أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 28 كانون الثاني 2016

قرار المعارضة في ملعب دي ميستورا

الرياض، لندن، نيويورك – «الحياة»

قضت المعارضة السورية يوم أمس وهي تنتظر رداً من الأمم المتحدة على مطالب قدّمتها في شأن مفاوضات جنيف كي تحسم موقفها من المشاركة فيها بدءاً من غد الجمعة. وتكثّفت جهود الدول الكبرى والإقليمية خلال الساعات الماضية لإزالة ثلاثة «ألغام» أمام انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في جنيف، أو المقايضة بين هذه «الألغام»، في ظل استغراب الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة «الاستعجال» في بدء المفاوضات «قبل تأمين شروط نجاحها».

وكان لافتاً أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لم يوجّه دعوة إلى «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم لحضور المفاوضات، ما أثار غضب معارضين آخرين يُحسبون على «القائمة الروسية»، فهدّدوا بعدم الحضور أيضاً، فيما تردّدت أنباء روسية عن توجيه دي ميستورا دعوة إلى وزير الخارجية وليد المعلم لترؤس وفد الحكومة السورية.

وأعلن رئيس الوزراء السوري السابق المنسّق العام للهيئة التفاوضيّة العليا الدكتور رياض حجاب أمس، أن الهيئة أرسلت موافقتها على حضور مفاوضات جنيف مباشرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مطالباً في الوقت ذاته بحضّ المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته تجاه الشعب السوري. وأشار حجاب إلى أن الهيئة متمسّكة في أجندة التفاوض بضرورة إنشاء هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات، وبوحدة الأراضي السورية، والحفاظ على مؤسسات الدولة، مع إعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية، ورفْضِ الإرهاب بأشكاله كافة، وإقامة نظام تعدُّدي يمثّل كل أطياف الشعب السوري، من دون أن يكون لبشار الأسد وأركان نظامه ورموزه مكان فيه أو في أي ترتيبات سياسية مقبلة. لكنه لمّح إلى وجود تراجع في مواقف بعض الدول الصديقة التي تخلّت عن تصريحاتها حول فقدان بشار الشرعية، وتخلت عن دعوته إلى «التنحي الفوري»، وباتت تتحدث عن إمكان تحقيق ذلك على «المدى البعيد»، وترهن تطبيق القرارات الدولية بموافقة النظام، وفقاً لمبدأ «الموافقة المتبادلة»، متجاهلة أن نظام الأسد يرفض مناقشة هذه المسألة من حيث المبدأ، ولا يقبل بوضعها على أجندة المفاوضات.

وأوضح حجاب في بيان صحافي أن الهيئة أرسلت خطاباً آخر إلى دي ميستورا تطلب منه «بعض التوضيحات، في ظل استكمال الإجراءات التي يتم تحضيرها في الأروقة الدولية على عجل ومن دون مراعاة لبعض الترتيبات المهمة التي لا يمكن إغفالها، بخاصة في ما يتعلق بدور الأمم المتحدة في رفع الحصار عن المناطق والمدن والبلدات المحاصرة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع مَنْ هم في حاجة إليها… ووقف أي هجمات موجّهة ضد المدنيين».

وقال معارضون إن الهيئة التفاوضيّة العليا اجتمعت في الرياض لليوم الثاني لحسم موقفها من حضور مفاوضات جنيف، وكانت تنتظر الحصول على ردود من دي ميستورا، ويُتوقّع أن تواصل اجتماعها اليوم الخميس قبل إعطاء جوابها. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في المعارضة قوله: «أرسلنا التساؤلات ونحن في انتظار الرد». وفي وقت لاحق أفادت الوكالة و «قناة العربية» بأن المعارضة أرجأت قرارها إلى اليوم.

وفي نيويورك، طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، مجلس الأمن بالعمل في شكل جدي لمتابعة تطبيق قراراته المتعلقة بالأزمة الإنسانية في سورية، خصوصاً لجهة إلزام حكومتها بإصدار الموافقات على طلبات المنظمات الإنسانية لإرسال المساعدات. وقال أوبراين في جلسة للمجلس حول الوضع الإنساني في سورية، إن ١٠ في المئة من طلبات إرسال المساعدات التي قُدِّمت إلى الحكومة السورية العام الماضي، قوبِلت بالموافقة وتمكّنت المنظمات الإنسانية من إرسال مساعدات إلى المناطق التي يصعُب الوصول إليها، فيما لم تتلقَّ ردوداً على نحو ٨٠ في المئة من الطلبات.

 

أميركا تحض المعارضة السورية على حضور محادثات جنيف من دون شروط

واشنطن – رويترز

قالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم (الأربعاء) إنه ينبغي على جماعات المعارضة السورية انتهاز الفرصة التاريخية لحضور محادثات السلام المزمعة في جنيف بعد غد (الجمعة) من دون شروط مسبقة.

وقال الناطق باسم الوزارة، مارك تونر: “أمام فصائل المعارضة فرصة تاريخية للذهاب إلى جنيف واقتراح سبل جادة وعملية لتنفيذ وقف لإطلاق النار و(إتاحة) وصول المساعدات الإنسانية وغيرها من إجراءات بناء الثقة.. وينبغي أن يفعلوا ذلك من دون شروط مسبقة”.

 

الأمم المتحدة : سورية تجاهلت معظم الطلبات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية

الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) – رويترز

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين أمس (الأربعاء)، إن «الحكومة السورية تجاهلت في العام 2015 معظم طلبات المنظمة الدولية، لإرسال مساعدات إنسانية إلى حوالى 4.6 مليون شخص يعيشون في مناطق محاصرة ويصعب الوصول إليها، وإن 620 الف شخص فقط هم الذين حصلوا على مساعدات».

وأضاف أوبراين لمجلس الأمن الدولي، إن «الامم المتحدة قدمت 113 طلباً إلى الحكومة السورية العام الماضي، للموافقة على دخول قوافل إغاثة، لكن لم تتم الموافقة سوى على عشرة في المئة فقط من الطلبات». ووافقت الحكومة السورية بصفة مبدئية على عشرة في المئة أخرى، لكن الامر توقف بسبب عدم إصدار موافقة نهائية، أو بسبب انعدام الأمن أو لعدم الاتفاق على ممر آمن، في حين أوفقت الامم المتحدة ثلاثة في المئة لانعدام الامن. وقال أوبراين إن «الحكومة السورية تجاهلت الرد على الطلبات الأخرى والتي تمثل 75 في المئة»، مضيفاً «هذا الجمود غير مقبول تماماً، تأثيره ملموس في الأرض. في 2013 وصلنا إلى حوالى 2.9 مليون شخص من خلال آلية قوافل لعدد من الوكالات، لكننا وصلنا فقط إلى 620 ألفاً (في 2015)». وتابع «نفقد الوصول للمزيد والمزيد من الاشخاص كل يوم مع اشتداد حدة الصراع وتقارب خطوط القتال». وقالت الأمم المتحدة، إن «إجمالي 13.5 مليون شخص في سورية يحتاجون لمساعدات انسانية، ارتفاعاً من 1.3 مليون العام 2014». وقال أوبراين إن «ستة ملايين شخص تقريباً كانوا يحصلون على مساعدات غذائية شهرياً العام 2015، في حين حصل قرابة 16 مليون على مساعدات طبية، و6.7 مليون على مياه ومساعدات أخرى، فيما حصل 4.8 مليون شخص على مواد منزلية أساسية».

 

روسيا تقترح عقد اجتماع دولي حول سوريا في ميونيخ في 11 فبراير

اقترحت روسيا عقد اجتماع دولي حول الأزمة السورية بحضور مسؤولين غربيين وعرب وإيرانيين في ميونيخ في 11 شباط/فبراير 2016،حسبما أعلن نائب لوزير الخارجية.

صرح ميخائيل بوغدانوف “هناك اتفاق مبدئي في هذا الشأن بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري والآن نعرض الاقتراح على مجموعة الدعم الدولية لسوريا. أما المكان والزمان فهما ميونيخ في 11 شباط/فبراير”، حسبما نقلت عنه وكالة “تاس” الحكومية.

 

وفي سياق متصل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله في موسكو يوم الخميس 28 يناير 2016 إن الجولة المقبلة من المحادثات السورية وفقا “لصيغة فيينا” ربما تعقد يوم 11 فبراير شباط. 2016

 

و”صيغة فيينا” هي اجتماع على مستوى الوزراء يضم كلا من الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا وإيران ومصر وقطر ولبنان وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.

 

دعوات دو ميستورا بلا ردود واشنطن: “جنيف 3” فرصة تاريخية

جنيف – موسى عاصي

قبل 24 ساعة من موعد انطلاق الحوار السوري – السوري، لا تزال الأمور ضبابية في جنيف. ذلك أن فريق الامم المتحدة لم يتسلّم حتى الآن أي رد من المدعوين للمشاركة في “جنيف3″، والجميع ينتظرون الساعات أو حتى الدقائق الأخيرة لاتخاذ قرارهم.

ففي الرياض، تنتظر المعارضة رداً من الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون على رسالة وجهها منسق الهيئة العليا للمفاوضات مع النظام المنبثقة من مؤتمر الرياض رياض حجاب، تتضمن طلبات تبدو تعجيزية قبل ساعات من انطلاق الحوار “كرفع الحصار عن المناطق المحاصرة وادخال المساعدات واطلاق المسجونين ووقف الهجمات العسكرية على المناطق المدنية ووقف استخدام القصف المدفعي والجوي”، يضاف الى ذلك شرط “استناد العملية التفاوضية الى بيان جنيف1 كمرجعية عبر انشاء هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات”.

وفيما كان ينتظر وفد الرياض رداً من نيويورك أو جنيف على رسالة حجاب، جاء الرد بطريقة مباشرة من واشنطن التي أعادت التذكير بضرورة المشاركة في حوار غد. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر: “أمام فصائل المعارضة فرصة تاريخية للذهاب إلى جنيف واقتراح سبل جدية وعملية لتنفيذ وقف النار وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية وغيرها من إجراءات بناء الثقة و”ينبغي أن يفعلوا ذلك من دون شروط مسبقة”، وذلك في اشارة واضحة إلى شروط المعارضة لبدء الحوار.

وفي لوزان، حيث تقيم مجموعة المدعوين الى الحوار من خارج وفد الرياض، مثل “مجلس سوريا الديموقراطية” ومنتدى موسكو ولقاء الاستانة، لم تكن الأمور أفضل منها في الرياض، فقد أعلن الرئيس المشترك لـ”مجلس سوريا الديموقراطية” مقاطعة الحوار “بسبب استبعاد حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي من الحوار”. وبعد اجتماعات استمرت طوال نهار امس، توصل المشاركون الى صيغة يعتقدون أنها ستجد آذاناً صاغية لدى الامم المتحدة والراعيين الروسي والاميركي، وتتضمن هذه الصيغة اعادة تشكيل لائحة محاورين من 30 شخصاً، 15 منهم يشاركون مباشرة في الحوار و15 احتياط، وتشمل “لائحة لوزان” ممثلين لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي المستبعد بفعل الضغط التركي.

كما اتفق على تشكيل مرجعية لهذا الوفد من خمسة اشخاص هم: هيثم المناع، الرئيس المشترك لـ”مجلس سوريا الديموقراطية” والهام أحمد الرئيسة الثانية للمجلس، وصالح محمد مسلم رئيس حزب الاتحاد الكردي وقدري جميل رئيس جبهة التحرير والتغيير، ورندا قسيس منسقة لقاء الاستانة. ويبدو أن هدف المبادرة الجديدة التي حملها مسؤول روسي من لوزان مساء أمس الى جنيف وسلمها الى المبعوث الاممي ستافان دو ميستورا، هو ايجاد مخرج لمشاركة الأكراد ولكن بطريقة غير مباشرة عبر ممثلين للحزب الكردي شاركوا في لقاءات أخرى للمعارضة السورية مثل مسؤول الحزب في أوروبا خالد عيسى الذي شارك في منتدى موسكو ولقاء الاستانة.

وأبدى أعضاء في لقاء لوزان تفاؤلاً كبيراً بأن تجد هذه الصيغة قبولاً ومرونة عالية لدى الامم المتحدة ولدى موسكو وواشنطن، لما فيها من مخارج تعفي الولايات المتحدة من التزامها حيال تركيا لعدم دعوة الحزب الكردي الى طاولة “جنيف 3″، وترضي موسكو التي طالما شددت، حتى أمس في تصريح لمساعد وزير الخارجية الروسي غينادي بوغدانوف، على ضرورة مشاركة الحزب في هذا الحوار.

وتفيد المعلومات أن واشنطن لا ترى أي سبب لرفض مشاركة الحزب الكردي، فخبراؤها العسكريون في الميدان السوري يساهمون في الأعمال العسكرية والتقدم الذي تحرزه “قوات سوريا الديموقراطية” وعمودها الفقري “وحدات حماية الشعب” التابعة للحزب الديموقراطي في الشمال يجري بتنسيق مع طائرات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ومع الطائرات الروسية. وأكثر من ذلك، فإن صالح محمد المسلم تلقى دعوة للمشاركة في لقاء ثنائي مع لافروف وكيري قبل منتصف شباط المقبل مع وعود بالمشاركة شخصياً في الجولات اللاحقة للحوار، الا أن غض الطرف الاميركي عن عدم توجيه الدعوة جاء إرضاء لتركيا وتسهيلاً لانطلاق المحادثات. ولم يكن الروس بعيدين عن الرؤية الاميركية، إذ اعلن غاتيلوف إن حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي “قد ينضم الى المحادثات في مرحلة لاحقة”.

 

المعارضة السورية تواصل مشاوراتها في الرياض عشية موعد المفاوضات

المصدر: (أ ف ب)

عشية الموعد المحدد لبدء مفاوضات جنيف، تواصل الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية الخميس مشاوراتها لليوم الثالث على التوالي في #الرياض، في انتظار رد من الامم المتحدة على مطالب انسانية تقدمت بها.

وفيما تتصاعد الضغوط الدولية عليها للمشاركة في المفاوضات من دون شروط، تؤكد المعارضة السورية انها لا تضع شروطا، ملقية الكرة في ملعب النظام الذي “يحاصر المدنيين ويريد ان يساوم على الوضع الانساني على طاولة المفاوضات”، بحسب ما قال مصدر في المعارضة لوكالة فرانس برس.

في هذا الوقت، تستمر الاعمال العسكرية في مناطق عدة من سوريا، وبينها الغارات الجوية الروسية الداعمة للنظام والتي حصدت خلال الساعات الاخيرة 44 قتيلا بين المدنيين.

وبدا ان العائق المتمثل بتسمية المفاوضين تمت تسويته، او على الاقل تراجع لصالح مضمون المحادثات الذي سيطرح على الطاولة.

واعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الملتئمة في احد فنادق العاصمة #السعودية في بيان صدر اليوم انها لم تحسم موقفها بالنسبة الى المشاركة في المفاوضات التي دعت اليها الامم المتحدة بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة السوريتين بهدف ايجاد حل للازمة المستمرة منذ خمس سنوات والتي تسببت بمقتل اكثر من 260 الف شخص.

 

وقال المتحدث باسم الهيئة سالم مسلط في البيان “نشكر مبعوث الامين العام للامم المتحدة السيد ستيفان دي مستورا على رسالته الجوابية، وعلى تأكيده على ان الفقرتين 12 و13 اللتين طالبنا بتنفيذهما، حق مشروع وتعبران عن تطلعات الشعب السوري وهما غير قابلتين للتفاوض”.

الا انه اضاف ان الهيئة بعثت برسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون “تطالب اعضاء مجلس الامن وخاصة الدول الخمس الدائمة العضوية بالقيام بمسؤولياتهم والتزامهم بتطبيق القرار 2254، وننتظر الرد منه”.

 

وتشير الهيئة الى القرار 2254 الصادر في كانون الاول 2015 عن مجلس الامن والذي نص على خطة سلام للازمة السورية تتضمن اجراء مفاوضات. وتنص الفقرتان 12 و13 على ايصال المساعدات الى المناطق المحاصرة في سوريا ووقف القصف ضد المدنيين.

 

وتابع بيان الهيئة: “نحن جادون في المشاركة وبدء المفاوضات، لكن ما يعيق بدء المفاوضات هو من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم”.

واوضح مصدر في المعارضة السورية لوكالة فرانس برس ان الجواب المطلوب من بان كي مون يتعلق ب”اجراءات فعلية لتنفيذ” الفقرتين 12 و13 من قرار مجلس الامن.

 

واضاف: “الهيئة تنظر بايجابية الى المفاوضات ولا تضع شروطا”، مشيرا الى ان النظام هو من يحاول تحول المفاوضات الى كلام عن الملف الانساني الذي يفترض ان يكون امرا محسوما في القرارات الدولية.

 

وتابع: “النظام هو من يحاصر المدن ويقصف المدنيين (…) وفي الوقت نفسه يحاول ان يساوم على الملف الانساني على طاولة المفاوضات”.

وقال: “النقاش في ملف انساني على طاولة سياسية امر غير اخلاقي وغير قانوني”.

 

في جنيف، ردت المتحدثة باسم دي ميستورا عن احتمال ارجاء المفاوضات المقررة غدا، “لا زلنا ننتظر اجابة من مجموعة الرياض اليوم وحينها سنقرر”.

 

وحضت الولايات المتحدة الداعمة للمعارضة الهيئة الاربعاء على المشاركة في مفاوضات جنيف دون شروط مسبقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر: “امام وفد الهيئة العليا للمعارضة وفصائل المعارضة المختلفة في سوريا فرصة تاريخية للذهاب الى جنيف وعرض الوسائل الملموسة لتطبيق وقف اطلاق النار وفتح ممرات انسانية واجراءات اخرى كفيلة باعادة خلق الثقة”. واضاف: “عليهم القيام بذلك من دون شروط مسبقة”.

 

في موسكو، اعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ان بلاده اقترحت عقد اجتماع دولي حول الازمة السورية بحضور مسؤولين غربيين وعرب وايرانيين في ميونيخ في 11 شباط المقبل.

 

وكان دي ميستورا اعلن ان مفاوضات جنيف قد تستمر لستة اشهر.

 

وشكل القرار 2254 اختراقا ديبلوماسيا، اذ تضمن خارطة طريق تنص على وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا يشارك فيها سوريو الداخل والخارج، من دون ان يذكر بشكل صريح مصير الرئيس الاسد.

 

وتتمسك المعارضة بالتفاوض وفق بيان جنيف 1 الذي توصلت اليه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا والامم المتحدة والجامعة العربية خلال اجتماع في حزيران 2012، ونص على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة.

 

واصطدمت العملية السياسية بالاختلاف على تفسير البيان وتحديدا مصير الاسد. وبدا ذلك جليا في مفاوضات جنيف-2 في العام 2014، اذ اعتبرت المعارضة ان الصلاحيات الكاملة تعني تجريد الاسد من صلاحياته وبالتالي استبعاده، بينما يتمسك النظام بان مصير الرئيس يقرره الشعب من خلال صناديق الاقتراع.

 

واقر القرار 2254 باجماع اعضاء مجلس الامن، بمن فيهم روسيا الحليفة للنظام، والتي بدأت منذ نهاية ايلول حملة غارات جوية في سوريا تقول انها تستهدف “الارهابيين”، في حين تتهمها المعارضة ودول داعمة لها باستهداف الفصائل المسلحة والمدنيين دعما لقوات النظام.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم، عن مقتل 44 مدنيا على الاقل امس في غارات روسية على مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في شمال وشرق سوريا.

 

وادت الغارات الروسية الى مقتل اكثر من الف مدني خلال اربعة اشهر، بحسب المرصد.

 

برهان غليون لـ”النهار”: “جنيف 3” فاشل قبل انعقاده ولا ينبغي على المعارضة المشاركة

المصدر: “النهار”

محمد نمر

حتى اللحظة لم تدر محركات طائرة وفد المعارضة المدعوم من الرياض لنقل الشخصيات إلى جنيف للمشاركة في “مباحثات” الجمعة التي دعا إليها المبعوث الأممي ستيفان دو مستورا، وفضّلت عدم الرضوخ لـ”الابتزاز” الأميركي، بعدما حذّر وزير الخارجية جون كيري بعض الشخصيات من “خسارة أصدقاءكم” في حال رفض الوفد المشاركة، بل التزمت بنبض الشارع الذي شعر بـ”مؤامرة” تُحبك في “جنيف 3″، خصوصاً مع استمرا الحصار وقصف المدنيين وتجويع السوريين.

 

سباق مع الوقت قبل يومين من انعقاد المباحثات وضع مصير جنيف 3 على المحك، فالمعارضة التي اشترطت تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، وما يتضمن من وقف للقصف العشوائي والحصار تدرك أن القرار بات حساساً، بعدما لمست مطالبات “المقاطعة” من الرأي العام السوري المعارض، وربما بات السيناريو الأكثر شيوعاً بين صفوف المعارضين أن يفتتح دي مستورا “المباحثات” في غياب وفد معارضة الرياض، إلا إذا خيّب الأخير ظنّ القاعدة الجماهيرية المعارضة.

المعارضة تريد المفاوضات قبل النظام لكن “لكي تشارك هناك حد أدنى من الشروط التي تؤكد أن المفاوضات تسير في طريق صحيح وآلية ادارتها صحيحة، وألا تكون فخاً تخرج منها المعارضة منتحرة أو ممزقة”، وفق ما يقول المعارض السوري برهان غليون لـ”النهار” منتقداً مضمون كلام دي مستورا، ومعتبراً أن الأخير “لم يقدّم في مؤتمره أي معلومات جدية حول هدف المفاوضات وجدول الأعمال وآلية انعقادها والمشاركين”، مضيفاً انه “من غير المقبول الدخول في مفاوضات مصيرية لم يُعرف المدعوون إليها، وعلى أي معيار تمّت دعوة الشخصيات؟”.

 

منتدى ثقافي؟

 

تحويل بداية جنيف 3 من مفاوضات إلى مشاورات، وفيما بعد إلى محادثات فمفاوضات، لم يُرضِ المعارضة، ويسخر غليون من هذه الآلية قائلاً: “وكأن اللقاء أصبح منتدى ثقافياً سيأخذ فيه دي مستورا رأي الناس، وبعدها يصيغ التقرير حسب ما يبدو له أنه صحيح”، ويضيف: “هذه لا تسمى مفاوضات، خصوصا ًأن اليوم هناك مجموعة أشخاص مدعوة لا ترتبط ببعضها”.

 

وعن إمكانية انعقاد المشاورات، يقول: “كل الأمور واردة، ووفق ما قال دي مستورا ليس ضرورياً حضور كل الوفود بل قد تحضر في مرحلة ثانية، وأنه قد يدعو شخصيات أخرى أيضاً في المستقبل”، ما دفع غليون إلى اعتبار هذا الأمر “غامضاً”، ويقول: “قد يفتتحها الجمعة ويعتذر بقوله إن الامور لم تحلَّ بعد مع وفد المعارضة السورية، وننتظر حضورهم ويستمر بالمشاورات، خصوصاً انها ليست مفاوضات، وبطريقته يستطيع أن يعقد اجتماعات طوال سنتين من دون أي مشكلة، أما في حال وصلت الاستيضاحات والمطالب فبالتأكيد سنشارك المعارضة لأنها هي التي تطالب بمفاوضات وحل سريع لأن شعبها يتألم ويتعذب”.

 

لا ينبغي المشاركة

 

لا يتحدث #غليون باسم الهيئة العليا للمفاوضات، لكنه يدعوها إلى عدم الذهاب إلى أي مفاوضات من دون اتضاح كل الأمور، بما فيها وقف القصف العشوائي والحصار في أي منطقة كانت، ويقول: إذا رفض حينها النظام تطبيق مواثيق الأمم المتحدة في منع العقوبات الجماعية والتجويع، فليطردوا سفيره من الأمم المتحدة، فهم لا يزالون يعترفون به، فيما هو عصابة قاتلة”.

 

ويرجِّح غليون ألا “تشارك المعارضة الجمعة في جنيف، ولا ينبغي لها ذلك قبل أن تتوضح الشروط وتتحقق المطالب، والهيئة راسلت دي مستورا، وقالت أنه طالما لم تتحقق الشروط، فهم مستعدون للمشاركة في أي لحظة تتحقق فيها المطالب”.

 

ابتزاز أميركي

 

أما في شأن الضغوط الأميركية وخصوصاً ما جاء على لسان كيري، فيصفه غليون بـ”الابتزاز”، مشدداً على أن “لا حلّ من دون المعارضة السورية، ومهما كانت قوة الروس العسكرية والميليشيات الايرانية والطائفية، لن يكون هناك حل من دون تحول نحو نظام جديد كما تطلب المعارضة”.

 

ويقول: “أعتقد أن #جنيف_3 فاشل قبل انعقاده لأنه بدلاً من أن يكسب ثقة الأطراف، خصوصا المعارضة التي تمثل ثورة شعب، أضاع الفرصة وأثار الشك أن هناك فخاً منصوبًا للمعارضة، وهذا فشل ذريع، والرأي العام يساند المعارضة في مواقفها”، كما اعتبر أن تحويل الاسم إلى مباحثات بدلاً من مفاوضات “غش وخداع، ولا يمكن أن تحصل مفاوضات حول مصير شعب بترضيات شكلية، واليوم كل ما يحصل هو لتجنب مواجهة الأزمة، ويستخدم السوريون أقنعة لمفاوضات اقليمية ودولية لا تخصّ السوريين، لذلك هناك غموض وتعقيد في جنيف 3، والمحادثات هي إلهاء للسوريين بأمور سخيفة، بينما الدول الاخرى التي تضرب الارهاب تعمل على موضوعات أخرى، وعلى تقاسم مناطق النفوذ في سوريا، ولا أحد يتوجه لمشكلة الشعب السوري”.

 

أين مصر؟

 

ويقول: “كل الدول تريد حلّ أمورها ولا تحلّ أمور الشعب، ايران تريد تثبيت قدمها في سوريا وروسيا تثبيته على مستوى الشرق الاوسط، والمجتمع الدولي والطرف الأميركي يريدان المصالحة مع الروس والايرانيين على حساب الشعب السوري، ولا أحد يتوجه إلى مشلكة الشعب السوري، أما العرب فهم منشغلون بمشاكلهم الداخلية، فمصر، القوة الاكبر، غائبة كلياً ولا أحد يعرف موقفها من الذي يجري، فيما تحاول السعودية أن تدعم بقدر ما تستطيع وهي الداعم الرئيسي مع قطر وبعض دول الخليج لكن من الواضح انها تتعرض لضغوط كبيرة”.

 

مناع يطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في قائمة المشاركين بجنيف

اعلن هيثم مناع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية المعارض الذي يضم أعضاء أكرادا لم توجه لهم الدعوة لحضور محادثات جنيف إن المجلس أرسل قائمة “بمشاركين أساسيين” للأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة.

وقال مناع للصحفيين في لوزان بسويسرا “أنهينا قائمتنا ولدينا ما يمكن أن نسميه قائمة ديمقراطية سورية تضم 15 اسما أساسيا و15 (عضوا بديلا) وننتظر لأن (مبعوث الأمم المتحدة ستافان) دي ميستورا تلقى هذه القائمة هو والأمريكيون والروس.”

 

نحو حلب وإدلب بموازاة ضبط إيقاع المفاوضات

سوريا: صواريخ جنيف ومعارك الجبهات

خليل حرب

اذا ما قُدّر لمسار جنيف أن يستمر، لجولة أولى من ستة أشهر، كما أعلن ستيفان دي ميستورا، وخرجت «معارضة الرياض» من اجتماعاتها الماراثونية المفتوحة بقرار ما اليوم، فإن المفاوضات ذاتها ستتولى تشذيب الكثير من الأجندات السلفية ـ والجهادية ـ كالتي فخخت بها الرياض وأنقرة، مفاوضات التسوية السورية في سويسرا على شاكلة محمد علوش، شريك «القاعدة» في «جيش الإسلام».

«علمانية» سوريا. هذا ما نص عليه «إعلان فيينا السوري» الذي حددته الأمم المتحدة والروس والأميركيون، من بين المعايير الكثيرة للمستقبل السوري. ومنذ مقتل زهران علوش وقيادات كبرى في حركة «أحرار الشام» خلال الأسابيع الماضية، يبدو من الواضح أن ما لن تشذبه مفاوضات جنيف، سيكون على لائحة الترويض (سياسياً وعسكرياً) خلال الأشهر الستة المقبلة.

وبمعنى أوضح، يقول مصدر واسع الاطلاع، إن «الميادين العسكرية هي التي ستفرض حدود الممكن وحدود المستحيل في مسار حل الأزمة السورية خلال الأشهر الستة المقبلة»، حتى لو تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، اذ يفترض، كما أعلن السوريون والروس مراراً، أنه لن يُسمح للفصائل المتهمة بالإرهاب، وهي كثيرة بحسب الحصيلة المؤقتة التي أعدّتها المخابرات الأردنية، بالتنعم بخيرات أي هدنة عسكرية.

سيجهد المتأرجحون ما بين حافتي «الإرهاب» و «الاعتدال» من أجل البرهنة على «اعتدالهم»، تماما مثلما اضطر السعوديون، مكرهين على ما يبدو، لإصدار أوامرهم لجماعات المعارضة المتمركزة في الرياض، بالذهاب صاغرين الى جنيف، بناءً على تعليمات الحليف الأميركي المتململ من تشرذمهم وشروطهم البوهيمية، خارج معادلات وواقعية التسوية السياسية وحتميتها مع دمشق.

وفيما أعلن المتحدث باسم ما يسمى الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف سالم المسلط أن اجتماع الرياض للمعارضة سيُستأنف اليوم في العاشرة صباحا للبحث في المشاركة في المفاوضات المقررة غدا الجمعة، وهو تأجيل جديد من جانب فصائل الرياض تحت ذريعة انتظار «توضيحات» من دي ميستورا بشأن نص الدعوة الموجهة لهم، فإن واشنطن سارعت امس الى تجديد ضغوطها ومطالبة أطراف الرياض بالذهاب الى قاعة التفاوض «من دون شروط مسبقة».

ومن الواضح أن غياب القرار والإرادة يقضم من الرصيد السياسي المحتمل لـ «ائتلافيي» الرياض، تماما كما يفعل الميدان العسكري، وكما فعل في الأيام الماضية، من سلمى وربيعة شمالا، الى الشيخ مسكين جنوبا.

وبهذا المعنى، فإن «صواريخ جنيف» إن صح التعبير، أصابت في السياسة وشرّعت نوافذ التسوية الآن، مثلما فعلت صواريخ الحلفاء، سوريا وروسيا وايران و «حزب الله»، أو فلنقل أقله منذ «عاصفة السوخوي» قبل أربعة شهور، بقلب المعادلات العسكرية. وربما لهذا السبب، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس أنها تأمل ألا تؤثر الانتصارات السورية الأخيرة على سير المفاوضات.

كما أنه من الواضح أن من بين أكثر من أصابتهم «صواريخ جنيف» أو أقله، أربكت حساباتهم، السعودية وتركيا وقطر، بالإضافة طبعاً الى اسرائيل التي يتعرض «جيش لحدها» في الجنوب الى ضربات متتالية.

ويقول المصدر إن «الحلفاء الاربعة (سوريا، روسيا، ايران وحزب الله) يدركون جيدا معاني التلازم بين الميدان وجنيف، وانه لا معنى لأي انتصار اذا لم يجد صداه أو يتم استثماره في السياسة، تماما ككل الحروب في التاريخ، أو سيكون البديل دورة متواصلة من التدمير العبثي».

ويعتبر المصدر «يبقى الميدان ضرورياً لجلاء الغموض في بيان فيينا وجلاء المصطلحات وإعادة ترتيب الاتفاقات والتفاهمات المرتطبة بسوريا، بما في ذلك بيانات جنيف وفيينا وقرارات مجلس الامن الدولي»، مضيفا «ستبقى كلها بتفسيراتها خاضعة للمؤثرات الميدانية».

ولذلك تثار العديد من الأسئلة الآن: أيهما يحسم التسوية السورية، معارك الميدان أم مفاوضات جنيف الطويلة والشاقة؟ أم أنهما تعملان بالتوازي؟ وماذا بعد الشيخ مسكين وريف اللاذقية الشمالي؟ والأهم ربما الآن، كيف ستتبدل خريطة المشهد الميداني والتحالفات العسكرية على الارض، سواء قبل التوصل في جنيف الى وقف لإطلاق النار، أو بعده، ما دامت «الحرب على الارهاب» مستمرة بغض النظر عما سيجري في قاعات التفاوض السويسرية؟

ولم يعد سراً أن مرحلة الهبوط في ميزان القوى تفاقمت في تشرين الثاني العام 2014 مع معركتي وادي الضيف والحميدية في ريف ادلب، وكرّت السّبحة بعدها نحو ادلب وجسر الشغور وأريحا. التلاقي الاقليمي وقتها بين تركيا والسعودية تجسد بـ «جيش الفتح»، وبرمزية القاضي الشرعي السعودي عبدالله المحيسني (تنظيم القاعدة)، وصولا الى لقاء «النصر» التلفزيوني الذي أجراه أحمد منصور مع زعيم «جبهة النصرة» ابو محمد الجولاني وهو يعلن أن طريق النصر على الساحل السوري ودمشق صار قريبا، وأن وقت الثأر مع العلويين بات وشيكاً. (ملاحظة: كم تختلف هذه اللهجة عما كان يردده زهران علوش في خطاباته أمام أنصاره عن الروافض والعلويين….؟ وهل سيكون محمد علوش من بعده مفوّضاً لاستخدام اللهجة ذاتها في جنيف؟).

كانت هذه مرحلة التراجع الميداني الكبير، الى أن بدأت التقارير تشير الى تزايد النشاط الروسي في حميميم ثم وصولا الى الذروة الروسية في 30 ايلول الماضي.

يقول مصدر متابع للمشهد الميداني السوري الآن إن التحركات العسكرية الأخيرة تشير الى وجهتين محتملتين لمعركتين أساسيتين: حلب وادلب. عمليات عسكرية من خان طومان الى خان العسل والراشدين الخامس والبحوث العلمية وصولا الى جمعية الزهراء والليمرون، للإطباق على مدخل مدينة حلب الغربي. وعمليات من العيس وتل العيس باتجاه اوتوستراد حلب ومنه الى ريف ادلب الشرقي. وهناك عمليات تقدم من كويرس نحو مدينة الباب وصولا الى قرية الراعي، على حدود تركيا مباشرة.

وباختصار، هناك ما يشبه الإطباق في محيط حلب، من خان طومان (الجنوب الغربي)، ومن الباب (الشرق) ومن باشكوي (الشمال).

أما بالنسبة الى ادلب فإن خيوط المعركة تتكامل، من ريف اللاذقية حيث يجري التقدم الآن، بعد ربيعة وسلمى، نحو قريتي كنسبا وكبانا، ثم الى ريف ادلب عبر قرية الناجية، فإما بعدها من جبل التركمان الى جسر الشغور، أو من جبل الأكراد نحو سهل الغاب في ريف حماه.

واذا كان من المتوقع أن تكون نوى، أكبر معاقل فصائل مسلحي الجنوب، الوجهة المرجحة للجيش السوري، بعدما استعاد الشيخ مسكين في ريف درعا، فإن إقفال أكبر ممر بري يربط داريا بالمعضمية في الغوطة الغربية يشكل تحولا كبيرا في موازين القوى في تلك المنطقة المحاذية لدمشق، بعدما تعزز التقدم التدريجي للجيش في الغوطة الشرقية نحو دوما، معقل «جيش الإسلام»، من خلال السيطرة على مرج السلطان والبلالية ومزارعها ودخول مزارع النشابية.

ماذا يعني ذلك؟

يقول المصدر الميداني إنه «تمت عملية مزج خلاق وتطبيق للأسس النظرية التي نوقشت بين سوريا وروسيا وايران. صحيح أنها تطلبت بعض الوقت لتفعيلها بين الارض والجو، إلا أنه إنجاز تراكمي للضربات الجوية، وبدأ الحصاد المشترك يعطي ثماره».

ويقول مصدر متابع سياسيا إن اللاعبين الحلفاء «يدركون الروزنامة السياسية وأجندتها، والروسي شريك في العسكر والسياسة، وبالتالي ما نراه هو ضبط الإيقاع التلازمي بين مسارات السياسة والعسكر، ما بين مئات الجبهات السورية وقاعات جنيف التي يفترض أن تفتح أبوابها غدا».

المصدر الواسع الاطلاع يقول ان «الميدان سيفرض حدود الممكن والمستحيل في الأزمة». ويتابع «ستكون هناك شراكة سياسية مع معارضين سوريين، لكنها ستكون تتويجا لهزيمة فصائل المعارضة في الميدان. العسكريون الذاهبون الى جنيف لا يملكون الكثير من الأوراق على الارض، لكنهم كانوا يراهنون على أي إنجاز قد يعزز رصيدهم السياسي».

أما الآن، يقول المصدر وقد راح المشهد الميداني مصحوبا بانقلاب سياسي دولي من الازمة، يتبدل بغير مصلحتهم، «فإن أكثر ما سيضمرونه من تمنيات، انتصار الدولة التي حاربوها خلال السنوات الخمس الماضية. بقايا من الجيش الحر ستلتحق بشكل أو بآخر بالجيش السوري. الفصائل الاخرى سينهكها البحث عن مخارج لنفسها اذا ما دارت عجلات التسوية برعاية روسية أميركية. السعودي والتركي لن يمكنهما المماطلة طويلا حتى نهاية عهد باراك أوباما، لعل وعسى».

ووفق مقررات فيينا، وتعليمات جون كيري العلقمية لرياض حجاب في الرياض، فإن الرئيس بشار الاسد شريك في المرحلة المقبلة، ولا شروط مسبقة على المفاوضات، وهو ما يعني ضمنيا أن حصة المعارضة السياسية في الحكم الجديد قد تكون محدودة ببعض الوزارات وضمانات بنسبة تمثيلية ما في البرلمان الجديد، اذا ما جرت الانتخابات وفق الدستور الجديد الذي سيجري إعداده خلال 18 شهرا.

وكأنها تسوية تكرّس انتصار الجيش السوري عمليا، وانما بماكياج سياسي، ساهمت واشنطن بتفاهم مع موسكو، على تسويقه وهي تقتاد المعارضة عنوة الى جنيف، فماذا سيبقى للسعوديين والأتراك والقطريين من أوراق مؤثرة، ما دامت الوقت يقلص قدرتهم على التأثير في المشهد الميداني؟

وأخيراً، متى ورد آخر خبر عن تحليق للطيران التركي في السماء السورية أو حتى بمحاذاتها منذ إسقاط السوخوي الروسية؟ وألم تؤثر إعادة التموضع الأردني على مجريات المعارك الجنوبية الجارية الآن؟ من المهم مراقبة بيانات الفصائل المسلحة و «الجهادية» وصراخهم تألماً بسبب «الخيانات» التي يتعرضون لها، من «الحلفاء» ورفاق السلاح…و «صواريخ جنيف».

 

«جبهة النصرة» تعود إلى حلب.. لفرض الأمر الواقع!

عبد الله سليمان علي

«جبهة النصرة» تعود إلى مدينة حلب بعد حوالي عام ونصف العام من الخروج الكبير منها، منتصف العام 2014، في أعقاب هزيمتها المدوّية في المنطقة الشرقيّة على أيدي تنظيم «الدولة الاسلامية»، واضطرارها إلى تجميع قواها من جديد للإقلاع بمشروع زعيمها أبي محمد الجولاني بخصوص إقامة إمارة إسلاميّة، وهو ما حدث في محافظة إدلب.

وتأتي عودة «النصرة» إلى حلب، في ظلّ ظروف سياسيّة وعسكريّة معقّدة تمرّ بها الساحة السورية عموماً والحلبيّة خصوصاً، لا سيما في ظلّ تصاعد الحديث عن حملة عسكريّة كبيرة يجهّز لها الجيش السوري لاستعادة المدينة، وبالتزامن مع تصاعد أحداث العنف في المدينة التي شهدت أوّل تفجير انتحاري استهدف مقراً تابعاً لـ «أحرار الشام» منذ أيّام، وذلك بعد عامين من غياب هذه التفجيرات عن المدينة. وممّا لا شكّ فيه أنَّ هذه العودة ستؤدّي إلى خلط أوراق الجماعات المسلحة في حلب، والتي لن تسرّها رؤية «النصرة» وهي تستعيد هيمنتها في المدينة. وفي هذا السياق أُعلِن، أمس، عن الاندماج الكامل عسكرياً وسياسياً وإدارياً بين «الجبهة الشامية» و «ثوار الشام».

وكشفت الأرتال الضخمة التي سيّرتها «جبهة النصرة» بشكل متتالٍ نحو حلب، خلال الأيام السابقة، ووثّق دخولها للمدينة حساب «مراسل حلب» عبر مقاطع مصوّرة نشرها على «تويتر»، سرّ الحواجز التي نشرتها «الجبهة» خلال الأسبوعين السابقين، في بعض أحياء المدينة، والتي أثارت موجة واسعة من الانتقادات والاحتجاجات بين صفوف ناشطي المدينة. فهذه الحواجز لم تكن غاية بحدّ ذاتها، بل كانت، كما أظهرت الوقائع، تمهيداً لاستقبال الأرتال القادمة وتأمين حمايتها وضمان أمن المقار والمستودعات التي ستحطّ رحالها فيها. وكانت «النصرة» قد أقامت حواجز عدة أكبرها على الطريق الوحيد الواصل بين حلب وريفها الشمالي (الكاستيلو). والحاجز الثاني على دوار الصناعة في حي باب النيرب، والثالث أمام كازية الكنج في حي الكلاسة. كما قامت بمصادرة عدد من المباني والمستودعات في بعض أحياء حلب كالمشهد والفردوس لاستخدامها كمقار ومكاتب لقادتها وعناصرها القادمين.

وأظهرت المقاطع المصوّرة المنشورة، أرتالاً ضخمة من السيارات محمّلة بمقاتلين ومدجّجة بكل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وهي تشقّ طريقها باتّجاه مدينة حلب وتدخل إلى أحيائها في ما يشبه الاستعراض العسكري. ويتألّف أكبر هذه الأرتال من مئات السيارات والشاحنات المزودة بالرشاشات. وما لم تظهره الصور، هو أنَّ هذه الأرتال كانت مصحوبة أيضاً بأعداد أخرى من الدبابات والمدفعية والعربات المصفحة، كما أفاد «السفير» عدد من أهالي الأحياء التي دخلت إليها.

ورسمياً، عزت «جبهة النصرة» إرسال هذه الأرتال الضخمة إلى ضرورة تعزيز جبهة حلب لحمايتها من العمليّة العسكريّة التي يحضر لها الجيش السوري والتي تدلّ عليها، بحسب ما يتناقله مقربون منها، الحشود التي يجمعها الجيش على جبهات عدة حول المدينة. غير أنَّ هذا التبرير لم يقنع أحداً من نشطاء المدينة وقادة الفصائل فيها، خاصةً أنَّ تعزيز جبهات القتال يتطلّب التحشيد على خطوط التماس التي تشهد مواجهات مع الجيش السوري في أرياف حلب وليس داخل المدينة. وكان أوّل المحتجّين العسكريين مصطفى برو، قائد «تجمع فاستقم كما أمرت»، الذي وصف الخطوة «النصراوية» بأنَّها «تحرير المحرّر»، في إشارة إلى الاتّهام الذي طالما وُجِّه إلى تنظيم «داعش». وتساءل: «ما الذي جاؤوا لأجله»، واصفاً القائمين على الخطوة بـ «اصحاب العقول العقيمة». من جانبهم، أبدى العديد من الناشطين تخوّفهم من عودة «جبهة النصرة» وتحرّكها المفاجئ داخل مدينة حلب. وما زاد من قلقهم، أنَّ «النصرة» لم تستجب لمبادرة طرحها بعض قادة الفصائل وتتمحور حول إنشاء جهاز شرطة موحّد يتفرّغ لمهمّة ضمان الأمن داخل المدينة، على أن يخرج جميع المقاتلين باتّجاه نقاط الرباط ضدّ الجيش السوري. وهذا يعني أنَّ «جبهة النصرة» تضمر غايات أخرى لا تريد الكشف عنها.

وتشير معلومات حصلت عليها «السفير» من مصدر خاص، إلى أنَّ دخول أرتال «جبهة النصرة» كان مقرّرا منذ أشهر عدة، وحتى قبل التدخّل الروسي في نهاية أيلول الماضي. وأكّد المصدر، الذي تحدث الى «السفير»، أنَّ المخطّط كان يقضي أن تأتي هذه الأرتال بعد فترة وجيزة من تعيين أبي هاجر الحمصي «أميراً للجبهة» على حلب في شهر آب الماضي، إلَّا أنَّ تسارع الأحداث وهبوب «عاصفة السوخوي» الروسيّة وهجوم الجيش السوري على ريف حلب الجنوبي، اضطر «النصرة» إلى تأجيل هذه الخطوة.

ولا يستبعد بعض الناشطين أن تكون لـ «جبهة النصرة» أهداف عدة في هذه المرحلة من وراء عودتها إلى أحياء حلب، قد يكون على رأسها ضمان موطأ قدم لها في العاصمة الاقتصادية للبلد، تمهيداً للإمساك بخيوط من اللعبة، تتيح لها فرض وقائع جديدة لعرقلة العملية السياسيّة التي وصف زعيمها الجولاني المشاركة فيها «بخيانة دماء الشهداء» ولم يخفِ نيته السعي إلى إفشالها. كما أنَّ تطورات الأوضاع الميدانيّة والتقدم الكبير الذي أحرزه الجيش السوري على عدد من الجبهات في اللاذقية وحلب ودرعا، دفعا قيادة «جبهة النصرة» إلى الإسراع في تنفيذ المخطّط الذي طالما داعب مخيلتها منذ السيطرة على إدلب، وهو ضمّ حلب إلى «إمارتها»، خاصة في ظلّ الخشية من أن تؤدّي عمليات الجيش وتقدمه نحو الريف الغربي، إلى تطويق معاقلها في إدلب ومحاصرتها.

ويتخوّف الناشطون أن يؤدّي دخول «النصرة» إلى حلب إلى تفاقم الحالة الأمنيّة وتطور الخلافات مع الفصائل، إلى اشتباكات مسلّحة كما حصل في أكثر من مكان. وما عزّز هذا الاحتمال، هو أنَّ المسؤول الشرعي العام في «جبهة النصرة» سامي العريدي، أردني الجنسية، أشار في تغريدات عبر حسابه الرسمي على «تويتر» إلى أنَّ «بعض الفصائل في المناطق المحرّرة هي ملاذ لخلايا البغدادي ولبقايا المفسدين»، وهو ما ضاعف مخاوف الناشطين من أن تكون الغاية الحقيقية هي إطلاق حملة جديدة للقضاء على المفسدين، كما جرى في ريف إدلب العام الماضي. ويبدو أنَّ الاتهامات التي بدأ أنصار «جبهة النصرة» توجيهها إلى فصائل، دون تسميتها، بالتعامل مع «النظام السوري» وتحضير حلب لتسليمها إليه، تصب في هذه الخانة.

 

بعد 5 سنوات على الثورة السورية: «كبير المفاوضين» ومصطلحات التفاوض تذكر بمتاهات القضية الفلسطينية

إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: «الهيئة العليا للمفاوضات»، «كبير المفاوضين السوريين»، «المبعوث الدولي»، «مفاوضات جنيف».. جميعها مصطلحات يرى فيها سوريون ساخطون على تردي أوضاعهم الأمنية والسياسية بعد خمس سنوات على الثورة، أنها تذكرهم بمتاهات المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، المستمرة منذ أكثر من 20 عاماً بدون تحقيق أي نتائج ملموسة، معبرين عن خشيتهم من تكرر هذه التجربة مع المفاوضات السورية.

الشاب السوري، محمد الشيخ، كتب على صفحته على «فيسبوك»: «اليوم علمت أنه بات لدينا شخص يسمى «كبير المفاوضين» في وفد المعارضة لجنيف، تذكرت صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، الذي يفاوض منذ أكثر من 20 عاما بدون نتائج. يبدو أننا بحاجة إلى 20 عاما من المعاناة لنلمس نتائج المفاوضات».

وخلال المؤتمر الأخير، الذي عقدته المعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض، تم تشكيل ما سمي بـ»الهيئة العليا للمفاوضات»، التي شكلت بدورها «وفد تفاوض»، وسُمي محمد علوش، المسؤول السياسي في فصيل «جيش الإسلام»، «كبير المفاوضين» في وفد المعارضة، الذي سيشارك في المفاوضات السياسية مع النظام السوري في جنيف، برعاية المبعوث الدول لسوريا، ستيفان دي ميستورا.

أبو رائد (40 عاماً) سوري يعيش في إسطنبول، يقول «نعلم أن العالم تكالب علينا، كما تكالب على القضية الفلسطينية. بتنا نرى النكبة الفلسطينية في المأساة السورية، حتى في أدق التفاصيل. عندما استمع إلى بعض نشرات الأخبار أشعر بأنني لا أعرف هل المقصود في الخبر فلسطين أم سوريا؟ فالمصطلحات واحدة».

من جهته، يرى يامن الحلبي (32 عاماً) أن «الثورة السورية تعاني من ضغوط دولية ومؤامرة هائلة، يبدو أن العالم اتفق على القضاء عليها، روسيا وأمريكا اتفقتا علينا، أنا لا أشكك في وطنية المفاوضين، لكن واقعنا بات مضحكاً مبكياً. فنحن نعيد مصطلحات التفاوض والهيئات والمسميات التي لا تغير من الواقع شيئا»، وأضاف: «بتنا نفاوض على أدنى المبادئ الإنسانية وإدخال الطعام والكف عن التجويع بدلا من أن نفاوض على رحيل الأسد وبناء دولة ديمقراطية».

ويقول تيم حوراني (44 عاماً)، سوري يعيش في إسطنبول: «كنا نتوقع أن نرى مفاوضات تنهي الحرب والمأساة وتضمن رحيل الأسد في أقرب وقت، والآن نفاوض على رفع الحصار عن قرى وإدخال بعض المساعدات الإنسانية والأسد سيشارك في الانتخابات المقبلة، هذه المعادلة تذكرني بالمفاوضين الفلسطينيين الذين كانوا يفاوضون على القدس واللاجئين والأرض وباتوا يفاوضون على المعابر والمواد الإنسانية وبعض التفاصيل، يبدو أن السياسة الدولية واحدة في إنهاء القضايا العربية وتصغيرها».

فاضل محمود (25 عاماً) يقول: «بات لدينا قراران لمجلس الأمن، نطالب أن تكون المفاوضات على أساسهما، تماماً كقراري مجلس الأمن بخصوص فلسطين (242 و338) اللذين نسمع عنهما منذ الأزل ولم يتحقق منهما شيء حتى اليوم».

 

هاموند: مقاطعة المعارضة السورية المفاوضات تصب في مصلحة الأسد

لندن- الأناضول: اعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، أنه في حال مقاطعة المعارضة السورية مفاوضات جنيف الجمعة، فإن ذلك “سيخدم مصالح الرئيس السوري بشار الأسد”.

جاء ذلك في تصريحات صحفية، أدلى بها الخميس، في العاصمة البريطانية لندن، حيث قال هاموند “غياب المعارضة عن المفاوضات سيوفر للنظام السوري فرصة إستغلال ذلك إعلاميا، لذا ينبغي عليها المشاركة في المفاوضات، ويجب علينا التركيز على تدابير من شأنها زيادة عوامل الثقة بين الطرفين، ووقف إطلاق النار”.

وتطرق هاموند إلى موقف روسيا الداعم لنظام الاسد، مشددا على ضرورة التأكد من مصداقيتها في تحقيق السلام في سوريا، وأوضح بأن المفاوضات ستجري بين أطراف الأزمة السورية، بشكل غير مباشر، فيما لم يتطرق إلى موضوع عدم توجيه دعوة الى “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي لمشاركته في المفاوضات.

وأضاف الوزير البريطاني أن “روسيا تشارك في المفاوضات باعتبارها جزءا من العملية السياسية، وبدلا من وقوفها على خط الحياد، فأنها تقتل المعارضة المعتدلة التي تعد جزءا من الحل السياسي”.

وحدد، دي مستورا، الجمعة المقبلة 29 كانون الثاني/ يناير الجاري، موعدًا لبدء المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السورية في مدينة جنيف، وأشار في مؤتمر صحفي الاثنين الماضي، أنَّ الخلاف ما يزال قائمًا في تحديد الأطراف المشاركة في وفد المعارضة السورية.

 

أمريكا تحث المعارضة السورية على حضور محادثات جنيف دون شروط

الهيئة العليا للمفاوضات تؤجل الى اليوم قرارها بشأن المشاركة

واشنطن – الرياض ـ «القدس العربي»: قالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الأربعاء إنه ينبغي لجماعات المعارضة السورية انتهاز الفرصة التاريخية لحضور محادثات السلام المزمعة في جنيف يوم الجمعة دون شروط مسبقة.

وقال مارك تونر المتحدث باسم الوزارة «أمام فصائل المعارضة فرصة تاريخية للذهاب إلى جنيف واقتراح سبل جادة وعملية لتنفيذ وقف لإطلاق النار و(إتاحة) وصول المساعدات الإنسانية وغيرها من إجراءات بناء الثقة.. وينبغي أن يفعلوا ذلك دون شروط مسبقة.»

واعلنت الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية المجتمعة الاربعاء في الرياض انها اجلت الى اليوم الخميس قرارها بشأن الدعوة الموجهة اليها للمشاركة في المفاوضات مع النظام السوري يوم غد الجمعة في جنيف.

وقال المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط ان «اجتماع المعارضة السورية سيستأنف المباحثات عند الساعة العاشرة» من صباح اليوم الخميس.

واضاف للصحافيين في الرياض ان الهيئة العليا للمفاوضات لا يمكنها ان تأخذ قرارا قبل أن تتسلم ردودا من المبعوث الخاص للامم المتحدة ستيفان دي مستورا الذي وجه الثلاثاء دعوات للمشاركة في المفاوضات.

من جهة أخرى نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله، أمس الأربعاء، أن وزير خارجية سوريا وليد المعلم سيقود وفد الحكومة السورية في محادثات السلام مع المعارضة في جنيف، وقال إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يمكنه المشاركة في مرحلة لاحقة من محادثات السلام السورية في جنيف، لكنه لم يدع للجولة الأولى من المناقشات.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا لوزير الخارجية الفرنسي، في وقت سابق أمس، إنه لن يوجه الدعوة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لحضور المحادثات، وإن هيئة معارضة مدعومة من الرياض ستقود المفاوضات.

ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن جاتيلوف قوله «لم ترسل دعوات للمشاركة في المرحلة الأولى من محادثات سوريا لحزب الاتحاد الديمقراطي، لكن دي ميستورا حجز له مكانا وينوي دعوته في مرحلة لاحقة».

وبين المدعوين، هيثم مناع، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، وهو تحالف عربي كردي معارض، وقدري جميل، رئيس»الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» المقيم في موسكو.

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات أعربت في تصريح لها في وقت سابق عن استعدادها للمشاركة في العملية السياسية المفضية إلى بدء مسار الحل السياسي للأزمة السورية استناداً إلى بيان جنيف 2012، وقرار مجلس الأمن 2118 لعام 2013 كمرجعية للتفاوض، وذلك عبر إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، مع الحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية، على أن يتم تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015 دون أي استثناءات أو انتقائية في التنفيذ على أرض الواقع، كما أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة أنها أرسلت رسالة إلى المبعوث الأممي لسوريا تطلب منه توضيح بعض النقاط التي وردت في خطاب الدعوة.

وأكدت الهيئة على ضرورة تحقيق تحسن حقيقي على الأرض قبل الشروع في العملية التفاوضية، وذلك من خلال: فك الحصار عن المدن، وإيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة، وإطلاق سراح السجناء وخاصة منهم النساء والأطفال، ووقف تنفيذ أحكام الإعدام، مؤكدة ضرورة فصل العملية التفاوضية عن الحالة الإنسانية المروعة التي يجب معالجتها وفق المادتين 12 و13 من قرار مجلس الأمن 2254، وأن العائق الحقيقي لتحقيق بنود هذا القرار الأممي الملزم هو من يضع شروطاً مسبقة لتنفيذه، وذلك من خلال ربط معالجة القضايا الإنسانية بتحقيق تقدم في المسار السياسي، ولا شك في أن مقايضة المواقف السياسية بمعاناة الشعوب هي سلوكيات لا إنسانية ولا يسوغ للمجتمع الدولي أن يقبل بها تحت أي ظرف.

 

مصادر: حزب كردي سوري يقوم بتسليح عناصر حزب العمال الكردستاني في تركيا

دمشق – (د ب أ)- كشفت مصادر عسكرية سورية معارضة واسعة الاطلاع الخميس أن ” حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سورية و الذي يتزعمه صالح مسلم قام أواخر شهر تشرين ثان/ نوفمبر الماضي بإدخال أسلحة أمريكية إلى جبال منطقة “جزيرة بوطان” مدينة Cizre التابعة لولاية شرناخ جنوب شرق تركيا .

وأكدت المصادر أن الأسلحة التي أدخلت إلى الاراضي التركية خلال الفترة الأخيرة كانت تدخل من قرية قرب منطقة المالكية أقصى شمال شرق سورية .

وقالت المصادر إنه جرى تسليم الأسلحة لعناصر من حزب العمال الكردستاني pkk حيث أشرف على الاستلام من الجانب التركي للحدود القيادي في الحزب كوران قرقماز المقرب من جميل بايق القيادي في حزب العمال الكردستاني والمسؤول عن الملف السوري في الحزب الكردي .

و تصف تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتزعمه مسلم بـ “الارهابي الذي يهدد امن تركيا “.

وأوضحت المصادر أن “الأسلحة التي وصلت إلى العمال الكردستاني هي محتويات دفعة أمريكية كانت اختفت بعد وصولها في شهر تشرين ثان / نوفمبر الماضي إلى بلدة المالكية على الحدود مع تركيا والعراق، وتسلمتها الوحدات الكردية بإشراف القيادي في الوحدات شاهين جلو، وكانت تضم أسلحة متوسطة وذخائر وقنابل يدوية “.

وترفض تركيا حضور مسلم و اي من عناصر حزبه مفاوضات جنيف 3 السورية بصفته ” ارهابيا ” وفق ما تعتبره انقرة و التي ترفض ايضا مشاركة ممثلين عن تنظيم ” وحدات حماية الشعب ” الكردية في منطقة القامشلي السورية المحاذية للحدود مع تركيا و التي تصنفهم تركيا ايضا بـ ” ارهابيين ” .

تجدر الإشارة إلى أن عدة دفعات من الأسلحة الأمريكية قد وصلت إلى الوحدات الكردية في الاشهر الأخيرة وتسارعت مع سيطرة الوحدات على محيط سد تشرين قرب منطقة عفرين بريف حلب شمال سورية و كذلك وصول دفعات من الجنود الأمريكيين إلى مدينتي القاملشي و عين العرب كوباني حيث يشرف الجنود الامريكيين هذه الفترة على السد بشكل مباشر.

وكان الدعم الأمريكي للوحدات الكردية في سورية بدأ مع الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على منطقة عين العرب (كوباني) منتصف الشهر آب /أغسطس عام 2014 عندما تم تشكيل التحالف الدولي ضد داعش في سورية والعراق، ومع بداية غارات التحالف على تنظيم داعش في الشهر العاشر من نفس العام.

وكانت طائرات التحالف الدولي ألقت اكثر من 20 طناً من الأسلحة والذخائر للوحدات الكردية شمال سورية، ما اعتُبر في حينه، أول دعم أمريكي علني بالسلاح لقوات الحماية الكردية ، و هو ما يثير حفيظة تركيا وفق ما هو معلن .

 

إسرائيل تقوم بعمليات احتواء وردع وتنسيق لمنع تنظيم «الدولة» من الاقتراب إلى حدودها

الأردن خائف من المهاجرين والخلايا النائمة وموزع بين علاقات مع الجيش السوري أو دعم الجبهة الجنوبية

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: في عدد الأسبوع الماضي من مجلة «إيكونوميست» البريطانية، تحدثت في تقرير لها عن المخاطر التي تواجه إسرائيل من تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي بات يقترب من حدودها على جبهتين من سوريا وسيناء.

وقالت إن الجيش الإسرائيلي يراقب تحركات الناشطين من تنظيم «الدولة» في الجولان السوري، حيث يمكن مشاهدة أفراد «لواء شهداء اليرموك»، الذي يعتبر واحدا من فصائل المعارضة السورية. ويتعامل قادة عسكريون إسرائيليون مع وجود الفصيل على أنه صورة مخففة من تنظيم «الدولة ـ داعش».

ويتراوح تعداد عناصر اللواء بين 600- 1.000. ورغم عدم اقتراب المقاتلين من الحدود الإسرائيلية وانشغالهم بقتال الجيش السوري والفصائل السورية المنافسة لها وتأمين مناطقهم على منحدرات الجولان، إلا أن الإسرائيليين قلقون من محاولة تنظيم «الدولة» التمدد في المنطقة للتعويض عن خسائره بمناطق أخرى من العراق وسوريا، واستخدام اللواء كقاعدة متقدمة من أجل تنفيذ هجمات ضد كل من إسرائيل والأردن.

وحتى الآن لم ينفذ التنظيم أي هجوم على إسرائيل، مع أن قواته لا تبعد سوى 8 كيلومترا عن الحدود الإسرائيلية.

تشديدات أمنية

وكان زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، قد تحدث في شريط الشهر الماضي عن وصول تنظيم الدولة قريبا إلى فلسطين. وفي كانون الثاني/يناير حذر رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، غادي أزيكنوت، من أن هزيمة التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة» قد يدفع مقاتليه لتحويل بنادقهم ضد إسرائيل والأردن .

وقال: «النجاح ضد تنظيم الدولة قد يجعلهم يحولون فوهات بنادقهم ضدنا وضد الأردنيين». وبدأت القوات الإسرائيلية بتشديد الدفاعات على الحدود السورية، ووضعت أجهزة استشعار، ويقوم جنود من القوات الحدود النظامية بالحراسة -وليس جنود احتياط كما كان عليه الحال سابقا.

وأشارت المجلة إلى ما تعرف بـ «ولاية سيناء»، التي أعلنت ولاءها للتنظيم عام 2014 وتقف وراء تفجير الطائرة الروسية في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي وتخوض تمردا دمويا ضد قوات الأمن المصرية.

وتشير المجلة إلى أن إسرائيل تتعاون مع مصر وتوفر سراً المعلومات للجيش والإستخبارات هناك.

وهناك ملمح ثالث لخوف إسرائيل من تنظيم «الدولة» وهو سفر عدد من المواطنين الفلسطينيين، الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية إلى سوريا، مع أن من قرر الإنضمام لا يتجاوز عددهم عن 50 شخصا.

وقال مسؤول أمن إسرائيلي: «هناك سويديون يقاتلون مع داعش أكثر مما يوجد إسرائيليون». ورغم قدرة القوات الأمنية الإسرائيلية على مراقبة تحركات المواطنين، إلا أن الحذر على الحدود لا يكفي، كما قال الرئيس الإسرائيلي، روفين ريفلين.

قوة «داعش» في الجنوب

وفي هذا السياق أكد تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز»، أعده كل من سام جونز وإريكا سولومون، وجود معسكر تدريب أقيم على عجل في جنوب سوريا في نفس الإشارة لـ»لواء شهداء اليرموك».

ونقلت الصحيفة عن عسكري إسرائيلي ودبلوماسيين غربيين وصفهم اللواء بأنه واجهة شبه علنية لتنظيم الدولة الإسلامية.

ويقول مسؤولون إن التدخل الروسي إلى جانب الرئيس السوري، بشار الأسد، غيّر من دينامية الحرب الأهلية السورية وأدى لتقوية الجماعات الجهادية على حساب جماعات المعارضة المعتدلة.

وأضافت الصحيفة أن تزايد حضور «لواء شهداء اليرموك» عند أبواب كل من الأردن وإسرائيل أثار مخاوف المسؤولين في البلدين.

وقد يؤثر على محادثات السلام التي من المتوقع أن تبدأ يوم غد الجمعة في جنيف، حسبما أعلن المبعوث الدولي الخاص، ستيفان دي ميستورا، الذي وجه دعوات للمشاركين يوم الثلاثاء.

وتضيف الصحيفة أن وصول تنظيم «الدولة» إلى الجنوب قد يعرض البلدين لعنف مشابه كذلك الذي تعرضت له تركيا ولبنان على يد انتحاريين تابعين للتنظيم.

وبحسب قيادي بالجيش الإسرائيلي: «ما يثير قلقنا هو أن التدخل الروسي غير من أشكال الهجمات التي يقوم بها داعش».

وأشار إلى أن مقاتلي التنظيم «أصبحوا أقوياء بدرجة كبيرة هناك ولا ينافسهم أحد». وأضاف أن «لواء شهداء اليرموك» لم يقاتل خلال الـ 18 شهرا هي «جبهة النصرة» التي تعتبر الفرع السوري لتنظيم «القاعدة».

ويعتقد أن تنظيم «الدولة» أقام علاقات مع منظمات مقاتلة في الجنوب السوري ومنها «حركة المثنى الإسلامية» التي تنشط قرب درعا والتي يقدر عدد مقاتليها بـ 1.500 مقاتل.

ونقلت الصحيفة عن قيادي عسكري من المعارضة قوله إن الحركة ارتبطت بسلسلة من الاختطافات والاغتيالات الغامضة، مما أثار الشكوك عن خطط لتقديم الولاء إلى تنظيم «الدولة» إن لم تكن قد فعلت هذا.

وقال المسؤول: «لا نستطيع اتهامهم علنا بأنهم داعش، ولكننا عندما نراقب استراتيجيتهم ووسائلهم الأخيرة، نعم نعتقد أنهم داعش».

دور النظام

وترى الصحيفة أن الصفقات التي تعقدها القوات الموالية للأسد والجهاديين، الذين يعملون من مناطق النظام، تزيد من مخاطر تقوية القوى الجهادية في الجنوب.

وتقول إن «الجبهة الجنوبية»، المدعومة من الغرب، راقبت بقلق تعامل النظام مع المتشددين في المناطق حول دمشق، واتفق الطرفان على السماح لأكثر من 3.000 مقاتل من تنظيم «الدولة» بمغادرة أحياء قريبة من العاصمة.

ووافق النظام على نقلهم إلى قرية تدعى بير قصاب جنوب دمشق ومنها يواصلون الرحلة للمناطق التابعة للتنظيم في شرق البلاد.

وتقول «الجبهة الجنوبية» إن طريق بير قصاب يسمح للمقاتلين أيضا بالسير جنوبا عبر اللجاة التي أقام فيها التنظيم قاعدة ضد «الجبهة الجنوبية».

ويرى طلال خلف، قائد الفرقة القبلية في الجبهة الجنوبية، أن فصيلي «المثني» و»شهداء اليرموك» لن يشكلا تهديدا لمجموعته طالما لم يكن لديهما طريقا يتجه شرقا عبر اللجاة.

وقال: «لا يزالان بمثابة خلايا نائمة للتنظيم لأنهما لا يرتبطان بقيادة مركزية، وبدون هذا يعرف قادتهما أنهم لا يستطيعون السيطرة على المنطقة».

ولا ينفي هذا الكلام حقيقة أن كفاءة المقاتلين والعتاد في تطور مستمر. ويضيف خلف أن «اللجاة ستتحول لهدف عسكري رئيسي لقادة تنظيم «الدولة» في الأشهر المقبلة، وهذا يعني أننا بحاجة لتجهيز آلية حقيقية من أجل قتالهم ويجب أن نعد خططا لهذا».

وأصبح الدفاع عن اللجاة صعبا بمرور الوقت بسبب القصف المستمر الذي يقوم به الطيران الروسي وذلك التابع لنظام الأسد.

واستطاعت قوات النظام، مدعومة من الطيران الروسي، إعادة السيطرة على بلدة الشيخ مسكين الاستراتيجية، مما سيعطي الجيش السوري الفرصة لتهديد المعاقل الأخيرة لـ»الجبهة الجنوبية». وبإمكان قوات الأسد الآن أن تضرب خطوط الإمداد وتقسيم المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة الجنوبية وعزلها.

وتضيف الصحيفة أن الأردن وإسرائيل ينظران للتطورات الأخيرة بنوع من القلق، خاصة الدور الروسي في دعم قوات النظام.

وقال مسؤول إن عمان فوجئت عندما وصف دبلوماسي «اتفاقا ضمنيا» من أن موسكو لن تتحرك إلى جانب الحدود الحساسة القريبة من الأردن.

وتعلق الصحيفة بأن قوات الأمن الأردنية تعمل بجهد على تطوير استراتيجية تحفظ مصالح الأردن، وهي منقسمة بين المخابرات التي تريد دعم «الجبهة الجنوبية»، والجيش الأردني الذي يريد إقامة علاقات مع قوات الأسد.

وفي الوقت نفسه تقوم إسرائيل بحشد قواتها ودفاعاتها على المناطق الحدودية.

وحرك الجيش الإسرائيلي لواء عسكريا كاملا نحو الحدود. وتقوم الحكومة الإسرائيلية بمناورات عسكرية لقتال تنظيم «الدولة» خصيصا. ولا يخفي القادة العسكريون الإسرائيليون مخاوفهم، حيث يقولون إن تنظيم «الدولة» يمكنه إرسال شاحنة محملة بالمتفجرات لخرق الدفاعات الإسرائيلية ولن يحتاج مقاتلو التنظيم إلا لدقائق للوصول على دراجاتهم لأقرب قرية إسرائيلية، كما يقول القيادي العسكري الإسرائيلي الذي نقلت عنه الصحيفة.

لعبة حرب

وفي هذا السياق كتب الصحافي الأمريكي، ديفيد إغناطيوس، بصحيفة «واشنطن بوست» عن السبب الذي يجعل من إسرائيل حذرة من تنظيم «الدولة». وحاول تفسير الموقف الإسرائيلي عبر «لعبة/مناورة حرب».

وقال: «دعونا نفترض أن مقاتلي «الدولة» قاموا بهجوم على دوريات الجيش الإسرائيلي قرب الحدود السورية، وحاولوا ولم ينجحوا باختطاف جندي إسرائيلي. وقتلوا أربعة آخرين. وهاجموا في نفس الوقت موقعا عسكريا، وأعلنت «الدولة» سيطرتها على محافظة درعا في جنوب سوريا». والسؤال: كيف سترد إسرائيل واللاعبون الرئيسيون على هذا الوضع؟

ويجيب إغناطيوس: «قاموا بالإنتقام ولكن بطريقة حذرة. فقد حاول اللاعبون، الذين يمثلون إسرائيل والأردن، تجنب معركة ضارية ضد الإرهابيين ولهذا تطلعوا للولايات المتحدة كي تمارس دورا قياديا».

ويشير الكاتب إلى تمرين وهمي أجراه «معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي» وعرضه في مؤتمره السنوي. ويعلق بأن النتيجة للتمرين عكست الواقع المتناقض للحرب ضد تنظيم «الدولة» تتصرف فيه إسرائيل والأردن بنوع من الحذر وضبط النفس لتجنب الانجرار في الحرب الأهلية السورية التي تتسم بالفوضى في وقت تصعد فيه الولايات المتحدة من مشاركتها في هذه الحرب.

ونقل الكاتب عن العميد الجنرال المتقاعد، أصاف أوريون، الذي عمل في وحدة التخطيط التابعة للجيش الإسرائيلي: «نؤمن بأهمية إبعاد إسرائيل عن النزاع». وهو الذي قاد لعبة المحاكاة حيث أظهرت أن إسرائيل انتقمت لقتلاها بدون أن تتورط في شن عمليات عسكرية واسعة.

وبنفس السياق تجنب الجانب الأردني في اللعبة التصعيد. فالأردن لا يريد إرسال قواته إلى سوريا. فالجانب الأردني يخشى من تدفق اللاجئين والخلايا النائمة داخل الأردن.

ويأمل الجانبان الإسرائيلي والأردني أن تعمل القوات المجتمعة السورية والروسية على هزيمة ومنع تنظيم «الدولة» من إيجاد موطىء قدم له في جنوب سوريا.

ويعلق إغناطيوس بأن الأردن وإسرائيل تطلعا لقيادة أمريكية ولكنهما لم يكونا متأكدين من إمكانية الاعتماد عليها.

ويشير هنا للدور الذي لعبه الجنرال المتقاعد، جون آلن، حتى تقاعده من مهمة تنسيق عمليات التحالف ضد تنظيم «الدولة»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تتعامل مع أمن كل من إسرائيل والأردن كمسألة أمن قومي.

وقال الجنرال ألن إن أمريكا سترسل طائراتها للانتقام حالة تعرضهما لهجوم.

ويشير هنا للدور الذي لعبته أمريكا في اللعبة الوهمية للحرب ضد تنظيم «الدولة»، فهو في الواقع والوهم سيكون في حالة قصر الآخرون بدورهم.

تهديد حقيقي

وبعيدا عن اللعبة الوهمية، يقول إغناطيوس إن هناك إجماعا متزايدا حول تهديد تنظيم «الدولة» للمنطقة والنظام العالمي.

ووصف مسؤول إسرائيلي النزاع مع «الخلافة» بأنه «حرب عالمية ثالثة». ولكن الجميع يريدون التخفي تحت معطف الولايات المتحدة حيث تقوم هذه بالجزء الأكبر من القتال. ويقول الكاتب إن زيارة لمقرات الجيش الإسرائيلي تؤكد أن اللعبة الوهمية تعكس رؤية قادة الجيش الإسرائيلي للنزاع مع تنظيم الدولة. فعوضا عن مهاجمة قوات التنظيم في المناطق الحدودية الجنوبية والشرقية، تعمل إسرائيل من خلال استراتيجية ردع واحتواء بل وتنسيق سري حسبما قال مسؤول عسكري إسرائيلي بارز.

ولاحظ الكاتب قائلا إنه لو أرادت إسرائيل القيام بهجوم بري شامل على «الدولة الإسلامية» في جنوب سوريا وصحراء سيناء فيمكنها أن تسحقهم – الجهاديون- في أربع ساعات، و»لكن ما سيحدث في اليوم التالي»؟.. تساءل العسكري، مضيفا: «في الوقت الحالي، نعتقد أن الوضع سيزداد سوءا، ولهذا نحاول ردعهم».

ويعلق إغناطيوس بأن الولايات المتحدة لا تريد «فتح عش الدبابير من خلال ضرب تنظيم الدولة الإسلامية» وهنا «فهل هناك مدخل محسوب متوفر للولايات المتحدة؟»

ويجيب عدد من المسؤولين الإسرائيلين بلا. ويقولون إن الولايات المتحدة هي قوة عظمى وعليها والحالة هذه قيادة الحرب لهزيمة تنظيم «الدولة».

قواعد اللعبة

ويشير الكاتب إلى أن تيمة مؤتمر «مركز دراسات أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي» كانت تدور حول «قواعد اللعبة المتغيرة» في الشرق الأوسط. فقد عمق تنظيم «الدولة» من حضوره في كل من العراق وسوريا، ويتوسع الآن في عدد من الدول حول العالم.

وفي الوقت نفسه هناك الخطر الإيراني المتصاعد، الدولة الثورية التي لا تزال تستخدم وكلاءها لزعزعة استقرار المنطقة.

ويضاف إلى هذا أن النظام القديم العلماني، الذي مثلته دولة مبارك في مصر والقذافي في ليبيا والأسد في سوريا، قد اهتزت وتهشمت. وفي الوقت الذي يختلف فيه الإسرائيليون في ما بينهم حول كل قضية، إلا أن هناك اتفاقا حول الصورة الإستراتيجية: فتشظي نظام الدولة في الشرق الأوسط يعني حالة دائمة من عدم الإستقرار، ولن تهرب من هذا الوضع لا إسرائيل ولا غيرها.

ومن هنا فيجب التفكير مليا في كيفية خوض حرب يصفها مسؤول إسرائيلي بأنها «في قلب جهاز طرد مركزي».

 

«بابليون» أول فصيل عراقي مسيحي يتأهب للقدوم إلى سوريا للدفاع عن بشار الأسد

دمشق ـ «القدس العربي»: أعلن أبو مهدي المهندس، قائد ميليشيا «بابليون» – الجناح العسكري للحركة المسيحية في العراق، أحد تشكيلات الحشد الشعبي التي تتلقى الدعم العسكري من الحكومة العراقية، وبإشراف إيراني – عن استعداده في تجهيز مجموعات مسيحية مسلحة تتبع لفصيله، لإرسالها من العراق للقتال على الأراضي السورية، إلى جانب قوات النظام السوري.

وقال المهندس في تصريح صحافي لـ»القدس العربي» إن «كتائب بابليون الحركة المسيحية» سوف تنقسم إلى قسمين بعد تحرير العراق، ويذهب أحد الأقسام إلى سوريا، لنصرة المسحيين هناك، وقسم آخر من الممكن أن يذهب إلى اليمن إذا احتاج اليمن إلى ذلك».

يتولى الأمانة العامة لكتائب بابليون ريان الكلداني، الذي يشارك في المعارك على الأراضي العراقية تحت إمرة أبي مهدي المهندس، الذي يعد من أبرز قادة الفصائل الشيعية، ويتولى رسميا «مسؤولية نيابة رئاسة هيئة الحشد الشعبي».

ولا يوجد إلى الآن أي إحصاء رسمي لأعداد المقاتلين التابعين للواء كتائب بابليون، حيث رفض الكلداني في مقابلات صحافية سابقة الكشف عن إجمالي أعداد المسيحيين الذين انضموا إلى الحشد الشعبي، على اعتبار ذلك من المعلومات السرية التي «يجب ألا يطلع عليها العدو»، بحسب وصفه.

وفي حال دخلت كتائب بابليون المسيحية إلى الأراضي السورية، فسوف تكون أول فصيل عراقي مسيحي يقاتل إلى جانب النظام السوري، ضمن مجموعات الحشد الشعبي التي تجمعها الطائفة الشيعية المؤتمرة بإمرة إيران، فضلاً عن الفصائل السورية المسيحية، التي تتلقى دعمها من النظام السوري، بشكل مباشر.

ومن ضمن هذه الفصائل المسيحية كتائب «أسود السريان»، التي تضم مجموعات مسيحية مسلحة تقاتل على اتساع الرقعة السورية إلى جانب قوات بشار الأسد في معاركه ضد المعارضة السورية المسلحة، ومقاتلو «مكتب الحماية»، الذي يضم مسيحيي شمال شرق سوريا في منطقة الجزيرة، ممن جندهم النظام السوري ضمن فصائل أشبه بميليشيا الدفاع الوطني للقتال ضمن صفوفه بعد انفراط عقد الجيش السوري، ويُعتبر مكتب الحماية ،الجناح العسكري لـ»تجمع شباب سوريا الأم»، المقرب من النظام السوري.

بالإضافة إلى كتائب «سوتور» التي تعني «الحماية» باللغة السريانية، والتي تعرف باسم «المجلس العسكري السرياني»، وهو الجناح العسكري لحزب الإتحاد السرياني، المرتبط عسكريا وسياسياً بحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي»، تأسست في مدينة القامشلي وتضم عشرات الشبان من أبناء الديانة المسيحية. وكانت قد انضمت هذه الكتائب إلى قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكلت بهدف قتال تنظيم «الدولة الإسلامية»، في مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الفائت، بدعم أميركي، وينضوي تحت لوائها أيضا كل من «قوات حماية الشعب والمرأة» الكردية، و»غرفة عمليات الفرات»، التي تضم مقاتلي «الجيش الحر» سابقا، بقيادة أبو عيسى، فضلا عن بعض المجموعات المسلحة المقربة من النظام السوري والتي قاتلت إلى جانبه في كثير من معارك الشمال، كـ»قوات الصناديد».

 

النظام السوري يسعى لتحقيق مكاسب قبل مفاوضات معضمية الشام وتغير ملحوظ في تكتيكه التدميري

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: صرح قيادي عسكري من مدينة معضمية الشام، فضل عدم كشف هويته، بأن النظام السوري يسعى إلى تحقيق أي مكسب قبل انطلاق عملية المفاوضات التي ستجرى خلال الأيام المقبلة مع وفد مدني وعسكري يمثل المدينة، ورأى المتحدث المعارض أن هذه المكاسب تتمثل بشكل أولي في فصل مدينتي معضمية الشام وداريا المتجاورتين في الغوطة الغربية لريف دمشق، والخارجتين بشكل كامل عن سيطرة النظام السوري، عن طريق الكثافة التدميرية في المنطقة الفاصلة بين المدينتين.

وأضاف القيادي في حديثه لـ»القدس العربي» أن أهم ما يمكن أن يكسبه النظام السوري من فصل المدينتين هو الحصار العسكري والمدني على كل مدينة، والضغط عليهما لإخضاعهما واستسلامهما، عن طريق نقل سيناريو مضايا، ومن قبلها حي الوعر في حمص، إلى مدينة معضمية الشام.

ورأى المتحدث أن تغيرا ملحوظا في التكتيك المتبع لدى قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له اتجاه داريا ومعضمية الشام، من خلال الكثافة التدميرية في المنطقة الفاصلة بين المعضمية وداريا، والتي ازدادت باضطراد في الأيام الماضية، حيث يصل عدد البراميل خلال الأربع وعشرين ساعة إلى 60 برميلا، بما فيها الحاويات الشديدة التدمير، إضافة لعدد هائل من صواريخ «الفيل»، وقذائف المدفعية الآتية من جبال المعضمية التي تشرف على المدينة والتي يعتليها مقرات الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد.

وتحدث القيادي عن الطريق الفاصل بين مدينتي معضمية الشام وداريا، واصفا إياه بشريط من الأرض ﻻ يتجاوز عرضه الكيلو متر الواحد، مما جعل التدمير واضحا عليه عقب ازدياد عمليات القصف التي تستهدفه، التي تدل على النية الواضحة الرامية إلى عزل المدينتين عن بعضهما بعضا، باتباع سياسة الأرض المحروقة.

وأشار المصدر إلى التقدم الكبير الذي أحرزته قوات النظام على الجهتين الغربية والشرقية من مدينة معضمية الشام، وتمكنها من السيطرة على مساحات واسعة منهما، والتي ستجعل من السهل أمام هذه القوات وصل الجهتين ببعضهما، وبالتالي فصل المدينتين، قائلا ن المسافة الباقية أمام قوات النظام لوصل الجهة الغربية بالشرقية، هي فقط 700 متر، ليكون النظام قد حقق هدفه، ولتدخل المدينتان في حصار مطبق لن تحمل عواقبه الخير إلى ثوار المنطقة، ولا إلى المدنيين من الأهالي أو النازحين إلى معضمية الشام، التي تأوي الآن قرابة 45 ألف نسمة، بينهم نحو 12 ألف نازح من مدينة درايا والمناطق المجاورة، بما فيهم من نساء وأطفال وشيوخ وحاﻻت مرضيه مزمنة بغية إجبار الأهالي على الإستسلام، بحسب قوله. وأضاف: «يحاول النظام الضغط عسكريا للحجز بين مدينة معضمية الشام ودرايا بغية الضغط عسكريا على داريا من خلال محاوﻻت الإقتحام المتكررة، إضافة للأثر الذي تتركه الهجمات الكثيفة بسلاح الجو على فترات طويله، وما تخلفه من دمار وأثر نفسي لدى الثوار».

وذهب المتحدث إلى أنه بالوقت الذي كانت قناة الدنيا التي تبث من دمشق باسم النظام السوري، تبث شكرها لمسلحي معضمية الشام لمساعدتهم في الفصل بين معضمية الشام وداريا، كانت دبابات النظام وطائراته تمهد في الجبهة الشرقية لمدينة المعضمية، بهدف الاقتحام، حيث دارت مواجهات عنيفة بين ثوار المدينة وقوات النظام السوري المدعّمة بالميليشيات الطائفية، وغطاء ناري كثيف، بهدف دق إسفين بين ثوار المدينتين، والتشكيك بثوار معضمية الشام، وإجبارهم على تسليم السلاح وإخراج الرافضين للاستسلام إلى خارج البلد، وهذا ما صرح به ممثلو النظام أكثر من مره خلال اجتماعهم بالوفد الذي يمثل مدينة معضمية الشام.

 

ثلاثة ناشطين سوريين يحملون الجنسية الألمانية يرفضون مغادرة ريف دمشق منذ سنوات رغم هجرة الآلاف

وائل عصام

إسطنبول ـ «القدس العربي»: بينما تحمل قوارب الموت المئات من السوريين المهاجرين لأوروبا يوميا، ثمة هجرات معاكسة، وإن كانت نادرة، لسوريين تركوا أوروبا وهجروها إلى أرض ثورتهم التي أوشكت ان تصبح خاوية من أهلها بسبب ويلات الحرب. ففي المعضمية، تلك البلدة التي تغص وسط أوجاع الريف الدمشقي،  يصر ثلاثة شبان سوريين يحملون الجنسية النمساوية على البقاء في بلدتهم، التي كانوا قد تركوها وهم صغار مع عائلتهم التي أقامت في النمسا منذ سنوات.

ومع انطلاقة الثورة في سوريا، كان والدهم على رأس عمله في مجال الطيران المدني متنقلاً بين دولاً عربية وأجنبية، بينما فضل الشبان الثلاثة العودة لبلدتهم في ريف دمشق وبقوا فيها رغم هجرة الآلاف من أبناء الريف نتيجة تصاعد حدة المواجهات العسكرية والقصف وإحكام الحصار.

أصبح أبو علي، من المركز الاعلامي للمعضمية، والدكتور عمر الحكيم، (وهي اسماء حركية لاثنين من الاخوة الثلاثة) من أبرز الاسماء الإعلامية والطبية في المعضمية، ومكنتهم علاقاتهم بالموسسات الدولية وإجادتهم لأكثر من لغة اجنبية، مكنتهم  من تأمين الكثير من الدعم الإغاثي والطبي لريف دمشق.

طلب والدهم منهم مراراً وتكراراً الخروج خارج البلاد، والقدوم إلى مكان إقامته حفاظاً على أرواحهم، إلا أنهم رفضوا الخروج من مدينتهم بشكل قطعي، استمروا وأصبحوا من قادة الحراك الثوري فيها، وتواصلوا مع الشبكات الإعلامية العربية والأجنبية، ناقلين مشاهد اقتحام قوات النظام السوري لها، وظهروا من المعضمية كمتحدثين إعلاميين على القنوات الإعلامية.

فمعظم الفضائيات العربية تعرف أبو علي، الناطق باسم المركز الإعلامي في المعضمية، والمؤسسات الإغاثية الدولية والطبية تتعامل مع الطبيب «عمر الحكيم»، الذي يجيد التواصل معهم بلغة انكليزية طلقة.

وفي ظل الاقتحام الكبير الأول والثاني للمعضمية، نجحوا في عام 2012 من نقل أحداث ووقائع تلك المعارك بشكل مباشر على القنوات الإعلامية، من خلال استخدام تطبيقات وبرامج كانت غير معروفة سوى لأصحاب الاختصاص، إلا أنهم نجحوا في نقل مجريات المعارك على مدار ثلاثة أيام متواصلة.

ولعل مساهمتهم في المجال الطبي كان لها اثر كبير، خصوصا بعد خروج معظم الأطباء السوريين من مناطق المعارضة، والتي هي في أمس الحاجة لهم، فأحدهم طبيب ما زال يعالج الجرحى والمصابين بشكل كامل رغم صغر سنه.

يقول أحد الإخوة الثلاثة (الذين نتحفظ على ذكر اسمائهم لاعتبارات أمنية): «لم أشارك في الثورة كي أتركها في ما بعد ﻷني منذ بداية الثورة أدركت أن صراعنا سيكون طويلا و سيستمر لسنوات.

«لم أخرج من المعضمية ﻷنني ببساطة عايشت الغربة منذ طفولتي في أوروبا وغيرها، وأشعر أن جحيم بلدي أهون من نعيم الغربة». ومع اشتداد الحصار، زاد الطلب من أبيهم على ضرورة خروجهم من المدينة بأي شكل، في حين رفضت والدتهم مغادرة ريف دمشق بدونهم لتبقى في احدى المناطق المجاورة للمعضمية، لتطمئن عليهم بشكل مستمر وتبقى قريبة منهم. ومع بقاء ابناءه الثلاثة في الداخل، وزوجته كذلك، قرر الاب ترك عمله في النمسا والعودة لريف دمشق قريبا من عائلته.. ويقول: «الغربة كربة، تغربنا سنين كثيرة أنا وأولادي وعائلتي كلها داخل المدينة لم انجح في إخراجهم وبالتأكيد لن أتخلى عنهم، لذا ما أن انتهت فترة عملي الرسمية حتى عدت اليهم لأقضي ما بقي من عمري معهم».

 

مشروع «EDU-SYRIA» لإعادة الطلبة السوريين في الأردن إلى مقاعد الجامعات

إيلاف قداح

عمان ـ «القدس العربي»: بدعم كامل من الاتحاد الأوروبي، بدأت الجامعة الألمانية – الأردنية بالتعاون مع جامعات «الزرقاء، اليرموك، القدس» بتقديم المنح الدراسية للطلبة السوريين المقيمين على أراضي المملكة الأردنية والذين انقطعوا عن دراستهم الجامعية بسبب اللجوء واشتعال الحرب في معظم المدن السورية.

وقامت جامعة الزرقاء، يوم السبت الفائت، بدعوة الطلبة السوريين لتقديم الطلبات مباشرة لإدارة المشروع التعليمي edu-syria (المسؤول المباشر عن المنحة) في مقر الجامعة وطرح الاستفسارات والتعرف أكثر على شروط القبول.

وقال القائمون على المشروع لـ «القدس العربي» إن المنح الدراسية ستقسم إلى مرحلتين، إذ سيتم قبول 400 طالب سوري في المرحلة الأولى من أصل أربعة آلاف طلب مقدم، فيما ستشمل المرحلة الثانية (بشهر أيلول / سبتمبر القادم) قبول ما يقارب الألف طالب.

وقال الدكتور ضياء أبو طير، «مدير مشروع edu-syria»، إن المشروع التعليمي هو الأول من نوعه وممول من الاتحاد الأوروبي بهدف إعادة الطلبة السوريين إلى مقاعد الجامعات بدون شروط مسبقة، فيكفي أن يكونوا يحملون الجنسية السورية، والأوراق الثبوتية والشهادات الثانوية الرسمية. وأضاف أبو طير: «الأولوية ستكون للطلبة الذين تركوا جامعتهم في سوريا، وبالدرجة الثانية يأتي الطلاب الحاصلون على الشهادة الثانوية في المملكة ولم يمكنهم وضعهم المادي من دخول الجامعات، نظرا لحجم الطلبات الكثيرة على المنح والذي فاق توقعاتنا بأشواط عديدة».

وأكد مدير المشروع التعليمي أن المنحة شاملة لكامل سنين الدراسة، والساعات التعليمية، والتأمين الصحي، والرسوم الجامعية والرسوم المعيشية.

وأشار بعض الطلبة السوريين المتقدمين للمنحة لـ «القدس العربي» إلى عدم اعتراف القائمين على المشروع بالشهادات الثانوية الصادرة عن الحكومة السورية المؤقتة والائتلاف الوطني المعارض، فيما سيتم اختيار 15 طالبا لكل فرع من الفروع التي ستشملها المنحة.

وسيستمر استقبال الطلبات من قبل إدارة المشروع و جامعة الزرقاء حتى نهاية الشهر الحالي، وفقا للاختصاصات التالية: «التمريض، الهندسة بكافة تخصصاتها، الصحافة والإعلام، العلوم وتكنولوجيا المعلومات، الآداب، العلوم الانسانية والشرعية، إدارة الموارد البشرية، المبيعات والتسويق، المحاسبة إدارة الفنادق والمطاعم، جرافيك ديزاين».

ويذكر أن هذه المنح الدراسية المقدمة للطبة السوريين بالأردن ستشمل مرحلة البكالوريوس والماجستير والدبلوم التقني، كما ستضم الطلبة اللاجئين المقيمين في مخيمات الزعتري والأزرق.

 

سورية: ثمانية قتلى في غارات استهدفت ريف حمص الشمالي

أحمد حمزة

سقط ثمانية قتلى وجرح عشرات المدنيين اليوم، الخميس، بغاراتٍ استهدفت عدة بلداتٍ في ريف حمص الشمالي، الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، فيما استهدفت الطائرات الحربية الروسية، مناطق بريف إدلب، وسط تواصل الاشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة بريف اللاذقية الشمالي.

وقال المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي”، محمد السباعي، لـ”العربي الجديد”، إن “طائرات حربية قصفت صباح اليوم بالصواريخ الفراغية بلدة الغنطو (بريف حمص الشمالي)، ما أدى لمقتل ثمانية مدنيين وإصابة العشرات”.

 

كما أفادت مصادر محلية في شمالي حمص، بـ”مقتل طفلة وإصابة مدنيين آخرين في غارةٍ استهدفت مدينة الرستن”، فيما أصيب مدنيون في غاراتٍ استهدفت بلدة تلبيسة القريبة.

 

اقرأ أيضاً: سورية: معارك في اللاذقية و”داعش” يشن هجوما بريف حمص

وشهدت مناطق الريف الشمالي لحمص تصعيداً بالقصف المدفعي والغارات الجوية في الأيام القليلة الماضية، في حين تدور اشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام بريف حماة الجنوبي المتاخم لريف حمص الشمالي، إذ يحاول النظام إطباق حصاره تمهيداً لبدء حملة عسكرية.

وعلى صعيد متصل، ذكرت مصادر محلية في إدلب، لـ”العربي الجديد”، إن “المقاتلات الحربية الروسية قصفت مدينة أريحا، واستهدفت في وقت لاحق قبل ظهر اليوم بلدة كنصفرة بجبل الزاوية”.

إلى ذلك، تتواصل المواجهات المتقطعة بريف اللاذقية الشمالي، بين فصائل المعارضة السورية من جهة، وقوات النظام المدعومة بمليشيات محلية وأجنبية من جهة أخرى.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم، إن “الاشتباكات لا تزال مستمرة في عدة محاور في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي” مؤكداً أن “غرفة عمليات قوات النظام” يقودها ” ضباطٌ روس”.

 

مرشحو روسيا يشكلون في لوزان وفد “الديمقراطيين العلمانيين”لمفاوضات جنيف

ريان محمد

 

علم “العربي الجديد” أن مرشحي روسيا للمشاركة في المفاوضات، والذين تمت دعوتهم لمدينة لوزان بسويسرا، عقدوا اجتماعات مع جهات دبلوماسية دولية، على مدار اليومين الماضيين، أنتجت تشكيل قائمة مكونة من 30 شخصية، إلى المبعوث الأممي الخاص لسورية، ستيفان دي ميستورا، لتشارك كوفد واحد بموازاة الوفد الذي أنتجه مؤتمر الرياض، في مباحثات جنيف تحت مسمى وفد “الديمقراطيين العلمانيين”.

 

وأفاد مصدر مطلع، في حديث مع “العربي الجديد”، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “عدة لقاءات عقدت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، بين مجلس “سوريا الديمقراطية” و”الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير” وحركة المجتمع التعددي من جهة، ومن جهة أخرى اجتمعت هذه المكونات مع دبلوماسيي وممثلي دول فاعلة في الأزمة السورية أهمها روسيا، توافقت خلالها على عدم قبول استثناء أي قوى سورية من مباحثات جنيف”.

 

وبحسب المصدر، فإن “القوى توافقت على قائمة مكونة من 30 شخصاً، قدمت إلى دي ميستورا، مطالبين بتوجيه دعوات للمشاركة بمباحثات جنيف للأشخاص الذين لم توجه لهم دعوة مسبقاً”.

 

كما أوضح أن “توجيه الدعوات لم يحسم خلال اللقاءات الدبلوماسية، ويوم الخميس سيتبين الأمر، إلا أنه في حال عدم توجيه الدعوات، لن تشارك هذه القوى في جنيف”.

 

وبينت المصادر أن “15 شخصاً من أصل الثلاثين، سيكونون في قاعة المفاوضات، على أن يكون من بينهم، الرئاسة المشتركة لمجلس سورية الديمقراطية المكونة من “هيثم مناع وإلهام أحمد، وصالح مسلم، وقدري جميل ورندة قسيس”.

 

وقال المصدر إن “المجتمعين في لوزان أبدوا خلال اللقاءات، استياءهم من تدخل تركيا في تشكيل الوفود المعارضة، وتبني إقصاء قوى سورية فاعلة كالإدارة الذاتية الفاعلة على الأرض، مطالبين الأمم المتحدة والدول الكبرى بوضع حد للتدخلات الإقليمية والدولية في تشكيل المعارضة السورية”.

 

وكانت أنباء تواردت بأن وفد النظام سيضم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة الإعلامية للرئاسة بثينة شعبان ووزير الإعلام عمران الزعبي، إضافة إلى سفير سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري.

 

وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قال، في تصريح صحافي، لا نعرف من سيرأس وفد الحكومة السورية إلى المحادثات في جنيف يوم الجمعة المقبل، لكن الدعوة وجهت إلى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم.

 

ضيوف موسكو في لوزان… “معارضون” بمعايير روسيا والنظام السوري

محمد أمين

شكّل إصرار موسكو على حضور نحو 15 شخصية سورية لمفاوضات جنيف 3، يُحكى أنهم سيستقرون في أحد فنادق مدينة لوزان السويسرية بصفة مستشارين للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، إحدى العقبات التي أثارت جدلاً واسعاً خلال الأيام القليلة الماضية، إذ تُتهم هذه الشخصيات بكونها أقرب إلى النظام منها إلى المعارضة. كما أنّ من هؤلاء مَن هو متهم بأكثر من ذلك، وخصوصاً زعيم حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي، صالح مسلم، الذي يواجه اتهامات بارتكاب وحدات “حماية الشعب”، ذراع حزبه العسكرية، لجرائم تطهير عرقي في سورية.

كما يُتهم هيثم مناع، وهو شريكه في ما يُسمى مجلس “سورية الديمقراطية”، بقربه الشديد من روسيا التي تدخلت دموياً في سورية أواخر سبتمبر/ أيلول 2015 وهي ترتكب مجازر يومية. الأمر ذاته ينسحب على كل من: رئيس ما يُسمى “جبهة التغيير والتحرير”، قدري جميل، ورئيسة حركة “المجتمع التعددي”، رندة قسيس.

تعرض “العربي الجديد” أبرز مفاصل السيرة الذاتية لهؤلاء الذين يطلق عليهم السوريون لقب “معارضة موسكو”.

هيثم مناع

لم تثر شخصية سورية منذ بدء الثورة عام 2011 جدلاً واسعاً مثلما فعلت شخصية هيثم مناع. اسمه الحقيقي هيثم العودات، كان واحداً من معارضي النظام السوري قبل الثورة. لكن مسيرته السياسية شهدت تقلبات شتى جعلت أسهمه كمعارض تتراجع لدى أغلب السوريين، وخصوصاً بعد تحالفه مع صالح مسلم. وشكل الطرفان “مجلس سورية الديمقراطية”، الذي يضم خليطاً من عرب وكرد وتركمان. وهذا ما يفسر إصرار مناع على اصطحاب مسلم معه إلى جنيف 3، إذ قال إنّه لن يذهب من دونه، “إما أن أذهب مع أصدقائي أو لا أذهب. لا حل وسط في هذه المسألة”.

ولد هيثم مناع المتحدّر من بلدة أم المياذن في محافظة درعا، جنوب سورية. درس الطب في جامعة دمشق، وجامعة “ماري وبيار كوري” في باريس. اضطر لمغادرة البلاد سراً بعد ملاحقة استمرت عامين بسبب نشاطه السياسي والحقوقي، إذ كان عضواً في “رابطة العمل الشيوعي”. وصل إلى فرنسا في مايو/ أيار 1978، حيث شارك في تأسيس “اللجنة العربية لحقوق الإنسان”. كان له نشاط حقوقي في العديد من المنظمات المهتمة في هذا الشأن بالعالم، وله العديد من المؤلفات في قضايا المرأة والتنوير وحقوق الإنسان.

عرف السوريون هيثم مناع مع بدء ظهور الفضائيات العربية، إذ كان يظهر متحدثاً بجرأة عن حقوق الإنسان، وينتقد الأنظمة العربية. مع بداية الثورة، تطلّعت عيون السوريين إليه ليكون من بين عناوينها السياسية. لكن مناع انتقد تحوّل الثورة إلى العسكرة قبل أن ينضم إلى “هيئة التنسيق الوطنية” المتهمة بـ”مهادنة النظام”، وأصبح ممثلها في الخارج. شارك في أغلب مؤتمرات المعارضة في الخارج، إذ كانت أطروحاته تدور حولها دوائر “شك ثوري”، خصوصاً أنّه يدعو لحل سياسي مع نظام قتل وهجّر ملايين السوريين ومنهم شقيقه معن العودات الذي قتله النظام أواخر العام الأوّل من الثورة.

انسحب مناع من “هيئة التنسيق” ليشكل “مجلس سورية الديمقراطية”، مع فصائل كردية وتركمانية، وهو الذي تمخضت عنه قوات تعلن أنها تعمل على محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). يُعرف عن مناع قربه من القيادة الروسية، بل يعتبره كثيرون أنّه “رجلها” في المعارضة السورية التي ترفض وجوده في صفوفها.

صالح مسلم

ولد صالح محمد مسلم في إحدى قرى مدينة عين العرب في ريف حلب عام 1951. درس الهندسة الكيماوية في إحدى الجامعات التركية. غادر إلى السعودية حيث عمل هناك قبل أن يعود إلى سورية عام 1983، حيث التقى زعيم حزب “العمال الكردستاني”، عبد الله أوجلان، في دمشق. اعتقل مسلم لأشهر عدة لدى أجهزة النظام السوري الأمنية عقب “انتفاضة” الكرد في القامشلي في مارس/ آذار 2004. ذُكر أنّه تعرّض لتعذيب شديد. كما اعتقل عام 2005 في سجن المسلمية في حلب، ثمّ توارى عن الأنظار حتى 2010. وتؤكد مصادر عدّة، أنّه أقام في مقر حزب “العمال الكردستاني” في جبال قنديل على الحدود التركية العراقية.

عاد مسلم إلى سورية مع بداية الثورة عام 2011، إذ ترأس حزب “الاتحاد الديمقراطي” (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني)، وانضم إلى “هيئة التنسيق الوطنية” وكان نائباً لرئيسها حسن عبد العظيم قبل أن ينسحب منها ليؤسس ما سمي بـ”مجلس سورية الديمقراطية”. سيطرت وحدات “حماية الشعب” الكردية، ذراع مسلم العسكرية، على مناطق واسعة شمال سورية، خصوصاً في الحسكة وريف حلب، إذ أقامت الوحدات ما يُسمى “الإدارة الذاتية” لهذه المناطق. مسلم، المقيم في أوروبا، تربطه علاقات متينة مع القيادتَين الروسية والإيرانية (حليفتَي النظام)، وهو من سهّل لروسيا البدء في إقامة قاعدة لها في محافظة الحسكة. ويُتهم مسلم من قبل منافسيه في المجلس الوطني الكردي بمحالفة النظام، والتنسيق المباشر مع قواته، والعمل على إعادة إنتاجه. تتصلّب المعارضة في موقفها الرافض تجاهه، إذ صدرت بيانات عدة من “الائتلاف السوري المعارض” تدين ممارسات حزبه ضد العرب والتركمان، ومعارضيه من الكرد.

وزير ومعارِض!

لم تنقل شخصية سياسية سورية البندقية من كتف إلى آخر، كما فعل نائب رئيس الوزراء السوري حالياً، قدري جميل (مواليد 1952)، المتحدّر من بلدة الدرباسية في الحسكة، والمتزوج من ابنة الأمين العام للحزب “الشيوعي” السوري الراحل، خالد بكداش. وعلى الرغم من كونه من أصول كردية، لا يتبنى فكرة انفصال الكرد عن سورية، بل يدعو إلى تغيير تحت إدارة الرئيس السوري بشار الأسد.

جميل، كما يصفه مراقبون، “لا موال ولا معارض”. كان وزيراً للتجارة الداخلية في حكومة النظام قبل أن يغادر سورية مع عائلته قبل عشرين يوماً من قرار إقالته بموجب مرسوم رئاسي بتاريخ 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2013، ليعود إلى صفوف ما يسميه المعارضة، ولكن هذه المرة من بوابة موسكو التي يعرفها جيداً، إذ درس الاقتصاد السياسي في جامعاتها. يرأس جميل حزب “الإرادة الشعبية” ذا الخلفية الماركسية. هو من أبرز الأسماء التي تدفع بها موسكو إلى الواجهة السياسية والإعلامية، لكنه لا يجد له مكاناً في صفوف المعارضة التي ترى أن مكانه في صفوف وفد النظام في جنيف 3.

رندة قسيس

شخصية إشكالية (مواليد 1970)، متحدّرة من درعا، جنوب سورية، بدأت حياتها المهنية كفنانة تشكيلية، قبل أن تنتقل إلى مجال المسرح والأبحاث النفسية. ترأست “الائتلاف العلماني الديمقراطي” السوري الذي أبصر النور في العاصمة الفرنسية باريس أواخر عام 2011، قبل أن تُقال لتؤسس ما يُسمّى حركة “المجتمع التعددي”. كانت قسيس عضواً في “المجلس الوطني السوري” الذي أُعلن عن تشكيله في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2011 في إسطنبول. قسيس من الشخصيات التي تُدعى دائماً إلى اجتماعات موسكو. شاركت في اجتماعات عدة في العاصمة الكازاخستانية أستانا، منتصف العام الماضي، والتي ضمت شخصيات سورية (معارضة) مهادنة للنظام، وتدعو لتغيير سياسي تحت رعايته.

 

“#لا_تذهبوا_إلى_جنيف… لا تخونوا الثورة السورية”

العربي الجديد

أطلق ناشطون سوريون وسماً جديداً على شبكات التواصل، بالتزامن مع تأجيل الهيئة العليا للمفاوضات السورية البتّ في قرار مشاركتها أو عدمه، في مفاوضات جنيف، التي دعت إليها الأمم المتحدة.

 

ودعا الناشطون إلى مقاطعة المفاوضات من خلال إعادة نشر وسم “#لا_تذهبوا_إلى_جنيف” مع انتشار تعليقات وتحليلات، تؤكد أن ما صدر عن الخارجية الأميركية تهديد واضح وصريح، هدفه إخضاع أركان المعارضة، في إشارة منهم إلى مطالبة وزارة الخارجية الأميركية جماعات المعارضة السورية بـ”انتهاز الفرصة التاريخية”، لحضور محادثات السلام “دون شروط مسبقة”.

 

وأجمع المغرّدون على أن حضور محادثات جنيف طعن حقيقي بالثورة والشهداء السوريين، مما يعطي شرعية أكثر لبقاء النظام السوري.

 

وكتب زين: “وسم أطلقه ناشطون احتجاجا على فرض شروط روسيا، وتغيير هدف المفاوضات إلى مباحثات، وتغيير مبدأ تشكيل مجلس كامل الصلاحيات إلى حكومة تشاركية”.

 

بريطانيا توافق على توفير ملجأ لأطفال سورية

لندن ــ كاتيا يوسف

 

وافقت بريطانيا على توفير ملجأ للأطفال اللاجئين من دون مرافق، والمتواجدين في أوروبا، والقادمين من سورية ومناطق نزاع أخرى، من دون أن تحدد العدد.

 

ومن المتوقّع أن تعلن وزارة الداخلية البريطانية عن المخطّط الجديد الذي تبلغ تكلفته 10 ملايين جنيه إسترليني، لتوفير ملجأ لهؤلاء الأطفال.

وتعتبر هذه المرّة الأولى التي توافق فيها بريطانيا على استقبال لاجئين في دول أوروبية، وذلك بسبب نداءات جمعيات خيرية وسياسيي البلاد بالسماح لثلاثة آلاف طفل هارب من الحرب الأهلية بدخول بريطانيا.

بدوره، قال وزير الهجرة، جيمس بروكنشاير، إنّ الحكومة ستعمل مع المفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين، على المخطّط، وجاء ذلك بعد أن وصف رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، اللاجئين، باعتبارهم “حزمة من اللاجئين”، ما أثار موجة من الغضب في البرلمان لاستخدامه لهجة عدائية.

كما طالبت منظمة “أنقذوا الأطفال” الخيرية، وتيم فارون، من الحزب الليبرالي الديمقراطي، وإيفيت كوبر، من حزب العمّال، بريطانيا القيام بإجراءات خاصّة للأطفال اللاجئين من دون ذويهم في أوروبا، والذين يصل عددهم إلى 26 ألفاً، وذلك لإنقاذهم من براثن المهرّبين أو إجبارهم على ممارسة الدعارة أو استخدامهم كعمالة رخيصة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ نحو ألف طفل لاجئ من هؤلاء اختفوا خلال العام الماضي في إيطاليا.

ولفتت وزارة الداخلية البريطانية إلى أنّها لا يمكن أن تتوقّع عدد الأطفال الذين من الممكن مساعدتهم. ووفق الترتيبات الجديدة، سيسمح للأطفال بدخول بريطانيا وأيضاً ستبذل الجهود لمحاولة جمعهم بذويهم في أي مكان تواجدوا فيه في أوروبا.

 

حلب: اندماج “كتائب ثوار الشام” و”الجبهة الشامية

خالد الخطيب

أعلنت “الجبهة الشامية” –كبرى فصائل المعارضة الحلبية- و”كتائب ثوار الشام” الأربعاء، عن اندماجهما في جسم عسكري وسياسي وإداري واحد، تحت مسمى “الجبهة الشامية”. وجاء الاندماج بعد مشاورات دامت لأكثر من خمسة أشهر، بين الطرفين، تم خلالها وضع ضوابط ناظمة لآلية الاتحاد، ووزعت فيها المقاعد القيادية العسكرية والإدارية. وكان من المفروض أن يتم الإعلان عن هذه الخطوة، نهاية العام 2015، لكن تمّ تأخيرها بسبب بروز عدد من القضايا العالقة.

 

وجاء في البيان الصادر عن “الجبهة الشامية”: “إيماناً منا بضرورة التوحد ورص الصفوف، خاصة في هذه المرحلة، وأخذاً بأسباب النصر، وإدراكاً منا لحجم المخاطر والتحديات والرغبة في استعادة روح الثورة، نحن كتائب ثوار الشام والجبهة الشامية، نعلن اندماجنا الكامل على كافة المستويات السياسية والعسكرية والإدارية”. وأكد البيان التزام طرفيه بـ”مبادئ وأهداف ثورتنا المباركة لتحقيق آمال وطموحات شعبنا في العيش الحر الكريم”، وحثّ بقية الفصائل على “توحيد كلمتهم ورص صفوفهم لمواجهة زيادة المخاطر وتكالب الأعداء”، لردّ “عدوان النظام وحلفائه روسيا وإيران وتنظيم الظلم والاجرام”.

 

وبقي محمد حركوش “أبو عمرو” قائداً عاماً لـ”الجبهة الشامية”، وتم تعيين نائب جديد له يدعى أبو ياسين، كما أصبح النقيب علي شاكردي، قائداً عسكرياً للجبهة، وهو القائد السابق لـ”كتائب ثوار الشام” بعدما خلف المقدم أبو عبدالرحمن، منذ نهاية العام 2015، إثر مقتله في  معارك ريف حلب الجنوبي ضد المليشيات الشيعية.

 

وتبرز أهمية هذه الخطوة في أنها تأتي في الوقت الذي تتعرض فيه المعارضة الحلبية لضغوط شتى، من قبل النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية”، وحشد المليشيات الشيعية العراقية واللبنانية والإيرانية، بالإضافة لغارات الطيران الروسي. جميع تلك القوى تسعى للتقدم على حساب المعارضة، ومحاصرتها في مناطق جغرافية مغلقة في الداخل وقطع طرق إمدادها. وتشير التوقعات إلى أن حلب ستشهد معركة طاحنة خلال الفترة القادمة، وما يحصل من ضغط عسكري على المعارضة، إنما هو مقدمات عملية برية واسعة تشمل القطاعات الشمالية والجنوبية بالتزامن مع الزحف المستمر لقوات النظام شمال غربي كويرس باتجاه مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة تنظيم “الدولة”.

 

المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، قال لـ”المدن”: “الجبهة الشامية حققت انجازاً مهماً مطلع العام 2016 من خلال ضمها لكتائب ثوار الشام، المشهود لمقاتليها بالقوة والحنكة العسكرية، وميادين القتال جنوبي حلب وبقية الجبهات تشهد لهم بذلك. وسيكون هذا الاندماج فاتحة لخطوات مشابهة خلال الفترة المقبلة، وهي تندرج في إطار رص صفوف فصائل المعارضة في حلب بشكل عام والتهيؤ لأي مستجد على الأرض. وسيظهر الأثر الإيجابي بشكل سريع على جبهات القتال كنتيجة طبيعية لهذه الخطوة المباركة”.

 

وأضاف العقيد الأحمد، بأن “الجبهة الشامية” مستعدة لأي خطوة من شأنها توحيد الجهود العسكرية والسياسية للمعارضة، ورأب الصدع وتجاوز المحنة التي تمر بها حلب، بشكل خاص. حيث يسعى النظام ومن خلفه روسيا وإيران لفرض معادلة جديدة على الأرض من خلال التقدم والسيطرة على المفاصل المهمة في المحافظة، وشلّ حركة المعارضة في الأحياء الشرقية من المدينة، وفي الضواحي الشمالية والغربية، وقطعها بشكل كامل عن الشمال الاستراتيجي المتصل بتركيا عبر معبر باب السلامة الذي تعتبره المعارضة شريان الحياة لها في حلب. الأحمد يرى بأن ذلك يحتم على المعارضة أن تبادر إلى لم شملها من جديد وتحمل مسؤولياتها خلال الفترة القادمة.

 

وتتواجد “الجبهة الشامية” باعتبارها القوة الأكبر في حلب، في نصف جبهات المدينة والريف ضد قوات النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية”، ويبلغ عدد مقاتليها 7 ألاف. ومع انضمام “كتائب ثوار الشام” إلى صفوفها، أصبح العدد الكلي لمقاتلي “الجبهة الشامية” يزيد عن عشرة ألاف مقاتل، يتوزعون على كامل الجبهات الشمالية والغربية والجنوبية، وفي قلب المدينة حلب.

وفي “كتائب ثوار الشام” كتيبة “مضاد دروع” مجهزة بصواريخ مضادة للدروع من نوع “تاو”، بالإضافة إلى أسلحة وعتاد ثقيل، من مدرعات ومدافع هاون ورشاشات ثقيلة. وهو ما يشكل إضافة نوعية لتسليح “الجبهة الشامية” التي تعتبر أقوى الفصائل الحلبية لامتلاكها عتاداً متنوعاً وذخائر، بالإضافة إلى عدد مقاتليها الضخم.

 

من جانب آخر، استقدمت “جبهة النصرة” تعزيزات ضخمة دخلت مناطق سيطرة المعارضة في حلب، قادمة من إدلب، حيث قامت باستعراض عسكري داخل الأحياء الحلبية. وقالت “النصرة” إن تعزيزاتها تهدف إلى التصدي لقوات النظام والمليشيات بعد ورود أنباء عن تجهيز النظام لمعركة كبيرة في حلب، بمساندة روسية.

 

وفي السياق، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة في “غرفة عمليات الشمال”، وتنظيم “الدولة الإسلامية” في محيط بلدة غزل في ريف حلب الشمالي، بهدف استعادة السيطرة على القرية. وتزامنت الاشتباكات مع قصف جوي من طائرات تابعة لـ”التحالف الدولي” على مواقع التنظيم في المنطقة.

 

وشهدت جبهات حندرات وباشكوي اشتباكات متقطعة بين قوات المعارضة والنظام، تمكنت خلالها المعارضة من تدمير آليتين عسكريتين، منها دبابة بصاروخ مضاد للدروع “تاو”. وشنّ الطيران الروسي عشرات الغارات الجوية، استهدف مدن تل رفعت والباب وتادف ومنبج، وطرق المواصلات في ريف حلب، ما أدى إلى مقتل عددد من الأشخاص، وسقوط جرحى في صفوف المدنيين. كذلك قصف الطيران الروسي بلدة كفر حمرة وحي السكري، دون وقوع إصابات، بينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة قرى تلجبين ومعرستة الخان وتل مصيبين ورتيان وأطراف قرية باشكوي في ريف حلب الشمالي.

 

من جانب آخر، تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية” في محيط قرية وديعة في ريف حلب الشرقي، وسط تقدم لقوات النظام وسيطرتها على قرية عين الحنش. وترافقت الاشتباكات مع غارات الطيران الروسي على مناطق الاشتباك. ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين. وشهدت “معامل الدفاع” شرقي مدينة حلب انفجارات متعددة، ناتجة عن تفجر خط الإنتاج في معمل تصنيع “البراميل المتفجرة”، ما تسبب في مقتل عشرين عنصراً من قوات النظام بينهم أربعة ضباط.

المدن

 

هل يستقيل دي ميستورا؟

فادي الداهوك

عندما انتهى مؤتمر “جنيف-2” في العام 2014، خرج المبعوث الدولي السابق إلى سوريا الاخضر الابراهيمي وقال: “لم نحقق أي شيء.. حتى في الموضوع الإنساني لم نتمكن من فعل أي شيء. منذ تسلمي مهامي في أيلول من عام 2012 والوضع في سوريا سيء وهذا الوضع يزداد سوءاً”. كان الابراهيمي متصالحاً مع حقيقة العبثية التي قامت المفاوضات عليها، فاستقال بعدها.

 

لا يبدو أن مؤتمر “جنيف-3″ والمبعوث الحالي ستيفان دي ميستورا سيلاقيان مصيراً أفضل. فالخضّات التي شهدها المؤتمر المفترض أن ينطلق بعد 24 ساعة، كافية لوقف الخوض في هذه المغامرة الخاسرة. لكن واشنطن وموسكو تعوّلان على نجاح الترهيب الغربي، والترغيب الخليجي، لإعلان الهيئة عن قبولها بالمشاركة، بأي صيغة كانت. ومن أجل هذا الأمر، تعمّد المبعوث الدولي إرسال الدعوات، بشكل فردي، إلى 15 عضواً في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والهيئة العليا للتفاوض، ومن غير المستبعد أن تجد تلك البطاقات لـ”حفل جنيف” إقبالاً داخل الائتلاف أو الهيئة.

 

مخاطر كبيرة ترافق قبول أي شخصية من الائتلاف حضور “جنيف-3” بصفة فردية، وإنقاذ صريح للمؤتمر الذي وقع في مأزق التمثيل. فحتى الآن، استبعد رئيس حزب “الاتحاد الديموقراطي” صالح مسلم، بعد التلويح التركي بالانسحاب من مجموعة دعم سوريا، ومن المفاوضات نفسها، أما رئيس “مجلس سوريا الديموقراطية” هيثم مناع فقد أعلن أيضاً أنه لن يشارك من دون مسلّم، نظراً للاتفاق القائم بين مكونات “مجلس سوريا الديموقراطي” الذي يضمّ مناع ومسلم.

 

وبينما لا يزال المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب، بانتظار رد من الأمم المتحدة على استفسارات تتعلق بالدعوة وبآليات وضعت للتباحث حولها في جنيف، تدرك الأمم المتحدة جيداً، أنها مجبرة للرد على رسالة الهيئة العليا التي تسلمتها قبل يومين، إلا أن بان كي مون ودي ميستورا لا يجدان ضيراً في أن يكون الرد في آخر لحظة، لربما تحققت “معجزة” وقرر وفد الهيئة العليا المشاركة. لكن ماذا لو ثبتت الهيئة العليا على موقف المقاطعة؟

 

غياب معارضة وازنة عن “جنيف-3” يفرغ المؤتمر من أهدافه. وهذه النكتة لا رغبة لأحد في أن يضحك عليها، خصوصاً الولايات المتحدة وروسيا، إذ إنهما على الرغم من جشعهما باتجاه عقد المؤتمر، لن تضيعا وقتاً لفتح أحاديث مع المعارضين الذين دعتهم موسكو، وربما لن تجدا ما يمكن الحديث عنه مع أولئك، كما أن المتواجدين في لوزان، منذ يومين، بدأوا بإثارة المشاكل، وتكذيب دي ميستورا وكيري بأنهم مدعوون كمفاوضين أساسيين وليس كمستشارين.

 

من جهة ثانية، فإن انعقاد المفاوضات بالشروط الروسية، سيحمل عواقب وخيمة على الجميع، ودخول سوريا في منحدرات خطيرة بعد أن تعلن فصائل المعارضة الممثلة في مؤتمر الرياض انسحابها من المجموعة، وهذا ينذر بانفكاك العلاقة بين المقاتلين على الأرض والداعمين الإقليميين، ولن يكون بمقدور أحد بعدها أن يؤثر على ضبط المعارك عندما تنحو باتجاهات غير مفضلة، أو أن يقول للمقاتلين: تقدموا هنا، ولا تقتربوا من هناك.

 

ولأن لا أحد يرغب في تعقيد الأمور أكثر، لا تبدو خيارات الأمم المتحدة كثيرة، وهي تدرك تماماً أن لقاءات المعارضات التي جرت في موسكو والاستانة والقاهرة، لم تكن سوى تمضية للوقت، وإيجاد ما يمكن لدي ميستورا أن يفعله ريثما تكتمل صورة “جنيف-3″، وإلا فليس أمامه سوى الاستقالة، التي ستكون ممراً إجبارياً له بعد “جنيف-3” إذا لم يعلن عن تأجيله.

المدن

 

جنيف-3″: تشكيل قائمة “علمانية”.. وإستبعاد مسلّم

دينا أبي صعب

كل عناصر الحوار باتت جاهزة لانطلاق الجولة الاولى من “جنيف-3”. اتفاق روسي-أميركي، كل طرف يذلل العقبات من جهته، وتفاهم على استبعاد شخص صالح محمد مسلم، رئيس “حزب الاتحاد الديموقراطي” الكردي، ارضاء للأتراك. أما وفد المعارضة من خارج الهيئة العليا للتفاوض، الموجود منذ يومين في مدينة لوزان السويسرية، خرج من دائرة رفض المشاركة احتجاجاً على استبعاد مسلم وحزبه  بصيغة جديدة، ترضي الأكراد ولا تغضب تركيا. رفع السقف من قبل وفد الرياض بمطالبته تطبيق اجراءات بناء الثقة قبل بدء الحوار بدت مهمة مستحيلة، ويعرف أعضاء الهيئة العليا هذه الحقيقة جيداً، وعليه جاء التحذير الأخير من واشنطن مباشرة بأن “المشاركة في هذا الحوار هي فرصة تاريخية”.

 

الليلة الماضية، لم تهدأ الاتصالات التي امتدت من جنيف الى لوزان، ومن لوزان الى موسكو، فواشنطن والرياض وانقرة. وحدها دمشق لم تعنَ بأي من هذه الاتصالات، كونها تنتظر ربما ان يأتي فشل الانطلاقة من أطراف المعارضة، فتتخلص من عبء الحضور الى جنيف الذي تراه في مرحلة التقدم الميداني بمنطق اللا لزوم له.

 

وفد الرياض أجل الرد على دعوة دي ميستورا إلى الساعات المقبلة، رابطاً الموافقة على المشاركة في الحوار بالبدء باجراءات بناء الثقة، وطالب الوفد الامم المتحدة والمجتمع الدولي بالعمل على إنهاء الحصار المفروض على بعض المناطق، وإيصال المساعدات، وإطلاق سراح السجناء، ووقف تنفيذ أحكام الإعدام، ووقف الغارات وقصف المناطق السكنية بالبراميل والقنابل العنقودية. وحتى ساعة متأخرة من يوم الأربعاء، لم يأت أي رد من قبل الامم المتحدة، وجاء الرد من واشنطن عبر مزيد من الضغط على المعارضة السورية من اجل المشاركة في حوار الجمعة. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر، إن “أمام فصائل المعارضة فرصة تاريخية للذهاب إلى جنيف واقتراح سبل جدية وعملية لتنفيذ وقف لإطلاق النار، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية وغيرها من إجراءات بناء الثقة، وينبغي أن يفعلوا ذلك من دون شروط مسبقة”.

 

ويأتي هذا الموقف في أجواء من الفتور بين الهيئة العليا والولايات المتحدة، على خلفية التسريبات التي أعقبت زيارة وزير الخارجية الاميركية جون كيري الى الرياض، وفيها أن الجانب الاميركي حذر المعارضة من مغبة عدم المشاركة في محادثات جنيف، وعبر رياض حجاب منسق الهيئة العامة للمعارضة السورية من الرياض في بيان عن استيائه من “بعض الدول الصديقة”، التي لوحظ تراجع في مواقفها، والتي “تخلت عن تصريحاتها حول فقدان (الرئيس السوري) بشار (الاسد) للشرعية، وتخلت عن دعوته إلى التنحي الفوري”، وباتت تتحدث عن “إمكانية تحقيق ذلك على المدى البعيد، وترهن تطبيق القرارات الدولية بموافقة النظام وفقاً لمبدأ الموافقة المتبادلة، متجاهلة حقيقة أن نظام بشار يرفض مناقشة هذه المسألة من حيث المبدأ، ولا يقبل بوضعها على أجندة المفاوضات”.

 

وفي لوزان، حيث يتابع عدد من المكونات السياسية المعارضة من “منتدى موسكو”، و”مجلس سوريا الديموقراطية” و”تجمع الاستانة” اجتماعات بدأت الأربعاء، شكّل المجتمعون لائحة من ثلاثين اسماً، 15 منهم كمفاوضين أساسيين في الوفد، و15 احتياطياً، بعد خلافات واجتماعات واتصالات وضغوط دولية، واتفق على تشكيل مرجعية من خمسة اشخاص للوفد، هم هيثم مناع الرئيس المشترك لـ”مجلس سوريا الديمقراطية”، وصالح مسلم رئيس “حزب الاتحاد الديموقراطي” الكردي، وقدري جميل رئيس “جبهة التحرير والتغيير”، وإلهام أحمد الرئيسة الثانية للمجلس، ورندا قسيس منسقة “لقاء الاستانة”.

 

هذا الوفد التقى في اجتماع مطول أحد المسؤولين الروس، وناقش معه لائحة الثلاثين، “قائمة القوى العلمانية الديموقراطية”، وديباجة الخروج من عقبة استثناء الأكراد في المفاوضات، ونقل هذا المسؤول قائمة الاسماء واقتراح استبدال اسم صالح مسلم. ومن الاسماء المطروحة لتحل في مقعد الاكراد خالد عيسى من حزب “الاتحاد الديموقراطي”.

 

وذكرت مصادر في لوزان أن قائمة الثلاثين التي سلمت إلى المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا “هي من صلاحيات قادة المجلس ولن يتدخل أحد لتعديلها، وانه لا يمكن اقصاء أي طرف من المحادثات”، وإن حصل “فلن تشارك قوى دولية فاعلة معروفة بدعم المحادثات، وبالتالي توقيف المحادثات والانسحاب منها و سيعلن عن  فشل المؤتمر قبل بدئه”.

المدن

 

جنيف 3: مدعوون انسحبوا ومستبعدون هددوا!

قال وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، الأربعاء، إن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان ديمستورا أكد له بأنه لم يوجه دعوة إلى حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي الذي يرأسه صالح مسلم لحضور محادثات “جنيف-3”.

 

وفي تصريحات صحافية أدلى بها فابيوس، قال إن دي ميستورا أكد له أيضاً أن الهيئة العليا للتفاوض هي من ستقود المفاوضات من جانب المعارضة. وأضاف “لقد بعث السيد دي ميستورا الدعوات، وكانت مسألة مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي تثير معظم المشاكل، ولذلك قال دي ميستورا لي أنه لم يوجه إليه الدعوة”.

 

وأشار وزير الخارجية الفرنسية إلى أنه تحدث إلى منسق الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب، الذي أكد له على أنه سيرد على الدعوة من جانب دي ميستورا وبان كي مون صباح الأربعاء. وأضاف فابيوس “إذا كنت أتفهم موقفهم المعارضة، فإنهم يقولون نعم للمفاوضات، لكنهم في الوقت نفسه يريدون مزيداً من التفاصيل حول قائمة المشاركين، والجهود التي تبذل على الجبهة الإنسانية في سوريا وعن ما سيتحاورون حوله في جنيف”.

 

ورداً على عدم دعوة حزب “الاتحاد الديموقراطي” لـ”جنيف-3″، اعتبر رئيس “مجلس سوريا الديموقراطية” هيثم مناع، أن لا مفاوضات سلام من دون الأكراد. وأعلن على أنه لن يشارك  في “جنيف-3″، الجمعة المقبل، ما لم تتم دعوة من صالح مسلم وإلهام أحمد، القياديين في حزب “الاتحاد الديموقراطي”.  وقال مناع لوكالة “رويترز”: “إما أن أذهب مع أصدقائي أو لا أذهب. لا حل وسط في هذه المسألة”.

 

كما أكد مناع رفضه الدمج ضمن الوفد الروسي المدعو إلى المفاوضات. قائلاً “يقترحون علينا الآن وفداً يمكننا فعلياً أن نسميه الوفد الروسي، ولست مستعداً لأن أكون عضواً في الوفد الروسي. من حقنا أن يكون لدينا وفدنا الخاص”.

 

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، قد أبدى اعتراض بلاده على دعوة حزب “الاتحاد الديموقراطي” إلى “جنيف-3”. وقال، الثلاثاء: “نعتقد بضرورة جلوس الأكراد والعرب والتركمان والسنة والنصيرية والمسيحيين في سوريا معاً حول طاولة واحدة، ومن الضروري تمثيل الأكراد، لأن عدم تمثيلهم سيمثل نقصاً، إلا أننا نعارض جلوس وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديموقراطي، اللذين يظلمان الأكراد، إلى تلك الطاولة، ولسنا ضد تمثيل الأكراد”.

 

في موازاة ذلك، أعلن عضو الهيئة العليا للتفاوض، رئيس “تيار بناء الدولة السورية” لؤي حسين، تراجعه عن قرار انسحابه من الهيئة. وقال على صفحته في “فايسبوك”: “كنت قد أعلنت انسحابي على الفيسبوك من الهيئة العليا للمفاوضات، في محاولة للضغط على الهيئة لتصويب بعض الخلافات بيننا. لكن الهيئة اليوم بموقع تحتاج كل موأزرة ودعم. لهذا أعلن عن سحب شروط عودتي التي ذكرتها سابقا، وأعود عن قراري السابق. لهذا أنا أتحمل اليوم مثل أي عضو من الهيئة مسؤولية القرار الذي ستتخذه مهما كان. بل وأتبنى كل قراراتها ومراسلاتها السابقة.لقد أبلغتهم بذلك وأعطيتهم صوتي. زملائي أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات أتمنى لكم السداد في الرأي اليوم، واعلموا إن أخطأتم اليوم يمكن لكم التصويب غدا، لكن اعتبروا أن دم السوريين الآن بين أيديكم فاحفظوه”.

 

في السياق، بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع السفير الأميركي في موسكو جون تيفت سبل الدعم السياسي لتسوية الأزمة السورية قبيل اجتماع “جنيف-3”. وقالت السفارة الأميركية في موسكو، الأربعاء، إن تيفت أعرب عن أمله في تحقيق تقدم في المفاوضات السورية تحت إشراف الأمم المتحدة. مؤكدا ضرورة العمل على العملية الانتقالية في سوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. وأشارت السفارة إلى أن بوغدانوف وتيفت اتفقا على مواصلة الاتصالات بهذا الشأن بعد انطلاق المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة.

المدن

 

رياض حجاب في رسالة إلى بان كي مون: التفاوض استناداً إلى جنيف ومجلس الأمن

وجه منسق هيئة المفاوضات التابعة للمعارضة السورية رياض حجاب، رسالة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أكد فيها أن المعارضة «تنظر بإيجابية» للموافقة على المشاركة في مفاوضات جنيف المقررة في 29 كانون الثاني الجاري استناداً إلى بيان جنيف 2012 وقرار مجلس الأمن 2118 لعام 2013، كمرجعية للمفاوضات.

 

واستهل حجاب رسالته قائلاً: «يطيب لنا في البداية شكر معاليكم لجهودكم الكبيرة لتحقيق الأهداف السامية لمنظمة الأمم المتحدة وبخاصة سعيكم الحثيث لوضع حد لمعاناة الشعب السوري ولإنهاء الأزمة السورية وكلنا ثقة أنكم على اطلاع على الجهود التي تبذلها الهيئة العليا للمفاوضات سعياً لإنجاح العملية السياسية الهادفة لإيجاد حل للقضية السورية«.

 

وأضاف: «في هذا الإطار نشير إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات قد اجتمعت (…) بتاريخ 26/1/ 2016 وحرصت على الخروج بنتائج إيجابية تصون البلاد وتحافظ على وحدتها وتضمن مصالح شعبها«.

 

وأكد حجاب أنه «بناء على ذلك تنظر الهيئة بإيجابية للموافقة على المشاركة في المفاوضات المفضية إلى بدء مسار الحل السياسي للأزمة السورية استناداً إلى بيان جنيف 30 حزيران 2012، وقرار مجلس الأمن 2118 لعام 2013 كمرجعية للتفاوض وذلك عبر إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية مع الحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية على أن يتم تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015 من دون أي استثناءات أو انتقائية في التنفيذ على أرض الواقع قبل بدء جلسات المفاوضات المرتقبة وبخاصة بالنسبة للموضوعات التالية: رفع الحصار عن المناطق والمدن والبلدات المحاصرة؛ إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع من هم بحاجة إليها؛ إطلاق سراح المعتقلين وسجناء الرأي والسجناء وفقاً للقوانين الاستثنائية أو غير المنسجمة مع مبادئ احترام حقوق الإنسان وبخاصة النساء والأطفال؛ وقف أية هجمات موجهة ضد المدنيين والأهداف المدنية ووقف الاستخدام العشوائي للأسلحة بما في ذلك القصف المدفعي والقصف الجوي؛ وقف عمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي«.

 

وتابع حجاب في بيان: «تؤكد الهيئة على أن محاربة الإرهاب لا يجب أن تكون بديلاً عن إعمال ما جاء في بيان جنيف 30 حزيران 2012، على نحو ما سلف بيانه. ومن منطلق الحرص على إنجاح المفاوضات فإن الأمر يتطلب من المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن اتخاذ كل ما يمكن لوضع حد لكافة الإجراءات غير القانونية التي تعترض تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 سواءً كانت هذه الإجراءات صادرة عن النظام السوري أو حلفائه«.

 

وأضاف: «تشير الهيئة أنها ستقوم بالتواصل مع مبعوثكم الخاص لسورية السيد ستيفان دي ميستورا لإيصال ملاحظاتها التفصيلية على رسالة الدعوة«.

 

وختم رسالته قائلاً: «نأمل أن يحظى خطابنا هذا باهتمامكم وعنايتكم من أجل الدفع بجهود المجتمع الدولي للإسراع في البدء في عملية الحل السياسي المنشود الذي يلبي تطلعات الشعب السوري عبر تنفيذ قرارات الشرعية الدولية«، معبراً عن تقدير الهيئة لإتاحة بان كي مون لها هذه الفرصة.

 

المعارضة تعلن موقفها اليوم من مفاوضات جنيف  

قالت الهيئة العليا للمفاوضات بالمعارضة السورية إنها تلقت ردا إيجابيا من المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي ميستورا على إيضاحات طلبتها منه قبل البت اليوم في قرارها بشأن المشاركة في مفاوضات جنيف.

 

وأوضح المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط أن المعارضة السورية جادة في المشاركة في مفاوضات جنيف والبدء بها، لكن ما يعيق بدءها هو قصف المدنيين وتجويعهم، على حد وصفه.

 

وأضاف المسلط أن الهيئة شكرت مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة على تأكيده أن الفقرتين الثانية عشرة والثالثة عشرة من مجلس الأمن والمتعلقتان بالسماح بوصول المساعدات للمناطق المحاصرة، ووقف الاعتداءات على المدنيين، حق مشروع وتعبّران عن تطلعات الشعب السوري، وغير قابلتين للتفاوض.

 

مجلس الأمن

وقال المتحدث إن الهيئة العليا للمفاوضات طالبت أعضاء مجلس الأمن الدولي وخاصة الدول الخمس الدائمة العضوية بالقيام بمسؤولياتهم والتزامهم بتطبيق قرار المجلس رقم 2254.

 

ومن المنتظر أن تعلن المعارضة السورية المنبثقة عن اجتماع الرياض قرارها اليوم بشأن الذهاب إلى مفاوضات جنيف، والتي حددت الأمم المتحدة غدا الجمعة موعدا لانطلاقتها.

 

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مقرب من الهيئة العليا أن دي ميستورا قال في رد على استيضاحات المعارضة إن تنفيذ قرار مجلس الأمن يتجاوز صلاحياته، وأضاف المصدر أن الهيئة تنتظر الآن رد الأمين العام الأممي.

 

من جانب آخر، قال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني اليوم إن بلاده تعتقد أنه من الضروري ألا يجلس “إرهابيون في قناع جديد” على مائدة المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة.

 

وانتقد عبد اللهيان -الذي يقوم بزيارة إلى روسيا- ضم من وصفهم بأنهم “إرهابيون” لوفد المعارضة التي ستحضر محادثات جنيف.

 

وكان سفير الائتلاف السوري في باريس وعضو الهيئة العليا منذر ماخوس قال للجزيرة إن وفد المعارضة لن يذهب إلى جنيف إذا كان رد دي ميستورا على المعارضة “غير متناسب مع مشروع الانتقال السياسي والطموحات التي انتفض لأجلها الشعب السوري”.

ثلاثة ملفات

وأوضح ماخوس أن المعارضة تشترط مقدمات بناء الثقة من أجل خلق بيئة مناسبة للوصول إلى حل سياسي، وهي تقوم على ثلاثة ملفات: أولها إنهاء حصار المدن والبلدات والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وثانيها التوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة كالبراميل المتفجرة والصواريخ، خاصة في المناطق المدنية، وأخيرا بدء إطلاق سراح المعتقلين، خاصة النساء والأطفال.

 

ولمح المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب إلى تراجع في مواقف من وصفها بالدول الصديقة التي تخلت عن مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي الفوري، وأصبحت ترهن تطبيق القرارات الدولية بموافقة النظام.

 

وقال رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري هيثم المالح إن روسيا وإيران هما من تديران المفاوضات وليس نظام الأسد. وأضاف المالح في لقاء سابق مع الجزيرة أنه يستغرب موقف المجتمع الدولي الذي لا يرى وجود جرائم حرب ترتكب بسوريا.

 

أميركا تضغط

ومن جهتها، دعت الولايات المتحدة المعارضة السورية إلى التعامل بشكل إيجابي مع دعوة المبعوث الدولي إلى سوريا للمشاركة في مفاوضات جنيف.

 

ودعت الخارجية الأميركية المعارضة السورية إلى انتهاز ما وصفتها بالفرصة التاريخية التي تمثلها المفاوضات، والمشاركة دون شروط مسبقة لكشف الجهة الجادة أو غير الجادة في تحقيق الانتقال السلمي بسوريا.

 

المفاوضات السورية.. محورية الشروط وصراع الإرادات  

سيد أحمد الخضر-الجزيرة نت

 

رغم أنه لم يتبق على انطلاقها سوى بضع ساعات، لا تزال المفاوضات السورية رهينة التجاذبات الداخلية والإقليمية والدولية، مما يعقد جدول أعمالها وينذر حتى بإلغائها.

وحتى الحين تربط المعارضة السورية المشاركة في المفاوضات بالاستجابة لمطالب قدمتها للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، من بينها وقف قصف المناطق السكنية ورفع حصار الجوع عن المدنيين وبدء إطلاق المعتقلين خصوصا من النساء والأطفال.

 

وبينما رد المبعوث الأممي بأن التعهد بتحقيق هذه المطالب يفوق صلاحياته، مارست الولايات المتحدة ضغطا ملحوظا على المعارضة وطالبتها بانتهاز الفرصة وشد الرحيل إلى جنيف والدخول في مفاوضات مع النظام.

 

وكانت المعارضة السورية حملت “من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم” مسؤولية عرقلة بدء محادثات السلام.

 

وفي خطوة من شأنها تعزيز موقف المعارضة قال ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن الحكومة السورية تجاهلت في العام 2015 معظم طلبات المنظمة الدولية لإرسال مساعدات إنسانية إلى نحو 4.6 ملايين شخص يعيشون في مناطق محاصرة ويصعب الوصول إليها.

 

قناع جديد

ومع أنها أشارت إلى إمكانية انطلاق المحادثات غدا، فإن إيران تحاول بدورها التاثير على تمثيل المعارضة السورية، وهو نفس موقف روسيا المصرة على إشراك شخصيات من المعارضة الداخلية أو “الناعمة” في مفاوضات جنيف، للتأثير على موقف خصوم الأسد، وفق مراقبين.

 

وفي أحدث تصريح له، قال نائب وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان إن بلاده تعتقد أنه من الضروري ألا يجلس “إرهابيون في قناع جديد” على مائدة المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة، في إشارة إلى التنظيمات المسلحة التي انضمت إلى وفد المعارضة.

 

لكن سعي موسكو لضم حزب الاتحاد الديمقراطي السوري للمحادثات قوبل برفض شديد من أنقرة حيث تعتبرهم امتدادا لحزب العمال الكردستاني وترفض إسباغ صفة المعارضة عليهم أصلا لكونهم “لم يطلقوا رصاصة ضد نظام الأسد”.

 

قيادة المعارضة

ورغم أن إيران وروسيا تعملان على الدفع بأطياف من المعارضة (الناعمة) إلى الحوار، فإن هيئة المعارضة السورية المشكلة في الرياض هي من ستقود المفاوضات غير المباشرة مع النظام.

 

وقد نقل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأربعاء عن دي ميستورا القول إن حزب الاتحاد الديمقراطي لن يحضر، وإن هيئة المعارضة ستقود المفاوضات، بينما يرتقب أن يرأس وزير الخارجية السوري وليد المعلم وفد النظام إلى جنيف.

 

وفي ظل تمايز المواقف الدولية والإقليمية وأمام تمسك المعارضة بمطالبها واستمرار النظام في توظيف أداتي القصف والحصار، تتزايد المصاعب أمام التعويل على محادثات جنيف في الوصول لحل سياسي ينهي خمس سنوات من الصراع.

 

وفي حديث للجزيرة، قال السفير الأميركي السابق في سوريا روبيرت فورد إنه لا يرى أي سبب للتفاؤل لعدم استعداد الحكومة السورية لتقديم تنازلات على مائدة المفاوضات.

 

وتعليقا على هذه التجاذبات، قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب إن الجدل الدائر حول الدعوات والشخصيات المشاركة في محادثات جنيف ينبع من الاستجابة لمحاولات النظام وحلفائه عرقلةَ العملية السياسية عبر التشكيك في مصداقية وفد المعارضة، والإصرار على تصنيفها في خانة الإرهاب.

 

المعارضة السورية ومفاوضات جنيف.. مشاركة أم مقاطعة

الهيئة العليا للمفاوضات تستأنف اجتماعاتها الخميس في الرياض

دبي – قناة العربية، فرانس برس

بينما أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات السورية المجتمعة في الرياض أنها أجلت قرارها بشأن قبول الدعوة للمشاركة من عدمه إلى الخميس، أفاد مراسل “العربية” نقلاً عن دبلوماسيين في نيويورك أن الهيئة العليا للمعارضة تدرس إرسال وفد رمزي من ثلاث شخصيات برئاسة المنسق العام للهيئة، رياض حجاب، للمشاركة في مباحثات جنيف، حيث سيناقش الوفد قضايا محددة، على رأسها الجانب الإنساني. وبحسب الدبلوماسيين فإن المعارضة ستعلن ذلك الخميس.

من جهته، أكد سالم المسلط لـ”العربية” أن الاجتماع سيستأنف الخميس عند العاشرة صباحاً.

كما ستستمر الاجتماعات الجانبية بين أعضاء المعارضة بانتظار رد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، على مطالباتها التي وردت في بيان الهيئة.

أما واشنطن فطالبت المعارضة السورية باغتنام ما وصفته بفرصة المفاوضات ومن دون شروط مسبقة.

وكان حجاب قد بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أكد فيها أن الهيئة تنظر بإيجابية للموافقة على المشاركة في المفاوضات المفضية إلى بدء مسار الحل السياسي للأزمة السورية.

وأشار في الرسالة إلى بيان جنيف العام 2012 وقراري مجلس الأمن 2118 و2254 كمرجعيات أساسية لبدء المفاوضات، وطالب بالتنفيذ الكامل على أرض الواقع لهذه القرارات قبل بدء جلسات المفاوضات، خاصة رفع الحصار عن المناطق والمدن والبلدات المحاصرة، وإيصال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين وسجناء الرأي والسجناء وفقاً للقوانين الاستثنائية، ووقف أي هجمات ضد المدنيين، ووقف عمليات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي.

وفي سياق آخر، أكدت الأمم المتحدة، الأربعاء، أنها لم توجه دعوات سوى لأطراف سورية لحضور مفاوضات السلام في جنيف التي تبدأ الجمعة، بخلاف ما أعلنته تركيا.

والثلاثاء، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو، أن بلاده لن تشارك في هذه المفاوضات إذا تمت دعوة الأكراد السوريين في حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره أنقرة مرتبطاً بحزب العمال الكردستاني المصنف “إرهابيا”.

وردا على سؤال لوكالة “فرانس برس” عن حضور وفود من تركيا وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة بصفة مراقب، قالت متحدثة باسم دي ميستورا: “لا نعتزم على الإطلاق دعوة أي طرف خارج إطار السوريين”.

ووجه دي ميستورا الدعوات، الثلاثاء، من دون أن يكشف عدد الأشخاص المدعوين أو هوياتهم. وعلّقت المتحدثة: “سنعلن هذا الأمر قبل اجتماع الجمعة”.

وكانت الهيئة المنبثقة من اجتماع لأطياف من المعارضة السياسية والعسكرية الشهر الماضي في الرياض، تريثت منذ الثلاثاء في الرد على دعوة المبعوث الأممي.

وسئلت المتحدثة عما إذا كان دي ميستورا قد أرسل اللائحة الكاملة للمدعوين إلى الهيئة، فقالت: “ليس هناك أي شرط مسبق” للمشاركة في المفاوضات.

 

الأمم المتحدة: مفاوضات السلام السورية الجمعة

دبي – قناة العربية

أكدت الأمم المتحدة، الخميس، أن مفاوضات السلام حول سوريا ستبدأ يوم الجمعة في جنيف كما هو مقرر، رغم الغموض الذي يلف مشاركة مجموعات رئيسية في المعارضة السورية لا تزال مجتمعة في الرياض.

وقالت خولة مطر، المتحدثة باسم الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا: “ليس هناك إرجاء من جانبنا”.

وذكرت المتحدثة أن رسالة وسيط الأمم المتحدة الخاص بسوريا، ستيفان دي مستورا إلى المعارضة تمثل ردا بالنيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وفي وقت سابق، أعلنت مصادر مسؤولة لـ”العربية” أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، دي ميستورا، رد على رسالة المعارضة التي وجهتها لأعضاء مجلس الأمن وطالبت فيها بالتزام الدول الخمس دائمة العضوية تطبيق القرار 2245 قبل اتخاذ قرار المشاركة في مفاوضات جنيف.

وأوضحت المصادر أن رد دي ميستورا كان إيجابيا ومشجعا للمعارضة بشأن مشاركتها في المفاوضات، حيث أشار إلى أن مسألة إدخال المساعدات ووقف قصف المدنيين مسائل غير خاضعة للتفاوض، بحسب الفقرة 12 و13، باعتبارها حقا مشروعا يعبر عن تطلعات الشعب السوري.

نص رسالة دي ميستورا

 

السيد المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية (رياض حجاب)

تلقيت اليوم رسالتكم المتضمنة طلب الحصول على معلومات إضافية بشأن المفاوضات التي سترعاها الأمم المتحدة والتي تمت دعوتكم لها بشكل رسمي. وبالنظر إلى الطبيعة الملحة لهذه المسألة، وحقكم في تلقي ردود على تساؤلاتكم المشروعة، فإنني سأجيب بشكل شخصي ولكن أيضاً رسمي في هذه الساعة المتأخرة من اليوم. وسوف أتناول النقاط الثلاث الرئيسية والأكثر أهمية:

1- أنتم محقون في المطالبة بتنفيذ الفقرتين 12 و13 من قرار مجلس الأمن رقم 2254. فهذه حقوق غير قابلة للتفاوض وتعبر عن التطلعات المشروعة للشعب السوري، ولكنكم تدركون أيضاً أنه لا يمكن لي أن أنفذ بنفسي ما ورد في الفقرتين المشار إليهما. على الرغم من ذلك، فإنني وعددا من الأطراف الفاعلة نؤمن بأن المفاوضات التي دُعيتم إليها هي أفضل وسيلة لحمل الجميع على تنفيذ الفقرتين الرئيسيتين 12 و13 من القرار 2254.

2- كما سبق أن ذكرت لكم في رسالة الدعوة، فإنني أنفذ الطلب الوارد في القرار 2254 بالبدء في مفاوضات رسمية. وكما تعلمون فإن المفاوضات تكون مبنية على محادثات “وبالتالي نحن نشير بشكل دارج إلى المفاوضات على أنها “المحادثات السورية السورية”.

3- وقد قمت حتى الآن بدعوة 10 شخصيات بصفتهم الشخصية، إضافة إلى وفدي الحكومة والهيئة العليا للتفاوض، وذلك بهدف الاستماع والاستفادة من آراء أكبر شريحة من السوريين.

إنني على ثقة بأن النقاط الواردة أعلاه سوف تطمئنكم وتضمن مشاركة وفدكم في المفاوضات التي ستبدأ مساء يوم الجمعة 29 يناير (كانون ثاني) في جنيف. وأتمنى أن تكونوا تتفقون معي في أنه إذا تمت إضاعة تلك الفرصة أو تأجليها فإننا قد ننتظر طويلاً حتى تسنح فرصة جديدة لإنهاء معاناة الشعب السوري وتطبيق عملية الانتقال السياسي وفقاً لما ورد في بيان جنيف.

وفي النهاية فإنني أتطلع إلى مقابلة وفدكم يوم الجمعة.

مؤتمر المانحين حول سوريا

هذا وأعلنت بريطانيا أن مؤتمر المانحين حول سوريا المقرر الأسبوع المقبل في لندن، يتجه نحو الإعلان عن مضاعفة المساهمات المالية من أجل التصدي للأزمة الإنسانية.

واتفق قادة بريطانيا وألمانيا والنرويج على ضرورة أن تضاعِف الدولُ المانحة المساهمات التي قدمتها العام الماضي لمساعدة 13 مليون نازح داخل سوريا وأكثر من أربعة ملايين لاجئ خارجها.

وأعلن مسؤولون بريطانيون أنه تم الإيفاء بـ3 مليارات دولار من أصل 8 مليارات ونصف تعهد بها المانحون.

 

الأمم المتحدة لن تؤجل موعد مباحثات سوريا

دي ميستورا رد على المعارضة السورية نيابة عن بان كي مون حسب الأمم المتحدة – أرشيفية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، انطلاق المباحثات بشأن سوريا في جنيف بموعدها المحدد الجمعة، وذلك بعد معلومات صادرة عن المعارضة السورية عن تأجيل المفاوضات إلى 1 فبراير المقبل.

وقالت خولة مطر، المتحدثة باسم موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، “ليس هناك إرجاء من جانبنا”، مؤكدة بدء المفاوضات في موعدها، على أن “يصدر بيان صحافي حول تفاصيلها” صباح الجمعة.

 

وتأكيدات الأمم المتحدة جاءت في وقت لم تحسم مجموعات رئيسية في المعارضة مصير مشاركتها في المباحثات، إذ تتمسك بتطبيق القرارات الإنسانية من قرار مجلس الأمن قبل الجلوس إلى طاولة الحوار.

 

وكشف مشاركون في اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات عن المعارضة السورية، المستمرة منذ الثلاثاء في الرياض، أن الهيئة لاتزال تنتظر ردا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على مطالبها.

 

وقالت الهيئة إنها تنتظر رد من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على رسالتها التي تطالب فيها أعضاء مجلس الأمن بالقيام بمسؤولياتهم والتزامهم في تطبيق قرار مجلس الأمن 2245.

 

وأوضحت، في المقابل، إنها تلقت ردا على رسالة أخرى وجهت إلى دي مستورا، أكد فيها على أن الفقرتين 12و13 “هي حق مشروع تعبر عن تطلعات الشعب السوري وهي غير قابلة للتفاوض”.

 

وتطالب المعارضة بتطبيق المادتين 12 و13 من قرار مجلس الأمن 2254، واللتين تنصان على “رفع الحصار عن المناطق والمدن.. وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة” وإطلاق معتقلين.

 

وكانت مصادر من المعارضة رجحت، في وقت سابق، لـ”سكاي نيوز عربية” تأجيل موعد “جنيف 3” لأسباب وصفت بالتقنية واللوجستية، في إشارة على ما يبدو إلى عدم تلقي رد من أمين عام الأمم المتحدة.

 

إلا أن المتحدث باسم المنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك، قال، إن رد دي ميستورا على مطالب المعارضة بخصوص وقف الضربات الجوية وإنهاء الحصار، “يشكل ردا أيضا بالنيابة عن الأمين العام”.

 

دريد لحّام لـ”خامنئي”: “في كلامك أمرٌ يلبّى”.. وأنزور لـ”نصر الله”: أبناؤك وإخوتك هم “السادة ورجال الله

دمشق، سوريا (CNN) — أثارت كلمةٌ للفنّان السوري دريد لحّام يمجد فيها  المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، موجة انتقادات واسعة بين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، لما تضمنّته من عبارات، وصفت بالـ”مستفزّة”.

 

حيث توجه دريد للمرشد خامنئي بالقول: “في روحك القداسة، في عينيك الأمل، في يديك العمل، وفي كلامك أمرٌ يلبى، ازدادت قدسية ترابنا، حين ارتقى بعضٌ من رجالاتك إلى عليائها، لك الحب والتقدير والإجلال من شعبٍ صامد، وجيشٍ عتيد..”، وختم الفنان المعروف بانتمائه للحزب القومي السوري، بتحية الحزب الشهيرة “تحيا سوريا”، وسبقها بعبارة “عاشت إيران”.

 

هذه الكلمة ألقاها لحّام في حفل أقيم، الثلاثاء، في “مكتبة الأسد” بـدمشق، ونظمتّها “حملة الفينيق السوري” و”مبادرة سوريا المستقبل”، برعاية الإدارة السياسية في الجيش السوري، لتكريم من يصفهم بـ”شهداء” حلفائه بالحرب من روسيا، وإيران، وحزب الله، والعراق، و”جيش التحرير الفلسطيني”.

 

وسرعان ما انتشر الفيديو الذي يتضمن كلمة دريد لحام، عبر وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، مصحوباً بحملة انتقادات موجهة للفنّان السوري، الذي رفع كأس وطنه يوماً في مسرحيةٍ شهيرة، كتبها مع الراحل الماغوط، واختتمها بحوارٍ افتراضي مع أبيه “الشهيد”، قائلاً له: “الله وكيلك يا ابي مو ناقصنا إلاّ

 

محاولات لإقصاء جماعات المجتمع المدني السوري عن مفاوضات جنيف3

روما (28 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

شنّت وسائل إعلام سورية معارضة هجوماً على جماعات المجتمع المدني الذين يسعى المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا لإشراكهم في مؤتمر جنيف الثالث ضمن المفاوضات المرتقبة بين النظام السوري والمعارضة. وقالت إن هموم هذه المنظمات تختلف عن هموم المعارضة، فيما شدد ناشطون في هذه المنظمات على أنهم أفضل رقيب على هذه المفاوضات ومن أكثر الجهات السورية توازناً وفعالية.

 

واعتبرت بعض المواقع السورية المعارضة أن تشديد دي ميستورا على ضرورة إشراك منظمات المجتمع المدني والنساء في مؤتمر جنيف هو محاولة منه لاختراق وفد المعارضة السورية، وتذرعت بأن بعض هذه المنظمات “تضع على رأس أولوياتها مطالب تتعلق بالحراك النسوي والتمثيل النسائي ولا تتبنى بالضرورة مطالب المعارضة المتمثلة أولاً بتغيير نظام الأسد، في محاولة منها بالنأي عن الصراع وتموضعها على مسافة واحدة من المعارضة والنظام، وتكتفي بالمطالبة بإصلاح بعض القوانين المجحفة التي يعمل بها النظام، وهذا كفيل برأي بعض المعارضين، ألا يجعلها جزءاً من وفد المعارضة طالما أنها تذهب برؤية وسقف مطالب مختلف”.

 

ووفق وثيقة، تقدّمت بها إحدى جماعات المجتمع المدني في جنيف للمبعوث الأممي، فإنه في منتهى الأهمية أن يتم إبراز تمثيل قوي ومستقل للمجتمع المدني وللأطراف التي لا تتبنّى السلاح، إذ من الضروري أن يكون المجتمع المدني رقيباً فعلياً على جولات التفاوض، وأن يتم اعتماد وفد رسمي من قبل الأمم المتحدة للقيام بهذا الدور الرقابي الفعال.

 

وكان المعارض السوري سمير عيطة، رئيس تيار المنبر الديمقراطي المعارض شدد للمبعوث الأممي وفريقه قبل أيام على ضرورة أن يضم وفد المجتمع المدني ممثلين عن جمعيات المجتمع المدني الأهلية والنسائية والإغاثية والطبية والحقوقية، التي تجمعت في شبكات مشتركة، وكذلك المجالس المحلية، التي جرت انتخاباتها مؤخراً على أسس القوانين النافذة، حتى في المناطق غير الخاضعة للسلطة المركزية، على المستوى المحلي وعلى مستوى المحافظات، بما فيها مناطق الحكم الذاتي في الشمال. بالإضافة إلى فعاليات وشخصيات يُمكن أن تؤسّس لمناخ الثقة والحياد في المرحلة الانتقالية” وهي فكرة يرى البعض أنها من الوسائل القليلة التي يمكن أن تجمع السوريين.

 

قبيل الثورة، كان في سورية نحو 600 جمعية غير حكومية، نصفها تقريباً جمعيات خيرية بطابع ديني غير مسموح لها أن تنشط خارج هذا الإطار، ونصفها الآخر جمعيات اسمية وواجهات (بريستيجية) لمقربين من النظام ونسائهم وأولادهم، وتشرف عليها الأجهزة الأمنية وتشاركها مداخيل التمويل، وحين تأسست لجان إحياء المجتمع المدني بجهود نخبة من المثقفين السوريين من اتجاهات فكرية وسياسية مختلفة، وبدأت تعمل بشكل علني، سرعان ما قمعها النظام ومنع نشاطاتها.

 

كل المؤسسات المدنية والأهلية التي تأسست خلال الثورة انقسمت إلى ثلاثة أنواع، الأول جمعيات وهيئات ومؤسسات إغاثية، وظيفتها تأمين ما يمكن تأمينه من مساعدات إنسانية وغذائية وطبية ونفسية لجميع المحتاجين دون استثناء، نجح قسم منها في مهمته فيما تحوّل قسم آخر كوسيلة للكسب الشخصي. والثاني مؤسسات دراسية بحثية توثيقية تخصصت في دراسة الواقع القانوني والدستوري والحقوقي المرتقب لسورية ما بعد انتهاء الأزمة، أو مراكز توثيق للانتهاكات، وفيما نجح بعضها في رسالته وقع بعضها الآخر في فخ التكسب والربحية، أما النوع الثالث فهو مؤسسات وهيئات مدنية بدور تربوي وتعليمي ودعم نفسي، وهي لم تقدّم الكثير لصعوبة العمل بهذا المجال في زمن الحرب.

 

متحدث: دي ميستورا رد على المعارضة السورية نيابة عن بان جي مون

 

الأمم المتحدة (رويترز) – قال متحدث باسم الأمم المتحدة يوم الخميس إن وسيط الأمم المتحدة الخاص بسوريا رد على مطالب المعارضة- بخصوص وقف الضربات الجوية وإنهاء حصار مناطق- بالنيابة عن الأمين العام بان جي مون.

 

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك “رد ستافان دي ميستورا- عبر الهاتف أمس وكتابة الليلة الماضية- يشكل ردا أيضا بالنيابة عن الأمين العام.”

 

وتواجه محادثات إنهاء الحرب الأهلية في سوريا خطر التأجيل للمرة الثانية هذا الأسبوع في الوقت الذي تمسكت فيه المعارضة يوم الخميس بمطالبها.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

متحدثة باسم دي ميستورا: المحادثات السورية ستبدأ الجمعة

جنيف (رويترز) – قالت متحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا يوم الخميس إن المحادثات الرامية لإنهاء الحرب في سوريا ستبدأ يوم الجمعة. يأتي ذلك برغم أن المعارضة السورية لم تعلن حتى الآن أنها ستشارك في المفاوضات المقررة في جنيف.

 

وقالت خولة مطر المتحدثة باسم مكتب دي ميستورا لرويترز ردا على رسالة بالبريد الالكتروني “أنا أكدت أن المحادثات ستبدأ غدا.”

 

وقبل وقت قصير من ذلك أصدر مكتب دي ميستورا رسالة بالفيديو وجهها للشعب السوري قال فيها إنه يعتزم إطلاق محادثات السلام “خلال الأيام القليلة القادمة”.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى