أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 01 كانون الأول 2012

الإبراهيمي يحذر من تحول سورية «دولة فاشلة»

نيويورك – راغدة درغام

لندن، دمشق، بيروت – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – حذر الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي من تحول سورية «دولة فاشلة» ما لم تطلق عملية سياسية تقود الى «سورية جديدة تنهي المأساة الحالية وتلبي تطلعات الشعب السوري». وحض مجلس الامن، في تقرير عرضه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة امس، على العمل بشكل موحد للوصول الى إجماع على خريطة طريق قابلة للتطبيق في سورية»، وتبني قرار بخطة جنيف لإطلاق عملية انتقالية.

وأضاف الابراهيمي ان أي عملية سياسية يجب أن تتضمن بالضرورة اتفاقية ملزمة بوقف كل أشكال العنف، ولوقف العنف بين الأطراف يجب نشر «جهاز مراقبة قوي وجيد التدريب… يمكن أن ينظم على النحو الأفضل من خلال قوة حفظ سلام كبيرة وقوية» ما يتطلب «قراراً من مجلس الأمن». وقال إن نجاح بيان جنيف «مع عناصر تضاف إليه حسب الضرورة» يتطلب قراراً من مجلس الأمن لوضعه موضع التطبيق، مشدداً على أن «الفشل في المرة السابقة في ذلك لا يعني أن المحاولات المقبلة محكومة بالفشل».

وقال الإبراهيمي إن وحدة المعارضة عامل أساسي لنجاح العملية الانتقالية معتبراً اعلان «الائتلاف» في الدوحة «خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح». وشدد على ضرورة التوصل الى إنشاء حكومة انتقالية «بصلاحيات تنفيذية كاملة في بداية العملية الانتقالية التي تنتهي بإجراء انتخابات».

وحذر الإبراهيمي من ازدياد التوتر على المستوى الإقليمي في الدول المجاورة لسورية وبين سورية وتركيا. وقال إن العراق والأردن ولبنان تتخوف من تبعات الأزمة السورية، وكذلك اللاجئون الفلسطينيون في سورية قلقون من إمكان «أن يستدرجوا الى النزاع حول مخيماتهم وأحياناً داخلها»، مشيراً الى أن «مئات اللاجئين الفلسطينيين حتى الآن قتلوا وبينهم موظفون في وكالة أونروا».

وأعرب عن القلق من التطورات في منطقة الجولان المحتل، ما «أثر على اتفاقية فك الاشتباك بين سورية وإسرائيل»، مشيراً الى أن «احتمال التصعيد بين البلدين لا يمكن تجاهله».

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «نحو ٤٠ ألف سوري قتلوا في سورية منذ اندلاع الأزمة وأن انتهاكات حقوق الإنسان لا تزال ترتكب على نطاق واسع من جميع الأطراف المتحاربة». وتحدث عن «مذابح يومية بحق المدنيين»، محذراً من أن فصل الشتاء سيزيد شقاء المدنيين السوريين حيث «سيكون أكثر من ٤ ملايين سوري بحاجة الى المساعدة قبل نهاية العام». وتوقع بان أن يصل عدد اللاجئين الى ٧٠٠ ألف سوري مطلع العام المقبل فيما تعاني ميزانية المساعدات الإنسانية الى سورية عجزاً في التمويل بنسبة ٥٠ في المئة. وشدد على ضرورة «التوحد وراء عمل الإبراهيمي في عملية واحدة لتجنب الأسوأ ومساعدة سورية على الخروج من الأزمة».

وعلى الصعيد الامني، تصاعدت حدة الاشتباكات في دمشق وخصوصاً في الضواحي المحيطة بالطريق الى مطارها الدولي الذي كان عدد من شركات الطيران اعلن وقف الرحلات اليه اول من امس واستمر سلوك الطريق الى المطار حذراً امس. وقصفت طائرات سلاح الجو السوري اهدافا للمعارضة قرب طريق المطار.

واعترف مصدر امني في حديث الى وكالة «فرانس برس» ان قوات النظام تمكنت من «اعادة الامن الى الجانب الغربي من طريق المطار، بالاضافة الى جزء صغير من الجانب الشرقي، ما يسمح للمسافرين بسلوكها». الا انه اشار الى انه لم تتم السيطرة بالكامل على كل الجانب الشرقي من الطريق «حيث يوجد الاف الارهابيين»، وقال «ان ذلك سيستغرق بضعة ايام».

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات امس ان الاشتباكات كانت مستمرة منذ الصباح بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط بلدات داريا وعربين وعقربا وببيلا وبيت حسم في ريف دمشق، وترافق ذلك مع قصف من قوات النظام على هذه المناطق القريبة من طريق المطار.

وتعتبر المعارك في محيط مبنى المطار من اكثر ما يقلق السلطات السورية لأن وقف رحلات الشركات التي لا تزال تنقل الركاب الى دمشق يعزل البلد ويرسخ الانطباع في الخارج ان النظام يفقد سيطرته اكثر فاكثر على عاصمته.

وفي اشارة الى مدى حدة المعارك في دمشق خرجت تظاهرات المعارضة امس تحت شعار «ريف دمشق اصابع النصر فوق القصر»، في اشارة الى اهمية معركة ريف دمشق للوصول الى القصر الرئاسي.

من جهة اخرى شاع في مدينة طرابلس (شمال لبنان) مساء امس، خبر عن «مقتل 17 لبنانياً من ابناء المدينة في كمين نصبته لهم القوات النظامية السورية في منطقة ريف حمص في سورية»، بحسب مصدر امني. وانتشر الخبر بشكل كثيف في المدينة، ما أدى إلى توتر شديد في محلة باب التبانة – جبل محسن (خط التماس بين الكتلة السنية والكتلة العلوية)، خصوصاً أن المعلومات أفادت بأن 6 من القتلى من حي المنكوبين و5 من حي باب التبانة و3 من فنيدق والباقون من أطراف طرابلس وقرى عكارية.

وأكد مصدر أمني لـ «الحياة» صحة المعلومات، لكنه قال إن «لا إحصاء نهائياً عن عدد الشبان، وإن كان يرجح أنه يتفاوت ما بين 18 و20 شاباً ولا أحد يعرف متى غادروا، لكن المؤكد أنهم اختفوا في ريف حمص».

وقال المصدر إن بين المجموعة 3 شبان ينتمون إلى تنظيم «فتح الإسلام» وآخرين من مجموعات سلفية غير منظمة، وإنهم غادروا إلى سورية بهدف «نصرة أهل السنة».

وأوضح مصدر شمالي آخر أن أفراد المجموعة قاربوا الـ 25 شاباً، وأنهم تحمسوا للقتال في سورية، بعد المواقف التي أطلقها حزب الله»عن وجود عناصر من الحزب يقاتلون في سورية. وأشار إلى أن المجموعة انطلقت على دفعتين، الأولى أول من امس، والثانية امس. ورجحت المصادر أن تكون المجموعة وضعت تحت المراقبة، وان ثمة من وشى بهم ونصب لهم كميناً أدى إلى مقتل معظمهم. وأشار المصدر إلى أن 8 منهم نجوا وهم الذين أبلغوا عن مقتل 17 منهم في ريف حمص، وأكد الناجون أن أفراد المجموعة لم يكونوا بمعظمهم يحملون سلاحاً.

وأوضح المصدر الأمني أن أهالي الشبان لم يكونوا على معرفة بموعد مغادرتهم الأراضي اللبنانية، إذ إن رواياتهم متناقضة.

وأدى التوتر في طرابلس بعد انتشار الخبر إلى إخلاء خط التماس بين باب التبانة وجبل محسن وإلى ظهور مسلح وسُمعت أصوات إطلاق عيارات نارية ثم تطور الأمر إلى انفجار قذائف «إنيرغا» ورصاص قنص.

سورية: استمرار القصف على مناطق في ريف دمشق

بيروت – ا ف ب

تتعرض مناطق في ريف دمشق اليوم السبت، للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين فيها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني “تتعرض منطقة البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة (في غرب دمشق) ومدينة داريا في ريف العاصمة للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول فرص سيطرتها على البساتين المحيطة بالعاصمة وتشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة”.

المعارضة السورية تختار رئيس وزراء انتقالي هذا الشهر

القاهرة – رويترز

اقترب ائتلاف المعارضة السوري الجديد من اختيار رئيس وزراء لقيادة حكومة انتقالية بعد محادثات استمرت ثلاثة ايام في القاهرة عززت هيمنة الاخوان المسلمين.

وقال مندوبون ان رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، هو اقوى مرشح لهذا المنصب، ومن المرجح ان يتم اختيار حجاب الذي يؤيده الاردن ودول الخليج قبل او اثناء تجمع في منتصف ديسمبر كانون الاول لمؤتمر اصدقاء سوريا.

وتعهد هذا التجمع الذي يضم عشرات من الدول بدعم معظمه غير عسكري للثورة ولكنه يشعر بقلق من نفوذ الاسلاميين في المعارضة.

وقال عضو الائتلاف لؤي صافي، ان رئيس الوزراء سيكون الموجه للائتلاف مع المجتمع الدولي ويعمل كرئيس لمجلس وزراء بديل جاهز لشغل الفراغ السياسي والامني حال سقوط الاسد.

واعترفت فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول خليجية عربية بالفعل بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري. وما زالت الولايات المتحدة متحفظة في الاعتراف بالائتلاف.

                      اشتباكات عنيفة على مشارف مطار دمشق

الإبرهيمي: حلّ سياسي أو دولة فاشلة

لليوم الثاني استمر انقطاع شبكتي الهاتف والانترنت في سوريا، الامر الذي يغذي المخاوف من احتمال ان يكون ذلك بمثابة اشارة تصعيد وشيك من النظام ضد المعارضة المسلحة. وتحدث ناشطون عن  معارك عنيفة  على مشارف مطار دمشق الدولي للمرة الاولى منذ بداية النزاع في سوريا في 15 اذار 2011.

وفي نيويورك حذّر الممثل، الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي من تحول سوريا دولة فاشلة اذا لم يتم الاتفاق على حل سياسي للازمة.

وقال مصدر ملاحي في الخطوط الجوية العربية السورية ان حركة الملاحة الجوية عادت في مطار  دمشق الدولي.  لكن قافلة تابعة للامم المتحدة كانت تغادر المطار، تعرضت لاطلاق نار من مجهولين لليوم الثاني توالياً.  وشن الجيش النظامي حملة واسعة في الاطراف الشرقية والجنوبية للعاصمة حيث قواعد خلفية للمعارضة الملسحة . وقال مصدر امني: “يريد الجيش السيطرة على المناطق التي تقع شرق المطار (الغوطة) حيث آلاف الارهابيين وسيحتاج الامر الى بضعة  ايام”.

“تسوية وسط”؟

وفي نيويورك كشف ديبلوماسيون دوليون لـ”النهار” ان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن انخرطت في جهود لايجاد “تسوية وسط” لتفسر بيان جنيف، وخصوصاً الفقرة المتعلقة بما اذا كان الرئيس بشار الاسد جزءاً من العملية السياسية الانتقالية في هذا البلد.

وأفاد ديبلوماسي يشارك في المساعي الديبلوماسية أنه “من الواضح أن روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض “الفيتو” ثلاث مرات لاسقاط ثلاثة مشاريع قرارات في مجلس الأمن، لن تقبلا بالصيغ التي تقترحها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لانهاء الأزمة في سوريا، وهذه تدعو الى تنحي الرئيس الأسد”، مضيفاً أن “العكس أيضاً صحيح، إذ ان الدول الثلاث ترفض الصيغ الروسية – الصينية”. بيد أن الدول الخمس “اتفقت جميعاً على الصيغة الاستثنائية التي تميز بها بيان جنيف” لمجموعة العمل الخاصة بسوريا في 30 حزيران الماضي، علماً أنها “اختلفت على تفسير الفقرة المتعلقة بضرورة وقف العنف والشروع في تأليف حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات”. وخلص الى أن “ثمة حاجة الآن الى ايجاد تسوية وسط لردم هذه الهوة، وهذا ما تركز عليه الديبلوماسية الآن”.

وأوضح ديبلوماسي آخر أن “روسيا تشارك في هذه الاتصالات على مستويات ثنائية ومتعددة الطرف. ولكن لم يتم التوصل الى صيغ نهائية للتسوية المرتقبة”.

وجاءت تحذيرات الابرهيمي المكررة في جلسة للجمعية العمومية للأمم المتحدة التي استمعت الى احاطة منه جاء فيها إن “المواجهات العسكرية تتواصل من دون هوادة”، وأن “القوات المناهضة للحكومة حققت مكاسب على الأرض في مناطق عدة خلال الأسابيع الاخيرة. وتتسع مساحات الأراضي التي تسيطر عليها، وتتسم أحيانا بقيمة استراتيجية. إلا أن الحكومة لا تزال واثقة من أن اليد العليا ستكون لها”.

ولفت الى تصاعد التوتر على طول الحدود السورية – التركية، والى تخوف كل من العراق والأردن ولبنان من عواقب ما يجري في سوريا على دولهم ومواطنيهم، والى قلق اللاجئين الفلسطينيين من الانجرار الى الصراع الدائر حول مخيماتهم، وداخلها أحياناً. كما أشار الى القلق من التطورات في الجولان السوري المحتل ومحيطه. وختم بأن “سوريا تواجه أمرين، إما أن تؤدي العملية السياسية الى إقامة سوريا جديدة ذات نظام سياسي جديد يضع حدا لمأساة اليوم ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الكرامة والحرية والعدالة والديموقراطية والمساواة الاجتماعية بين كل المواطنين ويحافظ على سيادة ووحدة البلاد، وإما أن تخفق سوريا وتصبح دولة فاشلة مع كل العواقب الوخيمة، التي يمكن التنبوء بها، على الشعب السوري وعلى المنطقة بأسرها والسلام والأمن الدوليين”. وبناء عليه، أعرب عن اعتقاده أن لا بديل من تحرك مجلس الأمن للتوصل الى “اجماع على خريطة طريق قابلة للتطبيق”، مذكراً ببيان جنيف الذي “يجب تحويله قراراً من مجلس الأمن كي يصير مؤثراً”. ورأى أن “أي عملية سياسية يجب أن تتضمن، بالضرورة، اتفاقاً ملزماً على وقف كل أشكال العنف”، فضلاً عن أن وقف النار يستوجب “قوة حفظ سلام قوية وكبيرة”.

واشنطن

وفي واشنطن، صرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس بأن الولايات المتحدة تدرس وسائل زيادة مساعدتها للمعارضة السورية، من غير أن تقول ما اذا كانت ستعلن اعترافها الكامل بها.

عدد قتلى كمين تل كلخ يرتفع الى 22

افاد مراسل “السفير” في طرابلس أن مجموعة تضم 30 شابا اسلاميا خرجت من الشمال باتجاه الأراضي السورية للقتال الى جانب المعارضة السورية المسلحة، قبل أن تتعرض لكمين من قبل القوات السورية النظامية في أحد منازل بلدة تل كلخ الحدودية، ما أدى الى مقتل 22 شابا، بينهم 21 لبنانيا بالاضافة الى شاب فلسطيني مقيم في محلة التبانة ويدعى محمد مسلم الحاج، فيما ما زال البعض من عناصر المجموعة في في خانة المفقودين (تحدثت مواقع الكترونية عن وجود أسرى لدى الجيش السوري).

وقال مصدر أمني ان القتلى اللبنانيين هم 21 شابا إسلاميا كانوا قد شوهدوا للمرة الأخيرة في طرابلس بعد صلاة الفجر، وذلك قبل أن يتوجهوا دفعة واحدة الى أحد المعابر غير الشرعية في عكار عند الحدود اللبنانية ـ السورية، حيث تسللوا مع آخرين من جنسيات غير لبنانية باتجاه بلدة تلكلخ، وأقاموا في أحد المنازل العائد لأحد قيادات المعارضة السورية في البلدة، وذلك إستعدادا للانتقال الى العمق السوري للمشاركة مع مجموعات أخرى في عمل عسكري ضد مواقع الجيش السوري النظامي.

والقتلى هم: أحمد نبهان (السويقة)، محمد المير وعبد الله الزاهد (القبة)، حسان سرور وحسين سرور (شقيقان من التبانة)، عبد الرحمن الأيوبي ومحمد الرفاعي وقاسم العمري (أبي سمراء)، يوسف أبو عريضة، عبد الحكيم إبراهيم، بلال الغول وعلي الحاج ديب (المنكوبين في البداوي)، خضر علم الدين (المنية)، إضافة الى مالك الحجلي، عبد الحميد الآغا، عبد الرحمن الحسن، فراس كنج، مصطفى خيرالدين، وشخص من عائلة المرعبي لم تعرف كامل هويته.

وكانت مصادر رسمية سورية تحدثت عن إحباط الجهات المختصة عمليات تسلل لعناصر مسلحة من شمال لبنان إلى منطقة تلكلخ السورية حيث تمكنت من القضاء على عدد كبير منهم.

يذكر أن مناطق التماس التقليدية في عاصمة الشمال شهدت هذا المساء توترات وترجمت تجمعات شبابية في الشوارع وظهورا مسلحا في بعض الأحياء الداخلية وإطلاق نار كثيف ورمي عدد من القنابل في شارع سوريا (بين التبانة وجبل محسن)، كما سجل نزوح لبعض الأهالي ممن يقطنون على خطوط التماس خوفا من تطورات أمنية محتملة.

دلالات «الباتريوت» في تركيا

محمد نور الدين

تواصل الفرق الفنية التابعة لتركيا وحلف شمال الأطلسي معاينتها الحدود التركية مع سوريا، لتحديد الأمكنة التي ستنصب فيها صواريخ «الباتريوت» التي تقدمت حكومة رجب طيب اردوغان بطلب من الحلف لنشرها في مواجهة سوريا.

وسوف ينتظر الحلف تقرير هذه الهيئة قبل أن يبادر إلى الاجتماع للموافقة على الطلب. وستقرر الهيئة في تقريرها عدد البطاريات التي ستنصب، والتي ستأتي أساساً من الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا، والمدة التي ستبقى فيها في تركيا والهدف من وراء نصبها.

وتذكر صحيفة «ميللييت» ان الهدف قد تحدد، وهو مواجهة أي هجوم صاروخي من سوريا تحديداً، بينما الانتقادات التي توجهها إيران وروسيا لها دلالة سياسية تتعلق بالوضع في سوريا. ولذلك يتوقع ألا يتطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى هذا الموضوع أثناء زيارته تركيا في الأيام القليلة المقبلة حتى لا تفسد الزيارة.

وتؤكد الصحيفة أن المعلومات الواردة من بروكسل أن «الباتريوت» لن يكون من مهماتها إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، مع التذكير بأن إدارة الصواريخ والكبس على الزر سيكونان من مهمات حلف شمال الأطلسي على ما قال قبل أيام الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن.

وكتب سامي كوهين في الصحيفة ذاتها أن لنصب صواريخ «الباتريوت» دلالات سياسية تضاف إلى وظيفتها العسكرية، ومنها أن طلب الحكومة التركية هذه الصواريخ من الحلف يظهر حاجة تركيا لهذا الحلف الغربي. وكذلك يظهر الطلب انه برغم الانتقادات الحادة التي توجهها أنقرة إلى الدول الغربية، إلا أن خيارات تركيا في السياسة الخارجية وأولوياتها لم تتغير، وهي الخيار الغربي.

ويظهر الطلب وقبول الحلف له ان «الأطلسي» لن يترك تركيا وحيدة، وسيقف بقوة إلى جانبها وفي مواجهة التهديدات التي يتعرض لها احد أعضائه في الشرق الأوسط.

وبهذا الطلب توجّه أنقرة وحلف شمال الأطلسي تحذيراً إلى الرئيس السوري بشار الأسد بألا يرتكب أي «حماقة» تجاه تركيا. كذلك يفترض أن تحمل هذه الخطوة الرسائل الضرورية إلى روسيا وإيران من جراء دعمهما الأسد.

ويحمل الطلب دلالة أخرى، وهي أن تركيا لا تزال متخلفة في بعض مجالات التصنيع العسكري ويتوجب عليها أن تسرّع الخطى في عملية تحديث جيشها وقدراتها العسكرية.

من جهته، انتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو نصب صواريخ «الباتريوت». وقال، في تصريح لصحيفة «ميللييت»، ان «تركيا قد دخلت في مستنقع الشرق الأوسط في عهد حزب العدالة والتنمية، وحوّلت علاقات السلام مع كل جيرانها إلى نقطة حافة الحروب. والآن نحن ندفع ثمن هذه السياسة. وسندفع أكلافا غالية في المستقبل».

محمد نور الدين

إدلب في قلب الصراع السوري على طريقتها:

يسقط النظام تسقط المعارضة.. يسقط كل شيء

طارق العبد

على الرغم من أن الحراك قد طال مختلف المناطق السورية، لكن إدلب كانت الوحيدة التي انفردت بتنوع لا مثيل له. هنا «كرنفال» احتفالي شبه يومي تقوده بلدة كفرنبل، وتصوّب فيه سهام انتقاداتها اللاذعة إلى الجميع بلا استثناء. وهنا أيضا تتناوب حواجز الجيش النظامي و«الجيش الحر»، وفي الحالتين يمكن المرور عبرهما بابتسامة عريضة أو بقلق شديد، وربما تحايل في بعض الأوقات. وهنا أيضا معرض حرّ لرسوم «الغرافيتي» أو اللوحات والشعارات على الجدران في سراقب معبرة عن كل ما يجول ببال أبناء إدلب الخضراء. وهنا أيضا «جبهة النصرة» أو تنظيم «القاعدة»، المحلية الصنع، في بنش «المحرّرة». وهنا يصل السلاح بمختلف أشكاله كما تدخل المساعدات ولا تتوقف الطائرات عن التحليق ليلاً نهاراً.

لكن القاسم المشترك بين مختلف مناطق إدلب هو معنويات عالية بلا حدود، على الرغم من كل ما جرى ويجري يومياً في مختلف مناطق الريف والمدينة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش النظامي. صحيح أن الوضع الإنساني يكاد يكون كارثياً، وصحيح أن جزءاً كبيراً من السكان هجر بيوته. لكن الباقين، الإسلامي منهم والعلماني، السلفي المقاتل والمدني السلمي، ما زالوا يأملون بغد افضل.

أهلا بكم في بنش «المحرّرة»!

تسلك السيارة طرقاً متعددة، بعضها معبّد وغالبها زراعي ملتوٍ، للوصول إلى بنش التي تستقبل زوارها بهدوء، وذلك بسبب التزام الأهالي الباقين بيوتهم. على الرغم من أن الوقت كان ظهراً، إلا أن شارع السوق وهو الشارع الرئيسي كان شبه فارغ. يُفسّر المشهد الناشط الإعلامي نجد حيث يربط هذه الظواهر بصعوبة الوضع الإنساني في البلدة بعد أن قلّت موارد الرزق واضطر العديد من الناس إلى إغلاق محالهم وربما الهجرة. لكن ثمة سببا آخر، صحيح أن بنش تعتبر «محرّرة»، إلا أن السماء ما زالت في قبضة الجيش النظامي حيث بامكان الطائرات استهداف كل ما هو على الأرض.

ويتكفل نجد بتصوير ما يجري وتوثيقه وإرساله إلى وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانا كثيرة سيكون الصحافيون الأجانب هناك لتصوير كل شيء. مسلحو «الجيش الحر» يسيطرون على البلدة لكن المطار العسكري لا يبعد كثيراً عنها وخطوط النفوذ تبدو متداخلة، غير أن الجيش النظامي يُحجم عن اقتحام البلدات والمناطق السكنية كما كان في السابق فغدت جبهات الاشتباك أقل عدداً.

وما زالت بضعة طرق تربط البلدات ببعضها البعض وبإدلب، وتتجول بضع سيارات للمعارضة المسلحة في الشوارع بهدف حفظ الأمن في أوقات الهدوء ولبعث حالة من الاطمئنان بين الأهالي ولحماية التظاهرات الليلية أو تظاهرات يوم الجمعة.

لكن مهلاً، من يذكر بنش جيّداً؟ إنها تلك البلدة التي ارتبطت بـ«جبهة النصرة» و«تنظيم القاعدة»، بقصد أو بغير قصد. تلك الصورة تعود إلى صبيحة يوم عيد الأضحى، عندما نزل أهالي البلدة في تظاهرة، كان مخطّطا لها أن تكون معبّرة عن حال بلدتهم. ما حصل يشرحه ممثل تنسيقية بنش قائلاً: في أول أيام العيد عزمنا على الخروج بتظاهرة كبرى كتأكيد على الحراك المدني وأخذنا استعدادنا على أكمل صورة. لكن حضرت يومها «جبهة النصرة» بغزارة أعلام ورايات غير مسبوقة. بدت الهتافات التي أطلقها شابان في التظاهرة غريبة جداً، لكن أحداً من القائمين عليها من الناشطين المدنيين لم ينتبه للمسألة، بقدر ما كنا مهتمين بالتصوير والبث الحي ومن ثم رفع مقاطع التظاهرة على موقع «يوتيوب». لم نلتفت إلا بعد وقت حين تساءلنا بأية لغة يتحدث هؤلاء باعتبارها عربية ثقيلة لا تشبه اللهجة السورية، ثم فوجئنا بأعداد فاقت الآلاف بسرعة لمشاهدي المقطع وأدركنا وقتها ردة الفعل السلبية لما حدث. قررنا الرد في الجمعة التالية برفع أطول علم لـ«الثورة» السورية في تظاهرة حاشدة. أردنا إعطاء رسالة تخفف من الأثر السلبي لما جرى سابقاً. لكن ما سبق، وفقاً لممثل التنسيقية، لا ينفي أن يكون لـ«النصرة» حضورها في البلدة، فعناصرها ليسوا جهاديين قادمين من الخارج بقدر ما هم أبناء بنش ذاتها الملتزمون دينياً، على حد تعبيره.

وقد زاد من تعزيز هذه الصورة تسليط الإعلام السوري الضوء على التظاهرة، وعلى الاحتفاء الذي بدا خلالها بزعيم حركة طالبان الملا محمد عمر والدعوة لإبادة الطوائف.

البحث عن «القاعدة» في تلك البلدة الإدلبيّة الهادئة لا يكشف الكثير. خلال الجولة في البلدة لا يُرى مسلحون بلحى طويلة وأثواب قصيرة وأسلحة على الأكتاف، ولا نساء يرتدين البرقع إن خرجن أصلا. باختصار لن نشاهد قندهار ولا تورا بورا ولا مزار شريف. يرى الزائر رجالاً ونساء عاديين بلغتهم وكلامهم، مرحين وبروح معنوية عالية رغم جنون الموت اليومي. صحيح أن هناك مجتمعاً يتمتع بحالة من التحفظ من دون انغلاق، كما يقول احد سكان بنش. المناطق الزراعية تدفع النساء والرجال للعمل في الحقول وفي حالات كثيرة تذهب البنات إلى الجامعات ولا فصل بينهن وبين الرجال. سنكتشف ببساطة أن صورة ارتباط بنش بـ«القاعدة» تم تضخيمها كثيراً، من دون أن يعني ذلك أن البلدة خالية من «جبهة النصرة» والسلفيين.

كفرنبل … الويل لمن تطاله سهامها

لا يمكن المرور بإدلب من دون التوقف عند هذه البلدة التي تلقى نصيبها كما غيرها من القصف الجوي والبري أحياناً وترد برسومها الكاريكاتورية الساخرة، والتي إن كانت لا تمثل رأي الكثيرين لكن لن يتردد أي من أفراد الثورة السورية بالاستشهاد بها، ربما لأنها كفرنبل، كما يقول أحد أبنائها.

ما زالت كفرنبل تتعرّض للقصف الجوي، لكن أحد الناشطين يعلّق قائلاً «لا نقوم هنا سوى بما هو أساسي، أما العمليات النوعية فنحاول التنسيق مع «الثوار» لنقلهم إلى أماكن أكثر أمناً. المستشفى بحدّ ذاته لم يسلم من القصف وتعرض للاستهداف مرات عدة، وقُطعت عنه الكهرباء والوقود، كما أن هناك تخصصات وتجهيزات مفقودة.

لكن رغم العمليات الجوية اليومية من قبل جيش النظام ورغم احتضان الأهالي لجيرانهم النازحين في معرة النعمان، مع صعوبة الوضع المعيشي، فإن السخرية لن تغيب عن «كفرمبل» ( كما يلفظها أهل إدلب).

البحث عن مبدعي لافتات ورسوم التظاهرات يبقى من دون جدوى بسبب صعوبة التواصل وبسبب التوتر الذي شهدته البلدة عقب القصف. لكن يوم الجمعة يحمل دائماً رده الأقسى على الجميع، وترفع لافتات تطال سهامها من وقّع على بيان حلب الداعي للدولة الإسلامية موجهين لهم ملاحظة: «دوركم حمايتنا وليس قيادتنا». وتتنوع اللافتات باللغات العربية والكردية والإنكليزية. أما الأخيرة فمخصصة للإعلاميين الأجانب، على حدّ قول أحد أبناء البلدة، التي تقع غربي إدلب المدينة. في الوقت ذاته، يظهر رسم كاريكاتوري ساخر من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعترض على صواريخ الباتريوت التركية، لكنه يرسل السفن الحربية لسوريا.

يعلق أحد الناشطين «لا أحد مستثنى من الهجوم «الكفرنبلي» ففي مثل هذا الوقت من السنة الماضية انتقدنا حلب لغيابها عن «الثورة»، وكان النقد قاسياً لكنا عدنا واحتفينا بالشهباء في صفوف الحراك الشعبي. ولم نتردد في السخرية من الأتراك ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان كما من الأمم المتحدة والانتخابات الأميركية، لكنها سخرية تنم عن حالة من الحزن العميق، على حدّ تعبيره. يقول ذلك وهو يرينا صورة للافتة كُتب عليها: يسقط النظام تسقط المعارضة، تسقط الأمة العربية والإسلامية، يسقط مجلس الأمن، يسقط العالم، يسقط كل شيء. إنه اليأس من العالم والمجتمع الدولي الذي خذل السوريين واكتفى ببيعهم الأوهام، وهو ما يدفعنا للتعلق بأي قشة. في وقت يعلق ناشط آخر «نقول ما نفكر به لذا تخرج رسوم ولافتات البلدة بصدق، وقد يكون هناك بعض القسوة في ما نقوله لكن اجلسوا معنا يوماً واحداً لتروا بأم العين كيف نُقتل وعيون العالم تتفرج علينا».

دمشق تتحدث عن آلاف «الإرهابيين» قرب المطار

الإبراهيمي يحذر من دولة فاشلة في سوريا

حذر المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمس، من تحول سوريا إلى دولة فاشلة إذا لم يتم التفاوض حول حل سياسي ينهي الأزمة، مكررا دعوته إلى نشر قوات حفظ سلام في سوريا، بينما تحدث مصدر امني سوري عن وجود آلاف «الإرهابيين» في الغوطة الشرقية قرب مطار دمشق الدولي، موضحا أن الأمر يحتاج إلى «بضعة أيام لاستعادة المنطقة».

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان

واشنطن تدرس وسائل زيادة مساعدتها للمعارضة السورية، لكنها امتنعت عن توضيح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعترف «بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري»، على غرار ما فعلت فرنسا وبريطانيا. (تفاصيل ص 12).

وقال الإبراهيمي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ان «المواجهة العسكرية في سوريا مستمرة من دون هوادة»، مشيرا إلى أن «انهيار الوضع الأمني في سوريا بدا أكثر وضوحا، خلال اليومين الماضيين». وأعلن أن «الحكومة ما زالت تنظر إلى نفسها على أنها السلطة الشرعية، بينما تصر قوى المعارضة على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد والمقربين منه، قبل الحديث عن أي تسوية».

وأضاف ان «النزاع العسكري توسع إلى كل أجزاء سوريا الجغرافية، وقوات المعارضة أصبحت تسيطر على مناطق أوسع من البلاد، وبعضها ذات أهمية استراتيجية، وبحوزتها أنواع جديدة من الأسلحة، لكن الحكومة لا تزال واثقة بان لديها اليد الطولى».

وحذر الإبراهيمي من أنه «إما أن يتوصل السوريون إلى تسوية سياسية وإما أن تتحول سوريا إلى دولة فاشلة في حال استمرار الأزمة، مع كل ما يمكن توقعه من تداعيات لذلك عليها وعلى المنطقة»، لكنه شدد على أن «أحدا لا يريد أن يرى دولة فاشلة في سوريا وتلاشي مؤسسات الدولة والحرب الأهلية واستمرار تهريب السلاح».

وأوضح أنه من النقاشات التي أجراها مع مسؤولي دول المنطقة استنتج أنها «غير قادرة على وضع خطة سلام تخرج سوريا من أزمتها خلال وقت قصير»، لذلك رأى أنه «لم يعد لنا سوى الأمم المتحدة وتحديدا مجلس الأمن. هنا في هذا المكان يمكن خلق عملية قابلة للتحقق لإطلاق عملية تفاوض سياسية بناء على خطة جنيف ومبادرة سلفي كوفي أنان»، مكررا «من أجل أن تكون خطة جنيف فعالة يجب أن تترجم عناصرها بقرار من مجلس الأمن». ودعا إلى «نشر قوات حفظ سلام قوية في سوريا من خلال مجلس الأمن».

وقالت مصادر في الأمم المتحدة، لـ«السفير»، إن المعلومات تشير إلى أن الوضع سيتدهور أكثر في سوريا، وأن الإبراهيمي يتخوف من «صوملة» سوريا، إذا انهارت المؤسسات بالكامل، ولذلك فإن هناك حاجة لإرسال قوة سلام معززة إلى سوريا. وأشارت إلى أن طبيعة المرحلة الانتقالية في سوريا تفرض تأمين حد أدنى من الاستقرار، وأنه لم يتم بلورة خطة رسمية نهائية حتى الآن، حيث أنها لا تزال عبارة عن أفكار، ولم تتحول إلى مشروع قرار دولي بعد.

وأكد مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أمام الجمعية العامة، «دعم الحكومة السورية الكامل لمهمة الإبراهيمي واستمرار استعدادها للتعاون معه»، مضيفا ان «نجاح أي جهد دولي يتطلب إلى جانب دعم الحكومة السورية له، إلزام الدول الداعمة للمجموعات المسلحة بوقف تسليح وتمويل وتدريب وإيواء هذه المجموعات، والكف عن التحريض على رفض الحوار الوطني الشامل».

ميدانيات

لا تزال مناطق واسعة من سوريا تعاني لليوم الثاني على التوالي من انقطاع في الاتصالات الهاتفية والانترنت، في وقت تستمر الاشتباكات في مناطق قريبة من مطار دمشق الدولي.

وأكدت مديرة مؤسسة الطيران العربي السوري غيدا عبد اللطيف أن الحركة في المطار طبيعية. وقالت، في تصريح لوكالة «فرانس برس»، ان «مطار دمشق الدولي يعمل بشكل طبيعي وان الطريق إليه ومنه آمنة بنسبة مئة في المئة».

وأوضح مصدر امني سوري لوكالة «فرانس برس» أن القوات النظامية تمكنت من «إعادة الأمن إلى الجانب الغربي من طريق مطار دمشق، بالإضافة إلى جزء صغير من الجانب الشرقي، ما يسمح للمسافرين بسلوكها»، إلا انه أشار إلى أن «الجزء الصعب لم ينته وهو السيطرة على كل الجانب الشرقي من الطريق»، موضحا «يريد الجيش السيطرة على المناطق التي تقع شرق المطار (الغوطة) حيث يوجد آلاف الإرهابيين، وسيحتاج الامر إلى عدة أيام».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، ان «الاشتباكات مستمرة بين القوات النظامية السورية ومسلحين في محيط بلدات داريا وعربين وعقربا وببيلا وبيت حسم في ريف دمشق، وتترافق مع قصف من القوات النظامية السورية وغارات جوية على هذه المناطق، القريبة إجمالا من طريق المطار».

وقال ديبلوماسي غربي في دمشق لوكالة «رويترز»، انه يعتقد ان تصعيد القتال في محيط دمشق جزء من عملية هجومية حكومية هدفها تأمين وعزل وسط العاصمة الخاضع لسيطرة السلطة عن المناطق الريفية التي يسيطر عليها المسلحون.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق ان قافلة للأمم المتحدة كانت تغادر مطار دمشق تعرضت لإطلاق نار لم يعرف مصدره، لليوم الثاني على التوالي، موضحا أن الحادث لم يسفر عن سقوط ضحايا. والقافلة جزء من قوة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في الجولان السوري المحتل. وكان جنديان نمساويان أصيبا بالرصاص لدى توجه قافلتهما، أمس الأول، إلى مطار دمشق للعودة إلى النمسا.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

استمرار القصف على مناطق في ريف دمشق ومقتل 110 سوريين الجمعة

بيروت- القاهرة- (ا ف ب)- (د ب أ): تتعرض مناطق في ريف دمشق السبت للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين فيها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني “تتعرض منطقة البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة (في غرب دمشق) ومدينة داريا في ريف العاصمة للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول فرص سيطرتها على البساتين المحيطة بالعاصمة وتشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة”.

ومن جهتها، اشارت “الهيئة العامة للثورة السورية” إلى أن مدينة دوما شرق العاصمة تتعرض “لقصف مستمر منذ اكثر من ساعة براجمات الصواريخ”.

ويتعرض ريف دمشق منذ فترة لعمليات عسكرية متصاعدة، لا سيما في اليومين الماضيين مع بدء القوات النظامية حملة واسعة ادت الى اغلاق طريق مطار دمشق الدولي، بينما دارت اشتباكات في محيطه، بحسب ما افاد ناشطون امس. واعلنت السلطات السورية مساء الثلاثاء ان الطريق “آمن”.

في حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من اربعة اشهر، تحدث المرصد عن “اشتباكات في محيط مدرسة المشاة بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة” يحاولون اقتحامها بعد حصار مستمر منذ أيام.

كذلك، تتعرض احياء بستان القصر والسكري في جنوب المدينة والحيدرية (جنوب شرق) للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد.

وفي محافظة حمص (وسط)، تتعرض مدينة القصير للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول استعادة احياء في مدينة حمص ومناطق في ريفها تخضع لسيطرة المقاتلين المعارضين.

ومن جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل نحو 110 سوريين يوم الجمعة في حصيلة أولية في أنحاء متفرقة من سورية.

وذكر المرصد، في بيان وصلت نسخة منه لوكالة الأنباء الألمانية في القاهرة السبت “ارتفع إلى 85 عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا اليوم الجمعة إلى قافلة شهداء الثورة السورية”.

وأضاف المرصد: “قتل ما لا يقل عن 17 من القوات النظامية خلال اشتباكات في عدة محافظات بينهم 4 في درعا و6 في ادلب و7 في ريف دمشق “.

ويذكر أن السلطات السورية تمنع معظم وسائل الإعلام الأجنبية من دخول البلاد مما يجعل من الصعب التأكد من صحة التقارير الواردة بشأن أعمال العنف.

المعارضة السورية تقترب من اختيار رئيس وزراء انتقالي

القاهرة- (رويترز): اقترب ائتلاف المعارضة السوري الجديد من اختيار رئيس وزراء لقيادة حكومة انتقالية بعد محادثات استمرت ثلاثة أيام في القاهرة عززت هيمنة الاخوان المسلمين.

وقال مندوبون إن رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب هو اقوى مرشح لهذا المنصب. وانشق حجاب في اغسطس اب بعد كان عضوا لفترة طويلة في حزب البعث بزعامة الرئيس بشار الاسد.

وقال مطلعون في الائتلاف إن من المرجح أن يتم اختيار حجاب الذي يؤيده الأردن ودول الخليج قبل أو اثناء تجمع في منتصف ديسمبر كانون الاول لمؤتمر اصدقاء سوريا.

وتعهد هذا التجمع الذي يضم عشرات من الدول بدعم معظمه غير عسكري للثورة ولكنه يشعر بقلق من نفوذ الاسلاميين في المعارضة.

واندلعت انتفاضة شعبية في مارس اذار 2011 ضد الحكم الاستبدادي للاسد قتل فيها 40 الف شخص كما اضطر مئات الالاف للهروب من البلاد.

وقال لؤي صافي عضو الائتلاف ان رئيس الوزراء سيكون الموجه للائتلاف مع المجتمع الدولي ويعمل كرئيس لمجلس وزراء بديل جاهز لشغل الفراغ السياسي والامني حال سقوط الاسد.

ولا يمكن ان يكون اعضاء الحكومة الجديدة اعضاء في الائتلاف الذي يبلغ عددهم 60.

وقال عضو الائتلاف منذر باخوس انه يعتقد ان حجاب لديه افضل الفرص وانه قام بمخاطرة كبيرة للانشقاق ومنذ ذلك الوقت اعطى انطباعا بانه خيار متوازن وهاديء.وباخوس معارض مخضرم اضطر للهروب من سوريا في السبعينات في الوقت الذي ادى فيه قمع دام قام به الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار الى قتل الافا كثيرين في نهاية الامر.

وبموجب قواعد داخلية للائتلاف تم التوصل اليها في ساعة متأخرة من الليلة الماضية سيتم انتخاب رئيس الوزراء باغلبية بسيطة في الائتلاف والذي يشغل فيه الاخوان المسلمون وحلفاؤهم اكثر من 50 في المئة من المقاعد.

وتقول القواعد الداخلية التي تم التوصل اليها في الساعة الثانية صباحا(منتصف الليل بتوقيت جرينتش ) انه لابد وان يكون المرشحون قد اسهموا في الانتفاضة التي بدأت قبل 20 شهرا ضد الاسد ولم يلطخهم الفساد.

وشكل الائتلاف في وقت سابق امس الجمعة هيئة تنفيذية بعد اقل من شهر من انشاء هذا الائتلاف بدعم غربي وعربي.

ويرأس “الجمعية السياسية” المؤلفة من 11 عضوا معاذ الخطيب الرئيس الحالي للائتلاف. ومن المقرر أن تضم نائبيه والامين العام للائتلاف رجل الاعمال المدعوم من قطر مصطفى الصباغ الذي ظهر كواحد من اقوى الشخصيات في الائتلاف الجديد.

لكن مندوبين قالوا ان المندوبين اخفقوا في الاتفاق على اسماء الأحد عشر عضوا بعد اجراء انتخابي مطول واجلوا اتخاذ قرار بشان هذه القضية.

والقت الصراعات السياسية بظلالها على المؤتمر الذي استمر ثلاثة ايام في القاهرة مع تحول جماعة الاخوان المسلمين إلى لاعب مؤثر للغاية.

ويقول اعضاء في الائتلاف يتابعون التغيرات في عضوية الائتلاف انه منذ تشكيل الائتلاف في قطر في وقت سابق هذا الشهر بدعم غربي تمكنت جماعة الاخوان سريعا من حشد كتلة تمثل أغلبية بحكم الأمر الواقع. واعادت الانتفاضة ضد اربعة عقود من حكم اسرة الاسد جماعة الاخوان المسلمين إلى قوتها بعد عقود من القمع الذي اسفر عن مقتل عدة آلاف من اعضائها وفتحت مصادر تمويل جديدة لها من السوريين المحافظين في الخارج.

واعترفت فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول خليجية عربية بالفعل بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري. وما زالت الولايات المتحدة متحفظة في الاعتراف بالائتلاف.

حلف الأطلسي: نشر صواريخ باتريوت في تركيا قد يستغرق عدة أسابيع

بروكسل- (رويترز): قالت متحدثة باسم حلف شمال الاطلسي الجمعة إن من المتوقع أن يستغرق الأمر عدة أسابيع لنشر صواريخ باتريوت للدفاع عن تركيا ضد اتساع دائرة الحرب في سوريا.

وكانت تركيا قد طلبت رسميا من حلف الأطلسي في وقت سابق هذا الشهر نشر الصواريخ بعد أسابيع من المحادثات مع شركائها في الحلف بشأن كيفية تعزيز الامن على حدودها مع سوريا الممتدة لمسافة 900 كيلومتر.

ويزور وفد من خبراء الحلف تركيا لدراسة المواقع المناسبة لنشر الصواريخ. واذا نشر هذا النظام الدفاعي فسوف يكون تحت سيطرة القيادة العليا للحلف.

وقالت وانا لانجسكو المتحدثة باسم الحلف “اتوقع انه اذا اتخذ القرار فقد يستغرق الامر عدة اسابيع وليس شهورا لنشرها”.

ومن بين دول الحلف تتوفر الصواريخ في المانيا وهولندا والولايات المتحدة. وربما تحتاج بعض هذه الدول إلى موافقة برلمانية لارسال الصواريخ إلى تركيا وقالت لانجسكو انها لا تريد تقييم الوقت الذي قد تستغرقه هذه الاجراءات في اي من هذه الدول.

وقالت ان الاميرال الامريكي جيمس ستافريديس القائد الاعلى لقوات حلف شمال الاطلسي في اوروبا ستكون له السلطة العليا على العمليات بشأن الصواريخ لكنه سيفوض هذه المسؤولية لقادة حلف الاطلسي العسكريين على الارض.

وقالت في مؤتمر صحفي “من يضع اصبعه على الزر؟ إنه حلف الأطلسي وتركيا عضو كامل العضوية في الحلف”.

وردا على سؤال بشأن التحذيرات الإيرانية لتركيا من نشر الصواريخ قالت لانجسكو “فيما يخص إيران أو أي دولة أخرى في المنطقة .. أوضحت تركيا جيدا في طلبها أن هذا إجراء دفاعي تماما. لا صلة له على الإطلاق بأي إجراءات هجومية أو دعم منطقة حظر طيران محتملة”.

القوات النظامية تنسحب من حقل نفطي.. وتوتّر بطرابلس بعد مقتل 17 لبنانيا في سورية

مسلح يقتل 10 سجناء بالرصاص ومتظاهرون يطالبون بـ’تطهير الجيش الحر’ و’الثورة’

دمشق ـ وكالات: بيروت – ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: قتل 17 لبنانيا من مدينة طرابلس في شمال لبنان في كمين نصبته لهم القوات النظامية السورية في منطقة تلكلخ في وسط سورية، بحسب ما افاد مصدر امني وقيادي اسلامي محلي، فيما خرجت تظاهرات في بعض مناطق سورية الجمعة تطالب بـ’تطهير الجيش الحر’ و’الثورة’، في اول انتقادات بهذا الوضوح من متظاهرين للجيش الحر الذي يقاتل ضد النظام ويؤخذ عليه انتهاكات ضد المدنيين. الا ان هذا لم يمنع متظاهرين آخرين من توجيه تحية للجيش الحر كما في اعزاز مثلا في ريف حلب حيث هتف المتظاهرون ‘الله محيي الجيش الحر’، و’ما في عنا للابد يسقط بشار الاسد’.

ووجه الناشطون الجمعة الدعوة عبر صفحات ‘فيسبوك’ للتظاهر ضد النظام تحت شعار ‘ريف دمشق: اصابع النصر فوق القصر’، في اشارة الى معارك ريف دمشق الضارية المتواصلة منذ اسابيع والتي ينظر اليها المعارضون على انها مدخل الى العاصمة وبالتالي الى القصر الرئاسي حيث بشار الاسد.

في ريف حماة (وسط)، هتف متظاهرون وسط غابة من ‘اعلام الثورة’، ‘ثوري سورية ثوري على القصر الجمهوري’.

وفي الهبيط في محافظة ادلب (شمال غرب)، أنشد عشرات الشبان والرجال ‘بدنا رأسك يا بشار’.

وفي حرستا في ريف دمشق الذي تتعرض مدنه وقراه منذ ايام لقصف متواصل وتشهد معارك دامية، خرج عشرات المتظاهرين الى مكان يبدو فيها الدمار واضحا، وحملوا لافتة كتب عليها ‘فقط من سورية تدفع ثمن حريتك من دمك ودم اطفالك ومن دمار بيتك وبيت جارك’، مع توقيع ‘حرستا المنكوبة’.

وكتب تعليق تحت شريط الفيديو على يوتيوب ‘اقصف ما شئت أن تقصف واقتل ما شئت أن تقتل فلن تفلت من قبضة ارادتنا في اسقاطك واسقاط زمرتك أيها الطاغية’.

وهتفت تظاهرة في حي الشعار في مدينة حلب (شمال)، بحسب ما ظهر في شريط فيديو نشر على موقع ‘يوتيوب’ الالكتروني، ‘بدنا الجيش الاسلامي، الجيش الحر حرامي’ و’الجيش الحر يلا عالجبهة’، في اشارة واضحة الى وجوب التزام عناصر الجيش الحر بالقتال على الجبهة ضد الجيش النظامي وليس القيام بانتهاكات ضد المدنيين كما تفيد بعض التقارير.

وهتفت تظاهرة اخرى ‘الشعب يريد اصلاح الجيش الحر’.

ويروي سكان من مدينة حلب، بحسب ما يفيد مراسل وكالة فرانس برس، ان المقاتلين المعارضين الموجودين في المدينة غالبا ما يبتزون الناس او يقومون بعمليات خطف مقابل فديات، او يفرضون خوات على اصحاب المؤسسات.

وفي عندان في ريف حلب، حمل متظاهرون، بحسب شريط فيديو آخر، لافتة كتب عليها ‘سنزيل بصمات العار عن جبين الثورة’، بينما هتف المشاركون ‘الشعب يريد تطهير الثورة’.

وعلق المصور بصوته ‘مظاهرة في عندان تطالب بتطهير الجيش الحر وقيادات الثورة، ووباخراج الشبيحة الذين انخرطوا في قيادات الثورة’، بينما كان المتظاهرون يصرخون ‘حر حر حراميي، اسقاط الحراميي’.

ووضعت لقطات جديدة على الانترنت صورها فيما يبدو مسلح من المعارضة السورية وجه الكاميرا باتجاه ماسورة بندقيته وهو يطلق الرصاص على عشرة سجناء عزل.

وتظهر اللقطات التي وضعت على يوتيوب الخميس عشرة رجال يرتدون قمصانا وسراويل مموهة يرقدون ووجوههم الى الأرض بجوار مبنى وبرج مراقبة. وحتى قبل إطلاق الرصاص عليهم كان اثنان منهم لا يتحركان وكان الدم ينزف من جسد أحدهم.

وتوسل أحد هؤلاء الرجال أمام الكاميرا التي يحملها المسلح قائلا ‘أقسم بالله أنا رجل مسالم’. ونهض الرجل وهو يرتعد ويتوسل الى المسلحين. ولدى اقترابه من مسلح لم يظهر في الصورة سمع دوي طلق ناري وعاد الرجل ممسكا بذراعه الملطخ بالدم.

وبعد ذلك وجه المصور الكاميرا الى ماسورة بندقيته الكلاشنيكوف وهو يطلق الرصاص على الرجال.

وهتف المسلح ‘الله أكبر. جبهة النصرة’ في إشارة الى جماعة جبهة النصرة السرية وهي وحدة تابعة للمسلحين الاسلاميين تتصل بتنظيم القاعدة وأعلنت مسؤوليتها عن عدد من الهجمات الانتحارية في أنحاء البلاد.

وصعد المسلح الى ظهر شاحنة صغيرة وتحولت الكاميرا الى الرجل الذي أصيب في ذراعه حيث ظهر أنه ما زال يتحرك. وسمع دوي مزيد من الطلقات وكان جسد الرجل يتشنج.

ولم يتسن لرويترز على الفور التحقق من صدقية اللقطات. وقالت التعليقات المصاحبة للقطات انها التقطت في بلدة رأس العين القريبة من الحدود مع تركيا حيث دارت معارك شرسة خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وسُجّل مساء امس توتر’واطلاق نار في منطقة طرابلس دفعت بالجيش اللبناني الى تنفيذ استنفار وانتشار بين باب التبانة السني وجبل محسن العلوي وذلك إثر الاعلان عن مقتل 17 لبنانياً اسلامياً الجمعة في كمين للقوات النظامية السورية في منطقة تلكلخ السورية القريبة من الحدود اللبنانية عندما كانوا في طريقهم للقتال الى جانب المعارضة السورية. وينتمي القتلى الى التيار الاسلامي ويتحدرون من احياء عدة في مدينة طرابلس في شمال لبنان.

إلا أن معلومات أخرى أفادت ان 3 من الـ 17 الذين حاولوا التسلل الى سورية قد نجوا من الكمين الذي نصبه الجيش السوري لهم، لافتة الى انهم هم من ابلغ الاهالي بما حصل معهم.

وفي هذا السياق اكد المسؤول الإعلامي في الحزب ‘العربي الديمقراطي’ عبداللطيف صالح ان ابناء جبل محسن يعملون بتوجيهات الحزب العربي وهم ملتزمون بضبط النفس في موضوع لا علاقة لهم فيه.

وعرف من القتلى حسان وحسن سرور، محمد المير، محد الحاج، محمد الرفاعي، محد الحاج، محمد الرفاعي، يوسف ابو عرضة، وكذلك عرف عائلات بعض القتلى وهم من عائلات الايوبي، المرعبي، نزهان، الحسن، الغول وعنصران من آل ديب.

الى ذلك قصفت طائرات سلاح الجو السوري اهدافا للمعارضة الجمعة قرب طريق مطار دمشق وقالت شركة طيران اقليمية ان العنف عطل الرحلات الدولية إلى العاصمة. وقالت مواقع الكترونية ان الجيش الحر يسيطر على 17 موقعا قرب مطار دمشق. ويحرز المقاتلون – وغالبيتهم من السنة المناهضين للاسد الذي ينتمي للطائفة العلوية الشيعية التي تمثل اقلية – مكاسب في انحاء سورية بالاستيلاء على القواعد العسكرية وتصعيد هجماتهم على دمشق مقر حكم الاسد. واخبر ساكن بوسط دمشق رويترز انه يستطيع رؤية دخان اسود يتصاعد من شرق المدينة وجنوبها صباح الجمعة وانه يسمع دوي قصف متواصل.

وعلم ان القوات النظامية السورية انسحبت من حقل نفطي في محافظة دير الزور في شرق سورية الحدودية مع العراق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وذكر المرصد في بيان ‘ان القوات النظامية انسحبت يوم امس من حقل العمر النفطي الواقع شمال مدينة الميادين وبذلك تفقد القوات النظامية آخر مراكز تواجد لها شرق مدينة دير الزور’.

ومن جهته صرح المبعوث الدولي لسورية، الأخضر الإبراهيمي، أمام اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الجمعة بأن فرص التوصل إلى تسوية دائمة عن طريق التفاوض للصراع السوري الذي يمتد لـ 21 شهر حتى الآن ‘ضعيفة للغاية في واقع الامر’.

وقال الإبراهيمي: ‘في سورية نفسها، ليس هناك ثقة بين الطرفين… إنهم حتى لا يقومون بتعريف المشكلة بنفس المصطلحات’.

وأضاف أن الدول التي اعتادت دعم التسوية السياسية في سورية تحولت إلى معادية للنظام في دمشق والآن تدعم المعارضة المسلحة. وتجعل هذه الحقيقة المسالة أكثر صعوبة بالنسبة لهم كي يتفقوا على ‘خطة سلام عملية في المستقبل المنظور’.

تفجير سيارة البث الفضائي لقناة ‘العالم’ الايرانية في دمشق

بيروت ـ دمشق ـ دب ا: انفجرت عبوة ناسفة تحت سيارة البث الفضائي لقناة ‘العالم’ الايرانية امام مكتبها بالعاصمة السورية دمشق الجمعة.

وأكد شهود عيان من ابناء حي المزة الذي يقع فيه مكتب فضائية ‘العالم’ الايرانية في العاصمة السورية ان ‘السيارة انفجرت جراء عبوة ناسفة وضعها شخص اسفل السيارة المتوقفة امام البناء المطل على اوتوستراد المزة رغم وجود كاميرات مراقبة واشراف احد الفنيين على سيارة النقل الفضائي’.

ولم يؤكد سكان الحي والمسئولين بالمكتب وقوع ضحايا او اضرار مادية بسبب التفجير.

وكانت السلطات تسمح لقناة ‘العالم’ كمحطة وحيدة باستخدام سيارة بث فضائي من امام مكتبها ،بعد اغلاق مكتب قناة الجزيرة مع بداية الازمة الطاحنة في البلاد.

46 عسكريا في الجيش السوري بينهم جنرالان ينشقون ويلجأون إلى تركيا

انقرة ـ يو بي آي: ذكرت صحيفة ‘زمان’ التركية الجمعة أن 46 عسكريا في الجيش السوري بينهم جنرالان وضباط كبار، انشقوا عن الجيش وفروا إلى تركيا الجمعة جراء تصاعد العنف في بلادهم.

وأفادت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن بين المنشقين ألـ 46 ضابطين برتبة جنرال، وثلاثة برتبة عقيد واثنين برتبة مقدم بالإضافة الى واحد برتبة رائد، وثلاثة برتبة نقيب، وثلاثة برتبة رقيب أول، وجنود وعائلاتهم،مشيرة الى انهم عبروا إلى قرية بوكولميز التركية في إقليم هاتاي الجنوبي. وذكرت أن الضباط والجنود المنشقين وعائلاتهم نقلوا إلى مخيّم آبايدين، حيث تأوي تركيا الجنرالات السوريين والضباط والجنود المنشقين.

وذلك يرتفع كامل عدد الجنرالات السوريين المنشقين في تركيا إلى 45.

مفوضية شؤون اللاجئين: 250 الف نازح سوري في حمص واللاجئون يتحولون الى اهداف

جنيف ـ ا ف ب: اعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الجمعة ان قرابة 250 الف نازح مسجلون في حمص، ودعت الاطراف الى اقامة ‘ممرات آمنة’ للسماح للمدنيين بالفرار من دون ان يتحولوا الى اهداف.

واوضحت المتحدثة باسم الوكالة الدولية ميليسا فليمينغ في تصريح ان ‘الفريق بقيادة ممثلتنا في سورياة اعلن ان (…) الهلال الاحمر العربي السوري سجل حتى الان 250 الف نازح في حمص ومحيطها’.

ولاحظ فريق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين العامل على الارض من جهة اخرى ان الاف النازحين يعيشون في ‘ملاجىء مشتركة من دون تدفئة’.

وقالت فليمينغ ان المفوضية العليا للاجئين قلقة اكثر لان ‘نصف المستشفيات لا تعمل’ ولان المدينة تفتقر بشكل خطير الى المواد الاساسية وخصوصا الادوية والملابس والاحذية للاطفال والاغطية.

والمفوضة العليا للاجئين في المنطقة سجلت حوالي 465 الف لاجىء او اشخاص ينتظرون تسجيلهم، وبينهم اكثر من 137 الفا في الاردن واكثر من 133 الفا في لبنان واكثر من 123 الفا في تركيا واكثر من ستين الفا في العراق واكثر من 9700 في شمال افريقيا.

من جهة اخرى، لم يتقدم الاف اخرون بعد الى السلطات وبينهم حتى 150 الفا في مصر و100 الف في الاردن و60 الى 70 الفا في تركيا وعشرات الالاف في لبنان، بحسب المفوضية.

واعلنت فليمينغ ان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قلقة جدا منذ ان اوضح الكثير من اللاجئين السوريين الذين وصلوا اخيرا الى الاردن، انهم ‘تعرضوا للاستهداف’ بينما كانوا يفرون من البلد.

ولم ترغب المتحدثة في كشف الطرف الذي يستهدف اللاجئين.

وقالت ‘ندعو (الى اقامة) ممرات آمنة’ بما يسمح للسوريين بالفرار.

ويستمر النزاع السوري منذ اكثر من 20 شهرا وتجاوز عدد القتلى الاربعين الفا منذ ذلك التاريخ، بحسب منظمة غير حكومية.

«هجرة الجهاد» السوري تُسقط 17 مقاتلاً لبنانياً

لم يكد يخرج خبر مقتل سلفيين لبنانيين في سوريا إلى العلن حتى استنفرت طرابلس. غلت المدينة، ومعها لبنان، على وقع روايات مقتل الشبان الذين ناهز عددهم العشرين، والذين كانوا متجهين لـ«الجهاد» في سوريا. بدوا أشبه بانتحاريين يذهبون نحو موتهم المحتوم، في لعبة الدم السوري التي يثبت يوماً بعد آخر أن لبنان متورط فيها، وصار من الصعب عليه الخروج منها

دخل لبنان مرحلة جديدة من التورط في الأزمة السورية، وانعكاسها بالدم على الوضع في لبنان، مع ما ينذر بتفاقم التوتر الأمني والسياسي الداخلي. فتزامناً مع الحديث عن غرفة عسكرية في باب التبّانة تنشط على خط الثورة السورية، وتؤكد تورّط جهات لبنانية في النزاع الدائر في سوريا، لقي عدد كبير من الشبان اللبنانيين حتفهم فيها أثناء محاولتهم التسلل من الأراضي اللبنانية، بهدف الالتحاق بمسلحي المعارضة السورية لنصرتهم في الحرب ضد نظام الرئيس بشار الأسد. عدد القتلى لم يُحسم بعد، تضاربت الروايات بين قائل إنهم 14 قتيلاً وآخر يشير إلى أنّهم 24 شاباً سقطوا في الكمين الذي نصبه لهم الجيش السوري. ورغم أن هناك معلومات أفادت أنّ الشبان الذين تراوح أعمارهم بين 19 و26 عاماً، معظمهم سلفيون، كانوا عائدين من سوريا، إلّا أن الرواية الأكثر دقة، تؤكد، بحسب المصادر، أنهم كانوا في طريقهم مساء أمس إلى الأراضي السورية للقتال. وعندما وصلوا إلى بلدة تل نسرين، وقيل حالات، القريبة من تلكلخ، وقعوا في كمين مسلّح. اشتبكوا مع قوة من الجيش السوري، فقُتل 17 شخصاً منهم بعد معركة عنيفة، فيما استطاع ثلاثة النجاة واللجوء إلى قوات تتبع المعارضة السورية الموجودة في المنطقة.

وقدّرت مصادر أمنية أن عدد اللبنانيين الذين قتلوا في سوريا خلال قتالهم إلى جانب المعارضة المسلحة تجاوز المئتين، إلا أن أي ضجة إعلامية لم تُثر حول معظمهم، بسبب مقتلهم فرادى أو بأعداد قليلة.

وتشير المعلومات إلى أنّ الشبّان الثلاثة اتصلوا بأقربائهم وأصدقائهم، بعد ظهر أمس، وأبلغوهم ما حصل معهم. انعكس الأمر توتراً في طرابلس، بعدما تبيّن أنّ أغلب الشبّان الذين قتلوا ينتمون إليها، وخصوصاً من أحياء باب التبانة (3) والقبة (2) والمنكوبين (5) والبداوي وأبي سمراء (2)، إضافة إلى 3 آخرين، أحدهم من مخيم نهر البارد واثنان من بلدة تل معيان في عكار.

وعُرف من القتلى الشقيقان حسن وإحسان سرور، ومحمد نبهان من باب التبانة، عبد الرحمن الأيوبي وأحمد الرفاعي من أبي سمراء، يوسف أبو عريضة من القبة، بلال الغول، علي الحاج ديب وعبد الحكيم إبراهيم، إضافة إلى شبان من قضاء المنية ــ الضنية لم يتم التأكد من هوياتهم بعد. وكشفت المعلومات أن جثث 14 شاباً محتجزة في مستشفى تلكلخ.

فور شيوع النبأ، ساد التوتر منطقة باب التبّانة التي خلت فوراً من السيارات والمارة، وأغلقت المحال التجارية فيها أبوابها، فيما اجتمع الأهالي الغاضبون في مسجد حربا، وأطلق مسلّحون من المنطقة النار في الهواء تارة، وباتجاه جبل محسن تارة أخرى، ما دفع الجيش اللبناني إلى تعزيز إجراءاته الأمنية في المنطقة، وإغلاق الطرقات التي تربط بين منطقة جبل محسن وجواره. وتسارعت الاتصالات السياسية والأمنية على أكثر من مستوى للحؤول دون فلتان الوضع. ورغم كل ما سبق، لا تزال حقيقة وكيفية مقتل الشبّان الـ17 مجهولة، علماً أن مصادر أمنية وإسلامية مطلعة رأت أن الحادث يُحتمل أن يكون قد نتج عن كمين تعرضوا له بعد اجتيازهم الأراضي اللبنانية. ليس هذا فحسب، بل ذهبت المصادر إلى القول إن الاستهداف الجماعي لهم بهذا الشكل، يُعزّز الاعتقاد بأن يكون أحدٌ قد وشى بهم، وذلك ما يُفسّر سقوطهم قتلى بهذا الشكل الجماعي.

في موازاة ذلك، أكّدت المعلومات أن «مجموعات مسلّحة تأخذ على عاتقها تسهيل ذهاب المقاتلين إلى سوريا». ورأت المصادر أن خللاً ما يكون قد حصل أدى إلى مقتلهم جميعاً. هذه الرواية لم تلق استحساناً لدى آخرين. ولا سيما أنهم فضّلوا التريث في تأكيد أي معلومة نظراً «إلى تضارب الروايات حول مصير المجموعة»، مؤكدين أن «الهدف الآن هو احتواء الوضع الأمني ومنعه من الانفجار».

من جهته، أكد عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش في حديث تلفزيوني عدم مشاركة أي عنصر من التيار في القتال في سوريا، أو من بين الأشخاص الذين تسللوا إلى سوريا في تلكلخ. ودعا إلى انتظار جلاء الأمور أكثر خلال الساعات المقبلة.

ولفت إلى أنه «إذا تأكد مقتل هؤلاء فهذا يعني مشاركة لبنانيين في القتال في سوريا والأمور تخطت مرحلة الانعكاس على لبنان وعدمه، والقضية باتت مفتوحة من كل الجوانب». واشار إلى أنه «قد يكون هناك ردود فعل بين جبل محسن وباب التبانة، وعلى القوى الأمنية والجيش أن تكون حذرة وتستبق الأمور قبل أن تحصل».

توقيف مهرب سلاح

على صعيد آخر، أصدر قاضي التحقيق في المحكمة العسكرية عماد الزين مذكرات توقيف وجاهية بحق شاب سوري بتهمة تهريب أسلحة من لبنان إلى سوريا.

وكان الزين قد استجوب الموقوف أمس وتبين من التحقيق معه بأنه ينقل منذ ستة أشهر الذخائر ووسائل الاتصال المتطورة من لبنان إلى سوريا. الدامرجي أوقفته استخبارات الجيش قبل أيام، أثناء وجوده أمام مسجد الصديق قرب مخيّم عين الحلوة، حاملاً بيده ورقة بيضاء. كانت هذه إشارة سرّية بينه وبين من يتواصل معهم من داخل المخيم، ليعرف إن كانوا يسمحون له بالدخول أم لا. خلال الأشهر الماضية، كان هؤلاء يزودونه بالسلاح والخبرات العسكرية، فضلاً عن التنسيق معهم في كيفية الوصول إلى الأراضي السورية. وتبيّن أنه يقيم في منطقة النبطية الفوقا، ويتردد باستمرار على مخيم عين الحلوة، وكذلك على عكار شمالاً، قبل أن يدخل إلى تلكلخ وحمص في سوريا. وعثر في منزله على عدد من أجهزة «الثريا» للاتصالات، وعلى كمية من المواد المتفجرة، إضافة إلى خرائط ورسوم ووصفات تتعلق بكيفية صنع العبوات الناسفة.

واللافت أن الموقوف، كان يعمل على الأراضي اللبنانية بصفته ناشطاً في تأمين المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين، وذلك في مكتب حلبا – عكار تحديداً. وكان قد دخل إلى لبنان خلسة، لكنه كان يتنقل عبر المعابر الحدودية الرسمية على نحو طبيعي. وفي السياق نفسه، تتردد معلومات عن توقيف ثمانية أشخاص سوريين في منطقة الميناء، تبين أنهم ينتمون إلى ما يسمى «الجيش السوري الحر».

(الأخبار)

معارك مطار دمشق تتصاعد

عادت دمشق إلى الأضواء اثر تقارير متضاربة عن معارك في محيط مطارها الدولي. وعزّز الغموض انقطاع الاتصالات وشبكة الانترنت في معظم المناطق السورية منذ يومين

تركّزت الاشتباكات والقصف الجوّي في محيط مطار دمشق وفي محيط العاصمة وأريافها. وبعد توقف تسيير الرحلات من المطار أول من أمس، أفادت مديرة مؤسسة الطيران العربي السوري أنّ حركة الملاحة عادت إلى طبيعتها، في وقت استمر فيه انقطاع الانترنت والاتصالات في معظم الأراضي السورية.

وقصفت طائرات سلاح الجوّ السوري أهدافاً للمعارضة، يوم أمس، قرب طريق مطار دمشق، فيما صرّحت شركة طيران اقليمية أنّ العنف عطّل الرحلات الدولية إلى العاصمة. وأكدت مديرة مؤسسة الطيران العربي السوري، غيدا عبد اللطيف، أنّ حركة الملاحة في مطار دمشق طبيعية. ونفت عبد اللطيف «كل ما تردّد عن اغلاق مطار دمشق الدولي»، مؤكدةً أنّ «رحلات الخطوط الجوية الجزائرية وشركة طيران العربية، والخطوط العراقية، والإيرانية، والمصرية هبطت وأقلعت في وقتها المبرمج». وكان مصدر ملاحي قد أوضح لوكالة «فرانس برس» أنّه «أُرسلت أول من أمس برقية إلى شركات الطيران، التي لا تزال تعمل على خطّ دمشق والشركة الوطنية بإلغاء رحلاتها بسبب وضع الطريق. وأرسلنا اليوم (أمس) برقية معاكسة بعد عودة الأمور إلى طبيعتها على الطريق لإعادة تسيير الرحلات».

من جهة أخرى، قال مسؤل في شركة طيران في دبي «شركات الطيران لا تنظّم رحلات إلى دمشق اليوم (أمس)». وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إنّ الطائرات تقصف أهدافاً في المناطق الريفية، في محيط عقربا وببيلا. إلى ذلك، أفاد المرصد أنّ طريق المطار مفتوح، لكن حركة المرور به ضعيفة.

وكانت السلطات السورية قد أعلنت، في وقت متأخر أول من أمس، أنّ طريق المطار آمن بعد قيام قوات الأمن بتطهيره من «الإرهابيين». وقال مصعب أبو قتادة، وهو متحدث باسم المقاتلين، «نريد تحرير المطار نظراً إلى التقارير التي نراها، والمعلومات التي لدينا تظهر أنّ الطائرات المدنية تطير إلى هنا محملة بالأسلحة للنظام. من حقنا وقف ذلك».

وانقطعت اتصالات الانترنت ومعظم خطوط الهواتف، لليوم الثاني. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان «لليوم الثاني على التوالي، الانترنت مقطوعة في كافة الأراضي السورية. في بعض المناطق يتمّ الدخول إلى الانترنت بصعوبة جداً». وأضاف «كذلك الاتصالات الهاتفية صعبة جداً».

وفي السياق، قالت مصادر لـ«الأخبار» إن الأوضاع في دمشق عادية، وإن ما يحدث هو محاولة من المقاتلين المعارضين للسيطرة على منطقة جرمانا. وأشارت إلى أن الهجمة الإعلامية خلقت حالة ضاغطة شعبياً، واشاعت أجواء رعب في العاصمة، ما دفع السلطات إلى قطع الانترنت، الذي يستخدم في كثير من الأحيان لتحديد إحداثيات لتحركات قوات الجيش.

في السياق، قال دبلوماسي في دمشق إنّه يعتقد أنّ تصعيد القتال في محيط العاصمة جزء من عملية هجومية حكومية هدفها تأمين وعزل وسط العاصمة الخاضع لسيطرة الدولة عن المناطق الريفية، التي يسيطر عليها المقاتلون في جنوب العاصمة وشرقها. وقال ناشطون إنّ الجيش السوري يقصف، أيضاً، مدينة داريا الواقعة إلى الجنوب الشرقي من العاصمة لمنع المقاتلين من تعزيز سيطرتهم على منطقة قد تعطيهم مجالاً لحرية الحركة، في جزء من طريق دائري من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي للمناطق الواقعة على الأطراف خارج العاصمة. وتابع دبلوماسي «أنا لا أعلم ما إذا كان القصف قد نجح في تقهقر مقاتلي الجيش السوري الحر، فالتجربة تظهر أنّهم يعودون بسرعة على أيّة حال». وأضاف «يبدو أنّنا ندخل مرحلة حاسمة من هجوم دمشق».

من ناحيته، أوضح مصدر أمني أنّ القوات النظامية تمكنت من «إعادة الأمن إلى الجانب الغربي من طريق مطار دمشق، إضافةً إلى جزء صغير من الجانب الشرقي، ما يسمح للمسافرين بسلكها». إلا أنّه أشار إلى أنّ «الجزء الصعب لم ينته، وهو السيطرة على كل الجانب الشرقي من الطريق، حيث يوجد آلاف الارهابيين»، مضيفاًَ إنّ «ذلك سيستغرق بضعة أيام».

وكانت «لجان التنسيق المحلية» قد أفادت، في بيان لها فجر أمس، عن «اشتباكات في محيط المدرج الغربي للمطار»، مشيرةً إلى أنّ «الثوار قصفوا ثكنة عسكرية لقوات النظام مكلّفة حماية المطار قرب حران العواميد، ووقعت اشتباكات قوية سيطر فيها الثوار على مسافة من طريق المطار بين الجسر الثاني والجسر الرابع». إلّا أنّ أيّ مصدر آخر لم يؤكد هذا الخبر.

من جهته، أفاد المرصد عن «تدمير واعطاب عدد من الآليات العسكرية التابعة للقوات النظامية، خلال الاشتباكات العنيفة التي دارت بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، في محيط بلدات واقعة على طريق مطار دمشق الدولي»، كما أشار إلى سقوط قتلى في صفوف المقاتلين المعارضين خلال هذه الاشتباكات «لم يتمكن المرصد من توثيق أسمائهم بسبب صعوبة الاتصالات». وسقط 14 عنصراً من قوات النظام في اشتباكات ريف دمشق.

من ناحية أخرى، قتل مواطنان، منتصف ليل أمس، في انفجار لم تتّضح ظروفه في حيّ الورود في ضاحية قدسيا في ريف دمشق، بحسب المرصد. ودعت المعارضة، أمس الجمعة، إلى التظاهر تحت شعار «ريف دمشق أصابع النصر فوق القصر»، في إشارة إلى أهمية معركة ريف دمشق. وطالبت بعض التظاهرات بـ«تطهير الجيش الحر» و«الثورة».

وهتفت تظاهرة في حيّ الشعار في مدينة حلب، بحسب ما ظهر في شريط فيديو نشر على موقع «يوتيوب» الالكتروني، «بدنا الجيش الاسلامي، الجيش الحر حرامي». وهتفت تظاهرة أخرى «الشعب يريد اصلاح الجيش الحر».

ويروي سكان من مدينة حلب، بحسب ما أفادت وكالة «فرانس برس»، أنّ المقاتلين المعارضين الموجودين في المدينة غالباً ما يبتزون الناس، أو يقومون بعمليات خطف مقابل فديات، أو يفرضون خوّات على أصحاب المؤسسات.

في محافظة دير الزور، انسحبت القوات النظامية من حقل العمر النفطي الواقع شمال مدينة الميادين، بحسب المرصد، الذي أشار إلى أنّ النظام يفقد بذلك «آخر مراكز وجود له شرق مدينة دير الزور».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

لكل تلك الاسباب قُطعت شبكات الانترنت في سوريا

ريما زهار

يجمع الكثيرون على الدور البارز الذي لعبته شبكات التواصل الاجتماعي في دعم الحراك العربي في مختلف الدول التي شهدت انتفاضات، ولاجل هذا الدور بالذات قُطعت خدمات الانترنت في سوريا.

بيروت: بعد قطع شبكات الاتصالات في عدد من المناطق السورية لا سيما العاصمة دمشق، بحسب ما افاد ناشطون، حذرت لجان التنسيق المحلية من ان تكون الخطوة تمهيدًا لـ”مجزرة” قد ترتكبها قوات نظام بشار الاسد.

وتبين ان خدمات الانترنت والاتصالات الهاتفية الدولية والخليوية قطعت في العاصمة، في خطوة عزاها مزودو الخدمات الى مشاكل تقنية.

ان قطع الانترنت في سوريا يؤكد على الدور الذي تلعبه شبكات التواصل في الحراك العربي وفي هذا الخصوص يؤكد الباحث الاجتماعي زياد نصرالله ل”إيلاف” ان مواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر ستواصل لعب دورها المهم في تنظيم الحراك الاجتماعي والمدني في العالم العربي، بخاصة لدى شريحة الشباب، وبينت الدراسات ان نمو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي بلغ 78% خلال العامين الماضيين.

عن الاحداث الماضية والحراك العربي في تونس ومصر ودور الانترنت كمساهم فيها يؤكد نصرالله ان الاحداث التي شهدتها كل من الدول العربية تشكل دليلاً واضحًا على قوة وسائل التواصل الاجتماعي في تنظيم الحركات الاجتماعية في العالم، واستطاعت هذه المواقع الوصول الى شرائح جماهيرية واسعة من الشباب في عدد من البلدان في العالم العربي، وخلال احداث مصر برز دور لعبه موقع فيسبوك على سطح الاحداث، اذ انه كان احدى ادوات الاتصال الرئيسية بين المتظاهرين مع موقع تويتر.

حيث استُخدما لبث الدعوات الى التظاهر، إضافة الى التنسيق بين المجموعات وتحديد اماكن بداية الفاعليات، وعلى محور مواز، عمل موقع فيسبوك كواجهة اعلامية بديلة، يتابع من خلالها الشباب كل ما يحدث من تطورات على ساحة الاحداث بعدما فقدوا ثقتهم بصدقية الاعلام الرسمي.

ويؤكد نصرالله ان النظام السوري اليوم واع لمدى اهمية الانترنت في نقل صور الواقع لذلك كان الاقدام على قطعه في عدد من المناطق السورية، واهمية الانترنت اليوم ومواقع التواصل هي التي دفعت بالعديد من القنوات التلفزيونية الى تفعيل دور الاعلام الاجتماعي وصحافة المواطن من خلال انشاء مواقع افتراضية لها على الشبكة الاجتماعية.

قنوات رائدة في استخدام مواقع التواصل

ويضيف نصرالله ان قناة “الجزيرة” كانت الرائدة في الحدث من خلال خدمة شارك التي نقلت شهادات حية من ارض الواقع من خلال تفعيل الكثير من الخدمات التفاعلية من استقبال المكالمات المباشرة الحية من موقع الاحداث، ورسائل الهاتف الجوال وكاميرا الفيديو التابع لها، وتفعيل أدوات المواقع عبر الشبكات الاجتماعية كالفيسبوك وتويتر ويوتيوب، اما قناة العربية، يتابع نصرالله، فقد اطلقت خدمة “أنا ارى” التي اختصت باستقبال وعرض فيديوهات ما يقارب 6000 بحسب موقع العربية.نت، اما قناة البي بي سي العربية من لندن والقناة الفرنسية فقد عرضتا برامج حية تتناول صورًا ونصوصًا واشرطة فيديو وتسجيلات ارسلها مراقبون هواة وتم التأكد من صحتها وترجمتها من قبل صحفيي القناة باللغة الانكليزية والفرنسبة والعربية.

من هنا، يضيف نصرالله، يعتقد الكثيرون ان الفضل يعود الى الانترنت في المساهمة في نجاح الحراك العربي اذا اتفقنا بانه نجح اصلاً في الدول العربية، ويعود ذلك الى وسائل الاتصال الحديثة من هواتف خلوية ومواقع تواصل اجتماعي من خلال اتاحتها لحشد الناس في اوقات معلومة وميادين مخصوصة بكلفة زهيدة وبسرعة فائقة.

 http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/777267.html

معركة مطار دمشق تزدادُ عنفًا وقطع الانترنت يثير غضب العالم

أ. ف. ب

تتواصل المعارك بين الجيش النظامي السوري ومقاتلي المعارضة بالقرب من مطار دمشق، لأول مرة في تاريخ الثورة السورية. فيما أدى قطع الانترنت في سوريا الى ردود فعل مندّدة عبر العالم.

دمشق: سجلت معارك عنيفة الجمعة على مشارف مطار دمشق الدولي وذلك للمرة الاولى منذ بداية النزاع في سوريا حيث سيطر المعارضون المسلحون على حقل نفطي جديد في شرق البلاد.

وقال مصدر ملاحي والخطوط الجوية السورية لوكالة فرانس برس ان حركة الملاحة الجوية استؤنفت الجمعة في مطار العاصمة السورية واكدت وزارة الاعلام السورية انه تم الخميس “تامين” طريق المطار الذي يبعد 27 كلم جنوب شرق العاصمة.

لكن قافلة تابعة للامم المتحدة كانت تغادر المطار، تعرضت الجمعة الى اطلاق نار من مجهولين لليوم الثاني على التوالي، بحسب متحدث باسم الامم المتحدة.

وفيما تتصاعد المواجهات في سوريا وخصوصا في دمشق وريفها، ابدى الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي خشيته من ان تصبح سوريا “دولة مفككة مع كل التداعيات الكارثية لذلك على الشعب السوري والمنطقة وعلى السلام والامن الدوليين”.

ولا تزال مناطق واسعة من سوريا لليوم الثاني بدون خدمات الهاتف والانترنت، وقال ناشطون ومنظمات غير حكومية انهم يخشون حدوث الاسوأ. وقالت السلطات السورية ان “اعمال صيانة” سببت هذا الانقطاع لكن الولايات المتحدة اتهمت النظام السوري بانه قطع الاتصالات في حين دعته فرنسا الى “اعادتها بلا تاخير”.

ولتمكين رواد الانترنت من ارسال معلومات وفي الوقت الذي تضيق فيه السلطات السورية على عمل وسائل الاعلام الدولية، فعل غوغل وتويتر في سوريا خدمة “تويت فويس” الذي كان فعله اثناء فترة الثورة المصرية في 2011. ويتيح هذا النظام ارسال تغريدات عبر رسائل صوتية على هواتف جوالة.

وقالت منظمة العفو الدولية ان قطع الاتصالات “يمكن ان يشير الى نية السلطات اخفاء حقيقة ما يجري في البلاد عن اعين العالم” واتهم ناشطون النظام بالتحضير لـ “مجزرة”. وشن الجيش حملة واسعة في الاطراف الشرقية والجنوبية للعاصمة حيث قواعد خلفية للمعارضة الملسحة، ووصلت المعارك مشارف المطار للمرة الاولى منذ بداية الازمة في آذار/مارس 2011.

وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان “الجيش يريد السيطرة على المناطق التي تقع شرق المطار (الغوطة) حيث يوجد آلاف الارهابيين وسيحتاج الامر الى عدة ايام”.

واستمرت المعارك على مشارف طريق المطار حتى فجر الاربعاء بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وتواصلت المعارك وعمليات القصف كامل النهار في الغوطة الشرقية المحاذية لمنطقة دمشق، كما في جنوب العاصمة السورية.

وخلفت المعارك في مختلف انحاء سوريا الجمعة 117 قتيلا هم 83 مدنيا و17 مقاتلا معارضا و17 جنديا نظاميا بحسب حصيلة غير نهائية للمرصد الذي قال ان اكثر من 41 الف شخص قتلوا في سوريا منذ آذار/مارس 2011.

واعلنت الجمعية السورية للصحافيين المناهضة للنظام الجمعة ان تشرين الثاني/نوفمبر كان الشهر الاكثر دموية بالنسبة الى الصحافيين في سوريا مع مقتل 13 مراسلا ومواطنا صحافيا في مختلف انحاء البلاد. وقتل 21 مسلحا لبنانيا من السنة وفلسطيني في مدينة سورية حدودية حيث كانوا يقاتلون الى جانب مسلحي المعارضة السورية، بحسب ما افاد مصدر امني لبناني وقيادي اسلامي محلي.

في هذه الاثناء انسحب الجيش السوري من حقل العمر النفطي احد آخر مواقعه في الشرق القريب من العراق، بحسب المرصد. وحقق المعارضون المسلحون العديد من النقاط من خلال السيطرة على هذه المنشاة الاستراتيجية ومد سيطرتهم في الشرق الذي يسيطرون على مناطق واسعة منه.

وفي طوكيو، دعت مجموعة عمل “اصدقاء الشعب السوري” الجمعة الى فرض حظر نفطي على دمشق. وطلبت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة باتاحة “ممرات آمنة” للمدنيين مؤكدة تسجيل نحو 250 الف نازح وصلوا الى حمص (وسط).

وتتوقع الامم المتحدة ان يصل عدد اللاجئين الفارين من سوريا الى 700 الف بحلول كانون الثاني/يناير في زيادة كبيرة، في الوقت الذي قال الامين العام بان كي مون ان النزاع يشهد “مستويات مريعة من الوحشية”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/777229.html

حركة «نحل الساحل» من الشباب العلوي المعارض تطلق حملة «لا للاحتياط لا للتطويع»

هدفها إقناعهم بعدم الالتحاق بالخدمة العسكرية الاحتياطية

بيروت: «الشرق الأوسط»

أطلقت مجموعة من الشباب العلوي المعارض في مناطق الساحل السوري حملة بعنوان «لا للاحتياط والتطويع»، وتهدف الحملة إلى توعية الشباب العلوي للامتناع عن الذهاب إلى الخدمة العسكرية الاحتياطية في حال تم استدعاؤهم من قبل السلطات. ونشرت المجموعة التي تسمي نفسها «نحل الساحل» صورا كثيرة في صفحتها على «فيس بوك» تحض العلويين على رفض الانجرار وراء النظام في معركته ضد الشعب السوري. إحدى هذه الصور تجسد كفا ممدودا كتب عليه «علوي حر.. لا للاحتياط لا للتطويع».

ولا تعد هذه الخطوة الأولى من نوعها بالنسبة للحركة التي تنشط في المدن والقرى ذات الغالبية العلوية؛ إذ سبق لشباب الحركة أن وزعوا منشورات في الشوارع والأحياء التي يقطنها علويون، تحديدا في مدينة اللاذقية، تحض السكان على تغيير موقفهم الموالي للنظام الحالي. وقد كتب على هذه المنشورات عبارات مثل «لماذ برأيك، يمنع فتح تابوت ابنك الشهيد العسكري» أو «يعطونك نقودا وسلاحا ويأخذون هويتك، هم نفسهم من استباح عرضك سابقا، أنت كبش الفداء». واستخدم ناشطو الحركة طريقة ذكية لترويج منشوراتهم، حيث قاموا بطباعتها على أوراق نقدية من فئة الخمسمائة ليرة؛ مما يدفع الناس لالتقاطها من الأرض وقراءة محتواها.

وقد تزايدت في الآونة الأخيرة استدعاءات الاحتياط للخدمة في الجيش النظامي، لا سيما من أبناء الأقليات، وتحديدا العلويين. الأمر الذي دفع حركة «نحل الساحل» التي تأسست في منتصف شهر أغسطس (آب) الماضي إلى إطلاق حملتها وتعميمها في مناطق الساحل السوري.

ومع اشتداد الاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد التي بدأت منتصف مارس (آذار) 2011، وتحولها لاحقا إلى صراع عسكري بين الجيشين الحر والنظامي، ازداد اعتماد النظام السوري على سياسة طلب الذكور لخدمة الاحتياط، أو إلى عدم تسريح من أنهى الخدمة العسكرية الإلزامية، لدعم قواته في المواجهات التي يخوضها ضد عناصر المعارضة المسلحة.

ووفقا لناشطين «فإن الكثير من أهالي القرى العلوية يبدون استياءهم من سياسة النظام السوري الرامية إلى استدعاء أبنائهم إلى الخدمة العسكرية بعد أن أتموها، كي يشاركوا في المعارك ضد المعارضة المسلحة، فيتم تسليمهم لاحقا إلى عائلاتهم داخل توابيت مغلقة». في وقت يؤكد فيه أحد الناشطين المتحدرين من الطائفة العلوية أن «بعض القرى أصبحت خالية من الشباب، ولم يعد فيها إلا الكهول والأطفال». وأضاف: «إذا أردت وصف ما يقوم به النظام من سحب الشباب الساحلي إلى الاحتياط بشكل عشوائي حتى إنه شمل مختلف الأعمار وكذلك حملة الشهادات الجامعية».

كانت معلومات نقلت عن بعض تنسيقيات منطقة الساحل تشير إلى «أن أهالي قرية بسيسين في ريف جبلة رفضوا إرسال أبنائهم للخدمة الاحتياطية في قوى الأمن والجيش السوري. وحين علمت شعبة التجنيد، المسؤولة عن التحاق الشباب المطلوبين، برفض الأهالي، أرسلت قوة عسكرية إلى القرية لجلب المطلوبين الأسبوع الماضي، فوقعت اشتباكات وتم إغلاق القرية مساء». كما يفيد بعض الناشطين السوريين المقيمين في شمال لبنان أن نحو 400 شاب علوي تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية في بلادهم «فضلوا الهرب إلى منطقة جبل محسن في طرابلس على الذهاب إلى الموت بأنفسهم».

معركة «تحرير المطار» مستمرة والقصف المتنقل لم يستثن المساجد

مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: نبعد كيلومترا واحدا عن المطار ونستهدف الثكنات العسكرية المحيطة به

بيروت: كارولين عاكوم

رغم التصعيد الأمني والعسكري الذي تشهده معظم المناطق السورية، ولا سيما العاصمة دمشق، فإن المظاهرات خرجت في جمعة «ريف دمشق أصابع النصر فوق القصر» متحدية الموت والعزلة التي يحاول النظام فرضها على الشعب، ومؤكدة على مطلب واحد وأساسي هو إسقاط النظام السوري. وقد وصل عدد قتلى أمس كحصيلة أولية بحسب لجان التنسيق المحلية إلى 75 قتيلا.

وفي حين لم يكن الوصول أمس إلى الأخبار الميدانية سهلا؛ بسبب انقطاع وسائل الاتصال لليوم الثاني على التوالي، الأمر الذي جعل الناشطين يبذلون جهودا لنشرها، فقد أكد مصدر قيادي لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش الحر أصبح على بعد كيلومتر واحد من المطار والاشتباكات لم تتوقف، فيما ينجح عناصر الكتائب في استهداف الثكنات العسكرية المحيطة بالمطار والمدرجات الخالية من الطائرات المدنية»، كما تعهد المجلس العسكري الثوري في دمشق وريفها بالسيطرة على مطار دمشق الدولي في اليومين القادمين، في حين قال ناشطون إن الجيش الحر دمر أمس ثلاث دبابات على مشارف المطار وقتل العشرات من عناصر المخابرات الجوية.

وقال «مصعب أبو قتادة» المتحدث باسم المقاتلين لوكالة «رويترز»: «نريد تحرير المطار نظرا للتقارير التي نراها، لا سيما أن المعلومات التي لدينا تظهر أن الطائرات المدنية تصل إلى هنا محملة بالأسلحة للنظام».

أفادت لجان التنسيق بعد ظهر أمس بأن الجيش الحر قصف بـ«الهاون» حاجز جسر عقربا المؤدي إلى مطار دمشق الدولي، وسجل سقوط عدد من القتلى من قوات النظام، ووقعت اشتباكات ليل أمس في محيط المدرج الغربي للمطار، وذلك بعدما كان الثوار قد قصفوا ليلا ثكنة عسكرية لقوات النظام مكلفة بحماية المطار قرب حران العواميد، ونجحوا في السيطرة على مساحة من طريق المطار بين الجسر الثاني والجسر الرابع، بحسب لجان التنسيق التي قالت إنه سجل أيضا إطلاق رصاص متقطع في نهر عيشة من الحواجز المتمركزة على طريق دمشق – الأردن الدولي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن مواطنين قتلا بـ«إطلاق رصاص على حافلة تقل عددا من موظفي مطار دمشق الدولي على طريق المطار»، مشيرا إلى تعرض بلدات وقرى العبادة والقيسا والعتيبة وحران العواميد وداريا والمعضمية ومدينة دوما في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية. كذلك تعرض حيا التضامن والحجر الأسود في مدينة دمشق وبلدتي السبينة وبيبلا بريف دمشق، للقصف من قبل القوات النظامية، كما تعرضت البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة وبلدة داريا للقصف من قبل القوات النظامية، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في سماء المنطقة بالتزامن مع اشتباكات مستمرة في المنطقة.

كذلك خرجت مـظـاهـرات فــي القدم بـدمشق وداريا ودوما، في حين كانت تسمع أصوات انفجارات عنيفة ومتتالية في أرجاء العاصمة صادرة من جبل السرايا في المزة.

وفي ريف دمشق أيضا، قصف الطيران الحربي جسرين وداريا ومدن وبلدات الغوطة الشرقية، وذكر ناشطون أن الجيش الحر أسقط طائرة «ميغ» بالقرب في منطقة الغسولة بريف دمشق (القريبة من المطار)، فيما لم تتوقف الاشتباكات منذ الصباح في محيط بلدات داريا وعربين وعقربا وببيلا وبيت حسم.

أما في دير الزور فقد تعرضت ليلا بلدات في الريف للقصف من قبل القوات النظامية، كما هز انفجار ضخم حي الجبيلة بمدينة دير الزور الذي يشهد اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر.

في موازاة ذلك، أفاد ناشطون بأن انفجارين هزا مدينة حماه، أحدهما في محيط السجن المركزي، والآخر في منطقة الحاضر.

وفي بلدة المحيمل بريف إدلب دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي الذي يحاول اقتحام البلدة، بينما تعرضت قرى كفرعويد وبليون وكنصفرة والبارة بريف إدلب للقصف من قبل القوات النظامية. كما قتل ما لا يقل عن أربعة من القوات النظامية السورية إثر تفجير آلية عسكرية مدرعة خلال الهجوم الذي نفذه مقاتلون على حاجز في بلدة حيش في إدلب.

هذا الواقع لم يمنع أيضا أبناء إدلب من الخروج في المظاهرات، ولا سيما في بلدات بنش وسرمين وكفرنبل ومعرة مصرين وعدة بلدات أخرى بريف إدلب، طالبت بإسقاط النظام وهتفت لثوار دمشق وريفها.

كما تعرضت بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، مدينة معرة النعمان للقصف من قبل القوات النظامية التي استخدمت المدفعية، وهذا ما انسحب أيضا على قرى كفرعويد وبليون وكنصفرة والبارة بريف إدلب.

كذلك لم يتوقف القصف على حمص، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى بمدينة الرستن بريف حمص جراء تجدد القصف على المدينة بالمدفعية وراجمات الصواريخ، كما أفاد المرصد بسماع دوي انفجار شديد في مدينة القصير. وفي درعا، قصفت القوات النظامية بالمدفعية الثقيلة مدينة بصر الحرير في الريف، واستمرت حملات دهم واعتقال نفذتها قوات النظام في بلدة طفس لليوم الرابع على التوالي، إضافة إلى حرق ونهب مئات المنازل. ولم تستثن المساجد من هذه العمليات، ففي حين استهدف القصف الذي استخدم فيه «الهاون» والمدفعية بلدة النعيمة تم قصف مسجد «أبو بكر الصديق» أثناء وجود المصلين فيه، بحسب المرصد، مشيرا إلى اشتباكات في بلدة اليادودة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة هاجموا رتلا للقوات النظامية خلال انسحابه من بلدة طفس التي شهدت اشتباكات عنيفة خلال اليومين الماضيين.

وفي العاصمة الاقتصادية حلب، سجل خروج مظاهرات في حي مساكن هنانو من جامع «عثمان بن عفان» وجامع «عمر الفاروق» وجامع «عروة بن الزبير»، وانطلقت مظاهرة أخرى من جامع «الشيخ فارس» نادت بالحرية وإسقاط النظام، بحسب المرصد، مشيرا إلى تعرض حيي الميسر والحيدرية بمدينة حلب للقصف من قبل القوات النظامية، وفي ريف حلب لا يزال مقاتلون من الجيش الحر يحاصرون مقر كلية المشاة.

«ائتلاف قوى المعارضة والثورة» يشكل هيئة عسكرية ومكتبا سياسيا

محمد السرميني لـ«الشرق الأوسط»: هناك رأيان في الائتلاف بشأن توقيت تشكيل الحكومة المؤقتة

القاهرة: أدهم سيف الدين

تواصلت اجتماعات الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة، لليوم الثلاث على التوالي في القاهرة أمس، وذلك لترتيب البيت الداخلي وتفعيل دور المكاتب واللجان، لتكوين أرضية صلبة. وانتهى الائتلاف إلى صياغة النظام الداخلي وناقش تشكيل حكومة مؤقتة لكي تحصل على الاعتراف الدولي بشرعيتها، بينما قال محمد السرميني المسؤول الإعلامي في الائتلاف والمجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: «هناك رأيان في الائتلاف بشأن توقيت تشكيل الحكومة المؤقتة».

وأسفر اجتماع يوم أمس عن تشكيل هيئة عسكرية بالتشاور مع قادة الجيش الحر لتوحيد الفصائل والكتائب المقاتلة على الأرض تحت مظلة عسكرية واحدة، والعمل على إخراج ورقة إغاثية سيعلن عنها الائتلاف في مؤتمر أصدقاء سوريا في المغرب خلال الأيام القادمة، وتضمنت الورقة تصورا عن الحاجات والمساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب السوري في الداخل وفي المخيمات، والتي قدرها الائتلاف ماليا بـ400 مليون دولار شهريا.

وبشأن تشكيل الحكومة المؤقتة قال السرميني لـ«الشرق الأوسط»: «هناك رأيان بشأن الحكومة المؤقتة في الائتلاف، الأول يطالب بتشكيل الحكومة المؤقتة بشكل فوري وعاجل، تزامنا مع ما يجري على الأرض من قتل وقصف وانتهاك لحقوق الإنسان، والرأي الثاني يطلب التريث والتمهل في تشكيل الحكومة المؤقتة، لأن الائتلاف لم يحظ بعد بالكثير من الاعترافات من دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية لتكون ذات أرضية صلبة، مضيفا أن النقاش حول الرأيين لم ينته بعد».

ونفى رئيس الائتلاف معاذ الخطيب في مقابلة أول من أمس مع قناة «العربية»، وجود عقبات تعترض تشكيل الحكومة المؤقتة، مشيرا إلى أن الائتلاف نجح خلال اجتماعاته في القاهرة في بلورة رؤيته لهذه الحكومة لكن تشكيلها لا يمكن أن يحصل بسرعة، وأضاف أن الحكومة المؤقتة المقبلة لا بد أن تأتي برافعة قوية تحمل البلد.

وطالب الخطيب الولايات المتحدة باتخاذ موقف أكثر وضوحا مما يجري في سوريا، معتبرا أن الدعم الأميركي للشعب السوري ليس كافيا.

وقالت مصادر في الاجتماع إن النظام الداخلي للائتلاف لا يسمح لأعضائه الـ71 حق الترشح لأي منصب في الحكومة المؤقتة، ولكن لهم الحق في الترشح في الحكومة الانتقالية عندما تتشكل، لأن دور الائتلاف سيحل تلقائيا في حال تشكيل الحكومة الانتقالية وفق النظام الأساسي للائتلاف.

وقال أنس عبده إن الخطيب طالب شخصيا بتشكيل مكتب سياسي بجانب الرئاسة تساعده في الشؤون السياسة الخارجية والداخلية. وخرج الائتلاف أمس ببيان ناشد كلا من بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس مجلس الأمن وأكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، عما قام به النظام السوري بقطع الاتصالات عن دمشق كمؤشر يؤدي إلى عواقب جسيمة، واستنكر البيان حرق 200 منزل في درعا واستخدام القنابل العنقودية في دير الزور وقصف حمص وخلق الفتنة بين الكرد والعرب في شمال شرقي سوريا.

وطالب البيان الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة أمس اتخاذ قرار ملزم تحت المادة 27 من نظام الأمم المتحدة، وكذلك بعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع في سوريا.

ورجحت مصادر داخل الائتلاف أن تستمر الاجتماعات إلى اليوم (السبت) بسبب عدم استكمال جدول الأعمال المقرر سابقا.

المعارضة وأصدقاء الشعب السوري يحاصران قطاعات النظام الحيوية

إدلبي: العقوبات النفطية ضربة موجعة للاقتصاد

بيروت: نذير رضا

واصلت المعارضة السورية أمس «تضييق الخناق» على النظام في دمشق عبر محاصرتها قطاعاته الحيوية التي توفر له الاستمرارية الاقتصادية، وذلك بقصفها مطار دمشق الدولي، ووصولها إلى مسافة كيلومتر واحد من مدرجاته، فضلا عن «منع المقاتلين المعارضين فرق الصيانة من إصلاح خطوط الهاتف والإنترنت المقطوعة».

وتزامنت تلك التطورات في الداخل مع دعوة مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» في طوكيو إلى فرض حظر نفطي على نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي ختام اجتماع المجموعة في العاصمة اليابانية أمس، أصدرت بيانا باسم 63 بلدا إلى جانب جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، دعت فيه كل أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى «التحرك بشكل سريع ومسؤول وبتصميم لزيادة الضغط على النظام» السوري. وبحث مندوبو عشرات الدول في المجموعة طرق جعل العقوبات ضد نظام الرئيس بشار الأسد أكثر فعالية. ورأى عضو الائتلاف الوطني السوري عمر إدلبي أن الإجراءات التي اتفق عليها في طوكيو «تأتي تمهيدا لاجتماع مراكش الذي ستعقده مجموعة أصدقاء الشعب السوري الأسبوع المقبل»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن تلك المقررات «هي بمثابة خطوة تمهيدية لفرض إجراءات عقابية على النظام الذي لم تردعه الإجراءات السابقة في ظل دعم أصدقائه وحلفائه المتواصل له».

وأعرب إدلبي عن اعتقاده أن تلك الإجراءات «ستصيب النظام بضربات موجعة»، مشيرا إلى أن تفعيل العقوبات على القطاع النفطي «جاءت بعدما تهرب النظام في دمشق من العقوبات التي فرضت على هذا القطاع في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2011. بمساعدة حلفائه، وعبر الالتفاف على القوانين والإجراءات الدولية بمساعدة مافيات تهريب النفط في لبنان والعراق».

وإذ أكد أن الإنتاج السوري اليومي من النفط، البالغ 280 ألف برميل، يوفر «دورة اقتصادية هامة للنظام، ويمكنه من شراء السلاح والذخيرة التي يقاتل بها شعبه، ويؤمن له بعض الاستقرار بصرف العملة السورية»، شدد على أن «ضرورة تفعيل العقوبات على هذا القطاع الحيوي وفرض إجراءات صارمة للرقابة على الطرق الاحتيالية التي يجري بها تصدير النفط». ورأى أن العقوبات الإضافية، في حال التزمت بها الدول الأخرى: «ستكون موجعة جدا بعدما توقفت الدورة الاقتصادية الداخلية»، داعيا المجتمع الدولي «للتعامل بجدية معها بغية تطبيقها بشكل صارم».

وتُضاف هذه العقوبات إلى الضغط الذي مارسه المعارضون في الداخل، حيث أدت الاشتباكات في محيط مطار دمشق الدولي إلى توقف حركة الملاحة الجوية في المطار.

وعلقت حركة الملاحة في مطار دمشق الدولي لليوم الثاني على التوالي، بفعل الاشتباكات الميدانية في محيط المطار بين الجيشين النظامي والحر. وقال مسؤول في شركة للطيران بمنطقة الخليج لوكالة «رويترز» إن مطار دمشق لا يستقبل رحلات، وأضاف المسؤول المقيم في دبي: «شركات الطيران لا تعمل في دمشق اليوم (أمس) لأن المطار لا يستقبل أي رحلات».

وتواصلت المعارك ليلة الجمعة في محيط مطار دمشق الدولي، حيث أوقفت شركات عدة رحلاتها إلى المطار، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون، وذلك رغم إعلان السلطات السورية مساء الخميس أن «طريق المطار آمن»، وتأكيد مصدر أمني أن القوات النظامية تمكنت من «إعادة الأمن إلى الجانب الغربي من طريق مطار دمشق، بالإضافة إلى جزء صغير من الجانب الشرقي، ما يسمح للمسافرين بسلوكها».

بدورها، أفادت لجان التنسيق المحلية عن وقوع «اشتباكات في محيط المدرج الغربي للمطار»، مشيرة إلى أن «الثوار قصفوا ثكنة عسكرية لقوات النظام مكلفة بحماية المطار قرب حران العواميد، ووقعت اشتباكات قوية سيطر فيها الثوار على مسافة من طريق المطار بين الجسر الثاني والجسر الرابع».

وقال دبلوماسي في دمشق لوكالة «رويترز» إنه يعتقد أن تصعيد القتال في محيط العاصمة جزء من عملية هجومية حكومية هدفها تأمين وعزل وسط العاصمة الخاضع لسيطرة الدولة عن المناطق الريفية التي يسيطر عليها المقاتلون في جنوب العاصمة وشرقها.

لكن مصدرا بارزا في المعارضة السورية، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الهدف من الاشتباكات في محيط المطار، هو لتعليق حركة الملاحة وبالتالي زيادة خسائر النظام الاقتصادية، نظرا لحيوية المطار ودوره الاقتصادي». وأشار المصدر إلى أن المعارضين «سيقومون بالخطوة نفسها في مطار حلب، في القريب العاجل، لعزل النظام عن القطاعات الحيوية في البلاد».

وأكد أن توقف حركة الملاحة في المطار «يعد ضربة قوية للنظام السوري»، لافتا إلى أن هذه العملية «شلت حركة وصول الذخيرة والأسلحة النوعية إليه، والتي يستقبلها في المطارات المدنية».

إلى ذلك، انقطعت اتصالات الإنترنت ومعظم خطوط الهواتف لليوم الثاني في أسوأ انقطاع للاتصالات في الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهرا. أفاد ناشطون عن انقطاع خدمات الإنترنت بالكامل عن العاصمة السورية، وانقطاع الاتصالات منذ يوم الخميس الماضي.

وفي حين اتهم ناشطون السلطات بقطع الاتصالات، عزت الأخيرة الانقطاع إما إلى هجوم «إرهابي» أو عطل فني.

من جهتها، قالت مؤسسة كلاودفلير التي تساعد على تسريع حركة مرور بيانات الإنترنت على مدونتها إن مخربين ربما قاموا بقطع 3 خطوط اتصالات بحرية في وقت متزامن إلى مدينة طرطوس المطلة على البحر المتوسط وخط أرضي آخر عن طريق تركيا من أجل قطع إرسال الإنترنت عن الدولة بأكملها.

بدوره، قال المصدر المعارض لـ«الشرق الأوسط» إن العطل الطارئ على شبكة الإنترنت «يأتي نتيجة للأضرار الكثيرة التي لحقت بالشبكات الرئيسية إثر المعارك الدائرة»، مشيرا إلى أن الاشتباكات «منعت وصول فرق الصيانة لإجراء صيانتها التقنية». وأكد أن تلك الأعطال «تساهم في خسارة النظام السوري ملايين الدولارات يوميا، وهي عائدات قطاع الاتصالات والإنترنت».

كلينتون تلتقي الإبراهيمي بواشنطن وتبحث ترتيبات مؤتمر أصدقاء سوريا في المغرب

المبعوث الدولي يطالب بقرار من مجلس الأمن لإنشاء قوة حفظ سلام قوية

واشنطن: هبة القدسي

حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من تفاقم الوضع الأمني واستمرار الأزمة السورية وتأثيراتها على دول الجوار مع ارتفاع أعداد اللاجئين إلى أكثر من نصف مليون لاجئ. وطالب بوضع اتفاقية ملزمة لوقف كل أشكال العنف وتشكيل هيئة انتقالية حكومية، وإنشاء قوة حفظ السلام قوية، مطالبا مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار بهذا الشأن.

وقال الإبراهيمي في جلسة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة صباح الجمعة إنه لا بد من التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية عبر المفاوضات والاستجابة لطموحات الشعب السوري وإلا أصبحت سوريا دولة فاشلة، محذرا من انهيار الدولة ومؤسساتها وانتشار الفوضى وتأثير ذلك على السلم والأمن العالمي.

وأكد المبعوث الأممي أن الخيار الوحيد أمام المجتمع الدولي هو البحث عن تسوية سياسية يتم التفاوض بشأنها، وقال: «لا بد من التوصل لعملية قابلة للتطبيق لإنهاء النزاع في سوريا، وهي موجودة في البيان الختامي لمجموعة جنيف في يونيو (حزيران) 2012 التي شارك فيها كوفي أنان، وهي بحاجة لترجمتها إلى قرار يصدره مجلس الأمن» وأضاف: «نحتاج لنظام مراقبة قوي مشكل من قوة حفظ سلام قوية واتفاقية ملزمة لوقف كل أشكال العنف وتشكيل هيئة انتقالية حكومية، وهذا يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن».

وأكد الإبراهيمي أن الخيار الوحيد أمام المجتمع الدولي هو البحث عن تسوية سياسية يتم التفاوض بشأنها، والبحث عن طريق للتوصل إلى سلام دائم، وقال: «كثير من البلدان كانت لديها علاقات وثيقة مع الحكومة السورية، وبعد اندلاع الأزمة، حدث انقسام شامل، والآن أصبحت الدول لا تخفي عدائها للنظام السوري ومساندتها للمعارضة»، وأشار إلى أن مبادرة مصر وتركيا وإيران كانت خطوة جيدة لكنها لم تحرز أي نتائج، مؤكدا ثقته بقدرة قادة تلك الدول على وضع خطة قابلة للتنفيذ.

وأشار الإبراهيمي إلى وجود أزمة ثقة بين الحكومة وقوى المعارضة حيث استطاعت قوى المعارضة المسلحة تحقيق مكاسب والاستيلاء على مناطق وإحكام سيطرتها على بعض الأماكن بينما تصر الحكومة السورية على أنها واثقة من أن الكلمة النهائية في هذا الصراع ستكون لها.

وأبدى الإبراهيمي بعض الأمل مع إحراز المعارضة السورية بعض الخطوات الإيجابية على المستوى السياسي، ومنها تشكيل مجلس المعارضة السورية والترحيب به، لكنه أشار إلى تأزم الموقف بين المعارضة من جانب، والحكومة السورية من جانب آخر، وقال الإبراهيمي: «هناك فقدان للثقة بين الأطراف؛ فالمعارضة تطالب الأسد والمقربين منه بالرحيل قبل التوصل لتسوية سلمية، والحكومة السورية ترى نفسها السلطة الفعلية في البلاد وأنها تواجه جماعات إرهابية مسلحة، ومؤامرة إرهابية تمولها دول كثيرة».

وأكد الإبراهيمي أن توحد قوى المعارضة والاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة خطوة على الطريق الصحيح، مطالبا المعارضة باتخاذ خطوات أخرى وإجراءات قوية لوضع حد للعنف وإنشاء هيئة انتقالية بصلاحيات كاملة وإجراء انتخابات بنهاية العملية الانتقالية.

وقال الإبراهيمي للجمعية العامة للأمم المتحدة: «أعداد اللاجئين والنازحين داخل سوريا توضح بشكل محزن الوضع المأساوي في سوريا مع استمرار المواجهات العسكرية واتساع الصراع وظهور الوجه القبيح للنزاع الطائفي، والوضع الأمني هو العائق أمام تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين إضافة إلى نقص التمويل». وأشار الإبراهيمي إلى تدهور الوضع الأمني بشكل كبير وتعرض جنود الأمم المتحدة لإطلاق النار بالقرب من مطار دمشق وإصابة اثنين بجروح خطيرة.

وحذر الإبراهيمي من ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين إلى 500 ألف لاجئ في الدول المجاورة لسوريا، وتأثير تدفق اللاجئين على أوضاع تلك الدول، وقال: «البلدان المجاورة تتحمل عبء آلاف اللاجئين، وهناك تهديد كبير على الاستقرار والأمن الإقليميين». وأشار إلى مخاوف من تدهور الوضع في منطقة الجولان بما يهدد بتعرض اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل للخطر.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن «الصراع في سوريا دخل الشهر العشرين ووصل إلى آفاق مريعة من القسوة والعنف مع قيام الحكومة السورية بتكثيف حملاتها وغاراتها الجوية للقضاء على معاقل المعارضة». وأضاف: «الأمم المتحدة لا يمكنها التحقق من أرقام القتلى، لكنها تقدر بنحو 40 ألف سوري، وتجري انتهاكات لحقوق الإنسان من جميع الأطراف، واعتقالات لعشرات الأشخاص، وهناك 4 ملايين شخص داخل سوريا بحاجة إلى المساعدة، وعدد اللاجئين في الدول المجاورة تجاوز 460 ألف لاجئ إضافة إلى 20 ألف لاجئ سوري في أوروبا، ونتوقع أن يصل العدد الإجمالي للاجئين إلى 700 ألف شخص بحلول أوائل العام المقبل».

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الحل العسكري لا يضع حدا للعنف في سوريا، بل يغرق سوريا في عملية مدمرة يكون من الصعب جدا التعافي منها مع عواقب وخيمة للمنطقة بأكملها. وتفاءل مون بأن تشكيل تحالف جديد للمعارضة قد تكون خطوة مهمة لتهيئة الظروف لعملية سياسية شاملة وإقامة حوار سياسي ومفاوضات لبناء سوريا حرة وديمقراطية.

من جانبها، أبدت الولايات المتحدة عزمها زيادة مساعداتها للمعارضة السورية. وأشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالقدرات المتزايدة للمعارضة السورية في السيطرة على مناطق كبيرة في سوريا. وتبدأ الخارجية الأميركية استعداداتها للتحضير للاجتماع الرابع لمجموعة أصدقاء سوريا الذي تستضيفه مدينة مراكش بالمغرب في 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ويشارك فيه وفود من 100 دولة بهدف وضع استراتيجية لضمان الانتقال السياسي ومساعدة اللاجئين ومعالجة التأثيرات الأمنية الإقليمية للأزمة في سوريا.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال كلمة لها مساء أول من أمس حول التحديات السياسية الخارجية: «يبدو أن المعارضة أصبحت قادرة الآن على السيطرة على الأرض وأصبحت أكثر تجهيزا وأكثر قدرة على مقاتلة القوات الحكومية، وأنا لا أعرف ما إذا كان يمكن القول إن البلاد بأكملها (سوريا) وصلت إلى نقطة اللاعودة، لكن يبدو من المؤكد أن النظام السوري سيواجه ضغوطا أشد في الأشهر المقبلة». وأكدت كلينتون أنها تأمل أن يتم الحفاظ على الهياكل الحكومية والمدنية داخل سوريا عندما يسقط نظام الأسد، وقالت: «نقوم بكل ما بوسعنا لمساندة المعارضة، وأيضا مساندة السوريين بداخل سوريا داخل المجالس المحلية، وهم ملتزمون باستمرار العمل في المؤسسات الحكومية السورية كي لا نرى انهيارا وتسريحا للقوات كما رأينا في تجربتنا بالعراق.. إنها قد تكون خطرة للغاية».

الولايات المتحدة تتجه نحو الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري المعارض

مسؤولون أميركيون يرون أنه سيكون مكافأة للمعارضة إذا نجحت في توحيد قواها في الداخل والخارج

واشنطن: مايكل غوردان ومارك لاندلير*

أكد مسؤولون أميركيون يوم الخميس الماضي أن الولايات المتحدة الأميركية تقترب من الاعتراف بـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» ممثلا شرعيا للشعب السوري، بمجرد انتهائه من استكمال بناء هيكله السياسي.

ومن الممكن إعلان قرار الاعتراف بالائتلاف أثناء مؤتمر أصدقاء سوريا، الذي سيعقد في العاصمة المغربية مراكش في 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الذي ستحضره وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. ويعتبر الاعتراف بالمعارضة السورية القرار الأكثر إلحاحا الذي يواجه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في مساعيها لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد ووقف نزيف الدم في سوريا.

ولم يصدر أوباما موافقته النهائية على هذه الخطوة بعد، فضلا عن عدم انعقاد الاجتماعات الخاصة بالتوصل إلى قرار حول هذه المسألة حتى الوقت الراهن. وتتعلق المناقشات الجارية حاليا داخل الإدارة الأميركية بالمسائل القانونية الخاصة بدلالات الاعتراف الدبلوماسي بالمعارضة السورية ومدى تأثير هذه الخطوة على الجهود الرامية للحصول على تأييد روسيا لعملية انتقال سياسية في سوريا، فضلا عن تقييم وضع المعارضة نفسها، وهو الأمر الأكثر أهمية.

وكانت بريطانيا وفرنسا ومجلس التعاون الخليجي قد اعترفت بالائتلاف الوطني الذي تم الإعلان عنه في الدوحة الشهر الماضي، بعد توسيع الإطار التنظيمي للمعارضة وتجديده بموجب ضغوط من الولايات المتحدة ودول أخرى.

ومن جانبه، صرح روبرت فورد، السفير الأميركي في سوريا، خلال مؤتمر حول الأزمة الإنسانية في سوريا عقد الخميس الماضي أن الائتلاف يعتبر «ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري»، وأنه «يحقق تقدما حقيقيا، وأتوقع أن يتطور موقفنا مع تطور الائتلاف نفسه».

وأعرب بعض المسؤولين الأميركيين، الذي يؤيدون هذه الخطوة، عن أملهم في استخدام الاعتراف الرسمي كمكافأة للمعارضة إذا ما نجحت في توحيد القوى المناوئة لنظام الأسد في داخل وخارج سوريا، وبناء هيكلها السياسي حتى يتسنى لها لعب دور يتمتع بالمصداقية عقب إسقاط الأسد.

ويعمل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» حاليا على تشكيل كثير من اللجان في مجالات التعليم والصحة والقضاء والأمن والمساعدات الإنسانية. وأكد مسؤول أميركي رفيع أنه إذا تمكن قادة المعارضة من تقديم الائتلاف في شكل تنظيم فاعل في مؤتمر مراكش، فإن الولايات المتحدة قد تعلن اعترافها به خلال المؤتمر نفسه.

ومن جهتها، قالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، الخميس الماضي: «نحن ننتظر منهم بناء هيكل قيادي واضح للجميع وتشكيل لجان متخصصة يمكنها التعامل مع مختلف القضايا التي يضطلع الائتلاف بالمسؤولية عنها». وأضافت نولاند: «نحن لا نريد الدخول في هذا الأمر في الوقت الراهن».

وفي تعقيبها على تصريحات نولاند التي قالت فيها: «نحن نشارك بقوة في مساعدة المعارضة على الوقوف على قدميها، وسوف ندرس بعناية الخطوات الإضافية التي نستطيع القيام بها»، كما صرحت هيلاري كلينتون، الخميس الماضي، في مؤتمر شارك في استضافته ناشر مجلة «فورن بوليسي»: «من الواضح أن المعارضة في سوريا باتت قادرة الآن على المحافظة على الأراضي الخاضعة لسيطرتها، والوقوف بثبات في المعارك التي تخوضها أمام القوات الحكومية».

وأثناء حضورهم لمؤتمر قام بتنظيمه «معهد الشرق الأوسط» و«المنظمة الدولية للإغاثة والتنمية»، وهما منظمتان غير حكوميتين، أكد فورد وغيره من الخبراء على تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا جراء الصراع الدائر هناك، حيث ارتفع عدد النازحين داخليا في سوريا إلى نحو 2.5 مليون شخص، وذلك وفقا لكيلي كليمنتس، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة.

وارتفعت أعداد اللاجئين السوريين في دول الجوار أيضا، حيث قام نحو 140 ألف سوري بتسجيل أسمائهم للحصول على مساعدات بوصفهم لاجئين في الأردن، يعيش 25 ألف شخص منهم في مخيمات اللاجئين. من المعتقد أيضا أن هناك ما يزيد عن 100 ألف لاجئ سوري إضافي لم يقوموا بتسجيل أسمائهم في هذه السجلات. وفي تركيا، هناك 125 ألف لاجئ سوري يعيشون في مخيمات اللاجئين، فضلا عن 75 ألفا آخرين يعيشون خارج المخيمات، حسبما صرحت به كليمنتس، التي أكدت أيضا أن هناك ما يقدر بنحو 135 ألف لاجئ سوري في لبنان، لا يعيش أيّ منهم في مخيمات للاجئين.

وفي العراق، تم تسجيل أسماء 60 ألف سوري كلاجئين، نصفهم يعيشون في مخيمات، فضلا عن عودة ما يزيد عن 35 ألف مواطن عراقي إلى بلادهم، بعد أن كانوا قد فروا من ويلات الصراع في العراق إلى سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية.

وقال فورد إن حكومة الأسد كثيرا ما تدخلت في عملية توصيل المساعدات الإنسانية، مضيفا أن إيران ساعدت الحكومة السورية في تعقب شخصيات المعارضة الذين يعبرون عن آرائهم عبر الإنترنت.

وأشار فورد إلى أن موضوع تزويد مقاتلي المعارضة بالسلاح جرت مناقشته أيضا، مشددا على أن أي نقاش لموضوع الأسلحة ينبغي أن يكون جزءا من استراتيجية أوسع نطاقا للتحول السياسي في حالة مغادرة الأسد للسلطة. ويضيف فورد: «الأسلحة ليست استراتيجية، وإنما تكتيك».

وأكد فورد أن الحكومة السورية ما زالت قوية عسكريا، مضيفا: «لا توجد هناك إشارة من أي نوع على نجاح أي صفقة سياسية بين جماعات المعارضة والنظام، فالقتال سوف يستمر».

* خدمة «نيويورك تايمز»

 بان كي مون يتوقع ارتفاع عدد اللاجئين السوريين الى 700 ألف بنهاية العام

الإبراهيمي يطالب مجلس الأمن بقوات حفظ سلام

                                            حذّر المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الاخضر الابراهيمي، أمس، من تحوّل سوريا إلى دولة فاشلة إذا استمرت الأزمة، داعياً إلى نشر قوات حفظ سلام في سوريا من خلال مجلس الأمن، فيما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن عدد اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم سيصل الى 700 ألف حتى كانون الثاني المقبل، في زيادة كبيرة بينما “ازداد الطابع الوحشي” للنزاع.

وفي غضون ذلك، سجلت معارك عنيفة أمس على مشارف مطار دمشق الدولي وذلك للمرة الأولى منذ بداية النزاع حيث سيطر المعارضون المسلحون على حقل نفطي جديد في شرق البلاد، بينما لا تزال مناطق واسعة من سوريا بدون خدمات الهاتف والانترنت. وقال ناشطون ومنظمات غير حكومية إنهم يخشون حدوث الأسوأ.

وقال الابراهيمي في إحاطة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الأوضاع في سوريا، إن المواجهة العسكرية في سوريا مستمرة من دون هوادة، مشيراً إلى أن انهيار الوضع الأمني في سوريا بدا أكثر وضوحاً.

واعتبر أن الحكومة ما زالت تنظر إلى نفسها على أنها السلطة الشرعية، بينما تصر قوى المعارضة على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد والمقرّبين منه، قبل الحديث عن أي تسوية.

وأضاف أن النزاع العسكري في سوريا توسّع إلى كل أجزاء سوريا الجغرافية، وقوات المعارضة السورية أصبحت تسيطر على مناطق واسعة من البلاد وفي حوزتها أنواع جديدة من الأسلحة.

وحذّر الإبراهيمي من أنه إما أن يتوصّل السوريون إلى تسوية سياسية أو أن تتحوّل سوريا إلى دولة فاشلة في حال استمرار الأزمة، مع كل ما يمكن توقعه من تداعيات لذلك عليها وعلى المنطقة ، إلاّ أنه أكد أن لا أحد يريد أن يرى دولة فاشلة في سوريا وتلاشي مؤسسات الدولة والحرب الأهلية واستمرار تهريب السلاح.

وشدد على الحاجة إلى حل سياسي يضع نهاية للمأساة في سوريا ويحقق العدالة للشعب السوري ويحافظ على السيادة السورية. وقال إن الخيار الوحيد هو أن يعمل الجميع باتجاه بدء عملية تفاوضية سياسية وإيجاد ثقة بين الأطراف، قائلاً إن الأطراف السوريين لا ينظرون إلى الأزمة بالصيغة نفسها.

وقال إن الدول التي كانت حليفة لنظام الرئيس بشار الأسد في المنطقة لم يعد لديها ثقة به، مؤكداً أنه من النقاشات التي أجراها مع مسؤولي دول المنطقة استنتج أنها غير قادرة على وضع خطة سلام تخرج سوريا من أزمتها خلال وقت قصير.

ورأى أنه لم يعد أمامنا سوى الأمم المتحدة وتحديداً مجلس الأمن، مضيفاً “في هذا المكان يمكن خلق عملية قابلة للتحقق لإطلاق عملية تفاوض سياسية بناءً على خطة جنيف ومبادرة سلفي كوفي أنان”.

وأشار إلى أنه من أجل أن تكون خطة جنيف فعّالة يجب أن تترجم عناصرها بقرار من مجلس الأمن.

ودعا الابراهيمي إلى نشر قوات حفظ سلام قوية في سوريا من خلال مجلس الأمن. وقال إن عنصراً آخر مهماً في الحل السياسي في سوريا هو توحيد المعارضة، معتبراً أن ما جرى في الدوحة هو خطوة في الاتجاه الصحيح.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أيضاً من أن عدد اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم سيصل الى 700 ألف حتى كانون الثاني، في زيادة كبيرة بينما “ازداد الطابع الوحشي” للنزاع.

وتؤكد الأمم المتحدة أن ثمة 460 ألف لاجئ في دول مجاورة لسوريا وفي شمال افريقيا إضافة الى 20 ألفاً آخرين في أوروبا، كما أوضح بان كي مون أثناء اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة حول النزاع السوري.

وأعلن الأمين العام “نتوقع وصول عدد اللاجئين الى 700 ألف حتى بداية العام المقبل”، مضيفاً أنه سيزور مخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا قريباً. وأشار الى أن “النزاع في سوريا وصل الى شهره الواحد والعشرين وازداد الطابع الوحشي للعنف بشكل كبير”، مؤكداً أن معسكر الرئيس بشار الأسد ومعسكر المعارضة كثفا هجماتهما.

وشدد بان كي مون على تقارير تتحدث عن 40 ألف قتيل منذ شهر آذار2011، على الرغم من أن الامم المتحدة لا يمكنها تأكيد هذه الأرقام.

ولا تزال مناطق واسعة من سوريا بدون خدمات الهاتف والانترنت، وقال ناشطون ومنظمات غير حكومية إنهم يخشون حدوث الأسوأ. وقالت السلطات السورية إن “أعمال صيانة” سببت هذا الانقطاع لكن الولايات المتحدة اتهمت النظام السوري بأنه قطع الاتصالات في حين دعته فرنسا الى “إعادتها بلا تأخير”.

ولتمكين رواد الانترنت من إرسال معلومات وفي الوقت الذي تضيق فيه السلطات السورية على عمل وسائل الإعلام الدولية، فعّل غوغل وتويتر في سوريا خدمة “تويت فويس” الذي كان فعّله أثناء فترة الثورة المصرية في 2011. ويتيح هذا النظام إرسال تغريدات عبر رسائل صوتية على هواتف جوالة.

وقالت منظمة العفو الدولية إن قطع الاتصالات “يمكن أن يشير الى نية السلطات إخفاء حقيقة ما يجري في البلاد عن أعين العالم” واتهم ناشطون النظام بالتحضير لـ”مجزرة”.

واستمرت المعارك على مشارف طريق المطار حتى فجر الأربعاء بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وتواصلت المعارك وعمليات القصف كامل النهار في الغوطة الشرقية المحاذية لمنطقة دمشق، كما في جنوب العاصمة السورية.

وانسحب الجيش السوري من حقل العمر النفطي أحد آخر مواقعه في الشرق القريب من العراق، بحسب المرصد. وحقق المعارضون المسلحون العديد من النقاط من خلال السيطرة على هذه المنشأة الاستراتيجية ومد سيطرتهم في الشرق الذي يسيطرون على مناطق واسعة منه.

وفي طوكيو، دعت مجموعة عمل “أصدقاء الشعب السوري” أمس الى فرض حظر نفطي على دمشق.

(اف ب، رويترز، يو بي اي)

تظاهرات في أنحاء سوريا تحت شعار “ريف دمشق: أصابع النصر فوق القصر

                                            خرجت أمس عشرات التظاهرات في أنحاء مختلفة من سوريا تحت شعار “ريف دمشق: أصابع النصر فوق القصر، في إشارة الى قصر الرئاسة الذي يقع في منطقة دمر بريف دمشق، فيما قصفت طائرات سلاح الجو السوري أهدافاً قرب طريق مطار دمشق وقالت شركة طيران إقليمية أن العنف عطل الرحلات الدولية إلى العاصمة، فيما كانت الاتصالات لا تزال مقطعوعة.

وبشأن جنديي السلام النمسويين اللذين أصيبا أول من أمس، قال متحدث إسرائيلي إنهما نقلا إلى مستشفي في إسرائيل أمس لتلقي العلاج وحالتهما ليست خطيرة.

ومع استمرار المعارك، تتفاقم مشكلة المدنيين السوريين. وفي هذا السياق أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة أمس أن نحو 250 ألف نازح مسجلون في حمص وحدها.

سياسياً، حط أصدقاء سوريا أمس في طوكيو، حيث أكد المجتمعون مجدداً دعوة كل الدول إلى فرض حظر على منتجات دمشق النفطية. وفي واشنطن، قال مسؤولون أميركيون إن الإدارة الأميركية تتجه للاعتراف بالمعارضة السورية كممثل شرعي للشعب السوري.

تظاهرات

فقد خرجت تظاهرات في بعض مناطق سوريا أمس تحت شعار “ريف دمشق: أصابع النصر فوق القصر”، في إشارة الى معارك ريف دمشق الضارية المتواصلة منذ أسابيع والتي ينظر إليها المعارضون على أنها مدخل إلى العاصمة وبالتالي إلى القصر الرئاسي حيث بشار الأسد.

ووجه المتظاهرون في مدينة أعزاز تحية لـ”الجيش الحر” وهتفوا: “الله محيي الجيش الحر”، و”ما في عنا للأبد يسقط بشار الأسد”.

وفي ريف حماة (وسط)، هتف متظاهرون وسط غابة من “أعلام الثورة”، “ثوري سوريا ثوري على القصر الجمهوري”.

وفي الهبيط في محافظة إدلب (شمال غربي)، أنشد عشرات الشبان والرجال “بدنا راسك يا بشار”.

وفي حرستا في ريف دمشق الذي تتعرض مدنه وقراه منذ أيام لقصف متواصل وتشهد معارك دامية، خرج عشرات المتظاهرين إلى مكان يبدو فيها الدمار واضحاً، وحملوا لافتة كتب عليها “فقط من سوريا تدفع ثمن حريتك من دمك ودم أطفالك ومن دمار بيتك وبيت جارك”، مع توقيع “حرستا المنكوبة”.

وكتب تعليق تحت شريط الفيديو على يوتيوب “أقصف ما شئت أن تقصف واقتل ما شئت أن تقتل فلن تفلت من قبضة إرادتنا في إسقاطك وإسقاط زمرتك أيها الطاغية”.

معارك المطار

وقال ناشطون إن قوات نظام بشار اللأسد اشتبكت مع الثوار في محيط بلدتي عقربا وببيلا على الأطراف الجنوبية الشرقية لدمشق.

ويحرز الثوار مكاسب في أنحاء سوريا بالاستيلاء على القواعد العسكرية وتصعيد هجماتهم على دمشق مقر حكم الأسد.

وأخبر ساكن بوسط دمشق رويترز أنه كان يستطيع رؤية دخان أسود يتصاعد من شرق المدينة وجنوبها صباح أمس وأنه كان يسمع دوي قصف متواصل.

وقال مصعب أبو قتادة المتحدث باسم المقاتلين “نريد تحرير المطار نظراً للتقارير التي نراها وأن المعلومات التي لدينا تظهر أن الطائرات المدنية تطير إلى هنا محملة بالأسلحة للنظام. من حقنا وقف ذلك”.

وأبدى ديبلوماسي في دمشق اعتقاده بأن تصعيد القتال في محيط العاصمة جزء من عملية هجومية حكومية هدفها تأمين وعزل وسط العاصمة الخاضع لسيطرة الدولة عن المناطق الريفية التي يسيطر عليها المقاتلون في جنوب العاصمة وشرقها.

وقال ناشطون إن قوات الأسد تقصف أيضاً مدينة داريا الواقعة إلى الجنوب الشرقي من العاصمة لمنع المقاتلين من تعزيز سيطرتهم على منطقة قد تعطي لهم مجالاً لحرية الحركة في جزء من طريق دائري من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي للمناطق الواقعة على الأطراف خارج العاصمة.

وقال مسؤل بشركة طيران بدبي “شركات الطيران لا تنظم رحلات إلى دمشق اليوم”. وعلقت شركتا مصر للطيران والإمارات رحلاتهما إلى سوريا أمس الخميس.

وأكد “المرصد السوري لحقوق الانسان”إن الطائرات تقصف أهدافاً في المناطق الريفية في محيط عقربا وببيلا التي اشتبك فيها المقاتلون مع قوات الأسد.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن طريق المطار مفتوح لكن حركة المرور عليه ضعيفة.

الاتصالات

وانقطعت اتصالات الانترنت ومعظم خطوط الهواتف لليوم الثاني في أسوأ انقطاع للاتصالات في الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهراً.

وقالت مؤسسة كلاودفلير التي تساعد على تسريع حركة مرور بيانات الانترنت على مدونتها إن مخربين ربما قاموا بقطع ثلاثة خطوط اتصالات بحرية في وقت متزامن إلى مدينة طرطوس المطلة على البحر المتوسط وخط أرضي آخر عن طريق تركيا من أجل قطع إرسال الانترنت عن الدولة بأكملها.

وقال رامي (34 عاماً) وهو محاسب مقيم في دمشق لوكالة “فرانس برس” إن “انقطاع الاتصالات أثر على عمل الشركة. عادة الخميس، ننجز معاملات الطلبيات والبريد قبل عطلة نهاية الاسبوع”. وأضاف: “لا بد من إيجاد حل سريع وكأنه لا يكفينا المشاكل الناتجة عن العقوبات الاقتصادية وعن ارتفاع كلفة النقل. الأمر مرهق”.

وقالت غادة، وهي ربة منزل في الخامسة والستين “أنا مضطربة بسبب انقطاع الاتصالات. فابني المقيم في دبي يتصل بي يومياً للاطمئنان علي. لا أستطيع الآن التواصل معه. الوضع متوتر في المدينة، وأنا وحدي، ولا بد أنه قلق علي الآن”.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “لليوم الثاني على التوالي، الانترنت مقطوعة في كافة الأراضي السورية. في بعض المناطق يتم الدخول إلى الانترنت بصعوبة جداً”. وأضاف: “كذلك الاتصالات الهاتفية صعبة جداً”.

واتهمت الولايات المتحدة نظام الرئيس السوري بشار الاسد بقطع شبكات الاتصالات، منددة “بهذا الانتهاك لحريات التعبير ووسائل اتصال الشعب السوري”.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس إن مصادر اتصالات سورية أبلغتها بأن الانترنت واتصالات الهاتف المحمول والأرضي قطعت في دمشق وحماة وحمص وأجزاء أخرى من البلاد.

وتعقيباً على انقطاع الاتصالات قالت فكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في إفادة صحافية ليل الخميس ـ الجمعة: “ندين أحدث هجوم على قدرة الشعب السوري على التعبير عن نفسه والاتصال مع بعضهم البعض. إنه يبين مرة أخرى يأس النظام وهو يحاول التشبث بالسلطة”.

وقالت نولاند: “قدمنا نحو 2000 جهاز اتصالات ومعدات منذ بدء هذه الجهود”, مضيفة آن المعدات تشمل أجهزة كمبيوتر وهواتف وكاميرات. وآضافت: “إنها جميعها مصممة للعمل مستقلة عن الشبكة السورية المحلية وقادرة على الالتفاف عليها للمحافظة على سلامتها وتأمينها من عبث النظام وتنصت النظام والتعطل بواسطة النظام”.

الجريحان النمسويان

وبشأن جنديي السلام النمسويين اللذين أصيبا أول من أمس، قال متحدث باسم مستشفى إسرائيلي إنهما نقلا إلى إسرائيل أمس لتلقي العلاج, وأضاف أنهما ليسا في حالة خطيرة.

وكان الجنديان وهما من قوة تابعة للأمم المتحدة تراقب هدنة بين إسرائيل وسوريا في طريقهما إلى مطار دمشق ليعودا إلى بلدهما لكن سيارتهما حوصرت في تبادل لإطلاق النار بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة.

وذكر التلفزيون الرسمي السوري أمس أن الجنديين أصيبا بالرصاص عندما هاجم مقاتلو المعارضة موقعاً للجيش قرب طريق المطار.

وقال دافيد راتنر وهو متحدث باسم مستشفى رمبام في مدينة حيفا: “الجنديان في العشرينات من العمر وأصيبا بجروح بسبب طلقات رصاص. أحدهما مصاب في الصدر وحالته متوسطة والآخر مصاب في اليد وإصابته خفيفة”. وأضاف أن الجنديين عبرا الحدود برا من سوريا إلى مرتفعات الجولان ونقلا منها على متن طائرة هليكوبتر عسكرية إسرائيلية إلى المستشفى الواقع بالمدينة الساحلية في شمال اسرائيل.

وقال راتنر: “نحن مستشفى مخصص لعلاج جنود الأمم المتحدة المصابين في المنطقة لكن هذه هي المرة الأولى التي نعالج فيها مصابين في الصراع الداخلي في سوريا”.

وتراقب القوة التابعة للأمم المتحدة وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل وسوريا منذ السبعينات. واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية في حرب عام 1967 وضمتها في ما بعد إليها في خطوة لم تحظ قط بالاعتراف الدولي.

41 ألف قتيل

وقد أوقعت أعمال العنف في سوريا أكثر من 41 ألف قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الأسد قبل أكثر من عشرين شهراً.

وأوضح المرصد السوري أن 28 ألفاً و2762 مدنياً قتلوا منذ منتصف آذار 2011، ويشمل هذا العدد المدنيين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية.

كما قتل 10323 عنصراً من قوات النظام و1402 من المنشقين، بحسب المرصد الذي يقول إنه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المراسلين والناشطين في كل أنحاء البلاد وعلى مصادر طبية.

وبين القتلى أيضا 602 من الأشخاص مجهولي الهوية، ما يرفع الحصيلة إلى 41 ألفاً و89.

ولا تشمل هذه الأرقام آلاف المفقودين في المعتقلات، و”عدد كبير من القتلى بين عناصر قوات النظام والمجموعات المقاتلة المعارضة لم يتمكن المرصد من توثيق أسمائهم بسبب تكتم الجانبين على الأعداد حفاظاً على المعنويات”.

أزمة اللاجئين

في جنيف، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس أن نحو 250 ألف نازح مسجلون في حمص، ودعت الأطراف إلى إقامة “ممرات آمنة” للسماح للمدنيين بالفرار من دون أن يتحولوا إلى أهداف.

وأوضحت المتحدثة باسم الوكالة الدولية ميليسا فليمينغ في تصريح إن “الفريق بقيادة ممثلتنا في سوريا أعلن أن (…) الهلال الأحمر العربي السوري سجّل حتى الآن 250 ألف نازح في حمص ومحيطها”.

ولاحظ فريق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين العامل على الأرض من جهة أخرى أن آلاف النازحين يعيشون في “ملاجئ مشتركة من دون تدفئة”.

وقالت فليمينغ إن المفوضية العليا للاجئين قلقة أكثر لأن “نصف المستشفيات لا تعمل” ولأن المدينة تفتقر بشكل خطير إلى المواد الأساسية وخصوصاً الأدوية والملابس والأحذية للأطفال والأغطية.

والمفوضة العليا للاجئين في المنطقة سجلت نحو 465 ألف لاجئ أو أشخاص ينتظرون تسجيلهم، وبينهم أكثر من 137 ألفاً في الأردن وأكثر من 133 ألفاً في لبنان وأكثر من 123 ألفاً في تركيا وأكثر من ستين ألفاً في العراق وأكثر من 9700 في شمال أفريقيا.

ولم يتقدم آلاف آخرون بعد إلى السلطات وبينهم حتى 150 ألفاً في مصر و100 ألف في الأردن و60 إلى 70 ألفاً في تركيا وعشرات الآلاف في لبنان، بحسب المفوضية.

وأعلنت فليمينغ أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قلقة جداً منذ أن أوضح الكثير من اللاجئين السوريين الذين وصلوا أخيراً إلى الأردن، أنهم “تعرضوا للاستهداف” بينما كانوا يفرون من البلد.

ولم ترغب المتحدثة في كشف الطرف الذي يستهدف اللاجئين.

وقالت “ندعو (إلى إقامة) ممرات آمنة” بما يسمح للسوريين بالفرار.

وأشارت فيلمنغ إلى تلقي المفوضية “تقارير مزعجة للغاية من لاجئين سوريين في الأردن يقولون إنهم استهدفوا أثناء فرارهم. تدعو المفوضية كل الأطراف إلى ضمان وصول المدنيين على الأقل إلى ممر آمن إلى خارج البلاد.” ولم يتضح من يستهدف المدنيين الذين يفرون تحت جنح الظلام.

وقالت: “ظلت هذه القرارات سرية للغاية بشكل عام… الناس مذعورون. لا يرغبون في أن تحكى قصصهم”. وأضافت أن بعض العائلات تخدّر أطفالها أثناء الرحلة إلى الحدود حتى يظلوا “هادئين وصامتين”.

وفي سياق متصل، أعلن وزير الداخلية التركي إدريس نعيم شاهين أمس، إن وزارته استحدثت معاملة خاصة للمواطنين السوريين الذي فرّوا من أحداث العنف التي تدور في بلادهم، وذلك لحل مشكلة بقائهم في تركيا من دون إقامة نظامية. وقال إن الوزارة تقوم بمنح السوريين الحاملين لجوازات سفر إقامة لمدة سنة على الأراضي التركية، ما عدا المدن الحدودية.

أصدقاء سوريا

وفي طوكيو، دعت مجموعة عمل “أصدقاء الشعب السوري” أمس إلى تعزيز الضغط على نظام الأسد كما حضت الأسرة الدولية على الوحدة لفرض التغيير في سوريا.

ودانت المجموعة في بيان صدر باسم 63 دولة شاركت في الاجتماع إلى جانب الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي “عمليات القتل وقصف المناطق السكنية المستمرة في سوريا” و”الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان” منذ أن بدأت القوات السورية سحق الحركة الاحتجاجية.

ودعا المشاركون في خامس اجتماع لهم منذ إنشاء المجموعة كل دول العالم إلى فرض حظر نفطي على النظام السوري لكنهم عبروا عن خشيتهم من امتداد النزاع إلى “المنطقة كلها”.

ودعت المجموعة في بيانها “الأسرة الدولية وخصوصاً الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى التحرك بشكل سريع ومسؤول وحاسم (…) لزيادة الضغط على النظام” السوري.

وطالبت بتعزيز العقوبات لتضييق الخناق على النظام السوري مشددة على ان آثارها على السكان سببها الحكومة في دمشق.

وقال البيان ان “المجموعة تدعو قطاعات المال والاعمال الدولية الى الامتثال بالكامل للاجراءات التي اتخذت وستتخذ ضد النظام السوري”.

واضافت المجموعة في بيانها انها “تؤكد دعوتها لكل الدول الى فرض حظر على المنتجات النفطية السورية وعلى الشركات التي تقدم التأمين وإعادة التأمين للسفن التي تنقل منتجات نفطية سورية”.

وحتى الآن، منعت الولايات المتحدة استيراد النفط والغاز من سوريا لكن الاتحاد الاوروبي لم يفعل ذلك بعد.

وعبر البيان عن القلق من “تصعيد العنف وامتداد الازمة الى كل المنطقة (…) وتدهور الوضع الانساني” في البلاد.

كما عبرت المجموعة عن ارتياحها لتوحيد المعارضة السورية في اجتماع عقد في الدوحة في 11 تشرين الثاني، آملة ان يعد هذا الائتلاف للمعارضة السورية “انتقالاً سريعاً وسلمياً من دون استبعاد أحد”.

وبحث مندوبو عشرات الدول في المجموعة طرق جعل العقوبات ضد نظام الرئيس بشار الأسد أكثر فعالية.

وحث وزير الخارجية الياباني كويشيرو جمبا مندوبي الدول الـ67 المشاركة على التوافق من أجل وضع حد لأعمال العنف الدائرة بين مقاتلي المعارضة والنظام السوري منذ آذار 2011.

وقال جمبا لدى افتتاح الاجتماع إن “العنف متواصل منذ أكثر من عشرين شهراً وبات عدد القتلى يتجاوز الأربعين ألفاً، وهناك أزمة انسانية، اننا قلقون جداً من احتمال انتقال الازمة الى مجمل المنطقة”.

واضاف الوزير الياباني ان “مجلس الامن الدولي لم يتحمل مسؤولياته والان بات من الضروري اكثر من ذي قبل ان يتحد المجتمع الدولي” للحد من اعمال العنف.

ويهدف هذا الاجتماع الخامس “لمجموعة العمل الدولية لاصدقاء الشعب السوري حول العقوبات” الى جعل العقوبات ضد نظام الاسد اكثر فعالية وتوسيع مجموعة “الاصدقاء”.

وشاركت أربع دول لاول مرة في هذا الاجتماع هي بنغلادش وكازاخستان وكوسوفو واندونيسيا.

ومعظم اعضاء المجموعة من الدول العربية والغربية.

وسيمهد العمل التقني الذي سيتم انجازه في طوكيو، لاجتماع على مستوى وزاري “لاصدقاء الشعب السوري” سيعقد في 12 كانون الاول في مراكش (جنوب المغرب) والذي سيبحث في “سبل تحقيق مرحلة انتقالية سياسية”، بحسب وزارة الخارجية المغربية.

وعقدت المجموعة أربعة اجتماعات مماثلة (في نيسان في باريس وحزيران في واشنطن وتموز في الدوحة وايلول في لاهاي). وقال بيان الجمعة ان المجموعة ستعقد اجتماعها المقبل في بلغاريا في شباط المقبل.

واشنطن

أما في واشنطن فقد صرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أول من أمس بأن الولايات المتحدة تدرس وسائل زيادة مساعدتها للمعارضة السورية، وفيما لم توضح ما إذا كانت ستعلن اعترافها الكامل بها، قال مسؤولون أميركيون إنها تتجه للاعتراف بالمعارضة السورية كممثل شرعي للشعب السوري.

وقالت كلينتون خلال منتدى نظمته مجلة فورين بوليسي في واشنطن “سندرس بدقة ما يمكننا فعله اكثر”، موضحة ان الولايات المتحدة تراجع باستمرار تقييم الوضع في سوريا. واكدت الوزيرة الاميركية “انني واثقة من ان واشنطن ستقوم بالمزيد في الاسابيع القادمة”. واضافت “لو كان الامر يتعلق بتحد مباشر، اعتقد اننا كنا توصلنا الى خلاصة ما ولكنا اتفقنا واتحدنا ازاء ما يتعين القيام به بدقة وكيفية القيام به”.

لكنها امتنعت عن توضيح ما اذا كانت الولايات المتحدة ستعترف بالائتلاف الجديد الذي شكلته المعارضة السورية ويسعى لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، ممثلاً شرعياً وحيدا للشعب السوري.

وذكرت كلينتون بأن “المعارضة السورية ظلت لفترة طويلة عاجزة عن تقديم رؤية موحدة ومتجانسة لمرحلة ما بعد بشار الأسد”. وأضافت: “ساهمنا بعمق في مساعدتهم على الصمود”.

لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن الولايات المتحدة تتجه نحو الاعتراف بالمعارضة السورية كممثل شرعي للشعب السوري، عند تطويرها الكامل لبنيتها السياسية.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن قرار الاعتراف بالمعارضة السورية كممثل شرعي للشعب السوري يمكن إعلانه في اجتماع أصدقاء سوريا الذي من المتوقع أن تحضره وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في المغرب في 12 كانون الأول المقبل.

وأضافت الصحيفة أن هذا القرار هو أكثر القرارات العاجلة التي تواجه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظرها في كيفية إنهاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ووقف العنف الذي أهلك سوريا.

وذكرت أن الرئيس الأميركي لم يوقّع بعد على الخطوة، ولم تعقد بعد الاجتماعات الهادفة لاتخاذ قرار حول المسألة، لافتة إلى أن الجدال يجري داخل الإدارة الأميركية حول المسائل القانونية بشأن تأثيرات الاعتراف الديبلوماسي، وكيف يمكن لمثل هذه الخطوة أن تؤثر على الجهود الرامية لحث الدعم الروسي لانتقال سياسي في سوريا، والأهم من ذلك، على وضع المعارضة.

ويأمل المسؤولون الأميركيون المؤيدون للخطوة باستخدام الاعتراف الرسمي كمكافأة للمعارضة السورية على توحيد المعارضين لحكومة الأسد داخل سوريا وخارجها، وتجسيد بنيتها السياسية لتتمكن من لعب دور موثوق في حال الإطاحة بالأسد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير أنه في حال استطاع قادة المعارضة السورية تقديم مجموعتهم في اجتماع أصدقاء سوريا بالمغرب كمنظمة عاملة، فإن الاعتراف الأميركي قد يلي الاجتماع، في مراكش.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

بان والإبراهيمي يحذران من العنف

                                            اقترب ائتلاف المعارضة السوري الجديد من اختيار رئيس وزراء لقيادة حكومة انتقالية، وفي حين قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الوضع بسوريا “بلغ مستويات مروعة من العنف”، دعا المبعوث الدولي والعربي لسوريا إلى إرسال قوات حفظ سلام “قوية” وتشكيل حكومة انتقالية تنفيذية.

فقد اقترب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من اختيار رئيس وزراء لقيادة حكومة انتقالية بعد محادثات استمرت ثلاثة أيام في القاهرة.

وقال مطلعون في الائتلاف إن من المرجح أن يتم اختيار رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب -الذي يؤيده الأردن ودول الخليج- قبل أو أثناء مؤتمر أصدقاء سوريا في مدينة مراكش بالمغرب في 12 ديسمبر/كانون الأول.

وقال عضو الائتلاف لؤي صافي إن رئيس الوزراء سيكون الموجه للائتلاف مع المجتمع الدولي ويعمل كرئيس لمجلس وزراء بديل جاهز لشغل الفراغ السياسي والأمني حال سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال عضو الائتلاف منذر باخوس إنه يعتقد أن حجاب لديه أفضل الفرص وإنه قام بمخاطرة كبيرة للانشقاق ومنذ ذلك الوقت أعطى انطباعا بأنه خيار متوازن وهادئ.

وبموجب قواعد داخلية للائتلاف تم التوصل إليها في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، سيتم انتخاب رئيس الوزراء بأغلبية بسيطة في الائتلاف. ومن هذه القواعد أنه لا بد أن يكون المرشحون قد أسهموا في الانتفاضة التي بدأت قبل 20 شهرا ضد نظام الرئيس بشار الأسد ولم يلطخهم الفساد.

مستويات مروعة

من ناحية أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الوضع في سوريا “بلغ مستويات مروعة من الوحشية والعنف”، مع تصعيد الحكومة للقصف والغارات الجوية وتكثيف قوات المعارضة هجماتها المسلحة.

وأوضح أنه مع حلول فصل الشتاء هناك زهاء أربعة ملايين شخص في سوريا سيكونون في حاجة للمساعدات، وتوقع أن يصل عدد اللاجئين -الذي يبلغ حاليا نحو 480 ألف شخص- إلى 700 ألف لاجئ بحلول أوائل العام القادم. وناشد تقديم مزيد من المساعدات الإنسانية، وقال إنه سيزور قريبا مخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا لتقييم الموقف.

من جانبه ناشد المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في كلمة أمام الجمعية العامة، المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه الأزمة السورية، ودعا مجلس الأمن لمواصلة العمل على إصدار قرار ملزم بشأن سوريا رغم فشل محاولات سابقة. ويريد الإبراهيمي أن يفضي القرار إلى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية قوية وإجراء انتخابات ونشر قوات لحفظ السلام تراقب وقفا لإطلاق النار وصفه بالضروري.

وقال إن قوات المعارضة حققت مكاسب ميدانية في الأسابيع القليلة الماضية، لكن الحكومة ما زالت واثقة أن لها اليد العليا في الصراع.

وأبلغ الإبراهيمي الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن سوريا تواجه خطر التحول إلى دولة فاشلة، وكثف ضغطه على مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يدعم محاولته للسلام، وقال إن “أي عملية سلام يجب أن تشمل اتفاقا ملزما بشأن وقف كل أنواع العنف”.

ودعا إلى إرسال قوات حفظ سلام “قوية” إلى سوريا وذلك عبر مجلس الأمن. وأضاف أن وثيقة جنيف يجب أن تترجم إلى قرار ملزم لمجلس الأمن.

في المقابل عبر المبعوث السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري عن دعم بلاده الكامل لمهمة الإبراهيمي، وقال إن الحل للأزمة السورية يتشكل في “حل سياسي شامل بين جميع مكونات الشعب السوري للتوافق على بناء سوريا مستقبلية”. وجدد الجعفري رفض بلاده التدخل الخارجي في فرض أي حل.

وقال إن الحكومة بادرت بالدعوة إلى حوار، غير أنها لم تلق استجابة من قبل أغلب أطراف المعارضة، معتبرا أن هناك أطرافا في المعارضة لا ترغب سوى في إسقاط الرئيس بشار الأسد.

بوادر اعتراف

من جانب آخر قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الخميس إن الولايات المتحدة تدرس وسائل زيادة مساعدتها للمعارضة السورية، وأضافت “سندرس بدقة ما يمكننا فعله أكثر”. وأكدت الوزيرة الأميركية “إنني واثقة من أن واشنطن ستقوم بالمزيد في الأسابيع القادمة”.

وامتنعت كلينتون عن توضيح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعترف بالائتلاف الجديد الذي شكلته المعارضة السورية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري، لكن تقارير صحفية تشير إلى أن هناك مؤشرات لاقتراب واشنطن من الاعتراف بائتلاف المعارضة السورية كممثل للشعب السوري كما فعلت كل من بريطانيا وفرنسا.

وعلى الصعيد الدبلوماسي أيضا، علمت الجزيرة نت أن مصر تفكر بشكل جدي في إغلاق سفارتها بالعاصمة السورية دمشق، وذلك على خلفية التطورات العسكرية الأخيرة.

وقالت مصادر مطلعة إن هذا التفكير يأتي بعدما قامت السفارة بإعادة المصريين الراغبين في العودة إلى بلادهم، علما بأن شركة مصر للطيران قررت وقف رحلاتها إلى سوريا.

وكانت مصر قد سحبت سفيرها شوقي إسماعيل من دمشق بعد اندلاع الثورة، لكن السفارة المصرية ظلت تعمل بطاقم من الدبلوماسيين خلال الفترة الماضية وأسهمت في إعادة عدد كبير من المصريين وأسرهم من سوريا.

معارك وثوار سوريا يسيطرون على حقل نفطي

                                            سجلت معارك عنيفة الجمعة على مشارف مطار دمشق الدولي وذلك للمرة الأولى منذ بداية النزاع في سوريا حيث سيطر الثوار على حقل نفطي جديد في شرق البلاد. في الأثناء أفاد ناشطون بمقتل عائلة بقصف لقوات النظام على حي بدمشق فجر اليوم، في حين قتل 127 الجمعة معظمهم في دمشق وريفها وحلب.

فقد ذكر ناشطون أن الجيش النظامي شن حملة واسعة في الأطراف الشرقية والجنوبية للعاصمة دمشق، حيث توجد قواعد خلفية للثوار، ووصلت المعارك مشارف المطار للمرة الأولى منذ بداية الأزمة في مارس/آذار 2011.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إن “الجيش يريد السيطرة على المناطق التي تقع شرق المطار (الغوطة) حيث يوجد آلاف الإرهابيين وسيحتاج الأمر إلى عدة أيام”.

واستمرت المعارك على مشارف طريق المطار، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في الغوطة الشرقية المحاذية لمنطقة دمشق، كما في جنوب العاصمة السورية.

في هذه الأثناء انسحب الجيش السوري من حقل العمر النفطي أحد آخر مواقعه في الشرق القريب من العراق، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وحقق الجيش الحر تقدما من خلال السيطرة على هذه المنشأة الإستراتيجية ومد سيطرته في الشرق الذي يسيطر على مناطق واسعة منه.

وأوضح المرصد أن قوات النظام انسحبت من الحقل الواقع شمال مدينة الميادين بعدما انسحبت من قبل يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري من حقل الغاز الطبيعي كونكو، وكانت قوات الثوار قد استولت في الرابع من الشهر الجاري على حقل الورد في محافظة دير الزور، وهو الأهم في المنطقة.

ويشير المرصد إلى أنه بعد فقدان حقل الجفرة في الشهر الجاري لم تعد قوات النظام تسيطر إلا على أقل من خمسة حقول نفطية، كلها موجودة شرق مدينة دير الزور.

انقطاع الهاتف والإنترنت

من جهة أخرى لا تزال مناطق واسعة من سوريا لليوم الثاني من دون خدمات الهاتف والإنترنت، وقال ناشطون ومنظمات غير حكومية إنهم يخشون حدوث الأسوأ.

وقالت السلطات السورية إن “أعمال صيانة” سببت هذا الانقطاع، لكن الولايات المتحدة اتهمت النظام السوري بقطع الاتصالات، في حين دعته فرنسا إلى “إعادتها دون تأخير”.

ولتمكين رواد الإنترنت من إرسال معلومات وفي الوقت الذي تضيق فيه السلطات السورية على عمل وسائل الإعلام الدولية، فعل موقعا غوغل وتويتر في سوريا خدمة “تويت فويس” الذي كان فعله أثناء فترة الثورة المصرية في 2011. ويتيح هذا النظام إرسال تغريدات عبر رسائل صوتية على هواتف جوالة.

وقالت منظمة العفو الدولية إن قطع الاتصالات “يمكن أن يشير إلى نية السلطات إخفاء حقيقة ما يجري في البلاد عن أعين العالم” واتهم ناشطون النظام بالتحضير لـ”مجزرة”.

قتلى ومظاهرات

في الأثناء قال المركز الإعلامي السوري إن عائلة مؤلفة من أم وأب وثلاثة أطفال قتلوا جراء قصف براجمات الصواريخ ومروحيات قوات النظام على حي الحجر الأسود بدمشق فجر اليوم.

من جهتها قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 120 شخصا قتلوا الجمعة معظمهم في دمشق وريفها وحلب.

وقال ناشطون إن قصفا كثيفا تعرضت له قرية الزر الواقعة قرب مدينة الشحيل في محافظة دير الزور أدى إلى تهدم عدد من الأبنية وإصابة عشرات. كما أدى لمقتل ثمانية أشخاص من عائلة واحدة بينهم أربعة أطفال.

وبالتزامن خرجت في أنحاء سوريا مظاهرات تحت شعار “ريف دمشق أصابع النصر فوق القصر”.

وأعلنت الجمعية السورية للصحفيين المناهضة للنظام الجمعة أن نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كان الشهر الأكثر دموية للصحفيين في سوريا مع مقتل 13 مراسلا ومواطنا صحفيا في مختلف أنحاء البلاد.

حملة “هنا دمشق” الإلكترونية من كل بقاع الأرض

تفاعل مع الحملة ملايين النشطاء العرب في العالم رداً على قطع كافة وسائل الاتصال

دبي – صخر إدريس

انطلقت حملة “هنا دمشق” على كافة وسائل التواصل الاجتماعي، مثل “فيسبوك” و”تويتر”، بعد قيام النظام السوري بقطع كافة وسائل الاتصال عن العاصمة السورية دمشق يوم الخميس 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وفرض تعتيم إعلامي صارم لأسباب لا تزال غامضة.

وفي ردة فعل على هذا التعتيم وانقطاع كافة وسائل الاتصال، قام ملايين من النشطاء السوريين والعرب خارج سوريا بالمشاركة في حملة “هنا دمشق” من جميع أنحاء العالم، تعبيراً عن الرفض لهذه الممارسات.

وانتشرت في وسائل الاتصال الاجتماعي ملايين التغريدات و”البوستات” التي تشير إلى مكان وجودهم والمدن التي يعيشون فيها بعد إضافة وسم “هنا دمشق”، مثلاً إذا كان الناشط في القاهرة يكتب “هنا دمشق من القاهرة”، وفي لندن يكتب “هنا دمشق من لندن”.

ويعود سبب حملة “هنا دمشق” إلى محاكاة إعلان إذاعة “صوت القاهرة” المصرية عن بثها من العاصمة السورية دمشق، أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، إثر الإعلان عن تأميم قناة السويس، حيث قامت الطائرات الفرنسية والبريطانية بتوجيه ضربات جوية على الأهداف الاستراتيجية لمصر، ونجحت إحدى الغارات في تدمير هوائيات الإرسال الرئيسية للإذاعة المصرية آنذاك، في منطقة صحراء أبي زعبل شمال القاهرة قبل أن يلقي الرئيس المصري جمال عبدالناصر خطبته فوق منبر الجامع، ما سبب توقف الإذاعة المصرية عن الإرسال، وانطلق راديو دمشق في برامجه بعبارة “هنا القاهرة من دمشق”، تعبيراً عن الوقوف بجانب مصر، لتحذو عدة إذاعات عربية في عدة عواصم حذو راديو دمشق في بدء برامجها بعبارة “هنا القاهرة من …”.

الجدير بالذكر أن الحملة لم تقتصر على السوريين فقط، بل تفاعل معها الملايين من العرب في العالم وخاصة المصريين.

وعبارات “هنا دمشق” و”هنا القاهرة” و”هنا عمان”، عبارات شهيرة دائماً ما تفتتح المحطات العربية بها برامجها.

“أنونيماس” تعلن حرباً على دمشق.. وسوريا بلا إنترنت

القراصنة ينوون “إزالة” كل المواقع الحكومية وبدؤوا بتعطيل موقع السفارة السورية في بلجيكا

بيروت – رويترز

قالت شبكة “أنونيماس” العالمية، التي تجمع العديد من قراصنة الإنترنت، إنها ستسعى لإغلاق المواقع الحكومية السورية في أنحاء العالم، رداً على قطع خدمات الإنترنت في البلاد فيما يعتقد أنه يهدف إلى إسكات المعارضة

السورية.

وانقطعت الاتصالات في سوريا منذ أمس الخميس عندما توقفت خدمات الإنترنت في منتصف اليوم، كما تعطلت خطوط الهاتف الأرضي وشبكات الهاتف المحمول بشكل كبير.

وقالت شبكة “أنونيماس”، وهي تجمع واسع يضم جماعات تسلل على الإنترنت تعارض الرقابة على الشبكة العنكبوتية، إنها ستسعى لإزالة كل المواقع الإلكترونية التابعة لحكومة الأسد خارج سوريا بدءاً بمواقع السفارات.

وبحلول الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش اليوم الجمعة، كان موقع السفارة السورية في بلجيكا معطلاً، لكن موقع السفارة السورية في الصين الذي قالت “أنونيماس”، إنها ستبدأ به هجومها كان لا يزال يعمل. وتعطلت معظم مواقع الوزارات السورية، لكن هذا التعطل ربما يكون بسبب انقطاع الإنترنت في سوريا.

قطع ثلاثة كابلات تحت البحر وكابل بري

وكانت الحكومة السورية قد أكدت إن إرهابيين هاجموا خطوط الإنترنت في البلاد، ما أدى إلى انقطاعه، لكن المعارضة وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان تشتبه في أن ما جرى هو من عمل السلطات السورية. كما قال خبراء في مجال شبكات الإنترنت إنه من المستبعد إلى حد كبير أن تكون خطوط الإنترنت قد تعرضت لتخريب من جانب معارضي الأسد.

وشرحت شركة “كلاود فلير”، التي تساعد في تسريع تصفح الشبكة الإلكترونية، على مدونتها على الإنترنت، أن المخربين يحتاجون من أجل إحداث هذا العطل الشامل في خدمة الإنترنت في سوريا أن يقطعوا في وقت واحد ثلاثة كابلات تحت البحر تصل إلى مدينة طرطوس الساحلية، كما يحتاجون إلى قطع كابل بري آخر يمر عبر تركيا. وأضافت “كلاود فلير” أنه “من المستبعد أن يكون هذا ما حدث”.

ومن جانبه، قال فيليب لاليو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إن “مسألة قطع الاتصالات تثير قلقاً شديداً”، معتبراً أنها “دليل آخر على ما يفعله نظام دمشق لاتخاذ شعبه رهينة”. ودعا نظام دمشق إلى إعادة تشغيل الاتصالات دون إبطاء.

وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت نظام الرئيس السوري بقطع شبكات الاتصالات، منددة “بانتهاك حريات التعبير ووسائل اتصال الشعب السوري”.

حركة ملاحة مربكة

وفي الوقت نفسه، تستمر منذ الخميس المعارك في محيط الطريق المؤدي إلى مطار دمشق الدولي، إلا أن مديرة مؤسسة الطيران العربي السوري أكدت أن الحركة في المطار طبيعية.

وأوضح مصدر ملاحي أن أي طائرة تابعة لشركة خارجية لم تحط بعد في مطار دمشق اليوم.

وألغت شركة “مصر للطيران”، الخميس، رحلتها إلى دمشق التي كانت مقررة الجمعة لتعذر الاتصال بمكتبها في دمشق.

كما أعلنت شركة “طيران الإمارات”، الخميس، تعليق رحلاتها الجوية إلى العاصمة السورية “حتى إشعار آخر”.

الخطيب: نجحنا في بلورة رؤية لحكومة سورية مؤقتة

رئيس الائتلاف الوطني السوري يطالب واشنطن بموقف أكثر وضوحاً

دبي – قناة العربية

أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد معاذ الخطيب، أن الائتلاف ما زال وليداً جديداً، والاعتراف الدولي به حتى الآن في تقدم مستمر، وهو يعتبر جزءاً من الحراك الذي يقوم به الائتلاف.

جاء ذلك خلال مقابلة خاصة مع قناة “العربية” أجراها الزميل حسين قنيبر في القاهرة، وستبث الجمعة 18:30 بتوقيت السعودية.

وأكد الخطيب أن المعارضة السورية مفتوحة أمام مختلف الآراء والتيارات, وأنه ستصدر قريباً قائمة بأسماء أعضاء الائتلاف وقع عليها الجميع، إلا أنه أكد أنهم ما زالوا بصدد مناقشة النظام الأساسي للائتلاف، مضيفاً أن النتائج التي حصدها الائتلاف حتى الآن جيدة.

وأشار إلى أن بعض الأطراف دُعيت إلى الائتلاف لكنها اعتذرت، وأضاف أن الائتلاف ليس برلماناً بل حالة ثورية مهمته إسقاط النظام. وأضاف: “التمثيل في الائتلاف نسبي ولا يعتمد نظام الكوتا في التمثيل”.

ونفى الخطيب وجود عقبات تعترض تشكيل الحكومة المؤقتة، مشيراً إلى أن الائتلاف الوطني السوري نجح خلال اجتماعاته في القاهرة في بلورة رؤيته لهذه الحكومة لكن تشكيلها لا يمكن أن يحصل بسرعة، وأضاف أن الحكومة المؤقتة المقبلة لا بد أن تأتي برافعة قوية تحمل البلد.

وأضاف الخطيب أن على الولايات المتحدة اتخاذ موقف أكثر وضوحاً مما يجري في سوريا، معتبراً أن الدعم الأمريكي للشعب السوري ليس دعماً كافياً.

وأكد أن الشعب السوري لا يتسول حقوقه من أحد وأن هناك استحقاقات سورية على المجتمع الدولي أن يراعيها بدعم ثورته، وتوقع أن يكون هناك دعم مناسب للشعب السوري، وأشار إلى أن ضحايا النظام السوري بلغ عددهم 60 ألفاً.

وطالب الخطيب الشعب السوري بأن يكون يداً واحدة لإسقاط المؤامرات التي يواجهها. وأضاف أن الشعب السوري لم يقع في فخ الطائفية التي يريدها النظام.

مقتل 10 وحكومة سوريا تعيد حقل نفط

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 10 أشخاص قتلوا برصاص قوات الأمن السورية، السبت، في حين استعادت القوات الحكومية السورية السيطرة حقل نفطي في محافظة دير الزور شرقي البلاد، كانت انسحبت منه مساء الخميس.

ونقل المرصد السوري عن ناشطين في دير الزور قولهم إن “القوات النظامية عادت وتموضعت في حقل العمر النفطي”، مشيرا إلى أن قوامها يبلغ نحو 150 جنديا معززين بآليات ثقيلة.

وكان المرصد أفاد أن القوات النظامية انسحبت الخميس من هذا الحقل الذي يعد “آخر مركز تواجد لها شرق مدينة دير الزور”.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس أن المقاتلين المعارضين “يتواجدون على بعد كيلومترات من هذا الحقل، ولم يدخلوا إليه خشية أن يكون ملغما”.

وأوضح أن القوات التي أعادت الانتشار “هي نفسها التي انسحبت، وهي معززة بدبابات وناقلات جند مدرعة”.

وكان المقاتلون سيطروا في الرابع من نوفمبر على حقل الورد النفطي في محافظة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية.

وكانت القوات النظامية فقدت السيطرة على “معمل وحقل غاز كونوكو في 27 نوفمبر”، بحسب المرصد الذي أشار إلى انشقاق 45 عسكريا منه”.

كما فقدت هذه القوات السيطرة على حقل الجفرة في 18 نوفمبر في معركة قتل فيها أكثر من خمسين شخصا، بحسب المرصد الذي أوضح أن القوات النظامية “لا تزال تسيطر على حقول نفط التيم والمزرعة والخراطة والمهاش والبشري في الريف الغربي لمدينة دير الزور”.

وتراجع إنتاج النفط في سوريا منذ بدء الاضطرابات في البلاد في منتصف مارس 2011.

ويرى الخبراء أن استيلاء المقاتلين المعارضين على حقول نفط وغاز لن يؤثر كثيرا على ميزان القوى لأن عددا كبيرا من هذه الحقول كانت تستثمره شركات أجنبية غادرت البلاد، وليس بإمكان المقاتلين الإفادة منها.

وميدانيا، تتعرض مناطق في ريف دمشق للقصف من قبل القوات الحكومية التي تحاول السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين فيها، بحسب المرصد.

وقال المرصد في بريد إلكتروني “تتعرض منطقة البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة (في غرب دمشق) ومدينة داريا في ريف العاصمة للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول فرص سيطرتها على البساتين المحيطة بالعاصمة وتشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة”.

من جهتها، أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى أن مدينة دوما شرق العاصمة تتعرض “لقصف مستمر منذ أكثر من ساعة براجمات الصواريخ”.

ويتعرض ريف دمشق منذ فترة لعمليات عسكرية متصاعدة، لا سيما في اليومين الماضيين مع بدء القوات الحكومية حملة واسعة أدت إلى إغلاق طريق مطار دمشق الدولي، بينما دارت اشتباكات في محيطه، بحسب ما أفاد ناشطون الجمعة. وأعلنت السلطات السورية مساء الثلاثاء أن الطريق “آمن”.

في حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ أكثر من أربعة أشهر، تحدث المرصد عن “اشتباكات في محيط مدرسة المشاة بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة” يحاولون اقتحامها بعد حصار مستمر منذ أيام”.

كذلك، تتعرض أحياء بستان القصر والسكري في جنوب المدينة والحيدرية (جنوب شرق) للقصف من القوات الحكومية.

في محافظة حمص (وسط)، تتعرض مدينة القصير للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول استعادة أحياء في مدينة حمص ومناطق في ريفها تخضع لسيطرة المقاتلين المعارضين.

حجاب قد يقود الحكومة السورية الانتقالية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

رجح أعضاء في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن يتم اختيار رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب رئيسا للحكومة الانتقالية في سوريا، بعد سقوط النظام الحالي بقيادة بشار الأسد، وقالوا إن حجاب أقوى مرشح لهذا المنصب.

واقترب ائتلاف المعارضة السوري الجديد من اختيار رئيس وزراء لقيادة حكومة انتقالية بعد محادثات استمرت ثلاثة أيام في القاهرة.

وانشق حجاب في أغسطس بعد كان عضوا لفترة طويلة في حزب البعث بزعامة الرئيس بشار الأسد. وقال مطلعون في الائتلاف أن من المرجح أن يتم اختيار حجاب الذي يؤيده الأردن ودول الخليج قبل أو أثناء اجتماع لمؤتمر أصدقاء سوريا منتصف ديسمبر.

وقال لؤي صافي، عضو الائتلاف، أن رئيس الوزراء سيكون الموجه للائتلاف مع المجتمع الدولي، ويعمل كرئيس لمجلس وزراء بديل جاهز لشغل الفراغ السياسي والأمني حال سقوط الأسد.

وقال عضو الائتلاف منذر باخوس إنه يعتقد أن حجاب لديه أفضل الفرص، وإنه قام بمخاطرة كبيرة للانشقاق ومنذ ذلك الوقت أعطى انطباعا بأنه خيار متوازن وهادئ. وباخوس معارض مخضرم اضطر للهروب من سوريا في السبعينات.

وبموجب قواعد داخلية للائتلاف تم التوصل إليها في ساعة متأخرة من الليلة الماضية سيتم انتخاب رئيس الوزراء بأغلبية بسيطة في الائتلاف والذي يشغل فيه الإخوان المسلمون وحلفاؤهم أكثر من 50 في المائة من المقاعد.

وتقول القواعد الداخلية التي تم التوصل إليها في الساعة الثانية صباحا (منتصف الليل بتوقيت جرينتش) إنه لا بد وأن يكون المرشحون قد أسهموا في الانتفاضة التي بدأت قبل 20 شهرا ضد الأسد ولم يلطخهم الفساد.

وشكل الائتلاف في وقت سابق الجمعة هيئة تنفيذية بعد أقل من شهر من إنشاء هذا الائتلاف بدعم غربي وعربي. ويرأس “الجمعية السياسية” المؤلفة من 11 عضوا معاذ الخطيب، الرئيس الحالي للائتلاف .

ومن المقرر أن تضم نائبيه والأمين العام للائتلاف، رجل الأعمال المدعوم من قطر مصطفى الصباغ، الذي ظهر كواحد من أقوى الشخصيات في الائتلاف الجديد.

لكن مندوبين قالوا إن المندوبين أخفقوا في الاتفاق على أسماء الأحد عشر عضوا بعد إجراء انتخابي مطول، وأجلوا اتخاذ قرار بشأن هذه القضية.

والقت الصراعات السياسية بظلالها على المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام في القاهرة مع تحول جماعة الإخوان المسلمين إلى لاعب مؤثر للغاية.

ويقول اعضاء في الائتلاف يتابعون التغيرات في عضوية الائتلاف إنه منذ تشكيل الائتلاف في قطر في وقت سابق هذا الشهر بدعم غربي، تمكنت جماعة الإخوان سريعا من حشد كتلة تمثل أغلبية بحكم الأمر الواقع.

واعترفت فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول خليجية عربية بالفعل بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري. وما زالت الولايات المتحدة متحفظة بشأن الاعتراف بالائتلاف.

151 قتيلا بسوريا و”مجزرة” جديدة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 151 شخصا، الجمعة، في مناطق سورية مختلفة باشتباكات بين الجيشين السوري والحر، وبالقصف على عدد من المدن السورية، فيما قالت المعارضة إن القوات السورية نفذت “مجزرة” في ريف دمشق راح ضحيتها 25 شخصا.

وقالت لجان التنسيق المحلية إنه مع انتهاء يوم الجمعة استطاعت اللجان توثيق 151 قتيلا بينهم ثلاثة عشر طفلا و خمسة سيدات، و 70 قتيلا في دمشق وريفها بينهم خمسه وعشرين قتيلا في مجزرة ببلدة بيت سحم. كما سقط22 قتيلا في حلب و17 في درعا معظمهم في بلدة طفس، و 10 في ديرالزور ,و10 في إدلب، وثمانية شهداء في حمص، إضافة إلى شهيد في حماه.

من جانب آخر، قال مسؤول في شركة للطيران بمنطقة الخليج إن مطار دمشق لا يستقبل رحلات، الجمعة، وذلك بعد يوم من اندلاع اشتباكات قرب المطار أدت إلى قطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة السورية دمشق.

وأضاف المسؤول المقيم في دبي: “شركات الطيران لا تعمل في دمشق اليوم (الجمعة) لأن المطار لا يستقبل أي رحلات”.

في المقابل، أظهرت جداول الرحلات الجوية على مواقع الطيران على الإنترنت أن شركتي طيران تتخذان من الخليج مقرا لهما هما: فلاي دبي والعربية للطيران ستسيران رحلاتهما إلى دمشق الجمعة.

وتواصلت المعارك ليلة الجمعة في محيط مطار دمشق الدولي، حيث أوقفت شركات عدة رحلاتها إلى المطار، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون، وذلك رغم إعلان السلطات السورية مساء الخميس أن “طريق المطار آمن”.

أفادت لجان التنسيق عن وقوع “اشتباكات في محيط المدرج الغربي للمطار”، مشيرة إلى أن “الثوار قصفوا ثكنة عسكرية لقوات النظام مكلفة بحماية المطار قرب حران العواميد، ووقعت اشتباكات قوية سيطر فيها الثوار على مسافة من طريق المطار بين الجسر الثاني والجسر الرابع”.

وذكر المرصد السوري أن مواطنين قتلا في “إطلاق رصاص على حافلة تقل عددا من موظفي مطار دمشق الدولي على طريق المطار”، مشيرا إلى تعرض بلدات وقرى العبادة والقيسا والعتيبة وحران العواميد وداريا والمعضمية ومدينة دوما في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية”.

وأعلنت وزارة الإعلام السورية مساء الخميس أن “الطريق إلى مطار دمشق الدولي آمن بعد اعتداءات من مجموعة إرهابية مسلحة على السيارات العابرة وتدخل الجهات المختصة”.

وأعلنت شركة طيران الإمارات التابعة لإمارة دبي، الخميس، تعليق رحلاتها الجوية “حتى إشعار آخر” مع العاصمة السورية. ولم يعرف شيء عن حركة الملاحة بشكل عام في المطار الجمعة.

بان غي مون “مذعور”

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون إن الصراع المستمر في سوريا منذ 20 شهرا بلغ “مستويات جديدة ومروعة من الوحشية والعنف”مع تصعيد الحكومة للقصف والغارات الجوية وتكثيف قوات المعارضة هجماتها المسلحة.

وتحدث بان والوسيط الدولي في الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الثورة ضد الرئيس بشار الأسد التي بدأت بمسيرات تطالب بالديمقراطية لكنها تحولت إلى صراع مسلح بعد أن قمع الجيش المحتجين.

وقتل في الصراع نحو 40 ألف شخص مما يجعله أعنف انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بحكام مستبدين في تونس ومصر وليبيا واليمن منذ أوائل العام الماضي.

وقال بان “صعدت الحكومة حملاتها للقضاء على معاقل المعارضة وكثفت القصف والغارات الجوية… كما كثفت العناصر المعارضة هجماتها. أنا مذعور وحزين وأندد بالمذابح التي تبدو يومية ضد المدنيين.”

الطائرات السورية تقصف اهدافا للمعارضة في طريق مطار دمشق

بيروت (رويترز) – قصفت الطائرات الحربية السورية اهدافا للمعارضة يوم الجمعة قرب طريق مطار دمشق وقالت شركة طيران بالمنطقة ان العنف عطل الرحلات إلى العاصمة.

وقال ناشطون ان قوات الامن اشتبكت مع المقاتلين الذين يحاولون الاطاحة بالرئيس بشار الاسد في محيط بلدتي عقربا وببيلا على الاطراف الجنوبية الشرقية لدمشق.

وانقطعت اتصالات الانترنت ومعظم خطوط الهواتف لليوم الثاني في اسوأ انقطاع للاتصالات في الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهرا والتي قتل فيها 40 الف شخص في حين لاذ مئات الالاف بالفرار من الدولة التي شرد فيها ملايين من المواطنين أيضا.

ويحرز المقاتلون – وغالبيتهم من السنة المناهضين للاسد الذي ينتمى للطائفة العلوية الشيعية التي تمثل اقلية – مكاسب في انحاء سوريا بالاستيلاء على القواعد العسكرية وتصعيد هجماتهم على دمشق مقر حكم الاسد.

وأبلغ ساكن في وسط دمشق رويترز انه شاهد دخانا أسود يتصاعد من شرق وجنوب المدينة صباح الجمعة وانه يسمع دوي قصف متواصل. وقال التلفزيون الحكومي ان قوات الاسد تقاتل المعارضة المسلحة في هذه المناطق.

وقال مصدر في سلطة الطيران المدني بالأردن ان رحلتين للخطوط الجوية السورية عبرتا الاجواء الاردنية في طريقهما إلى دمشق مساء الجمعة وان مطار دمشق مفتوح رغم تجنب شركات الطيران العالمية له.

ونقل التلفزيون الحكومي السوري عن رئيس مؤسسة الطيران العربية السورية قوله ان الخدمات جارية بشكل منتظم وطبقا للجدول المقرر.

وعلقت شركتا مصر للطيران وطيران الامارات رحلاتهما إلى دمشق بسبب العنف الاخير ولا توجد مؤشرات على ان العربية للطيران وفلاي دبي أرسلتا رحلات مقررة الجمعة.

وقال مسؤول بشركة طيران في دبي “شركات الخطوط الجوية لا تنظم رحلات إلى دمشق اليوم.”

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن وهو جماعة تابعة للمعارضة إن الطائرات تقصف اهدافا في المناطق الريفية في محيط عقربا وببيلا التي اشتبك فيها المقاتلون مع قوات الاسد.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان طريق المطار مفتوح لكن حركة المرور به ضعيفة.

وقال معارض مسلح اتصلت به رويترز عبر الهاتف انه على طريق المطار وان مقاتليه لن يسمحوا بأن يواصل المطار العمل. وقال “لن نفتح الطريق أبدا. لا يزال مغلقا وسيظل مغلقا. لن نسمح للطائرات بالوصول.”

وقال مقاتلون ان قذيفة مورتر واحدة على الاقل اطلقت على المطار اثناء الاشتباكات يوم الخميس.

وقال مصعب ابو قتادة المتحدث باسم المقاتلين “نريد تحرير المطار نظرا للتقارير التي نراها وان المعلومات التي لدينا تظهر ان الطائرات المدنية تطير إلى هنا محملة بالاسلحة للنظام. من حقنا وقف ذلك.”

وقال مسؤولون امريكيون واوروبيون ان المقاتلين يحرزون مكاسب في سوريا بما يؤدي الى تآكل سلطة الاسد تدريجيا لكنهم قالوا ان دفة القتال لم تنقلب تماما لمصلحتهم.

وقال دبلوماسي في دمشق إنه يعتقد ان تصعيد القتال في محيط العاصمة جزء من عملية هجومية حكومية هدفها تأمين وعزل وسط العاصمة الخاضع لسيطرة الدولة عن المناطق الريفية التي يسيطر عليها المقاتلون في جنوب العاصمة وشرقها.

وقال ناشطون ان قوات الاسد تقصف ايضا مدينة داريا الواقعة إلى الجنوب الشرقي من العاصمة لمنع المقاتلين من تعزيز سيطرتهم على منطقة قد تعطي لهم مجالا لحرية الحركة في جزء من طريق دائري من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي للمناطق الواقعة على الاطراف خارج العاصمة.

وقال دبلوماسي “لا اعلم ما اذا كان القصف قد نجح في دفع مقاتلي الجيش السوري الحر للتقهقر فالتجربة تظهر انهم يعودون بسرعة على أية حال”. وأضاف “يبدو اننا ندخل مرحلة حاسمة من هجوم دمشق”.

وتوقفت خدمات الانترنت في سوريا يوم الخميس في خطوة انحى فيها الناشطون باللائمة على السلطات لكن السلطات عزت الانقطاع إلى هجوم “ارهابي” او عطل فني.

وقالت شركة كلاود فلير التي تساعد في تسريع تصفح الشبكة الالكترونية على مدونتها على الانترنت ان المخربين يحتاجون من أجل احداث هذا العطل الشامل في خدمة الانترنت في سوريا لأن يقطعوا في وقت واحد ثلاثة كابلات تحت البحر تصل إلى مدينة طرطوس الساحلية إلى جانب قطع كابل بري آخر يمر عبر تركيا.

وأضافت كلاود فلير “من المستبعد أن يكون هذا ما حدث.”

وقال فيليب لاليو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان مسألة قطع الاتصالات تثير “قلقا شديدا”.

وقال “إنها دليل آخر على ما يفعله نظام دمشق لاتخاذ شعبه رهينة. ندعو نظام دمشق إلى اعادة تشغيل الاتصالات دون إبطاء.”

(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

من دومينيك ايفانز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى