أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 23 شباط 2017

 

غياب التفاهم الأميركي – الروسي يطغى على «جنيف 4»

موسكو – رائد جبر

لندن، جنيف، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – تبدأ اليوم في جنيف جولة جديدة رابعة من المفاوضات بين وفدي الحكومة السورية وقوى المعارضة برعاية المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وسط شكوك كبيرة بنجاحها في تحقيق اختراق، نتيجةَ عدم وجود تفاهم أميركي- روسي واستمرار شكاوى المعارضين من خرق القوات النظامية السورية وقف النار الساري منذ نهاية العام الماضي. وتواصلت في غضون ذلك المعارك ضد تنظيم «داعش» حيث توغلت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية داخل حدود محافظة دير الزور في إطار خطة عزلها عن الرقة، بالتزامن مع سيطرة فصائل «درع الفرات» التي يدعمها الجيش التركي على نصف مدينة الباب

وعشية بدء المفاوضات السورية، قال دي ميستورا للصحافيين، بعد اجتماع للفريق المعني بوقف إطلاق النار: «هل أتوقع اختراقاً؟ لا، أنا لا أتوقع اختراقاً». لكنه أعرب عن الأمل في أن تؤدي هذه الجولة إلى «زخم» في محادثات الحل السياسي للنزاع المستمر منذ ست سنوات. ولفت دي ميستورا إلى أن «روسيا أعلنت للجميع اليوم أنها طلبت رسمياً من الحكومة السورية عدم شن ضربات جوية أثناء المحادثات». لكنه أضاف أن صياغة الدستور «امتياز خالص للشعب السوري ولم يحصل أن دولة سمحت لأخرى بصياغة دستورها»، في انتقاد كما يبدو لمسودة الدستور التي أعدتها موسكو وقدّمتها إلى الأطراف السورية خلال مفاوضات آستانة الأخيرة.

وجاء كلام دي ميستورا في وقت شدد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، على أن التدخل العسكري الروسي وضع حداً لمحاولات تغيير النظام بدعم خارجي، و «أنقذ سورية» من احتمالات التفكيك، كما أنهى «حرباً أهلية» كادت تفتك بها، فيما أكدت موسكو أن «أي مشروعات لإقامة مناطق آمنة يجب أن تناقش مع الحكومة السورية»، في إشارة إلى الاقتراح الذي قدمته أخيراً إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ووصل وفد الحكومة السورية برئاسة مبعوثها الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أمس، إلى جنيف التي وصلها أيضاً وفد المعارضة الأساسي الذي يضم ممثلين عن المعارضة السياسية وآخرين عن الفصائل المقاتلة. ويشارك أيضاً في جولة المفاوضات الرابعة برعاية الأمم المتحدة في جنيف وفدان من مجموعتين معارضتين أخريين تعرفان باسمي «منصة موسكو» و «منصة القاهرة».

وفي نيويورك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقرير إلى مجلس الأمن، أن وقف النار في سورية، على هشاشته، «سيساهم في إيجاد بيئة مواتية لانطلاق مفاوضات» جنيف. وتوقع أن تكون الخطوات المقبلة «عقد مفاوضات بين الأطراف السوريين في جنيف للتوصل إلى حل سلمي استناداً إلى بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة». وأكد ضرورة أن «تأتي الأطراف إلى جنيف من دون شروط مسبقة وبنيّة جدية لإنهاء النزاع». وشدد على ضرورة البدء في تنفيذ اتفاق خطة إيصال المساعدات إلى كل المناطق السورية، لا سيما المحاصرة منها، مشيراً إلى أن القوات الحكومية لا تزال تحاصر الجزء الأكبر من هذه المناطق. وجدد غوتيريش تأكيد ضرورة إجراء المحاسبة على الجرائم المرتكبة في سورية وإحالتها على المحكمة الجنائية الدولية.

وكما في سابقاتها، تواجه الجولة الجديدة معوقات عدة، لكنها تأتي وسط تطورات ميدانية وديبلوماسية أهمها الخسائر الميدانية التي منيت بها المعارضة خلال الأشهر الأخيرة وأبرزها في مدينة حلب، والتقارب الجديد بين تركيا الداعمة للمعارضة وروسيا، أبرز داعمي النظام، فضلاً عن وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى الرئاسة في واشنطن. وعدد رئيس الدائرة الإعلامية في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد رمضان معوقات عدة، أبرزها فشل تثبيت وقف النار الساري منذ كانون الأول (ديسمبر)، و «عدم وضوح موقف واشنطن من العملية السياسية»، إضافة إلى «عدم وجود توافق أميركي- روسي حول استئناف العملية السياسية». ومن شأن ذلك، وفق قوله، أن «يجعل الموقف الدولي ضبابياً بعض الشيء في ما يتعلق بحماسة الأطراف الإقليمية للدفع باتجاه إنجاز حل سياسي عادل في سورية». وتركز جولة المفاوضات الحالية أيضاً على عملية الانتقال السياسي، بما فيها وضع دستور وإجراء انتخابات.

ميدانياً، قال وزير الدفاع التركي فكري إشيق، إن عدد عناصر «داعش» الذين لا يزالون في مدينة الباب هم «أقل من مئة»، وأكد أن القوات التركية وفصائل «درع الفرات» في «الجيش السوري الحر» سيطرت على «أكثر من نصف» المدينة. وأعلن إبراهيم كالين الناطق باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن انتزاع السيطرة على الباب مهم لطرد التنظيم المتشدد من معقله في الرقة. وأضاف أن الحديث عن عدم وجود بديل لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية في القتال ضد «داعش» غير صحيح.

 

«درع الفرات» تسيطر على الباب بالكامل

بيروت، أنقرة – أ ف ب، رويترز

أعلنت ثلاث مجموعات مقاتلة مدعومة من تركيا اليوم (الخميس) سيطرتها على مدينة الباب بالكامل من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال سورية بعد أسابيع من المعارك.

وأوردت وكالة «الأناضول» التركية الحكومية، من جهتها، أن «الجيش الحر والقوات المسلحة التركية تسيطر على مدينة الباب شرق حلب السورية». فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن مقاتلي الفصائل المعارضة سيطروا على حوالى نصف أحياء المدينة إلا أن متطرفي التنظيم ما يزالون فيها.

وذكر أحمد عثمان قائد مجموعة «السلطان مراد»، أحد الفصائل الثلاثة التي أعلنت السيطرة على المدينة، «بعد ساعات من المعارك، تم الإعلان عن تحرير مدينة الباب بالكامل وحالياً يتم تمشيط الأحياء السكنية من الألغام».

وقال قائد «فرقة الحمزة» سيف أبو بكر «سيطرنا أمس (الأربعاء) على مركز المدينة الذي يعد المربع الأمني (للتنظيم) وأصيبوا بانهيار كبير، أتممنا العملية عند الساعة السادسة صباحاً (04:00 بتوقيت غرينيتش) وتمت السيطرة عليها بشكل كامل».

وأشار أبو جعفر القائد العسكري في «لواء المعتصم»، من جهته، «قتلنا العشرات من متطرفي التنظيم وأخلينا حوالى 50 عائلة من الباب»، مشيراً إلى أن القوات «ستنتهي من تمشيط بقية المدينة وسنعزز خطوطنا الدفاعية».

وتشكل مدينة الباب التي تعد آخر أبرز معقل للمتطرفين في محافظة حلب، منذ حوالى شهرين هدفاً رئيساً لحملة «درع الفرات» التي تنفذها القوات التركية وفصائل سورية معارضة قريبة منها.

وبدأت تركيا في 24 آب (أغسطس) عملية غير مسبوقة داخل سورية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» والفصائل الكردية المقاتلة. وحققت تقدماً سريعاً في بدايتها، إلّا أنها تباطأت مع اشتداد القتال للسيطرة على مدينة الباب منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي. والمدينة هدف أيضاً لهجوم تنفذه قوات النظام السوري وحلفاؤها منذ شهر من ناحية الجنوب.

وكان الجيش التركي قال في وقت سابق اليوم، إن 56 من متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» قُتلوا على يد قوات تدعمها أنقرة في أنحاء مدينة الباب، وفي غارات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أمس.

وذكر الجيش في بيان أن نيران المدفعية التركية أصابت 104 أهداف للتنظيم بينها مبانٍ وعربات مفخخة، مؤكداً أنه سيطر في شكل كبير على المناطق السكنية في الباب. وقال الجيش التركي إن 11 متشدداً قتلوا في غارات جوية لقوات التحالف، بينما قتل الآخرون نتيجة القصف المدفعي والاشتباكات خلال العمليات في الباب.

 

موسكو تعتبر إن تدخلها في سورية «منع تغيير النظام»

موسكو – رائد جبر

شدد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على ان التدخل العسكري الروسي المباشر «أنقذ سورية» من احتمالات التفكيك، وأنهى «حرباً اهلية» كادت تفتك بها، ووضع حداً لمحاولات تغيير السلطات الشرعية بدعم خارجي، فيما اكدت موسكو ان «اي مشروعات لإقامة مناطق آمنة يجب ان تناقش مع الحكومة السورية».

واعتبر شويغو في عرض قدمه امس، امام الهيئة التشريعية الروسية، لنتائج العمليات العسكرية في سورية، ان فرض نظام وقف النار أواخر العام الماضي، «كرس عملياً نهاية الحرب الأهلية في سورية». وقال ان بين النتائج الأخرى للتدخل العسكري الروسي «منع تفكك الدولة السورية، وقطع الطريق نهائياً على محاولات تغيير السلطة الشرعية التي جرى التحكم بها من الخارج». وتحدث عن تحقيق عدد من «الأهداف الجيوسياسية» التي لم يحددها، اضافة الى إلحاق اضرار جسيمة بالتنظيمات الإرهابية وتدمير منظومة التغذية المالية وتدفق الموارد إليها».

وقال ان القوات الروسية نفذت نحو 1760 طلعة قتالية، نجحت خلالها في القضاء على 3119 مسلحاً بينهم 26 قيادياً. وأشار الى نشر كتيبتين من الشرطة العسكرية الروسية في سورية، إحداهما في حلب، والثانية في وادي بردى بريف دمشق.

وطلب شويغو من البرلمان الروسي المساعدة في دعم العملية السياسية في سورية، وخصوصاً ما يتعلق ببحث مسودة مشروع دستور جديد للبلاد، ووضع آليات تبني القانون الأساسي. وأوضح أنه بإمكان البرلمان الروسي أن يستفيد من علاقاته مع البرلمانات الأوروبية من أجل تقديم دعم كبير لمجلس الشعب (البرلمان) السوري في هذا المجال. وتابع أن البرلمانيين الروس قد يساعدون السوريين في تسوية المشاكل في العلاقات بين الطوائف والقوميات، والمسائل المتعلقة بتقديم المساعدات الإنسانية للسكان.

بالتزامن، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه بحث مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون مسألة إقامة مناطق آمنة في سورية، مؤكداً أن موسكو تنتظر من واشنطن اقتراحات محددة حول التعاون. وبحث الوزيران في مكالمة هاتفية امس، الوضع الميداني في سورية والجهود المطلوبة لدفع العملية السياسية.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره الأرميني إدوارد نالبانديان إنه ابلغ نظيره الأميركي ان افكار واشنطن حول إقامة المناطق الآمنة في سورية يجب أن تأخذ في الاعتبار المعطيات الواقعية على الأرض وضرورة التنسيق مع حكومة دمشق.

وشدد لافروف على ان بلاده تعتبر أن «هدف اقامة مناطق آمنة يتمثل فقط في حماية المواطنين الذين نزحوا من بيوتهم»، معرباً عن أمل بأن تكون الولايات المتحدة ملتزمة التعاون في تسوية الأزمة السورية، وقال إن ذلك يشمل «مكافحة تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» (فتح الشام/هيئة تحرير الشام) بلا هوادة».

على صعيد متصل، أعربت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا عن قلق موسكو بسبب «خطط هيئة «تحرير الشام» لإقامة «دولة إسلامية» جديدة في جنوب ريف إدلب وشمال ريف حماة». وقالت ان «مشروعاً يجري العمل عليه لإطلاق «دولة» متشددة جديدة بعد «دولة» تنظيم «داعش» في الرقة، لتصبح معقلاً آخر لمروجي الإرهاب والعنف».

وذكّرت الديبلوماسية الروسية بأن الوضع الميداني في سورية «ما زال صعباً للغاية، خصوصاً في أرياف حلب وحمص ودرعا، حيث لا تتوقف الفصائل المنضوية تحت لواء هيئة «تحرير الشام» التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة»، عن مهاجمة مواقع الجيش السوري».

ولفتت زاخاروفا الى أن العسكريين الروس جمعوا «كميات هائلة من الأدلة حول عمليات القتل والتعذيب التي ارتكبها إرهابيون». وأوضحت أن خبراء إزالة الألغام الروس الذين عملوا في حلب وثقوا العثور على مقابر جماعية فيها جثث لعسكريين سوريين، وعناصر من القوات الرديفة، ومدنيين من السكان المحليين، وتحمل العديد من تلك الجثث آثار تعذيب، كما تمت تصفية كثيرين بطلقات نارية في الرأس». وأشارت الى ادلة عن «تفخيخ بوابات مبان سكنية ومنشآت حيوية في الأحياء التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة». وقالت انه عثر على «جثث رجال بملابس مدنية في قبو منزل بحي الكلاسة» أثناء تطهير المنطقة من المتفجرات.

 

انطلاقة متردّدة لجنيف 4 اليوم والمعارضة تريد مفاوضات مباشرة

جنيف – موسى عاصي

لم يوح المشهد في المقر الاوروبي للأمم المتحدة أمس، عشية بدء جنيف 4، إلا بالفوضى والضياع، فقد وصلت الى المدينة السويسرية أربعة وفود، أحدها يمثل الحكومة السورية وثلاثة تمثل منصات المعارضة، من الهيئة العليا للمفاوضات الى منصتي موسكو والقاهرة.

 

ورفض المبعوث الاممي ستافان دو ميستورا ردا على سؤال لـ”النهار” التحدث عن استراتيجيته لشكل المحادثات، وهل تكون مباشرة بين الأطراف، أم ثنائية او كما في العام الماضي خلال جنيف3 عندما أجرى جولات منفصلة مع كل عن الوفود. وعلم لاحقاً ان المبعوث الاممي لا يملك فعلاً الجواب عن هذا السؤال، وينتظر لحسم الموقف عقد لقاءات منفصلة مع مختلف الوفود قبل اطلاق العملية التفاوضية للوقوف على رأيها في شكل المحادثات.

وفي موقف لافت، اعلن الناطق باسم وفد الهيئة العليا سالم المسلط، أن المعارضة تطالب “بمفاوضات مباشرة” مع النظام السوري على ان تبدأ بمناقشة “هيئة حكم انتقالي”، وهذا ما يعتبره المبعوث الاممي شرطاً مسبقاً مرفوضاً.

وأعرب المسلط عن أمل الهيئة في “أن يكون لديها شريك جدي في محادثات جنيف وأن يكون هناك مسؤولون جديون يديرون هذه المحادثات”. وشدد على أن “المحادثات الناجحة يجب أن تستند الى بيان جنيف واحد وقرار مجلس الامن الرقم 2254 ويجب البدء بمناقشة هيئة الحكم الانتقالي”.

وكان الوفد الحكومي برئاسة السفير بشار الجعفري قد وصل الى جنيف أتياً من بيروت قبل الظهر ونزل على غير عادة في فندق “موفمبيك”، فيما نزل وفد الهيئة العليا في “كراون بلازا”، وهو الفندق الذي كان ينزل فيه دوماً الوفد الحكومي. وعند وصوله رفض الجعفري التصريح، بينما أعلن المسؤول الإعلامي في وفد الهيئة العليا أحمد رمضان ان “وفد المعارضة الموحد سيركز على عملية الانتقال السياسي”، مبرزاً “ضرورة ان تمارس الأمم المتحدة ضغطاً على الوفد الحكومي لانجاح المفاوضات”.

وأوضح دو ميستورا أن الدعوات وجهت على أساس القرار 2254، ذلك أن البند الثاني من هذا القرار يتحدث عن كيفية وتوجيه الدعوات والى من توجّه “وأنا سألتزم بالحرف ما ينص عليه القرار”، كما قال لـ”النهار”.

وأضاف ان مضمون المحادثات سيتولا أيضا على ما ينص عليه القرار الدولي، وخصوصا البند الرابع الذي يتحدث عن تشكيل “حكم ذي صدقية ولا طائف وشامل ووضع دستور جديد واجراء انتخابات على أساس هذا الدستور”. وأفاد انه تبلغ من الأطراف السوريين كافة ان مسألة وضع الدستور الجديد هي مسألة محصورة بالشعب السوري و”لا يعود لأي دولة أن تضع دستور دولة أخرى”.

وتلقى دو ميستورا دعماً نوعياً لانجاح المحادثات من الجانب الروسي الذي أعلمه بحصوله على “تعهد من الحكومة السورية لوقف الطلعات الجوية” وخصوصاً فوق المناطق التي تشهد وقفا للنار خلال العملية التفاوضية.

وفي ما اعتبر رداً على تصريحات وفد الهيئة العليا للمعارضة التي طالبت بلسان أحمد رمضان، المسؤول الإعلامي في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، بالبحث في عملية انتقال السلطة، وطالب المسلط بأن “لا يكون للرئيس السوري أي موقع لا في مستقبل سوريا ولا في المرحلة الانتقالية”، قال المبعوث الاممي إنه سيرفض أي شروط مسبقة و”ما سنناقشه هو فقط ما يتضمنه القرار الدولي 2254”.

وعلم من أوساط شاركت في اجتماع مجموعة العمل الدولية قبل ظهر أمس في جنيف، أن دو ميستورا حذر من خطر منع قوافل المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة. وقال في هذا الاجتماع إن “المسألة حساسة جداً ومن سيعرقل وصول المساعدات يخطط لاحباط محادثات جنيف”.

وتساءل في مؤتمر صحافي “هل أتوقع انفراجاً؟ لا… لا أتوقع انفراجاً… لكني أتوقع وأصر على الحفاظ على قوة دفع نشيطة جداً”.

ومن المقرر ان تبدأ اللقاءات ثنائياً قبل ظهر اليوم مع وفد الهيئة العليا للمعارضة وبعد الظهر مع الوفد الحكومي.

 

المرصد: تبادل إطلاق نار بين أطراف متحاربة في سوريا قبل بدء محادثات سلام

بيروت – رويترز – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن طائرات حربية سورية نفذت ضربات جوية على مناطق تحت سيطرة المعارضة في محافظتي درعا وحماة، وأطلق مقاتلو معارضة صواريخ على أهداف حكومية الخميس وهو اليوم الذي من المقرر أن تبدأ فيه محادثات السلام في جنيف.

 

لكن المرصد أشار إلى أن مستوى العنف بشكل عام في غرب سوريا أقل من الأيام السابقة.

 

وفي محافظة درعا بجنوب البلاد حيث تصاعدت الاشتباكات في الأسبوع الماضي قال المرصد، إن مقاتلين إسلاميين فجروا سيارة ملغومة وأسقطت طائرات هليكوبتر حكومية براميل متفجرة.

 

ومن ناحية أخرى تابع المرصد أن القوات الحكومية قصفت مناطق على المشارف الغربية لمدينة حلب في الشمال ونفذت طائرات سورية، ضربات جوية داخل وحول منطقة تقدم فيها الجيش السوري والقوات المتحالفة معه الأربعاء.

 

وتجرى محادثات جنيف بعد قرابة شهرين من هدنة هشة بين الحكومة ومقاتلي المعارضة. ويتبادل الطرفان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار الذي لا يشمل جماعات متشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وحقق الرئيس بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران تقدماًعسكرياً على مدى العام الماضي. وتقول دمشق إن كل القوى التي تحاربها إرهابية.

 

وقال الإعلام الحربي لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع القوات السورية الخميس إن طائرات سورية وروسية نفذت عددا من الضربات استهدفت تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة دير الزور التي يسيطر التنظيم على أغلب أراضيها في شرق البلاد.

 

القوات الحكومية السورية تشدد الخناق على مدينة تدمر ومسلحو “الدولة” يحرقون آبار جزل النفطية

دمشق – د ب أ – شددت القوات الحكومية السورية والمسلحون الموالون لها الخناق على تنظيم “الدولة الاسلامية” في مدينة تدمر ومحيطها بعد أن وصلت إلى سفوح جبل الهيال ومشارف المنطقة المعروفة باسم المثلث غرب مدينة تدمر بحوالي 4 كم.

 

وذكر مصدر ميداني سوري، أن مقاتلي “الفيلق الخامس التابع للقوات الحكومية والذي يشرف عليه الجيش الروسي أصبحوا على بعد نحو 4 كم غرب مثلث تدمر بعد فرار مسلحي داعش باتجاه مدينة تدمر”.

 

ولفت المصدر إلى أن مقاتلي الفيلق سيطروا على برج السيريتل وبدأوا بعملية رمي تمهيدي وقصف صاروخي على مدرسة السواقة شرق منطقة البيارات، تمهيداً لاقتحامها خلال الساعات القليلة القادمة.

 

وأعلنت قيادة الجيش السوري نهاية العام الماضي عن تشكيل “الفيلق الخامس – اقتحام” ليكون رديفاً للقوات الحكومية في عملياتها العسكرية، وذلك بتمويل وتسليح وإشراف كامل من الجيش الروسي حيث يقوم ضباط روس بقيادة الفيلق الذي تحشد الحكومة السورية كل جهودها لزيادة عدد المنتسبين إليه.

 

وأكد المصدر الميداني أن القوات الحكومية مدعومة بمجموعات الدفاع الوطني تقدمت في محيط منطقة البيارات وسيطرت على منطقة ابراج الطيران ووصلت الى السفوح الغربية لجبل هيال في ظل انهيار كبير بين صفوف مسلحي “الدولة”.

 

وفي منطقة آبار النفط شمال غرب مدينة تدمر تحدث المصدر الميداني عن رصد تصاعد دخان كثيف من آبار جزل جراء حرق التنظيم للآبار وخطوط النفط في المنطقة.

 

وسبق لتنظيم “الدولة” أن فجر آبار الغاز في منطقة جحار ومعمل حيان للغاز وشبكة الأنابيب الواصلة بينهما.

 

يونيسيف” تناشد أطراف الصراع في سوريا حماية الأطفال

بيروت – د ب أ – ناشدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الخميس، كافة الأطراف المتحاربة في سورية العمل على حماية الأطفال، وذلك بالتزامن مع إطلاق جولة محادثات سلام جديدة في جنيف.

 

وقالت المنظمة :”مع مواصلة الجهود في جنيف لجمع كافة أطراف الحرب المستمرة منذ ست سنوات في سوريا في محاولة لتحقيق السلام، فإننا نناشدهم جميعاً الأخذ بزمام المبادرة فيما يتعلق بحقوق الأطفال”.

 

وفي مسعى لتقوية الرسالة، استعانت المنظمة بمقطع فيديو يصور طفلاً يصرخ منادياً والده بعدما فقد ساقيه، وذلك بعد غارة على محافظة إدلب شمال غربي سوريا.

 

وقالت المنظمة في تقرير :”منذ مطلع العام، أفادت تقارير بمقتل ما لا يقل عن 20 طفلاً في هجمات، وأصيب كثيرون، من بينهم رضيعة عمرها يوم واحد، أصيبت بعد قصف منزلها قرب دمشق”.

 

وذكرت أن ما يقرب من مليوني طفل بحاجة ملحة إلى مساعدات عاجلة.

 

وقالت إن “الأكثر من عشرة ملايين طفل الذين يعانون بصورة مباشرة ويومية من تبعات هذا الصراع الوحشي يريدون شيئاً واحداً فقط، إحلال السلام واستعادة طفولتهم”.

 

وشددت على أن “أطراف هذا الصراع ومن يدعمونهم مُلزَمون تجاه أطفال سوريا بوضع نهاية قاطعة لهذه الحرب”.

 

«جنيف 4» اليوم وسط تشاؤم وخلاف على «الانتقال السياسي»

دي ميستورا يرفض الشروط المسبقة والمعارضة تتمسك برحيل الأسد

جنيف ـ «القدس العربي» من أحمد المصري: تنطلق اليوم الخميس مفاوضات جنيف 4 حول سوريا، في سويسرا، وسط مناخ من التشاؤم، وتجدد الخلافات السابقة بين المعارضة السورية والنظام.

واستبقت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة، اجتماعات اليوم، موجهة الاتهام للحكومة بأنها «جاءت إلى جنيف لكسب الوقت وليس للحديث عن انتقال سياسي».

وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة «نأمل أن يكون لدينا شريك جدي في هذه الجولة من المفاوضــــــات»، معرباً عن أمله بأن «لا تكون جنيف4 مماثلة للجولات السابقة».

من جهته، لم يتوقع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا انفراجة فورية في محادثات اليوم.

وأحجم دي ميستورا عن مناقشة صيغة محادثات جنيف التي قال إنها ستبدأ باجتماعات ثنائية، لكنه لم يحدد أهداف تلك الجولة.

لكنه أوضح أن المفاوضات ترتكز على قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الذي يشير إلى إقامة نظام حكم لا يقصي أحداً وصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وعبر عن رفضه لأي شروط مسبقة.

لكن المسلط طالب بـ»مفاوضات مباشرة مع وفد النظام لوقف نزيف الدم»، معتبراً أن «الوقت قد حان للحصول على الدعم الدولي للانتقال إلى الديمقراطية».

وشدد على أن «الجولة الحالية يجب أن تعتمد بيان جنيف1 والقرارات الدولية».

وتأتي المباحثات في وقت يشهد فيه الوضع الميداني خروقات لاتفاق الهدنة.

وحسب المبعوث الدولي «روسيا التي دعمت المكاسب العسكرية للرئيس بشار الأسد طلبت من الحكومة السورية وقف القصف الجوي في المناطق التي ينطبق عليها وقف إطلاق النار أثناء المفاوضات».

وأضاف أن «الدول القريبة من المعارضة دُعيت أيضا إلى حثها على الحد من الاستفزازات».

 

دي ميستورا يمهل وفد المعارضة حتى الخامسة للسير باقتراحه

جنيف -العربي الجديد

جزم المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إن أعمال مؤتمر “جنيف 4” ستنطلق، اليوم عند الساعة السادسة عصراً، في انتظار وصول جميع الوفود والمشاركين إلى المدينة السويسرية، فيما ألغي المؤتمر الصحافي الذي كان مقرراً أن يعقده رئيس الوفد السوري المعارض، نصر الحريري، بعد اجتماعه مع المبعوث الأممي، نحو ساعة في مقر الأمم المتحدة في جنيف، للاتفاق على جدول أعمال المباحثات السورية.

ورصد صحافيون خروج الحريري من الاجتماع على عجل، إذ تحدث بعضهم عن “علامات انزعاج” ظهرت عليه حين سئل عما إذا كان سيعقد مؤتمراً صحافياً في مقر إقامته، قبل أن يجيب بالنفي.

وعلم “العربي الجديد” أن دي ميستورا اقترح على وفد المعارضة المصغر، الذي ضم نصر الحريري، ويحيى قضماني، عقد اجتماع، بين وفد النظام ووفد الهيئة، باعتبارها الطرف المعارض الرئيسي في جنيف، وعضوين من منصة موسكو، واثنين من منصة القاهرة، بوجود دي ميستورا، يلقي الأخير كلمة خلاله.

وأمهل المبعوث الأممي، الذي ينتظر أن يعقد مؤتمراً صحافياً، مساء اليوم، الوفد المعارض المصغر، حتى الساعة الخامسة من عصر اليوم (بتوقيت جنيف)، للرد على اقتراحه، وهو ما دفع بعض أوساط الوفد في جنيف إلى الحديث عن احتمال صدور “قرار كبير” اليوم عن الوفد المفاوض.

وفي السياق، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، سالم المسلط، إنه “لا يمكن أن نقبل بمرجعية تمت كتابتها في مدينة قم الإيرانية”، ثم أضاف: “نريد بدء مناقشة الانتقال السياسي عبر هيئة حكم انتقالي، ولا يمكن أن نقبل بوجود الأسد في المرحلة الانتقالية”.

وشدد على أنه “لا يمكن أن تكون روسيا أو إيران مرجعية للتفاوض”، موضحة أنها ترفض “مسايرة روسيا”، وتطالب بـ”احترام قرار الشعب السوري”.

وأوضح أن “الأمم المتحدة وسيط للعملية السياسية، لكن نطالب بجدية في هذه العملية، وأن تنحاز الأطراف الراعية إلى طرف الشعب”.

يذكر أن لقاء المبعوث الأممي بوفد المعارضة المصغر سبقه اجتماع عقده دي ميستورا بوفد النظام السوري عند الساعة 10 صباحاً.

إلى ذلك، قال جمال سليمان، أحد ممثلي ما يسمى “منصة القاهرة”، في جنيف لـ”العربي الجديد”، إن توقيت انطلاق المباحثات يحدده دي ميستورا، “ونحن نسعى لتوحيد رؤى المعارضة لحل سياسي”.

كما أوضح العضو الآخر من “منصة القاهرة”، فراس الخالدي، أن “هناك اختلافاً بين وفد “الهيئة العليا للتفاوض” من جهة، ووفد “منصة القاهرة” من جهة ثانية”، مشدداً على الحاجة للتنسيق بينهما.

وكان لافتاً اجتماع دي ميستورا مع وفد نسائي سوري يمثل عدداً من أمهات معتقلين سوريين لدى سجون النظام، وقال بعد، إنه سيشدد على أولوية قضية المعتقلين في سجون النظام السوري.

 

في سجلّ تشوركين… 6 مرّات فيتو لحماية الأسد

نيويورك ــ ابتسام عازم

منذ تولي فيتالي تشوركين منصبه كسفير روسيا لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن في عام 2006 وحتى وفاته في العشرين من شهر فبراير/شباط الجاري، استُخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن 15 مرة من قبل روسيا والولايات المتحدة والصين. واستخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو ثلاث مرات، خلال تلك السنوات، وذلك ضد قرارات متعلقة بفلسطين، في حين استخدمت روسيا حق النقض 12 مرة ضد قرارات متعلقة بالبوسنة وجورجيا وأوكرانيا وزيمبابوي وميانمار، واستخدم سفير روسيا، فيتالي تشوركين، حق الفيتو في 6 مرات، من أصل 12، ضد مشاريع قرار متعلقة بسورية.

 

1

 

كان أول مشروع قرار متعلق بسورية استخدمت فيه كل من الصين وروسيا حق الفيتو في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول لعام 2011، وصاغت مشروع القرار آنذاك كل من ألمانيا والبرتغال وفرنسا والمملكة المتحدة لبريطانيا وإيرلندا الشمالية. وحمّل مشروع القرار آنذاك الحكومة السورية في المقام الأول مسؤولية حماية السوريين. ودان مشروع القرار كذلك “الانتهاكات الجسيمة والمنهجية المتواصلة لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين من جانب السلطات السورية، وأعرب عن بالغ الأسف لمقتل الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم الأطفال والنساء”.

 

وطالب مشروع القرار، الحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد بـ”وقف استخدام القوة ضد المدنيين، والتخفيف من وطأة الحالة الإنسانية في المناطق التي تعاني من الأزمة بسبل عديدة، بما فيها إتاحة الوصول ودون عائق لوكالات المساعدات الإنسانية”. وأشار مشروع القرار كذلك إلى “دعوة الأمين العام الموجهة للحكومة السورية لإتاحة وصول المساعدات الإنسانية والمنظمات الإنسانية بدون عوائق”. وأكد مشروع القرار أن “الحل الوحيد للأزمة الراهنة في سورية يكمن في إجراء عملية سياسية شاملة، بقيادة سورية، ترمي إلى الاستجابة الفعلية للتطلعات والشواغل المشروعة لسكانها، بحيث تتيح لهم جميعهم ممارسة الحريات الأساسية على النحو الكامل، بما في ذلك الحق في حرية التعبير والتجمع”.

 

2

وبعد فشل مجلس الأمن في تبنّي مشروع القرار السابق حول سورية، شاركت أكثر من عشرين دولة، من بينها دول عربية كقطر والسعودية والإمارات والأردن ومصر والكويت والمغرب وتونس وليبيا والبحرين، في صياغة مشروع قرار حول سورية وتقديمه للتصويت عليه في الرابع من شباط/فبراير 2012، واستخدم حينها تشوركين الفيتو ضد مشروع القرار، إضافة إلى ممثل الصين.

 

ودان مشروع القرار “استمرار الانتهاكات واسعة النطاق والجسيمة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية من جانب السلطات السورية، مثل استخدام القوة ضد المدنيين، والإعدامات التعسفية، وقتل المتظاهرين وممثلي وسائل الإعلام واضطهادهم، والاحتجاز التعسفي، والاختفاء القسري، والتدخل لمنع الحصول على العلاج الطبي، والتعذيب والعنف الجنسي، وسوء المعاملة، بما في ذلك ضد الأطفال”.

 

وطالب مشروع القرار مجدداً، الحكومة السورية، بوقف جميع أعمال العنف وحماية سكانها، وسحب جميع القوات العسكرية والمسلحة السورية من المدن والبلدات وإعادتها إلى ثكناتها الأصلية.

 

وأيد المشروع كذلك “القرار الذي اتخذته جامعة الدول العربية، في 22 كانون الثاني/يناير 2012، والقاضي بتسهيل عملية انتقال سياسي بقيادة سورية نحو نظام ديمقراطي قائم على التعددية، يتساوى فيه المواطنون، بغض النظر عن انتماءاتهم أو أعراقهم أو معتقداتهم، بما في ذلك الشروع في حوار سياسي جدّي بين الحكومة السورية وجميع أطياف المعارضة السورية تحت رعاية جامعة الدول العربية، وفقا للجدول الزمني الذي وضعته الجامعة”.

 

3

 

وبعد أقل من ستة أشهر تقدمت عدة دول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بمشروع قرار حول سورية كذلك ليصوت مجلس الأمن عليه في التاسع عشر من يوليو/تموز 2012، وفشل مجلس الأمن في تبني المشروع، بسبب فيتو روسي وصيني جديد.

 

ودان مشروع القرار استخدام السلطات السورية المتزايد للأسلحة الثقيلة، بما في ذلك “القصف العشوائي من الدبابات والطائرات المروحية في المراكز السكانية”. ونص مشروع القرار على تصرّف مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يسمح باستخدام القوة في حال لم تستجب الأطراف المعنية، وذلك لإقرار المشروع بأن الحالة في سورية تشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين.

 

وطالب المشروع آنذاك بتهيئة للعملية الانتقالية والتنفيذ الفوري لخطة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لسورية، والتي تضمنت ست نقاط، من بينها الإنهاء الفوري لكل أعمال العنف وتيسير انتقال سياسي.

 

4

 

وفي الثاني والعشرين من شهر أيار/مايو لعام 2014 تقدمت أكثر من سبعين دولة بمشروع قرار جديد بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وأكد مشروع القرار إدانته انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل السلطات السورية والمليشيات الموالية لها، كما دان انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي التي ترتكبها الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة.

 

وأحال مشروع القرار الحالة في سورية والانتهاكات منذ مارس/آذار 2011 إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. واستخدم تشوركين وممثل الصين حق الفيتو ضد المشروع أيضا.

 

5

وفي الثامن من أكتوبر/تشرين الأول عام 2016، تقدمت أكثر من 30 دولة بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية، وطالب “جميع الأطراف في النزاع السوري، وخاصة السلطات السورية، بأن تمتثل فورا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان”. كما طالب مشروع القرار كافة الأطراف بالقيام فورا بإنهاء جميع عمليات القصف الجوي لمدينة حلب والتحليق العسكري فوقها. وكانت روسيا، ممثلة بتشوركين، هي الدولة الوحيدة التي استخدمت الفيتو ضد مشروع القرار.

 

6

أما المرة الأخيرة التي استخدم فيها تشوركين الفيتو فكانت، جنبا إلى جنب مع الصين، في الخامس من كانون الأول/ديسمبر للعام الماضي. حيث نص مشروع القرار، الذي تقدمت به كل من مصر وإسبانيا ونيوزيلاندا، على أن “يكف جميع أطراف النزاع السوري عن شن أي هجمات في مدينة حلب من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية ولمدة سبعة أيام، قابلة للتمديد لسبعة أيام إضافية”. وطالب مشروع القرار جميع أطراف النزاع بوقف “التعاون بكل أشكاله مع تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ومع سائر الجماعات الإرهابية”.

 

داعش” يُعدم 50 عنصراً لـ “الحر” بالسكاكين في إدلب

عبد الرحمن خضر

عثرت فرق الدفاع المدني السوري، حتى صباح اليوم الخميس، على خمسين جثة لمقاتلين من “الجيش السوري الحر”، أعدمهم مقاتلو “لواء الأقصى”، المبايع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بمعسكر الخزانات بإدلب، في وقت سابق.

 

وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إنّ “الدفاع المدني انتشل خمسين جثة كانت مدفونة تحت التراب في معسكر الخزانات، الذي كان يسيطر عليه لواء الأقصى، جنوبي مدينة خان شيخون بإدلب”، مشيراً إلى أنّ “معظم القتلى هم من جيش النصر التابع للجيش السوري الحر”.

وأوضحت المصادر أنّ “القتلى تمت تصفيتهم ذبحاً بالسكاكين”، مضيفةً أنّ “أغلبهم كانوا معتقلين لدى اللواء من قبل المواجهات التي دارت أخيراً بينه وبين هيئة تحرير الشام”، المشكلة من فتح الشام وفصائل أخرى.

 

وتشكّل لواء الأقصى من مقاتلين من “جند الأقصى” رفضوا الانضمام لـ”جبهة فتح الشام”، بعدما دار اقتتال بين الجند و”حركة أحرار الشام” الإسلامية.

وبموجب اتفاقية بين “هيئة تحرير الشام” و”لواء الأقصى”، فقد غادر جميع عناصر اللواء الذين يزيد عددهم على الألف إلى محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة “داعش”.

في غضون ذلك، قُتل مدني وأُصيب آخرون، صباح اليوم الخميس، بقصف مدفعي وجوي، لقوات النظام السوري على أحياء درعا البلد بمدينة درعا، جنوبي سورية.

 

وقال الناشط الإعلامي ياسر الخطيب، لـ”العربي الجديد” إنّ “مدفعية النظام الموجودة في كتيبة البانوراما استهدفت أحياء مدينة درعا الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين بجراح متفاوتة”.

وأوضح أنّ “القصف أسفر عن أضرار مادية واسعة”، مشيراً إلى أنّ “الطيران الحربي والمروحي استهدفا الأحياء بعدّة غارات، ما أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين”.

في غضون ذلك، قصفت طائرات النظام وروسيا، مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي الغربي، بالعديد من الصواريخ الفراغية، لم تسفر عن حدوث إصابات في صفوف المدنيين.

كما تعرّضت منطقة الملّاح شمالي حلب، لقصف جوي، بالتزامن مع مواجهات بين مقاتلي المعارضة والنظام هناك.

 

وفد المعارضة إلى جنيف: سير سياسية لأبرز المفاوضين السوريين

أحمد حمزة

يتألف الوفد الذي اختارته الهيئة العليا للمفاوضات السورية إلى جنيف، خلال اجتماعاتها في العاصمة السعودية الرياض يومي 10 و11 فبراير/شباط الحالي، من 21 شخصية، 10 منهم يمثلون الفصائل العسكرية، و11 توزعوا على النحو التالي: 4 للائتلاف الوطني السوري، و3 لهيئة التنسيق الوطنية، و2 من المستقلين، و2 عن منصتي موسكو والقاهرة (المنصتان اعترضتا على هذه التشكيلة وحجم التمثيل المخصص لكل منصة، وبالتالي فمن المُرجح أن تُحجم الشخصيتان عن المشاركة). ويرأس الوفد، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف نصر الحريري، الذي تم تعيين نائبة له، هي أليس مفرج (هيئة التنسيق)، بينما تم اختيار محمد صبرا (مستقل) ليكون كبيراً للمفاوضين.

وفي ما يلي لمحة مختصرة عن السير الذاتية لأبرز الأعضاء:

أ- أعضاء وفد التفاوض عن الائتلاف الوطني السوري

1- رئيس الوفد: نصر الحريري

تم اختياره من قِبل الهيئة العليا للمفاوضات كرئيسٍ لوفد المعارضة إلى جنيف 4، هو عضو بالهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، وشغل في السابق منصب الأمين العام للائتلاف. الحريري الذي وُلد في محافظة درعا جنوبي سورية، هو خريج كلية الطب في جامعة دمشق، ويحمل ماجستير في اختصاص الأمراض الباطنية والقلبية، وعمل طبيباً في عدد من المستشفيات السورية. انضم الحريري للحراك الثوري في سورية منذ بدايته سنة 2011، وألقى بياناً في أول اعتصامٍ نقابي حينها، اتهم فيه قوات الأمن بارتكاب المجازر، وأن إعلام النظام الرسمي يسعى إلى الفتنة في البلاد، قبل أن يُقدّم مع معتصمين برفقته استقالة جماعية من حزب البعث. اعتُقل مراتٍ عديدة من الأمن السوري، بسبب نشاطه السياسي، وأسس لاحقاً “نقابة الأطباء الأحرار” في درعا، وشارك بتأسيس “المنتدى الوطني للحوار الديمقراطي” في الأردن، وكان عضواً في عدد من التجمعات التي ولدت بعد الثورة كـ”اللجنة الطبية السورية في الأردن”، و”اللجان المحلية في مدينة درعا”، قبل أن يصبح عضواً في الائتلاف الوطني السوري كممثل عن الحراك الثوري في درعا.

2- فؤاد عليكو

تمت تسميته لعضوية وفد التفاوض في جنيف 4، وهو من أعضاء الائتلاف الوطني السوري، كممثل عن “المجلس الوطني الكردي”، وله تاريخ سياسي في العمل مع الأحزاب الكردية في سورية قبل الثورة. وعليكو الذي وُلد في محافظة الحسكة سنة 1950، عمل مدرساً لمدة 21 سنة، إذ يحمل شهادة في أهلية التعليم الإعدادي. انخرط في التنظيمات السياسية الكردية، منذ بداية شبابه، واختير سنة 1987، عضواً للجنة المركزية في “حزب الاتحاد الشعبي”، قبل أن يصبح عضواً في المكتب السياسي لحزب “يكيتي” الكردي في سورية عام 1993 ثم سكرتيراً للحزب، ولاحقاً عضواً في لجنته السياسية، ودخل إلى عضوية البرلمان السوري بين عامي 1990 و1994، ممثلاً للحركة الكردية، لكن بصفته مستقلاً، إذ كان النظام في سورية يمنع الترشح لمجلس الشعب بالصفة الحزبية الكردية.

3- عبد الأحد اسطيفو

اختارته الهيئة العليا للمفاوضات لعضوية وفد التفاوض في جنيف 4، ويشغل حالياً منصب نائب رئيس الائتلاف الوطني، وهو عضو فيه عن محافظة الحسكة، كما يشغل عضوية “المجلس الوطني السوري” و”المنظمة الآشورية الديمقراطية”. اسطيفو المولود في مدينة القامشلي سنة 1957، يحمل إجازة في اللغة الإنكليزية من جامعة حلب، فضلاً عن ماجستير “تاريخ وفقه لغات سامية” من جامعة لوفان في بلجيكا.

4- محمد الشمالي

عضو في وفد المعارضة لمفاوضات جنيف 4، يشغل حالياً عضوية الائتلاف الوطني السوري عن “المجلس التركماني السوري”، والذي اختاره في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ليمثل تركمان سورية مع ثمانية آخرين في الائتلاف الوطني، وهو عقيد مُنشق عن جيش النظام.

ب – أعضاء الوفد عن هيئة التنسيق الوطنية

1- نائب رئيس الوفد: أليس مفرج

اختيرت لتكون نائباً لرئيس الوفد نصر الحريري، وهي قيادية في “هيئة التنسيق الوطنية”، وتحمل إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق. مفرج التي ولدت في محافظة السويداء جنوبي سورية عام 1971، ناشطة في مجال حقوق المرأة، وشغلت عضوية حزب “العمل الشيوعي”، وكانت تعرضت للاعتقال في سورية، بسبب نشاطها، خلال الثورة، قبل أن تغادر البلاد، لتستقر في ألمانيا. كانت لها لقاءات عدة ضمن الوفود النسائية التشاورية مع المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، خلال المشاورات التي أجراها مع فعاليات نسائية في دمشق وجنيف، وكان لها نشاطات في داخل سورية. لها تصورات عن وضع المرأة في سورية، المستقبل وجندرة المرأة في الدستور، وهي ضمن قيادات فرع هيئة التنسيق في المهجر.

2- عبدالمجيد حمو

عضو في وفد المعارضة لمفاوضات جنيف 4 عن “هيئة التنسيق الوطنية”، ويشغل عضوية مكتبها التنفيذي، وهو من كوادر حزب “الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي” في سورية. حمو من مواليد محافظة حلب سنة 1944، ويحمل إجازة جامعية في الاقتصاد.

3- نشأت طعيمة

هو من أعضاء وفد المعارضة التفاوضي لـ”جنيف 4″، عن “هيئة التنسيق الوطنية”، ويعتبر من قيادييها (فرع دمشق). كما أنه عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي السوري، ويعمل محامياً، إذ يحمل إجازة في القانون.

ج ـ عضوا وفد التفاوض المُستقلان

1- كبير المفاوضين: محمد صبرا

اختارته الهيئة العليا للمفاوضات كبيراً للمفاوضين في وفد المعارضة لمؤتمر جنيف 4، وهو حقوقي يحمل دبلوماً بالدراسات المعمقة في القانون العام، عمل سابقاً مستشاراً قانونياً للحكومة السورية المؤقتة، وكذلك للائتلاف الوطني السوري قبل أن يستقيل منهما لاحقاً. يتحدر صبرا من الجولان السوري المحتل، وله أبحاثٌ في تحديث التشريعات الإدارية والاقتصادية في سورية.

2- بسمة قضماني

اختيرت من الهيئة العليا للمفاوضات لتشغل عضوية وفد المعارضة في مؤتمر جنيف 4 كمستقلة، وكانت منضوية في السابق في “المجلس الوطني السوري” وكانت المتحدثة الرسمية باسمه، ومن أعضاء وفد التفاوض في مؤتمر جنيف 3 العام الماضي. قضماني التي ولدت في محافظة دمشق سنة 1958، لها نشاطات سياسية متعددة، وتحمل إجازة الدكتوراه في العلوم السياسية، وعملت أستاذة مساعدة (تخصص العلاقات الدولية) في جامعة باريس وهي مقيمة في العاصمة الفرنسية، منذ فترة طويلة، وهي ترأس “مبادرة الإصلاح العربية”، وهي شبكة غير حكومية تتألف من باحثين عرب في مجالات الترويج للديمقراطية في الدول العربية.

د – ممثلان عن منصتي القاهرة وموسكو

سمت الهيئة العليا للمفاوضات شخصيتين محسوبتين على المعارضة السورية من منصتي القاهرة وموسكو وهما:

1- جمال سليمان عن منصة القاهرة، وهو ممثل سوري معروف، ولد عام 1959، ويحمل إجازة من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وماجستير في الدراسات المسرحية من جامعة ليدز. بدأ مشواره الفني مع فرقة من الممثلين الهواة كانت تدعى “فرقة شباب القنيطرة” لثلاث دورات في مهرجان مسرح الهواة الذي كانت تقيمه وزارة الثقافة السورية في سبعينيات القرن الماضي، وأقدم أدواره التلفزيونية تعود إلى أواخر الثمانينيات. انتسب إلى نقابة الفنانين السوريين عام 1981، تزوج من الممثلة السورية وفاء موصللي لكنهما انفصلا بعد ثماني سنوات، في العام 2003 تزوج من رنا محمد سلمان ابنة وزير الإعلام السوري السابق. آخر الجوائز التي حصل عليها كانت جائزة أفضل ممثل في مهرجان مؤسسة الأهرام المصرية للدراما عن دوره في مسلسل أفراح القبة مصر 2016

2- علاء العرفات عن منصة موسكو، وهو عضو في “جبهة التغيير والتحرير”، المُقربة من روسيا، وهو مُهندسٌ من مواليد دمشق سنة 1958.

لكن موضوع مشاركة هاتين الشخصيتين غير نهائي، نظراً لاعتراضهما على حجم التمثيل الذي خصصته الهيئة العليا للمفاوضات لمنصتي القاهرة وموسكو

 

أعضاء وفد المفاوضات عن الفصائل العسكرية:

1- محمد علوش

ابن عم زهران علوش القائد السابق لـ”جيش الإسلام”، وهو من مواليد مدينة دوما بريف دمشق عام 1970، ودرس في كلية الدعوة وأصول الدين في السعودية، كما يحمل ماجستيراً في العلوم المصرفية من قسم الدراسات الإسلامية في جامعة بيروت الإسلامية. يُعتبر علوش ممثل “جيش الإسلام” في الخارج، إذ إنه عضو في هيئته السياسية، كما ترأس في السابق الهيئة السياسية لـ”مجلس قيادة الثورة”، واختير السنة الماضية، ليكون كبير المفاوضين ضمن وفد المعارضة في مؤتمر جنيف 3.

2- بشار الزعبي

من أبرز وجوه القيادات العسكرية للمعارضة السورية في جبهة درعا جنوبي سورية، وهو القائد السابق لـ”جيش اليرموك” الفصيل البارز في الجبهة الجنوبية، الذي يتبع الجيش السوري الحر. ويمثل الزعبي حالياً هذا الجيش في الخارج، إذ يشغل منصب رئيس هيئته السياسية.

3- فاتح حسون

وهو عقيد سابق في جيش النظام، أعلن انشقاقه منذ عام 2012، وانخرط مع الثورة في العمل العسكري المسلح بمحافظة حمص. أسس مع آخرين سنة 2012 “حركة التحرير الوطنية” التي ترأس جناحها العسكري، كما شغل في السابق منصب قائد المجلس العسكري الثوري في حمص، وهو قائد “حركة تحرير حمص” التابعة للجيش السوري الحر. كما شغل منصب مساعد رئيس الأركان في الجيش السوري الحر وقائداً لجبهة حمص في عام 2013 كما قاد معركة “قادمون” في ريفي حمص وحماة الشرقي والتي كانت امتداداً لمعركة “الجسد الواحد” في 2013 وتمكن خلالها من تحرير 21 قرية وبلدة في تلك المنطقة، وكان مهتماً بطمأنة الطوائف التي تعيش في تلك المنطقة وخاصة الطائفة الإسماعيلية لأهداف المعركة، وحاول استقطاب الضباط المنشقين من باقي الطوائف وضمهم إلى الجيش الحر.

4- راكان ضوكان (عن الجبهة الجنوبية ـ جيش العشائر)

5- زياد الحريري (عن فصائل الجبهة الجنوبية)

6- خالد النابلسي (عن فصائل الجبهة الجنوبية)

7- معتصم شمير (عن فيلق الرحمن ـ ريف دمشق)

8- أحمد عثمان (عن لواء السلطان مراد)

9- خالد أبا (عن الجبهة الشامية)

10- هيثم رحمة (عن فيلق الشام)

 

عودة جنيف السوري بلا توقعات: معارك مفتوحة بين جولتين

جنيف ــ العربي الجديد

تعود عجلة مفاوضات جنيف السورية للدوران بعد انقطاع دام نحو 10 أشهر، حصل وقتها بسبب تمسك المعارضة السورية بضرورة إلزام النظام السوري بوقف القصف وإيصال المساعدات للمحاصرين وإطلاق سراح المعتقلين، باعتبارها شروطاً فوق التفاوض لمتابعة بحث الحل السياسي وفق القرارين 2118 و2254 الذي نتج عن اجتماعات عدة بين أعضاء مجموعة الدعم الدولية (ISSG) في فيينا عام 2015 برئاسة كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.

وقدّم وفد المعارضة السورية الذي كان يرأسه أسعد الزعبي، وهو أحد قادة الجبهة الجنوبية خلال الجولة الثالثة، 17 وثيقة للأمم المتحدة، فسر بها رؤية المعارضة للحل السياسي المتمثلة بتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية بما فيها صلاحيات رئيس النظام بشار الأسد، بينما لم يقدّم النظام سوى ورقة واحدة احتوت على مبادئ عامة إضافة إلى تفسيره للانتقال السياسي وهو بتشكيل حكومة وحدة وطنية التي كانت قد طرحتها إيران في العام 2012.

وعلى أثرها حاول المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ردم الهوة الكبيرة بين رؤية الطرفين، وبادر إلى كتابة ورقة قدّمها للأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بان كي مون، تنطلق من النقاط المشتركة بين الأوراق التي قدّمها الطرفان، وذكر دي ميستورا في إحاطته أمام مجلس الأمن والتي حملت رقم 7774، أنه تم الاتفاق في نهاية جولات التفاوض على البدء بتطبيق عملية الانتقال السياسي.

ومع توقف جولات التفاوض وعودة المعارك، خسرت المعارضة السورية أجزاء جديدة من أراضيها، لصالح النظام، وأهم تلك المناطق كانت شرق مدينة حلب. واستفاد النظام السوري وداعموه من توقيف جولات التفاوض، فيما أعلنت المعارضة مرات عدة عن استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات من دون شروط مسبقة. ومع زيادة التقارب التركي الروسي وإهمال واشنطن الكبير للملف السوري، تم الاتفاق على عقد اجتماعات في العاصمة الكازاخية أستانة بين كل من موسكو وأنقرة وطهران، ومن ثم تم إضافة الأردن لها، من أجل وقف إطلاق النار في سورية. وهذا ما حاولت المعارضة السورية استغلاله من أجل فصل المسار السياسي عن المسار العسكري، كي يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وإطلاق سراح المعتقلين.

وتقلل المعارضة السورية من أهمية جنيف في الفترة الحالية، بسبب الفتور الأميركي تجاه الملف السوري، وترى أن المعركة الأكبر هي في أستانة. وقال عضو في الوفد الاستشاري الذي حضر إلى جنيف برفقة المعارضة السورية، إن “المسرح الدولي ليس جاهزاً بعد لإيجاد حل للقضية السورية”، مضيفاً في تصريح لـ”العربي الجديد” أن “المعارضة السورية تبارز صاحب القرار الأول الآن في سورية من خلال اجتماعاتها في أستانة”. ولفت المستشار الذي رفض الإفصاح عن هويته إلى أن المعارضة تحاول تخفيف حدة القتل على الشعب السوري إلى حين دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته إلى الملف السوري.

ونصح خبراء بوسنيون قياديين سياسيين وعسكريين معارضين بأن يكون هناك مساران للتفاوض، الأول سياسي والثاني عسكري، ولفتوا انتباههم من خلال مشاركتهم في المفاوضات مع صربيا في تسعينيات القرن الماضي، إلى أن وقف إطلاق النار لم يتحقق في البوسنة إلا بعد التوقيع على آخر وثيقة بين الطرفين، وذلك حسب مصدر مطلع آخر.

وكان دي ميستورا قد قال من موسكو عقب لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس الماضي، إن “اجتماع أستانة سيساهم في تسريع العملية السياسية”، فيما أشارت المتحدثة باسم المبعوث الدولي يارا شريف في مؤتمر صحافي لها يوم الجمعة، إلى أن الحكم والدستور الجديد والانتخابات ستكون المواد الأساسية التي ستركز عليها المفاوضات في جنيف وذلك في ضوء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الأحد في ميونخ خلال مؤتمر الأمن، إن مفاوضات السلام السورية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف هي “الإطار الوحيد لبحث الحل السياسي وانتقال السلطة”، وأن اجتماعات أستانة “لم تكن أبداً بديلاً لها”. وتابع أن الاجتماعات في العاصمة الكازاخية “كانت إجراءً معقولاً لبناء الثقة والحفاظ على وقف إطلاق النار، وخطوة جيدة للأمام، لكن الآن نحن في حاجة إلى استئناف محادثات جنيف التي تمثل الركيزة الأساسية للحل السياسي وانتقال السلطة”.

 

حرب إعلامية مرتقبة في جنيف 4 السوري

لبنى سالم

يُفاجأ المتابع للشأن السوري حين يعرف أن المفاوضات التي عقدت وستعقد بين المعارضة والنظام السوري في سبيل الوصول إلى توافق على حل الأزمة السورية، لا تحظى باهتمام ومتابعة الكثير من السوريين، بالرغم من كونهم المتضرر الأكبر من الصراع والمتأثر الأكبر بنتائج هذه المفاوضات.

 

ولعلّ أبرز مسبّبات عدم الاكتراث الشعبي بهذه المفاوضات هو إدراك السوريين أن كِلا طرفي التفاوض لا يخرجان بالحقائق وبمجريات المفاوضات الواقعية إلى النافذة الإعلاميّة، وأن كل ما سيسمعونه أو يقرؤون عنه على لسانهم ليس أكثر من تكرارٍ لخطاب حفظوه عن ظهر قلب.

 

ومع اقتراب انعقاد الجولة من مؤتمر جنيف 4 بين المعارضة والنظام، اليوم 23 فبراير/شباط، واستمراراً للتجارب السابقة، لا ينتظر من التصريحات والمؤتمرات الصحافية من قبل طرفي التفاوض أكثر من حفلة اتهامات لا توحي بتقدم حقيقي أو تقارب بين الطرفين.

 

تمهّد وسائل الإعلام الرسميّة السوريّة وتلك المؤيدة للنظام اليوم، قبيل عقد المؤتمر، بالتركيز على تشويه صورة المشاركين في وفد المعارضة، وتصفهم بالإرهابين، وهو ما يساعدها في عملية التعمية المنظمة التي تقوم بها على جرائم النظام بحق الشعب السوري.

 

وكما جرى خلال المؤتمرات السابقة في أستانة وجنيف، تقوم وسائل إعلام النظام بتغطية انتقائية لمجريات مؤتمرات التفاوض، وتبث المقتطفات التي تناسب توجهاتها في من المؤتمرات والتصريحات الصحافية.

 

طوال المؤتمرات، المباحثات والمفاوضات الماضية، أظهر وفد النظام اتباعه لأسلوب الحلقة الآمنة خلال المؤتمرات الصحافية التي عقدها على هامش هذه المفاوضات. إذ أحاط الوفد نفسه بمجموعة من الإعلاميين المؤيدين للنظام والذين كانوا يتبنون في أسئلتهم مصطلحات إعلام النظام، بالرغم من عدم تعريف معظمهم عن أنفسهم ووسائل قبيل طرح السؤال، ويَضمنون للناطق الرسمي أن يتلقى الأسئلة التي تخدم ما يود الإفصاح عنه، وهو ما يشير إلى أن انتقاء المصرّح للصحافي لم يكن يتم بشكل عشوائي.

بدت المؤتمرات الصحافية لوفد النظام أكثر تخطيطاً من تلك التي يعقدها وفد المعارضة التي كانت تعطي مجالاً لإعلاميين مؤيدين للنظام والذين كانوا يتقصدون ابتزاز الناطقين الإعلاميين للمعارضة.

 

كما يُركّز وفد النظام خلال تصريحاته الصحافية على هامش المؤتمر على مهاجمة شخصيات وفد المعارضة كأشخاص، كما حدث عقب مؤتمر أستانة الأخير إذ هاجم بشار الجعفري في أول تصريح له بعد الجلسة الافتتاحية وفد المعارضة مكرراً عبارة أنه “لا يرقى لمستوى الحدث” خلال دقائق.

 

ويتّبع الجعفري تكتيك تكرار مصطلحات النظام أمام وسائل الإعلام فيصف وفد المعارضة الذين يجلس معهم على طاولة التفاوض بممثلي “الجماعات الإرهابية المسلحة”، بغرض خلط المفاهيم في أذهان غير المطلعين على مجريات القضية السورية، والخلط بين المعارضة والجماعات الإرهابية التي تقاتل في سورية كـ “داعش” و”النصرة”، كما يكرر في كل مؤتمر اتهاماته لهم بمحاولة إفشال المحادثات في محاولة لتمييع محتوى التصريحات الإعلامية والتعتيم على القضايا الهامة التي ينتظر السوريون سماعها.

 

مقتل مراسل تلفزيوني سوري بقصف جوي على ريف حماة

عبد الرحمن خضر

قُتل الناشط الإعلامي، ومراسل قناة “الجسر” الفضائية، محمد براء حلاق، في قصف جوي، مساء أمس الأربعاء، لطائرة تابعة للنظام السوري على ريف مدينة حماة، وسط سورية.

 

وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إنّ “القصف الجوي استهدف وفداً إعلامياً كان يعمل على تغطية الاشتباكات بين النظام والمعارضة في ريف حماة، ما أدى إلى مقتل مراسل قناة الجسر، وإصابة نحو خمسة إعلاميين آخرين بجروح”.

 

واشتهر محمد حلاق باسم أبو اليزيد تفتناز، والتي ولد فيها بريف محافظة إدلب. وعمل ناطقاً عسكرياً باسم “حركة أحرار الشام” الإسلامية، ولكنّه أعلن استقالته بعد المواجهات الأخيرة بين الفصائل.

 

والتحق حلاق بقناة “الجسر” الفضائية المعارضة، التي نعته أمس، وعمل فيها مراسلاً ميدانياً، يغطي المعارك والقصف في محافظتي إدلب وحلب.

 

ولقي نبأ مقتله انتشاراً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعته قيادات عسكرية بارزة وناشطون في المجال الإعلامي وفعاليات مدنية وسياسية وعسكرية.

 

منظمة بريطانية: “بي بي سي” منحازة للنظام السوري

مانشستر ــ العربي الجديد

اتهمت المنظمة البريطانية “ريثينك ريبلد سوسايتي” Rethink Rebuild Society “هيئة الإذاعة البريطانية” (بي بي سي) بـ “الانحياز لصالح النظام السوري بتغطيتها للصراع في سورية”، وذلك في دراسة نشرتها أمس الثلاثاء.

وأوضحت المنظمة أن أعضاء الجالية السورية في المملكة المتحدة تخوفوا منذ بدء الانتفاضة السورية عام 2011 من تغطية “بي بي سي” غير الموضوعية لما يحصل في البلاد، واعتبروها منحازة لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه، إذ إنها لا تنقل جرائمهم بدقة وموضوعية، مقارنة باعتداءات جماعات مسلحة أخرى في البلاد.

وأشارت إلى أن “بي بي سي” تتعمد عدم تحديد هوية الأسد أو روسيا كمرتكبين للاعتداءات والجرائم في عناوين موادها الإخبارية، بينما تذكرهم صراحة عندما يكون “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) أو جماعات معارضة أخرى هي المسؤولة.

واستندت المنظمة في دراستها إلى 309 مقالات نشرت على موقع “بي بي سي” الإلكتروني بين شهري سبتمبر/أيلول وديسمبر/تشرين الأول في العام الماضي. وصنفت هذه المقالات بناءً على الجهات المسؤولة عن ارتكاب جرائم بحق المدنيين، وشددت على العناوين التي ذكرت الأسد تحديداً.

ووجدت الدراسة أن الأسد وحلفاءه ذكروا في أربعة عناوين فقط من أصل 38 مقالاً حول هجمات قاموا بها، أي بنسبة 11 في المائة فقط، بينما حدد “داعش” في عناوين 9 مقالات من أصل 9 مقالات نسبت إليه هجمات معينة، أي بنسبة مائة في المائة. أما مقاتلو الجماعات المعارضة الأخرى فحددوا في 4 من 5 مقالات عن هجمات منسوبة إليهم، أي بنسبة 80 في المائة.

ونصح القائمون على الدراسة “بي بي سي” بـ “اعتماد سياسة واضحة ودقيقة ومتسقة في كتابة عناوين المقالات الإخبارية المتعلقة بسورية. وفي حال لم يذكر الفاعل في العنوان، فيجب أن يذكر على الأقل ضمن سطور الخبر الأولى”.

 

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الشبكة البريطانية اتهامات من هذا النوع، إذ تعرضت لانتقادات عدة خلال السنوات الأخيرة، على خلفية تغطيتها لما يحصل في سورية، وخاصة بعد استقالة الإعلامية ديما عزالدين منها احتجاجاً، بالإضافة إلى انتشار صور عدة تجمع مراسلها في دمشق، عساف عبود، مع ضباط في النظام السوري.

تجدر الإشارة إلى أن “ريثنك ريبلد سوسايتي” تضمّ مجموعة من البريطانيين من الأصول السورية، ومقرها في مدينة مانشستر. وتعمل على تحسين حياة السوريين في المملكة المتحدة، ودمجهم إيجابياً في المجتمع البريطاني، وفق ما تعرّف المنظمة عن نفسها. وبدأت المنظمة عملها منذ بدء الثورة السورية في عام 2011، وسجلت رسمياً في عام 2013.

 

درع الفرات”تفكّ عقدة الباب..و”داعش” يهرب من أنفاقها

بسط مقاتلو الجيش الحر في غرفة عمليات “درع الفرات” سيطرتهم على الكاملة على مواقع التنظيم في مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، بعد أكثر من ثلاثة أشهر على إطلاقهم المرحلة الثالثة من العملية، والتي كان هدفها طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من آخر معاقله في المدينة.

 

ورغم تعثر عملية استعادة الباب خلال الشهرين الماضيين، مع الإسناد الجوي والبري الذي وفرته تركيا، إلا أن المعارضة طوت صفحة هذه المواجهة أخيراً، باعتماد تكتيك جديد وعتاد أكبر، سمح لها بشنّ هجوم مركز من ثلاثة محاور.

 

وقال مراسل “المدن” في ريف حلب عدنان الحسين، إن الليلة الماضية شهدت أعنف الإشتباكات بين “درع الفرات” وتنظيم “داعش”، ما أسفر عن مقتل 14 عنصراً من التنظيم على الأقل، وعدد من مقاتلي المعارضة لم يعلن عنه، حيث تعرّضت قوة من “دراع الفرات” إلى هجوم بسيارة مفخخة في شارع زمزم وسط المدينة.

 

وخلال الأيام الماضية تقلصت مناطق سيطرة التنظيم إلى المربع الأمني في المدينة، والذي يضم مبنى المحكمة وأبنية الفروع الأمنية سابقاً، وسجناً له، ما شكل نقلة نوعية وتسهيلاً لإحكام السيطرة على المدينة وطرد عناصره منها.

 

وصباح الخميس، استكملت “درع الفرات” تحركها داخل الباب لتسيطر على دوار “السنتر” وسط المدينة، وعلى دوار الراعي، والأحياء الشمالية كاملة، كما شنت هجوماً من المحور الجنوبي وآخر من وسط المدينة، ما شكل ضغطاً كبيراً أجبر عناصر التنظيم على الانسحاب باتجاه مدينة تادف، عبر انفاق أرضية، كان يعتمدها التنظيم في تنقلاته.

 

وبحسب بيان لقياديين من الجيش الحر في “درع الفرات”، فإن قوات المعارضة تستعد حالياً لاستكمال المعارك باتجاه بلدتي قباسين وبزاعة، وهما بلدتان لن تتطلب جهداً كبيراً لاستعادتهما من قبضة التنظيم، نظراً لفرض المعارضة حصاراً خانقاً عليهما من ثلاث جهات. كما أكد البيان مضي المعارضة قدماً باتجاه بلدة تادف.

 

وعلى الجانب التركي، أعلن وزير الدفاع فكري اشيق أن مدينة الباب باتت تحت سيطرة الجيش الحر بالكامل، بعد معارك عنيفة خاضها المقاتلون السوريون بدعم من وحدات تركية خاصة، والطيران الحربي والدبابات، وأكد أن القوات التركية مستعدة لدعم عمليات التحالف الدولي ضد “داعش” شرط تحييد “وحدات حماية الشعب” الكردية في ريف حلب، وفي معركة الرقة.

 

ترامب ليس معنياً ببناء دولة في سوريا

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن الخطة التي تبلورها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهزيمة تنظيم “داعش”، قد تؤدي إلى إحداث تغيّرات كبيرة في الاستراتيجية الأميركية في سوريا، التي ورثها ترامب عن إدارة سلفه باراك أوباما، بما يشمل خفض، أو حتى إلغاء، المساعدات الأميركية للمعارضة السورية، والتخلي عن استعمال المقاتلين السوريين الأكراد كواجهة أميركية في القتال ضد التنظيم.

 

وكان ترامب، قد أمر وزارة الدفاع الأميركية بإعداد خطة شاملة لهزيمة التنظيم بحلول نهاية شهر شباط/فبراير، وأعرب في أكثر من تصريح عن حماسته لزيادة الضربات العسكرية ضد مسلحي “داعش”، مقارنة مع استراتيجية أوباما التي وضعت “سقفاً” لعدد ونوعية الضربات الجوية، للتخفيف من سقوط ضحايا مدنيين.

 

ولم يخفِ ترامب، عبر دعوته لتشكيل “حلفاء جدد”، استعداده للتنسيق مع روسيا في سوريا، ورفع عدد الجنود الأميركيين الموجودين في سوريا بصفة “مستشارين” إلى أكثر من 500.

 

في هذا الإطار، نقلت “واشنطن بوست” في تقرير، نُشر الأربعاء، عن مسؤول مطلع على الملف قوله، إن الهدف بشكل عام هو “تصويب” التركيز الأميركي على “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرى، “من دون الالتهاء بالحرب الأهلية السورية”، أو الحاجة إلى بناء دولة، أو “الدعوة لإرساء الديموقراطية” في البلاد.

 

وستحدّد استراتيجية ترامب المنتظرة، مصير برنامج أطلقته وكالة المخابرات المركزية الأميركية، قبل 3 سنوات، لتدريب وتسليح “المعارضة السورية المعتدلة” في قتالها ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد والمليشيات الموجودة في سوريا. وكان ترامب قد عبّر في السابق عن رفضه دعم المعارضين في سوريا، قائلاً “لا نعرف من هم هؤلاء”، معتبراً أنه يجب على واشنطن التركيز على مكافحة “داعش”.

 

تقرير “واشنطن بوست” يأتي بعد أيام من تقرير لوكالة “رويترز”، نقل عن مصادر في المعارضة السورية قولها إن المساعدات العسكرية التي كانت تنسقها وكالة المخابرات المركزية الأميركية لمقاتلي المعارضة في شمال غرب سوريا، قد جمّدت بعد تعرض المعارضة لهجوم كبير من جهاديين الشهر الماضي.

 

ونقلت “رويترز” تساؤلات مسؤولين في المعارضة عن سبب هذا التجميد، فيما رجّح البعض أن يكون مؤقتاً، ويعود ذلك إلى تخوف واشنطن من سقوط السلاح والمال المقدم للمعارضة المسلحة في أيدي جهاديين. وقال مسؤول في أحد الفصائل الـ5 التي تأثرت بتجميد الدعم “الحقيقة أن هناك تغيرات في المنطقة وهذه التغيرات لا بد أن تكون لها تداعيات”. وأضاف “لا يمكن أن يدخل شيء قبل ترتيب الأمور. هناك ترتيب جديد ولكن لم يتبلور بعد”، فيما قال مسؤولان أميركيان مطلعان على البرنامج، إن التجميد جاء رداً على هجمات الجهاديين ولا علاقة له بوصول ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.

 

المعارضة تطلب مفاوضات مباشرة..وموسكو تؤيد

تنطلق الجولة الرابعة من محادثات جنيف بشأن سوريا، وسط توقعات منخفضة أعرب عنها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي قال إنه لا يتوقع أن تشكل هذه الجولة خرقاً في مجريات الأزمة السورية.

 

وتبدأ الجلسات التمهيدية، الخميس، بلقاءات منفردة يعقدها المبعوث الدولي مع الوفود المشاركة، حيث سيقوم بإطلاع المشاركين على جدول أعمال هذه الجولة، قبل أن يحدد طبيعة إجراء المحادثات وما إذا ستكون مباشرة أم غير مباشرة، كما حصل في النسخ السابقة من المفاوضات.

 

في هذا السياق، طالب وفد الهيئة العليا للمفاوضات بأن يعقد دي ميستورا جلسات مباشرة، في حين قالت مصادر “المدن” إن روسيا تدعم هذا التوجه وتحاول الضغط باتجاه عقد جلسة واحدة، على الأقل، تكون مباشرة بين أطراف الأزمة، واقترحت على الأمم المتحدة أن تكون هذه الجلسة هي الافتتاحية.

 

وهذه هي المرة الأولى التي يطالب فيها وفد المعارضة بأن تكون المفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السورية، إذ جرت العادة أن ترفض المعارضة الجلوس على طاولة واحدة مع الطرف الآخر قبل تحقيقه شروطاً تتعلق بالإفراج عن المعتقلين وفك الحصار عن مناطق مختلفة تخضع لحصار قوات النظام والمليشيات المساندة لها.

 

وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط “نطالب بمفاوضات مباشرة، نحن هنا لنفاوض، لنبدأ بمفاوضات مباشرة تبدأ بمناقشة هيئة حكم انتقالي”. وأضاف خلال تصريحات صحافية، أن المعارضة تبحث عن شريك جاد في جنيف من أجل وضع حد للأزمة السورية، لكنه اعتبر أن وفد النظام السوري لن يقبل الحديث عن انتقال سياسي في سوريا، ولن يفعل شيئاً إلا صرف الوقت وتضييعه. وتابع “لدينا تجربة مع هذا النظام. هم ليسوا هنا للتفاوض حول الانتقال السياسي لكنهم هنا لشراء الوقت ولارتكاب المزيد من الجرائم في سوريا. لا يوجد ثقة بهذا النظام”.

 

وكان دي ميستورا قد قال في وقت سابق، الأربعاء، إنه لا يتوقع تحقيق انفراجة فورية عندما تستأنف محادثات السلام السورية يوم الخميس، وأكد أن روسيا طلبت من الحكومة السورية “وقف القصف الجوي في المناطق التي ينطبق عليها وقف إطلاق النار” أثناء المفاوضات، في حين ستتولى الدول الداعمة للمعارضة بحثها على الحد من الاستفزازات.

 

وقال دي ميستورا إنه يأمل ألا يحاول أي طرف عرقلة المحادثات من خلال استفزاز الآخر مشيرا إلى أن قوة الدفع نحو حل سياسي أمر ضروري لإحباط أولئك الذين يسعون لتخريب جهود السلام.

 

ميدانياً، يبدو الحديث عن تقليص الخروق والضغط الروسي على النظام مجرد حديث على وسائل الإعلام، إذ تشهد أحياء مدينة درعا تصعيداً عسكرياً هو الأعنف خلال الأيام الماضية، تتخلله غارات جوية للطيران الروسي ومروحيات النظام، بحسب ما قال نشطاء لـ”المدن”.

 

ولشدة المعارك الدائرة في درعا، أعلنت السلطات الأردنية إقفال المدارس في مدينة الرمثا الواقعة قرب الحدود السورية. وقال المتحدث الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم الأردنية وليد الجلاد، إنه تم تعليق دوام جميع المدارس في لواء الرمثا كإجراء احتزازي، حيث تسمع أصوات الاشتباكات والقصف والانفجارات في درعا السورية داخل بعض المناطق الأردنية مثل الرمثا ومدينة إربد ولواء بني كنانة.

 

في السياق، يشارك الأردن للمرة الأولى في جلسات محادثات السلام السورية في جنيف، حيث أعلن المتحدث باسم الحكومة الأردنية، وزير الإعلام محمد المومني، إن بلاده سوف تحضر النسخة الرابعة من جنيف، وذلك في إطار مجموعة أصدقاء سوريا.

 

السلاح الروسي:سوريا حقل التجربة.. والإمارات صالة العرض

بسام مقداد

أعلن وزير التجارة والصناعة الروسي في المعرض الدولي للأسلحة والتقنيات العسكرية  في أبوظبي، عن إبرام صفقة دبابات روسية من طراز “T-90” مع إحدى دول الشرق الأوسط، من دون أن يكشف اسم الدولة.

 

ويقول موقع “غازيتا” الروسي شبه المستقل، الذي أورد النبأ في مقالة بعنوان “الدبابات الروسية تغزو الشرق الأوسط”، أن باكستان كانت قد عبرت خلال الأسبوع الماضي عن اهتمامها بشراء هذا النوع من الدبابات، في حين أن الهند كانت قد وافقت في تشرين الثاني/نوفومبر الماضي على شراء 464 دبابة من هذا الطراز، بلغت كلفتها 2 مليارد دولار، ما اعتبره البعض “أكبر صفقة دبابات في العالم خلال السنوات 15 الأخيرة”.

 

وينقل الموقع عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية، أن الدبابة “T-90” قد خاضت معمودية النار في سوريا في ربيع العام الماضي 2016. ويشير الموقع إلى أنه كان قد جرى في نهاية العام 2015 توريد دفعة كبيرة من الدبابات الروسية من طراز “Т-90А” إلى سوريا، كانت تستخدم في الجيش الروسي قبل ذلك. وقد جرى تدريب رجال الدبابات السوريين في مواقع التدريب الروسية، واستخدم الجيش السوري هذه الدبابات للمرة الأولى في محافظة حلب، على حد قول الموقع.

 

ومما يُكر في هذا الصدد، أن الدبابة المذكورة ليست السلاح الروسي الأول الذي يجري اختباره في سوريا. فقد كتبت صحيفة الكرملين “فزغلياد” في مطلع الشهر الحالي مقالة بعنوان “سوريا تتحول إلى حقل تجارب للأسلحة الروسية”، استعرضت فيها تطور المجمع الصناعي الحربي الروسي بعد سقوط الإتحاد السوفياتي، والدور الذي تلعبه المقتلة السورية في اختبار كل جديد في الإكتشافات العلمية الجديدة لهذا المجمع.

 

وتستعرض الصحيفة التجربة التي تعرض لها هذا المجمع في تسعينات القرن الماضي، حين كانت تجري محاولة لإعادة توجيه الصناعات الحربية الروسية نحو الصناعات المدنية، من أجل تلبية  الحاجات الإستهلاكية للسكان. وبلغت هذه التجربة في حينها مستويات مثيرة للسخرية، حيث كانت مصانع الطيران والدبابات والمدافع تحاول جاهدة إنتاج الغسالات والثلاجات وأدوات المطبخ التقليدية.

 

وتقول الصحيفة في هذا الصدد، إن وضع العلوم والإنتاج رفيع التقنية في روسيا كان يرتبط تقليدياً بوضع المجمع الصناعي-الحربي. فالقسم الأعظم من الإكتشافات والإختراعات الروسية في القرن العشرين قد تم لصالح العسكريين وسواهم من الأمنيين. وقد خلق ذلك اقوى مدارس الرياضيات وعلوم الفيزياء والتكنولوجيا، ودعم الأبحاث، ليس في العلوم التطبيقية فحسب، بل وفي العلوم الأساسية ايضاً. هذا من جان ، لكن من جانب آخر، نشأ في الإتحاد السوفياتي، حتى أواخر الثمانينات، وضع شديد المفارقة: فالبلد، الذي خلق تكنولوجيات فضائية ونووية فائقة التعقيد، تبين أنه عاجز عن توفير الكميات الضرورية من أجهزة التلفزة الطبيعية والغسالات لسكانه. والتجارب، التي تلت هذا الوضع من إعادة توجيه الصناعات الحربية وتفكيك مؤسسات البحث العلمي العسكرية أفضت إلى نقطة البداية، إذ تعلمنا “أن من الضروري أن نجيد نحن بأنفسنا القيام بكل شيء، لأنه توجد عقوبات وقيود ولا توجد سوق عالمية حرة”، على ما تقول الصحيفة.

 

وتشير الصحيفة إلى أن القطاع الروسي المدني في الصناعات ذات التكنولوجيات الرفيعة “لم ينهض على قدميه حتى الآن، بل هو ميت في بعض المواقع أكثر مما هو حي”. ويكفي أن ننظر داخل أي شقة سكنية لنعرف من هي البلدان، التي تصنع التقنيات الكهربائية والإلكترونية الموجودة فيها. وتبين أن صانعي الرادارات الروس لم يتعلموا كيف يصنعون، مثلاً، الميكرويف، لكنهم لم ينسوا صناعة الرادارات.

 

وتقول الصحيفة بأن الحرب في سوريا تبقى هي الخلفية المفهومة في هذا المجال. فإلى جانب النضال ضد الإرهاب تقوم هذه الحرب بدور الحقل الهائل لإختبار التصاميم العسكرية الجديدة، الأمر الذي لا تخفيه القيادة العسكرية الروسية. والإختبار لا يتم في ظروف الصحراء فحسب، بل في ظل التفاعل مع التكنولوجيات غير الصديقة “للشركاء الغربيين”، التي تلوح من خلف ظهر أصحاب اللحى المحليين.

 

وتذكر الصحيفة، أن لائحة التصاميم الروسية الجديدة، أو التي تم تحديثها بشكل شبه كلي وظهرت في سوريا، هي لائحة طويلة  جداً، لاسيما في ما يتعلق بالطيران وتقنيات الصواريخ. وتعدد الصحيفة، بتباه بارز، أنواع المقاتلات الحربية التي تم تطويرها وتتوقف عند الصاروخين عاليي الدقة  “كاليبر”  و”X-110″، وتذكر “برحلتهما من بحر قزوين”. وتقول إن صناعة طائرات وصواريخ جديدة هي صناعة متطورة تقليدياً في الإتحاد السوفياتي وروسيا، لكن صناعة الروبوتات العسكرية هو توجه جديد نسبياً في العالم، لم تبق الصناعات الحربية الروسية بعيدة عنه، بحسب الصحيفة.

 

وتنتهي الصحيفة إلى القول، إن ما يجري راهناً في المجمع الصناعي الحربي الروسي هو استمرار استعراض النتائج، التي لا تزال تتمخض عنها الإستثمارات، التي تم توظيفها في القوات المسلحة الروسية والمجمع الصناعي الحربي بعد العام 2008، حين كشفت الحرب مع جورجيا آنذاك عن مدى الوهن الذي كانت قد بلغته روسيا. ومما لا شك فيه، بحسب الصحيفة، أن الواقع الراهن يثبت، ليس بقاء القدرة العلمية والصناعية الروسية على قيد الحياة بعد سنوات التسعينات العجاف، بل وتطورها واستعادة حيويتها من جديد.

 

وحول الإتجاهات اللاحقة في مسيرة هذا التطور، تقول الصحيفة إنه يمكن الحكم على ذلك من خلال نتائج ما ينشر من نتائج الأبحاث، ليس في مؤسسات الأبحاث المستقبلية الكبرى فحسب، بل والصغرى أيضاً. وتأمل الصحيفة في أن ترى نتائج التصاميم العسكرية، ليس على شكل روبوتات تكشف الألغام وحسب، بل وعلى شكل روبوتات منزلية روسية.

 

موسكو وواشنطن تبحثان إقامة “مناطق آمنة” في سوريا

قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، إن موسكو تنتظر من واشنطن “إيضاحات” حول إقامة مناطق آمنة في سوريا، كاشفاً أنه تمّ التطرّق إلى هذا الموضوع خلال اتصال هاتفي أجراه، الثلاثاء، مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون.

 

وأوضح لافروف في تصريحات صحافية، الأربعاء، أن بلاده تنتظر من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب “أي اقتراحات” حول التعاون في سوريا، معبتراً أن أي مبادرة من واشنطن لإقامة منطقة آمنة “يجب أن تأخذ في الاعتبار الواقعية على الأرض”، وضرورة التنسيق مع الحكومة السورية بهذا الشأن. وأعرب الوزير الروسي عن أمله في أن تكون الولايات المتحدة “مهتمة بالتعاون في تسوية الأزمة السورية”.

 

في غضون ذلك، لفت وزير الدفاع التركي فكري إشيق، إلى أن هناك “تغيراً طفيفاً” في موقف الولايات المتحدة من عملية مدينة الرقة السورية، ودور “وحدات حماية الشعب الكردية” فيها. وقال إشيق في مقابلة تلفزيونية، الأربعاء، إن تركيا تحدثت مجدداً مع المسؤولين الأميركيين حول ضرورة انسحاب المقاتلين الأكراد من مدينة منبج، مضيفاً أن أنقرة ستواصل إصرارها على هذا الموضوع.

 

في السياق، كشف المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالن، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيلتقي نظيره الأميركي دونالد ترامب على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في أيار/مايو المقبل.

 

ودافع كالن عن شراء تركيا لمنطومة صواريخ “اس-400” من روسيا، مؤكداً أن هذا الأمر لا يتعارض مع وجود تركيا في حلف “الناتو”. وأضاف “نسعى لإنتاج منظومتنا الدفاعية بأنفسنا وسيادة بلدنا والحفاظ على أمنها واستقرارها هو أولوياتنا”.

 

وعن العلاقات مع ايران، قال كالن إن أنقرة لا ترغب بالتصعيد مع طهران، لكنّه أكد أن ايران تسعى لاكتساب نفوذ لها في العراق وسوريا، واعتبر أنه على الإيرانيين “أن يعيدوا حساباتهم في ما يخص علاقاتهم مع دول المنطقة والعالم”.

 

درعا: النظام يستعين بالمليشيات الأفغانية وحزب الله

مهند الحوراني

استقدمت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له تعزيزات عسكرية، الخميس، إلى ما تبقى من مواقع تحت سيطرتها في حي المنشية في درعا البلد. ويستغل النظام انشغال فصائل المعارضة بالمعارك الدائرة في ريف درعا الغربي، مع “جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، والذي سيطر على عدد من القرى بصورة مباغتة أثناء المواجهات بين النظام والمعارضة.

 

وشنت قوات النظام هجوماً على الأبنية السكينة والقطاعات التي سيطرت عليها المعارضة مؤخراً في حي المنشية، وسط تمهيد ناري عنيف وقصف بالطيران الروسي والمروحي السوري. وبلغ عدد الغارات، في حصيلة غير نهائية، 19 من الطيران الروسي، و29 غارة للطيران المروحي الذي ألقى براميل متفجرة على أحياء سكنية في درعا البلد، فضلاً عن القصف المدفعي والصاروخي، حيث تعرضت الأحياء إلى قصف بـ21 “صاروخ فيل”، وثماني أسطوانات متفجرة، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وسقوط عدد من الجرحى.

 

الناطق باسم غرفة عمليات “البنيان المرصوص”، التي تدير “معركة الموت ولا المذلة” أبوشيماء، قال لـ”المدن”، إن “النظام استقدم دبابتين وثلاث عربات، وسيارة زيل إضافة لعناصر من حزب الله والمليشيات الأفغانية، في محاولة منه لتنفيذ هجوم يستعيد فيه ما خسره في حي المنشية خلال الأيام الماضية”.

 

وبحسب المصدر، فإن النظام خسر خلال هجومه “عربة شيلكا وعدداً من جنوده، إضافة لتدمير حاجز السنفور بعربة مسيرة، بعد استعادتنا لزمام المبادرة وتنفيذ هجوم معاكس هدفه تحرير حي المنشية بالكامل”.

 

وأطلقت فصائل المعارضة في هجومها المعاكس صاروخين محليي الصنع، استهدفا مواقع لقوات النظام داخل حي المنشية، في الوقت الذي تدور فيه اشتباكات عنيفة على خطوط التماس، حيث تحاول المعارضة استكمال المرحلة الثالثة من المعركة، وإيقاف أي محاولة تقدم من قبل النظام.

 

دلالات كبيرة تنطوي وراء الرغبة الشديدة من قبل النظام ومليشيات، باستعادة الحضور مجدداً في حي المنشية، والعمل على التقدم باتجاه الجمرك القديم، فليس سراً أن النظام يسعى منذ أشهر للتقدم والسيطرة على جمرك درعا القديم، ومن ثم تفعيله كمعبر حدودي مع الأردن، يستطيع من خلاله النظام استثمار التبادل التجاري، والاستفادة من الرسوم الجمركية والحركة التجارية لاقتصاده المنهار.

 

إلا أن هذه المساعي اصطدمت بالثبات الذي حققته فصائل المعارضة في مواقعها، وتنفيذها هجمات معاكسة أربكت حسابات النظام، الذي لطالما ظن أن الضغوط الدولية والإقليمية على فصائل الجنوب والتفاهمات الروسية-الأردنية، قد تبعد أي تحرك جدي للفصائل في الجنوب السوري. لكن في الوقت نفسه، تعرف المعارضة أن أي توتر في العلاقة مع الأردن يمكن علاجه لاحقاً، خصوصاً وأن عمّان ترفض بشكل قاطع أي تواجد لمليشيات إيرانية أو حزب الله على حدودها الشمالية، وهي نقطة التقاطع بين فصائل المعارضة والأردن في درعا.

 

على صعيد آخر، واصلت الطائرات الحربية الروسية والمروحيات السورية، عملياتها الانتقامية من المدنيين، حيث استهدفت بلدات ومدن تبعد عشرات الكيلومترات عن خطوط الجبهة في حي المنشية. وشن الطيران الروسي ثماني غارات على مدينة بصرى الشام في أقصى ريف درعا الشرقي، فيما ألقى الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة على المدينة، الأمر الذي تسبب بسقوط مدني وجرحى آخرين، وسط حالة نزوح من السكان نحو القرى المجاورة، في حين قضت امرأتان وأصيب آخرون بقصف بالبراميل المتفجرة استهدف بلدة الجيزة بريف درعا الشرقي.

 

جنيف-4″.. مشهد معقد لمفاوضات متواضعة

دينا أبي صعب

مشهد شديد التعقيد في جنيف قبل ساعات على انطلاق جولة المفاوضات الراعبة بشأن الأزمة السورية؛ وحتى الآن لم يتضح من معالمها إلا ما يحاول المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا فرضه على طاولة النقاش، من ثلاثية كررها مرات عديدة في مؤتمراته الصحافية الاخيرة: التفاهم على حكم ذو مصداقية وشامل ولا طائفي، ووضع دستور جديد للبلاد، وإجراء انتخابات على أساس الدستور الجديد.

 

ثلاثة عناوين عريضة لا يمكن مقاربتها بشكل جدي في هذه الجولة، التي يبدو أنها ستكون جولة رفع عتب، أو تمرير وقت، إلى أن تتسلم الإدارة الأميركية الملف السوري بشكل رسمي ويتضح موقفها النهائي الذي تنتظره الأمم المتحدة بفارغ الصبر.

 

جلبة كبيرة حدثت في توجيه الدعوات للمعارضة، فمحاولة ستيفان دي ميستورا تشكيل وفد موحد لم تلق النجاح. في البداية، اعتمد المبعوث الدولي وفد الهيئة العليا للمفاوضات، وهو يضم ممثلين عن منصتي موسكو والقاهرة، لكن موسكو وإلى جانبها قادة منصتي القاهرة وموسكو، رفضوا التشكيلة واعتبروا أنها “غير متوازنة”. وتحت الضغط الروسي قام دي ميستورا في اللحظات الأخيرة بتوجيه دعوات منفصلة إلى المنصتين المذكورتين.

 

وعلى هذا الأساس، حضر وفد الهيئة العليا برئاسة نصر الحريري إلى جنيف. ويضم وفد الهيئة العليا كلاً من: فؤاد عليكو، عبد الأحد اصطيفو، محمد الشمالي، عبد المجيد حمو، نشأت طعيمة، أليس مفرّج، ركان زوكان، خالد عبا، محمد علوش، فاتح حسون، زياد الحريري، خالد النابلسي، بشار الزعبي، هيثم رحمة، بسمة قضماني، محمد صبرا، خالد المحاميد، علاء عرفات.

 

وتم تسريب لائحة مشتركة لوفد منصتي موسكو والقاهرة تضم: جمال سليمان، جهاد مقدسي، فراس الخالدي، منير درويش، بشير السعدي، وفيق عرنوس، فيما حضر إلى جنيف، من غير قرار بالمشاركة، رندا قسيس من منصة أستانا، وقدري جميل من منصة موسكو.

 

بالنسبة لمضمون النقاش، يبدو أن هذه الجولة ستكون تكراراً لتجربة “جنيف-٣”، فأجندة دي ميستورا الثلاثية لا تتقاطع مع أجندتي المعارضة المنبثقة عن الهيئة العليا ووفد النظام؛ المعارضة تشترط مرة جديدة ألا يكون للرئيس السوري بشار الاسد أي دور في مستقبل سوريا حتى خلال المرحلة الانتقالية، أما خطة الأمم المتحدة فلا تأتي على ذكر مصير الأسد، والأمر بالنسبة لها متروك للانتخابات، أي المرحلة النهائية من العملية السياسية، فيما تؤكد أوساط وفد الحكومة السورية أنه يحضر إلى جنيف مرتكزاً على التغييرات الميدانية بعد مرحلة حلب، وعلى هذا الأساس لا مشكلة له مع من يتفاوض، وبأي طريقة أكانت مباشرة أم غير مباشرة، مع الأخذ بعين الاعتبار خطوطه الحمراء التقليدية مثل عدم نقاش منصب الرئيس، وعدم الحديث عن هيئة حكم انتقالية، والتركيز مجدداً على تشكيل حكومة موسعة أو حكومة وحدة وطنية.

 

أوساط الأمم المتحدة، التي أصرت على عقد هذه الجولة في هذا التوقيت، تحافظ على هامش واسع من التوقعات المتواضعة، وإعلان مكتب المبعوث الدولي أن هذه الجولة هي الجولة الأولى من جنيف أربعة التي ستستمر نحو أسبوعين، يوحي بأن موعد ٢٣ شباط/فبراير لن يكون سوى مقدمة متواضعة لجولات مقبلة، وحينها قد يتضح الموقف الأميركي من الأزمة السورية، ويستطيع دي ميستورا تثبيت خططه المستقبلية.

 

ديرالزور: “داعش” يعاقب رجلاً استخدم الإنترنت في منزله

تعرض رجل سوري لعقوبة قاسية من قبل تنظيم “داعش” في مدينة الميادين بريف محافظة دير الزور الشرقي، قرب الحدود السورية العراقية، بتهمة “حيازة وتشغيل جهاز إنترنت في منزله بدون رخصة” حسبما نقل “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

 

وقال المرصد أن “داعش” قام بجلد الرجل 200 جلدة في ساحة الجرادق وسط المدينة، إضافة لتغريمه بمبلغ مليون ليرة سورية، فيما أكدت مصادر أهلية من داخل المدينة أن التنظيم المتشدد عمد من هذه العقوبة القاسية إلى إلزام المواطنين بعدم إخفاء أجهزة ستلايت لديهم، عبر بث الخوف والرعب في نفوس المدنيين من “عقوبة الجلد والغرامة المالية الكبيرة”.

 

يأتي ذلك بعد عدة قرارات وفتاوى أطلقها “داعش” في مناطق سيطرته في سوريا والعراق، تحرم على المدنيين استخدام الإنترنت ومتابعة التلفزيون في منازلهم، كما تمنع أصحاب صالات الإنترنت من استخدام النواشر لتوزيع الإنترنت خارج مقاهي الإنترنت التي يراقبها باستمرار عناصر من “داعش” ودوريات شرطة “الحسبة” أيضاً، حيث يهدف التنظيم لفرض تعتيم إعلامي على المدنيين هناك وعزلهم وإغراقهم بمواده الإعلامية المتطرفة، إضافة لمنع المقاتلين الأجانب فيه من محاولة الهروب من مناطق سيطرة التنظيم، إضافة لمنع خروج أي أنباء عن التنظيم إلى العالم الخارجي.

 

ومنذ مطلع العام الجاري، بدأ “داعش” إلى تسيير طائرات استطلاع صغيرة فوق مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، ضمن عمليات بحث جديدة عن أجهزة “ساتلايت” وإنترنت فضائي، وقامت عناصر نسائية من التنظيم برفة دوريات أمنية، بتفتيش بعض المنازل هناك، بناء على معلومات رصدتها طائرات الاستطلاع.

 

مثقفون سوريون يطالبون الأمم المتحدة بإغلاق سجن صيدنايا

 

في العشرين من الشهر الجاري، أرسلت مجموعة كبيرة من المثقفين السوريين رسالة الى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة تدين الجرائم التي تم ارتكابها في سجن النظام في صيدنايا وتطالب بإغلاقه، واحالة المسؤولين إلى محكمة الجنايات الدولية.

 

ووقّع على الرسالة شخصيات سورية قديرة منها الباحث أحمد البرقاوي والفنان رسام الكاريكاتور علي فرزات. ومن الكتاّب السوريين فاروق مردم بيك ومصطفى خليفة وياسين الحاج صالح وإبراهيم الجبين وراتب شعبو. ومن الفنانين السوريين فارس الحلو وعبد الحكيم قطيفان ومي اسكاف والشاعر نوري الجراح والشاعرة عائشة أرناؤوط والملحن سميح شقير. كما وقّع الرسالة من الباحثين والمفكرين الدكتور برهان غليون والدكتور حازم نهار وكذلك الدكتورة فداء حوراني والدكتورة بسمة القضماني وغيرهم عدد كبير من الأسماء، حتى بلغ عدد أوائل الموقعين من المثقفين والاعلاميين والكتّاب والباحثين الجامعيين والأطباء والقانونيين وأعضاء منظمات المجتمع المدني، حوالى مئتي اسم. في حين وصلت لائحة التواقيع المفتوحة الى سبعمئة اسم كما يستمر جمع التواقيع على هذه الرسالة وسترسل اللوائح بشكل متتالي الى الأمم المتحدة. وجاء تحرير الرسالة والتنسيق لها بمبادرة من مجموعة من السوريين منهم الدكتورة سميرة مبيض والأستاذ محمد الرومي والأستاذ علي رحمون وتضمن نصّها:

إلى السيد أنطونيو غوتيريس، أمين عام منظمة الأمم المتحدة

كان على الصور الموثقة في شهر آب/أغسطس 2013 في ملف قيصر، والتي تكشف عن 7600 ضحية قُتلت بطريقة ممنهجة في سجون النظام السوري، أن تكفي بحد ذاتها لإدانة بشار الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

 

لقد وُضِعَ ملف قيصر في متناول الرأي العام العالمي منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، بَيْدَ أن عمليات القتل مازالت مستمرة في سجون الأسد، والمغلقة في وجه مؤسسات حقوق الإنسان والمراقبين الدوليين.

 

واليوم، ها هي منظمة العفو الدولية تنشر في شباط/فبراير 2017، تقريراً جديداً يؤكد آلاف الحالات من التعذيب والتجويع والقتل في سجن صيدنايا، ويشهد على إبادة تتصف بعنف ووحشية لا يمكن تحمّلها، بينما ما زال المجتمع الدولي يعترف بشرعية هذا النظام الذي يقتل شعبه تحت مسمى الجمهورية العربية السورية.

 

ليس للمعتقلين في سجون نظام الأسد أي صوت، وعليه فإن من مسؤوليتنا الوطنية كمثقفين سوريين أن نكون صوتهم المسموع، ومن مسؤوليتكم تجاه الإنسانية أن تعملوا لوضع نهاية  للعنف المفرط لهذا النظام المتوحش.

 

وبناء على تلك الوقائع، فإننا، نحن الموقعين، نتقدم إلى السيد أمين عام الأمم المتحدة، بالمطالب التالية:

تجريم كافة الأفراد المسؤولين عن تلك الجرائم المرتكبة في السجون السورية، وبشكل علنيّ.

دعوة مجلس الأمن إلى إصدار أمر بإغلاق المسلخ البشري المسمى بسجن صيدنايا، والإحالة إلى محكمة الجنايات الدولية.

 

العمل من أجل إنقاذ المعتقلين الذين مازالوا على قيد الحياة وحمايتهم من مصيرِ مأساويّ كان قد أودى بحياة رفاقهم في سجن صيدنايا.

 

لعبة شكلية في مفاوضات السلام في جنيف

لا جديد في الحل السوري والأقوياء سيفرضون كلمتهم

بهية مارديني

وفدا الحكومة والمعارضة السوريتين وصلا الى جنيف

«إيلاف» من لندن: تبدأ مباحثات السلام الخاصة بسوريا في جنبف وسط سقف منخفض للتوقعات لعدم الجدية في تحقيق أي اختراق في المسار التفاوضي.

 

وتبدأ اجتماعات الموفد الدولي ستيفان ديميستورا مع وفد النظام والمعارضة كلا على حدا بعد أن وصلت الوفود أمس تحضيرا لمفاوضات قد تكون مباشرة بين الطرفين.

 

ووصل وفد النظام السوري وثلاثة وفود للمعارضة تلقوا دعوات مكتوبة من ديميستورا وهم وفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يضم أيضا المعارضة العسكرية التي شاركت في أستانا ١ وأستانا ٢ كما وصل وفدي منصتي موسكو والقاهرة .

 

واعتبر المحلل السياسي السوري جوني عبو في تصريح خَص به «إيلاف» أن “السوريون حاليا لا يملكون قرارهم في الطرفين أي سواء النظام أو المعارضة ، والمسارات التفاوضية الحقيقية تجري بين الدول الاقليمية والدول الكبار أميركا وروسيا، لكن من ضمن اللعبة السياسية الشكلية أن تذهب وفود سورية و تأتي أخرى في الاطار العام لاستكمال المشهد”.

 

وشدد أن ” القوة و النفوذ على الأرض لهما دور بارز ومن يقف خلف كل فريق “.

 

و حول المسار التفاوضي سواء في جنيف أو أي مكان آخر عبّر عّن اعتقاده أنه ” يجب أن يرتكز على مقررات الأمم المتحدة التي أعطت الشعب السوري الحق في التغيير خاصة مع الثمن الغالي الذي دفعه وقدمه”.

 

وحول الموقف الأميركي رأى ” أن واشنطن ليست نائمة لكن لديها ما يمكن وصفه ” اليمين الوطني ” وفق تعابيرهم الجديدة ربما هي تسمية مصالح تحاول واشنطن التركيز عليها في الأولويات بإعتبار أن مكافحة الارهاب بات هو الأساس لبلدان المجتمع الدولي الرئيسة وكذلك العمل على نشر نظرية ” الاقتصاد المتوحش ” فالسياسة تديره وهو في الواجهة فضلا عن توسع ملف الهجرة و اللجوء والقضايا الأمنية نظرا لاختلاف الثقافات”.

 

ووجد عبو أن معيقات كثيرة تقف في وجه السوريين الذين” يريدون قرارهم في الداخل و الخارج لان التركيبة الجديدة ديمغرافيا والخارطة السياسية الجديدة في المنطقة والمصالح والسلام مع اسرائيل وكثير من المعطيات الدولية تلعب دورا في الوضع السوري الضعيف، والأقوياء يفرضون كلمتهم”.

 

وأكد عبو أنه فيما يخص المنصات بما أسماه ” بدكاكينها ” المتنوعة تلك ” فهي تعود الى خلفية الدعم السياسي والمالي والعسكري أي أنها اصطفافات واجهية تحاول الدول المعنية بالوضع السوري صناعة هياكل سياسية منها لتقديمها الى الرأي العام بأنها أشكال تمثيلية لأطياف الشعب السوري” .

 

«جنيف 4» تنطلق اليوم باجتماع بروتوكولي وسقف توقعات منخفض

ميشال أبو نجم

بعد انقطاع تسعة أشهر، عاد ملف الأزمة السورية إلى جنيف في جولة رابعة تنطلق اليوم ولأسبوعين بعد وصول وفود المعارضة «الثلاثة» ووفد النظام أمس إلى المدينة السويسرية وسط مخاوف من عجزها عن تحقيق اختراق جدي.

 

وكما في الجولات الثلاث السابقة، يعود دور الأمم المتحدة إلى الواجهة بعد أن سرق اجتماعا آستانة في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الأضواء منها، ليعود التركيز على الحل السياسي. لكن إحدى صعوبات الجولة الجديدة تتمثل في الانتهاكات الواسعة لوقف إطلاق النار الذي أرسي في العاصمة الكازاخستانية وفيما تعتبره المعارضة إخفاقا لروسيا وأنقرة في تنفيذ التعهدات التي التزمت بها، وأولها وقف النار والبحث في ملف السجناء والمخطوفين وإيصال المساعدات الإنسانية.

 

وفي مؤتمر صحافي حافل عقده المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، عصر أمس، برزت وبشكل فاضح الصعوبات التي تحيط بجولة المفاوضات الجديدة حيث تبدى أن الأخير لا يعرف بالتحديد كيف ستجري الأمور اليوم، لا لجهة كيفية حصول أول اجتماع ولا لجهة الوفود التي تمثل المعارضة والتي وجه إليها دعوات رسمية وآخرها لمنصتي القاهرة وموسكو.

 

وقال المبعوث الخاص للصحافيين: «لا تسألوني عن كيفية تنظيم كل ذلك»، مضيفا أنه سيجتمع ثنائيا صباح اليوم مع الوفود التي وصلت لبحث هذه المواضيع. وفهم منه أن الاجتماع الأول سيكون فقط بروتوكوليا وبحضور ممثلين عن مجموعة الدعم الدولية لسوريا. ووصلت لـ«الشرق الأوسط» في جنيف معلومات تفيد بأن الهيئة العليا للمفاوضات «مستاءة» من دعوة دي ميستورا لوفدين إضافيين، ومنح صفة «وفد معارضة» عليهما بناء على ضغوطات من روسيا. وكان من المنتظر أن يعقد وفد الهيئة العليا وأعضاء منها وصلوا إلى جنيف عصرا اجتماعات تشاورية. كذلك سيبحث هذا الجانب مع دي ميستورا نفسه صباح اليوم.

 

وكشف المبعوث الأممي أن ممثل روسيا في مجموعة متابعة لوقف إطلاق النار التي التأمت أمس في مقر الأمم المتحدة، أعلن أن موسكو «طلبت رسميا من النظام السوري الامتناع عن عمليات القصف الجوي في المناطق المشمولة بوقف النار وطيلة انعقاد الجولة الراهنة». كذلك أشار إلى أنه طلب من «الأطراف الأخرى المؤثرة» أن تفعل الشيء نفسه من أجل ألا تكون الأعمال العسكرية سببا لانهيار المفاوضات الحالية. إلا أنه استدرك بالإشارة إلى أن وقف النار الذي «يعاني من انتهاكات كثيرة ما زال قائما إلى حد كبير».

 

وفي إشارة مبطنة ربما إلى النظام السوري أو أطراف أخرى، نبه المبعوث الأممي إلى أنه يمكن أن يتعرض لـ«محاولات تخريب» أو لـ«محاولات استفزازية من أجل دفع طرف ما إلى الانسحاب من المفاوضات». وبرأيه، فإن وقف النار «بحاجة إلى الزخم السياسي» حتى يستمر، ما يعني في نظره أنه لن يستمر إذا ما فشلت جنيف4. كذلك رأى أن العملية السياسية تستفيد كذلك من احترام وقف الأعمال العدائية. ومع ذلك، فإن دي ميستورا نبه إلى أنه يريد أن تستمر المفاوضات وحتى إن لم يحترم وقف النار «لأن ذلك ليس شرطا أساسيا» ما يفسر قوله إنه «سيرفض الشروط المسبقة» التي يمكن أن يطرحها هذا الطرف أو ذاك.

 

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر أوروبية ومن أوساط المعارضة أن اجتماعات تمهيدية حصلت أمس في جنيف من أجل تنسيق المواقف، ومنها اجتماع بين المبعوث الأميركي مايكل راتني ووفد الهيئة العليا للمفاوضات، واجتماعات أخرى مع ممثلين لدول «النواة الصلبة» الداعمة للمعارضة السورية. وبحسب هذه المصادر، فإن الغربيين نصحوا المعارضة بأن «تثابر» على حضور الاجتماعات حتى وإن كانت صعبة و«ألا ترتكب الغلطة التي ارتكبتها في شهر أبريل (نيسان) الماضي عندما انسحبت من المحادثات بسبب التصعيد العسكري الذي لجأ إليه النظام والميليشيات التي تحارب إلى جانبه». وقال عضو من منصة موسكو لـ«الشرق الأوسط»، إن «أفضل هدية نقدمها لبشار الأسد هي الانسحاب من المفاوضات وإعطاؤه حجة هو والإيرانيين من أجل تصعيد العمليات العسكرية والسعي لفرض أمر واقع على الشعب السوري».

 

وفي السياق عينه، رأى مصدر غربي أن المعارضة السورية «أقوى على طاولة المفاوضات مما هي عليه عسكريا وبالتالي يتعين عليها استخدام هذه الورقة واستثمار جنيف من أجل إعادة التركيز على عملية الانتقال السياسي التي يهرب النظام من التطرق إليها». ويضيف هذا المصدر أن موسكو تقول لنا إنها «تريد تحقيق تقدم على طاولة المفاوضات، لذا علينا أن نرى إن كانت جادة وكيف سيترجم ذلك ابتداء من اليوم وأول اختبار لها هو مدى قدرتها على حمل النظام على الدخول في مفاوضات جدية».

 

يصعب القول إن دي ميستورا بدا متفائلا قبل ساعات قليلة على معاودة المفاوضات. فأكثر من مرة، خفض من سقف التوقعات، وهو وإن كان متيقنا أن الجولة الجديدة ستكون «مفيدة وجدية»، إلا أنه «لا يتوقع اختراقا كبيرا». ورغم أنه «لا توقعات مفرطة» من جنيف 4. إلا أن دي ميستورا «يريد منح الشعب السوري فرصة» لإحلال السلام في بلاده. واستبق المبعوث الأممي انطلاق المحادثات ليعلن أنه ينتظر الخطابات العدائية والتهويل. وردا على سؤال حول ظروف انعقاد الجولة الراهنة مقارنة مع ما حصل العام الماضي، رأى دي ميستورا أن العام 2017 «مختلف عن 2016 من الناحيتين الجيوسياسية والعسكرية»، مدللا على ذلك بأن اتفاقات وقف النار السابقة كانت ثنائية أميركية – روسية بينما العام الحالي تغيرت بتراجع الدور الأميركي ودخول تركيا وإيران إليها.

 

لكن المبعوث الأممي الذي أدهش المجتمعين في ميونيخ الأسبوع الماضي بتأكيده أنه لا يعرف ما هي السياسة الأميركية الجديدة إزاء الملف السوري، سعى بالأمس للتخفيف من انتقاداته بالقول إن أي إدارة جديدة «تحتاج لشهر من أجل وضع استراتيجية جديدة». لكن هذا لا يعني في نظره أنه يتعين الانتظار حتى تتبلور مواقف واشنطن لأن الخطر هو أن «نفقد الزخم» المتأتي من آستانة. ووصف جولتي المفاوضات في آستانة بأنها كانت «بادرة إيجابية جدا» آملا أن تحصل لقاءات جديدة تتناول الجوانب العسكرية بينما مرجعية المسائل السياسية هي جنيف. ودعا دي ميستورا إلى الصبر وانتظار «نهاية المحادثات» بدل الحكم عليها سلفا.

 

واستفاد المبعوث الأممي من فرصة المؤتمر الصحافي أمس ليوجه رسائل في أكثر من اتجاه وأولها إلى موسكو وذلك في موضوع بلورة دستور سوري جديد وفق الفصول الثلاثة المنصوص عليها في القرار الدولي رقم 2254 وهي، إلى جانب الدستور، الحوكمة والانتخابات. وفيما يبدو أنه انتقاد لبادرة موسكو ببلورة مسودة دستور جديد، قال دي ميستورا إن صياغة الدستور «امتياز خالص للشعب السوري»، وإنه «ليست هناك دولة سمحت لدولة أخرى أن تضع دستورها». لكن هذا الانتقاد لا ينطبق على الأمم المتحدة التي يمكن أن «تضع خبراتها بتصرف الشعب السوري».

 

وأمس، كانت صورة الوضع كما تبدو من جنيف «غير مشجعة» لجهة النتائج التي يمكن أن تسفر عنها الجولة الراهنة. فأوساط المعارضة وكذلك مسؤولون غربيون اتصلت بهم «الشرق الأوسط»، أجمعوا على تأكيد أن جدية المفاوضات ستتبدى سريعا جدا ومنذ الاجتماعات الأولى، وأنه لذلك «يتعين الالتفات بشكل خاص لما سيكون عليه الأداء الروسي» ومدى استعداد موسكو لـ«لي ذراع» الأسد وقدرتها على «مواجهة» التأثير الإيراني. كذلك تعرب هذه الأوساط عن قلقها من التأثيرات السلبية للغياب الأميركي عن هذه الجولة رغم أن مايكل راتني، المندوب الأميركي السابق ما زال في موقعه وهو موجود في جنيف.

 

وفي سياق آخر، عادت الشائعات لتسري مجددا عن احتمال استقالة المبعوث الأممي من مهمته. ولدى سؤاله عن ذلك، رد بقوله إن الإشاعات «لا تزعزعه» وإن القرار في هذا الموضوع هو «بيد الأمين العام للأمم المتحدة» و«زوجة دي ميستورا»، وبيده هو وليس في أي مكان آخر.

 

«الجيش الحر» مدعوما بالقوات التركية يفرض كامل سيطرته على مدينة الباب السورية

نورالدين المنصوري

تمكن «الجيش السوري الحر» مدعوما بالقصف الجوي والمدفعي التركي من السيطرة على كامل مدينة الباب أهم معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» بريف حلب الشرقي.

 

وأعلن وزير الدفاع التركي أن مدينة الباب السورية أضحت بالكامل تقريبا تحت سيطرة قوات «درع الفرات».

 

وقال «أسامة أبو زيد»، المستشار القانوني لـ«الجيش السوري الحر» في تغريدة له على «تويتر: «الباب محررة بالكامل بعد معارك ضارية خاضها أبطال الجيش السوري الحر في مواجهة تنظيم داعش» .

 

كما ذكر «أحمد عثمان قائد مجموعة «السلطان مراد» لـ«وكالة فرانس برس»، أنه تم تحرير مدينة الباب بالكامل، ويتم حاليا تمشيط الأحياء السكنية من الألغام.

 

إلى ذلك، أفادت «وكالة الأناضول» أن قوات «الجيش السوري الحر» المدعومة من الجيش التركي، انتزعت السيطرة على المدينة الواقعة في شمال سوريا .

 

وقال مصدر صحفي إن «الجيش الحر» تمكن من دخول المربع الأمني في مركز المدينة بعد انسحاب مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» منه.

 

وأوضح أن استعادة السيطرة على كامل المدينة جاءت بعد ثلاثة أسابيع من إطلاق المرحلة الثالثة من عملية «درع الفرات»، مضيفا أن قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» انهارت بالكامل وانسحبت إلى خارج المدينة مع دخول «الجيش الحر» إليها.

 

وأشارت المصادر إلى وجود العديد من الأنفاق التي قد يعتمد عليها مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» في تنفيذ هجوم معاكس، لكنها أكدت انسحابهم بالكامل شمال المدينة مع احتفاظهم بقريتي بزاعة وقباسين القريبتين منها.

 

وسبق أن أشار قادة ميدانيون من «الجيش الحر إلى لجوء تنظيم «الدولة الإسلامية» لأساليب التسلل الليلي وزرع الألغام واستخدام الأنفاق التي تؤمن له الإمداد داخل الباب ومعظم محاور القتال الأخرى.

 

وكانت قوات «الجيش الحر» تمكنت، أمس الأربعاء، من السيطرة على مواقع مهمة وسط مدينة الباب، إضافة إلى قتل مزيد من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال هذه المعارك.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

 

تأجيل الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جنيف 3 ساعات  

أفاد مراسل الجزيرة في جنيف بتأجيل الجلسة الافتتاحية للمفاوضات السورية في جنيف ثلاث ساعات، وسط تشاؤم أممي بتحقيق اختراق في هذه الجولة الرابعة من المفاوضات.

 

وقال مراسل الجزيرة زاور شوج إن أسباب التأجيل ما زالت مجهولة، لكنه رجح أن يكون الخلاف على جدول أعمال هذه المفاوضات وراء تعثر بدئها.

وأوضح المراسل أن المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا أجرى صباح اليوم الخميس لقاءات بشكل منفرد مع وفدي النظام والمعارضة، وكذلك مع ممثلي “منصة القاهرة” وعلى نطاق ضيق، مشيرا إلى أن المشاركين في تلك اللقاءات خرجوا دون الإدلاء بأي تصريحات.

 

وكان وفد النظام الذي يرأسه المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري وصل أولا، كما وصل وفد المعارضة السورية برئاسة عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية نصر الحريري.

 

وعلم مراسل الجزيرة من مصادر في الأمم المتحدة أن الجلسة الافتتاحية ستعقد بحضور وفدي النظام والمعارضة في قاعة واحدة، يلقي خلالها المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا كلمة ترحيبية بالمشاركين.

 

وكان المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية سالم المسلط طالب بعقد مفاوضات مباشرة، وقال “نحن هنا لنفاوض، لنبدأ بمفاوضات مباشرة تبدأ بمناقشة هيئة حكم انتقالي”.

 

وأضاف في تصريحات صحفية أن المعارضة تأمل أن تجد شريكا جادا في هذه المفاوضات، لكنه قال إن وفد النظام السوري جاء إلى جنيف من أجل كسب الوقت وليس للحديث عن انتقال سياسي في سوريا.

 

وتابع المسلط أن المعارضة لا تريد أن تتكرر النسخة السابقة من مفاوضات جنيف قبل عام.

 

وقد استبعد المبعوث الدولي إلى سوريا حدوث انفراج خلال هذه الجولة من المفاوضات، وقال إنه يتوقع جولات محادثات أخرى في العاصمة الكزاخية أستانا لبحث وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية، بما في ذلك قضية السجناء.

 

وأضاف أن هذه الجولة بداية لسلسلة جولات للبحث بعمق في حل سياسي، مؤكدا أن المفاوضات ستركز على تأسيس حكم شامل غير طائفي، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات بسوريا، وهي النقاط الثلاث التي نص عليها القرار الدولي 2254.

 

الانتقال السياسي

وستتركز المباحثات على عملية الانتقال السياسي في سوريا، ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات، وتشكل عملية الانتقال السياسي نقطة الخلاف الجوهرية بين النظام والمعارضة، ولطالما قيدت جولات التفاوض الماضية.

وتطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات شرط رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، في حين يتمسك النظام بأن مصير الرئيس السوري غير قابل للنقاش.

 

ولم تشهد الجولات السابقة نقاشا حقيقيا بشأن عملية انتقال مفترضة للسلطة في سوريا في ظل رفض النظام السوري تطبيق بيان جنيف1، خاصة بعد تحقيقه مكاسب ميدانية كبيرة العام الماضي على حساب المعارضة في مدينة حلب وغيرها.

 

يشار إلى أن الجولة الرابعة في جنيف تأتي عقب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي وجولتين من المفاوضات بين النظام والمعارضة المسلحة في أستانا بكزاخستان برعاية روسيا وتركيا وإيران بصفتها دولا ضامنة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

غارات عنيفة للنظام بدرعا البلد واشتباكات بالمنشية  

قال مراسل الجزيرة في درعا إن قوات النظام السوري قصفت أحياء درعا البلد بعشرات من صواريخ أرض أرض، بالتزامن مع هجوم عنيف على مواقع المعارضة المسلحة في حي المنشية بدرعا البلد، في حين تستمر غارات النظام في مناطق متفرقة من سوريا.

 

وأكد أن اشتباكات عنيفة تدور في حي المنشية في مدينة درعا بين فصائل المعارضة المنضوية في غرفة عمليات البنيان المرصوص وبين قوات النظام السوري التي تحاول استعادة بعض مواقعها، وسط قصف متبادل من الطرفين.

 

كما قصفت قوات النظام صباح اليوم بشكل مكثف مناطق في درعا البلد وحي طريق السد بمدينة درعا، ما أسفر عن استشهاد شخص وسقوط جرحى. بينما تعرضت مناطق في بلدة النعيمة القريبة من مدينة درعا صباح اليوم لقصف من قبل قوات النظام، وفق مصادر المعارضة.

 

وأدى القصف المدفعي للنظام أمس على بلدة الكرك الشرقي بريف درعا إلى مقتل طفلة وجرح آخرين، في وقت شنت الطائرات روسية غارات مكثفة على الأحياء السكنية في درعا البلد وطريق السد، ما خلف إصابات في صفوف المدنيين.

 

اشتباكات وقصف

وفي ريف دمشق الغربي، قالت شبكة شام إن مروحيات النظام ألقت عشرات البراميل المتفجرة على مزرعة بيت جن، ترافقت مع قصف مدفعي على بلدة المغير ومنطقة الضهر الأسود.

 

وقال ناشطون إن القصف شمل أيضا حييْ مخيم اليرموك والتضامن جنوب دمشق، وبلدات زملكا ودوما ومغير المير بريف دمشق، مما تسبب بسقوط قتيل وعدة جرحى، في حين دارت اشتباكات بين المعارضة وقوات النظام في بلدتيْ جسرين والمحمدية في الغوطة الشرقية وسط قصف مدفعي.

 

ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر في الدفاع المدني (معارضة) أن قوات النظام قصفت حي تشرين الخاضع للمعارضة شرقي دمشق بالصواريخ مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، مضيفا أن قصف الحي متواصل منذ أسبوع.

وفي حماة، قتل خمسة مدنيين جراء قصف الطائرات الحربية على بلدة الجابرية بالريف الشمالي الغربي. وأفاد ناشطون بأن المعارضة استهدفت قوات النظام في بلدات المغير وبريديج وسلحب ومحردة والسقيلبية بصواريخ غراد، وتمكنت من تدمير قاعدة صواريخ للنظام.

 

وفي حلب، شهد غرب المدينة معارك مماثلة حيث تبادل الطرفان السيطرة على نقاط في منطقة سوق الجبس، كما دارت معارك في منطقتي البحوث العلمية والراشدين، وقال ناشطون إن قوات النظام خسرت خلالها عدة قتلى وجرحى.

 

وفي حمص، أفاد ناشطون بسقوط قتيل وعدة جرحى مدنيين جراء القصف بقذائف الهاون على حي الوعر المحاصر بالمدينة، كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة الغنطو بالريف الشمالي لحمص.

 

وفي معركة الباب شمال سوريا، تمكنت الفصائل المشاركة في معركة درع الفرات من السيطرة على مواقع عدة وسط مدينة الباب بريف حلب الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم الدولة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

جنيف 4.. دي ميستورا ينقل تهديدات الأسد لوفد المعارضة

العربية.نت – وكالات

نقل المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تهديد رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى المعارضة قائلا لنصر الحريري رئيس وفد المعارضة خلال اجتماع مغلق “إن فشلت المفاوضات سيفعل الأسد بإدلب ما فعله بحلب”. على ما أفاد مراسل “العربية” في جنيف.

وأفاد مراسل “العربية” في جنيف أنه تم تأجيل الجلسة الافتتاحية من الساعة الرابعة إلى الساعة السادسة مساء الخميس بالتوقيت المحلي، وذلك إثر بعض الخلافات حول تشكيلة وفد المعارضة السورية.

كما أفاد بأن الهيئة العليا للمفاوضات عقدت اجتماعاً مغلقاً للخروج بموقف من طرح المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إشراك وفود معارضة أخرى (وفدا موسكو والقاهرة) في المفاوضات.

وستعلن الهيئة مشاركة الوفد في الجلسة الافتتاحية من عدمه الساعة الخامسة بتوقيت جنيف. كما أكد مراسل “العربية” أن المعارضة ترفض منح وفد القاهرة صفة تفاوضية.

وهناك تضارب في الأنباء حول توجيه دعوة من الأساس لوفد موسكو. كما أشار المراسل إلى أن الهيئة العليا لم تؤكد مشاركتها بالجلسة الافتتاحية بسبب خلافات حادة مع دي ميستورا.

وكان دي ميستورا التقى صباح الخميس وفدي المعارضة السورية والنظام كل على حدة، لمناقشة جدول الأعمال.

وقال دي ميستورا إن مصير الأسرى والمفقودين سيبحث في محادثات جنيف4. وأضاف في تصريح صحافي مختصر من جنيف، قبيل الاجتماعات، أن تلك المحادثات لا بد أن تناقش مصير المعتقلين والمخطوفين والمخفيين قسراً، سواء من قبل النظام السوري أو فصائل المعارضة.

وكان مراسل “العربية” إلى جنيف أفاد في وقت سابق الخميس بوصول وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري ورئيس الوفد المفاوض في المعارضة نصر الحريري بشكل منفصل إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف.

وأضاف المراسل أن نصر الحريري ويحيى قضماني من وفد المعارضة دخلا إلى الجلسة الثنائية الأولى مع دي ميستورا، والتي ستكون للتباحث حول جدول الأعمال، في حين غادر الجعفري مقر الأمم المتحدة بعد لقاء جمعه بالمبعوث الأممي.

وتنطلق الجولة الرابعة من محادثات جنيف حول الأزمة السورية، الخميس، وسط أجواء لا تشي بالكثير من التفاؤل، لا سيما بعد تصريح المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان #دي_ميستورا الأربعاء بأنه لا يتوقع حصول اختراقات.

المعارضة تطالب بمفاوضات مباشرة

من جهته، أكد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، سالم المسلط، مساء الأربعاء، في #جنيف ، أن المعارضة تطالب “بمفاوضات مباشرة” مع النظام على أن تبدأ بمناقشة “هيئة حكم انتقالي”.

وقال المسلط لوكالة فرانس برس: “نطالب بمفاوضات مباشرة نحن هنا لنفاوض، لنبدأ بمفاوضات مباشرة تبدأ بمناقشة هيئة حكم انتقالي”.

كما أشار إلى أن المعارضة كانت قد طلبت إجراء محادثات مباشرة في الجولة الأخيرة في نيسان/إبريل.

 

دي ميستورا لا يتوقع اختراقاً

وكان دي ميستورا قد صرح الأربعاء بعد اجتماع للفريق المعني بوقف إطلاق النار، قائلاً: “هل أتوقع اختراقاً؟ لا، أنا لا أتوقع اختراقاً”. لكنه أعرب عن الأمل في أن تؤدي هذه الجولة إلى “زخم” في محادثات الحل السياسي للنزاع المستمر منذ ست سنوات.

ولفت إلى أن “روسيا أعلنت للجميع اليوم أنها طلبت رسمياً من الحكومة السورية عدم شن ضربات جوية أثناء المحادثات”.

فيما أشار أحمد رمضان المسؤول الإعلامي في #الائتلاف الوطني السوري إلى أن الروس أبلغوا المعارضة أنهم غير معنيين ببشار الأسد ومستقبله إنما بالدولة السورية.

 

ناشطة كردية تنتحر بعد اغتصابها من الأمن الإيراني

لندن – رمضان الساعدي

نشرت مواقع كُردية إيرانية معارضة ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لفتاة من أهالي مدينة #كرمانشاه غرب البلاد، قالوا إنها انتحرت إثر اغتصابها في #سجون_الأمن، بعد أن قامت #الاستخبارات_الإيرانية باعتقالها قبل خمسة أسابيع تقريبا.

وذكر موقع “مروفايتي” الكُردي الناشط في قضايا حقوق الإنسان، أن مهديس مير قوامي وهي مهندسة معمارية، انتحرت بعد خروجها من السجن مباشرة حيث قام رجال الأمن في مدينة كرمانشاه بالاعتداء عليها واغتصابها أثناء فترة الاعتقال.

وكشفت مواقع إيرانية أخرى أن الأمن الإيراني كان قد استدعى المهندسة الكردية في 24 يناير الماضي، إلى مبنى الاستخبارات في مدينة كرمانشاه لمدة يومين لتخرج بعدها وتنتحر منهية حياتها التي لم تتعد العقد الثالث.

ونشر موقع “هنكاو” الكُردي تقريرا مفصلا عن حادثة مهديس مير قوامي التي هزت مواقع التواصل الاجتماعي، كاشفا أن مير قوامي انتحرت عن طريق ابتلاع كمية كبيرة من الأقراص المنومة.

وحذر الأمن الإيراني أسرة الفتاة الكردية من الكشف عن الجريمة وأسباب انتحار مير قوامي وتجنب التطرق لتفاصيل الحادثة وهو ما أدى إلى التأخير عن إعلان وفاتها بسبب الاغتصاب، حسب النشطاء الإيرانيين الأكراد.

وكشف موقع “مروفايتي” عن حادثة اغتصاب مشابهة لفتاة كردية أخرى من مدينة كرمانشاه، اسمها “حنانه شلير فرهادي” اعتقلها الأمن الإيراني لمدة 4 أشهر، وبعد الإفراج عنها أقدمت على الانتحار بسبب اغتصاب تعرضت له في المعتقل.

 

دي ميستورا: صياغة دستور سوريا يجب أن تشمل كل الأطياف

وتوقع عدم تحقيق اختراق كبير في الجولة الحالية من المفاوضات السورية

العربية.نت

قال المبعوث الأممي إلى #سوريا، ستيفان دي ميستورا، إن عملية صياغة الدستور السوري يجب أن تشمل كل أطياف #الشعب_السوري.

وطالب طرفي المفاوضات بالعمل على تجنب التصعيد العسكري خلال جنيف4.

وقال دي ميستورا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الأربعاء في #جنيف إن تقدم #العملية_السياسية يسهم في تدعيم وقف النار في سوريا.

كما أضاف أن #روسيا طلبت رسمياً من #حكومة النظام السوري وقف #القصف الجوي في المناطق، التي يشملها وقف إطلاق النار.

ورفض دي ميستورا أن تضع الأطراف المشاركة أي شروط مسبقة قبل المفاوضات، مشيراً إلى توقعه عدم تحقيق اختراق كبير في الجولة الحالية من #المفاوضات_السورية.

وقال #دي_ميستورا إن المعارضة قد لا تشارك بوفد موحد في جنيف4. مشيراً إلى أنه بحث ملف المعتقلين مع وفد النظام السوري أكثر من مرة غير مستبعد حدوث خطابات أو تصريحات عدائية بين الوفدين في جنيف4.

وأوضح أن إدارة ترمب تحتاج لوقت قبل صياغة استراتيجية جديدة في #سوريا، مشيرا إلى أن القرار الأممي 2254 سيكون الخط الاسترشادي خلال مباحثات جنيف4 .

 

المعارضة: الروس أبلغونا أنهم غير معنيين بمصير الأسد

دبي – العربية.نت

أفاد موفد “الحدث” إلى محادثات #جنيف أن المبعوث الأميركي إلى #سوريا مايكل رادني عقد اجتماعاً مغلقاً مع وفد #المعارضة السورية فور وصوله إلى #جنيف.

ومن المقرر أن تبدأ غدا الخميس الجولة الرابعة من المحادثات. كما أكد وفد المعارضة أن النقاش سيتمحور حول الانتقال السياسي وما يتفرع منه من انتخابات. وأشار إلى إمكانية التوصل لرؤية موحدة إذا ضغط #المجتمع_الدولي لإيجاد شريك حقيقي في المفاوضات.

فيما أشار أحمد رمضان المسؤول الإعلامي في #الائتلاف الوطني السوري إلى أن #الروس أبلغوا المعارضة أنهم غير معنيين ببشار الأسد ومستقبله إنما بالدولة السورية.

 

موسكو: ننتظر مقترحات أميركية بشأن التعاون في سوريا

دبي – العربية.نت

نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي #لافروف قوله الأربعاء، إن #روسيا تنتظر من الولايات المتحدة تقديم مقترحات عن تعاون محتمل في #سوريا.

وأضاف في مؤتمر صحافي بموسكو بحسب رويترز، أن اقتراح #الولايات_المتحدة إقامة ما يعرف باسم مناطق آمنة في سوريا يجب أن يتم بالاتفاق مع حكومة النظام السوري أولا.

 

النظام السوري للمعارضة: لا تحلموا بتغيير الأسد

أعلن نائب وزير الخارجية السوري #فيصل_المقداد اليوم قبيل انطلاق #مفاوضات_جنيف السورية أن وفد النظام ذهب إلى جنيف لمناقشة تسوية سياسية وليس تغيير القيادة، معتبراً أن هذا حلم لن يتحقق.

وقال المقداد “نحن لا نتحدث عن انتقال سياسي، ما يعني بالنسبة لهم أن تذهب القيادة كلها ويأخذون هم البلاد. نحن لن نذهب إلى جنيف لإعطائهم هذا. هذا لن يحصل أبداً، نحن ذاهبون إلى جنيف لنجد تسوية سياسية وليس لتغيير الحكومة”.

وتابع “التغيير الحكومي مسؤولية الشعب السوري الذي انتخب الأسد قائداً له. دعهم يطالبون بما يشاؤون، دعهم يحلمون، هذا لن يتحقق أبداً. إذا استمعنا لهم والمجتمع الدولي سمع لهم #سوريا ستدمر”.

المعارضة السورية: نريد شريكاً “جدياً” في المحادثات

من جانبها، دعت #المعارضة_السورية إلى محادثات مباشرة مع وفد النظام، وقالت إنها تأمل أن تجد شريكا “جديا” في المفاوضات التي تبدأ اليوم في جنيف. وقال #سالم_المسلط المتحدث باسم وفد المعارضة، إن الحكومة جاءت إلى جنيف لكسب الوقت وليس للحديث عن انتقال سياسي، وذلك على الرغم من استبعاد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان #دي_ميستورا تحقيق أي اختراق في هذه الجولة.

 

المعارضة السورية ترفض أي دور لإيران في “جنيف

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد المتحدث باسم وفد المعارضة في مباحثات جنيف سالم المسلط، الخميس، رفض المعارضة لأي دور إيراني في سوريا وفي ترتيبات العملية السياسية المنبثقة عن المفاوضات التي تجري حاليا في المدينة السويسرية.

ووصف المسلط في حديث لسكاي نيوز عربية إيران بالدولة المحتلة، مشددا على رفض أي وساطة من جانبها كما حصل في أستانة، على حد تعبيره.

 

كما أكد ترحيب وفد الهيئة بالجلوس على طاولة واحدة مع منصتي معارضة القاهرة وموسكو كوفد واحد.

 

وفي الوقت ذاته شدد المسلط على أن الوفد الواحد يجب أن ينطلق من أسس نتائج مؤتمر الرياض، وتبعا لمرجعيات الهيئة العليا للمفاوضات.

 

وأضاف المتحدث باسم الوفد، إن المعارضة تحبذ مفاوضات مباشرة مع وفد النظام السوري، مؤكدا أن المعارضة ترفض أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، أو بعدها.

 

تركيا تعلن البدء في تطهير مدينة الباب السورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن وزير الدفاع التركي فكري إشيق، الخميس، البدء في عمليات تطهير مدينة الباب شمالي سوريا، بعد سيطرة الجيش السوري الحر المدعوم من أنقرة، من تنظيم داعش.

ونقلت وكالة رويترز عن الوزير التركي قوله لوسائل إعلام محلية إن مقاتلي المعارضة سيطروا بالكامل على المدينة، ويعملون على رصد وإزالة الألغام.

وبدأ مقاتلو الجيش السوري الحر بدعم من طائرات حربية ودبابات وقوات خاصة تركية، بإخراج مقاتلي داعش من منطقة الحدود التركية، قبل أن تشن هجومها على مدينة الباب في ديسمبر.

 

وكان الجيش التركي قد ذكر، الأربعاء، أن 56 من متشددي داعش قتلوا، على يد قوات تدعمها أنقرة، في أنحاء مدينة الباب، وفي غارات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

وتقع الباب، وهي معقل للتنظيم المتشدد، على بعد 30 كيلومترا من الحدود التركية، وهي الهدف الرئيسي للحملة التي أطلقتها أنقرة مع مقاتلين من المعارضة في أغسطس الماضي لطرد المتشددين من أراض قرب حدودها ومنع مقاتلين أكراد من تحقيق المزيد من المكاسب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى