أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 30 تشرين الثاني 2017

 

 

 

دي ميستورا: نقترب من المفاوضات المباشرة

موسكو، جنيف، لندن – «الحياة»، أ ف ب

 

أعلن الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحافي ليل أمس أن المفاوضات بين وفدي المعارضة والحكومة السورية، التي تمت في غرفتين منفصلتين «لم نناقش موضوع الرئاسة». وقال «أننا نقترب من المفاوضات المباشرة». وتوقع أن يعود وفد الحكومة السورية إلى دمشق للتشاور قبل محادثات اضافية منتصف الأسبوع المقبل. واشار الى أن أجندة محادثات جنيف ستركز خصوصاً على العملية الدستورية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف الأمم المتحدة واكد إنه يعتزم مواصلة جولة المفاوضات في جنيف حتى 15 الجاري.

 

وكان مصدر مقرب من المحادثات أعلن أمس، انتهاء المرحلة الأولى مع وفدي دمشق والمعارضة. وأوضح أن المحادثات ستستأنف اليوم. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن مصدر قريب أن لدى وفد الحكومة السورية «تعليمات بمغادرة المفاوضات السبت، وستتخذ دمشق بعد ذلك قراراً في شأن احتمال عودته إلى جنيف لاحقاً».

 

وأضاف المصدر أن وفد المعارضة الموحد ينوي في المقابل البقاء في جنيف حتى منتصف كانون الأول (ديسمبر) الجاري استجابة لطلب دي ميستورا. وفيما أفاد «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن بأن أكثر من 400 عنصر من مشاة البحرية الأميركية سيعودون قريباً إلى بلادهم بعد قتالهم إلى جانب «قوات سورية الديموقراطية» والمساهمة في طرد «داعش» من الرقة، أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أمس، أن موسكو بدأت الإعداد لتقليص وجودها العسكري في سورية.

 

والتقى المبعوث الأممي الوفدين، الرسمي والمعارضة، غداة دعوته إياهما للتخلي عن «الشروط المسبقة» والتركيز على إنجاز «تقدم حقيقي. وعلى رغم وجود الوفدين تحت سقف واحد، إلا أنه لم يحدث أي لقاء مباشر بينهما، إذ جلس الوفدان في قاعتين متقابلتين، وتولى دي ميستورا ومساعدوه التنقل بينهما. وكان المبعوث الأممي وزع سابقاً على الوفدين وثيقة عنوانها «لا ورقة»، من 12 بنداً تشمل رؤيته لسورية المستقبل. وقبل بدء اجتماعه المغلق مع الوفد الحكومي داخل إحدى القاعات، قال دي ميستورا أمام وسائل الإعلام: «نحن هنا لأننا نريد أن يكون لدينا اليوم، أو نتمنى أن نرى اليوم هذا النوع من التقارب في المناقشات بطريقة متوازية».

 

وكان المبعوث الدولي يأمل بعقد مفاوضات مباشرة بين الطرفين في هذه الجولة الثامنة من محادثات السلام التي تركز بشكل خاص على موضوعي الدستور والانتخابات.

 

وأبدت المعارضة في اليومين الأخيرين استعدادها لمفاوضات مباشرة. وقال رئيس الوفد نصر الحريري لصحافيين أول من امس: «نريد التحرك سريعاً نحو مفاوضات مباشرة» مع دمشق.

 

وعقدت قوى المعارضة السورية الأسبوع الماضي اجتماعاً في الرياض شكلت خلاله وفداً موحداً إلى المفاوضات.

 

وجزم مصدر سوري مطلع على مجريات المفاوضات لوكالة «فرانس برس» أنه «لن تكون هناك من مفاوضات مباشرة مع وفد الرياض»، في إشارة إلى المعارضة، خلال هذه الجولة.

 

وحدد دي ميستورا الأربعاء عدداً من الضوابط لضمان سير المحادثات، معتبراً أن «الوقت حان للتركيز على تحقيق تقدم حقيقي في العملية السياسية من أجل الشعب السوري»، وحض الوفدين على «المشاركة بجدية في المحادثات من دون أي شروط مسبقة»، مطالباً الطرفين بالامتناع عن «الإدلاء بأي تصريحات تهدف إلى الطعن في شرعية أي من المدعوين الآخرين». وأكد قيادي في الوفد المعارض لـ «فرانس برس»، تمسك المعارضة «بتحقيق الانتقال السياسي وفق ما نص عليه بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة»، معتبراً أن التخلي عن مطلب تنحي الأسد «يعني نهاية المعارضة».

 

وتتهم المعارضة السورية موسكو بمحاولة «الالتفاف على مسار جنيف» وممارسة الضغوط للتوصل إلى تسوية تستثني مصير الأسد.

 

وقال القيادي المعارض: «في حال كان النظام قادراً على الحسم والتوصل بمفرده إلى تسوية سياسية، فلماذا يقبل المجيء إلى جنيف للتفاوض معنا؟».

 

وأكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أمس، أن موسكو بدأت الإعداد لتقليص الوجود العسكري في سورية، وأن «العمل يجري في هذا الاتجاه»، وأن هذه الخطوة ستتخذ «عندما نكون جاهزين لها».

 

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن قبل أسبوع، أن «العمليات العسكرية في سورية قاربت على الانتهاء في الجزء النشط منها». وأعقب ذلك تصريح رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، أنه «قد يتم تقليص القوات الروسية في سورية بشكل ملموس قبل حلول نهاية العام».

 

ورداً على سؤال عن حجم التقليص المنوي، قال المسؤول العسكري إنه «سيكون كبيراً» لكنه استدرك أن «الحديث لا يدور عن تقليص القوات والمعدات في قاعدتي طرطوس واللاذقية ولا في المركز الروسي للمصالحة، ولا في منشآت أخرى تنتشر فيها قوات روسية»، كما ان القيادة العسكرية الروسية أكدت أن التقليص لن يؤثر في عمل أنظمة الدفاع الصاروخي التي نشرتها موسكو في سورية وبينها نظام «أس400» المتطور ومنظومات «بانتسير» قصيرة المدى.

 

المعارضة السورية تسقط طائرة للجيش قرب الجولان

بيروت – رويترز

 

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلي المعارضة السورية أسقطوا طائرة مروحية للجيش في جنوب غربي سورية اليوم (الجمعة)، قرب مرتفعات الجولان السورية المحتلة.

 

ولم يتسنَّ الاتصال بالجيش السوري للتعليق على ذلك.

 

وقال «المرصد» أن الطائرة سقطت في منطقة خاضعة لسيطرة القوات الحكومية جنوب غربي دمشق بعد إصابتها بصاروخ.

 

وأضاف «المرصد» الذي مقره بريطانيا أنه لم يُعرف بعد مصير الطيار.

 

الأمم المتحدة تسعى إلى إجلاء 500 شخص من الغوطة

لندن، جنيف – «الحياة»، رويترز

 

دعا مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الخاص بسورة القوى العالمية اليوم الخميس للمساعدة في ترتيب إجلاء 500 شخص بينهم 167 طفلاً من ضاحية الغوطة الشرقية المحاصرة على مشارف دمشق قائلاً إن الوضع هناك أصبح «حالة طوارئ إنسانية».

 

وأضاف يان إيغلاند أن تسعة أطفال لقوا حتفهم بالفعل في الأسابيع القليلة الماضية فيما تنتظر المنظمة الدولية الضوء الأخضر من الحكومة السورية لإجلاء المرضى والجرحى إلى مستشفيات على بعد 45 دقيقة بالسيارة من العاصمة.

 

وأضاف أن روسيا وإيران وكذلك الولايات المتحدة وفرنسا تعهدت بالمساعدة خلال الاجتماع الأسبوعي الخاص بالأوضاع الإنسانية.

 

وتابع في مؤتمر صحافي في جنيف «سيكون مجافياً للمنطق ألا يستطيعوا القيام بعملية إجلاء بسيطة لأشخاص غالبيتهم نساء وأطفال لمسافة 40 دقيقة بالسيارة إلى مدينة دمشق».

 

وأضاف «نحن مستعدون ونحن راغبون في الذهاب ويمكننا التعامل مع الوضع الأمني. لدينا كل الأدوات المتاحة ونحتاج (فقط) إلى الضوء الأخضر».

 

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا، أن العشرات من قذائف المورتر سقطت امس على الغوطة آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، على رغم هدنة مدتها 48 ساعة اقترحتها روسيا لتتزامن مع بداية محادثات السلام في جنيف.

 

وقال إيغلاند «الغوطة الشرقية، الواقعة على مرمى حجر من دمشق، هي عين الإعصار وهي مركز هذا الصراع. في الوقت الحالي يوجد هناك 400 ألف شخص».

 

وأضاف أن قوافل تابعة للأمم المتحدة أوصلت في الشهرين الماضيين إمدادات إلى 68 ألفاً من 400 ألف مدني محاصر. ومن بين هؤلاء سبعة آلاف وصلت إليهم قافلة خلال وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا هذا الأسبوع.

 

وتابع إيغلاند «عدم قدرتنا على الوصول إلى معظم مناطق الغوطة الشرقية على مدى أشهر عديدة أدى إلى وضع كارثي من دون شك».

 

وأضاف أن معدل سوء التغذية الحاد بين الأطفال هناك يقارب 12 في المئة وهو ما يزيد على 10 في المئة التي تمثل حد الوضع الطارئ وزاد خمسة أو ستة أضعاف منذ كانون الثاني (يناير).

 

وقال المسؤول الدولي «في شكل عام لا توجد منطقة عدم تصعيد. لا يوجد سوى تصعيد في منطقة عدم التصعيد هذه. نحتاج إلى هدوء مستدام حتى نتمكن من إطعام 400 ألف شخص يمثلون الآن من دون شك حالة طوارئ إنسانية».

 

وعبر إيغلاند عن أمله بأن يوافق مجلس الأمن على مشروع قرار قريباً من شأنه أن يسمح باستمرار دخول المساعدات إلى سورية عبر الحدود.

 

وقال «ما أفهمه بوضوح من جميع أعضاء مجلس الأمن هو ألا أحد يريد قطع الخط (الإمدادات)».

 

وتجددت عقب منتصف ليل الأربعاء– الخميس، الاشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي «حركة أحرار الشام» من جهة أخرى، في محور إدارة المركبات العامة قرب مدينة حرستا، في الغوطة الشرقية، وفق ما ذكر «المرصد السوري».

 

وقصفت القوات النظامية المحور المذكور ومناطق أخرى في مدينتي عربين وحرستا في الغوطة الشرقية، وأطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة، على مناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية.

 

في ريف درعا الشرقي، قصفت القوات النظامية بعد منتصف ليل الأربعاء– الخميس، مناطق في بلدة الغارية الغربية، ما أسفر عن أضرار مادية، فيما يسود الهدوء النسبي في محافظة القنيطرة ودرعا والسويداء مع استمرار سريان الهدنة في الجنوب السوري منذ بدء تطبيقها بتوافق أردني– أميركي– روسي في التاسع من تموز (يوليو) من العام الحالي وسط خروق من القوات النظامية وأخرى من الفصائل المعارضة في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، تمثل بعضها بقذائف وقصف مدفعي وصاروخي من القوات النظامية أو من الفصائل بالرشاشات الثقيلة.

 

دي ميستورا: نخطط لاستمرار “جنيف 8″ حتى منتصف ديسمبر ولم نناقش موضوع الأسد

جنيف – (وكالات): قالت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، إنها ستمدد جولة المحادثات الخاصة بسوريا التي تجرى في جنيف حتى 15 من ديسمبر/ كانون الأول على الرغم من أن وفد النظام السوري قد يغادر عائدا لبلاده “للتشاور” لعدة أيام مشيرا إلى أنه لم يتم مناقشة أمر الرئاسة خلال المحادثات.

 

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في مؤتمر صحفي بالمقر الأممي في جنيف، إن المحادثات غير المباشرة ستركز بوجه خاص على صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف الأمم المتحدة و12 مبدأ أساسيا لم يكشف عنها.

 

وأضاف دي ميستورا أنهم أجروا اجتماعات متزامنة غير مباشرة بين المعارضة والنظام السوري، وتم خلالها نقاش قضايا مهمة وجوهرية.

 

وتابع “نخطط لتستمر هذه الجولة حتى 15 ديسمبر المقبل، والهدف أن نمضي لثلاثة أيام (استراحة خلال نهاية الأسبوع حتى الثلاثاء المقبل)، وبعدها نستمر”.

 

وأشار أنه يؤيد تواصلا شخصيا جسديا بين أطراف المحادثات، قائلا إن “اللقاءات المباشرة جيدة”.

 

وانطلقت الثلاثاء الماضي، اجتماعات مؤتمر “جنيف 8″، بلقاء رسمي وحيد جمع المعارضة مع المبعوث الأممي، في مقر الأمم المتحدة بجنيف، دون صدور تعقيب عن مضمون الاجتماع من الطرفين، بالإضافة إلى لقاء تقني تم في مقر إقامة المعارضة.

 

وفي موقف لافت، اعتبر دي ميستورا ليل الأربعاء في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي، أن “الوقت حان للتركيز على تحقيق تقدم حقيقي في العملية السياسية من أجل الشعب السوري”.

 

ودعا وفدي النظام والمعارضة إلى “المشاركة بجدية في المباحثات بدون أي شروط مسبقة”، مناشداً اياهم الامتناع عن “الادلاء بأي تصريحات تهدف إلى الطعن في شرعية أي من المدعوين الآخرين”.

 

والتقى دي ميستورا، الأربعاء الوفدين، في الأمم المتحدة. وفيما لم يدل رئيس وفد النظام السوري ومندوب سوريا الدائم لدى مجلس الأمن، بشار الجعفري، بأي تصريح، قال رئيس وفد المعارضة نصر الحريري قبل لقاء المبعوث الدولي “نريد التحرك سريعاً نحو مفاوضات مباشرة”.

 

ويشكل الموقف من مصير بشار الأسد عقبة اصطدمت بها جولات الحوار السبع السابقة.

 

 

دي مستورا يتسلم رد المعارضة على آلية الانتقال السياسي وتسليم السلطة

هبة محمد:

دمشق – «القدس العربي»: تحدث مصدر مسؤول من وفد الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» عن تحضيرات مكثفة يجريها كل من وفد النظام ووفد المعارضة الموحد، وعن نقاش غير مباشر يتم بواسطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا في جنيف، لتحديد الاطار العام الناظم للمفاوضات المباشرة المرتقبة بين الوفدين الممثلين للمعارضة السورية والنظام بهدف «كسر الجدران» القائمة بينهما.

ووفقا للمصدر فإن وفد المعارضة سلّم يوم أمس دي ميستورا رداً مشتركاً باسم الوفد المفاوض في جنيف، على مجموعة نقاط كان المبعوث الاممي قد طرحها أمس، تتلخص في بحث المبادئ المؤسسة للدولة السورية، وعملية الانتقال السياسي، وتحديد نقطة بدء المفاوضات ومحاورها الأساسية، والتركيز على المرحلة الانتقالية وكل متعلقاتها من إنجاز العملية الدستورية والانتخابية، وذلك خلال لقاء مطول جمع المبعوث الاممي مع وفد المعارضة، وناقش المجتمعون 12 بنداً كنقاط مبدئية وتسلموا بدورهم مجموعة ملفات ستطرح على طاولة المباحثات اليوم الجمعة مع دي ميستورا.

وقال المصدر «يجري نقاش غير مباشر مع وفد النظام، فنحن في غرفتين متجاورتين ولكن المبعوث الدولي يتنقل بين الوفدين».

وفي المقابل نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصدر قريب من منظمي محادثات جنيف أن وفد النظام سيغادر جنيف في الـ2 من ديسمبر/كانون الأول الحالي لإجراء مشاورات، وقال المصدر ان وفد الحكومة سيغادر غداً السبت، إذ توجد لديه تعليمات بالمغادرة قبل الـ2 من ديسمبر/كانون الأول القادم، وفي دمشق سيتخذ قرارا حول احتمال عودته إلى جنيف في الأسبوع المقبل، فيما ينوي وفد المعارضة السورية الموحد البقاء في جنيف حتى الخامس عشر من الشهر الحالي.

 

ملف المعتقلين

 

من جهة ثانية نظمت مجموعة مؤسسات مدنية عدداً من الملفات التي تجري مناقشتها في اجتماعات جنيف لغرفة منظمات المجتمع المدني، وتلخصت في التأكيد على أهمية الإفراج الفوري عن المعتقلين والمخطوفين لدى أطراف النزاع كافة في سوريا، والتأكيد على أهمية إلزام الجهات المُعتقِلة ( نظام الأسد وفصائل مسلحة) بكشف ما لديها من معتقلين، والزامها بفتح مراكز الاعتقال أمام الجهات الدولية المختصة للاطلاع على أوضاع المحتجزين في تلك المراكز.

المحامي ميشال شماس عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا، والمهتم بقضايا حقوق الإنسان من جنيف قال في تصريح لـ«القدس العربي» ان المباحثات تهتم بالتأكيد على أهمية الوقف الفوري لعمليات القتل في مراكز الاعتقال، وأهمية المحاسبة لمرتكبي جرائم الحرب وضد الانسانية، لاسيما في مراكز الاعتقال، مضيفاً انه من المقترحات المطروحة في جنيف اليوم ضرورة التدخل الإسعافي من قبل المجتمع الدولي لوقف عداد القتل اليومي في السجون لدى كل أطراف النزاع في سوريا، وإنقاذ من تبقى على قيد الحياة من المعتقلين والمخطوفين، إضافة الى ضرورة الإسراع في إنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة مجرمي الحرب في سوريا على غرار محكمة يوغوسلافيا الخاصة.

 

دي ميستورا يسلم الأطراف السورية وثيقة مبادئ جديدة

جنيف – (الأناضول): قدم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، لوفدي النظام والمعارضة السورية في لقائه معهما الخميس، وثيقة مبادئ أساسية جديدة، خضعت لتعديلات عن الوثيقة السابقة التي قدمت خلال الجولات السابقة قبل أشهر.

 

وأفادت مصادر مطلعة على المفاوضات، بأن الوثيقة هي محدثة عن وثيقة المبادئ السابقة، ولفت أن فيها 3 عناصر جديدة مختلفة.

 

العنصر الأول يتعلق بعبارة الإدارات المحلية بدلاً من اللامركزية، والعنصر الثاني هو إخراج مسمى الأقليات والإثنيات من الأكراد والتركمان، والسريان الآشوريين، وأنه سيتم الحديث عن ذلك لاحقاً.

 

والعنصر الثالث هو استخدام اسم سوريا، أو الجمهورية العربية السورية في ورقة دي ميستورا.

 

ومن المنتظر أن يجتمع مجدداً الجمعة دي ميستورا مع وفدي النظام والمعارضة السورية، عند الساعة 9.30 تغ كما حصل أمس على مبدأ مفاوضات “الغرفتين”، وكل وفد يجلس في غرفة، على أن يتنقل دي ميستورا ونائبه رمزي رمزي بينهما.

 

وبنهاية اليوم تكون اجتماعات القسم الأول من جنيف8 قد اكتملت، على أن تستأنف الأسبوع المقبل، يعود خلالها جزء من وفد المعارضة، على أن يرجع لاحقاً للمشاركة في المفاوضات.

 

وقال دي ميستورا، أمس، إنه ونتيجة لتأجيل مؤتمر سوتشي في روسيا، فإن الفرصة باتت متوفرة للاستمرار بجولة جنيف8 حتى 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وتناقش المباحثات ورقة المبادئ الأساسية، والمسائل الدستورية والانتخابات.

 

من ناحيته، قدم وفد المعارضة رؤيته لورقة المبادئ التي كان قدمها دي ميستورا لهم سابقاً قبل أشهر، قبيل تقديم دي ميستورا ورقته الجديدة.

 

وجاء في ورقة المعارضة “التزام كامل بسيادة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها أرضاً وشعباً، ويقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية، ويكون له الحق في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي، طبقاً لميثاق الأمم المتحدة”.

 

وأضافت الورقة أن “سوريا ديمقراطية غير طائفية، دولة تقوم على المواطنة المتساوية بغض النظر عن الدين والجنس والعرق، كما تقوم على التعددية السياسية وسيادة القانون، والفصل بين السلطات، واستقلال القضاء، والمساواة الكاملة بين جميع المواطنين”.

 

كما “تلتزم الدولة السورية بالوحدة الوطنية، واللامركزية الإدارية على أساس التنمية الشاملة والمتوازنة”.

 

ولفتت الورقة إلى “استمرارية المؤسسات العامة للدولة، وتحسين أدائها، وحماية البنى التحتية، والممتلكات الخاصة والعامة، وفق ما نص عليه بيان جنيف (2012)، والقراران 2118، و2254 والقرارات ذات الصلة”.

 

ومن النقاط التي برزت في وثيقة المعارضة أنه “يكفل الدستور السوري إصلاح الجيش السوري ليكون جيشاً وطنياً واحداً مبنياً على أسس وطنية ملتزما الحياد السياسي، تكون مهمته حماية الحدود الوطنية وحفظ الشعب السوري من التهديدات الخارجية ومن الإرهاب”.

 

“كما يكفل الدستور إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية بحيث تكون مهمتها الحصرية صيانة الأمن الوطني وأمن المواطن”.

 

ورفضت المعارضة بشكل مطلق في ورقتها “لجميع أشكال الإرهاب والتعصب والتطرف والطائفية، والالتزام الفعلي بمكافحتها والعمل على إزالة مسبباتها، وخلق السبل على كافة الصعد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لمنع ظهورها”.

 

وأردفت في مادة أخرى “التزام حقوق الإنسان والحريات بما في ذلك ضمان عدم التمييز والمساواة في الحقوق والفرص للجميع، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الإثنية أو الهوية الثقافية أو اللغوية أو الجنس أو أي عامل تمييز آخر”.

 

وحول حقوق الأديان والقوميات والثقافات، قالت المعارضة “تعتز سوريا بتاريخها وتنوعها الثقافي، بما تمثله جميع الأديان والتقاليد.. وتلتزم أن يضمن الدستور الحقوق القومية للمكونات كافة من عرب وكرد وتركمان وسريان آشوريين وغيرهم، بثقافاتهم ولغاتهم، على أنها لغات وثقافات وطنية، تمثل خلاصة تاريخ سوريا وحضارتها”.

 

كما تضمن الورقة “التأكيد على مبدأ المساءلة والمحاسبة، على ما ارتكب ويرتكب من جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين، بموجب القانون الجنائي الدولي”.

 

وحدات عسكرية صينية في سوريا بالتزامن مع استعداد قوات روسية وأمريكية للمغادرة

دي ميستورا: المفاوضات الحالية لن تناقش مصير الأسد… و»فورين أفيرز»: ملامح نزاع روسي ـ إيراني

عواصم ـ «القدس العربي» ـ من عبد الرزاق النبهان وإبراهيم درويش: وصلت قوات خاصة صينية إلى ميناء طرطوس على الساحل السوري، وذلك من أجل محاربة «حركة تركستان الشرقية الإسلامية»، حسب ما ذكرت وسائل إعلامية روسية أخيراً.

وتزامناً أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، أمس، أن التحضير جارٍ لسحب قوات روسية من سوريا، حال «أصبحنا جاهزين لذلك»، وتزامناً أيضاً أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الخميس، أن أكثر من 400 مقاتل من قوات مشاة البحرية الأمريكية سيعودون قريباً إلى بلادهم بعد دعمهم قوات سوريا الديمقراطية في طرد تنظيم «الدولة» من مدينة الرقة في شمال سوريا.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، أمس الخميس، إن جولة المحادثات الخاصة التي تجرى في جنيف حالياً ستمدد حتى 15 من ديسمبر/ كانون الأول، على الرغم من أن وفد النظام السوري، قد يغادر عائدا لبلاده «للتشاور» لعدة أيام، مشيرا إلى أنه لم يتم مناقشة أمر الرئاسة خلال المحادثات.

وفي مؤتمر صحفي، بين أن «المحادثات غير المباشرة ستركز بوجه خاص على صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف الأمم المتحدة»، و12 مبدأ أساسيا لم يكشف عنها.

عن وصول القوات الصينية الى طرطوس يرى الباحث والمنسق بين الفصائل العسكرية عبد المنعم زين الدين أنه «يحمل في طياته احتمالات عدة إن صحت، وهي فتح معركة جديدة شرسة ضد السوريين، في الغوطة الشرقية، حيث أن هذا الاحتمال تقويه التصريحات الروسية الملفتة للانتباه منذ يومين عن وجود داعش في الغوطة الشرقية، وتلك المنسوبة لبثينة شعبان عن رصد وجود للحزب التركستاني في ريف دمشق في زيارتها التي تحدثت عنها بعض وسائل الإعلام، والتي طلبت فيها من الصين إرسال قوات لقتال التركستان في سوريا».

وأضاف زين الدين لـ«القدس العربي»، أن الاحتمال الثاني قد يكون دعائياً لتدعيم موقف روسيا أمام الأمريكيين والاحتمال الثالث أن تكون مهمة هذه القوات إقامة قواعد عسكرية صينية في سوريا.

من جهة أخرى تساءل الباحث أليكس فاتنكا الخبير في الشؤون الإيرانية والزميل في معهد الشرق الأوسط، في مقال في مجلة «فورين أفيرز» هل تعيش العلاقات الإيرانية ـ الروسية مرحلة من التوتر؟ وما هي الأسباب الداعية للخلافات بين حليفين يدعمان الرئيس السوري بشار الأسد؟ ويرى فاتنكا في مقالته في مجلة «فورين أفيرز» أن اجتماع سوتشي يوم 22 تشرين الثاني / نوفمبر وشارك فيه الثلاثة الكبار المنخرطون في المسألة السورية كان يقصد منه أن يكون نقطة تحول، على الأقل حسبما أملت إيران، وعوضاً عن ذلك كشف اللقاء عن صدوع بين داعمي الأسد الرئيسيين: روسيا وإيران وحتى داخل إيران نفسها، أي حكومة الرئيس حسن روحاني وقيادة الحرس الثوري.

 

قوات صينية تصل إلى طرطوس السورية… وأخرى روسية وأمريكية تتحضر للمغادرة

هل تنسق بكين ضمن «اللعبة الروسية» في سوريا في وجه واشنطن؟

عواصم – «القدس العربي»- من عبد الرزاق النبهان ووكالات: وصلت قوات خاصة صينية إلى ميناء طرطوس على الساحل السوري، وذلك من أجل محاربة «حركة تركستان الشرقية الإسلامية»، بحسب ما ذكرت وسائل إعلامية روسية مؤخراً. وتزامناً أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، أمس، أن التحضير جار لسحب قوات روسية من سوريا، حال «أصبحنا جاهزين لذلك» وتزامناً أيضاً أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الخميس أن أكثر من 400 مقاتل من قوات مشاة البحرية الأمريكية سيعودون قريباً إلى بلادهم بعد دعمهم قوات سوريا الديمقراطية في طرد تنظيم «الدولة» من مدينة الرقة في شمال سوريا.

وكانت شخصيات في المعارضة السورية قد انتقدت في حديثها لـ»القدس العربي»، في وقت سابق الأنباء التي تداولها الإعلام الروسي حول نية الصين إرسال وحدات عسكرية إلى سوريا، لمحاربة ما سمته «حركة تركستان الشرقية الإسلامية».

وذكرت وكالة سبوتنيك الروسية الخميس أن وحدة خاصة لمكافحة الإرهاب تابعة للقوات المسلحة الصينية يُطلق عليها اسم «نمور الليل المظلم» وصلت إلى ميناء طرطوس، دون ذكر تفاصيل أخرى.

 

الاحتمالات

 

ويرى الباحث والمنسق بين الفصائل العسكرية الدكتور عبد المنعم زين الدين: إن وصول قوات صينية إلى سوريا يحمل في طياته احتمالات عدة إن صحت، وهي فتح معركة جديدة شرسة ضد السوريين، قد يكون هدفها الغوطة الشرقية، حيث أن هذا الاحتمال تقويه التصريحات الروسية الملفتة للانتباه منذ يومين عن وجود داعش في الغوطة الشرقية.

ولفت إلى التصريحات المنسوبة لـ»بثينة شعبان» عن رصد تواجد للحزب التركستاني في ريف دمشق في زيارتها التي تحدثت عنها بعض وسائل الإعلام، والتي طلبت فيها من الصين إرسال قوات لقتال التركستان في سوريا.

وأضاف لـ«القدس العربي»، إن الاحتمال الثاني قد يكون دعائياً لتدعيم موقف روسيا أمام الأمريكيين وتهديدهم بهذا الحلف الجديد (الروسي – الصيني) رداً على التصريحات الأمريكية -التي أزعجت روسيا- والتي قالت فيها إنها لا تنوي الخروج من سوريا حتى ولو تم القضاء على داعش.

وأردف زين الدين إن الاحتمال الثالث أن تكون مهمة هذه القوات إقامة قواعد عسكرية صينية في سوريا، مقابل السماح للصين بالمشاركة في مشاريع إعادة الاعمار التي صرحت أنها جاهزة لها، واستغل النظام والروس فرصة قدوم هذه القوات لاظهار قوتهم بحليف جديد.

وأوضح أن هذه الأخبار إن صحت فهي تمثل جريمة جديدة بحق الشعب السوري، بوضعه تحت رحمة دولة أخرى ساندت العصابة الأسدية ودعمت مواقفه وحمته من المحاسبة في مجلس الأمن عبر استخدامها المتكرر لحق النقض (الفيتو) ضد القرارات التي تدين نظام الاسد.

وشدد على أن موقف السوريين الشرفاء يرفض دخول هذه القوات، حيث ينظر إليها على أنها قوات احتلال، لأن مهمتها لن تختلف عن مهمة القوات الروسية التي قتلت الشعب ودمرت المدن بذريعة القضاء على الإرهاب، فيما كان هدفها ضمان مصالحها، والإبقاء على نظام قوات بشار التي تستمد منها مشروعية الاحتلال.

واستطرد أن هذه القوات لن يختلف مصيرها عن مصير من سبقها من القوات الغازية المحتلة، سيدافع الشعب السوري عن أرضه وبلده بكل قوته، ولن يثنيه عن ذلك قدوم عدو جديد معلن يضاف إلى الأعداء الكُثر الذين نهشوا في لحم الشعب السوري، وطعنوه ودمروا بلاده.

بدوره رأى المحلل والباحث السياسي السوري أحمد رياض غنام ، أن وصول وحدة خاصة لمكافحة الإرهاب من الصين يدل على فقدان النظام السوري للسيادة، وبالتالي السقوط بيد الإحتلال متعدد الجنسيات، يضاف إليه الميليشيات الطائفية المستقدمة من العراق ولبنان وافغاتستان وباكستان.

 

الاختراق المخابراتي

 

وأكد في حديثه لـ»القدس العربي»، أنه ليس مستغرباً اليوم قدوم قوات النخبة الصينية لمقاتلة الميليشيا التركستانية الإسلامية، التي هددت الصين في أمنه واستقراره، لافتاً إلى أنه دليل على الاختراق المخابراتي لهذه الميليشيات حيث شكلت بتهديداتها جسر العبور لقوات النخبة الصينية لدخول لسوريا، الأمر الذي يضع الجميع أمام مشهد درامي ليس له سابقة في تاريخنا الحديث وفق تعبيره.

وكانت حركة تركستان الشرقية الإسلامية التي تتواجد داخل الأراضي السورية قد هددت الصين على لسان قائدها «الشيخ عبد الحق»، في مطلع الشهر الماضي، وذلك خلال استعراض عسكري ضم عشرات المدرعات العسكرية.

 

القوات الروسية

 

من جهة أخرى أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، أمس، أن التحضير جار لسحب قوات روسية من سوريا، حال «أصبحنا جاهزين لذلك». وقال باتروشيف ردا على سؤال حول موعد سحب القوات من سوريا: «عند الجاهزية، التحضير جار بالفعل»، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية. وفي وقت سابق، قال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية، الجنرال فاليري غيراسيموف، إن تقليص عدد القوات المسلحة في سوريا قد يبدأ قبل نهاية العام الحالي.

 

…والأمريكية

 

كما أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الخميس أن أكثر من 400 مقاتل من قوات مشاة البحرية الأمريكية سيعودون قريباً إلى بلادهم بعد دعمهم قوات سوريا الديمقراطية في طرد تنظيم «الدولة» من مدينة الرقة في شمال سوريا.

وكتب المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون على حسابه على تويتر أن «أكثر من 400 عنصر من قوات مشاة البحرية الأمريكية يستعدون للعودة إلى بلادهم بعد توفيرهم دعماً دقيقاً بالمدفعية لقوات سوريا الديمقراطية وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في عاصمتهم السابقة». ووصلت وحدة قوات مشاة البحرية المذكورة إلى سوريا في 15 أيلول/سبتمبر لتستبدل وحدة سابقة، وفق ما جاء في بيان للتحالف الدولي الذي أضاف أن «بعد تحرير المدينة وفرار تنظيم الدولة الإسلامية، أتت الأوامر لهذه الوحدة للعودة». وأوضح التحالف أنه «تم وقف ارسال وحدة بديلة».

وبعد معارك استمرت أكثر من أربعة أشهر، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، بدعم من التحالف الدولي في 17 تشرين الأول/اكتوبر على مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية سابقاً في سوريا. وكان مسؤولا كردي أكد لوكالة فرانس برس أنه «سيكون هناك تعديل بخصوص تقديم الأسلحة إلى قوات سوريا الديمقراطية بعد القضاء على داعش».

وكانت تركيا أعلنت أنها تلقت تطمينات من البيت الأبيض بوقف تسليم الأسلحة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، والتي تصنفها بـ»الارهابية». وتحدث البيت الأبيض عن «تعديلات» متصلة بالدعم العسكري لشركاء واشنطن على الارض في سوريا بعد انتهاء معركة الرقة.

وأكد مدير العمليات في التحالف جوناثان براغا في البيان أن «مغادرة هؤلاء العناصر المتفوقين من مشاة البحرية إشارة إلى التقدم الكبير في المنطقة»، مضيفاً «نقلل من قواتنا المقاتلة حيث ينبغي ذلك، ولكن نواصل جهودنا لمساعدة الشركاء السوريين والعراقيين على الحفاظ على الأمن». وأضاف «قواتنا المتبقية ستواصل العمل إلى جانب القوات الحليفة لهزيمة ما تبقى من تنظيم الدولة الإسلامية، ومنع أعادة ظهوره». ويدعم التحالف الدولي بالغارات والمستشارين والسلاح قوات سوريا الديمقراطية في معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والتي تتركز حالياً في ريف محافظة دير الزور (شرق) الشمالي الشرقي.

 

المعارضة السورية تسقط مروحية للنظام في الغوطة الغربية

جلال بكور

 

تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة المنضوية في غرفة عمليات “اتحاد قوات جبل الشيخ”، اليوم الجمعة، من إسقاط طائرة مروحية تابعة لقوات النظام في الغوطة الغربية بريف دمشق.

 

وذكرت مصادر مُقربة من غرفة العمليات أن مقاتلي “اتحاد قوات جبل الشيخ”، أسقطوا طائرة مروحية تابعة لقوات النظام في سماء منطقة الحرمون، جراء استهدافها بصاروخ موجه خلال قيامها بإلقاء براميل متفجرة على الغوطة الغربية.

 

كذلك، ذكر “مركز دمشق الإعلامي” المعارض، أن طائرة مروحية تابعة لقوات النظام انفجرت فوق بلدة زاكية في الغوطة الغربية دون توضيح الأسباب.

 

وكانت اشتباكات عنيفة، قد اندلعت، مساء أمس الخميس، بين قوات “اتحاد جبل الشيخ” التابعة للمعارضة وقوات النظام في منطقة بردعيا بالغوطة الغربية في ريف دمشق، في حين شن “مجلس دير الزور العسكري” التابع لمليشيات “قوّات سورية الديمقراطية” هجوماً على موقع لتنظيم “داعش” الإرهابي، في ريف دير الزور الشرقي.

 

وذكرت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، أن معارك عنيفة وقعت بين فصائل المعارضة المنضوية في غرفة عمليات “اتحاد قوات جبل الشيخ” وقوات النظام على محور تلال بردعيا بالقرب من بلدة بيت جن في منطقة الحرمون، وذلك إثر هجوم معاكس على قوات النظام.

 

وتزامن ذلك مع قصف متبادل على محاور قرى وبلدات مزرعة بيت جن ومغر المير وتل مروان والظهر الأسود والزّيات، وسط قصف بالبراميل المتفجرة من طيران النظام المروحي على قرية مزرعة بيت جن.

 

وتحاول قوات النظام جاهدة منذ أكثر من شهر، بسط سيطرتها على منطقة الحرمون في ريف دمشق الغربي لقربها من الحدود السورية اللبنانية وهضبة الجولان المحتلة.

 

إلى ذلك، شن “مجلس دير الزور العسكري” المنضوي في صفوف مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” هجوماً على بلدة حاوي أبوحمام الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الفرات في ناحية صبيخان بريف دير الزور الشرقي، وسيطر على منطقة سكة القطار غرب البلدة وذلك ضمن “حملة عاصفة الجزيرة”.

 

وجاء ذلك الهجوم بعد قرابة أسبوع على توقف المعارك بين الطرفين، إثر أنباء تحدثت عن وقف العمليات بشكل مؤقت، من قبل التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”.

 

وفي سياق متصل، تحدثت مصادر مقربة من “قوات سورية الديمقراطية” التي تقودها مليشيا “وحدات حماية الشعب الكردي” عن وصول شحنة أسلحة جديدة للأخيرة مقدمة من التحالف الدولي، وتضم أسلحة ثقيلة وسيارات مدرعة، وذلك على الرغم من تصريحات مسؤولين أميركيين عن إعادة النظر في تسليح جماعات كردية في سورية.

 

وتزامن ذلك مع تجدد المعارك بين قوات النظام السوري وتنظيم “داعش” على ضفة الفرات اليسرى في محور بلدة العشارة المقابل لطريق دير الزور- الحسكة، شرق مدينة الميادين، في محاولة من قوات النظام للسيطرة على آخر معاقل التنظيم في دير الزور.

 

وفي ريف حلب، استمرت الاشتباكات بين قوات النظام السوري و”هيئة تحرير الشام” في محاور قرية عبيسان بجبل الحص، بعد استعادة الهيئة للسيطرة على القرية، في حين قصفت قوات النظام مناطق في قرية الويبدة في منطقة سنجار ومناطق في وادي شحرور بريف إدلب الشرقي موقعة أضراراً مادية.

 

وفد المعارضة يرد على رؤية دي ميستورا للدولة السورية

جلال بكور

سلّم وفد الهيئة العليا للمفاوضات، المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، “وثيقة” تتضمن رداً على رؤية المبعوث للشكل النهائي للدولة السورية.

 

واطلع “العربي الجديد” على نسخة من رسالة وفد الهيئة التي تضمنت اثني عشر بنداً، أكدت على “سلامة ووحدة الأراضي السورية وعدم التنازل عن أي شبر من الأراضي السورية، والتزام الشعب السوري باستعادة الجولان المحتل، ويكون للشعب السوري الحق في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي دون تدخل الدول، طبقاً لميثاق وقرارات الأمم المتحدة”.

 

كما شددت رسالة الوفد على أن “سورية دولة ديمقراطية غير طائفية، تقوم على المساواة في المواطنة بغض النظر عن الدين والجنس والعرق، كما تقوم على التعددية السياسية وسيادة القانون، والفصل بين السلطات، واستقلال القضاء، والمساواة الكاملة بين جميع المواطنين”.

 

وأكدت أيضاً “التزام الدولة السورية بالوحدة الوطنية، واللامركزية الإدارية على أساس التنمية الشاملة والمتوازنة”، وعلى “استمرارية المؤسسات العامة للدولة، وتحسين أدائها، وحماية البنى التحتية، والممتلكات الخاصة والعامة، وفق ما نص عليه بيان جنيف (2012)، والقراران 2118، و2254 والقرارات ذات الصلة”.

 

ويكفل الدّستور السوري وفق الرسالة “إصلاح الجيش السوري ليكون جيشاً وطنياً واحداً مبنياً على أسس وطنية ملتزماً الحياد السياسي، تكون مهمته حماية الحدود الوطنية وحفظ الشعب السوري من التهديدات الخارجية ومن الإرهاب”، “كما يكفل الدستور إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية، بحيث تكون مهمتها الحصرية صيانة الأمن الوطني وأمن المواطن”.

 

إلى ذلك، رفضت رسالة الوفد “جميع أشكال الإرهاب والتعصب والتطرف والطائفية، والالتزام الفعلي بمكافحتها والعمل على إزالة مسبباتها، وخلق السبل على كافة الصعد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لمنع ظهورها” مؤكدة “التزام حقوق الإنسان والحريات بما في ذلك ضمان عدم التمييز والمساواة في الحقوق والفرص للجميع، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الإثنية أو الهوية الثقافية أو اللغوية أو الجنس أو أي عامل تمييز آخر”.

 

وأشارت إلى أن سورية دولة “تعتز بتاريخها وتنوعها الثقافي، بما تمثله جميع الأديان والتقاليد، وتلتزم أن يضمن الدستور الحقوق القومية للمكونات كافة من عرب وكرد وتركمان وسريان آشوريين وغيرهم، بثقافاتهم ولغاتهم، على أنها لغات وثقافات وطنية، تمثل خلاصة تاريخ سورية وحضارتها”، مشددة على “مبدأ المساءلة والمحاسبة، على ما ارتكب ويرتكب من جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين، بموجب القانون الجنائي الدولي”.

 

وكان دي ميستورا، قد سلّم وفدي المعارضة السورية والنظام، وثيقة مبادئ أساسية جديدة، خلال لقائهما في جنيف، أمس الخميس.

 

ووفق ما نقلت “الأناضول” عن مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن وثيقة المبادئ الجديدة، خضعت لتعديلات عن الوثيقة السابقة التي قدمت خلال الجولات السابقة قبل أشهر، حيث تضمنت ثلاثة عناصر جديدة مختلفة، الأول يتعلق بالإدارات المحلية بدلاً من اللامركزية، والثاني إخراج مسمى الأقليات والإثنيات من الأكراد والتركمان، والسريان الآشوريين، على أن يتم الحديث عن ذلك لاحقاً.

 

أما العنصر الثالث، فهو استخدام اسم سورية، أو الجمهورية العربية السورية في ورقة دي ميستورا.

 

ومن المنتظر أن يجتمع مجدداً اليوم الجمعة، دي ميستورا مع وفدي النظام والمعارضة، عند الساعة 9.30 بتوقيت غرينتش، كما حصل أمس، وفق مبدأ مفاوضات “الغرفتين”، وكل وفد يجلس في غرفة، على أن يتنقل دي ميستورا ونائبه رمزي رمزي بينهما.

 

وكان المبعوث الأممي، قد أكد في مؤتمر صحافي، أن أجندة مفاوضات جنيف 8 بشأن سورية، ستركز على الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، مشيراً إلى اقتراب المفاوضات المباشرة بين وفدي النظام والمعارضة.

 

واستبعد المبعوث الدولي تحقيق إنجازات، خلال أشهر، لكنه استدرك القول إن” التغيرات السياسية إيجابية”، وفيما أعلن أن “جولة المفاوضات ستستمر حتى 15 ديسمبر”، أشار إلى أن وفد النظام السوري قد يعود إلى دمشق للتشاور، قبل محادثات أخرى منتصف الأسبوع المقبل.

 

إعلاميو الشمال السوري يسعون إلى عمل مؤسساتي ومنظّم

جلال بكور

 

بدأ الناشطون الإعلاميّون والصحافيّون والعاملون في المجال الإعلامي في منطقة “درع الفرات” شمال سورية، بالعمل على تشكيل “اتّحاد الإعلاميين السوريين” كخطوة نحو توحيد العمل الإعلامي بالتزامن مع تشكيل “الجيش الوطني” من قبل فصائل “الجيش السوري الحر” في المنطقة.

 

وفي حديث مع “العربي الجديد” قال عضو الأمانة العامة لـ”اتّحاد الإعلاميين السوريين”، سعد السعد، إنهم بدأوا منذ عدة أشهر بالعمل على تشكيل “اتّحاد الإعلاميين السوريين” وهي فكرة وهمُّ موجود لدى جمع الإعلاميين في المنطقة ولكن عملية جمعهم صعبة.

 

وأضاف سعد: “بدأنا دون أي دوافع خارجية وتوجهات محددة بعقد اجتماعات مع الإعلاميين في مدن وبلدلت المنطقة وبعد تبادل الأفكار والأطروحات أقمنا ورشة عمل ضمت حوالي خمسة وسبعين إعلاميا وناشطا في المجال الإعلامي، وناقشنا ماهية الجسم وأسسنا لجنة تحضيرية من عشرة إعلاميين لوضع نظام داخلي وطرح مسمى للجسم الجديد”.

 

وبعد ذلك تم الاتفاق على عقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد والذي يضم قرابة 150 إعلامي وتم قبل يومين المؤتمر وحضره معظم الإعلاميين، واعتذر البعض لتواجده خارج سورية لكن الجميع أكد عضويته وتم نقاش النظام الدّاخلي وإقراره بعد التصويت.

 

ويهدف الاتحاد بحسب القائمين عليه إلى توحيد الجهود وجمع الكوادر وتطوير الإعلاميين وتنظيمهم ضمن عمل مؤسساتي “لأن العمل الإعلامي ركن من أركان الثورة وعامودا من أعمدة المواجهة”.

 

وفي هذا السياق، قال عضو الأمانة، جلال التلاوي، في حديث مع “العربي الجديد” إن الاتحاد يضم ناشطين من مختلف المناطق السورية، من حمص وحماة وحلب، وريف دمشق، وغيرها من المناطق، ونهدف من خلاله إلى توحيد العمل الإعلامي، وسيتم الإعلان عن الاتحاد بشكل رسمي في مؤتمر لوسائل الإعلام في القريب.

 

وأوضح التلاوي أن “الجميع في المنطقة يرغب بتوحيد العمل وبدأ توحيد الفصائل العسكرية في “الجيش الوطني” تحت قيادة واحدة، وكذلك بدأنا بتوحيد العمل الإعلامي في تجمع يدافع عن الإعلامي وينظم عمله ويحميه”.

 

وأضاف أنّ باب الانتساب مفتوح لكافة الإعلاميين السوريين المتواجدين في سورية وخارج سورية، ولكل من يرغب في العمل ضمن الاتّحاد.

 

ويذكر أن الناشطين السوريين المعارضين والعاملين في المجال الإعلامي تعرضوا خلال السنوات الماضية لعمليات متعددة من الانتهاك معظمها على يد قوات النظام السوري وأدت إلى مقتل وفقدان وإصابة العديد منهم.

 

انتخابات أكراد سورية بمرحلتها الثانية: استعجال فرض أمر واقع

عدنان علي

تشهد المناطق التي يسيطر عليها المسلحون الأكراد في شمال وشرقي سورية، اليوم الجمعة، المرحلة الثانية مما يسمّى بـ”الانتخابات المحلية في مناطق الإدارة الذاتية الكردية”، في إطار عملية ستفضي إلى تشكيل برلمان محلي بحلول مطلع العام المقبل، وترسي لـ”نظام فدرالي” في عموم البلاد وفق القائمين على هذه الانتخابات التي تقاطعها أحزاب كردية وأشورية وفئات واسعة من الشرائح العربية، على اعتبار أنها لا تشكّل سوى محاولة لاستغلال النفوذ العسكري الذي راكمه المسلحون الأكراد في البلاد لمحاولة فرض أمر واقع سياسي تحت قوة السلاح.

 

وتثير هذه الانتخابات مخاوف من أن تكون في سياق توجّه جماعات كردية للانفصال عن سورية قبل نضوج التسوية السورية، إلا أن مصادر الجهات التي تقف خلف الانتخابات تقول إن هدفها لا يبتعد عن إقامة حكم ذاتي في إطار دولة لامركزية. في المقابل يقول مراقبون إن المعطيات الإقليمية والدولية لا تدعم أي طرح انفصالي، ولن تنجح أي محاولة في هذا السياق، وتجربة إقليم كردستان الأخيرة بإجراء الاستفتاء على الانفصال كانت أبرز شاهد على ذلك.

 

محطة في طريق الحكم الذاتي

الانتخابات التي يشارك فيها أكثر من 30 حزباً وكياناً، معظمها كردية، تشهد انتخاب مجالس محلية للمناطق والمقاطعات التي يتألف منها كل إقليم. وهي إقليم الجزيرة، ويضم مدينتي الحسكة والقامشلي والبلدات التابعة لهما. وإقليم الفرات ويشمل أجزاء من محافظتي حلب والرقة. وإقليم عفرين في ريف حلب الشمالي، ويضم مناطق ومدن الشهباء في ريف حلب الشرقي، بحسب النظام الفدرالي الذي أعلنه حزب “الاتحاد الديمقراطي” في مارس/آذار 2016 في هذه المناطق المسماة مناطق “الإدارة الذاتية” من دون أن يحظى بأي اعتراف محلي أو دولي.

 

ويصار في المرحلة الثالثة والنهائية بداية العام المقبل إلى انتخاب “مجلس الشعوب” لكل إقليم، الذي سيتمتع بصلاحيات محلية واسعة، ليتم في اليوم نفسه انتخاب “مجلس الشعوب الديمقراطية” الذي سيكون بمثابة برلمان عام، على رأس مهامه تشريع القوانين ورسم السياسة العامة للنظام الفدرالي. وكانت مناطق “الإدارة الذاتية” في الشمال السوري التي تسيطر عليها المليشيات التابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي”، وأهمها “قوات سورية الديمقراطية”، قد شهدت المرحلة الأولى من الانتخابات في 22 سبتمبر/أيلول الماضي، حين جرى اختيار رؤساء نحو 3700 بلدية في ثلاث مناطق (أقاليم). وتسيطر المليشيات التابعة لـ”الاتحاد الديمقراطي” على نحو ربع مساحة سورية، وعلى نصف الثروات الطبيعية تقريباً، وكانت قد أعلنت “النظام الفدرالي” في شهر مارس/آذار 2016 في هذه المناطق المسماة مناطق “الإدارة الذاتية”.

 

وحسب مصادر كردية، فإن أهم القوائم الحزبية المشاركة في الانتخابات اليوم هي: “قائمة الأمة الديمقراطية”، وتضم 18 حزباً وعدد مرشحيها أكثر من 4 آلاف مرشح، وأبرز أحزابها “الاتحاد الديمقراطي”، والحزب “الديمقراطي الكردي” في سورية، إضافة إلى بعض الأحزاب الأشورية والسريانية والعربية. ويليها “التحالف الوطني الكردي”، ويضم 5 أحزاب كردية، وقدّم 198 مرشحاً لخوض الانتخابات، إضافة إلى “حزب الوحدة الديمقراطي الكردي” (يكيتي)، ولديه 323 مرشحاً، ويملك هذا الحزب قاعدة جماهيرية، وله تجربة سابقة في عملية الانتخابات، إذ سبق وشارك في انتخابات البلدات عام 2015. وهناك أيضاً “التحالف الوطني الديمقراطي السوري”، ويضم العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية، وهي قائمة موجودة في إقليمي الفرات وعفرين.

وتركز مجمل الأحزاب المشاركة في الانتخابات على قضايا الخدمات بالدرجة الأولى. وحسب البيان الانتخابي لـ”قائمة الأمة الديمقراطية” التي يُعد “الاتحاد الديمقراطي” أبرز أحزابها، فإنه “يجب العمل على النهوض بجميع الخدمات البلدية، وحل مشكلة المياه بشكل كامل، وإنشاء الطرق النموذجية في الأقاليم الثلاثة، وزيادة المراكز الصحية لتقديم الخدمات الصحية مجاناً”.

 

وينظر مراقبون إلى هذه الانتخابات على أنها محطة على طريق تحقيق طموح بعض الجماعات الكردية في إقامة حكم ذاتي في إطار دولة لامركزية. وتقول مصادر الجهات التي تقف خلف الانتخابات إن هدفها ليس أبعد من ذلك، أي أنها لا تطمح إلى الانفصال عن البلاد، وإقامة دولة كردية مستقلة.

وفي هذا الإطار، قال الرئيس المشترك لحزب “الاتحاد الديمقراطي” شاهوز حسن، إن حزبه يقدّم مشروع حل من أجل “الحفاظ على وحدة سورية، انطلاقاً من فشل خيار الدولة القومية في سورية وعموم الشرق الأوسط”. ورأى حسن في تصريحات صحافية أن هذه الانتخابات لا تخص أكراد سورية وحدهم، بل تشمل جميع مكوّنات المجتمع من عرب وسريان وأرمن وتركمان، معتبراً أنّ “فدرالية شمال سورية” هي المشهد الصحيح الأكثر تنظيماً في الفوضى التي تعيشها البلاد، حسب تعبيره.

وحول مقاطعة بعض الأحزاب الهامة للانتخابات مثل “المجلس الوطني الكردي” و”المنظمة الآشورية” و”الحزب الديمقراطي التقدمي” الكردي، وصف حسن قيادات هذه الأحزاب بأنها خارج الإجماع الكردي، وهي “منضوية في أطر تتحمّل مسؤولية عرقلة حل القضية الكردية”، في إشارة إلى مؤسسات المعارضة السورية مثل الائتلاف الوطني. وحمّلها مسؤولية تدهور الأوضاع في سورية، قائلاً “كل من يرى في الفدرالية انفصالاً، لا يعوّل عليه، لأن سورية تأسست من اتحاد لدول كونفدرالية، أساسه التنوع القومي والديني، لذلك يجب تبنّي نظام سياسي اتحادي، لأن النظام المركزي كالذي حكم البلاد لعقود، أثبت فشله”.

 

من جهته، اعتبر الكاتب والناشط الكردي رامان يوسف، في حديث مع “العربي الجديد”، أن هذه الانتخابات تؤسس لدمقرطة المنطقة باعتبارها “تجربة فريدة في المشهد السياسي السوري غير مألوف منذ عقود”. ورأى أن نتائج الانتخابات يمكن أن تكون بداية حل سلمي، خصوصاً أنها لا تحمل صبغة كردية بحتة، بل صبغة تشاركية تشمل جميع فئات الشعب. وحول الاتهامات الموجّهة من قبل البعض للأكراد بأنهم قرروا لوحدهم أن سورية ستكون دولة فدرالية لا مركزية بمعزل عن بقية المكونات، قال يوسف إن الأكراد يحاولون منذ بدء الثورة السورية إيجاد صيغة حكم تناسب جميع شرائح البلاد، ويبدو أن الفدرالية هي الصيغة الأنسب حتى الآن، حسب تعبيره.

 

أما المحلل السياسي شادي عبدلله، فرأى في حديث مع “العربي الجديد”، أن هذا الطرح يتضمن مغالطات سياسية واضحة، لأن ما ثبت فشله في المرحلة الماضية ليس النظام المركزي، بل النظام الدكتاتوري الفاشي الذي حكم البلاد، وعانت في ظله كل فئات الشعب السوري وليس الأقليات وحدها، معتبراً أن حل معاناة الأكراد وغيرهم من الأقليات في البلاد، يكون عبر إقامة الدولة الديمقراطية التعددية التي تُحترم فيها حقوق المواطنة وسيادة القانون بالنسبة لكل فئات الشعب.

 

وأضاف عبدلله: “من هنا فإنه يجب على الإخوة الأكراد أن ينضموا إلى ثورة الشعب السوري لتحقيق دولة العدالة والمساواة والقانون ضد طغيان نظام الأسد، لا أن يبحثوا عن خلاصهم الفردي في غفلة من الزمن، وفي وقت تخوض فيه القوى الوطنية الديمقراطية في سورية معركتها مع نظام الطاغية المدعوم إقليمياً ودولياً، ما يجعل من مسعاهم هذا محل ريبة من مجمل فئات الشعب السوري”. ورأى أن الجماعات الكردية تدرك أن المعطيات المحلية والإقليمية والدولية لا تدعم أي طرح انفصالي في سورية، لذلك لم تجاهر بمثل هذه الطروحات، خصوصاً في ضوء ما حصل قبل فترة وجيزة في شمال العراق، حيث التجربة هناك كانت أكثر نضجاً منها في سورية، ومع ذلك فشلت ولم تحظَ بأي غطاء دولي.

 

تحرك يستبق التسوية

والواقع أن هناك عدداً من الأطراف الفاعلة في المسألة الكردية في سورية والتي تستطيع التأثير على مجريات الأمور، وفي مقدمتها النظام السوري، الذي صرح مسؤولوه أكثر من مرة أنهم يخططون لفرض سيادة النظام على كامل الأراضي السورية بما فيها المناطق التي تخضع حالياً لسيطرة المقاتلين الأكراد، وفي مقدمة تلك المناطق محافظة الرقة التي من المتوقع أن تكون نقطة صدام بين الطرفين خلال المرحلة المقبلة، إذ تديرها حالياً قوى خاضعة لهيمنة الوحدات الكردية على الرغم من عدم وجود كتلة بشرية للأكراد فيها. وفي وقت سابق هذا الشهر، قالت بثينة شعبان، مستشارة رئيس النظام بشار الأسد، إن ما حدث في كردستان العراق “يجب أن يكون درساً” لمليشيات “سورية الديمقراطية”، مضيفة أنها لا تعتقد أن “أي حكومة تستطيع أن تحاور أي فئة حين يتعلق الأمر بوحدة البلاد”.

 

ويبدو أن المسؤولين الأكراد يدركون ذلك، وبدأوا في التحضر لهذه المرحلة، إذ صدرت أخيراً تصريحات لافتة عن الرئيس المشترك لـ”مجلس سورية الديمقراطية” رياض درار بشأن انضمام “قوات سورية الديمقراطية” إلى قوات النظام السوري في المرحلة المقبلة. وقال درار إن “قوات سورية الديمقراطية ستنضم إلى الجيش السوري الذي سيتكفل بتسليحها عندما تتحقق التسوية في سورية”. وأوضح “إذا كنا ذاهبين إلى دولة سورية واحدة بنظام فدرالي، فإننا نعتقد أنه لا حاجة إلى السلاح والقوات، لأن هذه القوة سوف تنخرط في جيش سورية ولأن الوزارات السيادية مثل الجيش والخارجية ستكون لدى المركز”، معتبراً أن وجود هذه القوات مؤقت إلى حين “الموعد المرتقب للتفاوض الحقيقي”.

 

ويرى مراقبون أن هذه التصريحات لا يمكن قراءتها بمعزل عن التفاهمات الحاصلة تحت الطاولة بين القوى الإقليمية والدولية حيال التسوية السورية، خصوصاً في ضوء إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأنه تم إصدار أمر بوقف الدعم الأميركي لوحدات “حماية الشعب” الكردية، ما يجعل الأكراد يسعون إلى فرض أمر واقع في مناطق سيطرتهم قبل نضوج عملية التسوية للصراع السوري.

 

وحسب بعض المصادر، فإن تركيا التي كانت ترفض دعوة “الاتحاد الديمقراطي” إلى مفاوضات جنيف، وافقت على ذهابه إلى مؤتمر سوتشي، مقابل وقف الدعم العسكري الأميركي لهذا الحزب ووحداته العسكرية، وربما الضغط لحل تلك الوحدات ودمجها في قوات النظام السوري، مع إعطاء الأكراد وضعية إدارية خاصة في مناطقهم. وأشارت المصادر إلى أن هذا الأمر قد يكون مقبولاً لدى “الاتحاد الديمقراطي”، خصوصاً أنه لم يكن يوماً قد أعلن عن خطوات انفصالية، وحدد أهدافه في إقامة حكم ذاتي ضمن فدرالية سورية، مشيرة إلى وجود قدر من التوافق حيال هذا الأمر مع الجانب الأميركي أيضاً، في ظل إدارة دونالد ترامب التي تبدي بعض الحرص على استعادة علاقاتها مع تركيا بعد أن سادها التوتر سابقاً بسبب دعم واشنطن للمليشيات الكردية. وزادت تركيا أيضاً من ضغوطها على الجانب الكردي من خلال التلويح بعملية عسكرية في عفرين ومنبج اللتين تسيطر عليهما “قوات سورية الديمقراطية”.

 

يُذكر أن أكراد سورية يمثّلون ثاني أكبر مجموعة عرقية في سورية بعد العرب، ولا يُعرف على وجه اليقين العدد الفعلي لهم في ظل غياب أية إحصاءات رسمية. وتتراوح التقديرات غير الرسمية لأعدادهم ما بين مليون ومليونين، وبعض المصادر المقربة من الأكراد ترفع تلك التقديرات إلى نحو ثلاثة ملايين نسمة من أصل أكثر من 23 مليوناً كانوا عدد سكان سورية قبل بداية الحرب.

 

كيف رفع “المركزي” قيمة الليرة السورية؟

رائد الصالحاني

تشهد أسواق العاصمة دمشق، منذ أيام، انخفاضاً في سعر صرف الدولار الأميركي، لم تتضح مسبباته بدقة بعد. انخفاض قيمة الدولار في الأسواق العالمية، وفائض الثقة بتحسن أوضاع السوق السورية المحلية نتيجة “الانتصارات” الأخيرة التي يحققها النظام وحلفاؤه، كانت عوامل ساعدت في تحسن قيمة الليرة السورية، إلا أن سياسات المصرف المركزي السوري ومضاربي السوق السوداء قد تكون أكثر قدرة على تفسير تلك الظاهرة.

 

وانخفض سعر صرف الدولار لأكثر من 50 ليرة، خلال أسبوع تقريباً، متراجعاً من 496 إلى 434 ليرة سورية، بعدما ظل لأكثر من سنة يراوح على أعتاب الـ500 ليرة.

 

ويحدد المصرف المركزي سعر صرف الدولار وكميته، لشركات الصرافة المرخصة، ولشركات التحويل المرخصة، في حين تتمتع السوق السوداء بهامش حركة أكبر.

 

وشهد سوق دمشق تضارباً كبيراً بين أسعار صرف المركزي والسوق السوداء، منذ عشرة أيام، بعدما أصدر المركزي قراراً بتثبيت سعر الصرف عند 490 ليرة للدولار الواحد، مع تحديد كمية الدولار المسموح بتداولها، ومنع سحب الودائع بالليرة السورية. الأمر الذي تسبب بزيادة الطلب على الليرة، فيما يُشبه نوبة ذُعر حول مصير الدولار. فانخفض سعر السوق السوداء حينها إلى 470 ليرة. ليبدأ مضاربو السوق السوداء، بما يُشبه توجيهاً من المصرف المركزي، بشراء الدولار من السوق السوداء وبيعه للمركزي. الأمر الذي تسبب بسحب الدولار من السوق السوداء إلى خزائن المركزي.

 

وجود الفائض في السوق السوداء من الدولار، مع توقف عملية البيع، تسبب بهبوط جديد لسعر الصرف في السوداء إلى ما دون 450 ليرة، فقام المركزي بخفض سعر صرف الدولار للحوالات والاستيراد 30 ليرة سورية، ليصبح 460 ليرة مقابل الدولار. وتوقفت عمليات البيع والشراء في السوق السوداء لساعات، ما خفض سعر الدولار فيها مجدداً إلى 410 ليرات، للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين.

 

المركزي، عاد وخفّض سعر دولار الحوالات والاستيراد إلى 430/434 ليرة، الأمر الذي عزز من قيمة العملة السورية في الأسواق، رغم فقدانها.

 

هبوط قيمة سعر صرف دولار الحوالات، جعل الناس والتجار يتجهون إلى “التحويل الأسود”، رغم خطورته الأمنية، الأمر الذي رفع مجدداً سعر السوق السوداء إلى 430 ليرة مقابل الدولار الواحد.

 

وبدأ المركزي خطته، في 30 تشرين الأول/أكتوبر، بقرار يُحدد لأي شخص قيمة وتواتر استلام الحوالات الخارجية. ويقضي القرار بأن سقف الحوالة المالية من الخارج هو 500 دولار، لمرة واحدة شهرياً. وفي حال وصل إلى الشخص أكثر من حوالة في الشهر، أو حوالة واحدة بمبلغ يزيد عن 500 دولار، سيتم تجميد المبلغ الإضافي لمدة ثلاثة أشهر، أو اقتطاع نسبة تصل إلى 10 في المائة من المبلغ في حال التسليم الفوري. وترافق ذلك مع احتكار المصارف، بأمر من المركزي، لودائع التجار والشركات من الليرة السورية، ورفض تسليمهم مبالغ كبيرة.

 

وبالتالي ازدياد الطلب على الليرة السورية، مع وجود كميات كبيرة من الدولار، الأمر الذي جعل السوق السوداء توقف عمليات الصرف. واضطر الناس حينها للتوجه إلى المصارف التجارية والبنك المركزي لتصريف الدولار، تجنباً لهبوط آخر. الأمر الذي جعل المركزي يقوم بجمع أكبر كمية من النقد الأجنبي، مع امتناع السوق السوداء عن التصريف والتحويل الخارجي.

 

اللعبة ذاتها كان المركزي قد عمل بها في العام 2016 واستطاع حينها خفض سعر الصرف إلى 500 ليرة وتثبيته لأشهر طويلة بعد أن وصل إلى اعلى مستوياته في السوق السوداء إلى 625 ليرة مقابل الدولار الواحد.

 

“المركزي”، وعبر تلك الاجراءات، أراد رفع قيمة الليرة السورية، لتبدو البلد وكأنها تتعافى مع انحسار المساحات التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، والانتصارات الأخيرة ضد “داعش”، واستعادة السوق “عافيته”، وازدهار حركة الاستيراد والتصدير، ما يعني وجود وفرة في الدولار.

 

وقف السحوبات بالليرة السورية، هو إجراء مؤقت لجأ إليه المركزي، نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، قبل صرف رواتب العاملين في الدولة، الأحد، في 3 كانون الأول/ديسمبر، (الجمعة والسبت عطلة رسمية في سوريا). ولا يمكن الاستمرار بالعملية، تقنياً سوى لأيام قليلة. ومع ذلك، حققت العملية أرباحاً طائلة للمركزي، بسبب فرق سعر الصرف مع السوق السوداء، والطلب المُفتعل على الليرة السورية.

 

نتيجة عدم استقرار سعر الصرف، واحتكار المركزي لودائع التجار وفقدان العملة السورية من السوق، توقف تجار السوداء عن عمليات الصرف والبيع والتحويلات الخارجية، أو التصريف بقيمة منخفضة وصلت إلى ما دون 400 ليرة سورية للدولار بالنسبة للحوالات الخارجية.

 

المركزي قام بتحرير جزء من ودائع التجار، لإعادة طرح الليرة السورية في السوق مجدداً، ولكن “التحالف التجاري الأسود” (كبار المضاربين والتجار المتعاملين بالسوق السوداء)، لم تنطلِ عليه تلك الحيلة، فجمّد ما لديه من ليرة سورية، مع بقاء الأسعار في السوق كما هي. وأثار ذلك غضب الشارع، حول الانخفاض الكبير بسعر الدولار، وثبات سعر البضائع في الأسواق.

 

انخفاض سعر صرف الحولات إلى 430 ليرة في شركات التحويل المرخصة، شكل حالة غضب شعبية واسعة، وامتنع كثيرون عن استلام حوالاتهم، بانتظار تحسن سعر الصرف في السوداء والمركزي.

 

وبات معظم السوريين، مع انهيار قيمة العملة السورية وبقاء الرواتب على حالها، معتمدين على التحويلات المالية بالدولار من أبنائهم وأقاربهم في الخارج. ولا تسلم شركات التحويل قيمة الحوالات إلا بالليرة السورية. عملية تحديد قيمة التحويل المسموح استلامه من الخارج، مع خفض قيمة الليرة، أضرّت بالناس بشكل مباشر.

 

ومن المفترض أن يعود المركزي ويفرج عن الليرة السورية، خلال الأيام الأولى من كانون الأول، لدفع رواتب الموظفين. والعملية ستتم بالتدريج. مصادر “المدن” أكدت أن بعض الصرّافات الآلية في مدينة دمشق عادت للعمل، في حين أن جزءاً كبيراً منها ما زال متوقفاً. كما يتوقع أن يُحرر المركزي، بشكل جزئي، الودائع بالليرة السورية، ما قد يرفع سعر الصرف مجدداً إلى 450 ليرة سورية.

 

وحتى اللحظة، لم تلعب السوداء بسعر الذهب، ولا خفّضت نسبة التحويل، الأمر الذي سيدفع العامة للجوء إلى السوق السوداء في حال بقي المركزي مصراً على تثبيت سعر الصرف عند سقف الـ434.

 

التصريحات الرسمية الحكومية، كعادتها جاءت منفصلة عن الواقع، ودعا حاكم مصرف سوريا المركزي دريد درغام، المواطنين السوريين لعدم بيع دولاراتهم والاحتفاظ بها. وقال درغام في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إن المواطنين الذين تأتيهم حوالات مالية، أو المُخزّنين للدولار خلال السنوات الماضية، هم “بحالة هلع غير مبررة”. واعتبر أن سلوك التخلص من الدولار بأسرع وقت “غير طبيعي” ويغذي مطامع التجار الذين يلعبون بسعر الدولار.

 

معاون وزير وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك جمال شعيب، قال لصحيفة “الوطن” الموالية، الأربعاء، إن الانخفاض الحالي في سعر صرف الدولار أمام الليرة، لن يؤثر بشكل مباشر على أسعار السلع والمواد في الأسواق، لأن أغلب السلع الموجودة حالياً قد تم “استيرادها على السعر القديم”. مشيراً إلى انه “ليس من المنطقي” مطالبة التاجر بخفض أسعار السلع التي استوردها بسعر صرف مرتفع.

 

جنيف-8″ الى استراحة.. والوضع الانساني في الغوطة يتدهور

أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الخميس، أن الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف حول سوريا ستستأنف في 5 كانون الأول/ديسمبر المقبل، وذلك إثر لقاءات عقدها مع وفدي الحكومة السورية والمعارضة كل على حدة، بعد فشل مقترح التفاوض المباشر.

 

وأكد دي ميستورا في مؤتمر صحافي في ختام المرحلة الأولى من “جنيف-8″، أن هذه الجولة تركز بالدرجة الأولى على العملية الدستورية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في سوريا برعاية من الأمم المتحدة. وأضاف “سنواصل المفاوضات يوم الثلاثاء لتستمر حتى 15 ديسمبر (كانون الأول)”.

 

وشدد المبعوث الدولي على أن أطراف المفاوضات لم تبحث “مسألة الرئاسة” خلال الجولة الحالية، وهو كان الشرط الأساسي لمشاركة وفد النظام الذي تأخر يومين عن الحضور الى جنيف بسبب إصرار وفد المعارضة على طرح موضوع مصير الرئيس السوري بشار الأسد على طاولة البحث.

 

وتابع: “ناقشنا المبادئ الـ12 التي تتعلق بدائرة واسعة من القضايا وتؤثر على كل شيء في الدستور المستقبلي، وقد بدأنا ببحث كيفية التعامل من هذه المسألة”. وأشار إلى أن قضية الرئاسة من الضروري أن يحلها السوريون بأنفسهم عبر الانتخابات، التي ينص على إجرائها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

 

من جهة ثانية، أعلن وفد ” هيئة التفاوض لقوى الثـورة والمعارضة السورية” أنه سلم دي ميستورا، مقترحات حول تسوية الأزمة في سوريا. وقال المتحدث باسم الوفد يحيى العريضي “لقد خضنا نقاشا جيداً مع المبعوث الخاص، السيد ستيفان دي ميستورا، حول طريق تحقيق التقدم في محادثات جنيف”. وأضاف “الآن نحن نتطلع إلى الانتقال إلى مفاوضات جادة حول الانتقال إلى الحرية في سوريا، الحرية للمعتقلين، الخلاص من العنف لشعبنا بأكمله”.

 

وتابع العريضي “قدمنا أفكارا للنقاش باسم وفدنا الموحد، وهذه أولى ثمار اجتماع الرياض الموسع لقوى الثورة والمعارضة”، مضيفا “الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإرساء الأمن والاستقرار في سوريا. نحن مستعدون أن نبقى منخرطين في المحادثات بقدر ما يتطلبه الأمر”.

 

في موازاة ذلك، يستمر الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية بالتدهور. وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند، إن أربعمئة ألف مدني لا يزالون محاصرين في الغوطة الشرقية، وأن الأمم المتحدة تمكنت من إيصال مساعدات إلى 68 ألفا منهم فقط خلال شهرين، محذرا من وفاة مئات المرضى، وأغلبهم من الأطفال، في حال لم يتم إجلاؤهم.

 

وخلال إفادة صحافية في جنيف، الخميس، حذر إيغلاند من أن هناك خمسمئة شخص بحاجة ماسة لإجلائهم للعلاج الطبي خارج الغوطة الشرقية في ريف دمشق، مؤكداً أن تسعة أطفال لاقوا حتفهم بالفعل في الأسابيع القليلة الأخيرة في حين تنتظر المنظمة الدولية الضوء الأخضر من النظام لإجلاء خمسمئة شخص، بينهم 167 طفلاً، إلى مستشفيات لا تبعد سوى 45 دقيقة بالسيارة عن العاصمة.

 

وتابع “لا توجد منطقة عدم تصعيد، لا يوجد سوى تصعيد في منطقة عدم التصعيد هذه، نحتاج لهدوء مستدام حتى نتمكن من إطعام أربعمئة ألف شخص يمثلون الآن دون شك حالة طوارئ إنسانية”.

 

هيئة المفاوضات تدعو الأمم المتحدة للضغط على النظام السوري

بهية مارديني

لندن: التقى أعضاء من الهيئة العليا للمفاوضات مع مجموعة كبيرة من الدبلوماسيين الدوليين وممثلي الدول الداعمة للشعب السوري، مساء أمس الخميس، وبحثوا تطورات العملية التفاوضية الجارية حاليا وذلك في مقر إقامة الهيئة في جنيف.

 

وجدد رئيس هيئة التفاوض نصر الحريري تأكيداته أن “المعارضة السورية جاهزة بشكل كامل لخوض مفاوضات مباشرة مع نظام الأسد”، مطالباً بقيام الأمم المتحدة بالضغط على النظام للانخراط بتلك العملية بأقرب وقت، وتطبيق القرارات الدولية للوصول إلى الانتقال السياسي.

 

وأشار في بيان تلقت “ايلاف” نسخة منه، إلى أن المعارضة السورية لديها وفد موحد يمثل كل أطياف المعارضة، لافتا الى أن “لعبة المعارضات التي يقوم بها النظام يجب أن تتوقف”.

 

وحث الدبلوماسيين على القيام بجهود أكبر للدفع بالعملية السياسية لتطبيق القرارين ٢١١٨ و ٢٢٥٤، ومنع النظام من محاولات إفشال ذلك.

 

وتحدث الناطق الرسمي باسم الوفد يحيى العريضي عن استمرار النظام بتجاهل العملية السياسية، وتركيزه على استخدام العنف ضد المدنيين، كما يحصل في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وهو ما أدى إلى سقوط المئات.

 

وأشار إلى أن وقف تلك الجرائم هي مسؤولية الجميع، معتبراً أن وقف إطلاق النار ووقف القصف، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين مع رفع الحصار عن المناطق المحاصرة، هو الطريق لإنجاز الحل السياسي.

 

ولفت الدبلوماسيون خلال اللقاء أن عمل الهيئة الجاد مع فريق الأمم المتحدة في الجولة الحالية سيصب في مصلحة الشعب السوري، ومطالبهم لنيل الحرية والكرامة والديمقراطية.

 

واستمرت الْيَوْم اجتماعات الجولة الثامنة من جنيف وسط عدم احراز أي تقدم في السلال الأربعة التي طرحها الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا في جدول الأعمال .

 

ورغم إجراء لقاءات متوازية ما بين ميستورا ووفدا المعارضة والنظام خلال هذه الجولة والتي تعد الثامنة في جنيف الا أن المسار يبدو معطلا حتى الآن ودون أن يحمل أي تقدم حقيقي أو جديد عن الجولة السابقة من جنيف، مع توارد أنباء أن وفد النظام السوري سيغادر جنيف غدا السبت رغم التأكيدات الأممية استمرار العملية السياسية في جنيف حتى ١٥ الشهر الجاري” وأن المفاوضات الحالية في جنيف ستركز على صياغة الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ، واقتراب عقد مفاوضات مباشرة بين النظام والمعارضة”.

 

وثيقة دي ميستورا تقترح «دولة غير طائفية» و«إدارات محلية»

«الشرق الأوسط» تنشر تصوّره للحل السياسي… وورقة المعارضة تتحدث عن حقوق الأكراد وتطرح تغيير اسم الدولة

لندن: إبراهيم حميدي

دفع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أمس في جنيف وفدي الحكومة والمعارضة إلى الدخول في صلب المفاوضات. وسلمهما وثيقة تضمنت تصوره لمستقبل سوريا من 12 بندا.

 

ونصت الوثيقة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، على تأكيد أن سوريا «دولة غير طائفية» بموجب القرار الدولي 2254، وعلى ضرورة وجود «ممثلين للإدارات المحلية»، إضافة إلى عمل «الجيش الوطني» و«أجهزة الأمن بموجب الدستور».

 

كما تشدد الوثيقة على {احترام القيمة العالية للمجتمع السوري والهوية الوطنية، وتاريخ التنوع والمساهمات والقيم التي جلبتها كافة الأديان، والحضارات، والتقاليد إلى سوريا}.

 

وسلّمت «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة، التي تضم أيضاً مجموعتي القاهرة وموسكو، وثيقة، رداً على دي ميستورا، تضمنت 12 بندا.

 

وكان لافتا في الوثيقة، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، إسقاط كلمة «العربية» من اسم «الجمهورية العربية السورية» لتصبح «سوريا»، إضافة إلى إقرار مبدأ اللامركزية وحقوق الأكراد وباقي القوميات. كما اقترحت التأكيد على «إصلاح الجيش الوطني» و«إعادة هيكلة أجهزة الأمن».

 

ويخطط دي ميستورا لإصدار وثيقة مشتركة بين الوفدين في ختام الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف منتصف ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تتضمن مبادئ الحل السياسي لسوريا وتنبثق من روح القرار 2254 وتبنى على مسودات عدة ومفاوضات شاقة بدءا من أول نسخة قدمت في ربيع العام الماضي.

 

وقالت مصادر دبلوماسية إن النقاشات تتناول اسم الدولة بين أن يكون «الجمهورية العربية السورية» بحسب وثائق الأمم المتحدة أو «سوريا» كما تقترح المعارضة، إضافة إلى تباين بين خياري «الإدارات المحلية» و«اللامركزية». وهناك خلاف عميق أيضا إزاء دور الجيش و«إصلاحه» أو «إعادة هيكلة أجهزة الأمن» ومحاربة الإرهاب.

 

وأجرى دي ميستورا أمس مفاوضات متزامنة بين الوفدين، لكنها غير مباشرة، في غرفتين تنقل بينهما المبعوث الدولي، بسبب رفض رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري ذلك.

 

وقال دي ميستورا أمس: «الوقت حان للتركيز على تحقيق تقدم حقيقي في العملية السياسية من أجل الشعب السوري». ودعا الوفدين إلى «المشاركة بجدية في المباحثات من دون أي شروط مسبقة».

 

دي مستورا يقترح وثيقة مبادئ جديدة للسوريين ويعلن تمديد جنيف 8

قدم المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي مستورا، لوفدي النظام والمعارضة السورية، في لقائه معهما الخميس، وثيقة مبادئ أساسية جديدة، خضعت لتعديلات عن الوثيقة السابقة التي قُدّمت خلال الجولات السابقة قبل أشهر.

 

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء، عن مصادر مطّلعة على المفاوضات، لم تسمّها، قولها إن الوثيقة هي محدّثة عن وثيقة المبادئ السابقة، وفيها 3 عناصر جديدة مختلفة.

 

وأشارت إلى أن العنصر الأول يتعلّق بعبارة الإدارات المحلية بدلاً من اللامركزية، والعنصر الثاني هو إخراج مسمّى الأقليات والإثنيات من الأكراد والتركمان، والسريان الآشوريين، وأنه سيتم الحديث عن ذلك لاحقاً.

 

أما العنصر الثالث، بحسب المصادر، فيتعلق باستخدام اسم سوريا، أو الجمهورية العربية السورية، في ورقة دي مستورا.

 

ومن المنتظر أن يجتمع دي مستورا مجدداً، الجمعة، مع وفدي النظام والمعارضة السورية، مثلما حصل الخميس، على مبدأ مفاوضات “الغرفتين”، وكل وفد يجلس في غرفة، على أن يتنقّل دي مستورا ونائبه رمزي رمزي بينهما.

 

وبنهاية اليوم تكون اجتماعات القسم الأول من جنيف 8 قد اكتملت، على أن تُستأنف الأسبوع المقبل، يعود خلالها جزء من وفد المعارضة، على أن يرجع لاحقاً للمشاركة في المفاوضات.

 

– تمديد جولة المفاوضات

 

وكان دي مستورا أعلن، مساء الخميس، تمديد الجولة الحالية من المفاوضات السورية حتى منتصف الشهر المقبل.

 

وقال دي مستورا، في مؤتمر صحفي عقده بمقر الأمم المتحدة في جنيف: “نخطّط لأن تستمرّ هذه الجولة حتى الخامس عشر من ديسمبر”، على أن تتضمّن استراحة يمكن للوفود السفر خلالها بدءاً من السبت، على أن تُستأنف المحادثات الثلاثاء.

 

واعتبر دي مستورا أن جولة المحادثات، وهي الثامنة منذ العام 2016، “ليست اعتيادية”، منوهاً بـ “المناخ المهني والجدي” للنقاشات التي انطلقت الثلاثاء مقارنة مع الجولات السابقة.

 

وفيما يتعلق بمضمون النقاشات مع الوفدين، أوضح دي مستورا أن “مسألة الرئاسة لم تناقش”، في إشارة إلى مصير رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي تطالب المعارضة بتنحيه.

 

وأوضح أن البحث يتناول ورقة من 12 بنداً سبق أن قدّمها للوفدين في جولات سابقة، حول مبادئ عامة تتعلّق بالرؤية لمستقبل سوريا.

 

وتركّز الجولة الحالية، وفق دي مستورا، على آليات صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة، مع “تأكيد عدم وجود شروط مسبقة”.

 

المعارضة تسقط مروحية للنظام بريف دمشق

 

أسقطت فصائل المعارضة السورية المسلحة صباح اليوم الجمعة طائرة مروحية لقوات النظام في ريف دمشق الغربي.

 

وقالت المعارضة المنضوية في ما تطلق عليه غرفة عمليات اتحاد قوات جبل الشيخ إن الطائرة سقطت قرب اللواء 137 في محيط بلدة زاكية التي يسيطر عليها النظام السوري.

 

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر إعلامية مقربة من قوات النظام أن طائرة مروحية تابعة لها سقطت قرب بلدة سعسع في ريف دمشق الغربي بعد استهدافها بصاروخ من قبل فصائل المعارضة في منطقة مزرعة بيت جن ويرجح مقتل طاقمها.

 

وأكد المصدر أن الطائرات كانت تنفذ عمليات في محيط مزرعة بيت جن التي استقدمت قوات النظام أمس تعزيزات عسكرية كبيرة إليها وسيطرت أمس على التلال الشرقية ومنها تلال البرادعية.

 

من جانبه أكد مصدر في اتحاد قوات جبل الشيخ للوكالة الألمانية مقتل طاقم الطائرة بالكامل. وأشار المصدر إلى أن اتحاد قوات جبل الشيخ التابع للجيش السوري الحر تصدى لهجوم عنيف شنته قوات النظام مدعومة بمسلحين حزب الله اللبناني على تلال بردعيا ومروان والظهر الأسود قرب بلدة بيت جن بجبل الشيخ، موقعين في صفوف تلك المليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح.

 

وتشن قوات النظام حملة عسكرية عنيفة منذ أربعة أشهر على بلدات بيت جن ومزرعة بيت جن، بالإضافة لمغر المير المحاصرة في جبل الشيخ منذ أكثر من أربعة أعوام من دون أن تحرز أي تقدم، بل تعرضت لخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

التايمز: الأسد يقصف الأطفال الجوعي بالغوطة الشرقية

تناول تقرير لصحيفة التايمز البريطانية الوضع المأساوي لأطفال سوريا في ظل القصف المستمر من جانب النظام السوري على المناطق المحاصرة التي يسيطر على الثوار، وركز على الغوطة الشرقية إحدى الضواحي بشمال شرق العاصمة دمشق.

ورسمت كاتبة التقرير هنا لوسيندا سميث صورة لحياة الناس في آخر ضاحية للثوار بريف دمشق، حيث تبدأ الأيام بسعي حثيث بحثا عن الطعام وتنتهي بمراسم الدفن لمن حصدتهم قنابل الأسد.

 

وأشارت إلى أن الغوطة الشرقية منيت بـ247 غارة جوية و1200 قذيفة مدفعية منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني حيث تحاول قوات الأسد وحلفاؤها الإيرانيون والروس تسجيل انتصار حاسم في أحد أطول حصون المعارضة بقاء.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد سجل 151 حالة وفاة في الهجوم الأخير، بما في ذلك 35 طفلا و15 امرأة بالإضافة إلى أكثر من 500 جريح.

 

وأفاد التقرير أن أزمة الطعام هي الأشد قسوة في الحرب مما أدى إلى موت العديد من الأطفال مؤخرا بسبب الجوع، وقالت منظمة رعاية الطفولة الأممية (يونيسيف) إن سوء التغذية الذي أصاب الأطفال كان الأسوأ منذ بداية الصراع السوري قبل نحو سبع سنوات.

 

وقد ناشدت الأمم المتحدة النظام السوري أمس بالسماح بإجلاء 500 حالة طبية عاجلة، منها 167 طفلا، من الغوطة الشرقية، وقال جان إيغلاند المبعوث الأممي الخاص في سوريا إنه “لم يتم إجلاء شخص واحد منذ شهرين، وإنه إذا لم يتم إجلاؤهم فسيموت الكثير منهم”. وأضاف أن “عجز الأمم المتحدة عن الوصول إلى الغوطة الشرقة لعدة أشهر أدى إلى وضع كارثي أكيد”.

أهالي الغوطة الشرقية يطالبون بتحرك دولي لفك الحصار عنهم (الجزيرة)

 

وأشارت الصحيفة إلى أن معدل الخسائر المدنية من القصف يقترب من الذي سجل في مدينة حلب الشمالية خلال الحصار الأخير والهجوم على الضواحي التي تحت سيطرة الثوار، العام الماضي.

 

واعتبرت الصحيفة أن الثوار والنظام السوري يستفيدان من وضع يأس سكان الغوطة الشرقية، حيث يبدو أن الجنود المراقبين لنقاط التفتيش على الطريق بين المنطقة ووسط المدينة يطالبون بضرائب ضخمة من أي شخص يريد العبور. وقال نور آدم، صحفي مواطن عمره 21 عاما، “الطعام موجود هناك لكنه قليل جدا ومكلف للغاية، فثمن حصة الخبز 5 دولارات، ونشعر كأننا محاصرون في قفص والحياة في هذه الظروف موت بطيء”.

 

ونبه التقرير إلى أن وقف إطلاق النار الذي دعي إليه يوم الأربعاء لم يحترَم كما روى شهود عيان للصحفية، وكان النظام قد وافق على وقف هجماته على المنطقة بعد أن أخذ مكانه في محادثات جنيف، بالرغم من أن الغوطة الشرقية كانت قد أدرجت بالفعل في “مناطق التهدئة” قبل خمسة أشهر. وفي غضون ساعات من الهدنة الجديدة وردت تقارير عن غارات جوية جديدة.

 

وقال إيغلاند “هنا تصعيد في منطقة تهدئة”، وأردف بأن “الغوطة الشرقية في عين الإعصار وهي بؤرة هذا الصراع”.

المصدر : تايمز

 

الجعفري: لا يمكن عقد أي حوار مباشر مع المعارضة السورية

العربية.نت

 

قال بشار الجعفري، رئيس وفد #النظام_السوري في #مفاوضات_جنيف 8 إنه تم بحث ورقة المبادئ المتعلقة بالحل السياسي، مشيراً إلى أنه لا يمكن عقد أي حوار مباشر مع المعارضة السورية.

 

وقال الجعفري خلال مؤتمر صحافي، الجمعة، في جنيف “سنغادر جنيف غدا السبت وتلقينا دعوة لجولة جديدة”.

 

وأضاف رئيس وفد نظام الأسد أنه لا يمكن أن نمضي بأي حوار مباشر مع المعارضة السورية.

 

وتابع الجعفري “عودتنا إلى جنيف رهن بقرار #دمشق”، لافتاً إلى أن مسار جنيف لا يدور في حلقة مفرغة.

 

وفي مؤتمره الصحافي، الخميس، كشف المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان #دي_ميستورا أنه قدم ورقة من 12 بنداً لمناقشتها ضمن محادثات جنيف 8 التي انطلقت الثلاثاء، وستمتد إلى 15 ديسمبر، بعد “وقت مستقطع” خلال نهاية الأسبوع على أن تستأنف الثلاثاء القادم.

 

وفي حين أكد المبعوث الأممي على جدية النقاشات التي شهدها اليومان الماضيان، لم يكشف عما تحتويه تلك الوثيقة سوى ما أعلنه صراحة. إذ قال في ما يتعلق بمضمون المباحثات، إن البحث تناول ورقة من 12 بنداً سبق أن قدمها للوفدين في جولات سابقة حول مبادئ عامة تتعلق بالرؤية لمستقبل سوريا.

 

وأضاف أن الجولة الحالية تركز على آليات صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة، مع “التأكيد على عدم وجود شروط مسبقة”، ولن تتطرق إلى مصير الرئاسة السورية.

 

وثيقة دي ميستورا.. 12 بنداً وسوريا دولة “غير طائفية

دبي – العربية.نت

 

في مؤتمره الصحافي، الخميس، كشف المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أنه قدم ورقة من 12 بنداً لمناقشتها ضمن محادثات جنيف 8 التي انطلقت الثلاثاء، وستمتد إلى 15 ديسمبر بعد “وقت مستقطع” خلال نهاية الأسبوع على أن تستأنف الثلاثاء القادم.

 

وفي حين أكد المبعوث الأممي على جدية النقاشات التي شهدها اليومان الماضيان، لم يكشف عما تحتويه تلك الوثيقة سوى ما أعلنه صراحة. إذ قال في ما يتعلق بمضمون المباحثات، إن البحث تناول ورقة من 12 بنداً سبق أن قدمها للوفدين في جولات سابقة حول مبادئ عامة تتعلق بالرؤية لمستقبل سوريا.

 

وأضاف أن الجولة الحالية تركز على آليات صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة مع “التأكيد على عدم وجود شروط مسبقة”، ولن تتطرق إلى مصير الرئاسة السورية.

 

وفي هذا السياق، لفتت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن الوثيقة نصت على تأكيد أن سوريا “دولة غير طائفية” بموجب القرار الدولي 2254، وعلى ضرورة وجود “ممثلين للإدارات المحلية”، إضافة إلى عمل “الجيش الوطني” وأجهزة الأمن بموجب الدستور.

 

كما شددت على احترام تنوع المجتمع السوري والهوية الوطنية، والقيم التي جلبتها كافة الأديان إلى البلاد.

 

من محادثات جنيف8

وثيقة رد من قبل المعارضة السورية

 

في المقابل، سلّمت الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة السورية التي تضم أيضاً مجموعتي القاهرة وموسكو، وثيقة، رداً على دي ميستورا، تضمنت 12 بندا.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إسقاط كلمة “العربية” من اسم “الجمهورية العربية السورية” لتصبح “سوريا”، إضافة إلى إقرار مبدأ اللامركزية وحقوق الأكراد وبقية القوميات.

 

كما نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن النقاشات تتناول اسم الدولة بين أن يكون “الجمهورية العربية السورية” بحسب وثائق الأمم المتحدة أو “سوريا” كما تقترح المعارضة، إضافة إلى تباين بين خياري “الإدارات المحلية” و”اللامركزية”، وهناك خلاف عميق أيضا إزاء دور الجيش وإصلاحه أو إعادة هيكلة أجهزة الأمن من أساسها.

 

دي ميستورا: مصير الرئاسة لم يناقش في جنيف8

دبي – العربية.نت

 

قال المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان #دي_ميستورا، إن الجهود #السعودية كانت وراء مشاركة المعارضة السورية بوفد موحد للمرة الأولى.

 

وأضاف دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي مساء الخميس في جنيف، أنه حان وقت التوصل لحل سياسي في سوريا بعد تراجع داعش، مشيرا إلى أن المباحثات في #جنيف8 ستتواصل حتى منتصف ديسمبر المقبل. وقال “نخطط لأن تستمر هذه الجولة حتى الخامس عشر من ديسمبر” على أن تتضمن استراحة يمكن للوفود السفر خلالها بدءاً من السبت على أن تُستأنف المحادثات الثلاثاء.

 

إلى ذلك، أكد أن مسألة الرئاسة (مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد) لم تثر خلال النقاشات، علماً أن وفد المعارضة السورية كان أكد مراراً خلال الأيام الماضية أن لا تنازل في مسألة “الانتقال السياسي” ورحيل ا#لأسد.

 

ووصف الجولة الثامنة من محادثات جنيف “بغير الاعتيادية”، منوهاً بـ”المناخ المهني والجدي” للنقاشات التي انطلقت الثلاثاء مقارنة مع الجولات السابقة.

ورقة من 12 بنداً

 

وفي ما يتعلق بمضمون المباحثات، أوضح أن المبعوث الأممي أن البحث يتناول ورقة من 12 بنداً سبق أن قدمها للوفدين في جولات سابقة حول مبادئ عامة تتعلق بالرؤية لمستقبل سوريا.

 

وتركز الجولة الراهنة وفق دي ميستورا على آليات صياغة دستور جديد واجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة مع “التأكيد على عدم وجود شروط مسبقة”.

 

دي ميستورا مغادراً بعد انتهاء مؤتمره الصحفي

مفاوضات مباشرة

 

وقال دي ميستورا “أجرينا اليوم وللمرة الأولى اجتماعات عن قرب ومتوازية بين الطرفين”، لافتا إلى أنه تنقل بشكل مكوكي بين القاعتين “اللتين تفصلهما خمسة أمتار”.

 

وكان دي ميستورا يأمل في أن يتمكن خلال هذه الجولة من إطلاق مفاوضات مباشرة بين الطرفين للمرة الأولى.

 

ورداً على سؤال حول تعذر ذلك، أجاب “لنكن صريحين، التواصل المباشر هو دائماً جيد ولكن الأهم أن نكون قادرين على تبادل الآراء”.

 

إلى ذلك، شدد على  أن كل دول مجلس الأمن أكدت أن العملية السياسية الوحيدة هي بقيادة الأمم المتحدة، وأن التوسط بين الطرفين مسألة مهمة وتمكنا من إحراز تقارب.، لافتا إلى أن اجتماعات أستانا لم تكن مباشرة ونجحت بتحقيق اختراق.

 

وأشار المسؤول الأممي إلى أنه “لن نحقق إنجازات خلال أشهر لكن التغيرات السياسية إيجابية”.

 

قصة خرقة وثق عليها معتقلون جرائم الأسد بالدم والصدأ

واشنطن – منى الشقاقي

متحف #الهولوكوست بواشنطن والذي يعنى بتوثيق المحرقة النازية وتثقيف الناس بمأساتها يركز أنظاره الآن على عملية إبادة جماعية حية، ما زالت مستمرة على الأراضي السورية، وتحتها، في سجون النظام التي يقبع معتقلوها تحت الأرض.

 

معرض “سوريا: رجاء لا تنسونا” الذي سيفتتح الأسبوع المقبل يحكي قصة أكثر من 100ألف سوري #معتقل في #سجون_النظام السرية من خلال قصة رجل واحد هو المعتقل السابق #منصور_عمري، والذي هرب خمس قطع قماش حملت أسماء 82 معتقلا – كان هو من ضمنهم – في سجون مخابرات #النظام_السوري ما بين عام 2012 و 2013.

 

قطع القماش التي بهت حبرها هي محل تركيز المعرض. عمري كان يعمل في مركز يعنى بتوثيق أسماء معتقلي النظام السوري بعد التظاهرات التي بدأت عام 2011، ولكنه تحول من شخص يجمع الأسماء، إلى معتقل بنفسه، وفي الصدد يقول منصور عمري “لأنني كنت أعمل على توثيق الأسماء كان لدي هاجس بعد الاعتقال بأنني يجب أن أستمر في التوثيق”.

 

توصل هو و4 معتقلين آخرين إلى قرار بتوثيق الأسماء عبر قطع من القماش، ولكن لم تكن بحوزة المعتقلين أقلام أو حبر أو أدوات تساعدهم على ذلك. “حاولنا استخدام العصير ولكن الكتابة كانت تتلاشى.. جربنا أكثر من نوع من السوائل وكنا سنيئس، ومن ثم أخذ أحد الاشخاص كيسا ودخل إلى الحمام وخرج ومعه سائل أحمر”.

 

السائل كان الدم الذي عصره المعتقل من لثته الملتهبة، خليط من الدم والصدأ أصبح حبرهم “كتبنا الأسماء وصرنا نتساءل، كيف سنهرب القماش؟ وكانت مخاطرة، قمنا بدس القطع في الكم والقبة ووضعنا القميص على جنب وقررنا أن أول من يخرج سيلبسه”، يسرد عمري.

 

بعد 20 يوما من خياطة قطع القماش في دسائس القميص، تم استدعاء عمري، والذي ارتدى القميص قائلا “لم أكن أعلم، هل سيكون هناك تفتيش للملابس أم لا؟”. وبعد 6 أيام انتقل فيها عمري إلى معتقل آخر، تم الإفراج عنه وهرب إلى تركيا وأخيرا إلى السويد حيث يسكن حاليا.

 

قطع قماش حملت أسماء 82 معتقلا في سجون النظام السوري

 

كاميرون هادسون، وهو مدير مركز في المتحف يعنى بمنع الإبادة الجماعية سمع عن قصة عمري من خلال فيلم أخرجته البريطانية سارة افشار، قال إن “الفكرة بدأت كطريقة نساعد فيها منصور على المحافظة على قطع القماش كما هي، سواء أكانت ستستخدم لاحقا في محاكمة ما، أو كطريقة لدحض من ينكر حدوث هذه الجرائم.”

 

ورغم أن تركيز المعرض هو على 6 ملايين يهودي قتلوا على يد النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية إلا أن الأنظار تحولت مؤخرا إلى الجرائم الآنية، سواء أكانت التطهير العرقي الذي حدث في دارفور في السودان قبل أعوام، أو مأساة الأقلية المسلمة في بورما.

 

هذا المعرض ليس الأول عن سوريا والذي يصف هادسون ما يحدث فيها “بأسوأ طارئة إنسانية منذ المحرقة النازية”. رغم هذا انتقد المتحف لنشره هذا الخريف لتقرير خلص إلى إن الإدارة الأميركية ما كانت لتستطيع أن توقف – أو تؤثر بشكل فعال – على العنف في سوريا. وشعر كثيرون أن التقرير تساهل في التعامل مع قرارات إدارة أوباما حول سوريا.

 

الزائر الحالي للمتحف يخرج من المعارض الخاصة بالمحرقة النازية مباشرة إلى صالة معرض “‫سوريا: رجاء لا تنسونا”. ويقول هادسون إن هذا التصميم كان عن قصد “نريد أن ننبه الزائر إلى أن هذه الجرائم ما زالت تحدث الآن. فنحن نسمع الكثيرين يتساءلون، ماذا كنا سنفعل لو كنا في أوروبا في الثلاثينيات؟ نريدهم أن يفكروا بماذا سيفعلون الآن، لأن هذه الجرائم تحدث الآن”.

 

أما منصور عمري فيقول إنه يريد أن يعرف هذه القصة أكبر عدد ممكن من الناس. فقط اثنان من بين الخمسة الذي عملوا على توثيق أسماء المعتقلين نجوا من معتقلات النظام. “أريد أن يتذكر الناس وفاءنا لأولئك الذين لا يزالون معتقلين”.

 

ويذكر أن المعرض السابق عن سوريا، والذي اختص بصو التقطها “قيصر” لقتلى النظام، كان عام 2014.

 

ويزور متحف الهولوكوست أكثر من مليون و700 ألف زائر سنويا، ويحصل على تمويله من الأموال الخاصة ومن تمويل الكونغرس.

 

ظريف: لماذا ينبغي اشراك واشنطن في أي حل لأزمة سورية؟

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 30 نوفمبر 2017

 

روما- تساءل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمام منتدى (حوارات المتوسط) الملتئم بالعاصمة الإيطالية روما الخميس،  “لماذا يتعين إشراك الولايات المتحدة الأمريكية في أي حل لأزمة سورية؟”.

 

ونوه المسؤول الإيراني بأن (عملية أستانة) الخاصة بالشأن السوري، بضمانات تركية وروسية وإيرانية، “التي دامت 11 شهرا، أكثر من أي اتفاق تمّ بوساطة غربية”، أسفرت عن “إقامة مناطق خفض التصعيد” في سورية.

 

وحول عدم مشاركة إدارة واشنطن في مفاوضات أستانة، قال رئيس الدبلوماسية الإيراني “نحن لم نستبعد أحدا أبدا. لقد إنسحبوا لأنهم يريدون إبقاء إيران خارج سورية”.

 

كما دافع رئيس دبلوماسية طهران عن الوجود الايراني في سورية، حيث قال  “نحن موجودون بناء على طلب من الحكومة السورية. والولايات المتحدة وروسيا لا تستطيعان ان يقررا نيابة عنّا”.

 

مفاوض الحكومة السورية يهدد بالانسحاب من محادثات جنيف

جنيف (رويترز) – قال بشار الجعفري مفاوض الحكومة السورية يوم الجمعة إن وفده سيغادر محادثات تقودها الأمم المتحدة في جنيف وقد لا يعود الأسبوع المقبل.

بشار الجعفري مفاوض الحكومة السورية خلال مؤتمر صحفي عقب جولة من المحادثات السورية في جنيف يوم 19 مايو أيار 2017. تصوير: دينيس باليبوس – رويترز

 

وجاءت تصريحات الجعفري ردا على بيان للمعارضة السورية في مؤتمرها ”الرياض 2“ الشهر الماضي والذي قالت فيه إنه لا يمكن أن يكون للرئيس بشار الأسد دور في أي فترة انتقالية.

 

وقال الجعفري للصحفيين بعد المحادثات ”نحن نرى أن اللغة التي استخدمت في بيان الرياض 2 هو عبارة عن شروط مسبقة. لغة بيان الرياض 2 بالنسبة لنا عودة للوراء.. نكوص إلى الوراء… نحن نعتبر بيان الرياض مرفوض جملة وتفصيلا“.

 

وأضاف أن ”دمشق هي التي ستقرر“ ما إ ذا كان الوفد سيعود الأسبوع المقبل.

 

إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى