداً قرب مدينة حماة في الجزء الأوسط من غرب سورية، موضحةً أنها نفذت هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين قرب بلدة صوران في الريف الشمالي لحماة.

وأعلنت على حسابها على موقع «تليغرام» «انطلاق معركة (وقل اعملوا) في ريف حماة الشمالي». ومن جهته قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن دوي انفجارات كبيرة سمع في تلك المنطقة وإن اشتباكات ضارية تدور بين الجيش من جهة و«تحرير الشام» وبعض الجماعات الأخرى من جهة أخرى.

 

موسكو تعتبر أن الأزمة السورية بلغت «اللحظة الحاسمة»

موسكو – رائد جبر

حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «محاولات لتقويض الهدنة في سورية وإفشال جهود التسوية السياسية»، ودعا إلى تعزيز «التقدم الهش» الذي تحقق في الجولة الماضية من مفاوضات جنيف، معتبراً أن المسألة السورية بلغت «اللحظة الحاسمة».

وأجرى لافروف محادثات في موسكو أمس مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، تناولت التحضيرات لجولة المفاوضات الجديدة التي تنطلق اليوم في جنيف. وعلى رغم أن الحديث ركّز على الملفات المطروحة في جنيف و «الأفكار» الروسية لدعم إنجاح المفاوضات، إلا أن لافروف تطرق إلى التطورات الميدانية في دمشق ومناطق أخرى، متهماً الفصائل المعارضة بـ «محاولة توتير الوضع في سورية عبر توسيع العمليات المسلحة، وزيادة عدد الهجمات الإرهابية، وليس لدي أي شكوك بأن هذا يهدف إلى إفشال أو وضع صعوبات أمام مفاوضات جنيف».

ووصف الوزير الروسي الوضع حول التسوية السورية بأنه وصل إلى «لحظة حاسمة». داعياً إلى تثبيت التقدم «الهش» الذي تحقق في الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف. وشدد على ضرورة تضافر الجهود لتحقيق تقدم في المسارات الأربعة المحددة للتفاوض. وهي مسائل الحكم والدستور الجديد والانتخابات ومحاربة الإرهاب. وزاد أن «السلات» من المطالب الأساسية الواردة في قرار مجلس الأمن الرقم 2254، مؤكداً ضرورة الالتزام الصارم بتطبيق القرار الدولي.

وأعرب دي ميستورا عن قلق بسبب تصعيد الأوضاع الميدانية خلال الأيام الماضية. لكنه أبدى تفاؤلاً بتحقيق دفعة قوية خلال جولة المفاوضات الحالية، معتبراً أن مشاركة كل الأطراف في المفاوضات تؤكد عزمها على تحقيق تقدم في التسوية السياسية.

في الأثناء، قلّص نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف من سقف التوقعات. وقال أن «لا أحد ينتظر معجزات من المفاوضات السورية، لكن علينا أن نعمل بجد لإنجاح هذه الجولة من المفاوضات». وأوضح أن «المسألة معقدة جداً وصعبة. لهذا السبب بالتحديد، علينا أن نكون أكثر تصميماً وعلينا أن نتحلى بالإرادة السياسية لكي نكون على الطريق الصحيح».

وفي وقت لاحق أمس، كشف لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره من الكونغو الديموقراطية ليونار شي أوكيتوندو جانباً من محادثاته مع دي ميستورا. وقال أنه شدد خلال اللقاء على «ضرورة تأمين تمثيل واسع للمعارضة السورية في هذه المفاوضات».

وأعرب لافروف عن أمل بخروج الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف بنتائج إيجابية، وأن يشارك كل من تمت دعوتهم بجهود من أجل الانتقال إلى حوار مباشر. لكنه جدد انتقاد «آلية توجيه الدعوات» إلى أطراف المعارضة السورية، معتبراً أن محاولة «الهيئة العليا للمفاوضات» (التي تمثّل طيفاً واسعاً من المعارضين) «احتكار تمثيل المعارضة» تؤدي إلى «طريق مسدود». وأكد أن «من الضروري تأمين مشاركة ليس فقط مجموعتي موسكو والقاهرة، بل وكذلك مجموعتي آستانة وحميميم. ومن المهم جداً إيجاد حل لإشراك الأكراد في مفاوضات جنيف».

وقال أن موسكو ستواصل البحث عن آلية لمشاركة الأكراد في مفاوضات جنيف، بما في ذلك من خلال إشراكهم في مفاوضات آستانة. وقال أن موسكو تواصل الحوار مع تركيا حول هذا الموضوع. مؤكداً أن «هذا الهدف (إشراك الأكراد في المفاوضات) يمثل إحدى المهمات الرئيسية للمبعوث الأممي دي ميستورا».

وتطرق إلى السجالات التي أثيرت حول موقف موسكو من الغارات التي شنتها إسرائيل على مواقع سورية الأسبوع الماضي. وقال أن «لدى موسكو وتل أبيب اتفاقات واضحة حول التنسيق العسكري، ونتطلع لنحكم من خلال الأفعال على التزام الجانب الإسرئيلي بها».

وزاد أن الطرفين توصلا إلى «اتفاق دقيق حول تعاون المؤسستين العسكريتين في سورية» خلال محادثات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع الرئيس فلاديمير بوتين قبل أسبوعين.

على صعيد آخر، نقلت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية عن قائد الوحدات العسكرية التي تمركزت بالقرب من عفرين، أندريه فولكوف، أن الهدف الرئيسي للوجود الروسي في المنطقة هو «مراقبة وقف النار على مدى 24 ساعة». وأشار إلى أهمية الوجود العسكري المباشر في المنطقة «كي يكون العلم الروسي مرئياً. لأن الحدود التركية قريبة، وكي يفهم الجميع أننا ندعم الحكومة السورية وقواتها المسلحة وأن وجودنا في هذه المنطقة هو لضمان السلام والأمن في المنطقة الحدودية». وأضاف: «كما أن السكان المحليين سيكونون في منطقة مسؤوليتنا، وسنتعاون معهم لكي تصبح الحدود السورية آمنة».

وكانت موسكو نفت صحة معطيات ترددت حول اتفاق على إقامة قاعدة عسكرية روسية جديدة في مناطق سيطرة الأكراد. وأكدت أن وجودها في المنطقة مرتبط بالمساعدة على مراقبة وقف النار.

 

تركيا تستدعي مبعوث روسيا بعد مقتل أحد جنودها

أنقرة، بيروت – رويترز

قال ناطق باسم وزارة الخارجية التركية اليوم (الخميس) إن أنقرة استدعت القائم بأعمال روسيا أمس للتعبير عن عدم الارتياح بعد مقتل جندي تركي برصاص انطلق من منطقة يسيطر عليها الأكراد في سورية.

وأطلق الجيش التركي النار بعد مقتل الجندي أمس على منطقة عفرين الحدودية شمال غربي سورية، والتي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية. وقالت الوحدات إن القوات الروسية توجهت إلى المنطقة.

وقال الناطق باسم الخارجية حسين مفتي أوغلو إن أنقرة تتوقع من روسيا احترام حساسياتها، واصفاً صوراً نُشرت على الإنترنت لجنود روس مع مقاتلين أكراد بأنها «مزعجة».

وقال في إفادة صحافية إن إشراك «وحدات حماية الشعب» في عملية تقودها الولايات المتحدة لاستعادة الرقة غير مقبول، وإن القوات التركية مستعدة للمشاركة في عملية الرقة بالتعاون مع التحالف الذي تقوده واشنطن.

من جهة ثانية، قُتل جندي تركي اليوم وأصيب أربعة آخرون في هجوم لمسلحين أكراد في إقليم هكاري جنوب شرقي البلاد. وقال الجيش التركي في بيان إن حال الجنود الأربعة الجرحى ليست خطرة.

ميدانياً، تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوري ومعارضين بينهم متشددون إسلاميون في العاصمة دمشق وشمال حماة بعد أكبر هجوم شنه المعارضون منذ شهور، والذي ألقى الضوء على الآفاق القاتمة لمحادثات السلام التي تستأنف في وقت لاحق اليوم.

ومن المستبعد أن يغير الهجوم المكاسب العسكرية التي حققتها قوات الحكومة السورية على مدى 18 شهراً والتي توجت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي باستعادة جيب المعارضين في محافظة حلب، لكنه أظهر الصعوبة التي يواجهها الجيش في الدفاع عن جبهات عدة متزامنة.

ويثير تصاعد القتال في الأسابيع القليلة الماضية، على رغم وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، المزيد من الشكوك حول جهود السلام في جنيف، حيث تستأنف المحادثات بعد جولة سابقة لم تحقق تقدماً يذكر.

وقال الناطق باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» في جنيف سالم المسلط: «نأمل في رؤية شريك جاد على الطرف الآخر من الطاولة».

ويحضر ممثلون عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد المدعومة من روسيا وإيران ومقاتلين شيعة محادثات جنيف كذلك. ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار.

 

تيلرسون يتعهد مناطق آمنة للاجئين والضغط على «داعش»

واشنطن – رويترز

قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اليوم (الأربعاء) إن الولايات المتحدة ستقيم «مناطق استقرار موقتة» لمساعدة اللاجئين في العودة إلى ديارهم خلال المرحلة المقبلة من المعركة ضد تنظيمي «الدولة الإسلامية» (داعش) و«القاعدة».

وكان تيلرسون يتحدث أمام مسؤولين كبار من تحالف دولي يضم 68 بلداً يقاتل «داعش» في العراق وسورية لكنه لم يتطرق بالذكر إلى المواقع التي تخطط الولايات المتحدة لإقامة تلك المناطق الآمنة فيها.

وقال في الاجتماع الذي عقد في وزارة الخارجية «ستزيد الولايات المتحدة الضغط على تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة وسوف تعمل على إقامة مناطق استقرار موقتة من خلال اتفاقات لوقف إطلاق النار من أجل السماح بعودة اللاجئين إلى ديارهم».

ومن شأن إقامة مناطق آمنة زيادة المشاركة العسكرية الأميركية في سورية وستمثل حياداً كبيراً عن النهج الأكثر حذراً الذي تمسكت به الإدارة السابقة تحت قيادة باراك أوباما.

وإذا اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض «حظر جوي» فإن من المتوقع أن يحتاج إلى المزيد من القوة الجوية سواء الأميركية أو التي يقدمها أعضاء التحالف وربما تكون هناك حاجة لقوات برية لحماية المدنيين في تلك المناطق.

ويفقد متشددو التنظيم السيطرة على أراض في العراق وسورية إذ تتقدم ثلاث قوى منفصلة تدعمها الولايات المتحدة وتركيا وروسيا في اتجاه مدينة الرقة السورية معقل «داعش».

وهذا الاجتماع الأول للتحالف الدولي منذ انتزاع القوات العراقية السيطرة على عدد من المدن العراقية من «داعش» الماضي وتحريرها لشرق الموصل.

وقال تيلرسون إن تدفق المقاتلين الأجانب على سورية والعراق انخفض بنسبة 90 في المئة خلال العام الماضي.

وأوضح «يواجه الإرهابيون صعوبة أكبر في الوصول إلى هناك والأهم أنهم يجدون مزيدا من الصعاب في الخروج لتهديد بلادنا».

ودعا الوزير الأميركي الشركاء في التحالف إلى الوفاء بتعهدات مالية للمساهمة في تأمين وإعادة إعمار المناطق التي طردت منها التنظيم.

وأوضح أن الولايات المتحدة ستفي بما عليها لكنه أضاف أن الظروف على الأرض تستلزم المزيد. ودعا الحلفاء إلى تخصيص المزيد من الموارد العسكرية والمالية من أجل هزيمة «داعش».

وعلى رغم أن أفراد القوات العراقية يفوقون المتشددين عدداً بكثير فإن التنظيم يلجأ إلى تفجير السيارات المفخخة وللقناصة دفاعاً عما تبقى من معاقله.

وفي كلمته بالاجتماع ذاته، دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الوحدة في المنطقة لمحاربة «داعش» وعرض ملخصاً للتقدم الذي أحرزه العراق في الحرب ضد التنظيم.

وقابل العبادي الرئيس الأميركي أول من أمس وقال بعد الاجتماع إنه حصل على تأكيدات بحصوله على المزيد من الدعم الأميركي في الحرب ضد التنظيم.

 

سوريا: سخونة الجبهات تخطف جنيف 5

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن المعارضة المسلحة تقدمت إلى منطقة تبعد بضعة كيلومترات عن مدينة حماه التي تسيطر عليها الحكومة أمس، في إطار حملة عسكرية كبيرة بغرب سوريا الذي يمثل أهمية خاصة للرئيس بشار الأسد.

وبدأت الحملة التي يتصدرها متشددون إسلاميون الثلثاء وجاءت بعد هجوم على دمشق حيث لا يزال القتال العنيف مستمراً مما يظهر تواصل التهديد الذي يشكله مقاتلو المعارضة حتى بعدما رجحت كفة الأسد عسكرياً في الحرب.

وانضم إلى العملية العسكرية الخاصة بحماه “الجيش السوري الحر” الذي كان قد وافق على الهدنة التي أبرمت بوساطة روسيا وتركيا في كانون الأول من العام الماضي مما يسلط الضوء على الآفاق القاتمة للجولة الخامسة من محادثات جنيف اليوم.

وأبلغ مصدر عسكري سوري “رويترز” أن الجيش السوري يرسل تعزيزات للتصدي لتقدم المعارضة مشيراً إلى أن فصائل المعارضة حشدت أعداداً كبيرة للعملية.

وصرّح قائد عسكري من المعارضة لتلفزيون “أورينت” المؤيد للمعارضة السورية إن المقاتلين يعتزمون فتح مزيد من الجبهات.

وأشار المرصد السوري إلى أن المعارضة سيطرت على بلدات صوران على مسافة 20 كيلومتراً شمال حماه وخطاب التي تقع على مسافة عشرة كيلومترات إلى الشمال الغربي والمجدل التي تقع على مسافة ستة كيلومترات غرب خطاب.

وتقود الهجوم “هيئة تحرير الشام” وهي تحالف من فصائل إسلامية تهيمن عليه “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً). ويشارك في الهجوم كذلك قوات تعمل تحت راية “الجيش السوري الحر”.

هجوم دمشق

وسجل التصعيد في محافظة حماه بعدما شن مقاتلو المعارضة من الغوطة الشرقية هجومين على مناطق تسيطر عليها الحكومة في جوبر بدمشق.

وأوردت وسائل الإعلام السورية إن الجيش يخوض اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة في شمال جوبر، مشيرة إلى أن القوات الجوية تقصف مواقع المقاتلين وخطوط إمدادهم في المنطقة.

انزال في الرقة

وعلى جبهة أخرى، قال المسؤول في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الكولونيل جوزف سكروكا، إن طائرات هليكوبتر “أباتشي” ومدفعية تابعة للبحرية وعناصر من العمليات الخاصة شاركت في عملية قادها التحالف لإنزال مقاتلين من “قوات سوريا الديموقراطية” المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب في منطقة الطبقة قرب الرقة معقل التنظيم المتشدد في سوريا.

 

تيلرسون لـ”مناطق آمنة” والضغط على “داعش

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أبلغ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مسؤولين كباراً من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم 68 دولة والذي يقاتل “الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق وسوريا أمس في واشنطن، أن الولايات المتحدة ستقيم “مناطق استقرار موقتة” لمساعدة اللاجئين في العودة إلى ديارهم خلال المرحلة المقبلة من المعركة ضد “داعش” و”القاعدة”.

 

ولم يحدد الأماكن المقررة لإقامة هذه المناطق

وقال :”ستزيد الولايات المتحدة الضغط على تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة وسوف تعمل على إقامة مناطق استقرار موقتة من خلال اتفاقات لوقف النار من أجل السماح بعودة اللاجئين إلى ديارهم”.

وعلى رغم أنه لم يدل بتفاصيل عن طريقة إدارة المناطق الآمنة، فإن إقامتها ستعمق المشاركة العسكرية الأميركية في سوريا وستمثل حياداً كبيراً عن النهج الأكثر حذراً الذي تمسكت به الإدارة الاميركية السابقة بقيادة باراك أوباما.

وإذا اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض “حظر طيران”، فإن من المتوقع أن يحتاج إلى مزيد من القوة الجوية سواء الأميركية أو التي يقدمها أعضاء التحالف وربما كانت ثمة حاجة الى قوات برية لحماية المدنيين في تلك المناطق.

وتسلم البيت الأبيض الشهر الماضي خطة أولية أشرفت عليها وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” تتضمن تفاصيل الحملة لهزيمة “داعش”.

وأقر تيلرسون بأن “هناك الكثير من التحديات الملحة في الشرق الأوسط، لكن هزيمة داعش هي هدف الولايات المتحدة رقم واحد بالمنطقة”، مشيرً الى أن المكاسب العسكرية التي تحققت أخيراً في العراق وسوريا حولت قوة الدفع لمصلحة التحالف.

وأضاف: “نحن كتحالف ليست مهمتنا بناء الدول أو إعادة إعمارها”، مبرزاً وجوب تركيز الموارد على منع انتعاش “داعش” وتمكين المجتمعات التي مزقتها الحرب لإعادة الإعمار.

واجتماع أمس كان الأول للتحالف الدولي منذ انتخاب ترامب الذي تعهد أن تكون الحرب على التنظيم المتشدد أولوية. وتعهد الرئيس الأميركي في كانون الثاني إقامة مناطق آمنة للنازحين في سوريا.

ودعا الوزير الأميركي الشركاء في التحالف إلى الوفاء بتعهدات مالية للإسهام في تأمين وإعادة إعمار المناطق التي طرد منها “داعش”.

لكن الجيش الأميركي نفى أن يكون تلقى حتى الآن أوامر بإقامة “مناطق استقرار موقتة” لمساعدة اللاجئين في العودة إلى ديارهم.

 

استمرار الاشتباكات العنيفة في سوريا قبيل استئناف محادثات السلام

 

بيروت – رويترز – تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوري ومعارضين منهم متشددون إسلاميون في العاصمة دمشق وشمالي حماة الخميس، بعد أكبر هجوم شنه المعارضون منذ شهور والذي ألقى الضوء على الآفاق القاتمة لمحادثات السلام التي تستأنف في وقت لاحق اليوم.

 

ومن المستبعد أن يغير الهجوم المكاسب العسكرية التي حققتها قوات الحكومة السورية على مدى 18 شهراً، والتي توجت في ديسمبر كانون الأول باستعادة جيب المعارضين في حلب لكنه أظهر الصعوبة التي يواجهها الجيش في الدفاع عن العديد من الجبهات في نفس الوقت.

 

ويثير تصاعد القتال في الأسابيع القليلة الماضية، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا في ديسمبر كانون الأول، المزيد من الشكوك حول جهود السلام في جنيف حيث تستأنف المحادثات اليوم بعد مفاوضات سابقة لم تحقق تقدما يذكر.

 

وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف، “نأمل في رؤية شريك جاد على الطرف الآخر من الطاولة.”

 

ويحضر ممثلون عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد المدعومة من روسيا وإيران ومقاتلين شيعة محادثات جنيف كذلك. ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب إن الاشتباكات تصاعدت في دمشق حول المنطقة الصناعية في جوبر على مشارف أحياء وسط العاصمة بعد منتصف الليل.

 

وذكرت وحدة الإعلام الحربي لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع الحكومة، أن اشتباكات وقعت في وقت مبكر من صباح اليوم في جوبر واستهدف قصف مكثف مواقع للمعارضين في المنطقة.

 

وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لمراسل يتحدث من حي العباسيين بالعاصمة في ساعة الذروة الصباحية، لكن الشارع بدا هادئاً لا تمر به سوى سيارة واحدة أو اثنتين وعدد قليل من المارة وسمعت أصوات انفجارات في الخلفية.

 

وقال المرصد إن معارضين بقيادة جبهة تحرير الشام المتشددة ومنهم جماعات تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر حققوا تقدماً جديداً الليلة الماضية واستمر القتال اليوم.

 

وأضاف المرصد أن المعارضين سيطروا على 11 بلدة وقرية في أول 24 ساعة من هجومهم الذي بدأ في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء، وتقدموا حتى أصبحوا على بعد بضعة كيلومترات من مدينة حماة. وقال مصدر عسكري الأربعاء إن تعزيزات أرسلت إلى جبهة حماة.

 

وأقوى فصيل في تحالف تحرير الشام هو ما كان يعرف باسم جبهة النصرة التي كانت الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى انفصلت عنه رسمياً العام الماضي.

 

وقال سامر عليوي المسؤول بجيش النصر من جماعة الجيش السوري الحر التي تقاتل قرب حماة على حساب للمعارضين على موقع للتواصل الاجتماعي إن الهجوم يهدف إلى تخفيف الضغط على المعارضين في أماكن أخرى وإلى منع الطائرات الحربية من استخدام قاعدة جوية قريبة.

 

وقال عليوي “بعد فشل المؤتمرات السياسية فإن الحل والعمل العسكري ضرورة ملحة.”

 

واشنطن ستعمل على إنشاء «مناطق آمنة»… وكيلومترات تفصل المعارضة عن مدينة حماة

إنزال جوي أمريكي قرب الرقة وتركيا تردّ على مقتل جندي بقصف مناطق كردية

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس الأربعاء، أن المدفعية الأمريكية والطيران يساندان عملية لـ»قوات سوريا الديمقراطية»، وهي تحالف تقوده وحدات الحماية الكردية، لاستعادة سد استراتيجي في مدينة الطبقة قرب الرقة في شمال سوريا، فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، أمس الأربعاء، أن واشنطن ستعمل على إنشاء «مناطق آمنة مؤقتة» للنازحين.

جاء ذلك خلال كلمة له في اجتماع لممثلي 68 دولة من أعضاء التحالف في مقر وزارة الخارجية في واشنطن.

وقال تيلرسون، إن «الولايات المتحدة ستزيد من ضغطها على (تنظيمي) داعش والقاعدة، وستعمل على إنشاء مناطق آمنة مؤقتة عن طريق التوصل إلى اتفاقيات لوقف إطلاق النار من أجل السماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم».

ولم يحدد الوزير الأمريكي المواقع التي تخطط واشنطن لإقامة هذه المناطق الآمنة فيها.

وخلال أسبوعه الأول في البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي تولى السلطة في 20 يناير/ كانون ثان الماضي، اعتزامه إقامة مناطق آمنة في سوريا لحماية الأشخاص الهاربين من العنف.

وعلى هامش الاجتماع، أعلنت الخارجية الأمريكية، في بيان، وجود 9 آلاف عسكري (أجنبي) في العراق وسوريا، لدعم العمليات العسكرية ضد تنظيم «الدولة». وأضافت أن قوات التحالف تمكنت من تحرير 62٪ من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق، و30٪ في سوريا.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الميجور ادريان رانكين – غالواي إن «قوات التحالف تقدم دعما» لـ»قوات سوريا الديمقراطية» بالمدفعية والإسناد الجوي لاستعادة سد الطبقة غرب الرقة. وأكد مسؤول أمريكي في الدفاع أيضا أن القوات الأمريكية استخدمت المدفعية في هذه العملية.

من جانب آخر، قال قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية» إن قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) «نفذت مع عناصر من قوات سوريا الديمقراطية إنزالا جويا من المروحيات في ثلاث قرى جنوب نهر الفرات هي أبو هريرة ومشيرفة ومحمية الثورة بهدف التقدم باتجاه مدينة الطبقة». وتبعد تلك القرى حوالى 15 كيلومترا غرب مدينة الطبقة.

وأشار المصدر إلى أن عناصر أخرى من «قوات سوريا الديمقراطية» عبرت بحيرة الأسد في زوارق لتصل إلى مكان الإنزال لدعم الهجوم.

وأعلنت «حملة غضب الفرات» عن قطع تلك القوات «الطريق الدولي حلب – الرقة – دير الزور»، الذي يعد طريق إمدادات أساسيا لتنظيم «الدولة» بين مناطق سيطرته في المحافظات الثلاث.

جاء ذلك فيما فتحت تركيا النار على منطقة يسيطر عليها الأكراد في شمال غرب سوريا أمس الأربعاء بعد أن قالت إن أحد جنودها قتل برصاص قناص عبر الحدود السورية مما يلقي الضوء على شدة التوتر بين تركيا ومقاتلين أكراد تدعمهم الولايات المتحدة.

وقال الجيش التركي إن الجندي قتل في إقليم هاتاي الحدودي التركي برصاص قناص عبر الحدود من عفرين في سوريا التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية.

ووحدات حماية الشعب حليف عسكري للولايات المتحدة، وتلعب دورا مهما في العمليات التي تدعمهما واشنطن ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في مناطق سورية على مسافة أبعد إلى الشرق.

وأقامت الوحدات كذلك علاقات مع روسيا. وقالت هذا الأسبوع إن موسكو تقيم قاعدة عسكرية في عفرين وستساعد في تدريب مقاتليها.

وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب إن الجيش التركي كان هو المعتدي في واقعة أمس، وإن القصف التركي على البلدات الحدودية حول عفرين أصاب عشرة مدنيين بجروح وما زال مستمرا.

وقال خليل في رسالة مكتوبة «لن نقف مكتوفي الأيدي بالتأكيد في مواجهة أي عدوان وسنستخدم حق الرد في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس.»

وبعيدا عن جبهات تنظيم «الدولة»، تدور معارك عنيفة لليوم الرابع على التوالي في دمشق بين «هيئة تحرير الشام»، (فصائل اسلامية وجهادية أبرزها جبهة فتح الشام) وفصائل مقاتلة متحالفة معها من جهة وقوات النظام من جهة ثانية.

وتتركز المعارك بين حي جوبر (شرق) الذي تسيطر الفصائل المعارضة على نصفه، والقابون (شمال شرق) الواقع في غالبيته تحت سيطرتها.

وتعد هذه المعارك الأكثر عنفا في دمشق منذ عامين. وتهدف الفصائل من خلالها، حسب عبد الرحمن، إلى «الربط بين حيي جوبر والقابون».

وفي وسط البلاد، شنت فصائل جهادية ومقاتلة، بينها أيضا «هيئة تحرير الشام»، هجوما ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي، وتمكنت من التقدم والسيطرة على عدد من القرى فضلا عن بلدة صوران الاستراتيجية.

وتعد صوران أحد «أهم الخطوط الدفاعية للنظام بين محافظتي حماة وإدلب» المحاذيتين، وفق عبد الرحمن.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جماعات المعارضة المسلحة تقدمت لتصبح على مسافة أربع كيلومترات من مدينة حماة الخاضعة لسيطرة الحكومة في هجوم كبير في منطقة غرب سوريا أمس الأربعاء.

 

محللون عسكريون: لا فائدة من إصرار ترامب على استخدام تعبير «الحرب ضد الإسلام الراديكالي»

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: استخدم الرئيس الامريكي دونالد ترامب في خطابة الاول امام جلسة مشتركة للكونغرس مصطلحا لم يستخدمه أى رئيس أمريكي من قبل بشكل علني وهو «الإسلام الراديكالي»، فقد كان رؤساء الولايات المتحدة يستخدمون عبارة «الحرب ضد الإرهاب»، مما يعد انتصارا لرموز التيار اليميني المتشدد في الادارة الامريكية مثل، ستيف بانون مستشار ترامب و سبيستيان جوركا من مجلس الامن القومي.

وقد استخدم الرئيس الاسبق جورج دبليو بوش، لأول مرة، وبشكل رسمي، عبارة«الحرب ضد الإرهاب» في يوم 20 ايلول/ سبتمبر من عام 2001، في كلمة امام جلسة مشتركة للكونغرس عقب الهجوم على مركز التجارة الدولي، واشار الرئيس الاسبق رونالد ريغان إلى «الحرب ضد الإرهاب»، في اشارة إلى تفجير ثكنات البحرية الامريكية في بيروت عام 1983، وفي عام 2013، اعلنت ادارة الرئيس السابق باراك اوباما ان الولايات المتحدة لم تعد تجري «حربا ضد الإرهاب»، ولكن هذا التعبير ما زال يستخدم على نطاق واسع.

واشار العديد من النقاد ان الإرهاب ليس أيديولوجية أو مجموعة من المعتقدات، وليس منظمة او مؤسسة أو حكومة يمكن شن حرب ضدها، بل عبارة عن تكتيك وشكل من اشكال الحرب الغير الغير متماثلة حيث يحاول الطرف الضعيف في المعركة اجبار الطرف القوى على تغيير سلوكه من خلال اخضاع المقاتلين والمؤسسات الحكومية والسكان المدنيين لاعمال عنف عشوائية.

واوضح المحلل العسكري جوزيف ميكليف ان ميزة الإرهاب كاستراتيجية تتلخص في انه لا يتطلب سوى قوة صغيرة وغير مكلفة نسبيا بينما يتطلب الرد على هذه الاستراتيجية قوة اكبر بكثير ولكن، وعلى الرغم من مزايا القوة العاملة والتكلفة المنخفضة، فانه من الصعب العثور على أمثلة كثيرة تثبت بان هذه الاستراتيجية فعالة في نهاية المطاف او انها قد تؤدى إلى تغيير في سلوك الطرف الاخر على المدى الطويل.

اما مصطلح «الإسلام الراديكالي» فهو حديث نسبيا، تم صياغته للمرة الاولى في شهر يناير/كانون الثاني 1979 من قبل السناتور هنري سكوب جاكسون في اشارة إلى صعود اية الله الخميني في ايران، وقد تم استخدام المصطلح ليشير بالتحديد إلى السياسات التى يتبعها الخميني في طهران، وبحلول اواخر الثمانينات من القرن الماضي، اسيتخدم هذا المصطلح في وسائل الإعلام الامريكية والغربية لوصف صعود المجموعات النشطة سياسيا، والتى تلتزم بالعنف وتتبنى تفسيرات أصولية للقرآن الكريم.

وروج متشددون أمريكيون في السنوات الأخيرة لفكرة بغيضة تفيد ان رفض السياسة الخارجية الامريكية لاستخدام مصطلح «الإسلام الراديكالي» هو دليل على تردد الادارات الامريكية في الاعتراف بالطبيعة الحقيقية للتهديد الذى تتعرض له المصالح الأمريكية، وهذه الفكرة تقترح بوضوح ان العنف والجهاد هو نتيجة متاصلة لتطرف المسلمين وانه لا يمكن فصل الاثنين عن بعضهما البعض، وقد اختارت ادارات بوش واوباما عدم استخدام التعبير خشية ان تفسر الاعمال الأمريكية على انها حرب ضد الإسلام والمجتمع الإسلامي في العالم بدلا من الاقتصار على الجماعات التى ترتكب اعمالا إرهابية.

ووفقا لتحليلات العسكرية الامريكية فان المنظمات الجهادية تشترك مع بعضها البعض في عدة امور من اهمها: التفسير الحرفي للكتاب والسنة و تنظيم مؤسسات دينية واقتصادية واجتماعية تشرف على تنفيذ الممارسات الدينية، ولكن الاستنتاج المهم الذى خرجت به هذه التحليلات هو ان لا فائدة من اصرار ترامب على استخدام هذه المصطلحات الاستفزازية وان لا فائدة من اعلان الحرب ضد شئ اسمه الإرهاب.

واوضح محللون أمريكيون ان الولايات المتحدة في حالة حرب ضد 60 منظمة جهادية تمثل التيار الجهادي السلفي الذى يحاول فرض رأيه حول كيفية تنظيم المجتمع، لذا من الافضل اسقاط تعبيرات مثل الحرب على الإرهاب او الإسلام الراديكالي لصالح تحديد العدو.

من جهة اخرى، حذرت مستشارة سابقة للأمن القومي الأمريكي من تعرض امن وسلطة الولايات المتحدة للتهديد بسبب سياسة البيت الأبيض القائمة على التلاعب بالحقائق حيث قالت سوزان رايس، وهي، ايضا، سفيرة امريكية سابقة لدى الأمم المتحدة، ان ادارة دونالد ترامب في «اجازة من الصدق»، وهي بذلك تقوض الثقة في الولايات المتحدة.

وقالت رايس ان التصريحات الكاذبة الاخيرة حول التنصت، والتى أدت إلى انتقادات علنية من قبل وكالة التجسس البريطانية هي جزء من نمط مزعج من سلوك يشكل خطرا حقيقيا ومحتملا على الامن القومي الامريكي، وكتبت رايس في مقالة نشرتها «واشنطن بوست» ان موقف واشنطن في العالم يتعرض للاذى، واضافت: «عندما يتساءل الشعب الامريكي عن تصريحات قائده العام، فان قدرته على تسخير الدعم الشعبي تتقوض في مواجهة ازمة وطنية».

وأكدت رايس ان القيادة العالمية التى لا تضاهى للولايات المتحدة لا تنحصر فقط في القدرة العسكرية بل انها تركز على تصورات بان الأسس الأمريكية ثابتة وعقلانية وقائمة على الحقائق، وتابعت انه «لكي تؤدى الولايات المتحدة سياستها بشكل فعال، يجب ان تحافظ على الاحترام والثقة، ولذلك فان تعمد البيت الأبيض بتشتيت الحقائق والتعامل معها بشكل متسلسل يشكل خطرا جديا على القيادة العالمية الامريكية بين الاصدقاء والاعداء.

 

بعد ست سنوات من تضميد جراح السوريين… طبيب سوري يفقد زوجته وسبعة من أطفاله بقصف روسي

ياسين أبو رائد

انطاكيا ـ «القدس العربي»: «الصواريخ الإرتجاجية سقطت في مدينة إدلب، قتلى وجرحى عالقون تحت الأنقاض جراء انهيار مبنى»، قد يكون هذا الخبر أو السرد أصبح روتينياً عند السكان في سوريا، أو عند من يشاهد الأخبار من خارجها، لكن لم يكن يوماً عادياً على الطبيب السوري محمود مصطفى السايح، الذي فقد عائلته المؤلفة من أولاده السبعة وزوجته وشقيقه، بالاضافة لإصابته بجروح نتيجة القصف على حي القصور في مدينة إدلب شمال سوريا الاسبوع الماضي.

قال الناشط الإعلامي إسماعيل الرج من ريف حلب لـ «القدس العربي»: «أنا أعرف جيداً الدكتور محمود، لأنني عملت معه في المشفى الميداني في مدينة عندان في ريف حلب، لقد كان مخلصاً في عمله، وعُرف عنه العمل الجاد والمتابعة والتواضع وتعريض نفسه للخطر الدائم لأجل الثورة، وكان قد أعتقله النظام ثلاثة عشر مرة قبل بداية الثورة في عام 2011 بسبب معارضته له، واعتقله مرة واحدة بعد بداية الثورة بتهمة المعالجة في المشافي الميدانية».

وتابع إسماعيل «لقد خرج الدكتور محمود من سوريا ومن مدينته الباب في ريف حلب الشرقي منتصف عام 2014 بعد سيطرة تنظيم الدولة على مدينته وتوجه إلى تركيا، لكنه لم يستطع الابتعاد عن سوريا وهو يعلم جيداً أنه قادر على العمل في المجال الطبي في الوقت الذي يشهد المجال الطبي نقص في الكودر الطبية».

وأضاف «عاد الدكتور بعد فترة قصيرة من خروجه إلى ريف حلب في نهاية العام 2014 ليعمل خارج مدينته الباب، وفضّل العمل في المشفى الميداني في عندان في ريف حلب الشمالي، حيث تعرض منزله في عندان للقصف وأخرج عائلته من تحت الأنقاض، لكن تعرضوا حينها للإصابات فقط، وبالرغم من خطورة الوضع الميداني واستهداف المشافي لكنه مثل معظم الأطباء في الداخل أراد البقاء وفضّل الصمود على الخروج مع عائلته إلى تركيا بعيداَ عن الكارثة الإنسانية التي تعيشها حلب وريفها».

وختم إسماعيل «تلقينا خبر (مقتل) عائلة الدكتور الذي لم يبخل بالتضحية لإنقاذ مئات المصابين من قذائف نظام الأسد، ونحن عاجزون أن نفعل أي شيء، لقد كان (مقتل) عائلته وصمة عار جديدة على المجتمع الدولي ومن يدعي الإنسانية، لم يمت الدكتور محمود لكن ماتت عائلته بالكامل وكأنه انتقام الأسد من مساعدة الطبيب للجرحى والمصابين».

وفي السياق نشر ناشطون وإعلاميون عرب صورة تجمع أطفاله السبعة الذين قتلوا خلال قصف الطيران الحربي «يعتقد أنه روسي» على إدلب، كما نشروا أسماء أطفاله الذين قتلوا (بيبرس، حمزة، وئام. ريماس، أسيل، لين، رند) وتعتبر مهنة الطب في الأراضي الواقعة تحت سيطرة المعارضة من أخطر الأعمال في سوريا بسبب تكرار استهداف المشافي الميدانية من الطائرات الحربية والروسية، حيث شهد المجال الطبي نقصاً كبيراً في الأطباء والمسعفين والممرضين، بسبب تكرار استهداف القصف على كل المنشآت الطبية وتفضيل معظم الأطباء الخروج إلى تركيا أو العمل على الحدود السورية التركية.

وقصفت الطائرات الحربية بصاروخ إرتجاجي حي القصور في مدينة إدلب منتصف الشهر الجاري، ما أدى إلى انهيار مبنى بالكامل، وقُتل على أثر ذلك القصف 25 شخصاً من المدنيين بعد بحث تحت الأنقاض للدفاع المدني استمر أكثر من 24 ساعة عن القتلى والجرحى والعالقين.

 

الأردن يرحب «برموز الدولة السورية» والسعودية ترفض اقتراحا روسيا بتمثيل دمشق بـ «وفد مشترك»

خلافات ميدانية تؤثر على أجندة قمة البحر الميت وأبو الغيط يتحدث عن «مفاجآت سارّة»

بسام البدارين

عمان – «القدس العربي»: قطع الأردن شوطا إضافيا نحو توجيه رسالة جديدة للنظام السوري بلغة تشبه الاعتذار الضمني عن عدم دعوة سوريا لحضور القمة العربية التي تنعقد بعد عدة أيام، عندما أعلن أن «رموز الدولة السورية» موجودة وممثلة في القمة العربية.

لأول مرة صرح وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني بأن «الدولة السورية ورموزها» ستكون حاضرة لقمة البحر الميت .

وتحدث علنا عن المقعد والعلم السوريين باعتبارهما رمزا للدولة السورية .

وينطوي هذا التعليق المفاجئ على إيحاء ضمني بأن عمان أخفقت في تغيير قرار الجامعة العربية، خصوصا وأن أمينها العام أحمد ابو الغيط بالتوازي تحدث أمس عن مفاجآت ستكون سارة في قمة البحر الميت.

وعبر المومني خلال افتتاح المركز الإعلامي للقمة العربية عن تطلعه لليوم الذي تعود فيه سوريا إلى الجامعة العربية، في إشارة إلى أن عمان تقول ضمنيا إن قرار مجلس الجامعة هو الحائل الوحيد دون دعوة النظام السوري.

وفي السياق نفسه وصف مسؤول أردني بارز في الحكومة الأردنية قمة البحر الميت بأنها قد تكون القمة التي تعمل على إعادة إحياء عضوية دول عربية تم تجميدها سابقا، ولن تكون بالحد الأدنى، القمة التي تؤدي لتكريس او تجديد قرارات تجميد عضوية بلدان عربية.

حصل ذلك في الوقت الذي علمت «القدس العربي» بأن السعودية رفضت خلف الكواليس مقترحا روسيا بتمثيل الدولة السورية في قمة البحر الميت بـ»وفد مشترك» بين النظام والمعارضة وهو خيار سقط في المشاورات الأولية.

وكشف المصدر المعني مباشرة بالملف السوري أن تصريح المومني الذي يرحب بوجود رموز الدولة السورية في القمة، قد يمهد لمشروع عربي جديد تدعمه الجزائر والعراق ولا يعارضه الأردن بإعادة النظر في قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية.

في غضون ذلك علم بأن الخلافات الحادة خلف ستارة وكواليس اتصالات القمة العربية حول «الجنوب السوري» ساهمت إلى حد بعيد في إعاقة الكثير من اتجاهات وترتيبات القمة العربية في البحر الميت، حيث برزت خلافات ميدانية في جنوبي سوريا حتى بين بعض الدول الخليجية.

وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد ألمح لوجود صعوبات في معالجة الأجندات المختلفة في الشأن السوري خلال استقباله الوفد الذي يمثل مجلس الشؤون الخارجية العربية قبل أسبوعين.

وصرح المومني بأن الدول العربية المشاركة في القمة ستعمل على الملف السوري لحل الصراع الدائر في سـوريا.

وأشار إلى ان المعلومات الأولية تشير أن القمة العربية التي تستضيفها المملكة ستكون من أكثر القمم العربية حضورا. ولفت المومني إلى أن القضية الفلسطينية تعد القضية الأساسية للأمة العربية التي اتخذت قرارها بحل الصراع العربي الإسرائيلي.

 

نصف متعاقدي ومقاتلي روسيا يعودون من سورية بالنعوش

تبيّن أنّ القوات الروسية في سورية تتلقّى خسائر تفوق بثلاثة أضعاف الخسائر التي تعلن عنها السلطات، إذ أظهرت أدلة، في تقرير لـ”رويترز”، سقوط قتلى من المدنيين الروس الذين يؤدون مهام عسكرية بعقود خاصة، لا تعترف موسكو بدورهم.

وأظهرت أدلة جمعتها “رويترز”، وأوردتها في تقرير، أمس الأربعاء، أنّ القوات الروسية في سورية مُنيت، منذ أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، بخسائر في صفوفها، تزيد أكثر من ثلاث مرات على عدد القتلى الرسمي، وذلك في حصيلة تبيّن أنّ القتال هناك أصعب وأكثر كلفة، ممّا كشف عنه الكرملين.

فقد قُتل 18 مواطناً روسياً، كانوا يقاتلون في صفوف قوات النظام السوري، منذ 29 يناير/كانون الثاني، وهي فترة شهدت اشتباكات عنيفة لهؤلاء مع مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، للسيطرة على مدينة تدمر، وسط سورية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، آنذاك، عن مقتل خمسة من قواتها في سورية، خلال تلك الفترة، بينما لم تذكر تصريحات المسؤولين في الوزارة شيئاً عن أيّ عمليات برية روسية على نطاق واسع في القتال بتدمر.

وانكشف عدد القتلى هذا في مقابلات لـ”رويترز” مع أقارب وأصدقاء القتلى والعاملين في مقابر، ومن خلال تقارير إعلامية محلية عن تشييع جنازات، وكذلك ما جمعته مجموعة من المدوّنين الاستقصائيين يطلق عليها اسم “فريق استخبارات الصراعات”. وفي كل حالة على حدة، تحقّقت “رويترز” من المعلومات، من مصادر مستقلّة، بالتحدّث إلى شخص يعرف القتيل.

وتمثّل الخسائر البشرية، منذ نهاية يناير/كانون الثاني، واحداً من أعلى أعداد القتلى في صفوف القوات الروسية في سورية، منذ بداية تدخل موسكو العسكري قبل 18 شهراً.

وأحال مسؤول في وزارة الخارجية الروسية الأسئلة عن هذه الخسائر إلى وزارة الدفاع، لكنّ الوزارة لم تردّ على استفسارات “رويترز” عن الخسائر أو العمليات العسكرية في سورية، كما لم يرد الكرملين على الفور على طلب التعليق.

وكشف تقرير “رويترز”، أنّ أغلب القتلى لم يكن من الجنود النظاميين الروس، بل مدنيون روس يؤدون مهام عسكرية بعقود خاصة، بأوامر من القادة الروس، لم تعترف موسكو رسمياً بوجود هؤلاء المتعاقدين في سورية.

أحد القتلى يُدعى يوري سوكالسكي (52 عاماً)، من منتجع جيليندجيك الروسي على البحر الأسود، قال مصدر من المقرّبين منه لـ”رويترز”، إنّه وقّع عقداً للذهاب إلى سورية، في يناير/كانون الثاني، مع مجموعة من المتعاقدين.

وأبدى سوكالسكي، بحسب المصدر، دهشته لضخامة عدد المتعاقدين الروس في سورية، راوياً في واحدة من مكالماته الهاتفية الأخيرة، ما قيل له عن شدة القتال هناك.

وقال سوكالسكي، كما نقل المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفاً من عواقب كشف معلومات حساسة للسلطات الروسية، إنّه “من بين كل 100 واحد يعود 50 في نعوش”.

في 14 مارس/آذار من العام الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سحباً جزئياً لقواته من سورية، وقال إنّ مهمتها تحقّقت بصفة عامة، غير أنّ ما دار في تدمر هذا العام من اشتباكات يحكي قصة أخرى.

وتشمل حالات القتلى التي وثّقتها “رويترز”، الجنود النظاميين الخمسة الذين أعلنت وزارة الدفاع مقتلهم، وأربعة متعاقدين في وحدة واحدة قُتلوا في نفس اليوم، وسبعة متعاقدين آخرين، وجنديين نظاميين لم تعلن الوزارة مقتلهما.

وتزامنت الفترة التي أجرت “رويترز” تحريّاتها فيها، مع بداية انتشار رئيسي للقوات الروسية في منطقة حول تدمر، وفقاً لما قاله أشخاص على صلة وثيقة بالقتلى.

وقال عدد من أقارب القتلى الذين سقطوا في سورية، إنّهم تلقوا مكالمات هاتفية من أفراد يعملون في تجنيد المتعاقدين العسكريين، يحذرونهم فيها من التحدّث مع وسائل الإعلام.

ومن بين هؤلاء القتلى، سقط عشرة على الأقل في منطقة تدمر، التي سيطر عليها “داعش”، في ديسمبر/كانون الأول، للمرة الثانية خلال عام واحد، في انتكاسة لقوات النظام السوري ومؤيديها الروس.

وفي العاشر من يناير/كانون الثاني، غادر سوكالسكي، المتخصص في الألغام الأرضية، بيته في جيليندجيك، واتجه إلى روستوف في جنوب روسيا، للانضمام إلى مجموعة من المتعاقدين المتجهين إلى سورية.

وفي سفريته الوحيدة السابقة لسورية، كان التعاقد يتمّ مع مقاتلين فوق سن الخامسة والثلاثين فقط، لتنفيذ مهام فنية متخصصة أو تدريب وحدات النظام السوري، لا المشاركة في مهام قتالية. وقال الشخص الذي تربطه بسوكالسكي صلة وثيقة، لـ”رويترز”، “هذه المرة كانوا يقبلون الجميع”.

وتبيّن وثيقتان رسميتان اطلعت عليهما “رويترز”، أنّ سوكالسكي تُوفي في 31 يناير/كانون الثاني، من جراء إصابته بشظايا في التياس بمحافظة حمص السورية، على بعد 60 كيلومتراً تقريباً غربي تدمر.

وفي اليوم نفسه، قُتل ثلاثة أفراد آخرون من وحدته، وكل أفرادها من المتعاقدين، وذلك حسب أقوال أقارب وأصدقاء وعاملين في مقابر.

ويُدعى اثنان من الثلاثة أليكسي ناينودين، ورومان رودنكو، أما الثالث فلم تتمكن “رويترز” من التأكّد من صحة اسمه. وقُتل متعاقد آخر أيضاً اسمه ديمتري ماركيلوف، في التياس التي توجد فيها قاعدة “تي فور” الجوية السورية، وفقاً لما ذكره معارف على صلة وثيقة به.

ولقي أربعة من الجنود الروس النظاميين مصرعهم في المنطقة ذاتها، يوم 16 فبراير/شباط الماضي، حسب ما ذكرته وسائل إعلام روسية، نقلاً عن بيان لوزارة الدفاع، لكنّ الوزارة لم تذكر أسماء الجنود الذين وصفتهم وسائل الإعلام بأنّهم “مستشارون” لقوات النظام السوري.

ونقلت وسائل الإعلام عن وزارة الدفاع أيضاً، مقتل جندي خامس اسمه أرتيوم جوربونوف، بالقرب من تدمر، في الثاني من مارس/آذار.

وقتل ثمانية آخرون من المفرزة الروسية، منذ نهاية يناير/كانون الثاني، في مواقع مجهولة في سورية، حسبما أظهرت الأدلة التي جمعتها “رويترز”. وهؤلاء المتعاقدون هم: كونستانتين زادوروجيني، وإيفان سليشكين، وفاسيلي يورلين، وألكسندر ساجايداك، وألكسندر زانجييف، وألكسندر تيشينين، والجنديان الروسيان النظاميان إيجور فورونا وسيرجي ترافين.

وتشير تقارير إعلامية محلية وما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى سقوط قتلى آخرين من الروس في سورية، منذ نهاية يناير/كانون الثاني بخلاف هؤلاء. غير أنّ “رويترز” لم تتمكن من التحقق من صحة تلك المعلومات من أطراف مستقلة.

وليس للخسائر البشرية العسكرية خارج الحدود في روسيا، ما لها من حساسية سياسية في بعض الدول الأخرى، لكنّها تمثل رسالة سلبية قبل الانتخابات الرئاسية التي تجري العام المقبل، ويتوقع أن يفوز فيها الرئيس فلاديمير بوتين، بفترة ولاية رابعة.

 

المعارضة السورية تلتقي مساعد دي ميستورا عشية جنيف 5

جنيف ــ العربي الجديد

 

يلتقي وفد المعارضة السورية، اليوم الخميس، مع رمزي عز الدين رمزي، مساعد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، عشية انعقاد جولة مفاوضات جنيف 5، والتي من المقرّر أن تنطلق غداً الجمعة.

 

وكان رئيس وفد المعارضة السورية، نصر الحريري، قد وصل، مساء الأربعاء، مع عدد من أعضاء الفريق التفاوضي إلى جنيف، قادمين من إسطنبول التركية، فيما وصل باقي الوفد من العاصمة السعودية الرياض.

 

واستبق الوفد وصول دي ميستورا الذي يُجري جولة خارجية شملت العاصمة الروسية موسكو، الداعمة للنظام، ويختتمها، اليوم الخميس، في العاصمة التركية أنقرة، الداعمة للمعارضة.

 

وأكد أعضاء في وفد “الهيئة العليا للمفاوضات” التابعة للمعارضة السورية، وفق ما أوردت “فرانس برس”، أن لا لقاءات مقررة، اليوم الخميس، في مقرّ الأمم المتحدة، مشيرين إلى أنّ مساعد المبعوث الخاص، رمزي عز الدين رمزي، سيزور الوفد في مقر إقامته بالفندق ظهراً.

 

ومن المتوقع أن يزور رمزي، صباحاً، وفد النظام السوري في مقر إقامته، بانتظار عودة دي ميستورا إلى جنيف، واستقباله الوفود المشاركة في المفاوضات في الأمم المتحدة، بدءاً من الجمعة.

 

ونقلت “الأناضول” عن المتحدث باسم “الهيئة العليا للمفاوضات”، سالم المسلط، في تصريحات للصحافيين من أمام مقرّ إقامة الوفد في جنيف، أنّ “هناك نقاطاً كثيرة نودّ طرحها، كما نريد معرفة موقف الأمم المتحدة من التطورات التي ينفّذها النظام السوري والمليشيات الداعمة له، وحزب الله اللبناني، على الأرض”.

 

وذكر أنّ وفد المعارضة “يريد تحقيق شيء في محادثات جنيف، وجاء للانخراط في المفاوضات بكل جدّية، ويريد رؤية الطرف الآخر (النظام) جديّاً أيضاً”.

 

وعن المواضيع التي ستناقشها الجولة الحالية من المفاوضات، أفاد المتحدّث بأنّ “دي ميستورا، في زيارته الأخيرة قبل أيام إلى الرياض، تحدّث عن البدء بمناقشة الانتقال السياسي”.

 

كما لفت إلى أنّ وفد المعارضة، وافق على مناقشة قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رقم 2254 بـ”التراتب، وليس بالتوازي”، مشدّداً على أنّ “الأهم والأولوية هي الانتقال السياسي، وأيضاً لا يمكن مناقشة كتابة الدستور، بل إعلان دستوري”، بحسب المسلط.

 

ويطالب القرار 2254، جميع الأطراف بالتوقّف الفوري عن شنّ أيّ هجمات ضدّ أهداف مدنية، ويحثّ جميع الدول الأعضاء (في مجلس الأمن) على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار.

 

كما يطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية، باستثناء المجموعات المصنفة “إرهابية”، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، في غضون 18 شهراً، بهدف إجراء تحوّل سياسي.

 

وتنطلق، غداً الجمعة، الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف للسلام السورية، برعاية الأمم المتحدة، في ظلّ انتهاكات يقوم بها النظام السوري لاتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بعد جولة جنيف 4 التي انعقدت في 3 مارس/آذار الجاري.

 

وأعلن دي ميستورا، وقتها، عن “السلال الأربع”، كجدول للعملية التفاوضية بشأن التوصل إلى حل للأزمة السورية؛ هي “تشكيل حكم غير طائفي خلال 6 أشهر، تليه صياغة الدستور، وإجراء انتخابات في سورية خلال 18 شهراً بإشراف أممي. أمّا السلة الرابعة، فأُضيفت لاحقاً بناء على طلب من وفد النظام، وتركّز على “مكافحة الإرهاب”.

 

واستطاع المبعوث الأممي في الجولة الرابعة من جنيف، انتزاع موافقة المعارضة والنظام على جدول أعمال التفاوض، في تطور إجرائي يُسهم في عدم نسف عملية التفاوض. لكن التراتبية التي تصرّ عليها المعارضة، والتزامن الذي يدفع باتجاهه النظام، قد يعوّق جهود المبعوث، خصوصاً في ظل تباين كبير في الرؤى بين الطرفين حيال “السلال الأربع”.

 

جنيف 5 بلا آمال كبيرة/ محمد أمين

تنطلق جولة جديدة من مسار جنيف التفاوضي، بين المعارضة السورية والنظام غداً الجمعة، بعدما كانت مقررة اليوم، على قاعدة السلال الأربع التي تم الاتفاق عليها في جولة المفاوضات السابقة، وهي قضايا الحكم، والانتخابات، والدستور، والإرهاب، في وقت لا تبدي فيه المعارضة تفاؤلاً كبيراً قبل انطلاق المفاوضات، فيما ترى روسيا أن التسوية السورية تمر في “لحظة حاسمة”. وتأتي هذه الجولة على وقع معارك محتدمة في العاصمة دمشق، وفي ريف حماة الشمالي، من المتوقع أن تلقي بظلالها على جولة جنيف، إذ قد يحاول وفد النظام إلصاق تهم نسف اتفاق التهدئة بالمعارضة، فيما ترى الأخيرة أن الخروقات الجوهرية من قبل قوات النظام والمليشيات الموالية له، هي ما دفعتها للرد. وتؤكد المعارضة أن سلاحها الرئيسي القرارات الدولية التي تدعو إلى حل سياسي يقوم على انتقال سياسي ذي مصداقية، مجددة التأكيد أن هذا الحل خيارها الاستراتيجي، وهو المفتاح للقضاء على الإرهاب، وتهيئة البلاد لمسار ديمقراطي حقيقي.

من جهته، لا يزال الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا يسعى لحشد تأييد دولي وإقليمي لتحقيق تقدّم في جنيف 5، إذ يقوم بزيارات متلاحقة لعواصم لها تأثير مباشر في القضية السورية، وينوب عنه نائبه رمزي عز الدين رمزي في افتتاح الجولة الجديدة، على أن يكون دي ميستورا الجمعة في جنيف، إثر عودته من جولة قادته أولاً إلى الرياض، ثم موسكو وانقرة. كما من المقرر أن يطلع المبعوث الأممي القادة العرب على نتائج المفاوضات، أثناء اجتماعهم في عمان أواخر الشهر الحالي. وبعدما كان من المقرر أن تنطلق المفاوضات اليوم الخميس، أعلن نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، أنها ستبدأ الجمعة.

والتقى المبعوث الأممي أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، الذي شدد على ضرورة تحقيق تقدّم في الجولة الحالية. ووصف لافروف الوضع الحالي في التسوية السورية بأنه “لحظة حاسمة”، داعياً إلى تثبيت التقدّم “الهش” الذي تحقق في الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف. وشدد على ضرورة تضافر الجهود لتحقيق تقدّم حول المسارات الأربعة المحددة للتفاوض، وهي مسائل صياغة الدستور السوري الجديد وإجراء الانتخابات وإطلاق المرحلة الانتقالية ومحاربة الإرهاب. وأضاف: “تعد هذه السلال من المطالب الضرورية الواردة في القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي”، مشدداً على أهمية المساهمة في تطبيق بنود القرار رقم 2254.

بدوره أعرب دي ميستورا عن قلقه من تصعيد الأوضاع الميدانية في سورية خلال الأيام القليلة الماضية، لكنه أمل في وصول كافة الوفود المدعوة إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات، معتبراً أن المشاركة في المفاوضات تؤكد عزم الأطراف على تحقيق تقدّم في التسوية السياسية. وأكد أن السلال الأربع التي تحدث عنها لافروف ستكون في صلب المناقشات في جنيف في سياق تنفيذ بنود القرار 2254 وبيان جنيف. وأعلن دي ميستورا أنه سيغيب عن انطلاق المفاوضات، وربط تأخره بانشغاله بالمشاورات في موسكو وأنقرة، في سياق المساعي لتحقيق تقدّم في العملية السياسية.

وفي مؤتمر صحافي آخر مع نظيره من الكونغو الديمقراطية ليونار شي أوكيتوندو، أعلن لافروف أن موسكو ستواصل الحوار مع تركيا حول ضرورة إشراك الأكراد في مفاوضات جنيف. وقال إنه بحث مع دي ميستورا التحضير لجولة جنيف و”ضرورة تأمين تمثيل واسع للمعارضة السورية في هذه المفاوضات”، مضيفاً: “من الضروري تأمين مشاركة ليس فقط مجموعتي موسكو والقاهرة، بل وكذلك مجموعتي أستانة وحميميم. ومن المهم جداً إيجاد حل لإشراك الأكراد في مفاوضات جنيف”.

وأعلن لافروف أن موسكو تحترم موقف النظام السوري الذي قرر عدم استقبال المبعوث الأممي، إلا أنه أشار إلى ضرورة الحوار. واعتبر أنه يمكن إيجاد عيوب في عمل أي مسؤول دولي مكلف بتسوية أزمة معقدة جداً، مؤكداً أن موسكو تدعم جهود دي ميستورا الذي يسعى إلى إقامة حوار مباشر بين أطراف النزاع السوري، وقال إنه لا يمكن الاستغناء عن ذلك الحوار. وأعرب عن أمله في أن ما توصلت إليه مفاوضات أستانة، بما في ذلك موضوع الدستور، سيساعد على تحريك المفاوضات في جنيف. واعتبر الوزير الروسي أن “محاولات المسلحين توسيع نطاق أنشطتهم في سورية تهدف إلى تقويض مفاوضات السلام في جنيف”، مشيراً إلى أن “مشرفين خارجيين للمعارضة السورية المسلحة بذلوا عشية الاجتماع الأخير في كازاخستان قصارى جهدهم للحيلولة دون قدومها إلى أستانة”.

من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في تصريحات صحافية أمس، إن أحداً لا ينتظر حدوث “معجزة” خلال مفاوضات جنيف، “لأن المسألة معقدة جداً وصعبة، ولهذا السبب بالتحديد علينا أن نكون أكثر تصميماً وأن نتحلى بالإرادة السياسية لكي نكون على الطريق الصحيح”.

مقابل ذلك، أكد أحد أعضاء وفد المعارضة المفاوض لـ”العربي الجديد” أن سلاح المعارضة في المعركة السياسية هو القرارات الدولية ذات الصلة، وأن الحل السياسي “خيارنا الاستراتيجي الذي لا نحيد عنه”، مضيفاً أن “المجتمع الدولي بات يدرك هذه الحقيقة”.

ويفتح دي ميستورا أمام المعارضة السورية والنظام، سلاله الأربع التي اتفق عليها الطرفان في الجولة السابقة، في تقدّم إجرائي مهم يوضح حرص الأمم المتحدة والقوى الفاعلة في الملف السوري، على إنجاز تقدّم جاد في قضايا الحكم، والانتخابات، والدستور، والإرهاب، وهي القضايا الأهم والأبرز، التي تشكل مفاتيح الحل في سورية. وأبدت المعارضة “مرونة كبيرة” في الجولة السابقة من خلال الموافقة على إضافة سلة تفاوضية جديدة طلبها النظام، وهي سلة الإرهاب بشرط القيام بتفاوض تراتبي يحتل الانتقال السياسي مكان الصدارة فيه، كما نصّت القرارات الدولية. ولكن النظام، ومن خلفه الموفد الأممي، يريد تفاوضاً متزامناً، من خلال فرق فنية، تعمل في الوقت نفسه على هذه الملفات، في محاولة من النظام للتهرّب من جوهر التفاوض، وهو الانتقال السياسي القائم على تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات وفق بيان جنيف 1، والقرار الدولي 2218 الذي صدر في أكتوبر/تشرين الأول 2013.

وذكر أحد أعضاء مستشاري وفد المعارضة لـ”العربي الجديد” قبيل توجّه الوفد إلى جنيف، أن دي ميستورا “يحاول ممارسة خبث سياسي من خلال التأكيد أمام المعارضة على أولوية الانتقال السياسي، فيما يتكلم مع الروس حلفاء النظام كلاماً مغايراً”، مضيفاً: “يصب المبعوث الأممي جهده لإرضاء الروس في ظل غياب الدور الأميركي”، وفق المصدر.

ويذهب وفد المعارضة إلى جنيف، بسقف آمال منخفض، فهو يدرك أن مهمته شاقة، في ظل إصرار النظام على تغيير مجرى التفاوض برمته، من خلال التركيز على موضوعة الإرهاب، محاولاً إظهار المعارضة بمظهر غير الراغب في الحد مما يُسمّيه النظام إرهاباً. وأفادت مصادر من وفد المعارضة التفاوضي، لـ”العربي الجديد”، بأن “الهيئة العليا للمفاوضات والوفد التفاوضي قاموا خلال اجتماعاتهم الأخيرة بالإعداد لمباحثات جنيف 5″، مشيرة إلى أنه “لا يوجد تصور واضح عن استراتيجية إدارة الفريق الأممي للمباحثات، التي ستتبين عقب انتهاء لقاءات اليوم الخميس”، معربة عن “عدم تفاؤلها بجولة المباحثات الجديدة”.

من جهته، قال يحيى العريضي، أحد الاستشاريين المرافقين لوفد المعارضة إلى جنيف، لوكالة “فرانس برس”، إن “الآمال محدودة بحكم تعنت الفريق الأخر وعدم رغبته بالانخراط الجدي في إيجاد حل”. وعن التطورات الميدانية شرقي دمشق، رأى العريضي أن ما يجري هو “دفاع عن النفس، فالناس في حالة حصار وتجويع ويتعرضون للقصف يومياً” مضيفاً “الفعل بحد ذاته رسالة بأنه لن تستتب الأمور للنظام ولا يمكن للناس أن تستكين له”.

ويواجه دي ميستورا، تشكيكاً مزدوجاً من قبل النظام والمعارضة، إذ تتهمه الأخيرة بعدم الالتزام الواضح بالمسار التفاوضي، ومحاولة القفز فوق قرارات دولية لا لبس فيها، تدعو إلى انتقال سياسي يقوم على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، وهو المدخل الواسع إلى القضايا الأخرى المتعلقة بإعادة هيكلة مؤسسة الجيش والمؤسسات الأمنية، واجراء انتخابات نزيهة. فيما يتهم النظام المبعوث الدولي بعدم الحياد، وبالتعاطف مع المعارضة.

واستطاع المبعوث الأممي في الجولة الرابعة من جنيف انتزاع موافقة المعارضة والنظام على جدول أعمال التفاوض في تطور إجرائي يسهم في عدم نسف عملية التفاوض. لكن التراتبية التي تصر عليها المعارضة، والتزامن الذي يدفع باتجاهه النظام، قد يعوّق جهود المبعوث، خصوصاً في ظل تباين كبير في الرؤى بين الطرفين حيال السلال الأربع.

فالمعارضة ترى أن الانتقال السياسي لا يمكن أن يتم من دون قيام هيئة حكم كاملة الصلاحيات تجمع النظام والمعارضة ولكن من دون بشار الأسد وأركان حكمه، وأنه لا حل سياسياً في سورية طالما هو موجود في السلطة. أما النظام فيرى أن حكومة وحدة وطنية من المعارضة والنظام، تكون بمثابة هيئة حكم انتقالي تشرف على كتابة دستور يتيح للأسد الترشح مرة أخرى لمنصب الرئيس، ويرفض بالمطلق استبعاد الأسد في المرحلة الانتقالية، ويعتبره “فوق التفاوض”، وأي طرح آخر لن يوافق عليه. وترفض المعارضة إجراء أي انتخابات قبل الانتقال السياسي الحقيقي القائم على القرارات الدولية، فيما يدعو النظام إلى انتخابات في ظل وجوده، تدخلها المعارضة التي يحصرها النظام بالتيارات التي تتماهى مع رؤيته في حق الأسد بالترشح مرة أخرى.

العربي الجديد

 

حماة: الجيش الحر يتجنب الوقوع في فخ محردة المسيحية

منهل باريش

اقتحام مدينة حماة، إن لم يكن محسوباً، قد يكون من الأخطاء الاستراتيجية التي ستعاود المعارضة اقترافها (انترنت)

أكد الناطق العسكري في “جيش العزة” النقيب مصطفى معراتي، لـ”المدن”، أن سبب تحييد مدينة محردة، ذات الغالبية السكانية المسيحية، جاء لنزع حجة “المسألة الطائفية واللعب على موضوعة حماية الأقليات التي يحاول النظام التركيز عليها”.

 

ونشر المكتب الإعلامي في “جيش العزة”، مساء الأربعاء، مقطعاً مصوراً، خاطب فيه أهالي محردة، والمجتمع الدولي، ليُعلم الجميع بأن “مدينة محردة ليست هدفاً لجيش العزة”. واتهم النقيب معراتي، النظام وروسيا بـ”المتاجرة بقضية حماية الأقليات واللعب على وتر الطائفية”. ونفى أن تكون السيطرة على مزرعة شليوط المقابلة لمحردة ويفصل بينهما نهر العاصي، وشيزر غربي محردة، هي بهدف التقدم نحو المدينة. وأشار معراتي الى أن الهدف من معركة “في سبيل الله نمضي” هو السيطرة على مدينة حماة ومطارها العسكري. وعن التدخل الجوي الروسي المحتمل، قال: “دماء الشهداء، وأهلنا في المخيمات، يستحقون منا كل التضحيات، وبذل الغالي والنفيس للصمود في وجه الطيران الروسي أو غيابه”.

 

معراتي وصف التقدم على مختلف محاور ريف حماة الشمالي، الذي بدأته المعارضة الثلاثاء، بـ”الخطوات المحسوبة بدقة. والإمكانيات البشرية والعسكرية تحتمل أكثر من ذلك”.

 

القيادي في “جيش النصر” الملازم أول إياد الحمصي، قال لـ”المدن”، إن الهجوم على بلدة قمحانة، التي “تعتبر الخزان البشري للشبيحة”، بدأ صباح الخميس. ووصف الحمصي قمحانة بأنها “الجدار الأهم لجبل زين العابدين شرقاً ومدينة حماة جنوباً”.

 

ويشارك “جيش النصر” و”جيش إدلب الحر”، في معارك ريف حماة بشكل مستقل، وينسقان مع قطاعي الهجوم؛ الشرقي في صوران ومعردس الذي تقوده غرفة عمليات “وقل اعملوا”، والمحور الأوسط الممتد من غربي قمحانة إلى أرزة والذي يعتبر الأقرب إلى مدينة حماة ومطارها العسكري، في حين يقاتل “جيش العزة” و”أبناء الشام” في محور غربي انطلاقاً من حلفايا، ضمن غرفة عمليات “في سبيل الله نمضي”، وتمكن خلال اليومين الماضيين من السيطرة على المجدل وخربة سوبين والشير ومعرزاف.

 

وتستعد حركة “أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق الشام” و”جيش النصر” إلى دخول معركة حماة، من قطاع الغاب الشمالي، الذي يُعرف بـ”الطار الغربي”، الممتد من قلعة المضيق إلى كرناز المحاذية لبلدة السقيلبية، وهي مناطق سيطرة “جيش النصر”.

 

الانهيارات السريعة في خطوط النظام، مردها أساساً إلى اعتماده على مليشيا “الدفاع الوطني” قليلة الخبرة، والتي كانت قد انهارت في معركة مماثلة العام الماضي، مع تقدم “جند الأقصى” و”جيش العزة” في صوران ومعردس. لكن الاقتتال الداخلي بين “أحرار الشام” و”جند الأقصى”، وانسحاب الجند من الجبهات الشرقية في معان وكوكب، أدى إلى استعادة النظام لكامل المنطقة بعدما استقدم تعزيزات كبيرة من جبهات حلب وحمص.

 

ويعتبر توحد عدد كبير من الفصائل في “هيئة تحرير الشام” السبب الرئيس للعملية الحالية، إذ سمح ذلك التوحد بإمكانية تحريك آلاف المقاتلين وعشرات الدبابات والمدفعية الثقيلة، تحت قيادة عسكرية واحدة، بعدما ساد التخبط السابق في غرف العمليات السابقة، وغياب قواعد صارمة لضبط الجبهات والقوات، عسكرياً وتنظيمياً. وهو ما ظهر واضحاً في سرعة السيطرة على صوران ومعردس، والسيطرة على تل بزام الاستراتيجي الذي يشرف على كوكب ومعان والكبارية، والسيطرة على التل تعني سقوط البلدات الثلاث تلقائياً.

 

ولا شك ان الاستعجال في المعركة سببه الأول التخفيف عن ثوار غوطة دمشق الذين يحاولون وصل منطقة القابون بجوبر، منعاً لاطباق الحصار عن الغوطة الشرقية.

 

تكتيكياً، ربما يتوجب على فصائل المعارضة تجنب “الفخ” الذي يرسمه لها النظام، من خلال انسحابه المفاجىء من بلدة شيزر، المحاذية لمحردة. فعيون المجتمع الدولي مفتوحة، تراقب ما يحدث. ولعل التحذير الروسي منذ يومين، باعتبارها خطاً أحمر، هو بداية الاستثمار السياسي ضد المعارضة. ويبدو من الأفضل لفصائل المعارضة التركيز على قمحانة، وتوسيع جبهة السيطرة جنوباً باتجاه كفرطون وتيزين، وصولاً إلى مطار حماة العسكري.

 

كما أن اقتحام مدينة حماة، إن لم يكن محسوباً، قد يكون من الأخطاء الاستراتيجية التي ستعاود المعارضة اقترافها، باعتبار تضم عدداً من السكان والنازحين يضاهي تقريباً العدد في مدينة حلب. وهو ما ستتحمل عبئه المعارضة، التي لم تنجح في تحمل أعباء مدينة إدلب، التي تعتبر أصغر إلى حدّ كبير.

 

التركيز على تقطيع أوصال قوات النظام والتقدم باتجاه الأهداف العسكرية الكبرى، والعمل على فتح طريق إلى ريف حمص الشمالي، وكسر الحصار عنه، قد تكون الأهداف الأكثر أهمية للمعارضة، التي لم تشفَ بعد من جرح حلب.

 

إنزال أميركي في الطبقة: تغيير قواعد الاشتباك

خليل عساف

حققت قوات أميركية-كردية مشتركة، الأربعاء، اختراقاً عسكرياً مباغتاً في ريف مدينة الطبقة من محافظة الرقة، عندما قامت قوة من مشاة البحرية الأميركية بإنزال بواسطة الطائرات المروحية، في أربعة مواقع؛ أبو هريرة والمشيرفة والكرين والمحمية الطبيعية قرب قرية الكرين، غربي مدينة الطبقة. وبعد عملية الإنزال قامت “قوات سوريا الديموقراطية” بنقل آليات وأسلحة من قلعة جعبر، على الضفة الشمالية الشرقية لبحيرة سد الطبقة “الأسد”، إلى مواقع الإنزال على الضفة الغربية الجنوبية مستخدمة زوارق سريعة. وأشار نشطاء محليون إلى أن هذه القوات سيطرت على مواقع وأقامت حواجز في نقطة واحدة على الأقل على طريق حلب-الرقة.

 

جاء هذا التقدم بعد أيام من القصف المتواصل من طيران “التحالف الدولي” لمواقع لتنظيم “الدولة الإسلامية” داخل مدينة الطبقة وعلى أطرافها؛ قصف لم يستثنِ المدنيين هذه المرة، فاستهدف أبنية سكنية وفرناً في المدينة، ما تسبب في مقتل عشرين مدنياً. وكانت غارة جوية لطيران “التحالف” قد استهدفت ليل الإثنين /الثلاثاء، مدرسة تأوي نازحين في بلدة المنصورة القريبة، أسقطت أكثر من 180 قتيلاً، جلهم من الأطفال والنساء، فيما جُرح أكثر من 100 آخرين.

 

القوات الأميركية و”وحدات حماية الشعب” الكردية، نجحتا للمرة الثانية في تطبيق خطة خداع إستراتيجي ضد تنظيم “داعش” في سوريا. ففي أيار/مايو 2016، أوهمت هذه القوات أن عملية “عزل الرقة” ستجري في الريف الشمالي للمحافظة، ودفعت العشرات من عناصر “قسد” لموجة هجوم أولي وهمي، فيما انطلقت القوات الرئيسة نحو اقتحام مدينة منبج في ريف حلب الشرقي. وهذه المرة أيضاً، ضغطت “قسد” مدعومة بالطيران والمدفعية الأميركية على الريف الشرقي لمحافظة الرقة، وبعض أطراف المدينة الشمالية، لأكثر من ثلاثة أسابيع، في حين تركت جبهة الريف الغربي في الطبقة ومحيطها راكدة، إلى أن جاء هجوم الأربعاء المباغت.

 

ويمكن إحصاء أربع نتائج عسكرية وجيوسياسية مباشرة لهذا الهجوم، الذي يُحتمل أن يتبعه تمركز أميركي في المنطقة قد يكون في مطار الطبقة العسكري. فمع الاستيلاء على ريف الطبقة الغربي، يكون الأميركيون و”قسد”، قد فصلوا مناطق سيطرة تنظيم “داعش” في ريف حلب الشرقي، وخاصة في مسكنة ودير حافر، عن بقية مناطق سيطرته في الرقة وديرالزور؛ فلا يبقى للتنظيم إلا الاتجاه جنوباً نحو البادية “الشامية” خاصة مع تقهقره أمام تقدم قوات النظام في تلك المناطق. والنتيجة الثانية أن القوات الأميركية “وقسد”، وطأتا للمرة الأولى أرض الشامية ووسعتا حضورهما غربي الفرات. كما أصبح الطريق الدولي الرقة-حلب-ديرالزور بحكم المقطوع فعلياً، حتى لو لم تنتشر القوات المهاجمة على طرفيه، إذ غدا تحت السيطرة النيرانية للقوات البرية للتحالف و”قسد”. لكن تبقى الحصيلة الجيوسياسية الأهم لهذا الإنجاز هي وضع حاجز أمام طموحات النظام في التقدم نحو الرقة، عبر ريف حلب الشرقي. وهذه مسألة غاية في الحساسية بالنسبة للنظام، ورغبته في أن يفرض نفسه طرفاً في الحرب على الإرهاب بحكم الأمر الواقع.

 

خلاصة ما جرى في الطبقة وريفها خلال اليومين السابقين لا يمكن اختزاله في الإنجاز العسكري المتحقق وحده، بل الأرجح أن أصداءه السياسية ستتردد طويلاً، خاصة أن الإدارة الأميركية الجديدة لم تتأخر في إظهار عزمها على طي ملف “داعش” نهائياً مهما كانت التكلفة. الأمر الذي ترجمته القوات الأميركية في تغيير قواعد الاشتباك، والتحلل من التزامات الإدارة السابقة، بعدم استهداف المدنيين. فقد مضى شهر وثلاثة أسابيع فقط منذ أن وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمراً تنفيذياً للجيش الأميركي بوضع خطة عسكرية في غضون 30 يوماً لهزيمة “داعش”. ولم يمضِ على انتهاء المهلة سوى ثلاثة أسابيع حتى تُرجم التغيير في قواعد الاشتباك إلى جحيم بالنسبة لأهل الرقة وأريافها. فأكثر من 200 قتيل خلال أقل من يومين، هو إنذار أكثر من كافٍ لتخمين الثمن الباهظ المُتوقع دفعه من أرواح المدنيين في مناطق سيطرة التنظيم، كي يتحرروا من نيره، لتدخل رقابهم في نير جديد.

 

تيلرسون:ليس من مهمة التحالف بناء الدول أو إعمارها

تعهّد وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون في اجتماع لوزراء خارجية دولة “التحالف الدولي”، استضافته واشنطن الأربعاء، بإقامة “مناطق استقرار مؤقتة” في سوريا، خلال المرحلة المقبلة من المعركة ضد تنظيمي “داعش” و”القاعدة”.

 

وقال تيلرسون أمام مسؤولين من 68 بلداً ومنظمة شاركوا في الاجتماع الأوّل لـ”التحالف” بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، إن واشنطن “ستزيد الضغط” على تنظيمي “داعش” و”القاعدة”، وسوف تعمل على إقامة “مناطق استقرار مؤقتة من خلال اتفاقات لوقف إطلاق النار من أجل السماح بعودة اللاجئين إلى ديارهم”.

 

ويمثل هذا الإعلان تغييراً كبيراً في سياسة واشنطن في سوريا، وسيعمّق دورها في الأزمة، خلافاً لـ”النهج الحذر” الذي تمكست به إدارة باراك أوباما. وفي حال قرّر ترامب فرض “حظر جوي” فوق مناطق في سوريا، فسيحتاج هذا الأمر إلى المزيد من القوة الجوية، سواء الأميركية أو التي يقدمها أعضاء “التحالف”، بالإضافة إلى إمكان الحاجة لقوات برية لحماية المدنيين في تلك المناطق.

 

ولم يحدد تيلرسون الأماكن المقررة لإقامة تلك المناطق أو كيفية إدارتها، فيما كشف المتحدث باسم “التحالف”، الكولونيل جوزيف سكروكا، أن الجيش الأميركي لم يتلق بعد توجيهات لإقامة أي نوع من “المناطق”.

 

في غضون ذلك، تعهّد البيان الختامي الصادر عن الاجتماع بالقضاء على “التهديد العالمي” للتنظيم وزعيمه أبوبكر البغدادي، من دون أن يتطرّق إلى مسألة إقامة مناطق آمنة في سوريا.

وعبّر المجتمعون عن دعمهم للتوصل إلى “حل سياسي تفاوضي للنزاع” في سوريا تماشياً مع بيان جنيف لعام 2012، وأثنوا على جهود التحالف وقوات المعارضة السورية التي نجحت، عبر عملية “درع الفرات” التركية، “في تطهير منطقتي الباب وجرابلس وغيرها من المناطق من داعش”، لافتين إلى أن عدد مقاتلي داعش قد انخفض إلى النصف.

 

وأشاد البيان بـ”جهود” رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في محاربة “داعش”، و”تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من بلاده” واستعادة 60 في المئة من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم. وأكد دعم المجتمعين لـ”عمل حكومة العبادي لتعزيز الخدمات العامة، والحكم الشامل، والقضاء على الفساد، وتحقيق اللامركزية في بعض السلطات الفيدرالية، وضمان المساواة في الحقوق لجميع العراقيين بغض النظر عن العرق أو النوع أو الدين أو المعتقد”. كما تعهد التحالف بتقديم أكثر من ملياري دولار على شكل مساعدات للعراق وسوريا في 2017.

 

ويشهد التحالف خلافاً بين الولايات المتحدة وتركيا حول القوات التي يجب أن تقود الهجوم النهائي على الرقة، معقل “داعش” في سوريا، إذ ترفض أنقرة مشاركة “وحدات حماية الشعب” الكردية، بينما يعتبر البنتاغون تحالف “قوات سوريا الديمقراطية”، الذي تقوده “وحدات حماية الشعب”، الأكثر قدرة على استعادة الرقة بسرعة. ومن الخيارات المطروحة تسليح قوات “حماية الشعب”، أما الخيار الآخر، الذي قد يلقى قبولاً من قبل أنقرة، فهو إرسال تعزيزات أميركية لدعم هذه القوات.

 

وفي كلمته أمام الاجتماع، سعى تيلرسون لطمأنة حلفاء واشنطن بالتأكيد على أن “هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هو الهدف رقم واحد للولايات المتحدة في المنطقة”. وأضاف الوزير الأميركي “أعلم أن هناك الكثير من التحديات الملحة في الشرق الأوسط لكن هزيمة داعش هي هدف الولايات المتحدة رقم واحد بالمنطقة”.

 

وتابع قائلاً “نحن كتحالف ليست مهمتنا بناء الدول أو إعادة إعمارها”، لكنّه أشار في المقابل إلى ضرورة تركيز الموارد على منع انتعاش تنظيم “داعش”، وتمكين المجتمعات التي مزقتها الحرب. ودعا تيلرسون أعضاء التحالف إلى الوفاء بتعهدات مالية للإسهام في تأمين وإعادة إعمار المناطق التي طرد منها مقاتلو “داعش”.

 

من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الفرنسية جان مارك أيرولت أن باريس تأمل من إدارة ترامب أن توضّح، خلال الأسابيع المقبلة، خططها بشأن سوريا. وأعرب أيرولت، في مؤتمر صحافي عقب انتهاء اجتماع دول “التحالف”، عن معارضة فرنسا تسليم الرقة، بعد تحريرها، إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بل إلى “قوات المعارضة المعتدلة”، مضيفاً أن باريس تعتبر أن قوات الأسد هي “قوات إرهابية” شأنها في ذلك شأن “داعش”.

 

المعارضة السورية تشارك في جنيف 5 من موقع قوة

نجحت فصائل المعارضة مجددا في فرض نفسها كرقم صعب في المعادلة السورية، وأكدت من خلال النجاح الذي حققته وتحققه على جبهتي حماة ودمشق في القول للنظام وداعميه بأن منطق الرأي الواحد لن يمر عبر جنيف أو سواها من منابر العملية السياسية.

 

دمشق – أثبتت فصائل المعارضة في الأيام الأخيرة، قدرتها على التأثير في موازين القوى على الساحة السورية، بإشعالها جبهتي دمشق وحماة في ذات الوقت، وسط إمكانية أن يتمدد هذا التصعيد في الفترة المقبلة وربما يطرق بوابة الساحل، في حال فشل استحقاق جنيف.

 

وحمل توقيت هذه العملية العسكرية المباغتة للنظام دلالات كبيرة لجهة تزامنها مع الاستعدادات لجولة محادثات خامسة بين المعارضة والنظام، تنطلق الخميس في المدينة السويسرية جنيف.

 

وبعد أيام من انطلاقة معركة دمشق التي تركزت في القسم الشرقي واشتعال جبهة حماة (وسط سوريا) من الناحية الغربية، تضاربت المواقف بين قائل إنها مجرد رسائل للنظام وإيران قبل جنيف، وبين ملمح إلى أنها قد تكون مقدمة لتصعيد أكبر يهدف إلى تغيير موازين القوى على الأرض.

 

ومنذ الانتصار الذي حققه نظام الرئيس بشار الأسد في مدينة حلب في نهاية العام الماضي، بات الأخير يستشعر أنه في وضع مريح يمكنه من فرض رؤيته للحل، التي بالطبع لا تشمل تركيز حكم انتقالي كما تطالب المعارضة وكما تنص على ذلك القرارات الدولية، الأمر الذي أثار حتى الجانب الروسي الذي عبر في أكثر من مناسبة عن تململه من عدم تجاوب النظام مع المسعى السياسي.

 

وهذا الوضع كان له دور كبير على ما يبدو في اتخاذ قرار المعارضة بإشعال جبهتي دمشق وحماة، وسط اعتقاد هو أقرب إلى الجزم بأنه تم بضوء أخضر أميركي وإقليمي.

 

ويرجح محللون أن يؤثر هذا التقدم الذي أحرزته المعارضة والذي عرّى ضعف دفاعات النظام والميليشيات الشيعية الداعمة له، بشكل كبير على استحقاق جنيف، حيث أن وفد النظام سيجد نفسه في وضع صعب عكس الجولة الماضية الذي كان هو المهيمن عليها.

ورغم أن المعارك في دمشق تراجع زخمها الأربعاء إلا أن تأثيرها سيكون قويا في هذا الاستحقاق، مع الإشارة إلى أن جبهة حماة شهدت بالأمس تصعيدا واضحا ترجم في نجاح فصائل المعارضة في التقدم لتصبح على مسافة أربعة كيلومترات فقط من مدينة حماة الخاضعة لسيطرة الحكومة.

 

وقال العميد الركن إبراهيم الجباوي لـ“العرب” إن “المعارك الدائرة اليوم في دمشق وحماة ليست استعراضية إنما هي تحركات حقيقية وفعلية على الأرض أتت أكلها منذ ساعاتها الأولى وما تلاها إنما هو فائض عن توقعات الخطط المرسومة لها والتي كان الغرض منها ردع قوات الأسد والميليشيات المتحالفة معها”.

 

واعتبر الجباوي أن النقطة المهمة هي أن هذه المعارك بالتأكيد سيكون لها تأثير على مفاوضات جنيف 5 وهي تؤسس لواقع جديد يقوم على الضغط على نظام الأسد وداعميه (الروس) من قبل الأمم المتحدة لبحث ملف هيئة الحكم الانتقالي في سوريا كأساس لحل نهائي للأزمة.

 

وتنطلق محادثات الجولة الخامسة بإدارة رمزي عزالدين رمزي مساعد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، حيث سيعقد لقاءات ثنائية مع وفدي النظام والمعارضة. في حين سيغيب دي ميستورا عن محادثات اليوم الأول، بسبب احتمال إجرائه زيارة إلى العاصمة التركية أنقرة.

 

ومن المخطط أن تبدأ محادثات اليوم الثاني، بإدارة دي ميستورا، إذ سيقرر إمكانية عقد لقاء مباشر بين وفدي الطرفين في حال رأى أنّ الأجواء تناسب ذلك.

 

وعن أجندة المحادثات، ستبحث الأطراف المشاركة مسألة تفريق المجموعات الإرهابية عن الفصائل المعارضة، إضافة إلى المواد الأربع التي تم الاتفاق حولها في الجولات السابقة وهي تشكيل الحكومة الانتقالية، والتحضيرات لصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات، مكافحة الإرهاب. ويرى مراقبون أن وفدي النظام وروسيا، سيركزان خلال المحادثات على بند مكافحة الإرهاب، بعد أن تم إدراجه على جدول جنيف بضغوط من الطرفين نفسيهما.

 

وإذ أبدت روسيا في مفاوضات “جنيف4” رغبتها في قيام المعارضة بقتال تنظيمي داعش وجبهة النصرة وبعض الفصائل الأخرى التي تصفها بـ”الإرهابية”، وهي خطوة قد تُغرق المعارضة في “معترك التصنيفات”.

 

هذا الأمر تدركه المعارضة تماما، كما تضع في حساباتها كذلك أن دخولها في قتال ضد جبهة فتح الشام والفصائل الأخيرة المتحالفة معها، سيؤدي إلى إضعاف قوتها، وبدل ذلك تضع قتال “داعش” بدعم من التحالف الدولي أولوية لها.

 

ولوحظ أن جبهة فتح الشام كانت حاضرة وبقوة في العملية العسكرية في حماة خاصة، وأن هناك على ما يبدو اتفاقا ضمنيا بين الفصائل على ضرورة ترتيب الأوليات على الساحة بمعنى فرض تحقيق انتقال سياسي ومحاربة داعش في المرحلة الحالية.

 

ويرى مراقبون أن العمليات العسكرية الأخيرة أثبتت بما لا يدعو إلى الشك بأن محاولات شق المعارضة لم تثمر.

 

وقال إبراهيم الجباوي إن تزامن معركتي حماة ودمشق ينطوي على رسالة للعالم بوجود تنسيق عالي المستوى بين الثوار في جميع أرجاء سوريا وأنهم هم أصحاب القول الفصل في أي عمل سلمي أو عسكري”.

 

ولمح الجباوي إلى أنه وفي حال فشل جنيف فقد تشهد الساحة السورية فتح جبهات أخرى “خاصة جبهة الساحل..لا سيما أن جبهة درعا مفتوحة منذ ما يزيد عن شهر من خلال معركة الموت ولا المذلة الهادفة إلى تحرير حي المنشية بدرعا البلد”.

 

«إيكونوميست»: روسيا تؤكد قوتها في الشرق الأوسط بدعم المستبدين

ترجمة وتحرير أسامة محمد – الخليج الجديد

بدت قبعات الفرو الأسود غير متناسبة مع أمراء الحرب في ليبيا. ولكنها أمر ضروري في فصل الشتاء في موسكو، التي أصبحت محطة رئيسية لقادة الشرق الأوسط مثل «خليفة حفتر» الذي زار موسكو مرتين في عام 2016، ومنافسه، «فايز السراج»، رئيس الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، الذي عايش نفس الشعور عندما زار موسكو. وكل من القادة التالية أسماؤهم مثل العاهل الأردني الملك «عبد الله» والرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» ورئيس الوزراء «بنيامين نيتنياهو» قد تواجدوا في الكرملين مع «فلاديمير بوتين» هذا العام.

 

إن وجود هؤلاء الزوار هو علامة على نشاط روسيا المتنامي في الشرق الأوسط. وكما يقول «أندريه كورتنوف» الذي يعمل في مجلس الشؤون الدولية الروسي، وهو مؤسسة فكرية: «السياسة الروسية أوسع من سوريا»، وتشمل مصالح روسيا في المنطقة المصالح الأمنية، ومبيعات الأسلحة والنفط ولكن الأكثر أهمية هو أن الشرق الأوسط يوفر منصة لتعزيز مكانة روسيا كقوة عالمية. ويقول «فيودور لوكيانوف» من مجلس الدفاع والسياسة الخارجية، وهي هيئة استشارية حكومية:«هؤلاء الذين لديهم مواقف قوية في الشرق الأوسط سيكون لهم مواقف قوية في العالم».

 

لقد كان وجود روسيا بمثابة متحكم في ميزان القوى في سوريا عاملا مساعدا على بناء العلاقات روسيا في المنطقة. وقد أعلن «ميخائيل بوغدانوف» الذي يقود دبلوماسية روسيا في الشرق الأوسط أن «التعاون بين روسيا والعالم العربي آخذ في الارتفاع». إن روسيا تعمل أيضا في سد الفجوات بين السنة والشيعة وبين العرب و(إسرائيل). ففي الوقت الذي تقاتل في روسيا إلى جانب إيران، ساعد «بوتين» في التوسط في اتفاق النفط مع السعودية. وقد بنت موسكو أيضا علاقة مع «عبد الفتاح السيسي»، وقامت بإصلاح العلاقات مع تركيا بعد إسقاط طائرة روسية فوق سوريا، وما زالت محافظة على علاقات ودية مع «نتنياهو» في (إسرائيل)، بل إنها تتحين الفرصة للقيام بدور أكثر نشاطا في التوسط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. كما يقول «مارك كاتز» من جامعة «جورج ميسون»: «إنهم يخرجون من طريقهم للتحدث مع الجميع وهي الطريقة لا يقوم بها الأمريكيون».

 

بل إن روسيا نجحت في تحقيق إنجازات طفيفة مع الحلفاء التقليديين لأمريكا. حيث قامت مؤخرا بإقامة قاعدة لتدريب ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردية، وهي جماعة مدعومة من الولايات المتحدة في سوريا. وتعهدت بجذب الاستثمار القطري في روسيا العام الماضي عبر روسنفت، عملاقة النفط المملوكة للدولة. وقامت دولة الإمارات بشراء دفعة من مقاتلات سوخوي. ويقول دبلوماسي غربي «شئنا أم أبينا، لا يمكن الآن الاستغناء عن روسيا في الشرق الأوسط».

 

وبينما تشعر الحكومات الغربية بقلق خاص إزاء ليبيا، تساعد روسيا «حفتر» وهو رجل قوي علماني يحظى بإعجاب «بوتين». ويقول مسؤولون أميركيون أنه تم رصد القوات الخاصة الروسية بالقرب من «سيدي براني» في مصر، على مقربة من الحدود الليبية، فيما نفى مسؤولون روس ذلك. ووقعت شركة روسنفت مذكرة تعاون مع المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا.

 

تصر روسيا على أن مشاركتها مع السيد «حفتر» هي من أجل الحوار والسلام في نهاية المطاف. وكما يقول «أندري باكلانوف»، نائب المدير التنفيذي لجمعية الدبلوماسيين الروس: «إن قوات حفتر لديها إمكانيات كبيرة للتأثير في الأحداث، ومع ذلك لا يزال العديد من المسؤولين الغربيين قلقين».

 

روسيا الواقعية

ويقول «دانيال كورتزر»، السفير الأميركي السابق لدى كل من (إسرائيل) ومصر: «إن قدرة روسيا على التجول في المنطقة ينبع إلى حد كبير من انحسار النفوذ الأميركي. هذه هي المنطقة التي يجب أن تعرف القوى الكبرى كيف تلعب مع بعضها البعض». ويقول «فيتالي نعومي» من معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم أن الأهداف الروسية محدودة وقد لا يوجد «لا رغبة ولا موارد» لتصبح قوة مهيمنة جديدة في المنطقة.

 

وكما يقول سفير روسي سابق،«نحن واقعيون، يمكن مقارنة الأرقام». اقتصاد روسيا هو واحد على عشرة من حجم اقتصاد أمريكا. الإنفاق على الدفاع يقارب 11% من إنفاق أميركا من حيث القيمة الدولارية. وعلى النقيض من العهد السوفيتي، روسيا اليوم لا تشجع أنظمة بديلة للحكم. بدلا من ذلك، هي تدعو إلى الاستقرار. «الموقف الروسي هو ما يلي: الحفاظ على ما هو موجود هو السبيل الوحيد لتجنب الفوضى»، وكما يقول« لوكيانوف» حتى لو كان القادة الموجودين هناك من «أكلة لحوم البشر والقتلة أو المستبدين».

 

يقول «دميتري ترينين»، مدير مركز كارنيجي أن موقف موسكو بالعمل على الاستقرار ينبع جزئيا من تهديد الإرهاب الذي تتعرض له روسيا نفسها. «ترى روسيا أن المسافة بينها وبين الشرق الأوسط أقرب من المسافة بين باريس وبرلين علما أن المسافة بين حلب وبرلين أقرب من المسافة بين برلين وباريس حوالي 850 كيلومترا». ويقول مسؤولون أن 9000 مقاتل غادروا روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

 

لكن روسيا لا تملك الكثير لوقفهم وهذا ما يدعو روسيا للوقوف أمام سياسة تغيير النظام. وعندما بدأ الحكام المستبدون السقوط خلال الربيع العربي، فإن ذلك أيقظ مصلحة روسيا في المنطقة من هدوء طويل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ينظر المسؤولون الروس إلى الاحتجاجات في العالم العربي، و«الثورات الملونة» في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق والمظاهرات في موسكو خلال 2011-2012 على أنها وصلات أميركية الصنع في نفس السلسلة. وقد كان قرار «بوتين» بالتدخل لدعم نظام «بشار الأسد» في عام 2015 يهدف في جزء منه إلى «وقف انتشار فيروس الربيع العربي». وأيضا العودة إلى علاقات متكافئة مع الولايات المتحدة بعد عزل الغرب لروسيا بشأن الأزمة في أوكرانيا.

 

ويقول «أليكساندر شوميلين» من المعهد الروسي للدراسات أن حملة القصف الوحشية في سوريا ساعدت في تحقيق ذلك. ولكنها عمقت مشاركة روسيا، وصاعدت التحديات. وعلى الرغم من النجاحات على أرض المعركة في سوريا، فإن الخروج من هناك لا يزال غير واضح. وقد أصبحت (إسرائيل) تشعر بقلق متزايد بشأن الوجود الإيراني طويل الأمد في سوريا كما ان استمرار المفاوضات حول مستقبل سوريا السياسي يتعثر، ومشروع قانون إعادة الإعمار الضخم ينتظر حتى انتهاء الأعمال العدائية. وكما يقول الأمريكيون، فإن تأمين السلام غالبا ما يكون أصعب من كسب الحرب.

المصدر | إيكونوميست

 

المفاوضات السورية غير المباشرة تنطلق بجنيف  

تنطلق في جنيف اليوم الخميس أعمال المفاوضات غير المباشرة بين أطراف الأزمة السورية في جولتها الخامسة.

 

وقد أفاد مصدر في الأمم المتحدة لمراسل الجزيرة في جنيف بأن رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، سيلتقي الوفود المشاركة في الجولة الجديدة بمقار إقامتهم.

 

وقد بدأ رمزي لقاءه بوفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري في مقر إقامته بجنيف، ومن المقرر أن يلتقي بوفد المعارضة السورية في وقت لاحق من اليوم.

 

وسيلتقي وفدا النظام والمعارضة بصورة منفصلة مع المبعوث الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا يوم الجمعة في مقر الأمم المتحدة في سياق المفاوضات غير المباشرة بين الأطراف، وذلك بعد عودة المبعوث الخاص إلى سوريا من أنقرة التي يلتقي فيها عددا من المسؤولين الأتراك.

 

وذكر مراسل الجزيرة في جنيف معن الخضر أن المعارضة السورية تريد أن تتحدث بصفة مباشرة مع وفد النظام، مشيرا إلى أنها تريد من خلال هذا الطلب استثمار الوقت وعدم إضاعته في الجولات المستمرة.

 

وأوضح خضر أن وفد النظام حتى الآن لم يدل بأية تصريحات ولم يوضح رأيه أو أهدافه، لافتا إلى تقدّم المعارضة ميدانيا في ريفي حماة ودمشق، على عكس الجولات الماضية التي يكون فيها النظام متقدما على الأرض.

 

وأكد مراسل الجزيرة أن المعارضة السورية لديها هدف رئيسي وهو المفاوضات المباشرة وتحقيق انتقال سياسي.

 

وكان المتحدث باسم وفد الهيئة العليا السورية للمفاوضات سالم المسلط، قد أكد أنهم كوفد للمعارضة يصرون على عقد مفاوضات مباشرة مع النظام توفيرا للوقت، مضيفا في مؤتمر صحفي عقده أمام مقر إقامة وفد المعارضة في جنيف، أنهم حضروا للمشاركة بكل جدية.

نقاط ومفاوضات

وتابع “هناك نقاط كثيرة نود طرحها، كما نريد معرفة موقف الأمم المتحدة من التطورات التي ينفذها النظام السوري والمليشيات الداعمة له وتنظيم حزب الله اللبناني، على الأرض”.

 

وعن المواضيع التي ستناقشها الجولة الحالية من المفاوضات، أفاد المسلط أن “دي ميستورا في زيارته الأخيرة قبل أيام إلى الرياض، تحدث عن البدء بمناقشة الانتقال السياسي”.

 

وأشار إلى أن وفد المعارضة وافق على مناقشة القرار الأممي رقم 2254 بـ”التراتب، وليس بالتوازي”. وقال: إن “الأهم والأولوية هو الانتقال السياسي، وأيضا لا يمكن مناقشة كتابة الدستور، بل إعلان دستوري”.

 

وانتهت جولة المفاوضات الأخيرة في الثالث من الشهر الحالي بإعلان دي ميستورا الاتفاق للمرة الأولى على جدول أعمال “طموح” من أربعة عناوين رئيسية على أن يجري بحثها “في شكل متواز”، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.

 

وأضيف البند الأخير بطلب من دمشق التي تصر على أن مكافحة الإرهاب هي المدخل الوحيد لتسوية النزاع الذي تسبب منذ انطلاقه قبل ست سنوات في مقتل أكثر من 320 ألف شخص.

 

وتتمسك المعارضة بمطلب رحيل الرئيس بشار الأسد، فيما تعتبر دمشق أن المسألة غير مطروحة للنقاش أساسا.

تصعيد ميداني

ويزيد التصعيد الميداني الذي تشهده جبهات عدة خصوصا في دمشق ومحافظة حماة (وسط)، من التعقيدات التي تحيط أساسا بالمفاوضات.

 

وتدور منذ الأحد معارك تعد الأكثر عنفا منذ عامين في شرق دمشق، إثر شن فصائل مقاتلة أبرزها هيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن هجوما مباغتا على مواقع قوات النظام.

 

ويقول الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط يزيد صايغ لوكالة الصحافة الفرنسية، إن هذه الهجمات هي على الأرجح مجرد شكل من “التفاوض بالنار” في وقت يسعى فيه النظام إلى إخضاع المعارضة عبر ما يسمى باتفاقات المصالحة التي يعقدها تدريجيا في محيط العاصمة.

 

ويضيف “ربما تكون أيضا وسيلة لدعم هامش المناورة لدى المعارضة في ظل الدبلوماسية المعقدة المحيطة بمحادثات جنيف”، لافتا في الوقت ذاته إلى “افتقار الفصائل للقدرة على مواصلة هذا الهجوم في دمشق وكذلك تحقيق مكاسب إستراتيجية”.

 

ويعتبر صايغ أن “مفاوضات جنيف أشبه ببديل في الوقت الضائع”، معتقدا أن جنيف لم تكن أبدا المكان الذي سيجري التوصل فيه إلى اتفاق، ولن تكون كذلك”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

تجدد الاشتباكات بدمشق وخسائر للنظام بريف حماة  

أفاد مراسل الجزيرة بتجدد الاشتباكات اليوم الخميس بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام في العاصمة دمشق، بينما استهدفت المعارضة بسيارة ملغمة حاجزا لقوات النظام بريف حماة يقع على طريق سلمية-حمص.

 

وأضاف المراسل أن الاشتباكات تركزت قرب “البانوراما” بداية طريق العدوي، وقرب طريق فارس الخوري.

وتخلل الاشتباكات قصف مدفعي وصاروخي من جانب قوات النظام استهدف مواقع عدة في المنطقة، بينما قالت المعارضة المسلحة إنها تمكنت من تدمير آلية لقوات النظام.

 

في سياق متصل وثقت مصادر إعلامية موالية للنظام مقتل 45 من قوات الحرس الجمهوري بينهم أربعة ضباط في معارك العاصمة دمشق في الأيام الأربعة الماضية.

 

من جهتها نقلت وكالة رويترز عن وحدة الإعلام الحربي لحزب الله اللبناني المتحالف مع الحكومة أن اشتباكات وقعت في وقت مبكر من صباح اليوم في جوبر واستهدف قصف مكثف مواقع للمعارضين في المنطقة.

 

وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لمراسل يتحدث من حي العباسيين بالعاصمة في ساعة الذروة الصباحية لكن الشارع بدا هادئا لا تمر به سوى سيارة واحدة أو اثنتين وعدد قليل من المارة وسمعت أصوات انفجارات في الخلفية.

 

تفجير وخسائر

وأفاد مراسل الجزيرة في حمص نقلا عن مصادر في المعارضة المسلحة أن الأخيرة استهدفت بسيارة ملغمة حاجزا لقوات النظام يقع على طريق سلمية-حمص ما أدى إلى مقتل عدد من مقاتلي قوات النظام.

 

وأضاف المراسل أن الطريق المذكور مقطوع جراء اشتباكات تجري بين المعارضة المسلحة وقوات النظام قرب قرية خنيفيس.

 

يشار الى أن الطريق الواصل بين مدينتي السلمية وحمص يعد الطريق البري الوحيد الذي يربط مواقع قوات النظام في كل من محافظتي حمص وحماة.

 

من جهته ذكر تلفزيون الإخبارية المقرب من النظام السوري أن سيارة مُلغمة فجرت في حاجز على طريق حمص-السلمية ما أدى إلى مقتل قائد الحاجز واثنين من أفراد قوات النظام. يأتي ذلك بينما تحدث ناشطون عن سقوط خمسة قتلى جراء هذا الانفجار.

 

وفي تطورات متصلة، تمكّن مقاتلو المعارضة من تحقيق تقدّم على جبهات القتال في حماة حيث تمكنوا من السيطرة على قرية الكبارية شمال شرق حماة وسط معارك عنيفة على جبهة معان.

 

وبشأن تطورات حماة، قال ناشطون إن طيران الاحتلال الروسي استهدف بعشرات الغارات بلدات ريف حماة الشمالي، كما استهدف الطرق العامة التي تتحرك عبرها العائلات الهاربة من القصف، أوقعت مجزرة مروعة على طريق المجدل بحق عائلة كاملة بينهم نساء وأطفال.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

عصابات في دمشق قوامها مجندون بقوات النظام  

سلافة جبور-دمشق

لا تقتصر آثار الحرب التي تعيشها سوريا منذ سنوات على الموت والدمار، فالأوضاع الأمنية في مناطق سيطرة النظام -وعلى رأسها العاصمة دمشق- لا تعتبر في أفضل حالاتها خلال الآونة الأخيرة، مع انتشار حالات الخطف والسرقة.

 

وليست أخبار الجرائم التي يعاني منها سكان دمشق جديدة، لكن الجديد الذي يتحدث عنه أهالي المدينة خلال الأشهر الأخيرة هو ضلوع عشرات المجندين في جيش النظام والتشكيلات الرديفة له في تلك الحوادث.

 

“مفيد” أحد سكان دمشق، أوقفه ثلاثة شبان في شارع فرعي بحي “ركن الدين”شمال العاصمة مدّعين أنهم عناصر أمن يريدون تفتيش سيارته، وقد أبرزوا بطاقات أمنية تدل على أنهم مجندون في “كتائب البعث”.

ونظرا لمعرفته بتعرض أقارب وأصدقاء له لحوادث مشابهة خلال الأسابيع الأخيرة، وشكّه في أن هذا الحاجز الوهمي والمفاجئ ما هو إلا حيلة لسرقة سيارته أو ما يحمل من نقود، لم يستجب لما طلبه المجندون الثلاثة وقاد سيارته بالسرعة القصوى حتى غاب عن نظرهم.

 

ولا يعتقد مفيد أن البطاقات التي شاهدها بحوزة الشبان مزورة، ويرى أن عدم لحاقهم به وعدم قدرتهم على الخروج إلى الشوارع الرئيسية دليل على نيتهم السرقة لا التفتيش.

 

ولا تقتصر تلك الحوادث على الأحياء الواقعة في أطراف العاصمة، بل إن كثيرا من مناطق وسط المدينة -كالبرامكة والمزرعة والتجارة- شهدت ولا تزال وقائع مشابهة بشكل شبه يومي.

فساد

وتقول الناشطة فرح الدمشقية إن العديد من المعتقلين الذين خرجوا من الأفرع الأمنية خلال الأشهر الأخيرة قالوا إن زنزانات تلك الأفرع تغص بعناصر النظام ومجنديه من مرتكبي الجنايات والجرائم بمختلف أنواعها.

 

وأضافت أنه مع انتشار الفساد وغياب سلطة القانون، و”الأهم مع عدم وجود الدافع لخوض المعارك على الجبهات المختلفة، لم يعد المئات من المجندين في قوات النظام يجدون حرجا في الفرار من خدمتهم العسكرية والعودة إلى المدن التي تسيطر عليها قوات النظام، لارتكاب مختلف أنواع الجرائم من السرقة والسطو والتشليح وصولا للاغتصاب”.

 

ولا يطول الزمن حتى تتمكن الأجهزة الجنائية من إلقاء القبض على أولئك المجندين، لتبدأ هنا “الكارثة الكبرى” كما تصفها فرح.

 

وتمضي فرح في تفسير الأمر قائلة إنه بسبب حاجة النظام الماسة للمقاتلين في صفوفه مع تكبده خسائر بشرية فادحة خلال السنوات الماضية، لم يعد قادرا على الاستغناء حتى عن مرتكبي الجرائم والفارين من الخدمة، وبات مضطرا لإعادتهم إلى صفوف تشكيلاته المختلفة مثل “الجيش النظامي والدفاع المدني وكتائب البعث وغيرها، بدلا من معاقبتهم وإحالتهم للمحاكم ذات الصلة لينالوا العقوبات المناسبة”.

 

وأوضحت أن هؤلاء المتهمين يمضون أياما معدودة في الأفرع الأمنية المختلفة وعلى رأسها الأمن العسكري، ليعودوا للالتحاق بقطعهم العسكرية وينضموا لزملائهم في القتال، وليعادوا الكرة بالفرار وارتكاب الجرائم.

 

وتؤكد الناشطة الدمشقية أن هذه العملية ستساهم مع الأيام في تحويل شوارع دمشق إلى مرتع للمجرمين الذين باتوا يعلمون أن أقسى العقوبات التي يمكن أن تنزل بهم هي السجن أياما معدودة، ومن ثم إطلاق السراح مستفيدين من حاجة النظام لهم.

 

وتضيف في ختام حديثها “على إثر كل ما تعيشه العاصمة دمشق وغيرها من المدن في كافة أنحاء البلاد، ليس من المستغرب أن تحتل سوريا المكانة قبل الأخيرة ضمن قائمة الدول الأسعد في العالم”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

فورين بوليسي تحذر واشنطن من احتمال خسارة تركيا  

جاء في تقرير صحفي أن الولايات المتحدة وتركيا تتجهان نحو الاصطدام في الرقة شمالي سوريا، حيث حذر مسؤولون أتراك من أن اعتماد واشنطن على القوات الكردية لتحرير المدينة -التي تعد معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا- من شأنه الإضرار بعلاقتها مع أنقرة.

 

وأفادت مجلة فورين بوليسي في تقريرها من أنقرة أن الخطة الأميركية الحالية للتقدم نحو الرقة تعتمد اعتمادا كبيرا على وحدات حماية الشعب، وهي فصيل كردي يحظى بدعم جوي من الولايات المتحدة التي تمده كذلك بالمعدات العسكرية.

 

غير أن المسؤولين الأتراك يتهمون هذه الوحدات بأنها اسم آخر لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كل من واشنطن وأنقرة جماعة إرهابية، لضلوعه في حرب ضد تركيا منذ عقود من الزمان.

 

وقال هؤلاء المسؤولون إن حزب العمال الكردستاني دأب على استخدام المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب في سوريا بفضل الدعم الأميركي، لتدريب مقاتليه والتخطيط لشن هجمات على تركيا.

 

وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أبلغ مجموعة الصحفيين الزائرين في وقت سابق من الشهر الجاري، أنه “إذا أصرت (الولايات المتحدة) على المضي قدما في عملها مع المنظمات الإرهابية، فإن علاقتنا معها ستتضرر. وهذا أمر واضح لأن ذلك يظهر أنها تُثمّن المنظمات الإرهابية أكثر منا”.

 

ولطالما امتنع المسؤولون الأتراك عن تبيان الخطوات التي سيتخذونها في حال استمرت واشنطن في تحالفها مع وحدات حماية الشعب الكردية، لكن المجلة الأميركية تقول إن أنقرة إذا أرادت اتخاذ ما تراه من خطوات ضد واشنطن فإنها قد تعيق إستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة بمنعها -على سبيل المثال- من استخدام القواعد الجوية جنوبي تركيا والتي تنطلق منها الطائرات الأميركية المقاتلة لشن ضربات في سوريا والعراق، أو بتقوية تعاونها مع روسيا.

 

وتنخرط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حاليا في نقاشات مكثفة حول ما إذا كان يتعين عليها مواصلة دعمها القوات الكردية المتقدمة صوب الرقة، أو تحويل هذا الدعم لتركيا وحلفائها.

 

وأشارت فورين بوليسي في التقرير إلى أنه حتى إذا آثرت الولايات المتحدة دعم هجوم قوات سوريا الديمقراطية -وهو تحالف عسكري يقوده الأكراد- على الرقة، فإن الخلاف مع تركيا قد يعرقل هذا الهجوم.

 

وقالت القيادية في الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية إلهام أحمد إن “الوضع بات معقدا جدا ونحن على شفا حرب ضروس. ونحن ما زلنا نتلقى دعما من الأميركيين، لكن إذا استمرت الهجمات التركية فلن يكون باستطاعتنا التركيز على حملتنا على الرقة”.

 

وقد دفع القتال ضد تركيا قوات سوريا الديمقراطية إلى السعي للتقارب مع الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب تقرير المجلة الأميركية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

معركة الرقة.. هل تحسم العشائر العربية المعركة؟

دبي – قناة العربية

أشار تقرير لمعهد #واشنطن ، إلى دور محوري مرتقب #للعشائر #العربية في تحرير #مدينة #الرقة من تنظيم #داعش.

تشير الوثيقة السرية إلى 4 #عشائر قوية قد تكون لها الكلمة الفصل في حسم الصراع، في ظل الصراع بين قوات درع الفرات وقوات سوريا الديمقراطية، للسيطرة على المدينة.

وحسب الوثيقة، فإن أهم العشائر في المنطقة هي #البياطرة- #العجيل- #البريج و #النعيم.

هذه العشائر، متفقة على طرد داعش من الرقة ومتفقة أيضا على رفضها لأي دور للأكراد أوالميليشيات الشيعية في معركة الرقة.

وتفرز الوثيقة أبرز عشائر الرقة على النحو التالي:

عشيرة البياطرة، التي تحتضن الجيش السوري الحر وتعارض بشدة النظام السوري.

عشيرة العجيل التي ينحدر منها أمير داعش في الرقة، أبولقمان، وتتميز بعدائها الشديد للأكراد.

عشيرة البريج يتهمها التقرير بأنها توفر حاضنة لداعش.

أما عشيرة النعيم فيقول التقرير إن ولاءاتها تتأرجح بين داعش والنظام السوري والأكراد.

ويلفت تقرير معهد واشنطن الانتباه إلى أن هذه العشائر العربية رغم اختلاف توجهاتها، يمكنها أنها تكون خيارا جيدا لواشنطن لمسك الأرض والسيطرة على الرقة بعد طرد داعش منها.

 

فصائل بالمعارضة السورية المسلحة ترفض دخول بلدة مسيحية “تطميناً لسكانها

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 23 مارس 2017

روما- أعلنت فصائل سورية مسلحة معارضة تابعة للجيش السوري الحر امتناعها عن دخول بلدة مسيحية في ريف حماة شمال سورية خلال معاركها التي بدأتها أمس (الأربعاء) في محافظة حماة، وتقدّمت خلالها  على العديد من البلدات والقرى والمزارع كانت تُسيطر عليها قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لها.

 

وأعلن (جيش العزة) التابع للجيش السوري الحر، الذي يُقاتل في ريف حماة شمال سورية أنه لن يدخل بلدة (محردة) المسيحية “حفاظاً على سلامتها واحتراما للأقلية المسيحية السورية”، وشدد على أن البلدة “ليست هدفاً” للمعارضة المسلحة كما تحاول بعض وسائل إعلام النظام السوري الترويج، وفق بيان أصدره هذا الفصيل السوري المعارض المسلح، والذي نفى فيه بشدّة أن نيّة  المس بمسيحيي المدينة، ووصف أي كلام بهذا الشأن بأنها “عار عن الصحة”. كما شدد على أنه يضع نفسه بتصرف البلدة من أجل أي حماية أو مساعدة عند اللزوم.

 

وكانت بعض وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري وحلفائه قد روّجت بأن من وصفتهم بـ “الإرهابيين يُهيئون لمذبحة في بلدة المحردة”، وهو الأمر الذي نفته المعارضة المسلحة وقالت إن “أي خلل في البلدة سيكون من عمل النظام، كما حاول أن يفعل ببلدة القاع اللبنانية في الماضي، لتبرير تدخل حزب الله في سورية”، وحذّرت المجتمع الدولي من ما وصفته بـ “ألاعيب النظام الطائفية”.

 

وخلال 24 ساعة من بدء هجوم فصائل المعارضة المسلحة على المواقع التي تسيطر عليها قوات النظام في محافظة حماة، بلغت المساحات التي سيطروا عليها في ريف حماه الشمالي “أكثر من 150 كيلومتراً مربعاً”، تضم “العديد من البلدات والقرى والمزارع التي كان النظام يُسيطر عليها، فضلاً عن سيطرة المعارضة على مخازن أسلحة ومقرات لكتائب عسكرية كاملة”، وفق مصادر في المعارضة.

 

استمرار الاشتباكات العنيفة في سوريا قبيل استئناف محادثات السلام

بيروت (رويترز) – ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جماعات متشددة وجماعات معارضة أخرى أحرزت تقدما ضد القوات الحكومية السورية شمالي حماة يوم الخميس في إطار أكبر هجوم للمعارضة منذ شهور الأمر الذي يسلط الضوء على الآفاق القاتمة لمحادثات السلام التي تستأنف في وقت لاحق يوم الخميس.

 

وقال المرصد الذي يراقب الحرب إن المعارضة المسلحة استولت على نحو 40 موقعا من الجيش منها ما لا يقل عن 11 قرية وبلدة وذلك منذ بداية هجوم حماه في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.

 

وسلم مصدر عسكري سوري بأن المعارضة شنت هجوما واسع النطاق في المناطق الريفية من حماة بما وصفه المصدر بعدد كبير من “الإرهابيين” لكنه قال إن القوات السورية احتوت الهجوم.

 

وذكرت وسائل إعلام حكومية والمرصد السوري ومقره بريطانيا إن الهجوم يتزامن مع اشتباكات في العاصمة دمشق حيث يخوض الجيش والمعارضة قتالا على أطراف وسط المدينة في حي جوبر لليوم الخامس وسط قصف مكثف.

 

ومن المستبعد أن يغير الهجوم المكاسب العسكرية التي حققتها قوات الحكومة السورية على مدى 18 شهرا والتي توجت في ديسمبر كانون الأول باستعادة جيب المعارضة في حلب لكنه أظهر الصعوبة التي يواجهها الجيش في الدفاع عن العديد من الجبهات في آن واحد.

 

ويثير تصاعد القتال في الأسابيع القليلة الماضية، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا في ديسمبر كانون الأول، المزيد من الشكوك حول جهود السلام في جنيف حيث تستأنف المحادثات يوم الخميس بعد مفاوضات سابقة لم تحقق تقدما يذكر.

 

وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف “نأمل في رؤية شريك جاد على الطرف الآخر من الطاولة.”

 

ويحضر ممثلون عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد المدعومة من روسيا وإيران ومقاتلين شيعة محادثات جنيف كذلك. ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار.

 

وقال المرصد إن معارضين بقيادة جبهة تحرير الشام المتشددة ومنهم جماعات تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر حققوا تقدما جديدا الليلة الماضية واستمر القتال يوم الخميس.

 

وأضاف أنهم بحلول ظهر الخميس كانوا قد هزموا القوات الحكومية في نحو 40 بلدة وقرية ونقطة تفتيش شمالي حماه وتقدموا حتى صاروا على مسافة بضعة كيلومترات من المدينة وقاعدتها الجوية العسكرية. وسيطرت المعارضة في إحدى المناطق على قرية شيزر واقتربت من تطويق بلدة محردة التي يسيطر عليها الجيش.

 

* حماة ودمشق

 

وكان المصدر العسكري السوري قال يوم الأربعاء إن تعزيزات أرسلت إلى جبهة حماة.

 

وأقوى فصيل في تحالف تحرير الشام هو ما كان يعرف باسم جبهة النصرة التي كانت الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى انفصلت عنه رسميا العام الماضي.

 

ومن القرى التي يدور فيها القتال قرية تسكنها أغلبية مسيحية.

 

وتنفذ الولايات المتحدة، التي تدعم بعض جماعات الجيش السوري الحر خلال الحرب إلى جانب تركيا ودول خليجية، ضربات جوية تستهدف قادة تحرير الشام منذ يناير كانون الثاني.

 

وقال سامر عليوي المسؤول بجماعة جيش النصر المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر وتقاتل قرب حماة على حساب للمعارضة على موقع للتواصل الاجتماعي إن الهجوم يهدف إلى تخفيف الضغط على المعارضة في أماكن أخرى وإلى منع الطائرات الحربية من استخدام قاعدة جوية قريبة.

 

وأضاف عليوي “بعد فشل المؤتمرات السياسية فإن الحل والعمل العسكري ضرورة ملحة.”

 

وقال المرصد السوري إن الاشتباكات تصاعدت في دمشق حول المنطقة الصناعية في جوبر على مشارف أحياء وسط العاصمة بعد منتصف الليل.

 

وذكرت وحدة الإعلام الحربي لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع الحكومة أن اشتباكات وقعت في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء في جوبر واستهدف قصف مكثف مواقع للمعارضة في المنطقة.

 

وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لمراسل يتحدث من حي العباسيين بالعاصمة في ساعة الذروة الصباحية لكن الشارع بدا هادئا لا تمر به سوى سيارة واحدة أو اثنتين وعدد قليل من المارة وترددت أصوات انفجارات في الخلفية.

 

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)

 

قوات سورية مدعومة من أمريكا تتوقع الهجوم على الطبقة قريبا

بيروت (رويترز) – قال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية يوم الخميس إن من المتوقع أن يشن المقاتلون الذين تدعمهم الولايات المتحدة هجوما قريبا على سد وقاعدة جوية يسيطر عليهما تنظيم الدولة الإسلامية غربي مدينة الرقة في إطار تصعيد حملة للسيطرة على معقل التنظيم المتشدد.

 

ونفذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنزالا جويا لمقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية على بعد نحو 15 كيلومترا من السد في مدينة الطبقة ليل الثلاثاء. وأقامت قوات سوريا الديمقراطية قاعدة هناك للتقدم منها نحو منطقة الطبقة.

 

وتقع الطبقة على بعد نحو 40 كيلومترا غربي الرقة. وسيطرت الدولة الإسلامية على سد الطبقة، المعروف أيضا بسد الفرات، والقاعدة الجوية القريبة منه في أوج توسعها في سوريا والعراق في 2014.

 

وقال طلال سيلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن مقاتليها لم يصلوا بعد لمدينة الطبقة أو المطار والسد القريبين. ووصف الأهداف الثلاثة بأنها ذات أهمية استراتيجية وقال إن قوات سوريا الديمقراطية تخطط لإصلاح المطار واستخدامه بمجرد السيطرة عليه.

 

وقال في مقابلة عبر الهاتف “اليوم وعلى الأكثر غدا يكون هناك عملية هجوم على المناطق الثلاثة.”

 

وأضاف أنه بمجرد السيطرة على القاعدة الجوية سيتم إصلاح المدرج “وفي المستقبل القريب سيكون هناك استخدام من قبل قواتنا لهذا المطار.”

 

وتابع قائلا “نحن بكافة المناطق التي تقع تحت سيطرتنا ليس لدينا مطار يمكن أن يستقبل طيرانا” مضيفا “طبعا طيران التحالف سيستفيد من المطار”.

 

وتسعى قوات سوريا الديمقراطية منذ نوفمبر تشرين الثاني لتطويق الرقة بدعم من قوات خاصة أمريكية وضربات جوية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية. وتتألف قوات سوريا الديمقراطية من تحالف يضم وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلين عربا.

 

ويبدو أن وتيرة الحملة في تسارع فيما تقترب حملة تدعمها الولايات المتحدة في العراق من طرد الدولة الإسلامية من الموصل.

 

وتسيطر وحدات حماية الشعب على مناطق في شمال سوريا تشمل بالكامل تقريبا مدينتي الحسكة والقامشلي حيث يوجد مطار لا يزال تحت سيطرة الحكومة السورية.

 

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى