أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 24 أذار 2016

 

 

 

كيري يسأل بوتين عن دور الأسد في «التحوّل السياسي»

موسكو – رائد جبر، لندن – «الحياة»

يجري وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي وصل إلى موسكو أمس، محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الروسي سيرغي لافروف، تسعى إلى «الوصول إلى صلب الموضوع» في خصوص الأزمة السورية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن كيري يريد أن «يسمع أين وصل تفكير بوتين في شأن التحوّل السياسي في سورية». لكنه قلل من توقعات بأن تُحدث الاجتماعات أثراً فورياً في محادثات جنيف، قائلاً: «لا أتطلع لعناوين كبيرة بهذا الخصوص».

وأضاف المسؤول في تصريحات إلى الصحافيين: «من الواضح أن ما نتطلع إليه وما كنا نتطلع إليه هو كيف يمكن أن نحوّل سورية بعيداً عن قيادة الأسد»، في تكرار للموقف الأميركي المنادي بضرورة رحيل الرئيس السوري في إطار حل. وأوضح أن الروس «أجروا بعض الاتصالات مع الأسد في الأسابيع القليلة الماضية ومن الواضح إذا كان وقف العمليات القتالية سيسفر عن تحوّل حقيقي في سورية فإن ذلك سيتضمن الوصول إلى صلب الموضوع في ما يتعلق بالشكل الذي سيكون عليه هذا التحول».

في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس إن من المتوقع أن تكون محادثات جنيف طويلة وصعبة ومن السابق لأوانه الحديث عن نفاد صبر أي جانب في المفاوضات.

وكان لافتاً أمس إقرار قائد القوات الروسية في سورية ألكسندر دفورنيكوف، للمرة الأولى، بتواجد قوات خاصة روسية في سورية قال إن نشاطها يتركز على القيام بمهمات استطلاع تمهيداً لشن الغارات، إضافة إلى «مهمات أخرى» لم يعلن طبيعتها. كما لفت إلى أن مستشارين عسكريين روساً «شاركوا في شكل فعال في إعداد الجيش السوري للأعمال القتالية، وبفضلهم تمكن الجيش من شن عمليات عسكرية ضد الإرهابيين على 15 جبهة في وقت واحد»، مضيفاً أن العسكريين الروس درّبوا أيضاً قوات كردية في سورية.

وجاء كلام القائد الروسي في وقت أعلنت الحكومة السورية أن جيشها بات على مشارف مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص الشرقي. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر أمني سوري: «بات الجيش يبعد 800 متر عن مدينة تدمر من الجهة الجنوبية الغربية بعدما تمكن من طرد تنظيم داعش من منطقة المثلث والسيطرة عليها، وستبدأ بعد ذلك معركة تحرير المدينة». ومنطقة المثلث عبارة عن «نقطة التقاء عدد من الطرق المؤدية من تدمر إلى حمص (شرق) ودمشق (جنوب شرق)». وأوضح المصدر أن الجيش نجح بسيطرته على المثلث في قطع إحدى طرق إمداد «داعش» من المناطق الجنوبية الغربية إلى المدينة «ولم يتبق له سوى الطريق من الجانب الشرقي نحو محافظة دير الزور» في شرق البلاد الواقعة تحت سيطرته.

وتزامناً مع تلك التطورات الميدانية، يواصل المشاركون في جنيف اجتماعاتهم في اختتام جولة المفاوضات الراهنة برعاية الأمم المتحدة.

والتقى الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا بعد ظهر أمس عدداً من أعضاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات، الذين غادروا من دون الإدلاء بأي تصريح. وأفاد المكتب الإعلامي للهيئة بأن اجتماعاً رسمياً للوفد مع دي ميستورا مقرر اليوم. وشملت لقاءات دي ميستورا الأربعاء وفداً من المعارضة القريبة من موسكو (مثل قدري جميل ورندة قسيس) وممثلين من مؤتمر القاهرة (جهاد مقدسي) بالإضافة إلى وفد من معارضة الداخل المقبولة من النظام. واستهل دي ميستورا اجتماعاته اليوم بلقاء مع الوفد الحكومي السوري برئاسة بشار الجعفري الذي قال إنه تسلم من دي ميستورا «ورقة لدرسها وتحديد موقفنا منها بعد عودتنا إلى دمشق»، مضيفاً أن «الإجابة عليها ستكون في بداية الجولة المقبلة».

 

«خلايا نائمة» تهدد أوروبا… وأميركا تقترح توحّد العالم ضد «داعش»

باريس – آرليت خوري، بروكسيل، باريس، واشنطن، لندن، بوينوس ايرس – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، ا ب

في وقت واصلت الشرطة البلجيكية والاوروبية بحثها عن «خلايا ارهابية نائمة» قد تضرب في اي موقع، اقترجت الولايات المتحدة العالم «التوحد في مواجهة الارهاب» وقال الرئيس باراك اوباما أمس «ان الحاق الهزيمة بتنظيم داعش يشكل اولوية قصوى». وسيصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى بروكسل اليوم للتشاور مع الحلفاء الأوروبيين في شأن الخطوات المقبلة لمحاربة الارهاب، بعدما بحث في الأمر مع القيادة الروسية في موسكو.

وقال اوباما خلال زيارة الارجنتين «انها اولوية قصوى بالنسبة الي (…) سنواصل قتال تنظيم الدولة الاسلامية حتى طرده من سورية والعراق وحتى تدميره تماما». وحض العالم على الاتحاد لمحاربة ارهاب «داعش». (راجع ص 7).

وأضاف أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأرجنتيني ماوريسيو ماكري أن «الولايات المتحدة ستواصل عرض أي مساعدة يمكننا تقديمها لمساندة التحقيق في هجمات بروكسيل وتقديم المهاجمين أمام العدالة».

وكشفت السلطات البلجيكية أمس عن هوية انتحاريَين شاركا فيها، هما الأخوان خالد وإبراهيم البكراوي، اللذان أشارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الى أنهما يحملان الجنسية البلجيكية. ونفت النيابة الفيديرالية البلجيكية خبر توقيف المشبوه الثالث نجم العشراوي في حي أندرلخت الشعبي في بروكسيل. ويتواصل إغلاق مطار بروكسيل اليوم وحتى السبت فيما تستمر حال الاستنفار في مرافق حيوية ومرافئ جوية وبرية في مدن أوروبية عدة.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أحد انتحاريي بروكسيل رُحل في حزيران (يونيو) الماضي من تركيا إلى هولندا بناء لطلبه. وأشار إلى أن أنقرة حذرت بروكسيل والسلطات الهولندية من هذا المشبوه. وأوضح أردوغان أن أحد الانتحاريين الـ3 كان اعتُقل في غازي عنتاب، جنوب تركيا في حزيران (يونيو) 2015 ورُحِّل إلى بلجيكا التي أطلقت سراحه، مشيراً إلى أن السلطات البلجيكية لم تؤكد صلاته باالارهابيين «رغم تحذيراتنا».

وقال المدعي العام الفيديرالي، فريديريك فان لو إن إبراهيم البكراوي كان طرفاً في تفجيرات مطار «زفنتم»، فيما فجّر شقيقه خالد محطة مترو «مالبيك». وأضاف أنه لا يزال هناك عدد من المشبوهين في التفجيرات يشكلون خطراً داخل البلاد.

وقال فان لو إن الأخوين البكراوي كانا معروفين لدى الشرطة ولهما سوابق إجرامية، وإن تحليل الحمض النووي سمح بتحديد هويتهما. وأضاف أن «الشرطة البلجيكية عثرت على وصية إبراهيم البكراوي على كومبيوتر ملقى في حاوية نفايات في منطقة سكاربيك، في بروكسيل، وجاء فيها أنه لم يعد يعرف ما عليه فعله وأنه مطارد في كل مكان». ويبدو أنه يحذر فيها مَن أُرسلت إليهم بأنهم إذا استمروا لفترة طويلة سيلقون المصير ذاته، في إشارة على ما يبدو إلى مصير صلاح عبد السلام المسجون في بروج بانتظار تسليمه إلى فرنسا.

وكشف فان لو أن السلطات تحققت من تنفيذ خالد البكراوي تفجير محطة المترو بعد العثور على بصماته في عربة القطار الثانية، وأعلنت الشرطة ليل أمس أن الانتحاري الثاني في مطار بروكسل هو نجم العشراوي، وكان مدار حملة تفنيش شغلت بلجيكا وأوروبا على مدى 48 ساعة. وتأكيد مشاركة الشقيقين البكراوي في اعتداءات بروكسيل يقيم رابطاً مباشراً بين الشبكة التي تقف خلف اعتداءات باريس (130 قتيلاً) واعتداءات بروكسيل.

وتعزز هذه المعلومات القلق حول قدرة الشبكات الإرهابية البلجيكية على مواصلة تنفيذ اعتداءات دامية على رغم تشديد الإجراءات الأمنية في أوروبا وزيادة ضغوط الشرطة منذ اعتداءات باريس.

وأعلنت هولندا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في تغريدة على «تويتر» أمس، أن وزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعاً طارئاً في بروكسيل اليوم.

وفي لندن دانت محكمة بريطانية أمس شابين بتهمة التآمر لشن هجوم بالرصاص على رجال أمن في غرب العاصمة، بعد تأثرهما بفكر تنظيم «داعش». ويواجه الشابان عقوبة السجن لفترة طويلة.

والمدان الأول في القضية هو صهيب مجيد (21 سنة) الذي دانته هيئة المحلفين في محكمة الجنايات «أولد بايلي» في لندن بالتآمر للقتل والتحضير لهجمات إرهابية في العاصمة البريطانية في العام 2014. أما «زعيم المؤامرة» فهو طارق حسن (22 سنة) وكان أقر سابقاً بذنبه بالاتهامات ذاتها. ومجيد (الذي كان يدرس الفيزياء في لندن) وحسن (طالب الطب والملقّب بـ «الجرّاح») صديقان منذ الطفولة وكانا يقيمان في غرب لندن. وزعم الإدعاء خلال المحاكمة بأن مجيد حصل في أيلول (سبتمبر) 2014، بناء على تعليمات من حسن الذي كان يدرس الطب في السودان بعد عدم قبوله لدراسة الطب في بريطانيا، على مسدس وذخائر حربية بهدف شن هجوم من على متن دراجة نارية على مقر للشرطة في ضاحية شيبريدز بوش، غرب لندن، وعلى ثكنة للجيش في منطقة مجاورة. واعتُقل حسن بعد عودته من السودان في ايلول (سبتمبر) 2014، وخلال محاكمته تبيّن أن عملاء لجهاز الأمن «أم آي 5» كانوا يراقبون تحركاته وتحركات صديقه مجيد بما في ذلك تصوير عملية حصول الأخير على المسدس المخصص للهجوم. وزعم الإدعاء أيضاً أن حسن كان بالغ التأثر بأفكار المتشددين وبايع تنظيم «داعش». وبعد توقيفه فر عدد من طلاب الطب البريطانيين من جامعتهم في السودان والتحقوا بـ «داعش» في سورية.

وبرّأت محكمة «أولد بايلي» أمس متهمين آخرين في هذه القضية من تهمة الإرهاب وهما نيال هاملت (25 سنة) ونيثين كافي (26 سنة). وأقر هذان الشابان بأنهما أمّنا مسدساً لمجيد وحسن لكنهما نفيا علمهما بالتخطيط لشن هجمات على مواقع أمنية.

 

لقاء أوروبي – سوري مفاجئ قوات النظام دخلت غرب تدمر

المصدر: (“النهار”، و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)

وقت كان الجيش السوري يسيطر على الجزء الغربي من تدمر في ريف حمص الشرقي التي يحتلها تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى موسكو لاجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين اليوم في شأن مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد، بينما اجتمعت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية مع رئيس الوفد الحكومي السوري الى محادثات جنيف السفير بشار الجعفري، وهو اللقاء الاول من نوعه لمسؤول أوروبي على هذا المستوى ومسؤول في الحكومة السورية منذ بداية الازمة قبل اكثر من خمسة اعوام.

وعقد لقاء موغيريني والجعفري في فندق “كراون بلازا” قرب مطار جنيف. كما أجرت المسؤولة الاوروبية محادثات مماثلة مع ممثلي المعارضة السورية الى جنيف.

وصرحت موغيريني في مؤتمر صحافي: “نقلت اليهم رسالة مفادها ان من المهم للسوريين وكذلك للأوروبيين ان تبدأ عملية (السلام) وتنجح”. وقالت: “عليهم ان يخوضوا العملية السياسية من دون تأخير سعيا الى ايجاد حل”. واعتبرت ان انهاء النزاع السوري سيتيح “التركيز على التصدي لداعش”.

وأضافت: “لم يتغير موقف الاتحاد الاوروبي من النظام. حين أشدد على اهمية الانتقال السياسي، اعتقد ان كلامي واضح ما يكفي”، مؤكدة ان الاتحاد الاوروبي لا يزال يدعم المعارضة. وخلصت الى ان “الحرب في سوريا يجب ان تنتهي. أتحمل مسؤولية ايصال هذه الرسالة ليس الى ممثلي هذا المعسكر او ذاك، بل الى الاطراف المعنيين بعملية السلام”.

 

الجعفري

وقال الجعفري بعد استقباله موغيريني: “هذا أول لقاء مباشر مع الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي” منذ سنوات. واضاف: “ناقشنا بشكل مسهب أهمية التعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الارهاب”، معتبراً ان “التفجيرات الارهابية في بروكسيل فتحت عيون الاوروبيين على ضرورة قراءة الخريطة من جديد بشكل أدق بما في ذلك اعطاء أولوية لمكافحة الارهاب”.

وأعلن إنه طالب موغيريني بإعادة فتح سفارات دول الاتحاد المقفلة في دمشق وإنها طالبت وفده في المقابل بالانخراط بشكل أكثر إيجابية في محادثات السلام.

وأفاد أن المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا قدم الى الوفد السوري وثيقة سيدرسونها لدى عودتهم إلى دمشق. ولم يدل بتفاصيل عن هذه الورقة.

وقدم الجعفري باسم الحكومة السورية تعازيه الى بلجيكا بضحايا تفحيرات الثلثاء.

 

كيري في موسكو

وفي ظل سريان الهدنة الهشة ومشاركة طرفي الصراع في محادثات السلام بجنيف، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن كيري يرغب في “البدء بمناقشة القضية الأساسية” الخاصة بمستقبل الأسد.

وبينما تريد الولايات المتحدة للأسد أن يتنحى عن السلطة، تقول روسيا إن للشعب السوري وحده أن يقرر مصير الرجل في صناديق الاقتراع وقد وقفت في وجه أي حديث عن تغيير النظام.

وسيجري كيري محادثات مع بوتين في الكرملين اليوم في اجتماع رتب بعد إعلان مفاجئ للزعيم الروسي في 14 آذار الجاري لسحب جزئي لقواته من سوريا.

وقال المسؤول لدى وصول كيري إلى موسكو: “الوزير يريد أن ينصت الآن الى أفكار الرئيس بوتين… عن الانتقال السياسي” في سوريا. “بالتأكيد ما نتطلع إليه وما سعينا اليه هو الطريقة التي سيتم بها الانتقال في سوريا من حكم الأسد”.

وأشار الى إن الاجتماعات مع بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ستركز على تقويم الهدنة وستحاول “التوصّل الى اتفاق” في شأن إنهاء أعمال العنف وزيادة المساعدات الإنسانية.

وخفض المسؤول الاميركي سقف التوقعات لما قد يسفر عنه الاجتماع من أثر فوري على محخادثات “جنيف 3” التي ستتوقف اليوم على أن تعقد الجولة التالية أوائل نيسان المقبل.

 

تدمر

وفي ميدان القتال، نقلت وكالة “تاس” الروسية الرسمية عن مصدر مطلع في دمشق تأكيده أن الجيش السوري نجح في السيطرة على الجزء الغربي من مدينة تدمر. وقال : “الآن يتحكم العسكريون السوريون بالجزء الغربي من تدمر، ويحاولون الهجوم على أجزاء أخرى”. وأكد أن “الجيش قد سيطر على مناطق مهمة عدة” في المدينة.

وفي وقت سابق، صرّح جندي سوري للتلفزيون المحلي في بث مباشر من محيط تدمر : “نحن على بعد 850 مترا من مدينة تدمر والقوات إن شاء الله بعد ساعات قليلة ستعلن مدينة تدمر آمنة بالكامل”.

ويحاول الجيش السوري استعادة تدمر التي سيطر عليها “داعش” في أيار لفتح طريق إلى محافظة دير الزور الشرقية التي يسيطر التنظيم على معظم أنحائها.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن الاشتباكات استعرت حول تدمر بعد سيطرة القوات الحكومية على تلة قريبة تحت غطاء جوي سوري وروسي.

وكشف مسؤولون غربيون أن الهليكوبتر الروسية ستنطلق من قاعدة شايرات الجوية الروسية في جنوب غرب حمص لتستخدم في تأمين المكاسب التي تحققت على الأرض ودعم الجيش السوريفي هجومه على “الدولة الإسلامية” في تدمر.

 

الجيش السوري يدخل تدمر

دخلت قوات الجيش السوري مدعومة من القوى الحليفة، يوم الخميس، مدينة تدمر الاثرية من المدخل الغربي، بعدما سيطرت على عدد من النقاط الاستراتيجية المحيطة بالمدينة، بينها القصر القطري وجبل الطار.

وذكر مراسل “السفير” أن قوات الجيش سيطرت على فندق “سميراميس” الواقع على مدخل تدمر، بعدما تقدم من منطقة المقالع شمال غربي المدينة، حيث سيطر على منطقة العوينة ووادي القبور.

وكانت وكالة “نوفوستي” الروسية، قد أشارت إلى أن الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني “صقور الصحراء”، يخوضان معارك ضد عناصر تنظيم “داعش” شرق مدينة تدمر.

وأضافت نقلاً عن مصدر عسكري قوله، إن “الإرهابيين تراجعوا إلى بساتين المدينة، ونقوم حالياً بمراقبة تحركاتهم… وتتولى حاليا بعض المجموعات (الجيش والدفاع الوطني) أمر الهجوم في المدينة.. لقد هربت سيارات عدة، وعلى متنها مسلحون، إلى الرقة”.

وأوضحت “وكالة الأنباء السورية” (سانا)، من جهتها، أن وحدات من الجيش فرضت سيطرتها على وادي القبور وجبال القصور غرب تدمر وتواصل تقدمها في ملاحقة إرهابيي تنظيم “داعش”. وأضافت أنه تم القضاء على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم “داعش” في فندق “ديديمان تدمر” ودوار الزراعة على المدخل الجنوب الغربي للمدينة.

 

كيري من موسكو: تعاوننا مع روسيا حقق نجاحاً في سوريا

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يوم الخميس، أن التعاون بين واشنطن وموسكو حقق نجاحاً واضحاً في سوريا، داعياً إلى بذل مزيد من الجهود لتخفيض مستوى العنف وإيصال المساعدات الإنسانية للسوريين.

وقال كيري خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إن “وقف إطلاق النار في سوريا فتح الباب أمام إيصال المساعدات الإنسانية بشكل أكبر”، مشيراً إلى أن كثيرين شككوا قبل أسابيع قليلة في نجاح وقف إطلاق النار في سوريا.

وتابع كيري “أن روسيا وأميركا عملتا بشكل وثيق مع بعضهما ومع الحلفاء الآخرين في المجموعة الدولية الداعمة لسوريا”، لافتاً الانتباه إلى أنه “لا يمكن أن ننفي أن عملنا حقق نتائج”.

وأوضح الوزير الاميركي أن “القوى العظمى مثل روسيا وأميركا يمكنها التعاون بصرف النظر عن الخلافات بينها في جملة من المسائل”، مضيفاً “نستطيع بالفعل أن نؤكد أن قوتين عظميين يمكنهما التعاون بصرف النظر عن الخلافات في جملة من المسائل الأخرى. نستطيع عند توفر هذه الفرصة أن نعمل كل ما بوسعنا من أجل مواجهة هذه التحديات. آمل أن يكون لقاؤنا اليوم بناء”.

وذكر كيري أن هذه الزيارة هي الثالثة في أقل من سنة، مشيراً إلى أنه “يمكن القول إن كلا من زياراته سمحت بإيجاد مقاربات للتقدم إلى الأمام في عديد من المسائل”.

وفي هذا السياق، أوضح لافروف، من جهته، أن عملية السلام في سوريا تأتي في مقدمة المباحثات التي يجريها مع نظيره الأميركي.

وقال: “مثلما اتفقنا، نولي اليوم للتسوية السورية الجزء الرئيس من اهتمامنا، وكذلك نبحث الأوضاع المتأزمة الأخرى”، منها “مناقشة توسيع التعاون بين موسكو وواشنطن”.

وأضاف معلقاً على وقف القتال “بفضل تعاوننا في سوريا وإصرارنا تمكنا من النجاح لأننا عملنا… عن طريق تحقيق توازن في المصالح. ليس مصالح موسكو وواشنطن فقط بل ومصالح كل الأطراف المعنية سواء داخل سوريا أو خارجها.”

إلى ذلك، ذكرت سفارة ألمانيا في موسكو، على موقعها الالكتروني، أن الأزمة السورية والوضع في أوكرانيا كانا أهم المحاور التي بحثها كيري مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أثناء لقائهما في موسكو.

(روسيا اليوم، أ ف ب، رويترز)

 

الاستخبارات التركية تواصل عملياتها لمنع انتقال المقاتلين الأجانب

أنقرة- الأناضول- تواصل وحدات الاستخبارات والأمن التركيتين، عملياتها المتعلقة بإلقاء القبض على المشتبهين بكونهم “مقاتلين إرهابيين أجانب”، لمنعهم من الانتقال إلى دول ثالثة، وترحيلهم إلى بلدانهم.

وظهرت أهمية العمليات التي تقوم بها تلك الوحدات بعد تغاضي السلطات البلجيكية عن معلومات قدمتها لها الوحدات المذكورة بشأن إلقاء القبض على أحد منفذي هجمات بروكسل، في ولاية غازي عنتاب، جنوبي البلاد، في يوليو/ تموز 2015، وترحيله خارج البلاد.

وذكرت مصادر أمنية أن تركيا، التي تمتلك مع سوريا والعراق حدودا يبلغ طولها ألف و300 كم، اتخذت إجراءات أمنية مختلفة على حدودها، وخاصة عقب بدء الأزمة السورية في 2011.

وأضافت المصادر، أن وحدات استخبارات المطارات ومحطات الحافلات، بالتعاون مع قوات الأمن، وفرع مكافحة الإرهاب والتهريب أنشأت “مركز تحليل المخاطر”، فضلا عن تدابير إضافية اتخذتها تركيا من إنارة الحدود، وبناء جدار اسمنتي، ومد أسلاك شائكة على أجزاء من حدودها، في إطار التدابير الأمنية لمنع تسلل العناصر الإرهابية من سوريا إلى داخل الأراضي التركية.

وأشار مسؤولو مركز “تحليل المخاطر”، أنه جرى منع 38 ألف، و269 شخصا من 128 دولة، منذ 2011، من دخول تركيا، للاشتباه بكونهم “إرهابيين”، في إطار مكافحة العناصر الإرهابية، التي تحاول العبور إلى سوريا مستفيدة، من أجواء الفوضى فيها.

وفي الفترة ذاتها، قامت السلطات التركية، بترحيل ثلاثة آلاف، و290 شخصا بشبهة كونهم “مقاتلين إرهابييين أجانب” من 95 دولة، ضمنهم أحد منفذي هجمات بروكسل “إبراهيم البكراوي”.

وكانت السلطات التركية ألقت القبض على “البكراوي”، بولاية غازي عنتاب (جنوب)، وقامت بترحيله في 14 تموز/ يوليو 2015، إلى هولندا لإبرازه إذن الإقامة فيها، فيما أعلنت الخارجية التركية، أنها أبلغت السلطات المعنية الهولندية والبلجيكية، عن “البكراوي”، لكونه يحمل جواز سفر بلجيكي.

وقُتل 31 شخصاً، إضافة إلى المهاجمين، وأصيب مالا يقل عن 260 آخرون، جراء الهجمات التي استهدفت، الثلاثاء الماضي، محطة “ميلبيك” لقطار الأنفاق، ومطار “زافينتيم”، بالعاصمة البلجكية، وفقاً لما أعلنه مركز الأزمات في بروكسل.

 

دبلوماسيون: أطراف الصراع في سوريا ستقر اتفاق مبادئ

جنيف – رويترز  – من المتوقع أن توافق الحكومة السورية وجماعات المعارضة في محادثات السلام في جنيف الخميس، على وثيقة صاغها مبعوث الأمم المتحدة الخاص تحدد المبادئ الأساسية فيما وصفه دبلوماسيون بأنه “خطوة صغيرة” للأمام.

ومع سريان وقف هش لإطلاق النار في سوريا، من المقرر أن تتوقف المفاوضات التي استمرت نحو أسبوعين الخميس، لتستأنف في أبريل نيسان.

وتجري المحادثات في إطار جهود دبلوماسية أطلقتها الولايات المتحدة بدعم من روسيا لإنهاء الحرب التي اندلعت في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات، وقتلت أكثر من ربع مليون شخص وتسببت في أسوأ أزمة لاجئين يشهدها العالم وأتاحت مناخا مواتيا لصعود تنظيم الدولة الإسلامية.

كان التقدم بطيئاً مع تجنب وفد حكومة دمشق أي محادثات عن المسألة الخلافية الخاصة بالانتقال السياسي أو مصير الرئيس بشار الأسد الذي تطالب المعارضة برحيله.

لكن مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا قال، إنه يود أن يعرف ما إذا كانت هناك نقاط مشتركة بين الأطراف المختلفة وإن وُجد يعلنها.

وقال دبلوماسي غربي كبير “وُضعت مبادئ أساسية. دي ميستورا يود أن يعلن أن كل الأطراف وافقت حتى ينتقل إلى مسألة الانتقال في الجولة التالية. إنها خطوة صغيرة لكن ضرورية. والنتيجة غير سيئة.”

وذكر الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن الوثيقة تحوي ما بين 10 و12 نقطة، تتراوح ما بين تشكيل جيش وطني موحد والحاجة إلى محاربة الإرهاب، وضمان وجود دولة ديمقراطية غير طائفية تتساوى فيها حقوق الجميع.

وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط ودبلوماسي غربي آخر، إنهما يتوقعان أن يعلن دي ميستورا عن مبادئ عريضة حتى يتمكن من الانتقال إلى مسألة التسوية السياسية.

وأكدت رندة قسيس التي ترأس جماعة معارضة تؤيدها موسكو ، أن دي ميستورا أبلغ الوفود بوثيقة مبادئ أساسية. وقال مفاوض الحكومة السورية بشار الجعفري الأربعاء إن هناك وثيقة للأمم المتحدة ستراجها دمشق قبل جولة المحادثات التالية.

وبعد اجتماع الجعفري مع مسؤولة الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية فيدريكا موجيريني -وهو اجتماع نادر مع مسؤول غربي رفيع-، بدت نغمته ايجابية وعبر عن اعتقاده بأن جولة المحادثات كسرت جموداً دبلوماسياً.

لكن موجيريني ودي ميستورا، أبلغاه أن تسريع الانتقال السياسي في سوريا، هو الطريق الوحيد لهزيمة جماعات مسلحة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

 

بارزاني: دعم «وحدات الحماية» السورية يعدّ دعما مباشرا لحزب العمال الكردستاني

عواصم ـ وكالات: أكّد رئيس إقليم شمال العراق، مسعود بارزاني، أمس الأربعاء، أنّ أي دعم يُقدّم لمنظمة «ب. ي. د» (امتداد لمنظمة «بي كا كا» في سوريا)، يعدّ دعماً مباشراً لمنظمة «بي كا كا»، لافتاً أنّ المنظمتين لا تختلفان عن بعضهما البعض بشيء.

جاء ذلك في معرض تعليقه على تطور العلاقات السياسية والعسكرية بين «ب. ي. د» والولايات المتحدة الأمريكية، خلال تصريح أدلى به لموقع «المونيتور» المختص بشؤون الشرق الأوسط وتركيا، حيث أوضح أنّ ممارسات منظمة «ب. ي. د» توحي بأنها ليست جادة في الالتزام بالنظم الديمقراطية.

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة تدرك أنّ منظمتي «بي كا كا» و»ب. ي. د» تمتلكان المبادئ والأهداف نفسها، قال بارزاني: «تدرك جيداً وجود مثل هذه الروابط بين المنظمتين، ولكنها لا ترغب في التفوّه بذلك، تعلمون أنّ من أولوياتنا وأولويات الولايات المتحدة، مكافحة داعش والقضاء عليه، وأعتقد أنّ الإدارة الأمريكية تعمل على تجاهل الصلة بين المنظمتين، لخدمة الهدف الأسمى».

قال الجيش التركي، أمس الأربعاء، إنه شن غارات جوية على أهداف لحزب العمال الكردستاني المحظور في شمال العراق وقتل 26 مقاتلا في جنوب شرق تركيا، حيث احتدم القتال منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في تموز/ يوليو الماضي.

وأضاف في بيان أن الغارات التي شنت الثلاثاء استهدفت مخابئ وكهوفا ومستودعات ذخيرة يستخدمها حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وفي مناطق ريفية قرب بلدة شمدينلي في جنوب شرق تركيا والواقعة في منطقة الحدود الجبلية مع العراق وإيران.

وفيما يخص وجود عناصر منظمة «بي كا كا» الإرهابية في منطقة سنجار التابعة لمدينة الموصل، عقب استعادتها من تنظيم «الدولة» الذي سيطر عليها في آب/ أغسطس عام 2014، شدّد بارزاني على ضرورة انسحاب «بي كا كا» من هذه المنطقة، بشكل سلمي، دون اللجوء إلى القوة.

وأكّد بارزاني أنّ الولايات المتحدة الأمريكية لم تتدخل في شأن انسحاب عناصر «بي كا كا» من سنجار، رغم قناعتها بأنّ وجود المنظمة في هذه المنطقة لا معنى له.

وبخصوص المساعي المبذولة لإجراء إستفتاء على مسألة استقلال إقليم شمال العراق، قال بارزاني إنّ الإقليم يخطط لإجراء هذا الاستفتاء قبل تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

وحول رؤية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للمسألة الكردية، أفاد بارزاني أنّ أردوغان استطاع أن يستوعب المسألة بشكل صحيح، وأكثر من أي شخص آخر، لافتاً في هذا السياق إلى أنه أنهى سياسة الإنكار للأكراد، خلال زيارته التي أجراها إلى أربيل عندما كان يشغل منصب رئاسة الوزراء.

 

سوريا: موسكو درّبت مجموعات كرديّة… ومقتل جندي روسي سادس

النظام يعتبر أن محادثات جنيف «كسرت جمود الموقف»

عواصم ـ وكالات: قال قائد القوات الروسية في سوريا، ألكسندر دفورنيكوف، إن خبراء عسكريين روس دربوا مجموعات كردية في سوريا، دون أن يسميها.

جاء ذلك في تصريحات لصحيفة «روسيسكايا جازيتا»، الروسية، والتي أشار فيها إلى أن الخبراء الروس يدربون جيش النظام السوري، فضلا عن جماعات بينها مجموعات كردية.

وأضاف دفورنيكوف: «تركنا أسلحة وعربات متطورة للجيش السوري (جيش النظام)، من أجل تعزيز قوته الحربية، شملت أنظمة مدفعية، وعربات استخباراتية وقتالية، كما أن خبراءنا العسكريين أنهوا بنجاح مهامهم في تدريب القوات الحكومية ومجموعات كردية وأخرى (لم يسمها)».

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن ضابط كبير في الجيش الروسي قوله إن موسكو لديها وحدة قوات خاصة في سوريا تقوم بأعمال الاستطلاع و»مهام خاصة أخرى».

ونقلت الوكالة عن الكسندر دفورنيكوف وهو قائد الفرقة العسكرية الروسية في سوريا قوله «لن أخفي حقيقة وجود وحدة لقواتنا للعمليات الخاصة على الأرض في سوريا.»

وأضاف «يقومون بعمليات استطلاع تكميلية لأهداف لمساعدة الطائرات الروسية ويشاركون في إرشاد الطائرات لأهداف في المناطق النائية ويقومون بمهام خاصة أخرى».

وقالت مجموعة من المدونين الروس أمس الأربعاء، إن جنديا روسيا سادسا قتل في العملية العسكرية التي تنفذها روسيا في سوريا في شهر شباط/ فبراير لكن وفاته لم تعلن رسميا.

وقال المدونون الذين يراقبون حملة بلادهم في سوريا ويعملون تحت اسم (فريق مراقبة الصراع) على موقعهم الإلكتروني إن سيرغي تشوبوف (51 عاما) الميجر بقوات وزارة الداخلية الروسية قتل في سوريا يوم الثامن من شباط/ فبراير ودفن في حي بالاشيخا في موسكو.

وقال المدونون إن مهمة تشوبوف في سوريا لم تتضح. ونقلوا عن مدونات صغيرة على مواقع التواصل الاجتماعي نشرها معارف تشوبوف وتحدثوا فيها عن وفاته وقالوا إنهم عرفوا أين دفن.

وأكد أحد المصادر المنقول عنه في التقرير وفاة تشوبوف.

وقال راديك بيلوف «أعلم أن تشوبوف كان مفاوضا في سوريا وقتل بإصابة مباشرة من قذيفة مورتر». ويقول بيلوف إنه خدم تحت قيادة تشوبوف في مفرزة استطلاع في تسعينيات القرن الماضي.

واعترفت روسيا حتى الآن بمقتل خمسة من أفراد قواتها المشاركة في العملية في سوريا. وأمر الرئيس فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي بسحب القسم الأكبر من قواته من سوريا قائلا إنها حققت معظم أهدافها هناك.

جاء ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأربعاء، سحب 160 جندياً من قواتها العاملة في مطار حميميم بمحافظة اللاذقية السورية، على متن طائرة نقل عسكرية من طراز «إي إل 76».

وبحسب وسائل إعلام روسية، فإنّ وزارة الدفاع أصدرت بياناً، أوضحت فيه أنّ الجنود الذين غادروا حميميم، كانوا يعملون في مجالات خدمية مختلفة، من بينها صيانة المقاتلات، والإشراف على الأمور التقنية المتعلقة بها.

وأشار البيان أنّ سحب الجنود الروس من مطار حميميم، يأتي في إطار قرار تخفيض عدد القوات الروسية العاملة في سوريا.

كما ذكرت الوزارة الروسية أنّ طائرة شحن من نوع «آن 124» أقلعت من حميميم، متوجهةً إلى روسيا، وعلى متنها معدات عسكرية مختلفة، و3 مروحيات من نوع «مي 35»، كانت تشرف على حماية مطار حميميم.

إلى ذلك قال رئيس وفد النظام السوري في محادثات جنيف، بشار الجعفري، أمس الأربعاء، إن وفده تلقى ورقة من المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، وسيرد على ما جاء فيها في الجولة المقبلة من المحادثات المتوقع عقدها في أبريل/نيسان المقبل.

وقال رئيس وفد النظام السوري في محادثات جنيف إن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني دعت حكومته إلى الانخراط بصورة إيجابية في محادثات السلام أمس الأربعاء وإنه يعتقد أن هذه الجولة من المحادثات كسرت الجمود الدبلوماسي.

ووصلت موغيريني إلى جنيف أمس الأربعاء في زيارة غير متوقعة مما يسلط الضوء على المخاوف من وصول المحادثات بشأن سوريا إلى طريق مسدود إذا لم يتم إحراز تقدم على صعيد مسألة الانتقال السياسي عما قريب.

وقال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في مفاوضات جنيف للصحفيين إنها سلمت رسالة دعم للحوار السوري – السوري. وذكر عقب اجتماع نادر مع مسؤول غربي كبير أنها جاءت لتقديم الدعم للانخراط بشكل إيجابي في المحادثات التي ستؤدي إلى إنهاء الأزمة السورية.

وفي وقت سابق أجرت موغيريني محادثات مع منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب.

وأبلغها الجعفري بأنه يريد أن يعيد الاتحاد الأوروبي فتح سفاراته ورفع العقوبات عن سوريا لكنه قال إنه بينما سيعود فريقه لحضور جولة ثانية من المحادثات في جنيف فإنه أبلغ وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا إنه لن يستطيع المشاركة قبل الانتخابات السورية في 13 أبريل/ نيسان.

 

هجمات بروكسل تسلط الضوء على سياسة أوباما ضد تنظيم «الدولة»… وتظهر أهمية وقف الحرب السورية

الحرب ضد الإرهاب لا تشن بسياسات ترامب المتهور ولا بتشريعات تقمع الحريات… بل بالصبر والتصميم

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي»: من الكم الهائل من المواد التي كتبت عن بروكسل والهجمات التي تعرضت لها العاصمة البلجيكية يوم الثلاثاء برزت مجموعة من الحقائق المتعلقة بمكافحة المتشددين من تنظيم الدولة الإسلامية. معظمها يشير إلى فشل في التنسيق بين المؤسسات الأمنية وعدم قدرتها على إحباط الهجمات قبل حدوثها وحقيقة أن الحرب ضد التنظيمات الإرهابية طويلة وتحتاج لتعاون مشترك بين دول الإتحاد الأوروبي. وأن هناك حاجة لخطط شاملة لدمج المجتمعات المسلمة وتجاوز التهميش والحرمان التي يعاني منها المسلمون في أوروبا. فمنذ هجمات باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 قامت السلطات البلجيكية بسلسلة من المداهمات والتمشيط لأحياء كاملة بحثا عن متشددين معروفين بل وقامت بإغلاق العاصمة بشكل كامل ولأيام وأعلنت عن خطة من 283 مليون دولار لمكافحة التطرف ولم تمنع هذه الجهود وقف هجمات يوم الثلاثاء وفي قلب عاصمة الإتحاد الأوروبي. ولا يكشف هذا عن ضعف السلطات الأمنية الأوروبية فحسب ولكن عما يراه مسؤولون أمنيون وجود وسط متعاطف مع الخلايا الإرهابية تستطيع من خلاله الاختباء والعمل والتخطيط في قلب أوروبا.

وتثير هجمات بروكسل التي انضمت إلى قائمة العواصم الأوروبية التي استهدفها الإرهاب في العقود الماضية بدءاً من مدريد ولندن وباريس أسئلة حول ضرورة مضاعفة الأجهزة الأمنية جهودها لمكافحة التطرف حتى ولو جاءت على حساب الحريات المدنية أم أن هذه الهجمات أصبحت حقيقة واقعة ولا يمكن لأوروبا تجنبها.

ضعف

ومع ذلك فالهجمات المتكررة التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية تكشف على الأقل عن ضعف أوروبا المتزايد أمام الإرهاب في عصر التنقل السهل والإتصالات المتوفرة للجميع وتزايد معدلات التشدد بين مجتمعاتها. فحتى قبل القبض على المشتبه به في هجمات باريس صلاح عبد السلام قامت الشرطة البلجيكية بسلسلة من الاعتقالات لأشخاص متورطين بشكل مباشر أو هامشي بشبكات تنظيم الدولة. وترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن بلجيكا رغم النجاحات التي حققتها في محاربة الإرهاب لا تزال تمثل مشكلة أمنية لأوروبا. وتقول إن هذا البلد البالغ عدد سكانه 11.2 مليون نسمة يوصف بشكل ساخر بأنه أغنى دولة فاشلة في العالم. فبلجيكا تعاني من شبكات للمتطرفين متجذرة وتناقض بين ثقافة فرنسية وفلمنكية ومؤسسات أمنية غير قادرة على مواجهة أزمات كبيرة أزمات. كما أنها بلد وصفها بيرنارد سكورسيني، مدير المخابرات الداخلية الفرنسية السابق بأنها «نظام بيئي محبذ للوسط الإسلامي والوسط العائلي»، وهو وسط لعب دوراً مهماً في إخفاء صلاح عبد السلام طوال الأشهر الأربعة الماضية. وقال إن مجرد بقاء عبدالسلام حراً طليقاً يعني أن هناك أحياء متعاطفة معه وغيره من الإرهابيين. في إشارة لحي مولنبيك الذي اختفى فيه وجاء منه معظم الإرهابيين الذين نفذوا هجمات باريس.

ويرى محللون أن هناك درجة عالية من عدم الثقة بين سكان الحي والحكومة وهو ما جعل بعضهم يتكتم على وجود عبد السلام. وما يثير القلق أن الهجوم حدث رغم التحذيرات من وقوع عمليات جديدة بل وحذر سكورسيني من أن الهجوم القادم على التراب الأوروبي «سيكون أخطر» و «رجاله جاهزون» وهو تماما ما فاخر به عبد الحميد أبا عود، قائد مجموعة باريس قبل مقتله من وجود 90 ناشطاً يحضرون للهجمات.

مخاطر قائمة

ويرى خبراء أمنيون أن ما جرى يوم الثلاثاء يعني أن المخاطر التي تواجه أوروبا ستظل قائمة حتى في ظل قوانين الطوارئ. ويقول سكورسيني إن الفشل الأوروبي في التشارك في المعلومات الأمنية هو وراء وقوع هجمات كبروكسل إضافة إلى ضعف في الخدمات البلجيكية في التقاط «الإشارات الضعيفة» عن مؤامرات يخطط لها. ويرى سكورسيني إن « البلجيكيين لديهم محدودية في التعامل مع أكثر من هدف». فبعد النصر الذي حققوه في القبض على عبد السلام فشلوا في التقاط الموجة الثانية، أي الخلية التي استطاعت العمل في مناخ آمن. ولا يعرف بعد إن كان هجوم الثلاثاء هو رد على اعتقال عبد السلام أم لا.

وبحسب ألان جوليه الذي أسهم في إعادة تنظيم جهاز المخابرات الفرنسي الخارجي إنه أمر «لا يثير الدهشة» فقد «أصبحت بلجيكا مركزاً» و»عندما تعتقل شخصاً يكون هناك رد فعل». وكل هذا يعني أن زرع الخلايا هو أقوى مما تتخيله الوكالات الأمنية.

الاندماج

وتطرح عملية بروكسل تحديات أخرى على سياسة الإندماج الأوروبية وسياسة الحدود المفتوحة. وكما قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير «يبدو واضحاً أن الأهداف- المطار الدولي والمترو القريبة من مؤسسات الإتحاد الأوروبي لم تستهدف فقط بلجيكا» ولكنها ضد «الحرية، حرية الحركة وحرية تنقل كل شخص في الإتحاد الأوروبي». وأيا كانت رمزية الهدف ودوافع الهجوم فعلى بلجيكا والعالم أن يحضر نفسه لحرب طويلة ضد هذا الإرهاب كما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها. وهذا يعني تصعيد جهود مكافحة الإرهاب بمستويات عليا بين الدول التي تتعرض لتهديدات. وكذلك التحلي بالشجاعة والصمود في وجه خطر يحتاج لسنوات كي يمحى. وهذا بالتأكيد لا يعني نشر الخوف والرعب بالطريقة الهستيرية التي يقوم بها سياسيون مثل المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب. وأكدت الصحيفة على أهمية رفع مستوى معايير الكفاح ضد التطرف خاصة أن بروكسل هي عاصمة أوروبا وهي في الوقت نفسه وبشكل متزايد عاصمة التطرف في القارة. وبالتناسب مع عدد السكان فقد سافر من بلجيكا متطوعون لتنظيم الدولة أكثر من أي بلد أوروبي.

ورغم دعوة الصحيفة للتحرك سريعا ومواجهة خطر التطرف إلا أنها حذرت من التضحية بالحريات المدنية والحرية كما حدث في قانون الوطنية الذي مررته إدارة الرئيس جورج دبليو بوش فيما بعد هجمات 9/11 ومنح الحكومة سلطة لمراقبة المواطنين والتجسس على اتصالاتهم. ووقعت الحكومة الفرنسية في الخطأ نفسه عندما أعلنت حالة الطوارئ بعد هجمات باريس. واستغل المرشحون الجمهوريون للرئاسة الهجمات في بروكسل حيث دعا تيد كروز لمراقبة الأحياء المسلمة في أمريكا قبل أن يصل إليها التطرف. وجدد ترامب دعوته لعدم السماح للاجئين المسلمين بدخول الولايات المتحدة. وقال في مقابلة مع «سي أن أن» إن السلطات البلجيكية أخطأت بعدم تعذيب عبدالسلام. فلو فعلت لاعترف بالمخطط الأخير. وقالت إن إجراءات متعجلة كهذه لن تخدم سوى الإرهابيين وتضعف المجتمعات الغربية بنشر الرعب والذعر وتؤدي إلى مواجهة المواطنين بعضهم البعض وتغذي ظاهرة العداء للأجانب.

ورغم أهمية تغيير أساليب التحقيق لكن يجب أن تتم بعد نقاش حذر وجدي. وتوافق صحيفة «دايلي تلغراف» على كون الحرب ضد التطرف/ الإرهاب الإسلامي طويلة وهي تحتاج كما قالت إلى «صبر وتصميم». وتساءلت عن بداية الحرب ضد التشدد الإسلامي مجيبة أنها ربما بدأت في عام 1995 أو بهجمات القاعدة على سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام بشرق أفريقيا عام 1998» وأي تاريخ تختاره فهذه حرب طويلة وكفاح طالت أكثر من مدة الحربين العالميتين معاً. وتذكرنا الأحداث الدموية في بروكسل أن لا نهاية منظورة لها».

وتعتقد الصحيفة أن محاولات البحث عن أجوبة لمواجهة الخطر غير سهلة وهي تقتضي كما ترى بناء نظام شرطة فاعل وحدود قوية وعلاقات مجتمعية متطورة وقيادة واضحة من المجتمع المسلم وديمقراطية وازدهار واستقرار في الدول ذات الغالبية المسلمة. ونحن بحاجة لكل هذا أو أكثر حتى يتم القضاء على هذا الخطر. لكن ما هو ملح وضروري هو حل سريع للمعاناة السورية التي منحت الجهاديين منطقة للعمل منها وإرسال ناشطين لتنفيذ هجمات خارجها. ولهذا فالمحادثات المترددة في جنيف تحتاج إلى عناية واهتمام أكبر. وتدعو الصحيفة الاتحاد الأوروبي، الذي استهدف بهذه الهجمات لنقاش حول أمن أعضائه وتحسين قدرات الدولة المضيفة له لمواجهة التحديات الإرهابية.

ومع أهمية الإجراءات التي يجب أن تتخذها الدول الغربية من ناحية تحسين العلاقات المجتمعية وتوفير الفرص للشباب في مولنبيك وأي مدينة أوروبية اخرى بحيث تحرفهم عن التشدد إلا أن مسألة توسع تنظيم الدولة في عملياته الخارجية مرتبطة كما يرى روجر بويز في صحيفة «التايمز» بسياسة الإدارة الأمريكية المتراجعة من المنطقة.

ويرى أن الغرب استهدف كمكان لنشر الإرهاب المستلهم من تنظيم الدولة بسبب فقدان الرئيس باراك اوباما الاهتمام بالشرق الأوسط. فقد بدأ الرئيس الأمريكي ولايته بمهمة مختلفة عندما ألقى خطابه في جامعة القاهرة ووعد فيه بعلاقات جديدة مع الإسلام وكأن الإسلام كيان. ولم يواجه أوباما المتشددين أو يقدم الدعم للإصلاحيين وتخلى عن وكلائه من الديكتاتوريين. إلا أن أوباما تعلم ببطء من أخطائه فيما راقب تنظيم الدولة وعرف أن الولايات المتحدة تخطط للرحيل. وأشار الكاتب تحديداً إلى «الخط الأحمر» الذي رسمه أوباما محذراً النظام السوري من استخدام السلاح الكيميائي. ولكنه لم يتحرك عندما استخدم بشار الأسد الأسلحة في الغوطة الشرقية عام 2013.

ويقول بويز إن تردد أوباما سمح لتنظيم الدولة التحرك وملء الفراغ الأمريكي. ويشير الكاتب لرؤية الرئيس للسياسة الخارجية وقوانين اللعبة التقليدية وموقفه الدوني من مراكز البحث في شارع ماساشوسيتس بواشنطن والتي تتركز فيها مراكز البحث المدعومة من دول الخليج وتعليق مسؤولين في البيت الأبيض بأنها «أراضٍ عربية محتلة». وفي رحلة أوباما بعد هجمات باريس للفلبين ضمن سياسته للتقارب مع آسيا والتحلل من الشرق الأوسط، فهم المراسلون الصحافيون من الرئيس أن تنظيم الدولة لا يمثل تهديداً وجودياً على الولايات المتحدة. واتهم الكاتب المسؤولين في الإدارة بأنهم يرددون كلام أوباما حيث وصفوا هجمات بروكسل بأنها مشكلة أوروبية.

ضغوط

وفي هذا السياق علقت صحيفة «واشنطن بوست» على الهجمات الأخيرة بأنها تمثل تحدياً لسياسة أوباما الخارجية حيث تضع ضغوطاً جديدة عليه لعمل المزيد من أجل هزيمة الجهاديين. وتكشف عملية بروكسل عن مظاهر الضعف في استراتيجية أوباما التي يقول مساعدوه ومنذ أشهر عدة أنها تحقق مكاسب ضد تنظيم الدولة.

فقد أكد مساعدوه في البيت الأبيض وبشكل متكرر أن الغارات الجوية أجبرت التنظيم على التراجع من 40% من مناطقه في العراق و20% من تلك التي يسيطر عليها في سوريا. وقالوا إن 11.000 غارة أدت لمقتل 10.000 مقاتل وقيادي جهادي. فيما تحدث مسؤولون بحذر عن منجزات الحملة. ونقلت عن مسؤول قوله «هذا أعقد نزاع يشهده جيلنا».

وتعلق الصحيفة أن أوباما تعلم فيما بعد هجمات باريس وسان بيرناندينو- كاليفورنيا أن الأرقام المثيرة ودعوات ضبط النفس لا تجدي في مناخ من الخوف والرعب الذي تولده الهجمات الإرهابية.

ولاحظت الصحيفة أن أوباما أظهر الموقف نفسه من الهجمات الأخيرة عندما دعا من كوبا للعمل معاً وهزيمة من يهددون أمن وسلامة الناس حول العالم. ولكنه مع ذلك لم يتخل عن موقفه من طريقة مكافحة التنظيم. والمشكلة مع أوباما أنه مقتنع من تجربته في العراق وأفغانستان أن زيادة الغارات الجوية وإرسال قوات إضافية إلى العراق وسوريا ستكون لها آثار سلبية. وتضيف أن البيت الأبيض والبنتاغون درسا الخيارات والجدول الزمني لشن هجمات واسعة من أجل طرد تنظيم الدولة من معقليه في الرقة والموصل. وقد تشمل خطط كهذه زيادة وتيرة الغارات الجوية وعدد المستشارين العسكريين الأمريكيين ودفعهم للعمل قرب خطوط القتال.

ورفض أوباما الخطط قائلاً إنه في حالة عدم توفر قوات عراقية وسورية تقوم بالحفاظ على الأراضي وتوفير الخدمات الإنسانية فستتم خسارة الإنجازات سريعاً حسبما يقول مسؤول بارز. وعوضاً عن شن هجمات واسعة يميل الرئيس نحو إجراءات غير معلنة من مثل دعم الحلفاء والتشارك في المعلومات الأمنية كما فعلت الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد هجمات 9/11.

وعمل وزير الخارجية جون كيري ولساعات طويلة مع الروس والإيرانيين للإتفاق على وقف هش للأعمال القتالية في سوريا. وتأمل الولايات المتحدة أن تستخدم الأطراف المتصارعة الهدنة كي تركز على قتال تنظيم الدولة. وتشير الصحيفة إلى أن أوباما حاول أن يظهر في الداخل موقفاً مصمماً وفي الوقت نفسه ضبطاً للنفس حيث رفض دعوات الجمهوريين زيادة الغارات الجوية أو منع المهاجرين السوريين من دخول الولايات المتحدة. وتعرض مدخله بعد هجمات بروكسل لهجماتهم. فقد وصف ترامب خطاب أوباما في كوبا بـ «السخيف، خاصة في ظل بروكسل». وقال «نريد قائداً عاماً يعمل ما بوسعه من أجل هزيمة العدو». إلا أن أوباما قلق من أن يتورط في حرب واسعة ومكلفة إن قام الجهاديون بعملية عسكرية واسعة. وعلى المدى القريب فقد يجد أوباما نفسه مجبراً على نشر أعداد جديدة من قوات العمليات الخاصة لملاحقة الخلايا التابعة لتنظيم الدولة المكلفة بعمليات في أوروبا وشمال أفريقيا. وإن لم ينجح فقد يعجل الرئيس بتطبيق الخطط من أجل طرد تنظيم الدولة من معاقله في سوريا والعراق.

وكان وزير الدفاع آشتون كارتر قد تحدث في كانون الثاني (يناير) عن خطط لزيادة وتير العمليات في العراق وسوريا وعبر عن أمله بطرد الجهاديين من الرقة والموصل في نهاية العام الحالي. ومن هنا فأي قرار لاستعادة أي من المدينتين يقتضي تحولاً في استراتيجية الإدارة التي تعتمد على شركاء محليين وتعريض حياة القوات الأمريكية للخطر. وهذا السيناريو يحصل حيث قتل تنظيم الدولة جندية مارينز في قاعدة عسكرية قرب الموصل «فاير بيل». ولا يتوقع محللون أن يغير الرئيس من موقفه وهو في الأشهر الأخيرة من ولايته الثانية، أي إرسال قوات عسكرية للقـتال في سـوريا والعـراق.

وبحسب بريان كاتوليس من معهد التقدم الأمريكي «سأفاجأ لو قام الرئيس في الأشهر الأخيرة من ولايته بخرق قانونه حول العراق وسوريا» وهو تجنب التورط. وسيجد الرئيس صعوبة في تطمين الأمريكيين من الخطر الإرهابي وهو ما واجهه في أعقاب كل من باريس وسان بيرناندينو.

حماقة ترامب

فقد أثبت هجوم بروكسل تصميم التنظيم وقوته حسب الصحيفة في افتتاحيتها. وكشف في الوقت نفسه عن الخلاف بين المرشحين للرئاسة الأمريكية حول كيفية مواجهة خطره. وأشارت الصحيفة إلى موقفين- دولي يمثله الرئيس نفسه وهيلاري كلينتون وآخر عبر عنه ترامب وكروز اللذان دعوا لإغلاق الحدود ومراقبة المسلمين. وكان ترامب قد طرح يوم الإثنين أسئلة حول دعم الولايات المتحدة للناتو.

وتعلق الصحيفة أن التزام أمريكا بأوروبا منذ عام 1940 أصبح موضوعاً في الإنتخابات الرئاسية. وقالت إن هجمات بروكسل تكشف عن حماقة ترامب. فلم يهاجم التنظيم الدول السنية فقط بل كل الديمقراطيات الغربية. ولن يهزم التنظيم طالما لم يتم التصدي له في الأماكن التي يظهر فيها- أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وعلى الإنترنت. وتعتقد الصحيفة أن غياب الإلتزام الأمريكي بأوروبا يعني فوضى كالتي شاهدناها في بروكسل.

 

لماذا أعاد النظام السوري حصار حي الوعر في حمص؟

محمد الحسين

إسطنبول ـ «القدس العربي»: بعد أربعة أشهر، من فتحه المعابر الداخلة إلى الحي، أعاد النظام في 10 آذار/مارس الجاري، حصار حي الوعر ليخرق مجددا ً الهدنة والاتفاق المبرم بخصوصه مع الثوار، والذي جاء نتيجة مفاوضات امتدت لما يقارب عاماً وخمسة أشهر، منذ الشهر السابع عام 2014، وشهد الحي خلالها فترات تصعيد عسكري من قبل قوات النظام وفترات تهدئة.

حي الوعر آخر معاقل المعارضة السورية في مدينة حمص، والذي بقي عصيا ً على النظام بعد أن استقطب الحي أهالي مدينة حمص الذين هجرهم النظام من أحيائه الأخرى ليبلغ عدد قاطنيه نحو 100 ألف مدني، وليحكم النظام حصاراً عليه منذ منتصف العام 2013 ، قبل أن يتدخل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ويجري فريقه زيارات عدة للحي ومفاوضات مع النظام لتسفر عن الهدنة في مطلع كانون الأول من العام الماضي 2015، وليعاود النظام نقضها مجدداً.

الشامي عضو لجنة التفاوض في الحي يقول لـ «القدس العربي» عن الأسباب التي دعت النظام لنقض الهدنة «وصل الاتفاق اليوم إلى جمود وإيقاف تام، نتيجة تهرب النظام من الوفاء بالتزاماته ، ولاسيما البند المتعلق بـ «بيان وضع المعتقلين، وإطلاق سراحهم»، وهو ما ظهر جليّاً بقيامه بتعليق تطبيق الاتفاقية وفرض حصار شديد على الحي، بالإضافة للتهديد بالخيارات العسكرية.

ويضيف عضو لجنة التفاوض في حي الوعر، والذي فضّل الترميز لاسمه بالشامي «فالنظام ينفذ الاتفاق وفقاً لسياسة حرق المراحل وذلك بتحصيل المكاسب والتهرب من الاستحقاقات، محاولاً مساومتنا على الحاجات الإنسانية الأساسية، لما يقارب المائة الف نسمة لتحصيل مكاسب سياسية وأخرى عسكرية، عجز عنها في فترات سابقة».

ويتابع «وعلى الرغم من قيام لجنة حي الوعر بتنفيذ كامل التزاماتها بموجب الاتفاقية، أوقف النظام تطبيق اتفاقية حي الوعر، بتاريخ «الخميس 10 آذار/مارس 2016»، حيث قام بإغلاق معبر دوار المهندسين ومنع دخول وخروج المدنيين، مما تسبب في إبقاء أكثر من 500 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، عالقين خارج الحي، إضافة إلى منع قوات النظام إدخال الأدوية والمواد الغذائية والخضراوات للحي بشكل تام».

ولم يكتف النظام بذلك، بل قام يوم السبت 12 آذار/مارس الجاري، بمنع إدخال «مادة الخبز» للحي للمرة الأولى منذ خمس سنوات، كما قام بقطع التيار الكهربائي عن الحي بشكل كامل، إضافة إلى عملية التهديد المستمر باتخاذ اجراءات تصعيدية أخرى، كقطع المياه عن الحي، وتضييّق الخناق على الأهالي.

إجراءات النظام المتعاقبة هذه من الضغط والحصار الشديد على الأهالي، بدأت تثير المخاوف لديهم حول نوايا النظام المتعلقة بمصير الحي وقاطنيه. ويقول الشامي «فالنظام بدء الاتفاق بالمطالبة بإخراج المقاتلين من الحي، في حين أنه اليوم يتّبع سياسة الضغط الشديد على المدنيين وحرمانهم من حاجاتهم الانسانية الأساسية، ليتبعها مستقبلاَ ،كما جرى في أحياء حمص الأخرى في فترات سابقة، بفتح أحد المعابر، ليوم أو اثنين، وبالتالي تهجير آلاف المدنيين من الحي، مما يؤدي من حيث النتيجة إلى إفراغ الحي من قاطنيه وتهجيرهم بشكل كامل، على غرار ما حصل في أكثر من ثلاثة عشر حيّاً من أحياء حمص المدمرة، وبالتالي هذا ما يعزز نجاحه بتغيير التركيبة السكانية الديموغرافية لمدينة حمص».

وشكل «ملف المعتقلين»، الذي نقض النظام الهدنة بسببه، حيث كان من المفروض بموجبه أن يتم بيان وضع وإطلاق سراح آلاف المعتقلين، قدمت لجنة حي الوعر قائمة بأسمائهم خلال مرحلة التفاوض، ويقول الشامي: «بموجب اتفاقية حي الوعر، يجب على النظام بيان أوضاع كامل المعتقلين خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، على أن يتم إطلاق سراح المعتقلين غير المحالين للقضاء، لدى الجهات الأمنية، في المرحلة الثانية، وإطلاق سراح المعتقلين المحالين للقضاء والمحكومين خلال المرحلة الثالثة».

ويضيف «قامت لجنة حي الوعر بتسليم ممثلي النظام ملف المعتقلين بتاريخ 23/12/2015م والذي يضم حوالي (7365) معتقلاً منهم ما يقارب (891) موزعين على السجن المركزي في حمص والسجن المركزي في دمشق (عدرا)، وتم الاتفاق في اجتماع بتاريخ الأربعاء 8/1/2016 على تأجيل تنفيذ هذا البند للمرحلة الثانية من الاتفاقية، بناءً على طلب ممثلي النظام، وحتى تاريخ 17/3/2016 ، لم يتم تسليمنا بيان وضع لأي معتقل».

ويؤكد عضو لجنة التفاوض أنه «حتى الآن لم يتم إطلاق سراح أي معتقل بموجب اتفاقية الوعر، ولم تُسلم لجنة حي الوعر قوائم بأسماء الأشخاص الذين سيفرج عنهم، وبالتالي فإن هذا البند لم يتم تنفيذه بعد ولا يزال معلقاً».

«أما فيما يتعلق بخروج المقاتلين، فقد روّج النظام لاتفاق الوعر كمثال للاتفاقات السياسية التي تفضي لخروج مقاتلي المعارضة واستلام قوات النظام للحي «وهو كلام خاطئ، وتشويش إعلامي لا غير»، على حد قول الشامي، ويضيف «حيث أن من خرج من الحي في المرحلة الاولى لا يتجاوز عددهم ( 270) مقاتلاً، و لديهم أسباب خاصة ، ولا يتجاوزون 8% من المقاتلين الموجودين في الحي بشكل عام، كما أنه حتى اللحظة لم تنسحب الفصائل العسكرية من أي نقطة عسكرية، وإنما الوضع عسكرياً هو أشبه بالتجميد التام، مع احتفاظ كل طرف بنقاط سيطرته».

ويشير عضو لجنة التفاوض في الحي إلى موضوع خروج بقية المقاتلين فمن المفروض أن يتم في المرحلة الثالثة، وفقط لمن يرغب، بدون وجود أي نوع من الإلزام لبقية المقاتلين، بحسب الاتفاق.

كما يلفت إلى أن «نقطة دخول قوات النظام إلى المباني الحكومية في الحي فقط، كانت من النقاط العالقة التي لم يتطرق لها في اتفاق الوعر، والتي كان من المفترض أن يتم بحثها والتفاوض حولها لاحقاً.

ويشير الشامي إلى أنهم قاموا بالتواصل مع فريق المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، والذي يعتبر طرفاً مراقباً للاتفاق، وطلبوا منهم كمنظمة دولية تعنى بالشؤون الانسانية بالدرجة الأولى، وكطرف مراقب لاتفاقية حي الوعر، بأن يقوموا بدور أكبر وأكثر فعالية في متابعة مجريات الأحداث في الحي المهدّد مستقبلاً بكارثة إنسانية، وأن يقوموا كطرف محايد ببحث ومراقبة، ما تم إنجازه من الاتفاق في مراحل سابقة، مع كلا الطرفين لتبيان الأسباب الحقيقة لفشل الاتفاق، وإصدار بيان رسمي يوضح ذلك، إضافة إلى مطالب حول التعامل بالجّدية اللازمة مع قضية التهجير القسري والتغيير الديموغرافي التي تتعرض لها مدينة حمص.

وقال «كان الرد من قبلهم، بأنهم يقومون بإجراء الاتصالات مع ممثلي النظام، لمنع تدهور الأوضاع في الحي».

ويرى عضو لجنة التفاوض في حي الوعر أن «النظام يتعاطى مع اتفاقية الوعر، وفقاً للمتغيرات السياسية والعسكرية في عموم سوريا، فتراه متلهفا ً لتطبيق بنوده في فترات معينة مثل فترة ما قبل التدخل الروسي، أو في الفترة الواقعة بين اجتماع فيينا وانعقاد مؤتمر جنيف3، في حين يبدي عدم اكتراث بتطبيق بنود الاتفاق في فترات أخرى، ولا سيما بعد ازدياد الدور العسكري الروسي، والتراجع العسكري لقوى المعارضة في ريفي اللاذقية وحلب الجنوبي».

ويتوقع الشامي أنه وبعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانسحاب القوة العسكرية الروسية الرئيسية من سوريا، فإن النظام سيعمل جاهداً لإعادة إحياء الاتفاق ولكن بصيغة معدّلة تستبعد ملف المعتقلين، وهو الأمر المحكوم بالفشل، فمن الثّابت لدى لجنة التفاوض وأهالي حي الوعر، أنه لا قيمة لأي اتفاق لا يشمل بيان وضع المعتقلين وإطلاق سراحهم.

ويلفت إلى أن «النظام ورغم تعليقه تطبيق اتفاقية الوعر، إلا أنه لم يعلن فشل الاتفاق بشكل رسمي، وإنما اكتفى بإجراءات أحادية بدون ضجة إعلامية، فالنظام حالياً يسعى جاهداً لإبرام اتفاقات مناطقية، والترويج لها إعلامياً، لمساومة الأهالي في المناطق المحاصرة على حاجاتهم الانسانية الأساسية لتحقيق مكاسب سياسية، لعل أبرزها التشويش على المفاوضات السياسية القائمة حالياً في جنيف».

كما يؤكد الشامي أن «اتفاقية حي الوعر بوضعها الراهن هي عبارة عن اتفاق انساني مرحلي مؤقت، ليس له أي جوانب أو نقاط سياسية، في حين أن الحل النهائي سيكون مرتبطاً بمجريات الأحداث في عموم أنحاء سوريا، ومفرزات العملية السياسية القائمة حالياً».

ويشير إلى أن من أهم العوامل التي دفعت لجنة الحي لإبرام اتفاقية حي الوعر، هو الحفاظ على التركيبة السكانية الديموغرافية لمدينة حمص، والتي اختلت نتيجة تدمير قوات النظام 13 حيّاً من أحياء حمص وتهجير أهلها، مؤكدا ً أن الحي لديه قدرة عسكرية على الصمود، ولم يستطع النظام خلال الفترات السابقة تحقيق أي تقدم عسكري على الأرض.

لكنه يلفت من جهة أخرى إلى أن «الحي ما يزال يعاني من عجز إنساني عن تلبية أبسط المتطلبات الانسانية للمدنيين، الأمر الذي يتطلب البحث عن حل نحافظ فيه من حيث النتيجة على الحي وقاطنيه وطابعه الثوري».

 

من الرسائل الإلكترونية لهيلاري كلينتون: لماذا لا تريد إدارة أوباما استخدام القوة ضد الأسد؟

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: في وثيقتين لمرشحة الرئاسة الامريكية هيلاري كلينتون ومؤرختين في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 وتم نشرهما مؤخراً حول سوريا وايران، اوردت كلينتون الاسباب التي جعلت الرئيس الامريكي باراك اوباما يحجم عن القيام بعمل عسكري في سوريا ضد الرئيس بشار الاسد أسوة بالعمل العسكري الذي شنته قوات التحالف في ليبيا ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وتوقعت كلينتون في الوثائق ان تفقد إيران نفوذها في الشرق الاوسط، مطالبة واشنطن بالتحالف مع تركيا والسعودية وقطر لدعم المعارضة السورية وتدريبها. ومما جاء في الوثيقتين على لسان كلينتون «ان افضل طريقة للتعامل مع القدرات النووية الإيرانية هي مساعدة الشعب السوري على الاطاحة بنظام بشار الاسد…ان البرنامج النووي الإيراني والحرب الاهلية في سورية يبدو ان لاعلاقة بينهما ولكن هناك علاقة بينهما…ان احتمال قيام زعيم ايراني مجنون بشن هجوم نووي ضد اسرائيل سيؤدي إلى تدمير البلدين.

وتضيف ان حصول إيران على السلاح النووي قد يدفع السعودية ومصر للحصول على السلاح النووي …ان العلاقة الاستراتيجية بين بشار الاسد وايران تجعل إيران قادرة على تهديد اسرائيل مع انه خلال الـ30 سنة من العداء لاسرائيل فان إيران لم تهاجم اسرائيل. بل استخدمت حزب الله في لبنان الذي تموله وتسلحه إيران عبر سوريا. وزادت بان نهاية نظام الاسد سينهي هذا التحالف السوري الإيراني…ان الثورة السورية استمرت لسنوات والمعارضة لن تنتهي والنظام السوري لن يقبل حلاً دبلوماسياً يفرض من الخارج لأن ذلك يهدد حياة بشار الاسد واسرته. فقط التهديد أو الاستخدام للقوة ضد النظام السوري سيغير موقف الدكتاتور السوري بشار الاسد. ولكن ادارة اوباما مترددة وحذرة من استخدام عملية جوية ضد النظام السوري مثل التي شنها ضد ليبيا لاسباب ثلاثة:

اولاً: المعارضة السورية ليست موحدة كالمعارضة الليبية ولا يسيطرون على مناطق واسعة.

ثانياً: الجامعة العربية لم تفوض تدخلاً عسكرياً خارجياً في سوريا كما فعلت في حالة ليبيا ولم يعارضه الروس.

ثالثاً: ليبيا قضية سهلة وبعيداً عن انقاذ الشعب الليبي من هجمات نظام القذافي فان العملية الليبية ليست لها نتائج بعيدة المدى على المنطقة. ان حالة سوريا اصعب والنجاح في سورية سيكون حاملاً لتغييرات للشرق الاوسط ككل».

واضافت كلينتون «وليس فقط ان دكتاتورا بلا رحمة ينتصر عليه الشعب السوري في الشوارع بل ان المنطقة ستتغير نحو الافضل وايران ستفقد نفوذها في الشرق الاوسط ولن تهدد استقرار الشرق الاوسط ، وعلى الولايات المتحدة ان تتحالف مع تركيا والسعودية وقطر لدعم المعارضة السورية وتدريبها …ويجب الحصول على دعم دولي لهذه العملية مع ان روسيا لن تدعمها بالتأكيد مما قد يورط أمريكا في حرب مع روسيا.. النظام الجديد في سوريا سيرى أمريكا صديقة له ولن نكون عدواً بل سينظر إلى واشنطن انها تقاتل مع الشعوب العربية وليست مع الانظمة الفاسدة.. وسيجري عزل إيران وحزب الله وانقاذ الالاف من السوريين من القتل على يد نظام الاسد».

 

عقدة «الشيخ مسكين» والأمن الحدودي مجدداً: وضع معقد جنوبي سوريا… «داعش» تحاول الاقتراب لطرد «النصرة» من قلب درعا

بسام البدارين

عمان ـ «القدس العربي»: يتصور مؤيدون أو متعاطفون مع تنظيم «الدولة ـ داعش» في الأردن بأن إندلاع مواجهات ومعارك مؤخراً في محيط بلدة الشيخ مسكين بين مقاتلي التنظيم و»جبهة النصرة» التي لا تصنف «معادية» للأردن حتى الآن، في القراءة المحلية مسألة تشكل القرينة الأبرز على تفكير عسكري ميداني لتنظيم «الدولة» يحاول قطع الطريق على احتمالات دخول أي «قوات عربية» إلى جنوب سوريا عبر شمالي الأردن.

الأردن كان ولا زال يعارض مبدئياً أي زج بقواته العسكرية في معارك خارج تراب المملكة. وطوال الوقت تقاوم عمان أي محاولة لدخول قوات إلى درعا من جانب الأردن تحديداً على أن تبقى إستراتيجية المملكة في الموضوع السوري الحرص على مسألتين بصورة مكثفة.

الأولى بقاء المشكلات السورية داخل عمق الأراضي السورية قدر الإمكان كما يقول الناطق الرسمي وزير الاتصال الدكتور محمد المومني.

والثانية التي استجدت بعد الدخول الروسي العسكري لسورية السهر على ضمان عدم اندلاع عمليات عسكرية ضخمة في درعا المجاورة تحت لافتة استعادة أو تحرير الأرض من المعارضة المسلحة بسبب ازدحام شريط درعا الحدودي بأكثر من 50 ألف مقاتل كما شرح رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور رداً على سؤال مباشر لـ «القدس العربي» في جلسة نقاشية مع النواب.

في كل الأحوال سبق ان اختصر الوزير السابق وعضو البرلمان الحالي المخضرم سعد هايل السرور المشهد بالحديث عن «سهر الأردن» في كل الأحوال مهما تطورت مسارات الأحداث في الجنوب السوري.

اليوم قد لا تصمد استراتيجية الأردن في عدم التدخل وعدم إستخدام الحدود الأردنية في إرسال قوات ميدانية إذا ما تقدمت قوات معادية أو شديدة العداء مثل قوات تنظيم «الدولة» إلى الجانب الحدودي.

لكن ذلك لا يعني في كل الأحوال ان عمان مستعدة في حال إندلاع مواجهة من اي نوع مع أطراف معادية في الجانب السوري لاستعمال كل ما لديها من وسائل دفاعية عسكرية حفاظاً على أمن الحدود الأردنية في رسائل يمكن إلتقاطها من كل البيانات العسكرية التي تصدر للحديث عن القوة النارية التي تستخدم لوقف اي متسللين يحاولون المساس بالأمن الحدودي الأردني.

بالتوازي أظهرت عمان قدرة على السماح لتقنيات ووسائل دفاعية أمريكية متطورة بالرد على أساس عملية المراقبة الحثيثة لتطورات الموقف في تدمر المقابلة للبادية الشمالية حيث تستقر قوات تنظيم الدولة ويعتبرها الأردنيون الخطر الأبرز.

في دوائر عمان المغلقة الأسبوع الماضي رصدت التطورات وسط حالة من التوجس والقلق وعادت أضواء التقييم الأمني تسلط كشافاتها على محيط بلدة الشيخ مسكين تحديدا التي شهدت مناطق مجاورة لها معارك طاحنة ودموية لم يركز عليها الإعلام بين قوات جبهة النصرة ومقاتلي تنظيم «الدولة».

وهي المعارك نفسها التي تراقبها عمان بإهتمام بالغ لأنها تجلس في عمق إستراتيجية الوقاية الأمنية الحدودية الأردنية.

لا توجد قرائن على استعداد الأردن للتدخل لكن سيناريو الوقاية قد يسقط حسب خبراء سياسيين القرارات السياسية السابقة إذا ما إقتربت أكثر قوات «داعش» من قرية الشيخ مسكين وبالتالي أصبحت في أقرب نقطة جغرافية لوسط درعا وبالتالي للحدود مع الأردن في وضع إستراتيجي وأمني معقد يجعل الأردن الرسمي في حالة «هدنة صامتة تكتيكية مؤقتة» بدون إعلان أو غطاء مع «جبهة النصرة» ومقاتلي ابومحمد الجولاني على قاعدة «العدو المشترك» وان الجبهة تصبح إذا ما تقدمت «داعش»، «شراً لا بد منه».

الأردن رسميا يصنف «جبهة النصرة» في سوريا بالإرهاب ولا يأمن جانبها لكن طوال الوقت لم تظهر قوات «جبهة النصرة» التي يوجد فيها مئات الأردنيين أي ميل لتصدير الأزمة للجانب الأردني وإلتزمت بإنضباط لا يحاول المساس بالحدود الأردنية بل تحالفت في درعا تحديدا مع فصائل في «الجيش الحر» حتى لا تثير إرتياب الأردن.

سعي داعش للسيطرة على الشيخ مسكين وهزيمة «جبهة النصرة» في جنوب سوريا بذريعة قطع الطريق على أي قوات يمكن ان تدخل من الأردن لمحاربتها في جبل العرب والسويداء وتدمر تطور لافت ومهم جداً وخطير بالنسبة للأردنيين الذين أوقفوا في وقت سابق عملياتهم ضمن قوات التحالف.

سيناريو تحشيد قوات عربية وإسلامية لمقاتلة «داعش» من الأردن أو تركيا كان قد ترافق مع التهديدات السعودية العلنية بالخصوص والتي ينظر لها أردنياً باعتبارها سياسية ودعائية.

لكن احتمالات «سعي داعش» للإقتراب من درعا ووسطها تحديداً ومواجهة «جبهة النصرة»، والعمل على هزيمتها في القاموس الأردني تطور دراماتيكي وسلوك عدائي على الأرض قد يبدل في الكثير من المعطيات ويخلط العديد من الأوراق، وأهمها إستراتيجية «الصمت والحياد» الأردني حيث لا حياد مع «داعش» تحديداً ولا مجال لمشاهدتها تقترب وتتحرك من محيط تدمر إلى قلب درعا في بلدة الشيخ مسكين.

 

دي ميستورا يسلم وفدي النظام والمعارضة رؤيته للحل بسورية

عدنان علي

تُختتم في جنيف اليوم الخميس، المفاوضات غير المباشرة التي جرت على مدار الأيام العشرة الماضية، بين وفدي النظام السوري والمعارضة، بتسليم المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، مسودة ورقة تتضمن النقاط المشتركة بين الجانبين.

ولا تشير الورقة بشكل واضح إلى مصير رئيس النظام بشار الأسد، ولا تتطرق إلى “تشكيل هيئة حكم انتقالية” كما تطلب المعارضة، وكما ينص قرار مجلس الأمن 2254.

وكشف مصدر مطلع في وفد المعارضة السورية في جنيف لـ”العربي الجديد”، أن الوفد طلب تعديل نقطتين في مسودة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، للحلّ، تتعلق الأولى بضرورة الإشارة الواضحة إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي وفق القرار الدولي 2254، والثانية بالتأكيد على أن التفاوض يجري بين وفدين فقط.

وعما إذا كان المطلوب من وفدي النظام والمعارضة الردّ على وثيقة دي ميستورا في هذه الجولة من المفاوضات، قال المصدر المطلع لـ”العربي الجديد”، إن المعارضة قالت ما لديها، أما وفد النظام فلا شك أنه سيطلب إجراء تعديلات على الوثيقة، وقد يرفضها كلياً، لكنه سيعود إلى دمشق للحصول على رد نهائي بشأنها.

وحملت الوثيقة عنوان “مبادئ أساسية لحل سياسي في سورية”، وتضمنت 12 بنداً. ونصت في البند الأول منها على “احترام سيادة سورية واستقلالها، ووحدة وسلامة أراضيها”، وعلى أنه “لا يجوز التنازل عن أي جزء من الأراضي الوطنية”، وعلى أن الشعب السوري “ملتزم بأن يستعيد مرتفعات الجولان المحتلة بالوسائل السلمية”.

كما نصت في بندها الثالث على أن سورية “دولة ديمقراطية غير طائفية”، وفي البند السادس أشارت إلى آليات الحكم، موضحة أنه “حكم ذو مصداقية وشامل للجميع وغير قائم على الطائفية”، وأنه “يشمل جدولاً زمنياً وعملية لإعداد دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة” تُجرى تحت إشراف الأمم المتحدة.

وتطرقت مسودّة دي ميستورا للحل إلى مشكلة اللاجئين في بندها الحادي عشر، وشدّدت على ضرورة تأمين عودتهم إلى ديارهم، وتعويض المتضررين من جراء الحرب.

من جهته، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط، إن مستقبل بشار الأسد يقرره الشعب السوري خلال المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أن الطرف الآخر لا يهتم إلا بمصير شخص واحد فقط. وأضاف المسلط في تصريحات صحافية بجنيف، أن مطالبة وفد النظام بتأجيل المفاوضات لن تكون مقبولة؛ لأن كل يوم يمر في سورية يسقط فيه ضحايا جدد، وبالتالي فإن المفاوضات يجب أن تتواصل دون توقُّف.

أما رئيس وفد النظام المفاوض بشار الجعفري فقد قال، إنه تسلم وثيقة من المبعوث دي ميستورا، وإنه سيتم الرد عليها بعد التشاور مع قيادته. وكان الجعفري قد طالب في وقت سابق بتأجيل الجولة المقبلة بسبب عزم النظام إجراء انتخابات برلمانية في 13 إبريل/نيسان المقبل ووجود أربعة أشخاص في الوفد الحكومي مرشحين للانتخابات، الأمر الذي رفضه الفريق الدولي.

وكان كل من وفدي النظام والمعارضة سلما المبعوث الدولي رؤيتهما للحل في سورية، وأجاب وفد المعارضة على أسئلة طرحها المبعوث الدولي، تتعلق بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي، والفترة الانتقالية، فيما طلب وفد النظام مهلة للتشاور مع قيادته.​

 

مباحثات كيري ولافروف: توازن في المصالح حيال سورية

موسكو ــ فرانس برس، العربي الجديد

أكدت المباحثات التي جمعت صباح اليوم، كلاً من وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي، جون كيري، على وجود توافق بين الطرفين للتوصل إلى “توازن في المصالح” تجاه القضية السورية، وتقريب وجهات النظر بخصوص الأزمة الأوكرانية.

 

وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بحث مع كيري، اليوم الخميس، قضايا العلاقات الثنائية والمشكلة السورية وأوكرانيا.

وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحافي “استمرت المباحثات 4 ساعات تقريباً، وتناولت العلاقات الثنائية، وأيضاً القضايا الملحة للأجندة الدولية”. وأضافت أن الوزيرين ناقشا “الوضع حول الأزمة الأوكرانية الداخلية والتسوية السورية وعدد من القضايا والمشكلات الدولية”.

وبدأ وزير الخارجية الأميركي محادثات مع نظيره الروسي بهدف تقريب مواقف البلدين من تسوية النزاع السوري ومستقبل رئيس النظام بشار الأسد.

وقال كيري لنظيره الروسي، عند بدء اللقاء في موسكو، “حصل تراجع هش لكنه مهم، لكننا نعلم أنه يجب بذل المزيد لخفض هذا العنف”.

وأضاف “أعتقد أنه من الإنصاف القول إنه قبل بضعة أسابيع، لم يكن كثيرون يتوقعون أن وقف الأعمال الحربية ممكن في سورية”، فيما تم التوصل إلى “هدنة” بإشراف موسكو وواشنطن، وهي سارية منذ 27 فبراير/شباط.

من جهته، قال سيرغي لافروف، “بذلنا مساعي للتوصل إلى توازن في المصالح، ليس فقط بين موسكو وواشنطن، وإنما بين كل الأطراف المعنية في سورية”.

ويلتقي كيري أيضاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الكرملين، مساء اليوم. وتقررت زيارة كيري بعد الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سورية، الذي أعلنه بوتين في 14 مارس/آذار، وتهدف إلى تعزيز الحوار مع موسكو في الملف السوري.

ورغم أن موسكو وواشنطن تولتا رعاية “الهدنة”، إلا إنهما لا تزالان على خلاف حول مسألة المرحلة الانتقالية في سورية ومستقبل الأسد، التي تعتبر حاسمة بالنسبة لتسوية النزاع الذي أوقع 270 ألف قتيل منذ بدئه وتسبب في تهجير الملايين.

 

غارات بريف دمشق ووفد أممي يصل حي الوعر بحمص

أحمد حمزة

شنت طائرات النظام الحربية، اليوم الخميس، غارات جديدة بالغوطة الشرقية لدمشق، واستهدفت قواته مناطق عدة تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف حمص الشمالي، فيما دخل، اليوم، وفدٌ أممي، لبحث الجهود الرامية لاستئناف تنفيذ اتفاق هدنة في حي الوعر.

وفي ريف دمشق، ذكرت مصادر محلية هناك لـ”العربي الجديد”، أن طائرات حربية من طراز “الميغ حلقت، ظهر اليوم، في الغوطة الشرقية، مستهدفة بأكثر من خمس عشرة غارة منطقة بالا”، مضيفةً أن هجماتٍ مماثلة، استهدفت مناطق بالمرج وزبدين.

 

ومنذ بدء الهدنة السورية قبل نحو شهر، لم تتوقف هجمات النظام العسكرية في جبهات المرج وسط الغوطة الشرقية، سوى أنه خلال اليومين الماضيين، بدأ قصف النظام الجوي، يتوسع ليشمل مناطق جديدة، كانت عاشت أيام هدوء نسبي في الأسابيع الأربعة الماضية.

 

بموازاة ذلك، قال المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي” محمد السباعي لـ”العربي الجديد”، إن “قوات النظام المتمركزة على أطراف قرية تيرمعلة استهدفت بالرشاشات الثقيلة وعربات الشيلكا وسط القرية”، متحدثاً عن “انفجار عنيف هز الريف الشمالي بالكامل مصدره الفرقة 26 بتيرمعلة دون معرفة سببه حتى الآن”، ومضيفاً أن “اشتباكات متقطعة بين كتائب الثوار وقوات النظام دارت، قبل ظهر اليوم، على جبهة الهجانة”.

 

هذا ودخل اليوم، إلى حي الوعر بمدينة حمص، وفدٌ أممي برئاسة خولة مطر، المسؤولة في مكتب المبعوث الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وقال ناشطون هناك، إن الزيارة “تهدف لبحث اتفاقية حي الوعر المحاصر، والنقاط العالقة حالياً، والتي أدت لتجميد الاتفاق المبرم، بالإضافة لبحث مجريات العملية السياسية، وسيتم مناقشة هذا المحور الهام مع لجنة التفاوض عن الحي وشخصيات من الحي، الذي يعتبر آخر مناطق وجود المعارضة السورية بمدينة حمص.

 

ويتهم ناشطون في الحي النظام السوري، بعرقلة تنفيذ بنود الاتفاق المبرم بشأن الحي، واستمرار محاولاته تهجير السكان هناك، في حين لا تلوح في الأفق، أي بادرة لإطلاق سراح المعتقلين، الذين من المقرر أن يبدأ النظام بالإفراج عنهم، وفق الاتفاق، الذي أنهى حصار الحي جزئياً أواخر السنة الماضية، مع خروج عددٍ من المقاتلين فيه، برعاية أممية.

 

قوات النظام السوري تواصل تقدمها في معركة تدمر

أحمد حمزة

تواصل قوات النظام السوري، تقدمها بمحيط مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، إذ استُأنفت منذ صباح اليوم الخميس، المعارك العنيفة مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مترافقة بغارات جوية كثيفة.

 

وفيما أورد التلفزيون الرسمي السوري في خبر عاجل ظهر اليوم، خبراً عن سيطرة قوات النظام على “فندق ديديمان تدمر ودوار الزراعة على المدخل الجنوبي الغربي من المدينة”، تحدثت وكالة “سانا” عن “تقدم جديد في مناطق الاشتباك مع إرهابيي تنظيم داعش غرب مدينة تدمر”، مضيفة أن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية فرضت سيطرتها على وادي القبور وجبال القصور غرب مدينة تدمر”.

 

من جهته، قال المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي” محمد السباعي لـ”العربي الجديد”، إن “هجوماً معاكساً شنه تنظيم الدولة على قوات النظام المتمركزين في منطقة جبل الطار المطل على مدينة تدمر، وتدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين”.

 

” بينما ذكرت “تنسيقية الثورة في مدينة تدمر” قبل ظهر اليوم، أن “غارات جوية مكثفة استهدفت المدينة ومحيطها، وهي مستمرة منذ ساعات الفجر الأولى وحتى اللحظة، ولا تطورات ميدانية من حيث التقدم أو التراجع للطرفين”.

 

وكانت قوات النظام السوري، تقدمت أمس، مسيطرة على منطقةٍ تشكل مثلث طرق استراتيجية ومرتفعاتٍ تحيط بالمدينة، أبرزها جبل الطار المشرف على المدينة الأثرية، فيما تواردت أنباءٌ عن اعتزام “داعش” إخلاء المدينة السكنية الواقعة قرب المدينة التاريخية من السكان.

 

وتشن قوات النظام ومجموعات تابعة لها مدعومة بغاراتٍ كثيفة، عملية عسكرية واسعة منذ أسابيع، ارتفعت وتيرتها مع بداية الهدنة السورية قبل نحو شهر، وتهدف لاستعادة السيطرة على مدينة تدمر، التي دخلها تنظيم “داعش” في الواحد والعشرين من مايو/أيار سنة 2015.​

 

مركز دراسات: التدخل الروسي سمح بتقدّم محدود للنظام السوري

عامر عبد السلام

أفاد تقرير صادر عن مركز “عمران”، بأن التدخل الروسي في سورية والذي دام نحو خمسة أشهر لم يسمح للنظام بتحقيق تقدم يذكر، غير أنه أضاف أيضاً أن موسكو حققت أهدافها بما يضمن مصالحها في سورية.

وجاء التدخل الروسي خلال مرحلة تلقى فيها النظام خسائر كبيرة على يد المعارضة السورية المسلحة في غالبية الجبهات؛ مرحلة كادت أن تكون مفصلية في مسار الثورة السورية لولا الإشكاليات العسكرية بين الفصائل، في الوقت الذي كانت فيه جبهات النظام مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) تشهد معارك كرّ وفرّ، تحديداً في ريفي حمص الشرقي والجنوبي.

 

وقال مركز “عمران للدراسات الإستراتيجية”، في تقرير حصل “العربي الجديد”، على نسخة منه، إن: أولى الضربات الروسية في 30 سبتمبر/أيلول استهدفت مواقع تابعة للتنظيم في محافظة حمص، وفقاً لادعاءات وزارة الدفاع الروسية؛ إلا أن تلك المواقع كانت تبعد أكثر من 50 كيلومترا عن مواقع التنظيم الحقيقية، إذ تركزت غارات روسيا في اليوم الأول على مواقع قوى الثورة السورية في ريفي حمص وحماه الشماليين حيث سقط من جرائها العشرات من المدنيين”.

 

وكانت روسيا قد أعلنت في 30 سبتمبر/أيلول 2015 عن بدء عملياتها العسكرية في سورية، وذلك بعدما طلب رئيس النظام السوري، بشار الأسد، دعماً عسكرياً من موسكو ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد.

 

وأضاف التقرير، أن الضربات جاءت بعد تزايد الدعم العسكري المعلن لنظام الأسد من قبل موسكو، والإعلان عن تشكيل مركز معلوماتي في بغداد تشارك فيه روسيا وإيران والعراق وسورية لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وأوضح التقرير، أن قوات النظام والمليشيا الداعمة لها تقدمت برياً على بعض الجبهات التي تخضع في ريف حلب وريف اللاذقية، محرزة تقدماً على عدة محاور، أبرزها فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي الغربي، واستعادة السيطرة على مناطق واسعة في ريف اللاذقية (سلمى – ربيعة – كنسبا)، فيما فشلت قوات النظام في تحقيق أهدافها في كلٍ من ريف حمص الشمالي وريف حماه الشمالي.

 

وأضاف التقرير، أن ريف حلب الشرقي شهد تقدماً واسعاً لقوات النظام، إذ تمكنت الأخيرة من فك الحصار عن مطار كويرس، كما تقدمت في ريف حمص الشرقي وبات يفصلها عن مدينة تدمر أقل من 2 كيلومتر. وأوضح أن كل التقدم الذي أحرزه النظام خلال فترة التدخل الروسي كان نحو واحد بالمائة فقط، إذ كانت تسيطر على 16.6 من الأراضي السورية قبل التدخل لتصبح سيطرتها على 17.6 بعده.

 

من جهة أخرى، قال التقرير إن “قوى سورية الديمقراطية” تلقت دعماً عسكرياً هائلاً من قوات التحالف الدولي، لكن هذا لم يمنع موسكو من دعمها بشكل غير مباشر بالتزامن مع حملة الروس والنظام على ريف حلب الغربي- الشمالي، فانتهزت القوات الحملة لتتمكن من فرض سيطرتها على عدة مواقع ضمن نطاق سيطرة قوى الثورة السورية؛ أهمها (تل رفعت – منغ – ماير – كفين – احرص – دير جمال -الزيارة).

 

وعن إنجازات روسيا في فترة تدخلها حتى سحبها لجزء من قواتها، قال التقرير إنها تمثلت في إنشاء منطقة عدم تجوال في الأجواء السورية، وإجبار طيران التحالف الدولي على التنسيق المباشر مع القوات الروسية قبل تنفيذ أي غارة، وذلك عبر نصب جهاز يعرف بـ Richag-AV الذي يتمتع بقدرة عالية على اعتراض الاتصالات والإشارات التي قد تُرسل إلى الصواريخ الذكية ومنها “باتريوت” الأميركي. إضافة إلى ذلك، قامت بإرساء سفينة حربية بالمياه السورية بالقرب من اللاذقية تحوي على مئات الصواريخ s300 العابرة للقارات، هذا وقد حافظت روسيا على موقع تلك البارجة الحربية، على الرغم من إعلانها لسحب الجزء الأكبر من قواتها، كما وفرت كمية كبيرة من الذخيرة والمستشارين والتقنيين لقوات النظام.

 

بالإضافة إلى تمكين النظام عسكرياً في المناطق التي أطلق عليها النظام اسم (سورية المفيدة)، وتحصين دفاعات النظام بالخط الساحلي من الشمال الى الجنوب، وزرع شوكة للمعارضة في البادية شرقي حماه وجنوب شرق محافظة حمص باتجاه تدمر، وفقاً للتقرير. وأضاف أن التدخل الروسي أدى لحماية وتثبيت المصالح المختلفة لدى روسيا بدءاً من الوجود العسكري وصولاً إلى الصفقات التجارية أو الدعم التقني لمشاريع غاز ونفط في البادية السورية.​

 

محادثات كيري-لافروف: البحث عن مصير الأسد

بدأ وزير الخارجية الأميركية جون كيري، الخميس، محادثات في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، لمتابعة تطورات الملف السوري والمحادثات الجارية في جنيف بين وفدي المعارضة والحكومة السورية، في وقت يزداد ضغط المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستوار، على وفد الحكومة السورية، لتقديم ورقة حول رؤية دمشق لعملية الانتقال السياسي ومصير الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وأفاد مسؤول أميركي في وزارة الخارجية لوكالة “رويترز”، أن كيري يتطلع خلال هذه المحادثات إلى “الوصول إلى صلب الموضوع”، وإنه يريد أن “يسمع أين وصل تفكير بوتين في شأن التحوّل السياسي في سوريا”، وتابع المصدر “إنه من الواضح أن ما نتطلع إليه وما كنا نتطلع إليه هو كيف يمكن أن نحوّل سوريا بعيداً عن قيادة الأسد”. لكنّه استبعد أن تحدث اجتماعات موسكو أثراً فورياً على محادثات جنيف.

 

واختار كيري أن يستهلّ المحادثات مع نظيره الروسي لافروف بتهنئة الأخير بعيد ميلاده الـ66 قائلاً “آمل أن تحمل اليك هذه المناسبة المزيد من الحكمة، في نقاشاتنا”. وردّ لافروف متوجهاً بالشكر لكيري، البالغ من العمر 72 عاماً، لكنه أضاف “إذا كانت الحكمة تقاس بعدد أعياد الميلاد، فلا يمكنني اللحاق بك”. وعلى ذلك رد كيري “طالما إنك تحترم الأكبر منك سناً”.

 

وقال وزير الخارجية الأميركية إنه يتطلّع إلى إجراء “مباحثات إيجابية وبناءة هذا اليوم لإنهاء الصراع في سوريا”، مضيفاً أن الكثيرين يتأملون أن يفتح لقاء اليوم “آفاقاً للحل في سوريا والتعاون في مسائل أخرى مثل ليبيا”. وأكّد على أنه بإمكان روسيا وأميركا التعاون “بصرف النظر عن الخلافات بينهما”، وذكّر بأن هذه الزيارة لموسكو تعدّ الثالثة في أقل من سنة، مشيراً إلى أنه “يمكن القول إن زياراته سمحت بإيجاد مقاربات للتقدم إلى الأمام في عديد من المسائل”.

 

من جهته، قال لافروف إن المحادثات ستركز على تسوية الأزمة السورية، بالإضافة إلى توسيع التعاون بين موسكو وواشنطن. وقال “مثلما اتفقنا، سنولي اليوم للتسوية السورية الجزء الرئيس من اهتمامنا، وكذلك سنبحث الأوضاع المتأزمة الأخرى”.

 

قوات النظام تدخل أطراف تدمر

أسامة أبوزيد

باتت قوات النظام وحلفاؤها، على مقربة من مركز مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي وسط سوريا، وذلك عقب سيطرتهم على نقاط  متقدمة في الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة، خلال الساعات القليلة الماضية. وتحدثت مصادر رسمية تابعة للنظام السوري عن “ساعات قليلة  تفصلهم عن حسم المعركة”، والسيطرة على المدينة الأثرية الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، منذ منتصف العام 2015.

 

وسيطرت قوات النظام والمليشيات، على جبل الطار صباح الخميس، بعدما ردّ التنظيم قوات النظام التي تقدمت إلى قصر الميريديان ومنطقة المتقاعدين، بهجوم ليلي معاكس. وكانت قوات النظام قد سيطرت على مثلث تدمر وهو عقدة الطرق الواصلة ما بين ديرالزور ودمشق والحدود العراقية، بالإضافة إلى القصر القطري وجبل القصور المشرف على الجهتين الجنوبية والغربية للمدينة. كما دخلت قوات النظام أجزاءً من بساتين حي الغرف في المدخل الجنوبي لتدمر.

 

وتدور اشتباكات في محيط فندق “سميراميس” على بعد أقل من كيلومتر واحد من معبد بل التاريخي الذي دمره تنظيم “الدولة الإسلامية” في أب/أغسطس 2015، كما تدور اشتباكات بالقرب من حي المتقاعدين غربي المدينة.

 

ويشير مصدر في تدمر، لـ”المدن”، بأن قوات النظام تتقدم مدفوعة بقوة القصف الذي بدأ منذ فجر الأربعاء، وتوقف نسبياً ليل الأربعاء/الخميس، وعاد عنيفاً منذ فجر الخميس. القصف الجوي للطيران الروسي وذلك التابع للنظام، استهدف الطريق الشرقي للمدينة بعشرات القنابل العنقودية، ما شكّل حقل ألغام على طريق الإمداد الوحيد لتنظيم “الدولة الإسلامية”. وقال المصدر إن التنظيم يعيش حرب استنزاف قد تُفقده السيطرة على المدينة خلال الساعات القادمة، مؤكداً أن تعزيزات التنظيم القادمة من الرقة ومدينة مسكنة شرقي حلب لم تفلح كثيراً في الوصول إلى تدمر، وذلك بسبب الغارات الجوية التي استهدفت أرتال التنظيم العسكرية.

 

ودعا التنظيم من تبقى من المدنيين في مدينة تدمر، عبر مكبرات الصوت، للخروج من المدينة، نتيجة وصول الاشتباكات إلى تخومها. وبحسب “تنسيقية مدينة تدمر” فقد شنّ الطيران الحربي ما لا يقل عن 40 غارة، معظمها بالقنابل العنقودية التي استهدفت المدينة وأطرافها، بالإضافة إلى الطرق الحيوية المؤدية إلى المنطقة الشرقية، والتي يسلكها المدنيون للهرب من المدينة. كما سقط صاروخ أرض-أرض بعيد المدى على الأطراف الشمالية للمدينة.

 

ويقول مصدر أخر لـ”المدن” إن تنظيم “الدولة الإسلامية” اعتمد في قتاله على الفترة الليلية التي تقيه نسبياً من قصف الطائرات الحربية والمروحية، مستغلاً المساحات الصحراوية وصعوبة الرؤية الليلة لينفذ عمليات انتحارية يوقع بها أكبر عدد ممكن من القتلى في صفوف قوات النظام وحلفائها. إلا أن اقتراب قوات النظام وتواجدها على مشارف المدينة، جعلت استراتيجية التنظيم غير مجدية على عكس الأيام الماضية.

 

وكانت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم قد ادعت تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري تابع لـ”الدولة”، في تجمع لعناصر ينتمون إلى مليشيا “فوج مغاوير البحر” التابعة للنظام، قبل يومين، ما تسبب في مقتل العشرات بينهم القائد الميداني علي رحمون. إلا أن مصادر أخرى، أشارت إلى أن الانفجار نتج عن قصف بصاروخ روسي عن طريق الخطأ.

 

وتكتسب مدينة تدمر أهمية كبيرة لدى النظام، فالسيطرة عليها ستؤدي تلقائياً لبسط نفوذه على مساحات كبيرة في محيط المدينة والبادية السورية، وذكرت مواقع إعلامية تابعة للنظام أن الهدف من السيطرة على تدمر هو تمهيد الطريق من أجل التوجه إلى ديرالزور والحدود العراقية شرقي سوريا. ويُدرج ذلك في محاولة لاستعادة المعابر الحدودية مع العراق، بغرض تسهيل عملية نقل مقاتلي المليشيات العراقية المدافعة عن النظام. وكان التنظيم قد خسر معبر التنف الحدودي، لصالح قوات المعارضة، قبل أسابيع.

 

وزارة الدفاع الروسية قالت مساء الأربعاء إن “استعادة السيطرة على تدمر سيفتح الطريق نحو الرقة وديرالزور، ويهيئ الظروف للسيطرة على الحدود مع العراق”. وروسيا مستمرة، رغم ادعاء انسحابها، في الدعم والإسناد لعمليات قوات النظام حول تدمر، للسيطرة على المدينة وما بعدها، وإلى ربط سوريا والعراق مرة أخرى. وتشارك مروحيات عسكرية روسية وعناصر مشاة، في معركة تدمر، بحسب ناشطين.

 

من جانبه، نشر تنظيم “داعش”، مساء الأربعاء، تقريراً مصوراً حول سير المعارك في منطقة الدوة غربي تدمر، وتظهر فيه آليات ومدرعات عسكرية مدمرة لقوات النظام، وجانب من القصف والإشتباكات الجارية هناك. إلا أن ناشطين من مدينة تدمر، ذكروا لـ”المدن”، أن بث التنظيم لهذه الصور، يأتي في إطار “حملة إعلامية” يريد بها إظهار “صموده”، قبل خسارته للمدينة. والتنظيم يريد أن يحفظ ماء وجهه أمام مؤيديه، وإظهار مقاومته خلال المعركة، على غرار ما حدث في معركة عين العرب/كوباني في العام 2014.

 

وسجلت قوات النظام تقدماً موازياً على صعيد المعارك الدائرة في محيط مدينة القريتين جنوب شرقي حمص، من خلال سيطرتها على جبل الرميلي من المحور الشمالي الغربي للمدينة، وتلول السود وتلال الحزم عبر المحور الغربي، وجبل الجبيل من الجنوب. وبذلك تكون قوات النظام قد قطعت الطريق الواصل ما بين تدمر والقريتين، والممتد على طريق تدمر-دمشق، وباتت تُحاصر تقريباً القريتين، التي تعد بوابة القلمون الشرقي.

 

“حزب الله”لن ينسحب من سوريا الا بطلب من الاسد

منير الربيع

بموازاة المفاوضات بحثاً عن حلّ سياسي للأزمة السورية، تسجّل العديد من المفارقات على صعيد مواقف القوى الدولية المتقاربة والمتعارضة في آن إزاء آخر التطورات في الملف السوري سياسياً وعسكرياً.

ووسط التقارب السعودي – التركي، والتصعيد السعودي – الإيراني يسجّل تقارب إيراني – تركي حول سوريا، تمثّل بزيارة رئيس وزراء تركيا أحمد داوود أوغلو إلى طهران لتتبعه زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أنقرة. وفي ظل التقارب الروسي – الإيراني يسجّل تقارب سعودي – روسي، مع تباعد سعودي – أميركي أو اختلاف في الرؤى لنهاية الازمة السورية.

على الرغم من أن كل هذه التعقيدات ترخي بظلالها على حقيقة الوضع السوري، إلا أن ثمة إيجابيات تسجّل بالنسبة إلى متابعين لمسار المفاوضات، إذ تلفت مصادر “المدن” إلى أن هناك العديد من المقترحات التي يجري البحث حولها على الصعيد الدولي للوصول إلى تصوّر للحلّ السياسي في سوريا، وهذه المقترحات كانت جزءاً من زيارة وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى روسيا، كما أيضاً تشكّل عماد المشاروات الروسية – الأميركية والروسية – السعودية. وتؤكد المصادر ان الأمور ستسير نحو الحلّ خصوصاً ان إيران أبدت إستعدادها لتقديم تنازلات لا سيما بموضوع المرحلة الإنتقالية على الرغم من تمسكها بضرورة بقاء الأسد خلالها.

أيضاً، ثمة من يسجل تطورات تتعلق بالموقف الروسي والسعودي، وهو ما قد يؤدي إلى عقد لقاء قريباً للإعلان عن موقف مشترك بشأن الأزمة السورية.

في السياق، لا أحد يخفي وجود تباين إيراني – روسي خاصة حول نقطة النهاية في سوريا، وحول الإجراءات للوصول إليها، خصوصاً ان مصادر ديبلوماسية روسية تؤكد لـ”المدن” أن روسيا ليست في حلف الممانعة، بل لديها مصالحها الإستراتيجية، التي تتلاقى مع المصالح الإيرانية ومع هذا المحور في مكان وتتعارض في آخر.

وتكشف مصادر “المدن” أنه منذ بداية عسكرة الصراع في سوريا، طلبت إيران من روسيا تزويد الجيش السوري بأسلحة حديثة ومتطورة وتعهّدت بأن تتكفل هي بتكاليفها، إلا أن روسيا رفضت، لتعود وتوافق على ذلك بعيد تدخّلها، ومجانا، وهذا ما تعتبره المصادر جزءاً أساسياً من الأهداف الروسية في سوريا، حيث اختارت الوقت المناسب لتدخلها ولتعزيز قدرات الجيش السوري بشكل يتلاءم مع السعي للوصول إلى الحلّ السياسي.

لم يأت الروس إلى سوريا ليغادروها سريعاً، بحسب ما تؤكد مصادر قريبة من “حزب الله” لـ”المدن” فلروسيا مصالح أساسية واستراتيجية حتّمت تدخّلها، وبالتالي هذا يفترض بقاء قواتها على الأرض، بمعزل عن الكلام الذي يفيد بالإنسحاب، إذ تعتبر المصادر أن ما جرى هو لتعبيد طريق الحلّ السياسي، بالإضافة إلى أن القوات التي غادرت سوريا، استقدمت على خلفية التصعيد التركي – الروسي، ولم يعد لوجودها أي حاجة، بينما القوات الأساسية والتي عملت في الميدان لا تزال على ما هي عليه، وهذا متفق عليه بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، تماماً كما يتفق الطرفان على دعم الأكراد، وهذا ما إستدعى تقارباً إيرانيا -ً تركياً معارضاً لأي تحرّك كردي.

وتكشف المصادر، عن إتفاق جديد بين تركيا وإيران تكلل بزيارة ظريف إلى انقرة، إذ أن الدولتين تتفقان على معارضة أي فدرالية كردية، وتؤكد المصادر أن تركيا أبدت استعدادها للتعاون مع إيران بشتى الطرق لمنع قيام إقليم كردي، مقابل تقديم تنازلات تسهّل الحلّ السياسي.

هذه المؤشرات، تتعارض مع أخرى تفيد بتخفيف الوجود الإيراني في سوريا، إذ تؤكد مصادر “المدن” أن إيران وإستجابة لموسكو أبدت استعدادها لترك الساحة السورية في مرحلة معينة، لا سيما فور الدخول في الحلّ السياسي. ليبقى السؤال حول مصير “حزب الله”، هنا تؤكد المصادر أن الحزب ملتزم بالثوابت الإيرانية، وليس لديه أي إشكال بمشاركة المعارضة، او تغيير شكل النظام وإنتقاله من نظام الحزب الواحد. اما عن انسحابه من سوريا، تجيب المصادر أنه لن يفعل ذلك إلا بناء لمعطيين، الأول نهاية الأزمة وإرساء الإستقرار، والثاني أن يطلب النظام السوري منه ذلك. الاحتمال الثاني قد يحمل إشارة معينة إلى ضغوط دولية على روسيا وعلى النظام السوري لاجل انسحاب حزب الله من سوريا، مقابل تسهيل سعودي على طريق الحل السياسي.

 

النظام لن يحضر جولة جنيف المقبلة..بداعي الانتخابات!

بينما تتوجه الأنظار إلى نتائج لقاء وزير الخارجية الأميركية جون كيري، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، وإمكان الاتفاق بين الطرفين على قيام موسكو بضغوط على النظام لإحداث خرق في محادثات السلام السورية في جنيف، أعلن وفد الحكومة السورية أنه لن يرد على الورقة التي تسلّمها من المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا خلال الجولة الحالية، التي تنتهي الخميس.

 

وقال رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري، إن الوفد سيدرس ورقة دي ميستورا بعد العودة إلى دمشق، وسيرد عليها خلال الجولة المقبلة، المتوقع أن تنعقد بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية السورية منتصف الشهر المقبل، بحسب ما ذكرت مصادر مواكبة للمفاوضات في جنيف لـ”المدن”، وأشار إلى أن الجلسة الصباحية مع المبعوث الدولي كانت في “أجواء إيجابية”.

 

وفي تطور لاحق، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر في وفد الحكومة السورية، قوله إن الانتخابات البرلمانية التي تنطلق في 13 نيسان/أبريل المقبل، ستكون عائقاً أمام حضور الوفد مجدداً إلى جنيف، فيما لم يصدر أي تعليق من قبل الأمم المتحدة حول هذا الموضوع.

 

ومع اقتراب هذه الجولة من خاتمتها، التقى دي ميستورا، الأربعاء، مع المتحدث باسم الخارجية السورية السابق، رئيس “مجموعة القاهرة” حالياً جهاد مقدسي.

 

وقال الدبلوماسي السوري إن دي ميستورا أخبرهم أنه سيصدر وثيقة تتضمن رؤية مشتركة محتملة للحل في سوريا، وهي “ستغطي الكثير من النقاط المهمة لمجموعة الرياض ومجموعة القاهرة ومجموعات موسكو”، وأشار إلى أن في مقدمتها مسألة وحدة الأراضي السورية، والاتفاق على أن الحل السياسي هو الحل السلمي للأزمة السورية، التي دخلت عامها السادس.

 

من جهة ثانية، ذكرت وسائل إعلام أن وفد الهيئة العليا للمفاوضات، أبدى موافقته على نصف وثيقة قدمها الجعفري لدي ميستورا، الأمر الذي نفاه المتحدث باسم الهيئة، وزير الثقافة السورية السابق رياض نعسان آغا.

 

وقال نعسان آغا على صفحته في “فايسبوك”، إن ما نشر حول اتفاق بين المعارضة والنظام”ليس دقيقاً. والقول بأن وفد المعارضة أخذ نصف ورقة النظام أو ثلثها غير صحيح، وورقة النظام هي تكريس لبقاء الأسد على رأس السلطة فقط”. مشدداً على أن “المبادىء التي وضعت في وثيقة وفد المعارضة لم تخرج في شيء عن بيان الرياض”، الذي يطالب بعدم إشراك الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، وتشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة.

 

المبادئ الـ12 بورقة دي ميستورا المسربة حول الأزمة السورية

 

سربت مسودة الوثيقة التي سيعلنها المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا «ستيفان دي ميستورا» في ختام المحادثات السورية، وتتضمن المبادىء العامة الـ12 التي قدمها دي ميستورا إلى الوفود السورية في جنيف، وهي:

 

سوريا دولة غير طائفية تقوم على المواطنة والتعددية السياسية

 

لا تسامح بشأن الاعمال الانتقامية الموجهة ضد الافراد او الجماعات

 

الانتقال السياسي يشمل آليات حكم ذات مصداقية وغير طائفية

 

الانتقال يشمل جدولا زمنيا وعملية لاعداد دستور وتنظيم انتخابات

 

ضمان استمرار واصلاح مؤسسات الدولة والخدمات العامة

 

سوريا ترفض قطعيا الارهاب وتتصدى بقوة لمنظماته

 

السوريون ملتزمون بإعادة بناء جيش وطني قوي وموحد

 

تمكين جميع اللاجئين والنازحين من العودة الى ديارهم بأمان

 

الدعوة الى مؤتمر للمانحين للحصول على اموال للتعويضات والاعمار

 

المحافظة على حقوق النساء في التمثيل العادل ووقف المعايير الدولية (30%)

 

تطبيق قرارَي مجلس الأمن 2254 و2015 بما يشمل الانتقال السياسي للسلطة

 

التأكيد على أن التسوية السياسية هي الطريق الوحيد لتحقيق السلام

 

الجزيرة تنشر وثيقة دي ميستورا لحل الأزمة السورية  

حصلت الجزيرة على مسودة الورقة التي سيعلنها المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في ختام الجولة الراهنة من المحادثات السورية التي تتعلق بإعلان المبادئ الأساسية للحل السياسي في سوريا.

وأكدت الأطراف أن التسوية السياسية هي الطريق الوحيد لتحقيق السلام، وأظهرت مسودة الوثيقة تبني الأطراف اثني عشر بندا من المبادئ الأساسية باعتبارها الأساس الذي تقوم عليه الدولة السورية.

 

وتحت عنوان “مبادئ أساسية لحل سياسي في سوريا”، ذكرت ديباجة مسودة الوثيقة أن المشاركين في المباحثات السورية-السورية يوافقون على أن التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254 وبيانات الفريق الدولي وبيان جنيف “هي جميعا الأساس الذي تقوم عليه عملية الانتقال السياسي وما بعدها”.

 

لا للتدخل الخارجي

وتحدثت الوثيقة عن “احترام سيادة سوريا واستقلالها، ووحدة وسلامة أراضيها”، مشيرة إلى أنه “لا يجوز التنازل عن أي جزء من الأراضي الوطنية”، وأن الشعب السوري “ملتزم بأن يستعيد مرتفعات الجولان المحتلة بالوسائل السلمية”.

 

وأكدت المسودة أيضا “مبدأي المساواة في السيادة وعدم التدخل طبقا لميثاق الأمم المتحدة”، وأن الشعب السوري هو وحده من يقرر مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية، وأنه “يمتلك الحق الحصري في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي دون ضغط أو تدخل خارجي”.

 

وتم تجديد التأكيد على أن “سوريا دولة ديمقراطية غير طائفية”، حيث تحظى كل مكونات المجتمع فيها بتمثيل سياسي، في إطار سيادة القانون.

 

وذكرت الوثيقة أن الانتقال السياسي في سوريا يشمل “آليات حكم ذي مصداقية وشامل للجميع وغير قائم على الطائفية”، وأضافت أنه “يشمل جدولا زمنيا وعملية لإعداد دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة” تجري تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

عودة اللاجئين

وتحدثت الوثيقة عن “ضمان استمرار وإصلاح مؤسسات الدولة والخدمات العامة وفقا للمعايير الدولية ولمبادئ الحكم الرشيد وحقوق الإنسان”، كما أوصت بـ”اتخاذ تدابير لحماية البنية التحتية العامة والممتلكات الخاصة”.

 

وأشار نص المسودة إلى أن سوريا ترفض الإرهاب “رفضا قطعيا، وتتصدى بقوة للمنظمات الإرهابية والأفراد الضالعين في الإرهاب كما يحددهما مجلس الأمن”.

 

وذكرت الوثيقة أن السوريين “ملتزمون بإعادة بناء جيش وطني قوي وموحد، بوسائل تشمل أيضا نزع سلاح ودمج أفراد الجماعات المسلحة الداعمة للعملية الانتقالية والدستور الجديد”، وأضافت أنه “لن يُسمح بأي تدخل من جانب مقاتلين أجانب على الأراضي السورية”.

 

وفيما يخص اللاجئين، ذكرت مسودة الوثيقة أنه “سيجري تمكين جميع اللاجئين والنازحين من العودة إلى ديارهم بأمان، إذا كانوا يرغبون في ذلك”.

 

واختتمت الوثيقة حديثها بتقديم “الجبر والإنصاف والرعاية إلى من تكبدوا خسائر أو عانوا إصابات نتيجة للنزاع، كما ستعاد إليهم الحقوق والممتلكات المفقودة”.

 

إعادة الإعمار.. بوابة للتغيير الديموغرافي بدمشق  

رواد خليل-دمشق

 

ربما غاب عن الصورة -التي ظهر فيها رئيس النظام السوري بشار اﻷسد أمس الأول وهو يدشن مشروعا قال إعلامه إنه “إعادة إعمار” بدمشق- معاناة اﻵلاف ممن هُجّروا “عنوة” علاوة عن مدن مدمرة بالكامل كداريا القريبة من العاصمة بفعل براميل النظام وعلى بعد بضع كيلومترات إلى الغرب من “إعادة الإعمار”.

“المشروع 66” حمل اسم المرسوم التشريعي رقم 66 الصادر في 16 سبتمبر/أيلول 2012، الذي ينص على إعادة تنظيم حي “المزة بساتين” جنوب غرب دمشق، بعد أن أصبح أبرز الأحياء المشتعلة بالمظاهرات السلمية.

 

تهجير باسم القانون

الصحفي أحمد الشامي، أحد سكان الحي الذي قال للجزيرة نت، إن  أبرز ما قامت به قوات أمن النظام لإفراغ الحي من أهله، المجزرة التي ارتكبتها بالحي يوم 22 يوليو/تموز 2012، وراح ضحيتها 25 مدنيا، مشيرا إلى أن ثمة 12 منطقة تنظيمية بدمشق، غير أن المرسوم يشمل منطقتين تنظيميتين، مع التركيز على منطقة واحدة فقط.

 

وهنا يتبين لماذا تجاهل النظام بقية المناطق عدا حي المزة، علما بأن جميع السكان من المالكين لهذه المنطقة ولم يستولوا عليها؟ كما يتساءل الشامي.

 

وعما إذا حصل المهجرون على تعويضات، قال الصحفي إن الحكومة تدفع للمُهجرين ثلاثين ألف ليرة سورية (سبعين دوﻻرا) بدل سكن لمدة خمس سنوات، موضحا أن الأهالي سيحصلون بعد الإعمار على ما نسبته 20% من العقار، وجلهم من البسطاء والمالكين لمساحات صغيرة، وبالتالي سيضطرون لبيع هذا الجزء الصغير ويهاجرون.

أهمية جغرافية

ويقول المحلل العسكري راني الجابر إن الحي يتمتع بأهمية جغرافية دون غيره من أحياء دمشق، ما يشكل خاصرة رخوة لمناطق سيطرة النظام، موضحا للجزيرة نت أنه “يعتبر البوابة الجنوبية الغربية لدمشق، ويربط بين العاصمة ومدينة داريا المحاصرة والخاضعة لسيطرة المعارضة، ما يخلق مخاوف حقيقية لدى النظام”.

 

ويؤكد المحلل العسكري أن فصائل المعارضة المسلحة يمكنها من هذا الحي استهداف أي منطقة أمنية للنظام بدمشق في حال استولت عليه، بما فيها “قصر الشعب” الواقع على بعد كيلومترين في الجهة الشمالية للمدينة، لذلك يعلم النظام مدى أهمية هذه المنطقة ويعمد إلى تهجير سكانها.

 

مشروع إيراني

وكانت “الهيئة العامة للثورة السورية” كشفت منتصف العام الفائت بتقرير نشره موقع “سراج برس” عن مشروع إيراني يسمى “الحزام الأخضر” يعمل على تغيير ديموغرافية جنوب دمشق بما فيها حي المزة والسيدة زينب والذيابية والشاغور بالإضافة لأحياء داخل دمشق، وذلك بإسكان المليشيات التي استقدمتها إيران للقتال إلى جانب النظام محل سكان هذه المناطق.

 

وأشار التقرير إلى أن “سفير طهران بدمشق وعبر سماسرة شيعة، وبتسهيل كامل من كبار مسؤولي المخابرات في النظام، يعملون على تقديم العروض لعدد من رجال الأعمال، للاستحواذ على ممتلكاتهم بعد دفع مبالغ مضاعفة لهم”.

 

 

تطهير ممنهج

بدوره، حذّر رئيس هيئة اللاجئين الفلسطينيين بالحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة من مواصلة النظام لسياسة التغيير الديموغرافي على أساس مذهبي لتشتيت المجتمع الحاضن للثورة.

 

وأكد أيمن فهمي أبو هاشم للجزيرة نت أن النظام بدأ بسياسته في وقت مبكر من الثورة السورية، ولايزال يعمل على استكمال مخططاته في إحداث تغيير ديموغرافي جذري في المدن والمناطق السورية، وهذا ما حدث في حمص ودمشق وريفها.

 

ويردف بالقول إن “تفريغ وتشريد سكان مخيم اليرموك والضغط الأمني الذي مارسه بحق بقية المخيمات الفلسطينية دليل دامغ على سعيه لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين بسوريا من خلال التدمير الممنهج لمخيماتهم والحصار والتجويع والاعتقال التعسفي، لإجبارهم على مغادرة سوريا”.

 

ووفق أبو هاشم فإن أكثر من مئتي ألف فلسطيني هجروا البلد من أصل 550 ألف لاجئ فلسطيني كانوا يعيشون في سوريا بداية عام 2011، وباعتبار مخيم اليرموك بوابة دمشق الجنوبية، وله أهمية جغرافية لا تقل عن الزبداني ومضايا والمزة، فإن النظام سيواصل تهجير من تبقى من سكانه توطئة لتغيير هويته السكانية بهوية طائفية ومذهبية أخرى.

 

كيري ولافروف يثنيان على “نجاح” تعاونهما بسوريا  

بدأ وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف مباحثات بشأن الأزمة السورية، وقال كيري إن مستوى العنف في سوريا انخفض بأكثر من 85% بفضل اتفاق البلدين على الهدنة، كما رأى لافروف أن التعاون بينهما ساعد على التوصل لنجاح في سوريا.

 

وانطلقت اليوم الخميس في موسكو مباحثات بين كيري ولافروف بهدف تقريب مواقف البلدين من تسوية الصراع في سوريا، وقال كيري إنه رغم هشاشة الهدنة التي تم التوصل إليها أواخر الشهر الماضي بمساعدة أميركا وروسيا فقد تراجع العنف بنسبة 85% إلى 90%.

 

وأضاف أن الكثيرين استبعدوا قبل بضعة أسابيع وقف الأعمال الحربية في سوريا، لكن “ذلك العمل حقق قدرا من التقدم. حدث تراجع للعنف مفيد وإن كان هشا”.

 

من جهته قال لافروف “بفضل تعاوننا في سوريا وإصرارنا نجحنا لأننا بذلنا مساعي للتوصل إلى توازن في المصالح، ليس فقط بين موسكو وواشنطن وإنما بين كل الأطراف المعنية بسوريا”.

 

وسيلتقي كيري أيضا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين مساء اليوم. وسبق أن صرح كيري بأنه يتطلع لمشاورات بناءة مع لافروف وبوتين، وأنه مشجع أن يتعاون البلدان “رغم الخلافات”.

 

وقال مسؤول كبير بالخارجية الأميركية أمس بخصوص زيارة كيري “ما نتطلع إليه منذ فترة طويلة هو معرفة كيف سيتم الانتقال من حكم الأسد”.

 

ومن المقرر أن يختتم المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا اليوم الجولة الراهنة من المحادثات السورية بجنيف، وأن يعلن ورقة المبادئ الأساسية للحل السياسي في سوريا.

 

النظام السوري يواصل انتهاك الهدنة  

واصل النظام السوري انتهاك الهدنة واتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، وقصفت مقاتلاته أمس مناطق تخضع لسيطرة المعارضة في العاصمة دمشق ومحافظة حلب شمالي البلاد.

 

وذكرت مصادر محلية أن طائرات النظام السوري استهدفت بلدة المرج في الغوطة الشرقية بريف دمشق بعشر غارات ألحقت أضرارا مادية بمبان عدة، واستهدفت قوات الأسد بقذائف الهاون بلدة حريتان شمالي حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة

 

في سياق متصل قالت مصادر للجزيرة أمس إن المعارضة السورية المسلحة قتلت عشرين من قوات النظام بريف دمشق، بينما كثفت طائرات النظام غاراتها بالمنطقة، وأصابت مناطق تسيطر عليها المعارضة في ريفي حماة وإدلب، بينما يحاول النظام اقتحام مدينة تدمر في ريف حمص بدعم جوي روسي.

 

وأوضحت المصادر نفسها أن المعارضة قتلت عشرين من قوات النظام في معارك على أطراف بلدة بالا في غوطة دمشق الشرقية، كما وقعت اشتباكات على أطراف بلدة بيت سحم، فيما شنت قوات النظام غارات على تلك المناطق، إضافة إلى بلدات دوما وحرستا وجسرين وزبدين والزبداني، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

 

وفي حلب دارت اشتباكات بين المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية تمكن فيها الأخير من السيطرة على قرية ‏تل بطال ومزارع قرية الأحمدية، كما قصفت قوات النظام مدن حريتان وعندان وكفر حمرة وحيان، حسب شبكة شام. أما اللاذقية فشهدت قصفا مدفعيا وغارات جوية في جبل الأكراد، بينما تحدث ناشطون عن مقتل عدد من قوات النظام في استهداف سيارة كانت تقلهم.

 

في سياق متصل قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم إن وقف إطلاق النار الهش في سوريا أدى لتراجع مستويات العنف، لكنه يرغب في انحسارها أكثر وينشد تدفقا أكبر للمساعدات الإنسانية.

 

وقال كيري لنظيره الروسي سيرجي لافروف في مستهل محادثاتهما بموسكو “يسعنا القول إن قلة قليلة للغاية كانت قبل ثلاثة أسابيع تعتقد أن وقف الأعمال القتالية ممكن في سوريا”.

 

يشار إلى أنه منذ دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا حيز التنفيذ في 27 فبراير/شباط الماضي انتهك النظام السوري الاتفاق 604 مرات من خلال هجمات واعتقالات.

 

ويذكر أن مجلس الأمن الدولي اعتمد بالإجماع في 26 فبراير/شباط الماضي قرارا أميركيا روسيا بوقف الأعمال العدائية في سوريا والسماح بما سمي الوصول الإنساني للمحاصرين.

 

هذه هي بنود وثيقة دي ميستورا “شبه الرسمية” للحل السوري

العربية نت

خرجت الوثيقة الشبه الرسمية التي سلمها المبعوث الأممي دي ميستورا لوفدي النظام السوري والمعارضة، والتي سلمت المعارضة ردها عليها، بينما النظام لم يرد بعد

وجاء في الوثيقة شبه الرسمية:

“تؤكد الأطراف السورية على أن التسوية السياسية هي الطريق الوحيدة لتحقيق السلام وتتبنى الأطراف السورية المبادئ التالية باعتبارها الأساس الذي تقوم عليه الدولة السورية المستقبلية:

– احترام سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها

– التأكيد على مبدأي المساواة في السيادة وعدم التدخل طبقا لميثاق الأمم المتحدة، والشعب السوري وحده يحدد مستقبله بالوسائل الديمقراطية

– سوريا دولة ديمقراطية غير طائفية على تقوم على المواطنة والتعددية السياسية

– عدم التمييز ضد أي مجموعة طائفية أو عرقية أو لغوية أو دينية

– تتمتع النساء بالمساواة بالحقوق والتمثيل العادل في جميع المؤسسات بنسبة تمثيل 30% على الأقل.

– طبقا لقرار مجلس الأمن 2254 يشمل الانتقال السياسي في سوريا آليات حكم ذات مصداقية وغير قائم على الطائفية، ويشمل جدول زمني لإعداد دستور وتنظيم انتخابات حرة نزيهة.

– ضمان استمرار وإصلاح مؤسسات الدولة والخدمات العامة.

– ترفض سوريا الإرهاب رفضاً قطعياً وتتصدى بقوة للمنظمات الإرهابية.

– السوريون ملتزمون بإعادة بناء جيش وطني قوي وموحد، بوسائل تشمل نزع سلاح ودمج أفراد الجماعات المسلحة الداعمة للعملية الانتقالية وللدستور الجديد.

– تمكين جميع اللاجئين والنازحين من العودة إلى بلادهم بأمان.

– ستقدم الرعاية إلى من تكبدو خسائر أو عانوا إصابات نتيجة للنزاع.”

 

مسؤول أميركي: مفاوضات جنيف ستتطرق إلى مصير الأسد

جنيف- حسين قنيبر

تُختَتم اليوم الجولة الثانية من مفاوضات جنيف٣ حول سوريا بنتائج متواضعة ربما تقتصر على إعلان المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، الذي سيلتقي مجدداً وفدَيْ النظام والمعارضة، أنهما توصلا إلى مجموعة قواسم مشتركة من بينها: وحدة الدولة وسلامة الحدود ورفض الفيدرالية وعودة اللاجئين وإعادة الإعمار.

وسيحدد دي مستورا اليوم موعد الجولة الثالثة من المفاوضات والتي يطالب وفد النظام بتأجيلها إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في سوريا في 13 من الشهر المقبل.

ووفقاً للجدول الزمني الذي كان المبعوث الأممي أعلنه الأسبوع الماضي فإن الجولة الثالثة يجب أن تبدأ في الرابع من الشهر المقبل في حين يرغب النظام في تأجيلها إلى الرابع عشر(أي بعد الانتخابات).

وتعليقاً على هذه المطالبة بالتأجيل قال سالم المسلط الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات (المعارِضة) لـ”العربية.نت” إن ذلك لن يكون مقبولاً لأن كل يوم يمر في سوريا يسقط فيه ضحايا جدد، وبالتالي فإن المفاوضات يجب أن تتواصل دون توقف.

بموازاة ذلك تواكب الأطراف الدولية عملية التفاوض في جنيف عبر اجتماعات تشاورية منتظمة فيما بين مبعوثي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة، والمبعوث الأممي وأحياناً مع الهيئة العليا للمفاوضات.

مسؤول أميركي بارز يشارك في الاجتماعات الدولية في جنيف حول سوريا قال لـ”العربية.نت” خلال لقاء بعدد محدود من الصحافيين إنه يعتقد أن الجولة المقبلة من المفاوضات ستتطرق إلى القضايا الجوهرية “بما فيها مصير بشار الأسد والانتقال السياسي والدستور”.

ورداً على سؤال عن رأيه في تصريحات رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري الذي اعتبر أن مقام الرئاسة السورية خارج النقاش قال المسؤول الأميركي إن “الجعفري يقول أشياء كثيرة لكن المهم من بينها هو ما يلتزم به خلال جلسات التفاوض مع المبعوث الأممي وليس ما يقوله في العلن”.

من جهة أخرى توقع الدبلوماسي الأميركي الكبير رداً على سؤال لـ”العربية نت” أن “يُصدر المبعوث الأممي إعلاناً حول النقاط المشتركة” بين وفدَيْ النظام والمعارضة، مستبعداً أن يتوقف دي مستورا عند موعد الانتخابات البرلمانية التي سيجريها النظام في سوريا في الثالث عشر من ابريل المقبل، ورأى أن هذه الانتخابات لن تكون عامل تأجيل للمفاوضات مُذكّراً برفض المعارضة أي تأجيل.

وفي موضوع آخر توقف المسؤول الأميركي مطولاً عند قضية المعتقلين والمفقودين مؤكداً أنها ستكون واحدة من أربع نقاط سيناقشها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في موسكو. أما النقاط الأخرى فهي: “الهدنة وجهودنا الإنسانية (المشتركة مع الروس) ومفاوضات جنيف”، واصفاً قضية المعتقلين بالمهمة “إنسانياً وسياسياً” وتوقع أن تتضح الأمور بشأن هذا الملف المعقد في الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن الأولوية ستُعطى ل”معرفة أماكن تواجد المعتقلين وأعدادهم وهوياتهم”، ومُذكّراً بأن أعدادهم لدى النظام “تفوق بكثير أعدادهم لدى أي مجموعة معارضة”.

وكان لافتاً أن يشيد المسؤول الأميركي مراراً بتعاون روسيا مع بلاده في الشأن السوري، “فهي تريد مفاوضات منتجة وبناءة، ونتوقع أن تستخدم تأثيرها على نظام الأسد لتعزيز الهدنة وإيصال أكبر قدر من المساعدات إلى المناطق المحاصرة والتأكد من أن مفاوضات جنيف ستكون منتجة وستركز على القضايا الجوهرية”.

دافع الدبلوماسي الأميركي أيضاً عن الجهود الروسية-الأميركية لإرساء الهدنة “التي أنقذت حياة آلاف السوريين حتى لو لم تكن مثالية” بفعل الخروقات، “ونحن نعمل ليلَ نهار لتصبح هذه الهدنة شاملة ولتحصينها من خروقات طرفَيْ النزاع”.

وكانت جنيف شهدت أمس اجتماعات مكثفة، إذ التقى دي مستورا بوفدَيْ النظام والمعارضة ،كلاً على حدة، كما التقى بوفد من الديمقراطيين العلمانيين، وهم المعارضة المعروفة باسم مجموعة القاهرة-موسكو ومبادرة الآستانة، وشارك في هذا الاجتماع قدري جميل وجهاد مقدسي ورندة قسيس وآخرون، وفي ختام اللقاء عقدت قسيس مؤتمراً صحافياً دعت فيه الأمم المتحدة إلى عدم الخضوع لضغوط تهدف، كما قالت، إلى حصر تمثيل المعارضة السورية بفريق واحد، في إشارة واضحة الى الهيئة العليا للمفاوضات، وأعقب ذلك مؤتمر صحافي لمقدسي.

وكان منسق الهيئة رياض حجاب التقى دي مستورا ظهر الأربعاء على غداء عمل ثم التقى بمسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني التي التقت بدورها رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري كما التقاها دي مستورا في مقر الأمم المتحدة.

 

كيري: هدنة سوريا الهشة خفضت وتيرة العنف

موسكو – رويترز

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الخميس إن وقف إطلاق النار الهش في سوريا أدى إلى تراجع مستويات العنف هناك لكنه يرغب في انحسارها بصورة أكبر كما ينشد تدفقا أكبر للمساعدات الإنسانية.

وقال كيري لنظيره الروسي سيرغي لافروف في مستهل محادثاتهما بموسكو “يسعنا القول إن قلة قليلة للغاية كانت قبل ثلاثة أسابيع تعتقد أن وقف الأعمال القتالية ممكن في سوريا”.

وأضاف “حقق ذلك العمل قدرا من التقدم. حدث تراجع للعنف هش لكنه مفيد”.

 

رسائل موسكو الغامضة حول مصير الأسد

انسحاب روسيا الجزئي وتحذير تشوركين وآخرها عدم سعيها لإبقاء الأسد رئيساً

العربية.نت – عهد فاضل

رسائل متعددة صدرت من روسيا، بخصوص الوضع السوري، زادت من “غموض” موقف موسكو من “مصير الأسد”. إلا أن غموض هذا الموقف لم يعنِ، بحال من الأحوال، استحالة قراءته. خصوصا إذا ما كانت الصبغة العامة لتلك الرسائل تتضمن التحذير الرسمي لنظام الأسد، أكثر من مرة، بوجوب “الإنصات” للنصائح الروسية التي لم تقل موسكو حتى الآن ما هي هذه النصائح؟!

من الرسائل الغامضة لروسيا، في سوريا، وعلى سبيل المثال، مسألة تكريم ضباط من جيش الأسد. ويتأتى الغموض في هذا التكريم، هو أنه يجيء في الوقت الذي لم تنته فيه الحرب السورية، بل مازالت قائمة على أشدها.

كما حصل في تكريم الجيش الروسي لضابط من ضباط الأسد هو العقيد سهيل الحسن، وغيره بطبيعة الحال، حيث كُرّم مرتين، واحدة في مطار “حميميم” العسكري الذي تسيطر عليه روسيا، وأخرى في حلب الشمالية. فلماذا يكرّم الروس ضباطاً سوريين على رأس عملهم وهم في حالة حرب؟

الأسد ليس طرفاً في التفاوض الأميركي الروسي حول سوريا

رسالة غامضة أخرى وردت من روسيا بخصوص الأسد في 24 فبراير الفائت، وهي في قول الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف، إن الأسد “ليس طرفاً في التفاوض الأميركي الروسي” حول سوريا، مضيفاً أنها “مفاوضات مغلقة بين الجانبين”. وهو ما يتناقض أصلا مع الموقف الروسي المعلن حول الأسد الذي يعتبره “رئيساً شرعياً” ثم يستبعده من التفاوض مع الأميركيين حول سوريا.

خروج الأسد بكرامة يتطلب تقيّده بالخطة الروسية

الرسالة الغامضة الأخرى والأشهر، في هذا السياق، كانت في تصريح فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن، حول وجوب أن تحذو الحكومة السورية حذو روسيا في خريطة حل الأزمة، وإلا “لن تخرج الحكومة السورية بكرامة”. على حد قوله. وغموض تلك الرسالة يتأتى من كون التصريح الروسي لم يحدّد، بالضبط، ما الذي تقوم به روسيا، وعلى الأسد أن يقوم به كي “يخرج بكرامة” من الأزمة.

نعم للفيدرالية.. لا للفيدرالية!

ومن الرسائل الغامضة التي خضعت لشد وجذب وتأكيد ثم نفي، هو الكلام الروسي عن الفيدرالية في سوريا. ثم انتظار نظام الأسد أكثر من يومين كي يبدي رد فعلٍ على التسريب الروسي بخصوص “فَدرلة” سوريا. ثم جاء توضيح روسي ينفي هذا التوجه، ما دفع النظام على لسان وزير خارجيته لإعلان موقفه الرافض للفدرلة.

ثم.. روسيا لا تسعى لإبقاء الأسد رئيساً

الرسالة الأخيرة في هذا المجال، وعلى ما نشر في وسائل إعلام روسية نقلها “العربية.نت” بتاريخ 22 مارس 2016 تمثلت في تصريح فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الدفاع والأمن في البرلمان، بأن موسكو “لا تعتبر الأساس في عملية التسوية هو الحفاظ على بشار الأسد رئيساً، بل العمل على مصلحة الشعب السوري. وليس الحفاظ على الأسد رئيساً”.

الانسحاب الروسي الجزئي أشد الرسائل غموضاً

إلا أن الانسحاب الروسي الجزئي، من سوريا، مثّل برأي طيف واسع من المحللين “لغزاً” أشد غموضاً من كل رسائل موسكو حيال مصير الأسد. وأغلب الآراء اتفقت على أن الانسحاب الروسي يحمل في ثناياه، تغيراً ما بخصوص حل الأزمة في سوريا. فقد ورد في صحيفة “الحياة” اللندنية في مقال للكاتب غازي دحمان، اليوم الخميس، بأن “الانسحاب الروسي في هذا التوقيت وعلى هذا الشكل يترك الباب مفتوحاً أمام احتمالات وتداعيات كثيرة، كما أنه ينذر بتغيير ديناميكيات الصراع ليس بين الأطراف التقليديين، بل داخل جبهة الأسد وحليفته إيران”.

خصوصا أن الروس لم يعطوا للأسد فرصة كي يقوم بتكريم ضباطهم الذين رحلوا عن سوريا، مع أنه أصدر قانوناً تشريعياً جديداً بخصوص منح وسام بطل الجمهورية للأجانب! وكذلك لم يمنحوه فرصة الإعلان أولاً عن الانسحاب من جانبه هو لا من جانب الروس!

كما أن الانسحاب السالف تم بمعزل عن الاتفاقية العسكرية ما بين الجانبين والتي قضت في الباب التاسع منها بأن أي تعديل على الاتفاقية أو إضافات يجب أن يتم من خلال “بروتوكول إضافي واتفاق بين الجانبين”. وهو ما لم يحصل، إذ صرّح الروس بأن بوتين أبلغ الأسد هاتفيا بالانسحاب الجزئي.

وينتظر المحللون السياسيون والمراقبون للشأن السوري، ما ستسفر عنه زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو، وما إذا كانت “ستبدّد” بعض غموض الموقف الروسي حيال مصير الأسد الذي يبدو أنه سيدخل في إطار البحث “الجدّي” خصوصا بعد تصريح روسي أخير بأن موسكو لا تسعى لإبقاء الأسد رئيساً.

 

موغريني: يجب إنهاء الحرب في سوريا والتركيز على خطر داعش

العربية.نت

طالبت ممثلة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني بضرورة تكثيف جهود إنهاء الحرب في سوريا والتركيز على خطر داعش.

كما طالبت أيضا بضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وتوسيع عمليات المساعدات الإنسانية.

وقالت في مؤتمر صحفي مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا “اللاجئون السوريون يريدون العودة سريعا إلى بلدهم”.

كما عبرت عن تضامن الاتحاد الأوروبي مع المبعوث الأممي في جهوده لحل الأزمة السورية فيما أكد دي ميستورا على أن الحل السياسي في سوريا لا يقل عن أهمية مكافحة الإرهاب.

 

المسلط: مستقبل الأسد يحدده السوريون بالمرحلة الانتقالية

الحدث.نت

كشف سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية عن خلاف كبير مع وفد النظام السوري وذلك بسبب عدم جديتهم في التعاطي مع موضوع الانتقال السياسي، مضيفا أن هيئة المفاوضات تعتبر أن مستقبل بشار الأسد يقرره الشعب السوري خلال المرحلة الانتقالية. معتقدا أن الشعب السوري لن يرغب ببقاء بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.

كما أوضح المسلط أن وفد النظام يهتم فقط بمصير شخص واحد وهو بشار الأسد، معلنا أن هيئة المفاوضات لا تعارض وجود مسؤولين حكوميين سابقين في المرحلة الانتقالية.

وانتقد المسلط قصف النظام لمواقع كثيرة للمدنيين رغم الهدنة.

 

مصادر: إخلاء تدمر السورية من سكانها وسقوط مئات الصواريخ على أحيائها

روما (24 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر أهلية في مدينة تدمر وسط سورية إن المدينة شهدت “حملة نزوح جماعية واسعة النطاق” وباتت “خالية تقريباً من السكان”، كما تعرضت لـ”دمار شديد نتيجة سقوط مئات الصواريخ عليها خلال الأيام القليلة الماضية” في محاولة قوات للنظام وميليشيات تابعة لها لاستعادة السيطرة على المدينة وطرد عناصر تنظيم الدولة بدعم جوي كثيف من سلاح الجو الروسي.

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن غالبية سكان المدينة “هربوا بشكل جماعي، وتعرض الكثير منهم لصواريخ وقذائف خلال نزوحهم منها وسقط ضحايا كثر، كما تعرضت الأحياء السكنية جنباً إلى جنب مع الأماكن الأثرية في المدينة لوابل من الصواريخ تسببت بدمار كبير”. وعلّق الآثاري السوري المختص والمعارض ابن المدينة، محمد طه قائلاً “لقد تحقق للجميع ما يريد.. المدينة دُمرت وأهلها شُردوا.. وأصبحت مملكة الرمال خاوية على عروشها”، على حد تعبيره.

 

وسقطت، بحسب ناشطين، “مئات الصواريخ خلال الثلاثة أيام الماضية على أحياء المدينة ومحيطها، بعضها استهدف سيارات آخر من تبقى من أهالي المدينة وهم في طريق نزوحهم للمنطقة الشرقية في منطقة الوادي الأحمر، ما جعل الأهالي يتوجهون للطرق البرية هرباً” من شدة القصف.

 

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استهداف المدينة بـ”القنابل الفوسفورية” المُحرّمة دولياً ما أدى لـ”حرائق هائلة طالت البشر والحجر”. وأشار المرصد أيضاً إلى “خلو المدينة من المدنيين حتى ممن كانوا بالمزارع المحيطة بالمدينة، وباتوا بالعراء لا يملكون ما يقيتهم أو يعينهم على العيش، فيما استطاع قسم منهم الوصول إلى الرقة” شمال سورية، معقل تنظيم الدولة.

 

وحسب ناشطين، “يتقدم الآلاف من مقاتلي قوات النظام وميليشيات طائفية ترافقها تساندهم ميليشيات عراقية بتغطية جوية من الطيران الروسي والطيران السوري، معتمدين سياسة الأرض المحروقة”، كما تم “استهداف الأهالي الفارين من القصف وسقط قتلى وجرحى من المدنيين لم يستطع أي مراقب تحديد عددهم، كما سقط عدد غير قليل من مقاتلي النظام وميليشياته نتيجة مقاومة مقاتلي تنظيم الدولة”.

 

وتعتقد المعارضة السورية أن قوات النظام وميليشياته على أبواب السيطرة على المدينة الأثرية السورية الأهم، على الرغم من محاولة تنظيم الدولة الثبات واستقدام تعزيزات إضافية من دير الزور والرقة.

 

المعارضة السورية تعتقد أنه جرى وضع الأساس “لمحادثات جوهرية

جنيف (رويترز) – قالت المعارضة السورية يوم الخميس إنها تعتقد أنه جرى الآن وضع أساس لمحادثات سلام “جوهرية” عندما تلتقي أطراف الصراع مجددا في ابريل نيسان بما في ذلك المضي قدما بشأن قضية الانتقال السياسي الخلافية.

 

وقالت بسمة قضماني العضو بوفد المعارضة بعدما اختتمت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة محادثاتها مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا “نخرج من هذين الأسبوعين ولدينا شعور بأننا وضعنا على الأرجح الأساس لمحادثات جوهرية في الجولة التالية.”

 

وأضافت “لم نعقد مثل هذه المحادثات الجوهرية.”

 

وتابعت تقول إن دي ميستورا قدم وثيقة “بناءة” تتضمن فهمه لنقاط الالتقاء بين كل الأطراف.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

أطراف الصراع في سوريا ستقر اتفاق مبادئ في “خطوة صغيرة” للأمام

من جون أيرش وسليمان الخالدي

جنيف (رويترز) – من المتوقع أن توافق الحكومة السورية وجماعات المعارضة في محادثات السلام في جنيف يوم الخميس على وثيقة صاغها مبعوث الأمم المتحدة الخاص تحدد المبادئ الأساسية فيما وصفه دبلوماسيون بأنه “خطوة صغيرة” للأمام.

 

ومع سريان وقف هش لإطلاق النار في سوريا من المقرر أن تتوقف المفاوضات التي استمرت نحو أسبوعين يوم الخميس لتستأنف في أبريل نيسان. وعقدت المحادثات التي تهدف لتقريب الطرفين مع وفدي المعارضة والحكومة في غرف منفصلة.

 

وتجري المحادثات في إطار جهود دبلوماسية بدعم من الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء الحرب التي اندلعت في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات وقتلت أكثر من ربع مليون شخص وتسببت في أسوأ أزمة لاجئين يشهدها العالم وأتاحت مناخا مواتيا لصعود تنظيم الدولة الإسلامية.

 

كان التقدم بطيئا مع تجنب وفد حكومة دمشق أي محادثات عن المسألة الخلافية الخاصة بالانتقال السياسي أو مصير الرئيس بشار الأسد الذي تطالب المعارضة برحيله.

 

لكن مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا قال إنه يود أن يعرف ما إذا كانت هناك نقاط مشتركة بين الأطراف المختلفة وإن وُجد يعلنها.

 

وقال دبلوماسي غربي كبير “وُضعت مبادئ أساسية. دي ميستورا يود أن يعلن أن كل الأطراف وافقت حتى ينتقل إلى مسألة الانتقال في الجولة التالية. إنها خطوة صغيرة لكن ضرورية. والنتيجة غير سيئة.”

 

ويحتوي ملخص للوثيقة اطلعت عليه رويترز على بنود تشمل إصلاح مؤسسات الدولة وفقا للمعايير الدولية ورفض الإرهاب بشكل قاطع وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يضمن انتقالا سياسيا.

 

وقال دبلوماسي غربي ثان “إنها تلخص مجموعة أساسية من المبادئ التي يعتبرها مشتركة بشكل أو بآخر بين الجانبين مع توقع أن الطرفين عندما يجتمعان مجددا في أوائل إبريل نيسان سيبحثان جوهر الانتقال السياسي وليس المبادئ.”

 

وأضاف “هذا بالطبع يتوقف على استعداد وفد النظام السوري لمناقشة الانتقال السياسي وهو ما يقاومه حتى الآن.”

 

وأكد دبلوماسي من الشرق الأوسط أيضا مضمون الوثيقة.

 

وقال رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري يوم الأربعاء إن وثيقة من الأمم المتحدة ستراجع في دمشق قبل الجولة القادمة من المحادثات.

 

وبعد اجتماع الجعفري مع مسؤولة الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية فيدريكا موجيريني -وهو اجتماع نادر مع مسؤول غربي رفيع- بدت نغمته ايجابية وعبر عن اعتقاده بأن جولة المحادثات كسرت جمودا دبلوماسيا.

 

لكن موجيريني ودي ميستورا أبلغاه أن تسريع الانتقال السياسي في سوريا هو الطريق الوحيد لهزيمة جماعات مسلحة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ويقول دبلوماسيون إن من المرجح أن تبدأ الجولة القادمة من المفاوضات بين الثامن والحادي عشر من أبريل نيسان قبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في سوريا في 13 ابريل نيسان. لكن الحكومة قالت إنها لن تتمكن من الحضور قبل إجرائها.

 

(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى