أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 3 أيلول 2015

10 قتلى على الأقل بانفجار سيارة مفخخة في اللاذقية

عمان – رويترز

قال التلفزيون الرسمي السوري إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات في انفجار سيارة مفخخة بمدينة اللاذقية اليوم (الأربعاء) في هجوم نادر على المدينة الساحلية معقل الرئيس بشار الأسد.

وذكر التلفزيون أن الانفجار وقع في ميدان رئيس بالمدينة.

وأظهرت لقطات فيديو نشرتها وسائل الإعلام الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي سيارات محترقة في منطقة تناثر فيها أيضاً حطام عشرات السيارات التي دمرت بفعل قوة الانفجار، وشوهد عمال الإنقاذ ومدنيون يعملون على إخماد النيران.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار الذي قالت وسائل إعلام رسمية إنه عمل نفذه «إرهابيون». ولم تشهد مدينة اللاذقية إلى حد بعيد أعمال عنف منذ بدء الصراع.

 

46 سعودية مع «داعش» في سورية و1375 متهماً بالانتماء إلى التنظيم

الرياض – عيسى الشاماني

< فيما أعلن تحالف جماعات سورية معارضة أول من أمس (الثلثاء) أن رجاله قتلوا ثلاثة مقاتلين أجانب من تنظيم «داعش» في ريف شمال حلب، قرب الحدود السورية مع تركيا، اثنان منهم سعوديان، والثالث تونسي، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي لـ«الحياة» أمس، أن عدد النساء السعوديات اللائي انضممن إلى التنظيم الإرهابي في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في سورية منذ عام 2011 يبلغ 46 سعودية، مبيناً أن بعضهن ذهبن برفقة أطفالهن.

ومنذ ظهور تنظيم «داعش» في السعودية، وتورطه في الهجوم الدامي الذي استهدف مسجداً في بلدة «الدالوة» في المنطقة الشرقية في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وتسبب في مقتل 8 أشخاص وإصابة 9 آخرين، أطاحت السلطات السعودية حتى يوم الإثنين الماضي بـ 1677 متهماً يشتبه بعلاقتهم بالتنظيم وبالأحداث الإرهابية داخل المملكة، بينهم 1375 سعودياً و302 مقيم أجنبي من 31 جنسية حول العالم. وأودت العمليات الإرهابية التي نفذها التنظيم منذ ظهوره داخل المملكة بحياة 58 شخصا، بينهم 20 رجل أمن، وعدد من المصابين من جنسيات مختلفة.

بدورها، كشفت مصادر أمنية مطلعة لـ«الحياة» عن إسهام الضربات الأمنية الاستباقية التي وجّهتها السلطات السعودية إلى تنظيم «داعش» منذ ظهوره في المملكة في إحباط مخططات إرهابية كبيرة، لاسيما المخططات ذات الطابع الطائفي التي اتضحت من خلال محاولة تفجير ستة مساجد في المنطقة الشرقية، إلى جانب نقل الصراع من الدول المضطربة إلى داخل المملكة.

وانضمت آخر النساء السعوديات إلى «داعش» في نهاية تموز (يوليو) 2015، برفقة عدد من النسوة وثلاثة من أبنائها إلى مواقع التنظيم في سورية، بعد أن قطعت وعداً بأنها ستشهد أول أيام شهر رمضان الماضي في «أرض الخلافة» – بحسب زعمها – إلا أنها بعد وصولها أعلنت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أنها ستنفذ عملية انتحارية قريباً.

وكانت المرأة السعودية البالغة من العمر 40 عاماً (تحتفظ «الحياة» باسمها) وهي من محافظة ساجر (270 كيلومتراً شمال غربي الرياض) هربت إلى «داعش» بعد أن ذهبت مع أسرتها إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة قبل أيام من حلول شهر رمضان الماضي، ثم اختفت لتعلن عبر رسالة نصية بعثتها إلى والدتها أنها وصلت إلى مواقع «داعش» في سورية.

وفي حين أن هناك الكثيرات من السعوديات الملتحقات بأزواجهن أو أولادهن «المقاتلين» منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، تظل قصصهن غامضة، بيد أن أخريات فضلن إعلان ذهابهن إلى سورية علناً. ومن بين هؤلاء النساء السعودية ندى معيض القحطاني، التي أثارت في أوائل عام 2013، جدلاً واسعاً بإعلانها «النفير» إلى أرض الشام للالتحاق بـ«داعش»، بعد لحاقها بزوجها المكنى «أبو محمد الأزدي» مؤلف كتاب «أحوال المعارضين لدولة المسلمين». وكان والدها موقوفاً في السعودية على ذمة قضايا أمنية، كما أن شقيقها عبدالهادي القحطاني مطلوب أمنياً.

 

عجز أوروبي… أمام مآسي المهاجرين

لندن – «الحياة»

كشفت المآسي المتفاقمة للمهاجرين الى اوروبا من الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وسواحل ليبيا، عجزاً فاضحاً في دول القارة العجوز عن التعامل مع التدفق البشري المتواصل، اذ اقتصرت التحركات الأوروبية على انقاذ مهاجرين او انتشال جثث الأقل حظاً منهم، ومحاولة حماية بعض دول الاتحاد من تدفق لاجئين بأعداد تفوق قدراتها على الاستيعاب، من خلال اغلاق معابر وإقامة مراكز ايواء موقتة على امل اعادة الوافدين من حيث اتوا. (للمزيد).

ومع تقطع السبل بمئات اللاجئين الذين تكدسوا في محطات قطارات في بودابست املاً بالوصول الى ألمانيا، تكشفت فصول مأساة جديدة امام سواحل تركيا حيث عثر على جثث 12 شخصاً يعتقد انهم سوريون، بعد غرق قاربين استقلوهما. وبين الضحايا خمسة أطفال وامرأة، فيما نجا 13 آخرين من غرق المركبين.

وأظهرت لقطات تلفزيونية جثة طفل يرتدي قميصا أحمر وسروالاً قصيراً أزرق على الأرض ووجهه في الرمال في بودروم أحد أشهر المنتجعات الساحلية في تركيا. وأنقذت سفن تركية ليل الثلثاء – الأربعاء حوالى مئة مهاجر آخرين كانوا يحاولون عبور بحر ايجه بقوارب وصولاً إلى شواطىء اليونان.

ولم يكن الوضع افضل في السواحل قبالة ليبيا حيث انتشلت البحرية الإيطالية أربع جثث من البحر الثلثاء وأنقذت من موت محتم، 781 مهاجراً معظمهم من نيجيريا وساحل العاج والسنغال.

وأدى تدفق المهاجرين الى انهيار نظام «شنغن» للتنقل الحر بين الدول الأوروبية، باعتراف وزير خارجية سلوفاكيا ميروسلاف لايتشاك الذي قال للصحافيين: «في الظروف العادية، من الصعب الحصول على تاشيرة شنغن، والآن يوجد عشرات الآلاف الذين يتجولون هنا من دون اي يتأكد احد من هوياتهم». وتساءل: «هل هناك وجود لشنغن؟».

وفي تيشخيا، اعلنت الشرطة انها ستتوقف عن اعتقال السوريين الذين طلبوا اللجوء في هنغاريا لكنهم يحاولون السفر الى ألمانيا، علماً ان قواعد الاتحاد الأوروبي تحتم على اللاجئين البقاء في أول دولة يصلون اليها من دول الاتحاد، لكن الآلاف سعوا للوصول الى دول غرب أوروبا الأغنى، خصوصاً ألمانيا.

وفي مواجهة «موجة قياسية من توافد المهاجرين في الساعات الأخيرة» طلبت منطقة بافاريا (جنوب شرقي ألمانيا)، «دعماً لوجستياً» من جيرانها.

ولبّت ايطاليا الطلب، مبدية استعدادها لاستقبال ما بين 300 و400 لاجئ للإفساح في المجال امام بافاريا لتعيد ترتيب امورها ومواجهة الوضع الطارئ.

وأفاد بيان لسلطات منطقة بولزانو الإيطالية بأنها ستوفر قاعات رياضية لإيواء اللاجئين، بدعم لوجستي من الدفاع المدني ومنظمات تطوعية، على ان تتحمل الدولة الإيطالية تكاليف هذا «التدخل الإنساني الكبير».

 

مفوضية الأمم المتحدة لـ”النهار”: يجب محاسبة تجّار البشر

المصدر: (“النهار”)

في آخر فصول مآسي اللاجئين السوريين الذين يهربون من الموت الى الموت، قضى 12 مهاجراً سورياً على الاقل أمس قبالة سواحل تركيا، بعد غرق قاربين متجهين من مدينة بودروم الساحلية في جنوب غرب البلاد الى جزيرة كوس اليونانية.

 

وأثارت صورة جثة طفل قذفتها الامواج الى الشاطئ ردود فعل قوية في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال مسؤول العلاقات الخارجية في المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين فراس كيال لـ”النهار” إن نحو 2,500 شخص لقوا حتفهم غرقاً هذه السنة لدى محاولتهم الوصول الى اوروبا مستخدمين قوارب لعبور البحر الابيض المتوسط في مقابل 3,500 شخص قضوا في المتوسط العام الماضي.

ودعا الى محاسبة تجار البشر “العديمي الأخلاق والذين يتاجرون بأرواح الأبرياء”، لافتا الى أن “هؤلاء المهربين لا ينشطون فقط في البحر الابيض المتوسط وانما ايضاً عبر الحدود داخل الدول الاوروبية”، في اشارة الى الحادث المأسوي الذي راح ضحيته أخيراً 71 شخصاً قضوا اختناقا في شاحنة براد لدى تهريبهم عبر النمسا.

وتدفق مئات المهاجرين ليل الثلثاء على خط السكك الحديد الذي يربط باريس ولندن قرب ميناء كاليه الفرنسي فتقطعت السبل بمئات الركاب وسط الظلام في قطارات شركة “يوروستار”.

وخارج محطة للقطارات في بودابست اعتصم حشد غاضب مطالبا بركوب القطارات المتجهة الى المانيا مع تداعي نظام اللجوء في أوروبا تحت ضغط توافد اعداد كبيرة من المهاجرين.

وأعلنت ايطاليا عن اجراءات جديدة لتشديد الرقابة على حدودها الشمالية استجابة لطلب من المانيا.

وفي المجر وهي محطة الوصول الرئيسية لمن يعبرون منطقة البلقان براً، قال ناطق باسم الحكومة ان بلاده ستطبق قواعد الاتحاد الاوروبي التي تحظر سفر من لا يملكون وثائق سليمة.

 

موسكو لا تتوقع نجاحاً “في الأشهر المقبلة” للمساعي الجارية لحلّ الأزمة السورية

المصدر: العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

استبعد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين، الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الأمن لشهر أيلول الجاري تحقيق “أي نجاح” في المفاوضات الجارية لتسوية الأزمة في سوريا “خلال الأشهر المقبلة”، معبراً عن “هواجس” لدى موسكو في شأن المرجعيات التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون لتشكيل آلية تحقيق مشتركة بين المنظمة الدولية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحديد المسؤولين عن استخدام غاز الكلور وغيره من المواد الكيميائية السامة سلاحاً في سياق الحرب السورية.

 

ورداً على سؤال عن تأخر رد مجلس الأمن على اقتراحات الأمين العام للأمم المتحدة في شأن المرجعيات الخاصة بتشكيل آلية التحقيق المشتركة، رأى تشوركين في مؤتمر صحافي أن “الأهم أن نعلم بالضبط ما الذي سيحدث، وأن تعمل تلك الآلية بأكبر فاعلية ممكنة”، داعياً الى “تلافي أي سوء فهم” في تطبيق القرار 2235 الذي أجاز تشكيل هذه المهمة. وأكد أنه “واقعياً، لا أتوقع أي نجاح … خلال الأشهر المقبلة” في المفاوضات الجارية لتسوية الأزمة.

وسئل عن التعاون بين موسكو وواشنطن، فأجاب أن الوفدين الروسي والأميركي في الأمم المتحدة “عملا بشكل جيد للغاية وباحتراف وعن كثب من أجل إصدار القرار 2235” المتعلق بتشكيل آلية تحقيق مشتركة. بيد أنه أضاف أن “لدينا طريقاً طويلاً طويلاً” لانجاز ذلك، كاشفاً أن روسيا “كانت ستستخدم حتماً حق النقض، الفيتو، لو جرى التصويت على المشروع الأصلي الذي اقترحته الولايات المتحدة”. ولفت الى المشاورات “المكثفة” الجارية حالياً بين المسؤولين الأميركيين والروس في محاولة لايجاد مخرج للأزمة السورية والجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا لتشكيل أربع مجموعات عمل بين الأطراف السوريين.

وتحدث عن مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكيل جبهة موحدة لمحاربة المنظمات الإرهابية مثل “الدولة الإسلامية – داعش”، مع تعزيز التوصل إلى تسويات سياسية للصراعات في المنطقة، آملاً في “دفع هذا الهدف قدماً”. وتوقع أن يعتمد مجلس الأمن بياناً رئاسياً عن تسوية الصراعات في المنطقة ومحاربة تهديد الإرهاب. وانتقد عدم تعاون الدول الغربية مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في مكافحة الإرهاب، على غرار التعاون من أجل تفكيك ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية.

 

الوضع الميداني

ميدانياً، أفادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” أن عشرة اشخاص قتلوا في انفجار سيارة مفخخة في مدينة اللاذقية، في هجوم نادر في هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام في غرب سوريا. ووصف الانفجار بانه “الاضخم في المدينة منذ بداية النزاع السوري”.

وفي دمشق وضواحيها، قتل خمسة اشخاص وجرح آخرون اثر سقوط قذائف مصدرها مواقع مقاتلي المعارضة، بينما تسبب قصف جوي وصاروخي من قوات النظام بمقتل 14 شخصا في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في ريف العاصمة.

وقال مسؤولون أميركيون إن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “سي آي إي” وقوات العمليات الخاصة الأميركية بدأت عملية جديدة لملاحقة العناصر الإرهابية المشتبه فيها في سوريا، في إطار برنامج منفصل عن الحملة العسكرية الأميركية الواسعة التي تشن على عناصر تنظيم “داعش”. وأضافوا أن “السي آي إي” وقيادة العمليات الخاصة المشتركة الأميركية تستخدمان طائرات من دون طيار للتحليق فوق سوريا لشن غارات جوية استهدفت اخيراً عددا من كبار قادة التنظيم المتطرف.

من جهة اخرى، اعلنت “الجبهة الشامية” المعارضة المدعومة من الغرب انها قتلت ثلاثة مقاتلين أجانب – هم سعوديان وتونسي – أعضاء في “داعش” في عملية سرية هي الاولى من نوعها في منطقة خاضعة لسيطرة التنظيم.

بينما أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة تشكيل غرفة عمليات موحدة في حي القدم جنوب دمشق للعمل على وقف تقدم “داعش” المتطرف في ذلك الحي.

وفي موسكو، صرح الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف :”إن مزاعم وسائل الإعلام عن تورط الطائرات والمروحيات الروسية في قصف مواقع تنظيم داعش في سوريا لا يمكن الوثوق بها”. وشدد على أنه يجب عدم تصديق مثل هذه المزاعم والتقارير الصادرة عن بعض وسائل الإعلام.

 

3 آلاف لاجئ سوري إلى أوروبا يومياً و2500 قضوا غرقاً هذه السنة مفوضية الأمم المتحدة لـ”النهار”: استراتيجية أوروبية موحّدة

موناليزا فريحة

صورة تلو الاخرى تسجل معاناة السوريين الهاربين من الموت الى الموت، ولعل من أكثرها إيلاما مشهد ذلك الطفل الهامد على وجهه على أحد شواطئ تركيا، وهو واحد من 12 شخصا قضوا بعد غرق قاربين أبحرا من جنوب تركيا في طريقهما الى جزيرة كوس اليونانية.

مأساة الطفل السوري ليست إلا تجسيدا لخيبة آلاف وآلاف من السوريين الآخرين الذين يقضون غرقا او اختناقا او ينتهون في سجون دول تعاملهم كأنهم غزاة يحاولون اجتياح أراضيها. مأساة هؤلاء لا تقلل حجم نكبة آخرين يعيشون من قلة الموت في مخيمات دول الجوار، إلا أن تفاقمها في الآونة الاخيرة أبرز فشلا جديدا للمجتمع الدولي في التعامل مع أسوأ مأساة انسانية يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

الطفل السوري بقميصه الاحمر وسرواله الازرق يبدو كأنه نائم على شاطئ رملي في بودروم بتركيا. لكن الواقع غير ذلك. فالطفل لفظ أنفاسه بعدما غرق مع ثمانية آخرين كانوا مع 14 شخصا في قاربين انطلقا من منطقة أكبارلار في شبه جزيرة بودروم التركية. وبين القتلى خمسة أطفال وامرأة، فيما أنقذ سبعة اشخاص ووصل اثنان الى الشاطئ وهما يرتديان سترتي نجاة ولا يزال شخصان مفقودين.

وقد تزايدت كثيرا في الآونة الاخيرة حركة الانتقال من تركيا الى اليونان بحرا. ورصدت وكالات الاغاثة انتقال 2000 شخص يوميا في آب الماضي الى الجزر الشرقية لليونان في قوارب مطاط. والثلثاء، أعلنت الحكومة التركية انقاذ خفر السواحل أكثر من 42 ألف مهاجر في بحر إيجه منذ مطلع 2015 وأكثر من 2160 الاسبوع الماضي وحده.

الواضح أن اللاجئين، وغالبيتهم سوريون، الذين يدفع كل منهم الف دولار على الاقل للمهربين بدل هذه الرحلة الخطرة، يستفيدون من هدوء البحر خلال الصيف. ومع ذلك، ثمة رحلات كثيرة تغرق بعد أن تمتلئ القوارب المطاط بركاب يفوق عددهم قدرتها على الاستيعاب.

 

المفوضية السامية

وصرح مسؤول العلاقات الخارجية في المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين فراس كيال لـ”النهار” بأن نحو 2500 شخص لقوا حتفهم غرقاً هذه السنة لدى محاولتهم الوصول الى أوروبا مستخدمين قوارب لعبور البحر الابيض المتوسط في مقابل 3,500 شخص قضوا في المتوسط العام الماضي.

وتشير ارقام المفوضية الى تزايد اعداد اللاجئين السوريين الذين وصلوا الى اوروبا هذه السنة عنها في 2014، ذلك ان اكثر من 3 آلاف شخص، غالبيتهم من اللاجئين السوريين وطالبي اللجوء من جنسيات أخرى اضافة الى المهاجرين، وصلوا الى اوروبا في الاشهر الثمانية الاولى من 2015، بينهم 200 الف حطوا رحالهم في اليونان بعد رحلة شاقة في مقابل 110 آلاف وصلوا الى السواحل الايطالية.

وفي غياب افق الحلول السياسية للأزمات التي تعصف بسوريا، أفاد كيال أن المفوضية تتوقع استمرار وصول اللاجئين خلال الفترة المقبلة بمعدل ثلاثة آلاف شخص يوميا تقريبا”.

ومع تزايد موجة اللجوء وتفاقم المأساة الانسانية الناجمة عنها، ما هي الخطوات التي تتخذها المفوضية في هذا المجال؟ أجاب كيال: “نحن على تواصل مستمر مع حكومات الدول الاوروبية من اجل اتخاذ التدابير اللازمة ومراجعة السياسات الاوروبية للجوء بما يسمح بمعاملة افضل للاجئين وفتح الحدود امامهم ليحصلوا على الحماية التي جاؤوا من اجلها.

اما تجار البشر “العديمو الاخلاق والذين يتاجرون بأرواح الابرياء “فيجب في رأيه محاسبتهم “وهؤلاء المهربون لا ينشطون فقط في البحر الابيض المتوسط وانما ايضا عبر الحدود داخل الدول الاوروبية”، في اشارة الى الحادث المأسوي الذي راح ضحيته اخيرا 71 شخصا قضوا اختناقا في شاحنة لدى تهريبهم عبر النمسا.

وتنسق المفوضية على نحو مستمر مع دول الاتحاد الأوروبي المعنية مباشرة بالأزمة، اضافة الى المفوضية الأوروبية. وفي هذا الشأن، استرعى الانتباه موقف المانيا التي اوقفت اعادة طالبي اللجوء من السوريين الى الدول التي دخلوا منها اراضي الاتحاد الأوروبي، معلقة عمليا تطبيق اتفاق دبلن الذي ينص على اعادتهم.

 

ألمانيا وأسوج

ولفت كيال الى الموقف “المميز والانساني” للحكومة الالمانية والمستشارة انغيلا ميركل خصوصا التي دعت الى معاملة اللاجئين في اوروبا معاملة حسنة والافساح في المجال للاجئين للبقاء قانونياً على ارضها، مضيفا ان اسوج أبدت تعاونا ممتازا لاستيعاب عدد غير محدد من اللاجئين، متمنيا على الدول الاوروبية الاخرى ان تحذو حذوهما في القريب العاجل اذ “لا بد في هذا الخصوص من استراتيجية اوروبية واضحة للتعامل مع هذه الأزمة تخلص الى استيعاب عادل للاجئين في عموم الدول الاوروبية بدل سياسات فردية لكل دولة على حدة”.

شأن كل النزاعات التي تتسبب بموجات هجرة وتدفع الناس الى المجازفة بحياتهم هربا من الحروب، يبقى الحل النهائي لهذه الأزمة حلا سياسيا شاملا. ولكن الى حين تحقيق ذلك، شدد كيال على ان ثمة اجراءات عملية ينبغي اتخاذها سريعا، منها انشاء مراكز استقبال على حدود أوروبا الجنوبية تقدم فيها المساعدات الطارئة للاجئين وطالبي اللجوء مع مراعاة الحالات الخاصة للنساء والاطفال والعجزة. “هؤلاء بشر في نهاية المطاف ولا بد من أن يعاملوا بطريقة انسانية ومنظمة بدل أن يتركوا فريسة لعصابات التهريب وتجار البشر”.

الى ذلك، رأى وجوب درس اوضاعهم وفقاً للمعايير الدولية و”من تنطبق عليهم معايير اللجوء، كالسوريين الهاربين من الحرب مثلاً، يجب توزيعهم داخل الدول الاوروبية وفقاً لنظام عادل وفعال كي لا تضطر دولة أو اثنتان في أوروبا الى استقبال غالبية هؤلاء اللاجئين بينما دول أخرى أوروبية لا تستقبل إلا عدداً ضئيلاً منهم”.

 

دول الجوار

والأزمة في أوروبا خطفت الاضواء أخيراً، لكن الازمة في الدول المجاورة لسوريا الى تفاقم بدورها. وأقر كيال بأن اعداد اللاجئين الذين هم في حاجة الى مساعدة يزداد بشكل مطرد. ففي لبنان كل شخص من أصل أربعة هو لاجئ سوري. هذه الزيادة تأتي في ظل عجز كبير في قيمة التمويل المتوافر لدى المنظمات الدولية العاملة على اغاثة اللاجئين السوريين.

وأوضح أن ما وصل حتى الآن هو 37 في المئة فقط من المبلغ الذي طالبت به هذه المنظمات من خلال النداء الذي وجهته في كانون الأول الماضي. وهذا يعني ان ما يقارب 60 في المئة من برامج الاغاثة التي كانت هذه المنظمات تنوي تنفيذها في الدول المجاورة معلقة نتيجة نقص التمويل. لذلك، ناشد كل الدول المانحة تقاسم الاعباء من طريق التمويل مع دول الجوار التي تستضيف بكرم أكثر من أربعة ملايين لاجئ سوري منذ أكثر من أربع سنوات.

 

ايلان وغالب كانا يحلمان بـ… كندا

جثة ايلان كردي بقميصه الاحمر هزت العالم.ابن الثلاث سنوات االذي قذفته الامواج مع شقيه غالب (5 سنوات) وأمه، وجد على رمال شاطئ بودروم على بحر ايجه في #تركيا.

كان ايلان مع 23 مهاجرا آخرين قالت الشرطة التركية إنه ابحروا على متن قاربين صغيرين من شبه جزيرة بوردون في محاولة يائسة للوصول على جزيرة كوس اليونانية، حيث وصل الاف اللاجئين في الاسابيع الاخيرة. ومنها كان عائلة ايلان وغالب تحاول الوصول بطريقتها الى كندا بعدما حاولت عبثا الدخول اليها بطرق شرعية.

وكالات الانباء التركية قالت إن الطفل بالقميص الاحمر اسمه ايلان كردي وهو الثالثة من العمر وقد غرق مع شقيقه غالب (5 سنوات) ووالدته ريهان، فيما نجا والده عبدالله.

تيما، شقيقة عبدالله وهي مصففة شعر في فانكوفر غادرت الى كندا قبل أكثر من عشرين سنة قالت لموقع “أوتاوا سيتيزن” :”وصلني الخبر الساعة الخامسة فجرا”.اتصلت بها غصن كردي،زوجة شقيقها الاخر محمد لتبلغ اليها إنها تلقت اتصالا من عبدالله وكل ما قاله إن زوجته وابنيه ماتا . وروت أن عبدالله وريهان وولديهما قدما طلبا للجوء وفقا لبرنامج”جي 5″ رفضته وزارةالجنسية والهجرة في حزيران الملضي، نظرا الى التعقيدات الخاصة بطلبات اللجوء في تركيا.

وكانت العائلة تواجه مشكلتين، على غرار الاف #اللاجئين_السوريين الاكراد في تركيا، ذلك أن الامم المتحدة لا تسجلهم كلاجئين، والحكومة التركية لا تعطيهم تأِشيرات للخروج. وأضافت: “كنت أحاول كفالتهم، وأصدقائي وجيراني ساعدوني بكفالات مصرفية، لكننا لم نستطع اخراجهم، ولهذا ذهبوا في قوارب.كنت أدفع لهم بدل الايجار في تركيا، ولكن الطريقة التي يعاملون بها اللاجئين السوريين مرعبة”.

فين دونيللي، النائب عن منطقة بوت مودي-كوكيتلام قال إنه سلم بيده ملف عائلة كردي الى وزير الجنسية و #الهجرة كريس الكسندر في وقت سابق هذه السنة، وأكد أن الكسندر وعده بدراسته لكن الطلب رفض في حزيران.ووصف خبر غرق العائلة بأنها اليمة، مقرا بأن “اليأس من الانتظار وعدم التحرك كان رهيبا”.

 

«داعش» و«سيناء الشام»: هل يقرّب الخطر بين سوريا ومصر؟

يعبِّر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» عن رؤيته الإستراتيجية بوضوح لافت، ويسمي الأشياء بمسمياتها من دون لفٍّ ولا دوران.

وبينما يوحّد «داعش» جهوده، ويحشد قواه لتنفيذ هذه الإستراتيجية، فإن السمة الغالبة على الدول التي تحاربه هي التشرذم وفتح مسارات مختلفة للمواجهة معه، في ظل استهتار من بعض هذه الدول بالخطر الذي يشكله التنظيم وتوهمها إمكانية توظيفه واستثماره لتنفيذ أجندات داخلية وخارجية.

فبعد «كسر الحدود» التي سعى التنظيم من خلالها إلى الربط بين مناطق سيطرته في كلٍّ من العراق وسوريا، ممهداً بذلك لتأسيس «دولة الخلافة» التي أعلنها أواخر حزيران من العام الماضي، ها هو يصرّح بما لا يدع مجالاً للشك أن تمدده إلى سيناء لم يكن عبثياً أو وليد الصدفة، بل جاء في سياق مشابه لعملية «كسر الحدود». فهو يعتبر أن سيناء تشكل جزءاً لا يتجزأ من بلاد الشام التاريخية، التي لا يخفي طموحه في أن تكون السيطرة عليها بمثابة المرحلة الأولى من إستراتيجيته الطويلة الأمد.

وكان من اللافت أن المكتب الإعلامي في «ولاية سيناء» التابع لتنظيم «الدولة الإسلامية» قد استخدم مصطلح «سيناء الشام» أكثر من مرة في الإصدار الذي نشره أمس بعنوان «حصاد الأجناد»، وهو ما جعل الرسالة مزدوجة. فمن جهة، إن الربط بين سيناء والشام يحيل إلى أطماعه في السيطرة على بلاد الشام التاريخية، ومن جهة ثانية، فإن عنوان «حصاد الأجناد» يذكر بالخطة التي أطلقها التنظيم في رمضان العام 2013، وكانت نتيجتها السيطرة على مساحات شاسعة في كل من العراق وسوريا. وبالتالي فإن مصطلح «سيناء الشام» لم يكن مجرد مصطلح عابر في إصدار آخر من إصدارات التنظيم المتقنة على الصعيد الفني والتقني، بل هو تعبير واضح عن حقيقة الإستراتيجية التي يتّبعها.

وتاريخياً تضم بلاد الشام كلاً من «سوريا (بما فيها المدن الواقعة تحت حكم تركيا) ولبنان والأردن وفلسطين والعراق وأجزاء من السعودية (الجوف ومناطق حدودية شمالية) وسيناء». والملاحظ أن نشاط «الدولة الإسلامية» يتركز في بعض هذه الدول مثل العراق وسوريا، بينما يتصاعد في دول أخرى مثل مصر «سيناء» والسعودية. ويعزز من ذلك أن قيادات التنظيم، وعلى رأسها أبو بكر البغدادي وأبو محمد العدناني، خصّا الرياض وسيناء بفقرات من خطب سابقة لهما حضّا فيها على «النفير» إلى هذه الدول وزيادة وتيرة الاستهدافات فيها.

وبناءً على ذلك، ليس من الصعب الاستنتاج أن خطر «داعش» لا يقتصر على دولة من دون أخرى، بل يشمل المنطقة برمّتها، من نهر الفرات شرقاً إلى البحر الأبيض المتوسط غرباً إلى الحدود التركية شمالاً وأرض الحجاز التاريخية جنوباً.

غير أن هذا الخطر الداهم والمحدق الذي باتت تتحسّب له معظم دول العالم، وتخشى من وصول ارتداداته إلى دولها، لم يكن كافياً على ما يبدو لدفع دول المنطقة إلى التنسيق في ما بينها، وتوحيد جهودها لمواجهته. بل على العكس هناك العديد من المؤشرات التي تدل على أن بعض هذه الدول ما تزال تقدم الدعم المباشر، وغير المباشر، إلى «الدولة الإسلامية» وغيره من التنظيمات التكفيرية الأخرى، لاعتقادها أن ذلك يخدم أجنداتها السياسية في إطار الصراع بين المحاور الذي تشهده المنطقة. أما الدول التي لا تدعم التنظيم، فإنها لا تحاول تقديم أي مساعدة لجيوش الدول التي تخوض مواجهات كبرى ضده، وخصوصاً في سوريا والعراق، متناسية أن الخطر في وقت من الأوقات، لن يستثنيها. هذا عدا السياسة الأميركية المريبة التي تحاول إدارة اللعبة بأسلوب يتيح إطالة مدتها لغايات تخدم مصالحها.

والسؤال: هل ستستمر بعض الدول في التعاطي مع تنظيم «داعش» على أنه مجرد تهديد داخلي يمكن مواجهته، والسيطرة عليه بجهد من جيشها وأجهزتها الأمنية، أم ستصل إلى القناعة التي لا بد منها وهي أن المواجهة ينبغي أن تكون على مستوى الخطر. وبما أن الخطر جماعي ينبغي أن تكون المواجهة جماعية، وإلا فلن يكتب لها النجاح؟

وهذا يقود إلى تساؤل مشروع، وهو هل ستقرأ السلطات المصرية ما بين أسطر وأحرف رسالة «سيناء الشام» بدقة وتمعّن، وتتعامل معها كما يجب من خلال رفع مستوى التنسيق الأمني والاستخباراتي، وحتى الديبلوماسي، مع السلطات السورية، أم سيبقى هذا التنسيق خاضعاً لشروط اللعبة الأميركية كما هي الحال بين الجيشين السوري والعراقي؟

وبالإضافة إلى هذه الرسالة المزدوجة، اشتمل الإصدار السابق على رسائل أخرى لا تقل عنها أهمية، خاصة أنها تأتي في سياق تدعيم طموح التنظيم في السيطرة على سيناء. ويمكن استشفاف هذه الرسائل من بعض المقاطع التي احتواها الإصدار. ومن هذه الرسائل نوعية الأسلحة التي ظهرت في بعض العمليات، والتي يريد «داعش» من خلالها الإشارة إلى القفزة النوعية التي حدثت على صعيد تسليح فرعه في سيناء، وبالتالي الإمكانات الجديدة التي بات يمتلكها. وعلى رأس هذه الأسلحة صواريخ «كورنيت» المضادة للدروع، وهي المرة الأولى التي يقر فيها التنظيم بامتلاكه هذه الصواريخ في مصر.

وما أثار الانتباه أن التنظيم استخدم هذه الصواريخ في استهداف فرقاطة بحرية مؤخرا، وفي تدمير العديد من دبابات «أم 60» ومدرعات «أم 113». والرسالة الثانية، إثبات أن «ولاية سيناء» تسيطر سيطرة فعلية على بعض مناطق الشيخ زويد ورفح، وبالتالي لا يقتصر نشاطها على تنفيذ عمليات سريعة ثم الانكفاء إلى مخابئ سرية. وهو ما ظهر من خلال سهولة حركة المسلحين، واجتياز أرتالهم، التي هاجمت كمائن الجيش في رمضان الماضي، مسافات طويلة من دون أن يتعرض لها أحد، وكذلك من خلال قدرة عناصرها على قطع خطوط إمداد الجيش المصري. والرسالة الثالثة، تتمثل في وجود حاضنة شعبية للتنظيم، وهو ما حاول الإصدار التركيز عليه من خلال عرض مشاهد لأحد أرتاله العسكرية وهو يعبر الشارع وسط ترحيب من بعض الأهالي.

والرسالة الأخيرة، وهي موجهة إلى التيارات الإسلامية، مفادها أن التنظيم لن يتدرج في التعامل معها كما فعل في سوريا، بل هو مصر على التمايز عنها، وإعلان موقفه منها بغض النظر عن تداعيات ذلك. لذلك كرر مرة جديدة حكمه على جماعة «الإخوان المسلمين» و «السلفيين» بأنهم مرتدون لقبولهم بالديموقراطية «الكفرية» ودخولهم في برلمان الطاغوت.

إلا أن التنظيم ما زال يتحاشى لحد الآن الإشارة إلى بعض التنظيمات «الجهادية» التي ظهرت في الساحة المصرية مثل «المرابطون» بقيادة هشام العشماوي و «أجناد مصر» بقيادة عز الدين المصري، رغم أن الأول لم يخف تأثره بمنهج تنظيم «القاعدة».

 

كيري: دول في المنطقة قد ترسل قوات إلى سوريا

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، انه «مقتنع» بأن دولا في الشرق الأوسط سترسل «في الوقت المناسب» قوات برية إلى سوريا لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش»، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيناقش في الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية أيلول الحالي.

والتقى كيري نظيره السعودي عادل الجبير، وذلك عشية الزيارة التي يبدأها الملك السعودي سلمان إلى واشنطن، وتستمر ثلاثة أيام. ويلتقي الملك غداً الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وقال كيري، لشبكة «سي ان ان» ردا على سؤال عن إمكانية قيام دول مجاورة لسوريا بإرسال قوات برية إلى هذا البلد، «أنت محق: يجب أن يكون هناك أناس على الأرض. أنا مقتنع بأنهم سيكونون هناك عندما يحين الوقت المناسب».

وأضاف كيري، رداً على استيضاح بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لان ترسل بدورها قوات برية إلى سوريا، «كلا، الرئيس (باراك أوباما) قال بمنتهى الوضوح إن القوات الأميركية لن تكون جزءا من المعادلة. وأنا لا اعتقد أن هناك أدنى مشروع لتغيير هذا الأمر، ولكني اعلم أن آخرين يتباحثون في هذا الأمر. هناك أناس في المنطقة قادرون على فعل ذلك»، كما أن «المعارضين السوريين للنظام هم أيضا قادرون على ذلك».

وأكد كيري أن «داعش» هو «تنظيم خطر جداً، وعلينا أن نزيد الضغوط عليه». وقال «نحن نتباحث في سبل محددة جداً للقيام بذلك مع دول أخرى في المنطقة»، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيكون «موضوع نقاش» خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية أيلول.

(ا ف ب، رويترز)

 

مئات المهاجرين يدخلون محطة القطارات الرئيسية في بودابست

المجر تقر بـ”رهاب اللاجئين”: أوروبا المسيحية في خطر!

اعتبر رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان أن تدفق اللاجئين على أوروبا “يهدد بتقويض جذورها المسيحية”، في وقت دخل المئات من اللاجئين الساعين للتوجه إلى أوروبا الغربية، اليوم الخميس، محطة القطارات الرئيسية في بودابست فور إعادة فتحها من قبل الشرطة، وسط استمرار تعليق مغادرة القطارات.

وقال أوربان، في مقال نشرته صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ”، إن تدفق اللاجئين “يهدد الجذور المسيحية لأوروبا”، داعياً الحكومات الأوروبية إلى ” ضبط حدودها قبل أن تقرر عدد طالبي اللجوء الذين يمكنها استقبالهم”.

وأضاف رئيس الوزراء المجري أن شعب أوروبا “يختلف في الرأي مع معظم حكوماته بشأن أزمة اللاجئين”، لافتاً إلى أن “الناس تريد منا

السيطرة على الموقف وحماية حدودنا”. وقال “لا يمكن طرح أسئلة بشأن عدد الأشخاص الذين يمكننا استقبالهم إلا عندما نحمي حدودنا.”

وفي السياق، أعيد فتح المدخل الرئيسي، اليوم، في بودابست حيث تدفق عدد كبير من اللاجئين من أصل الفين عالقين منذ الثلاثاء في العاصمة المجرية، على قطار متوقف.

وفي ظل غياب الشرطة تدافع اللاجئون لمحاولة الصعود على متن قطار، إلا أن إعلاناً عبر مكبرات الصوت أفاد بأن أي قطار دولي لن يغادر محطة كيليتي “لفترة غير محددة”.

وأعلنت مصلحة السكك الحديد المجرية في بيان “من اجل سلامة النقل عبر السكك الحديد، قررت الشركة ان الخطوط المباشرة بين بودابست واوروبا الغربية لن تكون قيد الخدمة حتى اشعار اخر”.

وأصبحت المجر نقطة انطلاق للاجئين، وقد وصل البلاد 50 ألفاً خلال شهر اب فقط، على امل مواصلة رحلتهم الى المانيا ودول اخرى في اوروبا الغربية.

والإثنين سمحت السلطات لالاف اللاجئين بالصعود إلى قطارات متجهة إلى النمسا وألمانيا، لكن في اليوم التالي منع اللاجئون الذين لا يحملون تأشيرات دخول من الرحيل.

وبقي حوالي ألفي رجل وامرأة وطفل عالقين في المحطة، او في مخيم للاجئين أقامه الاف الأشخاص بشكل عشوائي.

وفي هذا الإطار،

(أ ف ب، رويترز)

 

35 قتيلاً وجريحاً بانفجار في اللاذقية

الغوطة: زهران علوش يصفي خصومه

طارق العبد

بعد أكثر من ستة أشهر على حربه مع «جيش الأمة» قرر زعيم «جيش الإسلام» تصفية خصمه اللدود أبو علي خبية وعدد من رفاقه، في خطوة تحمل الكثير من الجدل لجهة فرض نفوذه مجدداً مقابل استياء عارم من المدنيين في الغوطة الشرقية التي لا تزال تعاني من الحصار.

في هذا الوقت، قتل 10 أشخاص، وأصيب 25، في انفجار سيارة في مدينة اللاذقية، فيما قتل ستة أشخاص، وأصيب 60، في سقوط قذائف على دمشق.

وأعدم مسلحو «جيش الإسلام»، أمس، القيادي في «جيش الأمة» أبو علي خبية، بالإضافة إلى أربعة عناصر، رمياً بالرصاص وسط دوما، قبل صلبه وعرض جثته في شوارع المدينة. وقال معارضون إن التهم تنوعت بين «الإفساد في الأرض» أو التعامل مع «جيش الوفاء» الرديف للقوات السورية، والذي يضم متطوعين خارجين من الغوطة.

وكان «جيش الإسلام» أطلق في كانون الثاني الماضي حرباً ضد «جيش الأمة»، تنصلت منها الفصائل المنضوية في «القيادة الموحدة والقضاء الموحد»، انتهت بالقبض على العديد من قيادات الفصيل الذي رفض الانضمام إلى «أجناد الشام» و «فيلق الرحمن» تحت راية زهران علوش، الذي كان وصف خبية بأنه «كركوز الثورة»، معتبراً انه شخص إعلامي يجيد التصوير وسرقة أعمال الآخرين وصولاً لاتهام «جيش الأمة» بأنه على علاقة بتنظيم «داعش».

وتأتي خطوة علوش بعد فترة طويلة لم يقم خلالها «جيش الإسلام» بأي تحرك في الغوطة، مركزاً عمله في شمال البلاد، حين سعى للتأكيد على مشاركاته في «جيش الفتح» بعمليات ريف إدلب أو جنوباً في القنيطرة.

وفي دمشق، قتل ستة أشخاص، وأصيب العشرات، جراء سقوط عشرات قذائف الهاون وصواريخ «الكاتيوشا» على العاصمة. وقتل أربعة أشخاص، وأصيب 45، في حي جرمانا، كما قتل اثنان، وأصيب 15، في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية على طريق مطار دمشق الدولي، فيما تساقطت قذائف عدة على حي القصاع وشارع بغداد وساحة المحافظة. وكان لافتاً ان غالبية القذائف تساقطت ابتداء من الساعة الثانية ظهراً، وهو موعد انتهاء الدوام الرسمي في دوائر الدولة والفترة التي تكتظ فيها شوارع العاصمة.

أما في اللاذقية، فقد قتل عشرة أشخاص، وأصيب 25، في انفجار سيارة في دوار الحمام على مدخل المدينة الساحلية. ونقلت وكالة الأنباء السورية ـ «سانا» عن مصدر في محافظة اللاذقية قوله إن «إرهابيين فجروا سيارة محملة بكمية كبيرة من المواد المتفجرة في ساحة الحمام على أطراف مدينة اللاذقية، ما أدى إلى استشهاد عشرة وإصابة 25 بجروح متفاوتة». وأوضح ان السيارة «كانت مركونة أمام مدرسة الشهيد عماد علي في ساحة الحمام على أطراف المدينة».

 

فالس: صورة جثة الطفل السوري على شاطىء تركي تعكس الحاجة الطارئة الى التحرك

باريس – (أ ف ب) – اكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ان الصورة التي اثارت مشاعر العالم لجثة طفل سوري في الثالثة توفي بعد غرق زورق مهاجرين متجه الى اليونان ووجدت على شاطىء تركي، تعكس “الحاجة الطارئة للتحرك”.

 

وغرد فالس “اسمه ايلان كردي. التحرك حاجة طارئة. الحاجة طارئة الى تعبئة اوروبية” ونشر صورا لشرطي تركي ينقل جثة الطفل.

 

ونشرت الصورة اولا على مواقع التواصل الاجتماعي ثم نشرت الخميس على الصفحات الاولى لكثير من الصحف اليومية الاوروبية. لكنها شبه غائبة في الصحف الفرنسية، الا في صحيفة لوموند التي تصدر بعيد الظهر التي تنشرها على الصفحة الاولى لعدد الجمعة.

 

وصرحت وزيرة التعليم الفرنسية نجاة فالو-بلقاسم عبر تلفزيون ايتيلي “الامر لا يحتمل”.

 

وتابعت “في الوقت نفسه ينبغي الا نخطئ في النقاش على ما يحصل غالبا. الامر الذي لا حتمل اكثر من هذه الصورة، التي ينبغي نشرها برايي لانه يجب الا نشيح بنظرنا عنها، هو وضع هؤلاء المهاجرين”.

 

واعتبرت ان “البعض يتساءل ان كان من المناسب اظهار هذا النوع من الصور (…) ارى انه يجب فعل ذلك بالتاكيد”.

 

“لانه علينا ان نفتح اعيننا ونطلع على حقيقة هذه الهجرة، هذا البؤس، هذه الاوضاع المريعة التي تدفع بالمهاجرين الى الطرقات مع اطفالهم معرضين حياتهم للخطر”.

 

وغرق زورقان ينقلان مهاجرين بعد انطلاقهما من مدينة بودروم الساحلية التركية باتجاه جزيرة كوس اليونانية بحسب جهاز خفر السواحل التركي.

 

ولفت صراخ المهاجرين انتباه الجهاز الذي انتشل 12 جثة من بينها جثة ايلان الذي غرق شقيقه غالب البالغ 5 سنين كذلك في الحادث بحسب وسائل الاعلام التركية.

 

وانتشرت صور جثتي الشقيقن وصورة ايلان على شاطئ بودروم على شبكات التواصل منذ صباح الاربعاء.

 

وذكرت فالو-بلقاسم “منذ مطلع العام غرق اكثر من 2500 مهاجر في المتوسط”.

 

وتابعت “نعم نتحمل مسؤولية مشتركة. واوروبا بالنسبة الينا ايضا تتحمل مسؤولية، لذلك في ملف المهاجرين ينبغي الامتناع عن الادلاء بتصريحات نهائية”.

 

دبلوماسي روسي: موسكو لن تنضم للتحالف ضد تنظيم الدولة بقيادة واشنطن

القاهرة- (د ب أ): أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن موسكو لن تلتحق بالتحالف الدولي ضد داعش بقيادة واشنطن، منوها بأن التحالف يقصف أراضي سورية دون موافقة مجلس الأمن الدولي.

 

ونقلت وسائل إعلام روسية الليلة الماضية عنه القول: “أعتقد أنه إذا قررنا الالتحاق بالتحالف تبعا لشروطه فسيرحبون بنا في صفوفه، لكن المشكلة في أننا لن ننضم إلى التحالف الذي لا يأخذ في عين الاعتبار قرارات مجلس الأمن الدولي”، وأردف أن دول التحالف “تقصف الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية ومجلس الأمن الدولي على ذلك”.

 

ونقلت قناة (روسيا اليوم) على موقعها الإلكتروني عنه القول: “كما يبدو، فإنهم (أعضاء التحالف) قد تلقوا موافقة الحكومة العراقية، لكنهم لم يحصلوا على موافقة الحكومة السورية”.

 

واعتبر الدبلوماسي الروسي أن “دول التحالف لا تفهم حتى الآن ما هي الأهداف التي تسعى لإنجازها، هل هي مواجهة تنظيم داعش أو الإطاحة بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد”.

 

المهاجرون يقتحمون محطة القطارات في بودابست بعد اعادة فتحها والسلطات توقف الرحلات الدولية

بودابست- (أ ف ب): اقتحم مئات المهاجرين الساعين للتوجه الى اوروبا الغربية اليوم الخميس محطة القطارات الرئيسية في بودابست فور اعادة فتحها من قبل الشرطة.

 

واعيد فتح المدخل الرئيسي صباح الخميس في بودابست حيث تدفق عدد كبير من المهاجرين من اصل الفين عالقين منذ الثلاثاء في العاصمة المجرية، على قطار متوقف. الا ان اعلانا عبر مكبرات الصوت افاد ان اي قطار دولي لن يغادر محطة كيليتي “لفترة غير محددة”.

 

«سي آي أيه» والقوات الخاصة تبدآن عمليات طائرات من دون طيار لملاحقة قادة تنظيم «الدولة» في سوريا

تقارير عن وصول أعداد من القوات الروسية لدمشق… حماية للأسد أم تحضيرا لصفقة مع أمريكا؟

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: بدأت وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي أيه» والقوات الأمريكية الخاصة سلسلة من العمليات السرية من أجل تصيد وقتل أشخاص يشتبه بتورطهم بعمليات إرهابية في سوريا كجزء من حملة أمريكية واسعة ضد «تنظيم الدولة».

وعلى ما يبدو فقد وسعت الولايات المتحدة من حملة الطائرات من دون طيار التي تستخدمها منذ سنين في باكستان وأفغانستان واليمن والصومال وأجزاء من شمال أفريقيا والآن في سوريا.

وتقول صحيفة «واشنطن بوست» إن التعاون بين «سي آي أيه» والقوات الخاصة كان وراء سلسلة من العمليات الناجحة التي استهدفت قيادات في «تنظيم الدولة» في العراق والشام.

وأعلن المسؤولون الأمريكيون قبل أيام عن مقتل خبير دعاية بريطاني الجنسية وهو جنيد حسين.

 

تصعيد

 

وترى الصحيفة أن البرنامج السري يمثل تصعيدا واضحا وتدخلا من المخابرات الأمريكية في الحرب السورية، حيث تعتمد على المركز التابع لها وهو مركز مكافحة الإرهاب ضد جماعة يفوق خطرها التهديد الذي مثله تنظيم «القاعدة» في ذروة نشاطه. ورغم الدور الذي يلعبه المركز في تسمية وتحديد مواقع قادة «تنظيم الدولة» البارزين إلا إن الهجمات تنفذها عناصر من القوات الخاصة.

ويقولون إن البرنامج يهدف لملاحقة وقتل من ينظر إليه «كأرصدة ثمينة» في «تنظيم الدولة».

ويقول مسؤول إن تحديد الأشخاص واستهدافهم يتم عبر جهود أخرى مشيرا للمواطن البريطاني حسين الذي قتل في الفترة الأخيرة.

وترى الصحيفة أن تعاون مؤسستين بارزتين في الإدارة الأمريكية لمواجهة «التنظيم» يعكس قلق مسؤولي مكافحة الإرهاب حول الخطر الذي بات يمثله التنظيم الجهادي من جهة والإحباط من عدم إضعافه وهزيمته وهو جوهر ما دعا إليه الرئيس الأمريكي العام الماضي عندما قرر استهداف «التنظيم» بغارات جوية في العراق أولا ومن ثم في سوريا.

ونتيجة لهذا الوضع قررت الإدارة الاعتماد على مركز مكافحة الإرهاب الذي كان رائدا في تصميم استراتيجية الطائرات من دون طيار وقاد عمليات البحث التي قادت لقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن وإلى القوات الخاصة التي تضم وحدات نخبة والتي نفذت عملية قتل بن لادن.

وعلى خلاف تنظيم «القاعدة» فعدو أمريكا الجديد يمثل نوعا مختلفا من التهديد، فهو أي «تنظيم الدولة» يسيطر على أراض شاسعة في العراق وسوريا ويملك أداة دعائية قوية تضمن له تدفقا مستمرا من المجندين وتديره مجموعة من القيادات المجربة خدم معظمها في قوات الجيش والأمن لنظام الرئيس السابق صدام حسين. ورغم أهمية البرنامج إلا أن الغارات التي شنت حتى الآن ليست إلا جزءا يسيرا من 2.450 غارة شنت على سوريا و4.000 أخرى شنها طيران التحالف الدولي على العراق.

 

تأجيل خطط أوباما

 

وتعلق الصحيفة على مشاركة «سي آي أيه» في البرنامج بأنه يعقد من جهود الرئيس باراك أوباما الذي يعمل على إعادة الوكالة للدور التقليدي الذي تمارسه وهو جمع المعلومات الاستخباراتية ومنع تحولها لمؤسسة تدير ميليشيات عسكرية.

وكان أوباما قد أشار العام الماضي إلى رغبته في نقل مهام الوكالة العسكرية إلى وزارة الدفاع. وبدلا من هذا فقد انضمت سوريا إلى مجموعة الدول المستهدفة بـ»الدرون».

وفي الوقت الذي أكد فيه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بيتر بوغارد من أن أوباما لا يزال ملتزما بتفويض العمليات العسكرية للجيش الأمريكي والتأكد من الشفافية في عمليات مكافحة الإرهاب إلا أنه أشار لأهمية تنفيذ العمليات من دون فقدان القدرة أو النفوذ لاستخدام كامل قدرات مكافحة الإرهاب.

وتشير الصحيفة إلى أن البيت الأبيض حاول في الأشهر الأخيرة إحياء خطته ونقل السيطرة على استراتيجية الطائرات من دون طيار للبنتاغون، لكن أعضاء لجنة الاستخبارات في الكونغرس اعترضوا على الخطة.

وكتب هؤلاء مذكرة أكدوا فيها على دورهم في العمليات وحقهم في العلم بها عندما تنفذ. ويبدو أن الخلط بين دور المخابرات والقوات الخاصة في سوريا هو الوسيلة الوحيدة المتوفرة لدى إدارة أوباما لإنقاذ خطته. فمن ناحية ستحتفظ «سي آي أيه» بدورها في العثور على العناصر وتحديد مكانهم ولكنها ستترك للجيش مهمة إنهاء العملية. ويبدو أن هذا الترتيب سيقتصر فقط على سوريا ولا توجد خطط حسب مسؤولين لتوسيع الجهود إلى اليمن أو باكستان.

ولكن المسؤولين الأمريكيين يرون في التعاون بين الوكالتين في سوريا نموذجا يمكن تطبيقه في المستقبل على نزاعات أخرى.

وعليه فبرنامج «سي آي أيه – القوات الخاصة» يهدف لملاحقة قادة «التنظيم» البارزين والمتورطين منهم في عمليات تساعده على بناء الشبكة خارج مناطقه. ويعتبر قادة «القاعدة» أهدافا له أيضا.

وتشير الصحيفة إلى جنيد الذي اعتبر هدفا ثمينا بعد ربطه بهجوم قام به مسلحان على مسابقة كاريكاتير في غارلاند – تكساس ودعي المشاركون فيها لرسم النبي محمد (ص).

ومع أن حسين لم يربط بعمليات قتل الرهائن البشعة إلا أن قرار قتله كان واضحا في استهداف أي شخص له علاقة بنشاطات «تنظيم الدولة» حتى لو كانت إعلامية.

مع أن الإدارة في الماضي أكدت أنها لا تستهدف إلا من له علاقة بنشاطات قتل وإرهاب لا الدعاية. وعندما قتلت الداعية والناشط أنور العولقي في عام 2011 في اليمن بررت قتله بتورطه مباشرة بعمليات إرهابية.

وبحسب مسؤول أمريكي فقد كان حسين متورطا في عمل أكبر من الدعاية حيث عمل على تجنيد متعاطفين للقيام بعمليات ضد الغرب.

وتم تعقب حسين من خلال نشاطاته على الإنترنت وأنه تمت استشارة الحكومة البريطانية بقرار قتله. ويعتبر استهداف حسين جزءا من عمليات نفذت ضد قيادة «التنظيم».

 

مسألة قرار

 

ومن أجل تنفيذ البرنامج قامت «سي آي أيه – القوات الخاصة» بنقل طائرات من دون طيار وعناصر من مناطق مثل أفغانستان والباكستان وخفضت من وتيرة ملاحقة القاعدة. وتقتصر العمليات الجوية والملاحقة على سوريا وليس العراق.

وتم تنفيذ كل الغارات في سوريا بناء على السلطات الممنوحة في مرحلة ما بعد هجمات أيلول/سبتمبر وليس بناء على أمر رئاسي أو تعليمات نقلت للسي آي أيه، ما يعني أن كل عمليات إطلاق النار نفذتها القوات الخاصة.

وأشار بعض المسؤولين إلى أن الطائرات من دون طيار كانت مزودة بالسلاح وهو ما نفاه آخرون، لكن مسؤولين قالوا إن التعاون بينهما صمم لعمل أفرادهما جنبا إلى جنب. ويأتي التعاون في سوريا على خلاف الوضع في اليمن، حيث تدير كل مؤسسة ،سطولا من الطائرات الموجهة ويعتمد كل منهما على معلوماته الأمنية الخاصة.

ويرى المسؤولون الأمريكيون أن توسيع جهود القوات الخاصة وسي آي أيه في سوريا هو جزء من جهود تعبئة تشارك فيها كل مؤسسة استخبارات مهمة في الولايات المتحدة.

فأوكل مثلا لوكالة الأمن القومي مهمة اختراق شبكات الإتصال التابعة للتنظيم الذي استطاع تطويع وسائل التواصل الإجتماعي مثل «تويتر» و»فيسبوك» لصالحه.

ولا تزال سوريا منطقة بعيدة عن منال «سي آي أيه» حيث يقتصر وجود عملائها على الدول المحيطة بها.

وفي المقابل لا يوجد للجيش الأمريكي قوات على الأرض هناك مع أن القوات الخاصة – وحدات دلتا – نفذت عملية لقتل مسؤول البترول والمال في التنظيم أبو سياف واعتقلت زوجته أم سياف.

وتستفيد الوكالتان من المطارات المتوفرة في الشرق الأوسط لتنفيذ العمليات، فلـ»سي آي أيه» علاقات قوية مع المخابرات الأردنية وتدير عمليات سرية في الأردن وقام عملاؤها بتدريب وتسليح مقاتلين من المعارضة السورية.

ويستخدم الجيش الأمريكي والحلفاء الأمريكيين قاعدة موفق السلطي الجوية في الأردن لشن الغارات الجوية.وتطلق الولايات المتحدة طائرات من دون طيار من قواعد في تركيا والكويت والإمارات العربية المتحدة وقاعدة العديد في قطر.

 

روسيا ترسل

 

ولا تنشط الوكالات الأمنية الأمريكية في سوريا وحدها بل وتحركت روسيا التي تخشى من تمدد الخطر الجهادي إلى حدودها وقررت حسب تقرير كتبه مايكل ويس لموقع «ديلي بيست» إرسال عدد محدود من الجنود إلى سوريا فيما ينظر إليه عملية زاحفة للتورط.

وأشار الكاتب إلى التقارير التي نشرت الشهر الماضي حول الدور الروسي هناك حيث ذكر تقرير أن الطيارين الروس يجهزون أنفسهم القيام بطلعات مشتركة مع الطياريين السوريين لضرب مواقع للقوى المعارضة لنظام بشار الأسد وكذا «تنظيم الدولة الإسلامية».

ونقل الكاتب عن مسؤول سابق في الجيش الأمريكي قوله إن هناك بعض الحقيقة في التقارير التي تتحدث عن تورط روسي في الحرب السورية.

وفي بحثه عن إشارات لهذا الدور الجديد أشار لعبور السفينة الحربية نيكولاي فليتشنكوف مضيق البسفور في 22 آب/أغسطس والتي كانت محملة بمعدات عسكرية وشاحنات وأربع مدرعات من نوع «بي تي أر» في طريقها إلى جهة غير معلومة.

وذكر موقع «أوريكس» في 24 آب/أغسطس الذي يلاحق النشاطات العسكرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن مدرعة واحدة (بي تي أر) ظهرت على شاطئ مدينة اللاذقية السورية التي يقوم النظام بتحصينها ضد «جيش الفتح» و»جبهة النصرة» وجماعات أخرى.

وقامت إيران بتمويل عملية الدفاع عنها حيث حشد النظام هناك فرقا من الجيش السوري وقوات الدفاغع الشعبي ومجموعات من الميليشيات الطائفية.

وتختلف المدرعات التي تمت مشاهدتها في اللاذقية عن تلك التي أرسلتها روسيا لنقل الأسلحة الكيميائية بعد موافقة النظام السوري التخلي عنها عام 2013.

ويرى الكاتب ما يثير التساؤل هو قيام قوات الدفاع الشعبي بعرض المدرعة في تقرير إخباري وظهر في الخلفية شخص يتحدث الروسية كان يعطي الأوامر للفريق الذي يقود المصفحة.

 

مسألة تعريف

 

وكان وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديكوف قد اعترف بداية عام 2012 بوجود «مستشارين عسكريين وفنيين» في سوريا مع أن هناك فرق بين التقني والعسكري، كما يقول كريس هامر، الضابط السابق في البحرية الأمريكية والذي يعمل اليوم بمركز دراسات الحرب بواشنطن «في المفهوم الأمريكي هناك فرق واضح بين الرجل العسكري والفني ورجل سي آي أيه» لكن الروس يخلطون بينها.

ونقل الكاتب عن مسؤول أمني أمريكي قوله إن «أحدا لم يدهش من التقارير التي تحدثت عن معدات عسكرية جديدة من روسيا في المنطقة والتي تقترح وجود قوات روسية تقوم بعمليات تدريب، إلا ان الخط بين التدريب والمشاركة في القتال غامض، ولم ير المجتمع الأمني أدلة تشير لعدم مشاركة الروس في القتال».

وكان موقع إسرائيلي «واي نت» قد ذكر يوم الاثنين عن إرسال روسيا وحدة استكشاف إلى دمشق وقامت بتحويل منشأة جوية سورية إلى قاعدة لها. وقال الموقع إن الروس سيبدأون بالمشاركة في طلعات جوية «في الأسابيع المقبلة».

وكتب المحلل العسكري الإسرائيلي أليكس فيشمان نقلا عن دبلوماسيين أوروبيين أن «آلافا من العناصر العسكرية الروسية سيصلون إلى سوريا: مستشارون ومدربون وعناصر للأغراض اللوجيستية والفنية وعناصر من فرق الحماية الجوية وطيارون لقيادة الطائرات». ويرى الكاتب إن الهدف من وراء إرسال قوات إلى سوريا هو لمكافحة الإرهاب ويتساوق مع الهدف الروسي – الإيراني للدفاع عن نظام بشار الأسد.

وذكرت مواقع إعلامية تابعة للمعارضة في 12 أب/أغسطس ان «الميليشيات» الروسية متمركزة في في اللاذقية وأرسلت إلى هناك كجزء من جهود النظام لتعزيز الحمايات حول المدينة.

وقال الموقع إن الفريق الروسي كلف بمهمة الإشراف على تنظيم خطوط الدفاع عن المدينة بطريقة مهنية وأحضروا معهم معدات حديثة لرصد تقدم المعارضة.

ولم يتم التأكد من صحة التقارير هذه مع أن فلاديمير شامانوف، رئيس وحدة القوات المنقولة جوا قال إنه سيكون مسرورا لو كلفت قواته بمهمة. وبالإضافة للتقارير الأجنبية والمعارضة نشرت صحف موالية للنظام تقارير عن خطط روسية لبناء قاعدة عسكرية في بلدة جبلة. وقالت صحيفة «الوطن» إن روسيا تزود النظام السوري بصور فضائية وتقدم معلومات مهمة من أجل نشر قوة دولية برعاية الأمم المتحدة.

وأضافت أن روسيا تفكر القيام بعملية مشتركة مع منظمة التعاون الأمني والتي تمثل تحالفا من روسيا ودول وسط آسيا.

ويعلق الكاتب أن صحيفة «الوطن» في تقريرها ربما كانت تهدف للدعاية لكن ما يهم فيه هو أن روسيا كانت تتجسس على اللاعبين الدوليين في سوريا.ويضيف الكاتب إلى أن روسيا بعثت بعملاء أمنيين إل سوريا.

ففي كانون الثاني/يناير 2013 أطلقت النار على القاضي الروسي سيرغي ألكسندروفيتش بريجنيف في بلدة داريا حيث كان يقضي «عطلة» هناك.

ويقول الكاتب إن فكرة قضاء إجازة وسط الحرب غريبة. لكن الدليل الثابت عن روس يقاتلون في سوريا جاء في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 عندما نشرت صحيفة «فونتانكا» بمدينة سانت بطرسبرغ تقريرا عن «الفرقة السلافية» المكونة من مرتزقة مهتمتهم حماية البنى التحتية التابعة للنظام خاصة آبار البترول. ويعتقد الكاتب أن التقارير عن مضاعفة روسيا جهودها لحماية الأسد مرتبطة بالمتغيرات الجيوسياسية في المنطقة.

فبحسب محطة «فوكس نيوز» فقد سافر قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بداية الشهر الماضي إلى موسكو على متن طائرة تجارية إيرانية، حيث اجتمع مع مسؤولين روس هناك. وربط الكاتب الزيارة بالملف النووي وإمكانية رفع العقوبات المفروضة على إيران والمسؤولين الإيرانيين.

وهناك من قرأ في زيارة سليماني لموسكو تغيرا في الموقف الإيراني من الأسد، فبعد الاتفاق قد تفكر روسيا بالتخلي عن الأسد، حفاظا على مصالحها في سوريا التي تعتبر بلدا وكيلا لإيران.

ولن يتحقق هذا من دون صفقة بين موسكو وواشنطن. لكن الأسد لا يوافق على هذه التحليلات حيث ذكر بمقابلة أجرتها قناة «المنار» التابعة لحزب الله أن الحلف مع الروس قوي، كما ظهر طوال الأزمة. وكما يقول هامر «يريد الروس الحفاظ على حياة الأسد من خلال التركيز على «تنظيم الدولة» وهو ما يعطيه شريان حياة جديد».

 

«القدس العربي» ترصد إنطلاق رحلات الهجرة العلنية من تركيا لأوروبا… رسائل الضغط السياسي المحملة بالبشر عبر السفن

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: بجانب محطة مترو «أك سراي» الواقعة وسط الجانب الأوروبي من مدينة إسطنبول التركية، يقف عشرات الشبان العرب بصحبة أمتعتهم في انتظار وصول «المهرب» الذي سيصطحبهم إلى نقطة انطلاق أخرى للهجرة إلى أوروبا من خلال اليونان، في مشهد يتكرر يومياً في العديد من النقاط بالمحافظات التركية المختلفة.

ولا يتعرض هؤلاء الشبان المتجددين يومياً في هذا المكان إلى أي مضايقات من قوات الأمن التركية التي يقع على بعد عشرات الأمتار من مكان انطلاقهم المقر الرئيسي لأمن إسطنبول المركزي «أمنيات»، في مشهد أعاد طرح التكهنات والتساؤلات حول حقيقة وجود قرار تركي رسمي بغض الطرف عن «المهاجرين غير الشرعيين» الذين ينوون الوصول إلى أوروبا من خلال الأراضي التركية.

وقليلاً إلى جانب محطة المترو يتخذ عدداً من كبار المهربين أحد المقاهي مقراً لممارسة عملهم في جمع الأموال وترتيب رحلات الهجرة التي تبدأ من مدينة إسطنبول ومن ثم إلى إحدى المدن الساحلية التي تكون على الأغلب إزمير أو مرسين، وصولاً لإحدى الجزر اليونانية القريبة، لتبدأ بعدها رحلة أخرى داخل أوروبا.

وعلى الرغم من إعلان السلطات التركية بشكل متواصل عن إحباط عمليات تهريب للمهاجرين، إلا أن العدد الأكبر من الرحلات البحرية التي تنطلق من المدن الساحلية تنجح في الوصول إلى الضفة الأخرى، حيث يستخدم المهربون القوارب المطاطية والسفن صغيرة الحجم.

ويقول الشاب العراقي محمود (30 عاماً) الذي هاجر عدد من أصدقائه من تركيا، في حديث لـ»القدس العربي»: «السلطات التركية تعلم بكل شيء وتغض الطرف عنهم، فهم يتجمعون يومياً في أك سراي في أماكن باتت مركزاً لهم وبالتأكيد الأمن التركي يعلم وليس لديه نية بإيقاف ذلك»، مضيفاً: «وفي المدن الساحلية تنطلق السفن أمام أعين خفر السواحل التركي.. إنهم يراقبون الوضع، ولو تعرض مركب للغرق ينقذون الركاب».

ويتم في منطقة «أك سراي» اللقاء الأول بين المهرب والزبون، حيث يدور هناك الحديث عن آلية السفر وموعده والمقابل المادي المطلوب، وآلية الدفع، ومن ثم البدء بمراحل التنفيذ انطلاقاً من هذا المكان، ويوضح مطلعون على عمليات التهريب أن الهجرة من خلال البحر تأخذ طريقين، إما إلى السواحل اليونانية، أو إلى السواحل الإيطالية بشكل مباشر وفي الثانية يتطلب الأمر مبلغاً أكبر من المال.

ويمثل السوريين النسبة الأكبر من هؤلاء المهاجرين، بجانب شريحة من العراقيين، وفلسطينيي سوريا وأعداد أقل من جنسيات عربية أخرى، ويشرف على هذه العمليات مهربون سوريون وعراقيون أيضاً بجانب آخرين أتراك يعملون في هذا المجال.

ويرى مراقبون أن أنقرة تحاول من خلال هذه السياسية الضغط على الدول الأوروبية لكي تساهم في تحمل أعباء أزمة المهاجرين الفارين من مناطق الحروب بالشرق الأوسط، حيث تستضيف تركيا على أراضيها قرابة 2 مليون لاجئ سوري ونصف مليون لاجئ عراقي وليبي، بحسب إحصاءات غير رسمية.

ويهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل متواصل دول الاتحاد الأوروبي، معتبراً أنها «تبيع شعارات حقوق الإنسان بينما لا تفعل شيء لمساعدة اللاجئين»، في حين يقول مسئولون أتراك إن بلادهم أنفقت قرابة 6 مليارات دولار على اللاجئين السوريين بأراضيها.

وإن كنت تتصفح موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» من داخل تركيا، لا بد وأن يظهر لك عدد من الإعلانات للمهربين بأسماء مباشرة، فكتب «المهرب أبو جندل السوري» في إعلان له على الموقع: «بكرا (غداً) راح طلع مركب وبدنا 45 واحد، على الشخص 1200 دولار، فوق الـ9 سنين بنحسب واحد كامل، إلي بتصل قبل إله حق الأولوية»، وأرفق في نهاية إعلانه رقمي هاتف تركي.

والثلاثاء، أنقذت سفينة صيد أسماك تركية، 49 مهاجراً سورياً، قبالة سواحل خليج إزمير في بحر إيجة، بعد أن تعطل محرك القارب المطاطي الذي كانوا يستقلونه من أجل الوصول إلى إحدى الجزر اليونانية.

ولا يوجد إحصاءات محددة لعدد الذين يتمكنون من الهجرة يومياً من خلال الأراضي التركية، لكن أرقام رسمية صادرة عن ولاية إزمير أشارت، الاثنين، إلى أن خفر السواحل التركي أنقذ 42 ألف و126 مهاجر غير شرعي، واعتقل 54 من العاملين في تهريب البشر، منذ مطلع العام الجاري، في مؤشر يوضح أن أعدادهم وصلت لعشرات الآلاف منذ بداية العام.

وتركز أنقرة في الأشهر الأخيرة جهدها الأمني على محاربة المقاتلين الأجانب الذين يسعون للوصول إلى مناطق تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في سوريا والعراق من خلال أراضيها، وبدأت في بناء جدار أمني على طول الحدود السورية التي تمتد على طول أكثر من 900 كيلو متر.

وتصاعد بشكل غير مسبوق تدفق السوريين إلى أوروبا من خلال اليونان، حيث تشير إحصائيات منظمات المجتمع المدني في مقدونيا، إلى أن عدد المهاجرين الذين يدخلون من اليونان براً ارتفع من 600 إلى 2000 شخص يومياً في أغسطس/ آب الماضي.

وأفادت وزارة الداخلية المقدونية، أنها منحت اللجوء المؤقت لـ 44414 مهاجراً خلال شهرين عقب تعديل قانون اللجوء، موضحة أن 33461 منهم يحملون الجنسية السورية، وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دخول ما معدله ثلاثة آلاف شخص يومياً إلى صربيا قادمين من مقدونيا.

وبلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين غرقوا في البحر المتوسط منذ مطلع العام الحالي 2365 شخصاً، بحسب آخر معطيات منظمة الهجرة الدولية. بالمقابل، تمكن 255 ألفاً و152 مهاجراً من عبور المتوسط، والوصول إلى القارة الأوربية خلال العام الحالي، بينهم نحو 100 ألف يحملون الجنسية السورية.

والتقت المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» وقادة في دول غرب البلقان، الخميس، في فيينا بقمة تصدر جدول أعمالها أزمة المهاجرين. حيث دعت صربيا ومقدونيا اللتان تعدان من أهم نقاط عبور عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي، الاتحاد للتحرك.

 

مخاوف من تحول القتل والعنف إلى ظاهرة طبيعية تعصف بالمجتمع السوري في المستقبل

محمد إقبال بلو

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: بعد أن أصبح الموت ظاهرة طبيعية تحدث بشكل يومي في المجتمع السوري على اختلاف توجهاته وانتماءاته، وبتناسب طردي معه، بدأ يتحول القتل شيئا فشيئا إلى سلوك اعتيادي عند البعض الذين فرضت عليهم ظروف الحرب ذلك، ما اعتبره البعض خطرا حقيقيا يعصف بالمجتمع السوري، وأمرا قد لا تزول آثاره لعشرات السنين المقبلة، سواء تغيرت الحالة السورية للأفضل أم لم تتغير.

«زاهر» أحد الناشطين الشباب المهتمين بالموضوع قال لــ «القدس العربي»: خلال العامين الأخيرين أصبح القتل شيئا عاديا لا يهتز له جفن عند البعض، وخاصة أولئك المقاتلين الذين يخوضون المعارك على الجبهات كل يوم، سواء كانوا من مقاتلي الجيش الحر أو الفصائل الإسلامية، فكل يوم يقوم كثيرون منهم بفعل القتل خلال الاشتباكات، كما يتعرض عدد منهم للفعل نفسه، لقد أصبح الموت شيئا خاليا من القدسية بالنسبة إليهم، وبات القتل فعلا يوميا من الممكن بعده مباشرة ممارسة كل تفاصيل الحياة الاعتيادية.

ويضيف الشاب: «رغم أنني مع قضية هؤلاء وأدرك أن معاركهم اليومية مع قوات النظام ومع الميليشيات الشيعية التي قدمت من كل أنحاء العالم لتسانده، إلا أنني أرى أن هؤلاء الذين نراهم أبطالا اليوم، سيشكلون مشكلة اجتماعية حقيقية في المستقبل بعد انتهاء هذه الحرب، فلا بد أن يأتي يوم تنتهي فيه الحرب، لكن هل سيستطيع من قام بالقتل لمرات عدة وبكل بساطة ويسر أن يمسك يده عن هذا الفعل لدى أي مشكلة أو عراك أو قضية تواجهه؟، أعتقد أن المسألة كبيرة جدا والحياة الإنسانية أكثر قيمة مما هي عليه اليوم».

كثيرون من الشبان والكبار العقلاء أيضا يتخوفون من هذا الموضوع، لكن بعضهم يبرر ما يحدث كرد فعل على الجرائم التي ارتكبها النظام السوري بحق المواطنين السوريين، بدءا من الاعتقال والتعذيب حتى الموت وانتهاء بالقصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية التي تمزق أشلاءهم.

وفي هذا الصدد يقول «أبو ابراهيم» وهو رجل كهل يعيش في ريف حلب الشمالي لــ«القدس العربي»: «لقد عشت هنا طوال السنوات الماضية ولم أبرح بلدتي أبدا، وشاهدت كل ما يحدث، وأجد أن لا أحد يحب القتل، فكل شاب من هؤلاء الذين تراهم على الجبهات يتمنى أن يكون بعيدا عن هذه الحياة الدموية، وأن يعيش قصة حب يقدم الورود لحبيبته فيها، بدل أن يعيش مأساة لونها الدم».

ويضيف شارحا: «ما يقوم به شباننا ليس إلا ردة فعل على جرائم النظام، فمن مزقت البراميل المتفجرة أحشاء ابنته، أو من قتل أخوه تحت التعذيب في سجون النظام، لا يتوقع منه أن يجد في قتل من يساند النظام ويحارب على جبهاته أية مشكلة، بل يجد ذلك واجبا من أجل حماية أهله المتبقين، بعد رحيل النظام لن ترى أولئك الفتية إلا كما كانوا طلابا ومعلمين وآباء وعشاقا، لا أخشى من القادم، إنما أخشى من استمرار الحال».

تختلف وجهات النظر حول تأثيرات فعل القتل على الحالة النفسية للقاتل، لكن التربوي «حسن» يعتقد أن فعل القتل الذي يمارسه الشبان في المناطق المحررة دفاعا عن أرضهم وذويهم يختلف تماما عن فعل القتل الذي يمارسه النظام وقواته الطائفية، فبحسب «حسن» من الواضح كرههم لهذا الفعل وتأثرهم لدى حدوثه والفيديوهات والصور التي تشهد بذلك كثيرة جدا، ويضرب الرجل «الشهيد أبو فرات» وما قاله قبل استشهاده، مثالا.

لكن التربوي «حسن» ينبه إلى نقطة هامة وفارقة ويقول: «المصيبة تكمن في أولئك القتلة الذين يحمون النظام بإجرامهم وتفننهم في تعذيب الناس، ألم تشاهدوا مئات الفيديوهات التي يتلذذ فيها مقاتلو النظام بقتل ضحيتهم ببطء شديد، وتعذيبها بكل متعة حتى الموت، إن هذا النوع من القتل هو الذي ينبئ بموت الإنسانية داخل منفذ فعل القتل، فهو يستمتع بذلك، بل يراه فخرا، والأمثلة كثيرة جدا، وما الصور المسربة من سجون النظام للشهداء الذين قضوا تحت التعذيب إلا مثال بليغ التعبير عن القضية كلها».

أما الحقوقي الشاب «محمد» فيقول: «لا يمكن النظر إلى فعل القتل بشكل مجرد، فحتى في القوانين يتم النظر إلى الظرف الذي ساعد على ارتكاب الفعل، ويكون الحكم مختلفا في كل حالة، أعتقد أن التأثير النفسي على المنفذ سيختلف أيضا بحسب السبب الذي دفعه للقتل».

 

مصدر في الائتلاف السوري: سنتولى إدارة المنطقة الآمنة مدنياً

إسطنبول ــ عبسي سميسم

كشف مصدر من “الائتلاف السوري المعارض” أنّ المنطقة الآمنة التي يجري العمل على إنشائها، شمال البلاد، سيشرف على إدارتها مدنياً الائتلاف، فيما تتولى حمايتها عسكرياً وأمنياً قوات مشتركة من البشمركة ومقاتلين تركمان والجيش الحر.

ومع اقتراب فرض تأسيس ما اصطلح عليها “المنطقة الخالية من الإرهاب”، يكثف رئيس الائتلاف خالد الخوجا من لقاءاته، مع قيادات الفصائل العسكرية المرشحة للقيام بمهة حماية هذه المنطقة، وفق ما أكد المصدر لـ”العربي الجديد”.

وفي هذا السياق، لفت المصدر إلى أن “الخوجا سيزور إقليم كردستان العراق ومقابلة رئيسه مسعود البرزاني للتفاهم حول نقل مقاتلي البشمركة السوريين الذين حصلوا على تدريبات على يد مقاتلي البشمركة العراقية”.

وهؤلاء المقاتلون، هم من العسكريين المنشقين عن النظام السوري، وكان المجلس الوطني الكردي (أحد كتل الائتلاف) قد تبنّاهم ليصبحوا الذراع العسكرية له.

وكان حزب “الاتحاد الديمقراطي” المعروف باسم (PYD)، رفض دخول مقاتلي البشمركة السورية، البالغ عددهم خمسة آلاف مقاتل، إلى المناطق التي يسيطر عليها في شمال سورية، والمكونة من ثلاثة كانتونات كردية (الجزيرة – عين العرب – عفرين).

 

النظام السوري ينتقد “لا إنسانية” أوروبا!

دمشق ــ لبنى سالم

أطلقت حكومة النظام السوري أول من أمس تصريحات “غريبة”، تداولها السوريون على وسائل التواصل الاجتماعي ساخرين. إذ وصف وزراء الحكومة السورية تعامل بعض الدول الأوروبية مع المهاجرين السوريين بالمخزي، وبأنه يخالف أبسط حقوق الإنسان.

وكان مجلس الوزراء السوري قد طرح في جلسته الأسبوعية التي عقدها الثلاثاء، نقاشاً مطولاً حول أسباب هجرة الشباب السوري خارج سورية، وفق ما أعلنت عنه وكالات أنباء رسمية.

وشبّهت الحكومة السورية خلال جلستها سلوك الدول الأوربية بأنه “مشابه لسلوك التنظيمات الإرهابية”، وأرجعت سبب هجرة السوريين من بلادهم إلى “العصابات المتواجدة في سورية”، معتبرةً أنّ هذه العصابات تعرّض حياة السوريين ومستقبلهم للخطر.

كما توعدت الحكومة بملاحقة مافيات التهريب التي تتاجر بالشباب السوريين، دون أي توضيح لكيفية ملاحقتها، كما وعدت بتحقيق “استقرار الشباب السوري، والحفاظ على الكوادر البشرية التي ساهمت ببناء سورية على مر عقود”.

ووصف عيسى الأحمد التصريحات الأخيرة بالوقحة، وكتب “ماذا يشرب هؤلاء الوزراء حتى يكذبوا الكذبة ويصدقوها بهذا الشكل”، أما عبد الرحمن فكتب ساخراً “ليس غريباً أن يعلنوا عن فتح باب اللجوء إلى دولتهم التي يعيشون بها”.

بدورها كتبت هالة “لا بد أن المهاجرين عندما يسمعون هذه التصريحات سيعودون لحضن الوطن حتماً”. أما قصي فكتب “أجمل ما في الأمر أنهم باتوا يعطون دروساً في الإنسانية، فعلاً إن لم تستح فافعل ما شئت” .

وعلّق الناشط أحمد الشامي “المخزي أن هؤلاء لايزالون يطلقون التصريحات، وفي رقبتهم دماء آلاف السوريين، الذين قتلوا بجميع أشكال الموت في العالم”.

 

مقتل 19 من الكوادر الطبية بسورية الشهر الماضي

اسطنبول ـ سما الرحبي

“تورطت القوات الحكومية منذ العام 2011 بقصف واستهداف المنشآت الطبية، وكذلك أطراف النزاع المسلح التي استهدفت الكوادر الطبية بعمليات القتل والاعتقال، ما يدل على سياسة متعمدة تهدف إلى إيقاع المزيد من القتلى، وزيادة معاناة الجرحى من المدنيين والمسلحين”.

 

هذا ما ذكرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بداية تقريرها الدوري، الصادر اليوم الخميس، والخاص بتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحق الكوادر الطبية خلال شهر أغسطس/آب، من قبل أطراف النزاع في سورية.

 

ووثقت الشبكة من خلاله، مقتل 19 شخصاً من الكوادر الطبية، منهم 18 شخصاً، قضوا على يد القوات الحكومية، التي قتلت في شهر أغسطس/آب طبيباً واحداً، وصيدلانياً، وستة ممرضين بينهم سيدة، وثمانية مسعفين، واثنين من الكوادر الطبية، ومتطوعاً في منظمة الهلال الأحمر السوري، فيما قتل تنظيم “داعش” شخصاً واحداً يعمل في المجال الطبي.

 

ونوّه التقرير بأن فريق الشبكة السورية، اعتمد منهجية عالية في التوثيق، عبر الروايات المباشرة لناجين أو لأهالي الضحايا، إضافة إلى عمليات تدقيق وتحليل الصور والفيديوهات وبعض التسجيلات الطبية، كما أنه يؤكد أن كل هذا التوثيق ليس لكافة الحالات، وذلك في ظل الحظر والملاحقة من قبل القوات الحكومية، وبعض المجموعات المسلحة الأخرى.

 

ولفتت الشبكة إلى أن الحكومة السورية انتهكت كلاً من القانونين الدولي الإنساني والعرفي الإنساني على نحو صارخ، وبشكل خاص المادة 3 المشتركة بين اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، وارتكبت بذلك جرائم ترقى لأن تكون جرائم حرب باستهدافها الكوادر الطبية والمنشآت العاملة فيها، كما ارتكبت جرائم ترقى لأن تكون ضد الإنسانية.

 

وطالبت الشبكة مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه ما يحصل في سورية، على الأقل بحق الكوادر الطبية، وألا يبقى متفرجاً صامتاً وسط شلال الدماء اليومي. كما أوصت، المنظمات العالمية بإرسال متطوعين للعمل في المناطق الآمنة، حيث يتم إسعاف المرضى إليها، وخاصة بعد توثيق حالات وفاة كثيرة من المرضى، بسبب العجز في الكوادر الطبية.

 

“عابرون لا أكثر”: لا لرحلات الموت عبر البحر

أطلق ناشطون سوريون اليوم، حملة ‫”عابرون لا أكثر” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تنظيم اعتصام في مدينة أدرنة التركية في 15 أيلول/سبتمبر الجاري، والضغط على الحكومتين التركية واليونانية باتجاه السماح للسوريين بعبور الحدود البرية جماعياً بين البلدين دون اللجوء لطريق البحر.

 

الحملة، سبقت حادثة غرق مركب تركي يقل عائلات سورية الى اليونان، وانتشار صور الضحايا بينهم طفل لفظته الأمواج الى احد الشواطئ التركية.

 

وكتبت صفحة الحملة في “فايسبوك”: “بسبب موت أعداد كبيرة من إخوتنا في رحلات الموت البحرية للعبور من تركيا إلى اليونان، ولأننا مجرد عابروا سبيل في الأراضي اليونانية، ندعوكم لاعتصام على الحدود البرية لنقول لا لمهربي الدم وتجار البشر”.

 

يجمع مشاركات الحملة عبر السوشيال ميديا هاشتاغ ‫#‏عابرون_لا_أكثر ونظيره الانكليزي ‪#‎crossing_no_more، وتركز المشاركات على صور اللاجئين الغارقين في البحر المتوسط، أو صور معاناة السوريين في الداخل السوري أو في دول الجوار وتحديداً تركيا، وهي حملة على محورين الأول لتنظيم الاعتصام، والثاني لإيصال مأساة اللجوء السوري للعالم.

 

وتهدف الحملة من الحراك إلى “الدخول إلى الأراضي اليونانية وإكمال رحلة اللجوء منها دون اشتباك، مع الإلتزام بالأخلاق والمحافظة على النظافة التامة لنحافظ على سلمية الاعتصام” علماً ان الحملة تضم جهوداً لبعض المنظمات الإنسانية كالهلال الأحمر خوفاً من أي اشتباكات مع السلطات المحلية، إضافة لمرافقة إعلامية لتغطية الحدث.

 

صورة الطفل السوري الغريق تبكي العالم

سالم شرقي

مواقع التواصل تتناقل صورته وتلقى تعاطفًا دوليًا

أدمت صورة الطفل السوري الذي قذفته أمواج البحر إلى الشواطئ التركية قلوب العالم، حتى بات رمزًا يختزل مأساة كبرى قضى بسببها الكثير من النساء والرجال والأطفال، وتفاعل رواد مواقع التواصل مع صورة الطفل التي كانت حدث الأمس، وأجمعوا على ضرورة وضع حد لهذه المآسي والرحلات غير مضمونة العواقب والوجهة.

 

سالم شرقي من دبي: “نم يا صغيري.. كلنا جبناء.. موتك قد يكون هو إعلان الحياة.. يا ربيع سوريا لماذا تفر إلى الموت؟، ولماذا تفعلها على سواحل الغرباء؟”… كلمات صاغتها أنامل وقلوب عربية على مواقع التواصل الإجتماعي، تفاعلًا مع صورة الطفل السوري، الذي قذفته شواطئ البحر في تركيا، خلال رحلة البحث عن الهجرة إلى اليونان، ومنها إلى أوروبا.

 

إهتمام عالمي

وبعيدًا عن عاطفة رواد مواقع التواصل الإجتماعي، سواء من العرب أو غيرهم، فقد كانت لصورة الطفل السوري أصداء واسعة عبر الصحف العالمية، حيث قالت صحيفة التلغراف اللندنية، إن هذه الصورة هي تجسيد للمأساة والتراجيديا التي يعيشها الآلاف من اللاجئين، وكذلك هي تجسد المأساة الأوروبية في التعامل مع هذا الملف الأكثر تعقيدًا فهو يحمل جانبا إنسانيا، ولا تمكن مناقشته من هذا الجانب، ولكنه لا يخلو من منغصات تتعلق بالنواحي القانونية، وقدرة الدول الأوروبية على التنسيق بينها لاستيعاب المهاجرين، أو التعامل بطريقة أكثر إيجابية مع هذا الملف.

 

نيويورك تايمز

أما صحيفة “نيويورك تايمز” فعنونت: “هذه الصورة الوحشية اللاإنسانية يجب أن يراها الجميع.. هذا ما يقوله النشطاء”، وتابعت: “لقي 12 مهاجرًا مصرعهم أثناء محاولاتهم العبور في المياه من تركيا إلى أقرب جزيرة يونانية، ومن بين من لقوا مصرعهم طفل سوري ألقى به الموج على الشواطئ التركية، لتنتشر صورته، وتثير تعاطفًا عالميًا كبيرًا، وسط مطالب من النشطاء بأن يرى الجميع هذه الصورة، لكي يستيقظ ضمير العالم”.

 

أحدث التفاصيل عن مأساة الطفل السوري

نصر المجالي

عيلان وأسرته هربوا من عين العرب فالتهمهم البحر

نصر المجالي: كشف النقاب عن هوية عائلة الطفل الذي هزّت صورته ضمير العالم وهو ملقى على وجهه ميتاً وسط رغوة الأمواج المتكسرة على شاطىء قرب منتجع بودروم التركي الشهير.

 

والطفل هو عيلان (3 سنوات) الذي لقي حتفه مع شقيقه غالب (5 سنوت) وأمهما ريحان (35 سنة) و13 آخرين، كانوا فروا طلباً للنجاة خلال حصار تنظيم الرعب (داعش) لمدينة كوباني (عين العرب) لكن القدر كان لهم في المرصاد في عرض البحر.

 

وهزّت  صورة جثة الطفل عيلان كردي الذي يرتدي قميصًا أحمر وسروالًا قصيرًا أزرق هتمام الرأي العالمي، ووجدت تعاطفاً غير مسبوق، مع قضية اللاجئين السوريين الفارين نحو النجاة، كما أثارت حالة من الذهول والصدمة على مستوى العالم.

 

والد الطفلين

 

وفي تقرير نشرته صحيفة (ديلي ميل) اللندنية، الخميس، قالت عمة الطفل عيلان كردي إن شقيقها عبدالله أبلغهم بعد وقوع الحادث عن وفاة طفليه وزوجته، وهو يعيش حالة من الحزن جراء هذه الصدمة التى ألمت به.

 

وأواضحت أن شقيقها يخطط للعودة إلى مدينة عين العرب (كوباني) شمال سورية، مسقط رأسه، التى تمزقها الحرب لدفن عائلته حيث سيرقدون بسلام. وأشارت إلى أن شقيقها عبد الله حاول الهجرة إلى كندا لكن معاملته تم رفضها في حزيران (يونيو) الماضي، مما جعله يخاطر رفقة عائلته بركوب زوارق الموت بعد أن ضاقت به كل السبل.

 

وأضافت الصحيفة، أن الرضيع لم يكن يرتدي سترة النجاة التى كانت قد تساعده على البقاء حيا. وكشفت أنه من بين الـ16 مهاجر في القارب الذي كان يقل الطفلان غالب وعيلان ووالدهما عبد الله والوالدة ريهان غرق 13 شخصا منهم ونجا الباقون.

 

ونقلت (ديلي ميل) شهادات عن بعض الناجين من هذا المركب الغارق، من بينهم زينب التي فقدت طفليها، أحدهم في الحادي عشر من العمر والثاني في التاسعة، لكن ابنتها (رواد) بقيت على قيد الحياة وتحاول ان تشد من أزر والدتها.

 

ونقلت الصحيفة عن أحد الناجين وهو عمر محسن قوله: لقد دفعنا 2050 يورو للفرد، وكان من المفترض أن يحمل هذا القارب 10 أفراد فقط، لكنهم حملوا فيه 16 شخصا. وأضاف “الذين لا يعرفون السباحة لم يحظو بفرصة للنجاة”، أخي بكر أيضا مات غرقاً.

 

فتح باب الهجرة

 

وإلى ذلك، فإنه في إطار تقارير الصحافة البريطانية عن الحدث الكارثي، أطلقت صحف بريطانية حملات على موقعها الإلكتروني مساء الأربعاء، تقدمتها صحيفة (إنديبندانت) للمطالبة بفتح باب الهجرة الشرعية للاجئين السوريين بدلا من تركهم يموتون في عرض البحر.

 

وحثت االصحيفة في أحد مقاليها الافتتاحيين،  دول الاتحاد الأوروبي على الاتفاق على نظام حصص لتقسيم اللاجئين بينها، واصفة السياسات الحالية المعمول بها في أوروبا بأنها “غير مناسبة”. ورأت الصحيفة أن القادة الأوروبيين فشلوا بشكل واضح في التعامل مع الأزمة المتنامية.

 

الطفلة شمس

 

ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الصن) مأساة الطفل السوري الغارق عيلان كردي بنشر صورة له وبجانبها صورة للطفلة “شمس” التي ولدت لأرملة سورية داخل محطة قطارات في المجر. ونقلت الصحيفة عن متطوعة بمؤسسة “Migration Aid” ساعدت المرأة السورية على وضع مولودها قولها إن “الطفلة ولدت هنا لأن الإسعاف رفضت نقل الأم إلى المستشفى”.

 

وانتقدت صحف رئيسية رفض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استقبال بلاده المزيد من الفارين من الحروب. وحذرت صحيفة (فاينانشال تايمز)  في مقال افتتاحي من أن بريطانيا تخسر أصدقاءها بسبب السياسة التي تعتمدها تجاه طالبي اللجوء.

 

ورأت أن موقف كاميرون ينم عن سوء تقدير سياسي، داعية إياه إلى إعادة النظر فيه. وقالت إن “سجل بريطاني الكئيب بشأن اللاجئين يصعب تجاهله”. ومن ناحيتها، عنونت صحيفة (التايمز) التقرير الذي تصدر صفحتها الأولى بعنوان “أوروبا منقسمة”، وقالت الصحيفة إن القادة السياسيين الأوروبيين في حالة شلل تجاه حصص المهاجرين.

 

العلويون يهجرون سوريا!

مروان شلالا

لا يريدون أن يكونوا أرقامًا في توابيت

يضيّق النظام السوري على الشباب العلوي في مناطق الساحل، ويمنعهم من الهجرة، فيضطرون إلى الرحيل هربًا وتهريبًا، لأنهم لا يريدون أن يتحولوا أرقامًا في توابيت.

 

بيروت: وكأن هموم بشار الأسد في المناطق الخارجة عن سيطرة نظامه لا تكفيه، فأتته الطعنات الجديدة من مناطق لا تخضع لسيطرته فحسب، بل هي محسوبة لديه بأنها الخزان البشري لقواته المسلحة ولشبيحته وأجهزته الأمنية.

 

خط أحمر

 

بحسب موقع “السورية نت” المعارض، ألقت أجهزة مخابرات النظام القبض على 8 أشخاص من الطائفة العلوية في الساحل السوري، شكت في نيتهم مغادرة البلاد، ووجهت إليهم تهمًا مختلفة، وصادرت أوراقهم الثبوتية وجوازات سفرهم قبل الإفراج عنهم، وذلك في رسالة إلى شباب الطائفة العلوية، مفادها أن مغادرة سوريا خط أحمر، وهنا يتكلم النظام طبعًا عن “سوريا المفيدة” بحسب التعبير الإيراني الجديد، الذي يدل على المناطق السورية الخاضع لسيطرة النظام وإيران وحزب الله.

 

فمدن الساحل السوري تشهد هجرة جماعية لشباب الطائفة العلوية، إذ تحولت بحسب الموقع نفسه طرطوس وجبلة واللاذقية وغيرها من المدن الساحلية إلى نقاط تجمع عشرات الأشخاص لتبادل المعلومات عن طرق الهجرة أو الهروب إذا تعذرت الهجرة، وذلك بسبب القوانين المشددة التي وضعها النظام، وطالت خصوصًا على الموظفين منهم .

 

عشرات الاتصالات يوميًا

 

ونقل الموقع عن أحد خريجي كلية الهندسة بجامعة تشرين، والذي بات مصدرًا مهمًا للمعلومات للهاربين من سوريا، قوله: “أتلقى يوميًا عشرات المكالمات من شبان يتجهزون للرحيل، فبات معروفًا عني متابعتي بشكل دقيق لتحولات طرق الهجرة وأفضلها، ومن هؤلاء الشباب من يغادر وأبقى معه على اتصال يومي باستخدام برامج المحادثة المختلفة، ولا أعتمد على برنامج واحد”.

 

أضاف: “من لا أثق به أنكر معرفتي بأي معلومة بحكم أن مخابرات النظام تتنصت على المكالمات في الساحل السوري، لأنها تدرك خطر المرحلة بالنسبة إليها، وتشدد على منعنا من المغادرة، وإلا من سيكون ضحيتها على  جبهات الموت”.

 

تابع الشاب: “سأغادر بنهاية هذا الشهر مع أكثر من100 شخص، ونجهز كل ما يلزم من برامج على الهواتف المحمولة وأجهزة للشحن وقطاعات وكفوف من أجل عبور الاسلاك الشائكة في مرحلة ما”.

 

أرقام في توابيت

 

ويقول الشباب السوري في مناطق النظام إنهم يعيشون في سجن كبير، “فأسمائنا على لوائح الموت في شعب التجنيد، وعائلاتنا تشجعنا على الرحيل قبل أن نتحول الى أرقام في توابيت تدخل بالعشرات يوميًا إلى المدن الساحلية”.

 

يقول طبيب علوي معارض من اللاذقية: “النظام استنفذ وإعلامه كل أساليب اللعب على العواطف والتزييف بالأحداث عبر التحدث عن انتصارات وهمية خلال المعارك، للسيطرة نفسيًا على طائفة يعتبرها خزانه البشري، خصوصًا أن عدة مواقع عسكرية تركها النظام لمصيرها رغم مناشدات عائلات شاهدوا أبنائهم الجنود يقعون في الأسر ثم يقتلون، كما حدث في مطار الطبقة العسكري، والفرقة 17 في الرقة، وكما يحدث الآن في مطار كويرس العسكري المحاصر منذ شهور”.

 

يضيف الطبيب للموقع نفسه طالبًا عدم ذكر اسمه: “خرج الأهالي في أكثر من اعتصام في طرطوس للمطالبة بإنقاذ أبنائهم، بعد أن فقدوا الثقة بأن هناك قيادة تحافظ على حياة جنودها، لذلك طبيعي أن يبحث الشباب العلوي عن فرصة للحياة رغم مخاطر طرق الهجرة”.

 

انتقام من حي بوقا

 

وفي سياق متصل، متعلق بالوضع في المناطق العلوية بسوريا، انفجرت بعد ظهر الأربعاء سيارة مفخخة في حي بوقا بمدينة اللاذقية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وأضرار مادية كبيرة. وقالت وكالة سانا الناطقة بلسان نظام الأسد إن الانفجار أوقع 10 قتلى وأكثر من 25 جريحًا.

 

والجدير بالذكر أن حي بوقا، إلى جانب مدينة بسنادا، كان من أكثر أحياء اللاذقية التي شهدت اضطرابات وتظاهرات ضد سليمان الأسد، ابن عم بشار الأسد، بعدما أقدم على قتل حسان الشيخ، العميد المهندس في جيش النظام، أمام أعين أفراد عائلته بسبب خلافه معه على أفضلية المرور في أحد شوارع اللاذقية. فقد خرج المئات من مؤيدي النظام في الحي منددين بالجريمة بعد ساعات على حصولها، ورفعوا سقف مطالبهم إلى مطالبة النظام بإعدام سليمان الأسد “احترامًا  لتضحيات الجيش السوري” بحسب هتافاتهم ولافتات رفعوها.

 

ومن المراقبين من يرى هذا الانفجار انتقامًا من الحي وسكانه، ومحالة ليكون عبرة لكل علوي يفكر في معارضة العائلة التي تحكم النظام، في أي شأن من الشؤون.

 

وأغلبية سكان حي بوقا من العلويين، ويشكل خزانًا بشريًا مهمًا لقوات النظام  وميليشيا الدفاع الوطني، وينتشر فيه السلاح بكثرة. ونشرت صفحة “شبكة أخبار اللاذقية” على موقع فايسبوك الثلثاء خبر تفكيك أمن النظام سيارتين مفخختين قبل دخولهما اللاذقية.

 

عسكريون روس ظهروا مع جنود «الأسد» في اللاذقية

«التليغراف»: قوات روسية تقاتل إلى جانب «الأسد» في سوريا

كشفت صحيفة «التليغراف» البريطانية، عن قيام قوات روسية بالقتال إلى جانب جيش النظام السوري برئاسة «بشار الأسد».

 

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الأربعاء، إن «التلفزيون الرسمي السوري (التابع للنظام) بث لقطات تظهر جنود روس ومدرعة قتالية روسية جنبا إلى جنب مع القوات الموالية للأسد».

 

ووفق الصحيفة، أظهرت لقطات فيديو، بثها التليفزيون ذاته، «القوات والعربات المدرعة الروسية التي تقاتل إلى جانب قوات الأسد في اللاذقية»، حيث سمع في اللقطات أصوات باللغة الروسية.

 

«التليغراف» أكدت أن المؤشرات على قتال القوات الروسية، إلى جانب قوات «الأسد» في سوريا، دعمها ما بثته حسابات بـ«تويتر»، موالية لـ«جبهة النصرة»، حيث نشرت تلك الحسابات صورا لطائرات مقاتلة وأخرى بدون طيار روسية، تحلق فوق إدلب.

 

وأشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي نشرت أيضا صورة لسفينة تابعة للبحرية الروسية تتجه جنوبا عبر مضيق البوسفور وتحمل كميات كبيرة من المعدات العسكرية.

 

وإذا تأكدت صحة تلك الصور واللقطات، فإنها تعد أول دليل على وجود قوات روسية في سوريا وقتالها إلى جانب «الأسد»، حيث يسود اعتقاد منذ عدة أشهر، بوجود مستشارين عسكريين روس في سوريا، دون أن يتأكد ذلك. وفق الصحيفة.

 

كما نقلت الصحيفة البريطانية عن ناشط في الجيش السوري الحر قوله: «الروس في سوريا منذ وقت طويل»، مضيفا أن عدد كبير من العسكريين الروس وصلوا إلى سوريا مؤخرا، ونحن لا نعرف كم عددهم بالضبط.

 

من جانبه نشر موقع «theaviationist»، المتخصص في رصد تسليح الجيوش، صورا قال إنها تشير إلى قيام طائرات القوات الجوية الروسية والطائرات بدون طيار، بغارات ضد «الدولة الإسلامية»، في سوريا.

 

ووفق الموقع تظهر الصور التي تم التقطها في أجواء محافظة إدلب السورية خلال اليومين الماضيين، ونشرت على حسابات بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، طائرات «ميغ 29»، و«سوخوى سو27»، وأخرى من طراز«Pchela-1T» بدون طيار، وكلها طائرات روسية.

 

وأضاف أن هذه الصور، ترجح صحة، ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، مؤخرا عن وصول قوة تدخل سريع روسية إلى سوريا، واستقرارها في قاعدة جوية تابعة لنظام «بشار الأسد»، في منطقة قريبة من دمشق، بحيث تكون القاعدة منطلقا للغارات الروسية على «الدولة الإسلامية».

 

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت أيضا عن أنه، في الأسابيع المقبلة سينتقل الآلاف من العسكريين الروس إلى سوريا، بينهم مستشارون ومدربون وعاملون في الخدمات اللوجستية وكوادر فنية، وأفراد في قسم الحماية الجوية، إلى جانب الطيارين.

 

ووفق الموقع، فإن تقارير إعلامية تحدثت مؤخرا، عن محادثات روسية مع نظام «الأسد»، لبيع موسكو طائرات من طراز «ميغ 29» للنظام السوري، غير أنه تم دحض هذه الشائعات من قبل «سيرغي كوروتكوف»، الرئيس التنفيذي لشركة «ميغ».

 

وغير واضح ما إذا كان يتم تنسيق هذه العمليات للقوات الجوية الروسية ضد «الدولة الإسلامية» في سوريا، مع قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، غير أن «الكرملين»، ينفي مشاركة روسيا في الضربات الجوية ضد التنظيم.

 

الأسد يرحب بجهود إيران لحل الأزمة في سوريا

خلال محادثات في دمشق

قال الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الخميس إن “سوريا ترحب بالجهود والاتصالات التي تقوم بها إيران لحل الأزمة السورية”.

 

وذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن ذلك جاء خلال محادثات أجراها الأسد في دمشق مع مساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان .

 

وأشارت الوكالة إلى أن المحادثات تناولت “المخاطر التي تهدد الشعب السوري وشعوب المنطقة بسبب انتشار آفة ‏الإرهاب واستمرار الدعم للتنظيمات الإرهابية من قبل بعض الدول والقوى التي تدعي محاربته، والأفكار المطروحة على الساحة الدولية والإقليمية من أجل تفعيل المسار السياسي لحل الأزمة السورية “.

 

من جهته قال اللهيان، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوري فيصل مقداد إن “إيران تقدر الدور المحوري الذي يتولاه الرئيس بشار الأسد لحفظ وحدة سوريا ومكافحة ومقاومة الارهاب وإدارته الحكيمة لإخراج سورية من الازمة التي تعصف بها”.

 

و أضاف أن ” أي مشروع ناجح لحل الأزمة في سورية لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار الدور المركزي للشعب السوري في تقرير مستقبله ” .

 

وأوضح المسؤول الايراني موقف بلاده قائلاً “أن طهران وموسكو لديهما مواقف مبدئية وثابتة وراسخة في مجال دعم سوريا، ولا شك أن أي مشروع سياسي نطرحه لإيجاد أي حل سياسي سوف يلقى المؤازرة من موسكو”.

 

وفيما يخص طروحات دي ميستورا مبعوث الامم المتحدة إلى سوريا قال اللهيان “مشروع دي ميستورا فيه نقاط جيدة وهناك في المقابل لدينا انتقادات على المشروع قدمناها، أمس الاول له في بيروت خلال محادثات مشتركة ” .

 

ورأى المقداد أن “مبعوث الأمم المتحدة يجب أن يتحلى بصفتين الموضوعية والحيادية لدينا أسئلة قدمناها لنائب المبعوث الاممي وما زلنا ننتظر الإجابة قبل أن نحدد موقفنا من مبادرته ” .

 

و اجتمع أمس الأربعاء المسؤول الإيراني مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم و استكمل اليوم جولة محادثته مع القيادة السورية .

 

المجر تنقل اللاجئين إلى معسكرات استقبال  

أوقفت الشرطة المجرية اليوم الخميس قطارا كان يقل مئات اللاجئين باتجاه الحدود مع النمسا، وطلبت منهم النزول لنقلهم إلى معسكرات استقبال، فيما تعرض بعض اللاجئين للاعتداء.

 

وقامت الشرطة المجرية بإيقاف أول قطار انطلق اليوم محملا باللاجئين في بلدة سوبرون القريبة من الحدود مع النمسا وطلبت من المهاجرين النزول منه في بلدة بيتشكه حيث يوجد مركز مجري لاستقبال المهاجرين. وأفاد مراسل الجزيرة أن الأمن المجري اعتدى عليهم ونقلهم إلى مراكز اعتقال.

ونزل الركاب الآخرون من القطار واستقلوا قطارا بديلا وطرق اللاجئون نوافذ القطار من الخارج وهم يصرخون “لا نريد مخيما.. لا نريد مخيما” فيما وقف نحو 50 من أفراد شرطة مكافحة الشغب قرب القطار.

 

وأخلت الشرطة إحدى عربات القطار في حين لا تزال خمس عربات أخرى ممتلئة باللاجئين متوقفة في المحطة.

 

وكان أكثر من ألف لاجئ أقتحموا محطة بودابست المركزية للقطارات لدى إعادة فتح قوات الأمن المجرية بوابتها الرئيسية بعد إغلاقها ليومين متتاليين، لكن السلطات أوقفت الرحلات الدولية للقطارات “لفترة غير محددة”. جاء ذلك بعد اعتقال الشرطة لاجئين غاضبين تظاهروا احتجاجا على أوضاعهم بالمحطة.

 

وقال شهود عيان إن اللاجئين حاولوا إلقاء أنفسهم وأبنائهم داخل أحد القطارات في محطة “كيليتي” بعد فتح البوابة عند الساعة 8.15 صباحا (6.15 ت غ) في مشهد وصفوه بالفوضوي والمأساوي.

 

وفي السياق، ذكر بيان صادر عن محطة “كيليتي” أنه لن تكون هناك رحلات مباشرة للقطارات نحو بلدان أوروبا الغربية انطلاقا من بودابست، وذلك لمدة غير محددة.

 

وقبل ذلك، أفاد مراسل الجزيرة في المجر بأن الشرطة اعتقلت لاجئين غاضبين تظاهروا احتجاجا على أوضاعهم في المحطة.

 

وقال المراسل إن الشرطة المجرية اعتقلت اللاجئين خلال تدافع معهم أمام محطة القطارات في بودابست، بعدما تظاهر اللاجئون احتجاجا على أوضاعهم.

ولا تزال السلطات المجرية تمنع مئات اللاجئين من ركوب القطارات إلى ألمانيا والنمسا. كما أفادت الأنباء بحدوث حالات تدافع بين الشرطة واللاجئين على الحدود بين اليونان ومقدونيا.

 

وقال الصحفي المجري بنتير بانسا إن المجر واقعة في مصيدة معقدة لأنها لا تعرف طريقة تعامل الألمان مع اللاجئين في المستقبل.

 

وأضاف بانسا، في لقاء مع الجزيرة، أن المجر تخشى من إعادة اللاجئين إليها مرة أخرى بعد رحيلهم إلى ألمانيا وفق اتفاقية “دبلن”.

 

أوضاع صعبة

وفي اليونان، طالب مئات اللاجئين السوريين الذين تقطعت بهم السبل في جزيرة “كوس” السلطات اليونانية بتسريع الإجراءات لتمكينهم من الانتقال إلى أثينا.

 

ويعاني أكثرُ من ستة آلاف لاجئ أوضاعاً معيشية صعبة في تلك الجزيرة بعد استمرار تدفق مئات اللاجئين بشكل يومي.

 

وفي ظل غياب مركز لإيواء اللاجئين، يُضطر معظمُهم للنوم في العراء واستثمار مدخراتهم البسيطة لتأمين قوتهم اليومي.

 

في غضون ذلك، تواصل البحرية اليونانية نقل آلاف اللاجئين ممن وصلوا إلى جزرها الشرقية في البحر المتوسط إلى ميناء “بيريوس”.

 

وكانت ألمانيا وإيطاليا وفرنسا قد وقعت أمس وثيقة لتوزيع عادل للاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي، وفق بيان الخارجية الإيطالية.

 

وفي فيينا، يناقش البرلمان النمساوي قانونا يعطي الحكومة الفيدرالية حق إجبار الحكومات المحلية على استقبال اللاجئين من أجل توزيع عادل بين الولايات.

 

اللاجئون السوريون لأوروبا المطرودون من بلاد العرب

في تظاهرة بلغت 30 ألفا في فيينا النمساوية ومثلها في درسدن الألمانية، غصت الشوارع بلافتات تقول للاجئين الهائمين على وجوههم “أهلا وسهلا بكم في ديارنا”.

 

وفي آيسلندا التي استعدت لاستقبال عدد رمزي من اللاجئين، انتفضت حملات شعبية ترحب باستقبال السوريين في بيوتهم، ومن ذلك صفحة أنشأها ناشطون على فيسبوك أعلن فيها 12 ألف آيسلندي استعدادهم لاستضافة لاجئين.

 

ورغم ما تشهده أوروبا من صعود للتيار اليميني المعادي للأجانب، يعكس الموقف الذي قدمته دول أوروبية تجاه اللاجئين أمرا أعمق من مجرد صعود تيار أو هبوطه.

ثقافة القبول

يقول عمر الراوي البرلماني النمساوي عضو المجلس البلدي لفيينا من أصل عربي مسلم إنه رغم وجود حزب يميني حصل على 30% من مقاعد البرلمان وله ثقل سياسي ويحسب حسابه، فإن الأمر يتعلق بثقافة عامة لدى المجتمع في قبول الآخر.

 

ونوه بأن اللاجئين يعاملون بمساواة كاملة في الحقوق وعليهم نفس الواجبات، بينما اللاجئون العرب في البلاد العربية يسكنون في معسكرات، وليس لهم أي حقوق لا هم ولا أولادهم الذين ولدوا في بلد اللجوء العربي، وفق قوله.

 

وهو يقارن بين لاجئ عربي في النمسا ولاجئ عربي في بلاد شقيقة  قال عمر الراوي: في فيينا نحن فخورون بأننا لم نبن معسكرا أو خيمة للاجئين، بل دمجناهم فورا في المجتمع.

 

وبيّن أن النمسا مثلا توفر للاجئ المدارس والرعاية الصحية والمساعدات المالية وتعليم اللغة، ومن ثم إمكانية الحصول على الجنسية.

 

ومع هذا أشار الراوي إلى أن اللاجئ يمر بصعوبات، حيث اللاحئ هو من يصل بطريقة غير شرعية، وهو غالبا يتعرض لتجربة سيئة مع المهربين، “وأكثرهم مجرمون يحملونهم كالحيوانات ومنهم من يموت أثناء الرحلة”.

عنصرية مخزية

بدوره قال المحلل السياسي اللبناني حازم الأمين إن الضيف الراوي تحدث عن مجتمعات تستقبل، أما نحن في المجتمعات العربية فمجتمعات تطرد، لافتا إلى أن المشهد في النمسا لم يوجد له مثيل في دول الجوار السوري.

 

وأضاف الأمين أن ثمة عددا كبيرا من اللاجئين في دول الجوار، وهي دول فقيرة، لكن هذا لا يبرر القوانين “العنصرية والمخزية” الطاردة للسوريين في بلده لبنان، على سبيل المثال، التي حولت اللاجئين إلى مقيمين غير شرعيين.

 

وأوضح أن دخول مليون لاجئ إلى لبنان دخل في الحسابات الداخلية التي تجلس على نظام سياسي طائفي مترهل ومتورط في الحرب في سوريا، وأوضح وجهة نظره بأن طرفا سياسيا لبنانيا متورطا في الحرب وممثلا في الحكومة يجعل هذه الأخيرة مسؤولة عن تهجير السوريين.

 

ولفت الأمين أخيرا إلى أن نقاشا يدور في إسرائيل حول استقبال اللاجئين السوريين، وهو ما عده دليلا على حجم القصور العربي، في ملف اللاجئين السوريين.

 

وعلق مقدم الحلقة عثمان آي فرح “أي عار يمكن أن يكون إذا حصل هذا”.

 

“هاشتاغ” غرق طفل سوري من الأكثر تفاعلا

صورة الطفل السوري الغريق على شواطئ تركيا أفجعت نشطاء التواصل الاجتماعي، فتفاعلوا معها عبر وسم “غرق طفل سوري” ليكون خلال ساعات قليلة ضمن قائمة الأكثر تفاعلا وتداولا عبر العالم.

طفل كان يبحث عن الحياة وسط الموت الذي كان يأتيه من كل حدب وصوب، فلم يجد في سوريا مأوى ولا وطنا ولا كلمة حنان تطمئن قلبه الخائف بين القذائف والصواريخ، فقرر الهرب من الموت ليجده بين تلاطم الأمواج، ثم يلفظه البحر على شواطئ تركيا ليكون حديث العالم أجمع.

فبعد تداول صور لطفل سوري مات غرقا، أطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وسم “غرق طفل سوري” ليكون خلال ساعات قليلة ضمن قائمة الأكثر تفاعلا وتداولا عبر العالم.

وصف الداعية الإسلامي الدكتور عائض القرني صورة الطفل الغريق بأنها شهادة على موت الضمير العالمي.

أما الدكتور محمد العريفي فغرد: يصلنا من مآسي اللاجئين السوريين جزء قليل. وأضاف العريفي بأن التحرك المتعقل عبر جمعيات موثوقة أمر مهم.

رئيس الوزراء الأردني الأسبق سمير الرفاعي استدعى مقولة الفاروق “قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما: لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله سائلي عنها يوم القيامة”. ثم أضاف الرفاعي “ماذا نتوقع من جيل لا يعرف إلا الموت والحزن، علينا أن نعيد مجدنا، أبناؤنا يستحقون حياة مليئة بالأمل والحنان والسكينة”.

 

من زاوية أخرى غرد الكاتب والباحث السعودي محمد السماعيل بأن وقوع هذه الكارثة فيها إساءة للعرب والإسلام والمسلمين، وبأنه ليس أمام السوريين إلا الخوض في حمامات الدم ببلادهم، أو الغرق في أمواج البحر خارجها، وأضاف “إذا لم نتحرك لإنقاذ من بقي من إخواننا السوريين فنحن أمام مؤشر خطير لما قد يحدث لجميع العرب والمسلمين مستقبلا”.

كما شهد موقع فيسبوك تفاعلا كبيرا مع الوسم، فكتبت الناشطة ميمونة الباسل: “لو كان طارق بن زياد حيا لقال: أيها الناس، أين المفر والبحر أمامكم والعدو من ورائكم، بدلا من قوله: أيها الناس أين المفر والبحر من ورائكم والعدو أمامكم”.

ولخصت عاتكة العمري القصة في اقتباسها فقالت:

صغيري ليس يسعفني الكلامُ                وحرفي هل تراهُ له مقامُ

يفر صغارهم من نارٍ حربٍ                وموج البحر يقذفهم ركامُ

 

صورة طفل سوري غريق تفجع العالم

أثارت صورة طفل سوري غريق شعورا بالغضب والفاجعة بعد انتشارها الواسع عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، في ظل محنة اللاجئين الذين يحاولون عبور البحر من شواطئ تركيا إلى الجزر اليونانية.

وتظهر جثة الطفل الصغير الذي يرتدي قميصا أحمر وسروالا قصيرا أزرق وهو ملقى على وجهه وسط رغوة الأمواج المتكسرة على شاطئ يقع قرب بدروم، أحد المنتجعات التركية الشهيرة.

وفي صورة أخرى يظهر رجل شرطة مقطب الوجه يحمل الجسد الصغير ويمضي.

وانتشر على موقع تويتر وسم “الإنسانية تلفظ على الشاطئ” بعد تداول الصورة على نطاق واسع.

بلغ السيل الزبى

وعلق بعض الناشطين على الموقع بالقول إن هذه الصورة تلخص فشل المجتمع الدولي في سوريا، واعتبروها إنذارا لزعماء أوروبا بأنه قد بلغ السيل الزبى.

وتساءلت صحيفة إندبندنت البريطانية في صفحتها على تويتر قائلة “إذا لم تغير صورة هذا الطفل موقف أوروبا تجاه اللاجئين، فما الذي سيغيره؟”

 

وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية على موقعها الإلكتروني إن مأساة الطفل الصغير تلخص يأس هؤلاء اللاجئين.

وتعاطف كثير من الأوروبيين مع صورة الطفل “التي فطرت قلوبهم”، مطالبين زعماءهم بالتدخل لإنهاء مأساة اللاجئين.

وذكرت تقارير عديدة أن الطفل غرق مع أخيه حين كانا مع والديهما في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.

وكان الطفل واحدا من 16 لاجئا غرقوا قبالة السواحل التركية، بينهم خمسة أطفال وامرأة، لم تثنهم المخاطر عن خوض البحر أملا في الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية.

وتعالى صراخ اللاجئين الذين كانوا في قاربين حين أدركهم الغرق، وهو ما أنذر خفر السواحل التركي الذي لم يفلح في إنقاذ هؤلاء، لكنه أنقذ 15 شخصا آخرين من مجموع ركاب القاربين، كما تمكن آخرون من الوصول إلى الشاطئ وهم يرتدون سترات النجاة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

صور الطفل الغريق تجسد محنة اللاجئين

قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن فاجعة الطفل الغريق تجسد حجم المعاناة الهائلة التي يكابدها هؤلاء اللاجئون البؤساء على مختلف أعمارهم هربا من ويلات الحروب والاضطرابات في بلادهم.

وكتبت الصحيفة تقول إن الصور المفجعة للطفل الغريق لخصت المأساة البشرية لأزمة اللاجئين في أوروبا.

فبينما يصارع السياسيون هناك للتوصل إلى توافق حول أفضل السبل للتعامل مع أسوأ أزمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية، أشعلت صورة الطفل عيلان الكردي، ابن الثالثة الذي غرق مع أخيه غالب الذي يكبره بعامين وأمهما، مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت عندما كتب عليها “البشرية تجرفها الأمواج إلى الشاطئ”.

وأشارت الصحيفة إلى أن خمسة أطفال وامرأة، من مجموع 23 مهاجرا، قضوا في هذا الحادث المأساوي بينما كانوا يحاولون الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية التي وصل إليها نحو 23 ألف مهاجر الأسبوع الماضي فقط، وبذلك يكون مجموع الذين وصلوا إلى اليونان في الأشهر التسعة الأولى لهذا العام 160 ألفا.

 

شرطي تركي يحمل جثة الطفل الغريق (الأوروبية)

وفي زاوية أخرى، ذكرت نفس الصحيفة أن محنة أطفال اللاجئين الذين يموتون ويعانون كثفت النقاش في أنحاء أوروبا بشأن كيفية الاستجابة لأسوأ أزمة هجرة لا تزال تتفاقم.

ففي تركيا، أثارت جثتا الأخوين الصغيرين عيلان وغالب تدفقا هائلا من التعاطف في جميع أنحاء القارة الأوروبية. وفي الوقت نفسه جسد مشهد آخر من مقدونيا، حيث يقف شرطي حاملا رضيعا يصرخ عند الأسلاك الحدودية الشائكة مع اليونان، محنة أعداد لا تحصى من الأطفال الذين يخوضون رحلات يائسة عبر البلقان.

وقالت الصحيفة إن مثل هذه الصور أصبحت نقطة التقاء لأولئك الذين يقولون إن على أوروبا أن تفتح أذرعها للاجئين، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن حيث تم مساء أمس إعادة تشكيل الحدود مما يكبح حرية الحركة داخل ما يعرف بمنطقة “شنغن”.

وقد تم تنفيذ تفتيشات حدودية بين إيطاليا والنمسا بناء على طلب ألمانيا، وسط دلائل على أن المسؤولين يعتقدون الآن أن مبدأ حرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي غير مستدام. وفي المقابل، وصفت المفوضية الأوروبية الضوابط بأنها “مراجعات شرطية” ونفت أن تكون هناك مخالفة لاتفاق شنغن.

“فاجعة هذا الطفل ينبغي أن تجمع العقول وتجبر دول الاتحاد الأوروبي على العمل معا والاتفاق على خطة لمعالجة أزمة اللاجئين”

صور مفجعة

ومن جانبها، علقت صحيفة غارديان على صور الطفل الغريق بأنها صادمة ومأساوية وتذكر بالمخاطر التي يخوضها الأطفال وأسرهم بحثا عن حياة أفضل، وقالت إن فاجعة هذا الطفل ينبغي أن تجمع العقول وتجبر دول الاتحاد الأوروبي على العمل معا والاتفاق على خطة لمعالجة أزمة اللاجئين.

وأشارت الصحيفة إلى أن فاجعة الأمس كانت جزءا من حصيلة قاتمة لنحو 2500 شخص لقوا حتفهم هذا الصيف وهم يحاولون عبور البحر المتوسط إلى أوروبا، وفق وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. كما أن الظروف على الجزر التي يكتظون فيها أصبحت فوضوية بشكل كبير مما جعل المسؤولين يبدون تخوفهم من تفشي الأمراض وسط ارتفاع مستويات القذارة.

وتعليقا على هذه المأساة أيضا، تساءلت صحيفة إندبندنت مستهجنة “إذا لم تغير هذه الصور المفجعة للطفل السوري الغريق الذي جرفته الأمواج إلى الشاطئ موقف أوروبا من اللاجئين فما الذي سيغيره؟”.

واعتبرت الصحيفة مثل هذه الصور بمثابة تذكير قوي بأن المزيد من اللاجئين سيموتون في رحلة يأسهم هربا من الاضطهاد ووصولا إلى بر الأمان، بينما يحاول القادة الأوروبيون بشكل متزايد منعهم من الاستقرار في القارة.

وقالت الصحيفة إن هذه الصور والمأساة التي تنقلها يصعب تجاهلها، وهو ما جعل كبار السياسيين في بريطانيا يطالبون حكومة ديفد كاميرون ببذل المزيد لمعالجة أزمة اللاجئين.

 

هل هم قانونيا مهاجرون أم لاجئون؟

نشرت مجلة تايم الأميركية تقريرا عن موجة اللجوء/الهجرة الحالية يستعرض الجدل القائم بين مختلف وسائل الإعلام والهيئات الدولية والمنظمات، بشأن الكلمة التي يمكن استخدامها لوصف هذه الموجة. أهي كلمة “مهاجر” أم “لاجئ”.

يستهل الكاتب تقريره بالاعتراف بالآلام القاسية التي يعانيها كل قاصدي أوروبا حاليا، سواء كانوا من دول الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا أو غربها، لكنه يتساءل إن كانت هذه المعاناة تعطيهم الحق في وصفهم بـ”لاجئين” من الحرب والقمع ويستحقون الحماية بموجب القانون الدولي؟ أم يستحقون فقط أن يُطلق عليهم وصف “مهاجرين” وهو مصطلح -كما يقول- يسمى به من يسعون للحصول على حياة أفضل في دولة أخرى.

وأشار التقرير إلى أن شبكة الجزيرة الإعلامية أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستتوقف عن استخدام كلمة “مهاجر” في تغطياتها الإخبارية لأنها غير دقيقة في وصف الرعب والمعاناة الإنسانيين اللذين ظهرا في البحر المتوسط، حيث لقي أكثر من 2500 مصرعهم لدى مغادرتهم تركيا أو شمال أفريقيا بقوارب مكتظة خلال العام الحالي.

“مجلة تايم:شبكة الجزيرة الإعلامية أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستتوقف عن استخدام كلمة “مهاجر” في تغطياتها الإخبارية، لأنها غير دقيقة في وصف الرعب والمعاناة الإنسانيين اللذين ظهرا في البحر المتوسط ”

ونقل عن الجزيرة أيضا قولها إن هذه الكلمة تجاوزت تعريفاتها القاموسية وأصبحت أداة لنزع الأبعاد الإنسانية مما يجري للمعنيين، وإنها ستستخدم كلمة “لاجئ” بدلا من “مهاجر”.

وقال التقرير إن إعلان شبكة الجزيرة قوبل بالإشادة من بعض المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يخشون تصاعد العداء للمهاجرين في أوروبا، لكن تم انتقاده من قبل آخرين بحجة أنه يتضمن أن “اللاجئين” فقط يستحقون العطف والتضامن وتقديم المساعدة لا “المهاجرين”.

ويستمر التقرير ليقول إنه ومن الناحية القانونية هناك اختلاف مهم. فمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة توضح أن المصطلحين يتعلقان بما إذا كان الشخص يتعرض لـ”الطرد” أو “الجذب”. فالمهاجر هو الشخص الذي يبحث عن وضع معيشي أفضل في دولة أخرى، واللاجئ هو الذي يهرب من القمع والصراع والحرب. والأخيرون فقط هم الذين من الممكن منحهم حق اللجوء في أوروبا.

وأشار التقرير إلى أن قادة أوروبا جميعهم يصفون عابري المتوسط بـ”المهاجرين”، أما مسؤولو الأمم المتحدة فيقولون إن أغلب الـ137 ألفا الذين عبروا المتوسط خلال النصف الأول من العام الجاري هربوا من الحرب، الصراع أو القمع، ويستحقون إطلاق كلمة “لاجئ” عليهم، وإن حرمانهم من هذا الوصف يحرمهم من روح التضامن التي يتمتع بها الأوروبيون تجاه “اللاجئين”.

ورغم ذلك، يضيف التقرير أن المسؤولين الأوروبيين يقولون إن إطلاق كلمة “لاجئ” على جميع عابري المتوسط أمر غير صحيح، لأن كثيرا من القادمين من غرب أفريقيا غير هاربين للنجاة بأرواحهم، بل يسعون لمستويات أعلى من الأوضاع المعيشية.

ونسب التقرير للمدير القانوني لهيئة الهجرة السويدية الحكومية فريدريك بيير، قوله “أؤيد توجه شبكة الجزيرة، وأعتقد أنهم يرغبون في إبراز البعد الإنساني على الوضع، لكننا ببساطة نقول إن من يتنقل عبر الكرة الأرضية ولم يتقدم بطلب للجوء، فهو مهاجر”.

ويضيف بيير أنه بمجرد تقدم المهاجر بطلب للجوء، يصبح طالبا للجوء، وأن هيئتهم تستخدم كلمة لاجئ فقط لمن حظي طلبه بالقبول.

 

من هو الطفل السوري الغريق الذي هزّ العالم؟

المصادر رجحت أن يكون إيلان من مدينة “كوباني” السورية

العربية.نت – عهد فاضل

أكدت مصادر إعلامية تركية أن الطفل السوري الغريق، والذي رجَّ الكرة الأرضية بجسده الملائكي الذي تلاعبت به الأمواج، اسمه “إيلان كردي” وعمره ثلاث سنوات.

كما نقلت المصادر أن شقيق إيلان، وعمره 5 سنوات، قد مات غرقا، هو الآخر، حيث كان معه على متن القارب. إلا أن المصادر لم تشر إلى مصير الأبوين، أو مرافقي الطفل الذي انتهى به المصير السوري، لأن ينام على بطنه فوق رمال البحر المتوسط. عوضا عن أن يكون على صدر أمه التي لابدّ وأنّه صرخ مناديا عليها.. ولم يجدها.

 

نام إيلان، وافترش البحر المتوسط سريراً. وترك في قلب الكرة الأرضية فجيعة لا تجرؤ كلمة على الاقتراب من معناها، أبداً.

مبروك للرئيس السوري نجاح ابنه حافظ في مرحلة التعليم الأساسي.

مبروك على استحقاقك، يا ريّس، فروَ الذئب. لا حرمنا الله منك: فقط لنحاسبك، نحن!

لا حرمنا الله منك يا بشار الأسد. وأذكر قصيدة لشاعر سعودي خاطب فيها بشار الأسد قائلا:

بشار لا ترحلْ.

فعلاً. ابقَ معنا يا بشار. بيننا الكثير. هذا وعد. وعد يا إيلان الكردي.

كوباني .. مدينة الموت

 

ومن جهة أخرى، نقلت وكالة “رويترز”عن عمة الطفل السوري الغريق الذي جرفت الأمواج جثته إلى شاطئ تركي لصحيفة كندية، اليوم الخميس، إن أسرة الطفل كانت تحاول الهجرة إلى كندا بعدما فرت من الصراع في مدينة كوباني السورية.

ولقي شقيق أيلان ويدعى غالب ويبلغ من العمر خمس سنوات، وأمه ريحان (35 عاما) حتفهما إثر انقلاب قاربهم أثناء محاولة الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية. وقالت صحيفة “صباح” التركية، إن والد الطفل ويدعى عبدالله عثر عليه فاقدا للوعي تقريبا، ونقل إلى مستشفى قرب بوضروم.

ونقلت صحيفة “ناشونال بوست” الكندية عن تيما كردي، شقيقة عبدالله وتسكن مدينة فانكوفر في كندا “سمعت النبأ في الساعة الخامسة فجر اليوم”، واتصلت زوجة أحد أشقاء عبدالله بتيما.

وقالت “تلقت اتصالا من عبدالله وكان كل ما قاله هو: ماتت زوجتي وطفلاي”.

ونقلت الصحيفة عن تيما قولها إن عبدالله وزوجته وطفليه قدموا طلبات لجوء على نفقة خاصة للسلطات الكندية، ورفضت في يونيو بسبب مشاكل في الطلبات الواردة من تركيا.

وأضافت “كنت أحاول التكفل بهم، ولدي أصدقاء وجيران ساعدوني في أرصدة البنوك، لكننا لم نستطع إخراجهم، ولذا ركبوا القارب.

“كنت أدفع إيجار مسكنهم في تركيا، لكن طريقة معاملة السوريين هناك مريعة”.

وقال مسؤول في البحرية إن أسرة عبدالله كانت من بين 12 لاجئا على الأقل يعتقد أنهم سوريون لقوا حتفهم أثناء محاولة الوصول إلى كوس بعد أن انطلق قاربان يحملان 23 شخصا في المجمل من منطقة أكيارلار في شبه جزيرة بوضروم التركية.

وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن قرابة 160 ألف لاجئ ومهاجر وصلوا إلى اليونان بحرا منذ مطلع العام الماضي. وفي يوليو وصل أكثر من 50 ألف شخص معظمهم سوريون إلى اليونان مقارنة بعددهم في عام 2014 كله وهو 43500 شخص.

 

بوتين يدعم #الأسد المحتضر في سوريا بالجنود والعتاد

العربية.نت (ترجمة غادة شكري)

في إطار الحديث عن الدعم الروسي للرئيس بشار الأسد، أكدت محطة تلفزيونية تابعة للحكومة السورية أن القوات الروسية تقاتل إلى جانب الجيش السوري.

جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة “التايمز” بعنوان “الكرملين يرسل رجالا وسلاحا لدعم نظام الأسد المحتضر”.

وأوضح مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق صوره مسلحون موالون للأسد وبثته القناة السالفة الذكر، قوات تدعمها مدرعة من بين أكثر المدرعات تطورا في الجيش الروسي.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه تم سماع أصوات روسية بوضوح في المقطع، لافتة إلى أن المقطع من المزعوم أنه لقوات حكومية سورية تقاتل المسلحين في جبال اللاذقية.

واندهش محللون من ظهور المركبة المصفحة BTR-82A والتي سلمت فقط للقوات الروسية العام الماضي.

ومن جانبه، أشار إيغور سوتياجين، وهو خبير عسكري روسي يعمل في معهد الخدمات المتحدة الملكي، إلى أن الصوت المصاحب للفيديو يبدو كأنه تعليمات بالروسية لطاقم المدرعة.

وتأتي هذه الأنباء وسط تقارير عن تزايد تورط الروس في الحرب الدائرة في سوريا، خاصة مع سعي موسكو لعمل تحالف إقليمي للقضاء على تنظيم داعش.

وكانت صور تم تحميلها عبر الإنترنت على أحد مواقع الشحن في الـ20 من أغسطس الماضي، أظهرت سفينة تابعة للبحرية الروسية محملة بالآليات العسكرية تتجه جنوبا عبر مضيق البوسفور، ورغم أن وجهتها غير معلومة فإنه يعتقد أنها رست في ميناء طرطوس السوري والذي تسيطر عليه روسيا.

ولفتت تللك الصور، حسب الصحيفة، نظر المحللين باعتبارها المرة الأولى التي تمر فيها علنا سفينة محملة بالمعدات العسكرية من خلال اسطنبول.

وتتفاخر الحكومة السورية دوماً باستمرار الدعم الروسي لها، حيث قال الرئيس الأسد من خلال التلفزيون اللبناني الأسبوع الماضي “لدينا ثقة قوية في الروس، لأنهم أثبتوا خلال هذه الأزمة ولمدة أربع سنوات صدق علاقتهم ببلادنا”.

ونفت الحكومة الروسية تقريرا نشرته صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية، الاثنين الماضي، يؤكد أن موسكو تستعد لإرسال فريق كامل من قوات “التدخل السريع” للقتال علناً إلى جانب قوات النظام في سوريا.

 

هنغاريا: قواعد جديدة لمواجهة تدفق اللاجئين

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال رئيس وزراء هنغاريا، فيكتور أوربان، الخميس، إن بلاده سيكون لديها بحلول 15 سبتمبر حزمة قواعد لمواجهة تدفق اللاجئين من بينها إقامة الحواجز.

 

وأضاف أوربان بعد اجتماع مع رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شوالتس، في بروكسل “نحن يعترينا الخوف، الناس في أوروبا يعتريهم الخوف لأنهم يرون الزعماء الأوروبيين ومن بينهم رؤساء الوزراء عاجزين عن السيطرة على الوضع”.

 

وأوضح أوربان “جئت إلى هنا لإبلاغ الرئيس بأن هنغاريا فعلت كل ما هو ممكن للحفاظ علي القواعد. نعد حاليا في برلمان هنغاريا حزمة قواعد جديدة ونقيم الحواجز وكل هذا يمكن أن يخلق وضعا جديدا في هنغاريا وأوروبا اعتبارا من 15 سبتمبر”.

 

وتابع: “أمامنا الآن أسبوع واحد من الوقت للتحضير”.

 

وأوقفت سلطات هنغاريا، الخميس، رحلات القطارات الدولية المتجهة إلى دول غرب أوروبا من العاصمة بودابست لفترة غير محددة.

 

وجاء قرار هنغاريا بعد أن تدفق المهاجرون على محطة قطار كيليتي في بودابست مع انسحاب الشرطة، ولكن الشركة المشغلة للقطارات قالت إنه لن تكون هناك قطارات إلى أوروبا الغربية.

 

وفي وقت سابق اقتحم مهاجرون محطة القطارات الرئيسية في العاصمة الهنغارية بودابست، إذ اندفع المئات لركوب قطار عقب انسحاب الشرطة الهنغارية بعد أن أغلقت البوابات لمدة يومين.

 

 

تفتيش اللاجئين

 

من جانبه، قال قائد شرطة العاصمة النمساوية، غيرهارد بورستل، إن اللاجئين الذين سيصلون إلى فيينا من هنغاريا لن يتم تسجيلهم أو مراقبتهم وسيسمح لهم بمواصلة رحلتهم.

 

وقال بورستل: “لا يمكننا بالتأكيد تفتيش كل الأشخاص الذين يصلون وتحديد هوياتهم أو حتى القبض عليهم، لا يمكننا القيام بذلك ولا نخطط للقيام بذلك

 

القائد السابق لـCIA برسالة لـCNN: يمكن استمالة عناصر ومكونات بجبهة النصرة لمواجهة داعش والأسد

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال الجنرال الأمريكي المتقاعد والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، ديفيد بترايوس، إنه من الممكن التعاون مع “عناصر ومكونات” داخل جبهة النصرة في مواجهة تنظيم داعش ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفا أن تحالفا من هذا النوع سيكون شبيها بالتحالف مع القبائل السنية الذي ألحق الهزيمة بالقاعدة في العراق.

 

وقال بترايوس، في مقال أرسله إلى CNN ردا على سؤال من الشبكة له حول تصريحات منسوبة إليه تحدث فيها عن استخدام عناصر تنظيم القاعدة – وتحديدا جبهة النصرة – لإلحاق الهزيمة بداعش، إن هذا الآراء بحاجة للكثير من الشرح لفهمها على حقيقتها.

 

وتابع بترايوس بالقول: “علينا في كل الظروف ألا نحاول استخدام أو دعم تنظيم جبهة النصرة، التابعة للقاعدة، ضد تنظيم داعش، ولكن بعض المقاتلين وربما بعض المكونات داخل جبهة النصرة اليوم قد تقبل الانضمام إلى المعركة مع داعش استغلالا للفرصة القائمة وليس لأسباب أيديولوجية، فهم يرون في جبهة النصرة حصانا يمكن لهم المراهنة عليه ولا يرون بالمقابل بديلا يتمتع بالمصداقية، بانتظار حصول المعارضة المعتدلة على الموارد المناسبة.”

 

وأضاف الجنرال الأمريكي المتقاعد: “المشكلة ستكون إمكانية العثور في مرحلة معينة على عناصر قابلة للإدماج ويمكن لها إعلان تخليها عن جبهة النصرة والانضمام إلى المعارضة المعتدلة من أجل محاربة النصرة وداعش والأسد معا. هذا الأمر سيتطلب تأسيس جماعات معارضة معتدلة أكثر قوة بدعم من أمريكا والتحالف، بهدف إلحاق الهزيمة بداعش، وفي الوقت نفسه زيادة الضغط العسكري على جميع التنظيمات المتشددة.”

 

وردا على استفسار من CNN حول الجدل الذي سيخلقه التعاون مع عناصر من النصرة بمواجهة داعش رأى بترايوس أن الحرب مع التنظيم سبق أن قرّبت بين أعداء الماضي، كما في التعاون بين أمريكا وإيران قائلا: “في العراق، وخلال فترة زيادة عدد القوات الأمريكية بذلك البلد، بدلت العشائر العراقية السنية التي كانت متحالفة مع القاعدة موقفها نظرا لوجود بدائل أفضل وإمكانية للتعاون معنا ومع الحكومة العراقية، ولذلك خسرت القاعدة مواقعها.”

 

وأضاف: “التعاون مع تلك العناصر لم يكن قرارا سهلا، لأن بعضهم تورط بقتل أمريكيين، ولكن كان التعاون يصب في إطار مصلحتنا القومية، وقد ساهمت الخطوة كثيرا في إلحاق الهزيمة بالقاعدة في العراق بين عامي 2007 و2008، واستمر الأمر لسنوات، ولكن للأسف جرى فسخ الكثير من تلك الاتفاقيات لاحقا، وساهم ذلك – مع الكثير من التصرفات الأخرى التي أقدمت عليها الحكومة العراقية واستفزت عبرها السنة العرب – في عودة تنظيم القاعدة على شكل تنظيم داعش.”

 

الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان: قصف النظام السوري لبلدة يحول دون تحرير مئات المسيحيين

روما (3 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

ذكر مدير الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان أن “قصف النظام السوري المتواصل لبلدة القريتين في ريف حمص حال دون إتمام صفقة إطلاق جميع المدنيين المحتجزين لدى تنظيم الدولة الإسلامية”، وأشار إلى نجاح الوسطاء بإطلاق سراح 34 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال.

 

وقال أسامة أدوارد لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن قصف قوات النظام السوري المتواصل لبلدة القريتين في ريف حمص حال دون إتمام صفقة إطلاق جميع المدنيين المحتجزين لدى تنظيم الدولة الإسلامية”، وحمّل النظام مسؤولية تأخير إنجاز صفقة إطلاق سراح نحو 270 من مسيحيي البلدة.

 

وقال إدوارد “نجح الوسطاء حتى الآن بإطلاق سراح 34 شخصاً يوم الأربعاء معظمهم من النساء والأطفال، والدفعة الثانية سيتم إطلاق سراحها اليوم الخميس”، وفق تأكيده.

 

وأكّد مدير الشبكة أن الأب جاك مراد، راعي دير مار إليان الذي هدمه التنظيم، والمختطف في السابع والعشرين من أيار/مايو الماضي “هو بخير وسيكون ضمن الدفعة الأخيرة من المحررين”، على حد تعبيره.

 

ونجحت مفاوضات لإطلاق سراح نحو مائة عائلة آشورية من المحتجزين لدى تنظيم الدولة بعد أسابيع من المفاوضات، وهم محتجزين من قبل التنظيم، الذي سيطر على بلدة القريتين عقب هجوم عسكري مسلح أوائل آب/أغسطس الماضي.

 

الأمم المتحدة: قوى خارجية تدير الصراع في سوريا

من ستيفاني نيبيهاي

 

جنيف (رويترز) – قال محققون في جرائم الحرب يتبعون الأمم المتحدة يوم الخميس إن السوريين محاصرون بين قصف الحكومة للمناطق المدنية وجماعات إسلامية لا ترحم في صراع تديره على نحو متزايد قوى خارجية ويتسم “بانتشار التطرف”.

 

وأضاف المحققون أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة من محافظات بشمال وشرق سوريا امتد إلى وسط البلاد وجنوبها ليبث الرعب ويرتكب جرائم ضد الإنسانية.

 

ويستند أحدث تقرير صادر عن الأمم المتحدة لتوثيق أعمال القتل والاغتصاب والخطف التي ارتكبتها كل الأطراف في سوريا بين شهري يناير كانون الثاني ويوليو تموز إلى 355 مقابلة بالإضافة إلى صور فوتوغرافية وأخرى التقطتها الأقمار الصناعية وسجلات طبية.

 

وقالت لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية ويقودها باولو بينيرو “يتردد صدى صرخة من أجل السلام والمحاسبة.”

 

وأضاف التقرير دون أن يذكر أسماء “أن قوى دولية وإقليمية تدير الحرب على نحو متزايد خاصة وفقا لما يتماشى مع مصالحها الجغرافية الاستراتيجية.”

 

ويحارب الجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية مقاتلي المعارضة وتحظى دمشق بدعم مالي وعسكري من إيران. وتلقي سوريا باللوم في تقدم مقاتلي المعارضة ببعض المناطق في الآونة الأخيرة على دعم تقدمه لهم تركيا وقطر والسعودية.

 

وقال التقرير “أسفر التنافس بين القوى الإقليمية على النفوذ… عن تفاقم يبعث على القلق للبعد الطائفي بعد تدخل مقاتلين أجانب ورجال دين متشددين.”

 

وتابع أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تواصل قصف المناطق السكنية في حلب ودير الزور وإدلب ودمشق ودرعا جوا “مما أدى إلى خسائر مدنية واسعة النطاق”. وأضاف أن طائرات هليكوبتر سورية أسقطت براميل متفجرة ودعا إلى وقف استخدام الأسلحة غير المشروعة.

 

وقال التقرير “يواصل المحققون التحري عن مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في شكل غاز الكلور و/أو غاز الفوسجين في سرمين وسراقب وقميناس وبنش وبلدات وقرى أخرى في إدلب في مارس وابريل” في إشارة إلى مزاعم إسقاط براميل متفجرة تحتوي على غاز سام في المحافظة الواقعة بشمال غرب سوريا.

 

وقال المحققون الذين أجروا مقابلات مع 600 سجين سابق منذ 2011 “كلهم تقريبا ضحايا تعذيب أو شهود عليه. حضر الكثير منهم وفاة سجناء.

 

“الحكومة مسؤولة عن وفاة المعتقلين على نطاق واسع.”

 

وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية كثف هجماته على محافظتي حمص والحسكة. وتابع أن مقاتلي التنظيم هاجموا مجتمعات كردية وكان أعنف هجوم لهم في مدينة عين العرب (كوباني) في يونيو حزيران إذ يقدر أنه أسفر عن مقتل 250 مدنيا.

 

وتابع “ارتكب تنظيم الدولة الإسلامية القتل والتعذيب والاغتصاب والعبودية الجنسية والعنف الجنسي والتهجير القسري وغير ذلك من التصرفات غير الإنسانية في إطار هجوم واسع النطاق على السكان المدنيين وصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية.”

 

وتعتبر هذه التصرفات أيضا جرائم حرب علاوة على استغلال التنظيم للأطفال في القتال والهجوم على أهداف ثقافية تحظى بالحماية.

 

وقادت جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا مكاسب مقاتلي المعارضة في إدلب “وفرضت أيديولوجيتها المتشددة”.

 

وقال التقرير “مازالت اللجنة تحقق في تقارير عن قيام مقاتلي الدولة الإسلامية بإلقاء مثليين جنسيا من فوق مبان عالية وقيام جبهة النصرة بقطع رؤوسهم.”

 

وأشار التقرير إلى أن ضربة جوية بقيادة الولايات المتحدة على منطقة بير محلي في حلب في ابريل نيسان أسفرت عن سقوط 60 قتيلا على الأقل من المدنيين فيما أسفرت ضربة على منطقة دالي حسن في حلب في يونيو حزيران عن مقتل أسرة تضم خمسة أطفال.

 

ولم يتضح الهدف العسكري من الهجومين.

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

تقرير: أسرة الطفل السوري الغريق كانت تحاول الهجرة إلى كندا

من تولاي كارادنيز

أنقرة (رويترز) – قال عمة طفل سوري غريق جرفت الأمواج جثته إلى شاطئ تركي لصحيفة كندية يوم الخميس إن أسرة الطفل كانت تحاول الهجرة إلى كندا بعدما فرت من الصراع في مدينة كوباني السورية.

 

وهيمنت صورة جثة الطفل الغريق أيلان كردي البالغ من العمر ثلاث سنوات التي جرفتها الأمواج إلى شاطئ منتجع بوضروم التركي المطل على بحر إيجه على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء وأثارت التعاطف والغضب من تقاعس الدول المتقدمة عن مساعدة اللاجئين.

 

ولقي شقيق أيلان ويدعى غالب ويبلغ من العمر خمس سنوات وأمه ريحان (35 عاما) حتفهما إثر انقلاب قاربهم أثناء محاولة الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية. وقالت صحيفة صباح التركية إن والد الطفل ويدعى عبد الله عثر عليه فاقدا للوعي تقريبا ونقل إلى مستشفى قرب بوضروم.

 

ونقلت صحيفة ناشونال بوست الكندية عن تيما كردي شقيقة عبد الله وتسكن مدينة فانكوفر في كندا “سمعت النبأ في الساعة الخامسة فجر اليوم.” واتصلت زوجة أحد أشقاء عبد الله بتيما.

 

وقالت “تلقت اتصالا من عبد الله وكان كل ما قاله هو: ماتت زوجتي وطفلاي.”

 

ونقلت الصحيفة عن تيما قولها إن عبد الله وزوجته وطفليه قدموا طلبات لجوء على نفقة خاصة للسلطات الكندية ورفضت في يونيو حزيران بسبب مشاكل في الطلبات الواردة من تركيا.

 

وأضافت “كنت أحاول التكفل بهم ولدي أصدقاء وجيران ساعدوني في أرصدة البنوك لكننا لم نستطع إخراجهم ولذا ركبوا القارب.

 

“كنت أدفع إيجار مسكنهم في تركيا لكن طريقة معاملة السوريين هناك مريعة.”

 

وامتدح العالم استقبال تركيا لمليوني لاجئ منذ بدء الصراع في سوريا في مارس آذار 2011 إذ أنفقت ستة مليارات دولار على رعايتهم ولم تحصل سوى على 400 مليون دولار في شكل مساعدات من الخارج.

 

لكن تركيا حذرت من نفاد قدرتها الاستيعابية وقالت إن الآف يقومون الآن برحلة محفوفة بالمخاطر في قوارب من تركيا إلى اليونان سعيا لدخول أوروبا.

 

وكوباني مدينة تقع في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا وشهدت معارك ضارية بين تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلين أكراد قبل عدة أشهر.

 

ووصل عشرات الآلاف من السوريين الفارين من الحرب إلى ساحل بحر إيجه في تركيا هذا الصيف لركوب القوارب في طريقهم إلى اليونان.

 

وقال الجيش التركي إن فرق البحث والإنقاذ التابعة له أنقذت حياة مئات المهاجرين وسط الأمواج المتلاطمة بين تركيا والجزر اليونانية خلال الشهور القليلة الماضية.

 

وقال مسؤول في البحرية إن أسرة عبد الله كانت من بين 12 لاجئا على الأقل يعتقد أنهم سوريون لقوا حتفهم أثناء محاولة الوصول إلى كوس بعد أن انطلق قاربان يحملان 23 شخصا في المجمل من منطقة أكيارلار في شبه جزيرة بوضروم التركية.

 

وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن قرابة 160 ألف لاجئ ومهاجر وصلوا إلى اليونان بحرا منذ مطلع العام الماضي. وفي يوليو تموز وصل أكثر من 50 ألف شخص معظمهم سوريون إلى اليونان مقارنة بعددهم في عام 2014 كله وهو 43500 شخص.

 

وناشدت المفوضية اليونان والاتحاد الأوروبي مرارا اتخاذ خطوات لمواجهة الموقف.

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى