أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 9 تشرين الأول 2014

 

«المنطقة العازلة» فكرة مطروحة … و «تحتاج دراسة متأنية»

واشنطن – جويس كرم { موسكو – رائد جبر

لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – استحوذت مسألة إقامة «منطقة آمنة» بين سورية وتركيا على اهتمام الدول الغربية الكبرى أمس، بين تأكيد واشنطن أنه «ليس على الطاولة حالياً» مع ترك الباب مفتوحاً لـ «نقاش معمق»، وبين تأييد باريس هذا الخيار. وليل أمس قال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست للصحافيين ان اقامة المنطقة العازلة «ليست امراً قيد التفكير حاليا».

 

وشن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هجوماً في مدينة عين العرب (كوباني) الكردية لاستعادة أحياء انسحب منها تحت ضربات التحالف الدولي – العربي. لكن وزير الخارجية الأميركية جون كيري قال إن عدم سقوط المدينة «ليس هدفاً استراتيجياً». (للمزيد).

 

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن مقاتلات التحالف نفذت ست ضربات على مواقع «داعش» قرب عين العرب مساء الثلثاء وصباح الأربعاء، لكن التنظيم شن هجوماً شرق المدينة لاستعادة أحياء انسحب منها ليلاً بعد غارات التحالف.

 

وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت أن الرئيس فرنسوا هولاند يؤيد إقامة «منطقة عازلة بين سورية وتركيا لاستقبال النازحين»، وذلك بعد اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي دعا مراراً إلى إقامة المنطقة العازلة ومنطقة للحظر الجوي في شمال سورية.

 

وقال الإليزيه في بيان إن «رئيس الجمهورية أصر على ضرورة تجنب مجزرة لسكان الشمال السوري وعبّر عن دعمه الفكرة التي قدمها الرئيس أردوغان». وأضاف أن هولاند وأردوغان بحثا في «الوضع المقلق في شمال سورية، خصوصاً في كوباني» المحاصرة. و «لاحظا تطابق وجهات النظر حول تقديم المزيد من المساعدة إلى المعارضة السورية المعتدلة التي تتصدى لداعش ونظام بشار الأسد».

 

وفي واشنطن، قال كيري في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند، إن فكرة إقامة منطقة عازلة يتعين أن تحظى بدراسة متأنية. وأضاف: «المنطقة العازلة فكرة مطروحة (…) تستحق البحث فيها، كما أنها جديرة بدراستها من كثب». بدوره، قال هاموند: «نحن في مرحلة استكشاف ذلك، علينا ان نستشكف مع الحلفاء الآخرين والشركاء ما المقصود بالمنطقة العازلة، وكيف سيعمل هذا المبدأ، لكنني حتماً لا أستبعدها».

 

وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن إقامة منطقة حظر طيران «ليست على الطاولة حالياً، لكنه موضوع قيد نقاش دائم». وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الحياة» أن اقامة مناطق عازلة «ليست جزءاً من خطط حملة التحالف الحالية» من دون أن يغلق الباب أمام بحثها في مرحلة لاحقة، مؤكداً على اتصالات مستمرة مع الجانب التركي.

 

وأكدت مصادر موثوق فيها لـ «الحياة»، أن استراتيجية واشنطن ترتكز حالياً على ضربات «لا تستهدف سوى داعش وتنظيم خراسان الإرهابي (وليس جبهة النصرة)»، وأن الإدارة الأميركية «لا تخطط لضرب قوات النظام، وتأمل بدعم إيران وروسيا لحل سياسي». وتوقعت المصادر أن يكون هناك «تنسيق أكبر مع الجيش الحر في المدى المنظور».

 

وتوجه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى وزارة الدفاع أمس للقاء القيادة العسكرية والاجتماع مع مجلس الأمن القومي للبحث في الحملة العسكرية ضد «داعش»، وسط تسريبات عن خلافات بين البيت الأبيض والجنرالات حول استراتيجية محاربة التنظيم ورغبة القيادة العسكرية بمشاركة قوّات برية، وهو ما يرفضه أوباما والطاقم السياسي.

 

في موسكو، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف إنه لا يمكن السماح بأن تستخدم محاربة تنظيم «داعش الإرهابي ذريعة للتدخل ومحاولات إطاحة أنظمة». وأوضح أن أي إجراء ضد «داعش» ينبغي أن يتم بموافقة الدول التي تنفذ فيها هذه الإجراءات، وأن يستند إلى أرضية قانونية صلبة وفقاً للقانون الدولي، وفي المقام الأول يجب أن يتم ذلك بموافقة السلطات الشرعية لدول المنطقة التي يتواجد التهديد الإرهابي على أراضيها». وقال نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف لوكالة أنباء «نوفوستي»، إن موسكو ستُحدد موقفها من مشروع قرار في مجلس الأمن حول عملية برية ضد «داعش» بناء على «مضمونه».

 

وفي نيويورك، لفتت مصادر في الأمم المتحدة الى السوابق في إقامة منطقة حظر الطيران أو منطقة عازلة «اعتمدت على تفسير دول محددة لقرارات مجلس الأمن وليس على إجماع أعضاء المجلس، لا سيما في شأن العراق، عندما فسرت الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا آنذاك القرار ٦٨٨ بأنه يجيز إنشاء منطقة حظر طيران في شمال العراق وجنوبه، على رغم أن القرار لم ينص على ذلك صراحة».

 

وقال ديبلوماسي أوروبي تعليقاً على موقف الرئيس الفرنسي دعم الموقف التركي بإنشاء المنطقة العازلة «الدعم الفرنسي لا لبس فيه، وهو ما يناقش مع دول غربية أخرى الآن». وأضاف أن «القلق كبير جداً في باريس حيال الوضع في مدينة كوباني والمنطقة المحيطة بها، وعلى رغم أن فرنسا تؤيد السياسة الطويلة الأمد بدعم المعارضة المعتدلة في سورية إلا أن التحرك يجب أن يكون سريعاً لوقف تمدد داعش وهو ما يتطلب إنشاء منطقة عازلة تسمح أيضاً للاجئين السوريين بالعودة الى سورية».

 

وعما إن كان ذلك يتطلب قراراً من مجلس الأمن، قال الديبلوماسي نفسه إن «من المبكر جداً البحث في قرار يصدر عن مجلس الأمن، لكن المحادثات الحثيثة قائمة الآن بين الدول الغربية المعنية، لأن الأمر يتطلب بحثاً على نطاق جماعي». وقال ديبلوماسي غربي آخر إن «استهداف «داعش لن يكون لصالح الرئيس بشار الأسد، بل سيدعم موقف المعارضة المعتدلة التي تخوض مواجهة ضد الأسد وداعش في الوقت نفسه».

 

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعمه لموقف مبعوثه الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا، الذي ناشد «كل الدول التي لديها القدرات اللازمة» للتدخل لحماية عين العرب. ورداً على سؤال عما إن كان بان ودي مستورا يدعوان إلى القيام بعمل عسكري لمنع «داعش» من اقتحام المدينة، قال الناطق باسم الأمين العام ستيفان دو جاريك إن «على كل الدول التي لديها القدرة على التحرك القيام بعمل عاجل، لأن أمامنا سجلاً حافلاً من الجرائم التي ارتكبتها هذه المجموعات كلما سيطرت على مدينة في العراق وسورية، وتجب حماية المدنيين».

 

وعلى صعيد المواجهة بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة، فتح مقاتلو المعارضة معركة للسيطرة على أحد أكبر مخازن السلاح ومصانع الذخيرة في شمال سورية، إذ أعلنت «حركة أحرار الشام الإسلامية» أمس السيطرة على قرى عدة قرب «مؤسسة معامل الدفاع» وقتل أكثر من سبعين عنصراً وتدمير مروحية ودبابة، في «معركة أطلق عليها زئير الأحرار وتهدف للسيطرة على معامل الدفاع» التي تشكل معقلاً أساسياً للنظام في الشمال وتضم مصانع ذخيرة وتشكل خطوط إمداد للنظام بين شمال سورية ووسطها.

 

واشنطن تحض أنقرة على ضرب “داعش” في كوباني… لكن بحذر

واشنطن – ا ف ب

 

يثير تردد تركيا في محاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يهدد حدودها مع سورية، استياء الولايات المتحدة التي تتوخى في المقابل الحذر مع حليفها بسبب مسألة الاكراد المتفجرة. وفي مؤشر آخر الى التجاذبات الاميركية-التركية حول النزاع السوري، أخرج البلدان الى العلن الاربعاء خلافهما حول مسألة “المنطقة العازلة” التي تطالب بها أنقرة على حدودها السورية.

 

وقال بيرم بلجي من مركز الدراسات والابحاث الدولية للعلوم السياسية في باريس ومركز “كارنيغي” للابحاث: “هناك غضب واستياء لدى الاميركيين. لكنهم يدركون في الوقت نفسه ان موقف الاتراك ليس سهلاً. انهم يعلمون ان لدى الاتراك أسباباً وجيهة لعدم التدخل”.

 

ويرى الخبير ان الولايات المتحدة “تعلم ان الاتراك يرتابون من كل تدخل اميركي في المنطقة. وفي 1991 و2003 (حرب الخليج وغزو العراق)، ساهم التدخل في جعل المسألة الكردية إقليمية والاتراك يشعرون بأن ذلك تم على حسابهم”.

 

وعلى رغم موافقة البرلمان التركي الاسبوع الماضي على عملية عسكرية ضد “داعش”، لا تزال أنقرة ترفض مساندة المقاتلين الاكراد السوريين من وحدات حماية الشعب الكردي الذين يدافعون عن عين العرب السورية (كوباني بالكردية)، المدينة الاستراتيجية الواقعة في مرمى المدافع التركية.

 

وفي إطار محاولتها إقناع تركيا المترددة بالمشاركة بشكل كامل في المعركة ضد الجهاديين، توفد الادارة الاميركية الخميس والجمعة الى انقرة منسق التحالف الجنرال المتقاعد جون آلن ومساعده بريت ماكغورك. وبعد ثلاثة اسابيع من بدء معركة كوباني، تعبر واشنطن بشكل متزايد عن استيائها إزاء تردد حليفتها تركيا، الدولة المسلمة الوحيدة في حلف شمال الاطلسي.

 

وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي: “نعتقد بوضوح ان في إمكان تركيا القيام بأكثر من ذلك”، مؤكدة ان التنظيم يشكل “تهديداً مباشراً لتركيا”.

 

وأثار رفض تركيا التدخل في سورية أعمال شغب عنيفة قام بها موالون للاكراد في جنوب شرقي تركيا اوقعت 21 قتيلاً على الاقل.

 

كما ان عبدالله اوجلان الزعيم التاريخي المسجون لحزب العمال الكردستاني الذي يعتبره الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة منظمة “ارهابية” حذر من ان سقوط كوباني سيعني نهاية جهود السلام التي بدأت قبل سنتين مع انقرة لإنهاء نزاع اوقع حوالى 40 الف قتيل منذ عام 1984.

 

تركيا تقول إن من غير الواقعي انتظار قيامها بعملية برية لإنقاذ كوباني

اسطنبول ـ رويترز

 

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس إن توقع قيام تركيا بعملية برية منفردة عبر الحدود لإنقاذ بلدة كوباني السورية من تنظيم “الدولة الإسلامية” أمر “غير واقعي”.

 

وأضاف في مؤتمر صحافي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرغ: “من غير الواقعي انتظار أن تقوم تركيا بعملية برية منفردة. نجري محادثات… وبمجرد التوصل الى قرار مشترك لن تتردد تركيا في القيام بدورها”.

 

بدوره، أعلن ستولتنبرغ، أن إقامة منطقة عازلة في شمال سورية التي تطالب بها أنقرة “ليست مدرجة بعد” على جدول اعمال الحلف وشركائه، مضيفاً “إنها ليست مسالة تبحث في الحلف”.

 

وقال: “أعتقد أنه لا توجد أي وسيلة بسيطة ومباشرة للخروج من المشاكل التي نشهدها في المنطقة”.

 

وتواجه كوباني (عين العرب باللغة العربية) حصاراً منذ أواخر الشهر الماضي مع بدء “الدولة الإسلامية” هجوماً عليها يصدّه المقاتلون الأكراد بدعم محدود من الضربات الجوية التي تشنّها طائرات التحالف الدولي على مواقع التنظيم المتطرف في محيط المدينة.

 

النصرة” تطلق سراح كاهن من الفرنسيسكان

القدس – أ ف ب

 

أعلنت رهبنة الفرنسيسكان، التي تتخذ من القدس مقراً لها، ان جبهة “النصرة”، الفرع السوري لتنظيم “القاعدة”، أطلقت سراح أحد كهنتها الذي كان محتجزاً مع حوالى عشرين مسيحياً لديها.

 

وأضافت الرهبنة على موقعها الالكتروني: “أطلق سراح الكاهن حنا جلوف هذا الصباح. هو قيد الحبس المنزلي في دير قنية”، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. ويقع دير قنية في محافظة إدلب، شمال غربي سورية.

 

واحتجز الكاهن (62 عاماً) مع حوالى عشرين مسيحياً ليل الاحد – الاثنين في البلدة القريبة من الحدود مع تركيا. ولم يتضح مصير القرويين الذين احتجزوا معه.

 

وقنية بلدة مسيحية في محافظة ادلب، معقل جبهة النصرة وغيرها من المجموعات المقاتلة التي تحارب الجيش السوري.

 

وبحسب ناشط سوري، فإن “النصرة” كانت تحاول السيطرة على بعض أملاك الفرنسيسكان في قنية، ما دفع الكاهن الى تقديم شكوى الى محكمة دينية الاسبوع الماضي.

 

فخ عين العرب يُوقع أردوغان في «المصيدة»

أنقرة – يوسف الشريف

استيقظ سكان مدينة دياربكر جنوب شرقي تركيا على مشهد اعتقدوا انهم دفنوه في الماضي ولن يعود ثانية. الجيش التركي بمدرعاته انتشر في جميع أنحاء المدينة. عقدت الدهشة ألسنة كثيرين منهم لدرجة أنهم خرجوا الى الشوارع غير مصدقين أن قراراً بمنع التجول فرض على مدينتهم مجدداً بعد 22 عاماً من فرضه للمرة الاخيرة وبعد 12 عاماً من رفع حال الطوارئ.

 

أصوات مكبرات الصوت أكدت أن الجيش لا يمزح وأنه جاد في فرض حظر التجول ولو بالقوة لكنه يمهل الأهالي فترة من الزمن لامتصاص الصدمة من مشهد يعيد الى الاذهان صور الانقلاب العسكري لعام 1980 وسنوات من كابوس حال الطوارئ.

 

هذه الخطوة القوية والمفاجئة لحكومة أحمد داود أوغلو جاءت ترجمة لتصريحات وزير الداخلية أفكان آلا ونائب رئيس الوزراء مسؤول الملف الكردي يالتش أكضوغان اللذين قالا إن الحكومة «سترد بيد من حديد» على ما سمياها الأعمال الاستفزازية لأنصار حزب العمال الكردستاني في عدد من المدن في جنوب شرقي تركيا وإسطنبول، من مسيرات وتظاهرات يتخللها حرق مقرات ومحلات وهجوم على الشرطة، التي ردت بإطلاق الرصاص الحي ليسقط 18 شخصاً تبادل الطرفان المسؤولية عن مقتلهم.

 

الرئيس رجب طيب أردوغان اعتبر أن التظاهرات بحجة طلب الدعم لأكراد عين العرب (كوباني) هي «ابتزاز رخيص للحكومة» خصوصاً بعد ربط القيادات الكردية في تركيا مسيرة الحل السلمي مع الحكومة بمصير «فخ كوباني». بعدما قال صلاح الدين دميرطاش زعيم حزب السلام والديموقراطية الكردي «إذا لم تفتح الحكومة ممراً للمقاتلين للذهاب الى كوباني وتمدهم بالسلاح واذا سقطت بيد داعش ستنتهي مسيرة الحل السلمي مع الحكومة وسنعود الى الكفاح من أجل حقوقنا».

 

ومع أن مسيرة الحوار بين أردوغان والقيادات الكردية طوال عشر سنوات تعرضت لأكثر من اختبار إلا انه لم يهدد سابقاً باستخدام الجيش لحل الموضوع مثلما يهدد اليوم في دياربكر وخمس مدن أخرى فرض عليها حظر التجول بسبب التظاهرات، لكن قيادات داخل حزب العدالة والتنمية تعتبر موقف أردوغان وحكومته نابعاً هذه المرة من إيمانه بأن ما يحصل على الأرض انما هو جزء من حملة دولية يقودها الغرب للضغط عليه كي يتورط ويقع في مصيدة الحرب ضد «داعش» وأن يتخلى عن شرط إسقاط الأسد.

 

وتتمثل الحملة بضغوط خارجية من خلال تكرار تصريحات مسؤولين غربيين محذرة من سقوط كوباني مستعجلة أنقرة التحرك ضد «داعش» على الأرض من جهة، وضغط داخلي من جهة أخرى من خلال تحريك حزب العمال الكردستاني ضده على الأرض.

 

وجاء رد الحكومة التركية بإنزال الجيش الى الشارع وكأنه يحمل رسالة الى الغرب أولاً، وتحديداً الى واشنطن، قبل الأكراد بأن أنقرة لن تغير موقفها أو شروطها للحرب على داعش الا باسقاط نظام بشار الأسد. وألمح داود أوغلو الى ذلك في مقابلة مع «سي أن أن» قبل يومين عندما قال: «دول عدة تقول إن علينا التعامل الأسد من أجل مكافحة الإرهاب ونحن نقول لهم لا تمكننا محاربة الإرهاب بالتعاون مع إرهابي آخر».

 

واعتبر الصحافي عبدالقادر سلفي المقرب من أردوغان بأن الحكومة تمر باختبار صعب وتواجه ضغوطاً كبيرة لتوريطها في حرب ليست حربها أو على الأقل تصب في مصلحة الأسد ولا يمكن أنقرة أن تكون جزءاً من هذا السيناريو، لكن سياسة الرد على ما يعتقده أردوغان رسائل غربية – أميركية تحديداً، من خلال الضرب بيد من حديد على الأرض في الشارع الكردي قد تؤدي الى تداعيات داخلية لم تحسب الحكومة حسابها من قبل.

 

ومع اعتقاد الحكومة التركية جدياً أن باستطاعتها التصلب والثبات على موقفها، أن تستثمر هذه اللحظة التاريخية وتضغط لتغيير المعادلة باتجاه الموافقة على مطالبها ودفع واشنطن بالتفكير جدياً بوضع نهاية لنظام الأسد، حتى لو كلفها ذلك نشر الدبابات في دياربكر والمجازفة بكل ما بنته من جسور ثقه مع الأكراد طوال عشر سنوات.

 

«الدواعش» يُطلَق أيضاً على النازحين إلى كردستان

بغداد – خلود العامري

عاد الطفل معاذ سالم الذي لم يتجاوز ربيعه السابع إلى والده متجهم الوجه، بعدما نعته مجموعة من الصبية الأكراد الذين كان يلعب معهم في السابق في حي بكرجو الذي يقطنه بـ «الداعشي». حديث والده معه لم ينفع في تغيير ملامح وجهه، لكنه على الأقل طمأنه إلى أنه سيعود يوماً إلى منزله في تكريت، ولن يستهزئ به أحد عند ذلك.

 

معاذ كان يلعب مع أطفال الحي في شكل يومي، ونتيجة الاختلاط أصبح بارعاً في نطق كلمات كردية أكثر من والده الذي لم يحفظ سوى كلمة «زور باشي»، التي تعني جيد جداً ويستخدمها حين يسأله أحد أقاربه في القرية التي غادرها عن وضعه في السليمانية. أما الطفل، فبات بارعاً في الحديث مع أقرانه نتيجة تكرار المصطلحات والاختلاط بهم. لكنه لم يكن يوماً يشعر بالتمييز مثلما هي حاله اليوم، إذ بات الأطفال يرفضون اللعب معه وينعتونه بـ «الداعشي».

 

هذا التغيير في الموقف من العرب في الإقليم، جاء بعد حادثة اجتياح عناصر «داعش» جبل سنجار وفرض سيطرتهم على مناطق أخرى، وشيوع تعاون سكان عرب مع التنظيم المتشدد في المناطق التي استولى عليها. الحادثة تتكرر يومياً، إذ لا يكاد يقف أحد أطفال العرب النازحين من الأنبار وتكريت والموصل عند باب المحال الصغيرة القريبة من سكن العائلة الموقت في إقليم كردستان لشراء السكاكر أو أي شيء آخر، حتى تتجه نحوه أصابع باقي الأطفال الأكراد ويعلو التصفيق بينهم ثم يهتفون بلكنة عربية «دواعش».

 

واللقب الذي لم يكن يستخدمه حتى الكبار من قبل، بات أطفال الإقليم يطلقونه على أقرانهم العرب النازحين إلى كردستان في معظم الأماكن العامة، سواء خرج الطفل لشراء شيء ما من السوبرماركت أو زار مدينة الألعاب ليلهو في عطلة نهاية الأسبوع. وحتى في المدارس العربية الموجودة في الإقليم أصبح لقب «دواعش» شائعاً ومتداولاً بين الطلاب العرب أنفسهم، أما حاملي اللقب، فهم أطفال النازحين بعد أحداث الموصل في حزيران (يونيو) الماضي.

 

وليس ما تقدّم وحده سبباً في الدفع باتجاه إطلاق تهمة الدواعش على النازحين وأطفالهم، بل إن ظهور المنقبات في الإقليم يعدّ سبباً آخر في الموضوع، فنازحات كثيرات من تلك المناطق يرتدين النقاب أثناء تجوالهن في الأسواق مع أزواجهن أو مع رفيقاتهن. ولم يسبق أن شهد الإقليم المنفتح مثل هذه الظاهرة.

 

العرب النازحون استوطنوا مع تقاليدهم السائدة في الأنبار والموصل والفلوجة وتكريت، فلم يتغير لديهم سوى المكان. خلال النهار تظهر المنقبات في الأسواق العامة ليتبضعن حاجات المنزل، وفي الليل يظهر الرجال في المقاهي والمطاعم وهم يرمقون النساء اللواتي يعملن فيها بنظرات توحي للآخرين بأنهم قادمون من كوكب.

 

نظرات التفحّص التي يطلقها الرجال لا تقتصر فقط على العاملات في المطاعم والمقاهي، بل تتعداها إلى السائرات في الشوارع. وعيون النازحين تقتنص النظر يميناً ويساراً حتى عندما يقودون سياراتهم في الشوارع العامة.

 

والانتقاد وحده لا يكفي لردع هؤلاء، فالحجج لمثل هذه المواقف غالباً ما تكون جاهزة وتبدأ من نقطة عدم مشاهدتهم نساء أنيقات من قبل يسرن في الشارع. ثم تمتد إلى حرمة سير المرأة من دون حجاب وتنتهي بالرغبة في المقارنة بين النساء وجمالهن. «الدواعش» لقب بات شائعاً في إقليم كردستان، وتغييره أو نسيانه يحتاج إلى وقت طويل، أو ربما إلى تحرير المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد، وعودة النازحين إلى ديارهم.

 

كوباني ليست “هدفاً استراتيجياً” للولايات المتحدة والغارات لن تنقذها تباين في الرأي حيال المنطقة العازلة والجنرال آلن في تركيا اليوم

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

أرغمت غارات الائتلاف الدولي بعض مقاتلي “الدولة الاسلامية” أمس على الخروج من كوباني المعروفة ايضاً بعين العرب، بعدما كان التنظيم على وشك الاستيلاء عليها، لكن هذه الغارات الجوية لم تبدد نهائياً خطر سقوط المدينة في أيدي المتطرفين المتشددين الذين يشنون هجوماً عليها منذ ثلاثة أسابيع أوقع أكثر من 400 قتيل وحول الغالبية العظمى من سكانها لاجئين في تركيا.ولكن على رغم اعتراف وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” وقبلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن الغارات وحدها لن تكفي لانقاذ المدينة، لا يزال الجانبان مختلفين حيال سبل مواجهة هذه الازمة، وعقد الرئيس الاميركي باراك أوباما اجتماعات مع المسؤولين العسكريين الكبار لتقويم مجرى عمليات الائتلاف في سوريا، والتي اعتبرها الاكراد غير كافية، وفي العراق .

 

وتباينت المواقف أمس بين اطراف رئيسيين في الائتلاف الدولي من اقامة منطقة عازلة بين سوريا وتركيا، وهي طلب رئيسي لانقرة تحديدا للمشاركة في الجهود الدولية ضد “الدولة الاسلامية”.

فبعدما لمح وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى أن الحؤول دون سقوط مدينة كوباني السورية في ايدي مقاتلي “الدولة الاسلامية” لا يمثل هدفا استراتيجياً للولايات المتحدة، صرح بإن فكرة إقامة منطقة عازلة ينبغي ان تحظى بدراسة متأنية.

وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند: “من المروع متابعة ما يجري في كوباني في حينه… عليك ان تتروى وتتفهم الهدف الاستراتيجي… على رغم الازمة في كوباني، فان الاهداف الاصلية لجهودنا هي مراكز القيادة والسيطرة والبنى الاساسية. نحن نسعى الى حرمان الدولة الاسلامية القدرة الكاملة على شن ذلك لا في كوباني فحسب، ولكن في كل ارجاء العراق وسوريا”. وفي مؤشر لاستياء أميركي من التردد التركي في الانضمام الى الائتلاف الدولي، قال انه يتوقع ان تقرر تركيا التي طالبت باقامة منطقة حظر طيران وبمنطقة عازلة في سوريا وبتكثيف الجهود ضد قوات الرئيس السوري بشار الاسد “خلال الساعات والايام المقبلة” الدور الذي قد تضطلع به ضد “الدولة الاسلامية”.

وفي المقابل، قال الاليزيه بعد اتصال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بنظيره التركي رجب طيب أردوغان إن باريس تعضد فكرة إقامة منطقة عازلة بين تركيا وسوريا لانشاء ملاذ آمن للنازحين.

أما هاموند فرد بتحفظ، غرار كيري، على هذه الفكرة، ملاحظاً انها مطروحة منذ بعض الوقت ولكنها بحاجة الى دراسة متأنية. وقال للصحافيين إن “فكرة المنطقة العازلة مطروحة. علينا أن نستطلع مع حلفائنا وشركائنا الآخرين ما هو المقصود بالمنطقة العازلة وكيف يمكن تطبيق هذا المفهوم، لكني لا اريد قطعاً ان استبعدها في هذه المرحلة”.

وقد سارع البيت الابيض الى نفي البحث في اقامة منطقة عازلة على الحدود بين سوريا وتركيا. وصرح الناطق باسمه جوش ارنست بان اقامة المنطقة العازلة “ليست امرا قيد التفكير حاليا”.

ودعا اردوغان مرارا الى اقامة منطقة عازلة ومنطقة لحظر الطيران في شمال سوريا لحماية المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والسكان الذين يفرون من الحرب في بلدهم.

ووسط تباين واضح بين واشنطن وأنقرة، يصل اليوم الى العاصمة التركية منسق الائتلاف الدولي الجنرال الاميركي المتقاعد جون آلن ومساعده لاجراء محادثات مع المسؤولين الاتراك.

 

غارات

وقالت واشنطن أمس انها شنت ست غارات ساعدت على منع متشددي “الدولة الاسلامية” من الاستيلاء على كوباني، مع اقرار “البنتاغون” بأن الغارات وحدها لن تكفي لانقاذ المدينة.

وأصدرت القيادة المركزية الأميركية بياناً جاء فيه إن الغارات الجوية دمرت ناقلة جند مدرعة ومركبات تحمل أسلحة وقطع مدفعية خاصة بالتنظيم.

وصرح الناطق باسم “البنتاغون” الاميرال جون كيربي بان “الغارات الجوية وحدها لن تتمكن من انقاذ كوباني ولن تنقذ كوباني. يجب ان تكون هناك جيوش قادرة، معارضة سورية معتدلة او الجيش العراقي”، لهزم “الدولة الاسلامية”. وأضاف: “نعرف ذلك ولم نتوقف عن تكراره”، ولكن “ليس لدينا في الوقت الحاضر شريك متطوع قادر وفعال على الارض داخل سوريا”، ولهذا السبب تخطط الادارة الاميركية لتدريب خمسة الاف من مقاتلي المعارضة المعتدلة وتسليحهم، وذلك في اماكن من الشرق الاوسط ثم اعادتهم الى سوريا لمواجهة “الدولة الاسلامية”.

وفي حديث الى شبكة “سي أن أن” الاميركية للتلفزيون، قال كيربي: “على الناس أن يدركوا أننا في حاجة إلى التحلي بقدر من الصبر على نحو استراتيجي. هذه الجماعة لن ترحل غدا وكوباني قد تسقط. لا يمكننا التكهن بما إذا كانت ستسقط أو لن تسقط… ستكون هناك مدن أخرى تتعرض لتهديد (متشددي التنظيم) وستكون هناك مدن أخرى سيسيطرون عليها. سيستغرق الأمر بعض من الوقت”. ولاحظ أن كوباني “ليست بالضرورة مدينة حدودية ذات أهمية استراتيجية بالنسبة الى الدولة الاسلامية في العراق والشام لأن هذه الحدود سهلة الاختراق فعلاً”.

الى ذلك، لفت الى أن ثمة تقارير متفاوتة عن عدد المقاتلين الذين انسحبوا من المدينة تحت ضغط الغارات.

وفي المقابل، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن الائتلاف “كثف غاراته واستهدف اليوم (الاربعاء) مرتين مواقع للدولة الاسلامية داخل المدينة”، الا أن التنظيم أحرز مساء تقدماً في شرق عين العرب واستقدم تعزيزات الى محيطها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن مساء: “يسود هدوء حذر عين العرب، بعدما تمكن مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية من التقدم مساء مسافة 50 الى 70 مترا في شرق المدينة في اتجاه وسطها”، مضيفا ان التنظيم “استقدم تعزيزات عسكرية الى محيط المدينة شملت جنودا وعربات”.

وفي وقت سابق، أعلن المرصد “سماع دوي انفجار شديد هز مدينة عين العرب ناجم عن تفجير مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية نفسه بشاحنة مفخخة في المنطقة الصناعية في المدينة، دون معلومات عن خسائر بشرية”.

وقال مسؤولان كرديان من المدافعين عن كوباني إن مقاتلي التنظيم اقتحموا اثنين من أحياء المدينة في معارك ضارية في وقت متقدم أمس.

وفي تركيا، فرضت السلطات التركية منع تجول في جزء من جنوب شرق البلاد غداة اعمال عنف تخللت تظاهرات للاكراد ضد رفض حكومة انقرة التدخل في سوريا، مما اسفر عن سقوط 21 قتيلا.

 

غزل تركي ـ فرنسي لا ينقذ فكرة «المنطقة العازلة».. وأردوغان يقمع الاحتجاج

«داعش» يفتح ثغرة في عين العرب وواشنطن لا تعتبرها معركتها

محمد بلوط

منطقة عازلة في الشمال السوري، وخلاف تركي ـ أميركي، وتحالفي حول ما بعد عين العرب (كوباني)، التي يسلّم الأميركيون بقرب سقوطها، فيما ينتظر الأتراك بفارغ الصبر سقوطها وسحق زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» أبو بكر البغدادي للمقاومة الكردية في أحيائها، بعد أن سقطت أريافها بأكملها بيد «داعش».

ورافق الرفض الأميركي لاقتراح تركي، بدعم فرنسي، لمنطقة عازلة في الشمال السوري، شبه إعلان أميركي مسبق بسقوط عين العرب، ولامبالاة كبيرة بمصير المدينة السورية في مجرى الصراع على نحو ما نعى فيه المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي «كوباني التي قد تسقط بيد داعش، حيث من السابق لأوانه اعتبار ذلك خسارة استراتيجية، وعلينا أن نكون مستعدين لسقوط مناطق أخرى بيد داعش».

وغسل كيربي الأيدي الأميركية والتحالفية، التي تفتقر إلى استراتيجية واضحة وأهداف واحدة في قتال «داعش»، من دماء الأكراد «لأننا كنا واضحين منذ البداية عندما قلنا إن الغارات الجوية لن تنقذ كوباني، لكن ستكون هناك هزائم وانتكاسات، وسيكون هناك انتصارات».

وخصّت طائرات التحالف بالأمس المدافعين عن المدينة بست غارات، ودمّرت، بحسب بيان أميركي، آلية نقل مدرعة، وثلاث مدرعات أخرى، ومركزاً للتجمع»، فيما أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أنها «قتلت ٤٥ مقاتلاً من داعش».

وأجبرت المقاومة السورية الكردية المهاجمين على إخلاء المواقع التي كانوا قد دخلوها في القسم الشرقي من المدينة، فيما استمرت الهجمات على الأحياء الغربية والجنوبية، التي تقدّم فيها المتشددون. وتمكن «داعش» رغم الغارات من إرسال تعزيزات إضافية إلى خطوط القتال من منبج وجرابلس، لشن هجمات جديدة في الأجزاء الشرقية من المدينة.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم «استعداد إيران لتقديم الدعم اللازم بشأن كوباني المحاصرة لو طلبت الحكومة السورية منها ذلك»، موضحة أن «المعيار لإيران في هذا الشأن هو تلقي طلب رسمي من الحكومة السورية». وقالت إن «كوباني جزء من السيادة الوطنية والأراضي السورية، ولو كان هناك طلب لتقديم أي مساعدة ممكنة فإننا جاهزون لذلك». وأعربت عن «الأسف لتجاهل القضية من جانب المجتمع الدولي»، مضيفة أن «أحد المخاطر الراهنة هو أن التحالف الذي يتولى مهمة محاربة داعش يعمل بالشكل الذي أطلق يد داعش في المنطقة».

وباستثناء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لم يجد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان شريكاً غربياً من التحالف ضد الإرهاب ليهربا سوياً إلى الأمام نحو المنطقة العازلة في الشمال السوري. ولم يعمر الاقتراح التركي، المدعوم فرنسياً، طويلاً، لاصطدامه فور الإعلان عنه بالحدود المعلنة لعمليات التحالف ضد الإرهاب، وعدم إنزالها إلى الأرض وإبقائها في السماء، حرباً جوية ضد «داعش»، حتى إشعار آخر، وبالرفض الأميركي الفوري لأي منطقة عازلة.

فعندما قال بيان الاليزيه إن «هولاند حضّ خلال اتصال هاتفي مع اردوغان على ضرورة تفادي المذابح في شمال سوريا، وقدم دعمه للفكرة المقترحة من الرئيس التركي بإقامة منطقة عازلة بين سوريا وتركيا، لاستضافة وحماية النازحين»، كان كيربي يقول بشكل متزامن إن «فكرة منطقة عازلة في الشمال السوري ليست خياراً عسكرياً مطروحاً على طاولة البحث، والفكرة ليست بجديدة»، كما أن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست قال إن إقامة المنطقة العازلة «ليست أمراً قيد التفكير حالياً».

وقدّم وزيرا خارجية أميركا جون كيري وبريطانيا فيليب هاموند صيغة أقل حسماً، لكنها تتسع لدفن الاقتراح التركي – الفرنسي، بقول كيري إن «المنطقة العازلة فكرة تستحق البحث»، فيما أبقى هاموند الفكرة «في مرحلة استكشاف مع الحلفاء الآخرين».

وألمح كيري إلى أن الحيلولة دون سقوط عين العرب في أيدي مقاتلي «داعش» لا تمثل هدفاً استراتيجياً للولايات المتحدة. وقال «من المروّع متابعة ما يجري في كوباني في حينه… يتعين عليك أن تتروى وتتفهم الهدف الاستراتيجي». وأضاف «على الرغم من الأزمة في كوباني، فإن الأهداف الأصلية لجهودنا هي مراكز القيادة والسيطرة والبنية الأساسية. نحن نسعى لحرمان الدولة الإسلامية من القدرة الكاملة عن شن ذلك، ليس في كوباني فقط ولكن في جميع أرجاء العراق وسوريا».

ويبدو الاقتراح التركي المدعوم فرنسياً هروباً إلى الأمام للطرفين، خصوصاً لأردوغان. فكلما صمد مقاتلو «وحدات الحماية الشعبية» الكردية، وهذا ما يقلب الحسابات بحرب خاطفة، طال أمد المجزرة التي تراقبها الدبابات التركية عن قرب، واشتدّ مأزق اردوغان داخلياً في مواجهة الأكراد وحركة الاحتجاج التي كانت حصيلتها الأولى 21 قتيلاً في شوارع المدن التركية بالأمس، كما أنها، وللمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً، أرغمت السلطات التركية على فرض حظر للتجول في ست محافظات في البلاد تقطنها غالبية كردية لإعادة الهدوء. وفي ديار بكر قام عسكريون ودبابات بدوريات في المدينة التي تضم أكثر من مليون نسمة، والتي أقفرت شوارعها بعد ليلة شهدت أعمال عنف.

وفرض حظر التجول أيضاً في مدن أخرى جنوب شرق البلاد مثل ماردين وفان وباتمان وسيرت. وإضافة إلى جنوب شرق البلاد، جرت تظاهرات تخللتها صدامات بين محتجين وقوات الأمن في جميع أنحاء تركيا، وخصوصاً اسطنبول وأنقرة واضنة وانطاليا ومرسين. وفي ختام اجتماع للوزراء والمسؤولين عن القوى الأمنية، ندّد رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو «بالرعاع» الذين يقفون وراء موجة الاحتجاجات التي تهدّد مسار عملية السلام الهشة بين الأكراد وأنقرة. وقال «أدعو المواطنين إلى عدم السماح باستغلالهم من قبل مجموعات هامشية وأجدد التأكيد أن النظام العام سيُعاد فرضه عبر جميع الوسائل».

خارجياً يواجه الأتراك احتجاج الرأي العام العالمي، وتظاهرات للجاليات الكردية التي نزلت إلى شوارع العواصم الغربية دعماً للمقاتلين الأكراد، واحتجاجاً على التواطؤ التركي مع «داعش». كما يجد الأتراك أنفسهم معزولين بعد أن حدد حلف شمال الأطلسي، على لسان أمينه العام ايان سولتنبرغ، شروطه لمساعدة جناحه الجنوبي، بالحدود السورية، وعدم الموافقة على أي مغامرة تركية في ما يتعداها.

وبغض النظر عما ستؤول إليه معركة عين العرب في الأيام المقبلة، فمن الواضح أن «حزب الاتحاد الديموقراطي» ومقاتلي «وحدات حماية الشعب» قد حققوا انتصاراً كبيراً بالصمود في مواجهة «داعش»، لن يكون بإمكان الجيش التركي تجاهله، وسيكون عاملاً معنوياً مهماً، رغم أن سقوط المدينة سيطوي شقاً كبيراً من مشروع الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، وهو الهدف الذي سعى إليه اردوغان.

وخلال الساعات الماضية تناوب الأتراك على إقفال المعبر الأخير للجرحى من عين العرب. وتوفى اثنان من عشرة جرحى، بعد أن نزفوا حتى الموت تحت أنظار الجيش التركي، الذي رفض نقلهم في الساعات الأولى إلى المستشفيات.

ويندرج التأييد الفرنسي لمنطقة اردوغان العازلة في إطار التقارب مع الأتراك للحصول على دعم أمني تركي وتنسيق أفضل بين الاستخبارات التركية والفرنسية، لاحتواء العائدين الأوروبيين والفرنسيين، المقدرين بثلاثة آلاف مقاتل، إلى القارة الأوروبية، بعد تقصير أدى قبل 10 أيام إلى عودة ثلاثة فرنسيين قاتلوا مع «داعش» عبر تركيا من دون أن تبلغ المخابرات التركية باريس عن مغادرتهم الأراضي التركية.

ويسود الجانب الفرنسي الهلع من فرضية، شبه مؤكدة، «بعودة المئات من جهاديي داعش لتنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا». وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، قد اضطر بعدها إلى زيارة أنقرة، للتوافق على تلافي أخطاء مشابهة تسمح بتسرب «الجهاديين» العائدين إلى فرنسا من دون موانع. كما ينسجم التأييد الفرنسي للاقتراح التركي، مع تخبط الديبلوماسية الفرنسية المستمر ورهانها على إيجاد منطقة سورية تأوي معارضة «معتدلة»، تعمل مع باريس، ولم يعد لها أي وجود، منذ أن اجتاح «الجهاديون» معاقلها.

ويبدو تأييد التبادل التركي الفرنسي لتقسيم الشمال السوري، بحجة إيواء النازحين وحمايتهم، أكثر من هروب للأمام في غياب دعم الحلفاء أنفسهم لهذا الاقتراح، وتجاهل أن أي منطقة عازلة تحتاج بالضرورة إلى قرار في مجلس الأمن سيصطدم بالروس، والى فرض منطقة حظر جوي لحمايتها وإرسال قوات برية، وحماية ممرات إنسانية فيها.

وكان الفرنسيون قد حاولوا في الماضي أكثر من مرة وأخفقوا في تمرير مشاريع مشابهة في مجلس الأمن، بسبب الفيتو الروسي الصيني المزدوج. ويعرف الطرفان مسبقاً أن الأميركيين لن ينزلوا من الجو في الوقت الحالي، وأن العمليات البرية ستعرضهم إلى حرب استنزاف طويلة، لا يريدونها. وكان قائد أركان الجيش الأميركي مارتن ديمبسي قدم مرافعة، أمام الكونغرس قبل عامين، تحدّث فيها عن الكلفة المالية العالية لأي منطقة حظر جوي في سوريا، فضلاً عن ضرورة إرسال قوات برية، وهو موقف لم يتغيّر، ومن المنتظر أن يشرحه المشرف الأميركي على التحالف جون الن، الذي سيصل إلى تركيا اليوم.

وغني عن القول إن الاستراتيجية الوحيدة المعروفة لواشنطن حتى الآن هي عدم إرسال أي قوات برية، وعدم الوثوق بأي طرف من المعارضة السورية المسلحة، إذ قال كيربي «لا يوجد لدينا طرف فاعل على الأرض في سوريا، وداعش لا يشبه أياً من التنظيمات الأخرى».

أما قائد الأركان الأميركي فيضع في مقدمة النظر إلى عمليات التحالف، تراجع فعاليتها المستمر لأن «الجهاديين عدو يتعلّم، وبات يحسن التلاعب واستخدام السكان للتمويه».

 

حلب: “زئير أحرار الشام” يفشل على أسوار معامل الدفاع

في محاولة لفك الحصار الذي بدأ يشتد على المسلحين الموجودين داخل أحياء مدينة حلب، بعد سيطرة الجيش السوري على قرية حندرات في الريف الشمالي، شن مسلحون تابعون إلى “حركة أحرار الشام” هجوماً على قرية السفيرة شرق حلب، والتي تعتبر المركز الأول الذي انطلقت منه العمليات العسكرية في محيط المدينة قبل أكثر من عام، والذي أمّن طريق إمدادات للجيش وللمدينة التي عانت حصاراً خانقاً حينها، حيث تمكن المسلحون من التسلل إلى خمس قرى في محيط معامل الدفاع، إحدى أبرز النقاط العسكرية في المدينة، في محاولة للوصول إلى المعامل والسيطرة عليها.

وجاء في بيان نشرته “أحرار الشام”، مع بدء معركة أطلق عليها اسم “زئير الأحرار”، أن الهدف من الهجوم هو “تحرير معامل الدفاع في حلب عن طريق ثلاث مراحل: 1- ضرب ثلاث مناطق لقوات النظام هي العدنانية والزراعة الفوقانية والزراعة التحتانية. 2- فتح الطريق لضرب معامل الدفاع وشل حركة المعامل، والذي تخرج منه الطوافات التي تلقي البراميل على حلب وإدلب وحماه، 3- اقتحام معامل الدفاع والسيطرة عليها، وبذلك يتم قطع خط الإمداد الرئيسي للنظام على حلب”.

العملية التي بدأت فجر أمس، رافقها، كالعادة، ترويج إعلامي كبير من قبل الصفحات والمحطات الموالية للفصائل المسلحة في سوريا، حيث نشرت تلك الوسائل، بشكل متواتر، أنباء عن سلسلة انتصارات كادت تنتهي بسيطرة “أحرار الشام على معامل الدفاع”، إلا أن الوقائع على الأرض تختلف كثيرا عما جرى تداوله، وفق مصدر عسكري.

وشرح المصدر العسكري، الذي تحدثت إليه “السفير”، تفاصيل ما جرى قرب معامل الدفاع، موضحا أن الهجوم تم من الجهة الجنوبية، حيث تسلل مسلحو “أحرار الشام” إلى خمس قرى هي البرزانية والزراعة وباشكوي وبنان الحص وكفر عكار، مشيراً إلى أنه من هذه القرى تم استهداف معامل الدفاع بالقذائف الثقيلة والصواريخ، تسببت إحداها بإسقاط طوافة كانت في طور الإقلاع من داخل معامل الدفاع، قبل أن يرد الجيش بقصف عنيف على مواقع المسلحين.

وفيما لم تدر اشتباكات مباشرة بين الطرفين، استهدف الجيش السوري مواقع المسلحين، الذين ردوا بقصف مراكز تمركز الجيش، لعدة ساعات، قبل أن يبدأ المسلحون بالانسحاب تدريجيا من النقاط التي سيطروا عليها، وتتقدم وحدات من مشاة الجيش لتمشيط المناطق.

ولم يعرف حتى الآن الخسائر التي تسبب بها الهجوم، والذي وصفه المصدر بأنه “مباغت”، فيما ذكرت مصادر معارضة أن أحد قياديي “أحرار الشام” قتل خلال عملية الانسحاب. وبين المصدر أن وحدات الجيش السوري تقوم حاليا بتمشيط بعض المناطق، وتتقدم لاستعادة السيطرة على جميع النقاط التي تمكن المسلحون من الوصول إليها.

ووصف المصدر العملية التي نفذها المسلحون بأنها “انتحارية”، موضحاً أن القرى التي تسللوا إليها محاطة من جميع الجهات بنقاط للجيش السوري، وأن القوة الموجودة داخل معامل الدفاع كبيرة جداً. وقال “عندما كانت السفيرة خاضعة لسيطرة المسلحين، وجميع هذه القرى كانت تحت سيطرتهم بقيت معامل الدفاع صامدة، ومنها تم الانطلاق في العمليات، فكيف يتصورون انه يمكنهم الوصول إليها بعد كل هذه الانتصارات للجيش؟”.

وعن سبب تنفيذ “أحرار الشام” هذا الهجوم، شرح مصدر معارض أن سيطرة الجيش السوري على قرية حندرات، وسعيه للوصول إلى “نقطة كاستيللو” وإطباق الحصار بالكامل على حلب يعني أن المسلحين في الداخل باتوا بحكم المنتهين، لذلك تسعى هذه الفصائل لفتح جبهات على أطراف المدينة، وشن هجمات مباغتة لتشتيت تركيز الجيش وسعياً لعدم إطباق الحصار، مؤكداً في الوقت ذاته أن مقاتلين من هذه الفصائل بدأوا ينسحبون تدريجيا من داخل المدينة قبل إطباق الحصار.

 

«داعش» تعلن خريطة لها تضم دولة من الحبشة مروراً بالسعودية ومصر والمغرب والأندلس

لندن «القدس العربي: كشف تنظيم «داعش» عن أسماء الدول التى يسعى للسيطرة عليها خلال الفترة المقبلة، وإعلانها إمارات وولايات تابعة للتنظيم، حيث تضمنت الخريطة التي أعلن عنها التنظيم جميع الدول العربية وبعض الدول الأفريقية والأوروبية والآسيوية.

وقال التنظيم، عبر بعض المواقع الجهادية، إن الدول التي يسعى خلال الفترة المقبلة لضمها إليه هي «العراق، والشام، والحجاز، واليمن، وخرسان، وكردستان، وبلاد القوقاز، والأناضول، وأوروبا، والأندلس، وأرض الكنانة، وأرض الحبشة، والمغرب».

وأوضح التنظيم أن خريطة الخلافة الإسلامية، تتضمن تقسيم الدولة الإسلامية لعدة ولايات، تضم كل ولاية منها مجموعة من الإمارات، مشيراً إلى أن ولاية العراق ستضم كلاً من العراق والكويت، فيما تضم ولاية الشام سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وسيناء، بينما تضم ولاية الحجاز السعودية والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان، بينما تبقى اليمن على حالها، فيما تضم ولاية خرسان دول إيران وأفغانستان وأوزباكستان.

وقال صبرة القاسمي، القيادي الجهادي السابق، إن إعلان الجهاديين في ليبيا أن درنة ولاية ضمن ولايات تنظيم داعش سيكون الخطر الأكبر على مصر خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن أعداد الجهاديين الليبيين الذين أعلنوا انضمامهم رسمياً إلى تنظيم داعش يتعدى 10 آلاف مقاتل حتى الآن.

وأضاف أن أعداد المقاتلين «الدواعش» في ليبيا فى تزايد مستمر، محذراً من خطورتهم على الأمن المصري، مشيراً إلى أن مواجهة تنظيم داعش بالقتال سيزيد من الأزمة، ولن ينجح التصدي لتلك الجماعات، مطالباً مشايخ الأزهر والأوقاف بمواجهة أفكار التكفيريين بالحجة لإقناع الشباب بخطورة تلك التنظيمات على الدين الإسلامي والأمن القومي.

ونوه القاسمي إلى أن هناك تطورا نوعياً وخطيراً في عمل الجماعات التكفيرية، مشيراً إلى أن هناك شبكة تواصل تجمعهم تحت قيادات واحدة، تستهدف الأنظمة العربية والسيطرة على الإقليم بأكمله، لافتاً إلى أن تنظيم داعش هو من يقف وراء حادثة قطع رؤوس ثلاثة مصريين في سيناء. وقال نبيل نعيم، القيادي الجهادي السابق، إن هناك مجموعات إرهابية تحمل أسلحة خاضعة لتنظيم الإخوان فى ليبيا، من بينها حركة فجر ليبيا التي تمول من قبل التنظيم الدولي للجماعة، مشيراً إلى أنه جلس مع مشايخ قبائل ليبيين وأكدوا له أن أزمتهم لن تحل سوى بتشكيل حكومة من مشايخ القبائل، وتضمن مشاركة جميع الأطراف؛ لأن الجميع يحمل أسلحة وقادر على رفع راية العصيان في غياب الدولة.

وأضاف أن هناك أعداداً كبيرة انضمت لداعش، وستزيد في الفترة المقبلة بسبب إعلان أمريكا الحرب عليها.

 

منشورات تحذر من الاقتراب من مقار داعش في “الميادين” السورية

أسطنبول- الأناضول: وزعت منشورات في مدينة “الميادين”، التابعة لمحافظة دير الزور، أمس الأربعاء، تجدد مطالبتها الأهالي بإبعاد أبنائهم عن صفوف داعش، وتحذيرهم من الاقتراب من الأماكن، التي تتخذها “داعش”، كمقار لها، أو لتخزين الأسلحة وسواها.

 

وأفاد مراسل الأناضول، أن مجموعة من عناصر الجيش الحر، وجبهة النصرة، الذين لم يغادروا الأحياء التي سيطر عليها تنظيم “داعش”، ومن أبناء العشائر المناهضين لها، قاموا، أمس، بتوزيع تلك المنشورات، التي حصلت الأناضول على نسخة منها.

 

ونبّهت المنشورات المذكورة الأهالي إلى ضرورة “إخلاء المناطق المحيطة بمقرات التنظيم، وعدم التواجد أمامها، من أجل تسهيل استهدافها”، من قبل هذه المجموعات.

 

وضمّت المنشورات أسماء المقرات التي طُلب من الأهالي الابتعاد عنها، وتشمل مدارس ومراكز ومؤسسات حكومية، باعتبارها مقرات تبادلية سرية، أوجدها تنظيم “داعش” بعد استهداف مقراته المعروفة من قبل طيران قوات التحالف.

 

وتعرف المجموعة، التي قامت بتوزيع المنشورات، باسم “رجال الله في أرضه”، وتنتسب الى مجموعة تطلق على نفسها “الكفن الأبيض”، وقد تشكلت، بعد سيطرة تنظيم الدولة على محافظة دير الزور شرق سوريا، من بقايا عناصر الجيش الحر، وبعض عناصر جبهة النصرة، ومن خليط كبير من أبناء العشائر المناهضة لتنظيم داعش.

 

وقد قامت مجموعة “الكفن الأبيض” بعلميات عسكرية عديدة في مناطق شرق سوريا، حيث تبنت في 20 سبتمبر/ أيلول الماضي عملية اغتيال، أبو يوسف المصري، أحد قيادات داعش في مدينة البوكمال، التابعة لمحافظة دير الزور، بعد استهداف سيارته، أثناء مروره داخل المدينة، وأعدمت في 2 اغسطس/ آب الماضي ثلاثة عناصر من داعش، بعد أن نصبت كمينا محكما لهم على أطراف مدينة البوكمال، كما قامت، في 1 سبتمبر/ أيلول الماضي، مجموعة سرايا الكواتم التابعة لمجموعة الكفن الأبيض بخطف خمسة من عناصر تنظيم الدولة، وهم من جهاز الحسبة التابع لداعش في بلدة “الشميطية” في منطقة “المسعودي”، الواقعة بريف ديرالزور. إضافة إلى قيامها بعمليات عسكرية أخرى.

 

المرصد السوري: الدولة الإسلامية تستولي على ثلث مدينة كوباني

موريستبينار- بيروت- (رويترز): قال المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية استولوا على أكثر من ثلث مدينة كوباني السورية على الحدود مع تركيا على الرغم من الغارات الجوية الأمريكية التي تستهدفهم داخل المدينة وحولها.

 

وتقدم مقاتلو الدولة الإسلامية إلى منطقتين يوم الأربعاء في معركة مستمرة منذ ثلاثة اسابيع يقول المقاتلون الأكراد إنها ستنتهي بمجزرة وتمنح المقاتلين المتشددين موقعا عسكريا على الحدود مع تركيا في حال انتصارهم.

 

وقال المرصد السوري الذي يراقب مجريات الحرب الأهلية السورية إن الاشتباكات كانت لا تزال مستمرة في صباح الخميس بينما كانت قوات تنظيم الدولة الاسلامية- الذي لا يزال معروفا بشكل واسع باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام- تحاول التقدم.

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد عبر الهاتف “يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على أكثر من ثلث كوباني.. كل المناطق الشرقية وجزء صغير من الشمال الشرقي ومنطقة في الجنوب الشرقي” مستخدما الاسم السابق للدولة الإسلامية.

 

وتردد اليوم الخميس دوي انفجار على الجانب الغربي من المدينة ذات الأغلبية الكردية وأمكن رؤية سحابة دخان سوداء قاتمة بوضوح من الحدود التركية التي تبعد كيلومترات قليلة كما كان مسموعا بوضوح صوت الطائرات المقاتلة وهي تحلق فوق المنطقة وأزيز الرصاص العشوائي الذي يطلق من المدينة المحاصرة.

 

كما شوهد عدد من سيارات الإسعاف وهي تسرع من الحدود باتجاه بلدة سروج التركية.

 

ورفعت الدولة الاسلامية منذ يوم الاثنين رايتها السوداء على الطرف الشرقي من مدينة كوباني وعلى الرغم من تكثيف التحالف الغربي العربي غاراته منذ ذلك الحين غير أنه لم ينجح في وقف تقدم الاسلاميين المتشددين.

 

وفي واشنطن حذر البنتاجون من وجود حدود لما يمكن أن تفعله غارات التحالف في سوريا قبل أن تصبح قوات المعارضة السورية المعتدلة قوية بما يكفي لصد الدولة الاسلامية.

 

واستبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما احتمال إرسال قوات برية في مهمة قتالية هناك.

 

وقال الأكراد إن واشنطن تمنحهم دعما رمزيا فقط عبر غاراتها الجوية التي تتركز أكثر في العراق حيث تتعاون الولايات المتحدة هناك مع الجيش العراقي.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأربعاء إنه “على الرغم من فظاعة مراقبة ما يحصل في كوباني مباشرة.. لكن يجب التراجع خطوة للوراء وفهم الهدف الاستراتيجي”.

 

فرنسا وتركيا تؤيدان إنشاء منطقة عازلة… والبيت الأبيض يرفض

«أحرار الشام» تعلن بدء معركة لتحرير مصانع عسكرية جنوبي حلب

عواصم ـ وكالات «القدس العربي»: تضاربت التصريحات الغربية حول تأييد المقترح التركي بإقامة منطقة عازلة على الحدود بين تركيا وسوريا، وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة تفادي تقتيل سكان شمالي سوريا، وأيد فكرة إقامة منطقة عازلة بين سوريا وتركيا لاستقبال المهجرين وحمايتهم.

وقال الإليزيه الأربعاء بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إن الرئيس فرانسوا اولاند يؤيد إقامة «منطقة عازلة بين سوريا وتركيا لاستقبال النازحين».

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن «رئيس الجمهورية أصر على ضرورة تجنب مجزرة لسكان الشمال وعبّر عن دعمه للفكرة التي قدمها الرئيس أردوغان» بشأن المنطقة العازلة.

جاء ذلك فيما أعلن وزيرا الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره البريطاني فيليب هاموند في واشنطن الاربعاء ان البلدين على استعداد «لبحث» فكرة اقامة منطقة عازلة على الحدود بين تركيا وسوريا.

وقال كيري للصحافيين ان «المنطقة العازلة فكرة مطروحة (…) تستحق البحث فيها كما انها جديرة بدراستها عن كثب».

بدوره، قال هاموند «نحن في مرحلة استكشاف ذلك علينا ان نستشكف مع الحلفاء الاخرين والشركاء ما المقصود بالمنطقة العازلة وكيف سيعمل هذا المبدا لكنني حتما لا استبعدها».

غير أن البيت الأبيض بعد تصريحي وزيري الخارجية الاميركي والبريطاني ان الفكرة تستحق ان تدرس، قال إنها ليست بصدد البحث. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست للصحافيين ان اقامة المنطقة العازلة «ليست امرا قيد التفكير حاليا».

وأعلنت المعارضة السورية تأييدها للشروط التركية للانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا، ونيتها إنشاء منطقة عازلة على حدودها داخل الأراضي التركية. وكان رئيس الحكومة التركية قال في مقابلة مع قناة «سي إن إن»الأمريكية إنه «يمكن أن نتدخل باستخدام قوات برية من التحالف الدولي لضرب تنظيم داعش في إطار استراتيجية شاملة تتضمن أيضا استهداف نظام الأسد».

الا ان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) اعلنت امس الاربعاء أن اقتراح تركيا إنشاء منطقة عازلة ليس ضمن الخيارات العسكرية التي يجري بحثها في الوقت الذي يواصل فيه التحالف العسكري بقيادة واشنطن ضرباته الجوية في سوريا، إلا انه اقر بأنه أحدث بنود المحادثات مع انقرة.

وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون في مؤتمر صحافي «هذه ليست مسألة جديدة»، مشيرا الى اهتمام تركيا السابق بإقامة المنطقة العازلة.واضاف «الموضوع ليس على طاولة البحث الآن بوصفه خيارا عسكريا قيد البحث.»

جاء ذلك فيما أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية، بدء معركة «زئير الأحرار»، لتحرير منطقة معامل الدفاع، الواقعة جنوب حلب، والتي تسيطر عليها قوات النظام السوري، وذلك «ثأرا لشهداء الحركة».

جاء ذلك في بيان مصور تلاه أحد القادة الميدانيين في الحركة امس الاربعاء، أوضح فيه أنه «ثأرا للشهداء، وإعلاء لكلمة الله، وانتصارا للشعب السوري، تعلن الحركة عن بدء معركة (زئير الأحرار)، لتحرير معامل الدفاع».

وضمن هذه المعركة، أكدت شبكة سوريا مباشر، وهي تنسقية معارضة، أن مقاتلي الحركة «سيطروا صباح اليوم على خمس قرى تحيط بمعسكر معامل الدفاع في منطقة السفيرة بريف حلب الجنوبي، خلال الساعات الأولى لإعلان الحركة عن بدء معركة (زئير الأحرار)».

وأوضحت التنسيقية أن مقاتلي أحرار الشام «سيطروا على قرى (باشكوي، وكاشوطة، والزرّاعة الفوقانية، والزرّاعة التحتانية، والبرزاني)، الواقعة غرب ثكنة معامل الدفاع»، مشيرة إلى أن المقاتلين «أسقطوا أيضا مروحية عسكرية داخل معامل الدفاع، مما أدى إلى مقتل كامل طاقمها».

وتعتبر معامل الدفاع التي تسعى حركة أحرار الشام إلى السيطرة عليها، من أهم ثكنات جيش النظام في مدينة حلب، حيث تستخدم كقاعدة جوية لانطلاق المروحيات، كما أنها مركز لتصنيع البراميل المتفجرة، والمدفعية محلية الصنع، عدا عن موقعها الاستراتيجي على الطريق الوحيد الذي تسلكه قوات النظام في طريقها إلى مدينة حلب.

 

لن يحسم المعركة في سوريا سوى تدخل تركي… وأنقرة تخشى تقوية الأكراد

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: يثير استمرار تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أسئلة حول نجاعة الإستراتيجية الأمريكية للقضاء على التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق والشام، فبعد شهرين من بداية الغارات على العراق وأسبوعين من التدخل في شمال سوريا، لم تظهر أي إشارات عن نجاح الغارات بوقف تقدم الجهاديين، بل وكشفت عن محدودية الغارات الجوية. وما جرى في بلدة كوباني الكردية في شمال سوريا دليل واضح على هذا، ففي الإسبوع الماضي نجح المقاتلون الجهاديون بالسيطرة على بلدتي هيت والكبيسة شمال ـ غرب العاصمة بغداد، ورفعوا هذا الأسبوع اعلامهم في بلدة كوباني السورية.

وتقول صحيفة «واشنطن بوست» إن انتصارات العدو تحدث رغم الغارات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها والمقاومة التي تبديها القوى المحلية. وتقترح هذه الإنتصارات فشل الحملة الأمريكية في تحقيق الحد الأدنى من الإستراتيجية وهي وقف توسع تنظيم الدولة الإسلامية علاوة على «إضعافه» وفي النهاية «تدميره» كما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

 

قيود

 

وتتساءل الصحيفة عن السبب الذي يمنع التحالف الذي تقوده أمريكا وقف زحف جيش غير نظامي للمتمردين ومنعه من السيطرة على مدن كبيرة؟ والجواب متعلق كما تقول بالقيود المفروضة على الحملة العسكرية الأمريكية وكذلك التعقيدات السياسية التي تواجه عملية قتال «داعش».

ويشير المحللون إلى أن الغارات الأمريكية القليلة التي تمت على قوات «داعش» حول كوباني، جاءت متأخرة ولم تكن كافية لصد تقدم مقاتلين يعدون بالألوف ومدججين بالسلاح والمدرعات. كما أن الحملة العسكرية الحالية تعاني من قصور يتعلق بغياب الحلفاء على الأرض، فعلى خلاف الحملة ضد طالبان – أفغانستان عام 2002 لا يمكن للطيارين الإعتماد على القوات الخاصة لتوجيههم لضرب الأهداف. فقد استبعد الرئيس أوباما إرسال قوات برية رغم المطالب التي تقدم بها القادة العسكريون.

وقالت الصحيفة إن كوباني كانت ضحية للموقف التركي الحذر، فحكومة طيب رجب أردوغان تقول إنها تدعم القتال ضد «داعش» ولكنها رفضت حتى الآن الإنضمام للقتال بشكل كامل ولم تسمح للطائرات الأمريكية استخدام القواعد الجوية التركية لشن هجماتها. فحكومة أردوغان مترددة في مساعدة أكراد كوباني لأن معظم المقاتلين فيها من أكراد تركيا أو المنضوين تحت لواء حزب العمال الكردستاني- بي كي كي- المصنف كحزب إرهابي في تركيا والولايات المتحدة.

وفي الوقت الذي تصطف فيه المدرعات التركية على حافة الحدود مقابل كوباني إلا أنها لم تشترك في القتال بعد، وتقوم القوات التركية بمحاولات لمنع دخول تعزيزات من أراضيها إلى سوريا. واعترف أردوغان يوم الثلاثاء في خطاب له أمام اللاجئين السوريين في بلدة غازي عينتاب أن كوباني على وشك السقوط. وقدم أردوغان البلدة كمثال على أن مشكلة «داعش» لن تحل من خلال الغارات الجوية، وحدد مطالبه للتحالف الدولي وهي: السماح لتركيا إقامة منطقة عازلة، ومنطقة حظر جوي وتدريب المعارضة السورية المعتدلة.

ومطالب كهذه تستهدف النظام السوري لبشار الأسد أكثر من استهدافها «داعش»، فيما يرفض الرئيس الأمريكي اتخاذ خطوات عملية لضرب الأسد. وترى الصحيفة أن تناقضات الإستراتيجية الأمريكية لا تسمح ل «داعش» بالنجاة فقط ولكن بالتوسع. ويقول محللون عسكريون إن «داعش» لا يقوم بضرب كوباني ولا مدن غرب العراق ولكنه يحضر نفسه للهجوم على مدينة بغداد.

وحتى توقف الولايات المتحدة جهود تنظيم الدولة الإسلامية فعليها تكثيف غاراتها والإستجابة للتحركات على الأرض والتي لن تكون ناجحة بدون قوات أرضية، ويجب على تركيا بجيشها القوي الدخول للمعركة، وهذا يقتضي اتفاقا امريكيا- تركيا حول استراتيجية التعامل مع الأسد.

وفي الوقت الحالي فالحملة العسكرية في العراق وسوريا تعرف من خلال محدوديتها والقيود عليها. فالقيود التي فرضها أوباما على قادته العسكريين تتناقض مع المطالب التي أمرهم بتحقيقها.

 

دور تركي مهم

 

وتعتقد صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن الموقف التركي مهم في حرف ميزان الحرب، وأن تهديد «داعش» الذي يرفرف علمه في بلدة عين العرب مباشر. فتركيا بلد مسلم ولن تكون مرتاحة لجوار تنظيم كهذا.

وفي الوقت نفسه ف «داعش» يقوم في كوباني بالعمل نيابة عن الحكومة التركية، فباعتبار الدولة الإسلامية عدوا للنظام السوري الذي يرى الرئيس أردوغان الإطاحة به أولوية، ولكن سقوط البلدة يعني نهاية حلم الأكراد في سوريا بنناء كيان مستقل لهم وهو طموح تعارضه تركيا. وترى الصحيفة أن قلق الحكومة التركية من الأكراد يجب أن يوازن بحسابات الربح والخسارة، فسقوط كوباني قد يؤدي لانتفاضة أكراد تركيا، وفي الوقت نفسه قد تتعرض تركيا لهجمات «داعش» في داخل أراضيها.

وكل هذا يقتضي من تركيا قرارات حاسمة. ورغم موافقة الصحيفة على كون الحل في سوريا مرتبط بتوافق إقليمي إلا أن الدور التركي مهم والحل رهن قرار أنقرة الدخول في الحلبة العسكرية.

 

أردوغان محق ولكن

 

وترى في السياق نفسه صحيفة «دايلي تلغراف» أن نقاش أردوغان حول محدودية الهجمات الجوية صحيح لكن أية محاولة من تركيا للدخول للمناطق الكردية ستلقى معارضة من النظام السوري مما سيزيد من وتيرة الأعمال العدائية.

وفي ظل غياب منظور نشر قوات برية غربية لمواجهة «داعش» فسيجد المقاتلون الأكراد أنفسهم في مواجهة قوات مسلحة بأسلحة حديثة. وتنتقد الصحيفة هنا أردوغان بقولها إن محاولته إقناع الغرب تبني سياسة أكثر واقعية مع «داعش» ربما حملت وزنا لو كانت تركيا واضحة في نواياها واهدافها، مشيرة لعملية تبادل الرهائن التي قامت بها أنقره مع «داعش». وتقول لو كان أردوغان حريصا على إنقاذ كوباني فعليه التركيز أولا على مساعدة الأكراد المحاصرين بدلا من عقد صفقات مع «داعش».

وتقول إن الأكراد بحاجة إلى تعزيزات عسكرية وبشرية والتي منعت عنهم بسبب رفض تركيا فتح الحدود. وتقول لو أردنا من الأكراد هزيمة «داعش» فعلينا تقديم العون لهم للقيام بالمهمة. وتبرز مشكلة تركيا والضغوط عليها كما تقول كاثرين فيليب في «التايمز» أنها تنظر للمسألة بطريقة أخرى، فهي ليست كما يقول نقادها واعداؤها متعاونة مع الجهاديين، ولكن لديها مخاوف أخرى غير نظام الأسد. فهي لا ترغب بتقوية القوميين الأكراد في سوريا والذين ترى أنهم متحالفون مع النظام في دمشق.

فيما يقول الأكراد السوريون أنهم مهتمون فقط بحماية أنفسهم وليس الدفاع عن الأسد. ويرون في دخول القوات التركية لبناء منطقة عازلة محاولة واضحة لتدمير الإنجازات التي حققوها والمنافع الإقتصادية التي جنوها قبل أن تصل قوات «داعش».

وفي السياق نفسه أبدت الولايات المتحدة برودة حيال فكرة المنطقة العازلة ولكن أردوغان يرفض التنازل عن مطالبه. فيما أكد أحمد داوود أوغلو اعتقاد أنقرة أن الشرير الحقيقي هو بشار الأسد وليس «داعش»، وأكد أن صعوده جاء نتيجة لفشل الغرب في التعامل مع الأسد وتنحيته عن السلطة. وقد تجد تركيا نفسها مضطرة للمشاركة في الحرب الأهلية السورية حالة وصلت آثارها إلى داخل أراضيها.

وتحاول الولايات المتحدة إقناع أنقرة بالمشاركة الكاملة وأرسلت مسؤولين بارزين لأنقرة لهذا الغرض، لكن قلة من الأكراد في كوباني يعتقدون أنهم سيكونون جزءا من هذا الإتفاق. وما دام الحديث يدور عن علاقة أكراد سوريا بنظام دمشق فقد رفضت صحيفة «الغارديان» فكرة اعتباره جزءا من الحل لأنه اصل المشكلة وأساسها.

 

هو المشكلة

 

وقالت إن الرئيس الأسد ليس حليفا في الحرب ضد «داعش»، وعلى الغرب دفع أي رغبة للتحالف معه.

وقيمت الصحيفة مجمل نتائج الغارات الجوية التي مضى عليها اسبوعان في سوريا وترى أنها ليست كافية حتى الآن.

ومع أنه من المبكر الحديث عن نتائج للحملة العسكرية. إلا أن الأحداث الدراماتيكية في كوباني كشفت محدودية العمل العسكري الجوي وفاعليته.

وفي حال لم يهزم «داعش» أو حتى أضعف قد تبحث الدول عن إجراءات غير عادية، مثل إعادة تأهيل نظام الأسد واعتباره حليفا أملته الضرورة للمشاركة في قتال صعب. وخطوة كهذه ستناسب النظام السوري الذي يعمل ومنذ آب/أغسطس عام 2011 وإعلان باراك أوباما والقادة الغربيين موقفهم منه وضرورة خروجه من السلطة. فقد بدأ الأسد حملته لتصوير معارضيه الذين وسمهم بالتطرف.

وكان يريد توصيل رسالة للغرب بضرورة التعاون مع «الشيطان الذي يعرفه». وأسهم الأسد بتضخيم خطر «داعش» وصعوده من خلال إطلاق سراح السجناء المتطرفين الإسلاميين وتجنب طيرانه قصف معاقل التنظيم.

وعلى ما يبدو نجحت سياسة دمشق وبدأت تتحدث وبثقة عن «الحرب المشتركة» مع الغرب ضد «داعش». وهذا يفسر وقوف النظام موقف المتفرج أمام الغارات وكأنه فسر ما تقوم به الطائرات الأمريكية كضوء أخضر له لمواصلة غاراته على المدنيين.

وتقول الصحيفة «في الوقت الذي تقوم فيه طائرات التحالف بضرب «داعش»، يقوم طيران النظام برمي البراميل المتفجرة على سكان مدينة حلب، المدينة التي كانت معقل المعارضة». وتقول»الغارديان» إنه مهما كانت طبيعة التعاون السري القائمة بين دمشق والجيش الأمريكي فمن الخطأ بمكان السماح للأسد الإستمرار بمذابحه دون خوف من العقاب، ومنحه اعتقادا بأنه أصبح حليفا».

وتؤكد الصحيفة على أهمية حرمان الأسد من التعاون ضد «داعش» حتى لو كان بالسر، فتعاون كهذا غير أخلاقي وسيؤثر على مواقف السنة في سوريا وخارجها حيث سيرون فيه دعما لقوى يقول الغرب إنه يريد التخلص منها.

وتقول إذا كان قتال «داعش» هو بالضرورة ينحصر في مكافحة الإرهاب والدفاع عن الدول الغربية ومنع تعرضها للخطر الجهادي، فيجب تجنب الظهور بمظهر من يدعم الأسد، لأن دعما كهذا يعني زيادة الدعم للجهاديين وروايتهم المنحرفة. وتظل أساليب بشار الأسد هي السبب الرئيسي للعذاب الحالي في الشرق الأوسط، فهو ليس ولن يكون جزءا من الحل، كما تقول.

 

إيران تدعم

 

وفي سياق دعم النظام السوري عززت إيران من جهودها لمنع سقوطه، من خلال زيادة مساعداتها العسكرية واللوجيستية.

وتحاول طهران تعزيز قوة النظام في وقت سرعت فيه الدول الغربية من دعمها للمعارضة السورية.

فقد صادق الكونغرس الأمريكي على ميزانية 500 مليون دولار أمريكي لتدريب وتسليح العناصر المعتدلة في المعارضة السورية. وبسبب هذا تقوم إيران بعمليات نقل جوية للصواريخ وقنابل الهاون للميليشيات التي تدعمها وتقاتل بالوكالة الجيش السوري الحر. كما وشملت المساعدات طائرات بدون طيار لمراقبة تحركات العدو.

وتم الإتفاق على تعزيز الدعم العسكري في لقاء أجراه قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني والذي اجتمع مع الرئيس الأسد. وهناك اعتقاد لدى المسؤولين في طهران ودمشق أن الغارات الجوية ضد «داعش» هي مرحلة أولى قبل استهداف النظام السوري. ونشرت إيران في سوريا حوالي 2.000 من الحرس الثوري إضافة لعدد كبير من القيادات العسكرية التي تقوم بالإشراف على متطوعين شيعة جاءوا من لبنان وباكستان وأفغانستان.

ونقلت الصحيفة عن مستشار للحكومة الإيرانية قوله «وافقت إيران على تقديم الدعم والتدريب والمعدات العسكرية ولكنها مترددة في إرسال قوات برية» إلى سوريا.

وقال إن إيران «قلقة»من التدخل ضد «داعش» وتخشى أن يتحول لتدخل ضد نظام الأسد. ولا تخفي الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة مثل السعودية رغبتها الإستفادة من الغارات على سوريا واستهداف الأسد.

وعبرت الرياض في العام الماضي عن غضبها من تراجع أوباما عن توجيه ضربة للنظام السوري بعد استخدامه الأسلحة الكيميائية.

واشترطت السعودية دعم الجيش السوري مقابل دعمها التحالف ضد «داعش». وفي الوقت الذي تفترق المصالح الإيرانية في سوريا مع مصالح أمريكا وحلفائها إلا انها تلاقت في العراق حيث لعب سليماني دورا في تنسيق جهود الميليشيات الشيعية التي حلت محل الجيش العراقي الذي انهار وذلك للدفاع عن العاصمة بغداد. ولعبت هذه الميليشيات دورا في فك الحصار عن بلدة إيمرلي التركمانية حيث ظهر سليماني في البلدة بعد خروج «داعش» منها.

 

وزير الدفاع الأمريكي السابق يطالب بإرسال القوات الخاصة لمحاربة «داعش»

رائد صالحة

واشنطن «القدس العربي»: وجه وزير الدفاع الامريكي السابق السابق ليون أنيتا لكمة مؤلمة لسياسة البيت الابيض في الشرق الاوسط واوكرانيا قائلا أن الرئيس الامريكي باراك اوباما بعث باشارت متضاربة الى أعداء الولايات المتحدة خلال الحملة الواسعة النطاق في المنطقة .

واكد أن مصداقية الولايات المتحدة تعاني حاليا بسبب الاجراءات التى اتخذها اوباما حيث حصل أعداء الولايات المتحدة على رسائل متضاربة حول ما اذا كانت امريكا ستقف الى جانب كلمتها، واضاف: «من المهم جدا ان يفعل الرئيس ما يقوله وذلك في اشارة الى تهديد اوباما باجراء ضربات جوية ضد الرئيس السوري بشار الاسد عندما استخدم الاسلحة الكيمائية ثم غير رأيه».

وانتقد أنيتا طريقة تعامل اوباما مع صعود تنظيم «الدولة الاسلامية» في سوريا والعراق في لقاء مع برنامج «اوريالي فاكتور» لمناقشة كتابه الجديد وقال أن اوباما رفض وصفات سياسية للرد على التوغلات الروسية في اوكرانيا. وقال: «لوكنت محل اوباما لاتخذت بعض المواقف الصعبة للغاية فيما يتعلق ببوتين وليس فقط الاكتفاء بالعقوبات عبر تقديم مساعدات عسكرية للحكومة الاوكرانية وتحويل المسألة برمتها الى مجال الدفاع الصاروخي «مضيفا: «سأتأكد، ايضا، من تعزيز دول الناتو المحيطة وتقديم موارد أضافية للطاقة لتوضيح رسالة لروسيا أنها لا تستطيع ابتزاز هذه الدول من خلال الطاقة».

وكرر أنيتا العديد من المخاوف التى أعرب عنها في مقابلات سابقة حول كتابه قائلا أن فشل الادارة الامريكية في توقع صعود «داعش» كان اكثر من مجرد فشل للاستخبارات، بل فشل للسياسات».

وطالب بدعم فكرة استخدام القوات الخاصة الامريكية لمحاربة «داعش» اذا اوصى القادة العسكريون بذلك، وقال: «اذا اعتقد الجيش أنه يجب علينا ارسال القوات الخاصة من اجل فعل ما هو صحيح فان على الرئيس الامريكي الاستماع لهذه التوصية»، مضيفا: «اوباما لديه الشجاعة لفعل الشئ الصحيح، والسؤال الحقيقي هو هل سيتخذ الرئيس الامريكي هذا القرار؟».

وهاجم أنيتا الاسلوب الاداري لاوباما في لقاءات اخرى قائلا أن اوباما يعتمد على عرض المنطق مع الامل على ان الناس سوف يتبنون هذا المنطق في نهاية المطاف ولكن الحقيقة هي ان واشنطن لا تعمل بالمنطق حيث يجب الذهاب في البداية للناس من اجل ادراك ما تريد عمله ثم تنشئ غرفة حرب وبعد ذلك تسعى للاصوات.

واشار الى ان الرئيس الامريكي لم يتخذ قرارا بشأن ما اذا كان سيعمل على تسليح المعارضة السورية المعتدلة عنمدا ناقشت ادارته القضية في العام الماضي.

وشغل أنيتا، ايضا، منصب مدير وكالة المخابرات المركزية في عهد اوباما وقت الغارة الامريكية على منزل اسامة بن لادن، وقد تعرض لعدة انتقادات بعد تصريحاته القاسية الاخيرة لانه لم يعبر عنها بوضوح عندما كان يحتل مناصبه السابقة في الادارة الامريكي.

 

قيادي في «جبهة النصرة» لـ«القدس العربي»: لا عودة عن شروطنا بمبادلة محتجزينا بمحتجزي الجيش اللبناني… وأعذر من أنذر

محمد الزهوري

انطاكيا ـ «القدس العربي» كشف قيادي بارز لدى «جبهة النصرة» فضل عدم الكشف عن اسمه، أن المفاوضات بينهم وبين الجيش اللبناني بدأت تأخذ منحى الجدية قبل أسبوعين، وذلك قبل أن يقوم الأخير بقصف مقرات للجبهة في جرود القلمون، مبينا «شروطنا ليست تعجيزية، هي فقط مقايضة محتجزينا بمحتجزيهم، ولم نتلق أي أجابة صارمة من الطرف اللبناني، كما أوضح «لم نضرب أحدا من المحتجزين ولم نوبخ أحدا على انتمائه الديني أو المذهبي، لكن أعذر من أنذر».

وقال القيادي في حديث لـ«القدس العربي»، إن «المفاوضات بدأت تأخذُ منحى سلبي على عكس الأسبوع المنصرم بسبب قصفها المدفعي على جرود القلمون لاستهداف مقرات تابعة لنا بغية قتل الأسرى وإغلاق ملفهم وهذا أكبر دليل على أن أوامر الجيش اللبناني تأتي من حزب إيران»، في إشارة إلى حزب الله اللبناني، مشيرا إلى أن الحكومة اللبنانية تتعامل مع ملف جنودها كأنهم أعداء وليسوا أبناء.

وأكد أن هذه المحاولة ليست المرة الأولى التي يقوم بها الجيش اللبناني باستهدافنا، لكنها الأولى منذ دخول المفاوضات مرحلة الجدية قبل أسبوعين.

وبين القيادي أن شروط «جبهة النصرة» التي أرسلناها مراراً وتكراراً عبر خط الوساطة لاتحمل شروطاً تعجيزية، ولاتطلــــب ما يكســـر الميزانية الاقتصاية للبنان ولا تحمل فدية، هي فقط مقايضة محتجزينا بمحتجزيهم، وعلى الرغم من هذا لم نتلق أي إجابة صارمة من الطرف اللبناني، فهناك شخصيات مُتسيسة توافق وأخرى تعارض.

وفي نهاية الحديث، وجه كلمة لأهالي الجنود المحتجزين قائلا «أبناءكم هم أمانة لدينا وكلٌ منكم تكلم مع ابنه واطمأن عليه، لكن إن مسهم الضرر فحزب إيران وحكوماتكم المتخبطة يحملون المسؤولية، لقد عاملنا كل المحتجزين في الماضي كمعاملة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولم نضرب أحدا ولم نوبخ أحدا على انتمائه الديني أو المذهبي، لكن أعذر من أنذر».

وكانت الساحة اللبنانية شهدت توترا ملحوظاً بسبب الجنود اللبنانيين المحتجزين لدى النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية منذ مطلع آب/ أغسطس الماضي، وتأجج التوتر بعد أن أقدم التنظيم والنصرة على قتل إثنين من الجنود اللبنانيين قبل تلبية نداء أطلق من قبل الحكومة اللبنانية لفتح باب التفاوض وقبول دولة قطر بالدخول في الوساطة.

وقطع أهالي الجنود طرق دولية منذ أسابيع تصل بيروت بدمشق وطرابلس والجنوب اللبناني منها أوتستراد القلمون وتل رشيش وضهر البيدر وزحلة، مطالبين الحكومة اللبنانية بالاستجابة للخاطفين وتقديم مطالبهم دون تأخير وموجهين نداءات الى امير «جبهة النصرة» في القلمون «أبو مالك» بمعاملة أبنائهم كأخوة لهم ومتوسلين بألا يقتلوهم.

 

«أحرار الشام» تعلن بدء معركة «زئير الأحرار» لتحرير معامل الدفاع جنوب حلب

عواصم ـ وكالات: أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية، بدء معركة «زئير الأحرار»، لتحرير منطقة معامل الدفاع، الواقعة جنوب حلب، والتي تسيطر عليها قوات النظام السوري، وذلك «ثأرا لشهداء الحركة».

جاء ذلك في بيان مصور تلاه أحد القادة الميدانيين في الحركة امس الاربعاء، أوضح فيه أنه «ثأرا للشهداء، وإعلاء لكلمة الله، وانتصارا للشعب السوري، تعلن الحركة عن بدء معركة (زئير الأحرار)، لتحرير معامل الدفاع».

وضمن هذه المعركة، أكدت أمس شبكة سوريا مباشر، وهي تنسقية معارضة، أن مقاتلي الحركة «سيطروا صباح اليوم على خمس قرىً تحيط بمعسكر معامل الدفاع في منطقة السفيرة بريف حلب الجنوبي، خلال الساعات الأولى لإعلان الحركة عن بدء معركة (زئير الأحرار)».

وأوضحت التنسيقية أن مقاتلي أحرار الشام «سيطروا على قرى (باشكوي، وكاشوطة، والزرّاعة الفوقانية، والزرّاعة التحتانية، والبرزاني)، الواقعة غرب ثكنة معامل الدفاع»، مشيرة إلى أن المقاتلين «أسقطوا أيضا مروحية عسكرية داخل معامل الدفاع، مما أدى إلى مقتل كامل طاقمها».

وتعتبر معامل الدفاع التي تسعى حركة أحرار الشام إلى السيطرة عليها، من أهم ثكنات جيش النظام في مدينة حلب، حيث تستخدم كقاعدة جوية لانطلاق المروحيات، كما أنها مركز لتصنيع البراميل المتفجرة، والمدفعية محلية الصنع، عدا عن موقعها الاستراتيجي على الطريق الوحيد الذي تسلكه قوات النظام في طريقها إلى مدينة حلب.

وفي الإطار نفسه، قال الناشط الإعلامي ياسين أبو رائد، إن «هذه العملية الأخيرة، جاءت من الحركة ردا على مقتل قادة احرار الشام، في انفجار استهدف اجتماع مجلس شورى الحركة، بريف إدلب، قبل نحو شهر».

وفي تصريحات لـ«الأناضول»، أوضح أبو رائد أن «معامل الدفاع أهم منطقة عسكرية في الشمال السوري، وفيها تصنيع للبراميل المتفجرة، والقذائف ورصاص البنادق والرشاشات، وكان فيها أسلحة كيمياوية أيضا في السابق».

واعتبر ياسين أن «المعركة صعبة جدا لأنها حصينة، والنظام قد يستغني عن الأحياء التي يسيطر عليها في مدينة حلب ولا يستغني عن هذه المنطقة، لأنهــا أيضا مفتاح المناطق الشرقية لريف حلب، وحـــركة أحرار الشام سيطرت على 5 قرى تابعة لجبل الحصن، للوصول إلى هذه المعامل».

ونعت «الجبهة الإسلامية»، أكبر الفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا، مسؤولها السياسي وقائد حركة أحرار الشام المنضوية تحت لوائها حسان عبود الشهير باسم أبو عبد الله الحموي، ونحو 45 عضواً من قيادات الصف الأول والثاني في الحركة الذين قتلوا في تفجير مجهول المصدر استهدف اجتماعاً لهم في ريف إدلب الشهر الماضي، وذلك دون أن تتبنى أية جهة مسؤوليتها عن العملية.

ومنذ منتصف آذار/مارس (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

الى ذلك قال مواطنون سوريون، إن قوات النظام فشلت في فرض الحصار على أحياء حلب التي تسيطر عليها المعارضة، بعد تقدمها مؤخرا على جبهة حندرات والملاح، قبل أن تســــترد فصـــائل المعارضة الملاح مجددا قبل يومين.

واعتبر المواطنون، في منطقة بوابة حلب الشمالية، أن الطريق بات آمنا، ويمكنهم العبور من وإلى مركز مدينة حلب، بعد أن حاول النظام فصل الأحياء المعارضة عن الريف الشمالي.

وكانت فصائل المعارضة، قد شكلت غرفة عمليات مشتركة مؤلفة من الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين، وجيش المهاجرين والأنصار، وفصائل أخرى، من أجل إفشال مخطط النظام لإطباق الحصار على الأحياء المعارضة في حلب.

واقتحمت الفصائل منطقة «الملاح»قبل يومين واسترجعتها، ولا زالت تشتبك مع قوات النظام في منطقة «حندرات»، في وقت يكثف فيه النظام القصف بالصواريخ على طريق الكاستيلو الواصل بين حلب وريفها الغربي، وطريق الملاح.

وقال المواطن السوري أسعد طباش، إن «الطريق في الوقت الحالي آمن، ويمكن للمواطنين العبور خلاله من حلب إلى الريف وبالعكس»، مشددا على أن «مشروع النظام في حصار حلب باء بالفشل، وعاد أدراجه للخلف أكثر»، على حد تعبيره.

وأضاف أيضا «النظام حاول فصل المدينة عن الريف، ولكن بفضل المجاهدين تراجعت قوات الأسد عن المنطقة، وعادت الطريق لتكون آمنة، وهو ما انعكس على الحركة ما بين حلب وريفها»، وهو ما أكده مواطنون آخرون، رفضوا الكشف عن أسمائهم لضرورات أمنية.

 

قتلى في مظاهرات دعما لكوباني في مدن تركية عدة… وناشطون عرب ينتقدون التضخيم الإعلامي لما يحدث في المدينة

محمد اقبال بلو

غازي عنتاب ـ «القدس العربي» عمت العديد من المدن التركية مظاهرات تضامنا مع كوباني «عين العرب»، التي تجري فيها اشتباكات عنيفة بين تنظيم الدولة «داعش» ومقاتلين أكراد، في محاولة من التنظيم فرض سيطرته على المدينة بعد أن سيطر على معظم القرى في محيطها، فيما انتقد الناشطون العرب والكورد على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، التضخيم الإعلامي الذي حصلت عليه المدينة والتي لم تحصل عليه أي منطقة أخرى سيطرت عليها «داعش» في سوريا.

وبعد أن تحولت المظاهرات الداعمة للمدينة المنكوبة إلى احتجاجات تندد بالموقف التركي وتطالبه بالتدخل العسكري لإنقاذ كوباني، تطور الموقف إلى اشتباكات بين عناصر الأمن التركي والمحتجين حيث استخدم البوليس التركي رشاشات المياه والقنابل المسيلة للدموع من أجل تفريق المحتجين، الذين زاد غضبهم. وأفاد ناشطون لـ«القدس العربي»، أن المحتجين الأكراد قاموا بإحراق النصب التذكاري للزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك في جادة أسنيورت في اسطنبول، وتحول الموقف في معظم المحافظات التي شهدت تلك الاحتجاجات إلى اشتباكات أدت إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى.

وبحسب الناشطين، سقط خمسة قتلى على الأقل من الشباب الكرد في ديار بكر، بينما تواردت أنباء عن أن القتلى سقطوا إثر اشتباكات بين ناشطين أكراد وخصوم سياسيين لهم، لاسيما أن كثيراً من الناشطين يحملون مسؤولية ما يحدث في كوباني إلى «حزب الاتحاد الديمقراطي» وسياساته الخاطئة حسب قولهم.

وفيما يخص الموقف التركي، فإن الحكومة التركية حصلت مؤخراً على موافقة من البرلمان التركي بالتدخل العسكري البري وذلك بعد أن استولى تنظيم «داعش» على قبر سليمان شاه وأسر الجنود الذين يقومون بحراسة الضريح، إلا أن عدم تحرك الحكومة التركية بأي عمل عسكري ساهم في تصعيد الموقف الكردي المطالب بالتدخل رغم رفضه لأي تدخل قبل هذه الأحداث. وأدى الصراع بين التنظيم والمقاتلين الأكراد في كوباني إلى حصول توترات كبيرة بين النشطاء العرب والكورد على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتقد عدد من الناشطين العرب أن موضوع كوباني قد حصل على تضخيم إعلامي، بينما حدثت مجازر وأحداث أكثر شناعة مما يحدث في كوباني الذي وصفه الناشطون العرب بــ»الضخ الإعلامي الكبير»، في حين وجد الناشطون الكرد أن ما يكتب على صفحات «الفيسبوك» الشخصية لإعلاميي الثورة السورية ليس إلا تقليلاً من أهمية الاحداث الجارية في المناطق الكردية.

حتى أن تغريدة نشرها الإعلامي فيصل القاسم على تويتر أثارت حفيظة المثقفين الكرد وأدت إلى مهاجمته عبر المواقع والصفحات الشخصية لأولئك المثقفين، وقد جاء في تغريدة القاسم «مالفرق بين المدن الكردية والعربية التي سقطت سابقاً في يد داعش وبين مدينة كوباني؟، تغطية إعلامية غير مسبوقة لهذه المدينة! وكأنها مدينة مقدسة».

بينما كتب الإعلامي غسان ياسين أن «كل هذا التركيز الإعلامي على كوباني-عين العرب مهين لبقية المناطق التي تتعرض لإرهاب الأسد وإرهاب البغدادي، وكل هذا الضخ الإعلامي مريب ومهين لبقية المناطق السورية».

الأمر الذي وجده الناشطون الكرد استهزاء بمعاناة مدينتهم ودفعهم إلى فيض من الردود والتعليقات، حيث اعتبروا أن كل من يسكت من العرب على ما يحدث في كوباني ليس سوى واحد من أتباع تنظيم «داعش».

وتجاوز الأمر من قبل بعض الإعلاميين الكرد إلى شتم الإسلام والمسلمين على اعتبار أن تنظيم «داعش» الذي يقوم بمحاربتهم وتهجيرهم محسوب على المسلمين السنة، فيما يتهم المسلمون السنة بالتعاطف مع التنظيم ضد المكون الكردي، ما دعى الكثير من إعلاميي الثورة السورية ومثقفيها لتوضيحات مستمرة، تؤكد ان السوريين عرباً وكرداً ومن المكونات الأخرى كلهم يتعرضون لانتهاكات مختلفة يمارسها تنظيم الدولة أو النظام عليهم جميعاً دون تمييز بين قومية وأخرى أو طائفة ومذهب.

 

سورية: مقاتلو المعارضة بجوبر يناشدون “رفاق السلاح” عدم التراجع

دمشق – جديع دواره

أصدر المكتب الإعلامي في حي جوبر بدمشق أمس الأربعاء بياناً يناشد مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية عدم ترك جبهة القتال في لحظات وصفها بـ”الأصعب” لمواجهة محاولات النظام تحقيق اختراق لجبهة طالما كانت عصية عليه.

 

وحث البيان الذي تلقى “العربي الجديد” نسخة منه، المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية لمؤازرة المقاتلين، وخص القيادة العسكرية الموحدة التي يقودها زهران علوش، بالقول “نلوم ونعاتب القيادة الموحدة وجميع الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية، على تركها لنا في مواجهة السيل، وعدم قيامها بواجبها، في الوقت الذي بلغ الأمر أقصاه وما بعد أقصاه”.

 

واعتبر البيان، أنها المناشدة الأخيرة، “نداء الأخ لأخيه نداء المقاتل لرفيق السلاح”، محذراً بأنه “علينا أن نفهم جميعاً بأنّ حربنا واحدة سواء في جوبر، أو دوما أو سائر أنحاء الغوطة والأراضي السورية، وليس لأحد منّة على أحد في مناصرته أو دعمه”.

 

وأكد المتحدث باسم “جيش الأمة”، أمير الشامي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، على ثبات مقاتليهم في مواقعهم، مشدداً على أنه “لم ولن نتراجع حتى الرمق الأخير”، داعياً الجميع “إلى تحمل مسؤولياتهم وهذا لا يعني تحمل المسؤولية وحدنا، فيجب أيضأ على فصائل الغوطة تحمل المسؤولية والثبات على الجبهة والمواقع التي ترابط بها”.

 

وهاجم الشامي “جيش الإسلام”، موضحاً أنه “حين يكون لدى أي فصيل مبررات لانسحاب ما، عليه أن يضعها على الطاولة ويناقشها مع الجميع، شرط أن تكون صادقة ومقنعة تحتكم إلى ضرورات المعركة، وليس تنفيذاً لأوامر خارجية”.

 

ودعا الشامي إلى “وقفة صادقة بعد كل الانسحابات التي جرت في الغوطة الشرقية من المليحة إلى عدرا إلى الدخانية”، معتبراً أن “الأمر يدعو إلى التساؤل ويثير الشكوك، فمن واجب وحق أهلنا المحاصرين في الغوطة، معرفة ماذا يجري وكيف ولماذا”.

 

ورد الشامي التراجع الذي يحصل على الجبهات إلى “عدم وجود قيادة مشتركة كمشروع صادق وحقيقي وليس مجرد صور وبيانات، لتخفيف الغضب الشعبي”، داعياً “جميع فصائل المعارضة ليكونوا جسداً واحداً، يلغي جميع المسمّيات”، لافتاً إلى أن “جيش الأمة أولى الفصائل المرحبة بهذا المشروع”.

 

بدوره، عزا المنسق العام للتجمع الوطني لقوى الثورة في الغوطة الشرقية، نزار الصمادي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، الانتكاسات الحاصلة على جبهات القتال إلى “عدم وجود استراتيجية للثورة، وغياب القيادات الحقيقية، وأهل الاختصاص وخصوصاً العسكريين، وتسلط رجال الدين وتمسكهم بالقيادة، واعتبارهم ملهمين لا يخطئون”.

 

من جهتها، تحدثت المصادر الموالية عن تقدم لقوات النظام في منطقة طيبة على جبهة جوبر، بعد نحو شهرين على حملة اتسمت بالتصعيد استخدمت خلالها الغازات السامة والقذائف والقصف العشوائي لتدمير الكتل الاسمنتية التي يتحصن بها مقاتلو المعارضة.

 

وكشفت المصادر الموالية أن هدف العملية التي بدأتها قوات النظام أخيراً، هو فصل حي جوبر عن بلدة زملكا، التي يستخدمها مقاتلو المعارضة للدعم اللوجستي لهذا الحي الملاصق لدمشق والذي يعتبر بوابة العبور للغوطة الشرقية.

 

وكان مقاتلو المعارضة انسحبوا من الدخانية قرب دمشق، ومن عدرا العمالية وعدرا البلد، قبل نحو أسبوعين، بعد أن تعرضوا لهجمات بـ”الغازات السامة” من قبل النظام، وفي المقابل تقدموا على جبهة حرستا وعربين، قبل عدة أيام، وسيطروا على عدة مواقع هامة في محيط إدارة المركبات وفرع الجوية.

 

واشنطن قلقة من “حجج” تركيا حيال التحالف

أعلن وزير الخارجية التركية، مولود شاوش أوغلو، الخميس، أن بلاده لا تستطيع أن تقود بمفردها عملية برية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، وحثّ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على تعبئة قوات برية والإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وبالرغم من المكالمات “الماراثونية” التي أجراها وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، مع المسؤولين الأتراك على مدار الـ27 ساعة الماضية لحل أزمة الحدود، لا تزال أنقرة متمسكة بالنقاط التي اشترطها الرئيس رجب طيب أردوغان للتدخل عسكرياً في سوريا، وهي فرض منطقة حظر جوي على الحدود، إلى جانب توفير الدعم للمعارضة السورية تمهيداً لإسقاط نظام الأسد.

 

المواقف التركية زادت من حدة التوترات مع الإدارة الأميركية التي أكدت أن فكرة إقامة المنطقة العازلة ليست مطروحة حالياً، وتعتبر أنه يتعيّن على تركيا اتخاذ إجراءات أكثر قوّة ضد “الدولة الإسلامية” وعدم الخلط بين ذلك والقتال ضد الأسد.

 

وأعلن البنتاغون الخميس أن “الحلّ على المدى الطويل هو قوات برية محلية مختصة تتمكن من استرجاع الأراضي من الدولة الإسلامية”.

 

وترى واشنطن أن أنقرة “تبتكر حججاً” بهدف عدم العمل لمنع كارثة في سوريا، وفق ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”، الأربعاء، عن جهة رسمية في الإدارة الأميركية.

 

وقالت المصادر التي لم تكشف عن هويتها إن “هناك قلقاً آخذاً بالازدياد من أن تركيا تعمل ببطء وأنها لا تعمل على منع المجزرة على بعد كيلومتر من حدودها”، في إشارة إلى مدينة كوباني التي بات ثلثها تحت سيطرة “الدولة”.

 

وتهدد مواقف تركيا وواشنطن بإحداث مزيد من الصدع في التحاف الدولي الذي شنّ حوالي 2000 غارة جوية على مواقع “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا منذ أغسطس/آب، الماضي.

 

وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت دعمها إقامة المنطقة العازلة، في وقت دعت بريطانيا تركيا إلى لعب دورٍ أكبر في القتال ضد “الدولة اٍلإسلامية”، وحذّرت من أن الغارات الجوية وحدها لن تمنع سيطرة المتطرّفين على كوباني.

 

كوباني على وشك السقوط..

تمكّن مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” من السيطرة على ثلث مدينة كوباني (عين العرب)، واستقدموا تعزيزات عسكرية شملت أسلحة وجنوداً إلى محيط المدينة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس.

 

وفي وقت لا تزال الاشتباكات مستمرّة في المدينة مع المقاتلين الأكراد، سيطر المسلّحون على مقرّ الأمن الكردي (الأشايس) بعد أن فجّروه مساء أمس بواسطة شاحنة محملة بالمتفجّرات، أدت إلى مقتل عدد من عناصر الجهاز الأمني الكردي بينهم مسؤول كبير، بحسب ما نقلت قناة الجزيرة عن مصادر كردية.

 

وسُمعت هتافات وتكبيرات عناصر تنظيم الدولة في وسط المدينة، لأول مرّة، صباح اليوم من الجانب التركي من الحدود.

 

وكان عناصر “الدولة الإسلامية” قد تراجعوا في الأحياء الشرقية للمدينة مساء أمس بسبب ضربات التحالف الدولي التي تحاول منع سقوط المدينة.

 

وقد أدت هذه الغارات الكثيفة إلى تدمير خمس مدرعات ومستودع إمداد ومركزاً للقيادة والتحكم، بحسب بيان صدر عن وزارة الدفاع الأميركية أمس، ألمّح إلى أن كوباني على وشك السقوط، إلا أنه أكد إن سقوطها “لا يمكن اعتباره بالضرورة خسارة إستراتيجية”.

 

وبدأ التنظيم هجومه على المدينة في 16 أيلول الماضي، وسيطر على مناطق واسعة في محيطها، كما وفرض عليها حصاراً من ثلاث جهات، بينما تحدها تركيا من الجهة الرابعة.

 

ولا تزال أنقرة حتى الساعة ترفض التدخل العسكري إلى جانب الأكراد في كوباني، واشترط الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لتحرّك بلاده إقامة منطقة حظر طيران في سوريا ومنطقة آمنة موازية لها وتدريب المعارضين السوريين المعتدلين.

 

في هذا الإطار، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أن إدارة الرئيس باراك أوباما “ليس لديها خطط لفرض حظر طيران أو إقامة مناطق عازلة في شمالي سوريا”، ولكنه أشار إلى أن واشنطن “مستمرة في النقاش” مع أنقرة بشأن النقاط التي طرحها الرئيس التركي.

 

التحالف يضرب ضواحي كوباني..ويبحث عن شركاء على الارض

استهدفت طائرات التحالف الدولي، الأربعاء، تجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية، في هضبة “مشته نور” الاستراتيجية جنوب شرق مدينة كوباني “عين العرب”، وفي أطرافها الشرقية. كما سمع دوي انفجار شديد هزَّ المدينة، ناجم عن تفجير مقاتل من تنظيم الدولة لنفسه بشاحنة مفخخة، في المنطقة الصناعية. في حين تستمر الاشتباكات بين مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردي” وتنظيم الدولة، على طريق حلب-كوباني، والمنطقة الصناعية، وحي “كانيَ عَرَبان”. وأكدت مصادر عديدة، مقتل 45 عنصراً على الأقل، من تنظيم الدولة الإسلامية، منذ بدء الضربات الجوية للتحالف الدولي، على محيط مدينة كوباني.

 

من جهة أخرى، قالت المستشارة الإعلامية لـ”الائتلاف الوطني السوري” المعارض بهية مارديني، إن الرئيس السابق للائتلاف أحمد الجربا التقى الثلاثاء، في العاصمة الأردنية عمان، منسق التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، الجنرال جون آلن الذي يقوم بجولة في المنطقة بدأها بالعراق ثم الأردن وتركيا ومصر، في إطار دعم جهود التحالف الدولي لمواجهة داعش، وحشد مزيد من الدعم للتحالف، بحسب بيان للخارجية الأميركية. وأوضحت مارديني، أن الجربا أكد أن الجيش الحر يمكنه بمساعدة منظمة وحقيقية، من القوى الشقيقة والصديقة “مواجهة إرهاب الأسد، وكل إرهاب يمارس على الأراضي السورية بما فيها إرهاب داعش، من دون الحاجة إلى أن تطأ قدم أي جندي أجنبي التراب السوري”. وأضافت مارديني أن الجربا حمّل خلال اللقاء، القوى الدولية، مسؤولية ما يحدث في سوريا، ونقلت عنه قوله: “إن ما تشهده سوريا الآن هو حصاد الصمت الدولي والتراخي في استدراك الخطر الذي مثله إجرام الاسد بحق الشعب السوري طيلة ثلاث سنوات”. وأشارت إلى أن الجربا، أعاد خلال اللقاء التأكيد على موقف الائتلاف الرامي لأن تكون الحرب ليست فقط على داعش في سوريا، ولكن على نظام الأسد، وحزب الله اللبناني الذي لعب دوراً في “تغذية النزعات الإرهابية”.

 

على صعيد آخر، كشف دبلوماسي غربي فضّل عدم ذكر اسمه، عن قيام النظام السوري بإخفاء أربع منشآت للأسلحة الكيماوية، ولم يكشف عنها لمفتشي الأمم المتحدة. وبيّن الدبلوماسي أن مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة إلى سوريا، سيغريد كاغ، قدمت هذا الطرح أمام جلسة لمجلس الأمن الثلاثاء. وأشار الدبلوماسي إلى أن ثلاثاً من هذه المنشآت مخصصة للبحث والتطوير، في حين أن المنشأة الرابعة هي للإنتاج.

 

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز”، قد ذكرت أن عمليات بحثٍّ، تجري حالياً في عدد من العواصم الغربية، عن أي دلائل أو وثائق قد تساعد في إدانة نظام الرئيس بشار الأسد، وتقديمه للمحاكمة دولياً، بتهمة ارتكاب جرائم حرب. حيث تموّل حكومات غربية، من بينها بريطانيا والولايات المتحدة، فريقين للتحقيق في ارتكاب نظام الأسد جرائم حرب. ويؤكد محللون أن البحث الحالي عن أية دلائل عن تلك الجرائم أمر مهم، حيث أنه “من المهم جداً البحث عن هذه الوثائق على الفور، قبل أن تقوم أي جهة بإخفائها أو دفنها”.

 

وفي السياق، قال محلل الشؤون العسكرية الأميركية، العقيد المتقاعد ريك فرانكونا “إن قرار الرئيس باراك أوباما بعدم تسليح المعارضة السورية، وبسحب القوات من العراق أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم”. وتابع موضحاً “حتى الآن ليس لدينا من بوسعه الاستفادة من الضربات الجوية التي ننفذها، وهذا يضر بنا. أظن أن الرئيس بحاجة لمراجعة هذا الأمر، وأتمنى أن يقوم وزير الدفاع، تشاك هيغل، ورئيس الأركان، بالتحدث إلى أوباما وإعلامه بضرورة مراجعة هذه الاستراتيجية، لأن ما شاهدناه خلال الأيام الماضية، يدل على أن كل ما قمنا به طوال الأسابيع المنصرمة غير ناجح”.

 

داعش يتقدم ببطء في كوباني وواشنطن تقر بأثر محدود للغارات

أ. ف. ب.

تركيا لن تشن وحدها هجومًا عسكريًا ضد التنظيم

قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الخميس “تشهد مدينة عين العرب اشتباكات عنيفة جدا منذ مساء امس، تمكن خلالها تنظيم الدولة الاسلامية من تحقيق مزيد من التقدم، فاحتل مبنى الأسايش (عناصر الأمن الكردي) في شمال شرق المدينة، وبات يسيطر على اكثر من ثلث عين العرب”. وقتل ليلا القيادي في الاسايش (عناصر الامن الكردي) سيدو جمو خلال المعارك العنيفة التي تمكن خلالها التنظيم المتطرف من السيطرة على مبنى الأسايش في شمال شرق المدينة، على مقربة مما يعرف “بالمربع الامني الحكومي”، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقتل جمو مع عدد من عناصره خلال المعركة. كما قتل عدد كبير من المقاتلين في الطرفين. وقال المرصد ان “الحصول على حصيلة صعب جدا في ظل المعارك وصعوبة الاتصالات”. واشار عبد الرحمن الى ان “حرب شوارع تدور في المدينة، ويقاوم مقاتلو وحدات حماية الشعب بشراسة في مواجهة آليات وسلاح متطور يملكه التنظيم”، مشيرًا الى ان “التقدم يبقى بطيئًا نتيجة هذه المقاومة وبسبب الغارات التي ينفذها طيران التحالف العربي الدولي”.

 

واشار المرصد الى صعوبة الحصول على حصيلة سريعة للقتلى الذين يسقطون في عين العرب بسبب المعارك، مشيرا الى انه وثق على الاقل سقوط 57 قتيلا يوم امس الاربعاء، هم 19 مقاتلا من تنظيم “الدولة الاسلامية” قتلوا في الاشتباكات و23 في القصف الجوي الذي نفذه طيران الائتلاف، و15 مقاتلا كرديا بينهم قيادي في الاسايش (عناصر الامن).

 

واشار عبد الرحمن الى ان “حرب شوارع تدور في المدينة، ويقاوم مقاتلو وحدات حماية الشعب بشراسة في مواجهة آليات وسلاح متطور يملكه التنظيم”، مشيرا الى ان “التقدم يبقى بطيئا نتيجة هذه المقاومة وبسبب الغارات التي ينفذها طيران التحالف العربي الدولي”.

 

وقد نفذت طائرات التحالف ثلاث غارات منذ ما قبل منتصف ليل الاربعاء وحتى صباح الخميس. واستهدفت احدى الغارات مبنى الاسايش، الذي سيطر عليه التنظيم المعروف باسم “داعش”. كما شن التحالف الدولي الخمس ضربتين جويتين جديدتين على هدف لتنظيم الدولة الاسلامية قرب مدينة عين العرب، كما افادت مراسلة وكالة فرانس برس على الحدود التركية. وكان الناطق باسم البنتاغون جون كيربي حذر الاربعاء من ان هذه الهجمات “لن تقدم حلا لانقاذ مدينة كوباني”.

 

غياب المعارضة المعتدلة

واوضح انه لالحاق الهزيمة بالتنظيم المتطرف “يجب ان تكون هناك جيوش قادرة، معارضة سورية معتدلة او الجيش العراقي”، ولكن هذا يتطلب وقتا. وتدارك المتحدث “لكن ليس لدينا في الوقت الحالي شريك متطوع قادر وفعال على الارض داخل سوريا. انها الحقيقة”.

 

من جهته قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة في تصريح لشبكة “ايه بي سي” الاميركية “نحن نضرب حين يمكننا ذلك”، مشيرا الى ان الجهاديين “هم عدو يتعلم ويعرفون كيف يناورون، وكيف يستخدمون السكان، وكيف يتخفون (…) لذلك عندما نرصد هدفا نضربه”. واضاف ان الجهاديين “اصبحوا اكثر مهارة في استخدام الاجهزة الالكترونية” وهم “ما عادوا يرفعون اعلامهم ولا عادوا يتنقلون في ارتال طويلة كما كانوا يفعلون في السابق (…) هم لا يقيمون مقار قيادة يمكن رؤيتها وتحديدها”.

 

أنقرة لن تقدم وحيدة

لكن وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو اعتبر الخميس انه “من غير الواقعي” التفكير بان تشن تركيا وحدها تدخلا عسكريًا بريًا ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وقال الوزير التركي للصحافيين في ختام لقاء مع الامين العام لحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ في انقرة “من غير الواقعي التفكير بان تشن تركيا وحدها عملية برية”.

 

ومنذ مساء الاثنين تشهد تركيا تظاهرات عنيفة لأكراد يطالبون الحكومة الاسلامية – المحافظة التركية بالتدخل عسكريا لمنع سقوط مدينة كوباني في ايدي تنظيم الدولة الاسلامية.

واوقعت هذه الاضطرابات 22 قتيلا على الاقل وعشرات الجرحى، وتسببت باضرار مادية كبرى، بحسب اخر حصيلة جمعتها وسائل اعلام تركية.

 

ورغم حظر التجول الذي فرض الاربعاء في ست محافظات، تعد غالبية كردية، تواصلت الاضطرابات ليلا في مدن عدة بين الشرطة والمتظاهرين الاكراد. واعطى البرلمان التركي قبل اسبوع موافقته الرسمية على عملية عسكرية تركية ضد الجهاديين في العراق وسوريا. لكن الحكومة رفضت المشاركة حتى الان خشية ان يعزز التدخل ضد الدولة الاسلامية نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي تطالب باسقاطه.

 

مصدر قلق تركي

وكرر وزير الخارجية التركي القول ان “السلام لن يعم ابدًا بشكل فعلي في سوريا بدون رحيل بشار الاسد ونظامه”. وقد عبّرت الولايات المتحدة عن استيائها من تردد تركيا في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية. وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي “نعتقد بوضوح ان بامكانهم القيام بالمزيد”، لكنها اقرت بان انقرة لديها “مصادر قلق خاصة بها” في اشارة الى ملف القضية الكردية الذي تواجهه منذ عقود”.

 

من جانب اخر اختلفت انقرة وواشنطن بشكل غير مباشر الاربعاء حول فكرة اقامة منطقة عازلة بين سوريا وتركيا لحماية النازحين بسبب النزاع، والتي نالت تاييدا من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.لكن البيت الابيض وحلف شمال الاطلسي اكدا ان اقامة مثل هذه المنطقة ليس على جدول الاعمال في الوقت الراهن. كما انتقدت دمشق تاييد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اقامة “منطقة عازلة” في شمال سوريا، وحثت المجتمع الدولي على “القيام بواجبه” تجاه “الكارثة الانسانية” في مدينة عين العرب.

 

وفي اطار محاولتها اقناع تركيا المترددة بالمشاركة بشكل كامل في المعركة ضد الجهاديين، توفد الادارة الاميركية الخميس والجمعة الى انقرة منسق التحالف الجنرال المتقاعد جون آلن ومساعده بريت ماكغورك. وفي حال تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من السيطرة على عين العرب فسيخوّله ذلك السيطرة على شريط طويل من الاراضي على الحدود السورية – التركية.

 

ومنذ بدء هجوم تنظيم الدولة الاسلامية على كوباني في 16 ايلول/سبتمبر، قتل في المعارك اكثر من 400 شخص، غالبيتهم من المقاتلين من الطرفين، بحسب المرصد السوري. كما نزح اكثر من 300 الف شخص بينهم اكثر من 200 الف الى تركيا. من جانب اخر، أعلنت رهبنة الفرنسيسكان، ومقرها القدس، الخميس ان جبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة اطلقت سراح احد كهنتها الذي كان محتجزا مع نحو عشرين مسيحيًا لديها.

 

ذا أتلانتك: داعش يتحدى تركيا أن تنقذ كوباني

24 – فاطمة غنيم

أفردت مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية مقالاً للكاتب الصحفي أدام شاندلر، يقول فيه إن القادة الأتراك يصرّحون بأنهم لن يدعوا كوباني تسقط في أيدي داعش، ولكنهم لم ينضموا إلى الجهود ا لرامية إلى إيقاف تقدم تلك الجماعة المتطرفة.

 

تقع كوباني التي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 400 ألف نسمة على بُعد كيلومترات من الحدود السورية مع تركيا

ويوضح الكاتب أنه بينما تدور معركة شرسة على مدينة كوباني السورية بين القوات الكردية ومقاتلي داعش، أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيراً يوم الثلاثاء مفاده أن البلدة على وشك السقوط في أيدي داعش، مضيفاً أن الضربات الجوية قد لا تكون كافية لصد غزو التنظيم، وأنه “يجب أن يكون هناك تعاون مع أولئك الذين يقاتلون على الأرض”.

 

وتقع كوباني، التي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 400 ألف نسمة، على بُعد كيلومترات من الحدود السورية مع تركيا.

 

وأشار الكاتب إلى أن المعركة من أجل السيطرة على كوباني دخلت مرحلة جديدة، بعد نحو 3 أسابيع من القتال، حيث أحرز داعش تقدماً في الضواحي الشرقية من المدينة يوم الإثنين، وقام برفع رايته السوداء على عدد قليل من المباني.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه وثق أكثر من 400 حالة وفاة منذ بدء القتال، ولكن يُتوقع أن يكون الضحايا ضعف هذا العدد.

 

ويرى الكاتب أن الدور التركي يبدو متناقضاً في هذه الحرب، فبينما تصرح بأنها لن تسمح لداعش بالاستيلاء على البلدة، فإنها غير مهتمة بالانضمام إلى جهود وقف هذه الجماعة، ولا يبدو اهتمامها أيضاً بالانضمام إلى حملة قد يستفيد منها الديكتاتور السوري بشار الأسد، الذي تريد تركيا خلعه.

 

وسيضع هذا التوجه البلاد في مواجهة مباشرة مع حزب العمال الكردستاني الذي اشتبك مع السلطة لعدة عقود.

 

وأكد الكاتب أن تصريحات رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية أبرزت هذا التناقض، حيث قال: “نحن مستعدون لبذل كل ما لدينا إذا كانت هناك استراتيجية واضحة، وإذا تأكدنا من حماية حدودنا”، مضيفاً أنه إذا هُزم داعش وبقي الأسد في السلطة، فليس هناك من يضمن عدم ظهور جماعة متشددة أخرى.

 

أوباما: هزيمة تنظيم الدولة مهمة صعبة لكننا نتقدم  

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما اعتزام بلاده تكثيف الجهود الرامية إلى إضعاف وتقويض تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، مشيرا إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة يحرز تقدما، رغم إقراره بصعوبة المهمة.

 

وشدد أوباما خلال اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي في مقر وزارة الدفاع (بنتاغون) الأربعاء على “أهمية دعم الجهود العراقية في إعادة تشكيل القوات الأمنية، بما فيها خطتهم لخلق هيكل جديد للحرس الوطني للاندماج مع العناصر الأمنية المحلية بشكل أكثر فاعلية ومحاربة تنظيم الدولة”.

 

وقال بيان صادر عن البيت الأبيض بعد الاجتماع، إن الفريق الأمني أطلع أوباما على آخر مساهمات الحلف الدولي، بما في ذلك الحوارات الدائرة مع الشركاء الرئيسيين، للعمل على دمج قدراتهم ضمن إستراتيجية أوسع لمحاربة تنظيم الدولة في العراق وسوريا.

 

وأعاد أوباما التأكيد على أن “المهمة ما زالت صعبة ولا يمكن حل المسألة بين عشية وضحاها”. مشيرا إلى أن الأمر المهم هو الإجماع الواسع النطاق “ليس فقط في المنطقة بل بين دول العالم أيضا، على أن تنظيم الدولة في العراق والشام يشكل تهديدا للاستقرار وللأمن والسلم الدولييْن”.

 

تحرك أكبر

ويأتي الاجتماع مع تقدم تنظيم الدولة في بعض المناطق بالعراق واحتدام المعارك بين عناصره والمقاتلين الأكراد في عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا، حيث أعلنت واشنطن الأربعاء أن الضربات الجوية لا تكفي لإنقاذ المدينة التي تتضارب الأنباء بشأن اقتحامها من قبل مقاتلي التنظيم.

 

وقال الكولونيل البحري جون كيربي خلال مؤتمر صحفي إن “الضربات الجوية وحدها لن تتمكن من ذلك، ولن تحل المشكلة وتنقذ كوباني”، مضيفا أن ذلك لن يثني التحالف على مواصلة ضرب مواقع التنظيم.

 

وأوضح كيربي أن إلحاق الهزيمة بالتنظيم يتطلب وجود “جيوش قادرة، مثل المعارضة السورية المعتدلة والجيش العراقي، ولكن هذا يتطلب وقتا”، مشيرا إلى أنه “ليس لدينا في الوقت الحالي شريك متطوع قادر وفعال على الأرض داخل سوريا”.

 

من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في تصريح تلفزيوني إن تنظيم الدولة “عدو يتعلم من أخطائه، وبدأ مقاتلوه يعرفون كيف يناورون ويتخفون وسط السكان”.

 

وأشار إلى أن مقاتلي التنظيم “أصبحوا أكثر مهارة في استخدام الأجهزة الإلكترونية، وما عادوا يرفعون أعلامهم أو يتنقلون في أرتال طويلة كما كانوا يفعلون في السابق، ولا يقيمون مقرات قيادة يمكن رؤيتها وتحديدها”.

 

وفي إطار تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لمحاربة تنظيم الدولة، من المنتظر أن يصل إلى أنقرة اليوم الخميس منسق التحالف الجنرال المتقاعد جون آلن ومساعده بريت ماكغورك، وسط خلاف بين البلدين حول مسألة “المنطقة العازلة” التي تطالب بها أنقرة على حدودها مع سوريا وحظيت بترحيب فرنسي.

 

الثوار يسممون وجبات طعام داعش.. ويقتلون العشرات

غازي عنتاب (تركيا) – زيدان زنكلو

قالت مصادر في الجيش الحر لقناة “العربية” إن الثوار نفذوا عملية نوعية ضد تنظيم “داعش” أدت لمقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم، عبر تسميم وجبات الطعام المقدمة إليهم في أحد معسكرات التنظيم بريف دير الزور.

 

وأكدت المصادر أن طباخين متعاونين مع الجيش الحر سمموا وجبات الغذاء لهذا اليوم قبل أن يتمكنوا من الفرار مع عائلاتهم خارج دير الزور بمساعدة الثوار، وهم الآن بمنطقة آمنة.

 

والمعسكر الذي جرت فيه العملية هو “معسكر فتح الساحل” (تسمية أطلقها تنظيم داعش على المعسكر)، ويضم قرابة 1200 مقاتل، وذكر شهود عيان أن العشرات من التنظيم تم نقلهم إلى المشافي الميدانية القريبة، ولاسيما المشفى الميداني في حقل العمري النفطي الذي يسيطر على “داعش” منذ فترة.

 

وحسب مصادر مطلعة فإن العملية جرى التخطيط لها منذ أسابيع وكان مقرراً لها أن تكون في أول أيام عيد الأضحى إلا أنها تأجلت لظروف خاصة.

 

تركيا: لن نهاجم داعش في سوريا براً

أنقرة – فرانس برس

أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو، اليوم الخميس، أنه “من غير الواقعي” التفكير بأن تشن تركيا وحدها تدخلا عسكريا بريا ضد تنظيم داعش الذي يحاصر مدينة عين العرب السورية (كوباني بالكردية).

 

وجاءت تصريحات الوزير التركي للصحافيين في ختام لقاء مع الأمين العام لحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ في أنقرة.

 

وتشهد كوباني قتالا محتدما على عدة جبهات بين داعش والبيشمركة. وأكد قائد أميركي أن القصف الجوي على كوباني لن يحسم المعركة ضد داعش.

 

استمرار الجدل الدولي بشأن “العازلة” بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

استمر الجدل الدولي بشـأن إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا لإتاحة الفرصة لعمل بري ضد مقاتلي تنظيم الدولة الذين يحاصرون بلدة كوباني الكردية.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، الخميس، إن إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا يجب أن تحظى بموافقة مجلس الأمن الدولي.

 

وطالبت تركيا بإقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر طيران في شمال سوريا لحماية المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة والسكان الفارين من الحرب الأهلية، كشرط لتدخلها البري لمواجهة تنظيم الدولة، وأبدت فرنسا تأييدها للفكرة.

 

يأتي ذلك فيما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرغ عقب لقاء مع وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، الخميس، من أنقرة أن إقامة منطقة عازلة “ليست مدرجة بعد” على جدول أعمال الحلف وشركائه.

 

من جانبه، اعتبر جاوش أوغلو أنه “من غير الواقعي” التفكير بأن تشن تركيا لوحدها تدخلا عسكريا بريا ضد تنظيم الدولة الذي يحاصر مدينة كوباني.

 

وتشن طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على أهداف لتنظيم الدولة في سوريا والعراق، ويجري الحديث عن الحاجة لتدخل بري لتحقيق أهداف التحالف.

 

معارك في كوباني.. وتجدد غارات التحالف

رفيدة ياسين ووكالات- الحدود السورية التركية

شهدت مدينة كوباني الكردية شمالي سوريا، الخميس، معارك عنيفة بين قوات كردية ومسلحي تنظيم الدولة، في وقت جددت طائرات التحالف الدولي قصفها على مواقع التنظيم.

 

وقالت مراسلتنا إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلين من قوات “حماية الشعب الكردي” ومسلحين من داعش في المربع الأمني القريب من وسط مدينة كوباني.

 

في هذه الأثناء، أغار طيران التحالف الدولي على مستشفى الأمل جنوب غربي كوباني التي اتخذها داعش مقرا له منذ أيام.

 

وقالت فرانس برس إن غارتين للتحالف استهدفتا موقعا لتنظيم الدولة في جنوب غرب المدينة، التي لا تزال تحت سيطرة المقاتلين الأكراد بعد عدة أيام من المعارك الشرسة مع عناصر داعش.

 

في هذه الأثناء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحي تنظيم الدولة سيطروا على ثلث المدينة في الشرق والشمالي الشرقي والجنوب الشرقي.

 

وأكدت مصادر أن تنظيم الدولة حصل على إمدادات من الأسلحة من قواعدهم الخلفية، خصوصاً من مدينة الرقة.

 

وأفادت مراسلتنا بمقتل المسؤول الأمني في مركز شرطة كوباني وعدد من المسلحين الأكراد خلال محاولة اقتحام مسلحي تنظيم الدولة لمركز الشرطة الرئيسي بالقرب من وسط المدينة، بعد أن نجحوا في محاصرته.

 

قائد الجيش البريطاني السابق لـCNN: الغارات لن تدمر داعش ولا بد من دور غربي برّي.. وأنصح بالتروي مع الأسد

لندن، بريطانيا (CNN) — قال الجنرال ديفيد ريتشاردز، القائد السابق للقوات المسلحة البريطانية، إن الضربات الجوية ضد تنظيم داعش لا يمكن لها حسم الحرب معه، مشددا على وجوب أن تشارك وحدات عسكرية غربية بالمعركة البرية لدعم القوى التي ستقاتله على الأرض، وانتقد عن سبب تشديد تركيا على الشروط السياسية للتدخل عسكريا، متسائلا بسخرية عن سبب عدم استخدام وسائل “المكر” التقليدية.

 

وردا على سؤال حول رأيه بموقف الأمريكيين الذين أكدوا أنهم لن يتدخلوا لمنع سقوط مدينة كوباني باعتبار أن ذلك ليس “مشكلة استراتيجية” لهم قال ريتشاردز: “أظن أن لديهم وجهة نظر محقة، وربما يكون الأوان قد فات لإنقاذ المدينة فأنا لست متأكدا مما يجري على الأرض، ولكن تكتيكيا الأمر تجاوز القدرة على تغيير الأحداث.”

 

وأضاف: “أنا أشعر بالأسف حيال المدنيين في كوباني، ولكنها قضية منفصلة والأهم هو كيفية معالجة الملف برمته.”

 

وحول التداعيات السياسية والنفسية التي قد تصيب معسكر القوى المناهضة لداعش بحال سقوط المدينة وتمكن التنظيم من توسيع مناطق نفوذه قال ريتشاردز: “الحرب النفسية تلعب دورا كبيرا في تحديد الفوز والخسارة بالحروب، ولكنني أتمسك بوجهة نظري بأن الأمريكيين محقون بالقول بأن القضية ليست استراتيجية لأن بوسعنا لاحقا استرداد كوباني بالوسائل المناسبة.”

 

وشدد ريتشاردز على استحالة تحقيق النصر الكامل على داعش عبر الضربات الجوية وحدها قائلا: “قوانين الحرب واضحة ومعروفة، وقد قلتها سابقا وقالها أيضا الجنرال مارتن ديمبسي، قائد الأركان الأمريكية. لا يمكن الفوز بالحرب عبر الضربات الجوية وحدها، وهذا أمر بالغ الأهمية إذ لا يمكن لطيار في طائرته السيطرة على الأرض والاحتفاظ بها، لا بد للقوات البرية أن تفعل ذلك.”

 

وعن هوية القوات التي قد تقاتل على الأرض في ظل رفض أمريكا وبريطانيا والدول العربية نشر قوات برية رد ريتشاردز قائلا: “هذا هو السؤال المهم، وبالطبع الأمر يعتمد على الوقت المتوفر أمامنا، فما يقلقني هو أن بوسعنا تشكيل جيش ما ودفعه إلى مهاجمة المسلحين ولكن إنجاز كامل المهمة سيكون أكثر تعقيدا، وأظن أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا، وربما يمكننا اختصار ذلك الوقت إذا دعمنا ذلك الجيش بوحدات عسكرية غربية أو وحدات من دول أخرى، وهذا ما أفضله.”

 

وأكد ريتشاردز وجهة نظره حول وجود دور لا بد للقوات البرية الغربية أن تلعبه قائلا: “لا أقول أن علينا أن نتقدم الصفوف، ولكن يجب أن نشارك على نحو واسع بالأمور اللوجستية التي عادة ما تصنع الفارق بين الجيوش النظامية والقوات المشكلة من هواة، فالقدرة على مواصلة القتال أمر بالغ الأهمية وعلينا تنظيم مسألة القيادة والسيطرة والتأكد من فعالية الضربات الجوية، وقد يعني ذلك نشر بعض وحدات القوات الخاصة.”

 

واستغرب ريتشاردز حديث رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، بوضوح عن رغبة بلاده بقيام منطقة حظر جوي فوق الحدود مع سوريا وإزاحة نظام الأسد كي تقبل المشاركة بالعملية العسكرية ضد داعش قائلا:” من وجهة نظر عسكرية فهذه شروط سياسية، وأنا أتساءل عن مدى صحة كشف هذه النوايا بشكل علني إذ هناك دائما وسائل ماكرة يمكن اللجوء إليها.”

 

وتابع بالقول: “وجهة نظري حول القضية أن تركيا ستزيد الموقف تعقيدا إذا ربطت بين التدخل لمنع سقوط كوباني بعملية عسكرية ضد قوات الرئيس بشار الأسد. أنا لست رجلا سياسيا ولكن ما يعنيني هو أنه على الأقل في هذه المرحلة نحن لا نريد من الأسد أن يتسبب بمشاكل لنا، ولو أنني كنت مازلت بمنصبي العسكري وطلب مني رئيس الوزراء البريطاني المشورة لنصحته بالتروي.”

 

وحول سبب مطالبته بالتروي حيال الدخول في مواجهة مع نظام الأسد مع أنه كان قد تقدم شخصيا باستراتيجية للإطاحة بالرئيس السوري من منصبه قال ريتشاردز: “لقد حصلت الكثير من الأمور منذ ذلك الوقت، ولكن يمكن تعديل الاستراتيجية لاستخدامها ضد داعش عبر تشكيل جيش من مائة ألف رجل وتوفير الشروط السياسية المرافقة لذلك بما في ذلك ضم القبائل السنية إلينا.”

 

ولفت ريتشاردز إلى إمكانية وتوفير حملة دعائية كبيرة لهذا الجيش وما يقوم به على الأرض من حماية للسكان والمنشآت ومن ثم التلاعب بعقول جنود وضباط جيش الأسد “كي يدركوا أنهم سيتعرضون للهزيمة” ولكنه رأى أن العائق الأكبر يتمثل في مسألة الوقت، إذ أن الخطة قدمت عام 2012، وكان الوقت متاحا آنذاك لتنفيذها، خاصة وأن تنظيم داعش لم يكن بالقوة التي هو عليها اليوم.

 

الدولة الإسلامية تسيطر على مناطق واسعة من كوباني رغم الضربات الجوية

من دارين بتلر وأوليفر هولمز

مورسيتبينار (تركيا)/بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الخميس إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية استولوا على أكثر من ثلث مدينة كوباني السورية على الحدود مع تركيا على الرغم من الغارات الجوية الأمريكية التي تستهدفهم داخل المدينة وحولها.

 

وفي ظل استبعاد واشنطن القيام بعملية برية وصفت تركيا أي توقع لقيامها بعملية برية منفردة عبر الحدود بالأمر غير الواقعي.

 

وقال قائد المقاتلين الأكراد الأقل تسليحا الذين يدافعون عن المدينة إن مقاتلي الدولة الاسلامية يسيطرون على منطقة أصغر قليلا من ثلث المدينة معترفا أن المقاتلين الإسلاميين حققوا مكاسب كبيرة مع وصول المعارك المستمرة منذ ثلاثة أسابيع إلى ذروتها والتي أدت إلى أسوأ اشتباكات شوارع على الجانب الآخر من الحدود بين الشرطة التركية ومتظاهرين أكراد في جنوب شرق تركيا.

 

وقال المرصد السوري الذي يتابع الحرب الأهلية السورية إن الاشتباكات استمرت صباح الخميس بينما حاولت قوات تنظيم الدولة الاسلامية التقدم.

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد عبر الهاتف “يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على أكثر من ثلث كوباني.. كل المناطق الشرقية وجزء صغير من الشمال الشرقي ومنطقة في الجنوب الشرقي” مستخدما الاسم السابق للدولة الإسلامية.

 

وقال عصمت الشيخ قائد الميليشيا الكردية المسلحة إن مقاتلي الدولة الاسلامية استولوا على ربع المدينة تقريبا لجهة الشرق. وقال لرويترز عبر الهاتف من المدينة “الاشتباكات مستمرة.. إنها حرب شوارع.”

 

وتردد يوم الخميس دوي انفجار على الجانب الغربي من المدينة ذات الأغلبية الكردية وأمكن رؤية سحابة دخان سوداء قاتمة بوضوح من الحدود التركية التي تبعد كيلومترات قليلة.

 

ورفعت الدولة الاسلامية رايتها السوداء داخل المدينة ليل الاربعاء في حين سقط مقذوف بالخطأ على الجانب التركي من الحدود بينما كان يسمع بوضوح صوت الطائرات المقاتلة وهي تحلق فوق المنطقة وأزيز الرصاص العشوائي الذي يطلق من المدينة المحاصرة.

 

وقالت الأمم المتحدة إن بضع مئات من السكان لا يزالون في كوباني غير أن المقاتلين الأكراد يؤكدون إن المعارك ستنتهي بمجزرة في حال انتصار الدولة الإسلامية وتمنح المقاتلين المتشددين موقعا عسكريا على الحدود مع تركيا.

 

وقال الأكراد إن واشنطن تمنحهم دعما رمزيا فقط عبر غاراتها الجوية التي تتركز أكثر في العراق حيث تتعاون الولايات المتحدة هناك مع الجيش العراقي. وفي الوقت نفسه تقف الدبابات التركية التي أرسلت للجبهة ساكنة دون حراك.

 

وهون وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من إمكانية تدخل هذه القوات لمساعدة كوباني.

 

وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرج “من غير الواقعي انتظار أن تقوم تركيا بعملية برية منفردة. نجري محادثات… وبمجرد التوصل لقرار مشترك لن تتردد تركيا في القيام بدورها.”

 

وطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا لمنع طائرات النظام المقاتلة من الطيران فوق المناطق السورية بالقرب من الحدود التركية وانشاء منطقة آمنة تسمح لنحو 1.5 مليون لاجئ سوري بالعودة من تركيا إلى بلادهم.

 

لكن شتولتنبرج قال يوم الخميس إن الحلف لم يناقش إقامة منطقة حظر طيران أو منطقة آمنة داخل سوريا وهو اقتراح طرحته تركيا.

 

*اضطرابات في تركيا

 

وقتل 21 شخصا في اسطنبول وأنقرة وفي جنوب شرق تركيا حيث يتركز الأكراد يوم الأربعاء في اشتباكات بين قوات الأمن والأكراد المطالبين بأن تقوم الحكومة التركية بالمزيد من الخطوات من أجل حماية كوباني.

 

وفي واشنطن قال البنتاجون إن ثمة حدودا لما يمكن أن تفعله غارات التحالف في سوريا قبل أن تصبح قوات المعارضة السورية المعتدلة قوية بما يكفي لصد الدولة الاسلامية.

 

واستولت الدولة الإسلامية على أراض واسعة في العراق المجاور حيث تركز الولايات المتحدة غاراتها على المسلحين.

 

واستبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما احتمال إرسال قوات برية في مهمة قتالية هناك.

 

وفي تركيا هددت تداعيات الحرب في سوريا والعراق بتقويض عملية السلام بين الأكراد والدولة العضو في حلف شمال الأطلسي.

 

وفي أعقاب أعمال العنف التي اندلعت الأربعاء ساد الهدوء الشوارع مع فرض السلطات التركية حظر تجول في خمسة اقاليم في جنوب شرق البلاد وهي قيود لم تفرض منذ التسعينيات عندما كانت لا تزال قوات حزب العمال الكردستاني تقاتل الجيش التركي في المنطقة.

 

وتسيطر شكوك قديمة العهد في أنقرة حيال جدية الأكراد في المضي في عملية السلام الأمر الذي يضعها في موقف صعب بينما تحاول إنهاء 30 عاما من الصراع مع حزب العمال الكردستاني.

 

وطلب القادة الأكراد السوريون من أنقرة المساعدة في إنشاء ممر يسمح بدخول المساعدات وربما الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود إلى كوباني غير أن أنقرة تتردد حتى الساعة في الرد بإيجابية.

 

وقالت مصادر كردية إن صالح مسلم وهو أحد قادة حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا التقى مسؤولين أتراكا في الأسبوع الماضي لكن اللقاء لم يكن مثمرا.

 

وأغضب حزب الاتحاد الديمقراطي تركيا في العام الماضي عندما أنشأ إدارة انتقالية في شمال شرق سوريا بعد أن خسر الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على المنطقة في الوقت الذي تريد فيه أنقرة من القادة الأكراد أن يتراجعوا عن الحكم الذاتي الذي أعلنوه من طرف واحد.

 

كما شعرت تركيا بالانزعاج من تردد الأكراد في الانضمام إلى معارضة الأسد.

 

وقالت آسيا عبد الله إحدى قادة الحزب الكردي لرويترز هذا الأسبوع إن “هذا المطلب ليس مقبولا بالنسبة إلى الأكراد.”

 

وأضافت “قلنا لتركيا إنه من غير الممكن أن نتراجع خطوة إلى الوراء.”

 

وعلى الجانب الآخر من الجبهة بالقرب من كوباني قال فردي (21 عاما) وهو طالب من مقاطعة تونجلي التركية الشرقية إنه في حال سقطت كوباني سيمتد الصراع إلى تركيا.

 

وقال وهو يقف بين مجموعة من الأشخاص في الحقول يراقبون الدخان وهو يتصاعد من غرب كوباني “في الواقع سبق أن امتد إلى هنا”.

 

واستخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في بلدة سروج الحدودية في ليل الاربعاء في حين أشعلت قنبلة مولوتوف حريقا في أحد المنازل وأغلقت المتاجر أبوابها في مظهر تقليدي من مظاهر الاعتراض على السلطات الرسمية.

 

(إعداد وتحرير محمد اليماني للنشرة العربية)

 

حلف الأطلسي: لم نناقش إقامة منطقة حظر طيران أو منطقة آمنة داخل سوريا

أنقرة (رويترز) – قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرج يوم الخميس إن الحلف لم يناقش إقامة منطقة حظر طيران أو منطقة آمنة داخل سوريا وهو اقتراح طرحته تركيا.

 

وقال شتولتنبرج في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو “أعتقد أنه لا توجد أي وسيلة بسيطة ومباشرة للخروج من المشاكل التي نشهدها… لم يكن ذلك (إقامة منطقة آمنة) على طاولة أي مناقشات للحلف.”

 

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

الحسابات الكردية والتركية في معركة “عين العرب

حسان التليلي

تعد مسألة سقوط مدينة “كوباني” أو “عين العرب” أو عدم سقوطها بين أيدي تنظيم “داعش” أمرا حيويا بالنسبة إلى الحركة القومية الكردية لا في سوريا فحسب بل أيضا في مختلف المدن والمناطق التي يعيش فيها الأكراد داخل سوريا وخارجها. فهذه المدينة هي ثالث المدن الكردية في سوريا.

ويحلم أكراد سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية بشكل خاص   بتحويلها شيئا فشيئا إلى “كردستان سوريا” ولكن من خلال منهجية ورؤية تختلفان تماما عن المنهجية والرؤية اللتين تعتمدهما الحركة الكردية في إقليم “كردستان العراق”.

ففي هذا الإقليم، لا تزال الزعامات التقليدية ترى أنها هي المؤهلة لاتخاذ القرارات، ولا يزال حيز الحكم المحلي الرشيد في الإقليم محدودا جدا على عكس ما هو عليه الأمر لدى الزعامات الكردية السورية التي كانت و لا تزال تسعى إلى جعل مدينة كوباني مختبرا لكيان كردي سوري يستثمر في مفهوم المواطنة ويكون لبنة أساسية من لبنات إطار جديد يجسد القومية الكردية في حقوقها وواجباتها.

وإزاء تقاعس الأسرة الدولية في التصدي بحزم لتنظيم “داعش” في مدينة كوباني أو “عين العرب”، هناك اليوم شعور لدى الدياسبورا الكردية في العالم بأن الأكراد كل الأكراد مدعوون للتحرك بكل الطرق والوسائل حتى لا تسقط المدينة التي ترمز إلى مشروع القومية الكردية المتفتحة لا المتقوقعة على نفسها بين أيدي تنظيم “داعش” لاسيما وأن هذا التنظيم يشكل خطرا جسيما على مستقبل المشروع الكردي في المنطقة.

وأما الحسابات التركية المتصلة بمعركة مدينة “عين العرب” أو “كوباني” فهي تختلف تماما عن الحسابات الكردية وتتعاطى مع الموضوع وفقا لمصالح يعتقد “حزب العدالة والتنمية” الإسلامي الحاكم في تركيا أنها تجسد مطامح هذا البلد ووزنه ورؤيته.

فليس من مصلحة تركيا اليوم أن تكون مدينة “كوباني” معقلا للمشروع القومي الكردي. بل إن من مصلحتها تعطيل المشروع بكل ما أوتيت من جهد. وهذا هو أحد أسباب عدم تحمس القوات التركية التي تنشر بكثافة على الحدود قرب مدينة “كوباني” للتحرك بشكل أو بآخر بهدف مساعدة سكان المدينة على الثبات أمام تنظيم ” داعش”.

وما تطمح إليه تركيا اليوم هو إقامة منطقة عازلة على طول حدودها مع سوريا تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة وتسمح بتحقيق عدة أغراض لا تتعارض والمصلحة التركية ومنها عرقلة التعاون بين أكراد تركيا وأكراد سوريا لتجسيد مشروع القومية الكردية الموسعة وإقامة خيام فيها لإيواء اللاجئين السوريين الذين أصبحت السلطات التركية تشعر يوما بعد آخر أنهم يشكلون في الوقت ذاته عبئا وخطرا على الأمن القومي التركي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى