أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 28 نيسان 2016

 

 

 

لا حلول لسورية في غياب دور قيادي أميركي

نزار عبدالقادر

قال الرئيس باراك أوباما في 10 نيسان (ابريل) الجاري لمحطة «فوكس نيوز» أن أسوأ خطأ ارتكبه في رئاسته كان التقصير في التخطيط لمرحلة ما بعد سقوط معمر القذافي في ليبيا، «كان الخطأ في عدم التخطيط لليوم التالي وهذا ما كان يجب فعله قبل التدخل في ليبيا».

كان أوباما قد حمّل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون مسؤولية هذا الفشل في مقابلة مع جيفري غولدبيرغ نشرتها الشهر الماضي مجلة «أتلنتيك» تحت عنوان «عقيدة اوباما». ولم يسلّم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي من انتقادات اوباما، الذي اعتبر أن عملية التدخل في ليبيا قد حصلت في شكل جيد، ولكن لم يقم الأوروبيون (بحكم قربهم الجغرافي من ليبيا) بما يلزم لمنع الوصول الى المأزق الراهن.

لم تكن المرة الأولى التي ينتقد فيها أوباما عملية التدخل في ليبيا، فقد سبق أن تحدث عن ذلك في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) 2015، حيث قال «كان يمكن لتحالفنا لا بل كان يجب عليه، أن يقوم بما يلزم لتعبئة الفراغ الذي تركناه وراءنا».

لا يمكن تغطية الفشل في تحقيق الاستقرار والتحرك نحو حكم ديموقراطي في ليبيا بتوجيه اوباما الاتهامات باتجاه حلفائه الأوروبيين، حيث يدرك الجميع أنه لا يمكن للتدخل الأوروبي أن يكون حاسماً في غياب القيادة الأميركية عن مسرح العمليات.

اعترف نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس بهذا الأمر، حين اعتبر أن دخول الميليشيات الليبية الى المدن والسيطرة عليها قد فتحا الباب أمام «داعش» للدخول الى ليبيا، وأن ما حدث قد جاء نتيجة عدم استكمال القوى الغربية مهامها بسبب غياب القيادة الأميركية انطلاقاً من «المقاربة التي اعتمدها الرئيس أوباما للسياسة الخارجية وللتدخل العسكري». ووصف أحد أركان البيت الأبيض هذه المقاربة بـ «القيادة من الخلف».

كان أحرى بالرئيس أوباما أن يدرك أن الوضع في سورية، التي تشهد حرباً طاحنة منذ خمس سنوات، هو أسوأ وأشد خطورة ودرامية من الوضع داخل ليبيا، خصوصاً لجهة تقييم أخطار الإرهاب المتمثل بـ «الدولة الإسلامية»، حيث ينتشر في ليبيا ستة آلاف مقاتل من «داعش» مقابل ما بين ثلاثين وخمسين ألفاً في سورية.

كان من المفترض أن يدرك الرئيس أوباما أيضاً أن «الدولة الإسلامية» تقوم على أجزاء واسعة من سورية والعراق وأنها تصدر من سورية أيديولوجيتها ومقاتليها إلى ليبيا وإلى دول أخرى. إن الإرهابيين الذين نفّذوا عمليات باريس وبروكسيل قد خططوا لذلك انطلاقاً من مدينة الرقة السورية.

المفارقة الكبرى بين الوضعين الليبي والسوري أنه في وقت توصلت جهود الأمم المتحدة الى تشكيل حكومة وفاق وطني بدأت ممارسة أعمالها من طرابلس، فإن الأوضاع الميدانية داخل سورية والمفاوضات الجارية في جنيف الآن لا توحي إطلاقاً بقرب التوصل الى مخرج للأزمة السورية.

في أفضل السيناريوات المطروحة الآن على طاولة المفاوضات، فإن الرئيس الأسد باق في السلطة طيلة الفترة الانتقالية (18 شهراً) وسيكون له حق الترشح لرئاسة جديدة.

ويؤشر أي تقييم واقعي للوضع الميداني وللنتائج المتوقعة من المفاوضات بأن الرئيس الأسد لا يرغب في اية مشاركة للمعارضة في الحكم، وبأن عمليات القتل والتدمير ستستمر لسنوات.

يقدم أوباما ومساعدوه بين الحين والآخر الحجج والدوافع التي أجازت التدخل العسكري في ليبيا لإطاحة القذافي وخصوصاً ما يعود منه لوجود إجازة دولية، ومشاركة دول حلف شمال الأطلسي في تنفيذ الهجوم الجوي ووقف قتل المدنيين الليبيين. لكن يتجاهل أوباما كلياً ما تسببت به الأزمة السورية من نتائج كارثية على الصعيد الإنساني وللدول الحليفة لأميركا مثل تركيا والأردن ولبنان. كما يتجاهل حجم الدمار الذي أصاب سورية وكلفة إعادة الإعمار على المجتمع الدولي والتي تقدّر بمئات بلايين الدولارات.

لا يمكن مقارنة أهمية ليبيا من الناحية الاستراتيجية بأهمية موقع سورية الجغرافي ودورها في الاستقرار الجيوسياسي على مستوى الشرق الأوسط. ستترك سياسة أوباما تجاه الأزمة السورية مفاعيلها السيئة على الأمن القومي الأميركي وعلى سياسة الرؤساء الأميركيين الذين سيخلفون، حيث ستبقى المسؤولية الأميركية عن سقوط مئات آلاف المدنيين حية في أذهان جيل كامل من الشعب السوري والشعوب العربية الأخرى.

ولا تقتصر نتائج سياسة أوباما تجاه سورية على سقوط هذه الأعداد الضخمة في صفوف المدنيين أو على تدمير معظم المدن السورية، بل تتعدى ذلك الى تفاقم الأزمة إقليمياً ودولياً، وبالتالي دفعها نحو مسار لولبي خطير خارج عن كل ضوابط السيطرة الديبلوماسية والعسكرية.

فتحت سياسة أوباما المترددة تجاه الأزمة السورية الباب على مصراعيه أمام تدخل ايران عسكرياً في سورية والعراق عبر دفع الميليشيات العراقية والأفغانية و «حزب الله» للقتال الى جانب النظام السوري، وأضافت إليها لاحقاً وحدات من الحرس الثوري الإيراني كما عززتها مؤخراً بتدخل لواء من القوات الخاصة التابعة للجيش.

واستغلت روسيا الفراغ الحاصل من الغياب الأميركي والأوروبي من أجل العودة بقوة الى المسرح الجيوستراتيجي الشرق أوسطي من البوابة السورية. واستطاعت موسكو من خلال دعمها الجوي غير المحدود للنظام السوري تغيير موازين القوى على الأرض وعلى المستويين الاستراتيجي والديبلوماسي، وربما مكّنها ذلك من قيادة اللعبة ميدانياً وعلى طاولة المفاوضات في جنيف. شعر بوتين في أكثر من محطة بضعف موقف أوباما في سورية وتجاه المنطقة وتحيّن الفرص لاستغلال هذا الضعف، بعدما رفض الرئيس الأميركي اقتراحاً بالتدخل في سورية قدمه أربعة من كبار مساعديه الأمنيين من بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة والجنرال دافيد بيترايوس مدير وكالة الاستخبارات المركزية. وجاء تراجع أوباما «المشين» عن «الخطوط الحمر» التي رسمها للنظام السوري لجهة تحذيره من استعمال الأسلحة الكيماوية ضد شعبه. والمؤسف جداً أن أوباما يفخر بتراجعه عن تهديده بمعاقبة النظام السوري وذلك بحجة أن التدخل كان يفتقر الى إجازة قانونية دولية والى موافقة مسبقة من الكونغرس، والتي لم تكن متوافرة في حينه.

رأى أوباما في مقابلته مع غولدبيرغ أنه نجح وبمساعدة روسيا في التخلُّص من المخزون الكيماوي السوري، لكن غولدبيرغ نفسه يرى أن تراجع أوباما عن توجيه ضربة جوية للنظام السوري قد تسبّب بتراجع النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، وعبّد الطريق أمام روسيا وايران و «الدولة الإسلامية» لاستغلال هذا الضعف الأميركي في سورية.

باءت جميع الجهود الديبلوماسية الروسية والأميركية من أجل انعقاد محادثات جنيف بالفشل، بعد إعلان المعارضة تأجيل المفاوضات اعتباراً من 19 نيسان (ابريل)، وربطت العودة بمجموعة شروط أبرزها قبول النظام السوري التفاوض على تشكيل هيئة للانتقال السياسي.

يرى الجنرال بيترايوس أن «الفكرة الكبرى» التي فاتت أوباما من أجل اعتماد مفاهيم بديلة لسياسته الفاشلة في سورية هي أن مفاعيل الحرب لن تقتصر على الجغرافيا السورية وأنها ستولّد عدم استقرار وعنفاً وتطرفاً وموجات من النزوح تتعدى دول الجوار وتغطي معظم دول القارة الأوروبية.

يشارك اوباما في تحمُّل هذه المسؤولية الجسيمة حلفاؤه الأوروبيون الذين فشلوا أيضاً في تقييم الأخطار المقبلة على أمنهم الوطني، وكان عذرهم في ذلك عدم توافر قيادة أميركية حازمة لشن عملية عسكرية حاسمة على غرار ما حصل في ليبيا.

* باحث لبناني في الشؤون الاستراتيجية

 

«جنيف السوري» ينتظر التفاهم الأميركي – الروسي

لندن، موسكو، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

ينتظر موعد المفاوضات السورية وجدولها في جنيف التفاهم الأميركي- الروسي ونتائج مؤتمر «المجموعة الدولية لدعم سورية»، بعد إبلاغ المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مجلس الأمن نتائج الجولة الماضية التي انتهت أمس، في وقت دفعت موسكو باتجاه إدراج فصيلي «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» السوريين المعارضين والممثَّلين في «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، على قائمة المنظمات الإرهابية. وتقدم «داعش» في ريف حلب قرب تركيا بالتزامن مع فشل القوات النظامية بتحقيق مكاسب في ريف اللاذقية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام مؤتمر حول الأمن الدولي نظمته وزارة الدفاع الروسية، إن بلاده ساعدت القوات السورية على «إلحاق هزائم بالإرهابيين وتهيئة الظروف لوقف القتال»، مشيراً إلى أن ذلك غدا ممكناً بفضل التعاون مع واشنطن، في وقت حمل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بقوة على أطراف لم يسمها قال إنها «تواصل محاولة تقسيم الإرهابيين إلى أخيار وأشرار».

وأعلن السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في بيان، أن بلاده طلبت من لجنة مكافحة الإرهاب أن تدرج مجموعتي «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» المقاتلتين في لائحتها للمنظمات الإرهابية. ورد كبير مفاوضي وفد المعارضة والقيادي البارز في فصيل «جيش الإسلام» محمد علوش الأربعاء، باتهام روسيا وقوات النظام بارتكاب «المجازر» في سورية. وقال علوش لوكالة «فرانس برس» عبر الهاتف تعليقاً على الطلب الروسي: «نحن نقاتل من أجل حرية شعبنا ورفع الظلم عنه ضد من يرتكب المجازر بحقه ويقصفه ليل نهار بكل أنواع الأسلحة الكيميائية والباليستية والفوسفورية. روسيا تساند النظام بسلاحها وطائراتها وارتكبت 167 مجزرة في بلدي. والإرهابي هو من يرتكب المجازر لا من يدافع عن نفسه… والإرهابي هو من يستخدم الطائرات والمدافع لقتل الأطفال».

ولم يتحقق اختراق في جولة المفاوضات التي اختتمت أمس بلقاء بين دي ميستورا ومعارضين آخرين بقوا في جنيف على رغم انسحاب وفد «الهيئة التفاوضية العليا». ويسعى دي ميستورا إلى ترتيب الظروف لعقد جولة جديدة في منتصف الشهر المقبل، طالباً الحصول على دعم مجلس الأمن ووزراء خارجية «المجموعة الدولية لدعم سورية» بعقدهم مؤتمراً قبل استئناف المفاوضات.

وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأن بثينة شعبان مستشارة الرئيس بشار الأسد التقت في دمشق أمس السيناتور الأميركي ريتشارد بلاك في أول زيارة لسيناتور أميركي منذ سنوات، و «قالت إن محاربة الإرهاب تحتاج للنية الصادقة والتعاون والتنسيق بين الدول».

ميدانياً، تمكن تنظيم «داعش» أمس من السيطرة على قرى وبلدات عدة في ريف حلب الشمالي قرب الحدود السورية – التركية بعد معارك مع فصائل المعارضة، في ما يمكن أن يشكّل نكسة لخطط أنقرة إقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية. وأكد ناشطون أن التنظيم المتشدد سيطر على بلدة دوديان وقرى جارز ويحمول وتليل الحصن والفيروزية وتل حسين وكفر شوش، وبذلك أصبح على مشارف مدينة أعزاز المهمة والتي ما زالت في أيدي فصائل المعارضة. وعرضت وكالة أعماق» التابعة لـ «داعش» صوراً وأشرطة فيديو من المناطق التي استولى عليها التنظيم أمس وظهرت فيها أسلحة أميركية حديثة وآليات بعضها يحمل شعارات «الجيش السوري الحر». وقال عنصر في التنظيم في مقطع فيديو إنهم ينوون السيطرة على أعزاز وهي مدينة كانت أنقرة قد وضعتها ضمن «الخطوط الحمر» الممنوع الاقتراب منها عندما حاول مسلحو أكراد مهاجمتها قبل شهور قليلة.

وفي ريف اللاذقية على الساحل السوري، أفيد أمس بأن القوات الحكومية السورية فشلت مجدداً في السيطرة على موقع استراتيجي في جبل الأكراد، علماً أن الهجوم الجديد هو العاشر الذي يستهدف منطقة كبانة آخر معاقل المعارضة في هذه المنطقة الجبلية المشرفة على حدود ثلاث محافظات (اللاذقية وإدلب وحماة).

 

مقتل طبيب الأطفال الوحيد في حلب… و20 مدنياً آخرين في غارة على مستشفى

حلب (سورية) – أ ف ب

قُتل عشرون مدنياً على الأقل نتيجة قصف جوي استهدف ليل الأربعاء، مستشفى ميدانياً ومبنى سكنياً مجاوراً له في حي السكري، الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سورية، وفق ما أفاد الدفاع المدني.

وقال مسؤول في الدفاع المدني في حلب، أن “عشرين مدنياً على الأقل قتلوا نتيجة قصف جوي استهدف مستشفى القدس في حي السكري، ومبنى سكنياً ملاصقاً له ليل الأربعاء”. وكان المصدر نفسه أورد حصيلة أولية أفادت بمقتل 14 شخصاً.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود في تغريدة على تويترإن ضربة جوية مباشرة دمرت مستشفى تدعمه في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب السورية.

وأفاد مراسل فرانس برس بأن بين القتلى طبيبين، الأول طبيب أطفال وهو الوحيد الموجود في الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شرق مدينة حلب، والثاني طبيب أسنان. وأشار الى انتشال عائلة من خمسة أفراد، بينهم طفلان، من تحت أنقاض المبنى السكني.

ويستقبل المستشفى المرضى الذين يشكون من الأمراض الداخلية والمزمنة، معظمهم من كبار السن.

وتأتي هذه الحصيلة المرشحة للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة وآخرين تحت الأنقاض، بعد ساعات على مقتل 16 شخصاً آخرين في مدينة حلب. وقتل 11 منهم وفق المرصد السوري، نتيجة قذائف أطلقتها الفصائل المقاتلة على أحياء تحت سيطرة قوات النظام في غرب حلب، فيما قتل خمسة آخرون نتيجة قصف لقوات النظام على أحياء تحت سيطرة الفصائل في شرق المدينة.

من جهة ثانية، أعلن الموفد الدولي الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا، ليل الأربعاء – الخميس، أن اتفاق وقف الأعمال القتالية الساري في هذا البلد منذ شهرين، “في خطر كبير”، ويجب “إنعاشه” قبل تحديد موعد الجولة المقبلة من مفاوضات السلام بين طرفي النزاع.

وأوضح المبعوث الدولي خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أنه دعا أمام مجلس الأمن الدولي الولايات المتحدة وروسيا، “راعيتي” هذا الاتفاق، الى العمل في سبيل إحياء الهدنة السارية منذ 27 شباط (فبراير).

وأشار دي ميستورا الى أنه أوصى مجلس الأمن بأن يعقد قريباً اجتماعاً للمجموعة الدولية لدعم سورية، والتي تضم 17 دولة وتترأسها الولايات المتحدة وروسيا.

وقال: “خلال الساعات الـ48 الأخيرة، قتل سوري كل 25 دقيقة. طبيب الأطفال الوحيد في حلب قتل في قصف حصل” مساء الأربعاء.

وأكد المبعوث الدولي أن “وقف إطلاق النار لا يزال حياً، لكنه في خطر كبير”، موضحاً: “إننا نريد أن يعقد هذا الاجتماع للمجموعة الدولية لدعم سورية قبل أن تعقد الجولة الجديدة خلال شهر أيار (مايو)”.

وأضاف أن “هدفي هو مواصلة اللقاءات مع عقد جولة أو اثنتين على الأقل بحلول تموز (يوليو)”.

وللمرة الأولى، نشر دي ميستورا الخميس أيضاً، وثيقة من سبع صفحات تتضمن ملخصاً للاجتماعات التي جرت خلال هذه الجولة، والتي تركزت على عملية الانتقال السياسي في سورية وتشكيل نظام “حكم رشيد” انتقالي و “جامع”.

وتابع المبعوث الدولي: “لا أحد يشك بعد اليوم في أن هناك حاجة ملحة الى انتقال سياسي حقيقي وموثوق به”. وأضاف : “هناك فهم واضح بأن الانتقال السياسي يجب أن تشرف عليه حكومة انتقالية جديدة، وذات مصداقية وشاملة تحل محل ترتيب الحكم الحالي”.

لكن دي ميستورا أقر بأنه لا تزال هناك فجوات “جوهرية” بين طرفي المفاوضات، مشيراً الى أن الجولة الثالثة من المفاوضات تضررت كثيراً من الانتهاكات المتزايدة لاتفاق وقف الأعمال القتالية.

وطالب المبعوث الدولي خصوصاً، بأن يسمح طرفا النزاع للمساعدات الإنسانية بالدخول الى المدن والبلدات المحاصرة، مثل دوما وداريا ومعضمية الشام وحرستا.

كما عرض دي ميستورا قائمة بالمشاكل “الأساسية” التي يجب حلّها كي تكون عملية الانتقالي السياسي في سورية “قابلة للحياة”، مؤكداً أن هذه القائمة ليست نهائية ويمكن تعديلها على ضوء ما تفضي إليه المفاوضات.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله إن  دي ميستورا سيزور موسكو الأسبوع المقبل وإنه للاجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لمناقشة آفاق استئناف محادثات السلام السورية في جنيف.

ودانت الولايات المتحدة الغارة التي استهدفت عناصر من الدفاع المدني. وأبدى الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، صدمته إزاء “الغارات الجوية المتكررة” على مسعفي الدفاع المدني.

وقال أن الغارة أسفرت عن “مقتل خمسة عناصر من الدفاع المدني على الأقل، وإصابة أبرياء آخرين بجروح”.

ولفت الناطق الى أن هذه الغارات تجسد “المنحى البائس” في التكتيكات المتبعة من نظام الرئيس بشار الأسد، والتي، وفق قوله، تستهدف عمداً الطواقم الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وتشهد مدينة حلب تصعيداً عسكرياً متزايداً منذ الجمعة، وقد وصل خلال الأيام الأخيرة الى تبادل قصف شبه يومي، أوقع أكثر من 130 قتيلاً بين المدنيين، بإضافة الى عشرات الجرحى. وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الأحياء الشرقية، فترد الأخيرة بقصف الأحياء الغربية بالقذائف.

وتعد مدينة حلب من أبرز المناطق المشمولة باتفاق وقف الأعمال القتالية الساري منذ 27 شباط (فبراير) في مناطق عدة، لكنه يتعرض لانتهاكات متكررة ومتصاعدة، ما يثير خشية من انهياره بالكامل.

 

موسكو تحرج الجميع بتحديدها موعداً جديداً لجنيف السوري

جنيف – موسى عاصي

حاولت موسكو حشر الجميع، بما فيهم الولايات المتحدة، في زاوية استحقاق الجولة المقبلة من المحادثات بين الاطراف السوريين في جنيف والتي أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف 10 أيار موعداً لها، وهو الموعد المحدد سابقاً على أجندة الامم المتحدة، لكن المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا كان ينتظر لاعلانه رسمياً تبلور الاتصالات والجهود الدولية لعقد اجتماع جديد لمجموعة العمل الدولية من أجل التوصل الى قرارات تعيد الحياة الى الحوار ومنع تكرار تجربة الايام الاخيرة من الجولة الثالثة، أي حصر المحادثات بالفريق الحكومي ووفدي منصتي موسكو والقاهرة والمعارضة الداخلية بعد مقاطعة وفد الهيئة العليا للمفاوضات إياها.

لكن مكتب دو ميستورا في جنيف وضع الاعلان الروسي 10 ايار موعداً للجولة المقبلة من المحادثات في اطار “التكهنات”، في حين وضعت أوساط غربية لوكالة “رويترز” “تحديد المواعيد” في الإطار النظري “لأن حضور المعارضة المنبثقة من مؤتمر الرياض غير مؤكد”.

وينطلق الموقف الروسي من اقتناع موسكو بأن على الفريق المعارض العودة الى طاولة الحوار من دون شروط، وأن “قرار المقاطعة كان خطأً جسيما ولا مبرر له”، وهي تهدد، في حال عدم عدول الوفد عن قرار المقاطعة، بالعمل على تشكيل وفد معارض واحد يضم شخصيات تمثل الاطياف كافة بما فيها وفد مؤتمر الرياض. إلا أن هذا الخيار يصطدم بمعارضة شديدة من واشنطن التي ترى أن وفد الهيئة العليا يمثل حصرا المعارضة السورية.

وأمام دو ميستورا اسبوعان فقط قبل انطلاق الجولة الرابعة لانتزاع بيان جديد من القوى الدولية مشابه لبياني فيينا وميونيخ ولكن أكثر قوة وحزماً يتخطى به القرارات السابقة ذات الصلاحيات المحدودة الممنوحة للامم المتحدة في ادارة هذا الملف. وأفادت أوساط أممية، أ، دو مستورا ينوي اعداد وثيقة جديدة تتضمن رؤيته لعملية الانتقال السياسي بعد استماعه الى رؤى الاطراف السوريين خلال الجولات السابقة.

لكن اجتماع المجموعة الدولية، التي توقعت الاوساط الغربية ان يكون خلال الاسبوع المقبل، لم يحظ حتى الآن بمباركة روسيا التي لا ترى، بحسب الاوساط الروسية في جنيف، مبرراً له، وتعتقد أن المحادثات “يجب ان تستمر حتى لو لم يحضر وفد المعارضة” الرئيسي، وتعتبر قرار مقاطعة الحوار “خطأ جسيماً ارتكبه وفد الرياض”. وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن “تصرف الهيئة العليا للمفاوضات مقلق وأنها فشلت في تقديم مقترحات بناءة في المحادثات”.

واقترحت روسيا على مجلس الأمن إدراج جماعتين من المعارضة السورية المسلحة وهما “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” في قائمة سوداء بسبب صلات بتنظيمي “الدولة الإسلامية” (داعش) و”القاعدة”.

 

المعارضة

وصرّح نائب رئيس وفد الهيئة العليا للمعارضة جورج صبرا بأن المعارضة لن تشارك في المحادثات إلا إذا “تحسن الوضع على الأرض”. وطالب “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” مجموعة الدعم الدولية بوضع جدول زمني محدد “لرفع الحصار بشكل كامل عن المناطق المحاصرة وإدخال المساعدات الإنسانية وخطة مفصلة للإفراج عن المعتقلين”. وفي لقاء للهيئة السياسية للائتلاف مع ممثلي “دول أصدقاء سوريا” دعا الائتلاف إلى إضافة عنصر “المحاسبة لمرتكبي الخروقات وتحديد المسؤول عن عرقلة تقدم المسار السياسي”.

 

سوريا تنزف عواصم التاريخ الإنساني: حلب تحترق!

عبد الله سليمان علي

المدينة المحاصرة والمشطّرة منذ ثلاث سنوات أو يزيد في ريفها يتعارك تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» وسائر المعارضة، والجيش الذي استعاد المبادرة يواجه من الجو كما الأرض، والناس يموتون في إحدى أوائل المدن في التاريخ الإنساني، مبدعة الفنون, المدينة ـ العالم المفتوح لجميع الأديان والطوائف والأعراق والعناصر التي أبدعت صناعة وفنوناً أدخلتها الوجدان العربي والعالمي.

المدينة المغدورة التي انصهرت فيها حضارات الدنيا، وتعايش فيها السوريون من كل الطوائف والأقليات وتلك التي نزحت من الحروب والدم في كل دول الجوار، وجدت في حلب وطناً لها يحتضنها. حلب، العاصمة الثانية لسوريا، ورافعة إنجازات السوريين وتقدمهم في كل المجالات: في الصناعة والتجارة والزراعة والسياسة والعلوم والفن والموسيقى. مربط التراث العالمي وملتقاه الجامع كما كانت لكل القوافل الآتية من شتى أقصاع الأرض لتختلط هناك. بالامس القريب كانت عطشى. وفي هذه الأيام تروي من دماء ابنائها الارض، كما عهدها مع نفسها منذ الأزل.

اليوم حلب، وبالامس تدمر وحمص ودمشق وغوطتها ودرعا وحماه وإدلب. سوريا كلها تنزف وحلب هذه الأيام تحت نيران الحقد.

علقت حلب في نفق الدم لليوم السادس على التوالي. ويبدو أن ارتفاع منسوب الدماء المراقة في الشوارع لم يصل بعد إلى عتبة الألم بمقياس «إنسانية الحرب السورية»، التي تستوجب الصراخ من قبل طرف ما، أو جهة ما، في الداخل أو الخارج لوقف هذا الجنون الجماعي.

لعبةُ عضّ أصابع دمويةٌ تجري على أجساد الأطفال والنساء والمدنيين، وعلى جسد «الهدنة» التي باتت جثة هامدة منذ أصابها «تل العيس» في مقتل، ومع ذلك هناك من يتمسك بها ويريد إنعاشها.

أطراف القتال في سوريا أصبحت أسيرةَ لزوجة الأرض التي تدفعها إلى المزيد من الانزلاق نحو القاع أكثر فأكثر، محكومةً بمعادلة الفعل ورد الفعل. وعيون المعنيين في الإقليم والعالم تسبر أغوار الدم من دون أن تتوقف عنده كثيراً، لأنها مشغولة بما سيشفُّ عنه الأحمرُ القاني من تغييرات إستراتيجية على موازين القوى واللعبة السياسية.

استهدفت «جبهة النصرة»، أمس، برصاص القنص أهالي حيي المشارقة والسليمانية، ما تسبب باستشهاد شخصين وإصابة آخر بجروح. وأصيبت طالبة أمام باب كلية الهندسة الزراعية. كما استهدفت القذائف حي الميدان وشارع النيل. وبلغ عدد الضحايا في مناطق سيطرة الجيش السوري ليوم أمس عشرة شهداء وعشرات الجرحى فيما العدد منذ بداية القصف بلغ أربعين شهيداً وحوالي 400 مصاب بحسب إحصاءات نشطاء. في المقابل واصل الطيران الحربي استهداف معاقل المسلحين في الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم كالسكري والأنصاري، وتحدثت مصادر إعلامية معارضة عن استشهاد عشرات المدنيين.

وتجدد القصف مساء أمس حيث سقطت عشرات القذائف في الأحياء الخاضعة لسيطرة الجيش، ولا سيما في حلب الجديدة، ما أدى لوقوع مزيد من الشهداء والجرحى. وقد عرض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً مؤلمة لواقع الموت والدمار الذي حلَّ بضفتي المدينة المنكوبة.

وفي إشارة إلى أن الوضع في حلب قد يشهد المزيد من التصعيد، هدد «الفوج الأول مدفعية» التابع لـ «الجيش الحر» بتوسيع رقعة القصف المدفعي، ليشمل كلَّ ما أسماه «الثكنات العسكرية»، وذلك «لحين توقف الطيران الحربي عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل في حلب». علماً أن مدفعية هذا «الفوج» هي التي استهدفت المدنيين في الشيخ سعيد والراموسة وغيرها من المناطق.

وقد لاحظ بعض المراقبين أن القذائف الصاروخية بدأت تطال مناطق كانت تعتبر حتى الأمس آمنة نوعاً ما، وهو ما يشير إلى أن تعديلاً تقنياً جرى على بعض أنواع هذه القذائف، أعطاها قدرة الوصول إلى مدى أطول من السابق. كما أكد الدكتور زاهر حجو رئيس الطبابة الشرعية في حلب أن «الأذيات الموجودة على أجساد الشهداء والمصابين تدل على ازدياد القدرة التدميرية لهذه القذائف».

ولم يعد خافياً أن الصفعات المتوالية التي وجهها الجيش السوري لبعض الفصائل، عبر إفشال خططها العسكرية لاقتحام الأحياء الواقعة تحت سيطرته، أصابت هذه الفصائل بالجنون، ودفعتها إلى ممارسة الانتقام بأبشع صوره، من خلال استهداف الحلقة الأضعف، التي هي فئة المدنيين ممن لا حول ولا قوة لهم. وفي هذا السياق، أقرّ «جيش المجاهدين» بمقتل ما يزيد عن 20 من عناصره جراء الكمين الذي نفذه الجيش السوري ضده في أحد الأنفاق التي كانت معدة للتسلل نحو ضاحية الأسد.

ومع استمرار القصف المتبادل على أحياء حلب المدينة، تتسارع التطورات في الريف الشمالي، على وقع تحشيد تركي في محاذاة الحدود، وتقدّمٍ لتنظيم «داعش»، الأمر الذي بات يطرح العديد من التساؤلات عن مآل هذه التطورات، وإلى أين يمكن أن تصل؟

فقد سيطر «داعش»، أمس، على عدد من القرى في ريف حلب الشمالي، أهمها دوديان القريبة من الحدود مع تركيا، وعلى يحمول وجارز وتليل الحصن شرق مدينة إعزاز، وسط انهيار في صفوف الفصائل التي تقاتل ضده، والتي باتت تعرف باسم «الفصائل المنتقاة» أو «المفحوصة» أميركياً، وعلى رأسها «أحرار الشام».

وبالرغم من تدخل طيران «التحالف الدولي» لمساعدة الفصائل في صد هجمات التنظيم، إلا أنه لا يمكن مقارنة حجم ونوعية هذا التدخل بما كانت تحظى به «وحدات حماية الشعب» الكردية من تغطية جوية، أتاحت لها هزم «داعش» في جميع معاركها ضده، وإجباره على الانسحاب من مساحات واسعة لمصلحتها.

فلماذا يبدو ريف حلب الشمالي كأنه استثناء من هذه القاعدة، مع العلم أن الفصائل تحظى أيضاً بدعم المدفعية التركية، التي تزايد عددها بشكل ملحوظ على الضفة الثانية من الحدود؟. فهل هي طريقة أميركية لتنفيذ اتفاقها مع الروس بعزل «جبهة النصرة» عبر إلزام الفصائل بحشد المزيد من عناصرها في ريف حلب الشمالي؟ أم أنه من باب بناء الذرائع لتبرير خطةٍ ما يجري إعدادها للريف الحلبي بالتعاون مع تركيا، خصوصاً في ظل تصاعد الحديث مجدداً عن «المنطقة الآمنة»، أو «الأكثر أمناً»، ذات الصلة بالطموح التركي من جهة وبالهاجس الأوروبي من ملف اللاجئين من جهة ثانية؟.

وفي خطوة من شأنها أن تزيد تعقيد الوضع في ريف حلب الشمالي، قصفت المدفعية التركية قرية ميدان أكبس الحدودية في ناحية راجو بعفرين، أحد أهم معاقل الأكراد في المنطقة، وذلك بالتزامن مع هجوم شنته الفصائل المسلحة «المنتقاة» ضد معاقل «قوات سوريا الديموقراطية» من ثلاثة محاور، بحسب بيان صدر عن «جيش الثوار». وقد تمكنت الفصائل من التقدم والسيطرة على بلدة البيلونية لتصبح الاشتباكات على أبواب مدينة تل رفعت من جهة عين دقنة وجهة الشيخ عيسى.

وهذه ظاهرة أصبحت تتكرر باستمرار في الآونة الأخيرة، وهي حدوث اشتباكات بين فصائل تتلقى الدعم من قبل الولايات المتحدة بعضها البعض. وبالرغم من أن «جيش الثوار» لا يدخل ضمن الفصائل المدعومة أميركياً بشكل مباشر، إلا أنه ينتمي إلى «قوات سوريا الديموقراطية» الأكثر حظوة في قائمة الدعم الأميركي. وربما هذا التباين في مصالح طرفين مدعومين من قبلها هو ما يدفع واشنطن إلى التقليل من طلعاتها الجوية في المنطقة، لأن تقدم أي طرف على الأرض حتى لو كان على حساب «داعش»، سيدفعه إلى الاصطدام بالطرف الآخر عاجلاً أم آجلاً.

 

دي ميستورا يدعو لإنعاش الهدنة في سوريا

دعا المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مساء الأربعاء، لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا بمقابل تصاعد عمليات القصف الدامية في منطقة حلب (شمال)، مطالباً بعقد اجتماع لـ”مجموعة الدعم الدولي لسوريا” برئاسة واشنطن وموسكو، الطرفين الراعيين للهدنة.

وقال دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إنه أوصى مجلس الأمن بالدعوة الى اجتماع لـ”المجموعة الدولية”، التي تضم 17 دولة وتترأسها الولايات المتحدة وروسيا، محذراً بأن اتفاق وقف الأعمال القتالية المعمول به منذ 27 شباط الماضي “في خطر كبير”.

وأضاف “نريد ان يعقد اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا قبل الجولة الجديدة (من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة) خلال شهر ايار”، وتابع “هدفي هو مواصلة اللقاءات وعقد جولة او اثنتين على الاقل بحلول تموز”.

وتابع دي ميستورا: “خلال الساعات الـ48 الأخيرة قتل سوري كل 25 دقيقة. طبيب الاطفال الوحيد في حلب قتل في قصف حصل” مساء الاربعاء.

وأكد المبعوث الدولي ان “وقف اطلاق النار لا يزال حياً ولكنه في خطر كبير”.

وللمرة الأولى نشر دي ميستورا وثيقة من سبع صفحات تتضمن ملخصا للاجتماعات التي جرت خلال الجولة الاخيرة من المفاوضات، والتي تركزت على عملية الانتقال السياسي في سوريا وتشكيل هيئة حكم انتقالي تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة.

وفي هذا الصدد، قال دي ميستورا: “لا احد يشك بعد اليوم في ان هناك حاجة ملحة الى انتقال سياسي حقيقي وموثوق به” تحت اشراف “حكومة انتقالية جديدة وشاملة تحل محل الحكم الحالي”.

 

لا هدنة في حلب

وفي حين تتمسك القوى الدولية باتفاق وقف الاعمال القتالية وتبذل جهوداً مكثفة لإحيائه، يرى سوريون، لا سيما في حلب، ان الهدنة المعلنة منذ شهرين سقطت مع تصاعد عمليات القصف الدامية.

وأقر دي ميستورا باستمرار وجود ثغرات “جوهرية” في ما يتعلق بصيغة هذه العملية الانتقالية، عارضاً قائمة بالمشاكل “الاساسية” التي يجب حلها كي تكون عملية الانتقال السياسي في سوريا “قابلة للحياة”.

واكد ان هذه القائمة ليست نهائية ويمكن تعديلها على ضوء ما تفضي اليه المفاوضات.

وقال المبعوث الدولي إن الجولة الثالثة من المفاوضات تضررت كثيرا جراء تدهور الوضع الميداني في سوريا.

وطالب خصوصاً بأن يسمح طرفا النزاع للمساعدات الانسانية بالدخول الى المدن والبلدات المحاصرة، مثل دوما وداريا ومعضمية الشام وحرستا.

وقال ابو محمد (40 عاما) الذي يسكن حي الكلاسة شرق حلب، الذي يسيطر عليه المسلحون، لوكالة “فرانس برس”: “لا اعلم عن اي هدنة يتحدثون. لا توجد هدنة هنا، القذائف والصواريخ لا تتوقف وكأننا في الحرب العالمية”.

(أ ف ب)

 

الجيش السوري يستعد لمعركة قريبة في حلب ومقتل حوالى 200 مدني خلال اسبوع

حلب- أ ف ب- يحشد الجيش السوري قواته استعدادا لـ”معركة حاسمة” تبدأ قريبا في منطقة حلب في شمال سوريا، بحسب ما ذكرت صحيفة سورية قريبة من السلطات الخميس، في وقت يستنجد الموفد الدولي ستافان دي ميستورا بموسكو وواشنطن لانقاذ الهدنة المعمول بها منذ شهرين في البلاد.

واوقع التصعيد العسكري المتواصل خلال اسبوع ما يقارب مئتي قتيل بين المدنيين في مدينة حلب، عاصمة سوريا الاقتصادية سابقا.

وكتبت صحيفة “الوطن” في افتتاحيتها الخميس “آن أوان انطلاق معركة تحرير حلب كاملة من رجس الإرهاب”، مضيفة “لا يخفى على أحد أن الجيش العربي السوري حشد واستعد مع حلفائه للمعركة الحاسمة التي لن يطول زمن مباشرتها ولا زمن حسمها”.

واكد مصدر حكومي لوكالة فرانس برس ان “الجيش يستعد لمعركة ضخمة خلال الايام المقبلة لطرد المقاتلين من مدينة حلب عبر محاصرتها وانشاء منطقة امنة”.

واعتبرت الصحيفة ان “القيادة السياسية والعسكرية أعطت فرصة للهدنة لحقن الدماء ومنحت التسوية السياسية فرصة سانحة في جنيف استجابة لطلب الأصدقاء الروس، مع أن العمليات العسكرية قبل وقف القتال كانت تسير باتجاه حسم الصراع في حلب”.

وتعد مدينة حلب من ابرز المناطق المشمولة بوقف الاعمال القتالية الساري منذ 27 شباط/ فبراير والذي تم التوصل اليه بناء على اتفاق أمريكي روسي حظي بدعم مجلس الامن.

لكنها تشهد تصعيدا عسكريا متزايدا منذ اكثر من اسبوع وتبادل قصف شبه يومي اوقع 197 قتيلا مدنيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة فترد الاخيرة بقصف الاحياء الغربية بالقذائف.

– 49 قتيلا مدنيا الخميس

وقتل49 مدنيا على الاقل، بينهم خمسة اطفال، الخميس في تبادل القصف.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “قتل 31 مدنيا على الاقل، بينهم ثلاثة اطفال، واصيب العشرات بجروح في غارات جوية استهدفت حيي الكلاسة وبستان القصر” في الجزء الشرقي.

كما قتل “18 مدنيا، بينهم طفلان، واصيب 40 آخرون بجروح جراء قصف الفصائل المقاتلة بالقذائف لخمسة احياء” في الجهة الغربية.

وقال مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية “هناك الكثير من الاشخاص تحت الانقاض، وفرق الدفاع المدني تعبت كثيرا خلال الايام الماضية”، مضيفا “الوضع سيء جدا”.

واكد عبد الرحمن أن “تبادل القصف لا يزال مستمرا بين الطرفين”.

وكان قتل ليلا 30 مدنيا جراء استهداف الطائرات الحربية لمستشفى القدس ميداني ومبنى سكني في حي السكري في الجهة الشرقية.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود في تغريدات على موقع تويتر انها كانت تدعم مستشفى القدس الذي تدمر جراء الغارة، مشيرة إلى سقوط “ثلاثة اطباء” بين الضحايا. واكد الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا من جهته بعد عرض تقرير عن جولة مفاوضات جنيف الاخيرة بين الحكومة والنظام الى مجلس الامن، مقتل طبيب الاطفال الوحيد في حلب في الغارات.

وشهدت المناطق الواقعة شمال مدينة حلب وخصوصا محيط مخيم حندرات الشهر الحالي معارك بين الفصائل المعارضة والجيش السوري الذي يسعى إلى قطع آخر منفذ للفصائل إلى مدينة حلب ومحاصرتها بشكل كامل.

وكتبت “الوطن” ان “الجيش وجه رسالة الخميس الفائت إلى الإرهابيين وداعميهم شمال حلب (…) بأنه قادر على إكمال الطوق حول المدينة ومحاصرة الإرهابيين في الأحياء الشرقية منها”.

واقرت الهدنة في سوريا برعاية الولايات المتحدة وروسيا تمهيدا للمفاوضات بين النظام والمعارضة بهدف ايجاد تسوية لنزاع اوقع اكثر من 270 الف قتيل خلال خمس سنوات.

وانتهت الاربعاء الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة في جنيف من دون احراز اي تقدم على صعيد ايجاد حل سياسي للازمة. وكانت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة، علقت قبل ايام مشاركتها في المفاوضات ردا على ما اعتبرته انتهاكات متكررة من جانب النظام للهدنة.

– انقاذ الهدنة

ودعا دي ميستورا ليل الاربعاء الخميس إلى “انقاذ اتفاق وقف الاعمال القتالية من الانهيار الكامل”.

واضاف “لا يزال (الاتفاق) قائما في مناطق عدة، ولكنه يواجه خطرا كبيرا، بالكاد لا يزال حياً. و(…) قد ينهار في اي وقت”.

ودعا دي ميستورا الى عقد اجتماع لمجموعة دعم سوريا برئاسة واشنطن وموسكو.

وقال “نريد ان يعقد اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا قبل الجولة الجديدة (من المفاوضات) خلال شهر ايار/ مايو”، متابعا “هدفي هو مواصلة اللقاءات وعقد جولة او اثنتين على الاقل بحلول تموز/ يوليو”.

ونشر دي ميستورا للمرة الاولى الخميس وثيقة من سبع صفحات تتضمن ملخصا للاجتماعات التي جرت خلال جولة المحادثات الاخيرة والتي تركزت على عملية الانتقال السياسي في سوريا.

وقال دي ميستورا بهذا الصدد “لا احد يشك بعد اليوم في ان هناك حاجة ملحة إلى انتقال سياسي حقيقي وموثوق به” في سوريا.

ويصطدم الاتفاق على هذا الانتقال بعقبة اساسية تتمثل في مصير الرئيس السوري بشار الاسد.

 

مقتل 38 مدنياً على الأقل في تبادل قصف في مدينة حلب في شمال سوريا

بيروت – أ ف ب – قتل 38 مدنياً على الأقل الخميس، في تبادل قصف بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن “قتل 20 مدنياً على الأقل وأصيب العشرات بجروح في غارات جوية استهدف حيي الكلاسة وبستان القصر” في الجزء الشرقي الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب. كما قتل “18 مدنياً وأصيب 40 آخرون بجروح، جراء قصف الفصائل المقاتلة بالقذائف لخمسة أحياء” في الجهة الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام.

 

الائتلاف السوري يقيّم تطورات مفاوضات جنيف خلال اجتماعه بإسطنبول

اسطنبول – الأناضول – انطلقت اجتماعات الدورة 28 للهيئة العامة للائتلاف السوري المعارض، الخميس، في مدينة اسطنبول التركية، لتقييم ومناقشة تطورات مفاوضات جنيف التي اختتمت الجولة الأخيرة منها، الأربعاء، وملفات أخرى مرتبطة بالأوضاع في سوريا.

وبدأ الاجتماع، الذي شارك فيه غالبية أعضاء الهيئة العامة للائتلاف البالغ عددهم أكثر من 100 عضواً، بجلسة أولى ألقى فيها رئيس الائتلاف أنس العبدة التقرير السياسي، الذي تناول تطورات مفاوضات جنيف، والفعاليات التي قامت بها الهيئة الرئاسية والسياسية للائتلاف، خلال الفترة الماضية.

ومن المنتظر أن تستمر اجتماعات الدورة 3 أيام، والتي ستناقش إضافة إلى ملف جنيف ملفات سياسية وميدانية عديدة منها: الوضع الميداني داخل سوريا، والتطورات والتصعيد العسكري من قبل قوات النظام وحلفائه، والتوسعة النسائية للائتلاف، فضلاً عن ملف الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة.

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، قد أكد فجر الخميس، أن “الاطراف السورية تقبل الآن ضرورة الانتقال السياسي بإشراف الحكم الانتقالي الجديد والشامل، الذي سيحل محل ترتيبات الحكم الحالي في سوريا”.

وقال دي ميستورا في بيان أنه “وبرغم موافقة أطراف التفاوض في جنيف على ذلك، إلا أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة بين رؤى الأطراف حول الانتقال السياسي، وأن هناك حاجة للدخول في مزيد من التفاصيل معهم، لضمان انتقال موثوق وشامل”.

وكانت “الهيئة العليا للمفاوضات” التابعة للمعارضة السورية ويدعمها الائتلاف، قررت في 18 أبريل/ نيسان الجاري، تأجيل مشاركتها في محادثات جنيف، بسبب ما وصفته بـ”عدم وجود تقدم في المسار الإنساني، وتعرض الهدنة لخروقات، وعدم إحراز تقدم في ملف المعتقلين، وعدم الاستجابة لجوهر القرار الدولي، وبيان جنيف بتشكيل هيئة حكم انتقالي”، مؤكدةً عدم العودة إلى جنيف في حال لم تحدث تغييرات على الأرض فيما يخص هذه الأمور.

 

وزير الدفاع الإيراني: إرسال عسكريين أمريكيين لسوريا عدوان وتدخل سافر

القاهرة – د ب أ – اعتبر وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، قرار واشنطن إرسال 250 عسكرياً إلى سوريا “تدخلاً سافراً وعدواناً يتناقض مع الأعراف الدولية”.

وقال دهقان في حديث لقناة “روسيا اليوم” إن “وجودنا في سوريا ينحصر في أننا نقدم المشورة ونساعد في وضع الخطط، وندرب الجيش السوري”، وأكد دهقان استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة للحكومة السورية في حال طلبت ذلك.

وقال إنه ليس لدى الجمهورية الإسلامية خطة “ب”، في حال فشلت الهدنة والمفاوضات في سوريا.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن قبل يومين، إرسال مدربين عسكريين إضافيين إلى سوريا لدعم التصدي لتنظيم “الدولة”.

 

«الدولة» يسيطر على قرى في ريف حلب… وأكراد يستردّون جثة جندي روسي قُتل في تدمر

موسكو تطلب من مجلس الأمن اعتبار مجموعتين سوريتين شاركتا في مفاوضات جنيف «إرهابيتين»

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على خمس قرى في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات مع فصائل المعارضة.

وقال المرصد في بيان إن اشتباكات تدور منذ ليل الثلاثاء/الأربعاء بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وتنظيم «الدولة» من جهة أخرى، في عدة محاور في ريف حلب الشمالي، ما أدى لسيطرة التنظيم على قرى دوديان وتل حسين وجارز ويحمول الفيروزية وتليل الحصين.

وأشار المرصد إلى أن المعارك لا تزال مستمرة بشكل عنيف، في محاولة من الفصائل استعادة المناطق التي خسرتها، ومحاولة التنظيم التقدم وتوسيع نطاق سيطرته مجدداً.

جاء ذلك فيما نجحت وحدات حماية الشعب الكردية في استرداد جثة جندي روسي من تنظيم «الدولة» كان قد قتل خلال معارك شهدتها مدينة تدمر في وسط سوريا، الشهر الماضي، وفق ما أكد مصدر ميداني أمس الأربعاء.

وقال المصدر الميداني رافضا الكشف عن هويته «نجحت وحدات حماية الشعب الكردية في استرداد جثة أحد الجنود الروس الذين قتلوا في معركة تدمر، من تنظيم الدولة الإسلامية»، من دون إضافة المزيد من التفاصيل حول العملية.

وفي 24 آذار/مارس، أي بعد أسبوع على تمكن الجيش السوري بمؤازرة روسية من طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من مدينة تدمر، أعلن مصدر عسكري روسي مقتل ضابط من القوات الخاصة الروسية في منطقة تدمر أثناء تحديده «الأهداف الإرهابية للطائرات الروسية».

وأوضح المصدر حينها أن هذا الضابط كان قد أوفد «لتحديد أهم الأهداف التابعة لتنظيم «الدولة» وإرسال الإحداثيات الدقيقة لضربات الطائرات الروسية» التي استهدفت تحركات ومواقع التنظيم الجهادي.

وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» في 18 آذار/مارس قتل خمسة جنود روس خلال معارك قريبة من المدينة الأثرية في تدمر.

إلى ذلك طلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء اعتبار مجموعتي «أحرار الشام» و»جيش الإسلام» السوريتين المعارضتين اللتين شاركتا في مفاوضات جنيف «إرهابيتين».

وأعلن السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في بيان أن بلاده طلبت من لجنة مكافحة الإرهاب أن تدرج مجموعتي «أحرار الشام» و»جيش الإسلام» المقاتلتين في لائحتها للمنظمات الإرهابية.

وأكد تشوركين في البيان أنه رفع هذا الطلب «لأن هاتين المجموعتين اللتين تقاتلان في سوريا، مرتبطتان ارتباطا وثيقا بالمنظمات الإرهابية، لا سيما منها تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة اللذان يزودانهما بالدعم اللوجستي والعسكري».

و»جيش الإسلام» حركة إسلامية مقاتلة، ويعتبر أهم فصيل معارض مسلح في الغوطة الشرقية في ريف العاصمة السورية.

وشاركت الهيئة العليا للمفاوضات في جولة المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة في جنيف والهادفة إلى إيجاد حل للأزمة السورية، بصفتها الممثل الرئيسي للمعارضة.

 

عملية عسكرية تركية واسعة لطرد مسلحي «الدولة» بعمق 18 كيلومترا داخل الأراضي السورية

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: كشفت وسائل إعلام تركية عن أن تصاعد الحرب التركية على تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في سوريا خلال الأيام الأخيرة يأتي في إطار خطة عسكرية تركية بدعم أمريكي ألماني لطرد مسلحي التنظيم من منطقة بعرض 8 كيلو متر وعمق 18 كيلومتر داخل الأراضي السورية.

وأوضحت صحيفة «يني شفق» التركية، في عددها الصادر، الأربعاء، أن العملية العسكرية تم الإعداد لها بشكل عاجل بالتعاون مع التحالف الدولي لمحاربة التنظيم من أجل إبعاد مدى خطر صواريخ الكاتيوشا التي ضربت مدينة «كليس» التركية على الحدود مع سوريا بشكل مكثف خلال الأسابيع الأخيرة.

وبحسب الخطة، فإن الجيش التركي سيتولى مهمة ضرب مواقع التنظيم في المنطقة الواقعة بين منطقي أعزاز وجرابلس على الجانب السوري من الحدود من خلال قذائف المدفعية والصواريخ الموجهة والهاون، فيما يتولى التحالف توفير غطاء جوي مكثف لقوات مدربة من المعارضة السورية «المعتدلة» التي ستهاجم المنطقة لطرد مسلحي التنظيم. وتنص الخطة الأولية على «تنظيف» منطقة بعرض 8 كيلومتر وبعمق 18 كيلومتر تقع في المنطقة المقابلة تماما لمدينة كيليس التركية، وهي المنطقة التي يقول الجيش التركي إن تنظيم «الدولة» يطلق منها عبر عربات متنقلة صواريخ كاتيوشا على الأراضي التركية.

ولا يعرف إن كان ذلك يأتي في إطار اتفاق أكبر بين أنقرة وواشنطن لتلبية الطلب التركي القديم بإقامة منطقة آمنة في تلك المنطقة لإيواء اللاجئين السوريين، لكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما جدد قبل أيام استبعاده لتطبيق المقترح التركي.

ومنذ مطلع السنة الحالية سقطت حوالي أربعين قذيفة على مدينة كيليس التركية المجاورة للحدود مع سوريا، من مناطق يسيطر عليها التنظيم، ما أدى إلى مقتل 17 مدنيا على الأقل، وإصابة العشرات من الأتراك واللاجئين السوريين الذين يعيشون في المدينة بكثرة.

وخلال الأيام الأخيرة عقدت الحكومة التركية سلسلة اجتماعات أمنية وسياسية لبحث كيفية التعامل مع سقوط الصواريخ على المدينة، لا سيما بعد احتجاجات عنيفة نظمها السكان وهاجمها خلالها مقرات حكومية ومقر الوالي، للمطالبة بتوفير الحماية لهم.

والثلاثاء، قال الجيش التركي إنه دمر منصتي صواريخ بعمق 13 كيلومتر داخل الأراضي السورية، وقصف مبنى كان يتحصن فيه مقاتلين من داعش الأمر الذي أدى إلى مقتل 11 وإصابة آخرين، وسبق ذلك إعلان الجيش تدمير قواعد صواريخ وقتل مسلحين من التنظيم.

ولأول مرة منذ حادثة إسقاط طائرات حربية تركية مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا، قال الجيش التركي إنه وفي إطار الخطة العسكرية الجديدة بدأ باستخدام طائرات استطلاع بدون طيار لمراقبة تحركات التنظيم على الجانب السوري من الحدود، وإنه نفذ ضربات بناءاً على إحداثيات حددتها هذه الطائرات.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو، الثلاثاء، أن تركيا اتفقت مع الولايات المتحدة على نشر بطاريات صواريخ أمريكية متطورة على حدودها مع سوريا خلال شهر أيار/مايو المقبل، لمواجهة عمليات القصف المتكررة التي يقوم بها التنظيم.

وقال في تصريح لصحيفة «هبرتورك»: «توصلنا إلى اتفاق لنشر هايمارس (هاي موبيليتي أرتيوري روكيت سيستم) وهو نظام صواريخ أمريكية حديثة يمكن استخدامها في ضرب أهداف بعيدة والتصدي للصواريخ التي يتم إطلاقها من الجانب السوري.

ويبلغ المدى الأقصى للمدفعية التركية التي تقصف مواقع تنظيم داعش في سوريا نحو اربعين كيلومترا. وترد القوات التركية دائما على القصف الذي يستهدف أراضيها بقصف مدفعي مماثل.

لكن الوزير التركي عبر عن أمله في أن تتوصل المحادثات القائمة مع الولايات المتحدة بشأن إقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا بين مدينتي منبج وجرابلس إلى قرارات ملموسة، قائلاً: «هدفنا هو تطهير هذا الشريط البالغ طوله 98 كلم من داعش».

وخلال الأيام الأخيرة دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى الشريط الحدودي مع سوريا خاصة قرب مدينة كيليس، ونقل عشرات العربات المدرعة والدبابات المجنزرة، بالإضافة إلى بطاريات مدفعية متطورة.

 

الخارجية الأمريكية: هناك تداخل مكثف بين مواقع المعارضة السورية و»جبهة النصرة» التي يحق للروس قصفها

أعربت عن عدم استعدادها للإعلان عن موت وقف الأعمال العدائية

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: أكدت الخارجية الامريكية ان وقف الأعمال العدائية يواجه العديد من التحديات وخاصة في حلب والمناطق المجاورة لها.

وأشار مارك تونر نائب الناطق بإسم الخارجية الامريكية إلى ان «وقف الأعمال العدائية ما زال ثابتاً في أنحاء أخرى في سوريا، وأن هناك حاجة لتعزيز وتقوية وقف الأعمال العدائية، وهذا ما سوف نركز عليه في مباحثاتنا مع أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا خلال الايام المقبلة».

وأضاف «سوف نعمل مع فريق لجنة العمل لممارسة الأطراف المختلفة ضبط النفس والتقيد بوقف الأعمال العدائية .لا شك أن العنف تراجع بنسبة 70 في المائة مما سمح للسوريين بالشعور بالأمان وسمح للمساعدات الإنسانية بالوصول اليهم. واننا لسنا مستعدون للإعلان عن موت وقف الأعمال العدائية، ونطالب الروس باستخدام نفوذهم على النظام السوري لوقف الخروقات، كما نطالب أعضاء المجموعة الدولية باستخدام نفوذهم على المعارضة السورية للتقيد بوقف الأعمال القتالية، مع اننا نرى ان النظام السوري يقوم بمعظم الخروقات».

ولما سئل كيف تطالبون الروس وهم متورطون بقصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة؟ أجاب تونر «ان هناك تداخلاً مكثفاً بين مواقع المعارضة السورية و»جبهة النصرة» التي يحق للروس قصفها».

وأضاف تونر «انه كلما جمع فريق العمل عدداً من الخروقات يجري مواجهة الفريق الذي قام بالخروقات والطلب منه الكف عن القيام بها، واذا استمر في اليوم التالي بالخروقات فإنه ليس جزءًا من عملية وقف الأعمال العدائية».

 

نازحو ريف حلب الشمالي عالقون في العراء وتطالهم النيران

أمير عبد القادر

حلب ـ «القدس العربي»: بعد الحملة العسكرية التي شنها النظام على قرى ريف حلب الشمالي في أواخر كانون الثاني/يناير المنصرم نزح نحو مئة ألف مدني نحو المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا، مما استدعى فتح مخيمات جديدة لاستيعاب القادمين الذين استقر بهم الحال في منطقة حدودية محاصرة من ثلاث جهات هي قوات سوريا الديمقراطية والنظام وتنظيم الدولة، وبعد تقدم تنظيم الدولة في الأيام الأخيرة وسيطرته على بعض القرى الحدودية، أصبحت النيران تطال هؤلاء النازحين مما اضطرهم للهرب مشياً باتجاه الحدود.

حياة في العراء في منطقة يحدها من الجنوب مناطق حرب واشتباكات بين المعارضة وقوى تنظيم الدولة ومن الشمال حدود مغلقة مع تركيا، هذا هو حال نازحي ريف حلب الشمالي الذين صار لهم على هذا الحال قرابة الأسبوعين، بعد أن نزحوا من قراهم التي سيطر على بعضها النظام وتنظيم الدولة على بعضها الآخر.

في البداية نزح السكان إلى مدينة إعزاز وما حولها على الحدود التركية بعد حملات النظام المدعومة بالمليشيات الشيعية والطيران الروسي، لكن تقدم تنظيم الدولة إلى المنطقة حرمهم من مأواهم المؤقت الجديد، حيث طالت النيران خيامهم المتهالكة ليبدأ فصلٌ جديدٌ من النزوح، لكن هذه المرة مشياً على الأقدام هرباً من النيران التي تخترق جدران الخيم القماشية في مخيمات شمارق، أكدة، الحرمين، والرسالة حيث لم يبق فيها أحد خلال ساعات.

ويصف زياد المهدي حال النازحين في تلك المخيمات حيث نزح هو مع ساكنيها بعد المعارك الأخيرة حيث يقول لـ «القدس العربي»، «في بداية الليل بدأنا نسمع أصوات الإشتباكات من بعيد مما أخاف سكان مخيم (أكدة) الذين خافوا من أن تطالهم النيران لاحقاً، وبالفعل هذا ما حصل فمع بداية الصباح بدأت النيران تطال المخيم حيث ثقبت خزانات عدة للمياه كان يستخدمها الأهالي للشرب ودخل الرصاص إلى بعض الخيم ثم ما لبثت النيران أن ازدادت كثافة مما اضطر الأهالي عندها للهرب سيراً على الأقدام كيلومترات عدة ليصلوا بعدها إلى أقرب مخيم وهو مخيم الزيتون».

ويضيف المهدي «لم يكن وضع مخيم الزيتون جيداً بالأًصل وازداد سوءاً بعد وصول النازحين الجدد، حيث لم يكن مجهزاً لاستيعاب هذا العدد الكبير مما اضطر البعض لمشاركة بعض العائلات بخيمها حيث وصل العدد في بعض الخيم إلى أربع أو خمس عائلات».

أما رياض موصللي الذي نزح من بلدته منذ أشهر عدة بعد أن احتلها النظام وشدد قصفه عليها واستقر به الحال في النهاية بمخيم الزيتون يصف الوضع لـ «القدس العربي» بأن الحال أسوأ ما يمكن أن يكون بسبب ازدحام المخيم ونقص الخدمات الإنسانية فيه والحصار الذي بات يخضع له بسبب تقدم قوى تنظيم الدولة، فليس بقربه مستشفى أو مخبز، وينقصه الكثير من الخدمات.

ومن جانب آخر تعالت أصوات ناشطين ومنظمات وتنسيقيات ثورية من أجل مساعدة النازحين الذين باتوا يعيشون في بقعة جغرافية محاصرة مقطعة الأوصال ويمكن أن تطالهم النيران بأي لحظة في حال تقدم تنظيم الدولة، حيث قدرت جهات إحصاء ثورية وإغاثية عدد النازحين في المنطقة بحوالي 200 نازح يعيشون على الشريط الحدودي في ظروف إنسانية سيئة، حيث تم إخلاء الكثير من القرى من سكانها الذين نزحوا إلى المخيمات التي نزحوا منها لاحقاً إلى مخيمات أخرى ليستقر بهم الحال في المنطقة الأخيرة، وإضافة إلى ذلك فإن بعض المنظمات العالمية أوقفت دعمها الإغاثي للمخيمات بسبب الإشتباكات القريبة من المنطقة.

يذكر أن الحدود التركية مع سوريا مغلقة منذ ما يقارب العام حيث لا يستطيع أحد العبور باتجاه تركيا باستثناء الحالات الإسعافية الحرجة وتتعرض المنطقة الحدودية لهجمات دائمة حيث تتبادل المعارضة وتنظيم الدولة السيطرة على أجزائها بين الحين والآخر.

 

إيغلاند: قصف النظام السوري يهدد بوقف المساعدات الإنسانية

إسطنبول ــ العربي الجديد

رسم المستشار الخاص للمبعوث الأممي إلى سورية يان إيغلاند، صورة مأساوية لواقع إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة بسورية. وقال إيغلاند، خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم الخميس، إن “استمرار القصف واستهداف القوافل الإنسانية يهدد بوقف العمليات الإغاثية بسورية”.

وقال إيغلاند إن “خط الحياة الذي كانت تمدّ عبره مختلف المنظمات الأممية السوريين المحاصرين بالمساعدات انكسر”. وعبّر عن أمله بأن تعود الأمور إلى التحسن، قبل أن يستدرك بالقول إن المنظمات الإنسانية تخشى عدم تنفيذ خطة شهر مايو/ أيار إذا ما استمرت الأوضاع الميدانية على حالها.

وعما يقع من مجازر في بحلب، جراء استهداف المدنيين بالقصف الذي طاول المستشفيات كذلك، وصف إيغلاند الوضع بـ”الانهيار الكارثي خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية”.

وكشف إيغلاند أن قوافل الإغاثة لا تسلم من القصف والاستهداف، واستشهد بثلاثة قوافل اضطرت منذ مدة قصيرة إلى وقف مسيرها باتجاه المحاصرين، بعد استهداف واحدة منها بقذائف هاون، وتعرض خط سير أخرى لقصف جوي، ما دفع القافلة الثانية للتراجع عن سيرها.

وشدد على أن عمليات استهداف الطواقم الطبية والموظفين الأمميين والمستشفيات واقع يومي، ما يجعل من عمل هؤلاء صعبا جداً. وكشف أن خمسة عمال أمميين قتلوا أخيراً، كما ذكر طبيب الأطفال الذي قتل يوم أمس في قصف جوي على مستشفى بحلب.

وأوضح المتحدث نفسه أن المجموعة الدولية ومعها منظمات الأمم المتحدة تنتظر، اليوم، الترخيص من حكومة النظام السوري للوصول إلى المناطق المحاصرة، وإيصال المساعدات الإنسانية إليها.

وعن عدد الذين شملتهم المساعدات خلال الفترة الماضية، كشف إيغلاند أن 255 ألف سوري وصلتهم المساعدات، أي ما يشكل أكثر من 50 في المائة من المحتاجين. واعتبر أن هذا الرقم مشجع مقارنة بالأربعة أشهر الأولى من العام 2015، الذي وصلت فيه المساعدات لنحو 10 آلاف شخص فقط، أي ما كان يعادل حينها 3 في المائة من المحتاجين للإغاثة الإنسانية. كما أورد في حديثه أن 35 منطقة بسورية تحتاج اليوم بشكل عاجل وصول المساعدات إليها، وتحدث عن قرابة 905 آلاف شخص محاصرون داخلها.

وعن واقع الأطفال في سورية، تطرق إيغلاند لمسألة التطعيم والتلقيح ضد الأوبئة، وأوضح أن المنظمات الصحية في حاجة إلى الوصول إلى الأطفال ثلاث مرات في العام على الأقل.

كما دعا إيغلاند حكومة النظام السوري لتحمّل مسؤوليتها تجاه ما يقع، وطالبها بتحمّل مسؤولية ما يرتكبه حزب الله اللبناني في سورية. وأضاف أنه يجب أن تستعد للمساءلة، التي قال إنها قادمة بدون شك.

وذكر المستشار الخاص أن المناطق التي تحتاج اليوم وصول المساعدات بشكل عاجل هي كل من أربين وزملكا وزبدين، موضحاً أن المنظمات الأممية لم تتوصل إلى اتفاق مع حكومة النظام السوري بشأن عدد المستفيدين فيها.

 

وأنهى إيغلاند مؤتمره الصحافي بخبر إيصال مساعدات إنسانية إلى دير الزور عبر إلقائها من الجو، وعبّر عن أمله بأن يحمل أخبارا جيدة مماثلة في الساعات المقبلة.

 

غارات جوية للنظام و”اقتتال” بين فصائل بالغوطة الشرقية لدمشق

أحمد حمزة

شن الطيران الحربي للنظام السوري، اليوم الخميس، أكثر من 14 غارة جوية عنيفة على القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية لدمشق، منها دير العصافير وزبدين والركابية، في الوقت الذي تحدثت “تنسيقية مدينة دوما” عن “حشد عسكري كبير لقوات الأسد على جبهة مطاحن – ‏الغزلانية بالقرب من طريق مطار ‏دمشق الدولي”.

 

في المقابل، شهدت بلدات بغوطة دمشق الشرقية، قبل ظهر اليوم الخميس، اقتحام مقراتٍ لـ”جيش الإسلام” من قبل مقاتلين بـ”جيش الفسطاط” و”فيلق الرحمن”، ما أدى، بحسب مصادر محلية، لسقوط قتلى وجرحى، بينما صدرت بياناتٌ لهيئاتٍ بريف دمشق تطالب بوقف “الاقتتال الداخلي”.

وبحسب بيان لـ”جيش الإسلام”، صدر اليوم، فقد “هاجم مقاتلو فيلق الرحمن وجيش الفسطاط، المكون من “جبهة النصرة” (تنظيم القاعدة) و”أحرار الشام” و”فجر الأمة”، منازل قادة عسكريين وشرعيين ومقار لـ”جيش الإسلام” في زملكا وجسرين ومسرابا وحمورية وعين ترما وكفربطنا”، فيما تحدثت مصادر في ريف دمشق عن سقوط قتلى من “جيش الإسلام” وضحايا مدنيين، جراء التطورات التي شهدتها بلداتٌ بالغوطة الشرقية لدمشق، والتي تزامنت مع خروج مظاهرة في زملكا، تطالب بوقف المواجهات بين فصائل الغوطة الشرقية.

وفيما لم يصدر بيانٌ حتى الساعة من “فيلق الرحمن” أو “جيش الفسطاط”، يوضح ملابسات ما جرى من وجهة نظرهما، فقد أكد المتحدث باسم “جيش الإسلام”، النقيب إسلام علوش: “سقوط قتلى من فيلق الرحمن في زملكا”، مشيراً إلى “سقوط اثنين من جيش الإسلام، وثلاثة من المدنيين في زملكا إثر الهجوم”.

من جهتها، نفت “حركة أحرار الشام الإسلامية” مشاركتها بهذه المواجهات، إذ أكد القيادي في الحركة، خالد أبو أنس، خلال تغريدات له في موقع “تويتر”، “عدم مشاركة الأحرار بالاقتتال المؤسف في الغوطة، والجميع يعلم ما بذلناه من جهود لمنع الفتنة أن تشتعل”، مشيراً إلى أن “قرارنا في أحرار الشام الاعتزال والسعي للصلح، فقد عاهدنا الله ألا توجَّه بنادقنا إلا ضد النظام وداعش، ومن بغى بعد فتوى أهل العلم المستقلين”.

 

ولا تعتبر هذه المواجهات الأولى من نوعها، إذ إن التوتر يسود العلاقات بين “جيش الإسلام” من جهة، و”فيلق الرحمن”، وسابقاً “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، الذي انضمت بعض تشكيلاته منذ أسابيع للفيلق، فيما انضم آخرون منه لـ”جيش الإسلام”.

وأصدرت “الهيئة العامة في الغوطة الشرقية” بياناً أشارت فيه إلى رفضها “استخدام السلاح بين الإخوة، وانتهاك حرمة بعض المؤسسات المدنية”، مناشدة من تسميهم “الإخوة في الفصائل” بـ”حقن دماء أبنائنا، وتوفير ذلك كله لمعركتنا مع عدونا الأول”.

كما أصدر “القضاء الموحد في الغوطة الشرقية” بياناً قال فيه إنه و”في اللحظة التي يقوم النظام بالضغط على المجاهدين في جبهات الغوطة الشرقية المباركة، وفي أحلك الظروف، يقوم أبناء جلدتنا بالتحالف لمقاتلة المجاهدين المرابطين في أرجاء الغوطة”، مضيفاً بـ”إننا في القضاء الموحد نعتبر كل من يشارك في قتال إخوانه أن حكمه حكم البغاة يُقاتَل حتى ينكف بغيه”.

 

“داعش” يهاجم بلدة كاركاميش التركية بقذائف الهاون

إسطنبول ــ العربي الجديد

تعرّضت منطقة كاركاميش، التابعة لولاية غازي عنتاب، والمواجهة لمدينة جرابلس السورية، التي تقع تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، لهجمات بقذائف الهاون من قبل التنظيم، وقد تم إجلاء السكان من أحد الأحياء الواقعة على الحدود مباشرة.

وسقطت قذائف الهاون حول المخفر الحدودي، في حي تورك يوردو في المدينة، لتردّ القطعات العسكرية المتواجدة هناك بقصف مدفعي للمناطق التي تم إطلاق القذائف منها.

وقررت قائممقامية كاركاميش، إجلاء سكان حي تورك يوردو، حيث أبلغت قوات الدرك التركي المواطنين بذلك، وعملت على مساعدتهم في عمليات الإخلاء.

وفي هذا السياق، يستعد الجيش التركي لبدء عملية عسكرية واسعة، بدعم من قوات التحالف الدولي، من أجل إقامة منطقة خالية من تنظيم “داعش” في الجانب السوري للحدود، وخاصة مقابل مدينة كيليس، التي تتعرض للهجمات بشكل مستمر، وذلك بعمق 18 كيلومترا وعرض 8 كيلومترات.

اقــرأ أيضاً

عملية تركية لإقامة منطقة خالية من “داعش” مقابل كيليس

وبحسب ما كشفت صحيفة “يني شفق” ستتم العملية بغطاء من التحالف الدولي، وبدعم خاص من الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا، وستكون بمثابة حقبة جديدة ومختلفة من الحرب على التنظيم.

وبحسب الخطة، سيقوم الجيش التركي بضرب التنظيم بالقذائف المدفعية والصواريخ الموجهة وقذائف الهاون، في حين ستقوم طائرات التحالف الدولي بتأمين الغطاء الجوي لتقدم وحدات مدربة من قوات المعارضة السورية المعتدلة.

 

مجازر جديدة في حلب مع تواصل قصف النظام السوري

رامي سويد

استأنفت طائرات النظام السوري، اليوم الخميس، قصف الأحياء السكنية التي تقع ضمن مناطق سيطرة قوات المعارضة السورية في مدينة حلب، بعد يوم واحد فقط من المجزرة الكبيرة التي تسبب فيها قصف طائرة حربية مشفى القدس الخاص بالأطفال في حي السكري بمدينة حلب، الأمر الذي أفضى إلى دمار المشفى بشكل كامل، ومقتل أكثر من ثلاثين مدنياً، كان معظمهم أطفالا، وبينهم طبيبان.

وقال الناشط الإعلامي حسن الحلبي لـ”العربي الجديد”، إن طائرات النظام السوري استهدفت بغارتين جويتين المباني السكنية في حي بستان القصر وسط مدينة حلب، ما أدى إلى مقتل تسعة مدنيين وإصابة أكثر من عشرين آخرين بجراح. وقامت فرق الدفاع المدني بانتشالهم من بين أنقاض المباني التي كانوا متواجدين فيها، والتي دمرت بشكل كامل.

وأشار إلى أن قصفاً مماثلاً استهدف حي الكلاسة المجاور، إذ أغارت طائرة حربية تابعة للنظام على مبنى سكني في الحي، الأمر الذي أدى إلى انهيار مبنى سكني مؤلف من خمسة طوابق، وتضرُر عدة مبان مجاورة، ليسفر ذلك عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة آخرين بجروح، في الوقت الذي تواصل فيه فرق الدفاع المدني البحث عن ناجين وقتلى بين الأنقاض.

واستهدف قصف مشابه حي طريق الباب، إذ أغارت طائرة حربية على مبنى سكني في الحي، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مدنيين بجروح، بحسب مصادر الدفاع المدني في المنطقة. كما سقط جرحى نتيجة قصف جوي مماثل في منطقة أرض الحمرة المجاورة لحي طريق الباب، وتسبب القصف أيضاً في أضرار مادية كبيرة في حي بعيدين شمال حلب، وفي منطقة الحرابلة القريبة.

إلى ذلك، تسببت غارة جوية على حي الصاخور، يعتقد أن طائرة روسية نفذتها، في مقتل مدني واحد، وإصابة ستة آخرين بجراح، كما أصيب شاب في حي المعادي برصاص قناص قوات النظام المتمركز في قلعة حلب.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من استهداف طائرات النظام يومياً الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب، الأمر الذي نتج عنه مقتل عشرات المدنيين من سكان هذه المناطق.

 

ليلة الرعب في حلب: استهداف مستشفى “القدس

ارتفع عدد قتلى استهداف مستشفى تدعمه منظمة “أطباء بلا حدود” إلى 30 قتيلاً، بعدما تعرض إلى غارات جوية، الليلة الماضية، رجّح نشطاء أن تكون من تنفيذ مقاتلات روسية، فيما قالت منظمة “الصليب الأحمر الدولي” في بيان، الخميس، إن مدينة “حلب على شفا كارثة إنسانية بعد أسبوع من تصاعد العنف”.

 

ولا تزال عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض مستمرة، في حين تم انتشال عدد من الجثث من بينهم آخر طبيب أطفال يعمل في المستشفى.

 

وفي موازاة ذلك، واصل الطيران الحربي استهداف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب، حيث تعرض حيا بستان القصر والكلاسة إلى غارات عنيفة، أسفرت عن مقتل وجرح عدد من المدنيين.

 

الغارات التي تجددت على أحياء حلب، الخميس، نفذتها مقاتلات روسية وسورية. وتناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن الغارات الجديدة استخدمت فيها قنابل فراغية وعنقودية، وأنها أسفرت عن مقتل 30 شخصاً.

 

وكانت منظمة “أطباء بلا حدود” قد نددت في وقت سابق الخميس، باستهداف مستشفى “القدس”، وأكدت أنه “تعرض إلى غارة جوية مباشرة”، أسفرت عن “مقتل 14 بين مرضى وطواقم (طبية)”. وأضافت “قتل على الأقل 3 أطباء إثر هجوم على مستشفى مدعوم من أطباء بلا حدود في حلب، من بينهم أحد آخر أطباء الأطفال هناك”. وبحسب المنظمة، فإن مستشفى القدس “كان مركز التحويل الرئيسي للأطفال، وكان فيه ٨ أطباء و ٢٨ ممرضاً”، كما أنه يحتوي على ” غرفة للطوارئ ووحدة عناية مركزة وغرفة عمليات. تم تدميرها بالكامل”.

 

فصائل الغوطة الشرقية تتقاتل.. وقوات النظام تترقب

عمار حمو

هاجم عناصر من “فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط”، الخميس، مقرات ومنازل قادة عسكريين في “جيش الإسلام” في بلدات داخل الغوطة الشرقية. وسرعان ما اندلعت اشتباكات بين الطرفين، ما أدى إلى وقوع قتلى من العسكريين والمدنيين.

 

مصدر عسكري في “جيش الإسلام” قال لـ”المدن”، إن “فيلق الرحمن” مدعوماً بـ”جيش الفسطاط”، هاجما مقرات ومنازل قادة لـ”جيش الإسلام” في مسرابا وكفربطنا وعين ترما وجسرين، ومنها منزل الشيخ سعيد درويش، أحد اعضاء “الهيئة الشرعية” في الغوطة. كما أعلن “جيش الإسلام” على لسان الناطق الرسمي باسمه إسلام علوش، أن “جبهة النصرة” أوقفت مؤازرات عسكرية من “جيش الإسلام” كانت متوجهة إلى جبهة المرج، وقطعت طريقها. و”جبهة النصرة” تعمل في الغوطة الشرقية ضمن “جيش الفسطاط” الذي يساند “فيلق الرحمن”.

 

“جيش الإسلام”، وفق مصدر محلي، قام بمداهمة منزل القاضي السابق للغوطة الشرقية أبو سليمان طفور، وهو محسوب على “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” الذي انضم مؤخراً إلى “فيلق الرحمن”. وأعلن “جيش الإسلام” انشقاق “كتيبة الدفاع الجوي” التابعة لـ”فيلق الرحمن” وانضمامها للجيش.

 

مصدر مقرب من “فيلق الرحمن” قال لـ”المدن”، إن “جيش الإسلام” هو من أوصل الوضع إلى هذه الحال، فنتائج التحقيق في محاولة اغتيال القاضي السابق للغوطة الشرقية تشير إلى أن “جيش الإسلام” خلفها، إلا أنه لم يسلم المتهمين ولا تعامل مع لجنة التحقيق، فيما لم يصدر “فيلق الرحمن” عبر قنواته الرسمية أي بيان حول ما جرى صباح الخميس.

 

وكانت “لجنة متابعة محاولة اغتيال الشيخ أبو سليمان طفور”، قد أصدرت بياناً الثلاثاء، جاء فيه أن اللجنة “وصلت في تحقيقها إلى نتائج متقدمة، مع وجود معوقات من طرف أحد الفصائل يتمثل بعدم استجابته لمذكرات إحضار قضائية بحق أشخاص من منتسبيه على صلة بالقضية”.

 

وكان “فيلق الرحمن”، قد أعلن الثلاثاء، عن انضمام “اللواء الأول بدمشق”، العامل في حي القابون الدمشقي إلى صفوف الفيلق. مصدر عسكري من “فيلق الرحمن” قال لـ”المدن”، إن انضمام “اللواء الأول” إلى الفيلق يؤكد انتشار الفيلق وتوسعه في الغوطة الشرقية. وفي الأثناء، ورد خبر انشقاق أكثر من 60 عنصراً من “فيلق الرحمن” بعتادهم وانضمامهم إلى “جيش الإسلام”.

 

ما يحدث بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، في الغوطة المُحاصرة، كان أشبه بـ”حرب باردة” بين الطرفين، قد تستحيل ناراً حامية. ويتخوف أهالي الغوطة الشرقية من وقوع أحداث تقطع “شعرة معاوية” بين الطرفين، وتحوّل الصراع من جبهات الغوطة الشرقية ضد قوات النظام، إلى اقتتال داخلي. ما قد يؤدي إلى خسارة أراضٍ في الغوطة لصالح قوات النظام، التي طالما حاولت السيطرة عليها، بدعم عسكري روسي وإيراني. وفي هذا السياق تظاهر عدد من المحتجين في بلدة زملكا، الخميس، مطالبين بوقف الاقتتال بين الطرفين.

 

وعلى الرغم من الخلاف الحاصل بين الطرفين، في أوقات سابقة، إلا أن نقاط تمركزهم على جبهات الغوطة كانت مشتركة، والاتهامات كانت توجه إلى المكاتب الأمنية للفصيلين، ولبعض الأشخاص في تأجيج الصراع. ولكن أحداث الخميس، رفعت الصراع إلى مستوى القيادة، فبحسب منشور لشرعي “جيش الإسلام” أبو عبد الرحمن كعكة، لمّح فيه إلى أن “الوقت حان لزوال الباطل وأهله”.

 

وقبل ساعات من اشتباكات الخميس، كان مصدر محلي قد قال لـ”المدن”، إن “الخلاف الحاصل بين الطرفين انتهى والأوضاع عادت إلى ما كانت عليه”، إلا أن التوتر عاد أكبر مما كان عليه، ما دفع بعض مناصري الطرفين للتعبير عن سخطهم، باعتبار أن ما يحدث لا يهدد الفصيلين فحسب، وإنما يضع الغوطة الشرقية على المحك، ويجعلها أمام امتحان يخشى أهالي الغوطة الشرقية اجتيازه.

 

مصدر مدني قال لـ”المدن”: “اليوم أنا لست مع الطرفين، فما يحدث كفيل بهدم كل إنجازات المعارضة في الغوطة الشرقية”.

 

من جهته، يحاول الإعلام الرسمي السوري رصد أحداث الغوطة الشرقية الداخلية، ويبدو اهتمامه منصباً على نشر ما يجري بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، باعتبار أن تصدع الغوطة الشرقية داخلياً واختلال توازنها، يصب في مصلحة النظام. ولم تهدأ عمليات قوات النظام العسكرية في محاولة اقتحام الغوطة من جبهة بالا، حتى مع سريان “وقف الأعمال العدائية”. انقسام الغوطة الشرقية بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، هو فرصة لا تعوض لقوات النظام، وحليفها الروسي، الذي لا يكلّ في المحافل الدولية، عن توصيف “جيش الإسلام” بالتنظيم الإرهابي.

 

الاشتباكات بين الفصيلين المنضويين تحت “القيادة العسكرية الموحدة للغوطة الشرقية”، دفعت بمناهضي “جيش الإسلام” إلى اعتبار ذلك خطوة على طريق القضاء على “فيلق الرحمن”، كما حدث سابقاً مع “جيش الأمة”. في المقابل، فإن مناهضي “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” اعتبروا أن الاتحاد بانضمامه إلى “فيلق الرحمن” عكّر صفو العلاقات بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”.

 

وكان “جيش الإسلام” بالتعاون مع “فيلق الرحمن”، قد أطلقا معركة “الله غالب” في منتصف أيلول/سبتمبر 2015، واستهدفت خلالها ضاحية الأسد والجبال المحيطة بها.

 

دي ميستورا يستغيث بموسكو وواشنطن لإنقاذ المفاوضات السورية

اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن محاولة “بعض المعارضين وداعميهم في الخارج إصدار إنذارات” في خصوص مفاوضات جنيف “أمر مرفوض”، وأكد أن موسكو تسعى لتأمين مفاوضات سورية-سورية مباشرة ومستقرة، مجدداً التأكيد على ضرورة إشراك الأكراد في المحادثات.

 

وقال لافروف على هامش زيارة إلى العاصمة الصينية بكين، الخميس، إن روسيا أرسلت في أيلول/سبتمبر الماضي “بناء على طلب السلطات الشرعية لسوريا”، وحدات من القوات الجوية لمساعدة هذا البلد “في تحريره من الاحتلال الإرهابي”. وأضاف “خلقت الظروف المؤاتية لإطلاق عملية المصالحة الوطنية التي تبيّن خلالها من يريد فعلاً أن يقرّر السوريون مصيرهم، ومن يريد أن يقرر عنهم وينطلق لا من مصالح الشعب السوري بل من مطامعه الإمبريالية الجديدة”.

 

وتابع وزير الخارجية الروسية إنه لا يمكن مواجهة “الإرهابيين” بفعالية “إذا جرى تقسيمهم إلى متطرفين ومعتدلين أو جيدين وسيئين، لاسيما إذا جرت محاولات للتحكم بالمنظمات الإرهابية لتحقيق أهداف سياسية”. ودعا إلى تشغيل الآليات المتعددة الموجودة للضغط على الدول التي لا تنفذ قرارات مجلس الأمن الدولي الملزمة ،لإغلاق قنوات تمويل وتغذية “داعش”، عن طريق تجارة المخدرات والموارد الطبيعية والتراث الثقافي، منوهاً بضرورة إيلاء “الاهتمام الخاص” بجهود القضاء على “الإرهابيين الأجانب”.

 

ومن المتوقع أن يبحث لافروف الملف السوري مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الأسبوع المقبل في موسكو. ونقلت وكالة الأنباء الروسية “نوفوستي” عن مصدر في وزارة الخارجية، قوله إنه سيتم التطرق خلال المحادثات إلى نتائج المفاوضات السورية في جنيف وآفاق الجولة المقبلة من المفاوضات.

 

وكان دي ميستورا قد أطلق نداء استغاثة إلى الولايات المتحدة وروسيا لإنقاذ المفاوضات السورية في جنيف، عبر ممارسة الضغط على حلفائهما على الأرض لوقف الأعمال القتالية، محذراً من أن نظام الهدنة السورية في خطر كبير وقد ينهار في أي وقت.

 

وطالب دي ميستورا واشنطن وموسكو، خلال مؤتمر صحافي عقده فجر الخميس عقب تقديمه لمجلس الأمن التقرير الدوري حول نتائج جولة جنيف الأخيرة، بعقد اجتماع وزاري للقوى الدولية والإقليمية المعنية بالملف السوري، وعبّر عن أمله باستئناف المفاوضات منتصف شهر أيار/مايو المقبل، مشدداً على أن هذا الأمر يشترط أولاً خفض وتيرة القتال.

 

وكشف دي ميستورا خلال إفادته أمام مجلس الأمن، التي أجريت بواسطة دائرة تلفزيونية، عن وجود خلافات كبيرة بين الحكومة السورية والمعارضة بالرغم من وجود “قواسم مشتركة”. وبيّن في وثيقة من 7 صفحات، تلخّص مضمون الجولة الأخيرة من المحادثات، إنها ركزت على عملية الانتقال السياسي في سوريا، وتشكيل هيئة حكم انتقالي تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة.

 

وقال دي ميستورا إنه “لا أحد يشك بعد اليوم في أن هناك حاجة ملحة إلى انتقال سياسي حقيقي وموثوق به”، تحت إشراف “حكومة انتقالية جديدة وشاملة تحل محل الحكم الحالي”.

 

دي ميستورا يسابق الزمن لإنعاش هدنة سوريا

جنيف – أعلن الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا ليل الاربعاء-الخميس ان اتفاق وقف الأعمال القتالية الساري في هذا البلد منذ شهرين هو “في خطر كبير” ويجب “إنعاشه” قبل تحديد موعد الجولة المقبلة من مفاوضات السلام بين طرفي النزاع.

واوضح المبعوث الدولي خلال مؤتمر صحافي في جنيف انه دعا أمام مجلس الأمن الدولي كلا من الولايات المتحدة وروسيا، “راعيتي” هذا الاتفاق، الى العمل في سبيل إحياء الهدنة السارية منذ 27 فبراير.

 

وأوضح دي ميستورا انه أوصى مجلس الأمن بأن يعقد قريبا اجتماعا للمجموعة الدولية لدعم سوريا والتي تضم 17 دولة وتترأسها الولايات المتحدة وروسيا. وقال “خلال الساعات الـ48 الأخيرة قتل سوري كل 25 دقيقة. طبيب الأطفال الوحيد في حلب قتل في قصف حصل” مساء الاربعاء.

 

وأكد المبعوث الدولي ان “وقف إطلاق النار لا يزال حيا ولكنه في خطر كبير”، موضحا “اننا نريد ان يعقد هذا الاجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا قبل ان تعقد الجولة الجديدة خلال شهر مايو”.

 

وأضاف ان “هدفي هو مواصلة اللقاءات مع عقد جولة او اثنتين على الأقل بحلول يوليو”.والاربعاء انتهت في جنيف الجولة الثالثة من المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة والتي انطلقت في 13 ابريل.

 

وللمرة الأولى نشر دي ميستورا الخميس ايضا وثيقة من سبع صفحات تتضمن ملخصا للاجتماعات التي جرت خلال هذه الجولة والتي تركزت على عملية الانتقال السياسي في سوريا وتشكيل نظام “حكم رشيد” انتقالي و”جامع”.

 

وقال المبعوث الدولي “لا احد يشك بعد اليوم في ان هناك حاجة ملحة الى انتقال سياسي حقيقي وموثوق به”. وأضاف “هناك فهم واضح بأن الانتقال السياسي يجب ان تشرف عليه حكومة انتقالية جديدة، أكرر جديدة، وذات مصداقية وشاملة تحل محل ترتيب الحكم الحالي”.

 

ولكن دي ميستورا أقر بأنه لا تزال هناك فجوات “جوهرية” بين طرفي المفاوضات، مشيرا الى ان الجولة الثالثة من المفاوضات تضررت كثيرا من الانتهاكات المتزايدة لاتفاق وقف الأعمال القتالية.

 

وطالب المبعوث الدولي خصوصا بأن يسمح طرفا النزاع للمساعدات الانسانية بالدخول إلى المدن والبلدات المحاصرة مثل دوما وداريا ومعضمية الشام وحرستا.

 

كما عرض دي ميستورا قائمة بالمشاكل “الأساسية” التي يجب حلها كي تكون عملية الانتقالي السياسي في سوريا “قابلة للحياة”، مؤكدا ان هذه القائمة ليست نهائية ويمكن تعديلها على ضوء ما تفضي إليه المفاوضات.

 

صحافية سورية تظهر مبتسمة بجانب جثث في حلب

سيلفي يلهب مواقع التواصل الاجتماعي

بهية مارديني

انتقد سوريون صورة سيلفي تظهر صحافية سورية وهي مبتسمة وخلفها جثث في حلب، وتناقل ناشطون ومواطنون الصورة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، مشيرين إلى أن هذا السلوك غير إنساني.

 

التهبت صفحات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع السورية المحلية، وهي تعلق على صورة “سيلفي ” لكنانة علوش مراسلة محطة “سما” (الدنيا سابقاً) من محافظة حلب شمال سوريا، وهي تبتسم أمام جثث الذين قتلهم نظام الأسد، واعتبرها السوريون” شريكة في الجريمة “، ورأوا أن نشر الصور ليس اعتباطًا لأنه “بالنهاية مشروع الأسد للبقاء على كرسي الوراثة، ولو على أنقاض دويلة طائفية”.

 

وشدد الاعلامي عدنان علي، في تصريح لـ”إيلاف”: “أن هذا “تصرف غير مهني وغير أخلاقي، وهذا التصرف ينقل هذه الفتاة من مجال عملها الصحفي الى كونها شبيحة من اتباع النظام ومسلحيه، الذين لا يتورعون عن القيام بمثل هذا السلوك”.

 

وأشار الى أنه “في الحقيقة هذا ليس جديدًا عن سلوك صحافيي النظام، وحتى بعض النشطاء الاعلاميين المنتسبين للثورة، ممن لا يتركون مسافة بين عملهم المهني وموقفهم السياسي أو حتى الانساني”.

 

وقال: “منذ بداية الثورة السورية كان هناك ممن يحسبون على الصحافيين يشاركون قوات الأمن قمعها للمتظاهرين، ويعتبرون انفسهم جنودًا في الآلة القمعية للنظام”.

 

وأكد أنه في هذا الجو” من الصعب الحديث عن معايير مهنية أو مواقف اخلاقية”.

 

ليس اعتباطًا

 

من جانبه، قال الصحافي والكاتب عدنان عبد الرزاق لـ”إيلاف”، “ثمة تبدلات شهدتها سوريا، وعلى كلا الضفتين، معارضة ونظاماً، بعد ثورة آذار 2011، وتلك التبدلات طالت المهن كما اخترقت داخل الإنسان السوري، فكرست شيئًا من الثأرية وأشياء من التغييب والحقد”.

 

وأوضح: “لعل في ما رأيناه عن الموظفة بحقل الاعلام، ولا أقول الاعلامية، لأن لهذه المهنة قداستها، ولا يمكن أن تصل بعامليها للدرك الأسفل من الوحشية واللامهنية”.

 

وأكد عبد الرزاق: “ما رأيناه اليوم، يختزل التطفل على المهنة ويظهر الحقد والتغييب”، وأضاف: “إن تجردنا عن مواقفنا لنرى الأمر بشيء من الحيادية لا يمكن لصحافي، ولو حاول أن يشهّر بالجثث أو ينسى قدسية مهنته، ولو أن هكذا صورة لصحافي ببلد يتمتع بالحدود الدنيا من الحرية والقانون لحوكمت هذه الموظفة والوسيلة التي تعمل فيها”.

 

و أشار الى “ما يمكن أن تتركه هكذا سلوكيات لدى السوريين فهي، كما رأى، تعمق الثأرية وتزيد المطالبة بالقصاص، لأنها لا تختلف عن قتلى التعذيب بالسجون أو ما فعله أنصار الأسد من مشاهد قتل وإساءات للمعتقلين والثوار”.

 

وانتهى أخيرًا الى الاعتقاد بأن نشر هكذا صور ليس اعتباطاً ولا محض مصادفة، بل قال “أظنه مخططاً لينقل للشعب قناعة التعايش ويخدم بالنهاية مشروع الأسد للبقاء على كرسي الوراثة، ولو على أنقاض دويلة طائفية”.

 

وكان عبد الرزاق قال على صفحته في “الفيسبوك “هذه الكائنة “كنانة علوش “التي” لن أجازف وأصفها بالإنسانة، تحمل بطاقة صحافية وتعمل بمهنة المتاعب التي تحوّل موظفوها لدى الأسد إلى قتلة، وإن عبر الكلمة والتحريض و”السيلفي “…هذا تاريخ يكتب وهذه حلب”. .

 

ورد عليه اياد ابو كرم: “كنانة علوش كنت اعرفها منذ القديم من ايام الدراسة كانت في جريدة اسمها المسيرة تابعة لحزب البعث، هالكائنة كانت على استعداد ان تفعل اي شيء على الرغم من صغر سنها (هديك الايام كانت ١٧-١٨) لكي تنشر لها مادة في الجريدة، واسأل محمد القاضي ورئيس فرع الحزب في حلب”.

 

وأعادت علوش الى الاذهان صورة مذيعة تلفزيون “الدنيا” ميشلين عازر، عندما راحت  قبل سنوات تتنقّل بين جثث الأطفال في داريا في ريف دمشق، عقب مجزرة راح فيها عشرات المدنيين الأبرياء واخذت تسأل المصابات اسئلة غير منطقية في هكذا موقف لتفرض وجهة نظرها..

 

كنانة علوش كانت قد عملت مذيعة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وتحولت إلى “مراسل حربي”، وظهرت المراسلة منذ الثلاثاء الماضي إلى جانب جثث من قوات المعارضة في محيط بلدة باشكوي في ريف حلب الشمالي،  تنقل ما قالت أنه صد قوات الأسد محاولة تسلل “الإرهابيين”، بحسب ما نقل عن صفحتها الرسمية في موقع فيسبوك.

 

حلبيون للهدنة: أرقدي بسلام!

الغرب غير جاهز لإعلان وفاتها: لا تزال متماسكة

إيلاف- متابعة

ينعى سكان مدينة حلب في شمال سوريا الهدنة المعمول بها منذ شهرين في ظل تصعيد عسكري أودى خلال الأسبوع الأخير بعشرات المدنيين، فيما تتمسك القوى الدولية الراعية لاتفاق وقف الأعمال القتالية به، وتبذل جهودًا مكثفة لإحيائه.

 

حلب: يقول ابو محمد (40 عامًا) لوكالة فرانس برس: “لا اعلم عن أي هدنة يتحدثون. لا توجد هدنة هنا، القذائف والصواريخ لا تتوقف، وكأننا في الحرب العالمية”.

 

في27 شباط/فبراير، استقبل سكان مدينة حلب، المقسومة بين احياء غربية تحت سيطرة القوات النظامية السورية وشرقية تحت سيطرة فصائل المعارضة، بدء العمل باتفاق وقف الاعمال القتالية بارتياح، فخرج الاطفال الى الشارع، بعدما سجنوا طويلًا في ملاجئ تحت الارض وداخل المنازل، وقصدت العائلات المنتزهات.

 

إدعاءات زائفة

لكن الهدوء، الذي شهدته المدينة لم يستمر طويلاً. وقد شهدت اعمال العنف تصعيدًا متزايدًا، وصل خلال الايام الاخيرة الى تبادل قصف شبه يومي، اوقع اكثر من مئة قتيل بين المدنيين منذ يوم الجمعة، اضافة الى عشرات الجرحى. وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الاحياء الشرقية، فترد الاخيرة بقصف الاحياء الغربية بالقذائف.

 

يضيف ابو محمد، وهو من سكان حي الكلاسة في الجزء الشرقي، “ربما الهدنة مستمرة بين اميركا وروسيا، ولكن ليس بين المعارضة والنظام”. يقول مدير “هيئة الطبابة الشرعية” في الاحياء الشرقية محمد كحيل: “روسيا واميركا والمجتمع الدولي يعتبرون أن الهدنة ما زالت سارية، وهذا الامر مخالف للواقع”. ويضيف: “يسقط قتلى بشكل يومي نتيجة القصف بالطيران الحربي والقذائف المدفعية والصواريخ، وغالبيتهم من المدنيين”. ويتساءل: “أين هي الهدنة؟”.

 

ويجزم محمد سندة (27 عامًا) الذي يعمل في مقهى للانترنت ان “المجازر الاخيرة خلال الايام الماضية تؤكد أن الهدنة انهارت بشكل كامل.. والغريب أن المجتمع الدولي لا يزال مصرًّا على وجودها”.

 

وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، فإن الهدنة لا تزال عمليًا صامدة في عشرين في المئة فقط من المناطق المشمولة بالاتفاق، بعد خرقها بشدة في حلب بالدرجة الاولى وريف اللاذقية (غرب) بالدرجة الثانية، اضافة الى مناطق اخرى في وسط البلاد وريف دمشق.

 

يستثني الاتفاق الذي توصلت اليه موسكو وواشنطن تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة. ويشمل عمليًا الجزء الاكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبًا، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي.

 

“وهم” موسكو وواشنطن

ويعبّر مسؤولون روس واميركيون وفي الامم المتحدة باستمرار عن “قلق بالغ” نتيجة “الانتهاكات” التي تتعرض لها الهدنة، لكنهم يؤكدون على استمرارها. ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما من مدينة هانوفر الالمانية الاحد، الى اعادة احياء الاتفاق الذي وصفه بـ”الهش”.

 

ويقول المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر لوكالة فرانس برس، “لسنا جاهزين لاعلان وفاة الهدنة”، مضيفًا “نعتقد ان الهدنة خارج حلب لا تزال متماسكة”. ويتابع “نعترف أن هناك حوادث متعددة في مدينة حلب ومحيطها تثير قلقنا، ولذلك نسعى الى التنسيق مع الروس ومع اعضاء آخرين من المجموعة الدولية لدعم سوريا، كما نحاول ابلاغ الاطراف المعنية بأن عليها ان توقف ذلك”. ويرى الروس بدورهم ان اتفاق وقف اطلاق النار لا يزال متماسكًا في غالبية المحافظات السورية.

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الاربعاء إن “الوضع على الارض كما المسار السياسي يثيران القلق الشديد”، مضيفة أن “وقف اطلاق النار لا يزال متماسكًا، لكنه يواجه تحديات بشكل شبه يومي”. ويرى محللون انه لا يمكن لموسكو وواشنطن نعي اتفاق توصلتا اليه قبل شهرين.

 

ويقول الخبير في الشؤون السورية توما بييريه من جامعة ادنبره، انه لا يمكن للولايات المتحدة وروسيا اعلان نهاية الهدنة لكونهما الدولتين الراعيتين لها، وتريدان استمرارها، لذا فهما تحافظان على “الوهم بأن الهدنة لا تزال سارية”.

 

ويضيف: “الاميركيون يجارون الرواية الروسية بأنه ما من خرق لوقف اطلاق النار، باعتبار انه يتم استهداف جبهة النصرة غير المشمولة بالهدنة”. وبحسب بييريه، يحاول الاميركيون بشدة الحفاظ على العملية السياسية، وهم “مستعدون لانكار حقيقة انهيار وقف اطلاق النار” من اجل ذلك.

 

كلمة مستفزة

يتزامن تصعيد العنف في المدينة ومحيطها مع جولة مفاوضات سلام حول سوريا تنتهي اليوم في جنيف. ودفع تدهور الوضعين الميداني والانساني وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، الى تعليق مشاركتها احتجاجًا.

 

واعتبر المنسق العام للهيئة رياض حجاب في بيان اليوم أن “الخروقات الخطيرة للنظام وحلفائه للهدنة، تؤكد سعيهم الى إفشال العملية السياسية والتهرب من استحقاقاتها”، متهمًا النظام وحلفاءه بارتكاب “عدد من المجازر المروعة في الأيام الماضية” في مدينة حلب.

 

في الاحياء الغربية لحلب، يرد سعد عليا (27 عامًا) بغضب لدى سؤاله عن الهدنة، “هدنة؟، انها كلمة مستفزة لسكان حلب، لانهم لم يتذوقوا طعمها، ولا أعتقد أن أحدًا من المتصارعين في حلب يريدها. الجميع قتلة، والجميع يقتلنا”.

 

ويتساءل الشاب، الذي يعمل سائق اجرة، بانفعال، “ما قيمة الهدنة إذا كان القصف يوميًا على مناطقنا، وسيارات الإسعاف لا تهدأ؟”، مضيفًا: “اذا كانت هذه هي الهدنة، فنرجوكم أن تعيدونا الى الحرب”.

 

عشرات القتلى بغارات جديدة على حلب  

شنت المقاتلات الروسية والسورية صباح اليوم الخميس غارات مكثفة على أحياء مدينة حلب، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى، بينما ارتفع إلى أكثر من أربعين عدد القتلى وعشرات الجرحى في غارات أمس على مشفى ميداني بالمدينة، فضلا عن العشرات بحيي الكلاسة وبستان القصر.

 

وقال مراسل الجزيرة إن ثلاثين شخصا -بينهم أطفال- قتلوا وأصيب عشرات آخرون جراء غارات استهدفت حيي الكلاسة وبستان القصر.

 

وأشار مراسل الجزيرة إلى أن طائرات روسية شنت غارات على أحياء حلب بالقنابل العنقودية والفراغية.

 

كما استهدفت الغارات أحياء طريق الباب والحرابلة والمرجة وبعيدين والصالحين وغيرها، مما خلف دمارا واسعا في منازل المدنيين، في حين قتلت امرأة وجرح آخرون في غارات للنظام السوري على حي الصاخور بالمدينة.

 

من جانبها، قالت مصادر في المعارضة إن طائرات النظام الحربية استهدفت بالخطأ حي الميدان الخاضع لسيطرته، مما أدى إلى تدمير مبانٍ وسقوط قتلى وجرحى من المدنيين، بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن 14 شخصاً قتلوا جراء قذائف صاروخية أطلقها مسلحون.

 

تدمير مشفى

من جهة أخرى، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود تدمير المستشفى الميداني في حي السكري بحلب الذي تعرض أمس الأربعاء لغارة جوية من قبل طيران النظام السوري، وأدى إلى مقتل أربعين شخصا على الأقل، بينهم أطباء وممرضون.

 

وقالت المنظمة في تغريدة على تويتر إن ضربة جوية مباشرة دمرت المستشفى الذي تديره في منطقة تسيطر عليها المعارضة.

 

أما المسؤول في الدفاع المدني إبراهيم حاج إبراهيم فقال للأناضول إن طائرة حربية روسية استهدفت مستشفى القدس الميداني في حي السكري بحلب.

 

وأشار حاج إبراهيم إلى وجود نساء وأطفال بين القتلى، لافتا إلى وجود مخاوف من ارتفاع عدد القتلى.

 

وأوضح أن المدينة تتعرض لهجمات جوية روسية وسورية مكثفة منذ نحو أسبوع، وأن طائرات روسيا والنظام “تتعمد استهداف المناطق السكنية”.

 

وفي وقت سابق أمس الأربعاء، أفاد مراسل الجزيرة بمقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة وجرح العشرات نتيجة قصف بالصواريخ الفراغية على حي المرجة (جنوبي مدينة حلب)، ولا تزال عائلة كاملة تحت الأنقاض، وتسعى فرق الدفاع المدني لانتشالها.

 

وتتعرض مدينة حلب وريفها منذ أيام لموجة قصف جديدة من قبل الطيران الروسي وطيران النظام السوري، رغم الهدنة السارية منذ 27 فبراير/شباط الماضي، وقتل منذ الجمعة نحو مئة شخص، بينهم خمسة من عناصر الدفاع المدني لقوا حتفهم الثلاثاء في غارة جوية على مدينة الأتارب بريف حلب الغربي.

جبهات أخرى

وفي ريف إدلب الجنوبي، ذكرت شبكة شام أن بلدة كفرسجنة تعرضت اليوم لقصف من قبل طائرة حربية تابعة للنظام، استهدفت الأحياء السكنية، فأوقعت قتيلة وعددا من الجرحى.

 

كما استهدف الطيران الحربي أطراف معرة النعمان وقريتي الركايا والموزرة بقصف جوي مماثل، أوقع جرحى مدنيين وقتيلا في الموزرة، وفق ناشطين.

 

أما في ريف اللاذقية (شمال غربي سوريا)، فقالت مصادر في المعارضة إن ثمانية من قوات النظام لقوا حتفهم الأربعاء خلال اشتباكات مع عناصرها في محور الكبانة.

 

الصليب الأحمر: حلب على شفا كارثة إنسانية  

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن تصاعد العنف في مدينة حلب السورية يدفع من يعيشون تحت نيران القصف والتفجيرات إلى شفا كارثة إنسانية.

 

وأضافت في بيان أن المعارك الشرسة التي تندلع في حلب بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام أدت إلى تفاقم محنة عشرات الآلاف من سكان المدينة التي وصفتها اللجنة بأنها واحدة من أكثر المناطق تضررا من القتال في الصراع المندلع منذ خمسة أعوام.

 

وقتل العشرات خلال الأسبوع المنصرم مع تكثيف غارات طيران النظام على مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة.

وكانت منظمة “أطباء بلا حدود” أدانت تدمير مستشفى تدعمه في حي السكري بحلب أمس، جراء غارة جوية قتل فيها ما لا يقل عن ثلاثين شخصا، بينهم أطباء وممرضون.

 

وقالت المنظمة إن ضربة جوية مباشرة دمرت مستشفى القدس الذي كانت تدعمه في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بمدينة حلب السورية، وإنّ 14 على الأقل من الجرحى والفريق الطبي العامل في المستشفى قتلوا.

 

وأشارت المنظمة أيضا إلى أن المستشفى كان معروفا واستُهدف بشكل مباشر، مشيرة إلى أن هذا التدمير سيحرم السكان من العناية الطبية الأساسية.

 

وتتعرض مدينة حلب وريفها منذ أيام لموجة قصف جديدة من قبل الطيران الروسي وطيران نظام الأسد، رغم الهدنة السارية منذ 27 فبراير/شباط الماضي.

 

وقتل منذ الجمعة نحو مئة شخص، بينهم خمسة من عناصر الدفاع المدني لقوا حتفهم الثلاثاء في غارة جوية على مدينة الأتارب بريف حلب الغربي.

 

وأدانت الولايات المتحدة الغارة التي استهدفت مركزا للدفاع المدني في حلب وأدت لمقتل عدد من المسعفين، وأعرب المتحدث باسم الخارجية مارك تونر عن “صدمته” إزاء الغارات الجوية “المتكررة” على مسعفي الدفاع المدني.

 

وأشار المتحدث الأميركي إلى أن الغارات تجسد “المنحى البائس” في الأساليب التي يتبعها نظام الرئيس بشار الأسد، موضحا أنها تستهدف عمدا الطواقم الطبية بالمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

 

أطباء بلا حدود: قصف مباشر دمر مشفى بحلب  

أدانت منظمة “أطباء بلا حدود” تدمير مستشفى تدعمه في حي السكري في حلب أمس، جراء غارة جوية قتل فيها ما لا يقل عن ثلاثين شخصا، بينهم أطباء وممرضون.

 

وقالت المنظمة إن ضربة جوية مباشرة دمرت مستشفى القدس الذي كانت “أطباء بلا حدود” تدعمه بمنطقة نفوذ للمعارضة بحلب السورية، وإنّ 14 على الأقل من الجرحى والفريق الطبي العامل في المستشفى قتلوا.

 

وقالت “أطباء بلا حدود” أيضا إن المستشفى كان معروفا واستُهدف بشكل مباشر، مشيرة إلى أن هذا التدمير سيحرم السكان من العناية الطبية الأساسية.

 

ووفق آخر الإحصاءات التي أوردها الدفاع المدني في حلب، فقد ارتفع عدد القتلى إلى ثلاثين شخصا، في حين تتواصل عمليات الإنقاذ.

 

وأفاد مراسل الجزيرة بأن طبيب الأطفال الوحيد في مناطق المعارضة بحلب قتل في القصف، فضلا عن خمسة أشخاص من عائلة واحدة.

 

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن متطوعين انتشلوا صباح اليوم الخميس عشرة جثامين من تحت أنقاض مشفى القدس -الذي يستقبل الأمراض الداخلية والمزمنة- ومبنى سكني مجاور له في حي السكري.

 

وقال أحد المتطوعين “لم نتمكن من تحديد هوية الجثامين نظرا لاحتراق بعضها ووجود جثامين دون رأس أو تهشم وجهها”.

 

أما المسؤول بالدفاع المدني إبراهيم حاج إبراهيم فقال للأناضول إن طائرة حربية روسية استهدفت مستشفى القدس الميداني في حي السكري بحلب.

 

وأشار حاج إبراهيم إلى وجود نساء وأطفال بين القتلى، لافتا إلى وجود مخاوف من ارتفاع عدد القتلى.

 

وقد أسفر قصف الطيران السوري والروسي -الذي تتعرض له حلب منذ يوم الجمعة الماضي- عن مقتل أكثر من 130 شخصا من المدنيين وعشرات الجرحى، وذلك رغم الهدنة الهشة السارية منذ يوم الـ27 من فبراير/شباط الماضي بالمنطقة.

 

دي ميستورا: في كل 25 دقيقة يقتل مواطن سوري

المبعوث الأممي: يمكن لروسيا وأميركا الحفاظ على الهدنة

دبي – قناة العربية

أصدر المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وثيقة تقول إن أحدث جولة من محادثات سوريا حققت تقدما، لكن لا تزال هناك خلافات كبيرة بين الجانبين بشأن رؤية كل منهما للانتقال السياسي. وأكد دي مستورا في وثيقته المكونة من سبع صفحات والتي أصدرها في ختام جولة من المحادثات أن الجانبين يتشاركان الرأي بأن “الإدارة الانتقالية قد تشمل أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومستقلين وآخرين”.

وحاول المبعوث الدولي في تقريره إلى مجلس الأمن إعطاء أمل بالعملية السياسية المتعثرة، حيث أصبح اليوم ووفقا لدي ميستورا طرح الانتقال السياسي للنقاش أمرا ممكنا، وهو تقدم يجب البناء عليه.

ويملك دي ميستورا أملا لا يبدو مبررا لكثيرين بمن فيهم هو نفسه، بعد أن حذر من ما هو أسوء. حيث إن الهدنة السورية مهددة بانهيار تام، لاسيما في حلب وثلاثة مناطق أخرى.

ورغم أن دي ميستورا لم يعلن بشكل صريح عن عودة جديدة إلى جنيف، إلا أنه أكد أن جلسة أو اثنتين قد تعقد قبل يوليو القادم.

كما أصدر دي ميستورا وثيقة حول الجولة الأخيرة من المفاوضات أكد فيها على توافق على حكومة انتقالية تضم المعارضة والنظام ومستقلين، إلا أنه أكد أيضا أن الخلاف مازال كبيرا فيما يتعلق بالانتقال السياسي.

وقال دي ميستورا: “إن مواطنا سوريا يموت كل خمس وعشرين دقيقة بسبب القصف أو المعارك، وطالب روسيا والولايات المتحدة بإنعاش عاجل لوقف الأعمال القتالية”.

إلا أنها تطورات ميدانية لا تشير إلى إمكانية عودة قريبة لوفد المعارضة لطاولة المفاوضات مالم تنجح مساعي دي ميستورا لإحياء عاجل للهدنة، ناهية عن تدهور الأوضاع الإنسانية في المدن المحاصرة مثل داريا، حيث قالت الأمم المتحدة: “إن نظام الأسد رفض طلبات لا تحصى للسماح لها بإدخال مساعدات غذائية وطبية إلى المدينة المحاصرة”.6

 

سوريا.. الأمم المتحدة تطالب بإيصال مساعدات لـ35 منطقة

جنيف – رويترز

طالبت الأمم المتحدة، الخميس، بإيصال مساعدات عاجلة إلى 35 منطقة محاصرة في سوريا.

وقالت المنظمة الدولية إن الوضع في حلب “كارثي” بعد غارات دامية شنت الليلة الماضية على مستشفى، وحذرت من خطر توقف شريان المساعدات الذي يوصلها لملايين السوريين.

وقال يان إيغلاند، رئيس مجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة للصحافيين بعد اجتماع أسبوعي للقوى الكبرى والإقليمية الأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا “لا يمكنني التعبير عن مدى فداحة الوضع في الساعات أو الأيام المقبلة”.

وأضاف “تم إبلاغ أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا مباشرة اليوم بالتدهور الكارثي في حلب خلال اليوم أو اليومين الأخيرين، وكذلك في أجزاء من منطقة حمص”.

وطالب مسؤول الأمم المتحدة أيضا بالسماح بوصول المساعدات إلى 35 منطقة محاصرة، ويصعب الوصول إليها خلال مايو المقبل.

 

بعد غارات على مستشفى “القدس” في سوريا.. المرصد السوري لـCNN: قتل النظام 99 مدنيا خلال 6 أيام بحلب فقط

استهدفت غارات جوية، مساء الأربعاء، مستشفى “القدس” الميداني في حلب والمباني المحيطة بها في أحد المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة، ما تسبب في مقتل 27 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال وثلاثة أطباء، حسبما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس.

لندن، بريطانيا (CNN) — استهدفت غارات جوية، مساء الأربعاء، مستشفى “القدس” الميداني في حلب والمباني المحيطة بها في أحد المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة، ما تسبب في مقتل 27 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال وثلاثة أطباء، حسبما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس.

 

وقال المرصد لشبكة CNN، إنه خلال الستة أيام الأخيرة قُتل 148 مدنيا في حلب خلال الأيام الستة الأخيرة، 99 من القتلى لاقوا حتفهم في مناطق تقع تحت نفوذ المعارضة، 91 منهم إثر غارات للنظام السوري، وثمانية إثر القصف المدفعي التابع للنظام أيضا، في حين قُتل 49 شخصا إثر قصف من قبل المعارضة في مناطق تحت سيطرة النظام.

 

اقرأ.. “أطباء بلا حدود” توجه أصابع الاتهام إلى الأسد حول استهداف الغارات الجوية المنشآت الطبية في سوريا

 

وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، ستيفان دي ميستورا، قد شدد على وجوب الالتزام باتفاق “وقف الأعمال العدائية”، لأنه خلال اليومين الماضيين فقط “قُتل سوري كل 25 دقيقة، وأصيب آخر كل 13 دقيقة.”

 

أيضا.. بان كي مون: الهجمات الصاروخية على مستشفيات سوريا انتهاك صارخ للقوانين الدولية.. وفرنسا تراها “جرائم حرب”

 

وأعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” أن المستشفى الذي تعرض للقصف الجوي كان مدعوما منها، منددة “بالتدمير الذي تعرض له مستشفى القدس في حلب والذي سيؤدي لحرمان الكثيرين من الرعاية الطبية الأساسية.”

 

نواب أوروبيون يطالبون بإيصال المعونات للمدن السورية المحاصرة جواً

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 28 أبريل 2016

بروكسل – طالب نواب في البرلمان الأوروبي دول أوروبا بالعمل من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمدن السورية المحاصرة عن طريق إسقاطها من الطائرات فوق هذه المناطق.

 

وفي رسالة مفتوحة وجهها أعضاء من البرلمان الأوروبي من بريطانيا، ألمانيا، فرنسا وهولندا، إلى حكوماتهم المشاركة في التحالف الدولي ضد ما تنظيم (داعش)، حث البرلمانيون بلدانهم على التحرك على المسار الإنساني.

 

وأشار النواب في رسالتهم التي نشروها في صحيفة “الغارديان” البريطانية، وتناقلتها العديد من وسائل الاعلام الغربية، إلى أن الوقت قد حان للسماح بعمليات إسقاط عاجلة للمساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين جراء الصراع في سورية والذين يعانون من الجوع.

 

وأشار النواب في رسالتهم إلى أن الدول المشاركة في التحالف تمتلك القدرة على إنقاذ المدنيين في حال عجزت الأمم المتحدة عن ايصال المساعدات، “على حكوماتنا القيام بهذا العمل، إذ أن طائراتنا تستطيع معاينة كل شيء بسبب تواجدها فوق الأجواء السورية، وتمتلك القدرة والحضور لفعل ذلك”، وفق كلامهم.

 

هذا ولم تستطع الأمم المتحدة ايصال مساعداتها إلى مدينة دير الزور (شرق سورية)، التي يتواجد فيها 200 ألف مدني تحت قبضة تنظيم (داعش).

 

وكانت المساعدات قد بدأت تصل إلى بعض المناطق المحاصرة مثل دوما، داريا، حرستا وغيرها، بينما لا تزال العديد من المدن والبلدات السورية، التي يحاصر إما النظام أو تنظيم (داعش)، تعاني من أوضاع إنسانية صعبة.

 

وقد سجلت الأمم المتحدة حالات عديدة لأشخاص ماتوا من الجوع أو بسبب نقص العناية الصحية.

 

الائتلاف السوري المعارض يدعو لجدول زمني لرفع الحصار عن المناطق المحاصرة

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 27 أبريل 2016 افتتاح مؤتمر جنيف 2 حول سوريا

افتتاح مؤتمر جنيف 2 حول سوريا

طالب الائتلاف الوطني السوري المعارض  مجموعة الدعم الدولية (ISSG) بـ”وضع جدول زمني محدد لرفع الحصار بشكل كامل عن المناطق المحاصرة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وخطة مفصلة للإفراج عن المعتقلين”.

وفي لقاء للهيئة السياسية في الائتلاف الوطني مع ممثلي دول أصدقاء سورية، اليوم الأربعاء، لبحث العملية السياسية في جنيف واتفاق وقف الأعمال العدائية، دعا أعضاء الهيئة إلى “إضافة عنصر المحاسبة لمرتكبي الخروقات، وتحديد المسؤول عن عرقلة تقدم المسار السياسي”.

 

وحسب المكتب الإعلامي للإئتلاف “أبدى ممثلو أصدقاء الشعب السوري تفهمهم لقرار الهيئة العليا بتعليق مشاركتها في مفاوضات جنيف نتيجة استمرار نظام الأسد بارتكاب الخروقات ومنع وصول المساعدات ورفض إطلاق سراح المعتقلين، وارتفاع وتيرة المجازر أثناء جولات التفاوض”.

 

وتطرق الطرفان إلى “المنطقة الآمنة التي تحدثت عنها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أثناء زيارتها لمخيمات اللاجئين السوريين على الحدود التركية- السورية، برفقة رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، ووفد من الائتلاف الوطني والهيئة العليا للمفاوضات”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى