أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 25 أيار 2017

 

تنسيق أميركي – روسي فوق الرقة

موسكو- رائد جبر, لندن، دمشق – «الحياة»

تحاول القوات النظامية السورية والميليشيات المساندة لها، محاصرة فصائل «الجيش الحر» في منطقة بئر القصب بالبادية السورية، بعد تقدمها على مساحات واسعة على حسابها في اليومين الماضيين مدعومة بقوات إيرانية وعراقية للوصول إلى منطقة التنف الحدودية. وأعلنت الولايات المتحدة أنها عززت مستويات التنسيق مع روسيا في الأجواء السورية في إطار العمليات الجارية لاستعادة الرقة من «داعش».

وقال قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية جيفري هاريغيان أمس أن «قوات التحالف الدولي» في سورية عززت تنسيقها مع موسكو بسبب تكدس المجال الجوي فوق الرقة، بعدما دخلت عملية تحرير المنطقة مرحلتها الرابعة.

وواصلت قوات «التحالف» غاراتها على الرقة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الغارات الجوية أدت أمس إلى مقتل 16 مدنياً، بينهم خمسة أطفال أشقاء مع والدتهم غرب مدينة الرقة في شمال سورية. ومعظم القتلى من النازحين من ريف حمص الشرقي.

وأعلنت غرفة عمليات «غضب الفرات» أمس السيطرة على بلدة حمرة الناصر الواقعة على بعد خمسة كيلومترات شرق الرقة بعد ثلاثة أيام من اشتباكات مستمرة، إضافةً إلى قرية حمرة البلسم جنوب شرقي المدينة. وكانت «قوات سورية الديموقراطية» أحرزت في اليومين الماضيين تقدماً على حساب «داعش»، وسيطرت على قرية بير حمد في الريف الشرقي للرقة.

إلى ذلك، أعلنت القوات النظامية مقتل عدد من عناصر «تنظيم داعش»، بينهم من وصفته بـ «وزير الحرب» في التنظيم خلال عمليات شرق مدينة حلب شمال سورية. يأتي ذلك فيما أكدت قوات النظام سيطرتها على مطار الجراح العسكري بريف حلب مجدداً. ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري رسمي خبر مقتل 13 عنصراً من «داعش»، بينهم «وزير الحرب» أبو مصعب المصري. وقتل المصري بعمليات بدأت يوم 10 أيار (مايو)، لكن المصدر العسكري لم يقل متى وأين قتل بالضبط. وذكر المصدر العسكري السوري أن المصري من بين 13 عنصراً بارزاً في التنظيم قتلوا في عمليات لقوات النظام شرق حلب بينهم عناصر من جنسيات عربية.

من جانب آخر، قال التلفزيون الرسمي أن القوات النظامية صدت هجوماً لمسلحي «داعش» على مواقعها على طريق «إثريا – خناصر» في ريف حلب الجنوبي. بينما قال التنظيم أنه قتل 11 من أفراد القوات النظامية بذلك الهجوم. وطريق «إثريا – خناصر» هو خط الإمداد البري الأهم للقوات النظامية الرابط بين مناطق سيطرتها في حلب وريفها نحو تلك الممتدة في وسط سورية وجنوبها.

وقبل مشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم في أول قمة يحضرها لحلف شمال الأطلسي، قال أربعة ديبلوماسيين أوروبيين أن فرنسا وألمانيا ستتفقان على خطة أميركية لكي يضطلع حلف شمال الأطلسي بدور أكبر في المعركة ضد «داعش» خلال اجتماع مع ترامب. وقال أحد الديبلوماسيين المشاركين في المناقشات «حلف شمال الأطلسي كمؤسسة سينضم إلى التحالف… السؤال هو ما إذا كان هذا مجرد تحرك رمزي استجابة للولايات المتحدة. فرنسا وألمانيا تعتقدان ذلك».

إلى ذلك، حددت موسكو أولويات تحركها في سورية خلال المرحلة المقبلة، في دفع ملفي «تثبيت الهدنة وصوغ الدستور»، واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن «مسار جنيف» لم يعد فعالاً، داعياً إلى «إطلاق نقاش محدد حول الدستور والمستقبل السياسي في جنيف أو في آستانة».

 

«سورية الديموقراطية» تحض «داعش» في الرقة على الاستسلام

بيروت – رويترز

تعهدت «قوات سورية الديموقراطية» اليوم (الخميس) بأن لا يلحق أي ضرر بمقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في الرقة إذا ما استسلموا في نهاية الشهر الجاري، ودعتهم إلى إلقاء أسلحتهم قبل الهجوم المتوقع على المدينة.

وقالت القوات في بيان: «نظراً إلى النتائج الإيجابية للبيان الذي أصدرناه بتاريخ 15-05-2017، والذي أعلنا من خلاله حماية حياة من يسلم نفسه وسلاحه من المنتمين إلى المجموعات المسلحة بما فيها داعش، مهما كانت صفتهم ومهمتهم لقواتنا، تمهيداً لتسوية أوضاعهم و حماية لعائلاتهم وذويهم وأهلهم، نعلن تمديد هذه الفترة لغاية نهاية هذا الشهر 31-05-2017».

وذكرت الناطقة باسم القوات، جيهان شيخ أحمد، في البيان أن هذا جاء «بناء على مطالبات أهل الرقة الشرفاء، لتمكين أكبر عدد ممكن ممن غرر بهم أو أجبروا على الانضمام، للاستفادة من هذه الفرصة».

وتضم القوات مقاتلين عرباً وأكراداً. وأصبحت على بعد كيلومترات قليلة من مدينة الرقة، عند أقرب نقطة في هجوم يحصل منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لتطويق المدينة والسيطرة عليها.

وذكرت القوات هذا الشهر أنه من المتوقع أن تطلق المرحلة الأخيرة من الهجوم على الرقة في بداية فصل الصيف. وكان مسؤولون من «وحدات حماية الشعب»، والقوات توقعوا أن يبدأ الهجوم في مطلع نيسان (أبريل) الماضي.

ولم يعلن التحالف ضد تنظيم «داعش» أي إطار زمني للهجوم النهائي على مدينة الرقة، وهي معقل التنظيم المتشدد في سورية مُذ أعلن الخلافة في أجزاء من سورية والعراق العام 2014.

وأوضح التحالف أنه يعتقد أن ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف مقاتل من «داعش» محاصرون في مدينة الرقة، حيث يواصلون نشر دفاعاتهم تحسباً للهجوم المنتظر.

 

موسكو تعتبر مسار جنيف «غير فعال» وتدعو لتثبيت الهدنة وصياغة الدستور

موسكو – رائد جبر

حددت موسكو أولويات تحركها في سورية خلال المرحلة المقبلة، في دفع ملفي «تثبيت الهدنة وصياغة الدستور»، واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن «مسار جنيف» لم يعد فعالاً، داعياً إلى «إطلاق نقاش محدد حول الدستور والمستقبل السياسي في جنيف أو في آستانة».

وأكد شويغو في قراءة شاملة حول الوضع العسكري تلاها أمام أعضاء مجلس الفيديرالية (الشيوخ) الروسي أمس، أن الوضع في سوريــــة «تحسن فيشكل ملحوظ» بفضل التدخل العــــسكري الروسي في البلاد. وزاد أن رئيس الأركان فاليري غيراسيموف الذي قام بزيارة خاطـــفة إلى سورية وعاد منها أمس، قدم معطيات دلت على استــــقرار الوضع في دمشق ومناطق حـــولها، وإلى بدء عودة الاستقرار إلى غالـــبية المــــناطق السورية. كما تحدث عن «تـــحرير مئات المدن وعودتها إلى الشرعية». ولم تكشف موسكو تفاصيل عن أهداف زيارة غيراسيــــموف، لكن وزارة الدفاع قالت إنه ناقش مع المسؤولين السوريين مستجدات الموقف.

وعقد شويغو مقارنــــة مع أداء «التحالف الدولي» الذي تقــــوده واشنطن، وقال إن عدد الغارات التي شنها الطيــــران الروسي «ضد مواقع إرهابيين» في سورية بلغ أربعة أضعاف الغارات التي شنها التحالف.

سياسياً، عكست كلمات وزير الدفاع قناعة بأن موسكو لم تعد تعول كثيراً على جولات المفاوضات في جنيف، وبدأت تميل إلى تغيير أجندة الحوار حول التسوية في سورية، إذ قال شويغو إن «ما تم تحقيقه حتى الآن في مفاوضات جنيف هو أقصى ما يمكن التوصل إليه»، داعياً إلى البدء بالــــتركيز على ملفي تثبيت الهدنة وصياغة الدستور الجديد. وأضاف أن المطلوب هو «العمل على طرح ملف الدستور وآليات إقراره ومناقشة المستقبل السياسي هناك (في جنيف) أو في آستانة».

وأوضح أن موسكو تأمل أن تناقش جولة المفاوضات المقبلة في أوائل حزيران (يونيو) المقبل في آستانة موضوع «الممرات الآمنة التي يجب توسيعها لتصل إلى حدود مناطق تقــــليص التصعيد، إضافة إلى موضوع الدستور الذي بات حيوياً، لمناقشة المستقبل السياسي في البلاد».

وذكر بأن عمق الممرات الآمنة يجب أن يبلغ، بحسب المقترحات الروسية، كيلومتراً واحداً، مضيفاً أن موسكو تأمل في أن تنجح مفاوضات آستانة في تنسيق الخرائط بهذا الشأن. كما أوضح أنه يتعين تحديد ماهية القوات التي ستنتشر في الأشرطة الآمنة ونقاط الرقابة على الهدنة، وكذلك آلية الرد على خروقات وقف إطلاق النار.

وقال إن إقامة مناطق تخفيف التوتر في سورية، «كان أمراً بالغ الصعوبة». وأشاد بـ «العمل المشترك مع تركيا والأردن وإيران في هذا السياق»، مشدداً على الأهمية الخاصة «للتنسيق الفعال والمتواصل مع الجانب الإسرائيلي».

وقال إنه ينسق «بصورة بناءة ودائمة مع وزير الدفاع الإســــرائيلي أفيغدور ليبرمان حول الوضع وخصوصاً في المنطقة الجنوبية».

وتطرق شويغو إلى الملف الكيماوي، معرباً عن قناعة بأن «غالبية التقارير التي تحدثت عن استخدام أسلحة كيماوية هي مجرد أفلام تمثيلية»، ملمحاً إلى أن موسكو «تعلم من هي الأطراف التي تخفي قدرات كيماوية بهدف استخدامها وتلطيخ سمعة النظام».

وزاد: «توجد لدينا معلومات حول أن مكونات الأسلحة الكيماوية لدى «داعش» و «جبهة النصرة»، ونعلم في شكل دقيق أين توجد ولدى من. لكن هل توجد ضمانات حول أن كل ذلك لن يظهر غداً في أية دولة أخرى؟».

على صعيد آخر، قال نائب وزير الدفاع يوري بوريسوف إن روسيا «استكملت تجارب على كل طرازات الأسلحة الحديثة خلال العمليات الحربية في سورية». وأوضح في مقابلة تلفزيونية بثت أمس، أن «التجارب لم تقتصر على الأسلحة والمعدات الحربية التي تستخدم حالياً في وحدات الجيش، بل اتسعت لتشمل كل طرازات الأسلحة المستقبلية التي يتم حالياً تطويرها واختبار قدراتها وسد الثغرات التي برزت فيها».

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع أن وحدات من القوات البحرية الروسية بدأت أمس، تدريبات مشتركة مع وحدات من مشاة البحرية في البحر المتوسط قرب شواطئ سورية.

وأوضح المتحدث باسم الأسطول الروسي في البحر الأسود، فياتشيسلاف تروخاتوشف، أن أحدث فرقاطات أسطول البحر الأسود «الأميرال غريغوروفيتش» و «الأميرال أسين» وسفينة الخفر «سميتليفي» تشارك في المناورات.

وتتضمن فعاليات المرحلة الأولى من المناورة قيام «الأميرال غريغوروفيتش» و «الأميرال أسين» و «سميتليفي» بمرافقة ثلاث سفن إنزال.

ثم تقضي سفن الأسطول الروسي 24 ساعة في صد هجوم جوي والبحث عن غواصة معادية وإجراء تمارين أخرى بمشاركة مروحيات حديثة من طراز «كا27».

 

«الفيلق الخامس» يفشل في تطويع طلبة جامعة حلب رغم الإغراءات

منار عبد الرزاق

حلب ـ «القدس العربي»: فشل النظام السوري في تجنيد طلاب جامعة حلب، ضمن الفيلق الخامس، رغم الإغراءات الكبيرة التي قدمها لهم من رواتب، وحوافز دراسية، بالتزامن مع إصدار وزارة التعليم العالي في حكومة النظام، قراراً بحسم 50% من الرسوم الدراسية، للمتطوعين في قوات النظام من طلاب التعليم المفتوح في الجامعات السورية.

وقال مصدّر مسؤول في جامعة حلب لـ «القدس العربي»، «إنّ الحملات التي قام بالترويج لها، فرع جامعة حلب لاتحاد الطلبة، من أجل الانضمام إلى الفيلق الخامس»، مشيراً إلى أنّ «عدد المنتسبين لم يتجاوز، أصابع اليد الواحدة».

ورفض المصدر، الذي فضّل عدم نشر اسمه، الأساليب التي وصفها بـ»الاحتيالية» على الطلاب من أجل تطويعهم في قواته، وزجهم في المعارك ضد مناوئيه، كونهم، وفق المصدر، يمثلون الشريحة الأهم في تنمية المجتمع بعد حلول السلام في البلاد.

وعقب الطالب محمود محمد من طلاب الهندسة الكهربائية في الجامعة على عدم التحاق طلاب الجامعة، بالفيلق، بالقول «من يريد التشبيح لصالح النظام، والموت في سبيل بقاء القائد الأوحد، فقد انضم منذ وقت مضى إلى كتائب البعث، التي تقوم عليها الأفرع الحزبية في المحافظات، ويستلم قيادتها عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الطلبة، باسم سودان».

وأشار محمد وهو اسم مستعار، إلى أنّ «من أبرز عوامل امتناع الطلاب في الجامعة عن الالتحاق في الفيلق، تعود إلى كون معظم الطلاب في الجامعة حالياً، كانوا عند اندلاع الثورة في مراحل عمرية صغيرة، والتحقوا ضمن الأحداث بالكليات، ولم يشاركوا في قمع المظاهرات أو في أعمال تشبيحية خلال عامي 2011 و2012».

وكانت وزاة الدفاع في حكومة الأسد، وبدعم روسي، دعت الشباب للانضمام إلى الفيلق الخامس «اقتحام» في 22 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2016، بهدف القضاء على ما سمته بـ»الإرهاب»، من خلال تقديم جملة من الإغراءات، من أبرزها «راتب بقيمة 200 دولار، إضافة إلى كون العقد سنة واحدة قابلة للتجيديد بناءً على رغبة الطرفين، فضلاً عن عدم احتساب الخدمة من سني الدراسة في الجامعة، وعدد من الإغراءات الأخرى.

وفي سياق الحوافز التي يقدمها النظام للطلبة الجامعيين؛ من أجل الالتحاق بصفوفه، أصدّر وزير التعليم العالي في حكومة النظام، قراراً، يقضي بشمل طلاب التعليم المفتوح، من المتطوعين الدائمين في صفوف الجيش، وقوى الأمن الداخلي، بحسم 50% من قيمة الرسوم، بدءاً من العام الدراسي القادم 2017 ـ 2018.

وادعى رئيس فرع جامعة حلب لاتحاد الطلبة «عمار كعدة» في منشور له عبر صفحته على الفيسبوك، أنّ القرار الصادر عن وزارة التعليم، جاء بتوصية من أعضاء الفرع التي يقوم عليه، من خلال المطالبة بتعديل المادة 17، ضمن القرار 146، والمتضمن تعديل استيفاء قيمة الرسوم الجامعية.

وفي سياق قريب، فقد ذكرت مصادر في جامعة حلب لـ «القدس العربي» أنّ «عدداً من متطوعي فيلق القدس الفلسطيني، من طلبة التعليم المفتوح في جامعة حلب، غالباً ما يفتعلون المشاكل مع حرس الكليات، والأبواب الرئيسية في الجامعة، بسبب منع دخولهم بالسلاح من قبل الحرس، وهو ما يتسبب بمشادات كلامية تتطور إلى الضرب والاعتداء حتى على عدد من الأكاديمين في الجامعة».

ويقرُّ المصدر المسؤول في الجامعة بحصول التجاوزات، من قبل عناصر فيلق القدس، لكنه في الوقت ذاته يشير إلى أنّها تُحل بعد مشادات طويلة، إثر تدخل قيادة الميلشيا التي يتبعون إليها. وتمت الاستعاضة عن الحرس الجامعي، بعناصر ميلشياوية من كتائب البعث، من طلاب الجامعة أنفسهم، منذ مطلع عام 2013، لتأمين حماية الحرم الجامعي، والوقوف على تفتيش الطلاب والطالبات الداخلين إليه، ويتبعون إلى رئاسة فرع الجامعة للحزب.

ولم تقتصر الدعايات الترويجية للانضمام إلى الفيلق الخامس، بل تعدتها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام كافة، والميلشيات الموالية لها، حيث حملت عباراته الترويجية في بدايتها «كن واحداً من صانعي الانتصار وانضم للفيلق الخامس اقتحام»، وذلك في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2016.

حيث دعت في حينه القيادة العامة لقوات النظام الراغبين بالانضمام إلى «الفيلق الخامس» من خلال مراكز استقبال في جميع المحافظات، مقابل الحصول على تعويضات وإغراءات، بموجب عقد سنوي، يتجدد بموافقة الطرفين.

 

النظام السوري يستبدل الحصار الأمني والاقتصادي لمدن المصالحات بالحصار التقليدي

بعد أن هجّر الدمشقيين وفرّغ محيط العاصمة من المعارضة

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: بخطة مبيتة تهدف إلى كسب الجولة من حيث النتيجة، وتحت إصرار النظام ومتابعته الشديدة صالحت القرى المحيطة بدمشق التي كان يخشى النظام من تقويضها لأمن العاصمة في أي مرحلة من المراحل، بيد هذه المدن التي تمثل طوق دمشق تقريباً، لم تصل إلى ما ترمي إليه من نتائج، فقد اضطرها الحصار الشديد إلى المصالحة، رغبة بوقف اطلاق النار وإخراج المعتقلين وعودة الحياة الاقتصادية إلى وضعها الطبيعي، وعودة الهدوء إلى تلك المدن، لكن ذلك لم يحصل، حيث استطاع النظام ان يجعل تنفيذ بنود الاتفاقات من طرف الثوار فقط.

وللتعرف عن كثب على حياة أهالي الغوطة الغربية لريف دمشق التي صالحت النظام، وهجّر أهلها رغبة بمن بقي من المدنيين في العيش بسلام، التقت «القدس العربي» مع «س . ل» وهو مهندس قرر مصالحة النظام والبقاء في ريف دمشق على ان يخرج من بيته إلى دور اللجوء والإيواء قال «صالحت مدن الغوطة الغربية بشار الأسد بشروط ونقاط اتفق عليها الطرفان بضمان روسي، كمدينة معضمية الشام وخان الشيح وزاكية ومقليبة والطيبة وغيرها، على ان يخرج المعتقلون من السجون، ويعود الموظفون إلى عملهم، وترمم المناطق ويعاد تأهيل المرافق العامة، بيد ان ما حصل عكس ذلك، فلم يخرج المعتقلون لأن الأسد يتحكم فيهم ويتركهم كورقة أخيرة للتفاوض على من بقي منهم، ولا الموظفون عادوا إلى وظائفهم، لأنه استبعدهم ورفض اعادتهم، ولا الطلاب تجرأوا على الخروج من مناطقهم المحاصرة خوفاً من اعتقالهم أو سحبهم إلى الخدمة العسكرية، فقد اعتمد النظام على حلحلة الأمور الاقتصادية بقدر بسيط، إذ أدخل القليل من المواد الغذائية والمواد الضرورية للحياة كالدواء والمحروقات، وتم ذلك عن طريق اعوانه لكي يبقى المتحكم بكمية المواد المدخلة وكمية الاستهلاك وعدم ترك فائض لدى الأهالي، ليستطيع فرض حصار جديد متى شاء، فعندما يغلق النظام المعابر المحددة تجوع الناس فوراً».

فيما ذهب الطبيب خالد شرف إلى أن «الناس انتقلوا من الحصار التقليدي والمعتاد إلى حصار أمني منعكسه الأساسي على فرص العمل، حيث بقي وضع الأهالي كما هو في أيام الحصار، بل زاد عليهم بأنهم لم يعودوا محسوبين على أي جهة كانت، ولا فرصة أمامهم لتلقي المساعدة من أحد، وخصوصا ًمع اقتراب شهر رمضان».

لم يطرح النظام السوري أي مشروع لمساعدة الأهالي المحاصرين، سيما ان المدن المصالحة قد خرجت من برنامج الأمم المتحدة بالسبة للمساعدات، فلا فرص عمل، ولا أسواق تجارية، ولا حياة طبيبعة كما كان منشوداً، بل انتشرت البطالة وتجاوزت نسبتها حوالي الـ 95 بالمئة، مع انعدام القدرة الشرائية لدى الأهالي.

وتساءل المتحدث «هل خرجت المدن المصالحة والبلدات التي اضطرت للخضوع لمفاوضات النظام، وتهجر أهلها قسرياً، من الخريطة كلياً؟»، ودعا إلى رفع مستوى الجهود الشخصية لمساعدة الأهالي ممن ازدادت نسبة الفقر لديها بنسبة تتماشي أو تفوق عدد أيام الحصار والتقطير بالغذاء، بالرغم من فتح المعبر الإنساني، إلا أن احدهم لا يجرؤ على الاقتراب أو الخروج منه، خوفاً من حواجز النظام الأمنية والتشبيحية من اللجان الشعبية والطائفية، مضيفاً ان حاجة الناس باتت اليوم أكبر، لعدم وجود أي عوامل تساعد المحاصرين على تأمين احتياجاتهم.

 

الناتو” ينضم للتحالف الدولي ضدّ “داعش”: لا مشاركة بالمعارك

بروكسل ــ العربي الجديد

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ، اليوم الخميس، أنّ الحلف سينضمّ إلى التحالف الدولي ضدّ تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، تزامناً مع أول قمة يشارك فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولقاءات مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي.

وقال ستولتنبرغ، أمام الصحافيين في بروكسل، إنّ القرار الذي يأتي استجابة لطلب من الولايات المتحدة التي تقود التحالف، “سيوجّه رسالة سياسية قوية حول وحدة الصّف في مكافحة الإرهاب”.

لكنهّ أضاف، وفق ما أوردت “فرانس برس”، أنّ “هذا لا يعني أنّ الحلف الأطلسي سيشارك في عمليات قتالية”.

ويلتقي رؤساء دول وحكومات بلدان الحلف الأطلسي الـ28، بعد ظهر الخميس، في حفل تسليم مفاتيح مقر الحلف الجديد، ثم حول عشاء عمل.

وسيقرّون “خطة عمل”، تتضمن مجموعة من التدابير الرامية إلى تكثيف “مكافحة الإرهاب”، وهو ما يدعو إليه ترامب الذي ردّد على مدى أشهر، أنّ الحلف الأطلسي “عفا عليه الزمن” آخذاً عليه عدم التحرّك بشكل كاف برأيه، لمعالجة هذه المشكلة.

وأعلن الحلف الأطلسي قراره، بعد ثلاثة أيام، على اعتداء مانشستر (شمال شرق إنكلترا) الذي تبناه تنظيم “داعش”.

وكل من الدول الحليفة الـ28 عضو بشكل فردي في التحالف، الذي يشنّ غارات جوية ضد “داعش” في العراق وسورية، ويساند العمليات البرية في الموصل بالعراق والرقة بسورية.

وبانضمامها التام إلى التحالف، أوضح ستولتنبرغ أنّ المنظمة ستحظى بـ”منصة أفضل للتنسيق” مع التحالف.

وقال إنّ الحلف الأطلسي سيزيد ساعات التحليق لطائراته المجهّزة بأنظمة رادار من طراز “أواكس” في المجال الجوي التركي، لمراقبة النشاط الجوي فوق العراق وسورية.

كما سيتم تشكيل خلية جديدة في مقرّ الحلف، لتقاسم المعلومات المتعلّقة بـ”الشبكات الإرهابية”، وخصوصاً المقاتلين الأجانب.

ترامب في أوروبا

ويلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في بروكسل، زعماء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، في أولى زياراته الخارجية، بعيد تنصيبه في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وكان ترامب قد تساءل، أثناء حملته الانتخابية، عن أهمية حلف شمال الأطلسي، وهو يفكّر في خروج الولايات المتحدة من اتفاقية باريس بشأن تغيّر المناخ الأمر الذي يثير قلقاً شديداً في أوروبا. كما أنّ الاتحاد الأوروبي عضو في الاتفاق النووي الإيراني الذي انتقده ترامب بشدة.

وقال دبلوماسي أوروبي كبير، بحلف شمال الأطلسي، لـ”رويترز”، “نتوقع منه (ترامب) الالتزام من جديد بقاعدة تأسيس حلف شمال الأطلسي وهي أنّ أيّ هجوم على حليف، يعدّ هجوماً على الجميع”، مضيفاً أنّ “الأقوال مهمة وثمة توقعات كبيرة في هذا الصدد”.

وسيتوجّه ترامب إلى مقرّ حلف شمال الأطلسي الجديد، الذي كلّف بناؤه مليارات الدولارات حيث سيكشف النقاب عن نصب تذكاري لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن.

وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، للصحافيين على متن طائرة الرئاسة، وفق ما أوردت “رويترز”، إنّ ترامب سيضغط على زعماء حلف شمال الأطلسي، بشدة لإنفاق المزيد على الدفاع، وتحمّل جزء أكبر من عبء الإنفاق على الحلف، وهي رسالة كرّرها ترامب مراراً قبل دخوله البيت الأبيض وبعده.

واستقبل رئيسا المجلس الأوروبي، والمفوضية الأوروبية، دونالد توسك، وجان كلود يونكر، اليوم الخميس، ترامب في بروكسل، في لقائه الأول مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي.

وكان ترامب قد وصف الاتحاد، في يناير/ كانون الثاني، بأنّه “أداة في يد ألمانيا”، وقال إنّ قرار بريطانيا الخروج منه “شيء عظيم” وإنّ دولاً أخرى ستحذو حذوها.

لكن مسؤولي الاتحاد الأوروبي أشاروا إلى أنّ نبرة ترامب الحادة، تغيّرت بعد اجتماعه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في واشنطن، وبعدما أرسل نائبه مايك بنس، إلى أوروبا، هذا العام. وقال ترامب لـ”رويترز” في فبراير/ شباط الماضي، إنّ الاتحاد الأوروبي “رائع”.

 

النظام السوري يقمع.. نفسه!

تجاوز النظام السوري حدود عدائه التقليدي للأصوات المعارضة له، وامتد قمعه ليشمل الإعلام الموالي له، عبر تعميم أصدره وزير العدل في حكومة النظام هشام الشعار، الثلاثاء، على كل المؤسسات الرسمية، أن تقوم بموافاته بكل مقال أو تقرير ينتقد أداءها أو يشير إلى خلل في عملها من قبل الإعلاميين.

 

وأشار الشعار، أنه سيتم اعتقال الإعلاميين الذين سيتناولون قضايا ومواضيع، تستهدف العمل الحكومي، والتي تساهم على حسب وصفه بإضعاف هيبة الدولة والانتماء الوطني لدى المواطنين.

 

وليس جديداً أن النظام يعادي حرية التعبير بالمطلق، حيث كانت حوادث سجنه وطرده وحتى قتله لصحافيين موالين له بسبب نشرهم معلومات أو تعبيرهم عن آراء، تصنف على أنها “مسيئة” لهيبة الدولة، لكن تلك الحالات كانت فردية وإن كانت تشكل نمطاً مع تكرارها المستمر من حين إلى آخر، لكنها بالتعميم المكتوب تصبح نصاً قانونياً ودليلاً على تلك العدائية الرسمية لحرية التعبير التي تتحدث عنها المعارضة والتقارير الحقوقية منذ سنوات.

 

وتصنف سوريا على انها واحدة من أسوأ الدول فيما يخص حرية الإعلام، وذكر آخر تقريرين لكل من “منظمة الشفافية الدولية” ومنظمة “مراسلون بلا حدود” أن البلاد تقبع في المرتبه 177 من أصل 180 دولة في مجال حرية الصحافة.

 

وبعد ردود الأفعال الغاضبة التي قدمها إعلاميون موالون للنظام، اعتبروا فيها أن البيان يشكل بداية للتضييق عليهم ومحاولة لكم أفواههم إزاء فساد الحكومة، بما في ذلك الإعلامية في التلفزيون الرسمي ميساء صبوح التي هاجمت فيها الحكومة السورية عبر صفحتها في “فايسبوك”.

 

من جهته، اعتبر وزير الإعلام في حكومة النظام، محمد رامز ترجمان، أن هناك الكثير من اللغط وإساءة الفهم لهذا الكتاب، مضيفاً في تصريحات لوسائل إعلام موالية مساء الثلاثاء، أن “المستهدف من كتاب وزارة العدل كل من يسيء لعمل الدولة والحكومة، مثل الذي يتحدث عن أسرار العمليات العسكرية، وهذا يعتبر منافياً للعمل الإعلامي، أو الذي يعمل على إضعاف الروح الوطنية ووهن نفسية الأمة”، مدعياً انه لم يتم كم الأفواه في سوريا سابقاً، وأنه لا يوجد أي حادثة تثبت هذا الشيء، حسب تعبيره.

 

القوى المتصارعة بسوريا تتنافس على مثلث الموت

دمشق – يستمر التنافس بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة والنظام السوري وداعميه الإيرانيين من جهة ثانية على أشده للسيطرة على المثلث الحدودي السوري- الأردني- العراقي، بالنظر إلى أهميته الجيوسياسية، وتأثيره الكبير على الحل النهائي في البلاد.

 

ولا يبدو أن الضربة التي تلقاها النظام في 8 مايو الجاري عبر مقاتلات أميركية ردعته عن هدفه بالتقدم صوب هذا المحور.

 

وتؤكد أوساط قريبة من دمشق أن الجيش السوري والميليشيات الإيرانية التي تؤازره يستمران في التقدم في جنوب شرق البلاد حيث أنهما باتا على بعد 30 كلم من قاعدة التنف (تبعد 20 كلم على الحدود العراقية) التي توجد فيها قوات أميركية وبريطانية ونرويجية وفصائل من المعارضة السورية.

 

وهناك على ما يبدو ضوء أخضر روسي للنظام وتلك الميليشيات، وهو ما عكسته تصريحات وزير الخارجية سيرجي لافروف الثلاثاء والتي حذر من خلالها من مقاربات لتقسيم سوريا في إشارة إلى التحركات الأميركية في هذا الشطر.

 

وقال لافروف “لا يمكننا حل قضايا سوريا عبر تقديم مقاربات تقسم البلاد بدلا من توحيدها، ولا سيما إذا كانت تلك المقاربات تقسم البلاد طائفيا عن قصد أو غير قصد”.

 

وقبلها كانت موسكو قد أبدت استياء من الغارة الأميركية التي استهدفت القوات السورية التي اقتربت من قاعدة التنف، وأكدت في وقت لاحق أنها تلقت تعهدا من واشنطن بعدم تكرارها.

 

وفي مقابل تقدم النظام السريع باتجاه المثلث الحدودي عززت الولايات المتحدة من حضورها العسكري في هذه الرقعة الجغرافية حيث أكدت صحيفة “إيزفيستيا” الروسية أن واشنطن ولندن أرسلتا خلال يومي 20 و21 مايو 150 عسكريا من قواتهما الخاصة مجهزين بكامل العتاد القتالي، وكلفوا بدعم فصائل المعارضة في هذه المنطقة.

 

ويشكل هذا المثلث أهمية خاصة بالنسبة للنظام السوري فعبره تمر إمدادات الأسلحة للميليشات التي تقاتل معه، فضلا عن أنه جد استراتيجي بالنسبة للمشروع الإيراني الذي يهدف إلى مد حزام أمني ينطلق من العراق مرورا بسوريا وصولا إلى لبنان.

 

وحسب كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية في معهد الاستشراق، قسطنطين تروفيتسيف، فإن الوضع في جنوب – شرق سوريا متوتر جدا، ويتفاقم أكثر لعدم وضوح خطط الجانبين.

 

صراع إيراني أمريكي للسيطرة على الحدود العراقية السورية

بغداد – عمر الجنابي – الخليج أونلاين

على وقع المعارك التي تشهدها مدينة الموصل منذ أكثر من 7 أشهر، تشهد الحدود العراقية السورية الممتدة عبر صحراء الأنبار وصولاً إلى مدينة الموصل، سباقاً وصراعاً محتدمين بين القوات الأمريكية من جهة ومليشيا الحشد الشعبي من جهة أخرى، وذلك للسيطرة عليها.

مليشيا الحشد الشعبي (شيعية) وبعملية خاطفة وسريعة تمكنت من تحرير مدينة القيروان العراقية، غرب مدينة الموصل (400كم شمال غرب بغداد)، وإعلانها السيطرة على الحدود العراقية السورية وإغلاقها بوجه تنظيم “داعش”.

وقال المتحدث الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي، النائب أحمد الأسدي، في تصريح صحفي: إنّ “أكثر من 10 مناطق تم تحريرها في جزيرة غرب محافظة نينوى التي تشكل عمقاً استراتيجياً لداعش”، لافتاً إلى أنّ “مدينة القيروان تشكل محطة وسطية بين الحدود السورية وشرق وشمال نينوى، وبتحريرها تكون القوات قد اقتربت من الحدود السورية”.

وأضاف: إنّ “القيروان مدينة استراتيجية مهمة، والسيطرة عليها تمهد لغلق الحدود السورية أمام عناصر داعش وإنهاء جيوبه”.

من جهته، قال مصدر مقرب من مليشيا الحشد، فضل عدم الإفصاح عن اسمه: إنّ “انطلاق معركة القيروان المحاذية للحدود السورية، وإعلان تحريرها بهذه السرعة، يوازيها تقدم فصائل الحشد الأخرى الموجودة في سوريا نحو الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، جاءت نتيجة تنسيق عالٍ بين قادة فصائل الحشد؛ وذلك لإحكام السيطرة على الشريط الحدودي من الجانبين”.

وأشار المصدر، في حديث لمراسل “الخليج أونلاين”، “إلى أن الهدف من ذلك ليس قطع إمدادات داعش القادمة من سوريا إلى مدينة الموصل فقط، وإنما لتأمين طريق بري من إيران مروراً بالعراق إلى سوريا، لا سيما بعد سيطرة القوات الأمريكية على الحدود السورية مع محافظة الأنبار”.

وأشار إلى أنّ “قادة الحشد لم يستبعدوا فرضية المواجهة مع القوات الأمريكية، التي ترفض بشدة وجود فصائل الحشد الشعبي على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا”.

وكان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، قد قال في حديث صحفي: إن “حرب الحدود قد تدفع بالحشد نحو سوريا”، كما تحدث عن احتمالية الاشتباك مع القوات الأمريكية.

من جانبه، قال القيادي في الحشد الشعبي وزعيم مليشيا بدر، هادي العامري، في تصريح صحفي سابق: إن “معركة الحدود مستمرة بوتيرة متصاعدة، وإننا أطلقنا عليها تسمية (معركة الحدود)؛ لأننا نعتقد أنه بالسيطرة على الحدود ممكن أن نضمن أمن العراق”.

وأضاف: إنّ “معركة الحدود هي معركة معقدة”، مدعياً بقاء الحدود العراقية تحت سيطرة وحماية فصائل الحشد الشعبي.

صراع السيطرة على الحدود بين الولايات الأمريكية من جهة ومليشيات الحشد الشعبي التي تعلن ولاءها لإيران، ليست عسكرية فحسب وإنما تحمل أبعاداً سياسية وتوسعية في المنطقة، بحسب ما يراه مراقبون في الشأن العراقي.

وقال المحلل السياسي جاسم المشهداني، في حديث لمراسل “الخليج أونلاين”: إنّ “إيران وبعد سيطرتها على العراق وبشكل تام، لا سيما المناطق الشمالية والغربية التي كانت تشكل عائقاً أمام أطماعها التوسعية في المنطقة؛ لكونها مناطق ذات غالبية سنية، باتت تنظر إلى ضرورة سيطرتها على الحدود العراقية السورية عبر مليشياتها في العراق وسوريا؛ وذلك لإعلانها الهلال الشيعي الذي تحدثت عنه كثيراً بشكل رسمي”.

وأضاف: إنّ “بوادر الصراع بين إيران التي تسعى لإيجاد طريق بري بينها وبين حليفتها سوريا عبر العراق، وبين الولايات المتحدة الأمريكية التي تعمل على منع سيطرة المليشيات الموالية لإيران على الشريط الحدودي بأي ثمن، بدأت تتصاعد”، متوقعاً أنّ “تكون الحدود العراقية الميدان الجديد للصراع الأمريكي الإيراني في العراق”.

وكان ناشطون قد تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، تسجيلاً مصوراً يظهر لحظات استهداف طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، رتلاً عسكرياً لمليشيا شيعية عراقية، تقاتل إلى جانب قوات الأسد، خلال محاولتها التقدم إلى معبر التنف الحدودي للعراق الذي يتخذه التحالف الدولي قاعدة عسكرية.

 

نيويورك تايمز: التنسيق الروسي الأمريكي بسوريا مستمر رغم الخلاف

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن روسيا لم تقطع خط التواصل العسكري مع أمريكا في سوريا، على الرغم من الهجوم الذي نفذته واشنطن ضد مطار الشعيرات التابع للنظام السوري، قبل نحو ستة أسابيع، إثر شنّ النظام غارة بأسلحة كيميائية على بلدة خان شيخون.

 

ونقلت الصحيفة عن اللفتنانت الجنرال جيفري هاريجيان، قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، أن الخط الساخن لتجنب الصراعات الجوية في سوريا لم ينقطع بين موسكو وواشنطن.

 

وكانت هناك مخاوف من أن تُقدم موسكو على خطوة قطع الاتصال والتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، عقب الغارة على مطار الشعيرات.

 

وتتابع الصحيفة أن الخلاف الدبلوماسي بين روسيا وأمريكا حول مصير رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لم ينعكس على أجواء التواصل بين جنرالات البلدين في سوريا، حيث إن المجال الجوي السوري والمزدحم بالطائرات بحاجة إلى تنسيق المواقف؛ تجنباً لأي حوادث يمكن أن تقع.

 

وكان التنسيق العسكري بين واشنطن وموسكو قد بدأ إثر التدخل الروسي في سوريا في سبتمبر/أيلول من العام 2015؛ وذلك لمنع وقوع أي حوادث جوية، وتم فتح خط ساخن بين جنرالات البلدين، ومن خلاله تم تنبيه الروس إلى الهجوم الذي شنته واشنطن على مطار الشعيرات في السابع من أبريل/نيسان الماضي.

 

وكان هناك نحو 100 جندي روسي موجودين داخل المطار قبل قصفه من قبل أمريكا، حيث تم إجلاؤهم من المطار قبل وقوع القصف الأمريكي.

 

وعلى الرغم من ردة الفعل الغاضبة من طرف الروس حيال تلك الغارة الأمريكية النادرة على مواقع لنظام الأسد؛ حيث أعلنوا عن تعليق الاتفاقية الأمنية مع أمريكا بشأن سلامة الطيران في سوريا، إلا أن التنسيق العسكري والخط الساخن بقي مفتوحاً رغم التصعيد الروسي.

 

الجيش الأمريكي، ووفقاً للصحيفة، سعى إلى الإبقاء على خط التبادل العسكري مع موسكو مفتوحاً؛ وذلك لتنسيق ضرباته الجوية على مواقع تابعة لتنظيم الدولة.

 

بعض الاتصالات بين موسكو وواشنطن في سوريا تمت على مستويات عسكرية عليا، وفقاً للصحيفة، كما أن هناك نية لتوسيع الاتصال بين الجانبين وزيادة التنسيق العسكري خلال الفترة المقبلة.

 

النظام السوري يعلن تقدم قواته بريف حمص  

قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع ما سمتها القوات الرديفة سيطرت على عدة قرى في ريف حمص الشرقي بعد معارك مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وبينت الوكالة أن القرى هي بلدة القريتين ومنطقة الباردة وجبل زقاقية خليل وقرية البصيري، مشيرة إلى أن قوات النظام قتلت العشرات من مسلحي تنظيم الدولة خلال هذه المعارك.

 

وبحسب تصريحات مصدر من القوات السورية لوكالة الأنباء الألمانية، فإنه تمت استعادة قرية الباردة وجبل زقاقيلة خليل شرق بلدة القريتين بنحو أربعين كيلومترا بعد معارك عنيفة من مسلحي تنظيم الدولة.

 

وتتقدم القوات الحكومية مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني في اتجاه مناجم خنيفيس للفوسفات التي حصلت إيران على عقد استثمار لها مطلع العام الجاري.

 

وبحسب المصدر ذاته، فإن “مناجم خنيفيس للفوسفات أصبحت على بعد أقل من عشرين كيلومترا، وإن القوات المهاجمة ثبتت نقاط تمركز لها تمهيدا لشن عملية هجومية جديدة باتجاه المناجم”.

 

ويشن مقاتلو حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني منذ نهاية يناير/كانون الثاني الماضي هجوما باتجاه مناجم خنيفيس التي حصلت إيران على عقد استثمار لها بموجب اتفاق مع السلطات الحكومية السورية خلال زيارة رئيس الوزراء السوري عماد خميس إلى طهران مطلع العام الجاري إضافة إلى الحصول على استثمار لمؤسسة المباقر، والحق بتأسيس شركة للهاتف الخلوي في سوريا.

 

وفي تطورات ميدانية أخرى، أفادت مصادر للجزيرة بأن 16 مدنيا قتلوا جراء غارات أميركية على قرية الباردة في ريف الرقة الغربي. وأضافت المصادر أن القصف أسفر أيضا عن إصابة عدة مدنيين ودمار لحق بالمنازل والأبنية.

 

وفي الرقة أيضا تحدثت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة عن سقوط أربعة قتلى وعدة مصابين نتيجة قصف جوي أميركي على منطقة الدرعية غربي مدينة الرقة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

الجيش السوري يتقدم جنوبا صوب منطقة تسيطر عليها المعارضة

بيروت (رويترز) – قال الجيش السوري إنه سيطر على منطقة كانت في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب سوريا يوم الخميس محرزا تقدما سريعا قرب مناطق يسيطر عليها معارضون سوريون تدعمهم الولايات المتحدة عند الحدود مع الأردن والعراق.

 

وكانت الحكومة السورية قالت في وقت سابق هذا الشهر إن إحدى أولوياتها تتمثل في استعادة منطقة البادية التي سيطرت فيها قوات معارضة مدعومة من الولايات المتحدة على مساحة واسعة كانت في قبضة الدولة الإسلامية في شهر مارس آذار.

 

وتأججت التوترات في هذه المنطقة الجنوبية الأسبوع الماضي عندما شن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربة جوية ضد قوات موالية للحكومة قال مسؤولون أمريكيون إنها تشكل تهديدا لقوات أمريكية وأخرى سورية تدعمها الولايات المتحدة في المنطقة. ووصفت واشنطن القوات بأنها تتلقى توجيها من إيران.

 

وأعلن الجيش السوري يوم الخميس السيطرة على مناطق جنوبي تدمر وشرقي القريتين في جنوب شرق حمص. وأظهرت لقطات عرضها التلفزيون السوري مركبات عسكرية من بينها دبابات وهي تسير في منطقة صحراوية.

 

وقال مصدر عسكري للوكالة العربية السورية للأنباء إن العمليات أسفرت عن “القضاء على العشرات من إرهابيي تنظيم داعش وتدمير كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والاستيلاء على عتاد حربي وذخيرة متنوعة” وإن ذلك جاء بعد مرور أقل من 48 ساعة على تحقيق مكاسب أخرى في المنطقة ذاتها.

 

وتدعم تقدم المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة في البادية خلال شهر مارس آذار بتراجع الدولة الإسلامية إلى مناطق أخرى في سوريا إذ يواجه التنظيم هجمات منفصلة من قوات تدعمها الولايات المتحدة والجيش السوري المدعوم من روسيا وحلفائه.

 

ويدرب التحالف قوات المعارضة على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في موقع عسكري في بلدة الطنف التي تمثل موقعا استراتيجيا عند مفترق الحدود الفاصلة بين الأردن والعراق وسوريا.

 

وقال مسؤول في أحد فصائل الجيش السوري الحر الناشطة في جنوب سوريا لرويترز إن القوات الحكومية بدت وكأنها تحاول استباق أي تحرك للمعارضة صوب دير الزور التي تمثل هدفا ذا أولوية آخر بالنسبة للحكومة.

 

وقال سعيد سيف المتحدث باسم كتيبة الشهيد أحمد عبدو التابعة للجيش السوري الحر إن إحراز هذا التقدم يساعد النظام على توسيع الحزام الأمني حول دمشق وتمهيد الطريق أمام القوات الحكومية للاتجاه صوب دير الزور قبل فصائل الجيش السوري الحر من خلال السيطرة على أراضي شمال شرقي البادية مما يصعب مهمة الفصائل في هذا الاتجاه.

 

وتسيطر الدولة الإسلامية على معظم أنحاء دير الزور. ولا يزال للحكومة موطئ قدم في هذه المدينة وتسيطر على قاعدة جوية قريبة منها.

 

(إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير لبنى صبري)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى