أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 28 أيلول 2017

 

قمة بوتين – أردوغان تناقش «تهدئة إدلب»

لندن – «الحياة»

على وقع القصف الجوي الروسي الكثيف على محافظتي دير الزور وإدلب التي دخلت نظام «خفض التوتر» في محادثات آستانة الأخيرة، يلتقي اليوم في أنقرة الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان للبحث في تطورات الملف السوري وسط توقعات بمحادثات صعبة بسبب التحفظات التركية عن العمليات العسكرية الروسية. وتشن موسكو هجمات عنيفة على إدلب ودير الزور انتقاماً من «داعش» و «هيئة تحرير الشام»، بعد هجمات على عناصر من الشرطة العسكرية الروسية في 18 أيلول (سبتمبر) في حماة، ومقتل الجنرال فاليري أسابوف في قصف مدفعي في دير الزور في 23 أيلول. في موازاة ذلك، واصلت القوات النظامية تقدمها في دير الزور واقتربت من فرض حصار كامل على «داعش» في شرق الفرات، حيث لا تزال قرية واحدة تفصل القوات النظامية عن إطباق حصارها.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية قتل 37 شخصاً من «هيئة تحرير الشام»، خمسة قادة و32 عنصراً، من التنظيم الذي يضم «جبهة النصرة»، في غارة على محافظة إدلب.

وأفادت وزارة الدفاع في بيان بأن الغارة نفذت بعد الهجوم الذي استهدف عناصر الشرطة العسكرية الروسية في محافظة حماة المجاورة لإدلب. كما تتعرض إدلب منذ أسبوعين لغارات روسية وأخرى سورية مكثفة رداً على هجوم بدأته الفصائل المنضوية في «هيئة تحرير الشام» في ريف محافظة حماة المجاورة، الذي يشكل مع إدلب جزءاً رئيسياً من منطقة «خفض التوتر».

وأوضح البيان: «تمت تصفية خمسة قياديين في تحرير الشام… قتل معهم 32 عنصراً»، مشيراً إلى أن الغارة وقعت فيما كان القادة يعقدون اجتماعاً في جنوب إدلب. وتابع البيان أن الضربة أدت كذلك إلى تدمير ست آليات مدرعة وذخائر ومتفجرات. ولم تحدد وزارة الدفاع تاريخ الغارة، لكن الجيش الروسي أعلن الثلثاء أن قاذفات «توبوليف- 95» أقلعت من مطار إنغلز جنوب روسيا، قصفت أهدافاً لـ «داعش» و «جبهة النصرة» في دير الزور وإدلب.

وفي أعقاب الغارات الجوية الروسية التي طاولت أيضاً فصائل شاركت في آستانة، برزت خلافات بين موسكو وأنقرة حول إدلب تطرق إليها بوتين وأردوغان خلال الاتصال الهاتفي بينهما قبل أيام.

ويكمن غموض الهدنة في إدلب في تعقيدات تطبيق «خفض التوتر» فيها بعد سيطرة «تحرير الشام» و «النصرة» على غالبية المحافظة القريبة من الحدود التركية، فالهجمات الروسية الأخيرة طاولت أيضاً الفصائل التي شاركت في آستانة، مثل «فيلق الشام» و «حركة أحرار الشام». وبحسب مسؤولين روس، سيسعى بوتين وأردوغان، مع الخبراء العسكريين من الجانبين، إلى وضع خطة عمل لتطبيق التهدئة في إدلب.

تزامناً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية تمكنت من تحقيق تقدم على الضفة الشرقية لنهر الفرات وفرضت سيطرتها على 4 قرى قبالة مدينة دير الزور ومطارها العسكري. وأكدت مصادر موثوق فيها لـ «المرصد»، أن القوات النظامية تمكنت من تحقيق هذا التقدم في قرى مراط وحطلة ومظلوم وخشام، بعد استقدامها تعزيزات عسكرية كبيرة وعتاداً وآليات وعناصر، واجتازت نهر الفرات عبر الجسور المتحركة التي أقامتها روسيا على نهر الفرات.

على صعيد آخر، قال رئيس الحكومة السورية عماد خميس، إن الحكومة ستطلق مشروعاً جديداً تحت مسمى «المشروع الوطني لما بعد الأزمة»، يتم الإعداد له من خلال 12 لجنة متخصصة، لتحقيق ثلاثة أهداف، وهي زيادة الانتاج وتحسين الرواتب وتخفيض الأسعار. وأشار إلى انعدام موارد الخزينة، من نفط وصناعة وسياحة وضرائب خلال السنوات الماضية.

وأضاف: «مع كل ذلك ليعلم الجميع أن الحكومة لم تقترض ليرة من الخارج خلال الأزمة باستثناء الخط الائتماني الإيراني».

وكانت الحكومة أعلنت إلغاء التقنين الكهربائي الذي طبقته على مدى ست سنوات. وأعلن وزير الكهرباء محمد زهير خربوطلي أنه تم إبرام عقود ومذكرات تفاهم مع إيران لشراء مجموعات لتوليد الطاقة باستطاعة 2000 كيلوواط، مشيراً إلى أن «هناك مشروعاً آخر سيوفر 1000 كيلوواط، وهذه الكمية ستضاف إلى ما هو متوافر الآن وخلال 3 سنوات».

 

ملفات ساخنة أمام بوتين وأردوغان في أنقرة اليوم

أنقرة – أ ف ب

يصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة اليوم (الخميس) ليجري محادثات مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان حول ملفات ساخنة، بينها استفتاء كردستان العراق وعقد للتسلح يثير قلق الغرب.

وتأتي الزيارة التي تستمر يوماً واحداً بينما تشهد العلاقات بين موسكو وأنقرة تحسناً منذ العام 2016 بعد أزمة ديبلوماسية خطرة نجمت عن اسقاط طائرة حربية تركية لقاذفة روسية على الحدود مع سورية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015.

وقالت الرئاسة التركية في بيان أمس إن رئيسي الدولتين سيبحثان خلال اللقاء «العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا وعدداً من القضايا الاقليمية (…) بدءاً بسورية والعراق».

وتدعم روسيا وتركيا معسكرين متحاربين في سورية، لكنهما وضعتا في الاشهر الاخيرة الخلافات جانباً لمحاولة التوصل الى تسوية تنهي النزاع الذي أسفر عن سقوط مئات الآلاف من القتلى في سورية منذ 2011.

وأعلنت موسكو وطهران، حليفتا النظام السوري، وأنقرة التي تدعم المعارضة، في 15 أيلول (سبتمبر) في آستانة اتفاقاً لنشر قوات لحفظ الامن في منطقة خفض التوتر في ادلب في شمال غربي سورية و«بعض الاجزاء» من مناطق اللاذقية وحلب وحماة.

وقال الكرملين إن بوتين شدد خلال اتصال هاتفي مع اردوغان الاثنين على أن تطبيق «مناطق خفض التوتر» في سورية يمكن أن يمهد لتسوية سياسية للنزاع.

أما الملف الساخن الآخر في المنطقة، فهو الاستفتاء حول استقلال كردستان العراق الذي اعترضت عليه أنقرة بشدة خوفاً من أن يؤدي إنشاء دولة كهذه الى تشجيع النزعات الانفصالية لدى الاقلية الكردية الكبيرة في تركيا.

وهدد اردوغان خلال الاسبوع الجاري بفرض اجراءات عقابية على اربيل، مشيراً الى امكان اغلاق أنبوب النفط الذي يسمح لكردستان العراق بتصدير النفط عبر مرفأ جيهان التركي.

في المقابل بدت روسيا التي تمتلك مصالح اقتصادية كبيرة في كردستان، اكثر تحفظاً مؤكدة أنها تنظر «باحترام الى التطلعات القومية الكردية». لكن وزارة الخارجية الروسية قالت في الوقت نفسه ان «الخلافات بين بغداد واربيل يجب أن تحل بالحوار من أجل التوصل الى صيغة للتعايش داخل الدولة العراقية».

من جهة أخرى، تأتي زيارة بوتين الى أنقرة بعد اسبوعين من اعلان اردوغان عن عقد ضخم للتسلح مع روسيا يتعلق بشراء نظام الدفاع الجوي «اس-400».

وأثار هذا الاعلان الذي جاء في اجواء من التوتر بين انقرة وعدد من الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة وألمانيا، قلق شركاء تركيا في حلف شمال الاطلسي.

وأكد أرودغان أن تركيا وقعت عقداً لشراء منظومة «اس-400». وقال في خطاب في انقرة «مع روسيا الاتحادية، اتخذنا الخطوات اللازمة في هذا المعنى، تم وضع تواقيع، باذن الله ستكون (انظمة) أس-400 في بلادنا». لكن لا تزال تتوجب تسوية مسألة تمويل الصفقة على ما يبدو.

واعترف وكيل وزارة الدفاع التركية لشؤون الصناعات الدفاعية اسماعيل ديمير هذا الاسبوع بأن تسليم هذه الأنظمة سيستغرق عامين على الأقل. وقال: «نجري مفاوضات لتسريع البرنامج الزمني».

 

مواجهة في مجلس الامن حول مفاوضات جنيف وآستانة

الأمم المتحدة (نيو يورك) – أ ف ب

برز في مجلس الأمن خلال جلسة حول سورية أمس (الأربعاء) خلاف بين الأمم المتحدة وروسيا حول المفاوضات بين الأطراف السوريين التي تعقد في جنيف برعاية الأمم المتحدة وتلك التي تعقد في آستانة برعاية موسكو وطهران وأنقرة. وكذلك شهدت الجلسة تراشق اتهامات بين السفيرين لدى الأمم المتحدة الاميركية نيكي هايلي والسوري بشار الجعفري.

وفيما رأى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا أن جنيف «المحفل الوحيد الذي يمكن فيه تطوير العملية السياسية الانتقالية»، اعتبر السفير الروسي لدى الامم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن «آستانة تعطي زخماً لجنيف».

وأبلغ دي ميستورا مجلس الأمن عزمه على عقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف «في موعد أقصاه نهاية تشرين الاول (أكتوبر) أو بداية تشرين الثاني (نوفمبر)»، مشيراً إلى أن الموعد النهائي «سيحدد لاحقاً».

وشدد دي ميستورا على أن «الوقت حان للتركيز على العودة إلى جنيف والى المحادثات بين الأطراف السوريين برعاية الأمم المتحدة. هذا هو المحفل الوحيد الذي يمكن فيه تطوير العملية السياسية الانتقالية التي يتوخاها هذا المجلس من القرار الرقم 2254 مع الأطراف السوريين أنفسهم، بشرعية المجتمع الدولي ودعمه الكاملين». وأضاف «أدعو كلا الجانبين إلى تقويم الحال بواقعية ومسؤولية تجاه شعب سورية والإعداد بجدية للمشاركة في محادثات جنيف من دون شروط مسبقة».

وكان يفترض أن تجرى الجولة الثامنة من المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة، بحسب التوقعات السابقة، في النصف الثاني من تشرين الأول (اكتوبر)، بعدما فشلت الجولات السبع السابقة في تحقيق أي تقدم فعلي.

وفي موازاة مفاوضات جنيف التي ترعاها الامم المتحدة، تجرى مفاوضات أخرى في آستانة برعاية روسيا وايران وتركيا، ونجحت في تهدئة كثير من جبهات القتال في سورية بفضل «مناطق خفض التوتر» التي تم الاتفاق عليها بين قوات النظام ومقاتلي فصائل المعارضة.

وخلال الجلسة أقر المساعد الجديد للامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية مارك لوكوك بأن مناطق خفض التوتر «كان لها أثر إيجابي على المدنيين (…) ومع ذلك، فإننا ما زلنا نتلقى تقارير عن انتهاكات للقانون الدولي الإنساني من قبل جميع أطراف النزاع».

أما السفير الروسي فقال إن بلاده تعتبر أن «مفاوضات آستانة تعطي زخماً لمفاوضات جنيف»، مؤكداً أن «الوضع تمت تهدئته» و«مستوى العنف آخذ في الانخفاض». وأعرب عن سخط موسكو ازاء «مزاعم بشأن تقسيم سورية الى مناطق نفوذ» عبر إقامة «مناطق خفض توتر»، معتبراً أن هذه الاتهامات تهدف الى «النيل من صدقية مفاوضات آستانة».

أما في ما يتعلق بتراشق الاتهامات الأميركي – السوري، فقالت هايلي «لا يمكننا الوثوق بالحكومة السورية»، وذلك في معرض تبريرها لتمويل واشنطن دولا تستضيف اللاجئين السوريين مثل الأردن.

ورد الجعفري قائلاً أن الوثائق الديبلوماسية السرية التي نشرها موقع ويكليكس «اظهرت أن الحكومة الأميركية تسعى منذ العام 2006 للاطاحة بحكومة بلادي».

 

«هيئة تحرير الشام» تنفي استهداف الروس لاجتماعاتها وتتهمهم بفبركة الأخبار

«الدولة» يقتل العشرات من «قسد» في الرقة وسقوط الضحايا والقذائف متواصل في إدلب

دمشق ـ حلب ـ «القدس العربي» من هبة محمد وعبد الرزاق النبهان:نفى مصدر رسمي من هيئة تحرير الشام في تصريح خاص بـ«القدس العربي»، تعرض أي اجتماع يضم قيادات من هيئة تحرير الشام لقصف او استهداف روسي، كما نفى مقتل او إصابة أي قائد من الجماعة خلال الأيام الفائتة.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت مقتل 32 مقاتلاً من تحرير الشام، وتدمير مخزن ذخيرة ومتفجرات، و6 عربات مسلحة برشاشات ثقيلة العيار، إضافة إلى مقتل خمسة قادة من الهيئة وأعلنت أسماءهم، بينما قال مدير العلاقات الإعلامية لدى «هيئة تحرير الشام» القيادي عماد الدين مجاهد في تصريح لـ«القدس العربي» إن أسماء القادة الخمسة الذين ذكرتهم وزارة الدفاع الروسية هي أسماء مفبركة، ولا جود لها، مؤكدا أنه «لا وجود لأعضاء في الجماعة يحملون هذه الأسماء». وأشار القيادي إلى أن «إعلان روسيا عن استهدافها لاجتماع ضم قيادات من هيئة تحرير الشام وتصفية عدد من القادة الميدانيين في محافظة إدلب هو أمر غير صحيح قطعياً».

وفي إدلب واصل الطيران الروسي لليوم السابع على التوالي غاراته الجوية المكثفة على مدن وبلدات المحافظة شمالي (سوريا) مخلفاً مزيداً من الضحايا والجرحى، بينهم أطفال ونساء، في حين أعلنت وزارة التعليم والتربية التابعة للمعارضة السورية تعليق الدوام المدرسي في ريف حلب بسبب القصف الجوي من قبل الطائرات الروسية والنظام. وقالت مصادر لـ«القدس العربي» إن القصف الروسي استهدف قرية البشيرية في ريف جسر الشغور الشرقي بغارات جوية عدة، أدى إلى تدمير مركز البشيرية الصحي وخروجه عن الخدمة.

وكانت الطائرات الحربية الروسية والسورية التابعة لنظام بشار الأسد بدأت منذ أيام بحملة قصف جوية مكثفة على ريفي حلب الشمالي والغربي، أدت إلى دمار كبير في المواقع المستهدفة، إضافة إلى سقوط العشرات من الضحايا والجرحى «المدنيين».

وفي الرقة أعلنت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «الدولة» مقتل العشرات من قوات سوريا الديمقراطية، التي ذكرت أنها أفشلت هجوماً للتنظيم في أحياء الرقة. وقالت «أعماق» إن 120 عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية قتلوا في هجوم شنه مقاتلو التنظيم على حيي المشلب والصناعة في مدينة الرقة، إضافة إلى قرية سمرا شرقي المدينة، بينما قالت «قسد» من جانبها إنها أفشلت هجوماً لمسلحي تنظيم الدولة في أحياء الرقة وقتلت 23 عنصراً من التنظيم.

 

روسيا تنفي مزاعم المعارضة السورية بشأن قتل مدنيين

“القدس العربي” – وكالات: نفت وزارة الدفاع الروسية الخميس، مزاعم بأن طائرات روسية وسورية قتلت 150 مدنياً على الأقل أثناء قصف استمر أكثر من أسبوع، قائلة إنها توخت الحذر لعدم إصابة المدنيين.

 

وكانت الوزارة ترد على مزاعم من منظمة الدفاع المدني السورية المعارضة، والتي اتهمت موسكو ودمشق بقتل 150 مدنياً على الأقل وإصابة العشرات في ضربات جوية بمحافظة إدلب.

 

وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف في بيان، إن الدفاع المدني مؤلف من “مدعين” لا يمكن اعتبارهم مصادر موضوعية تملك معلومات موثوقة.

 

وأضاف “طائرات القوات الجوية الروسية لا تضرب أحياء سكنية في مناطق مأهولة لتفادي وقوع خسائر”.

 

المعارضة السورية تفشل هجوما لقوات النظام شرقي دمشق وتسقط طائرة روسية في حماة

قالت إن روسيا «طرف ضامن للقتل بدل ضمان خفض التوتر»

عواصم – «القدس العربي» ووكالات: هاجمت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها مدعومة بتعزيزات عسكرية كبيرة جبهتي حي جوبر وعين ترما شرق العاصمة السورية دمشق، بينما احبطت فصائل المعارضة الهجوم .وتزامن ذلك مع تحميل المعارضة السورية لروسيا مسؤولية التصعيد في شمال سوريا.

وقال مصدر اعلامي مقرب من قوات النظام السوري لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) إن « قوات الفرقة الرابعة من الجيش السوري دفعت أمس الاربعاء قوات عسكرية كبيرة على محوري عين ترما وحي جوبر، وسيطرت على عدد من الابنية قرب دوار المناشر، وأن سلاح الجو السوري استهدف تركات المسلحين ونقاطهم قرب دوار المناشر، ما اوقع بينهم قتلى وجرحى».

وأعلن فيلق الرحمن التابع للمعارضة السورية أنه تصدى اليوم لمحاولة اقتحام مسلحي الفرقة الرابعة لمنطقة عين ترما واعطب دبابتين نوع T72 وجرافة وعربة شيلكا وقتل العشرات من القوات الحكومية والمسلحين المساندين لها في الاقتحام.

وقال قائد عسكري في فيلق الرحمن لوكالة الانباء الألمانية(د.ب.أ) « إن مقاتلي الفرقة الرابعة استهدفوا حي جوبر بـ19 صاروخًا أرض/ أرض من نوع الفيل، وبعد التمهيد المدفعي والصاروخي، دخلت آليات وعناصر القوات الحكومية منطقة المناشر، الا ان مسلحي الفيلق تصدوا لهم واجبروهم على التراجع بعد تكبيدهم خسائر كبيرة في الارواح، وتدمير دبابتين من نوع T72 وجرافة وعربة شيلكا«.

واضاف القائد العسكري بعد « فشل القوات الحكومية في هجومها الذي تعد له منذ ايام، قامت بقصف مدفعي وصاروخي استهدف حي جوبر وعين ترما، وكذلك قصفت بلدة جسرين شرق عين ترما بالمدفعية الثقيلة وبأسطوانة شديدة الانفجار».

ويعد حي جوبر الدمشقي وبلدة عين ترما ضمن مناطق تخفيف التوتر ووقف إطلاق النار، بموجب اتفاق وقعه فيلق الرحمن مع الجانب الروسي منتصف الشهر الماضي، والذي نص على وقف إطلاق النار بشكل حازم بكافة أنواع الأسلحة، ويشمل جميع المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر في حي جوبر بالغوطة الشرقية.

ويتضمن الاتفاق فك الحصار عن الغوطة الشرقية وإدخال المواد الأساسية التي تحتاجها، دون أي إعاقات أو ضرائب أو إتاوات، وإطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين من الأطراف المعنية بهذا الاتفاق. وتعرضت القوات الحكومية خلال الاشهر الثلاثة الماضية لخسائر كبيرة، بعد دفع قوات الفرقة الرابعة لاستعادة السيطرة على حي جوبر وعين ترما.

وفي ريف حماة أعلن جيش العزة التابع للجيش السوري الحر أنه أسقط طائرة مروحية روسية وسط سوريا. وقالت مصادر إعلامية مقربة من جيش العزة إن «طائرة مروحية روسية من نوع (صياد الليل) أسقطت بصاروخ تاو جنوب رحبة خطاب في ريف حماة الشمالي». ويشهد ريف حماة قصف جوي ومدفعي من الطيران الروسي والسوري حيث شنت الطائرات الحربية الروسية عشرات الغارات استهداف ريف حماة الشمالي والشرقي. وذكر أن مسلحي المعارضة أسقطوا عدداً من الطائرات المروحية الروسية .

 

ريف حلب

 

وحمّل مجلس محافظة حلب الحرة روسيا مسؤولية التصعيد في شمال سوريا وتحولها من طرف ضامن إلى طرف قاتل وقال المجلس، في بيان له أمس الاربعاء :» في ظل الصمت الدولي غير المبرر، يواصل الاحتلال الروسي وذيله في دمشق حملاته الشرسة من الأرض والبحر والجو والتي تطال ريف حلب الغربي والجنوبي وغيرها من المحافظات السورية، مستهدفاً البنى التحتية والمشافي ومدارس الأطفال بذريعة محاربة الإرهاب».

وأضاف المجلس أن « الضامن الروسي غير آبه بكل القرارات والقوانين الدولية، وأن مفهومهم لمحاربة الإرهاب هو قتلهم للأطفال والنساء، حيث أن تلك الهجمات جاءت بعد اتفاق أستانة الأخير الذي جعل من الطرف الروسي ضامناً لخطة خفض التوتر في بعض المناطق المذكورة». كما أدان المجلس: «الاتفاقيات التي تجعل روسيا طرفاً ضامناً للقتل بدلاً من أن تكون طرفاً ضامناً لخفض التوتر، والصمت الدولي إزاء كل الجرائم المرتكبة والتي ترتكب يومياً بحق الشعب السوري».

وقالت مصادر في المعارضة ان الطائرات الحربية الروسية شنت مئتي غارة على بلدات وقرى في ريفي حلب الغربي والجنوبي وعلى ريفي حماة وادلب منذ 10 ايام سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى ودمار كبير في الممتلكات .

 

تشييع إيراني

 

وفي طهران خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع لحضور جنازة جندي قطع تنظيم الدولة رأسه فيما اعتبر دليلاً يجسد صحة قرار إيران بالتدخل عسكرياً في سوريا.

وتداولت وسائل الإعلام الإيرانية صورة لمحسن حججي (25 عاماً) الجندي في الحرس الثوري الإيراني وهو ينظر للكاميرا بهدوء بعد احتجازه في حين يقتاده بعيداً متشدد يحمل سكيناً. ونشر تنظيم الدولة الصورة.

واستخدم الإيرانيون، حتى الذين ينتقدون التدخل العسكري لحكومتهم في سوريا لمساعدة بشار الأسد، مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن تقديرهم لحججي الذي قتل الشهر الماضي. وكان الحرس الثوري، وهو أقوى قوة عسكرية في إيران والذي يدير كذلك مشروعات اقتصادية بمليارات الدولارات، قد التزم الصمت في بادئ الأمر بشأن دوره في سوريا.

لكن في السنوات القليلة الماضية، ومع ارتفاع أعداد القتلى والجرحى، تحدث بوضوح أكبر عن دوره الذي صوره باعتباره صراعاً من أجل البقاء ضد تنظيم الدولة الذي يعتبر الشيعة، وهم غالبية سكان إيران، مرتدين.

ويوصف أفراد الحرس الثوري الذين يقتلون في سوريا والعراق بأنهم حماة المواقع الشيعية المقدسة ويلقبون بحماة الأضرحة على مواقع الكترونية تابعة للحرس الثوري. وقالت وسائل إعلام حكومية إن الزعيم الأعلى أية الله علي خامنئي أدى صلاة الجنازة على نعش حججي والتقى بأسرته.

واستعاد الحرس الثوري جثمان حججي في إطار اتفاق بين تنظيم الدولة والجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية.

 

نائب سوري يتهجّم على زميلة له داخل البرلمان محاولاً ضربها لأنها هاجمت أحد الوزراء

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: قالت النائبة في البرلمان السوري ديمة سليمان أن أحد أعضاء البرلمان قام بالتهجم عليها وشتمها بأفظع العبارات محاولاً ضربها داخل مقر البرلمان السوري في حي الصالحية في دمشق وذلك بسبب هجومها على وزير التربية السوري وطلبها استجوابه ومعاقبته على خلفية قضية المناهج التي أثارت الشارع السوري مؤخراً.

وكشفت النائبة ديمة سليمان عن الواقعة عبر حسابها على فيسبوك عن الحادثة تلك التي تحصل لأول مرة وعن اسم البرلماني الذي تهجم عليها وهددها وشتمها وهو فواز نصور البرلماني المستقل عن مدينة جبلة الساحلية.

وكتبت النائبة على صفحتها: فواز نصور عضو مجلس الشعب تهجم عليّ بالسباب والشتم على خلفية طلبي استجواب وزير التربية، وقال إن الوزير وطني أكثر مني ومن كل عائلتي. وقال العضو المحترم انني تجاوزت الأصول واﻵداب بتهجمي على الوزير … وسبني وشتم عائلتي بأفظع عبارات الشتم وحاول ضربي لولا بعض الزملاء. وختمت بالقول: القصة حصلت في بهو المجلس وليس تحت القبة.

ولم يصدر عن البرلماني نصور أي تعليق على اتهامات النائبة سليمان له، لكنه عُرف خلال الأيام الماضية بدفاعه عن وزير التربية في قضية المناهج وبتصريحات مدافعة عن الوزير صدرت عنه لوسائل إعلام محلية سورية عبر فيها عن ثقته بالوزير وعن الدور المهم الذي يؤديه في مجال التعليم والتربية.

وتعرض وزير التربية السوري هزوان الوز لموجة انتقادات شعبية على مدى أيام عدة اتهمته بالإهمال والتقصير في الإشراف على إعداد النماذج الجديدة للمناهج التعليمية في سوريا والتي قال السوريون إنها تحوي الكثير من المغالطات في الشكل والمضمون.

 

أردوغان: المخططات الجاري تنفيذها عبر سوريا والعراق ليست بمعزل عن تركيا

“القدس العربي” – وكالات: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الأحداث التي تشهدها سوريا والعراق والمخططات التي تُنفّذ عبر هاتين الدولتين، ليست بمعزل عن تركيا.

 

جاء ذلك في كلمة ألقاها، الخميس، خلال مراسم تخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة، بمركز المؤتمرات والثقافة التابع للمجمع الرئاسي التركي.

 

وأشار أردوغان إلى أن المخططات التي رُسمت تجاه تركيا، لو نجحت في السابق، لكان الحديث الآن يدور عن أوضاع أخرى في المنطقة وخصوصا في سوريا والعراق.

 

وأضاف الرئيس التركي أنه”بعد كل مؤامرة نقوم بإفشالها، هناك من يرسم سيناريوهات جديدة ويضعها قيد التنفيذ”.

 

وشدّد على أن بلاده سوف تتصدى لتلك الفتنة،”التي يحاولون إشعالها في العراق تماماً مثلما منعنا امتداد الحريق المشتعل في سوريا إلى بلادنا”.

 

سورية: قتلى وجرحى بخرق النظام وروسيا لاتفاق خفض التوتر

جلال بكور

قُتل وجرح مدنيون، اليوم الخميس، بتواصل القصف من الطيران الروسي على ريف إدلب، شمال سورية الغربي، وقصف مدفعي من قوات النظام على ريف حمص الشمالي، وسط البلاد، في حين تكبدت قوات النظام خسائر في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وقال الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب، إن الطيران الحربي الروسي استهدف بغارتين منازل المدنيين في قرية بزيت في ريف إدلب الغربي، ما أدى لمقتل مدنيين اثنين وإصابة خمسة آخرين بينهم نساء.

وتحدّثت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، اليوم الخميس، عن مقتل مدنيين اثنين بغارة جوية روسية على قرية المعزولة في ريف إدلب الغربي.

كما سقط جرحى جراء تجدد القصف الجوي من الطيران الحربي الروسي وطيران النظام السوري على قرى وبلدات عقربات، والبالعة، والتمانعة، والسكيك، والكنيسة وأبو الضهور في ريف إدلب.

وفي السياق نفسه، قتل سبعة مدنيين وجرح آخرون جراء القصف الجوي الروسي على منطقة مقسم التسعة في قرية الحمو في سهل الروج بريف إدلب الغربي، بينهم أربعة أطفال، تحول معظمهم إلى أشلاء نتيجة استهداف منازل المدنيين بقنابل شديدة الانفجار، وفق ما أفاد به الناشط عامر الهاشمي.

وأضاف الهاشمي، لـ”العربي الجديد”، أنّ طيران النظام المروحي قصف القرى المحيطة ببلدة خناصر في ريف حلب الجنوبي من الجهة الغربية بالبراميل المتفجرة، مشيراً إلى أنّ المنطقة كانت تشهد هدوءاً منذ أكثر من عام، ما يرجح نية قوات النظام شن هجوم باتجاه مطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب الشرقي.

وشن الطيران الحربي، خلال الأيام التسعة الماضية، أكثر من 570 غارة على ريف إدلب، بينما تعرض الريف لقصف بأكثر من 220 قذيفة صاروخية، أسفرت عن مقتل 152 مدنياً وجرح 279 مدنياً بينهم 18 من عناصر الدفاع المدني، وفق توثيق الدفاع المدني.

وأكد الدفاع المدني أن القصف على إدلب أسفر عن تدمير خمسة مراكز للدفاع المدني، وستة مستشفيات ونقاط طبية، وست مدارس، وثلاث محطات كهرباء، ومخيم للنازحين، ومسجد.

وفي سياق متصل، قتل مدني وجرح آخرون، فجر اليوم، بقصف مدفعي من قوات النظام على الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، بحسب “مركز حمص الإعلامي”.

ويُشار إلى أن إدلب وريف حمص الشمالي، يقعان ضمن مناطق “خفض التصعيد” المتفق عليها بين الدول الضامنة والراعية لمباحثات أستانة حول سورية.

إلى ذلك، ذكر “مركز الغوطة الإعلامي”، اليوم الخميس، أنّ قوات النظام جدّدت استهداف الأحياء السكنية في مدينة عين ترما وبلدة زملكا بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، ما أسفر عن وقوع جرحى، بينهم أطفال من طلاب المدارس.

وأُصيب مدنيون بجروح جراء قصف مدفعي من قوات النظام على بلدة جسرين في الغوطة الشرقية، بحسب ما أفاد به “مركز الغوطة الإعلامي”، كما طاول القصف مدينة سقبا وبلدة كفربطنا دون وقوع إصابات بشرية.

‎من جهةٍ أخرى، أفاد “مركز دمشق الإعلامي”، بأنّ قوات النظام مدعومة بـ”حزب الله” اللبناني ومليشيات محليّة، بدأت بشن هجوم على بلدة بيت جن في ريف دمشق الغربي، وسط قصف مدفعي وصاروخي على البلدة، حيث تدور معارك مع فصائل المعارضة السورية، في محاولة من الأخيرة لصدّ الهجوم.

من جانبه، أعلن “فيلق الرحمن” عن تمكّن مقاتليه من قتل مجموعة كاملة من قوات الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام في كمين نصب لهم، وذلك بعد رصدهم في محيط مدينة عين ترما بالغوطة الشرقية.

وتشهد محاور عين ترما محاولات تقدم بشكل مستمر من قوات النظام وسط قصف مدفعي وصاروخي، وذلك على الرغم من توقيع “فيلق الرحمن” اتفاقاً مع الضامن الروسي ينص على ضم مناطق سيطرته في الغوطة وشرق دمشق إلى “خفض التصعيد”.

وكانت “الهيئات السياسية في الداخل”، التابعة للمعارضة السورية المسلحة، قد طالبت، في بيان، الليلة الماضية، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بضرورة “التحرك العاجل” لوقف التصعيد من الطيران الروسي وقوات النظام، ضد مناطق “خفض التصعيد” في سورية.

 

النظام السوري والتفاوض مع الأكراد: مناورة لاستفزاز تركيا؟/ عدنان علي

مع اقتراب الحرب على تنظيم “داعش” في سورية من نهاياتها، تعود الملفات المؤجلة إلى الظهور، وأبرزها “القضية الكردية” التي تبدو على اتصال وثيق بمصير الأكراد في العراق، لترتفع حرارة هذا الملف مع إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق، إذ أعرب النظام السوري عن استعداده للتفاوض على منح الأكراد إدارة ذاتية، في ما وصف بأنه مناورة من جانب النظام لاستيعاب “الحالة الكردية”، ومحاولة للضغط على تركيا، ونقل هذه “الورقة” إلى ملعبها.

وقال وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، في حوار تلفزيوني مع قناة روسية قبل أيام، إن السوريين الأكراد “يريدون شكلاً من أشكال الإدارة الذاتية ضمن حدود الجمهورية العربية السورية، وهذا الموضوع قابل للتفاوض والحوار”. وأضاف “عندما ننتهي من القضاء على داعش يمكن أن نجلس مع أبنائنا الأكراد ونتفاهم على صيغة للمستقبل”. وتمثل هذه التصريحات سابقة من نوعها، إذ تعد المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول سوري كبير عن استعداد النظام لمناقشة قضية الإدارة الذاتية للأكراد، الذين أعلنوا خلال الثورة السورية إقامة نظام فدرالي في مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بقيادة صالح مسلم، في شمالي البلاد وشمالها الشرقي، قبل أن يضم إليها مناطق أخرى ليس فيها غالبية كردية. وعبر مسؤولو النظام أكثر من مرة عن رفضهم لما يقوم به هذا الحزب، وأدواته العسكرية والأمنية، سواء على صعيد إجراءات “الإدارة الذاتية”، وما يتضمن ذلك من سحب الشبان للخدمة العسكرية وتعديل مناهج الدراسة واستحداث محاكم وقوانين جديدة، أم لجهة التوسع في المناطق العربية، خصوصاً في الفترة الأخيرة، باتجاه حقول النفط والغاز في محافظة دير الزور، وهو ما قد يقود إلى تصادم عسكري أوسع بين الجانبين، بعد مناوشات محدودة في الفترات الأخيرة شارك فيها الطيران الروسي، الذي قصف حقل “كونيكو” للغاز بعد سيطرة المليشيات الكردية عليه.

وفي أول رد فعل من جانب مسؤولي “الإدارة الذاتية” على تصريحات المعلم، قالت الرئيسة المشتركة لـ”الإدارة الذاتية”، هدية يوسف، إن “الإدارة” لم تتلق دعوة من النظام من أجل التفاوض، وإذا وجهت مثل هذه الدعوة، ستتم تلبيتها. وأشارت إلى أنهم أجروا اجتماعين مع النظام، بإشراف روسي، في مطار حميميم في اللاذقية “لكن النظام أصر على المركزية ورفض الحلول الديمقراطية”. واعتبرت يوسف أن “الحل الفدرالي” وحده يحمي سورية من التقسيم، وأنه “لا خيار إلا الحوار لحل المسألة”. وكانت “الإدارة الذاتية”، التي أسسها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أعلنت في مارس/آذار من العام الماضي، نظاماً فدرالياً في مناطق سيطرة الحزب، والتي قسموها إلى ثلاثة أقاليم، هي الجزيرة (الحسكة في الشمال الشرقي) والفرات (شمال وسط وتضم أجزاءً من حلب وأخرى من الرقة) وعفرين (شمال غرب وتقع في محافظة حلب). وواجه هذا الإعلان رفضاً من جهات عدة، منها تركيا وروسيا والنظام السوري والائتلاف الوطني السوري، إضافة إلى الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لحزب الاتحاد الديمقراطي ومليشياته المسلحة. وأجرت “الإدارة الذاتية” انتخابات في مناطق سيطرتها، في 22 سبتمبر/أيلول الحالي، في أول خطوة ملموسة لتأسيس فدرالية من طرف واحد. وبدأت الانتخابات باختيار لجان محلية، وستستمر على ثلاث مراحل، إذ ستعقبها خطوات تؤدي إلى تأسيس مجلس تشريعي، وهيئة تنفيذية، في يناير/كانون الثاني المقبل. وكان نائب وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، وصف هذه الانتخابات بأنها “مزحة”، مؤكداً أن حكومته “لن تسمح أبداً بانفصال أي جزء من أراضيها”، بينما قال مستشار رئيس حكومة النظام السوري، عبد القادر عزوز، إن حكومته “غير معنية بنتائج هذه الانتخابات”، التي اعتبر أنها “غير قانونية بحسب الدستور السوري”. من جهتها، ذكرت القاعدة الروسية في حميميم، على صفحتها في “فيسبوك”، إن موسكو لن تدعم مشروع انفصال الأكراد عن سورية، معتبرة أن هذا الأمر “يتنافى مع التزامنا ضمان وحدة الأراضي السورية”. وكانت موسكو أعربت عن دعم نظام لامركزي في سورية، واقترحت دستوراً يتضمن ذلك.

ويرى مراقبون أن تصريحات المعلم تهدف إلى احتواء أكراد سورية، الذين يراقبون ما يجري في إقليم كردستان العراق، وقد يطمحون إلى تشكيل إقليم حكم ذاتي تمهيداً للانفصال، رغم أن الأكراد، وعلى رأسهم “الاتحاد الديمقراطي”، ينفون حتى اللحظة أن تكون لهم نزعة انفصالية، ويقولون إنهم يريدون فقط حكماً ذاتياً ضمن الدولة السورية. ولا يعتقد نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري والقيادي البارز في المجلس الوطني الكردي، عبد الحكيم بشار، أن هناك أي تغيير في موقف النظام تجاه القضية الكردية في سورية. وأضاف، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أنه “مجرد تكتيك يمارسه النظام، ويهدف إلى الضغط على تركيا وإحراجها سياسياً، إذ يعيش فيها نحو 20 مليون كردي”، وهو رقم تعتبر تركيا أنه مبالغ فيه. ورأى بشار أن النظام “يهدف الى استمرار سيطرته على قرار قوات الاتحاد الديمقراطي، وتعزيز دورها في المجتمع الكردي، بعد أن أثبتت الانتخابات الهزلية التي أجراها هذا الحزب في 22 سبتمبر الحالي الفشل الجماهيري العميق لهذا الحزب، إذ إن الإقبال على صناديق الانتخابات كان ضعيفاً جداً”. وأكد بشار أن “الأكراد يمثلهم المجلس الوطني الكردي، ولن يقبلوا التفاوض مع النظام القائم بشكل منفرد”، مضيفاً إن “مستقبل الأكراد مع الشعب السوري بمختلف مكوناته، والتفاوض مع هذا النظام سيكون من خلال المعارضة ووفق قرارات الشرعية الدولية، خصوصاً بيان جنيف والقرار 2254، من خلال حل سياسي ودستور جديد يضمن حقوق الأكراد في سورية، وليس مع نظام زائل رفضنا التفاوض معه عندما كان في أوج قوته”.

من جهته، أعلن نائب رئيس رابطة الأكراد المستقلين في سورية، رديف مصطفى، أنه “لا يثق بنظام مجرم فاقد الشرعية قتل نحو مليون شخص، ودمر أكثر من نصف البلد، وهجر الملايين، بمواجهة المطالب المشروعة للشعب في الحرية والكرامة”. وأعرب عن اعتقاده بأن النظام “لم يعد يمتلك سورية ليقرر مصيرها أو مصير جزء منها”، مضيفاً “هذه مجرد رسائل كاذبة تصدر من النظام في إطار محاولات إعادة تأهيل النظام بحجة مكافحة الإرهاب، علماً بأن النظام نفسه مارس ولا يزال إرهاب الدولة المنظم منذ البداية”. وأشار مصطفى إلى أن النظام “لعب لعبة تحييد الأكراد عن الثورة، وسلم المناطق الكردية إلى حليفه التقليدي حزب العمال الكردستاني عبر ذراعه السوري (الاتحاد الديمقراطي)، وما زال مستمراً باستغلال هذه الورقة لكي يستعيد السيطرة على كامل سورية”. وأعرب عن قناعته بأن النظام “سينقلب على هذه التصريحات بمجرد استعادته السيطرة على البلاد”، مضيفاً “نحن لا نثق بالنظام ولا بحلفائه، ولا نعتقد بأنه يمتلك الإرادة لحل أي ملف وطني في سورية، خصوصاً الملف الكردي. إنها مجرد تصريحات لذر الرماد في العيون وبعث رسائل إلى الغرب”.

وبالتوازي مع رسالة الاسترضاء التي أطلقها وليد المعلم إزاء الأكراد، حرص النظام على توجيه رسالة أخرى، أطلقها مسؤول أقل أهمية، لكنها تعتبر مكملة للرسالة الأولى وفق حسابات النظام، إذ نشر أمين سر مجلس الشعب (البرلمان)، خالد العبود، تدوينة على حسابه على موقع “فيسبوك”، ذكر فيها الأكراد بمصير تنظيم “داعش”. وقال “يجب أن يلتقط الإخوة الأكراد مصير دولة تنظيم داعش، التي دعمتها الولايات المتحدة والعرب وكيان الاحتلال، كي تكون في خاصرة الإقليم، لكن حلف المقاومة جعلها أثراً بعد عين، وعليهم أن يفهموا جيداً أنّ المراهنة على ذلك ستجعلهم أثراً غير مأسوف عليه”.

ويرى الصحافي شادي عبدالله أن الحكم الذاتي الكردي في بعض المناطق في شمال البلاد وشمالها الشرقي بات أمراً واقعاً، لكن حدود هذا الحكم ودرجة استقلاليته عن المركز، هو ما سيكون محل نقاش مع النظام ومع الأطراف الأخرى، بما فيها المعارضة السورية، والمكونات الأخرى الموجودة على الأرض، من عرب وأشوريين وسريان، والتي قد لا يقبل بعضها أن يكون تحت إدارة كردية، ويرتبط كل ذلك بمستقبل البلاد ككل، وطبيعة النظام السياسي والإداري الذي سيتم اعتماده في إطار الحل السوري، خصوصاً أن قضية الفدرالية مطروحة على مستوى البلاد كلها، وليس ما يخص المناطق الكردية فقط. ويعتقد عبدالله، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أنه رغم التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، بسبب التنافس على حقول النفط والغاز في دير الزور، فثمة توافق بينهما على إقامة حكم ذاتي للأكراد في مناطقهم، وهو ما أظهرته وثيقة الدستور الروسية التي جرى تسريبها قبل فترة. غير أن عبدالله يعتقد أن “حزب الاتحاد الديمقراطي” يناور أيضاً، كما هو حال النظام السوري، معرباً عن اعتقاده بأنه لن يتوانى عن ضم مناطق الحكم الذاتي التي أعلن عنها في سورية إلى الإقليم الكردي في شمال العراق على أساس الاتحاد الفدرالي بين الجانبين، وهو أمر سيكون محل ترحيب لدى مسؤولي تلك الدولة، لأنه يحقق طموحاتهم بالعبور إلى البحر المتوسط بغية التخلص من كابوس الحصار الذي تلوح به دول الجوار. ورأى عبد الله أن الحزب الكردي السوري تخلى عملياً اليوم عن أهدافه السابقة المتمثلة في إقامة “إدارة ذاتية” في ما يسمى منطقة “روج آفا”، وبات يطرح شعار “سورية الديمقراطية”، مستفيداً من ضم بعض زعماء العشائر وبعض السريان والأشوريين إلى إدارته في مسعى لإقامة نظام فدرالي، على غرار شمال العراق، يكون مقدمة لإعلان الانفصال. ورأى عبدلله أنه قد يكون من بين أهداف دعوة التفاوض، التي أطلقها وزير خارجية النظام، محاولة استفزاز تركيا.

جدير بالذكر أن أكراد سورية يمثلون ثاني أكبر مجموعة عرقية في سورية بعد العرب، ولا يعرف على وجه اليقين العدد الفعلي لهم في ظل غياب أية إحصاءات رسمية. وتتحدث تقديرات، غير رسمية، عن مليون سوري كردي من أصل 23 مليوناً هم العدد الكلي للسوريين، بينما ترفع مصادر مقربة من القوميين الأكراد العدد إلى أكثر من ذلك.

العربي الجديد

 

داعش” يتوسع في “تمبلر

على مدى عدة سنوات، استخدم تنظيم “داعش” منصة التدوين العالمية “تمبلر” لنشر أيديولوجيته المتطرفة ومواده الدعائية، وخصوصاً مع حجب مواقع التواصل الاجتماعي الكبرى لحسابات التنظيم في إطار الحرب العالمية ضد الإرهاب، لكن “تمبلر” المتخصصة في مشاركة الصور بشكل أساسي، باتت تستضيف اليوم وكالة أنباء التنظيم “أعماق” التي تعتبر أكبر الأسلحة في ترسانة التنظيم الإعلامية.

 

ويعلن “داعش” عن صفحة “اعماق” في “تمبلر” عبر الموقع الرسمي للوكالة الذي يتم حجبه وملاحقته، حسبما أفادت مجلة “نيوزويك” الأميركية نقلاً عن “جهادوسكوب” وهي شركة للذكاء الإلكتروني تراقب النشاط الجهادي عبر الإنترنت، والتي أفادت أيضاً بأن حساب الوكالة في “تمبلر” عاد للنشاط منذ 14 أب/أغسطس الماضي، ومازالت نشيطة حتى اللحظة، مع تحفظ المجلة عن نشر الحساب واسم المستخدم كي لا تشارك في الترويج للمحتوى المتطرف.

 

واستخدم “داعش” وكالة الأنباء منذ صعوده السريع في العراق وسوريا لنشر الدعاية المتطرفة وتقديم آخر أخبار التنظيم، بما في ذلك ادعاءات المسؤولية عن الهجمات في جميع أنحاء العالم الغربي والشرق الأوسط، ما يجعلها الوجهة الأولى للجهاديين من أجل الحصول على الأخبار الإسلامية المتطرفة، علماً أنها كانت تنشر محتوياتها بشكل تقليدي عبر تطبيق الرسائل المشفرة “تيليغرام” قبل أن يقوم التطبيق بحذف قنوات “داعش” تباعاً.

 

ولا يمكن التقليل من تأثير دعاية “داعش” الإلكترونية، فبينما يقول الخبراء أن معظم التطرف الجهادي يحدث محلياً، مدعوماً بمزيج من العوامل البيئية والاجتماعية، يمكن للدعاية عبر الإنترنت تعريف الأفراد إلى وجهة نظر الكفيريين حلو العالم، وتعليمهم الأساليب المختلفة المستخدمة لشن الهجمات الفردين وكيفية تنفيذها.

 

وفي حين أن منصات أخرى كانت استباقية في إزالة المحتوى الجهادي، كانت “تمبلر” بطيئة جداً وتحديداً فيما يخص حجب صفحة “أعماق”، ويجب القول أن “تمبلر” لديها تاريخ معيب في هذا الصدد، ليس بسبب السماح للمحتوى الجهادي بالتكاثر عبرها فقط بل أيضاً لإبقاء ذلك المحتوى لفترات طويلة أيضاً قد تزيد على عام أحياناً.

 

وهنا، يقول المؤسس المشارك لـ “جهادوسكوب” رافائيل غلوك، أن “تويتر” قد أشار بالفعل إلى أن رابط الصفحة في “تمبلر” غير آمن للمشاركة مباشرة عبر منصته للتواصل الاجتماعي، حيث يمنع “تويتر” التغريد باستخدام الرابط أو إرساله في رسائل مباشرة. وقد يعود ذلك لعدم وجود آلية للتبليغ عن المحتوى المخالف في “تمبلر” بموازاة ضعف المنصة فيما يخص الكشف التلقائي عن المحتوى المتطرف، مثلما هو الحال في “فايسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب”.

 

إلى ذلك، استضافت “تمبلر” في الماضي مجموعة متنوعة من المحتويات الجهادية، بما في ذلك حساب لمقاتل داعشي من أصل تركي يجيب باستمرار على أسئلة متابعيه، كما حكمت محكمة أميركية الشهر الماضي على رجل من أوهايو بالسجن لمدة 20 عاماً، بتهمة مشاركة صورة متحركة (gif) في “تمبلر” دعا فيها إلى شن هجمات ضد الجيش الأميركي باسم تنظيم “داعش”.

 

وفيما لم تستجب “تمبلر” لطلبات “نيوزويك” للتعليق على الموضوع، أكدت المجلة أن عشرات من مناصري “داعش” يعيدون نشرى محتويات “أعماق” عبر صفحاتهم الشخصية في “تمبلر”، ويقوم أحدهم بوضع شعار الوكالة كصورة شخصية له منذ 22 آب/أغسطس الماضي، فيما يتم استخدام رموز “إيموجي” عنيفة مثل السكاكين والقنابل باستمرار مع كلمات باللغة العربية، يقول في أحدها مقاتل داعشي: “فليبارك الله للأخوة في سيناء” تعليقاً على خبر نقلته “أعماق” بشأن انفجار استهدف قوات الأمن المصرية في شبه جزيرة سيناء، إلى جانب عبارة “الله أكبر”.

 

وتأتي استضافة المنصة لـ “أعماق” في وقت تتعرض فيه لشبكات الاجتماعية الكبرى لضغوط من الحكومات الغربية بشأن  محاربة المحتوى الجهادي. وقد عمل “تويتر” بنجاح على إزالة مئات الآلاف من الحسابات المرتبطة بالتطرف الإسلامي عبره، وأشارت الشبكة في شهر آذار/مارس الماضي في تقريرها نصف السنوي عن الشفافية، إلى أنها علقت ما يقرب من 377،000 حساب في النصف الثاني من العام 2016 بتهمة ترويج التطرف.

 

رغم ذلك، يبدو أن “داعش” يتوجه بشكل مكثف نحو الساحة الإلكترونية لتعزيز حضورها الدعائي بموازة الهزائم المتتالية له في ساحة المعركة الفعلية في العراق وسوريا على القوات البرية المدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ووفقاً لبيتر نانينغا، الباحث المتخصص في النشاط الجهادي في جامعة غرونينغن الهولندية، نشر “داعش” المزيد من أشرطة الفيديو منذ بداية آب/أغسطس مقارنة بالأشهر السابقة، عندما كان يكافح من أجل البقاء على قيد الحياة في الموصل، التي كانت أكبر مدينة تحت سيطرته في كل من سوريا والعراق معاً.

 

ولم تنشر المجموعة سوى ستة إصدارات فيديو رسمية في شهر أيار/مايو الماضي، تلتها ثمانية في حزيران/يونيو ثم ثمانية في تموز/ يوليو، أي ما مجموعه 22 إصداراً في ثلاثة أشهر، لكنها في الأسابيع الستة اللاحقة تجاوزت ذلك الرقم بشكل كبير، بإصدارها 21 مقطع فيديو رسمياٌ في آب/أغسطس و11 آخرين حتى 14 أيلول/سبتمبر الجاري.

 

دي ميستورا يحاول إنقاذ جنيف في مجلس الأمن

أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، عزمه على عقد جولة جديدة من محادثات السلام السورية في جنيف “في موعد أقصاه نهاية تشرين الاول اكتوبر أو بداية تشرين الثاني/نوفمبر” مطالباً الأطراف السورية أن تتخلى عن “أوهام الانتصار”، في وقت تتجه فيه الانظار إلى محادثات أستانة، التي توصلت إلى اتفاق طبقّت فعلياً في سوريا، ما جعل عملية جنيف في نظر الكثيرين من دون أي تأثير.

 

وخلال جلسة عقدها مجلس الأمن بشأن سوريا، قال دي ميستورا “اود أن أؤكد اليوم عزمي على أن تعقد في موعد أقصاه نهاية تشرين الأول/أكتوبر أو بداية تشرين الثاني/نوفمبر الجولة الثامنة للمحادثات بين الاطراف السوريين في جنيف”، مشيراً إلى أنه “سيجري لاحقاً تحديد” الموعد النهائي لهذه المحادثات. كما طالب المعارضة السورية أن “تعبر بصوت واحد”، وأن تغتنم “الفرصة التي تقدمها السعودية في سبيل توحيد صفوفها”.

 

وتجري محادثات السلام في جنيف بموازاة مسار تفاوضي آخر في أستانة، حيث نجحت إيران وتركيا وروسيا بإنشاء مناطق “خفض توتر” في سوريا، ساهمت إلى حد ما بوقف العنف في البلاد. في هذا السياق، قال المساعد الجديد للامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية مارك لوكوك، إن تلك المناطق “كان لها أثر إيجابي على المدنيين (…) ومع ذلك، فإننا ما زلنا نتلقى تقارير عن انتهاكات للقانون الدولي الإنساني من قبل جميع أطراف النزاع”.

 

من ناحيته شدد دي ميستورا على ان “الوقت حان للتركيز على العودة إلى جنيف والى المحادثات بين الاطراف السوريين برعاية الأمم المتحدة. هذا هو المحفل الوحيد الذي يمكن فيه تطوير العملية السياسية الانتقالية التي يتوخاها هذا المجلس في القرار 2254 مع الأطراف السوريين انفسهم، بشرعية المجتمع الدولي ودعمه الكاملين”.

 

واضاف “أدعو كلا الجانبين إلى تقييم الحالة بواقعية ومسؤولية تجاه شعب سوريا والإعداد بجدية للمشاركة في محادثات جنيف من دون شروط مسبقة”.

 

روسيا: الخيانة قتلت الجنرال الأعرج أسابوف في دير الزور

بسام مقداد

تدفن روسيا جنرالها وكبير مستشاريها العسكريين في سوريا فاليري أسابوف، الذي قتل في دير الزور بقذيفة هاون استهدفت مقره مباشرة، في وقت لم تبخل الصحف والمواقع الإخبارية الروسية بالنعوت على الجنرال القتيل. فإذا به “الجنرال الأسطوري” و”القائد الفذ” و”سليل سوفوروف”، القائد الروسي الشهير، الذي قطع جبال الألب لقمع الثورة في سويسرا العام 1790.

 

وأسابوف هو الجنرال الأول، الذي تفقده روسيا على خط جبهة القتال المباشر، بعد حرب أفغانستان، التي فقدت فيها ثلاثة جنرالات، أحدهم كان نائب كبير المستشارين الروس في أفغانستان. أما الجنرالات الكثيرون، الذين فقدتهم روسيا في تسعينات القرن الماضي، فقد ماتوا، بحسب صحيفة الكرملين “فزغلياد”، إما انتحاراً، أو في حوادث مميتة، أو إثر مرض، لكنها لم تفقد جنرالاً واحداً في المعركة مباشرة، حتى خلال حروب الشيشان، التي أصيب خلالها أسابوف إصابة بليغة، بقي من بعدها طيلة حياته “االجنرال الأعرج”.

 

سارعت روسيا بعد إعلان مقتل الجنرال أسابوف، إلى اتهام الولايات المتحدة بالتسبب بمقتله “بسياستها المزدوجة”، ولم تلتفت إلى ما نشرته “التايمز”، من أن تسريب معلومات عن موقع الرجل، قد يكون وراء اغتياله. لكن وكالة “نوفوستي” عادت، الثلاثاء، وأكدت مقولة خبر “التايمز”، إذ نقلت عن مصدر في الأجهزة الأمنية السورية قوله، إن نتائج التحقيقات الأولية في مقتل أسابوف “تشير إلى تسريب معلومات بشأن موقعه إلى الجهة التي قامت بالقصف”. كما أكد المقولة عينها أيضاً فرانتس كلينتسييفتش، نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الإتحاد، الذي صرح في اليوم عينه، أن مقتل أسابوف في سوريا أصبح ممكناً بفعل الخيانة، وأن البحث جار عن الخونة، وسوف يجدونهم في القريب العاجل.

 

ونقلت “نوفوستي” عن بافل سالين، مدير مركز أبحاث البوليتولوجيا في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، قوله إنه لا يستبعد وجود خيانة فعلاً “لأن الوضع في سوريا غامض، بما في ذلك بالنسة لأولئك الذين يحاربون شكلياً إلى جانب الحكومة. وأعتقد أن التسريب يمكن أن يكون قد حصل فعلياً. لكنه لم يكن من جانب الإختصاصيين الروس، ومن المستبعد، بالتأكيد، أن يكون قد حصل من جانب الأميركيين، لأن الأميركيين لا يملكون مثل هذه المعلومات العملانية”. وتنقل الوكالة عنه قوله، إن واشنطن غير معنية في معالجة الوضع في سوريا، وليس على روسيا أن تنتظر منها المساعدة في الحرب مع الإرهابيين. فالأميركيون حين يئسوا من إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، اعتمدوا تكتيك “عدم العرقلة، قدر الممكن، لكن عدم المساعدة في التسوية اللاحقة للوضع”.

 

وتعتبر صحيفة “فزغلياد” أنه سيكون من الصعب جداً على هيئة مكافحة التجسس السورية العثور على قتلة الجنرال أسابوف. وتقول إن استخدام هذه الهيئة لكلمة “خيانة” بالذات، يشير إلى أنها تقصد أحداً ما سورياً. وترى الصحيفة، أن موقف الجانب السوري سوف ينطلق، كما يبدو، من أن مقتل أسابوف هو نتيجة أعمال مخطط لها، تستند إلى معلومات عن تنقلاته وأماكن تواجده. وتشير إلى أن القضية تتولاها في سوريا “إدارة الأمن العام”، وليس “المخابرات”، مما يشير إلى الطابع الداخلي للتحقيقات، على حد قولها.

 

لكن ذلك لن يغير شيئاً، من حيث المبدأ، في تقييم طبيعة مقتل الجنرال الروسي؛ برأي الصحيفة، فقد كان متواجداً في الموقع الذي كان يتطلبه الوضع القتالي، حيث كان الخطر على حياته كبيراً جداً، حتى من دون الخيانة. وما يثير الشكوك هو الإصابة الدقيقة جداً بقذيفة واحدة لمقر القيادة، الذي كان يوجد فيه الجنرال أسابوف. وترى مكافحة الجاسوسية السورية، أن الجهاديين كانوا يعلمون تماماً، أن الجنرال الروسي سوف يتواجد في هذا المكان وفي هذا الوقت بالذات. وقد تمكنوا من ضبط قصف الهاون بواسطة طائرة بدون طيار، مع العلم أن الأمر شديد الصعوبة تقنياً. والصعوبة تكمن في مميزات الهاون التقنية، كسلاح، على رأي الصحيفة.

 

وتتساءل الصحيفة: من بالذات وكيف تمكن من إيصال المعلومة للمقاتلين عن تواجد الجنرال الروسي. وتقول إن ثمة أجوبة عديدة على هذا التساؤل. وأول هذه الإجابات، هو أن الحرب السورية، التي بدأت حرباً أهلية، لا تزال تحمل عناصر تناقضات داخلية كثيرة، بما فيها عناصر ثأرية، وليس قناعات سياسية. وبعد استعادة هذه المناطق الشاسعة من الأراضي بسرعة، بقي فيها الكثير من الناس المتعاطفين مع المقاتلين. وليس من الممكن واقعياً “غربلة” هذه الحشود خلال أيام معدودة.

 

وتقول الصحيفة، إن مسألة “الغربلة والتنظيف” هذه قد تولاها بعد حلب إما المقاتلون المحليون أو”الشبيحة”، مما إثار موجة احتجاج هستيرية لدى المدافعين الأجانب عن حقوق الإنسان. وتعين إثر ذلك، وقف نشاط الشبيحة والميليشيات والفلسطينيين وحزب الله عن القيام بهذه المهمة، وتولتها الشرطة العسكرية الروسية جزئياً.

 

وإذا كانت مسألة “الغربلة” هذه قد حُلت في وسط سوريا وجنوبها، برأي الصحيفة، فإن المناطق المحاذية لجبهات القتال بقي الحبل على غاربه فيها، مما يحمل على التشكيك في كل شخص تقريباً. والمعلومات عن تحركات المستشار العسكري الروسي يملكها عدد وافر من الناس ليس من الضباط السوريين المنخرطين في تخطيط العمليات فقط، بل ومن مرافقيهم ومن الجنود حولهم وعشرات من السكان المحليين، مما يرفع العدد إلى المئتي شخص. ونظام السرية، من حيث المبدأ، ينبغي أن تهتم به مكافحة الجاسوسية السورية، التي ليس لديها لا القوة الكافية، ولا الأفراد، ولا الوقت. وليس بوسع مكافحة الجاسوسية الروسية أن تؤثر في هذا الوضع بأي شكل من الأشكال.

 

وترى الصحيفة، أنه سوف يتعين على مكافحة الجاسوسية السورية إنفاق الكثير من الوقت والقوى لتحديد المصدر الفعلي لتسرب المعلومات عن تحركات الجنرال أسابوف. وفي تنظيم التسريب، من المحتمل العثور على آثار بلدان ثالثة ما، متطورة تقنياً، كما من المحتمل أن تكون الفوضى والإهمال هما وراء ذلك.

 

وتختم الصحيفة مقالتها بما يشبه التحذير، من أن مشاركة الضباط الروس في تخطيط عمليات الجيش السوري، ليست سراً، ومحاولة اقتلاعهم مأخوذة بالحسبان أيضاً. أما الهجوم على الجنرال أسابوف فقد كان متعجلاً جداً، مما يشير إلى الطبيعة المحلية لإعداده، أكثر مما يشير إلى التخطيط الطويل له. ومن هنا ينبغي البحث، كما يبدو، وليس من مكان آخر.

 

عشرات القتلى للنظام بعمليات تفجير لـ”فيلق الرحمن

أعلن “فيلق الرحمن” قتل عشرات من قوات النظام، في عملية تفخيخ مقرات ومواقع تمركز لهم في الغوطة الشرقية، وقال إن 25 فقط قتلوا في كمين نفذته كتيبة الهندسة التابعة للفيلق، على جبهة عين ترما في الغوطة الشرقية.

 

المتحدث باسم الفيلق وائل علوان، قال في تصريح، الخميس، تلقت “المدن” نسخة منه: “نفَّد الجيش السوري الحر (فيلق الرحمن) سلسلة كمائن صرَّح بها على موقعه الرسمي أودت بعشرات المقاتلين من عناصر الفرقة الرابعة بين قتيل وجريح”.

 

ويأتي ذلك في سلسلة المعارك الدفاعية المستمرة منذ ثلاثة شهور والتي يخوضها مقاتلو الفيلق على جبهات جوبر وعين ترما وزملكا شرقي العاصمة دمشق. وأضاف علوان “أعلن الجيش الحر أمس عن عطب دبابة وجرافة عسكرية وتدمير دبابة في جبهة عين ترما، كما أعلنوا عن كمين أوقع مجموعة مقتحمة لعناصر الفرقة الرابعة ودبابة T72، ومساء أمس أعلن الثوار عن تنفيذ كمين ليلي سقط فيه أكثر من 25 قتيلاً”.

 

وتابع علوان متحدثاً عن كمين ثالث، بالقول إنه نفّذ “على جبهة عين ترما شرق دمشق والذي سقط فيه أكثر من ٥٠ عنصراً لقوات الفرقة الرابعة في سلسلة تفجيرات”. وأشار إلى أن معظم القتلى من مدينة طرطوس الساحلية بحسب صفحات مؤيدة للنظام السوري على “فايسبوك”.

 

وبينما لم يصدر أي تصريح رسمي من دمشق، أكّدت قناة “روسيا اليوم” نقلاً عن مراسلها في دمشق وقع عمليات التفجير. وقالت إن “19 جنديا سوريا قتلوا في انفجار أبنية مفخخة من قبل فيلق الرحمن والفصائل المسلحة الأخرى في عين ترما بريف دمشق”.

 

وأضافت أن “عدد الجنود السوريين القتلى في انفجار عين ترما بريف دمشق قد ارتفع إلى 45، مشيرا إلى أن 26 جنديا لقوا مصرعهم، الأربعاء”.

 

الحملة الجوية الروسية على إدلب:دماء ودمار

تتواصل الغارات الجوية التي ينفذها الطيران الحربي الروسي، على الأحياء السكنية في مدينة إدلب وريفها، لليوم الثامن على التوالي، وسط ازدياد في عدد ضحايا الغارات من المدنيين، فضلاً عن دمار كبير بالأبنية والمراكز الحيوية.

 

وشنّ الطيران الروسي، الأربعاء، غارات جوية مكثفة على ريف إدلب الغربي، أدت إلى مقتل أربعة مدنيين وسقوط عشرات الجرحى في قرية الصنمة غرب معرة مصرين، فيما تجددت الغارات على مدينة جسر الشغور والبلدات والقرى التابعة لها، ما أدى الى خروج “مركز البشيرية” الصحي عن الخدمة.

 

وتأتي الحملة، التي تعتبر خرقًا لاتفاق “خفض التصعيد” الذي أعلن عنه في ختام مباحثات “أستانة-6″، بالتزامن مع معركة أطلقتها “هيئة تحرير الشام” في ريف حماة الشمالي، سيطرت من خلالها على أربع قرى، وانسحبت منها بعد ثلاثة أيام دون أي توضيح عن مجريات وأهداف المعركة حتى الآن.

 

من جهته، ذكر “مركز إدلب الإعلامي”، أن القصف الجوي طال أيضاً كلاً من التمانعة في ريف إدلب الجنوبي، ومطار أبو الضهور ومعرة مصرين، فيما بررت وزارة الدفاع الروسية قصفها للمنطقة باستهداف مواقع “جبهة النصرة” إلا أن مصادر متطابقة أشارت إلى أن الغارات تركزت على مقرات “الجيش الحر” والمناطق الحيوية.

 

وفي السياق، قتل عشرة مدنيين وجرح آخرون بغارات روسية على مدينة الميادين وقرية مراط شرق دير الزور الخاضعتين لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقال ناشطون، إن طائرات حربية شنت غارات على الأجزاء الخاضعة لسيطرة التنظيم في مراط ما أدى لمقتل ستة مدنيين، فيما تعرضت مدينة الميادين  لغارات تسببت بمقتل أربعة مدنيين بينهم طفل وامرأة.

 

وفي دير الزور أيضاً، اعتقلت قوات النظام السوري، أكثر من خمسين مدنيا في بلدة الطريف، وقال ناشطون، الأربعاء، إن قوات النظام شنت حملة اعتقالات في البلدة، الثلاثاء، واعتقلت أكثر من خمسين مدنيا بينهم ثلاثون امرأة بتهمة انتماء أبنائهم لـ”الجيش الحر” وكتائب إسلامية.

 

ولفت الناشطون، إلى أن قوات النظام نقلت المعتقلين إلى إحدى مدارس بلدة الشميطية، غرب ديرالزور، والتي أعدم فيها أحد عناصر النظام خمسة مدنيين، لما قال إنه “انتقام” لقصف تعرضت له مدينته القرداحة باللاذقية.

 

وفي السياق، قتل أربعة مدنيين وثلاثة من عناصر “داعش”، وجرح آخرون، الأربعاء، إثر إلقاء طائرات مروحية للنظام السوري براميل متفجرة على قرى وبلدات تتبع لناحية عقيربات، شرق حماة، وقالت مصادر محلية، إن القصف تسبب بمقتل ثلاثة مدنيين وجرح آخر في قرية التنباك، كما قتل مدني وثلاثة عناصر من التنظيم بقصف على قرية رسم الصوانة.

 

إلى ذلك، ارتكبت طائرات “التحالف الدولي”، الثلاثاء، مجزرة جديدة في مدينة الرقة، شرقي سوريا، قتل خلالها نحو 40 مدنيا وجرح العشرات بقصف جوي على حي البدو الخاضع لسيطرة “داعش”، وقال ناشطون، إن طائرات تابعة لـ”التحالف” شنت غارات على مبنى سكني، وسط المدينة، ما أدى لمقتل نحو 40 مدنيا وجرح العشرات.

 

داعش” يقتل مُخرجاً كردياً بريطانياً في الرقة

قتل مخرج الأفلام الوثائقية البريطاني المتحدر من أصول كردية، محمد أقصوي، في سوريا على يد تنظيم “داعش”، بعدما أمضى الشهرين الماضيين في سوريا لتصوير معركة تحرير الرقة التي تقودها “قوات سوريا الديموقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة.

 

ودرس أقصوي (32 عاماً) صناعة الأفلام في “غولد سميث” بجامعة لندن، وسافر من المملكة المتحدة إلى سوريا في شهر حزيران/يونيو الماضي وانضم إلى “وحدات حماية الشعب” الكردية، وهي جزء من “قوات سوريا الديموقراطية” من أجل توثيق معاركها ضد التنظيم المتشدد، ونشر أعماله عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومع مجموعة من وسائل الإعلام الدولية.

 

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن علاء الدين سينايك، صديق أقصوي المقرب من لندن: “محمد لم يقاتل، لم يكن من المخطط أن يقاتل على الإطلاق”، مضيفاً: “لقد أخبرني أن هناك طرقاً أفضل، أراد أن يروي قصص المقاتلين هناك، وكان يكن لهم الكثير من الاحترام، وكان محمد محبوباً من الجميع”.

 

وبفضل عمله داخل الوحدات الكردية، أصبح أقصوي وسيلة اتصال رئيسية بين الصحافيين الدوليين والمقاتلين لتغطية ما يحدث على جبهات القتال. وقال سينايك في هذا الصدد: “هذا كان حلمه. كنت أعرف أنني لن أستطيع منعه من الذهاب مهما قلت له. كان يريد أن يروي قصص الشعب السوري والمقاتلين، فقد أراد ان يجعل نضالهم هناك مشاهداً من العالم كله”.

 

وكان أقصوي في مجمع خارج الرقة عندما هاجمه مقاتلوا التنظيم على متن سيارتين وأطلقوا النار على خمسة من جنود وحدات حماية الشعب كانوا يحرسون القاعدة عند الحاجز حيث لفظ المخرج الشاب أنفاسه الأخيرة، علماً أنه ليس أول بريطاني يتم قتله في شمال سوريا على يد “داعش”، حيث ارتكب التنظيم الإرهابي جرائم مماثلة بحق 4 بريطانيين على الأقل.

 

هدنة في ريف حمص وقصف غوطة دمشق

موسكو: طه عبد الواحد بيروت: «الشرق الأوسط»

قصفت قوات النظام السوري منطقتي حي جوبر وعين ترما شرق دمشق المشمولتين باتفاق «خفض التصعيد» بين المعارضة وموسكو. وأرسلت تعزيزات عسكرية بعدما أعلنت فصائل معارضة إحباط الهجوم على الغوطة الشرقية للعاصمة.

 

إلى ذلك، أجرت لجنة التفاوض عن منطقة القلمون الشرقي، جولة مفاوضات مع الجانب الروسي قرب مدينة جيرود في ريف دمشق الشمالي لإحضار المعارضة إلى دمشق وعقد هدنة، في وقت عقدت فيه قوات النظام اتفاقاً مع المعارضة في ريف حمص الشمالي بالتزامن مع استمرار القصف على شرق دمشق وريفي إدلب وحلب. وحمّل «مجلس محافظة حلب» المعارض، روسيا مسؤولية التصعيد في شمال سوريا و«تحوّلها من طرف ضامن (لاتفاقات الهدنة) إلى طرف قاتل». وأفادت إحصائية لـ«الائتلاف الوطني السوري» المعارض، أمس، بأن طيران النظام وروسيا استهدفا 47 مدينة وبلدة وقرية في سوريا، وبلغ عدد الغارات نحو 500 بين 20 و26 سبتمبر (أيلول) الحالي، ما أدى إلى مقتل 280 مدنياً، بينهم نساء وأطفال. في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القصف على ريف إدلب أدى إلى مقتل 5 من القادة العسكريين و32 عنصراً من «جبهة النصرة».

 

قوات النظام تهاجم منطقة «خفض التصعيد» شرق دمشق

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

دفعت قوات النظام السوري بتعزيزات إلى جبهتي حي جوبر وعين ترما شرق دمشق، بينما أحبطت فصائل المعارضة الهجوم، ورأى «الائتلاف الوطني السوري»، أمس، أن استهداف المناطق السكنية والمراكز الطبية والخدمية فيها «يصبُّ في مصلحة التنظيمات الإرهابية ويشكل خدمة لها».

وقال مصدر إعلامي مقرب من قوات النظام لوكالة الأنباء الألمانية إن «قوات الفرقة الرابعة من الجيش (النظامي) السوري دفعت بقوات عسكرية كبيرة على محوري عين ترما وحي جوبر، وسيطرت على عدد من الأبنية قرب دوار المناشر، وسلاح الجو السوري استهدف تحركات المسلحين ونقاطهم قرب دوار المناشر، ما أوقع بينهم قتلى وجرحى».

من جانبه، أعلن «فيلق الرحمن» المعارض أنه تصدى لمحاولة اقتحام مسلحي الفرقة الرابعة منطقة عين ترما وأعطب دبابتين وجرافة وعربة شيلكا وقتل العشرات من القوات الحكومية والمسلحين المساندين في الاقتحام.

وقال قائد في «فيلق الرحمن» إن «عناصر الفرقة الرابعة استهدفوا حي جوبر بـ19 صاروخ أرض – أرض من نوع (الفيل)، وبعد التمهيد المدفعي والصاروخي، دخلت آليات وعناصر القوات منطقة المناشر، إلا أن مسلحي (الفيلق) تصدوا لهم وأجبروهم على التراجع بعد تكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح، وتدمير دبابتين من نوع (T72 ) وجرافة وعربة (شيلكا)».

وأضاف أنه بعد «فشل القوات الحكومية في هجومها الذي تعد له منذ أيام، قامت بقصف مدفعي وصاروخي استهدف حي جوبر وعين ترما، وكذلك قصفت بلدة جسرين شرق عين ترما بالمدفعية الثقيلة وبأسطوانة شديدة الانفجار».

ويعد حي جوبر الدمشقي وبلدة عين ترما ضمن مناطق تخفيف التوتر ووقف النار، بموجب اتفاق وقّعه «فيلق الرحمن» مع الجانب الروسي منتصف الشهر الماضي، الذي نص على وقف إطلاق النار بشكل حازم بكل أنواع الأسلحة، وشمل جميع المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر في حي جوبر بالغوطة الشرقية.

وتضمن الاتفاق فك الحصار عن الغوطة الشرقية وإدخال المواد الأساسية التي تحتاج إليها، دون أي إعاقات أو ضرائب أو إتاوات، وإطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين من الأطراف المعنية بهذا الاتفاق.

وتعرضت القوات النظامية خلال الأشهر الثلاثة الماضية لخسائر كبيرة، بعد دفع قوات الفرقة الرابعة إلى استعادة السيطرة على حي جوبر وعين ترما.

وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن «أطراف الغوطة الشرقية والعاصمة دمشق تشهد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة، ومقاتلي (فيلق الرحمن) من جهة أخرى». وقال إن «المعارك تدور على محاور محيط المتحلق الجنوبي الذي يفصل بين دمشق وغوطتها الشرقية»، مؤكداً أن المواجهات «تجددت بين الطرفين على محور المناشر في حي جوبر الدمشقي، بالتزامن مع قصف النظام حي جوبر وأطراف بلدة عين ترما بـ15 صاروخ أرض – أرض».

ولقي 4 أشخاص حتفهم جراء القصف الجوي الذي استهدف مدينة دوما، التي يسيطر عليها «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية، وأعلنت «شبكة شام الإخبارية» المعارضة، أن طيران النظام «استهدف الأحياء السكنية في مدينة دوما بعدة صواريخ، وأن بعض الغارات طالت مركزاً لتأهيل المعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ما أدى إلى (استشهاد) 4 أشخاص بينهم اثنان من مرضى المركز»، مشيرة إلى أن «القصف الذي طال المدينة، تسبب في إصابة عدد من عناصر الدفاع المدني».

أما موقع «الدرر الشامية»، فأكد أن «الطيران الروسي، هو من شنّ الغارات على مدينة دوما واستهدف مركزاً لذوي الاحتياجات الخاصة، ما خلّف عشرات الضحايا بين (شهيد) وجريح». وقال إن «مشفى ريف دمشق التخصصي، ناشد الأهالي من أجل التبرع بالدم»، موضحاً أن قوات النظام السوري «قصفت مناطق: حرستا، وسقبا، وعين ترما، وحي جوبر الدمشقي، وعربين، وحزّة، ومديرا، وجسرين، بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى مقتل شخصين».

إلى ذلك، أجرت لجنة التفاوض عن منطقة القلمون الشرقي، جولة مفاوضات مع الجانب الروسي في المحطة الحرارية التابعة لمدينة جيرود، بحضور النقيب سيرغي وشخصيات حزبية وقومية من جانب نظام الأسد، هدفها دعوة لجنة التفاوض إلى دمشق. ونقلت «شبكة شام» عن ناشطين قولهم، إن الجلسة «تخللتها مناقشة الوضع الراهن، وتضييق الحواجز على تحرك المدنيين والمواد الأساسية ضمن مدن القلمون الشرقي، كما تم طرح موضوع السيدة التي اعتقلتها قوات النظام قبل أيام، وضرورة إطلاق سراحها بأسرع وقت، حيث توعد الطرف الروسي بحل الأمر بشكل عاجل».

ووفق الناشطين، فإن لجنة التفاوض أكدت أن «موعد الذهاب إلى دمشق مرتبط بفك الحصار وتخفيف التضييق على حواجز مدن القلمون الشرقي، شرطاً أساسياً لتحديد تاريخ الذهاب، والإفراج عن النساء المعتقلات من مدن القلمون الشرقي في بادرة حسن نية، كما وضعت اللجنة المفاوضة تصوراً حول اجتماع دمشق يتضمن عدة بنود، أبرزها حيادية مكان الاجتماع (السفارة الروسية أو المحطة الحرارية)، ومعرفة الشخصيات المدعوة إلى الاجتماع من كل الأطراف، والتمثيل الروسي على أعلى مستوى، إضافة إلى نشر شرطة عسكرية روسية على الحواجز، على أن يكون الاجتماع تفاوضيا وليس احتفالا أو اجتماعا للتوقيع». وأكد ناشطون معارضون أن اللجنة «حددت البنود الموقعة في جنيف و(اللواء 81)، التي تعدّ خريطة طريق للعمل في المنطقة، وألا تكون خيارات النظام إما الحرب وإما الاستسلام، وقد حسمت الأمر قبل الذهاب، إضافة إلى تأمين الإجراءات الأمنية ذهاباً وإياباً، واقتصار الحضور على 3 وفود هم المعارضة والروس وأصحاب القرار من جانب النظام».

التصعيد في دمشق والغوطة انسحب على الشمال السوري؛ إذ جددت الطائرات الحربية غاراتها، أمس، على ريف حلب، مستهدفة بلدة باتبو الواقعة إلى الغرب من بلدة الأتارب بالريف الغربي لحلب، التي لم تشهد غارات منذ أشهر، وقال «المرصد السوري»، إن «الضربات وقعت فجر أمس، وأدت إلى تدمير مدرسة دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا».

وحسب إحصائية صدرت عن الدائرة الإعلامية في «الائتلاف» أمس، «استهدف طيران نظام الأسد وروسيا أكثر من 47 مدينة وبلدة وقرية في عموم سوريا، وبلغ عدد الغارات الجوية نحو 500 غارة منذ 20 سبتمبر (أيلول) حتى يوم الثلاثاء (26 أيلول)، ما أدى إلى استشهاد ما يزيد على 280 مدنياً، بينهم نساء وأطفال». وبيّنت الإحصائية: «قصد الطيران الروسي إصابة 9 مشافٍ ومراكز طبية، ما أدى إلى تدمير بعضها بشكل كامل وتضرُّر أخرى، كما استهدف الطيران الروسي ونظام الأسد 3 مراكز للدفاع المدني و10 مراكز ومناطق حيوية وخدمية في مختلف المناطق السورية». وأضاف أن التصعيد يخدم «المشروع الإيراني التوسعي الطائفي ونمو وانتشار الإرهاب في المنطقة».

 

دي مستورا: مفاوضات “جنيف 8” السورية تنطلق في أكتوبر

دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، استافان دي مستورا، الأربعاء، أمام مجلس الأمن الدولي، إلى حماية المدنيين في إدلب ودير الزور والرقة، معلناً انطلاق الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف في موعد لا يتجاوز نهاية أكتوبر المقبل.

 

وفي إفادة قدمها أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، قال دي مستورا: “أعيد تأكيد أهمية هذا الإطار الزمني للسماح للأطراف المعنية باستخدام هذا الشهر المهم من الآن، لتهيئة الظروف اللازمة لتكون المحادثات ذات مغزى”.

 

وأضاف: “وأدعو الجانبين لتقييم الوضع بواقعية ومسؤولية تجاه الشعب السوري والتحضير بشكل جاد للمشاركة في محادثات جنيف بدون شروط مسبقة”.

 

وأعرب دي مستورا عن اعتقاده بأنه “من مصلحة الحكومة السورية، وواجبها، التفاوض بشكل جاد مع المعارضة التي حددها مجلس الأمن في القرار رقم 2254 عام 2015”.

 

واختتم إفادته بتحذير “الطرفين ومن يدعمهما، من أوهام تحقيق النصر أو أحلام الالتفاف على العملية”.

 

وتابع دي مستورا: “لا يوجد بديل عن عملية مدعومة دولياً تقوم على نهج شامل وجامع يساعد السوريين على إعادة اكتشاف الحد الأدنى من الثقة والتناغم الاجتماعي بعد صراعٍ مر”.

 

ويطالب القرار 2254، كافة الأطراف بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، ويحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار.

 

وقد انتهت الجولة السابعة من المفاوضات في يوليو الماضي دون تحقيق تقدم في حلحلة الصراع الذي دام نحو 6 أعوام ونصف.

 

وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق، إن الحرب في سوريا التي اندلعت في مارس 2011، أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص.

 

ما حقيقة موقف واشنطن الرافض لاستقلال كردستان العراق؟

على الرغم من التحالف الوثيق والتاريخي بين أكراد العراق والولايات المتحدة، فإنه كان لافتاً إعلان واشنطن عدم ترحيبها بالاستفتاء على استقلال إقليم كردستان عن حكومة بغداد المركزية.

 

لكن اللهجة الأمريكية لم تكن بتلك الصرامة التي تدفع حكومة مسعود بارزاني إلى التراجع، بل كان بيانها هادئاً أقرب إلى النصيحة منه إلى التهديد، الذي رافق المواقف الأمريكية عندما تشعر واشنطن بالخطر على مصالحها.

 

بيان البيت الأبيض الذي أعقب الاستفتاء، الذي أُجري الاثنين (25 من سبتمبر 2017)، كانت لهجته هادئة، ويدعو صراحة إلى الحوار بين كافة الأطراف؛ خشية أن ينعكس خلاف أكراد العراق مع بغداد وطهران وأنقرة على مواجهة تنظيم “داعش”.

 

وقال البيان، الذي وصل إلى “الخليج أونلاين” نسخة منه: “تشعر الولايات المتحدة بخيبة أمل عميقة لأن حكومة إقليم كردستان قررت إجراء استفتاء أحادي الجانب حول الاستقلال، بما في ذلك في مناطق خارج إقليم كردستان العراق”.

 

وشدد البيان على أن “العلاقة التاريخية للولايات المتحدة مع شعب إقليم كردستان العراق لن تتغير في ضوء الاستفتاء، ولكننا نعتقد أنّ هذه الخطوة ستزيد من عدم الاستقرار والمصاعب بالنسبة إلى إقليم كردستان وشعبه”.

 

ولفت البيان الأمريكي إلى أن “الاستفتاء الأحادي الجانب سيعقّد إلى حدٍّ كبير علاقة حكومة إقليم كردستان مع كل من حكومة العراق والدول المجاورة. ولم تنتهِ المعركة ضد داعش، وتسعى الجماعات المتطرّفة إلى استغلال عدم الاستقرار والخلافات”.

 

واختتم البيان بدعوة “جميع الأطراف إلى الحوار لتحسين مستقبل العراقيين جميعهم”، كما أعلنت الولايات المتحدة رفضها “العنف والتحرّكات الانفرادية من قبل أي طرف لتغيير الحدود”.

 

– تحالف تاريخي يحمل استفهامات

 

يناضل الكرد منذ نهاية الحرب العالمية الأولى للحصول على دولة مستقلة لهم، بعد أن حصل العرب والفرس والأتراك على دولهم الخاصة، وهوجم الأكراد من قبل القوميات الثلاث الأخيرة لمنعهم من نيل حلمهم؛ لأسباب عدة، أهمها تركّز الثروة النفطية لكل من تركيا والعراق وإيران وسوريا في مناطقهم، إضافة إلى الدافع القومي المعادي للعرق الكردي، ويراه “انفصالياً معادياً”.

 

وبانتهاء حرب الخليج، بدأ المجتمع الدولي ينظر بجدية لحل القضية الكردية، خاصة في العراق، بعد قيام نظام صدام حسين بقمعهم في حملة “الأنفال” عام 1988، وقصفهم بالكيماوي في مذبحة “حلبجة” الشهيرة.

 

ففي العام 1991، حصل توافق دولي في مجلس الأمن على إنشاء منطقة حظر جوي في شمال العراق، الأمر الذي فتح باب إنشاء منطقة حكم ذاتي كردي، تمّ لاحقاً الاعتراف بها في دستور العراق الاتحادي، عقب سقوط نظام صدام حسين عام 2003.

 

كما كان الأكراد حلفاء مهمين لواشنطن في جميع عملياتها العسكرية في العراق، منذ حرب الخليج الثانية عام 1991، وغزو العراق عام 2003، والحرب على “داعش” عام 2014.

 

– أمر واقع

 

ويرى مراقبون أن التصريحات الأمريكية الأخيرة، وإن كانت رافضة في نصها للاستفتاء الكردي، لا تنذر بالضرورة بتخلي واشنطن عن دعم الكرد، خصوصاً أن واشنطن تعتمد عليهم في العمليات البرية ضد من يستهدفون مصالحها في المنطقة.

 

وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي المقيم في واشنطن، أحمد المسعودي، أن الاستفتاء وضع الولايات المتحدة في موقف صعب؛ فمن جهة هي لا تريد خسارة حلفائها الأكراد، ومن جهة ثانية لا تريد إغضاب حلفائها في بغداد وأنقرة، وإشعال جبهة جديدة من طهران.

 

وأضاف قائلاً لـ “الخليج أونلاين”: “أرى أن الإدارة الأمريكية سوف تمسك العصا من المنتصف، هي ترفض بنعومةٍ الاستفتاء، لكنها لن تعاديهم، كما تخشى إغضاب أنقرة تحديداً، إلا أنها لن تسمح بأي عمل عسكري إقليمي ضد أربيل؛ لكونها تدرك أن من شأنه إشعال حرب قد تعصف بالمنطقة، التي لا تحتاج حروباً جديدة، وستكتفي بغض النظر بالعقوبات الاقتصادية والسياسية على أربيل، بما لا يؤثر على عمليات التحالف الذي تقوده ضد داعش، والجهود الأمنية لمكافحة المتطرفين”.

 

ولفت المحلل السياسي إلى أن “واشنطن ستعمل على إبقاء الوضع على ما هو عليه، أي دون الاعتراف رسمياً بقيام دولة، ودون أي تغيير سياسي في العلاقة مع أربيل أو بغداد، وستبذل جهوداً لتقريب وجهات النظر بين الجانبين”.

 

ورأى المسعودي أن “تهديدات أنقرة العنيفة تتفهمها واشنطن، لكن لن تسمح بأن تُترجم على أرض الواقع؛ حتى لا يختل الميزان العسكري والأمني في المنطقة، والذي يصون مصالح الولايات المتحدة”.

 

آثار “درعا” السورية.. بين سندان التدمير ومطرقة التنقيب السري

لم تقف تداعيات الحرب السورية، المشتعلة منذ نحو سبع سنوات، عند حد الخسائر المادية والبشرية الفادحة، وحسب، ولكنها امتدت لتطول الحضارة السورية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ؛ بعدما دفعت فوضى الحرب العارمة البعض إلى نبش المقابر التاريخية؛ بحثاً عما بداخلها من كنوز.

 

وفضلاً عن الدمار الذي طال أماكن تاريخية مهمة في مختلف المناطق السورية، فقد أدت عمليات التنقيب غير المشروعة إلى ضياع آلاف القطع الأثرية النادرة التي تؤرخ لحضارة السوريين على امتداد آلاف السنين.

 

مختصون في التاريخ والآثار وناشطون يقولون إن الخراب والتدمير طالا غالبية المواقع الأثرية في جل المحافظات السورية، ومن ضمنها محافظة درعا جنوباً، والتي كانت الأكثر تضرراً.

 

عمليات تدمير المواقع الأثرية وتخريبها، بحسب الخبراء والناشطين، كانت تتم تارة بالقصف المباشر والمتعمَّد للمواقع الأثرية خلال المعارك بين قوات النظام وقوات المعارضة، وتارة أخرى بالتنقيب السري الممنهج من قِبل قوات النظام وبعض المواطنين الذين يسعون لتأمين لقمة العيش.

 

– سرقة ممنهجة

 

الباحث أبو قاسم الدرعاوي، يقول إن النظام وحلفاءه الإيرانيين “قاموا بأعمال تنقيب على نطاق واسع في مدينة بصرى الأثرية، إبان سيطرتهما عليها”، لافتاً إلى أن هذه العمليات “شملت القلعة التاريخية والمواقع الأثرية الأخرى المحيطة بها”.

 

ويؤكد الدرعاوي لـ”الخليج أونلاين”، أن مدينة بصرى (شرقي درعا)، كانت تشكّل متحفاً اثرياً مفتوحاً، وكانت تعج بعشرات المواقع وآلاف الكنوز، التي كانت تُعرض فيها قبل اندلاع الثورة عام 2011، مئات القطع الأثرية.

 

لكن هذه المتاحف ومعها “متحف درعا”، أصبحت الآن فارغة؛ بعدما نهبتها قوات النظام ونقلتها إلى مناطق سيطرتها بحجة حفظها هناك، كما يقول الدرعاوي.

 

وفي السياق، يقول محمد المقداد، وهو من مدينة بصرى الأثرية، إن قوات النظام والمليشيات الإيرانية “كانت تتخذ من قلعة بصرى ومسرحها اليوناني القديم قواعد عسكرية يُمنع الاقتراب منها”.

 

وفي حديث لـ”الخليج أونلاين”، يؤكد المقداد أن “أهالي بصرى كانوا يسمعون أصوات معدات حفر ثقيلة تعمل في المكان، وهو ما يؤكد أن تلك القوات كان تنبش أرض القلعة؛ بحثاً عن الآثار”، مضيفاً: “هذا الأمر تم إثباته وتوثيقه بعد اندحار تلك القوات من المدينة؛ حيث شوهدت عدة حُفَر في القلعة وتخومها”.

 

أما الناشط أبو ضياء الحوراني، فيقول إن عمليات الحفر في مواقع درعا الأثرية “قصة قديمة تعود إلى فترات ما قبل الثورة”، مشيراً إلى أن “بعض الضباط المحسوبين على النظام كانوا يستقدمون الأجهزة والمعدات الثقيلة للبحث عن الآثار في أي مكان يريدون”.

 

– مواجهة الجوع

 

هذه العمليات كانت تتم على مرأى ومسمع السلطات المحلية دون أي اعتراض، بحسب الحوراني، الذي أوضح لـ”الخليج أونلاين” أن التنقيب عن الآثار يعتبر جريمة وفق القانون السوري؛ ومن ثم فقد كانت عمليات الحفر والتنقيب حكراً على أولئك المقربين أو المدعومين من النظام”.

 

تنقيب المواطنين العاديين عن الآثار، رغم خطورته وفداحته، بدأ مع خروج بعض المناطق من تحت سيطرة النظام، وبعد توقف الأنشطة التجارية والاقتصادية والزراعية وانتشار الفوضى والفقر والبطالة، بحسب الحوراني.

 

كما أن فقدان الكثيرين مصادر رزقهم دفع المئات، تحت ضغط الحاجة والجوع، إلى نبش الأرض بحثاً عما يُعينهم على إطعام أسرهم وإبقاء أطفالهم أحياءً، كما يقول الحوراني.

 

مواقع أثرية مثل: تل الأشعري، وتل شهاب، ومدينة بصرى، ومدينة درعا الأثرية، والمزيريب، والخرب الأثرية، وعشرات المواقع الأثرية الواقعة في مناطق خارجة عن سلطة النظام، “أصبحت هدفاً للصوص الآثار وللمنقبين الجوعى، حيث بات التنقيب عن الآثار مهنة كثير من السكان”، يضيف الحوراني.

 

عبد الجبار الحوراني، وهو عسكري منشق، يقول: “لجأت إلى نبش القبور بعد أن أُغلقت سبل العيش أمامي”، مضيفاً لـ”الخليج أونلاين”: “أكثر ما كان يؤلمني أن أقف عاجزاً عن تقديم رغيف خبز لأطفالي”.

 

العسكري المنشق يقول إنه عثر خلال الحفر على مشغولات معدنية صغيرة وبعض العملات، لافتاً إلى أنه كان يبيعها لتجار الآثار بمبالغ، تكفي بالكاد لشراء الطعام لأسرته.

 

ويتابع الحوراني: “نحن فقراء ويبدو أن أسلافنا كانوا أيضاً كذلك؛ ولم يحالفنا الحظ حتى الآن بشيء ذي قيمة مالية كبيرة. كل ما عثرنا عليه حتى الآن يكفي حاجتنا اليومية بالكاد”.

 

وثمة مجموعات كبيرة من الرجال والشباب يمارسون هذه المهنة منذ بداية الحرب؛ بسبب عدم وجود جبهات عمل وتوقُّف مصادر الرزق لفئة كبيرة من الناس، وهم يبيعون ما يعثرون عليه لتجار في المنطقة وبأسعار قليلة، في حين يبيعها التجار من خلال سلسلة من الوسطاء خارج الحدود، وفق الحوراني.

 

– 80 في المئة من المواقع الأثرية منهوبة

 

محمد النصر الله، رئيس دائرة آثار درعا التابعة لمديرية الآثار والمتاحف التابعة للنظام، أكد أن “80 في المئة من المواقع الأثرية في محافظة درعا تعرضت للنهب والتخريب والتنقيب السري خلال سنوات الحرب”.

 

ونقلت وكالة “سانا” السورية التابعة للنظام، عن النصر الله، أن “دائرة الآثار اتخذت كل الإجراءات القانونية، وطالبت الجانب الأردني، عن طريق وزارة الخارجية السورية، بضرورة ضبط الحدود، ومنع تهريب الآثار من خلال الأردن إلى أي بلد كان”.

 

وبحسب مسؤول النظام، فقد رفعت دائرة الآثار عدة دعاوى قضائية بحق كل من تم التعرف عليه في المشاركة بنهب الآثار وتخريب المواقع الأثرية في محافظة درعا.

 

مجلس الأمن الدولي، بحسب النصر الله، أصدر قراراً لحماية الآثار السورية وكلف الشرطة الدولية (الإنتربول) تنفيذ القرار وإعادة كل القطع الأثرية المنهوبة إلى سوريا.

 

من جهته، كشف المدير العام لدائرة الآثار العامة الأردنية منذر الجمحاوي، أن الدائرة لديها عدد لا بأس به من القطع الأثرية التي ضُبطت خلال السنوات الماضية في أثناء محاولة تهريبها من سوريا إلى الأردن.

 

وفي تصريح لصحيفة “الغد” الأردنية، أوضح الجمحاوي أن دائرة الآثار عملت على إنشاء مستودع خاص للآثار السورية المضبوطة على الأراضي الأردنية، موضحاً أنه “تم حفظ الآثار بطرق علمية؛ للحفاظ عليها من العوامل الطبيعية وغير الطبيعية”.

 

وأكد الجمحاوي أن الحكومة الأردنية سوف تعيد جميع هذه القطع إلى سوريا بعد أن يستتب الأمن وتستقر الأوضاع هناك، موضحاً أن لدى الأردن مخازن مخصصة للمضبوطات الأثرية؛ إذ تمت إعادة نحو 2500 قطعة أثرية إلى العراق، فضلاً عن إعادة قطع أثرية لكل من مصر وفلسطين.

 

وتضم محافظة درعا نحو 375 موقعاً أثرياً تعود لفترات تمتد إلى حقبة ما قبل التاريخ وصولاً إلى فترة الحضارة الإسلامية، ومن بين هذه المواقع 128 موقعاً مسجلة على لائحة التراث الوطني السورية.

 

صحف بريطانية: تهديدات أردوغان ضد كردستان غير جادّة

على الرغم من النبرة المرتفعة التي تعالت من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب إعلان أكراد العراق المضي في مشروع الاستفتاء على الانفصال من العراق، فإن صحفاً بريطانية ترى أن ذلك لن يعني بأي حال من الأحوال أن تركيا قد تتدخل عسكرياً.

 

القوات التركية كانت قد أعادت تمركزها على الحدود العراقية، وأجرت تدريبات مشتركة مع القوات العراقية، لكن ذلك –على ما يبدو– جزء من الضغط التركي ليس على أكراد العراق وحسب، وإنما أيضاً على أكراد تركيا، الذين لم يتفاعلوا مع حدث الاستفتاء كما حصل مع أشقائهم في إيران.

 

الدولة التركية وبحسب صحيفة “ميدل إيست إي”، ترى أن أكبر تهديد يواجهها هو وجود دولة كردية مستقلة على حدودها سواء بالعراق أو سوريا، وفي الوقت ذاته يصوّت أكراد تركيا بالأغلبية لحزب الرئيس التركي “العدالة والتنمية”.

 

البروفيسور والمحلل السياسي صهيب أوغوت، قال إن موقف أردوغان من الاستفتاء الكردي في العراق، كان رداً على المخاوف الداخلية، وهو لا يعتقد أن أكراد بلاده يفكرون بالطريقة ذاتها التي يفكر بها أكراد العراق.

 

وأوضح أوغوت أن الأتراك “يفكرون بشكل مختلف، الشعب الكردي صوَّت لصالح حزب العدالة والتنمية، وهم يهتمون بأمن تركيا أيضاً ولا يتخذون قراراتهم على أساس العرق، لو كان الأمر كذلك لصوتوا للأطراف أخرى وما كانوا قد صوتوا لحزب العدالة”.

 

ويتابع أوغوت أن “الأكراد في تركيا لا يشعرون بالاغتراب، الأمر يعود إلى الطريقة التي يفسر بها أردوغان القومية، إنها قومية ليست عنصرية ولا شوفينية ولا تقوم على التمييز”.

 

أردوغان الذي يستعد منذ الآن لانتخابات 2019، سيكون بحاجة إلى أكثر من 50% من الأصوات ليحكم قبضته على البلاد دستورياً.

 

أصوات الأكراد أسهمت كثيراً في تمرير الاستفتاء على الدستور التركي الجديد، في أبريل الماضي والذي يمنح الرئيس صلاحيات واسعة.

 

ويرى محمد كابا، رئيس مركز دجلة للبحوث المجتمعية، أن أردوغان “لن يقوم بأي تحركات غير محسوبة وهذه المرة أيضاً لا تختلف، هذه التهديدات التركية ضد الاستفتاء الكردستاني هي جزء من محاولة أردوغان لإرضاء القوميين اليمينيين والحركة الشعبية، إنه يسعى لكسبهم”.

 

وكانت تركيا قد أعلنت مجموعة من الإجراءات ضد إقليم كردستان العراق، منها وقف الطيران إلى الإقليم الكردي وإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع القوات العراقية، بالإضافة إلى حديث عن نية أنقرة إغلاق المعبر الوحيد مع إقليم كردستان”.

 

من جهتها، أوضحت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أنه ينبغي ألا تُؤخذ تهديدات الرئيس التركي ضد كردستان على محمل الجدية في الوقت الراهن، مضيفة أنه “غالباً ما يصدر الرئيس التركي تحذيرات مروعة وقاسية ضد أعدائه، ولكنه عادة ما يكون حذراً في حال أراد تنفيذ تهديداته”.

 

فقد حذر أردوغان من إمكانية إغلاقه خط أنابيب النفط الذي ينقل النفط الخام إلى البحر المتوسط، وفرض حصار بري وجوي على الإقليم، كما لوح بالحل العسكري ضده، بالتزامن مع إعلان وزارة الدفاع في بغداد إجراء مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق مع الجيش التركي.

 

أردوغان: استفتاء كردستان العراق سيشعل أزمات خطيرة

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا قادرة على مواجهة الأزمة التي تسبب بها استفتاء الانفصال في كردستان العراق، محذرا من أن الاستفتاء سيشعل أزمات خطيرة في المنطقة.

وأضاف أردوغان خلال كلمة ألقاها اليوم في حفل تخريج لأكاديمية الشرطة في أنقرة، أن هذا الاستفتاء نار ستحرق من أشعلها، مشددا على أن من أصر على إجرائه في سبيل مصالحه لن يستطيع مواجهة دول المنطقة في المستقبل.

وحذر أردوغان من أن هذا الاستفتاء يستهدف وحدة شعوب المنطقة، وأنه سيتسبب بإشعال صراعات عرقية فيها، إضافة إلى الصراعات التي تعاني منها في الأصل.

وشدّد على أن بلاده سوف تتصدى لتلك الفتنة “التي يحاولون إشعالها في العراق تماما مثلما منعنا امتداد الحريق المشتعل في سوريا إلى بلادنا”.

وعن رفع العلم الإسرائيلي في كردستان العراق، اعتبره أردوغان عودة التعاون الوثيق بين جهاز الموساد الإسرائيلي وبين المسؤولين في إدارة الإقليم.

وكان أردوغان ترأس أمس اجتماعا أمنيا رفيع المستوى في المجمع الرئاسي بتركيا لبحث تداعيات إقرار المفوضية العليا في كردستان العراق نتائج استفتاء الانفصال، وشارك فيه رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية وقائد القوات المسلحة التركية.

تصريحات يلدرم

من جهته قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم  إن إيران وتركيا والعراق تبذل قصارى جهدها لتجاوز أزمة استفتاء كردستان العراق بأقل الخسائر.

وأضاف يلدرم أنه إذا شكّل أمر ما خطراً على أمن تركيا القومي في الداخل أو الخارج, فإن أنقرة لن تتأخر في الرد بأقسى شكل وعلى نحو واضح.

وأكد يلدرم أن حكومة بغداد ستكون الجهة التي تتعامل معها تركيا فيما يتعلق بالمعابر الحدودية والمطارات والنشاطات الاقتصادية، وأن أنقرة تعتبر الاستفتاء في حكم غير الموجود.

كما قال إن هناك من دخل مغامرة في سبيل تحقيق مصالحه الشخصية، وهي ستؤثر على مستقبل مئات الآلاف من البشر الأبرياء، مشيراً إلى أن الاستفتاء لن يأتي بالسلام أو الأخوة أو الرفاه للمنطقة.

وبدوره قال محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء التركي للشؤون الاقتصادية إن بلاده ستقوم في الوقت المناسب بتدابير سياسية واقتصادية وعسكرية ردا على استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق.

وتوقع أن تطلب الحكومة العراقية إغلاق المعابر الحدودية التركية مع الإقليم، وقال “سندرس طلبات العراق، وسنطبق تدابيرنا”.

وعمليا أعلنت تركيا تعليق الرحلات الجوية من وإلى محافظتي أربيل والسليمانية في إقليم كردستان العراق اعتبارا من يوم غد الجمعة، وذلك استجابة لطلب الحكومة العراقية.

 

أميركا: الحل في سوريا سياسي لا يشمل الأسد وإيران

دبي – قناة الحدث

أعلنت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، الأربعاء خلال كلمتها أمام مجلس الأمن حول التطورات السورية، أن الحل المستدام في #سوريا يأتي عبر انتقال سياسي لا يسمح بأن يحل النفوذ الإيراني أو الأسد محل تنظيم #داعش بعد هزيمته.

 

وقالت هيلي إن “الولايات المتحدة ملتزمة بإيجاد حل في سوريا وعلينا أن نضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها. علينا أن نسائل النظام على منعه وصول هذه المساعدات”.

كما أضافت أن “الحل المستدام الوحيد في سوريا والسبيل الوحيد للحد من العنف والإرهاب هو عبر انتقال سياسي لا يسمح بأن يحل النفوذ الإيراني مكان داعش أو نظام الأسد في السلطة”.

 

نفي روسي يورط النظام بقتل 150 مدنياً في إدلب

دبي – العربية.نت

قال عمال إنقاذ من المعارضة، الأربعاء، إن طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري قتلت ما لا يقل عن 150 مدنياً وأصابت عشرات آخرين خلال أكثر من أسبوع من القصف العنيف جاء بعد توقف الغارات الجوية المكثفة لمدة ستة أشهر في الأجزاء الخاضعة لسيطرة المعارضة من شمال غرب #سوريا.

وقال سالم أبو العزم وهو عامل إنقاذ من الدفاع المدني الذي تديره المعارضة في #إدلب، إن عمال الإنقاذ انتشلوا 152 جثة وأنقذوا 279 مدنيا منذ حملة القصف التي نفذتها روسيا والنظام السوري.

وبدأت الضربات بقصف مكثف لبلدات ومدن في جنوب إدلب حيث للمتطرفين وجود كثيف، لكن في الأيام القليلة الماضية اتسع نطاقها لتشمل معظم بلدات المحافظة المتاخمة لتركيا.

لكن وزارة الدفاع الروسية، نفت الخميس، مزاعم بأن طائرات روسية وسورية قتلت 150 مدنياً على الأقل أثناء قصف استمر أكثر من أسبوع، قائلة إنها توخت الحذر لعدم إصابة المدنيين، الأمر الذي يورط النظام السوري بالقتل.

وكانت الوزارة ترد على مزاعم من منظمة الدفاع المدني السورية المعارضة والتي اتهمت موسكو ودمشق بقتل 150 مدنياً على الأقل، وإصابة العشرات في ضربات جوية بمحافظة إدلب.

وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف في بيان، إن الدفاع المدني لا يمكن اعتبارهم مصادر موضوعية تملك معلومات موثوقة، وفق تعبيره.

وأضاف “طائرات القوات الجوية الروسية لا تضرب أحياء سكنية في مناطق مأهولة لتفادي وقوع خسائر”.

 

فرنسا تندد بهجوم إدلب وتحث روسيا على الالتزام باتفاقات عدم التصعيد

باريس (رويترز) – نددت فرنسا يوم الخميس بقصف القوات الحكومية السورية وحلفائها لمدنيين في إدلب وحماة ودعت روسيا للالتزام بتعهداتها للحد من العنف في المنطقة.

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس روماتي-إسباني في بيان ”هذه الأفعال تنتهك القانون الإنساني الدولي“.

 

وأضافت ”تدعو فرنسا روسيا وحلفاء نظام دمشق إلى احترام التعهدات التي قُطعت في آستانة وإلى منع استمرار هذه الضربات الجوية“.

 

ونفت وزارة الدفاع الروسية يوم الخميس ما تردد من أن طائرات روسية وسورية قتلت 150 مدنيا على الأقل خلال قصف استمر أكثر من أسبوع. وقالت إنها حرصت على عدم إصابة مدنيين.

 

إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود

 

الأمم المتحدة تندد بغارات جوية على مستشفيات بإدلب السورية

جنيف (رويترز) – أدانت الأمم المتحدة غارات جوية على خمسة مستشفيات ومخزنين للمساعدات الإنسانية في إدلب بسوريا هذا الأسبوع ودعت لتطبيق نظام يسمح للأطراف المتحاربة بحماية المدنيين والمنشآت الطبية قرب الجماعات ”الإرهابية“.

 

وقال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا إنه ليس واضحا من نفذ هذه الهجمات لكنه أضاف أن الهجمات جزء من نهج متصاعد لمهاجمة ”شرايين الحياة الإنسانية“ بما في ذلك المستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملون في المجال الطبي.

 

وقال للصحفيين ”نحتاج بشكل عاجل لنظام إخطار عملي ومحترم لهذه المنشآت المحمية تحترمه الأطراف المسلحة“ رغم أنه أقر بأن بعض وكالات الإغاثة تعزف عن تقديم إحداثيات مواقعها للأطراف المتحاربة.

 

إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى