أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 09 شباط 2013

معركة الحسم تقترب من دمشق مع غياب الحل السياسي

لندن، دمشق، بيروت – «الحياة»، اب، رويترز، ا ف ب

في ظل حال الجمود السياسي وغياب اي مبادرات عملية مقبولة من النظام والمعارضة للوصول الى حل سياسي للازمة السورية عادت الانظار تتجه الى الحسم العسكري. وزاد من هذه التوقعات نشوب معارك في احياء دمشق اعتبرت من اعنف المعارك التي شهدتها العاصمة السورية منذ تموز (يوليو) الماضي. ويبدو ان الحرب التي دمرت احياء كاملة في مدن سورية اخرى تقترب الآن من قلب دمشق الذي ظل الى حد بعيد بمأمن من القتال العنيف.

وتركزت الاشتباكات امس على الطريق السريع الذي يربط دمشق بمناطق الشمال السوري. واكد احد المقاتلين الذي اطلق على نفسه لقب «ابو الفدا» في حديث عبر خدمة «سكايب» لوكالة «اسوشييتد برس» ان احد حواجز قوات النظام على هذا الطريق اصبح منذ امس (الجمعة) في يدي المعارضة. وقال ان المقاتلين اصبحوا الآن على بعد نصف كيلومتر فقط من ساحة العباسيين في وسط دمشق.

ويعتبر كل من النظام والمعارضة ان معركة دمشق ستكون المعركة الفاصلة التي ستحسم النزاع في سورية. وتقيم قوات النظام شبكة من الحواجز على مداخل العاصمة لم يتمكن الثوار حتى الآن من احداث اختراقات مهمة فيها.

وقال نشطاء معارضون إن قوات النظام حاولت صد مقاتلي المعارضة في محاولة لاستعادة السيطرة على أجزاء من الطريق الدائري في دمشق، بينما يحاول المقاتلون تطويق العاصمة. اذ اخترقوا الخطوط الدفاعية للنظام في منطقة الغوطة الشرقية قبل يومين وسيطروا على أجزاء من الطريق ودخلوا حي جوبر الواقع على بعد كيلومترين عن مقرات الأجهزة الأمنية الرئيسية للنظام.

كما وقعت اشتباكات عنيفة في تقاطع حرملة على الطريق الدائري جنوب جوبر الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة. وأطلقت الطائرات المقاتلة صواريخ على أحياء جوبر والقابون وبرزة.

وتقول مصادر المعارضة انها لا تعتزم في الوقت الحاضر البقاء على الطريق الدائري، لأن هذا الطريق اصبح غير آمن لامدادات قوات النظام حتى لو انسحب مقاتلو المعارضة منه، وبالتالي فانهم لا يعتزمون البقاء فيه اذا زادت خسائرهم، لأنهم يستطيعون قصفه في اي وقت بعد ان نشروا القناصة في حي جوبر الذي ازيلت منه متاريس الجيش او تمت محاصرتها.

ويبدو ان هدف المعارضة هو الآن التقدم ببطء نحو دمشق. ونقلت وكالة «رويترز» عن احد سكان حي جوبر ان هجوم المعارضة على الطريق الدائري سمح لها بربط هذا الحي بالغوطة الشرقية، وهي منطقة ضواحي ومزارع يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

ومع وجود خط إمداد لقواعد الجيش السوري على الساحل، لا تزال قوات النظام تتمركز في جبل قاسيون على الطرف الشمالي الغربي من دمشق وتقصف الضواحي من هناك. ويقول قادة مقاتلي المعارضة إنهم ارتكبوا أخطاء في الماضي عندما دخلوا دمشق ومدناً أخرى قبل أن يقطعوا خطوط إمداد قوات النظام.

وردت قوات النظام على تقدم المعارضة بقصف عنيف لمناطق في دمشق ومحيطها واستخدمت الطيران الحربي في محاولة لصد المقاتلين المعارضين. وقصف الطيران كذلك بلدات الغوطة الشرقية، تزامنا مع اشتباكات وقصف على اطراف حي جوبر، الذي يتعرض لقصف من قوات النظام، مثل حي القابون في الشمال الشرقي.

وفي جنوب دمشق دارت اشتباكات في حي القدم، بعد تعرض هذا الحي وحيي العسالي والحجر الاسود المجاورين للقصف بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة. كما تعرضت مدينة داريا للقصف.

وفي محافظة ادلب، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان طائرات حربية نفذت غارات جوية على مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة في ريف ادلب. وتحاول القوات النظامية استعادة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المعارضون في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، ما سمح لهم باعاقة امدادات القوات النظامية المتجهة الى مدينة حلب التي تشهد معارك يومية منذ تموز الماضي.

وفي محافظة حلب، تعرضت مناطق في مدينة السفيرة للقصف من قوات النظام التي تحاول استعادة السيطرة عليها بعد وصول ارتال منها الى شرقها. وقال المرصد ان مقاتلين من «جبهة النصرة» ومن فصائل اخرى يحاولون منذ اشهر السيطرة على هذه المدينة.

من جهة اخرى قال ناطق باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان نحو خمسة آلاف سوري يفرون من بلادهم يوميا هربا من اعمال العنف. وتتوقع الامم المتحدة ان يصل عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار الاربع (تركيا، لبنان، الاردن، والعراق) الى نحو مليون ومئة الف شخص بحلول حزيران (يونيو) المقبل، اذا استمر الوضع على ما هو عليه.

                      أوباما رفض تسليح المعارضة السورية حماية لأميركا واسرائيل

وهولاند يستبعد رفع أوروبا الحظر على الأسلحة

    و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ

استخدمت القوات النظامية السورية الطائرات الحربية في محاولة لصد المقاتلين المعارضين الذين يحاولون منذ الاربعاء التقدم نحو وسط دمشق. وهذه هي اعنف المعارك تشهدها المناطق المحيطة بالعاصمة منذ تموز الماضي. وأفاد ناشطون عن ارتفاع عدد ضحايا تفجير اوتوبيس قرب معامل الدفاع في ريف حماه بوسط سوريا الاربعاء، الى 60 قتيلا بينهم 11 امرأة،  غالبيتهم من السلمية وجوارها في محافظتي حمص وحماه، مع “وجود جرحى في حالة الخطر”. واعلنت الامم المتحدة ان خمسة آلاف شخص يغادرون سوريا يوميا من جراء النزاع.

في غضون ذلك، أبدى وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في مقابلة مع التلفزيون السوري الرسمي استعداد الحكومة السورية للحوار مع المعارضة ولكن “من دون شروط مسبقة”، في ما يشكل رداً على اقتراح رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أحمد معاذ الخطيب.

وقال: “الباب مفتوح… لاي سوري يريد أن يأتي الينا ويناقشنا ويحاورنا”، مشدداً على “اننا عندما نتحدث  عن حوار، نتحدث عن حوار غير مشروط ولا يقصي احدا… في النقاش لا اقصاء لموضوع ولا شروط مسبقة”.

وكان الخطيب اشترط لبدء الحوار الافراج عن 160 الف معتقل من السجون السورية وتجديد جوازات سفر شخصيات من المعارضة في الخارج وأمل النظام السوري حتى الاحد كي يفرج عن النساء المعارضات والا اضطر الى سحب عرضه للحوار.

وفي واشنطن، صرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بأن الرئيس الاميركي باراك اوباما رفض العام الماضي تسليح المعارضين السوريين من أجل حماية المدنيين والاسرائيليين وضمان أمن الولايات المتحدة. وقال ان المشكلة في سوريا ليست في نقص السلاح، ملمحا الى ان المعارضين يتلقون ما يكفي من الاسلحة عبر دول مجاورة وان نظام بشار الاسد يتلقى الدعم من ايران. واشار الى ان الاولوية بالنسبة الى واشنطن هي ضمان عدم وقوع السلاح في أيدي من يمكن ان يهددوا أمن “الولايات المتحدة وسوريا او اسرائيل”.

هولاند

 وفي بروكسيل، أفاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان الاتحاد الاوروبي لن يرفع الحظر عن الاسلحة المرسلة الى المعارضين السوريين ما دام ان امكان الحوار السياسي لتسوية الازمة قائماً.

وقال ان الموضوع لم يطرح للنقاش خلال اجتماعات المجلس الاوروبي، لكن الحظر “لا يمكن رفعه، كما يرى بعض البلدان، الا اذا تأكد لنا انه لم يعد هناك اي امكان للحوار السياسي… ولكن قبل ايام، طرح رئيس الائتلاف (الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب) فكرة اجراء حوار مع نائب الرئيس السوري”.

ولاحظ الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي ” لا يزال متمسكا بفكرة اجراء حوار سياسي” على رغم “الخلاصة المزعجة التي توصل اليها عن الوضع في سوريا”.

ويرغب بعض الدول ومنها بريطانيا في ان يعدل الاتحاد الاوروبي الحظر على الاسلحة لتسليم أسلحة الى المعارضين الذين يقاتلون نظام الرئيس الاسد.

وفي مؤشر آخر لانقسام المعارضة، حصلت مشادات بين إسلاميين معارضين ومحتجين ليبراليين خلال تظاهرة في مدينة سراقب بمحافظة ادلب. وكان بعض المتظاهرين  يرفع علم سوريا القديم الذي بات رمزا للثورة السورية وكان البعض الآخر يرفع الأعلام السود الخاصة بالإسلاميين.

وبعد مشادة مزق علم الثورة وكسر ساريته. وألقي علم آخر على الأرض. ومضت المسيرة التي ظلت ترفرف عليها أعلام الإسلاميين والمعارضين. وغلبت الهتافات التي تطالب بالخلافة الإسلامية على هتاف المعارضة الذي يؤكد وحدة الشعب السوري والذي كان يتردد في أنحاء البلاد.

وفي تصريح صحافي أول منذ توليه منصبه مطلع الاسبوع، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري إن واشنطن تفكر في الخطوات الواجب اتخاذها لانهاء النزاع في سوريا، الذي يتسبب “بالكثير من القتل”. وأضاف: “نجري الآن تقويما، ونفكر في الخطوات، اذا كان ذلك ممكنا، الديبلوماسية خصوصا، التي يمكن اتخاذها من أجل تخفيف ذلك العنف والتعامل مع ذلك الوضع”. ولاحظ أن “هناك الكثير من القتل والكثير من العنف ونحن نريد بالطبع ان نسعى الى ايجاد طريقة للتقدم… انه وضع غاية في التعقيد وغاية في الخطورة”. واشار الى انه لم يكن على علم بالقرارات التي اتخذت قبل توليه منصبه، وأنه يخطط للمضي قدما.

تركيا أنفقت 600 مليون دولار على اللاجئين السوريين

أنقرة ـ رويترز: قال وزير مالية تركيا محمد شيمشك الجمعة إن بلاده أنفقت اكثر من 600 مليون دولار على إيواء اللاجئين السوريين خلال الصراع الذي بدأ منذ نحو عامين في سورية.

وأضاف على صفحته الرسمية على موقع تويتر أن الحكومة المركزية أنفقت 610.5 مليون ليرة (344 مليون دولار) من ميزانيتها من هذا المبلغ حتى الخامس من فبراير شباط. وأضاف ان السلطات المحلية وفرت بقية المبلغ.

وتركيا واحدة من أشرس منتقدي الرئيس السوري بشار الأسد. وأرسل حلف شمال الاطلسي أنظمة صواريخ باتريوت دفاعية لحمايتها من امتداد القتال اليها كما قادت تركيا عضو الحلف الدعوات لتدخل دولي لإنهاء الصراع.

وقالت الامم المتحدة اليوم إن أعداد اللاجئين زادت بشدة وإن نحو خمسة آلاف سوري تقريبا يفرون كل يوم بزيادة الفين في اليوم عن أرقام العام الماضي.

وتستضيف تركيا اكثر من 177 الف لاجيء في 16 مخيما بالاضافة الى عشرات الآلاف من السوريين عبروا الى تركيا ويقيمون مع اقارب او في مساكن خاصة وفقا لما تقوله هيئة إدارة الكوارث التركية.

ويشكو مسؤولون حكوميون من أن تركيا تلقت مساعدات انسانية لا تتجاوز 35 مليون دولار من مانحين أجانب نصفها من الامم المتحدة.

وتحرص الحكومة على السيطرة بشكل محكم على جهود المساعدات وتوجه معظمها من خلال المنظمات الاهلية التركية فيما تصفه بمحاولة لضمان تنسيقها بشكل جيد.

وأشار بعض الدبلوماسيين الى أنه يمكن توفير المزيد من التمويل الاجنبي اذا منحت منظمات دولية مثل الامم المتحدة المزيد من السيطرة.

وبلغ إجمالي إنفاق ميزانية الحكومة المركزية التركية 360 مليار ليرة (200 مليار دولار) العام الماضي.

مقتل أكثر من 50 في انفجار بحافلة في محافظة حماة.. وقصف بالطيران في محيط دمشق والنزاع في سورية يدفع خمسة آلاف شخص لمغادرتها يوميا

تظاهرات الجمعة بعنوان ‘واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا’ في دعوة الى توحيد صفوف المقاتلين المعارضين للنظام

بيروت ـ دمشق ـ عمان ـ وكالات: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة ان أكثر من 50 عاملا في مصنع حربي بوسط سورية قتلوا في تفجير وقع في وقت سابق هذا الاسبوع، في الوقت الذي تعرضت فيه مناطق في دمشق ومحيطها الجمعة لقصف عنيف من القوات النظامية التي تستخدم الطيران الحربي في محاولة لصد المقاتلين المعارضين فيما اعلنت الامم المتحدة ان خمسة آلاف شخص يغادرون سورية يوميا جراء النزاع.

وقال المرصد في بريد الكتروني ان مدينة زملكا الى الشرق من دمشق تعرضت ‘لقصف عنيف من القوات النظامية استخدم خلالها الطيران الحربي’، تزامنا مع اشتباكات عنيفة ‘عند اطراف المدينة من جهة المتحلق الجنوبي’، وهو طريق دائري يفصل بين دمشق وريفها من الجهتين الجنوبية والشرقية.

وقصف الطيران الحربي كذلك بلدات الغوطة الشرقية لدمشق، تزامنا مع اشتباكات وقصف على اطراف حي جوبر في شرق دمشق، والذي يتعرض لقصف من القوات النظامية، مثله مثل حي القابون (شمال شرق).

وشهدت مناطق ريف العاصمة قبل يومين تصعيدا في المعارك والقصف هو الاعنف منذ اشهر.

وكان مصدر امني سوري افاد وكالة فرانس برس الاربعاء ان ‘الجيش (النظامي) يشن هجوما شاملا’ بطريقة استباقية على معاقل لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق يستخدمونها كقاعدة خلفية في هجماتهم تجاه العاصمة، موضحا ان الهجوم اتى بعدما علم النظام بأن هؤلاء يحضرون لهجوم في منطقة دمشق.

وفي جنوب العاصمة، تدور اشتباكات في حي القدم، وذلك بعد ساعات من تعرض الحي وحيي العسالي والحجر الاسود المجاورين له للقصف بعد منتصف الليل، بحسب المرصد.

والى الجنوب من العاصمة، تعرضت مدينة داريا (جنوب غرب) للقصف، تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول منذ اكثر من شهرين فرض سيطرتها الكاملة على المدينة.

وقرب مدينة يبرود الواقعة الى الشمال من دمشق، افاد المرصد عن العثور على جثامين ثمانية رجال، افاد ناشطون انهم ‘اختفوا قبل اسابيع قرب حاجز للقوات النظامية’.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، نفذت طائرات حربية غارات جوية على مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة في ريف، ما ادى الى ‘اضرار مادية وانباء عن سقوط جرحى’، بحسب المرصد.

وتحاول القوات النظامية استعادة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المعارضون في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، ما سمح لهم باعاقة امدادات القوات النظامية المتجهة الى مدينة حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ تموز/يوليو.

وفي محافظة حلب، تعرضت مناطق في مدينة السفيرة للقصف من القوات النظامية ‘التي تحاول اعادة السيطرة على المدينة بعد وصول ارتال منها الى شرق المدينة’، بحسب المرصد الذي قال ان مقاتلين من جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة ومقاتلين من كتائب اخرى ‘يحاصرون منذ اشهر معامل الدفاع في المنطقة ويحاولون السيطرة عليها’.

وادت اعمال العنف الخميس الى مقتل 161 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سورية.

والجمعة، افاد المرصد عن ارتفاع عدد قتلى تفجير حافلة قرب معامل الدفاع في ريف محافظة حماة في وسط سورية الاربعاء، الى 54 شخصا بينهم 11 امرأة.

واوضح المرصد ان غالبية ضحايا التفجير هم من منطقة السلمية وجوارها في محافظتي حمص وحماة، مشيرا الى ان العدد ما زال مرشحا للارتفاع ‘بسبب وجود جرحى بحالة خطرة’.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان هذه المعامل ‘لا علاقة لها بالتصنيع العسكري، بل تقوم بصناعة تجهيزات مختلفة من الاغطية والبطاريات والاحذية والملابس’، مشيرا الى ان العاملين فيها هم من المدنيين.

وادى النزاع المستمر منذ اكثر من 22 شهرا الى مقتل اكثر من 60 الف شخص وتهجير اكثر من 700 الف شخص الى الدول المجاورة، بحسب ارقام الامم المتحدة.

والجمعة، اعلن ناطق باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للمنظمة الدولية، ان نحو خمسة آلاف سوري يغادرون بلادهم يوميا هربا من الازمة واعمال العنف.

واشار المتحدث الى ان المفوضية سجلت اسماء نحو 787 الف لاجىء سوري، في تزايد مضطرد عن رقم 515 الفا الذي سجل في نهاية كانون الاول (ديسبمر) المقبل.

اضاف ‘في السابق كانت تصلنا مئات طلبات التسجيل يوميا واليوم تصلنا بالالاف’.

وتتوقع الامم المتحدة ان يصل عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار الاربع (تركيا، لبنان، الاردن، والعراق) الى نحو 1.1 مليون شخص بحلول حزيران (يونيو المقبل، في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.

وكعادتهم كل جمعة، دعا الناشطون المعارضون الى تظاهرات الجمعة بعنوان ‘واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا’، في دعوة الى توحيد صفوف المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد.

وتأتي التظاهرات غداة اقرار وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا انه دعم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في طرحها الصيف الماضي تسليح المقاتلين السوريين.

وبحسب صحيفة ‘نيويورك تايمز’، رفض البيت الابيض الفكرة في ظل تخوف الرئيس باراك اوباما من امكان ان تؤدي الى تأجيج النزاع السوري وتمدد الازمة الى المنطقة بأسرها.

اعتراف بانيتا وديمبسي كشف عن الانقسام حول سورية والبيت الابيض احتكر قرارات السياسة الخارجية

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: كشفت جلسة استماع لكل من وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا، وقائد هيئة الاركان المشتركة الجنرال ريتشارد ديمبسي عن الطريقة التي اثرت فيها الازمة السورية على النقاشات داخل البيت الابيض من جهة والبنتاغون ووزارة الخارجية والاستخبارات – سي اي ايه – من جهة اخرى، ففي سؤال وجهه السناتور الجمهوري الداعي لتسليح المعارضة لبانيتا، حيث ذكر بسؤال مماثل عن سأله عندما لم يتجاوز عدد القتلى 7500 سوري والان تجاوز الستين الفا، ان ايدت وزارة الدفاع خطة تسليح المعارضة والتي تقدم بها مدير الوكالة المركزية ـ سي اي ايه ـ السابق، ديفيد بترايوس لتسليح المعارضة وايدتها وزيرة الخارجية في حينه، هيلاري كلينتون، حيث رد بانيتا بانه كان معها، وآمن ديمبسي على ما قاله بانيتا. وبدا ماكين وكأنه فوجىء بالاجابة حيث، اصدر بيانا بعد الجلسة التي تمت الخميس عبر فيه عن سعادته من موقف البنتاغون.

ويظهر ان الرئيس باراك اوباما قرر تجاوز اراء قادته الكبار والامتناع عن دعم المعارضة السورية. لكن المسؤولين بانيتا وديمبسي قالا بان دعمهما هذا لا يعني انهما لم يدعما موقف الرئيس خاصة ان هناك الكثير من القضايا التي تطرح في موضوع تسليح المعارضة وانهما تفهما موقف الرئيس حسب مسؤول امريكي نقلت عنه صحيفة ‘واشنطن بوست’، والذي اوضح ان كلا من بانيتا وديمبسي ‘لم يمانعا النظر في الفكرة ودراستها وتفهما التعقيدات الناجمة المترتبة على القرار، وعليه فبانيتا قرر دعم قرار الرئيس بالكامل.

وتنبع معارضة اوباما لتسليح المعارضة من الاثار السلبية التي قد ترتد على امريكا خاصة في حالة وقعت اسلحة الولايات المتحدة في ايدي الجماعات الاسلامية المتشددة ومنها من يرتبط بالقاعدة، والتي تتعامل مع الحرب على انها ‘جهاد’ ضد النظام السوري، وتقوم بالتحشيد وتجنيد المقاتلين الاجانب للقضية. ولكن المعلقين يرون ان طول امد النزاع يمنح الجماعات الجهادية ارضية لتعزيز قواها، وبناء قاعدة دعم لها، كما في حالة جماعة النصرة لاهل الشام التي بدأت تقرن ما بين العمل العسكري والاجتماعي في شمال سورية. وقد اعترف مستشار الامن القومي توماس دونيلون بداية الاسبوع بالحقيقة، حيث قال في برنامج تلفزيوني ‘كلما طال امد الحرب كلما جذبت الجماعات المتطرفة اليها ودعتها للانضمام’ الى الحرب، واضاف ان التعامل مع هذه الجماعات في مرحلة ما بعد الاسد سيكون التحدي الاكبر. وحتى الان لم يغير الرئيس الامريكي موقفه،على الرغم من الضغوط الشديدة التي يتعرض لها خاصة مع استمرار نزيف الدم السوري.

وفي لقاء جوزيف بايدن مع زعيم الائتلاف الوطني السوري، فانه لم يقدم له اية تعهدات ولم يحمل معه اي تغيير في الموقف الامريكي. فقد التزمت ادارة اوباما بالدعم الانساني وقدمت 355 مليون دولار على شكل مساعدات انسانية للاجئين والمقاتلين. كما انها قامت بالتأكد هوية المعارضة السورية وقدمت معلومات استخباراتية للدول التي تزود المقاتلين بالاسلحة مثل السعودية وقطر .

مصير خطة بترايوس

وبالنسبة لخطة بترايوس لم يقدم اي من المسؤولين اسباب رفضها من قبل ادارة اوباما الا ما يعرف عن المخاوف من الاسلاميين، لكن مسؤولين امريكيين نقلت عنهم صحيفة ‘نيويورك تايمز’ قالوا ان البيت الابيض خشي ان تتورط امريكا في المستنقع السوري في وقت كان فيه الرئيس الامريكي في منتصف حملته الانتخابية للبقاء في البيت الابيض لولاية ثانية ولهذا لم يرد ان تؤثر الاحداث السورية على حظوظه الانتخابية. ورأت الصحيفة ان ادارة اوباما في ولايتها الاولى بدا انها متحدة على سياسة واحدة فيما يتعلق بالشؤون الخارجية لكن جلسة الاستماع وما كشفته الصحيفة نفسها قبل اسبوع عن خطة بترايوس ودعم كلينتون لها تظهر ان الادارة لم تكن في صف واحد على الاقل فيما يتعلق بالقضية السورية. وتقول الصحيفة ان قرارات السياسية الخارجية كما كشف عنه التبادل الكلامي بين ماكين من جهة وبانيتا وديمبسي من جهة اخرى كانت متمركزة في البيت الابيض.

واقترحت خطة بترايوس تدريب مجموعة من المقاتلين بعد التأكد من هوياتهم وملفاتهم الشخصية وتسليحهم، وان يتم التعاون في انجاز المهمة مع دول الجوار. ومن منافع الخطة لو وافق عليها البيت الابيض هي انشاء قوة حليفة لها اثناء الحرب وفي حالة الاطاحة ببشار الاسد.

كلهم خرجوا الا واحدا

وباستثناء ديمبسي الذي لا يزال على رأس عمله فكل من وافق على الخطة قد انهى خدماته مع الادارة، فبترايوس استقال من منصبه في فضيحة كاتبة سيرته الذاتية، وكلينتون خرجت من الادارة، وبانيتا في الطريق. وعبر مسؤولون عن املهم بعودة فتح الملف من جديد بعد انتخاب اوباما الا ان خروج اللاعبين الرئيسيين من الادارة ادى الى بقائها على الرف. وظلت المعارضة السورية تأمل بقيام واشنطن بتسليح قواتها بطريقة مباشرة او غير مباشرة، لكن ادارة اوباما تمسكت بموقفها. وتقول صحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان الجنرال محمد حسين الحاج علي اخبرها عن لقائه العام الماضي في الاردن مع الجنرال جيمس ماتيس، قائد القيادة المركزية ، حيث طلب منه المساعدة في تسليح المعارضة. ويقول الحاج علي ان ماتيس كان متعاطفا الا ان قلقه الاساسي كان حول الطرف الذي ستذهب اليه الاسلحة. ومع ان الحاج علي اكد له ان الاسلحة لن تقع في الايدي الخطأ الا ان ماتيس الذي وعده بالعودة اليه خلال 48 ساعة بعد عرضه الموضوع على مسؤولي الادارة لم يعد اليه منذ ذلك الوقت. وتشير الصحيفة الى ان تسليح المعارضة موضوع معقد ويقوم على تقييم المنافع العسكرية والسياسية ومن سيقود سورية بعد انهيار النظام. وتنقل عن جيفري وايت المحلل السابق في وكالة الاستخبارات الدفاعية والباحث في معهد واشنطن ان تسليح المعارضة يحسن من كفاءاتهم ويقلل من خسائرهم البشرية كما انه يعطي ادارة اوباما تأثيرا على من سيقود سورية في مرحلة ما بعد الاسد، مشيرا ان القوة التي ستسود سورية في اليوم التالي هي من تملك السلاح الذي سيعطيها التأثير السياسي. لكن دانيال كيرتزر السفير السابق في مصر واسرائيل قال ان البيت الابيض حدد المشكلة اكثر من فريق الامن القومي والتي تتلخص ‘مع من سنتعامل؟’

اقليم تحت السيطرة

جاء هذا في الوقت الذي تواصل فيه المعارضة حملتها العسكرية الجديدة للسيطرة على مدينة دمشق، العاصمة التي ان سقطت بايديها فستكون بداية نهاية النظام، وهذه هي المرة الثالثة التي تهاجم فيها المعارضة المدينة، ولكن الهجوم الجديد هو جزء من حملة موسعة، حيث تحاول فيها المعارضة تطهير مناطق الشمال من التواجد الحكومي وبالتالي اعلانها مناطق ‘محررة’، وتختلف الحملة الجديدة على الاقل في ريف ادلب عن سابقتها بانها منظمة واطلق عليها معركة البنيان المرصوص، وتهدف الى اخراج القوات السورية من الجيوب القليلة التي لا تزال تحت سيطرتها، ومن ادلب المدينة وجسر الشغور، وفي حالة نجحت في عمليتها هذه فانها ستكون قد فرضت سيطرتها بالكامل على محافظة ادلب. وقبل ذلك عليهم تطهير المنطقة حول المدينة، خاصة وادي الضيف.

وتعتبر هذه خطة طموحة وما يميزها هو ان المشرفين عليها محكمة شرعية من الشيوخ الذين تقودهم جماعة النصرة، حيث قامت محكمة الشريعة بجمع شتات عدد من الجماعات من معظم انحاء ادلب، وحصلت على تعهد من قائد كل كتيبة على العمل مع المحكمة وتنفيذ اوامرها والامتناع في الوقت نفسه على التنافس مع بقية الفصائل على جمع ‘الغنائم’ من الجيش السوري والمواقع التي يهرب منها.

وليست هذه هي المرة الاولى التي تقود فيها جبهة النصرة الجهود العسكرية في ادلب، فقد نسقت مع الجماعة السلفية ‘احرار الشام’ في حملة استمرت اسبوعين للسيطرة على المطار العسكري في تفتناز، وقد شاركت الجماعات الاخرى في المراحل الاخيرة من القتال بناء على دعوة من جبهة النصرة. وكما يشير تقرير في مجلة ‘تايم’ فالجبهة قامت بانشاء لجنة عملت على تصنيف ‘غنائم’ الحرب وتقسيمها بين الذين شاركوا في المعركة. وتقول المجلة ان التحدي الاكبر لحملة البنيان المرصوص هي تعدد جبهاتها حيث ترى محكمة الشريعة فيها نموذجا يمكن ان يعاد تكراره في مناطق اخرى ان نجح في ادلب. ونقلت عن شيخ من جبهة النصرة يقود المعركة ان دعوة الفصائل جاء بشرط ‘التعهد بالعمل معا’ مما سيكون مثالا للاخرى.

ومع ان جبهة النصرة هي التي تقود الا ان المجلس العسكري الثوري لادلب التابع للجيش الحر مشارك في العملية حيث نقلت عن قائده قوله ان المحكمة الشرعية لديها السلطة لمحاسبة اي طرف ينكث العهد، مشيرا الى ان المعارك الاخرى كانت تشهد نزاعات وتوترات، وكان كل شخص يأخذ ما يريده من الغنائم ‘ولهذا قررنا انه من الاحسن ان تكون الغنائم في يد محكمة الشريعة حيث يتم توزيعها بناء على المشاركين’.

ومن هنا فالمشاركون في العملية الحالية هم اربعة فصائل. ويأمل المقاتلون بقطع طرق الامدادات من دمشق، حماة وادلب وحلب، حيث نجحوا الى حد كبير بالسيطرة على الطريق او القرى الواقعة حوله. وفي حالة نجاح الحملة الاخيرة فحرب الاستنزاف التي تدور منذ اشهر ستنتهي كما ان الحملات غير المنظمة التي كانت تقوم بها جماعات وتؤدي لخسائر كبيرة بين المقاتلين ستنتهي.

قوات الأسد تحاول صد مقاتلين للمعارضة يقتربون من دمشق.. خمسة الاف سوري يغادرون بلادهم يوميا

مشادات بين علمانيين وإسلاميين نزعوا ‘علم الثورة السورية’

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: شهدت تظاهرة معارضة للنظام السوري في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، تدافعا بين ناشطين معارضين ومتظاهرين اسلاميين نزعوا ‘علم الثورة السورية’، بحسب ما اظهر شريط مصور على شبكة الانترنت، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة إن 54 عاملا في مصنع تابع للجيش بوسط سورية قتلوا حين وقع انفجار بحافلتهم هذا الأسبوع.

وقال المرصد المعارض إن الانفجار وقع يوم الأربعاء الماضي في حافلة كانت تقل العمال أثناء عودتهم لمنازلهم بعد انتهاء نوبة العمل. وأضاف أنه كانت هناك 11 امرأة بين ضحايا الانفجار الذي وقع في منطقة براق على بعد حوالى عشرة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة حماة.

ويظهر الشريط الذي عرضه ناشطون على موقع ‘يوتيوب’، مسيرة يشارك فيها العشرات في مدينة سراقب. وحمل البعض اعلاما سوداء كتب عليها ‘لا اله الا الله محمد رسول الله’، بينما رفع آخرون ‘علم الثورة السورية’ ولافتات.

وهتف المشاركون بشعارات متنوعة، منها ‘قائدنا للابد سيدنا محمد’، و’الله سورية حرية وبس’.

وبعد وقت قصير، يظهر الشريط تدافعا بين شخص يحمل علم الثورة، وآخر يسير بجانبه قام بأخذ العصا من يده ورمى العلم الملون بالاسود والابيض والاخضر وتتوسطه ثلاث نجوم حمراء، ارضا.

وحصل هرج ومرج بين المتظاهرين، وقام عدد من المشاركين، بينهم شخص يرتدي زيا عسكريا، بنزع اعلام للثورة من ايدي حامليها ورميها على الارض.

وبدأ المشاركون يهتفون بشعارين متناقضين هما ‘وحدة، حرية، دولة مدنية’، و’وحدة، حرية، دولة اسلامية’، قبل ان يعمل بعض الشباب على فصل المتدافعين ومتابعة التظاهرة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان من انزلوا الاعلام هم ‘عناصر من جبهة النصرة’ المتطرفة وكتائب اسلامية اخرى، وان الحادثة تتكرر للاسبوع الثاني تواليا.

واتت التظاهرة ضمن التظاهرات الاسبوعية التي يدعو اليها الناشطون المعارضون بعد كل صلاة جمعة، وحملت هذا الاسبوع شعار ‘واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا’، في اشارة ضمنية الى التباينات في صفوف المعارضة على اثر طرح مشروط للحوار مع النظام.

وعرضت صفحة خاصة ببلدة كفرنبل في محافظة ادلب، رسما كاريكاتوريا يظهر رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب، يتوجه بالحديث الى الرئيس بشار الاسد وهو يجلس القرفصاء في احدى الزوايا.

ويقول الخطيب ‘معك للاحد… والا.. بدي نام بلا عشى!’، في اشارة الى امهال الخطيب النظام السوري حتى الاحد لاطلاق كل المعتقلات من السجون السورية، وهو الشرط الذي وضعه لمحاورة ممثلين للنظام.

جاء ذلك فيما تتعرض مناطق في دمشق ومحيطها الجمعة لقصف عنيف من القوات النظامية التي تستخدم الطيران الحربي في محاولة لصد المقاتلين المعارضين فيما اعلنت الامم المتحدة ان خمسة آلاف شخص يغادرون سورية يوميا جراء النزاع.

وقال المرصد في بريد الكتروني ان مدينة زملكا الى الشرق من دمشق تتعرض ‘لقصف عنيف من القوات النظامية استخدم خلالها الطيران الحربي’، تزامنا مع اشتباكات عنيفة ‘عند اطراف المدينة من جهة المتحلق الجنوبي’، وهو طريق دائري يفصل بين دمشق وريفها من الجهتين الجنوبية والشرقية.

واخترق مقاتلو المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية الخطوط الدفاعية قبل يومين وسيطروا على أجزاء من الطريق ودخلوا حي جوبر الواقع على بعد كيلومترين عن مقرات الأجهزة الأمنية الرئيسية في قلب العاصمة.

كما اعلن ناطق باسم المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة الجمعة في جنيف ان حوالي خمسة الاف سوري يغادرون بلادهم يوميا هربا من اعمال العنف والازمة.

واضاف ان المفوضية سجلت حوالى 787 الف سوري كلاجئين وهو عدد في تزايد كبير مقارنة بنهاية كانون الاول (ديسمبر) عندما كان عددهم 515 الفا.

وفي نهاية كانون الثاني (يناير) سجلت المفوضية 733196 لاجئا في حين كان عددهم اقل من 600 الف في نهاية 2012.

معارض سوري من الداخل يتهم قطر بمعارضة الحل السياسي للازمة في بلاده

دمشق- ( د ب أ): اتهم منذر خدام رئيس المكتب الإعلامي في هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية الدوحة بمعارضة الحل السياسي للأزمة في سورية، ودعم الحل العسكري الذي يؤدي إلى تدمير البلاد.

وقال خدام، في حوار نشره موقع الهيئة على شبكة الانترنت إن “قطر وغيرها للأسف لا تريد الحل السياسي في سورية وهي تعلم أن الحل العسكري لن يفضي سوى إلى تدمير سورية ولذلك فهي تدعمه”.

وأوضح خدام أن قطر عملت على “إفشال” أي “مبادرة سياسية سواء من جامعة الدول العربية أو من الأمم المتحدة”، مشيرا إلى أن علاقات الدوحة “متوترة مع أكثر من دولة بسبب مواقفها من الأزمة السورية ومنها مصر والعراق وحتى السعودية”.

وأكد المعارض السوري أن “المخرج الوحيد الممكن (للأزمة السورية) في المدى المنظور هو المخرج السياسي”، مشيرا إلى أن “هذا يتطلب بالتأكيد مفاوضات مع السلطة على ترتيبات معينة للمرحلة الانتقالية لكن السلطة غير جادة في ذلك كما أن المعارضة تتوجس من الجلوس مع ممثلين عن السلطة بدون وضوح للهدف”.

النظام السوري يعرب عن استعداده لإجراء حوار مع المعارضة

بيروت- دمشق- (د ب أ): قال النظام السوري مساء الجمعة إنه مستعد لإجراء حوار “غير مشروط” مع المعارضة السورية لإنهاء النزاع المستمر منذ 22 شهرا في البلد الذي مزقته الحرب.

وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي السوري إن الباب مفتوح أمام أي سوري يريد أن يجري حوارا غير مشروط.

وفي 30 كانون ثان/ يناير، وضع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية معاذ الخطيب شروطا لإجراء محادثات مع ممثلين عن النظام السوري.

ودعا الخطيب للإفراج عن 160 ألف معتقل في السجون السورية وتجديد جوازات سفر المواطنين المنفيين في السفارات السورية في الخارج قبل بدء أي حوار . كما دعا النظام إلى الإفراج عن جميع السجينات قبل يوم الأحد.

وأكد الخطيب في كلمة في وقت لاحق أن الحوار مع النظام سيركز على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، وهو مطلب رئيسي للمعارضة السورية.

وفي الشهر الماضي، عرض الأسد إجراء حوار وطني واستفتاء دستوري لإنهاء الأزمة الدامية في سورية، التي أسفرت حتى الآن، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، عن مقتل أكثر من 60 ألف شخص.

وصرح الزعبي بأن الحوار في المرحلة الأولى يجب أن يغطي أوسع نطاق من السوريين، مشددا على أن “سورية ذاهبة باتجاه مؤتمر حوار وطني ولا رجعة عن ذلك والحكومة مستعدة لدعوة الجميع في الداخل والخارج بمن فيهم التنسيقيات ومن يرمي السلاح للقدوم إلى الحوار دون أن يضار أحد ممن يستجيب لهذا النداء الوطني”.

وأضاف “إننا نؤمن بقدرة الحوار الوطني السوري الجاد على أرض سورية دون شروط مسبقة ودون إقصاء لأحد وبإرادة ونوايا السوريين على النجاح والوصول إلى النتائج المطلوبة بما يعنيه ذلك من إنجاح ما قبله وما بعده من خطوات”.

في غضون ذلك، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) يوم الجمعة إن القوات الحكومية قتلت وأصابت أفرادا من “مجموعة إرهابية مسلحة” على مشارف العاصمة دمشق.

وأضافت الوكالة أن الجيش استهدف أيضا متمردين من جبهة النصرة بالقرب من محافظة حمص بوسط البلاد.

وقال نشطاء في دمشق إن ما لا يقل عن 110 أشخاص قد قتلوا يوم الجمعة في المدينة، حيث يحتدم القتال بين القوات الحكومية والثوار في الأيام الثلاثة الماضية.

من جهته، أدان المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا يوم الجمعة ما وصفه بـ(صمت العالم) حول القتل الجماعي للمدنيين خلال ما يقرب من عامين من الصراع الدائر في البلاد.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) “يدعو المرصد السوري لحقوق الإنسان جميع المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة والقوى العالمية أن تخرج عن صمتها حيال المجازر التي ترتكب في سورية ضد المدنيين”.

ويأتي هذا النداء بعد أن أفاد المرصد بأن عدد القتلى جراء انفجار وقع بالقرب من مصنع للمعدات العسكرية في حمص بوسط سورية يوم الأربعاء الماضي وصل إلى 54 شخصا، حيث كان جميع القتلى من المدنيين.

وأضاف عبد الرحمن: “لم يكن الضحايا عسكريين.. كانوا مدنيين يعملون في مصنع لكسب قوتهم”.

وكان المرصد قد ذكر في وقت سابق أن 11 امرأة قتلن في الهجوم، الذي يعد الأحدث ضمن سلسة تفجيرات دموية في البلاد. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

ومع ذلك، فقد كانت هناك تكهنات بأن الهجوم تقف وراءه جبهة النصرة، وهي مجموعة جهادية معروفة بانها نفذت عدة تفجيرات انتحارية ضد مؤسسات حكومية خلال الأشهر الأخيرة.

يذكر أن الولايات المتحدة أدرجت تلك الجبهة على قائمة المنظمات الإرهابية.

6وكثفت قوات موالية للرئيس بشار الأسد مؤخرا من حملة لطرد الثوار من ضواحي دمشق، حيث يعتقد أن المسلحين يمتلكون معاقل هناك.

وحذر صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) من أن أنظمة معالجة إمدادات المياه والصرف الصحي التي تعاني من أضرار جسيمة تزيد من مخاطر انتشار الأمراض في المناطق التي طالها الصراع في سورية.

وقالت المتحدثة باسم اليونيسيف ماريكسي ميركادو “كثير من الناس في هذه المناطق ليس لديهم سوى 25 لترا من المياه يوميا، مقارنة بـ 75 لترا قبل عامين”.

وذكر اليونيسيف أن الظروف خطيرة للغاية خاصة بالنسبة للاجئين السوريين الذين يعيشون في ملاجئ جماعية.

وأضافت: “الظروف المعيشية غالبا ما تكون غير صحية بسبب عدم وجود مراحيض وأماكن للاستحمام ومستلزمات النظافة مثل الصابون والوصول للمياه – والذي يكون في كثير من الأحيان أقل من 10 لترات للفرد في اليوم”.

وفي جنيف، قال الناطق باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أدريان إدواردز، إن نحو خمسة الآف شخص يغادرون سورية بشكل يومي.

وأضاف إدواردز “لدينا الآن 787 ألف لاجئ مسجل أوقيد التسجيل”.

البيت الأبيض يرفض تسليح المعارضة السورية حرصاً على السوريين وإسرائيل وأمريكا

واشنطن- (يو بي اي): أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما وفريقه للأمن القومي رفضا فكرة تسليح المعارضة السورية حرصاً على الشعب السوري وإسرائيل والولايات المتحدة.

ورداً على سؤال عما أثير عن ان البيت الأبيض رفض توصيات من أعضاء آخرين في الإدارة الأمريكية بتزويد الثوار السوريين بالأسلحة، قال كارني “لن أدخل في مناقشات داخلية بشأن قرارات من هذا النوع، لكن يمكنني ان أقول انه عندما نظر الرئيس وفريقه للأمن القومي في هذا الأمر كان لا بد أن نكون شديدي الحذر”.

وأضاف “نحن لا نريد أن تصل أية أسلحة إلى الأيادي الخاطئة وبالتالي تعريض حياة الشعب السوري أو حليفتنا إسرائيل أو الولايات المتحدة للخطر”.

وتابع كارني “لا بد أن نتأكد ايضاً ان أي دعم نقدمه يحدث فارقاً حقيقياً في الضغط على (الرئيس السوري بشار) الأسد”.

وشدد على أن المشكلة في سوريا “ليست في نقص السلاح ولهذا نحن نركز جهودنا على مساعدة المعارضة حتى تزداد قوة وتماسكاً وتنظيماً”.

وذكر كارني ان أمريكا تراجع بشكل دائم ما تقوم به في ما يتعلق بسوريا “لكن المصلحة الكبرى هي في عدم قيام وضع تنتهي فيه الأسلحة الأميركية في الأيدي الخاطئة ما يخلق، عرضياً، مزيداً من الخطر للولايات المتحدة أو الشعب السوري أو إسرئيل”.

وكان وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا ذكر مؤخراً انه دعم طرحاً من وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بتسليح المعارضة السورية، وهي فكرة رفضها البيت الأبيض وأيدها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إي) آنذاك ديفيد بترايوس.

الأسد يسمي ستة وزراء جدد في الحكومة السورية

دمشق- (ا ف ب): أجرى الرئيس السوري بشار الأسد الأحد تعديلا وزاريا لا يطال الوزارات السيادية، وقرر بموجبه استبدال خمسة وزراء بينهم وزيرا المال والنفط، واستحداث وزارتين منفصلتين للعمل والشؤون الاجتماعية، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

ويقضي المرسوم بتسمية اربعة وزراء جدد، هم اسماعيل اسماعيل وزيرا للمالية بدلا من محمد جليلاتي، وسليمان العباس وزيرا للنفط والثروة المعدنية بدلا من سعيد هنيدي، واحمد القادري وزيرا للزراعة والاصلاح الزراعي بدلا من صبحي احمد العبد الله، وحسين عرنوس وزيرا للاشغال العامة بدلا من ياسر السباعي.

كما عين الأسد وزير الدولة حسين فرزات وزيرا للاسكان والتنمية العمرانية بدلا من صفوان العساف.

واشارت الوكالة إلى أن الأسد اصدر مرسوما بفصل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي كان يتولاها جاسم محمد زكريا. وسمى الأسد كندة شماط وزيرة للشؤون الاجتماعية وحسن حجازي وزيرا للعمل.

ويقضي المرسوم بان تتولى وزارة الشؤون الاجتماعية “الاختصاصات والمهام التي كانت تتولاها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والمتعلقة بالشؤون الاجتماعية فيما تتولى وزارة العمل الاختصاصات والمهام المرتبطة بقضايا العمل والعمال”.

ويعود التعديل الوزاري الاخير الى شهر اب/ اغسطس 2012 عندما كلف الاسد وائل الحلقي برئاسة الحكومة خلفا لرياض حجاب الذي اعلن انشقاقه عن النظام السوري.

وتشهد سوريا نزاعا مستمرا منذ اكثر من 22 شهرا ادى الى مقتل اكثر من 60 الف شخص وتهجير اكثر من 700 الف شخص الى الدول المجاورة، بحسب ارقام الامم المتحدة.

اشتباكات دمشق الضارية تتواصل

هولاند: لا تسليح للسوريين ما دامت إمكانية الحوار قائمة

أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، امس، أن الاتحاد الأوروبي لن يرفع الحظر عن الأسلحة إلى المقاتلين السوريين طالما أن إمكانية الحوار السياسي لتسوية الأزمة ما زالت قائمة، فيما اعتبر الرئيس التركي عبدالله غول أن حل الأزمة السورية يجب أن يتم عبر بلدان المنطقة، وقلل من أهمية عدم مشاركة أي مسؤول سعودي في القمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة الأربعاء الماضي، فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي انه شجع رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» احمد معاذ الخطيب على التحاور مع السلطات السورية، مكرراً أن «الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة».

وفي الوقت الذي تواصلـت فيه الاشـتباكات الضارية بين القوات السورية والمسلحين في مناطق مختلفة من ريف دمشق، قمع إسلاميون تظاهرة معارضة للنظام السوري في محافظة ادلب، وقاموا بنزع أعلام «الثورة السورية».

وأعلن هولاند، على هامش القمة الأوروبية في بروكسل انه لم تتم مناقشة موضوع رفع الحظر عن إرسال أسلحة إلى سوريا، معتبراً أن الحظر «لا يمكن رفعه، كما يرى بعض البلدان، إلا إذا تأكد لنا انه لم تعد هناك أي إمكانية للحوار السياسي».

وأضاف «قبل أيام، طرح رئيس الائتلاف (الخطيب) فكرة إجراء حوار مع نائب الرئيس السوري». وأوضح أن المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي «ما زال متمسكاً بفكرة إجراء حوار سياسي، على الرغم من الخلاصة المزعجة التي توصل إليها حول الوضع في سوريا». وكانت باريس ولندن من أكثر الدول الأوروبية الداعية إلى أن يعدل الاتحاد الأوروبي الحظر على الأسلحة إلى سوريا لتسليم أسلحة إلى المقاتلين.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن المشكلة في سوريا ليست في نقص السلاح، ملمحاً إلى أن المعارضين يتلقون ما يكفي من الأسلحة عبر دول مجاورة وأن السلطات السورية تتلقى الدعم من إيران. وأعلن أن الأولوية بالنسبة لواشنطن هي ضمان عدم وقوع السلاح في أيدي من يمكن أن يهددوا أمن «الولايات المتحدة وسوريا أو إسرائيل».

وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، في تصريح لصحيفة «عكاظ» السعودية نشر أمس، أن «إيران واثقة تماماً من التعامل الإيجابي من جانب النظام السوري مع المبادرة التي أطلقها رئيس الائتلاف السوري أحمد معاذ الخطيب».

وأضاف صالحي «إننا واثقون من تجاوب الرئيس بشار الأسد مع المبادرة»، مضيفاً أن «إيران شجعت الخطيب على الحوار مع الحكومة السورية أثناء مؤتمر ميونيخ، وإيران على استعداد كامل لدعم الحوار بين المعارضة والحكومة السورية لقناعتها أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية».

وقال غول، للصحافيين الأتراك المرافقين له في القاهرة، إن «الملف السوري كان من أهم الملفات والقضايا، التي ناقشها الزعماء في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، حيث أن رؤساء الدول المعنية بالقضية التقوا وتبادلوا وجهات النظر، واتفقوا على عدد من الأمور التي ستوضح تفاصيلها، من قبل وزراء خارجيتهم».

وأوضح غول أنه «التقى مع قادة المعارضة السورية على هامش القمة»، معتبراً أن «حل القضية لا يكون من قبل الدول البعيدة عن سوريا بقدر ما يكون من دول المنطقة نفسها، لأنها الدول التي تشعر بما يجري هناك من دمار».

وأشار إلى أن «القمة الثلاثية، التركية ـ المصرية ـ الإيرانية، التي عقدت على هامش القمة، كانت مثمرة من باب محاولة إيجاد حل للأزمة السورية، إلا أن عدم مشاركة السعودية في الاجتماع، لا يعني عدم اهتمامها بالملف، ويبقى اتصال الأطراف معها ضرورياً». وكشف أن «تركيا وإيران جلستا حول طاولة حوار بشكل واضح وصريح، برغم أن أنقرة تدعم تطلعات الشعب السوري الممثل بالمعارضة، فيما إيران تدعم النظام»، مشيراً إلى أن «وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو سيجري مباحثات في كل من عمان والرياض خلال الأيام المقبلة».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «تتعرض مناطق في دمشق ومحيطها لقصف عنيف من القوات السورية التي تستخدم الطيران الحربي في محاولة لصد المسلحين». وأشار إلى «اشتباكات عنيفة عند أطراف المدينة من جهة المتحلق الجنوبي»، وهو طريق دائري يفصل بين دمشق وريفها من الجهتين الجنوبية والشرقية. وتابع «تدور اشتباكات على أطراف حي جوبر في شرق دمشق، الذي يتعرض لقصف من القوات السورية، مثله مثل حي القابون».

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

الـراعـي فـي دمشـق غـداً

قام البطريرك الماروني بشارة الراعي، امس، بزيارة لمدينة طرابلس ترأس خلالها قداس مار مارون، بحضور حشد من فعالياتها، وأكد في عظته على الشركة والمحبة ( راجع ص 4 ).

يذكر أن الراعي سيزور سوريا غداً الأحد للمشاركة في تنصيب بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، في كنيسة الصليب في دمشق.

النازحون السوريون: 72% من الحوامل بلا متابعة صحيّة

ملاك مكي

تعتبر نسبة 41 في المئة من النازحين السوريين في لبنان غير مسجلّين رسميّا. لا تستفيد نسبة ستين في المئة من النازحين غير المسجّلين، ونسبة خمسة وعشرين في المئة من النازحين المسجلّين، من أي مساعدات اجتماعية. تعتبر نسبة خمسة وستين في المئة من النازحين المسجلّين بأن المساعدات غير كافية. يعجز نصف النازحين على دفع كلفة الأدوية، ويتوّقف الثلث عن متابعة علاج الأمراض المزمنة.

تعود تلك الأرقام إلى تقرير حديث أصدرته «منظمة أطباء بلا حدود» الخميس الماضي في جنيف تحت عنوان «وضع اللاجئين والنازحين السوريين في لبنان: معاناة متواصلة عبر الحدود».

شملت الدراسة، وفق مساعدة رئيس بعثة «أطباء بلا حدود» في لبنان زينة غنطوس، 2124 عائلة نازحة في طرابلس، عرسال، الهرمل، بعلبك، المرج، مجدل عنجر، صيدا، ومخيمي عين الحلوة والمية ومية 93.7 في المئة من العينة هم من النازحين السوريين، و6.3 في المئة من اللبنانيين العائدين والنازحين الفلسطينيين. أجريت الدراسة في كانون الأول الماضي، وارتكزت على إجراء مقابلات مع فرد راشد من العائلة، وعالجت ثلاثة محاور: تسجيل اللاجئين، الرعاية الطبيّة، الإيواء والسكن. تقول غنطوس إن العيّنة تمثيلية، يمكن تعميم نتائجها على الوضع العام للنازحين السوريين في لبنان.

يكمن السبب الرئيس في عدم تسجيل النازحين السوريين في لبنان، في صعوبة الوصول إلى مكاتب التسجيل. وتبرز أسباب أخرى مثل عقبات إدارية، الخوف من تقديم المعلومات وتسريبها لأسباب مبرّرة أو غير مبرّرة أمنياً، عدم امتلاك بعض العائلات الوثائق المطلوبة.

تشير نسبة تسعة من عشرة من المشاركين في الاستطلاع إلى أن كلفة الأدوية تشكّل عائقاً للحصول عليها. في المقابل، لا يستطيع نصف النازحين على شراء الأدوية، ويتوقّف ثلثهم عن تناول أدوية الأمراض المزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدمّ وغيرها. تعجز نسبة 38.6 في المئة من المشاركين في الدراسة في البقاع، ونسبة 37.1 في المئة في طرابلس، و42.3 في المئة في صيدا عن الحصول على الأدوية. ولم تتلق أدوية مجانية سوى نسبة 18.7 من المجموعة في البقاع، ونسبة 28.9 في طرابلس، و8.3 في صيدا.

تفتقر نسبة 72 في المئة من النساء الحوامل، وفق نتائج التقرير، إلى المتابعة الصحيّة. وتظهر النساء الحوامل مخاوف عدة متعلّقة بالرعاية الصحيّة، وبكلفة التوليد. تتجاوز رسوم المستشفى القدرة المالية لواحدة من كلّ سبع حوامل مسجلات.

تلاحظ غنطوس انخفاض معدّل التطعيم عند الصغار لعاملين أساسين: نقص في الوعي، وقلّة اهتمام المؤسسات والمنظمات العاملة. لم يتلقّ التطعيم سوى نسبة 32.6 في المئة من الصغار من دون أن تعرف أكثر من ستين في المئة من العائلات إن كانت تملك بطاقات تطعيم أو لا لأبنائها. سجلّت مدينة بعلبك أفضل معدّل للتطعيم، حيث بلغ خمسين في المئة، بينما سجلّت منطقة الهرمل أدناه أي نسبة 7.1 في المئة.

أشارت نسبة 54.2 في المئة فقط من المستطلعين في طرابلس، ونسبة 61 في المئة في البقاع وصيدا إلى أنّهم حصلوا على كمية طعام كافية لتلبية حاجاتهم العائلية.

تعيش نسبة خمسين في المئة من المشاركين في الدراسة، وفق غنطوس، في ملاجئ جماعية، أو مدارس قديمة، مزارع، أو مواقف للسيارات. تفتقد نسبة خمسة وسبعين في المئة من تلك الأماكن الشروط الضرورية للحماية من العوامل الطبيعية مثل البرد والأمطار.

تبيّن النتائج ارتباط ظروف السكن السيئة بزيادة نسبة التعرّض لأمراض عدة مثل أمراض الجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية، والازدحام. يتقاسم إثنا عشر شخصاً، في بعض الأحيان، غرفة واحدة. يتوجّب على نسبة ستين في المئة من العيّنة دفع بدل إيجار المنزل أو الملجأ من دون أن تقدر نسبة 62.4 على تحمّل نفقات الإيجار. تلاحظ غنطوس انخفاض عدد العائلات اللبنانية المستضيفة لعائلات سورية بسبب تقلّص القدرة على الإيواء والضيافة. لفتت نسبة 45.5 في المئة من المستطلعين في طرابلس إلى أن الظروف العامة بالغة السوء. حصلت نسبة 59.3 من العينة في طرابلس فقط على مساعدات من منظمات غير حكومية. وتشهد طرابلس نقصاً في مياه الشرب. بلغ معدّل البطالة عند اللاجئين، وفق التقرير، خمسين في المئة عند الذكور وستين في المئة عند الإناث.

تبّين جميع تلك المعطيات، وفق غنطوس، أن وضع اللاجئين السوريين في لبنان سيئ جداً على مستويات عدة مثل الرعاية الصحية والإيواء. تشكّل مشاكل التسجيل عائقاً أمام تحسين وضع اللاجئين، إذ لا يجب حصر تقديم المساعدات الإنسانية والطبيّة بالمسجلّين وحرمان غيرهم. لذا يجب العمل على رفع عدد مراكز الاستقبال والتسجيل وتوزيعها بشكل غير مركزي وزيادة عدد العاملين فيها.

يوصي التقرير بضرورة تسهيل الحصول على الخدمات الطبيّة والصحيّة، وخفض التعرفة المفروضة على دخول المستشفيات. وتحثّ المنظمة الهيئات الدولية والوطنية على توفير الرعاية الصحية، وتأمين الأدوية، وضمان تسجيل اللاجئين القادمين بغية احترام الحقوق الأساسية للإنسان وحاجاته.

مـلاك مكـي

فيلم “وجاءت ثورة الشام بالحق” يفجر خلافات بين حماس وحزب التحرير حول عرضه في الاماكن العامة بقطاع غزة

رام الله ـ “القدس العربي”من وليد عوض:اثار فيلم مصور حول الثورة السورية خلال الايام الماضية حالة من الصراع بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وحزب التحرير الاسلامي الساعي لعرض ذلك الفيلم في الاماكن العامة بالقطاع.

وكان من المقرر أن يبدأ حزب التحرير عرض الفيلم الوثائقي بعنوان “وجاءت ثورة الشام بالحق” في الساحات العامة بالقطاع ابتداء من السبت وانطلاقاً من منطقة رفح الا ان الحكومة المقالة بغزة حالت دون ذلك.

وفيما اصرت حكومة حماس بالقطاع على منع حزب التحرير من عرض ذلك الفيلم عن الثورة السورية اعتبر حزب التحرير ذلك المنع بانه ظلم مرفوض.

وقال عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين حسن المدهون “بأن مماطلة سلطة حماس ومنعها عرض فيلم وثائقي عن الثورة السورية في الأماكن العامة هو ظلم مرفوض”.

وتقع أحداث الفيلم في أربعين دقيقة يتحدث خلالها عن واقع الأمة الإسلامية المعاصر وما عاشته من نكبات ومصائب أليمة، اضافة لالتفاف القوى الغربية على كل من ثورة مصر وتونس وليبيا واليمن وحرف بوصلتها عن التغيير الحقيقي ببعض التغييرات الشكلية مع بقاء النظام على حاله، مصورا أن نجاح الثورات في تلك الدول لا يزال جزئياً “فلا زالت الشعوب في تلك الأقطار تطالب بالخلافة وتحكيم شرع الله”.

وخصص الفيلم مساحة كبيرة للثورة السورية التي يصفها الحزب بثورة الأمة كونها تطالب باقامة الخلافة الاسلامية، مدللا على ذلك بمشاهد “ميثاق التعاهد على إقامة الخلافة” الذي وقعت عليه العديد من الكتائب والألوية المختلفة الساعية لإسقاط النظام في سورية.

وفيما رفضت حماس تبرير قرار منع عرض ذلك الفليم في الاماكن العامة بغزة قال المدهون “تقدمنا بإشعار لحكومة حماس يوم الأحد 27-1-2013 وفق الإجراءات المتعلقة بالاجتماعات في الأماكن العامة كما ينص عليه قانون السلطة، وذلك بخصوص عرض فيلم وثائقي عن الثورة السورية المباركة بعنوان (وجاءت ثورة الشام بالحق)، ولكن على غير المتوقع، فوجئنا بالرد بعد يومين بقولهم: “على بركة الله ولكن في قاعات مغلقة ومع تقديم نسخة للفيلم”.

وأضاف المدهون في تصريح ارسل لـ”القدس العربي” “لقد تم التواصل مع الجهات المختصة ومناقشة كلا الأمرين والتوضيح أن من حق حزب التحرير القيام بأي نشاط ثقافي أو سياسي دون قيد أو شرط وفي أي مكان وزمان، مع مراعاة أية ترتيبات إدارية لتنظيم عرض الفيلم من قبل الجهات المختصة، وتم التوافق على العرض في كافة المناطق على أن ننسق مع كل محافظة بخصوص ترتيب المكان، ثم تلقينا رسالة من حكومة حماس مفادها: “بإمكانكم إقامة العرض في صالات حسب المناطق وعليكم الالتزام تحت طائلة المسؤولية ويمنع إقامتها في المناطق التي أرسلتم كتاباً بها”.

واستنكر المدهون هذا المنع قائلا: “ما الذي يضير سلطة حماس من عرض هذا الفيلم في وقت خذل العالم فيه أهل الشام وتآمر على ثورتهم القاصي والداني؟! ألم يقم الحزب بأعمال مشابهة الأعوام السابقة فما الذي استجد على حكومة حماس؟! ألا تسمح للفصائل بإقامة نشاطات مشابهة بل حفلات موسيقية في الأماكن العامة؟! أم ان حرية العمل الجماهيري مرهونة بالجهة المنظمة للعمل وبالموضوع المعروض؟! وهل لحكومة حماس مشكلة مع ثورة الشام؟!”.

وأكد المدهون “إن حزب التحرير يحتفظ بحقه الكامل في القيام بأية أعمال سياسية تعبر عن رفضه لهذه السياسة الظالمة، ولن يمنعه كائن من كان من التعبير عن آرائه وأفكاره وواجبه في حمل الدعوة”.

وفي ظل قرار الحزب الاسلامي الاحتجاج على قرار حماس بمنع عرض الفليم عن الثورة السورية في الاماكن العامة، نظم عناصر من الحزب في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة وقفة احتجاجية عصر السبت وذلك في إطار تأكيدهم على حقهم السياسي في التعبير عن آرائهم وقيامهم بواجبهم الدعوي بالكيفية التي يرونها دون وصاية من سلطة حماس أو غيرها.

ورفع المحتجون عددا من الرايات والألوية، كما حملوا عددا من اليافطات التي احتوت على عبارات احتجاجية منددة بقرار حماس مثل “لماذا يمنع حزب التحرير ويسمح لحماس بالعرض طوال اليوم”، وذلك في إشارة إلى أن عرض مثل تلك المواد الوثائقية في الساحات المفتوحة أمر معهود ومتكرر للحركات كحماس وغيرها بشكل عام بينما يمنع منه حزب التحرير، كما رفع شباب الحزب يافطات أخرى من مثل “العمل السياسي والفكري غير قابل للوصاية السياسية من قبل أي سلطة”.

ومن جهته قال المهندس باهر صالح عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير في فلسطين للقدس العربي الاحد “حركة حماس تمنع الحزب وغيره من تنظيم اية نشاطات داعمة للثورة السورية في قطاع غزة”.

جنود الأسد لديهم الوقت للرقص على الأنغام الغربية

انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر جنود الأسد يرقصون على وقع أغاني غربية، مرددين شعارات ولائهم للرئيس بشار الأسد، وإلا أن حلقات الرقص لم تقتصر عليهم حيث أظهر شريط آخر مقاتلون من المعارضة يرقصون الدبكة.

لندن: شهدت الأيام الأخيرة انتشار شريط فيديو من سوريا على مواقع الانترنت كالنار في الهشيم. ويظهر في الشريط شلة من جنود النظام السوري ببدلات القتال وقاذفات آر بي جي والرشاشات، متزاحمين على عدسة الكاميرا وهم يتمايلون على أنغام أغنية من أغاني آشر.

وتنتهي الرقصة بالهتاف المعهود من أزلام النظام ومداحيه: “بالروح بالدم نفديك يا بشار”.

الرقص ينتشر في صفوف المعارضين كما الجنود

ولكن جنود بشار الأسد ليسوا وحدهم الذين يسرقون بعض الوقت للرقص.  ففي شريط فيديو لم يحظ بالقدر نفسه من الاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر مقاتلون من المعارضة يرقصون الدبكة ولكن على أنغام أغنية تراثية فلسطينية هي “وين على رام الله”، المدينة التي تجسد نضال شعب هُجّر ويتوق للعودة إلى دياره.

ولاحظ مراقبون أنه في غمرة نزاعٍ كلّف حتى الآن أكثر من 60 الف قتيل في نحو سنتين، فإن هذه الأشرطة تتيح إلقاء نظرة على استراحة المحارب حين يقتنص لحظة ترفيهية. ومن بعض النواحي، فإن الجنود في شريطي الفيديو يبدون متشابهين، بعضهم ملتحون وبعضهم الآخر حليقو الذقن، لكنهم جميعا مقاتلون مهلهلون في معركة منهكة.

ردود أفعال متباينة

وفي عالم شبكات التواصل الاجتماعي المنقسم بين مؤيدين ومناوئين للأسد، كان من الطبيعي أن يثير شريطا الفيديو ردود أفعال متباينة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مدون علّق على جنود النظام السوري قائلا “إن الانتاج السطحي، وكلمات الأغنية المبسطة، هدفها التوجه إلى ذكاء فرشة أسنان وسخة. الشريط ليس مسلياً يا جنود نظام متسلط، يا عديمي الإحساس. ليس مسليا بالمطلق”.

في غضون ذلك، نشر مؤيدون للأسد تعليقات من قبيل “النصرة لن يرقصوا مثلكم أبدا يا شباب” في اشارة  إلى جماعة جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة التي تقاتل مع المعارضة.

المعارضون يدبكون ملوحين بالبندقية

وأشارت الجهة التي نشرت فيديو مقاتلي المعارضة إلى أن الشريط يبين أن لا علاقة لهم بيافطة التطرف الاسلامي، التي كثيرا ما تُلصق بالمعارضة السورية المسلحة إذا كانوا يرقصون ويطربون على الموسيقى. وأصبحت الأغنية التي يرقصون عليها نشيداً للصمود في مواجهة عدو غاشم.

ويرقص مقاتلو المعارضة الدبكة بأيدٍ متشابكة مبتسمين أحيانا بخجل للكاميرا.  ورغم المعاني الوطنية للأغنية في تعبيرها عن الحنين إلى الوطن، فإنها لا تخلو من رومانسية تتحدث عن هجر الحبيب. وتدور الكاميرا نحو مبنى دمرته الحرب ثم تعود إلى المقاتلين الراقصين وبجانبهم متفرجون على كراسٍ تكاد علائم الضجر تبدو على وجوههم.

وبدلاً من المنديل، الذي كثيراً ما يُستخدم في الدبكة، فان المقاتلين يلوحون ببندقية ويدخلون على الأغنية بتكبيرات.

الفارق كبير بين الفئتين

وقال معلقون موالون للأسد ان أغنية آشر التي يرقص عليها جنوده دليل على أن رجاله يحبون الحياة وأصحاب نظرة تقدمية، فيما وصفهم مناوئون للرئيس السوري بأنهم مخرفون مقتلَعون من جذورهم.

وكتب معارض “هؤلاء يرقصون على أغاني الغرب والآخرون يكبرون. انه فارق كبير بين الفريقين”.

جنود النظام يرقصون على أنغام آشر

مقاتلو المعارضة يرقصون الدبكة

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/791992.html

المالكي: سقوط الأسد يحتاج إلى سنوات

وكالات

نقلت وسائل إعلام عن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قوله يوم السبت إن الرئيس السوري بشار الأسد لن يسقط ولا بعد عامين ردا على توقعات أميركية سابقة بسقوطه في شهرين بسبب الانتفاضة المندلعة ضده.

القاهرة: في مقابلة في القاهرة مع صحيفة “الشرق الأوسط” قال المالكي إن جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أبلغاه أن الأسد سيسقط “خلال شهرين وكان ردي ولا سنتين.”

ولم يذكر المالكي متى تحدث معهما.

واستطرد: “أنا أعرف سوريا جيدًا”، مضيفا أن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، ستحارب إلى جانب الأقليات الأخرى ضد المقاتلين ومن بينهم متشددون إسلاميون سنة.

وانتقد المالكي تركيا قائلا إنها تريد أن تدير العراق وسورية ودولا أخرى، وحتى دخلت على خط مصر، وقال “إنها في تدخلها بالعراق تعتمد على العنصر الطائفي وتدعم ماديا، وتتحرك ويجتمع المعارضون والمتطرفون في أنقرة دائما”.

وتحدث المالكي عن أن له علاقة قديمة مع الإخوان المسلمين في مصر، مشيرا إلى أنه كان عضوا في حزب الدعوة الذي كان يرتبط بعلاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف أن كثيرا من قيادات حزب الدعوة وكثيرا من قياداته السابقين كانت لهم علاقات بجماعة الإخوان في مصر، ومن ثم فإنه يطمح إلى مزيد من العلاقات والتقارب مع القاهرة بعد تغيير النظام في مصر، وأنهم في العراق ينتظرون أن تستقر الأمور وأن تتجاوز مصر ما يحدث فيها من أزمات.

وكان المالكي أكد في تصريحات على هامش القمة الإسلامية في القاهرة على ضرورة دعم وتشجيع وتأييد الاتجاهات نحو إيجاد حل سلمي سريع في سوريا، كما جاء في البيان الختامي للقمة الاسلامية الثانية عشره لايقاف نزيف الدم الذي يتزايد يوما بعد يوم.

وأعرب المالكي – في تصريحات له على هامش مشاركته في القمة – عن اعتقاده من أن الآفاق أصبحت تتحدث عن إمكانية إيجاد حل أو مخرج للازمة السورية يحقق طموحات الشعب السوري وينهي قضية الدم الذي يسيل.

والأسبوع الماضي أكد رئيس الوزراء العراقي أن “التدخل الخارجي المباشر في شؤون سوريا الداخلية أصبح فاضحا وفاحشا بالأسلحة والأموال والتخطيط وأنه لا يمكن لسورية أن تكون سواء اتفقنا مع نظامها السياسي أم لا بوابة لتدخل تركيا أو مساحة نفوذ لدولة عربية لا تكاد ترى بالمجهر”.

وقال المالكي في مقابلة مع قناة الميادين: “إن هذا النمط من التدخل الهادف لتحقيق مصالح معينة في سورية سينتقل إلى الأردن والعراق ومصر ودول أخرى وهو ما يفسر ” بدء نشوء محور الاعتدال الذي يرفض التدخل الخارجي في شؤون الدول الأخرى على خلفية التمدد والاستقطاب والاحتواء ولا يرفض مطالبة الشعوب بحقوقها”.

وفي وقت سابق، أعتبر المالكي أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا رسالة “إذلال وإهانة” لكل العرب والمسلمين، كما أدانت مصر الاعتداء، محذرة من تكراره وخطورته على الأمن الاقليمي.

وأشار المالكي في تصريحات صحفية، نقلتها وسائل الإعلام، إلى أن “العدوان الاسرائيلي على سوريا هو رسالة اذلال واهانة للعرب وللمسلمين جميعا”، لافتا إلى أنه “لو كان العرب في موقف متماسك لما تجرأت اسرائيل على العدوان على سوريا”.

وأضاف المالكي أن “إسرائيل تنتهز فرصة تفكك العرب والوضع في سوريا للقيام في عدوانها”، مشيرا إلى أن “على العرب مسؤولية عدم ترك سوريا وحدها واشعار اسرائيل بأن عدوانها تجاوز على كرامتهم”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/792020.html

الطيران السوري يقصف «الجيش الحر» في أطراف دمشق وريفها

ناطق باسم «المجلس العسكري»: معركة تحرير العاصمة لم تنطلق

بيروت: ليال أبو رحال

واصلت قوات الأمن السورية تصعيد عملياتها العسكرية في ريف دمشق وفي بعض أحياء العاصمة دمشق، حيث تتصدى لمحاولات «الجيش السوري الحر» للتقدم، وتشتبك مع عناصره بهدف السيطرة على معاقل يتخذها المعارضون قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه دمشق، لا سيما حي جوبر، شرق دمشق، الذي يعد صلة الوصل بين أحياء منتفضة وأخرى موالية.

وقال ناشطون معارضون إن مناطق الريف تشهد منذ يوم الأربعاء الماضي تصعيدا في المعارك، وقصفا هو الأعنف منذ أشهر عدة. وشن الطيران الحربي السوري أمس غارات على مناطق عدة في ريف دمشق، لا سيما إلى الشرق منها، فيما تعرضت بعض أحياء العاصمة ومحيطها لقصف عنيف تزامنا مع اشتباكات. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مدينة زملكا (شرق دمشق) تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، استخدم خلاله الطيران الحربي»، تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، عند أطراف المدينة من جهة المتحلق الجنوبي، وهو طريق دائري يفصل بين دمشق وريفها من الجهتين الجنوبية والشرقية. كما أشار إلى قصف الطيران الحربي بلدات الغوطة الشرقية قرب دمشق، تزامنا مع اشتباكات وقصف على أطراف حي جوبر، شرق دمشق من جهة المتحلق الجنوبي. وتزامنت الاشتباكات مع سقوط قذائف على حيي جوبر والقابون، شمال شرقي العاصمة، التي تشهد تحليقا للطيران الحربي فوق بعض مناطقها.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بوقوع «اشتباكات عنيفة شهدتها منطقة السليخة ومشارف شارع نسرين في حي التضامن الدمشقي، في حين شنت القوات النظامية حملة دهم واعتقال في منطقة الديوانية في حي العدوي». كما أشارت إلى أن «الطيران الحربي شن غارات جوية على بلدة شبعا، بريف دمشق، واستهدفها بالقنابل العنقودية والفوسفورية».

وفي تطور لافت، كثفت القوات النظامية من استخدامها للطيران الحربي أمس، حيث أكد ناشطون أن الطائرات الحربية أغارت على الأجزاء الجنوبية من العاصمة دمشق لوقف تقدم «الجيش الحر» الذي سيطر على شارع الثلاثين الاستراتيجي. وقال أحد الناشطين الميدانيين لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش الحر» تمكن خلال الأيام الفائتة من اقتحام مواقع وحواجز نظامية تطوق قلب دمشق، حيث تتمركز المراكز الأمنية والاستخباراتية الرئيسية التابعة للنظام السوري.

وذكرت شبكة «شام» أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر والقوات النظامية على طريق المتحلق الجنوبي بدمشق، في حين تمكن «الجيش الحر» من تحرير جامع حرملة بن الوليد الواقع على طريق المتحلق من جهة حي جوبر بالكامل.

وبحسب ناشطين سوريين، يعد حي جوبر واحدا من الأحياء الاستراتيجية بالنسبة للمعارضة والنظام في آن معا. وأوضح أبو إياد أن «حي جوبر يعد صلة وصل بين منطقة الغوطة الشرقية (زملكا) وقلب دمشق المتمثل بساحة العباسيين، حيث إن المتحلق الجنوبي يفصل بين المنطقتين ويلتف حول دمشق». وأوضح أن الحي الذي يفصل «بين أحياء موالية وأخرى ثائرة يعد شريانا حيويا، لمد القوات النظامية بالذخيرة والعتاد والعديد». وفي ريف دمشق، أشار أبو إياد إلى أن القوات النظامية بعد مجزرة داريا سيطرت على منطقة التل، لكنها لم تتمكن من إحراز أي تقدم باتجاه المناطق المحررة، لافتا إلى أن ثمة جبهتين مفتوحتين اليوم هما جبهة داريا وجبهة عقربا على طريق المطار.

وفي السياق ذاته، تمكنت قوات النظام أول من أمس من استعادة السيطرة على بلدة كرناز في ريف حماه بعد 16 يوما من المعارك العنيفة مع مسلحي المعارضة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت القوات النظامية قد استعادت قبل يومين السيطرة على قرية المغير القريبة. وسقطت كرناز والمغير بين أيدي قوات المعارضة في الأسبوع الأخير من ديسمبر (كانون الأول) بعد معارك ضارية وهجوم شامل شنه هؤلاء في ريف حماه الشمالي. ومنذ ذلك الوقت، تحاول القوات النظامية استعادة المبادرة في المنطقة.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن هذه المنطقة «تعتبر ممرا إلى القرى العلوية في ريف حماه الغربي». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها أن وحدات من القوات المسلحة السورية «قضت على إرهابيين من جبهة النصرة وأحرار الشام في بلدة كرناز ودمرت مقارهم».

إلى ذلك، دعا «المجلس الوطني السوري» قبل أيام جميع السوريين «للوقوف صفا واحدا خلف جيشنا الحر، وتجنب الجدل السياسي المفرق للصفوف، وتكريس كل الجهد لدعم معركة تحرير دمشق بوصفها أولوية وطنية مطلقة»، في إشارة إلى مبادرة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري. لكن الناطق باسم «المجلس العسكري» في دمشق أبو إياد نفى لـ«الشرق الأوسط» أن «تكون معركة تحرير دمشق، بمفهومها الكامل، قد بدأت». وقال إن «ما يجري من اشتباكات ومحاولة (الجيش الحر) التقدم عبارة عن خطوات أولية لبدء هذه المعركة على محاور عدة مفتوحة في دمشق وريفها»، لافتا إلى أن الهدف منها «مساندة منطقة الغوطة الغربية ومعظمية الشام الصامدة منذ أكثر من 80 يوما، من جهة، ونقل المعركة إلى ملعب النظام السوري من جهة ثانية».

الدروز في سوريا يبدأون في الانضمام بأعداد كبيرة للمعارضة

لعبوا دورا في الثورات السورية السابقة

بيروت: باباك ديهاينبيشي*

ينضم أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، بأعداد ضخمة إلى صفوف المعارضة على الرغم من التزامها الحياد لفترة طويلة، مما يزيد الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب نشطاء معارضة وقادة عسكريين لصفوف الثوار.

لقد تمكن الأسد من الاحتفاظ بدعم الكثير من رفاقه العلويين، وأصبح الإبقاء على دعم الأقليات الأخرى هدفا أساسيا لحكومته، التي حاولت تصوير النزاع بوصفه مؤامرة أجنبية وليس تحديا داخليا لسلطتها. ويقول فريد خزان، عضو البرلمان اللبناني وأستاذ سياسات الشرق الأوسط بالجامعة الأميركية في بيروت: «يحاول نظام الأسد إبعاد الدروز والأقليات الأخرى لضمان عدم تحالفها مع المعارضة».

يقدر عدد الدروز في سوريا بنحو 700 ألف من إجمالي 21 مليون نسمة، ولعبوا دورا كبيرا في الثورات السورية، سواء ضد الأنظمة الطاغية أو إبان حكم العثمانيين أو الاستعمار الفرنسي. وعلى الرغم من وجود طوائف منتشرة في أنحاء الدولة، ظل اتباع الطائفة الدرزية، يعيشون في المنطقة الجبلية بجنوب شرقي سوريا.

وشهدت الأشهر القليلة الماضية، بحسب معارضين سوريين، أكثر من ست مظاهرات مناهضة للنظام في محافظة السويداء في الجنوب الشرقي، حيث يوجد أكبر تجمع للدروز وظلت محتفظة بهدوئها النسبي منذ اندلاع الثورة قبل قرابة عامين. وفي منتصف ديسمبر (كانون الأول)، أعلن المقاتلون عن تشكيل أول مجلس عسكري ثوري لمحافظة السويداء. وقام المجلس بتنسيق أهم المعارك في منطقة الدروز منذ بدء النزاع.

وفي خضم اشتباكات منتصف يناير (كانون الثاني)، شارك عشرات المقاتلين من الدروز في هجوم على قاعدة رادار على قمة جبل في محافظة السويداء. واغتال المقاتلون الكثير من ضباط النظام، لكنهم صدوا في النهاية من قبل قوات تفوقت عليهم وتراجعوا أسفل منحدر الجبل، ووقعت في صفوفهم إصابات كثيرة.

وعلى الرغم من التراجع اعتبر بعض الثوار العملية انتصارا. ويقول مقاتل من الدروز باسم تامر وعمره 36 عاما يعرف، انضم لثوار السويداء في المعركة قبل بضعة أشهر إن «المعنى الرمزي لمشاركة الدروز في هذه العملية مهما بنفس درجة أهمية تدمير برج الرادار». ودفعت قوة المقاتلين الثوار ثمنا باهظا في الأرواح في المعركة وقتل فيها خلدون زين الدين، أحد أوائل الضباط الدروز الذين انشقوا عن الجيش السوري، والذي كان ينظر إليه كبطل أسطوري بين الدروز الذين انضموا لصفوف المعارضة.

ويوضح فيديو عرض على شبكة الإنترنت تبعات المعركة التي تبدو فيها جثامين مقاتلين مدفونة وسط الثلوج، بعضها أسلحتها متجمدة. ويسير ضابط حكومي يتحدث بلهجة علوية، وسط الجثث بازدراء وملتقطا صورا للمشهد، بينما يركل ضابط آخر إحدى الجثث.

انضم بعض الدروز في مناطق مختلطة الطوائف، مثل إدلب في شمال غربي سوريا، بصورة أكبر إلى التظاهرات وقاتلوا مع وحدات من الجيش السوري الحر في مرحلة مبكرة نسبيا من المعركة. لكن الدافع الذي جعل كثيرا من الدروز يتنحون جانبا حتى الآن هو الخوف من التعرض لهجمات من قبل المتطرفين السنة وسط الثوار، الذين يعتبر بعضهم الملة الدرزية ارتدادا عن الدين الإسلامي.

* خدمة «نيويورك تايمز»

المقداد: استسلام الأسد سيؤدي إلى الموت والدمار في سوريا

نائب وزير الخارجية يعترف بارتكاب النظام أخطاء اقتصادية واجتماعية

دمشق: سوزان كويلبل *

حمّل نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، خلال مقابلة مع موقع «شبيغل أونلاين» الألماني الغرب مسؤولية ما يحدث من عنف في سوريا، مشيرا إلى أن الرئيس بشار الأسد لبى كل طلبات المعارضة. ورفض استسلام النظام حتى ولو وصل المقاتلون لقلب دمشق مشيرا إلى أن سقوط الأسد سيؤدي لسقوط سوريا في الموت والدمار.

وفيما يلي ما جاء في المقابلة التي اجرتها دير شبيغل الالمانية:

* وأنت العائد للتو من زيارة لموسكو، هل عرضت الحكومة الروسية على الرئيس بشار الأسد اللجوء السياسي إليها؟ – لماذا ينبغي عليهم القيام بذلك؟ لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع فنحن من سننتصر في النهاية. ليست مسألة المنفى سوى عنصر من عناصر الحرب النفسية. لقد قال الأسد إنه ولد في سوريا وسيموت في سوريا أيا كان موعد ذلك.

* لكن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف أشار مؤخرا إلى أن النظام السوري يفقد السيطرة على المزيد من الأراضي كل يوم. ما الذي يمنحكم الشعور بالأمل؟ – نحن متفائلون ونتمتع بالقوة اللازمة لمواجهة هذا التحدي، حتى لو كنا أمام تحالف من الدول الغربية ودول الخليج، التي تزعم أنها تنادي بالديمقراطية والحرية. كانت حلب واحدة من أكثر المدن أمنا في العالم حتى أربعة أشهر مضت. لذا أود أن أهنئ نشطاء حقوق الإنسان ودعاة الديمقراطية على الدمار الذي لحق بالمسجد الأموي والسوق التاريخية والبلدة القديمة بحلب.

* يؤمن النظام السوري بنظرية المؤامرة: هل لك أن تشرح لنا كيف ستستفيد الدول الغربية وحلفاؤها من سقوط نظام الأسد؟

– ستفوز إسرائيل والولايات المتحدة، فإذا انقسمت سوريا ووُضعت تحت الوصاية الدولية، سيُنسى الصراع العربي – الإسرائيلي. ويمكن لإسرائيل حينها أن تعيش في سلام وتظل محتفظة بهضبة الجولان والقدس وتستمر في بطشها بالفلسطينيين. نحن دولة الطوق الوحيدة التي لا تزال تمثل الموقف العربي.

* لقد بدأت هذه الثورة كانتفاضة شعبية ضد دولة ظالمة. وقال الكثيرون إنه تم إلقاء القبض عليهم بسبب المشاركة في مظاهرات سلمية وكانوا على وشك الموت من جرّاء التعذيب.

– لمَ لا تسألون السوريين الآخرين عن رأيهم؟ إن هؤلاء لا يمثلون الأغلبية. لقد استجاب الرئيس لمطالب المتظاهرين. أصبح هناك دستور جديد، وانتهت سيطرة حزب البعث، ومن المرجح أن يتم تأسيس أحزاب جديدة، وتم إجراء انتخابات برلمانية جديدة، وسنّت قوانين لتنظيم المظاهرات. لقد تم تجاهل كل ذلك ولم يذكره أحد في الخارج. على العكس من ذلك، لقد بدأ التصعيد بعد تعديل الأسد للقوانين. ما الذي يريده هؤلاء الذين يدعون أنفسهم بالثوار؟

* من الواضح أن الإجراءات التي تحدثت عنها لم تكن كافية وجاءت في وقت انعدمت فيه الثقة بين النظام والشعب.

– هناك أطراف خارجية وراء هذه الانتفاضة. إنه عمل مرتزقي عالمي ممول بمليارات الدولارات. لقد استمع الرئيس الأسد إلى المطالب السياسية لشعبه، وهو يسعى خلف المصالحة كما أعلن في خطابه في السادس من يناير (كانون الثاني) الماضي. على الدعم الخارجي أن يتوقف وعلى القتال الداخلي أن يتوقف. حينها يجلس الجميع على طاولة حوار واحدة ونبدأ في رسم مستقبل بلدنا.

* لكن القوى الخارجية والمعارضة السياسية لم تتأثر بالخطاب الذي تحدث عنه. إن القتال يدور الآن من أجل التخلص من الأسد، فكيف يمكن أن يكون هو من يدعو الأطراف إلى الحوار؟.

– لا يحق للدول الأخرى اتخاذ قرار بشأن الرئيس السوري، فليتركوا هذا للشعب السوري وصناديق الاقتراع. لن نسمح لأي شخص بتقويض سيادة الدولة. إذا استسلم الرئيس، لن يكون هنا سوى الموت والدمار.

* ظلت سوريا تتمتع لفترة طويلة بعلاقة جيدة مع تركيا. لماذا تتخذون موقفا معاديا تجاه الدولة الجارة الآن؟

– لقد حاولنا كثيرا الحفاظ على العلاقات الطيبة، لكننا اكتشفنا أن الأخ المسلم رجب طيب أردوغان كانت لديه خطة مختلفة تماما. لقد أراد بالتحديد إعادة الإخوان المسلمين إلى سوريا بمساعدة تنظيم القاعدة وجبهة النصرة والجماعات الدينية المتطرفة الأخرى من أجل إقامة شبكة قوية من مصر إلى تونس وليبيا وسوريا والعراق لتكون إمبراطورية عثمانية جديدة. أردوغان ووزير خارجيته، أحمد داود أوغلو، يتحملان مسؤولية آلاف القتلى من السوريين لأنهما يؤويان كل أشكال الجماعات المسلحة وفتحا الحدود مع سوريا لهم.

* لماذا برأيك تريد الولايات المتحدة أن تشهد سوريا أكبر قدر ممكن من العنف والدمار؟

– إن حماية إسرائيل هي التفسير الوحيد لذلك. لقد بدأ الأمر بفرض العقوبات، ووصل إلى ما نحن فيه الآن. من يطلقون على أنفسهم أصدقاء سوريا، الذين يتقابلون في الدوحة وإسطنبول ومراكش، هم في الواقع أعداء سوريا ويأتمرون بأمر السفراء الأميركيين. ومع ذلك خرج الأمر عن سيطرتهم. على الأقل لقد وضعوا جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية، لكن مع الأسف لم يدرجوا أسماء الآخرين الكثير هنا الذين يقتلون أهل بلدي يوميا.

* يروج الإعلام السوري يوميا أن المعارضة المسلحة لا تضم سوى إرهابيين، هل هذا الكلام حقيقي؟

– إنها تضم كل أشكال الجماعات، والكثير منهم مضل. بالطبع ارتكب النظام أخطاء على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، لكن المعارضة المسلحة أرادت التصعيد منذ البداية. لقد اتخذوا هذا الموقف منذ اليوم الأول. وتخفى مثيرو الشغب وسط صفوف المتظاهرين السلميين وكانوا يطلقون النار على أفراد الشرطة والمتظاهرين على حد سواء.

* قال الذين شاركوا في المظاهرات في مرحلتها المبكرة إن النظام كان يقوم بممارسات قمعية منذ البداية، فحتى الأطباء والممرضات الذين كانوا يقومون بإسعاف المتظاهرين المصابين اعتقلوا واختفوا في زنازين المخابرات سيئة السمعة.

– لم تكن تلك سوى أكاذيب دعائية مثل المذبحة المزعومة في حمص التي قيل أن قوات النظام ارتكبتها قبل يوم من اجتماع مجلس الأمن بشأن سوريا. لقد ألقينا القبض في النهاية على الجناة. ذبحوا 60 شخصا بالسكاكين بتحريض أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذي طلب منهم تنفيذ هذا الهجوم بالتحديد قبل يوم من اجتماع مجلس الأمن.

* تقدم الثوار وأصبحوا على بعد 600 متر من البلدة القديمة في دمشق. ويسمع أهل دمشق دوي القنابل وطلقات الكلاشنيكوف ليلا ونهارا. إلى متى تستطيعون الصمود أمام ذلك؟

– نستطيع الصمود إلى أقصى مدى يريده الطرف الآخر.

* قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق إن على سوريا الاختيار بين الحل السياسي والجحيم.

– نحن نريد الحل السياسي. وينبغي أن تعمل جميع الأطراف المشاركة على إنقاذ سوريا من الجحيم.

*خدمات «نيويورك تايمز»

معارضون سوريون يطالبون المجتمع الدولي بأفعال على الأرض

                                            أبدى معارضون سوريون استياءهم لما اعتبروه تباطؤاً من المجتمع الدولي في مساعدة الشعب السوري حتى تتحقق أهداف الثورة المتمثلة في إزاحة بشار الأسد وأركان نظامه عن السلطة وإقامة مجتمع ديموقراطي حر.

وقال المعارضون في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية “قنا” إن الملف السوري كان حاضراً بقوة في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي انعقد في ألمانيا، حيث أكد معظم المشاركين وفي مقدمهم دولة قطر على ضرورة العمل الجاد لوقف الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد ومساعدة الشعب السوري بكل السبل، محذرين من تداعيات هذه الأزمة على الأمن والسلم ليس في المنطقة وحدها، ولكن في العالم أجمع.

وتباينت آراء المعارضين حول اللقاء الذي جمع بين رئيس الائتلاف الوطني السوري الشيخ أحمد معاذ الخطيب ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مؤكدين أنها مجرد مبادرة شخصية من الخطيب لتحريك المياه الراكدة في المجتمع الدولي إزاء القضية السورية بعد مرور أكثر من عامين عليها من دون أن تلوح في الأفق بوادر للحل.

صبرا

وقال جورج صبرا، رئيس المجلس الوطني السوري، إن هناك الكثير من المبادرات التي طُرحت لمساعدة الشعب السوري، وكانت هناك العديد من المؤتمرات التي عقدت لهذا الغرض وكانت الوعود كثيرة، لكن على الأرض المحصلة قليلة جداً فكان لا بد أن يلتفت السوريون إلى ثورتهم في الداخل وقدرتهم على الاعتماد على أنفسهم والتفتيش عن مصادر التسليح لأن هذا حق طبيعي للمعارضة وهي تواجه جيشاً نظامياً ارتكب أبشع أنواع الجرئم بحق شعبه.

وأكد أنه من غير المنطقي أن يستمر تدفق السلاح على النظام من دول معروفة تماماً تسانده سياسياً وعسكرياً، وتظل المعارضة السورية عاجزة عن مواجهة ذلك، وهو سؤال يجب أن يوجه إلى المجتمع الدولي ومن الضروري الإجابة عليه.

وأشار إلى أن الخطاب الأخير لبشار الأسد أغلق الباب نهائياً أمام أي مشروع لتسوية سياسية للأزمة وهذا بالتالي يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته بعد أن قدم الشعب السوري الكثير من التضحيات وسقط آلاف الشهداء في سبيل حريته، وهذا حق طبيعي له أن يجد الدعم الكافي من المجتمع الدولي سواء الإغاثي أو التسليحي حتى تحقق الثورة أهدافها.

النجار

وقال يس النجار عضو الائتلاف الوطني السوري إن نظام بشار الأسد يستفيد جداً من عامل الوقت بعد أن فشل المجتمع الدولي في الانتقال إلى الشق التنفيذي في مجال دعم الشعب السوري، موضحاً في هذا الإطار أن هناك تبايناً واضحاً في وجهات النظر بين الدول المركزية التي ساهمت في اتفاقيات جنيف وبين الدول الإقليمية على صعيد التعامل والتواصل مع حلفاء النظام السوري، وأيضاً من خلال الانتقال إلى دعم واضح للشعب السوري.

وحول مسألة دعم الجيش السوري الحر بالسلاح وما هو المطلوب، قال النجار إن هناك محاولات من بعض الدول لتمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه، لكنها للأسف تبوء بالفشل، وهذا اتضح تماماً خلال الثورة السورية، حيث تصطدم هذه المحاولات بجدار الولايات المتحدة وروسيا، وهو ما يزيد من معاناة الشعب السوري عندما نرى دعماً واضحاً من قبل روسيا لنظام بشار الأسد في وقت يتم فيه منع إيصال السلاح إلى المعارضة.

وأعرب يس النجار عن اعتقاده بأن الشعب السوري سيظل وحيداً ما لم تساعده الدول الأخرى بالمال والسلاح حتى تتحقق أهداف الثورة في تمكين السوريين من الانتقال إلى الدولة المدنية التي تسودها قيم الحرية والعدالة.

وحول اللقاء الذي عقد على هامش مؤتمر ميونيخ بين معاذ الخطيب وسيرغي لافروف، قال النجار إن الخطيب حتى الآن يقوم بدور سياسي مبني على التصور الشخصي وبخاصة في بعض المبادرات.

وأضاف أن الهيئة السياسية المؤقتة في الائتلاف الوطني رفضت الحوار إلا على أساس تسليم السلطة، وهذا لا يعني ألا نلتقي مع الروس، فالمجلس الوطني السوري كان حريصاً على التواصل مع الروس لإيصال ما يحصل على الأرض بشكل واضح إليهم، لكن الموقف الروسي حتى الآن امتنع عن الانحياز لخيارات الشعب السوري.

وفي ما يخص حزمة المساعدات التي قدمتها قطر للاجئين السوريين في الداخل، أجاب النجار بأننا نوجه الشكر إلى دولة قطر أميراً وحكومة وشعباً على كافة الجهود التي يقدمونها للشعب السوري والتي ليست خافية على أحد.

وأضاف أن من الواضح تماماً أن الأشقاء القطريين حرصاء على استمرار دعم الشعب السوري، وأظن أن الحكومة القطرية قادرة من خلال مبادراتها الدائمة ومن خلال تواصلها مع الناشطين السياسيين والقوى الفاعلة على الأرض والتي أصبحت أكثر تمكناً داخل سوريا وخصوصاً في المناطق المحررة أن تنجح في إيصال هذه المساعدات، وهذا يؤكد على عمق العلاقات بين قطر والشعب السوري.

رمضان

وقال أحمد رمضان، عضو الائتلاف الوطني، إن البند السوري كان موجوداً على مائدة مؤتمر ميونيخ للأمن وهو ما يعكس اهتماماً عالمياً الآن بالقضية السورية، وبخاصة بعد انتقالها من حيز المحلية والإقليمية إلى الحيز الدولي، وكون أن النظام السوري بإجراءاته وبعمليات القتل التي يقوم بها أصبح يهدد السلم العالمي والأمن الإقليمي والدولي، ولذلك كان من الطبيعي أن يناقش مؤتمر بمستوى ميونيخ القضية السورية إلى جانب قضايا عالمية أخرى.

أضاف أننا في المعارضة السورية عموماً وفي المجلس الوطني السوري خصوصاً، نعتبر أن النتائج التي خلص إليها المؤتمر لا تشكل حافزاً فعلياً وجدياً من أجل وقف إراقة الدماء في سوريا، وخصوصاً مع استمرار التصعيد من قبل النظام وقيامه بمزيد من عمليات الإبادة الكاملة لأسر وأحياء ومناطق بعينها في دمشق وريفها وحلب وعدد من المدن السورية.

وأوضح أن المؤتمر لم يخرج بتوصيات تعكس معالجة فعلية للوضع الداخلي في سوريا كونه لم تتخذ أي إجراءات تضع حداً لما يقوم به النظام السوري ولم يضع حداً للتدخلات من قبل دول إقليمية تساعد النظام السوري.

وحول لقاء الخطيب لافروف وهل هو مؤشر على تغيرات في مواقف الجانبين، قال رمضان إنه لا يوجد حتى الآن تغيير ملموس في الموقف الروسي تجاه الوضع في سوريا، وبخاصة من ناحية دعم النظام عسكرياً ولوجيستياً وأمنياً، وفي ضوء ذلك لم يكن لدى الائتلاف الوطني وقوى المعارضة برنامج لعقد لقاءات مع أي من المسؤولين الروس ما لم يتم ذلك على أساس واضح ووفقاً لأجندة واضحة تعكس تغييراً جذرياً في الموقف الروسي.

وأضاف أنه على ضوء هذا الموضوع تعاملت معظم قوى الائتلاف وبخاصة المجلس الوطني السوري على أن المبادرة التي قام بها معاذ الخطيب كانت مبادرة شخصية وخاصة من طرفه ولم تناقش على مستوى الهيئة العامة أو على مستوى الهيئة السياسية التي عقدت اجتماعاً لها قبل يوم واحد فقط من بدء اجتماعات ميونيخ، وبالتالي الاجتماعات التي عقدت في ألمانيا كانت بمبادرة من الخطيب ولا تعكس تغييراً في مواقف الائتلاف أو القوى المؤسسة له وخصوصاً وثيقة الدوحة التي تأسس على أساسها الائتلاف وشاركت فيها كافة القوى السياسية وكانت هي الإطار الناظم لعمله خلال الفترة الأخيرة.

وفي ما يتعلق بدعم المعارضة، قال رمضان إننا نميز بين نوعين من الدعم، فهناك الدعم العسكري أو النوعي الذي التزمت به القوى الرئيسية الكبرى، وهذا الأمر لم يجد طريقه إلى التنفيذ ولم يطبق حتى في مستوياته الدنيا، وبالتالي أدى هذا الأمر إلى إحراج الائتلاف ووضعه في خانة صعبة أمام الرأي العام السوري وأمام القوى الميدانية.

وأضاف أن النوع الثاني من الدعم هو الدعم الإغاثي والإنساني الذي التزمت به العديد من الدول وخصوصاً الدول العربية والخليجية وتم الوفاء بجزء كبير منه وبخاصة على صعيد دعم القطاعات الطبية والمستشفيات وعمليات الإغاثة للمخيمات التي قامت دولة قطر مشكورة أيضاً بجزء كبير من هذا المجهود خلال الفترة المنصرمة خلال الدعم الإغاثي والإنساني، وباستثناء ذلك لم نحصل على دعم فعلي من الدول التي تحدثت أو التزمت بعشرات الملايين في مؤتمر مراكش، فليس هناك دعم فعلي تلقاه الائتلاف الوطني باستثناء الدعم القطري والخليجي.

وحول الدعم الإغاثي وآليات إيصاله، قال رمضان إن هناك جهوداً كبيرة تبذلها دولة قطر والمؤسسات الإغاثية فيها وبخاصة الهلال الأحمر القطري، حيث إن لديهم فرق عمل ذات خبرة مميزة في العمل الميداني، وهم استطاعوا العمل في الأردن وفي جنوب تركيا ولبنان ودعموا العديد من المشافي الميدانية، واستطاعوا أيضاً تسخير عدد من القوافل الإغاثية والمساعدات في المناطق المنكوبة.

وأضاف أن هناك مشروعاً واسعاً لمسح الاحتياجات في مخيم الزعتري، إضافة إلى إيصال كميات كبيرة من الأدوية والمواد الإغاثية إلى داخل سوريا عبر منظمات إغاثية أهلية موجودة في المناطق المحررة من قبضة الجيش النظامي السوري.

وأعرب عن اعتقاده بأن هذا المجهود يستحق التقدير وهذا الذي يلمسه المواطن السوري من الناحية الفعلية، أما الوعود الأخرى التي تأتينا من الدول التي تمارس الضغوط السياسية وبخاصة الدول الغربية فإننا نعتقد أنه لا يُرى لها أثر على الأرض.

المالح

وقلل هيثم المالح، عضو الائتلاف الوطني، من جدوى اللقاء بين لافروف والخطيب وما قد يسفر عنه من نتائج.

وأضاف أن الخطيب طالب بإطلاق سراح 160 ألف سجين ولكن النظام لا يعترف بذلك أصلاً، بل يقول إن لديه مجرمين مما يتطلب إجراء أي نوع من الحوار بين المعارضة والنظام أن يعترف الأسد بأن لديه معتقلين سياسيين يصل عددهم إلى ربع مليون معتقل حسب معلوماتنا.

وأوضح أن الخطيب لاحظ ركوداً كاملاً للمجتمع الدولي تجاه القضية السورية وكأن الأمر لا يعنيهم، حيث لا يوجد دعم مالي وإغاثي أو سلاح، فأراد بمبادرته هذه أن يلقي حجراً في المياه الراكدة.

وبين أن لقاء الخطيب ولافروف كان بهدف استماع كل طرف للآخر، فلافروف لا يعطي في هذا اللقاء رأي حكومة روسيا الاتحادية تجاه القضية السورية، لأن الإدارة الروسية قالت مؤخرا أكثر من مرة إن الأسد يفقد إمكانية الاستمرار في السلطة شيئاً فشيئاً، مشيراً إلى أن كل ما يتعلق باللقاء سوف يُناقش في الاجتماع المقبل للائتلاف السوري.

وأكد المالح أن الشعب السوري ماضٍ في ثورته حتى النصر. وقال إنه ليس أمامنا سوى الصبر وفي الوقت نفسه لنا الحق عند إخواننا في الدول العربية والإسلامية في أن يساعدوننا، فهناك فعلاً دعم ولكنه ليس على المستوى المطلوب، فنحن في حاجة إلى تسليح نوعي حتى ينتهي الصراع ونأمل أن يتم إنقاذ الشعب السوري مما هو فيه.

وشدد على أن النظام السوري ليس مؤهلاً لأن يقدم أي شيء لشعبه، فلو كان مؤهلاً لما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من تدمير أكثر من 60 في المئة من البلاد وتشريد الملايين من السوريين خارج أوطانهم وبيوتهم وانتهاك الأعراض وتدمير المساجد وغيرها.

وحول تقديم السلاح الى المعارضة، قال إنه لو تم تسليح المعارضة منذ أيام الثورة لانتهى نظام بشار الأسد مبكراً، فالآن النظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من الأرض، فجميع المناطق العسكرية التابعة للنظام محاصرة من قبل الجيش السوري الحر، ومطار حلب ودمشق لا يعملان ولا يبقى سوى مطار اللاذقية، فجيش الأسد في حالة تراجع وتقهقر وحصار، أما الجيش الحر ففي حالة تقدم رغم قلة الأسلحة لديه، وبالتالي لو تم تسليح المعارضة بأسلحة نوعية لاختلف الأمر كثيراً، وهذا ما نطلبه مراراً والمجتمع الدولي يعلم ذلك ويفهمه.

وحول المساعدات الإغاثية، قال إننا في الائتلاف لدينا وسائل لإيصال الدعم إلى أهلنا في سوريا بالداخل، وعلى كل الحكومات التي تريد أن تدعم الشعب السوري أن تتواصل مع الائتلاف ونحن لدينا من الوسائل ما يمكننا أن نوصل هذا الدعم إلى مستحقيه، فلدينا وحدة الدعم الإغاثي وهي وحدة معروفة، معرباً عن اعتقاده بأن قطر قامت بما عليها فعله من ناحية تقديم الدعم للشعب السوري.

(قنا)

الثوار على مسافة كيلومترين من مقار الأجهزة الأمنية الرئيسية في قلب دمشق

                                            قال ناشطون معارضون في سوريا إن قوات الرئيس بشار الأسد حاولت صد مقاتلي المعارضة أمس في إطار جهود لاستعادة السيطرة على أجزاء في الطريق الدائري في دمشق بينما يحاول المقاتلون تطويق العاصمة.

واخترق مقاتلو المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية الخطوط الدفاعية قبل يومين وسيطروا على أجزاء من الطريق ودخلوا حي جوبر الواقع على بعد كيلومترين عن مقرات الأجهزة الأمنية الرئيسية في قلب العاصمة.

وتخشى القوى العالمية من امتداد الصراع في سوريا صاحبة أطول انتفاضات الربيع العربي وأكثرها دموية إلى دول مجاورة مما سيزيد من انعدام الاستقرار في المنطقة الملتهبة.

وذكرت المصادر أن اشتباكات عنيفة وقعت في تقاطع حرملة على الطريق الدائري جنوبي جوبر الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة. وأطلقت الطائرات المقاتلة صواريخ حول أحياء جوبر والقابون وبرزة.

وقال النقيب إسلام علوش من جماعة لواء الإسلام المعارضة إن المقاتلين لا يعتزمون البقاء على الطريق الدائري وإنهم حتى إذا انسحبوا من التقاطع فإن سيطرتهم من جديد على المناطق المحيطة تجعل الطريق عديم الفائدة كخط إمداد للجيش.

وأضاف لرويترز أن مقاتلي المعارضة يحاربون قوات النظام، لكنهم لا يعتزمون البقاء عند حرملة إذا زادت الخسائر في صفوفهم. وقال إن هدف مقاتلي المعارضة من هذه العملية هو التقدم ببطء نحو دمشق.

وذكر علوش أن قوات المعارضة نشرت قناصة في حي جوبر الذي أزيلت فيه متاريس الجيش أو حوصرت.

وقال طالب جامعي يعيش في جوبر “تنتقل السيطرة على تقاطع حرملة بين المعارضين والجيش. وبالهجوم على الطريق الدائري يكون المعارضون قد ربطوا جوبر بالغوطة الشرقية”.

والغوطة الشرقية منطقة ضواحي ومزارع يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وتقع بجوار العاصمة دمشق.

وذكر ناشطون ان 46 شخصا قتلوا الخميس وأغلبهم سقطوا في قصف للجيش.

ومع وجود خط إمداد لقواعد الجيش السوري على الساحل، فإن قوات الأسد ما زالت تتمركز في جبل قاسيون على الطرف الشمالي الغربي من دمشق وتقصف الضواحي من هناك.

ويقول قادة مقاتلي المعارضة إنهم ارتكبوا أخطاء في الماضي عندما دخلوا دمشق ومدنا أخرى قبل أن يقطعوا خطوط إمداد قوات الأسد.

واكد فواز تللو وهو ناشط بارز في المعارضة وله صلات قوية بمقاتلي المعارضة في دمشق إن العملية تأتي في إطار تقدم بطيء للمعارضين من العاصمة. وقال تللو من برلين “حتى إذا انسحب مقاتلو المعارضة من الطريق الدائري فإنه سيصبح -مثل أجزاء أخرى بالعاصمة- من الخطير للغاية على النظام أن يستخدمه. إننا نشهد استراتيجية خطوتين الى الأمام ثم خطوة الى الوراء للمعارضة. إن الطريق ما زال طويلا حتى يمكننا القول إن الأسد أصبح محاصرا في دمشق لكن عندما يصبح طريق رئيسي آخر عديم الفائدة بالنسبة له فإن سيطرته ستقوض بشكل أكبر”.

وبالتزامن مع الاشتباكات على الارض، شن الطيران الحربي السوري امس غارات على مناطق في ريف دمشق لا سيما الى الشرق منها.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني “تعرضت مدينة زملكا (شرق دمشق) لقصف عنيف من قبل القوات النظامية استخدم خلالها الطيران الحربي”، تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين “عند اطراف المدينة من جهة المتحلق الجنوبي”، وهو طريق دائري يفصل بين دمشق وريفها من الجهتين الجنوبية والشرقية.

واشار المرصد الى ان الطيران الحربي قصف كذلك بلدات الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وشهدت مناطق في الريف منذ الاربعاء تصعيدا في المعارك والقصف هو الاعنف منذ اشهر.

والى الجنوب من العاصمة، قصفت القوات النظامية مدينة داريا (جنوب غرب) حيث تدور اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول منذ اكثر من شهرين فرض سيطرتها الكاملة على المدينة.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، نفذت طائرات حربية غارات جوية على مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة، ما ادى الى “اضرار مادية وانباء عن سقوط جرحى”، بحسب المرصد. وتحاول القوات النظامية استعادة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون في تشرين الاول، ما سمح لهم باعاقة امدادات القوات النظامية المتجهة الى مدينة حلب.

الى ذلك، ارتفع الى 54 شخصا عدد قتلى تفجير حافلة قرب معامل الدفاع في ريف محافظة حماة في وسط سوريا الاربعاء. وقال المرصد السوري في بريد الكتروني “ارتفع الى 54 عدد الشهداء المدنيين، بينهم 11 امرأة، وهم من عمال معامل الدفاع الذين استشهدوا إثر انفجار حافلة الاربعاء لدى انتهاء عملهم” في المعامل الواقعة في قرية براق بريف حماة الجنوبي.

واوضح المرصد ان غالبية الضحايا هم من منطقة السلمية والقرى المجاورة لها في محافظتي حمص وحماة المجاورتين، مشيرا الى ان العدد ما زال مرشحا للارتفاع “بسبب وجود جرحى بحالة خطرة”.

وكان المرصد افاد الخميس عن سقوط عشرين قتيلا بينهم عشر نساء في التفجير الذي وقع عصر اول من امس.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان هذه المعامل “لا علاقة لها بالتصنيع العسكري، بل تقوم بصناعة تجهيزات مختلفة من الاغطية والبطاريات والاحذية والملابس”. اضاف ان هذه المعامل تعمل باشراف وزارة الدفاع، لكن الموظفين فيها هم من المدنيين، والذين كانوا عائدين الى منازلهم بعد انتهاء عملهم.

ودان المرصد في بيانه امس “هذه المجزرة الجديدة بحق المدنيين”، مستهجنا “الصمت المخيف من المجتمع الدولي على المجازر التي ارتكبت ولا تزال ترتكب في سوريا”.

وتشهد محافظة حماة معارك بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي استعادت الخميس السيطرة على بلدة كرناز بعد 16 يوما من الاشتباكات العنيفة.

وادى النزاع السوري المستمر منذ اكثر من 22 شهرا الى مقتل اكثر من 60 الف شخص، بحسب ارقام الامم المتحدة.

الى ذلك، لجأ 28 من المسؤولين العسكريين السوريين مع عوائلهم إلى تركيا امس بينهم رتب عالية. وذكرت وكالة الاناضول التركية امس أن من بين العسكريين اثنين برتبة عقيد وواحدا برتبة مقدم. اما الباقون فهم من الجنود في الجيش السوري وقد دخلوا جميعا الاراضي التركية مع عوائلهم هربا من الاشتباكات والعنف الجاري في سوريا.

وعقب القيام بالاجراءات اللازمة عند النقطة في مدينة هطاي جنوب تركيا تم نقل الجنود وأسرهم إلى مخيم “آبايدن” الذي يضم العسكريين المنشقين عن النظام السوري.

وفي تطور آخر، ذكرت الاناضول ان 10 جرحى سوريين وصلوا إلى أحد المستشفيات في محافظة “كيليس” التركية بعد إصابتهم في اشتباكات في مدينة حلب حيث توفي أحدهم متأثرا بجراحه فيما يتابع الباقون علاجهم.

الى ذلك، تراجعت امدادات المياه في المناطق المتأثرة بالنزاع السوري الى ثلث ما كانت عليه قبل اندلاع الازمة، بحسب ما اعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) امس التي حذرت من ان ذلك يزيد المخاوف من اصابة الاطفال بالامراض.

وقالت المنظمة ان “إمدادات المياه في مناطق النزاع بلغت ثلث ما كانت عليه قبل الأزمة، حيث يحصل السكان في تلك المناطق على 25 ليترا من الماء يوميا، مقارنة بـ 75 ليترا كانوا يحصلون عليها قبل عامين”.

واضافت ان النتيجة المستمدة من “التقييم الوطني الذي اشرفت عليه اليونيسيف حول قطاعي المياه والصرف الصحي”، تظهر ان اكثر المناطق عرضة للخطر هي ريف دمشق، وادلب (شمال غرب)، ودير الزور (شرق)، وحمص (وسط)، وحلب والرقة (شمال).

واوضحت انه في دير الزور يتم ضخ المياه “بنسبة 10 بالمئة مما كانت عليه قبل الازمة” التي اندلعت قبل اكثر من 22 شهرا.

ونقل البيان عن ممثل المنظمة في سوريا يوسف عبدالجليل قوله ان النتائج “تظهر سبب تركيز اليونيسيف على تقديم المساعدة في قطاعي المياه والصرف الصحي”، مشيرا الى انها بدأت في الشهر الجاري “شحن مليون ليتر من الكلور إلى سوريا لتوفير المياه الآمنة لأكثر من 10 ملايين شخص، وهو ما يعادل نصف سكان البلاد، لمدة ثلاثة أشهر”.

واضاف ان “الانتاج المحلي للمواد الكيميائية اللازمة لمعالجة المياه قد توقف تقريبا بسبب النزاع” الذي اودى باكثر من 60 الف شخص، وان الناس باتوا “معرضين لخطر استعمال مياه ملوثة”.

وحذر البيان من ان الامر يؤدي الى زيادة “المخاوف من إصابة الأطفال السوريين بالأمراض نتيجة للأضرار الجسيمة التي لحقت بشبكات المياه والصرف الصحي”.

واوضح ان الأطفال والنساء “يواجهون مخاطر صحية وبيئية لأن عمليات معالجة مياه الصرف الصحي انخفضت إلى النصف”، اضافة الى انخفاض “كبير” في جمع النفايات.

واشارت المنظمة الى ان الاطفال يشكلون “50 في المئة من الاربعة ملايين محتاج”. وقالت انها زودت 22 الف شخص بمياه الشرب والمياه للاستخدام المنزلي، اضافة الى الصابون ومستلزمات النظافة الصحية لاكثر من 225 الفا من سكان المناطق المتضررة.

وتسعى المنظمة الى توفير المياه والمستلزمات الى 750 الف شخص حتى حزيران المقبل، مناشدة الحصول على مبلغ 22,5 مليون دولار اميركي لتتمكن من تلبية الاحتياجات. (اف ب، رويترز، يو بي اي)

الحر يسيطر على سريتين بمطار منغ

                                            أعلن الجيش السوري الحر السبت أنه سيطر على سريتين تابعتين للنظام في محيط مطار منغ العسكري، وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 105 أشخاص قتلوا معظمهم في حلب وحمص، إثر تجدد الاشتباكات مع قوات النظام الذي كثف غاراته الجوية وقصفه المدفعي لمناطق بالعاصمة دمشق.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن الثوار دخلوا إلى “أطراف المطار”، وذلك للمرة الثانية خلال الأشهر الماضية.

يشار إلى أن مقاتلي المعارضة تمكنوا الشهر المنصرم من السيطرة على مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب، ضمن سعيهم للسيطرة على المطارات التي يستخدمها سلاح الجو لقصف مناطق عدة.

وقد شنت المقاتلات السورية غارات عدة في مناطق بمحيط دمشق، منها العسالي والمادنية وجمعيات السبينة. كما قصف جيش النظام حيي جوبر والقابون بالمدفعية، وقصف أيضا مدن وبلدات دوما ومديرا ومعضمية الشام وداريا، مما أدى إلى مقتل وجرح عدة أشخاص. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن جيش النظام أغلق طريق “المتحلق الجنوبي” بعدما دمر الجيش الحر حاجز “حرملة” في وقت سابق.

كما قال المركز الإعلامي السوري إن ثمانية أشخاص قتلوا وجرح نحو 15 آخرين في قصف بالطائرات على حيي الشعار ومساكن هنانو في مدينة حلب.

اشتباكات

في السياق ذاته قال ناشطون سوريون إن اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر اندلعت في محيط محطة العباسيين بدمشق، والمعروفة باسم “كراجات العباسيين”. كما شهدت أحياء القدم والتضامن والحجر الأسود والقابون في العاصمة عدة اشتباكات.

وشهدت الحملة العسكرية التي تشنها القوات النظامية في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين، تصعيدا في الأيام الأخيرة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن الجيش الحر ما زال يحاصر لواء الصواريخ رقم 113 في دير الزور، حيث تدور مواجهات عنيفة مع قوات النظام. كما تواصلت المعارك في محيط مطار دير الزور العسكري.

وقالت شبكة شام إن أحياء درعا شهدت أيضا معارك بين قوات النظام والجيش الحر، كما تواصلت الاشتباكات في بلدة بصر الحرير ومدينة الحراك اللتين تعرضتا لقصف براجمات الصواريخ والمدفعية. وأعلنت كتائب الجيش الحر في جبهة حي الشيخ سعيد بحلب بدء المرحلة الثانية مما سمتها “معركة الإخلاص” التي تهدف إلى إحكام الحصار على كلية المدفعية ومحيطها في منطقة الراموسة. وكان الجيش الحر قد سيطر الأسبوع الماضي على حي الشيخ سعيد بشكل كامل.

يذكر أن الثوار اشتبكو أمس الجمعة في حلب مع القوات النظامية عند مداخل معامل الدفاع في بلدة السفيرة التي باتت تحت سيطرة عدد من الكتائب بينها جبهة النصرة، وفق ما قالته لجان التنسيق المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

الأسد يجري تعديلا وزاريا

روسيا مستعدة للتواصل مع معارضة سوريا

أعرب المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن استعداد بلاده لإجراء اتصالات مع مكتبي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في الولايات المتحدة. في حين أجرى الرئيس السوري بشار الأسد تعديلا وزاريا لا يطول الوزارات السيادية.

ومع هذا الإعلان الروسي الجديد للاتصال بمكتبي الائتلاف اللذين أعلن عن افتتاحهما قريبا بواشنطن ونيويورك، أبدى فيتالي تشوركين معارضة موسكو بقوة لإرسال وفود من هذين المكتبين إلى الأمم المتحدة.

ونقلت وكالة “إيتار تاس” الروسية للأنباء اليوم السبت عن تشوركين قوله “ينبغي ألا يكون هناك أي احتمال لأن يستخدما قربهما من الأمم المتحدة لتسجيل أي نقاط سياسية من خلال رؤيتهما لوضعهما الدولي. إذا كانت هناك محاولات من هذا القبيل سنقاومها”.

وتبدي روسيا استعدادها لإجراء حوار مع المعارضة بهدف تشجيعها على التفاوض مع الحكومة السورية.

وفي الوقت نفسه حذر تشوركين من أن أي إجراءات أحادية الجانب من قبل المعارضة السورية ربما تضر بـ”العمل الجاد لترسيخ عملية سياسية” في سوريا.

وكانت أنباء قد ترددت في وقت سابق هذا الأسبوع بأن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية حصل على موافقة السلطات الأميركية لفتح مكتبين له وسط واشنطن وقرب مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وسيرأس واحد منهما عباب خليل وهو تاجر عقارات من ولاية تكساس بينما سيرأس الآخر نجيب الغضبان وهو أستاذ بجامعة أركانسو واختصاصي في شؤون الشرق الأوسط، والاثنان من أصل سوري.

ولن يكون لمكتبي المعارضة السورية في الولايات المتحدة أي وضع دبلوماسي. وفي الواقع سيكونان بمثابة قناة اتصال للائتلاف الوطني لإجراء اتصالات مع الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي طبقا للوكالة الروسية.

تعديل وزاري

من ناحية أخرى أجرى الرئيس السوري بشار الأسد اليوم السبت تعديلا وزاريا لا يطول الوزارات السيادية، وقرر بموجبه استبدال خمسة وزراء بينهم وزيرا المال والنفط، واستحداث وزارتين منفصلتين للعمل والشؤون الاجتماعية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

ويقضي المرسوم بتسمية أربعة وزراء جدد، هم إسماعيل إسماعيل وزيرا للمالية وسليمان العباس وزيرا للنفط والثروة المعدنية وأحمد القادري وزيرا للزراعة والإصلاح الزراعي وحسين عرنوس وزيرا للأشغال العامة وحسين فرزات وزيرا للإسكان والتنمية العمرانية.

وأشارت الوكالة إلى أن الأسد أصدر مرسوما بفصل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. وسمى الأسد كندة شماط وزيرة للشؤون الاجتماعية وحسن حجازي وزيرا للعمل.

استعداد للحوار

وكان وزير الإعلام عمران الزعبي قد أبدى استعداد حكومته للحوار مع المعارضة لكن “من دون شروط مسبقة”.

وقال الزعبي -في حديث للتلفزيون السوري الرسمي- “الباب مفتوح والطاولة موجودة، وأهلا وسهلا وبقلب مفتوح لأي سوري يريد أن يأتي إلينا ويناقشنا ويحاورنا”.

وأضاف أن النظام يقبل بحوار غير مشروط ولا يقصي أحدا، “أما أن يقول لي أحدهم أريد أن أحاورك في الموضوع الفلاني فقط أو أطلق النار عليك، فهذا ليس حوارا”.

وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد معاذ الخطيب أعلن -في وقت سابق- استعداده المشروط “للجلوس مباشرة مع ممثلين للنظام” خارج سوريا من أجل إنهاء الأزمة في بلاده، ودعا إلى انتداب فاروق الشرع نائب الرئيس السوري للتحاور معه.

مواقف دولية

على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الجمعة إن واشنطن تفكر في الخطوات الواجب اتخاذها لإنهاء النزاع في سوريا الذي يتسبب في “الكثير من القتل”، كما وصف الوضع بأنه “غاية في التعقيد وغاية في الخطورة”.

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن الاتحاد الأوروبي لن يرفع الحظر عن الأسلحة المرسلة إلى المعارضين السوريين طالما أن إمكانية الحوار السياسي لتسوية الأزمة في سوريا ما زالت قائمة.

وأوضح هولاند في تصريحات له على هامش اجتماعات للمجلس الأوروبي أمس الجمعة في بروكسل أن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي “ما زال متمسكا بفكرة إجراء حوار سياسي في سوريا رغم الخلاصة المريرة التي توصل إليها حول الوضع في سوريا.

صحيفة: “النصرة” تستولي على ثورة سوريا

                                            عبر تركيزها على البرامج الإنسانية

أشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية إلى الأزمة السورية المتفاقمة، وإلى الظروف الإنسانية التي يعانيها السوريون، وقالت إن جماعة النصرة تستولي على الثورة في ظل هذه الظروف، خاصة من خلال توفيرها لبعض الحاجات للسكان في مدينة حلب.

وقالت الصحيفة إن أجواء اليأس تسيطر على أهالي حلب في سوريا، والتي مزقتها الحرب وصار فيها الناس يأكل منهم القوي الضعيف في حالة أشبه ما تكون بصراع البقاء.

وأضافت أن تاريخ المدينة العريقة صار يندمل تحت القمامة المنتشرة على الأرصفة في الشوارع وفي كل الأنحاء، وأن أطفالها المتشردين يلعبون قرب المباني التي دمرها القصف الجوي والمدعي والصاروخي الذي تنفذه قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد المدن والبلدات السورية.

وعندما يجن الليل، تغرق المدينة في الظلام، وهي الفقيرة أصلا للماء والغذاء والدواء والتدفئة وبقية سبل الحياة، ويجوب شوارعها المسلحون على اختلاف مشاربهم ومآربهم، فبعضهم ثوار يبحثون عن الموالين للنظام، وآخرون مجرمون يبحثون عن ضحايا يختطفونهم للمطالبة بالفدية، وكل ذلك يجري وسط انتشار لعمليات السلب والنهب في بعض أرجاء المدينة.

ديلي تلغراف

وجه الثورة

وقالت ذي ديلي تلغراف إن فصائل الثوار تتنافس فيما بينها بشأن الشكل الذي تكون عليه سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، وإن جماعة النصرة “المتطرفة” والتي أدرجتها الولايات المتحدة على لائحة “الإرهاب”، تبرز مسيطرة على مقومات الثورة في البلاد.

وأوضحت أن الجماعة تحظى بتمويل جيد وأنها أنشأت شبكات “جهادية” على المستوى العالمي، مضيفة أن جماعات الثوار المؤيدة للديمقراطية تشكو جفاف المصادر المالية الأجنبية، وسط مخاوف المانحين من “الإسلاميين المتطرفين” في سوريا.

وقالت الصحيفة إن هذه الظروف التي تمر بها حلب، من شأنها تغيير وجه الثورة في البلاد، موضحة أن جماعة النصرة تضم أشجع المقاتلين في الخطوط الأمامية، وأن الجماعة تركز الآن بشكل كبير على البرامج الإنسانية، مما يجعلها تفوز بولاء سكان المدينة.

وأضافت أن جماعة النصرة التي تعمل بصفة مستقلة عن الجيش السوري الحر استعادت السيطرة على مخازن الحبوب في جميع أنحاء المدينة، وطردت بقية الثوار من تلك المخازن، وأسست نظاما لتوزيع الخبز إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار بشكل عام.

وقالت إن جماة النصرة في حلب تحظى بمثل ما يحظى به حزب الله من شعبية في لبنان أو بتلك التي لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وذلك من خلال توفير الجماعة للخدمات  الأساسية للسكان في حلب.

قتلى بسوريا وتفاؤل أممي بشأن الحوار

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

سقط عشرات القتلى في مدن سورية عدة السبت جراء القتال المتواصل بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة، في وقت أعربت فيه الأمم المتحدة عن تفاؤلها بشأن عرض زعيم المعارضة معاذ الخطيب الحوار مع دمشق.

واقتحم الجيش السوري حي الميدان بدمشق، وشن حملات دهم واسعة بالحي وسط انتشار أمني كثيف،أما في ريف دمشق فقد قصف الطيران الحربي مدينة زملكا وداريا، ومناطق عدة في الغوطة الشرقية.

وفي دير الزور تجري اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر في مدينة الحويقة.

وشهدت حلب مقتل خطيب جامع صلاح الدين في منطقة الأشرفية، إثر استهداف للجامع من قبل من وصفوا بالمجموعات الإرهابية.

وعلى الصعيد السياسي، قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة، الجمعة، إن المنظمة ترى بصيصا من الأمل بشأن سوريا في عرض زعيم المعارضة بالاجتماع مع ممثلي الحكومة لمناقشة عملية انتقال سياسي في محاولة لإنهاء نحو عامين من القتال.

في المقابل، أبدى وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، الجمعة، استعداد دمشق للحوار مع المعارضة، لكن “من دون شروط مسبقة”.

وأضاف الزعبي في حديث للتلفزيون السوري الحكومي: “الباب مفتوح لأي سوري يريد أن يأتي إلينا ويناقشنا ويحاورنا”. ومضي يقول: “عندما نتحدث عن حوار، نتحدث عن حوار غير مشروط ولا يقصي أحدا في النقاش، لا إقصاء لموضوع ولا شروط مسبقة”.

وأبدى الزعبي استعداد النظام السوري لمحاورة حتى “المجموعات المسلحة”، في إشارة إلى المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ أكثر من 22 شهرا.

وقال: “نحن مستعدون للجلوس معهم والنقاش معهم عندما يرمى هذا السلاح، ويصبح السلاح خارج المعادلة، وعندما تكون هذه القوى مستعدة لمناقشة المسألة السياسية الوطنية بكل جدية والتزام”.

وكان الخطيب اشترط إطلاق سراح 160 ألف شخص من السجون، وتجديد جوازات سفر السوريين المقيمين في الخارج، مشددا على أن الحوار هو على “رحيل النظام”.

وقوبل الخطيب بانتقادات لاذعة داخل الائتلاف لا سيما من المجلس الوطني السوري، أحد ابرز مكونات المعارضة، الذي رفض أي تفاوض مع النظام. وأمهل الخطيب النظام حتى الأحد لإطلاق كل السجينات في المعتقلات السورية، وإلا يسحب عرضه للحوار.

 تعديل وزاري محدود

من جهة أخرى، أعلنت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن الرئيس بشار الأسد أجرى تعديلا وزاريا، معينا وزراء جدد لمعالجة اقتصاد البلاد الذي يئن تحت وطأة عامين من الاضطرابات والحرب الأهلية.

وأعلن التلفزيون الرسمي أن الوزارات التي خضعت للتعديل هي وزارات النفط، والمالية، والشؤون الاجتماعية، والعمل، والزراعة، بينما ظلت الوزارات المختصة بالأمن كالدفاع والداخلية دون تعديل.

يأتي إعلان يوم السبت وسط نقص شديد في الوقود والكهرباء والخبز.

وعلى الصعيد السياسي، قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة، الجمعة، إن المنظمة ترى بصيصا من الأمل بشأن سوريا في عرض زعيم المعارضة بالاجتماع مع ممثلي الحكومة لمناقشة عملية انتقال سياسي في محاولة لإنهاء نحو عامين من القتال.

وأوضح الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان أن العرض الذي قدمه الأسبوع الماضي معاذ الخطيب رئيس لائتلاف الوطني السوري “أكثر الأمور المبشرة التي سمعناها بشأن سوريا في الآونة الأخيرة”.

عضو ائتلاف وطني لـ آكي: خلل بمبادرة الخطيب والعمل العسكري وحده لن يُنجح الثورة

روما (9 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال عضو في الائتلاف الوطني السوري المعارض وقيادي في المجلس الوطني إن مبادرة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب “تعاني من خلل بالشروط ونقص بآليات التطبيق” مشيراً إلى أن زعيم أكبر تكتل سوري معارض لم يستشر شركائه في الثورة، لكنّه شدد على أن العمل العسكري وحده لن يُنجح كما أشار إلى أهمية وجود حوار داخل المعارضة للوصول إلى فهم مشترك لمعنى الحل السياسي ودلالات التفاوض مع النظام

وقال لؤي صافي، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “تواجه المعارضة السورية اختباراً كبيراً في أول مبادرة سياسية تقدمها لإنهاء الصراع العسكري ونقل السلطة، والتي أطلقها رئيس الائتلاف معاذ الخطيب في تصريحه الأخير حول استعداد مشروط للجلوس مع ممثلين عن النظام السوري”

وأضاف “لقد أثارت المبادرة بصيغتها المطلقة لغطاً كبيراً بين صفوف المعارضة، تم حسم الأمر بعد إصدار الهيئة السياسية للائتلاف بياناً أوضحت فيه أن أي مفاوضات مع ممثلي النظام يجب أن تهدف إلى نقل السلطة إلى حكومة تقودها المعارضة وأن تؤدي إلى تنحي الأسد ومساعديه الأمنيين” حسب تأكيده

وتابع “إن الجدل الذي أعقب إطلاق المبادرة والذي لا زال رجع صداه يحرك ماء المعارضة السياسية الراكد منذ إعلان الائتلاف يتطلب شيئاً من المصارحة، فتوجيه أصابع الاتهام إلى نوايا الخطيب والحديث عن سذاجة سياسية ودعوته إلى الاعتذار لطرح مبادرة تقبل التفاوض يحتاج إلى وقفة تأمل ومكاشفة حول حدود النقد والقدر المسموح به للقيادة السياسية للمعارضة بالتحرك داخل دائرة التوافق، أو حتى الوقوف على أطرافها”

وكان الخطيب قد تقدّم بمبادرة قال إنها “رأي شخصي” للحوار مع النظام بشرطين، الأول إطلاق سراح 160 ألف معتقل من سجون النظام، والثاني تجديد جوازات سفر السوريين بالخارج، ولاقت مبادرته ترحيباً دولياً وخاصة من قبل موسكو وطهران، فيما واجهت انتقادات من قبل غالبية قوى المعارضة السورية بسبب انخفاض سقفها مقارنة بمطالب الحراك الشعبي، فيما أشار وزير الإعلام السوري إلى استعداد الحكومة للحوار مع المعارضة “دون شروط مسبقة”، ورحّب بالتحاق المعارضة بمؤتمر الحوار الذي تحضّر له بناء على خطة طرحها الرئيس السوري لحل الأزمة

وحول آفاق مواقف المعارضة السورية المختلفة من المبادرة، قال صافي “التصريحات التي صدرت مؤخراً من أطراف المعارضة حول دعوة رئيس الائتلاف إلى تفاوض مع النظام يتطلب منا التأكيد على أهمية وجود حوار جاد ومستمر داخل المعارضة للوصول إلى فهم مشترك لمعنى الحل السياسي ودلالات التفاوض مع النظام، وللتفاهم على ضرورة إيجاد هامش لحركة القيادة السياسية. فجوهر العمل السياسي خلق توافقات ضمن الجسد السياسي والسعي لحل الخلافات مع الخصوم السياسيين سلمياً بعيداً عن الاقتتال، وفي حال حدوث قتال، السعي للوصول إلى الأهداف التي من أجلها اندلعت المعارك بأقل خسائر بشرية ومادية ممكنة”

وحول التزامها بمطالب وشروط الثوار والحراك الشعبي، قال “نحن جميعاً متفقون أن لا حوار مع بشار الأسد وأسرته وقادة قواته الذين شاركوا في الهجوم العسكري على الشعب السوري، ومتفقون على إسقاط نظام الأسد واستبداله بنظام يخضع للإرادة الشعبية ويحترم الحريات السياسية للناس، ويقيم دولة العدالة والقانون.. إن اتخاذ الخطوات المطلوبة للوصول إلى هذا الهدف هو واجب ومهمة قيادات الثورة والمعارضة الذين وقفوا على حماية الثورة وإسقاط النظام عسكرياً ويتقدمون نحو الهدف من خلال العمل العسكري والثوري، والذي يهدف إلى تغيير موازين القوى على الأرض لإرغام النظام على الخضوع إلى شروط الثورة أو إسقاطه عسكرياً إذا استمر بنهجه”.

وقال صافي “الصراع السياسي سجال ويتطلب شيئاً من الدهاء والمرونة من قبل من يديره، كما يحتاج قبل هذا وذاك إلى مبادرات، ومباردة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب تعاني من خلل من حيث الشروط ومن نقص في آليات التطبيق، وأشك في أنه استشار أهل الدراية في العمل السياسي، فالواضح أنه لم يستشر حين طرحها شركائه في الثورة، وهذا خطأ كبير، والسبب الأساسي لتعرّض المبادرة لهجوم عنيف، لكنه حاول تدارك الأمر بالدعوة إلى لقاء تشاوري مع الهيئة السياسية داخل الائتلاف”.

وتابع “الأمر المؤكد والذي أوضحته تصريحاته اللاحقة، أن تصريح معاذ الخطيب لم يخرج عن دائرة التفاهمات حول حدود التحرك السياسي، وهو لا زال مصراً على رحيل الأسد كمحصل لأي جهد تفاوضي”

وقال “أعيد التأكيد على أن القيادة تحتاج إلى هامش من الحركة الذي لا يمكن بدونه من القيام بعمل سياسي، فالعمل السياسي ضروري لأي ثورة لتأمين نجاحها ولا يمكن للثورة أن تنجح من خلال العمليات العسكرية فحسب، وتعريض القيادة السياسية للنقد في كل خطوة تتحركها حتى قبل معرفة تفاصيل مبادرتها سيؤدي إلى مصادرة العمل السياسي في وقت نحن بأشد الحاجة إليه مع سعي الروس وبعض (أصدقاء) سورية إلى تجفيف أقنية الدعم العسكري”، على حد تعبيره

إخوان سورية يستعدون لإصدار أول صحيفة مطبوعة لهم

روما (9 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت مصادر إعلامية في جماعة الإخوان المسلمين في سورية أن الجماعة التي لا تزال محظورة ستُصدر أول صحيفة مطبوعة لها تحمل اسم (العهد) خلال أيام، وأنه سيتم توزيعها داخل سورية وخارجها.

وستكون ‎(العهد) أول صحيفة مطبوعة للإخوان بعد حظر أي نشاط لهم في سورية منذ 33 سنة، وستصدر عن المكتب الإعلامي للجماعة في سورية

وكان الرئيس حافظ الأسد قد أصدر عام 1980 القانون الرقم 49 الذي يحظّر الحركة ويعاقب كل من يثبت انتماؤه لها بالإعدام، وهي عملياً محظورة منذ استلام البعث السلطة عام 1964، وشنّت قواته عام 1982 معارك عسكرية شرسة ضد الطليعة المقاتلة التابعة للجماعة في مدينة حماة قتل فيها ما بين 10 و25 ألف من سكان المدينة

ورغم غياب الجماعة التي تأسست في سورية عام 1942 عن الحياة السياسية داخل البلاد ونفي قادتها، إلا أن العديد من المتطوعين أعربوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استعدادهم لتوزيع الصحيفة الجديدة في مناطقهم، كما أبدى بعض الكتّاب الليبراليين واليساريين استعدادهم للمساهمة بالكتابة بها

ومنذ انطلاق الانتفاضة السورية قبل نحو عامين، ساهمت الجماعة التي يشغل محمد رياض الشقفة منصب مراقبها العام حالياً، في تأسيس المجلس الوطني السوري المعارض، وهى تُعتبر المكون الرئيس فيه، كما ساهمت في تشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ويرى مراقبون والمعارضة السورية الديمقراطية أن تمثيل الجماعة في المعارضة “يتجاوز حجمها الفعلي على الأرض وفي الثورة”، وساعدها على تصدّر المشهد المعارض كونها الكيان المعارض “الأكثر تنظيماً والأقوى مادياً” بين قوى المعارضة السورية

الامم المتحدة: لبنان قد يحتاج لمخيمات لاستيعاب فيضان اللاجئين السوريين

بيروت (رويترز) – قالت مسؤولة بالمفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين انه يجب على لبنان ان يبحث انشاء مراكز لاستيعاب موجات اللاجئين الفارين من سوريا وقد يتعين عليه اقامة مخيمات رسمية للاجئين اذا استمر تدفق اللاجئين.

ويستضيف لبنان بالفعل 260 الف لاجيء -أي ما يعادل 6.5 بالمئة من تعداد سكانه- وسعى لاستيعابهم في منازل وفي مجتمعات خوفا من ان يؤدي تجمع السوريين السنة في مخيمات كبيرة الى اثارة توترات طائفية مازالت مستعرة منذ الحرب الاهلية اللبنانية في الفترة بين عامي 1975 و1990 .

لكن الايقاع المتسارع للنزوح نتيجة للقتال الدامي في سوريا يعني ان عدد السوريين الذين سيطلبون المساعدة في لبنان ينمو بمعدل 3000 يوميا مما يترك السلطات والمفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين تكافح من اجل تلبية احتياجاتهم.

وقالت نينيت كيلي ممثلة المفوضية لرويترز ليل الجمعة “هذا البلد الصغير … الذي يعادل حجمه ربع حجم سويسرا وعدد سكانه أربعة ملايين نسمة يستقبل 260 ألف لاجيء.”

وأضافت “أعتقد ان ما نحتاج الى البدء في عمله هو الاستعداد في نهاية الامر حيث قد لا نتمكن من ايجاد اماكن مأوى واقامة كافية في ضوء المستويات الحالية للطلب.”

واستطردت “نصحنا الحكومة بأن الوقت ربما حان للبدء في اقامة موقعي عبور على الاقل” حيث يمكن تقديم مأوى مؤقت وطعام للاجئين قبل العثور على مكان اقامة آخر. وأضافت “كبداية سيكون هذا شيئا جيدا.”

وقالت ان المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين أعدت خطط طواريء لاقامة مخيمات لاجئين رسمية اذا استمر النزوح الحاشد لكن يتعين ان يتم هذا باذن من الحكومة اللبنانية.

وقالت في مقابلة من مقر المفوضية في جنوب بيروت “نحن نعد خطة لاقامة مخيمات. نعيد توزيع أماكن المخزونات ونتأكد من اننا أجرينا التقييم واننا مستعدون للبدء في نهاية الامر.”

ويرجع التردد في اقامة مخيمات لاجئين لاسباب منها الحساسيات التاريخية بشأن موجات اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من اسرائيل وبعضهم اصبح لاعبا اساسيا في الحرب الاهلية المدمرة في لبنان.

وتسلط هذه القضية الضوء أيضا على الانقسام السياسي الحالي في البلاد. ودعا بعض الاعداء اللبنانيين للرئيس السوري بشار الاسد علانية الى اقامة مخيمات على امل ان يسلط ذلك الضوء على الانتفاضة المستمرة منذ نحو عامين وقتل فيها عدد يقدر بنحو 60 الف شخص.

وفضلت حكومة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي التي يهيمن عليها حلفاء الاسد ومن بينهم حزب الله دعم جهود المساعدات لايواء اللاجئين السنة في منازل ومدارس بمجتماعات سنية.

ويقول عمال المساعدات ان اسباب القلق السياسي حدت من قدرتهم على المساعدة اثناء العام الاول من الصراع وخاصة في سهل البقاع حيث تعيش على مقربة جيوب من المسيحيين والشيعة الموالين لحزب الله والسنة الذين يؤيدون المقاتلين السوريين المسلحين.

ومازال كفاحهم مستمرا. فقد جاء في تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود الفرنسية ان نصف اللاجئين في لبنان لا يحصلون على رعاية طبية كافية ويعيش كثيرون غيرهم في ملاجيء لا تناسب فصل الشتاء.

ورفعت المفوضية تسجيل عدد اللاجئين الجدد الى 40 الف شهريا لكن حتى هذا لا يلبي ايقاع وصول اللاجئين ولا يمكن للمفوضية زيادة جهودها أكثر من هذا.

وقالت كيلي انه رغم انه في الشهر الماضي في مؤتمر الامم المتحدة في الكويت بلغت قيمة التعهدات 1.5 مليار دولار للمساعدات الانسانية للسوريين فان عمليات الامم المتحدة داخل لبنان حصلت حتى الان على 15 في المئة فقط من احتياجات التمويل.

وقالت “مشكلتنا في الوقت الراهن هي ببساطة انه ليس لدينا الاموال الكافية لتغطية اللاجئين المسجلين وجميع الوافدين الجدد بنسبة مئة في المئة.”

من دومنيك ايفانز

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

المالكي: الاسد يمكن ان يبقى سنوات

الرياض (رويترز) – نقل عن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قوله يوم السبت ان الرئيس السوري بشار الاسد لن يسقط ولا بعد عامين بالرغم من التوقعات الامريكية بسقوط أسرع من ذلك في مواجهة الانتفاضة المندلعة ضده.

ويعتبر المالكي وهو شيعي مقرب من ايران حليفة الاسد الرئيسية لكنه كان حريصا على الا يعبر عن تأييده لا للرئيس السوري الذي يقاتل الانتفاضة منذ اوائل عام 2011 ولا للمعارضة التي يهيمن عليها السنة.

وفي مقابلة في القاهرة مع صحيفة الشرق الاوسط المملوكة لسعوديين ومقرها لندن قال المالكي ان جو بايدن نائب الرئيس الامريكي ووزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون أبلغاه ان الاسد سيسقط “خلال شهرين وكان ردي ولا سنتين.”

ولم يذكر المالكي متى تحدث معهما.

واستطرد “أنا أعرف سوريا جيدا” مضيفا ان الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد ستحارب الى جانب الاقليات الاخرى ضد المقاتلين ومن بينهم متشددون اسلاميون سنة.

ويعيش العراق صراعا طائفيا منذ عشر سنوات وتخشى بغداد من ان يؤثر صعود حكومة سنية متشددة في دمشق على الامن الهش في العراق.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى