أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 24 أيار 2018

 

 

 

 

مقتل 12 عنصراً موالياً للنظام في غارات التحالف الدولي شرق سورية

دبي، دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

قتل 12 عنصراً على الأقل من المسلحين الموالين للنظام فجر اليوم (الخميس)، في غارات للتحالف الدولي استهدفت مواقع عسكرية في شرق سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن «المنطقة المستهدفة جنوب مدينة البوكمال الحدودية للعراق تعرضت مرات عدة لهجمات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي يتواجد عناصره في جيب قريب في البادية السورية».

 

وأوضح أن القتلى الـ12 ليسوا سوريين، مشيراً إلى أن ثلاثة آليات على الأقل تدمرت نتيجة الغارات.

 

وكانت وكالة الانباء السورية (سانا) أعلنت استهداف التحالف الدولي مواقع عسكرية حكومية في شرق سورية، في وقت نفت فيه القاعدة المركزية الأميركية أي ضربات ضد أهداف أو قوات.

 

وقالت الوكالة في بيان نقلا عن مصدر: «تعرضت بعض مواقعنا العسكرية بين البوكمال وحميمية حوالى الساعة الواحدة الا ثلثا فجر اليوم، لعدوان شنه طيران التحالف الاميركي»، موضحا «واقتصرت الاضرار على الماديات».

 

من جهته، قال الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية الكابتن بيل أوربان: «ليست لدينا أنباء عن ضربة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد أهداف أو قوات موالية للنظام السوري».

 

وأكد ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) طالبا عدم ذكر اسمه «ليست لدينا معلومات تدعم هذه التقارير».

 

موفد بوتين يناقش مع الأسد دور روسيا في الإعمار والعملية السياسية

دبي، طهران – «الحياة»، أ ف ب

تمسكت دمشق أمس بالوجود العسكري الإيراني على أراضيها، معتبرة أنه «أمر غير مطروح للنقاش»، فيما نفت طهران وجود قواتها في الجنوب السوري، واستبعدت أن يكون لها دور حال فتح النظام معركة درعا. أما موسكو، فحضّت مجدداً على «جهود دولية ملموسة لاستعادة وحدة سورية».

 

وأكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله المبعوث الروسي ألكسندر لافرنتييف أمس، أن «روسيا شريك في الانتصارات التي لن تتوقف حتى تحرير ما تبقى من بؤر إرهابية». ووفق وكالة الأنباء السورية (سانا) «تم التشديد على أهمية وضع آليات لتطبيق نتائج قمة سوتشي الأخيرة لجهة مواصلة مكافحة الإرهاب، وزيادة المشاركة الروسية في إعادة الإعمار، والعمل على تفعيل العملية السياسية ودفعها». ودعا لافرنتييف «الأطراف الدولية الراغبة في دعم العملية السياسية إلى استغلال التطورات الإيجابية التي تشهدها سورية ودعم الوصول إلى نتائج تنهي الحرب وتوقف سفك الدم».

 

جاء اللقاء بعد ساعات قليلة من تشديد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على أن «انسحاب القوات الحليفة داخل سورية أو بقاءها شأنٌ يخص الحكومة السورية وحدها، والأمر غير مطروح للنقاش». كما استبعد في تصريحات أبرزتها وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن يكون «الأصدقاء الروس يقصدون القوى أو الجيوش التي دخلت سورية في شكل مشروع».

 

وكان السفير الإيراني لدى الأردن مجتبى فردوسي بور نفى وجود قوات إيرانية في الجنوب السوري، وأكد في تصريحات نقلتها صحيفة «الغد» الأردنية أن بلاده لم تشارك في معركة الغوطة. ولم يستبعد أن يقوم الجيش السوري، بدعم روسي، بعملية عسكرية في الجنوب، في حال فشلت الاتصالات مع المعارضة المسلحة، مضيفاً أن بلاده «لن يكون لها أي دور في هذه المعركة».

 

إلى ذلك، دعا رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الفريق أول سيرغي رودسكوي إلى «تهيئة الظروف لاستعادة وحدة سورية»، مطالباً في هذا الصدد بـجهود ملموسة، ليس من روسيا وحدها، بل من المجتمع الدولي. وكشف تدشين 17 نقطة مراقبة مشتركة مع إيران في محيط محافظة إدلب (شمال سورية) بموجب اتفاق «خفض التصعيد». وقال إن بلاده نشرت عشر نقاط مراقبة في الشمال، فيما نشرت إيران سبعاً، في مقابل 12 نقطة تركية، لضمان وقف الأعمال القتالية بين النظام السوري وفصائل المعارضة.

 

مجموعة من مسلحي حمص تتجه نحو الشمال

موسكو – سامر إلياس

في استكمال لعملية التهجير، ومع بروز خلافات حول تنفيذ الاتفاقات الموقعة مع الجانب الروسي بدأ التحضير لخروج دفعة جديدة من مقاتلي المعارضة في ريف حمص الشمالي إلى الشمال السوري، مع تعثر تسوية أوضاعهم. وأكد النقيب رشيد حوراني في اتصال مع «الحياة»، أن «النظام وروسيا أخلوا بالاتفاق الذي نص على عدم دخول قوات النظام والشبيحة والأمن إلى داخل مدينة تلبيسة»، موضحاً أن «مقاتلي جيش التوحيد الذي من المقرر أن يشرف على الأوضاع في مدينة تلبيسة وضواحيها، اعترضوا على دخول الشبيحة وقوات النظام إلى المدينة»، ولفت حوراني إلى أن «الاتفاق الموقع مع الروس قضى بعدم دخول قوات النظام إلى تلبيسة، وأن تتم تسوية أوضاع من قرر الخروج في غضون ستة أشهر». وأكد أن «مقاتلي جيش التوحيد ومع إصرار النظام وروسيا فرض سياسة الأمر الواقع طلبوا الخروج إلى الشمال السوري». ومن المنتظر أن يخرج نحو 500 مقاتل ممن رفض النظام تسوية أوضاعهم من دون ذكر الأسباب.

 

وأعلن أمس رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول سيرغي رودسكوي، خروج 13.4 ألف مسلح من الرستن والقنطرة وتلبيسة. وقال رودسكوي: «في 7 الشهر الجاري تم إخراج 13407 من التشكيلات المسلحة غير قانونية من الرستن والقنطرة وتلبيسة وغيرها من المناطق». وأشار إلى أن المسلحين يسلمون 7 دبابات و5 مدرعات و122 مدفعاً وهاون، و20 نظام إطلاق صواريخ، و45 قاذفة قنابل يدوية مضادة للدبابات، 14 نظام دفاع جوي، بالإضافة إلى 56 رشاشاً ثقيلاً وغيرها من الأسلحة.

 

وتحدث ناشطون عن عمليات «تعفيش» لمنازل المواطنين على يد مسلحي جيش النظام والميليشيات الداعمة له في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي.

 

وبعد يومين من إعلان النظام السيطرة على الحجر الأسود ومخيم اليرموك، ذكرت مواقع ترصد الأوضاع في العاصمة دمشق أن ثلاثة عناصر من الحرس الجمهوري قتلوا أمس إثر انفجار جثة لمقاتل من تنطيم «داعش» كانت ملغمة بحزام ناسف أثناء سحبها من تحت الأنقاض في المخيم.

 

وكما درجت العادة بعد إحكام النظام والميليشيات الحليفة معه على أي منطقة، بدأت حملة «تعفيش» للأدوات الكهربائية والمنزلية من البيوت في المنطقة، وغصت مواقع التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع فيديو لنقل الثلاجات، والأفران الكهربائية، والغسالات وغيرها.

 

و «التعفيش» هو مصطلح ظهر منذ حملات النظام الأولى ضد القرى والمدن الثائرة ضده، وتتم خلاله سرقة ممتلكات السوريين الذين نزحوا أو هربوا من نتيجة الأعمال العسكرية. وفي بدايات الثورة نظمت «الشبيحة» أسواقاً خاصة لبيع الأدوات المسلوبة.

 

جبهة «النصرة» ستحلّ نفسها في إدلب برعاية تركيا

الأسد يعتبر روسيا «شريكة الانتصارات» ويتجاهل إيران وسفيرها: لا وجود لقواتنا جنوب سوريا

عواصم ـ «القدس العربي» من هبة محمد ـ وكالات: في تصريح يمكن اعتباره ذا دلالة قال الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الخميس، إن روسيا قيادة وشعبا هي شريكة «في هذه الانتصارات التي لن تتوقف» في سوريا. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السوري بالمبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ألكسندر لافرنتييف، والوفد المرافق له، حسب الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا). ولم يذكر الأسد إيران، وهو ما يتناظر مع حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه بالأسد قبل أيام عن ضرورة خروج جميع «القوات الأجنبية» من سوريا. وكان لافرنتييف نفسه قد قال شارحا تصريح بوتين إنه يقصد «كافة الوحدات العسكرية الأجنبية، بما فيها القوات الأمريكية والتركية وحزب الله وبالطبع الإيرانيون».

هذا ووردت لـ«القدس العربي» أنباء أن هيئة تحرير الشام («جبهة النصرة» سابقا) تتجه إلى حلّ نفسها، في إدلب شمال سوريا، برعاية تركيا.

وحسب ما قال القائد العام لحركة «تحرير وطن» المعارضة، العقيد فاتح حسون لـ«القدس العربي»، فإن «هناك تيارا داخل الهيئة يعارض ذلك، لكن بالمحصلة يستوجب تغليب المصلحة العامة لملايين المدنيين على رؤية هذا التيار، وفي حال تنفذ حل النصرة، فهذا سيجنب المنطقة والمدنيين كوارث لا تحمد عقباها»، مضيفاً «أعتقد أنهم ماضون في ذلك».

وأضاف أن «ما يجري من مباحثات حول حل هيئة تحرير الشام يجري بجهود تركية، وقد يستغرق منهم الأمر أسابيع، لكن نتمنى ألا يتجاوز الزمن الذي يمكن فيه قطع الطريق على من يجدهم ذريعة لقتل ولتهجير مدنيي المنطقة وإلحاق الدمار بها».

في الموازاة، قال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد إن «انسحاب او بقاء القوات الموجودة على الأراضي السورية بدعوة من الحكومة، وبينها إيران وحزب الله اللبناني، هو شأن يخص دمشق وغير مطروح للنقاش».

وفي السياق نفسه أكد السفير الإيراني لدى الأردن مجتبى فردوسي بور عدم وجود ميليشيات إيرانية في الجنوب السوري أو على حدود الأردن.

في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أنها ما زالت غير قادرة على الوصول الإنساني إلى الغوطة الشرقية في ريف دمشق منذ منتصف شهر آذار /مارس الماضي.

المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوجريك أوضح أن «الأمم المتحدة تقوم حاليا بتقديم مساعدات إنسانية عبر الهلال الأحمر العربي السوري إلى أولئك الذين بقوا في أو الذين عادوا إلى الغوطة الشرقية ، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى الغوطة الشرقية للقيام بتسليم تلك المساعدات».

إلى ذلك، طالبت منظمة أطباء بلا حدود، في بيان، النظام السوري بمنحها تصريحاً للدخول إلى مناطق سيطرتها الممنوعة عليها منذ سبع سنوات، مناشدة السماح بوصولها لجميع المحتاجين الى رعاية طبية أينما كانوا.

وقالت المديرة العامة للمنظمة ميني نيكولاي «أعمالنا تستند الى احتياجات المرضى فقط وليس إلى سياسات الحرب»، مؤكدة «يمكننا البدء بالعمل خلال أيام قليلة، في حال حصلنا على التصريح اللازم».

وأضافت «في حال قوبل طلبنا بالرفض، سنستمر بالقيام بما بوسعنا، أينما تمكنا، نظراً للعدد الهائل من الأشخاص الذين تعدّ حاجتهم إلى الرعاية الصحية ملحة في سوريا اليوم».

وأوردت المنظمة في بيانها أنها تقدمت بطلب الى وزارة الخارجية السورية الشهر الماضي لكنها لم تتلق أي رد.

 

مسؤول عسكري روسي: سوريا غير قابلة للتجزئة

دمشق – «القدس العربي» بالرغم من تقسيم الجغرافيا السورية بين القوى الدولية، ووقوعها تحت نفوذ عدة احتلالات، الا ان تلك الدول الفاعلة اعتادت على تذييل بياناتها بمزاعم توحي بوحدة تراب سوريا واستقلالها. فقد صرح رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول سيرغي رودسكوي مساء امس الأربعاء بأن الجانب الروسي نصب 10 نقاط عسكرية تقابل نقاطًا تركية لمهام وقف الأعمال القتالية، وقال «الوضع في منطقة خفض التصعيد إدلب يعود إلى حالته الطبيعية تدريجياً، تم الانتهاء من تثبيت مراكز المراقبة على طول الخط الفاصل، وعسكريو البلدان الضامنة لاتفاقات أستانا (روسيا وإيران وتركيا) يقومون بأداء مهامهم، الجانب الروسي، في المجموع نصب 10 مراكز مراقبة وتركيا 12 مركزاً للمراقبة وإيران 7 مراكز التي ستقوم برصد الامتثال لشروط وقف الأعمال القتالية بين القوات الحكومية ومجموعات المعارضة المسلحة».

وأشار المسؤول الروسي، إلى إنشاء «اتصال ثابت بين المراكز، وتنظيم تبادل مستمر للمعلومات حول الوضع وانتهاكات النظام من أجل وقف الأعمال العدائية، ويتم اتخاذ تدابير لكبحها وتسوية حالات النزاع». وانتهى بالقول «في الوقت الحالي، تم خلق جميع الشروط لإحياء سوريا كدولة واحدة غير قابلة للتجزئة، ولكن لتحقيق هذا الهدف، من الضروري بذل جهود ليس فقط لروسيا، ولكن لأعضاء آخرين في المجتمع الدولي».

 

مسؤول «مصالحة» يناشد الأسد إيقاف قواته عن «تعفيش» جنوبي دمشق… ومخابرات النظام تعتقل 20 مسناً

دمشق – «القدس العربي»: ارسل عضو لجنة المصالحة الوطنية في مخيم اليرموك والمنطقة الجنوبية، محمد العمري امس الأربعاء، رسالة مخاطبًا فيها رأس النظام بشار الأسد طالبه خلالها بالتدخل لردع قواته عن نهب منازل سكان مخيم اليرموك وإيقاف «ظاهرة التعفيش».

ووفقاً لما نشره على حسابه الشخصي، فإن تلك الظاهرة «لا تتناسب مع التضحيات الجسام لقوات النظام والصمود الأسطوري»، حسب وصفه.

عمليات النهب والسرقة، وفق ما أكدته العديد من المصادر المحلية، تتم بتنسيق مع ضباط النظام والمجموعات الفلسطينية الموالية له، حيث تداول ناشطون عشرات الصور التي تظهر عسكريين أثناء عمليات سرقة الممتلكات أدوات المنازل العائدة لأهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

في حين انتقد المئات من السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عمليات السرقة، التي تنشط عقب كل توسع جديد لقوات النظام، وميليشياته الرديفة، وتشمل عادة الأجهزة الكهربائية وتجهيزات المحال التجارية وجميع انواع المفروشات.

وكانت قد سيطرت قوات نظام الأسد والميليشيات الطائفية والفلسطينية المساندة لها، على مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود بعد اتفاق مع تنظيم الدولة يقضي بخروج عناصر التنظيم إلى البادية السورية وخروج عوائلهم إلى ريف حماة الشمالي.

وعلى صعيد آخر، أوضحت مصادر أهلية لـ «القدس العربي»، بأن مخابرات النظام السوري، اعتقلت امس الاربعاء أكثر من عشرين رجلاً مسناً، بعد مداهمة أجهزة النظام الأمنية للأحياء السكنية في المخيم، ونوهت المصادر، إلى أن أغلب المعتقلين هم من الرجال الكبار في السن من اللاجئين الفلسطينيين، الذين رفضوا الخروج القسري من المخيم.

وكان المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا «كـريس غانيـس» قـال، يوم الثـلاثاء: إن حـجم الدمار في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق يجعل عودة سكانه أمراً صعباً للغاية، مضيفاً أن ركام هذا النزاع العديم الرحمة منتشر في كل مكان. وفي أجواء مماثلة، من الصعب تخيل كـيف يمـكن للنـاس العـودة».

 

العقيد فاتح حسون: روسيا تسعى لتحجيم النفوذ الإيراني في سورية

أكد لـ «القدس العربي» أن التهدئة في عموم سوريا هي السمة الأبرز للمرحلة المقبلة

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : تسيطر حالة من الترقب والهدوء النسبي في الشمال والجنوب السوري وسط ضبابية مستقبل المنطقتين الحدوديتين، والتوجه الأمريكي والضغط باتجاه فرض خروج القوات الإيرانية من سوريا، بالتوازي مع تنامي الدور التركي شمالاً ومساعيه لترسيخ نفوذه والاستقرار في المنطقة عبر حل التنظيمات المتطرفة المتمثلة بجبهة النصرة، فضلاً عن تعزيز الوجود الروسي بعد أن رسخ النظام السوري سيطرته على العاصمة دمشق وانتهى من تأمين محيطها بإفراغها من فصائل المعارضة وتنظيم الدولة، وتبدو بذلك رغبة موسكو بإعادة تأهيل النظام السوري والمحافظة على بقائه تبدو قريبة التحقق، لاسيما مع تحول النظام الذي يجلس على رأسه بشار الاسد إلى رهينة بيد الرئيس الروسي بوتين، يبرز السؤال الملحّ ما هو مستقبل سوريا أمام هذه المتغيرات؟

القائد العام لحركة «تحرير الوطن»، العقيد الركن فاتح حسون رأى في لقاء مع «القدس العربي» أن «روسيا تشارك في العمل على تحجيم النفوذ الإيراني في سورية في مناطق سيطرة نظام الأسد، وهذا التحجيم للنفوذ الإيراني وإن كان مطلبا إسرائيليا وامريكيا إلا انه رغبة روسية، وتنسيق روسي وخاصة بعد سيطرة موسكو على المناطق المحررة المحاصرة في دمشق وحمص بالتهجير القسري لسكانها، وتهديمها بالطيران والأسلحة الأخرى، مضيفاً «لا بد لإيران ان تخرج مع ميليشياتها من سوريا».

وأوضح المتحدث العسكري ان ذلك يجري بالتماشي مع احكام النظامين الروسي والسوري نفوذهما في المناطق المهجرة في حمص ودمشق من خلال سوق الشباب إلى الخدمة العسكرية وأعمال تصفية واغتيالات لمن يشكل خطراً في تلك المناطق، مع تكثيف العمل الأمني والتواجد العسكري فيها. وقال حسون، ان النظامين «السوري والروسي» سيحاولان رسم مناطق النفوذ في الشمال والجنوب والشرق السوري مع الدول التي تدير تلك المناطق ضمن مفاوضات سياسية واتفاقيات وتفاهمات معها، أما عن سيناريو الحل في سوريا وخاصة مستقبل درعا وادلب، أوضح المتحدث العسكري ان هناك «تفاهمات على إبقاء الوضع على ما هو، لكن شريطة التخلص من القوى التي لا تقبل الحل السياسي، وهذا ما يتم المضي به».

حل النصرة

حول مصير هيئة تحرير الشام او النصرة في ادلب شمال غربي سوريا، اكد العقيد فاتح حسون، ان «هيئة التحرير الشام في اتجاه حل نفسها، بالرغم من وجود تيار داخل الهيئة يعارض ذلك، لكن في المحصلة يستوجب تغليب المصلحة العامة لملايين المدنيين على هذا رؤية التيار، وفي حال تنفذ حل النصرة، فهذا سيجنب المنطقة والمدنيين كوارث لا تحمد عقباها مضيفا «أعتقد انهم ماضون في ذلك». وأضاف حسون، ان ما يجري من مباحثات حول حل هيئة تحرير الشام يجري بجهود تركية و «قد يستغرق منهم الامر أسابيع ، لكن نتمنى أن لا يتجاوز الزمن الذي يمكن فيه قطع الطريق على من يجدهم ذريعة لقتل ولتهجير مدنيي المنطقة وإلحاق الدمار بها».

 

درعا

 

وتتميز منطقة درعا بأن التفاهمات الدولية حولها تجري على مستوى عالٍ من الأهمية، حيث تصر إسرائيل على عدم وجود قوات إيرانية قريبة من حدودها، وتؤيدها أمريكا ورسيا في ذلك، بالرغم من تقاطع المصالح بين إيران والروس في الفترة السابقة الا ان ذلك لا يعني بالضرورة اكمال التحالف الروسي «التكتيكي» مع إيران وخصوصاً ضد إسرائيل.

القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية نقلت امس الأربعاء عن ممثل القاعدة الروسية في سوريا، أليكسندر إيفانوف قوله ان «انتهاء اتفاقية خفض التصعيد في مدينة درعا جنوبي البلاد ستكون حتمية في ظل استمرار تواجد متطرفين ينتمون لتنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين». وامام هذا التصريح وترويج الإعلام الحربي الموالي للنظام عن اقتراب موعد المعارك في درعا، رأى العقيد حسون أن منطقة درعا ستبقى هادئة، مضيفاً «أن أي تقدم لقوات النظام في المنطقة يعني تقدماً لإيران، وبالتالي ستجد إيران نفسها هدفاً سائغاً لإسرائيل، ولن تضع نفسها في هذا المأزق، بل تشير التبدلات على الأرض إلى وجود انسحاب للقوات الإيرانية في المنطقة، وأعتقد أنه سيكون هناك انسحابات أكبر قريباً».

وأشار المتحدث، إلى ترهل قوات النظام التي لا تشكل أي قوة عسكرية تذكر، حسب رأيه، مضيفاً «فهي تعتمد على الميليشيات البرية المدعومة إيرانياً مثل حزب الله و«فاطميون» و«زينبيون» وغيرهم، وتعتمد على التغطية الجوية الكثيفة للطيران الروسي، وفي حال أقدم النظام على مغامرة غير محسوبة في درعا فسيجد أنه سيخوضها بدون الإيرانيين او الروس، ولا يمكنه بذلك شن أي هجوم، كما أن قرار شن الهجوم ليس بيده هو، بل هو قرار إيراني أحياناً، وقرار روسي أحياناً أخرى، ولا أعتقد أن روسيا وإيران ستتخذان مثل هذا القرار. واضاف، ان تصريحات أليكسندر إيفانوف تندرج ضمن الحرب النفسية على الثوار والرسائل المتبادلة بين الدول، لكنها لا ترقى لمستوى سياسي يمكن أن تبني عليها الدول مواقف.

 

مرحلة التفاهمات الدولية

 

وعن مصير تنظيم «الدولة» الذي يرمز له بـ «داعش» في محافظة درعا قال حسون ان «قتال التنظيم من قبل فصائل الجيش الحر في درعا مستمر، ولا أعتقد سيطول الزمن حتى القضاء عليه، إلا إن كان هناك من يريد استخدام التنظيم كورقة ضغط على دول محددة لتطبيق أجندات وتفاهمات غير معلنة» مضيفاً ان «داعش تستخدمه روسيا ويستخدمه النظام وتستخدمه إيران، كل في اتجاه ، ولتحقيق هدف معين».

وتوقع المتحدث المطلع على تفاصيل مباحثات أستانة خلال لقائه مع «القدس العربي»، أن التهدئة في عموم سوريا هي السمة الأبرز للمرحلة المقبلة، مع الانتقال إلى تفاهمات دولية أوسع تتعلق بالوجود الإيراني ووجود الميليشيات المساندة لها كحزب الله وغيره، مرجحاً اغلاق الجبهات والانتهاء من المعارك، إلا في حال حدوث خلافات دولية ونقض للتفاهمات بين الدول النافذة في الساحة السورية التي تحول دون ذلك.

 

تعليمات روسية

 

وبيّن حسون، أن أي خطأ في تصعيد عسكري ستكون عواقبه حرب شاملة في المنطقة، فكما يبدو فإن أمريكا وضعت نصب أعينها الحرب على إيران، وروسيا في الوقت ذاته بدأت تتنصل من إيران، امام الأخيرة بدأت تحرك أوراقها في سورية كداعش وخلاياها التي تهاجم حميميم بالطائرات المسيرة، وبالتالي هذا كله يجعل التهدئة في الشمال والجنوب أمرا لا مناص منه لمن لا يريد أن تشتعل المنطقة وجوارها.

وبالنظر إلى الأخبار التي راجت مؤخراً من قبل الاعلام الحربي التابع للنظام السوري، حول استقدام الأخير العديد من قواته وتعزيزاته العسكرية تارة إلى درعا وتارة أخرى إلى مناطق في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي حيث تسيطر فصائل من المعارضة السورية، وهيئة تحرير الشام «النصرة»، فإلى أين ستتجه قوات النظام بعد ريف دمشق؟

ذهب العقيد فاتح حسون إلى ان قوات النظام ستنكفئ إلى معسكراتها لترميم خسائرها الفادحة منتظرة تعليمات الروس المقبلة، مضيفاً «ليس هناك قوات للنظام، بل يوجد بعض الشبيحة والمرتزقة وعدد قليل من المجندين والمتطوعين يتحركون بأوامر روسية، ولا أعتقد أن روسيا تريد حالياً التصعيد».

أما ما يشاع حول بعض المناطق في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي فقال حسون ان «هذه منطقة نفوذ تركية وفيها نقاط مراقبة تركية وجنود أتراك بتفاهمات دولية، ولا قدرة للنظام ولا لداعميه على استهداف هذه المنطقة وكذلك الجنوب له خصوصية والشرق له خصوصية، فما عاد النظام لديه ذريعة لأي معركة باتجاه أراضٍ ليست تحت سيطرته ولا قدرة له على ذلك».

 

شرقي سوريا

 

و تعيش الساحة السورية توازناً دقيقاً بين روسيا وواشنطن التي أنشأت نحو 20 قاعدة عسكرية شمال شرقي سوريا في المنطقة الخاضعة للقوات الكردية، حيث يرجح الكثيرون احتمال بقاء الجيش الأمريكي في سوريا حتى تأمين كيان كردي في شمال شرقي البلاد، لا سيما بعد دخول القوات الفرنسية إلى المنطقة. وبخصوص موقف تركيا من خلق كيان كردي شمال شرقي سوريا بحماية كل من واشنطن وفرنسا، على حدودها الجنوبية، قال العقيد حسون، «فرنسا عانت من داعش على أراضيها، والهجمات التي حدثت ضدها كانت بتوجيه من داعش العاملة في سورية، لذا اتخذت قرار مواجهة هذا التنظيم في العمق السوري كي لا تواجهه على الأراضي الفرنسية ولو بعد حين.

وأضاف حسون «لذلك باريس تدعم الأكراد الانفصاليين بقتال تنظيم الدولة، وهي تستخدمهم لهذا الغرض فقط، أما من أجل تكوين اقليم منفصل فهذا هراء محض لا يوجد إلا في مخيلة الانفصاليين، الذين سينتهي دورهم بانتهاء استخدامهم من قبل مشغليهم لهذه الغاية فقط، ولن تبيع فرنسا تركيا من أجل حلم انفصالي آثم بحق المنطقة كلها» وفق تعبيره.

 

النظام يسعى للسيطرة على “شرايين” سورية

أمين العاصي

 

استعاد النظام السوري أخيراً السيطرة على العديد من الطرق الحيوية في سورية، بعد سنوات من توقف الحركة عبرها بسبب الأعمال العسكرية، ولكن حلفاء النظام باشروا السعي لـ”إعادة الروح” إلى الطريق الدولي الرابط بين جنوب سورية وشمالها. وهو ما تعتبره المعارضة مكسباً للنظام الذي يسعى إلى إنعاش الحياة الاقتصادية في مناطق سيطرته، خصوصاً في المدن الكبرى من خلال السيطرة على هذا الطريق. وأكدت مصادر إعلامية تابعة للمعارضة السورية أن “تركيا وروسيا، تعتزمان العمل على تأهيل الطريق الدولي الذي يربط بين حلب، كبرى مدن الشمال السوري، والعاصمة دمشق في جنوب البلاد، الذي يُعتبر واحداً من أهم الطرقات في سورية، ليكون ضمن الطرق المفتوحة أمام المدنيين والحركة التجارية، بإشرافٍ من الدولتين”. وأضافت أنه “من المقرر أن تنشئ القوات التركية خمس نقاط على الطريق العام، وذلك في منطقتي الراشدين وإيكاردا في ريف حلب، وفي مدينتي سراقب ومعرة النعمان، في ريف إدلب الشرقي، ونقطة أخرى في منطقة مورك، في ريف حماة الشمالي، وذلك لضمان عدم استهدافه وتعطيل حركة المرور عبره”.

 

وأوضحت المصادر أنه “سيتم تفعيل الحركة التجارية، إضافة إلى إعادة التيار الكهربائي من قبل النظام إلى ضواحي الشمال السوري وأريافه، على مراحل، من دون أن تكشف أي معلوماتٍ عن تفاصيل أكثر”. وهذا الطريق هو الأكثر أهمية على مستوى سورية، ولكنه ليس الطريق الوحيد الذي شهد تفاهمات روسية وتركية، إذ سبق أن اتفقت الدولتان على تأهيل وإعادة فتح أوتوستراد حلب – غازي عينتاب، بين مدينة حلب وتركيا مروراً بالريف الشمالي. وكانت مواقع إخبارية قد سرّبت مطلع شهر مايو/ أيار الحالي، معلوماتٍ عن اتفاق بين تركيا وروسيا وإيران حول فتح الطرقات الرئيسية في سورية.

 

وجاء في التسريبات أنه “تشرف روسيا على مدينة حلب إلى ريف حلب الجنوبي عبر منطقة دوار الصنم، ومن ريف حلب الجنوبي إلى ريف إدلب الشرقي والجنوبي وصولاً إلى مدينة مورك بريف حماة الشمالي يكون الطريق بإشراف تركي، ومن مورك إلى منطقة النبك بريف دمشق الشمالي بإشراف روسي مجدداً، ومن النبك إلى قلب العاصمة دمشق يكون بإشراف إيراني”. وأشارت إلى أن “الاتفاق المبرم بين الدول الثلاث وهي الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في سورية، يضمن بقاء المناطق التي يمر منها الطريق منزوعة السلاح وخالية من أي وجود عسكري، غير القوات التابعة للدول الثلاث: تركيا وروسيا وإيران”.

 

من جانبه، أكد رئيس اللجنة العسكرية في وفد قوى الثورة العسكري إلى أستانة، العقيد فاتح حسون، أنه “لم يتم التطرق لموضوع الطرقات في جولات أستانة التفاوضية”، معرباً عن اعتقاده بأن “أي طريق يتم فتحه فهو لصالح النظام بالدرجة الأولى، كونه يستخدمه لنقل القوى والوسائط”. وأضاف في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أنه “لا يهم النظام المجرم تسهيل حركة المدنيين والبضائع وغيرها من استخدامات الطرق”. ووضع النظام أخيراً يده على العديد من الطرق الدولية في سورية وهي من “شرايين” الحياة في البلاد، بعدما بقيت سنوات عدة خارج سيطرته. وهو ما قد يدفع باتجاه إنعاش المناطق الواقعة تحت سيطرته، تحديداً المدن الكبرى مثل دمشق، وحلب، وحمص، وحماة التي ترتبط الآن بطرق فرعية لم تستطع تعويض توقف العمل على الطريق الذي يربط جنوب البلاد بشمالها.

 

فقد سيطر النظام على الطريق الدولي الرابط بين دمشق وحمص، وسط البلاد، إثر سيطرته على الغوطة الشرقية، فأعاد تأهليه على الفور، وفتحه أمام المسافرين بين المدينتين. ويكتسب هذا الطريق أهمية كبيرة، حيث يتفرع منه الطريق الذي يربط العاصمة بمدينتي اللاذقية وطرطوس بالساحل السوري. وظل المدنيون سنوات عدة ينتقلون بين العاصمة وحمص والساحل عبر طريق فرعي غير مؤهل، يمرّ بالقلمون الغربي إثر سيطرة المعارضة على مدينة حرستا التي تشرف على الطريق الدولي.

 

كما وضع النظام يده أخيراً على طريق حماة ـ حمص، إثر سيطرته على ريف حمص الشمالي أخيراً. ويمر هذا الطريق بالقرب من مدينة الرستن التي كانت تحت سيطرة المعارضة، وهو ما أدى إلى توقف العمل عبره لسنوات. وبقي المدنيون ينتقلون من مدينة حمص إلى مدينة حماة عبر طريق طويل غير مؤهل تنتشر على طوله عصابات الشبيحة، يمر عبر مدينة سلمية في ريف حماة الشرقي. وجرت عمليات قتل واعتقال ونهب عليه. كما استعاد النظام طرقاً هامة عدة، منها طريق دمشق ـ دير الزور، عبر مدينة تدمر في قلب البادية السورية، والذي بقي لسنوات مقطوعاً بسبب سيطرة تنظيم “داعش” عليه، ولكنه لا يزال غير مؤهل وغير آمن بشكل كامل. وسيطر النظام أواخر العام الماضي على الطريق بين مدينة سلمية والرقة، وفُتح أمام المدنيين، ولكنه فقد السيطرة عليه جنوب مدينة الطبقة، حيث تبدأ مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية”.

 

وأكد مدنيون استخدموا الطريق لـ”العربي الجديد”، أن “هناك حواجز متعددة لأجهزة النظام الأمنية على الطريق تقوم بابتزاز المدنيين، وتجبرهم بالترهيب على دفع مبالغ مالية”، مشيرين إلى أن “النظام وضع نقطة جمرك جنوب مدينة الطبقة وكأننا ننتقل من دولة إلى أخرى”.

 

وعاد الطريق الذي يربط بين الرقة ودير الزور إلى العمل أخيراً، وهو طريق يتقاسمه النظام و”قوات سورية الديمقراطية”، مع سيطرة الأخيرة على مدينة الرقة وجانب من ريفها الجنوبي الشرقي الذي يمر من وسطه الطريق الدولي. ولم يفتح النظام الطريق الدولي الذي يربط مدينتي حلب والرقة رغم سيطرته عليه بشكل كامل العام الماضي عقب طرده “داعش” من ريف حلب الشرقي، الذي يقطعه هذا الطريق الحيوي الذي من شأنه تسهيل تحرك المدنيين في منطقة زراعية هامة في سورية. ويضطر المدنيون إلى استخدام طريق الرقة – سلمية والانعطاف عند منطقة أثريا شمالاً باتجاه ريف حلب الجنوبي ومن ثم مدينة حلب، وهو ما يعني قضاء أكثر من 8 ساعات على الطريق. ولا يزال النظام يحاول استعادة السيطرة بشكل كامل على الطريق الذي يربط دمشق بالحدود الأردنية حيث معبر نصيب الاستراتيجي الذي لا يزال مغلقاً بسبب عدم اتفاق النظام والمعارضة على شروط افتتاحه.

 

النظام يتهم التحالف بقصف قواته في البادية..وموسكو تنفي

قالت وسائل إعلام النظام، في ساعة مبكرة من صباح الخميس، إن “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة استهدف مواقع لقوات النظام في البادية السورية.

 

ونفى مسؤول عسكري أميركي أي علم له بالضربات. وقال المتحدث باسم “القيادة المركزية” الأميركية الكابتن بيل أوربان، لوكالة “رويترز”: “ليست لدينا أنباء عن ضربة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد أهداف أو قوات موالية للنظام السوري”. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية: “ليست لدينا معلومات تدعم هذه التقارير”.

 

ونقلت وكالة “إنترفاكس” عن مصدر عسكري روسي في موسكو، أن الأنباء عن قصف “التحالف” لمواقع الجيش السوري “منافية للواقع”.

 

وكانت وكالة “سانا” قد نقلت عن مصدر عسكري قوله: “تعرضت بعض مواقعنا العسكرية بين البوكمال وحميمية حوالي الساعة الواحدة إلا ثلثاً فجر الخميس، لعدوان شنه طيران التحالف الاميركي، بالتزامن مع تحشدات لارهابيي تنظيم داعش”. وأوضح المصدر أن “الاضرار اقتصرت على الماديات”.

 

وذكرت “وحدة الإعلام الحربي” التابعة لمليشيا “حزب الله” اللبناني، أن الضربات وقعت قرب منشأة “T-2” بالقرب من الحدود مع العراق وعلى بعد نحو 100 كيلومتر غربي نهر الفرات، حيث يدعم “التحالف” مقاتلين على الأرض في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وقال مصدر من القوات الحليفة لدمشق، رداً على سؤال لوكالة “فرانس برس”، إن “غارات من التحالف الأميركي استهدفت موقعين عسكرييين على خط التماس مع داعش، قبل أن يهجم داعش عليهما”. وأضاف أن “الغارات والاشتباكات أسفرت عن أضرار مادية وعدد من الشهداء قبل أن يتم صد الهجوم”. وأوضح ان “القتلى سوريون ولا يوجد مقاتلون ايرانيون أو لبنانيون بين القتلى”.

 

إدلب: روسيا وإيران تنشران 17 نقطة مراقبة

دخل رتل عسكري تركي، الأربعاء، من معبر كفر لوسين شمال غربي إدلب، ويضم أكثر من 40 آلية عسكرية بينها مدرعات ودبابات وناقلات جند. وتمركز قسم من الرتل في نقطة المراقبة التركية في قرية ميدان غزال في جبل شحشبو، والقسم الآخر تمركز في نقطة المراقبة قرب مدينة مورك، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

التعزيزات التركية لنقاط المراقبة، تزامنت مع إعلان روسي بالانتهاء من نشر 17 نقطة مراقبة روسية وإيرانية، مقابل 12 نقطة تركية في المنطقة.

 

وجاء الرتل التركي استكمالاً للتعزيزات العسكرية الموجودة في نقاط المراقبة، وتحضيراً للخطوة الثانية التي تلي الانتهاء من نشر نقاط المراقبة التركية الـ12؛ نشر مخافر على طول خطوط التماس مع مليشيات النظام في المناطق التي تفصل نقاط المراقبة. ومن المتوقع أن تنتشر المخافر التركية بشكل مكثف على جانبي الطريق الدولي حلب–دمشق الذي قام الجيش التركي بعمليات استطلاع فيه في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، خلال اليومين الماضيين.

 

وأكدت “هيئة الأركان الروسية”، الأربعاء، نشر 17 نقطة مراقبة في محيط ادلب وأرياف حلب الغربي والجنوبي، وحماة الشمالي والغربي. وقالت إنها 10 نقاط مراقبة للقوات الروسية و7 نقاط للقوات الإيرانية.

 

وقال رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لـ”هيئة الأركان الروسية” سيرغي رودسكوي، إن نشر النقاط الـ17 الروسية والإيرانية مقابل النقاط الـ12 التركية، من المفترض أن يضمن وقف الأعمال القتالية بين النظام وفصائل المعارضة. وأوضح المسؤول الروسي أنه تم إنشاء اتصال ثابت بين المراكز، لتنظيم تبادل مستمر للمعلومات حول الوضع والانتهاكات، من أجل “وقف الأعمال العدائية”.

 

ومن نقاط المراقبة الإيرانية السبع، التي أعلنت عنها الأركان الروسية، 5 في ريف حلب، يتوقع أنها تمركزت في مواقعها خلال الأيام القليلة الماضية خلال عملية إعادة الانتشار التي قامت بها المليشيات التي يديرها “الحرس الثوري الإيراني” في قاعدة جبل عزان جنوبي حلب. النقاط الإيرانية في ريف حلب توزعت كالتالي؛ نقطة مراقبة في نبل في ريف حلب الشمالي، نقطة في “أكاديمية الأسد العسكرية” غربي حلب، ونقطة في بلدة الوضيحي في ريف حلب الجنوبي، وفي بلدة الشغيدلة في الريف الجنوبي، وفي قرية دلامة جنوبي حلب. النقطة السادسة تمركزت في معرزاف في ريف حماة الشمالي، والسابعة تمركزت في بيت جناورو في ريف اللاذقية الشمالي.

 

نقاط المراقبة الروسية الـ10، توزعت على قرية عين ريحانية في ريف حماة الغربي، وفي مدينة السقيلبية في ريف حماة الشمالي الغربي، وفي محردة في ريف حماة الشمالي، وفي صوران في ريف حماة الشمالي، وفي قرية أبو دالي في ريف ادلب الجنوبي الشرقي، وفي قرية الشيخ بركة في ريف ادلب الشرقي، وفي بلدة أبو ضهور في ريف ادلب الشرقي، وفي بلدة الحاضر في ريف حلب الجنوبي، وفي مدينة حلب ضمن الأحياء الغربية. النقطة العاشرة والأخيرة تمركزت في حندرات في الضواحي الشمالية.

 

مخيم اليرموك: غزوة التعفيش والتنحيس

رائد الصالحاني

دخلت جحافل مليشيات النظام المتعطشة لعمليات التعفيش مخيم اليرموك في 21 أيار/مايو، بعد خروج آخر الشاحنات والحافلات التي أقلّت مقاتلي “الدولة الإسلامية” وعوائلهم نحو الشمال والبادية تنفيذاً لاتفاق عقده التنظيم مع الجانب الروسي بعد شهر من العمليات العسكرية.

 

كاميرات الإعلام الرسمي وفرق الهندسة المُتخصصّة بإزالة الألغام لم تستطع الدخول مُباشرة إلى كافة المناطق التي “حررتها” المليشيات، واكتفت بالتجوّل قي الشوارع الخارجية، بسبب عمليات التعفيش التي بدأت مُباشرة فور خروج القوافل. التعفيش كان يُحضّرُ له قبل يومين، بعد اتفاق “وقف إطلاق النار” في المنطقة، وجُهّزت عشرات السيارات لنقل المسروقات باتجاه منازل كِبار الضباط، وأسواق بيع الأدوات المُستعملة.

 

الصور تم تسريبها عبر الإعلام الموالي، بعضها مصادفةً وأًخرى قصداً، لعناصر يحملون أدوات منزلية مسروقة ينقلونها خارج مخيم اليرموك والحجر الأسود. مئات البرادات والغسالات تم ترحيلها مُباشرة بعد خروج “داعش”، وسط حالة من الغضب سادت صفوف المليشيات الفلسطينية التي تنتظر العودة إلى مناطقها.

 

عشرات العناصر من أبناء المخيم والحجر الأسود المنضوين في ألوية موالية للنظام، دخلوا مناطقهم برفقة أهلهم، فوجدوا أن عمليات التعفيش طالت منازلهم أمام أعينهم. فيديو مصوّر لإعلامي في “لواء القدس الفلسطيني”، انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، نقل مشادة كلامية بينه وبين مقاتلين علويين، بعد وصوله إلى الحي الذي كان يقطنه، ومشاهدته لهم يقومون بتعفيش البرادات والغسالات من منزله ومنازل جيرانه.

 

وسارع عناصر من المليشيات الفلسطينية الموالية، الى دخول المخيم والحجر، وتفريغ منازلهم ومحالهم التجارية بعد انتهاء المعارك، خوفاً من عمليات التعفيش بيد أخوة السلاح ورفاق الدرب من المليشيات الأخرى. غزوة التعفيش لم تستثنِ حتى خزانات المياه التي أكلها الصدأ.

 

وبحسب مصادر “المدن”، فإن عدداً من القتلى وقرابة 15 جريحاً وصلوا إلى مشافي دمشق نتيجة انفجار ألغام زرعها “داعش” في الغسالات والبرادات قبل انسحابه من المنطقة. وفي حادثة هي الأولى من نوعها، انفجرت جثة لعنصر من التنظيم كانت مُلغمة بحزام ناسف، وبعض العبوات الصغيرة تحتها، أثناء سحبها من منطقة أرادت المليشيات فتح الطريق إليها وإزالة الأنقاض. انفجار الجثة خلّف 3 قتلى وعدداً من الجرحى.

 

وذكرت شبكة “صوت العاصمة” التي تُغطي أحداث دمشق وريفها، أن مليشيات “الدفاع الوطني” اعتقلت قرابة 30 شاباً من أحياء الميدان والزاهرة في دمشق، وساقتهم لعمليات “سخرة” لنقل وتحميل المسروقات من مخيم اليرموك والحجر الأسود.

 

وقال شهود عيان دخلوا مخيم اليرموك للاطمئنان على منازلهم، لـ”المدن”، إن المنطقة قُسّمت إلى قطاعات متعددة من حيث توزيع المسروقات؛ منطقة لتجميع الشاشات التلفزيونية، وأخرى للموبيليا والأثاث المنزلي، وثالثة للبرادات، ورابعة للغسالات.

 

المسروقات الثمينة تُخصص مباشرة لضباط قوات النظام و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/القيادة العامة”، وقادة المجموعات في المليشيات الموالية. ويتم نقل تلك المسروقات الحصرية في سيارات خاصة، نحو منازل الضباط، ليتم بيع بعضها لاحقاً في متاجر البضائع المستعملة. ما تبقى من محتويات فهي مُباحة لعناصر المليشيات، ويتم بيعها في أسواق المُستعمل، التي لم تفرغ بعد من مسروقات الغوطة الشرقية، حتى الآن. وتتركز تلك الأسواق في أحياء دويلعة وجرمانا وضاحية الأسد ومساكن السومرية وشارع الثورة.

 

مصدر خاص قال لـ”المدن” إن السرعة في عمليات التعفيش في المخيم والحجر جاءت خوفاً من انتشار روسي في المنطقة، على غرار ما جرى في البلدات المجاورة؛ يلدا وببيلا وبيت سحم، بعد انسحاب المُعارضة منها. وكذلك لأن الجانب الروسي هو المُفاوض الرئيس في اتفاق المخيم، وأن تمركز الشرطة العسكرية الروسية وانتشارها داخل المخيم والحجر، سيُوقف عمليات التعفيش بشكل نهائي، ويمنع عناصر المليشيات من الاقتراب. قبل أيام قليلة اعتدى ضباط روس على ضابط في “الحرس الجمهوري”، أمام عناصره، في بلدة ببيلا، لمنعه من سرقة منزل وتعفيش محتوياته.

 

الخوف من التدخل الروسي سرّع من عمليات “التنحيس” التي يتم فيها استخراج النحاس من الكابلات الكهربائية في المنازل والتوصيلات تحت الأرضية. وعادة ما تتم عمليات “التنحيس” بعد الانتهاء من “التعفيش”، إذ تدخل ورشات مختصة بذلك، لتعمل بهدوء بعد انتهاء صغار العناصر من التعفيش.

 

مصدر مطلع أكد لـ”المدن” أن مليشيات النظام تسببت بتضرر الكابل الضوئي الخاص بالإنترنت تحت الأرض، خلال عمليات سحب الكابلات الكهربائية باستخدام السيارات والمُدرعات، ما تسبب بانقطاع الانترنت عن أحياء التضامن ومحيط مخيم اليرموك لمدة 48 ساعة تقريباً، حتى تدخلت ورشات وزارة الاتصالات وأجرت عملية صيانة.

 

وطالب موالون وعلى رأسهم أحد أعضاء “لجنة المُصالحة” في مخيم اليرموك الشيخ محمد العمري، بشار الأسد، بإيقاف عمليات التعفيش التي تجري في المخيم. وكان أعضاء “لجان المُصالحة” في الغوطة الشرقية، قد استنجدوا عبثاً ببشار، من دون أن تتدخل أي جهة أمنية أو عسكرية لوقف التعفيش. وعلّق أحد الموالين في شبكات التواصل الاجتماعي بعد نشر آثار الدمار في المخيم: “تحدثوا عن تعفيش منازلنا واتركوا صور الدمار.. فلا حاجة لنا بها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى