أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 11 شباط 2012

قضم دموي لمعاقل الاحتجاجات وحلب في دائرة القتل

نيويورك – راغدة درغام؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ الدوحة – محمد المكي احمد؛ دمشق، بيروت – رويترز، ا ف ب

استهدف انفجاران امس في مدينة حلب موقع الامن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام، في ما بدا تكرارا للتفجيرين اللذين تعرض لهما مركزان للأمن والاستخبارات في حي كفرسوسة في دمشق في 23 كانون الاول (ديسمبر) الماضي، وفي حي الميدان في 6 كانون الثاني (يناير). وبقيت حلب بعيدة الى حد كبير عن المواجهات التي تتعرض لها مدن سورية الاخرى منذ بدء الانتفاضة. وقتل نتيجة التفجيرين 28 شخصاً على الاقل واصيب اكثر من مئتين بجراح، فيما قتل 13 شخصا آخرين نتيجة اطلاق النار لتفريق متظاهرين في احياء المدينة.

واتهمت الحكومة السورية اطرافاً «مدعومة من دول عربية وغربية» بتنفيذ التفجيرين. وجاء الاتهام في رسالة وجهتها وزارة الخارجية السورية الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن والامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي والامين العام لجامعة الدول العربية ومجلس حقوق الانسان في جنيف. وطالبت مجلس الأمن «بتحمل مسؤولياته في مكافحة الارهاب وتنفيذ قراراته في هذا المجال». كما طلبت «ممن يستضيف ويدعم ويمول ويسلح هذه المجموعات الارهابية تسليمها هؤلاء المجرمين والارهابيين بموجب القانون الدولي»، مؤكدة حقها «في حماية مواطنيها ومحاربة الارهاب والعنف ووضع نهاية لهما». لكن الناطق باسم «الجيش السوري الحر» الرائد ماهر النعيمي قال، في اتصال مع وكالة «فرانس برس» ان «النظام القاتل يقتل اطفالنا في حمص، ويفجر في حلب لتحويل الانظار عما يرتكبه».

جاء ذلك بينما كانت احياء حمص تتعرض لليوم السابع لقصف مركز بعدما ذكر ان قوات الامن استطاعت ليل الخميس – الجمعة اقتحام حي الانشاءات المجاور لحي بابا عمرو الذي تعرض لقصف عنيف على مدى الايام الماضية. وسقط في حمص 400 قتيل على الاقل منذ بدأ الهجوم عليها نهار السبت الماضي. وتجاوزت حصيلة قتلى امس مئة شخص بينهم 40 على الاقل في حمص. وسجلت مصادر المعارضة اقتحام مضايا في ريف دمشق وقصف الزبداني.

وخرجت تظاهرات امس في عدد من المناطق السورية في ما اطلق عليه الناشطون اسم جمعة «روسيا تقتل اطفالنا»، ترافقت مع انتشار كثيف لقوات الامن. وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في دمشق وريفها محمد الشامي ان تظاهرات خرجت في احياء الميدان والقابون والمزة وبرزة والقدم بعد صلاة الجمعة. واشار الى انتشار امني كثيف ومحاصرة للمساجد وانتشار للقناصة على المباني الحكومية ما حال دون خروج تظاهرات حاشدة.

وتواصلت في الدوحة اجتماعات «المجلس الوطني السوري» التي ستستمر حتى غد الاحد. وعلمت «الحياة» أن وفداً من المجلس سيتوجه الى القاهرة برئاسة الناطقة باسمه بسمة قضماني لمتابعة الاجتماع الوزاري العربي. وناقش اجتماع الدوحة عددا من القضايا بينها ترتيبات عقد مؤتمر «اصدقاء سورية» في تونس قريبا. وأكد عضو المكتب التنفيذي في المجلس مطيع البطين أن الموعد المقترح هو 21 الشهر، وستكون دول مجلس التعاون الخليجي وتونس وليبيا وفرنسا ودول اوروبية في مقدمة المشاركين في الاجتماع الذي يتوقع ان يصل عدد المشاركين فيه الى أكثر من 70 دولة وسيشكل «تحالفا سياسيا» لدعم الشعب السوري.

وعلم ان مسؤولي «المجلس الوطني» تداولوا في طلب الصين عقد اجتماع مع المجلس، لكن البطين قال: «إننا نفضل أن يعقد الاجتماع في قطر». كما بحث اجتماع «المجلس الوطني» في موضوع المراقبين العرب وجرى التفاهم على ان تكون اعدادهم كافية وان يتم تجهيزهم بامكانات وان يتمتعوا باستقلالية لممارسة أعمالهم.

وأكد نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي أن التنسيق مع الأمم المتحدة في موضوع المراقبين مطروح، وقال إن اجتماع وزراء الخارجية العرب سيناقش الاقتراح المقدم من الأمين العام نبيل العربي بتشكيل بعثة مشتركة للمراقبة في سورية بالتنسيق مع الامم المتحدة. وأشار إلى أن اجتماع الاحد سيحسم عملية التجديد لبعثة المراقبين في الاطار الجديد او اتخاذ قرار آخر قد يكون الإبقاء عليها ودعمها أو سحبها نهائياً. وأوضح أن البروتوكول الموقع مع الحكومة السورية يجيز الاستفادة من خبرات الأمم المتحدة. وبالنسبة الى احتمال سحب السفراء العرب من سورية أوضح بن حلي ان قرار مجلس الجامعة في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي نص على حق كل دولة بسحب سفيرها في اطار سيادتها. كما أكد أن قرار مشاركة الدول العربية في بعثة المراقبين هو عمل اختياري. وقالت مصادر ديبلوماسية لـ»الحياة» إن هناك اقتراحات من دول عدة بسحب السفراء من دمشق وانهاء مهمة المراقبين والاعتراف بـ «المجلس الوطني».

وتستعد الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد جلسة خاصة الاثنين لمناقشة انتهاكات السلطات السورية حقوق الإنسان، فيما تستعد الديبلوماسية العربية لطرح مشروع قرار في الجمعية العامة «يدعم بالكامل مبادرة جامعة الدول العربية» ويدعو الى «محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي قد ترقى الى جرائم ضد الإنسانية».

ودعا رئيس الجمعية العامة ناصر عبد العزيز النصر الى جلسة الإثنين التي تحضرها المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي. وحصلت «الحياة» على مشروع قرار أعدته المملكة العربية السعودية تضمن معظم الفقرات التي جاءت في مشروع القرار العربي – الغربي الذي أسقط بالفيتو الروسي – الصيني. وكان مقرراً أن يناقش سفراء الدول العربية في الأمم المتحدة مشروع القرار أمس .

وقال النصر لـ «الحياة» إن دعوته الى الجلسة «جاءت في ضوء تدهور الأوضاع في سورية وتفاقم العنف ضد المدنيين». وعما إذا كان من اتجاه نحو إحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية قال «إن هذا الأمر تقرره الدول الأعضاء في الجمعية العامة ونحن مستعدون لدعمه في حال طرحه».

وفي واشنطن تحدث وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عن الوضع في سورية، امام طلاب جامعة جورج واشنطن. وقال ان تركيا كانت تأمل بان يكون الرئيس بشار الاسد مثل الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف، لكنه اختار ان بدلاً من ذلك ان يكون مثل الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش. وقارن ما يجري في المدن السورية بما ارتكبه الصرب من مجازر في البوسنة. واضاف: «لن نقف متفرجين على مجزرة ترتكب في منطقتنا لذلك نحن نحاول ان نحشد الاهتمام الدولي».

إنذار سوري سبق انتشار الجيش في عكار وإشكال أمني بين بعل محسن وباب التبانة

باريس – رندة تقي الدين؛ بيروت – «الحياة»

لم يفلت شمال لبنان من ارتدادات الأزمة السورية التي تنقلت ما بين وادي خالد في عكار التي استكملت وحدات من الجيش اللبناني انتشارها فيها لضبط الحدود المتداخلة بين البلدين لا سيما في المعابر غير الشرعية لإسقاط ذريعة النظام في سورية في انذاره للحكومة اللبنانية بإدخال قواته اليها لمنع تهريب الأسلحة الى المعارضة في سورية ما لم تأخذ على عاتقها وقف كل أشكال التهريب، وطرابلس التي شهدت تبادلاً لإطلاق النار بين باب التبانة الداعم للمعارضة وجبل محسن المؤيد للرئيس بشار الأسد، كاد يتطور لولا تسارع الاتصالات التي أدت الى عودة الحياة الطبيعية الى هذه المنطقة. لكن الاشتباكات تجددت لاحقاً.

وتزامنت الحوادث المتنقلة في الشمال على ايقاع تفاقم الأزمة في سورية، مع بدء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي زيارته الرسمية الأولى لباريس حيث التقى في يومها الأول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الألزيه في أعقاب محادثات أجراها مع نظيره الفرنسي فرنسوا فيون.

وأكد ميقاتي بعد محادثاته في الأليزيه أنه في اطار الحديث عن القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) والمشاركة الفرنسية في هذه القوات، طلب من الرئيس ساركوزي «أن يضغط على اسرائيل لوقف خروقها الجوية والبحرية والبرية للسيادة اللبنانية، وشبكات التجسس».

وأوضح في تصريح ان البحث «تطرق الى الواقع العربي والوضع في المنطقة في شكل عام، وكان تأكيد من قبلي للموقف اللبناني بأن نكون بمنأى، أو عزل لبنان، عن كل هذه التطورات، والأساس هو وضع لبنان واستقراره، وطلبت من الرئيس ساركوزي دعم الموقف اللبناني، وبدا متفهماً جداً، وكانت بكل صراحة جلسة جيدة جداً».

وأضاف: «العلاقة بين لبنان وفرنسا جيدة على كل الصعد، وهي ليست علاقة شخصية انما بين البلدين وهي علاقة تاريخية وليست متعلقة بأشخاص، والرئيس الفرنسي حريص على سيادة لبنان واستقلاله. وهو أكد دعم لبنان واستقراره وأن يكون لبنان بعيداً عن كل أمر».

وتابع ميقاتي: «أكدت له ما نقوم به، كل يوم لدينا ربيع عربي لكن المطلوب منا جميعاً بذل جهود لحل القضية الفلسطينية على أساس مبادرة السلام التي صدرت عن قمة بيروت 2002، لأن السلام هو الأساس وليس كل هذه الحركات التي تجري اليوم… إذ لا يمكن أن يتحقق السلام من دون السلام حول القضية الفلسطينية».

وأشار الى أنه شكر للرئيس ساركوزي المساعدة الأخيرة التي قدمتها فرنسا للجيش اللبناني.

وذكرت مصادر قصر الأليزيه ان الرئيس الفرنسي شكر لميقاتي خطوة تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، «وكان لقاء دعم للرئيس ميقاتي، وجرى الحديث عن العلاقات الثنائية في شكل أساسي… والرئيس ساركوزي رغب في إعطاء دعمه».

وانتقل ميقاتي الى لقاء نظيره الفرنسي فرنسوا فيون. ثم اجتمع الى وزير الخارجية ألان جوبيه على عشاء في الوزارة.

وأبدى ميقاتي من مقر اقامته في باريس اهتماماً بالإشكال الأمني الذي حصل في طرابلس، وأجرى اتصالاً بقائد الجيش العماد جان قهوجي وطلب منه اتخاذ التدابير لإعادة الهدوء الى المدينة فيما دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان القوى العسكرية والأمنية الموجودة الى الحزم في قمع المخلين بالأمن وتحديداً بين جبل محسن وباب التبانة، مشدداً على ضرورة ان يمتثل الأهالي الى تعليمات الجيش والقوى الأمنية بما يؤمن سلامة الجميع ويحفظ الاستقرار والوحدة الوطنية.

وكانت منطقة وادي خالد في عكار شهدت ليل أول من أمس انتشاراً لوحدات من الجيش اللبناني وخصوصاً في بلدات حنيدرة والكنيسة وقرحة، والأخيرة سكانها من الشيعة، باعتبارها مصدر شكوى دائمة من السلطات السورية بذريعة ان المهربين يستخدمون المعابر غير الشرعية لتهريب السلاح.

ولقي انتشار الجيش ترحيباً من قيادات عكار وفاعلياتها السياسية لا سيما من نوابها المنتمين الى «تيار المستقبل»، الذين أطلقوا مواقف مؤيدة لنشر الجيش على رغم انهم يتعاملون مع ما يشيعه النظام السوري حول تهريب السلاح على انه اتهام سياسي تعوزه الأدلة والبراهين.

وعلمت «الحياة» أن توفير الغطاء السياسي والرسمي لانتشار الجيش جاء بعد تحرك قهوجي في اتجاه الرؤساء الثلاثة ورئيس كتلة «المستقبل» رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة وفي ضوء الإنذار الذي وجهته دمشق للحكومة اللبنانية بأنها ستضطر الى ادخال الجيش السوري الى هذه المنطقة لوقف التهريب.

وتردد أن دمشق حددت ساعة الصفر لإدخال وحدات من الجيش السوري الى عدد من البلدات في وادي خالد وأن المهلة لتنفيذ انذارها تنتهي قبل نهاية هذا الأسبوع.

وفي هذا السياق، كشف مصدر وزاري لـ «الحياة» أن الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش كانتا على علم بالإنذار السوري وأن السنيورة أحيط قبل أيام بمعلومات دقيقة في هذا الشأن. وقال المصدر ان اطلاق يد الجيش في اتخاذ اجراءات لضبط الحدود «أدى الى اسقاط الذريعة السورية من ناحية وإلى قطع الطريق على اقحام الساحة المحلية باشتباك سياسي جديد».

وأكد المصدر نفسه ان الجيش السوري اشتكى من خلال لجان التنسيق مع الجيش اللبناني من تزايد تهريب السلاح الى سورية، وأن قيادته حددت المعابر غير الشرعية المتداخلة بين البلدين كممر لتهريب السلاح الى المعارضة.

ولفت المصدر الى ان الجيش السوري استقدم ليل أول من أمس وقبل انتشار الجيش اللبناني، تعزيزات مدرعة تمركزت قبالة وادي خالد، وأن جرافات تابعة له فتحت فجوات في السواتر الترابية تسمح بعبور الدبابات الى الأراضي اللبنانية، لكن الاتصالات أدت الى تهدئة الموقف افساحاً في المجال أمام تمركز الجيش اللبناني.

تفجير مركزين أمنيين في حلب واشتباكات بدمشق

العاهل السعودي: الثقة اهتزت بالأمم المتحدة

حمص وريف دمشق يواجهان الحسم العسكري

موسكو تتهم الغرب بتسليح المعارضة السورية

وقت تواجه مدينة حمص وريف دمشق الحسم العسكري من النظام السوري، فجّر امس مركزان امنيان في مدينة حلب التي بقيت حتى الان بمنأى عن الاضطرابات المستمرة في سوريا منذ 11 شهراً، فسقط 28 قتيلاً و235 جريحاً. وفيما اعلنت السلطات السورية أن انتحاريين نفذا عمليتي التفجير بسيارتين مفخختين، حملت المعارضة النظام السوري تبعتهما. وتحدث ناشطون عن مقتل 38 شخصاً برصاص قوى الامن لدى قمع تظاهرات نظمتها المعارضة تحت شعار “جمعة روسيا تقتل اطفالنا”.

وفي أقرب اشتباكات تسجل في وسط دمشق منذ بدء الاحتجاجات، أفاد شاهد وناشطون ان قتالا بالأسلحة النارية دار في حي القابون الفقير بالعاصمة بين القوات السورية وعناصر من “الجيش السوري الحر”.

وقال الناشطون ان أفرادا من “الجيش السوري الحر” خاضوا قتالا أربع ساعات مع قوات تدعمها المدرعات دخلت الحي الذي يقع شمال العاصمة. واضافوا ان عددا من الضحايا سقط في صفوف المنشقين.

في غضون ذلك، تتجه الانظار الى اجتماع لمجلس التعاون الخليجي اليومي في الرياض والى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية غداً في القاهرة اللذين سيناقشان الوضع السوري في ضوء استخدام روسيا والصين حق النقض “الفيتو” الاحد الماضي لإجهاض قرار يندد بدمشق. وبرز امس موقف لافت للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز رأى فيه ان الثقة قد اهتزت بالامم المتحدة بعد الفيتو.  وقال في كلمة بثها التلفزيون السعودي: “كنا نعتقد أن الأمم المتحدة تنصف… ما حدث لا يبشر بالخير. ثقة العالم بالأمم المتحدة اهتزت… الذي صار في الأمم المتحدة في اعتقادي هذه بادرة ما هي محمودة أبداً”. وأضاف ان “الدول مهما كانت لا تحكم العالم كله ابداً، بل يحكم العالم العقل، يحكم الانصاف والاخلاق، والانصاف من المعتدي، هذا الذي يحكم العالم … ولكن سنصبر والله يمهل ولا يهمل”.

وقال ديبلوماسي غربي مقيم في لندن انه “يبدو انهم (الوزراء العرب) يستعدون لتسمية موفد خاص (الى سوريا)، ونحن نشجع هذه الخطوة وننتظر بفارغ الصبر للعمل مع الشخص الذي سيسمونه كائنا من كان”. واوضح انه قد يكون هناك “اقتراح لمصلحة انشاء مجموعة “اصدقاء سوريا” او قرار بانشاء شيء مشابه”. واستبعد فكرة التدخل العسكري او دعم المعارضة السورية بالسلاح، كما اعتبر ان الاحتمال ضئيل للاتفاق على اقامة ممر انساني او منطقة حظر طيران في سوريا. ولاحظ ان النظام السوري “لا يزال يحظى بدعم ما بين 20 و25 في المئة من السوريين”.  واشار الى انه لا ادلة على وجود قوات ايرانية على الاراضي السورية، و”ما نراه في الوقت الحاضر هو دعم فني كبير من الايرانيين لاجهزة المخابرات السورية”.

وكانت فرنسا والولايات المتحدة اقترحتا انشاء مجموعة “اصدقاء سوريا” بعد فشل مجلس الامن في استصدار قرار يندد بعنف النظام السوري بسبب الفيتو المزدوج الروسي – الصيني.

ودعا وزير الخارجية التركي  احمد داود اوغلو الذي  يزور واشنطن حالياً الى “بلورة وعي دولي وان يتحقق ذلك من خلال مجموعة مثل “اصدقاء سوريا الديموقراطية” او أي تسمية اخرى يمكن مناقشتها”.

على صعيد آخر، قدم برلمانيون اميركيون مشروع قرار غير ملزم يدعو الولايات المتحدة الى تقديم مساعدة “مادية وتقنية كبيرة” الى المعارضين في سوريا. وقدم السناتور الديموقراطي روبرت كيسي والسناتور الجمهوري ماركو روبيو نصا يدعو الرئيس باراك اوباما الى “دعم انتقال فعلي الى الديموقراطية في سوريا… عبر تقديم دعم تقني ومادي كبير”. والنص “يدين بشدة” روسيا وايران اللتين اتهمهما عضوا مجلس الشيوخ بـ”تقديم معدات عسكرية وامنية” لنظام الرئيس بشار الاسد.

وفي مؤشر لتزايد القلق داخل النظام السوري، قال مسؤولان أميركيان إن أحد أفراد عائلة الأسد حوّل مبالغ كبيرة من الاموال الى خارج سوريا، وأن أحد أعضاء مجلس الامن القومي المقربين من الاسد غادر البلاد في الأيام الاخيرة وأقام في الخارج.

وعرضت وزارة الخارجية الاميركية صورا عبر الاقمار الاصطناعية لما قال محللون إنه أسلحة سورية سوف تستخدم ضد المدنيين.

وبينما يناقش العرب وتركيا والغرب وسائل للضغط على النظام السوري، اتهمت موسكو الغرب بتسليح المعارضة السورية وتأجيج الوضع.

28 قتيلاً في تفجير مقرّين أمنيين في حلب والدبابات تقتحم حي الانشاءات بحمص

موسكو تتّهم الغرب بتسليح المعارضة وأنقرة تؤيّد إنشاء مجموعة “أصدقاء سوريا”

قتل 28 شخصاً في تفجير مبنيين للجيش وقوى الامن بمدينة حلب في شمال سوريا، في أسوأ أعمال العنف في المركز التجاري للبلاد منذ بدء الانتفاضة على حكم الرئيس السوري بشار الاسد قبل 11 شهرا. وشدّد الجيش ضغوطه على حمص التي يتوقع ناشطون اجتياحاً وشيكاً لها. ووقت يناقش الغرب وتركيا سبلاً للضغط على دمشق، اتهمت روسيا الغرب بتسليح المعارضة السورية وبعث مجلس دوما الدولة الروسي برسالة دعم قوية الى سوريا.

أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “تفجيرين إرهابيين استهدفا أمس فرع الأمن العسكري في منطقة المحلق الغربي في حلب ومقر كتيبة قوات حفظ النظام في منطقة العرقوب شرق حلب”.

وبث التلفزيون السوري ان الانفجار الاول، الذي نجم عن انفجار “سيارة مفخخة”، استهدف فرع الامن العسكري في منطقة حلب الجديدة. وقال ان الانفجار الثاني الناجم عن “عملية انتحارية بسيارة مليئة بالمتفجرات” حصل في حي العرقوب، مقر كتيبة قوات حفظ النظام في حلب. وتسبب ايضا بتدمير مبنى كامل يؤوي “مؤسسة استهلاكية مخصصة لبيع السلع الغذائية”.

وأعلنت وزارة الصحة السورية أن “عدد شهداء التفجيرين الإرهابيين ممن استقبلتهم المشافي العامة بلغ 28 شهيدا والجرحى 235 من مدنيين وعسكريين وأطفال بينهم 15 مصاباً وضعوا على أجهزة التنفس الصناعي إضافة إلى أربعة أغلفة لأشلاء تقوم الجهات الطبية المختصة في مجال الطب الشرعي بالتعرف على أصحابها وحصر أعدادها”.

وأظهرت مشاهد نقلها التلفزيون السوري من منطقة العرقوب عمليات انتشال جثث من تحت الانقاض، مع آثار تحطم زجاج الاوتوبيسات والسيارات والمباني، الى صور اشلاء بشرية ودماء في كل مكان. واحدث الانفجار حفرة كبيرة في وسط الطريق.

واتهمت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في رسائل وجهتها الى الأمين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن والامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي والامين العام لجامعة الدول العربية ومجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف “المجموعات الارهابية بارتكاب التفجيرين اللذين استهدفا حلب”، قائلة انهما يدخلان “في اطار الحملة الظالمة التي تتعرض لها سوريا والتي تدعمها وتمولها بعض دول المنطقة”.

أما المعارضون، فحملوا النظام السوري تبعة الانفجارين. وصرح الناطق باسم “الجيش السوري الحر” الرائد ماهر النعيمي: “النظام القاتل يقتل اطفالنا في حمص، ويفجر في حلب لتحويل الانظار عما يرتكبه”.

وكانت قناة “فرانس 24” الإخبارية نقلت عن العقيد في “الجيش السوري الحر” عارف حمود إعلانه المسؤولية عن الهجومين.

واتهمت “الهيئة العامة للثورة السورية” في بيان لمكتبها الاعلامي النظام السوري “بافتعال التفجيرات في حلب وفي يوم الجمعة تحديداً على غرار تفجيرات الميدان في دمشق” في 6 كانون الثاني 2012.

وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن سقوط 30 قتيلا على الاقل.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة “أنترفاكس” الروسية المستقلة: “نأمل في أن يدين العديد من ممثلي المعارضة السورية التفجيرين الإرهابيين في حلب”.

“روسيا تقتل اطفالنا”

كذلك، سقط الجمعة 37 قتيلا في اعمال عنف متفرقة في انحاء مختلفة من سوريا.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” انه في مدينة حمص، قتل 11 مدنيا بينهم طفل وطفلة في القصف الذي تتعرض له احياء عدة من حمص منذ السبت والذي اوقع حتى الآن مئات القتلى. وأضاف ان ثلاثة منشقين قتلوا في حمص خلال مواجهات بين القوات النظامية و”الجيش السوري الحر”.

واستمر القصف متقطعا الجمعة، في ظل وضع انساني بائس تعيشه حمص، في حين أعلن المرصد اقتحام القوات النظامية حي الانشاءات في المدينة “بالدبابات ودخول عدد من المنازل وتحطيمها”.

وصرح ناطق باسم تنسيقيات دمشق بأن الجيش السوري دخل سهل مضايا قرب الزبداني في ريف دمشق بعدد كبير من المدرعات وسط اطلاق نار وانفجارات، مما دفع عناصر “الجيش السوري الحر” في المنطقة الى الانسحاب الى الجبال والاماكن الوعرة.

وكانت المعارضة دعت في صفحة “الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011” الى التظاهر تحت شعار “جمعة روسيا تقتل اطفالنا”، احتجاجا على الفيتو الروسي في مجلس الامن ضد مشروع قرار يندد بالقمع في سوريا.

“أصدقاء سوريا”

ومع استمرار انسداد طريق الحلول الديبلوماسية للازمة السورية، أعرب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي يزور واشنطن عن تأييد بلاده انشاء مجموعة “اصدقاء سوريا”، داعيا الى العمل لايصال المساعدات الانسانية الى الشعب السوري. وقال: “نأمل في وجود رسالة قوية مثل هذه ان يراجع الذين يدعمون بشار الاسد ونظامه موقفهم”، في اشارة ضمنية الى روسيا والصين اللتين استعملتا السبت الماضي حقهما في الفيتو للحؤول دون اعتماد قرار في مجلس الامن يندد بالقمع في سوريا ويدعو الى تطبيق خطة جامعة الدول العربية.

ورأى انه “حان الوقت كي تصل المساعدة الانسانية الى هذه المدن”، مشيرا خصوصا الى حمص. وشدد على انه “اذا ارادت روسيا والصين مساعدة سوريا، فعليهما تسهيل وصول المساعدة الانسانية، هذا ليس تدخلاً دولياً”.

عقوبات اوروبية

وفي بروكسيل، أفاد ديبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي سيفرض في نهاية شباط حظرا على صادرات الفوسفات السورية ويجمد ودائع المصرف المركزي السوري ويمنع تجارة الالماس والمعادن مع هذا البلد، في اطار تعزيز العقوبات على دمشق.

واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس تنتظر نتائج الاجتماع المقبل للجامعة العربية عن سوريا والمقرر عقده غداً في القاهرة، مؤكدة انها “تدعم تحرك” الجامعة وتواصل مشاوراتها لـ”مساعدة الشعب السوري”.

ودعت المفوضية السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان، مجلس الامن الى احالة ما اعتبرته “الجرائم ضد الانسانية” التي ترتكب في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية. وستلقي المفوضة السامية نافي بيلاي الاثنين كلمة امام اعضاء الجمعية العمومية للامم المتحدة خلال جلسة عن سوريا.

الموقف الروسي

وفي بوغوتا، قال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف الذي يزور كولومبيا حالياً إن الدول الغربية تثير المشاكل في سوريا. ونقلت عنه وكالة “ايتار – تاس” الروسية الرسمية أن “تحريض الدول الغربية المعارضة السورية على القيام بأفعال لا يمكن التسامح معها فضلا عمن يرسلون أسلحة ويقدمون لها النصح والتوجيه يشاركون في عملية تصعيد الأزمة”. وحذر من أن روسيا ستتخذ “تدابير صارمة” إذا استمر الغرب في محاولة التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا من خلال مجلس الأمن. واضاف: “المجلس التابع للأمم المتحدة ليس أداة للتدخل في الشؤون الداخلية وليس الوكالة التي تقرر ما هي الحكومة المقبلة في هذا البلد أو ذاك… إذا لم يتفهم الشركاء الأجانب ذلك سنضطر الى استخدام تدابير صارمة لإعادتهم إلى أرض الواقع”. وحمل المعارضة المسؤولية عن استمرار “نزف الدم”.

الى ذلك، تبنى مجلس دوما الدولة للاتحاد الروسي بياناً  يندد بقيام الغرب “بالتدخل في شؤون الدول الأخرى وفرض قرارات من الخارج عليها”. ودعا بعض النواب إلى مقاومة أشد صلابة للغرب.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس: “هناك انتقادات في الدوما مفادها أن موقف روسيا في شأن سوريا ليس قويا بدرجة كافية. يقولون إنه يتعين على روسيا أن تشدد موقفها”.

وأبدى رئيس الدوما سيرغي ناريشكين استعداد المجلس لارسال بعثة مراقبين الى سوريا.

الصين

وفي بيجينغ، نفت الصين ما وصفته بـ”المزاعم التى رددتها وسائل اعلام غربية عن أنها باعت سوريا أسلحة مباشرة أو من طريق إيران”. وقالت إن “هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، ولا يمكن قبولها، وان الحكومة الصينية تتوخى موقفاً حذراً ومسؤولاً حيال تصدير المعدات العسكرية”.

إندونيسيا

في جاكرتا، صرح وزير الخارجية الإندونيسي مارتي ناتا ليجاوا، بأنه بناء على تعليمات من الرئيس الإندونيسي وكمظهر من مظاهر إبداء قلق الحكومة الإندونيسية من أعمال العنف وسقوط ضحايا في سوريا، استدعت جاكرتا سفيرها في دمشق للتشاور.

عشرات القتلى والجرحى في تفجير مقرين أمنيين في حلب … والملك السعودي ينتقد الفيتو الروسي الصيني

موسكو تهدّد بإعادة الغرب إلى أرض الواقع … والعرب إلى المراقبة

اتهمت روسيا، أمس، دولا غربية بتأجيج الصراع في سوريا عبر إرسال أسلحة إلى المعارضة والضغط عليها لمواصلة رفض التحاور مع النظام، مؤكدة استعدادها لاستخدام «تدابير صارمة» إذا ما حاولت تلك الدول استخدام مجلس الأمن أداة ضغط بهدف التدخل بالشؤون الداخلية لسوريا، وأكدت أنها لا تتفق مع ذرائع الدول الغربية حول ما يسمى التدخل الإنساني ولا يمكن أن تسمح به، ولا باشتراك تحالف دولي وخاصة الأحلاف العسكرية بالتدخل في النزاع الداخلي لمصلحة طرف واحد.

في هذا الوقت، انتقد الملك السعودي عبد الله استخدام موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن «يدعم بشكل كامل مبادرة الجامعة العربية» التي تدعو الرئيس السوري بشار الأسد الى التنحي، ووصفه بأنه «بادرة غير محمودة»، معتبرا ان «ثقة العالم بالأمم المتحدة اهتزت»، فيما سيطرح وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماعهم في القاهرة غدا الاحد، تعيين موفد عربي خاص وإيفاد بعثة مراقبين مشتركة من الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، في ندوة في واشنطن، إن رؤية أنقرة للمنطقة هي «أنظمة سياسية جديدة تستند إلى مطالب الشعوب وإلى الاندماج الاقتصادي واستخدام كل الوسائل السلمية المتاحة لتجنب سفك الدماء». وأضاف «نحن ضد أي طغيان وضد اي تدخل خارجي في المبدأ»، لكن «لا يمكن ان نكون صامتين

حيال ما يجري في سوريا». ورأى ان المشاكل مع سوريا هي مع النظام وليس مع الشعب، قائلا «سيكون لدينا علاقة مميزة مع سوريا الجديدة، لا يمكننا التضحية بعلاقتنا مع الشعب السوري مقابل دعم النظام على المدى القصير». وأعلن تأييد أنقرة إنشاء مجموعة «أصدقاء سوريا»، داعيا الى العمل لإيصال المساعدات الانسانية الى الشعب السوري. وقال «ندعو الى تبلور وعي دولي وأن يتحقق ذلك من خلال مجموعة مثل اصدقاء سوريا الديموقراطية او اي تسمية اخرى يمكن مناقشتها». (تفاصيل صفحة 13)

وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت أول أمس ان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان سيزور المغرب وفرنسا والبحرين لبحث موضوع تأليف «مجموعة أصدقاء سوريا» ودعم المعارضين ووقف العنف. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند «بعد الفيتو المزدوج في مجلس الامن، فقد اجبرنا على العمل خارج الامم المتحدة، ولهذا فإننا نعمل على ارضية جمع الاصدقاء معا».

روسيا

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمام اجتماع للدبلوماسيين الروس في موسكو، «إن تطبيق السيناريو الليبي في سوريا، أي دعم أحد طرفي الحرب الأهلية، سيضر بالاستقرار الدولي وسيزعزع المبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة».

وأضاف إن «روسيا تدعم سعي الشعب السوري وجميع الشعوب الأخرى إلى حياة أفضل والعدالة، وتدين العنف مهما كان مصدره، كما أنها تسعى إلى ضمان احترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي التي تعتبر حجر الأساس في نظام العلاقات الدولية بأكمله». وأشار إلى أن من بين هذه المبادئ «احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».

وقال نائبه سيرغي ريابكوف إن «الدول الغربية وعبر تحريضها المعارضين السوريين على أعمال متعنتة شريكة في تأجيج الأزمة». وأضاف إن «السلطات السورية أكدت استعدادها لإجراء استفتاء سريع حول الدستور وتنظيم انتخابات، وعليه فإن مسؤولية البحث عن حل لوقف إهراق الدماء تقع على المعارضة» التي ترفض التفاوض مع السلطات السورية.

ورفض ريابكوف الانتقادات التي وجهت إلى روسيا لاستخدامها «الفيتو». وقال «لقد حاول البعض وبسبب الفيتو الروسي – الصيني على مشروع القرار في مجلس الأمن أن يتهم روسيا بأنها مسؤولة عن حمام الدم. هذا محض افتراء. إن المسؤولية تقع على الذين لديهم تأثير على المعارضة ويعجزون عن كبحها ومطالبتها بأن تقبل اقتراح الحكومة البدء بحوار فعلي، بما أن دمشق مستعدة لذلك».

وتابع ريابكوف، خلال زيارة إلى كولومبيا، إن «قيام الدول الغربية بتحريض المعارضة السورية على القيام بأفعال لا يمكن التسامح معها، فضلا عن أن من يرسلون أسلحة ويقدمون لهم النصح والتوجيه يشاركون في عملية تصعيد الأزمة».

وقال ريابكوف «المجلس التابع للأمم المتحدة ليس أداة للتدخل في الشؤون الداخلية وليس الوكالة التي تقرر ما هي الحكومة المقبلة في هذا البلد أو ذاك»، مضيفا «إذا لم يتفهم الشركاء الأجانب ذلك سنضطر لاستخدام تدابير صارمة لإعادتهم إلى أرض الواقع. إن روسيا لا تتفق مع ذرائع الدول الغربية حول ما يسمى بالتدخل الإنساني ولا يمكن أن تسمح به، ولا باشتراك تحالف دولي وخاصة الأحلاف العسكرية بالتدخل في النزاع الداخلي لصالح طرف واحد».

وأقر مجلس «الدوما» الروسي بيانا يدين قيام الغرب «بالتدخل في شؤون الدول الأخرى وفرض قرارات من الخارج عليها»، ويدعو الى «الحيلولة دون تكرار السيناريو الليبي وأي تدخل خارجي يهدف إلى تغيير القيادة السورية الحالية». وناشد «طرفي النزاع السوري التوقف عن استخدام القوة ومباشرة العمل لإيجاد حل مقبول من خلال الحوار البناء».

واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن «التأكد من صحة الأخبار عن وجود عناصر القوات الخاصة القطرية والبريطانية على أراضي سوريا هو مهمة قد يقوم بها المراقبون العرب».

وكان موقع «دبكا» الإسرائيلي نقل عن مصادر عسكرية واستخباراتية أن «قوات خاصة قطرية وبريطانية تعمل مع القوى المتمردة بصورة خفية في مدينة حمص السورية».

وقال مصدر في السفارة البريطانية في موسكو إنه لا يوجد أي عسكريين بريطانيين في سوريا حاليا، مؤكدا أن كل التصريحات بهذا الشأن عارية عن الصحة تماما.

وأعلنت بكين انها عقدت اجتماعا مع مجموعة من المعارضة السورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وايمين ان زيارة ممثلين عن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي الى بكين كانت مرتقبة منذ فترة طويلة وغير مرتبطة بالفيتو الصيني في مجلس الامن.

السعودية

وقال الملك السعودي عبد الله، خلال لقائه المشاركين في مهرجان الجنادرية، «نحن في أيام مخيفة… مخيفة: ومع الأسف الذي صار في الأمم المتحدة في اعتقادي هذه بادرة ما هي محمودة أبدا. بادرة كنا وكنتم نعتز بالأمم المتحدة تجمع وما تفرق تنصف وما يتأمل منها إلا كل خير وإلى الآن نحن نقول إن شاء الله. لكن الحادثة التي حدثت ما تبشر بخير لأن ثقة العالم كله في الأمم المتحدة ما من شك أنها اهتزت».

وأضاف «الدول مهما كانت لا تحكم العالم كله أبدا أبدا، بل يحكم العالم العقل، يحكم العالم الإنصاف، يحكم العالم الأخلاق، يحكم العالم الإنصاف من المعتدي، هذا الذي يحكم العالم، لا يحكم العالم من عمل هذه الأعمال كلها. ولكن يا إخواني إن شاء الله إنكم من الصابرين، وسنصبر ونصبر حتى يفرجها الله، والله يمهل ولا يهمل».

المراقبون

وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي، ان وزراء الخارجية العرب سيدرسون الأحد اقتراحا بإيفاد بعثة مشتركة من الجامعة والأمم المتحدة إلى سوريا. وقال بن حلي «هناك مقترح من قبل الأمين العام للجامعة العربية (نبيل العربي) لتشكيل بعثة مشتركة للمراقبة في سوريا بالتنسيق مع الأمم المتحدة سيتم طرحه أمام الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب الأحد في القاهرة».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن الاربعاء الماضي ان الجامعة العربية ستعيد بعثة المراقبين التابعة لها الى سوريا، مضيفا ان العربي ابلغه هاتفيا نيته بهذا الصدد طالبا منه تعاون الامم المتحدة في هذه المهمة الجديدة.

وتوقع دبلوماسي غربي مقيم في لندن، امس، ان تسمي الجامعة العربية موفدا خاصا الى سوريا. وقال الدبلوماسي «يبدو انهم (الوزراء العرب) يستعدون لتسمية موفد خاص، ونحن نشجع هذه الخطوة وننتظر بفارغ الصبر للعمل مع الشخص الذي سيسمونه كائنا من كان». وتابع انه قد يكون هناك «اقتراح لصالح انشاء مجموعة اصدقاء سوريا او قرار بإنشاء شيء مشابه» خلال الاجتماع.

تفجيرا حلب

واتهمت دمشق اطرافا «مدعومة من دول عربية وغربية» بتنفيذ التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مقرا للامن العسكري ومقرا لقوات حفظ النظام في حلب، ما اسفر عن مقتل 28 شخصا وجرح 235.

وجاء الاتهام في رسالة وجهتها وزارة الخارجية السورية الى الامين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الامن والامين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والأمين العام لجامعة الدول العربية ومجلس حقوق الانسان في جنيف حول هذين التفجيرين.

وذكرت الرسالة التي نشرتها وكالة الانباء السورية (سانا) أن «هذا العمل الإرهابي المشين يأتي في إطار الحملة الظالمة التي تتعرض لها سوريا، والتي تدعمها وتمولها بعض دول المنطقة وتحرض عليها وسائل إعلامية معروفة يثبت دعمها للمجموعات الإرهابية والمسلحين الذين يقتلون المدنيين الأبرياء ويدمرون البنى التحتية وقطارات وحافلات نقل الركاب والمدارس وأنابيب النفط والغاز ومحطات الطاقة الكهربائية والمؤسسات العامة والخاصة».

وتابعت ان «هذه الجريمة اقترفتها فئات تتلقى دعما من بعض الدول العربية والغربية في مخالفة لالتزاماتها العربية والدولية وإمعانا منها بإلحاق الضرر بأمن سوريا وسلامة مواطنيها»، مشيرة إلى أن «بعض دول المنطقة تقوم بتجييش إقليمي ودولي ضد سوريا تحت ذرائع انسانية في الوقت الذي تستضيف فيه جماعات إرهابية مسلحة اتخذت من القتل وسيلة لها للوصول إلى أهدافها التدميرية».

وأكدت الرسالة أن «سوريا إذ تؤكد حقها في حماية مواطنيها ومحاربة الإرهاب والعنف ووضع نهاية لهما، فإنها تطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في مكافحة الإرهاب وتنفيذ قراراته في هذا المجال. وهي تطلب ممن يستضيف ويدعم ويمول ويسلح هذه المجموعات الارهابية تسليمها هؤلاء المجرمين والارهابيين بموجب القانون الدولي والقرارات المتعلقة بمكافحة الارهاب».

واستهدف الانفجار الأول، الذي نجم عن انفجار «سيارة مفخخة»، فرع الأمن العسكري في منطقة حلب الجديدة، فيما وقع الانفجار الثاني الناجم عن «عملية انتحارية بسيارة مليئة بالمتفجرات» في حي العرقوب، مقر كتيبة قوات حفظ النظام في حلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «قتل 37 شخصا في اطلاق نار وقصف واشتباكات في حمص وحلب وريف دمشق ودرعا في جمعة روسيا تقتل اطفالنا». واتهمت «سانا» «مجموعات ارهابية مسلحة بتفجير عدد من المنازل في حي بابا عمرو في حمص بعد تفخيخها بهدف ترويع المواطنين وإعطاء انطباع بأن الجيش يقوم بقصفها». وكان المرصد قال، اول امس، «قتل 83 شخصا، غالبيتهم في حمص».

(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز)

الخيار العسكري ضد إيران سيكون «كارثياً» وعلى إسرائيل فهم تحولات المنطقة

داود أوغلو من واشنطن: علاقة مميزة مع سوريا الجديدة

كعادته قدم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قراءة تاريخية واكاديمية لمقاربة أنقرة حيال تحولات المنطقة على هامش زيارته الى واشنطن للتتشاور حول سبل تحريك الملف السوري بعد إغلاق أفق الحل الدبلوماسي في مجلس الامن الدولي.

اعتبر اوغلو، في ندوة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ان ما يجري في العالم العربي هو عودة الامور الى طبيعتها بعد مرحلة نهاية الاستعمار وتقسيم حدود الدول العربية، ورسم صورة مشابهة بين السياسة التركية حيال التغيرات التي حصلت في اوروبا الشرقية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في بداية التسعينيات وسياستها حيال موجة التغيير التي يشهدها العالم العربي قائلاً في هذا السياق «إذا لم يكن لديك توازن بين الأمن والحرية، فلا يمكن أن يكون لديك حكومة شرعية». واعتبر أنه لا ضرورة لهذا القلق في واشنطن من صعود الحركات الإسلامية قائلاً «دعوا الحكومات الديموقراطية تقرر ما هو جيد ام لا لشعبها».

واعتبر ان رؤية أنقرة للمنطقة هي «انظمة سياسية جديدة تستند الى مطالب الشعوب والى الاندماج الاقتصادي واستخدام كل الوسائل السلمية المتاحة لتجنب سفك الدماء»، ورأى أن مطالب الشعوب العربية مشابهة، لكن ما يختلف هو الإطار وهيكلة الجيش. وتابع اوغلو «نحن ضد أي طغيان وضد أي تدخل خارجي في المبدأ»، لكن «لا يمكن أن نكون صامتين حيال ما يجري في سوريا». ودافع اوغلو عن سياسة تركيا حول «صفر مشاكل مع الجيران»، معتبراً انها حققت نتائج إيجابية لان الشعب التركي اصبح لا ينظر بعدائية الى اي من جيرانه. ورأى ان المشاكل مع سوريا هي مع النظام وليس مع الشعب قائلا «سيكون لدينا علاقة مميزة مع سوريا الجديدة، لا يمكننا التضحية بعلاقتنا مع الشعب السوري مقابل دعم النظام على المدى القصير».

وعلمت «السفير» ان داود اوغلو سيلتقي يوم الاثنين المقبل مستشار الامن القومي في البيت الابيض توم دونيلون وسيكون له غداء عمل مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون يليه مؤتمر صحافي مشترك، ويختتم يوم الاثنين بلقاء في البنتاغون مع وزير الدفاع ليون بانيتا.

ركز داود اوغلو على الملف السوري في كلمته قائلاً «أردنا (الرئيس السوري بشار) الأسد ان يكون مثل (ميخائيل) غورباتشيف، لكنه اراد ان يكون مثل (سلوبودان) ميلوسيفيتش». وأكد ان تركيا ستقف الى جانب «حمص كما وقفت الى جانب سراييفو وغزة». وذكر أن الحكومة التركية فشلت في اقناع النظام السوري بوقف العنف و«نحن في هذه المرحلة لا يمكننا ان ننتظر ونرى، علينا إيجاد وعي دولي» حول هذا الامر.

الموقف التركي تطور مع الوقت، في البداية كان هناك تريث حيث كانت الاولوية لمصلحة الحفاظ على علاقة سياسية واقتصادية متراكمة مع دمشق قبل الدخول في مواجهة علنية مع النظام على وقع الحراك السوري والقمع الدموي. تروي مصادر اميركية أنه «في البداية كان يقول لنا داود اوغلو إن السوريين اصدقاؤنا ويستمعون إلينا»، ويسرد كيف اجتمع داود اوغلو بعدها مع الاسد لست ساعات لإقناعه بوقف العنف بدون التوصل الى نتيجة. بعدها طُرحت لفترة محدودة فكرة الممر الانساني لاستيعاب اللاجئين السوريين على الحدود التركية، لكن تراجعت أنقرة تدريجياً عن هذا الامر مع اقتناعها ان تنفيذ هذا الامر يحتاج الى فرض حظر جوي قد يكون مغامرة إقليمية غير مضمونة النتائج.

اما الآن فعدوى قيادة السياسة الخارجية من الخلف يبدو كأنها انتقلت من واشنطن الى أنقرة. السفير التركي لدى واشنطن ناميك تان يقول لـ«السفير» في هذا السياق «نحن ننسق عن كثب مع الجامعة العربية وكذلك مع الولايات المتحدة وغيرها في محاولة لإيجاد حل سلمي للنزاع في سوريا»، واضاف «في هذا الاطار لقد كنا منخرطين بالجهود في مجلس الامن الدولي لإيجاد حل للنزاع في سوريا».

ويقول مصدر دبلوماسي تركي لـ«السفير» إن أنقرة «ترغب في أن ترى فتح الطريق لمرحلة انتقالية تؤدي الى سوريا حرة وديموقراطية وفقاً للتطلعات المشروعة للشعب السوري»، واضاف «نحن نعلّق أهمية كبيرة على الموقف الذي تبنته والجهود التي تبذلها الجامعة العربية عن طريق طرح خطة حل» لما يجري في سوريا. ويرى المصدر أن رفض النظام السوري لقرار الجامعة العربية «يزيد من قلقنا أكثر»، ويضيف «يجب على المجتمع الدولي أن يوصل الرسالة بدون تأخير الى الشعب السوري بأنه ليس وحده في مواجهة سياسات العنف والقمع التي يتعرض لها».

الآن هناك قرار برفع تدريجي لمستوى التنسيق مع المعارضة السورية بالتزامن مع زيادة الضغوط السياسية والاقتصادية على النظام السوري بدون اللجوء الى الخيار العسكري. وهناك حوار أميركي يتبلور حالياً مع المعارضة السورية في اسطنبول لرسم معالم المرحلة المقبلة، ورغم الضغوط من الكونغرس لفكرة تسليح «الجيش السوري الحر» لا يزال هناك امتناع عن خيار كهذا، لا سيما في البيت الابيض والبنتاغون. التركيز حالياً على عقد مؤتمر في المغرب او تركيا لـ«مجموعة اصدقاء سوريا»، ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان زار الرباط والمنامة وباريس لتنسيق التفاصيل السياسية واللوجستية لهذا المؤتمر.

وشدّد داود اوغلو في كلمته على أهمية القضية الفلسطينية في ظل ما يجري في المنطقة، منوهاً بالمصالحة الفلسطينية بين حركتي «فتح» و«حماس»، واعتبر ان حل الدولتين للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي «لا يدافع عنه علنياً كل أفرقاء الحكومة الاسرائيلية». وتابع قائلا «عليّ ان اكون صريحاً هنا، الفيتو الروسي حول سوريا كان خطأ مثلما كان خطأ الفيتو الاميركي ضد الدولة الفلسطينية». وتوجّه الى الحكومة الاسرائيلية بالقول «كفى»، داعياً الى العودة الى طاولة المفاوضات بدون الأنشطة الاستيطانية ومتمنياً ان تدرك اسرائيل هذا التحول التاريخي في المنطقة وتتصرّف على هذا الاساس.

وعن الملف النووي الايراني، قال داود اوغلو إنها مشكلة تقنية يمكن معالجتها خلال أيام لكن «ليس هناك ارادة سياسية قوية وثقة متبادلة». واعتبر أن في ظل تفاوض الدول الخمس زائداً واحداً مع طهران هناك صعوبة للتوصل الى تسوية، لان لكل حكومة رأيها في هذا الاطار. وذكر انه دعا الاطراف المعنية الى البقاء في اسطنبول داخل غرفة واحدة وطرح كل التفاصيل على الطاولة حتى إيجاد مخرج «مثل انتخاب البابا في الفاتيكان» لأن مع مرور الوقت تتغير المعادلات في المنطقة كل فترة. واعتبر ان الخيار العسكري ضد ايران في هذه المرحلة «كارثي وغير معقول وغير مجدٍ وسنكون ضده كأتراك»، كما رأى ان ايران في «معضلة» حيال ما يجري في سوريا وتمنى أن تقف كل البلدان «على الجانب الصحيح من مطالب الشعب السوري».

التدخل العسكري في سوريا يخيف الغرب: سـيناريـو خطيـر في منطقــة مشتعلــة

هيفاء زعيتر

التجربة الليبية.. الخوف من إشعال الصراع المذهبي.. انتشار الحركات المتطرفة.. موقف روسيا والصين.. الصراع العربي ـ الإسرائيلي.. إيران.. «حزب الله».. كلها أسباب وعوامل أفضت إلى ما يشبه الإجماع الغربي على استبعاد اللجوء إلى خيار التدخل العسكري لحلّ الأزمة في سوريا، مهما بدا أن أفق الحلّ قد سُدّت ومهما علت الأصوات في الجهة المقابلة منادية بـ«إنقاذ غربي على الطريقة الليبية» أو بـ«واجب إنساني يفرضه الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ».

التقارير الغربية التقت حول فكرة نبذ التدخّل والتحذير من مخاطره، وإن تعدّدت وتنوعت أسباب تبرير هذا الرفض. ففي «مجلس العلاقات الخارجية» كتب إد حسين، تحت عنوان «أسطورة التدخل الدولي في سوريا»، يقول «إن مخاطر تحوّل التدخل العسكري الأجنبي إلى احتلال تجعل هذا الخيار مخيفاً، لا سيما إزاء ما يمكن أن يؤدي إليه من تغذية للتطرّف الإسلامي»، مردفاً «كما لا يمكن أن نتجاهل موقع سوريا الاستراتيجي وسط أكثر الحدود سخونة بين إسرائيل وتركيا والعراق ولبنان، الأمر الذي يجعل أي انزلاق إلى الحرب في هذه الحالة مغامرة كارثية».

يرى الكاتب أنه «مهما كانت الدوافع لانخراط الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة، في عمل عسكري لا بدّ من التفكير ملياً في مجموعة من المعطيات: بداية، كيف سيكون شكل التدخل: هل سيعني ذلك خلق ممرات إنسانية أم تغييراً كاملاً للنظام؟ وثانياً، ما مستقبل سوريا في حال سقط النظام، لا سيما في ظل وجود القوات العسكرية الأميركية على الأرض؟ وتجربة أميركا في العراق خير مثال: لقد أفضت لسنوات من الفوضى في البنية التحتية الوطنية. وباختصار، ما هي خطة الغرب بعد إسقاط النظام؟ ثالثاً، كيف سيتم التعاطي مع حلفاء سوريا (روسيا، الصين، إيران، حزب الله…) ومع التنظيمات الجهادية المتطرفة التي قد تعتبر التدخل بمثابة احتلال يستدعي إنعاش استراتيجيتها الدفاعية؟».

ويضيف «إنني مقتنع بان الخيار العسكري سيضرّ أكثر مما ينفع. الحلول التقليدية لن تحل النزاع، ينبغي التفكير إذاً بكيفية الخروج من الأزمة، من دون أن تسعى أميركا لنصر زائف تحت عنوان «المهمة انتهت» كما حصل في العراق».

الكاتب في «مجلس العلاقات الاستراتيجية والدولية» آرام نرغيزيان كان له موقف مماثل إذ اعتبر أن الطريقة التي سيتدخل بها المجتمع الدولي ستكون حاسمة لمستقبل المنطقة بأجمعها. ويرى نرغيزيان أن «أي جهد عسكري ضدّ سوريا لن يتم من دون الالتزام العسكري واللوجستي والاستخباراتي للولايات المتحدة، فيما لا توجد شهية لخيار من هذا القبيل في دوائر صنع القرار الأميركية.. فسوريا واقعة في مركز الانقسامات المذهبية والطائفية في المنطقة وكذلك على خط النار في الصراع العربي الإسرائيلي، وأي تدخل أجنبي سيكون السبب وراء زلزال سيزعزع استقرار المنطقة».

أما في مجلة «ناشيونال إنترست» فقد أشار مايكل وايس إلى ضرورة تعريف التدخل بشكل واضح قبل الإقدام على أي خطوة فـ«هل يعني ذلك هجوماً برياً على دمشق؟ احتلالاً؟»، معلّقاًً «بصراحة لا يمكن لعاقل الدفاع عن خطة مماثلة. علينا أن نكون واضحين جداً بشأن الدواعي المباشرة والحقيقية لاستخدام القوة في دمشق: هل سينتهي ذلك بإزاحة الأسد عن السلطة أم أن هناك أهدافاً ومصالح أخرى؟».

ثم يؤكد «مما لا شك فيه أن الذهاب إلى الحرب عمل خطير ومحفوف بالمخاطر، كما أن جميع مناهضي هذا الخيار يبرّرون ذلك بأسباب ثلاثة: انتشار الجماعات الجهادية، زعزعة الاستقرار في منطقة غير مستقرة أساساً، ومفاقمة الصراعات الطائفية والمذهبية».

من جهته، كتب سكوت كليمان في مجلة «فورين بوليسي» يقول «لا تعوّلوا على التدخل العسكري في سوريا، فالأميركيون غير مهتمين بتعزيز الديموقراطية في المنطقة.. لقد تعلّموا من الدرس الليبي جيّداً ومن مشاكلهم الاقتصادية ما جعلهم غير مهتمين بشؤون البلدان الأخرى».

واعتبرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن «التدخل العسكري في سوريا لن يوقف القتل بل سيوسّع دائرته»، مؤكدة أن «التدخل ربما يكون قد بدأ بالفعل، فالسعوديون والقطريون أعلنوا عن نيتهم تمويل وتدريب المعارضة وتركيا احتضنت الجيش السوري الحرّ والغرب يحاول تأمين الدعم العسكري والدبلوماسي، وإذا فشل ذلك هناك خيار التدخل العسكري.. ولكن التجربة الليبية تؤكد أن عدد القتلى ارتفع بعد التدخل، حيث كانت تركة الأخير بعد مقتل القذافي مرعبة من التطهير العرقي واستمرار النزاع المسلّح وغيرها من المخاطر».

مجلة «نيوزويك» تناولت الموضوع من منظار مختلف، لكنه على قدر بالغ من الحساسية، فمسألة التدخل مرتبطة بشكل أساسي بموضوع الصراع الأميركي ـ الإسرائيلي مع إيران، ودور «حزب الله» في هذه المعادلة.

وفيما وصفته بـ«معضلة إسرائيل» في حربها مع إيران، نقلت «نيوزويك» ما يدور في دهاليز السياسة الإسرائيلية من «أسئلة ومخاوف» عن فتح جبهة ثانية مع «حزب الله».

تقول المجلة الأميركية «يجد القادة الإسرائيليون أنفسهم، وهم في خضم الجدال في إيجابيات وسلبيات الهجوم على إيران، ملزمين بالإجابة عن سلبيات وإيجابيات الهجوم على «حزب الله» في الوقت نفسه، وبتعبير آخر ما إذا كان يتعيّن فتح جبهة ثنائية مع إيران ولبنان أم ترك الخيار لـ«حزب الله» باستهداف المدن الإسرائيلية بعد أن يضرب الإسرائيليون إيران».

وتضيف «انطلاقاً من فرضية يسلّم القادة الإسرائيليون بأنها ستحدث مفادها أن «حزب الله» لن يبقى ساكتاً في حال الهجوم على إيران ومن قناعة بأن ترسانة «حزب الله» تطورت بشكل «مخيف» منذ العام 2006، فإن إسرائيل تفضّل استباق هجوم مماثل، وهذا يعني ضرب إيران ولبنان في الوقت عينه، على أمل أن تضعف الضربات على الجهتين قدرتهما على المواجهة».

المعضلة الحقيقية، حسب المجلة، تكمن في أن الحرب الدائرة في سوريا تزيد الأمور تعقيداً. فنظام الاسد مستعد للمواجهة حتى النهاية دفاعاً عن ايران و«حزب الله»، وربما سيسعى لضرب إسرائيل في محاولة لحشد التعاطف الداخلي.. أما ترسانة سوريا العسكرية، فتستدعي التفكير ملياً قبل الخوض في أي سيناريو عسكري.

وتخلص المجلة إلى أن «النقطة الجوهرية هي أن على إسرائيل التفكير على أكثر من جبهة في حال اتخذت القرار الحربي، ولا بدّ من التذكير بأن الشيطان يكمن في التفاصيل، وأن الكثير من العقبات غير المتوقعة والمفاجآت المزعجة ستكون بالانتظار».

إعداد: هيفاء زعيتر

مشروع قرار سعودي خاص بسوريا يصل إلى الجمعية العامة للامم المتحدة

الامم المتحدة- (رويترز): قال دبلوماسيون إن السعودية وزعت مشروع قرار يدعم خطة سلام عربية لسوريا بين اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة الجمعة بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد نص مماثل في مجلس الأمن الدولي الاسبوع الماضي.

وظهرت المسودة الجديدة في الوقت الذي كرر فيه مستشاران لبان كي مون الأمين العام للامم المتحدة تحذيرا من أن هجمات الحكومة السورية على المدنيين قد تكون بمثابة جرائم في حق الانسانية.

ومثل مشروع قرار مجلس الامن الذي تم احباطه فان مشروع قرار الجمعية العامة “يؤيد بشكل كامل” خطة الجامعة العربية التي طرحت الشهر الماضي والتي تدعو من بين امور اخرى إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد للمساعدة في انهاء اعمال العنف الدائرة في البلاد منذ 11 شهرا.

واستخدمت روسيا والصين الفيتو في المجلس يوم السبت الماضي قائلتين ان مسودة القرار غير متوازنة ولم تنح باللائمة على المعارضة السورية الى جانب الحكومة في اعمال العنف التي ادت الى قتل اكثر من خمسة الاف شخص حسب احصاءات الامم المتحدة.

ولا يوجد فيتو في الجمعية العامة. وليس لقرارات الجمعية العامة التي تضم 193 دولة قوة قانونية على عكس قرارات مجلس الامن ولكن اجازة مسودة القرار في الجمعية ستزيد من الضغط على الاسد وحكومته.

ومن المقرر ان تناقش الجمعية الوضع في سوريا يوم الاثنين عندما تلقي نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان كلمة امامها. وقال دبلوماسيون ان من غير المتوقع التصويت على مشروع القرار بحلول ذلك الوقت ولكن قد يتم التصويت عليه في وقت لاحق الاسبوع الجاري.

ويتبع إلى حد كبير مشروع قرار الجمعية والذي اطلعت رويترز عليه مشروع القرار الذي تم الاعتراض عليه في مجلس الامن. ورغم دعوته الى وقف اعمال العنف من جانب كل الاطراف فانه ينحي باللائمة بشكل اساسي على السلطات السورية التي يدينها بقوة بشأن”الانتهاكات المستمرة الواسعة الانتشار والمنظمة لحقوق الانسان والحريات الاساسية.”

ويحث مشروع القرار على محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان ولكنه لا يذكر بشكل محدد المحكمة الجنائية الدولية. ولا تستطيع اي جهة سوى مجلس الامن الدولي احالة سوريا الى هذه المحكمة وهي خطوة غير محتملة في ضوء انقساماته.

وفي اضافة لنص مجلس الامن يدعو نص الجمعية العامة الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الى تعيين مبعوث خاص لسوريا وهو اقتراح طرحه نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية على بان في وقت سابق من الاسبوع الماضي.

وفي بيان قال فرانسيس دينج مستشار الامين العام للامم المتحدة لمنع الابادة الجماعية وادوارد لك مستشار الامين العام بشأن مسؤولية الحماية انها شعرا بقلق بسبب اطلاق قوات الامن السورية “النيران بشكل عشوائي ” على المناطق الكثيفة السكان بمدينة حمص.

وفي تأكيد لتحذير في شهر يوليو تموز الماضي قالا ان مثل هذه الهجمات يمكن ان تشكل جرائم في حق الانسانية بموجب القانون الدولي. وقالا ان”وجود عناصر مسلحة بين السكان لا يجعل شن هجمات ضد المدنيين امرا مشروعا”.

تشوركين يشدد على أن الأسد ليس القذافي ومسؤول أمريكي سابق يستبعد أي تدخل عسكري في دمشق

واشنطن- (يو بي اي): اتهم المندوب الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين الدول الغربية بتصعيد الوضع في سوريا عبر دعوة الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، مشيراً إلى أن الأخير ليس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي كان معزولاً، بينما استبعد السفير الأمريكي السابق بدمشق تيودور قطوف حصول تدخل عسكري غربي أو تركي.

وقال تشوركين، في حديث لشبكة (سي إن إن) الأمريكية إن هناك “مزاعم” حول قيام دول غربية بتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية، معتبراً انه في حال ثبوت صحة ذلك فسيكون الوضع “خطيراً” وستتجه الأمور إلى “نزاع مسلح بالكامل”.

ورداً على سؤال عن استمرار روسيا ببيع السلاح لسوريا قال تشوركين “لدينا صفقات ونحترمها”، مضيفاً انه حتى في حال وقف بيع السلاح للحكومة السورية فلن يكون هناك من وسيلة للتأكد من عدم وصول أسلحة للمجموعات المسلحة التي قال إنها تعمل في سوريا، كما حصل في ليبيا.

واعتبر تشوركين ان الحديث عن نجاح الثورة في المحافظة على سلميتها لفترة طويلة سبقت الأحداث المتصاعدة حالياً أمر “غير صحيح،” مضيفاً ان القتيل الأول من عناصر الأمن السورية سقط منتصف مايو/أيار الماضي، مضيفاً انه “كان هناك تظاهرات سلمية” ولكنها انتهت وحلت مكانها “تحركات مسلحة تهاجم السلطة وهي مسؤولة عن العنف”.

وأعاد المندوب الروسي قرار بلاده باستخدام الفيتو في مجلس الأمن إلى ان المشروع السابق دعا لوقف العنف الحكومي ولم يقل شيئاً عن المسلحين، مضيفاً ان سوريا دولة متعددة الطوائف، ما قد يسبب الكثير من القلق.

وأيد تشوركين عودة المراقبين العرب إلى سوريا، وانضمام بعض المراقبين من الأمم المتحدة إليهم، مشيراً إلى إمكانية العمل لوضع تفويض دولي يحدد صلاحياتهم، وأكد ان النظام السوري يطبق إصلاحات دستورية وسيجري انتخابات قريبة، ما قد يفتح الباب أمام تطور في النظام سياسي.

ولدى سؤاله حول التقارير عن مقتل المئات في حمص بعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى دمشق، قال تشوركين “نحن نؤمن بما يحصل على الأرض، هناك وعود من كافة الأطراف والأسد وعد بتطوير النظام السياسي وتقديم دستور ونعمل مع الحكومة السورية للإصلاح ووقف العنف ونعمل بنشاط في الموضوع الدبلوماسي”.

وقال المندوب الروسي ان بلاده تؤمن بضرورة حصول تقدم في النظام السياسي السوري، وتعتبر ان الستاتيكو الراهن غير قادر على الاستمرار، مؤكداً ان الأسد اتخذ قرارات إصلاحية وكلف نائبه فاروق الشرع، الاتصال بالمعارضة التي حملها مسؤولية إفشال الحوار.

وأضاف “للغرب أسلوب في التعامل يقوم على مهاجمة الأسد وهذا سيؤدي لمقتل عشرات الآلاف وتهديد المنطقة.. نحاول منع الحرب الأهلية، ولكن منذ بداية الأحداث في سوريا ونحن نسمع أن الأسد فقد شرعيته وهناك من يحاول أن يشبه الوضع بما جرى في ليبيا ولكن سوريا ليست ليبيا والأسد مختلف كلياً عن القذافي الذي كان معزولاً تماماً”.

ومن جانبه، نفى تيودور قطوف السفير الأميركي السابق في سوريا، وجود إشارات إلى تصعيد عسكري محتمل ضد نظام الأسد، قائلاً انه قبل أيام جرى رفض مشروع قرار يتعلق بسوريا في مجلس الأمن، ما دفع الأسد إلى السعي لسحق المعارضة بعد أن شعر بحصوله على دعم صيني وروسي.

وأضاف في حديث للـ(سي إن إن) “لقد شعر الأسد انه باتت لديه نافذة ضيقة للتحرك، وباشر باستخدامها بالكامل ضد المعارضة المناهضة لحكمه، وخاصة في الأحياء التي تتواجد فيها العناصر المسلحة في حمص”.

ولدى سؤاله عن الوضع الداخلي في سوريا قال قطوف ان “النظام السوري أقلوي، وأنا أقصد هنا أن الرئيس ينحدر من طائفة متفرعة عن الشيعة وتشكل 10 أو 12% من السكان، بينما يشكل المسلمون السنة العرب ما بين 67 و70% من السكان، وقد عانوا الكثير من التمييز والفقر والأمور المماثلة ويريدون رحيل هذا النظام”.

لكنه أضاف ان “العلويين، الذين يسيطرون على الاستخبارات والجيش، يشعرون أنهم في حال فقدان السلطة سيكونون عرضة للتعامل القمعي… وعلينا أن نفهم أنه ما من قوة، بما في ذلك تركيا المجاورة لسوريا، على استعداد لاستخدام القدرات العسكرية لإسقاط الأسد حاليا، غير أن ذلك قد يتغيّر مع مرور الوقت”.

سفير أمريكي ينشر صورا التقطتها اقمار صناعية كدليل على العنف بسوريا

واشنطن- (رويترز): نشر روبرت فورد سفير الولايات المتحدة لدى سوريا على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الانترنت صورا التقطتها الاقمار الصناعية لاعطاء دليل على هجمات الحكومة على الاحياء السكنية وذلك بعد أيام فقط من اغلاق السفارة الأمريكية في دمشق.

وهذه الصور الملتقطة بأقمار صناعية تجارية والتي كان عنوانها (تصاعد العمليات الامنية في حمص) مؤرخة بتاريخ السادس من فبراير شباط وبها بطاقات معنونة تشير إلى مبان محترقة ودخان وحفر نجمت عن صدمات شديدة ومركبات عسكرية ومركبات مصفحة.

وشهدت مدينة حمص الواقعة في غرب سوريا والتي توجد بها معارضة قوية للرئيس السوري بشار الأسد اسبوعا من القصف الذي اودى بحياة العشرات من المدنيين واثار ادانة من زعماء العالم.

وتصور وسائل الاعلام الرسمية السورية الثورة ضد الاسد بانها من تدبير “ارهابيين” مدعومين من الخارج.

وقال فورد في ملاحظة مصاحبة لصور الاقمار الصناعية على الفيسبوك “اسمع عن الروايات المدمرة لمواليد جدد في حمص يموتون في المستشفيات حيث قطعت الكهرباء وعندما نرى الصور المزعجة التي تقدم ادلة على استخدام النظام للمورتر والمدفعية ضد الاحياء السكنية نصبح كلنا اكثر قلقا بشأن النتيجة المفجعة للمدنيين السوريين”.

وبدا ايضا أن فورد يوجه انتقادا غير مباشر لروسيا التي استخدمت يوم السبت الفيتو ضد مشروع قرار بمجلس الامن الدولي بشأن سوريا. وقال دبلوماسيون ان من بين الاعتراضات الروسية الاعتقاد بان مشروع القرار ينحي باللائمة بشكل غير مناسب على الحكومة السورية في اعمال العنف.

وقال فورد”من الغريب بالنسبة لي ان يحاول اي شخص المساواة بين اعمال الجيش السوري وجماعات المعارضة المسلحة لان الحكومة السورية تبادر دائما بالهجمات على المناطق المدنية وتستخدم اثقل اسلحتها”.

واغلقت الولايات المتحدة سفارتها في دمشق لأسباب أمنية يوم الاثنين وهو نفس اليوم المؤرخة فيه هذه الصور.

وقال فورد في ملاحطته “بوسعي ان اقول دون مبالغة ان السادس من فبراير كان اكثر الايام ارهاقا من الناحية النفسية خلال عملي كمسؤول في الخدمة الخارجية”.

روسيا تتهم الغرب بتأجيج الازمة.. واشتباكات في احد احياء دمشق

65 قتيلا برصاص قوات الامن.. ودعوات لاحالة مسؤولين لمحكمة الجنائية الدولية

تبادل الاتهامات بين النظام والجيش السوري الحر بشأن تفجيرات حلب

دمشق ـ عمان ـ بيروت ـ وكالات: بدد انفجاران في منطقة أمنية شديدة الحراسة في حلب الجمعة الهدوء النسبي في المدينة السورية حيث قتل 28 شخصا على الاقل واصيب 235 آخرون بجروح في انفجارين قويين بسيارتين مفخختين وقعا صباح الجمعة، بحسب الاعلام الرسمي، في وقت افاد ناشطون عن سقوط 65 قتيلا على الاقل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من البلاد.

واتهمت سورية اطرافا ‘مدعومة من دول عربية وغربية’ بتنفيذ التفجيرين اللذين استهدفا صباح الجمعة مقرا للامن العسكري ومقرا لقوات حفظ النظام في حلب، وجاء الاتهام في رسالة وجهتها وزارة الخارجية السورية الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن والامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي والامين العام لجامعة الدول العربية ومجلس حقوق الانسان في جنيف حول هذين التفجيرين، بحسب وكالة الانباء الرسمية (سانا).

وأظهرت لقطات عرضها التلفزيون الحكومي دماء وجثثا وحطاما خرسانيا متناثرا في شارع أمام بناية للمخابرات الحربية وحفرة على بعد عدة أمتار أمام قاعدة لقوة أمنية في المدينة.

وقال مسؤولون إن الانفجارين نجما عن متفجرات في حافلتين صغيرتين تشبهان حافلات تستخدمها قوات الامن السورية. واضافوا ان بين الضحايا جنودا ومدنيين واطفالا.

وشاهد مراسلون نقلوا الى حلب في زيارة رتبتها الحكومة عربة مدرعة ثقيلة انقلبت على جانبها بفعل قوة احد التفجيرين. وتحطمت نوافذ مبنى المخابرات المكون من خمسة طوابق على بعد نحو 50 مترا من موقع الانفجار.

وقال مراسل للتلفزيون الحكومي في بث حي من خارج المجمع بعد فترة وجيزة من التفجيرين ان احد التفجيرين على الأقل سمع دويه على مسافة 20 كيلومترا.

ولحقت أضرار بالغة بسور اسمنتي يحيط بالمباني.

وأعلنت وزارة الداخلية السورية مساء امس ان التفجيرين اللذين استهدفا مدينة حلب نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين.

ومن جهته حمل الجيش السوري الحر ومعارضون النظام السوري المسؤولية عن الانفجارين. وقال المتحدث باسم الجيش الحر الرائد ماهر النعيمي في اتصال مع وكالة فرانس برس ‘النظام القاتل يقتل اطفالنا في حمص، ويفجر في حلب لتحويل الانظار عما يرتكبه’.

واتهمت الهيئة العامة للثورة السورية النظام السوري ‘بافتعال التفجيرات في حلب وفي يوم الجمعة تحديدا على غرار تفجيرات الميدان في دمشق’ التي وقعت’في السادس من كانون الثاني (يناير) 2012. وكان العقيد السوري المنشق عارف حمود، اعلن في وقت سابق الجمعة، مسؤولية ‘الجيش السوري الحرّ’ عن التفجيرين الذين وقعا في مدينة حلب.

وترافقت التطورات الامنية مع خروج تظاهرات متفرقة في عدد من المناطق السورية تحت شعار ‘روسيا تقتل اطفالنا’، واكبها انتشار امني كثيف واطلاق رصاص.

وسقط الجمعة 65 قتيلا في اعمال عنف متفرقة في انحاء مختلفة من سورية.

ففي مدينة حمص، قتل 36 مدنيا بينهم طفل وطفلة في القصف الذي تتعرض له احياء عدة في حمص منذ السبت والذي اوقع حتى الآن مئات القتلى، بحسب المرصد.

كما قتل ثلاثة منشقين في حمص اثناء مواجهات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر.

كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات جرت الجمعة بين منشقين وقوات نظامية في حي القابون الواقع على اطراف العاصمة وفي مدينة دوما (ريف دمشق).

وذكر المرصد في بيان ‘دارت اشتباكات مساء الجمعة بين قوات عسكرية وامنية مشتركة ومجموعات منشقة في حي القابون بدمشق’ مشيرا الى انه ‘لم يسجل سقوط جرحى او شهداء’.

واوضح المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي لوكالة فرانس برس ان ‘عناصر امن دخلت الى القابون لقمع المتظاهرين عند المغرب الا ان مجموعة من هذه العناصر انشقت، ودارت اشتباكات بينهم داخل الحي قبل ان يتجهوا نحو البساتين’.

واضاف ‘جاءت اثر الانشقاق تعزيزات اضافية وقامت بمحاصرة المنشقين واطلقت النار بكثافة عليهم’.

وتابع ‘الان هدأ اطلاق النار، ولا نعرف ما اذا كان المنشقون استشهدوا او قبض عليهم او هربوا’، مشيرا الى ان ‘الامن منتشر بكثافة في المنطقة’.

من جهتها دعت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الجمعة مجلس الامن الدولي الى احالة ما اعتبرته ‘الجرائم ضد الانسانية’ التي ترتكب في سورية الى المحكمة الجنائية الدولية.

واضاف متحدث باسم المفوضية ‘اقترحنا مرارا اجراء ملموسا جدا سيرسل مؤشرا واضحا الى سورية وهو احالة القضية على المحكمة الجنائية الدولية’.

من جهة اخرى اعلن المتحدث ان مفوضة حقوق الانسان نافي بيلاي ستكون الاثنين في نيويورك لالقاء كلمة امام اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة خلال جلسة حول سورية.

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الجمعة ان ‘الدول الغربية وعبر تحريضها المعارضين السوريين على اعمال متعنتة (…) شريكة في تأجيج الازمة’. وحمل المعارضة المسؤولية في حال استمر ‘نزف الدم’.

ونقلت وكالة ايتار تاس عن ريابكوف قوله إن ‘قيام الدول الغربية بتحريض المعارضة السورية على القيام بأفعال لا يمكن التسامح معها فضلا عمن يرسلون أسلحة ويقدمون لهم النصح والتوجيه يشاركون في عملية تصعيد الأزمة’. ولم يحدد الدول التي تزود المعارضين بالسلاح في سورية.

الصدع السوري.. عنف مشحون بالكراهية

صحف عبرية

لا نكاد نلاحظ في الكيلومترات المعدودة التي تفصل بين المطار والعاصمة حواجز. وهناك القليل جدا من الشرطة. والنظام، وقد يكون هذا صحيحا الآن على الأقل، لا يخشى تهديدات لدمشق. واجهزته الامنية قد أوكل اليها ان تتعقب ‘الأعداء من الخارج’. مع هبوطي في يوم الثلاثاء ليلا لاحظت مدينة هادئة كثيرا. يشتكي سائقو سيارات الأجرة عدم وجود سياح وازدياد اعمال العنف في الضواحي، لكن لا يوجد شيء يشبه ما خبرته في ليبيا أو في تونس في السنة الماضية، ففي دمشق يمكن ان تتحرك بلا مشكلة في الثالثة فجرا ايضا وهو شيء يصادق على ما يقوله قادة الثورة السورية الذين يمكثون في تركيا ومصر: ‘نحن نعمل في القرى والضواحي أما المدن الكبيرة فبقيت في يد النظام’.

وافق صحافيون ومحللون محليون على الحديث معي بشرط ألا يُكشف عن أسمائهم. وقالوا لي ‘ان 25 مليون سوري منقسمون تماما، فـ 30 في المائة على الأقل أكثرهم شيعة علويون يؤيدون الرئيس ومعهم نصارى كثيرون يخشون ازدياد الاخوان المسلمين قوة. وهناك 30 في المائة آخرون أكثرهم سنيون يؤيدون النضال لتبديل السلطة لكنهم منقسمون. واذا استثنينا هاتين المجموعتين فهناك الكثرة الصامتة التي تنتظر ان تؤيد من ينتصر’.

يزعم منظمو الثورة ان 6.200 سوري قتلوا منذ آذار واعتقل 14 ألفا. ويزعم النظام ان ‘الارهابيين’ قتلوا 2000 جندي على الأقل. وترشد السلطات مراسلين اجانب الى عدم التجول وحدهم في الشوارع. ‘أنظروا ما حدث لمراسل التلفاز الفرنسي الذي قتله ارهابيون في الاسبوع الماضي’، قال متحدثو النظام. وأثار هذا القول شكوكا عند المخلين بالنظام الذين هم على ثقة بأن القتل تم على أيدي اجهزة الاستخبارات السورية. ان الانترنت يعمل هنا لكن توجد رقابة. ويستعمل النشطاء السكايب والفيس بوك والتويتر استعمالا حذرا. ‘ان الحكم الاستبدادي لا يقطع الانترنت لانه ضروري له من اجل ان يجمع معلومات عن المعارضة’، يقولون لي في مقهى انترنت.

من حمص الى درعا

تنحصر الثورة في سوريا في قصة 18 فتى من مدينة درعا. وهم يقصون قصتهم في جميع أنحاء الدولة. وقد سمعت أمس القصة مرة اخرى في مدينة حمص التي قتل فيها بعد اسبوع بحسب ما تقول منظمات المعارضة والمتمردون، مئات المدنيين ونشرت صور فظيعة من المذبحة في العالم كله.

‘بدأ التجنيد الجماهيري الاول هنا بين شباط الى آذار من السنة الماضية حينما علم ان 18 طالب ثانوية من مدينة درعا، غير بعيد من الحدود مع الاردن، اعتقلتهم القوات الخاصة للرئيس بشار الاسد بعد ان رشوا على الجدران كتابات تأييد للربيع العربي. وزاد غضبنا حينما جاءت أنباء أنهم عُذبوا وبخاصة ازاء تصريحات عاطف نجيب رئيس قوات الامن وابن خال الاسد الذي قال للعائلات ان تنسى أبناءها، لكنهم اذا أرادوا مع ذلك استعادتهم فليأتوا بالنساء الى الشرطة كي يُحبلهن رجال الشرطة’.

يُحدثني بهذا حسن، وهو طالب جامعي التقيت به قرب ميدان الساعة، وهو المكان الذي أُعدم فيه مئات من المتظاهرين في نيسان. وسكان حمص معنيون بالحديث بخلاف ما حدث هنا الى ما قبل سنة. بل ان آلاف القتلى في مدينة حماة في 1982 ما عادوا أمرا محظورا لا يتم الحديث عنه. فقد كان يكفي ذات مرة ان تهمس باسم ‘حماة’ كي يعتقلوك أو ربما يُخفونك الى الأبد، حتى ان يوسف، وهو طبيب آشوري يؤيد الاسد تقع عيادته في حي الحميدية في حمص، قال أمس: ‘مات في حماة أكثر من 20 ألف سني أو ربما 30 ألفا من أعداء النظام. ماذا يعني؟ يجب ان تدافع الدولة عن نفسها من اولئك الذين يحاولون المس بها وفرض الاسلام المتطرف’.

طلبت جنى مقدسي، وهي في الثامنة والثلاثين ومدرسة للغة الانكليزية في الثانوية المحلية، طلبت بعينين دامعتين الى صحافيين اجانب ‘ان يكفوا عن التحدث بالسوء عن الرئيس الانسان الذي يمثل أمننا الوحيد في مواجهة القاعدة’. ووقف الى جوارها صاحب حانوت منتوجات كهربائية من أهل السنة وعبر عن أمل ان يسقط حكم الاستبداد قريبا، لكنه أضاف حينما سمع رصاص الرشاشات في منطقة مجاورة: ‘يجب ان يبقى الاحتجاج سلميا. فالعنف من قبل المنشقين عن الجيش الذين يلطخون الآن أسماء الذين ينادون بالحرية يضر فقط بالحركة الديمقراطية’.

ان زيارة مراكز المواجهة تكشف عن دولة ممزقة خائفة. ان حمص مدينة تغلق أبوابها في الظهيرة: ففي الثانية ظهرا يدخل الناس ببساطة الى بيوتهم. وقطع تيار الكهرباء جزء من الحياة اليومية. وجرى على الأحياء المختلطة تطهير عرقي. والعنف في درعا أمر يومي يكون دائما تقريبا قُبيل حلول الظلام. وفي ظهيرة ايام الجمعة تُجرى مظاهرات مع خروج المصلين من المساجد. وقد قاد المظاهرات الاولى في آذار الشيخ ذو الشعبية الصياصنة. ‘انه زعيمنا التاريخي’، يقول شابان في العشرينيات من أعمارهما، ‘لكن الشرطة قتلت ابنه واعتقلته مدة ستة اشهر. وحينما تم الافراج عنه هددوه بأن يقتلوا ابنه الثاني ايضا. وقد وافق الشيخ على ان يذيع للتلفاز تصريح تأييد للاسد وصمت منذ ذلك الحين، بل انه لا يأتي لصلوات يوم الجمعة’.

ان الغضب على النظام كبير هنا. ‘يجب عليكم أنتم الصحافيين ألا تصدقوا أكاذيب الحكم الاستبدادي الفاشي الفاسد’، يقول لي شيخ محلي صاحب حانوت لمولدات الكهرباء. ‘ان رجال السلطة يقتلوننا ويعذبوننا كل يوم. وقد قضت خطواتهم على كل امكانية لحل الازمة بالتحادث. لو وافقنا نحن الأحياء على محادثة الاسد ومواليه فسيخرج أمواتنا من قبورهم ليتوسلوا الينا ألا نفاوض قتلتهم. أُصيب ابن عمي برجليه وحُمل في سيارة وبعد ثلاث ساعات أصبح جثة نكلوا بها مع عضو جنسي منتفخ نازف. وفي النهاية رموه في مزبلة’. ان المحافظ محمد خالد الذي عينه النظام بعد ان نفذ سلفه في نيسان مذبحة بدم بارد في أكثر من 160 متظاهرا يطلق تصريحات نارية نحو المتمردين: ‘هؤلاء ارهابيون تدفع اليهم الولايات المتحدة واسرائيل. وهم يريدون الشر لسوريا لكننا سنخضعهم. وقد قضي عليهم الآن بالفعل’.

ان مقولته تناقض ما قالوه لي قبل ذلك بثلاثة ايام في الزبداني وهي مدينة عدد سكانها 35 ألفا كلها أو أكثرها من السنيين على مبعدة 30 كم شمالي دمشق: فالمتمردون هناك يزعمون انهم أخضعوا قوات النظام. والخوف الكبير هو من ان تدعو دمشق العصابات المسلحة الشيعية لحزب الله من لبنان كي تقوي الجيش السوري. ‘لسنا ارهابيين، نريد الحرية والديمقراطية. قولوا للعالم إننا لسنا ارهابيين’، يصرخ شبان يلوحون بأعلام. ولا يوهم هؤلاء الشباب الذين يمسك فريق منهم بسلاح (اشتروا بنادق كلاشينكوف في السوق السوداء بألفي دولار لكل بندقية)، لا يوهمون أنفسهم: ‘في القريب سينظم الجيش نفسه من جديد ويسيطر على مدينتنا. والموت مؤكد بالنسبة الينا’.

وفي مدينة دوما المجاورة لدمشق يزعم المتمردون ان المكان حُرر من قوات السلطة، لكن هذا غير صحيح في واقع الامر. فالجنود يسيطرون على مركز المدينة ويقومون قرب البلدية وفي المستشفى وفي منطقة المقبرة. ‘انهم لا يسمحون لنا حتى بدفن أعزائنا’، يقول السكان في تنهد.

تدعوني عائلة من العائلات الى الشاي والكعك. نوافذ الشقة مغلقة والبيت مضاء بالشمع. ويستمر اطلاق النار طول الوقت ونسمعه في الخلف طول الوقت مثل بكاء الطفل في الطبقة الى أعلى.

تم التنديد بالأب باولو ديل أوليو في السنة الماضية من قبل رؤساء الكنيسة المحلية على أثر انتقاد صدر عنه لقمع المظاهرات العنيف على أيدي قوات شرطة الاسد. ومن اجل لقائه صعدت الى مركز عزلته في شقوق صخور مار موسى.

كان الأب الذي ولد في روما في 1954 وعاش في سوريا أكثر من ثلاثين سنة كان غاضبا لقتل رجل دين نصراني ارثوذكسي وقع قبل ذلك بيوم في ضاحية مدينة حماة وقال: ‘هذه حادثة خطيرة وعنف مشحون بالكراهية على رجل دين. يجب ان يكون هذا اشارة تحذير للمجتمع الدولي’.

عند الأب ديل أوليو انتقاد شديد على القلة النصرانية في سوريا. ‘هؤلاء الناس يحكمهم الخوف’، يقول. ‘انهم مستعدون لاغماض عيونهم عن الفظائع التي نفذها رجال الجيش بوحشية بشرط ألا يخسروا مكانتهم المفضلة وحقوقهم المحفوظة لهم عند السلطة العلوية الشيعية. انهم يفهمون جيدا ان معنى الديمقراطية هو فوز الاسلام السني وهم يخافون هذا كخوفهم من وباء. وفي مقابلة هذا يختار النصارى الحداثة حتى لو لم تكن ديمقراطية كي لا يلزم أحد النساء ان يتحجبن’.

انه يعيش منذ بضعة اشهر وحده في دير يبعد نحوا من 100 كم عن دمشق. ‘أصدروا أمرا بطردي من سوريا’، يقول، ‘لكنهم أجازوا لي في النهاية البقاء في الدولة بشرط أن اعيش هنا بعيدا عن المركز. ولم تكن الكنيسة المحلية معنية بأن أبقى. لم يكونوا في الماضي راضين عن الانتقاد الذي وجهته على ظواهر مختلفة كاللواط واغتصاب الصغار بين ناس الرهبانية الكبار. وأصبح انتقادي الموجه على النظام سلاحا ممتازا للتخلص مني لكن رد اصدقائي في سوريا وخارجها أنقذني. فوافق النظام على منحي عفوا فأُبيح لي البقاء مقابل العيش في السر، لكن يصعب جعلي أسكت تماما’.

حينما نتبين الانتقاد على الأب من قبل الرهبان ندرك عمق الحلف الذي عُقد بين نظام الاسد والقلة النصرانية. ‘هناك اشاعة أنه جاسوس امريكي فقد وجدوا عنده وسائل للرؤية الليلية’، يزعم رجل الدين جبرائيل داود في كنيسة سان جورج في وسط المدينة القديمة في دمشق. لكن بعد ان نلقى الأب لا يمكن سوى التبسم ازاء هذا الزعم. اذا كان بقي لديه شيء من أثر ماضيه في صفوف اليسار المتطرف في ايطاليا فانه يعبر عنه بتوجه معاد لامريكا متطرف وهذا لا يقنع منتقديه. ‘ان الأب باولو يعيش في يوتوبيا’، يزعم الكاهن حياض (؟) عبود. ‘انه لا يفهم ان معارضي الرئيس الاسد استأجرتهم أوامر من العربية السعودية. أيطلبون اصلاحات؟ لقد وعدت بها حكومتنا. وهي تعد بدستور جديد وانتخابات حرة في شهر حزيران بحيث ان مطالب المعارضين قد تم تلبيتها’.

ان المتحف المصور في مركز قرية القرداحة يشبه تذكارا لموت مأساوي وهو في الوقت نفسه حنين الى ماض أسعد. فالرخام الاسود الابيض يجلوه كل يوم حراس محليون. والقبب المستديرة تذكر بالمساجد الايرانية. ويوجد في المركز قبر حافظ الاسد والد الأمة، بطريرك سوريا الحديثة، السياسي الذي حظي بالمجد بفضل قدرته على احلال القوة محل الضعف حتى لقد فرض على الأكثرية السنية (أكثر من 70 في المائة من السكان) حكومة قلة علوية (ليست أكثر من 12 في المائة).

ودُفن الى جانب الرئيس ابناه اللذان ماتا صغيرين مجد الذي مات بمرض قبل سنتين، وباسل الذي قتل بحادث سير في 1994. وقد عُلقت في الجدران الخارجية صور الرئيس الحالي بشار الاسد، لكننا نرى هناك في الأساس صورا للأب حافظ يحتضن باسل الذي يرتدي البزة العسكرية، وقد غُطي صدره بالأوسمة والميداليات وقد سفعت الشمس وجهه وابتسامته واسعة. كان باسل الابن المفضل عند حافظ وكان يفترض ان يرث عنه مقعد الرئاسة. ويتحدثون في دمشق الى اليوم عن أن فقدان الولد الحبيب أصاب الأب بكآبة عميقة.

كان تعيين بشار مصالحة. فالابن الآخر ماهر، وهو لواء في الجيش، يعتبر متشددا كثيرا لكن كثيرين في سوريا كانوا يفضلون ان يكون رئيسا اليوم. وتمكث أرملة حافظ الأسد أنيسة اوقاتا طويلة في البيت العائلي الكبير في قرية القرداحة ويبدو انها ما تزال تؤدي دورا مهما في القبيلة. والتقديرات أنها ما زالت تفضل بشار على ماهر. وحينما يأتي الأبناء لزيارتها ترتدي القرية كلها لباس العيد.

جئت الى القرية حينما كانت الاضطرابات قد أصبحت حربا أهلية عنيفة. وأعلنت الجامعة العربية أنها تدعو مراقبيها الى مغادرة سوريا. حتى الاسبوع الماضي وقف عدد المراقبين على 165، وآنذاك استقر رأي دول الخليج على اعادة ممثليها فتضاءل العدد الى 111. ‘في ضوء الوضع الصعب في الدولة والعنف الطاغي استقر الرأي على وقف عمل المراقبين’، كما جاء في بلاغ. وقد زعم قادة الثورة في سوريا وخارجها ان المبادرة كانت ترمي الى التمكين من استمرار اعمال النظام الوحشية.

قبل يومين في بلدة الرستن قرب العاصمة نجحت في ان أرى بأم عيني عدم جدوى المراقبين. فقد اكتفى سبعة منهم انتقلوا بسيارتي مرسيدس سوداوين لاجهزة الامن بالاصغاء الى شهادات رجال النظام. وفي حاجز عسكري عرضوا علينا جثتين يعلوهما الغبار وزعم الجنود قائلين: ‘رماهما الارهابيون من سيارة مسرعة’. وسألت محمد الدابي المراقب السوداني في المنطقة: ‘لماذا لا تمضون للحديث مع المتظاهرين؟’. فأجاب: ‘لأنهم يصدرون الكثير من الضجيج. كلهم يصرخون معا وهم ليسوا منظمين، فاستقر رأينا على ان لا نصغي اليهم بعد’.

بعد ذلك بقليل رأيت ثلاثة جنود مرؤوسين لنقيب، يضعون سبع قنابل يدوية ورشاشين قديمين في صندوق سيارة بيجو قرب المستشفى العسكري. وكان على الصندوق الذي وضعت فيه القنابل اليدوية كتابة بالعبرية. ‘هذا هو الدليل على ان اسرائيل تحرض وتشجع الثورة’، صاح الجنود نحو المراقبين. ‘هذه سيارة عملائكم التي ضبطناها’.

يصور المراقبون السيارة ويهزون رؤوسهم. وفي الاثناء لا ينقطع العنف فالجيش يعاود الهجوم. وبحسب ما يقول قادة الاضطرابات زادت موجة الضحايا زيادة كبيرة جدا في الايام الاخيرة وتقف على مئات القتلى من بين المتظاهرين. ويزعم النظام ان ‘الارهابيين’ ينظمون الآن في عصابات مسلحة. ويتم استعمال المدافع في منطقة دمشق ايضا. وتتركز المواجهات الآن في مدن حماة وحمص وإدلب. ويُبين العلويون في القرداحة هذا بكلمة ‘مؤامرة’. وهم غير مستعدين للاستماع عن الاقتصاد السوري المتهاوي ولا عن التنديد الدولي بمظاهر العنف. ‘كل ذلك مؤامرة تقودها الولايات المتحدة واسرائيل والعربية السعودية’، يزعمون. ان كل اجنبي يصل يشتبه فيه انه عميل سري وجاسوس. لا يُمكّنونني من زيارة المسجد المحلي المخصص لناعسة أم حافظ الاسد. وعُلقت على جدران مسجد آخر في منطقة السوق اعلانات حداد على سكان القرية الذين قتلوا اثناء الاضطرابات والذين بلغوا 200 شخص في الحاصل العام. ‘النقيب اسامة محمد احمد، في الثانية والثلاثين، قتل في إدلب’، جاء في اعلان من الاعلانات. ‘علي مروان احمد، في الخامسة والعشرين، قتل في حمص’، جاء في اعلان آخر.

وحينما طلبت ان أتحدث الى واحد من السكان طلب ان أعرض عليه جواز سفري كي يتحقق من أنني لست جاسوسا. وفي مرات كثيرة يستدعي السكان الشرطة محذرين من أنه ‘يوجد هنا اجنبي مريب’. في الخروج الى الشارع الرئيس لا توجد حركة تقريبا. فالجنود في مواقعهم لا يتزحزحون ولا يكادون يخرجون لاجراء تفتيش. أخرج من المدينة باتجاه دمشق وتغيب قبة متحف أبناء عائلة الاسد في الضباب.

تبدو الحرب على دمشق في الأساس كصراع مأساوي على سلاح لم يُقسم تقسيما متساويا بين الطرفين. فالجيش السوري يحافظ بعنف مفرط على تفوقه العسكري واللوجستي. وقوات المعارضة وهي مفرقة وغير منظمة ولا تنسيق بينها في المستوى الوطني تهاجم وتتفرق بحسب الظروف.

في الصباح في سفر من مركز دمشق الى المطار الدولي، لاحظت آثار التجنيد الجديد الذي استعمل في الايام الاخيرة. فقد زاد عدد الحواجز ونرى في الشوارع صفوف جنود يتحركون. وقد لقيت عند واحدة من اشارات المرور سيارتين محملتين بعاملين في جهاز الامن بلباس مدني؛ وقد لوحوا ببنادقهم ثم زادوا السرعة وطلبوا الى السيارات التي مرت قريبا منهم ان تخلي لهم الطريق. ورأيتهم في مرحلة ما يُقلون رجلين شابين مقيدين وأعينهما مغطاة ووجهاهما ولباسهما ملطخان بالدم. وبدا أحدهما فاقدا الوعي واهتز رأسه من جهة الى اخرى في كل مرة زادت فيها السيارة سرعتها وكان فمه فاغرا.

تعمل اليوم في سوريا آلتا دعاية رئيستان آلة المتمردين من جهة وآلة نظام استبداد الرئيس بشار الاسد من جهة ثانية وتجري بينهما حرب قوية على تحديد عدد الضحايا. ولهذا يمكن ان نشاهد ونتأثر بأفلام الفيديو القصيرة التي توثق الأحداث وتعرض في الانترنت، لكن ينبغي ألا نسارع الى تبني الأرقام.

ان ما يمكن استنتاجه من أحداث الاسبوع الاخير في سوريا هو القدرة السريعة الناجعة للحركة الثورية على اطلاق المواد التي تملكها ونشرها في الشبكة بصورة تعرض وحشية نظام الاستبداد السوري. والرئيس الاسد من جهته لم يأمر بقطع شبكة الهاتف محاولا ان يحافظ على نوع ما من الحياة الطبيعية في دولته. وما يزال الانترنت يعمل في مدن كثيرة، وعلى كل حال ينجح النشطاء في ان ينقلوا سريعا المواد الى الحدود مع تركيا أو لبنان للاهتمام من هناك بنشرها. كان فقدان النظام السيطرة في الصراع الدعائي هو الخطوة الاولى في الطريق الى عزلته الدولية وبعد التصويت في الاسبوع الماضي في مجلس الامن واستعمال النقض الصيني الروسي أصبح السوريون يدركون ان التدخل العسكري ليس قريبا. ان نظام الاسد قد يهتز زمنا طويلا بعد وسيظل دم سوري كثير يُسفك في الشوارع.

يديعوت 10/2/2012

في سورية انتهى وقت الدبلوماسية وحان وقت الحرب.. وفيلق القدس يدرب ويقدم الخبرة

سفير: فيتو الصين كان قرارا صعبا ونرفض القرارات المتسرعة ونحن مع الحوار

لندن ـ ‘القدس العربي: في رسم كاريكاتير معبر في صحيفة ‘اندبندنت’ يظهر الرئيس السوري بشار الاسد على التلفزيون رافعا يديه الملوثتين بالدماء وامام شاشة التلفزيون كل من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الامريكي باراك اوباما والرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي وورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون جالسون على مقعد خشبي يتفرجون.

ويعبر هذا الرسم عن شعور لدى المعلقين في الصحف ان وقت الدبلوماسية فات اوانه وان السلاح هو الكفيل بحسم المعركة لانهاء حكم الاسد، وتتوالى منذ الايام الماضية الدعوات الى تسليح المعارضة وتوحيد صفوفها خاصة العسكرية كي يتم تأمين خطوط امداد لها، كما تسربت معلومات عن خطط امريكية وتركية لاقامة معابر آمنة، وحديث عن دور قطري – سعودي في توفير الاسلحة للمقاومة السورية. والمشكلة الوحيدة امام دعم المعارضة هي ان المقاومة المسلحة مشتتة وبلا قائد. ووصف تقرير في ‘اندبندنت’ الوضع الحالي في مدينة حمص حيث قال العالم يقف متفرجا على حصار مدينة حمص المستمر والتقارير الواردة من المدينة عن مقتل المئات، هذا الموقف على الرغم من استمرار المعارضة في الداخل والخارج دعوتها للتدخل الخارجي ووقف حمام الدم.

ويرى الكاتب ان الحل الدبلوماسي بعد الفيتو الروسي ـ الصيني تضاءل وعليه فان الجامعة العربية اعلنت عن تفكير من اجل الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري، وهذا الموقف جاء بعد قرار دول الخليج سحب سفرائها من دمشق وطرد سفراء النظام.

ولكن الموقف الاوروبي لا يزال على حاله من البحث عن حلول دبلوماسية وتركيز الضغط على النظام السوري. في وقت اكد فيه المسؤولون البريطاني ان لا تدخل عسكريا في سورية لكن يمكن مساعدة المعارضة في قضايا ‘مدنية’ واتصالات، وهو نفس الموقف الامريكي حيث تقوم الادارة بدراسة امكانيات ارسال مساعدات انسانية لسورية. ويستند الموقف الاوروبي والامريكي على فكرة ان التدخل الخارجي سيؤدي الى اشعال الحرب الاهلية التي ستتخذ شكلا افظع من تلك في العراق بعد الغزو. ومن هنا يقول ادريان هاميلتون في نفس الصحيفة انه وفي ضوء استخدام الرئيس الاسد الفيتو كضوء اخضر لمواصلة قصف حمص فان الحل لم يعد منحصرا في السبل الدبلوماسية، وقال يجب علينا ان لا ننخدع بالصيحات القادمة من العواصم الاوروبية وواشنطن واخيرا بان كي مون، الامين العام للامم المتحدة، وعلينا ان نتوقف عن لوم روسيا والصين، مع انهما تتحملان جزءا من اللوم لان الاسد عبر عن فرحه بالفيتو الذي انقذته من تدخل الامم المتحدة.

ويقول ان النظام السوري لا يستخدم الاسلحة الثقيلة لضرب المدنيين فقط بل ولسحق مركز المقاومة العسكرية في حمص وجيشها المكون بشكل رئيسي من الجنود المنشقين عن الجيش.

ويقول الكاتب انه لم يكن النظام السوري مستعدا لوقف القمع اثناء وجود لجنة المراقبة العربية فانه لن يوقفه الآن بعد الفيتو في مجلس الامن.

ويضيف انه في ضوء تصاعد قوة المقاومة لنظامه التي لا تملك سلاحا ثقيلا مثل جيشه، فالنظام لا يجد امامه الا خيارالحل العسكري ولن ينفذ وعوده بالاصلاح التي وعد بها الزوار الاجانب من مثل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الا بعد ان يسحق المقاومة. ويضيف ان الحل الدبلوماسي والعقوبات الاقتصادية ما هي الا وسيلة كي يظهر من خلالها السياسيون الغربيون انهم يعملون شيئا. ويناقش الموقفين الروسي والصيني قائلا ان قرارهما قد يكون خطأ خاصة انه افقدهما المصداقية في العالم العربي، لكن هذا لا يعني انهما اخطأتا في تحليلهما للحالة التي تتعلق بالتدخل الغربي وشكهما منه خاصة بعد ليبيا، قائلا ان الموقف العربي ليس كافيا لتبديد شكوكهما وان الجامعة العربية دعمت القرار حول ليبيا لان العرب كانوا يكرهون القذافي. ويقول ان تغيير النظام هو اسم اللعبة الآن في سورية. فبعد كل الدم الذي اريق فقد فات وقت الحلول الدبلوماسية والسؤال الآن هو ان كان التغيير سيتم سريعا بدون ان يقود الى حرب اهلية واسعة. ويأمل الكاتب ان يقود رعب ضحايا الصراع الى توصل الطبقة المتوسطة في سورية من ان حكم الاسد انتهى وهذا يؤدي الى تمرد جماهيري واسع مما سيؤدي الى انهيار النظام بدون حرب اهلية. وينهي بالقول ان السيناريو القادم هو تسليح المعارضة من قبل الجماعات الدينية في السعودية بتعاون تركي ودعم سري من امريكا وبريطانيا.

الحرس الثوري

وهذا التحليل لا يأخذ بالاعتبار العامل الايراني حيث تقاتل ايران من اجل بقاء حليفها، فقد اشارت ‘ديلي تلغراف’ ان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري يزور دمشق من اجل تقديم النصح للنظام حول كيفية قمع الحركات الجماهيرية. واستندت الصحيفة الى تصريحات عضو في اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني السوري، رضوان زيادة الذي قال ان هناك معلومات موثوقة تقول ان قاسم سليماني يزور دمشق وهي المرة الثانية منذ اندلاع الثورة، واشار زيادة الى ان الحرس الثوري يقوم بدور في تدريب قوات الامن والقناصة ومساعدة الميليشيات. وتقول الصحيفة ان اعداد جنود الحرس الثوري في سورية يترواح ما بين المئات الى الالاف، وذلك حسب تقديرات خبراء ودبلوماسيين عرب وغربيين. وتقول انهم قاموا بانشاء قاعدة لهم في الزبداني واخرى في العاصمة دمشق. ونقلت عن متحدث باسم الخارجية البريطانية قوله ان الحكومة قلقة من التقارير الموثوقة من ان ايران تقوم بتقديم معدات ونصائح تقنية للنظام كي يسحق المتظاهرين السوريين وقال ان ‘دعما كهذا غير مقبول’. وبحسب المصادر فان الدعم يتضمن اجهزة لمكافحة الشعب، ونصائح عملية حول سحق المنشقين ونشر قوات الامن باعداد كبيرة في المناطق التي تدور فيها التظاهرات. ويعتقد ان ايران تقوم بمساعدة النظام على جمع المعلومات الاستخباراتية ومراقبة المتظاهرين واستخدامهم للانترنت والهواتف النقالة بما في ذلك الرسائل الهاتفية. وبالاضافة لدعم لواء القدس للنظام السوري اشارت تقارير عربية من ان مقاتلي حزب الله دخلوا سورية لمساعدة النظام.

سفير الصين يدافع

ودافع السفير الصيني في بريطانيا ليو زيومينغ في مقال نشرته ‘الغارديان’ عن موقف بلاده من المشروع في مجلس الامن والذي صوتت ضده قال فيه ان الفيتو يعكس الموقف الصيني بضرورة تهدئة الاوضاع لا اشعالها.

وما دفع السفير للكتابة هي الهجمة الاعلامية والانتقاد الشديد من المؤسسة السياسية لقرار بلاده، حيث قال انه حان الوقت لتقديم رأي متوازن ومدروس يشرح فيه القرار الصيني، وشرح فيه الكيفية التي يعمل فيها الجميع لانهاء الصراع بشكل سلمي في سورية.

وقال السفير ان بيكين كانت تراقب تطورات الوضع في سورية منذ اليوم الاول وحثت الطرفين على وقف العنف وتجنب سقوط القتلى واعادة النظام للبلاد. واضاف ان الصين اكدت على ضرورة الاستماع لصوت الشعب الداعي للتغيير وعلى اهمية حماية مصالحه. وقال ان الصين دعمت المبادرة العربية ودعت كل الاطراف للحوار والاستماع لاي وساطة، والى تغيير سياسي شامل لكل الاطراف كما انها اكدت على ضرورة حماية استقلال سورية وسيادتها على اراضيها. وعليه فعلى مجلس الامن ان يتحلى بالصبر وان يحترم مبادئ واهداف ميثاق الامم المتحدة. ومن هنا فان اي قرار من مجلس الامن يجب ان يؤدي الى تهدئة الامور لا اشعالها وان يقوم بالتشجيع على المصالحة والمساهمة في استقرار منطقة الشرق الاوسط. وبما ان الامم المتحدة تحمل امانة تحقيق امن العالم والحفاظ على السلام فان اخر شيء تفعله هو تعقيد الازمة.

وكتب يقول ‘اننا نريد من مجلس الامن ان يتوصل لحل دائم وليس قرارا متعجلا، وبناء على هذه المبادىء قررت الصين استخدام الفيتو’. وقال السفير ان بلاده كانت مفاوضا نشطا في مجلس الامن للتوصل الى صيغة حل للازمة السورية، ‘ولا زلنا نعمل بجد للتوصل لاجماع، ولكن فرض مواعيد متعجلة حول هذا النقاش سيقود الى الفشل’. واشار الى ان وزير الخارجية الروسي كان قد اعلن انه سيزور دمشق للتوسط وعليه لم يكن الوقت مناسبا لتمرير قرار. وختم بالقول ان الشعب الصيني يبغض العنف مثل الشعب البريطاني وبقية الدول مضيفا ان ‘الصين استخدمت الفيتو لسبب بسيط وهو ان صيغة القرار لم تكن كافية لتلطيف الاجواء، ولا تسهل الحوار السياسي، ولا يشير الى عدم الثقة او يؤدي للسلام والاستقرار في المنطقة، وبخلاف ذلك فالصين تعتقد ان التصويت على القرار سيفاقم التوترات بشكل لا تغير فيه الوضع’.

وذكر السفير ان بلاده منذ عودتها لمجلس الامن قبل اربعين عاما لم تستخدم حق الفيتو الا 8 مرات وهو اقل من عدد الدول التي تستخدمه بشكل دائم. مؤكدا ان الصين دائما تنحو نحو الاجماع وهذا جزء من ثقافتها. وقال ان قلة عدد المرات تعني ان الصين تفكر قبل استخدام الفيتو وعليه فان قرارها استخدامه في القرار السوري كان قرارا صعبا اتخذته القيادة الصينية.

العرب يرسلون موفداً خاصاً! الإرهاب يضرب في حلب

عاشت حلب ساعات عصيبة يوم الجمعة، بالتزامن مع تصاعد دعوات قوى إسلامية للجهاد في سوريا، وذلك إثر استهداف مقري أمن وشرطة بتفجيرين انتحاريين، أوقعا عشرات القتلى والجرحى. وتوقع دبلوماسي غربيّ أن تسمي الجامعة العربية خلال اجتماعها الأحد المقبل موفداً خاصاً الى سوريا، فيما حمّلت الخارجية الروسية المعارضة المسؤولية إذا استمر «نزيف الدم»

قتل ثمانية وعشرون شخصاً من العسكريين والمدنيين والشرطة، في تفجيرين انتحاريين في حلب، استهدفا مقر الأمن العسكري في حلب الجديدة، وكتيبة حفظ النظام في العرقوب، في إعلان صارخ عن إدخال حلب، التي كانت عنواناً للاستقرار الأمني، مرحلة جديدة، في وقت أفاد فيه ناشطون عن سقوط مزيد من القتلى في أعمال عنف، ولا سيما في حمص، التي اقتحمت القوات السورية أحد أحيائها ليلاً بالدبابات. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة أشخاص قتلوا في حي بابا عمرو وحي باب السباع، اللذين تتحصن فيهما المعارضة.

واتهمت سوريا أطرافاً «مدعومة من دول عربية وغربية» بتنفيذ التفجيرين، وطالبت الدول التي تستضيف وتدعم وتمول وتسلح «المجموعات الإرهابية» بتسليم أفرادها إلى السلطات السورية. وجاء الاتهام في رسالة وجهتها وزارة الخارجية السورية الى الأمين العام للامم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ومجلس حقوق الإنسان في جنيف، بشأن هذين التفجيرين، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وأعلن وزير الصحة السوري وائل الحلقي أن ثمانية وعشرين شهيداً، و 235 جريحاً سقطوا في الهجومين. وقتل في التفجير الذي استهدف مبنى فرع الأمن العسكري، وتسبب بأضرار كبيرة في المباني المجاورة نحو أربعة وعشرين شخصاً، نصفهم تقريباً من العسكريين، والنصف الآخر من المدنيين، بينهم عامل نظافة وأفراد عائلة كانت تتنزه في غابة المحلق الغربي القريبة، فيما سقط أربعة قتلى من شرطة حفظ النظام في التفجير الذي سبقه بدقائق قليلة. وأعلن نائب رئيس الأركان في ما يسمى الجيش السوري الحر، العقيد المنشق عارف الحمود، مسؤولة هذا الجيش عن تفجيري حلب، في تصريح سارع قائد هذا الجيش، العقيد المنشق رياض الأسعد، إلى نفيه.

ولاحقت قوات من حفظ النظام مجموعة من المسلحين، فرت إلى مقبرة جبل العظام بالقرب من جامع ميسلون بعد تصدي دوريات أمنية لها بالقرب من دوار التليفون الهوائي، إثر محاولة فرارها بعد فشل هجوم على فرع شرطة النجدة، وكتيبة حفظ النظام، التي كانت قد استُهدفت قبل ثلاث ساعات بتفجير نفذه انتحاري كان يقود حافلة صغيرة، وفق التحقيقات الأولية. وقال شهود عيان لـ «الأخبار» من أهالي حيي ميسلون والجابرية إنهم سمعوا «صوت الرصاص خلال صلاة الجمعة في جامع ميسلون، وكان آتياً من مقبرة جبل العظام، حيث أُخلي الجامع، وأُمّن خروج المصلين الذين كان معظمهم يصطحبون أطفالهم معهم». وخرج أنصار المعارضة في عدة مناطق بمدينة حلب، حيث اشتبك مسلحون منهم في حي المرجة مع الشرطة، وأوقعوا أربع إصابات في صفوف عناصر قسم الصالحين. وقالت فضيلة الشايب، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، إن الخدمات الصحية العادية في سوريا تعاني التوقف، بسبب غياب الامن وصعوبة وصول مقدمي الخدمة إلى المصابين، أو وصول المصابين إلى المنشآت الصحية.

وتوقع دبلوماسي غربي مقيم في لندن أن تسمي الجامعة العربية خلال اجتماعها الأحد المقبل موفداً خاصاً الى سوريا. وقال هذا الدبلوماسي طالباً عدم الكشف عن هويته «يبدو أنهم (الوزراء العرب) يستعدون لتسمية موفد خاص، ونحن نشجع على هذه الخطوة، وننتظر بفارغ الصبر للعمل مع الشخص الذي سيسمونه كائناً من كان». وتابع هذا الدبلوماسي إنه قد يكون هناك «اقتراح لصالح إنشاء مجموعة «أصدقاء سوريا»، أو قرار بإنشاء شيء مشابه»، خلال هذا الاجتماع المقرر الأحد في القاهرة.

ورأى هذا الدبلوماسي الغربي أن الهدف من إنشاء هذه المجموعة هو «تكثيف الضغوط على النظام السوري وحشد الدعم الدولي لخطة الجامعة العربية وزيادة الالتزام لصالح المعارضة السورية». واستبعد فكرة التدخل العسكري او دعم المعارضة السورية بالسلاح، كما رأى أن الاحتمال ضئيل في الاتفاق على إقامة ممر إنساني أو منطقة حظر جوي في سوريا. كذلك قال إنه لا أدلة على وجود قوات ايرانية على الاراضي السورية، مضيفاً «ما نراه في الوقت الحاضر هو دعم فني كبير من الإيرانيين لأجهزة الاستخبارات السورية».

وأعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو تأييد بلاده إنشاء مجموعة «أصدقاء سوريا»، داعياً الى العمل لإيصال المساعدات الإنسانية الى الشعب السوري. وصرح داود اوغلو في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن حيث سيلتقي نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون «ندعو الى تبلور وعي دولي، وأن يتحقق ذلك من خلال مجموعة مثل (أصدقاء سوريا الديموقراطية) أو أي تسمية اخرى يمكن مناقشتها».

واتهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الداعين الى تأسيس «مجموعة أصدقاء سوريا» بالتآمر عليها، مؤكداً أن المؤامرة التي تتعرض لها سوريا مصدرها دول استعمارية تشاركها اطراف عربية وأخرى مرتبطة بأدوات داخلية.

وقال مسؤول في جامعة الدول العربية إن وزراء خارجية الجامعة، التي علقت الشهر الماضي بعثة مراقبة كانت قد أرسلت إلى سوريا بسبب تصاعد العنف، سيناقشون اقتراحاً بإرسال بعثة مشتركة من الأمم المتحدة والجامعة عندما يجتمعون في القاهرة يوم الأحد.

ودعت الخارجية الروسية كل قوى المعارضة السورية إلى تأييد البروتوكول الموقع من جانب الحكومة السورية وجامعة الدول العربية بشأن الوضع القانوني لبعثة مراقبي الجامعة في سوريا. بدوره صرح وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي بأن الولايات المتحدة وايطاليا تدعمان جهود الجامعة العربية «ونيتها إرسال بعثة جديدة للمراقبين» الى سوريا، كما رحّبت وزارة الخارجية الإيرانية، بقرار جامعة الدول العربية استئناف مهمة مراقبيها في سوريا، وقالت إنها ترحّب بأي مشروع يدعم عودة الهدوء إلى سوريا.

وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه سيجتمع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في فيينا يوم الخميس المقبل، لبحث الأزمة السورية. وضمت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون صوتها إلى الاصوات الدولية التي تطالب روسيا بدعم قرار الأمم المتحدة، الذي يطالب الأسد بوقف القمع. وقال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، بعد قمة الاتحاد الأوروبي والهند الثانية عشرة في نيودلهي، «اتفقنا على حاجة المجتمع الدولي إلى الضغط على النظام السوري، ودعم خطة الجامعة العربية».

لكن روسيا الحريصة على التصدي للنفوذ الأميركي في المنطقة تقول إنه لا ينبغي لأحد أن يتدخل في الشؤون السورية. واتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس دولاً غربية، لم يحددها بالاسم، بتسليح المعارضة السورية، وتقديم المشورة إليها. وقال «المجلس التابع للأمم المتحدة ليس أداة للتدخل في الشؤون الداخلية، وليست الوكالة التي تقرر ما هي الحكومة القادمة في هذا البلد أو ذاك»، مضيفا «إذا لم يتفهم الشركاء الأجانب ذلك فسنضطر إلى استخدام تدابير صارمة لإعادتهم إلى أرض الواقع». وأمل ريابكوف «أن يدين العديد من ممثلي المعارضة السورية التفجيرين الإرهابيين في حلب». وحمّل المعارضة المسؤولية إذا استمر «نزيف الدم». وحث مجلس النواب الروسي (الدوما)، في بيان تبناه أمس بشأن سوريا، مجلس الأمن الدولي على عدم تبني قرارات تدعو الى انقلابات أو تغيير في النظام السياسي في سوريا. وأعلن رئيس (الدوما)، سيرغي ناريشكين، استعداد المجلس لتوجيه موفديه إلى سوريا في مهمة المراقبة.

وطرح مسؤولون من الولايات المتحدة ومن دول أخرى إمكان البدء في عملية إنسانية لمساعدة الناس في حمص، لكنّ دبلوماسيين قالوا إن إقامة ممرات آمنة ستكون محفوفة بمخاطر وصعوبات. ودعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة مجلس الأمن الدولي الى إحالة ما عدّته «جرائم ضد الإنسانية» التي تُرتكب في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية. وقال دبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي سيفرض في نهاية شباط حظراً على صادرات الفوسفات السورية، ويجمد ودائع المصرف المركزي السوري، ويمنع تجارة الألماس والمعادن مع هذا البلد، في إطار تعزيز العقوبات على دمشق.

وفي موقف لافت قال الملك السعودي الملك عبد الله، خلال لقائه أمس الشخصيات المدعوة الى مهرجان الجنادرية، إن الثقة في الأمم المتحدة «اهتزت» بعد استخدام روسيا والصين حق الفيتو لمنع تبني قرار يدين سوريا. وأضاف «نحن في أيام مخيفة. ومع الأسف الذي صار في الأمم المتحدة باعتقادي بادرة غير محمودة أبداً (…) ما حدث لا يبشر بخير، لأن ثقة العالم كله في الأمم المتحدة ما من شك أنها اهتزت». وتابع إن «الدول مهما كانت لا تحكم العالم كله أبداً… لكن سنصبر والله يمهل ولا يهمل».

( أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

(شارك في التغطية من حلب مراسل «الأخبار» زياد الرفاعي)

جمعة النفير العام

خرجت تظاهرات في عدد من المناطق السورية أمس في ما أطلق عليه ناشطون سوريون اسم جمعة «روسيا تقتل أطفالنا ـــــ حان وقت النفير العام»، ترافقت مع انتشار كثيف لقوات الأمن. وسارت التظاهرات في دمشق وريفها وعدة مناطق سورية قبل صلاة الجمعة وبعدها، وأعلن المركز السوري لإحصاء الاحتجاجات أن التظاهرات أمس وصلت إلى 615 تظاهرة في 492 منطقة. ويظهر الإحصاء أن التظاهرات الموثقة بالفيديو، التي رفعت على يوتيوب تبلغ نسبتها 44% من إجمالي التظاهرات في سوريا. كذلك شارك الآلاف، معظمهم من الملتحين والمنقبات، في تظاهرات نظمت في عدد من المدن التونسية، للتعبير عن التضامن مع المعارضة السورية. وسارت تظاهرات في ماليزيا وليبيا والبحرين، والمغرب، واليمن، والسودان وموريتانيا ولبنان.

أميركا تشبه ما يحدث في حمص بـ”مذبحة حماة” عام 1981

سي.ان.ان

أتلانتا: قال السفير الأميركي لدى سوريا، روبرت فورد، إن “حمص” تعرضت لقصف من قبل القوات السورية وليس “جماعات مسلحة” كما يزعم النظام السوري، ذلك بعد نشره صوراً بالأقمار الصناعية تثبت تورط النظام في الهجمات.

وقال فورد في مقابلة مع CNN، الجمعة: “نعلم من يقصف حمص، ليست الجماعات المسلحة، بل الحكومة لذلك نشرت الصور على الإنترنت.”

ويتهم النظام السوري من يسميهم بـ”الجماعات المسلحة” و”إرهابيين أجانب” بالوقوف وراء العنف الذي يجتاح بلاده بسبب حملة قمع أطلقها للجم تحركات مناهضة له تطالب بالديمقراطية.

وجاء نشر الصور على صفحة “فيسبوك” التابعة للسفارة الأميركية كدليل لهجمات القوات النظامية السورية على المناطق السكنية، بعد قليل من إغلاق الخارجية الأميركية لسفارتها في دمشق.

وتظهر الصور، والتقطت بالأقمار الصناعية  الاثنين الماضي، مبان محترقة وحفر نجمت عن القصف ومركبات عسكرية مدرعة مصطفة بنظام.

وأضاف فورد: “نشرنا الصور للتأكيد بأن هناك مدفعية تطلق النيران.. المعارضة المسلحة مزودة بأسلحة آلية وقنابل يدوية وليست مدفعية.. هناك جانب واحد فقط مسلح بها.”

وكانت “حمص”، أحد أبرز معاقل المعارضة المناهضة للرئيس، بشار الأسد، قد تعرضت، الأسبوع الماضي، لقصف عنيف، استدعى إدانات دولية، من بينها الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، الذي قال إن القوات السورية تستخدم الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين، محذراً من الانحدار نحو حرب أهلية،بينما دعت السعودية إلى “إجراءات حاسمة لحماية أرواح الأبرياء.”

وأردف الدبلوماسي الأميركي بقوله: تأكيدات  الحكومة السورية بأن المعارضة تقف وراء قصف حمص مخادعة .. الأمر مروع تماماً ولا يمكن للمجتمع الدولي السكوت تجاه ذلك.”

وقال بأن هناك “تشابها” بين ما يحدث في “حمص” حالياً وما يعرف بـ”مذبحة حماة” التي قتل فيها عشرات الآلاف من السوريين بحملة عسكرية إبان حكم الأسد الأب عام 1982.

وأشار إلى أن عزلة النظام السوري تتزايد فيما يراقب المجتمع الدولي تصاعد حملة العنف التي أطلقها للتصدي لشعبه، التي أوقعت، الجمعة، ما يزيد عن مائة قتيل، وفق تقديرات المعارضة السورية.”

وأكد السفير الأميركي إن إدارة واشنطن ستواصل العمل إلى جانب حلفائها لتصعيد  الضغوط على النظام السوري، عبر العقوبات القائمة، وربما أخرى جديدة.

وذكر بأن قرار إخلاء السفارة في دمشق انبثقت ضرورته مع عدم استجابة السلطات السورية لتشديد الإجراءات الأمنية حول المقر وطواقم العاملين.”

وكانت الخارجية الأميريكية قد أعلنت في السادس من شباط (فبراير) الجاري، إغلاق سفارتها في دمشق وسحب طاقمها دبلوماسيها .

وكانت الولايات المتحدة قد عبرت عن قلقها حيال الوضع الأمني لسفارتها بعد إعلان السلطات السورية عن وقوع هجوم انتحاري في العاصمة دمشق الشهر المنصرم، وطالبت الأجهزة المعنية برفع مستويات الحماية الموفرة لبعثتها.

ورغم أن واشنطن لا تمتلك أدلة قاطعة على هوية الجهات التي تقف خلف العملية وما إذا كان تنظيم القاعدة قد نفذها بالفعل كما قالت دمشق، إلا أنها اعتبرت أن منشآتها قد تكون “هدفاً محتملاً” وفقا لما قاله مسؤول دبلوماسي أميركي ذكر أنه يشعر بالقلق حيال إمكانية استهداف السفارة.

وبغياب السفارة الأميريية، فإن البعثة الدبلوماسية البولندية ستقوم بحماية مصالح واشنطن في سوريا، على غرار الدور الذي تقوم به السفارة السويسرية في إيران.

نظام الأسد يضحي بـ “ظهره الأمني” خوفاً من انكشافه

ملهم الحمصي من دمشق

حلب… آخر معاقل الثورة السورية ورمانة ميزانها

لم يكن لأحد أن يتوقع أن حلب، العاصمة التجارية لسوريا وثاني أكبر المدن في البلاد، ستنال حصتها من العنف. التفجيران القويان الذان هزا المدينة جاءا بعد يوم من إعلان تنسيقيات ونشطاء الثورة في المدينة معلومات عن المشاركة في جمعة “روسيا تقتل أطفالنا” نصرة لحمص والمدن المنكوبة.

ملهم الحمصي من دمشق: استفاقت مدينة حلب حلب اليوم على وقع تفجيرين هزا العاصمة التجارية للبلاد. وحمّل التلفزيون السوري الرسمي المعارضة مسؤولية التفجير فيما كانت الأنباء والصور الجاهزة تتواتر عليه.

وفي وقت كان من المتوقع أن تتوجه العمليات الجديدة نحو دمشق، كما جرت العادة، أو حمص وحماة، مع اشتداد الحملة العسكرية على الأولى، وقصفها بمختلف أنواع الأسلحة، وتشديد القبضة الأمنية على الثانية، وهي التي شهدت أكبر المظاهرات، وأكثرها زخماً، وأطولها مدة، قبل أن يتم اقتحامها، فاذ بها تضرب ظهر النظام الأمني.

وجه الصدمة مصدره نكبة المدينة التي نالت من المناشدات الشعبية لانضمام إلى الثورة ما لم تنله غيرها (دمشق)، على سبيل المثال، بسبب ثقلها الديمغرافي، وقوتها الاقتصادية، وكونها متنفس النظام حتى الآن لتأمين موارد بقائه المالية، من خلال تجارتها وصناعتها مع دول الجوار، وبالذات العراق، بحكم علاقتها التاريخية معه.

الأمر الآخر، تحول المدينة التي نالت لقب (المدينة الشريفة) إلى ملاذ آمن لآلاف العائلات التي لجأت إليها من عنف القصف والتنكيل والملاحقة، وهناك معلومات تشير إلى نزوح ما يقرب من 300 ألف شخص من المحافظات المجاورة كحمص وحماة وإدلب، بسبب ما تشهده هذه المحافظات من عمليات عسكرية.

وكشأن بقية السوريين الذين يهرعون إلى الهاتف للاطمئنان عن أهلهم وذويهم الموجودين في واحدة من أكثر المدن أمناً في الآونة الأخيرة، يفاجأ المرء بحالة من السكينة والهدوء النفسي لدى الطرف الآخر من الاتصال، فالكل بات يعرف ألاعيب النظام وأحابيله، والكل يعرف كيف يقوم بعملياته وأماكن حدوثها، ويواجهك جواب أهل حلب ليقولوا لك: إن برادات النظام داخل معتقلات فروع الأمن قد امتلأت على ما يبدو، فقرر “تطهيرها”، وهو المصطلح الذي يستخدمه شبيحة الإعلام السوري للتعبير عن عمليات الأمن والجيش والشبيحة العسكرية، أو إفراغها من محتوياتها بانتظار قدوم وافدين جدد من أماكن أخرى.

مقر الأمن العسكري المستهدف اليوم في منطقة حلب الجديدة الراقية يعد واحداً من أكبر قلاع الأمن في البلاد، وهو شكل مؤخراً ملاذاً لتجميع آلاف المعتقلين من مختلف المدن السورية، أما كتيبة حفظ النظام المستهدفة في حي الصاخور الشعبي، فهي تقع في تجمع للمراكز العسكرية وبالقرب من شعبة التجنيد العامة.

ومن المعرف أن أحداً لا يجرؤ على الإقتراب من هذه المراكز في الأيام العادية فكيف بيوم عطلة رسمي.

وما يتناقلوه سكان حلب عن سبب استهدافهم اليوم هو إعلان تنسيقيات ونشطاء الثورة ليلة الجمعة السابقة للتفجير، معلومات عن إعلان اليوم في جمعة “روسيا تقتل أطفالنا” “الجهاد” و”النفير العام” ضد القوات الأسدية؛ نصرة لحمص والمدن المنكوبة، الأمر الذي أثار فزع النظام من احتمال انكشاف ظهره الأمني بالقرب من الحدود مع تركيا، وتسهيل إمكانية فرض حظر جوي أو منطقة عازلة، بسبب أهمية حلب بالنسبة للنظام وتركيا على حد سواء.

واللافت اليوم أن 9 مظاهرات خرجت مباشرة في قلب المدينة لا لاستنكار الانفجارين، كما جرت العادة في أماكن أخرى، بل لإدانة التقصير الأمني من جهة، وصب الغضب على النظام الذي لطالما والاه الحلبيون مادياً ومعنوياً، وتحملوا بسببه من باقي أبناء المحافظات الإهانات والشتائم والاتهامات بالعمالة.

المؤتمر الدولي حول سوريا سيركز على التحول الديمقراطي

وكالة الأنباء الكويتية – كونا

واشنطن: أكدت الولايات المتحدة اليوم أن المؤتمر الدولي المرتقب عقده قريبا سيركز على التحول الديمقراطي في سوريا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحافي ان “العمل يتواصل لعقد مؤتمر تحت اسم أصدقاء سوريا ديمقراطية أو أصدقاء الشعب السوري .. لا نزال نعمل على التسمية وسنرى كيف تجري الأمور بحلول الاسبوع المقبل”.

وأضافت “أن هدف كافة البلدان والشركاء الذين نتوقع أن يشاركوا في المؤتمر هو دعم الخطة التي وضعتها الجامعة العربية والتي تتحدث بشكل واضح جدا عن مرحلة انتقالية ديمقراطية في سوريا”.

وكان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان قد زار المغرب وباريس والبحرين لتنسيق الاعداد لهذا المؤتمر الذي سيعقد قريبا لبحث الوضع في سوريا.

ولفتت نولاند الى أن الادارة الأميركية “ستواصل العمل على هذا المسار الذي نعمل عليه منذ بضعة أشهر لزيادة الضغط الاقتصادي والسياسي على النظام السوري” مشيرة الى أن الدول الأوروبية والعربية ستعزز قريبا ضغوطها على النظام السوري.

وتابعت “لن نتوقف وننتظر فيما نخطط لهذا الاجتماع وهذه المجموعة الجديدة وبالطبع سنواصل العمل الذي قمنا به .. والدبلوماسية التي تسبق الاجتماع تمنحنا بالطبع فرصة للعمل مع البلدان المشاركة على جدول أعمال المؤتمر”.

وبينت أن العقوبات التي فرضت على النظام السوري الى الان أثرت على العملة السورية كما أن النظام “يجد صعوبة متزايدة في التجارة حول العالم ويضطر الى اللجوء الى احتياطاته لتأجيج العنف”.

وختمت بالقول “نحاول التأثير على كل المجموعات المساندة للنظام للتخلي عنه والوقوف الى جانب سوريا ديمقراطية”.

السوريون يتحدون «حمام الدم».. والعاهل السعودي: اهتزت الثقة في الأمم المتحدة

أوغلو في واشنطن: أردنا الأسد غورباتشوف لكنه فضل ميلوسوفيتش * المجلس الوطني يبحث في الدوحة إغاثة حمص ودعم «الجيش الحر» * رابطة علماء السنة السورية تعلن خلو منصب الرئاسة * مظاهرات في درعا ودمشق وحماه.. واللاذقية.. وتواصل الهجوم على حمص * المعارضة تتهم النظام بأنه وراء تفجير حلب

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب وبولا أسطيح وكارولين عاكوم واشنطن: هبة القدسي الرياض: «الشرق الأوسط»

بينما تحدى السوريون أمس «حمام الدم» وخرجوا في مظاهرات حاشدة في عدة مدن, أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمس، أن ما حدث في الأمم المتحدة «هز ثقة العالم في المنظمة الدولية»، وذلك في إشارة إلى استخدام روسيا والصين لحق «الفيتو» (النقض) ضد قرار بشأن سوريا.

وقال «نحن في أيام مخيفة.. مخيفة: ومع الأسف، الذي صار في الأمم المتحدة في اعتقادي هذه بادرة ما هي محمودة أبدا. بادرة، كنا وكنتم نعتز بالأمم المتحدة، تجمع وما تفرق، تنصف وما يتأمل منها إلا كل خير، وإلى الآن نحن نقول إن شاء الله».

وفي الوقت الذي واصلت فيه قوات النظام حصارها وقصفها لمدينة حمص, خرج السوريون في مناطق عدة تلبية لدعوة المعارضة السورية للتظاهر بعد صلاة يوم الجمعة تحت عنوان «جمعة روسيا تقتل أطفالنا».

وأعلن ناشطون عن مقتل أكثر من 60 شخصا برصاص قوات الأمن والجيش في سوريا أمس، 39 منهم في حمص. وشهدت أحياء عدة في العاصمة دمشق مظاهرات لافتة خرج عدد منها للمرة الأولى.

واحتشدت الدبابات ومئات الجنود أمس خارج أحياء المعارضة في مدينة حمص، وتخوف الأهالي من إعداد النظام لعملية اقتحام كبيرة، بينما ذكر ناشطون أن «مروحيات هجومية شاركت للمرة الأولى في الهجوم على أحياء في حمص». وفي اللاذقية، أطلقت قوات الأمن الرصاص على المتظاهرين، حيث انتشرت قوات الأمن في محيط المساجد في معظم أحياء المدينة. وفي داعل الواقعة في محافظة درعا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «دبابات اقتحمت المدينة». أما في حماه، فقد أحصى مجلس قيادة الثورة وجود 84 نقطة تظاهر أمس، على الرغم من قطع نظام الرئيس بشار الأسد خدمات الاتصال والإنترنت.

ومن جانبه نفى قائد «الجيش السوري الحر» العقيد المنشق رياض الأسعد «نفيا قاطعا» بأن يكون «الجيش الحر» هو المسؤول عن تنفيذ الانفجارين اللذين وقعا في مدينة حلب أمس، واتهمت «الهيئة العامة للثورة السورية» النظام السوري «بافتعال التفجيرات في حلب وفي يوم الجمعة تحديدا على غرار تفجيرات الميدان في دمشق التي وقعت في السادس من يناير (كانون الثاني) الماضي». من جانبه، دعا الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري، إلى «المبادرة إلى خطوات عملية لا تقف عند حد الإدانة والاستنكار ولا حتى عند حدود فرض العقوبات الاقتصادية».

وأوضح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في محاضرة أقامها أمس في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن ان لتركيا مشاكل مع سوريا بسبب تصرفات النظام فيها. وأضاف «أردنا من الأسد أن يكون مثل غورباتشوف لكنه أراد أن يكون مثل ميلوسيفيتش». وأعلن مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي أن المكتب التنفيذي للمجلس والمنعقد في قطر منذ 3 أيام يبحث في «سبل إغاثة أهالي حمص وتأمين ممرات آمنة إلى المدينة كما بحث في دعم الجيش السوري الحر والعناصر المنشقة».

إلى ذلك أعلنت «رابطة علماء أهل السنة» في سوريا عن «شغور» منصب الرئاسة في سوريا بعد سقوط كل أشكال الشرعية.

السوريون الغاضبون من «الفيتو» الروسي يتظاهرون رغم التعزيزات الأمنية المكثفة

الخالدية الجريحة تنتصر للمدن السورية المحاصرة في «جمعة روسيا تقتل أطفالنا».. ومظاهرات في أحياء دمشق

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال لندن: الشرق الأوسط

الغضب من موقف روسيا الداعم لـ«القتلة في سوريا» كان الموضوع الأبرز الذي طرحه السوريون في مظاهرات أمس، معلنين «النفير العام» لمقاومة آلة النظام العسكرية التي تنفذ كبرى عملياتها في قمع الثورة والتي سميت بعمليات الحسم، وابتدأت في حمص بحي بابا عمرو والخالدية وبالزبداني ومضايا. وخرج السوريون أمس في مناطق سوريا عدة تلبية لدعوة المعارضة السورية للتظاهر بعد صلاة يوم الجمعة تحت عنوان «جمعة روسيا تقتل أطفالنا»، حيث حمل المتظاهرون اللافتات المنددة بالموقف الروسي الداعم للنظام السوري في مجلس الأمن، مكررين مطالبتهم بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. وبينما شهدت أحياء عدة في العاصمة السورية دمشق مظاهرات لافتة خرج عدد منها للمرة الأولى، واصلت قوات أمن النظام السوري حصارها وقصفها لمدينة حمص لليوم الخامس على التوالي أمس. وفي حصيلة أولية عصر أمس، أعلن ناشطون عن مقتل 61 شخصا برصاص قوات الأمن والجيش في سوريا، 39 منهم في حمص.

وقال ناشطون إن راجمات صواريخ أمطرت حي بابا عمرو بأكثر من 100 صاروخ، في وقت لا تزال فيه كل الخدمات مقطوعة، بالإضافة إلى عدم توافر الخبز وجميع أنواع الأغذية والأدوية، وسقط خلال الساعات الأولى من تجدد القصف نحو ثلاثين قتيلا بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، وعشرات الجرحى. ووجه أهالي الحي نداءات استغاثة من أجل السماح بإدخال الخبز والدواء. كما شهد حي الإنشاءات حملات مداهمة واعتقالات، ومُنعت سيارات الهلال الأحمر السوري من دخول الحي لتوصيل مواد طبية، حيث شهد الحي إطلاق نار كثيف وقذائف طيلة يوم أمس، وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد من بعض المنازل به.

وبحسب مصادر الناشطين فإن كتيبة الفاروق في القصير «نفذت عمليات متزامنة في المنطقة استهدفت تجمعات ومدرعات كتائب الجيش النظامي بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية ليلة الجمعة، أسفرت في حصيلة أولية عن تدمير مدرعة ومقتل ما لا يقل عن 100 عنصر أمن وشبيح، إضافة إلى اغتيال رئيس مفرزة الأمن العسكري المقدم عمار الجرف في القصير وأسر ضابط برتبة عميد وضابط برتبة نقيب وضابطين برتبة ملازم أول إضافة إلى 15 جنديا من الجيش النظامي»، ولا تزال الاتصالات مقطوعة في أغلب مناطق ريف حمص، ويصعب الحصول على معلومات دقيقة حول ما يجري هناك.

وفي مدينة حسياء، أسفر تفريق قوات الأمن لمظاهرة خرجت هناك بالرصاص عن إصابة أكثر من تسعة أشخاص. كما اقتحمت القوات النظامية السورية بلدة مضايا القريبة من الزبداني بعد اشتباكات عنيفة مع «الجيش الحر» هناك، في عمليات استمرت لعدة أيام قصفت خلالها مضايا بكل أنواع الأسلحة الثقيلة من مدافع الدبابات والهاون والصواريخ. واحتشدت الدبابات ومئات الجنود أمس خارج أحياء المعارضة في مدينة حمص، وتخوف الأهالي من إعداد النظام لعملية اقتحام كبيرة تطال أحياء سكنية كبرى، وتوجد فيها عناصر منشقة، على خلفية التعزيزات الأمنية التي تم استقدامها، بينما ذكر ناشطون أن «مروحيات هجومية شاركت للمرة الأولى في الهجوم على أحياء في حمص، حيث لاذ السكان في الطوابق الأرضية في غياب وجود ملاجئ يمكن الاحتماء بها».

ونقلت وكالة «رويترز» عن الرائد السوري المنشق ماهر النعيمي تأكيده أن «الجيش السوري الحر سيدافع عن المدينة حتى آخر قطرة من دمه»، ولفت إلى أن «القوة المقاتلة الأساسية للرئيس بشار الأسد تشكل نسبة صغيرة من قواته في حمص»، مشيرا إلى أنه كان «للانشقاقات في الجيش أثر واضح، ولهذا نرى أعدادا كبيرة من الشبيحة وقوات الأمن بين قواته في حمص».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القوات السورية اقتحمت بالدبابات حي الإنشاءات في مدينة حمص، بعد تعرض أحياء عدة من المدينة للقصف العنيف لأيام، مما أوقع مئات القتلى». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «العملية العسكرية كانت مستمرة حتى بعد ظهر أمس، وإن الدبابات دخلت الحي وتقوم بالتنكيل بالأهالي». وقال أحد الناشطين في المدينة إن «هجمات المدفعية كانت موجهة إلى أحياء بابا عمرو والإنشاءات والخالدية ومناطق أخرى من المدينة، يتحصن فيها المنشقون ويشنون منها هجمات (كر وفر) ضد القوات النظامية». وبينما أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن «112 شخصا قتلوا أول من أمس في مدينة حمص وحدها، بينهم ثلاث عائلات وستة أطفال وثلاث نساء، من بين 145 لقوا مصرعهم في سوريا»، أكد شهود عيان في حمص أن «المستشفيات الميدانية في المناطق المحاصرة تغص بالقتلى والجرحى، بعد نحو أسبوع من قصف القوات الحكومية والقناصة للمدينة، في حين ينزف بعض المصابين في الشوارع حتى الموت، في ظل خطورة عملية إنقاذهم ونقلهم لأماكن آمنة».

وعدا الهتافات المناهضة لحزب لله وأمينه العام حسن نصر لله، ظهرت دعوات مقاطعة البضائع الصينية والروسية، وأحرقت إعلامهما في كل المظاهرات، وإن كان المتظاهرون عبروا عن خيبة الأمل في المجتمع الدولي وفقد الرجاء بالقيام بأي إجراء يوقف القتل، إلا أنهم لم يفقدوا الأمل في الشعوب العربية والإسلامية، وناشدوا الدول العربية لا سيما دول مجلس التعاون الخليجي لدعم «الجيش الحر»، وهم يدعون للجهاد، في مظاهرات شكلت تحديا كبيرا لعملية الحسم العسكري التي يقوم بها الجيش النظامي، مرتكبا الكثير من المجازر.

ولعله ليس هناك تحد أكبر من تحدي أهالي حي الخالدية في مدينة حمص، الذين خرجوا في مظاهرة حاشدة يوم أمس رغم دوي القصف من حولهم، خرجوا بعد أسبوع من القصف والمجازر، وبما يشبه المعجزة في (جمعة روسيا تقتلنا) وخلال مدة محدودة احتشدوا حول مجسم لساعة حمص رمز المدينة، وهتفوا لنصرة بلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق وللزبداني ومضايا وإدلب وكل أحياء حمص المصابة وقالوا «نحن معكم للموت»، ورفعوا لافتات «تطالب المجتمع الدولي بموقف واضح من دعم روسيا للقتلة في سوريا»، وأكدوا أن «روسيا شريك في القتل» قبل أن يطلب قائد المظاهرة عبر مكبر الصوت تحية ثوار الخالدية والتفرق «قبل أن تسقط فوقهم قذيفة هاون تطيح بالجميع».

الخالدية الجريحة التي انتصرت لكل سوريا واستنكرت الموقف الروسي الداعم للنظام السوري، انتصر لها ولمدينتي حمص والزبداني المنكوبتين المتظاهرون السوريون في أنحاء البلاد.

وفي إدلب وقراها هتفوا «مكتوب على علمنا بشار خاين وطنا»، وأكد المتظاهرون في بلدة الدانا رفضهم للرئيس بشار، وقالوا «جريمتنا الوحيدة أننا نريد الحرية»، وناشدوا العرب والمسلمين، بالأخص دول مجلس التعاون الخليجي، «دعم الجيش الحر». وفي العاصمة دمشق، أظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون على موقع «يوتيوب» خروج مظاهرات في أحياء عدة، حيث ردّد المشاركون هتافات مساندة لمناطق حمص ودرعا وإدلب التي تشهد عمليات عسكرية للجيش السوري منذ أيام، ورفعوا لافتات كتبوا عليها «روسيا تقتل أطفالنا». وأفاد ناشطون بخروج مظاهرات عدة، أكبرها في منطقتي يلدا وببيلا، إضافة إلى مظاهرات أخرى في أحياء الميدان والقابون وبرزة والقدم بعد صلاة الجمعة، في ظل انتشار أمني كثيف لقوات الأمن التي حاصرت المساجد والقناصين الذين توزعوا على المباني الحكومية.

وفي حي المزة في دمشق، أعلن ناشطون عن سقوط أكثر من 40 جريحا برصاص قوات الأمن السوري، التي حاصرت و«الشبيحة» حي مسجد المصطفى وأطلقت النار والقنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية على المتظاهرين.

وفي داعل الواقعة في محافظة درعا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «دبابات اقتحمت المدينة، حيث عملت ناقلات الجند المدرعة على ملاحقة المتظاهرين في الشوارع».

وفي اللاذقية، أطلقت قوات الأمن الرصاص على المتظاهرين في حي السنكتوري، حيث انتشرت قوات الأمن في محيط المساجد في معظم أحياء المدينة لمنع خروج مظاهرات مطالبة لإسقاط النظام السوري.

وفي بانياس، قال المرصد السوري إن قوات الأمن نفذت «انتشارا أمنيا كثيفا في محيط المساجد في الأحياء الجنوبية للمدينة، وفاق عدد قوات الأمن عدد المصلين في بعض المساجد».

أما في حماه، فقد أحصى مجلس قيادة الثورة وجود 84 نقطة تظاهر يوم أمس، على الرغم من «قطع نظام العصابة الأسدي منذ خمسة أيام خدمات الاتصال والإنترنت عن كامل المدينة والريف، حيث خرج المتظاهرون نصرة لحمص العدية وريف دمشق الصامد».

حمص تتحول إلى معركة حياة أو موت بين الثوار والأسد

المعارضة تؤكد عدة زيارات لقائد قوة القدس الإيراني لدعم الأسد

جريدة الشرق الاوسط

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية في تقرير ميداني لها من حمص أمس، إن «الثورة السورية تتحول إلى معركة حياة أو موت ضد الرئيس السوري بشار الأسد». وكان الجيش السوري الحر يسيطر على هذه المنطقة من البساتين والأراضي الزراعية منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وخلال تلك الفترة لم تكن القوات الموالية للأسد تجرؤ على الاقتراب من المنطقة أو تهديدها. وبينما كانت الصواريخ تدوي بانتظام يوم الخميس الماضي في البلدات التي لا يمكن لسكانها الدفاع عنها أو مغادرتها، بدا وكأن الأشهر الثلاثة التي استمتعوا خلالها بالحرية قد باتت الآن مجرد وهم كبير.

وحسب التقرير، لم ينج من تلك الهجمات سوى جزء صغير من البلدة التي كانت صحيفة «الغارديان» موجودة بها يوم الخميس الماضي، ونفس الأمر ينطبق على القرى المحرومة والمهجورة في المناطق النائية بالقرب من حمص. وقد تم انقطاع الكهرباء هنا منذ شهرين، كما انقطعت خطوط الهاتف منذ الأسبوع الماضي. ويوم الأربعاء الماضي تم قطع الاتصال البري عن حمص لتكون بذلك ثالث مدينة سورية محاصرة ويكون مصيرها بمثابة تحذير لما ينتظر بقية المنطقة في المستقبل.

ويوم الخميس، كان من الصعب للغاية الفرار من حمص، حيث لم ينجح سوى ثلاثة من سكان المدينة المصابين بجروح خطيرة في الهروب من قطاعات المدينة المدمرة إلى مناطق تتمتع بالأمان النسبي في لبنان. ومن المحتمل ألا يبقى اثنان من المصابين على قيد الحياة بسبب الإصابات البالغة التي يعانيان منها.

ويواجه البقية مأساة كبيرة، حيث يتحصنون في المنازل الخرسانية التي تنهار في مواجهة الهجمات الشرسة التي وصلت الآن إلى الأراضي الزراعية والقرى القريبة. ويقول بعض سكان هذه البلدة، إن عددا قليلا من العائلات في المناطق الأكثر تضررا في حمص وبابا عمرو والخالدية تمكنوا من الهرب إلى مناطق أخرى من المدينة أكثر أمنا. ومع ذلك، لم يعد بإمكانهم التواصل مع ذويهم الذين تركوهم في المناطق الأكثر تضررا، والذين أصبحوا الآن يواجهون مصيرا مخيفا.

وقال أحد الأطباء في مركز طبي مؤقت في قلب المدينة: «سوف نكون نحن الهدف التالي». وكان الأطباء والممرضات الموجودون هنا قد فروا من المستشفى الحكومي الموجود على بعد كيلومتر واحد وأقاموا مركزا وقسما للجراحة في أحد المنازل المهجورة، ويستقبلون بشكل يومي عددا كبيرا من القتلى والجرحى من جانب الجيش السوري الحر الذي يفتقر إلى التسليح بشكل جيد».

وكانت الأغطية البلاستيكية التي وضعها الأطباء على الأرض ملطخة بدماء الجرحى الذين يأتي بهم زملاؤهم لتلقي العلاج اللازم. وكان هناك رجل ضخم الجثة يرتدي الملابس العسكرية محمولا على نقالة ويعاني من جرح غائر. وقال عبد الكريم، وهو أحد المعاونين للأطباء هنا والذي يتبع اسمه بكلمة الثائر، مثله مثل غيره من الموجودين هنا والمنهكين من تواصل العمل: «إنه ملازم أول». وتم نقل الملازم المصاب إلى غرفة العمليات، واستعدت الممرضات للعملية الجراحية عن طريق غسل أيديهن بالكيروسين والماء.

ومن بين الأطباء الذين تقدموا لإجراء العملية الجراحية كان هناك جراح فرنسي لديه خبرة كبيرة في العمل في مناطق النزاع منذ حرب فيتنام، وكان قد وصل إلى سوريا يوم الخميس الماضي ومعه حقيبة من المستلزمات الطبية وهو مستعد للبقاء في سوريا ما دام وجوده سيساعد المصابين.

وعلاوة على ذلك، قالت «الغارديان»: «يعيث قناصة النظام فسادا في نقطة تقاطع قريبة على الطريق المؤدي إلى حمص. وعلى الجانب الآخر، تختبئ قوات المعارضة في بساتين المشمش والخوخ والمزارع وتنتشر على طول الطرق الموحلة».

من جانبها، قالت صحيفة الـ«ديلي تلغراف» البريطانية، إن «قائد قوة القدس الإيرانية قاسم سليماني قام بعدة زيارات إلى دمشق لدعم نظام الأسد وفقا للمعارضة السورية التي أشارت إلى أن قوة منخرطة في حملة القمع عن طريق التدريب ومساعدة القناصة».

المجلس الوطني يبحث في قطر إغاثة أهالي حمص ودعم «الجيش الحر»

بعد وصفه لاجتماعه بالشيخ حمد بن جاسم بأنه جيد جدا وفريد من نوعه

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

أعلن مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري أديب الششكلي أن المكتب التنفيذي للمجلس والمنعقد في قطر منذ 3 أيام يبحث في «سبل إغاثة أهالي حمص وتأمين ممرات آمنة إلى المدينة كما في دعم الجيش السوري الحر والعناصر المنشقة»، لافتا إلى أن «المجتمعين يبحثون كذلك في الفيتو الصيني والروسي والإجراءات الواجب اتخاذها في هذا الإطار».

وشرح الششكلي لـ«الشرق الأوسط» أن «ملف الجيش الحر هو إحدى أولويات المجلس الوطني حاليا»، مشيرا إلى أنه «يتم البحث في طرق دعمه سياسيا، ومعنويا، ولوجيستيا وميدانيا كما دعم كل العناصر المنشقة في الداخل السوري».

وعن سبل إغاثة أهالي حمص، أوضح الششكلي أنه «يتم البحث في إنشاء ممرات آمنة لتأمين المواد الغذائية والطبية الأساسية للمدنيين في الداخل»، لافتا إلى أنه «يتم التنسيق في هذا السياق مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، كاشفا عن أن «مكتب الإغاثة التابع للمجلس يتواصل مع الجهات الدولية المعنية وأن عددا من الدول الأوروبية ومن دول الخليج أعرب ولأول مرة عن رغبته في تقديم مساعدات في هذا الإطار».

وفي حين شدد الششكلي على أن «المجلس الوطني يتعاطى مع ملف حمص في شقيه السياسي والإنساني»، لفت إلى أنه «يبقي اجتماعات مكتبه التنفيذي مفتوحة لمواكبة كل التطورات في هذا الإطار»، كاشفا عن أن «وفدا من المكتب سيكون هو ضمنه سيتوجه اليوم إلى مصر للقاء المسؤولين في جامعة الدول العربية عشية الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب غدا (الأحد)».

وعما إذا كان المجلس الوطني مطلعا على مستجدات التحضيرات لعقد مؤتمر لأصدقاء سوريا، أوضح الششكلي أن «الكل ينتظر ما سيصدر عن وزراء الخارجية العرب لنبني على الشيء مقتضاه والانتقال للمرحلة الثانية».

بدوره، قال عضو المكتب التنفيذي أحمد رمضان أن المجلس الوطني «يبحث في قطر بالوضع الميداني وأيضا الوضع السياسي» في سوريا، موضحا أن المسارين المقصودين هما «مجموعة الاتصال (الفكرة الفرنسية التركية لتنظيم مؤتمر أصدقاء سوريا) على أن يتم ذلك بقاطرة عربية للتوجه بعد تكوين المجموعة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمسار الثاني يتمحور حول البدء في توثيق جرائم النظام (السوري) ونقلها إلى المحكمة الجنائية الدولية بالتعاون مع منظمات حقوق الإنسان العالمية».

وحول الوضع الميداني، أوضح رمضان أنه «سيتم رفع وتيرة الدعم المقدمة من المجلس الوطني السوري لتعزيز القدرة الدفاعية لشباب الثورة وللجيش السوري الحر». وأكد أن «اجتماع المكتب التنفيذي سيعمل على ضم مكونات جديدة لتمثيل أفضل لكافة قوى الشعب السوري».

وكان أعضاء المجلس الوطني الذين اجتمعوا بالأمس مجددا برئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، العلامة يوسف القرضاوي شاركوا في «مهرجان إسلامي» في قطر دعا له القرضاوي لنصرة الشعب السوري وطلب «دعم الثوار» ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبينما انتقد القرضاوي خلاله وبشدة نظام الأسد، دعا صلاح الدين سلطان أحد القياديين في الاتحاد، ملوك وأمراء الخليج إلى «تسليح المنتفضين السوريين ضد النظام وإرسال قوات درع الجزيرة إلى سوريا كما حصل مع البحرين». وقد شهد المهرجان الخطابي هجوما شديدا على روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار ضد سوريا في مجلس الأمن الدولي. ودعا الخطباء إلى «مقاطعة السلع الروسية والصينية من طرف المسلمين».

وفي ختام المهرجان، فتح الشيخ القرضاوي باب التبرعات للمحتجين بتقديمه عشرة آلاف ريال (نحو 2700 دولار) قبل أن تتوالى تبرعات الحاضرين.

من ناحية أخرى، قال مصدر في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط» إن «الاجتماع الذي جمع المكتب التنفيذي برئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم أول من أمس بحث في سبل دعم قطر للشعب السوري»، موضحا أن «الشيخ حمد خلال اللقاء، اعتبر أن ما يحصل في سوريا بمثابة كارثة على جميع من في المنطقة وليس على سوريا فقط».

وأضاف المصدر: «يمكن وصف الاجتماع مع رئيس الوزراء القطري بالجيد جدا والفريد من نوعه كوننا لمسنا ولأول مرة جهوزية قطر لدعمنا للنهاية».

وأوضح المصدر أن «المجلس الوطني سيعمل جاهدا قبيل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب عسى أن يتم إصدار اعتراف رسمي بالمجلس الوطني غدا (الأحد)».

بعد دمشق تفجيران في حلب يستهدفان مقرين أمنيين

تفجيرات دمشق وحلب.. تطابق كامل في طريقة التفجير والتغطية الإعلامية الرسمية

جريدة الشرق الاوسط

لندن:«الشرق الأوسط» بيروت: ليال أبو رحال

في تطابق يكاد يكون تاما مع تفجيرات سابقة وقعت في دمشق منذ شهرين، وقع أمس تفجيران في مدينة حلب (شمال البلاد), وقالت السلطات السورية إن «تفجيرين إرهابيين» وقعا صباح أمس استهدفا «فرع الأمن العسكري بمنطقة المحلق الغربي في حلب، ومقر كتيبة قوات حفظ النظام بمنطقة العرقوب شرق حلب».

وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا)، فإن «التفجيرين أوقعا عددا من الشهداء والجرحى من المدنيين والعسكريين». وبحسب معلومات وزارة الصحة، فإن 26 قتيلا و235 جريحا وصلوا إلى المشافي الوطنية في حلب بعد ساعتين من وقوع التفجير.

ونفى قائد «الجيش السوري الحر»، العقيد المنشق رياض الأسعد، «نفيا قاطعا» أن يكون «الجيش الحر» هو المسؤول عن تنفيذ الانفجارين اللذين وقعا في مدينة حلب، أمس، وأوديا، وفق وزارة الصحة السورية، بحياة 25 شخصا على الأقل، وإصابة 175 آخرين.

وفي حين شدد الأسعد على قوله: «إننا لا ننفذ تفجيرات، وندين هذا النوع من الأعمال»، اتهمت «الهيئة العامة للثورة السورية» النظام السوري بـ«افتعال التفجيرات في حلب وفي يوم الجمعة تحديدا على غرار تفجيرات الميدان في دمشق التي وقعت في السادس من يناير الفائت». وذكرت بأن «الانفجار الأول وقع في حي حلب الجديدة وقاموا بنفس المسرحية بإطلاق الرصاص الحي بعد التفجير، حتى يظهروا أن هناك اشتباكات»، لافتة إلى أن «الانفجارات التالية وقعت في حي الصاخور، وأيضا نفس المسرحية السوداء، إطلاق رصاص وإغلاق للطرقات بشكل سريع ومباشر».

وذكر الأسعد أن «عمليتنا على مركز الأمن العسكري في حلب جاءت لمنع الشبّيحة والأمن الموجودين فيه من مواصلة عملياتهم الوحشية بحق الشعب السوري، وأثناء انسحاب عناصرنا سمعوا صوت التفجير، لكن لا علاقة لنا بالتفجير على الإطلاق».

وفي سياق متصل، أوضح نائب قائد «الجيش الحر»، العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط»، أسباب وجود عناصر من «الجيش الحر» في مكاني الانفجار قبل دقائق من دويهما، مشيرا إلى أنه «في سياق الوضع القائم، الذي يقصف فيه النظام المدن والأحياء بشدة، مستخدما كل الوسائل لقمع الثورة، التقطنا إشارات عن أوامر أعطيت لأجهزة الأمن النظامية من أجل استخدام القوة بكل أشكالها لقمع التحركات الشعبية، خصوصا في مدينة حلب، التي بات الحراك الشعبي أقوى فيها في الفترة الأخيرة».

وقال الكردي: «بناء على الإشارات التي التقطناها، رصدنا مبنيي الأمن العسكري وكتيبة حفظ النظام في حلب، حيث كان يتم منذ ساعات الصباح الباكر أمس حشد عناصر (الشبيحة) والأمن تمهيدا لخروجهم لقمع المتظاهرين، فاستفدنا من كون يوم الجمعة هو يوم العطلة الأسبوعية في سوريا، والناس تستعد للذهاب إلى الجوامع، لتنطلق مجموعتان تابعتان لنا وتهاجما المبنيين بأسلحة رشاشة وقذائف (آر بي جي)». وذكر أن «اشتباكات قصيرة وقعت بين الطرفين تبعها انسحاب عناصر (الجيش الحر) بعد تمكنهم من إيقاع خسائر»، موضحا أن «انفجار مبنى المخابرات العسكرية وقع بعد دقائق من انسحاب عناصرنا». وقال: «لا علاقة لمجموعتنا بتنفيذ التفجير ولا نعلم كيفية وقوعه، لكن ما نعرفه هو أن النظام هو من قام به، خصوصا أن ثمة مستودع أسلحة قرب مدخل المبنى، ويبدو أنه كان معدا لمثل هذه الظروف للتغطية على ما قام به عناصرنا والإيحاء للرأي العام بأننا نقوم بتفجيرات».

وكان الضابط في «الجيش السوري الحرّ»، خالد الحمود، أوضح قائلا: «إننا لسنا من فجّر في حلب، بل كان هناك اشتباكات مع قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد، وعندما شعروا بميل الكفة لصالحنا وبتقدمنا في الاشتباكات، لجأوا إلى التفجيرات، وهو الأسلوب نفسه الذي استخدموه سابقا في دمشق».

وأشار إلى «أننا (الجيش الحر) موجودون في حلب، ولكن ليس لنا القدرة على القيام بمثل هذه التفجيرات».

وقالت مصادر محلية في حلب إن صوت إطلاق نار كثيف تلا دوي الانفجارين اللذين سمعا عند الساعة التاسعة والنصف صباحا، وجرى انتشار أمني في حيي الميريديان والمارتيني ومنع الأهالي من النزول من المباني، وفي حي الصاخور جرى فرض حالة حصار، وتم قطع كل الطرق المؤدية إلى ساحة سعد الله الجابري، مع نصب ثلاثة حواجز لتفتيش المارة، ويشار إلى أن حي الصاخور يشهد مظاهرات مناهضة للنظام منذ عدة أشهر.

وقال شهود عيان في حلب إن «التفجير حصل في الواجهة الأمامية لفرع الأمن العسكري في حي حلب الجديدة، وقد دوى الصوت في دائرة قطرها على الأقل كيلومتر واحد»، ولم ير شهود العيان في المنطقة أعمدة دخان تصعد من مكان التفجير، الذي تم عزل المنطقة حوله بالكامل.

وتعد تفجيرات حلب أمس الثالثة من نوعها خلال أقل من شهرين، حيث وقع تفجيران استهدفا مقر إدارة أمن الدولة في منطقة كفرسوسة ومقرا أمنيا آخر في البرامكة، صباح يوم جمعة 27 ديسمبر (كانون الأول) 2011، وراح ضحيته، بحسب المعلومات الرسمية، أكثر من أربعين شخصا، وجرح أكثر من مائة آخرين، تلاه تفجير آخر أيضا في يوم جمعة، وقبل موعد انطلاق المظاهرات في حي الميدان الدمشقي استهدف موقعا لتجمع قوى الأمن والشبيحة الذين يتولون مهمة قمع المظاهرات، وأسفر هذا التفجير عن قتل نحو 26 شخصا، وجرح أكثر من ستين آخرين، وتتطابق الأحداث الثلاثة في توقيت التفجير، الذي يحصل في صباح يوم الجمعة وقبل موعد انطلاق المظاهرات، وأيضا ترافق الانفجارات بأصوات إطلاق نار كثيف.

كما يتطابق من حيث التعاطي الإعلامي الرسمي مع الحدث، حيث يحضر فورا التلفزيون السوري وقناة «الدنيا»، ويبدأ البث المباشر مع تركيز على الأشلاء، وبشكل يتنافى مع الأعراف الإعلامية.

الحريري يدعو إلى «خطوات عملية» لوقف الحرب ضد السوريين

قال إن كتائب الأسد تخوض آخر معارك الدفاع عن محور إقليمي يستهدف إخراج سوريا نهائيا من الحاضنة العربية

جريدة الشرق الاوسط

حذر الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري، من مخاطر الحرب التي يشنها النظام السوري ضد الثورة الشعبية المتنامية في كل أنحاء سوريا، داعيا المتضامنين مع الشعب السوري الشقيق، لا سيما الدول العربية، إلى «المبادرة إلى خطوات عملية لا تقف عند حد الإدانة والاستنكار ولا حتى عند حدود فرض العقوبات الاقتصادية».

وقال الحريري، في تصريح له أمس، إن «الحملة العسكرية التي تشنها الكتائب المسلحة للنظام السوري ضد مدن حمص والزبداني ودرعا وسواها من مناطق الحراك الشعبي، تشكل حلقة خطيرة في مسلسل دموي ترعاه جهات دولية وإقليمية توافقت على إعطاء بشار الأسد فرصة الانقضاض على شعبه وحماية نظامه السياسي بكل الأساليب الوحشية. وأضاف الحريري أن «الشعب السوري يواجه آلة عسكرية سوداء، لا تقيم وزنا للقيم الإنسانية والأخلاقية، ولأي شكل من أواصر الأخوة والقرابة التي تربط بين المكلفين بأعمال القتل والضحايا، الأمر الذي يؤكد وصول النظام السوري إلى حافة الانهيار وسقوطه في شر أعماله حتى النهاية، غير آبه بصراخ الأطفال واستغاثة الشيوخ والنساء، وبشبه الإجماع العربي والعالمي على إدانة النظام والجرائم التي تلطخ وجهه».

وقال الحريري إن «بشار الأسد ما كان يتجرأ على اجتياح المدن والقرى السورية بالدبابات وراجمات الصواريخ، لو لم يحصل على غطاء خارجي يمكنه من ذلك، وقد آن الأوان لكل المتضامنين مع الشعب السوري الشقيق، لا سيما الدول العربية التي استنفدت عبر جامعتها ومؤسساتها الرسمية كل وسائل الضغط على النظام السوري.. آن الأوان لهذه الدول أن تبادر إلى خطوات عملية لا تقف عند حد الإدانة والاستنكار ولا حتى عند حدود فرض العقوبات الاقتصادية، بدءا باعترافها بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري، وأن تسحب البساط من تحت أقدام النظام الوحشي القاتل، لأن الخطر الذي يتهدد الشعب السوري الآن هو خطر يستهدف كيان سوريا وإرادتها الوطنية في التحرر من زمن الاستعباد والهيمنة والتسلط».

ورأى الحريري أن «كتائب بشار الأسد تخوض حاليا آخر معارك الدفاع عن محور إقليمي، يستهدف إخراج سوريا نهائيا من الحاضنة العربية، والاستيلاء على قرارها الوطني بداعي الدفاع عن أنظمة المقاومة والممانعة»، مشيرا إلى أن دماء مئات الأبرياء المسالمين الذين سقطوا داخل منازلهم في حمص والزبداني ومضايا وحوران وسواها من المدن والبلدات تستصرخ ضمائر العالم وضمائر العرب بالدرجة الأولى، ومنهم قيادات يعول عليها الشعب السوري البطل، وينتظر منها موقفا تاريخيا يوقف المسلسل الدموي ويقطع دابر الفتنة التي يريد النظام السوري اندلاعها بكل الوسائل.

وقال «إننا في لبنان نشعر بكل جرح يصيب إخوتنا في سوريا، ونعتبر التضامن معهم في المحنة التي يواجهونها واجبا قوميا ومسؤولية أخوية، لن ننأى عن التعامل معها، وهناك فئات كبيرة من شعبنا عاشت في الماضي حالات مماثلة من القهر والاستبداد وتعرضت لهجمات عسكرية على أيدي النظام نفسه الذي يفتك بشعبه الآن. إننا على ثقة في أن الشعب السوري سينتصر في النهاية، مهما بلغت وحشية النظام، وأن قوى الاستبداد لن تلقى سوى المصير الذي تلقاه عادة كل الأيادي الملطخة بالدماء، ورهاننا في هذا المجال هو رهان كل العرب الشرفاء الذي يتطلعون لإجراءات حاسمة توقف سفك الدماء وتقطع دابر الفتنة التي يسعى إليها النظام. أخيرا، نقول لإخوتنا في حمص البطلة وفي كل المحافظات السورية: صبرا، صبرا، صبرا، لقد انتصرتم منذ الآن بدمائكم وتضحياتكم، لقد انتصر شعب سوريا، وإن غدا لناظره قريب».

رجل أعمال عربي يرسل محاميا بريطانيا بارزا في مهمة سلام سرية إلى سوريا

بعد أن صرح الأسد بأنه مستعد لتنفيذ التغييرات إذا كان لديه من يقوم بإرشاده بشكل صحيح

جريدة الشرق الاوسط

كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية عن قيام أحد المليارديرات من رجال الأعمال العرب بإرسال محام بريطاني بارز إلى سوريا في محاولة لإقناع الرئيس الأسد بوضع حد لإراقة الدماء وتحقيق الإصلاح الديمقراطي.

وكان وفيق سعيد، وهو مواطن سعودي من أصل سوري ومستشار أساسي في صفقة أسلحة اليمامة الشهيرة، قد دفع مبلغا من المال للسير جيفري جويل، وهو محام بريطاني، للقيام بزيارة، تم ترتيبها بشكل سري، إلى دمشق في شهر يوليو (تموز)، وهي المحاولة التي فشلت، في نهاية المطاف، في منع الحكومة من القمع العنيف لشعبها. وقد جاء هذا الكشف، في الوقت الذي أعلن فيه ديفيد كاميرون أنه عاقد العزم على القيام بـ«أشد استجابة ممكنة» للمذابح التي تحدث في سوريا على الرغم من فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الاتفاق على قرار.

وقال رئيس مجلس الوزراء البريطاني أمس: «من الواضح تماما أن هذا النظام عاقد العزم على قتل واغتيال وتشويه مواطنيه. ونحن سنواصل الضغط على هذا النظام»، حسب المقال الذي كتبته لورا بيتر.

وكان هذا اللقاء الذي تم في العام الماضي هو الأحدث في سلسلة طويلة من المحاولات البريطانية للتواصل مع الرئيس بشار الأسد منذ أن خلف والده في رئاسة الجمهورية السورية في عام 2000، وكان كثير منها بوساطة سعيد. وقد جاءت زيارة جيفري لدمشق في أعقاب لقاء خاص جمع بين سعيد والرئيس بشار الأسد في الشهر السابق، والذي قال فيه الأسد إنه مستعد لتنفيذ التغييرات إذا كان لديه من يقوم بإرشاده بشكل صحيح.

وقال سعيد للصحيفة: «إن الرئيس الأسد أكد لي أن جميع القوانين الجديدة اللازمة لتحقيق الإصلاح السياسي كانت جاهزة، والشيء الوحيد الذي كان يلزمه هو الحصول على المشورة بشأن القانون الدستوري في ما يتعلق بالأحزاب السياسية والانتخابات». وقد تمثلت استجابة رجل الأعمال في قيامه بالاتصال بالسير جيفري، أحد الخبراء في القانون العام، والذي ساعد العديد من الدول في تحقيق الانتقال إلى الديمقراطية.

روسيا تتهم الغرب والمعارضة السورية بعرقلة التوصل إلى حلول سلمية

الأسد يكلف فاروق الشرع بترؤس وفد الحكومة في المباحثات التي اقترحها لافروف مع المعارضة في موسكو

جريدة الشرق الاوسط

موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»

عادت موسكو إلى توجيه اتهاماتها للدوائر الغربية والمعارضة السورية بعرقلة التوصل إلى حلول سلمية للخروج من المأزق الراهن في سوريا. ونقلت وكالة أنباء «إيتار تاس» عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي اتهامه إلى المعارضة وأنصارها بتحمل مسؤولية وقف سفك الدماء وإمكانية تسوية النزاع عن طريق الحوار، مؤكدا أنها بالدرجة الأولى مدعوة إلى العمل من أجل التوصل إلى حلول وسط. وقال ريابكوف إن وزير الخارجية سيرغي لافروف عرض وساطة روسيا عن طريق دعوة الأطراف السورية إلى الاجتماع في موسكو، وكشف عن تكليف الرئيس السوري بشار الأسد لنائبه فاروق الشرع بترؤس وفد الحكومة السورية في المباحثات المقترحة في موسكو مع المعارضة. وأضاف بقوله «إن الدول الغربية التي تحرض المعارضة السورية على الفوضى وكذلك تلك الدول التي تزودها بالأسلحة وتقدم لها النصائح تحمل المسؤولية المشتركة مع المعارضة في تأزيم الأوضاع». واتهم هذه البلدان بالكذب وتشويه الواقع على حد قوله بما تقوله حول تحميل موسكو مسؤولية سفك الدماء في سوريا لكونها استخدمت حق «الفيتو» في مجلس الأمن. وكشف ريابكوف خلال زيارته لكولومبيا عن أن «روسيا مستعدة مرة أخرى لاستخدام وسائل ذات فعالية أكبر في مجلس الأمن الدولي، إذا ما حاول الشركاء الأجانب استخدام المجلس كأداة ضغط بهدف التدخل بالشؤون الداخلية لسوريا». وقال إنه أوضح للمسؤولين في كولومبيا أن موسكو ليست معنية بالدفاع عن الأسد بل هي تريد تأمين الظروف المناسبة للحوار السوري من دون تدخل خارجي. وأضاف أن مشروع القرار الأخير في مجلس الأمن لم يكن متوازنا، وجوهريا كان عبارة عن محاولة تأثير دولية من أجل تغيير نظام بشار الأسد وإملاء على من يرأس دولة مستقلة ذات سيادة، على حد قوله. وأضاف أن «مثل هذا المدخل غير مقبول بالنسبة لروسيا، لأن مجلس الأمن الدولي ليس أداة للتدخل في الشؤون الداخلية، وليس من مهامه تحديد أي حكومة يجب أن تكون في هذا البلد أو ذاك. لقد طلبنا الاستمرار في مناقشة المشروع المغربي، لكي لا يتضمن نصوصا تتوقع تنحي بشار الأسد، ومطالبة القوات الحكومية بوقف إطلاق النار وسحب القوات الحكومية فقط من المدن، مما كان سيسمح للجانب الآخر بالسيطرة على الموقف بالكامل وبالتالي التحكم بالسلطة في مناطق سورية».

وحذر ريابكوف الأطراف الغربية من احتمالات لجوء موسكو إلى سبل مغايرة للتأثير على مجريات الأحداث بقوله «إذا كان شركاؤنا الأجانب لا يدركون هذا، فسوف نضطر مرات أخرى إلى استخدام وسائل أكثر فاعلية لكي يعودوا إلى أرض الواقع. إن روسيا لا تتفق مع ذرائع الدول الغربية حول ما يسمى بالتدخل الإنساني ولا يمكن أن تسمح به ولا باشتراك تحالف دولي وخاصة الأحلاف العسكرية بالتدخل في النزاع الداخلي لصالح طرف واحد». ووصف مثل هذه الأساليب بأنها «انتهاك لمبادئ القانون الدولي لأنه لا يوجد في هيئة الأمم المتحدة اتفاق عام حول التدخل لأسباب إنسانية. كما أن ميثاق هيئة الأمم المتحدة شيء معترف به وغير قابل للتغيير، ولا يسمح بانتهاكه بحجة الوضع السياسي وهذا هو أساس الموقف الروسي». وكانت وزارة الخارجية الروسية أصدرت أمس بيانا تدعو فيه كل قوى المعارضة السورية إلى تأييد البروتوكول الموقع في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي حول الوضعية القانونية لبعثة مراقبي الجامعة العربية وضمان تطبيق كل بنوده من أجل وقف العنف. وأشار البيان إلى أن «عمل ووجود البعثة في الأراضي السورية ضروريان ليس فقط لرصد الوقائع بشكل يتسم بالموضوعية والحياد، بل ولدعم الجهود الرامية إلى وضع حد للتوتر ومنع تفاقمه وتحوله إلى صراع داخلي واسع النطاق».

من جانبه، أعلن أليكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الدوما عن معلومات شبه مؤكدة بظهور قوات خاصة لدول أجنبية داخل سوريا. وقال إنه «إذا تأكدت هذه المعلومات، فإن ذلك يعني بما لا يدع مجالا للشك تكرار السيناريو الليبي في سوريا»، مشيرا إلى تشابه الأوضاع السورية الحالية بالليبية. وقال إن مجلس الدوما بصدد إصدار بيان حول الأوضاع في سوريا يتضمن المطالبة بالحيلولة دون تكرار السيناريو الليبي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بغية الإطاحة بالنظام السوري.

ونقلت وكالة «إيتار – تاس» الروسية للأنباء عن أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما قوله، إن المجلس الأدنى للبرلمان الروسي قرر إصدار إعلان خاص بهذا الصدد على خلفية «الانتقادات الشرسة بل والهستيرية في بعض الأحيان التي أثارها الموقف الروسي من مشروع القرار الأممي حول سوريا واستخدامها لحق (الفيتو) لدى التصويت عليه في مجلس الأمن الدولي». ويعرب البرلمانيون الروس عن قلقهم البالغ من تطورات الأوضاع في سوريا، ويدعون مجلس الأمن الدولي إلى تجنب اتخاذ موقف مؤيد لأي طرف من أطراف النزاع دون غيره.

وجاء في مشروع الإعلان أن «الموقف غير المتوازن الذي تضمنته مسودة القرار الأخير حول سوريا كان من شأنه أن يقوض كل الفرص لإجراء حوار بناء ومتساوي الحقوق» بين أطراف النزاع في البلاد.

من جانبها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أول من أمس، موسكو إلى «الإقرار بما يجري على أرض الواقع في سوريا» بعد رفض موسكو أي تدخل في شؤون سوريا التي تشهد حركة احتجاج وأعمال عنف منذ قرابة سنة.

وقالت أشتون خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية المكسيك باتريسيا أسبينوزا «رسالتي إلى زملائي الروس أن عليهم أن يقروا بما يجري على أرض الواقع، والنزول إلى الأرض».

الولايات المتحدة وإيطاليا تدعمان جهود الجامعة العربية لإرسال بعثة جديدة

أوباما ندد بـ«حمام الدم الرهيب في سوريا».. وباريس تنتظر نتائج اجتماع القاهرة

جريدة الشرق الاوسط

صرح وزير الخارجية الإيطالي، جوليو تيرزي، في مقابلة نشرت أمس، بأن الولايات المتحدة وإيطاليا تدعمان جهود الجامعة العربية «ونيتها إرسال بعثة جديدة للمراقبين» إلى سوريا. وفي مقابلة مع صحيفة «لاستامبا»، قال تيرزي بعد لقاء مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن: «نشاطر الجامعة العربية عملها ونيتها إرسال بعثة جديدة للمراقبين أكبر عددا وأكثر وضوحا لوضع النظام أمام مسؤولياته».

وأضاف أن «هذه البعثة يمكن أن تدعمها مجموعة لأصدقاء الشعب السوري أو للديمقراطية، تضم الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي». وأوضح السفير السابق في واشنطن أن الفكرة هي «تقديم جبهة أوسع قادرة على تغيير التوازنات السياسية جذريا، عبر احترام الإرادة الديمقراطية للبلاد».

وحول محادثاته مع كلينتون، أكد تيرزي أنه بحث في الجهود التي تبذل «من أجل التوصل إلى حل سياسي» في سوريا «وخيبة الأمل من عدم الموافقة على قرار الأمم المتحدة الذي كان سيعطي (الرئيس السوري بشار) الأسد إشارة محددة للخروج من الساحة أو إنهاء العنف».

وأكد تيرزي أن الخيار العسكري لم يبحث جديا بين الولايات المتحدة وإيطاليا. وقال الوزير الإيطالي «سيكون من التهور التفكير في تحركات إنسانية مدعومة بالقوة، دون المرور عبر مجلس الأمن الدولي أو دعم الجامعة العربية». وأضاف أن «هذا ليس في نية الأميركيين أو الأوروبيين».

وبشكل عام، قال تيرزي إن الولايات المتحدة «تقدر كثيرا الأهمية التي توليها إيطاليا لعلاقاتها مع دول المتوسط ولتشجيع تعزيز الديمقراطية».

وأضاف أن واشنطن «تثق في الدور البناء الذي يمكن أن تقوم به إيطاليا على الصعيد الثنائي ولإعادة التوازن للسياسات الأوروبية للتقارب مع المتوسط»، خصوصا عن طريق الميزانيات المخصصة للمنطقة.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد ندد، أول من أمس، بـ«حمام الدم الرهيب» المستمر في سوريا، مع شن الحكومة السورية هجوما داميا على مدينة حمص مركز الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد.

وأتى حديث أوباما على هامش لقائه في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، حيث كرر دعوة الأسد إلى التخلي عن السلطة.

وقال: «كلانا لديه مصلحة كبرى في توقف حمام الدم الرهيب الذي نشهده، ونريد أن نرى انتقال السلطة من الحكومة الحالية التي تعتدي على شعبها».

ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن باريس تنتظر نتائج الاجتماع المقبل للجامعة العربية حول سوريا المقرر عقده غدا في القاهرة، مؤكدة أنها «تدعم تحرك» الجامعة، وتواصل مشاوراتها لـ«مساعدة الشعب السوري». وذكر المتحدث باسم الوزارة، برنار فاليرو، في لقاء مع الصحافيين، أن «هذا التحرك سيترجم باجتماع مهم للجامعة العربية خلال الأيام المقبلة في القاهرة، يترافق مع اجتماع لمجلس التعاون الخليجي لدفع الخطة التي عرضتها الجامعة على مجلس الأمن».

ويواصل وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، مشاوراته، حيث يستقبل الثلاثاء نظيره الهولندي يوري روزنتال، ويلتقي الخميس الروسي سيرغي لافروف في فيينا. وقال برنار فاليرو إن «العمل التشاوري مستمر. هناك أفكار يتم طرحها. ونعمل على مشاريع لإنشاء مجموعة أصدقاء لسوريا»، مؤكدا أن «مساعدة الشعب السوري لها الأولوية في الدبلوماسية الفرنسية». وأضاف أن «مذبحة مدينة حمص مستمرة. والمعلومات التي تردنا عن الوضع في حمص مفجعة للغاية».

إلى ذلك، رحب مسؤول إيراني بارز، أمس، بقرار الجامعة العربية بشأن استئناف مهمة المراقبين إلى سوريا. وقال مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، في تصريح أوردته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، إن إيران ترحب بأي مشروع «يدعم عودة الهدوء والاستقرار في سوريا، ويحول دون إلحاق الضرر بالشعب السوري، إضافة إلى أي إجراء يدعم تطور مشاريع الحكومة السورية بما في ذلك مشروع الإصلاحات التي تعمل الحكومة السورية على تنفيذها».

واعتبر عبد اللهيان عودة المراقبين العرب إلى سوريا خطوة «إيجابية»، وقال إن المراقبين قدموا في المرحلة الأولى من مهمتهم تقريرا «متزنا» عن الأوضاع في البلاد، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأعرب عبد اللهيان عن اعتقاده أن المشكلات في سوريا يمكن حلها داخليا، كما أعرب عن أسفه لاستدعاء بعض دول المنطقة سفراءها من دمشق، معتبرا أن هذه الإجراءات «المتسرعة لن تساعد في حل المشكلة القائمة بل ستزيد الوضع تعقيدا».

إمام الحرم المكي: ما يحدث في سوريا من أشد أنواع القتل والجور ولا يقره أي دين أو ملة أو عرف

الشيخ صلاح البدير يؤكد أن على المسلمين الإكثار من الدعاء لما حل بالأمة من أحداث واضطرابات

جريدة الشرق الاوسط

مكة المكرمة – المدينة المنورة: «الشرق الأوسط»

اعتبر إمام وخطيب المسجد الحرام، أمس، أن ما يواجهه الشعب السوري من أشد أنوع الجور والقتل ولا يرضاه الله ولا الرسول الكريم، ولا يقره دين ولا ملة ولا عرف، مبينا أنه كلما ازداد المرء قتلا ازداد سفها.

وأوصى الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة، بتقوى الله عز وجل التي هي سلاح كل مؤمن ودثار كل خائف وبشرى كل راغب.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام «يتفق الناس جميعا مهما اختلفت مداركهم أن العقل من أعظم نعم الله على العبد، به يميز الخبيث من الطيب والزين من الشين، هو علامة فارقة بين الآدمية والبهيمية والحجر الصلد»، وتابع بالقول «إنه لا يعلم مقدار العقل إلا من رأى فاقده أو فاقد الاستنارة به ومن وهبه الله عقلا لا أثر له في واقع حياته فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا».

وأشار الشريم إلى أنه قد تسللت الازدواجية والتضاد لدى كثير من العقول وما ذاك إلا لاضطراب وسائل التلقي التي يتعارك فيها الحق والباطل والزين والشين في زمن يتقدم الحق فيه تارة ويتسلل الباطل فيه تارات، مؤكدا أنه متى تسلل الخلل إلى العقل لواذا وتجاذبته الخفة والطيش والاضطراب في الرأي والفكر والأخلاق فإنه السفه ما منه بد، والسفيه في مثل هذا هو ظاهر الجهل خفيف اللب استمهن عقله بالتقليد الأعمى والإعراض عن النظر به لخلل في تفكيره وخلل في لسانه وخلل في قلمه وخلل في أخلاقه يفر منه العقلاء فرار الصحيح من الأجرب.

وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن السفه ليس جنونا ولا فقدانا للعقل وإنما هو سوء استعمال له أو تهميشه عن أداء دوره الذي خلق له فكل صاحب عقل سائر مع مراد الله ومراد الرسول الكريم فهو العاقل السليم، ومن ند عن مراد الله ومراد الرسول فهو السفيه وإن كان عقله يفوق عقول الدهاة، وإن السفه آفة تعتري الإنسان في أموره الدينية والدنيوية أما أموره الدينية فيكون ذلك بمحادة الله ورسوله والنكوص عن شرعة الله أو مضادتها أو الاستهزاء بالله أو برسوله أو السخرية بشيء من أمور الدين أو التهوين من شأن الشريعة الإسلامية ووصفها بالتخلف أو النقصان أو عدم ملاءمتها لواقع الحال، مؤكدا أن كل ذلك سفه وخبال ولم يكن وصف السفه قاصرا على معاندة بعض سفهاء الإنس تجاه دينهم وأمتهم ومجتمعهم، كلا بل إن الله سبحانه ذكر ذلك عن أمة الجن أيضا.

وقال الدكتور سعود الشريم «أما السفه في الأمور الدنيوية فيكون في التصرف في المال بما يخالف شرع الله أو بالتبذير والإسراف فيه ومن ذلك المخاطرة بأموال الناس والمقامرة والمغامرة بها والاستهانة بحقوق الآخرين من خلال المساهمة بها أو الاتجار والمرابحة فيها بتهور وعدم استحضار حرمتها وحرمة أصحابها فهذا سفه ووضع الأمور في غير موضعها».

وبين إمام الحرم المكي أن من السفه قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وكلما ازداد المرء قتلا ازداد سفها، متعجبا ممن يقتلون شعوبهم وبني جلدتهم ممن وصف النبي صلى الله عليه وسلم أمثالهم بأنهم سفهاء الأحلام ومن أفعالهم أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان كما يجري لبعض إخواننا ممن قتلوا وعذبوا سفها بغير علم، وتابع قائلا «كما هي الحال المؤرقة مع إخواننا في سوريا الذين يواجهون أشد أنواع الجور والقتل والوحشية التي لا يرضاها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يقرها دين ولا ملة ولا عرف، قتل وغدر وعناد وكلما قيل لهم اتقوا لله ولينوا بأيدي إخوانكم جعلوا أصابعهم في آذانهم وتأبطوا أسلحتهم وأصروا واستكبروا استكبارا».

وعبر إمام وخطيب المسجد الحرام عن شكره لكل من كانت له يد طولى في الإنكار على أولئك من حكومات وقادة وعلماء ومفكرين وشعوب وخص منهم الدول التي سحبت سفراءها ووقفت ضد الظلم والعدوان ومنهم هذه البلاد بقيادتها، ودعا إلى مزيد من الجهود وممارسة تضييق الخناق ضد هذا التصعيد السفيه في نزيف الدماء وجمع الكلمة في اتخاذ خطوات متقدمة تكون كفيلة في حقن الدماء ورفع القتل والظلم.

وفي المدينة المنورة أكد الشيخ صلاح البدير إمام المسجد النبوي أن الزمان صروف تجول ومصائب تصول فمن نابته نوبة وغشيته بلية أو تسلط عليه ظالم فليتوكل على الله تعالى ويثق بمولاه وليتحلّ بعصمة الصبر وعزيمة الاحتساب وليتضرع بالفأل الحسن والتوبة والإنابة والرجوع إلى الله تعالى، فمن لاذ بالله تعالى سكن تفجعه وهدأ توجعه والهلع والجزع لا ينشران مطويا ولا يردان حتما مقضيا ولا عزاء إلا التسليم والرضا والصبر على ما قدر الله وقضى وكتب وأوجب وأمضى.

وأكد أن على المسلمين ضرورة التوجه إلى الله بالدعاء بصدق وإنابة لما حل بالأمة من أحداث واضطرابات، وتابع قائلا «أنتم ترون ما حل ببعض بلادنا الإسلامية والعربية من الأحداث والاضطرابات والصدمات والنزاعات والفتن والحروب والبلاء العظيم لا تغفلوا عن التوجه لله سبحانه بصدق وإنابة والدعاء لإخوانكم بالحفظ والرعاية والصيانة والسلامة من تلك الفتن والشرور، وليس لنا إذا اشتد الكرب وعظم الخطب إلا الله جل في علاه فقد كان سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب بهذه الدعوات (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم)»، وأضاف «فـ(حسبنا الله ونعم الوكيل)، قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار فيجب على المسلمين أن يتوسلوا إلى الله بألوان الطاعة أن يرحم الله إخوانهم المستضعفين والمنكوبين في كل مكان وأن يدعوا دعاء الغريق في الدجى وهم صادقون في الرجاء وأن يجعل الله للمسلمين من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا».

المئات تظاهروا في طرابلس وصيدا والبقاع الأوسط «نصرة لأهل سوريا»

رئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية»: حزب البعث في سوريا يخوض اليوم حرب إبادة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

لم يردع الوضع الأمني المتوتر الذي يسود منطقة طرابلس في شمال لبنان نتيجة تبادل إطلاق النار والقذائف بين منطقتي جبل محسن العلوية وباب التبانة السنية، المئات من أبناء المنطقة من الخروج بعد صلاة الجمعة في مظاهرات دعت إليها فعاليات المدينة لـ«نصرة الشعب السوري».

وكانت مصادر ميدانية أفادت بأن إطلاق نار سجل بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن، بعد سقوط قذيفة إينرغا وانفجار قنبلة في حارة السيدة بين منطقتي القبة وجبل محسن. وقد طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الموجود في فرنسا، من قائد الجيش العماد جان قهوجي في اتصال هاتفي أجراه معه من فرنسا «اتخاذ التدابير اللازمة لوقف الأحداث الجارية في طرابلس وإعادة الهدوء إلى المدينة».

وكان المئات انطلقوا بعد صلاة الجمعة أمس في مظاهرة من مساجد منطقة القبة في طرابلس (شمال لبنان) تنديدا بالمجازر والمذابح التي ينفذها جيش النظام السوري في حمص وغيرها من المدن والبلدات السورية، وجابت المظاهرة شوارع القبة وأحياءها، وردد المتظاهرون هتافات مطالبة بالتدخل الدولي لوقف المذبحة بحق الأبرياء، ومحاكمة (الرئيس السوري) بشار الأسد وأركان نظامه. وحطت المظاهرة في ساحة ابن سيناء، حيث ألقيت كلمات عبر خلالها الخطباء عن سخطهم لما يجري في سوريا وتحديدا في حمص على مرأى العالم الذي لا يحرك ساكنا.

وفي كلمته، اعتبر رئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية» الشيخ زكريا المصري، أن حزب البعث في سوريا يخوض اليوم حرب إبادة ضد الشعب السوري الأعزل في المدن والقرى السورية، لا سيما حمص وحماه والزبداني وإدلب وجسر الشغور واللاذقية، سائلا «كيف يمكن لهذا النظام المجرم أن يحكم سوريا بعد هذه الممارسات العدوانية، وبعد أن فرق الشعب السوري ومزقه فجعله طوائف واتجاهات، وكبت النفوس وكمم الأفواه؟».

وفي نهاية المظاهرة أقام المتظاهرون صلاة الغائب عن أرواح الذين سقطوا في سوريا، كما أقيمت هذه الصلاة في مساجد طرابلس وجوارها بدعوة من دار الفتوى في الشمال.

بالتزامن، لبى المئات من سكان صيدا في الجنوب اللبناني الدعوة التي أطلقها إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير للتظاهر «نصرة لأهل سوريا»، حيث احتشد المواطنون من رجال ونساء وأطفال عقب صلاة الجمعة منطلقين من أمام مسجد بلال بن رباح في صيدا، في مسيرة ضخمة جالت شوارع المدينة وصولا إلى دوار مدرسة مرجان في مدينة صيدا، حيث أقيم الاعتصام.

وقد رفع المتظاهرون خلال المسيرة الرايات والشعارات المنددة «بنظام القمع السوري»، كما رفعوا صور الأطفال والضحايا الذين يسقطون يوميا في مدن درعا وحمص وحلب وريف دمشق. وقد علت هتافات المتظاهرين الداعية لـ«وقف حمام الدم الذي يتعرض له الشعب بشكل يومي»، كما تم إحراق علمين كبيرين لروسيا والصين، وندد المعتصمون «بسياسة القتل والإرهاب التي ينتهجها النظام السوري تجاه أبناء شعبه».

وفي البقاع خرجت مظاهرات في كل من تعلبايا وسعدنايل وقب إلياس في البقاع الأوسط، للتنديد بالنظام السوري وبالأعمال الوحشية التي يقوم بها. وقد تسبب المتظاهرون بزحمة سير خانقة على الأوتوستراد الرئيسي، حيث انتشرت وحدات مؤللة للجيش اللبناني، كما حضرت عناصر لقوى الأمن الداخلي.

المعارضة السورية تطالب بغلق السفارة السورية ووقف ترحيل اللاجئين السوريين

في مؤتمر لها ببرلين

جريدة الشرق الاوسط

كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب

في وقت تتحول فيه مدينة حمص السورية إلى مدينة أشباح، وتتم استباحة حلب ومدن أخرى على أيدي قوات نظام بشار الأسد، طالبت المعارضة السورية في ألمانيا بغلق السفارة السورية ببرلين، وطرد السفير السوري، ووقف الترحيل القسري للاجئين السوريين من ألمانيا.

وطالب حسان إبراهيم، عضو السكرتارية العامة للمجلس الوطني السوري، بإلغاء الاعتراف بالحكومة السورية من قبل حكومة المستشارة أنجيلا ميركل، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري كـ«ممثل شرعي ووحيد للشعب السوري». وقال إبراهيم، في مؤتمر عقدته المعارضة السورية ببرلين يوم أمس الجمعة، إنه يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالمعارضة السورية والتعامل معها.

وفي ظل المأساة الإنسانية التي تعيشها العديد من المدن السورية، طالب إبراهيم المجتمع الدولي بالتدخل لتوفير الحماية للمدنيين. وأوضح أنه لا يطالب بالتدخل العسكري، ويعتقد أن المزيد من العقوبات السياسية والاقتصادية، التي يفرضها المجتمع الدولي على حكومة بشار الأسد، قد تؤدي إلى انقسام على مستوى قيادة النظام السوري. وحسب رأيه فإن التدخل العسكري قد يكون آخر السبل الممكنة.

إلياس بيرابور، من مبادرة «تبنوا الثورة»، التي تعمل على توفير الدعم المالي والإنساني للثورة، طالب ألمانيا بأن تكون أكثر فعالية. وطالب بيرابور السلطات الألمانية بنقل جرحى الانتفاضة، الذين يتم نقلهم إلى لبنان أو تركيا للعلاج، إلى ألمانيا وتوفير العلاج الطبي لهم. كما طالب ألمانيا بوقف الترحيل القسري للاجئين السوريين، وإلغاء اتفاقية «استلام اللاجئين» التي تم توقيعها مع النظام السوري عام 2009.

وزارة الخارجية الألمانية وجدت مطالب قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، مبالغا فيها ولا معنى لها. وقال متحدث باسم الوزارة لوكالة الأنباء الفرنسية بوجود «مدى واسع من البدائل الأخرى»، التي يمكن اتخاذها، مشيرا إلى أن وزير الخارجية قد يوعز بإجراء أكثر تشددا. وهو تصريح فسرته مجلة «دير شبيغل» على أنه إشارة إلى احتمال إبعاد السفير السوري.

من ناحيته، طالب فرهاد أحمى، من المجلس الوطني السوري المعارض، بطرد السفير السوري من ألمانيا. وطالب بتوفير الحماية الإنسانية للشعب السوري، مشيرا إلى أن الناس يموتون يوميا في حمص، ولا بد من توفير الأدوية والمساعدات الإنسانية للضحايا.

وكان أحمى، وهو ممثل حزب الخضر الألماني في بلدية وسط برلين، قد تعرض إلى اعتداء نفذه مجهولون ليلة 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قيل أن «شبيحة» النظام السوري يقفون وراءه.

الشرع بين أسدين

السياسي الذي صمد على الساحة السياسية السورية لثلاثة عقود ينتظر دوره لاعتلاء هرم السلطة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: «الشرق الأوسط» واشنطن: ريك غلادستون*

طغى الصراع السياسي الدائر حول خطة السلام العربية المقترحة حول سوريا، على تفصيلة مهمة للغاية في خطة الأسد، ألا وهي أن تلميذا من تلاميذه المخلصين سوف يحل محله.

وبموجب هذه الخطة المقترحة، فإن نائب الرئيس ووزير الخارجية السابق، فاروق الشرع، والذي كان محل ثقة والد الأسد وصمد على الساحة السياسية المليئة بالدسائس والمكائد لثلاثة عقود، سيكون الرئيس المؤقت للبلاد.

وتجدد المشهد مرة أخرى بقوة عندما ظهر الشرع خلال زيارة وزير الخارجية الروسي إلى دمشق برفقة مدير الاستخبارات الروسية الخارجية، مبتسما، أمام شاشات التلفزة، فاعتبر «مشهدا مهما».. أولا.. لأنه بدد أقوى شائعة اجتاحت العالم العربي وسوريا، بأنه وضع تحت الإقامة الجبرية، لأنه يؤيد خطة السلام العربية التي تضعه على رأس الهرم في النظام الجديد.. وثانيا لأنه وحسب مصدر سوري تحدث لموقع «سيريا بوليتيك» الإخباري المستقل أمس، يمكن أن يلعب دورا سياسيا كبيرا خلال الأيام المقبلة بالتنسيق مع الأسد.

يعرف الشرع، الذي يبلغ من العمر 74 عاما، ويتحدث الإنجليزية بطلاقة والمسلم السني، بهدوئه وولائه غير المحدود لعائلة الأسد التي تنتمي إلى الطائفة العلوية. وانتشرت شائعات العام الماضي عن استهداف الشرع ربما لتشكيكه في صحة قرار رئيسه فيما يتعلق بقمع الاحتجاجات التي شهدتها مدينة درعا مسقط رأسه والتي كانت الشرارة الأولى للاحتجاجات التي انتشرت في أنحاء سوريا في مارس (آذار). وتبين عدم صحة تلك الشائعات مثلها مثل الشائعات المنتشرة في ظل فوضى الاحتجاجات.

وقال نديم شهادي، مسؤول برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة «شاتام هاوس» ومقرها لندن: «إنه رجل من النظام بلا أدنى شك. ليس معنى أن أصوله من مدينة درعا أنه أقرب إلى المعارضة أو أي شيء من هذا القبيل».

وأكد الأسد، وهو أصغر من الشرع بـ28 عاما، أكثر من مرة رفضه للتنحي، حسب ما تنص الخطة العربية، لأنه لا يرى أن هناك أي أزمة في سوريا. كذلك لم يحدد المقترح العربي أيا من نائبي الرئيس سيحل محله في الفترة الانتقالية. مع ذلك يقول خبراء سوريون إن نائبته الأخرى «نجاح العطار» البالغة من العمر 79 عاما ووزيرة الثقافة السابقة، وهي المرأة الوحيدة في الدائرة المقربة من الأسد، لا تمتلك الخبرة التي يتمتع بها الشرع مما يشير إلى تولي الشرع هذا المنصب.

وتشير السيرة الذاتية للشرع إلى أنه الشخص المناسب لإدارة المرحلة الانتقالية، فكونه سنيا سيجعل المسلمين السنة الذين يمثلون الأغلبية في سوريا يتوحدون معه، وبصفته عضوا في حزب البعث ومقربا من الأسد، يمكن أن يهدئ العلويين وسكان دمشق وحلب، أكبر مدينتين في سوريا واللتين لا تزالان محتفظتين بولائهما لنظام الأسد منذ السبعينات.

ويعد الشرع شخصية مألوفة، وإن لم تكن بالضرورة موثوقا بها، في واشنطن، حيث كان وزير خارجية في نهاية الثمانينات، وأصبح ممثل سوريا في محادثات السلام مع إسرائيل والتي كانت بوساطة أميركية خلال فترة التسعينات. وكان أرفع مسؤول سوري أجرى حوارا مع التلفزيون الإسرائيلي عام 1995. مع ذلك تعثرت محادثات السلام بعد عام وحمل الشرع إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية هذا.

عام 2007 في أوج الحرب الأميركية على العراق عندما كانت إدارة بوش تتهم الأسد بالسماح للمتمردين باستخدام سوريا كقاعدة لتنفيذ هجمات في العراق، منح الشرع، الذي كان آنذاك نائبا للرئيس السوري، التلفزيون الأميركي فرصة لإجراء مقابلة معه ونفى تلك الاتهامات بكل هدوء. وأوضح الشرع أن مقاومة المتمردين ليست مسؤولية سوريا خاصة في ظل انتشار 150 ألف فرد من أفراد القوات الأميركية في العراق. وصرح الشرع لقناة «سي بي إس نيوز» قائلا: «إنكم تطلبون من سوريا مقاومة المتمردين، حسنا سنقوم بكل ما في وسعنا، لكن إن لم تكن الولايات المتحدة قادرة على تقديم أداء أفضل من أداء سوريا، فهذا يدل على فشلها».

درس الشرع اللغة الإنجليزية في جامعة دمشق في الستينات ودرس القانون الدولي في جامعة لندن عام 1972 وعمل لفترة طويلة كمدير الخطوط الجوية السورية، ثم تم تعيينه سفيرا لسوريا في إيطاليا عام 1976 ورقاه حافظ الأسد عام 1984 إلى منصب وزير الخارجية، وكانت تربطه علاقة قوية بالرئيس حافظ الأسد. ونجح الشرع في النجاة من التطهير والتغييرات خلال عهدي الأب، الذي توفي عام 2000، وابنه، وهو ما يعزوه بعض المؤرخين إلى إخلاصه وعدم سعيه إلى السلطة.

يقول شهادي: «عندما يكون لدينا نظام على شاكلة النظام الشيوعي الروسي، لا بد أن تكون هناك صراعات ودسائس في دوائر السلطة. إن ما يجمعهم هو الخوف والابتزاز. من يمتلك سلطة حقيقية أو نفوذ هم من يتم التخلص منهم، بينما يبقى الذين لا يمثلون تهديدا. ويمكن القول إن الشرع من النوع الثاني».

على الجانب الآخر، أثنى البعض على الشرع، حيث قالوا إنه يدرك جيدا نسيج المجتمع السوري بانقساماته. وقال جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما: «إن الشرع هو الوجه السني للنظام الحالي العلوي. ويمثل الشرع امتدادا للنظام القديم، فقد تمكن من فهم الطريقة التي تسير بها لعبة الحكم». رغم أن لانديس، شأنه شأن آخرين، عبر عن شكوكه في تخلي الأسد عن السلطة طواعية، لم يستبعد احتمال اضطلاع الشرع بدور مهم في مستقبل البلاد. وقال: «إذا وصلنا إلى المرحلة التي يصبح فيها الأسد مستعدا لمغادرة البلاد، يمكن أن يجنب الشرع البلاد الانهيار لغياب القيادة. إن الأمر أشبه بالوضع في اليمن، فأنت تريد الاحتفاظ بقشرة شرعية دستورية لأنك لا تعرف كيف ستتولى المعارضة أمر البلاد».

ربما، راهن بعض المعارضين على انتفاضته بعد اندلاع الاحتجاجات، لكنه خيب أملهم بظهوره في موقع الداعم للنظام، ولهذا تراهم لا يعلقون آمالا كبيرة عليه لاستلام السلطة وفقا للآلية العربية.

يتحدر الشرع من مدينة درعا الواقعة جنوب سوريا والقريبة من الحدود الأردنية والتي كانت أول من أطلق شرارة الثورة السورية في 15 مارس (آذار) 2011. في تلك الفترة، اختفى الشرع عن الأنظار، حتى راجت شائعة قوية عن مقتله على يد ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري وقائد الفرقة الرابعة. تردد أن الشرع المستاء من طريقة التعاطي مع أبناء مدينته قام بالاحتجاج الشديد على ما جرى فيها، مطالبا بمحاسبة قتلة المتظاهرين، فكان أن عاجله ماهر الأسد برصاصات من مسدسه، قال بعضهم إنها قتلته، وقال بعضهم الآخر إنها وضعته في حالة صحية خطرة للغاية.

ظهرت ابنة أخيه عبر وسائل الإعلام، وسألت في اتصال هاتفي مع قناة الـ«بي بي سي» عن مصير عمها وطالبت بالكشف عن مصيره، مؤكدة أن جميع وسائل الاتصال مقطوعة به. لكن وكالة «سانا» بثت في وقت لاحق خبرا عن زيارة للرئيس السوري لضريح الجندي المجهول قالت فيه إنه كان من ضمن مستقبليه عند القبر نائبه فاروق الشرع. سكتت الشائعة لتطل أخريات عن وضعه في الإقامة الجبرية أو اعتقاله، لكن الرجل أثبت ولاءه للنظام، مفضلا البقاء في ظله، ومخيبا آمال الكثيرين ممن اعتقدوا بأنه قد يحيد عن دربه، بظهوره قبل ليلة واحدة من خطاب بشار الأسد الأول على التلفزيون السوري وقوله إن «الرئيس سيقول أخبارا سارة لشعبه».

ثم خرج بعده إلى الإعلام عبر استضافته مجموعة من الصحافيين المحسوبين على السلطة ليقول إن «لدى السلطة والشعب هاجس إصلاح مشتركا»، مشيرا إلى أن «التباطؤ لا يعني أن العملية ستتوقف»، مؤكدا أنه متفائل بتثبيت أسس هذه العملية. وأعرب عن قناعته بأن «نجاح العملية الإصلاحية يستطيع أن يجعل سوريا من أفضل بلدان المنطقة»، وقال «توجهنا أن نكون مع التوجه الشعبي ومع الناس، وإذا تمت المعالجة وفق ما نرغب ستطوى كل المراحل السابقة بشكل يريح السلطة والشعب». أحد الصحافيين الذين التقوه، علي جمالو، قال إن «هذا الرجل (الشرع) أعطى كل لحظة من حياته للعمل السياسي الوطني وهو يمزج ببراعة وحصافة ودقة بين خبرته العريقة ومعلوماته الغنية ومتابعته الدقيقة لتفاصيل الأحداث وتسلسلها المنطقي وغير المنطقي في هذه المنطقة التي تشتعل من كل أطرافها».

ويضيف: «هو ليس محللا بارعا لحركة الأحداث وتداعياتها فحسب بل إنه قارئ شجاع ذو بصيرة لكل ارتداداتها واحتمالاتها الظاهرة والمخفية.. البسيطة والمعقدة، لذلك يحتاج المرء دائما للتوقف أكثر من مرة عند كل خلاصة يقدمها في سياق مقاربته لهذا الموقف أو ذاك».

ويقول المصدر إن كثيرين يدافعون عن سجل الشرع «النظيف نسبيا» من السلوك الشائك، سواء أمنيا أو ماليا، فالرجل عمل طوال عمره المهني موظفا، سواء في الحقل الدبلوماسي أو في المناصب الحكومية أو غيرها، ولم يعرف عنه أنه اقتنى منازل فخمة أو شركات. وقد بقي معظم حياته مقيما في منزل مستأجر في حي المالكي بدمشق، إلى أن انتقل بعد عام 2000 إلى ما يعرف بـ«قرية الأسد»، حيث امتلك منزلا قدم إليه من الحكومة يقال إنه يقل فخامة عن منازل مسؤولين أقل منه رتبة. ومع هذا، يروج المعارضون أخبارا عن وجود شركات باسم مقربين منه، وبعضهم يتحدث عن شبهات في إدارته لوزارة الخارجية. والشرع متزوج من سيدة سورية كانت تعمل في وزارة الخارجية، وتفرغت للبيت بعد الزواج. وقد احتفظ الشرع بتكتم عائلي كبير، فلم يعرف عن حياته الشخصية إلا أن لديه ابنا اسمه مضر، وهو طيار مدني يعمل في قطر، أما ابنته فقد تزوجت ثم طلقت. ولد الشرع في درعا، عام 1938 من أبوين سوريين وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية في جامعة دمشق عام 1963. ولما كان الشرع يتحدر من مدينة تزخر بالمسؤولين، لم يجد صعوبة في الحصول على وظيفة حكومية في شركة الطيران السورية في نفس عام تخرجه، حيث عمل بداية مديرا لمكتب الشركة في دبي، ثم مديرا إقليميا لها في لندن، حيث استغل الفرصة للقيام بدراسات عليا في القانون الدولي في جامعة لندن بين العامين 1971 و1972. قبل أن يعود إلى الشركة الأم في دمشق مديرا تجاريا، عضوا في حزب «البعث» الحاكم الذي كانت عضويته معبرا إلزاميا للراغبين بالعمل الحكومي والسياسي، ثم يترقى فيصبح عضوا في مجلس الإدارة، قبل أن يختاره الرئيس حافظ الأسد ليمثل بلاده في عام 1976 سفيرا في إيطاليا رغم عدم وجود خبرة دبلوماسية سابقة.

بقي الشرع في منصبه هذا حتى عام 1980، وقيل إنه «ترك هناك انطباعات جميلة يذكرها الصحافيون دائما حيث كان مقربا لهم». وفي عام 1980 عاد إلى بلاده عضوا في اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، كما عين وزير دولة للشؤون الخارجية ثم ما لبث أن رقي في عام 1984 حيث عين وزيرا للخارجية السورية. وخلال هذه المدة، تولى الشرع عدة مناصب أخرى بالوكالة، أبرزها وزارة الإعلام.

وحول السياسة الخارجية السورية يرى الشرع أن رسم السياسات الاستراتيجية يحتاج لجرأة وأفق واسع، وقد اتسمت سياسة سوريا الخارجية بهذه «الجرأة وبآفاق سياسية واسعة». ويقول «بعد الذي جرى دوليا وعربيا ثمة قناعات سياسية تثبتت في اتجاهات السياسة الدولية، وأولها أن مجلس الأمن غير منزّل من السماء، وأن الولايات المتحدة ليست هي القدر، خصوصا أنهم لم يعرفوا حتى الآن كيف سقط الشاه في إيران، وبعد ثلاثين عاما لم يعرفوا كيف سقط مبارك».

فاروق الشرع كان على خلاف سياسي دائم مع الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري حتى في عهد حافظ الأسد. ويقول نجله سعد الحريري في إحدى جلسات التحقيق في قضية اغتياله، إن الشرع «كان يكره والدي». ويضيف «والدي لم يكن يتفق مع فاروق لا على الصعيد السياسي ولا حتى على الصعيد الشخصي، ربما شعر فاروق بالغيرة إزاء علاقة والدي مع عبد الحليم خدام». ويتابع الحريري في إفادته التي بثت عبر إحدى المحطات التلفزيونية مبررا هذا الموقف «والدي كان رئيسا للوزراء في عهد حافظ الأسد وعبد الحليم خدام كان نائب الرئيس وكان والدي يهتم بالشؤون الخارجية السورية، ويساعد حافظ الأسد، في فرنسا، وأميركا وبريطانيا وإسبانيا والمملكة العربية السعودية ومصر، أينما استطاع المساعدة.. وهذا على ما أظن أثار انفعال فاروق الشرع (وزير الخارجية) ولم يعد يحب رفيق الحريري، إذن لم تكن العلاقة جيدة جدا».

يقول الحريري الابن إن فاروق الشرع لم يصدم حين تبلغ باغتيال والده، فالاغتيال وقع حين «كان موراتينوس في سوريا يتحدث إلى فاروق الشرع وبشار الأسد عن رفيق الحريري ولحظة انفجار السيارة كان موراتينوس مع فاروق الشرع». عندما وصل خبر الاغتيال كانوا يتناولون الغداء. وبدأ الناس يتهامسون بينما تابع فاروق الشرع تناول طعامه بصور طبيعية. ثم أبلغوه بأن رفيق الحريري قد اغتيل، فتوقف موراتينوس عن تناول الطعام وخرج على الفور».

ويقول الحريري «كان يفترض به (موراتينوس) أن يعقد مؤتمرا صحافيا، أعتقد أن فاروق أراد إجراء المؤتمر الصحافي وكان يتصرف بصورة طبيعية كأن شيئا لم يحدث. وعندما قال موراتينوس (للشرع) لقد اغتيل صديقي للتو». أضاف الحريري «لا شيء لديّ لأقوله غير أن فاروق تصرف كما لو أن بعوضة قد ماتت».

لم تعرف عن الشرع حياة عائلية نشطة ومستقرة، فهو كان يركز على عمله بطريقة لافتة. وقد دفع الثمن صحيا في عام 1999 بسبب الإرهاق في العمل، حيث أصيب بألم شديد في الصدر مما استدعى نقله من دمشق إلى بيروت على وجه السرعة حيث خضع لعملية قلب مفتوح في مستشفى الجامعة الأميركية.. غيّر وضعه الصحي من نمط عمله، فأصبح مقلا فيه، مكتفيا بالروتيني منه، بالإضافة إلى مشاركته في العمل البروتوكولي.

بعدها بعام، توفي الرئيس حافظ الأسد، وتولى نجله بشار الحكم، فكان الشرع من بين القلة الذين بقوا إلى جانب الرئيس الجديد بعد تهميش أدوار العديد من القياديين البارزين في تلك الفترة، وعلى رأسهم نائب الرئيس عبد الحليم خدام. ويرى أحد الخبراء المهتمين بمتابعة شؤون النظام في سوريا أن نفوذ الشرع قد تراجع بعد وفاة الأسد الأب «رغم أن بشار الأسد قام بتعيينه، نائبا له، لكن هذا المنصب كان صوريا، حيث يتمتع الشرع بصلاحيات لا يمارسها». ويضيف الخبير «في عهد بشار الأسد تم إبعاد الشرع عن دائرة النظام الضيقة التي تتخذ القرار في سوريا».

ويشير الخبير المعارض للنظام إلى أن الأسد الأب كان بحاجة إلى شخصيات سنية تخفي الطابع المذهبي لنظامه. خاصة بعد تمرد مدن حماه وحلب وحمص ودير الزور وإدلب في الثمانينات وقمعها بقسوة. ويقول «لم يعد المجتمع الأهلي في تلك المدن، يسمح بظهور شخصيات سنية موالية للأسد. مما جعله يستعين بمدينة درعا، ليمنح الشرع منصب وزير الخارجية ومحمود الزعبي منصب رئيس الوزراء». ويضيف الخبير «الرئيس الأب كان يسعى إلى إعطاء المناصب لشخصيات سنية ضعيفة ليضمن ولاءها، مانحا إياها بعض النفوذ، لكن تحت سيطرته».

* شارك في التقرير أيضا مايكل شويرتز وتوبي ليلز (من «نيويورك تايمز»)

تنديد غربي بـ “حمام الدم” والسعودية تنتقد الفيتو الروسي

263

قتيلاً وجريحاً بتفجيرين في حلب

سقط عشرات القتلى والجرحى أمس، معظمهم في تفجيرين انتحاريين استهدفا مقرين أمنيين في حلب شمالي سوريا، تبادلت السلطات والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عنهما، عقب تبنيهما من جانب “الجيش السوري الحر”، ومن ثم النفي، في وقت صعّدت روسيا لهجتها ضد الغرب، متهمة إياه بتسليح المعارضين، والتدخل بالشأن السوري لحساب طرف بعينه وندد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ب”حمام الدم” في سوريا، فيما انتقدت السعودية “الفيتو” الروسي  الصيني .

وأعلنت وزارة الصحة السورية أن تفجيري حلب أسفرا عن سقوط 28 قتيلاً و235 جريحاً، وتبادلت السلطات السورية وأطياف المعارضة الاتهامات، وسط تقارير متضاربة بشأن المسؤول عن العملية . فقد ألقى التلفزيون السوري اللوم على “جماعات إرهابية مسلحة”، فيما اتهمت الهيئة العامة للثورة السورية النظام “بافتعال التفجيرات في حلب” . وأعلن العقيد السوري المنشق عارف حمود لقناة “فرانس 24” مسؤولية “الجيش السوري الحر” عن “العمليتين” اللتين استهدفتا فرع الأمن العسكري وكتيبة حفظ النظام في حلب . فيما قال المتحدث باسم “الجيش الحر” ماهر النعيمي “ننفي نفياً قاطعاً ونؤكد أن الجيش الحر لا علاقة له” .

وقتل 11 شخصاً في أعمال عنف في عدد من المناطق بينهم 4 في حمص، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى اقتحام القوات السورية حي الإنشاءات . وقال إن 4 منشقين قُتلوا في اشتباكات في مدينة الضمير في ريف دمشق . وذكر بيان آخر أن القصف مستمر على الزبداني، موضحاً أن “اشتباكات عنيفة تدور فيها بين الجيش والمجموعات المنشقة” . وفي ريف درعا (جنوب)، أشار إلى مقتل فتى وإصابة 5 آخرين بجروح . كما دارت اشتباكات في مدينة انخل أسفرت عن مقتل جندي .

وخرجت تظاهرات في عدد من المناطق السورية في ما أطلق عليه ناشطون سوريون اسم جمعة “روسيا تقتل أطفالنا”، ترافقت مع انتشار كثيف لقوات الأمن .

دولياً، قالت روسيا إن الغرب يذكي الصراع في سوريا من خلال إرسال أسلحة إلى المعارضين . وقال نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف إن الدول الغربية تثير المشكلات في سوريا . وإن “قيام الدول الغربية بتحريض المعارضة السورية على القيام بأفعال لا يمكن التسامح معها، فضلاً عمن يرسلون أسلحة ويقدمون لهم النصح والتوجيه يشاركون في عملية تصعيد الأزمة” .

وأقر مجلس النواب الروسي بياناً يدين قيام الغرب “بالتدخل في شؤون الدول الأخرى وفرض قرارات من الخارج عليها” . ودعا بعض النواب في البرلمان الذي يسيطر عليه حزب بوتين الحاكم إلى مقاومة أشد صلابة للغرب . ودعت الخارجية الروسية كل قوى المعارضة السورية إلى تأييد البروتوكول حول الوضع القانوني لبعثة المراقبين . وأعلن رئيس مجلس النواب الروسي سيرجي ناريشكين، الاستعداد لتوجيه موفديه إلى سوريا .

واعتبر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن “الفيتو” الروسي يهز الثقة بالأمم المتحدة . وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ندد الخميس، ب”حمام الدم الرهيب” المستمر في سوريا، وكرر على هامش لقائه في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التخلي عن السلطة .  وصرح وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي بأن الولايات المتحدة وإيطاليا تدعمان جهود الجامعة العربية “ونيتها إرسال بعثة جديدة للمراقبين” . وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن المجتمع الدولي لا يجوز أن يقف متفرجاً أمام “المذبحة” في سوريا . وأضاف “نريد خلق منبر دولي إذا لم تتحرك الأمم المتحدة، لكي نبرهن على تضامننا مع الشعب السوري في مواجهة حمام الدم هذا، هذه المذبحة” . ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون موسكو إلى “الإقرار بما يجري على أرض الواقع في سوريا” . (وكالات)

نحو موفد خاص لـ “الجامعة” إلى سوريا

توقع دبلوماسي غربي مقيم في لندن، أمس، أن تسمي الجامعة العربية خلال اجتماعها، غداً (الأحد)، موفداً خاصاً إلى سوريا .

وقال هذا الدبلوماسي، طالبا عدم الكشف عن هويته، “يبدو أنهم (الوزراء العرب) يستعدون لتسمية موفد خاص،

ونحن نشجع هذه الخطوة وننتظر بفارغ الصبر للعمل مع الشخص الذي سيسمونه كائناً من كان”، وتابع “أنه قد يكون هناك اقتراح لمصلحة إنشاء مجموعة “أصدقاء سوريا” أو قرار بإنشاء شيء مشابه” خلال هذا الاجتماع في القاهرة .

ورأى الدبلوماسي الغربي أن الهدف من إنشاء هذه المجموعة هو “تكثيف الضغوط على النظام السوري وحشد الدعم الدولي لخطة الجامعة العربية وزيادة الالتزام لمصلحة المعارضة السورية”، واستبعد فكرة التدخل العسكري أو دعم المعارضة السورية بالسلاح، كما اعتبر أن الاحتمال ضئيل في الاتفاق على اقامة ممر إنساني أو منطقة حظر جوي في سوريا .

وقال إن النظام السوري “لا يزال يحظى بدعم ما بين 20 و25% من السوريين”، وأضاف أنه لا توجد أدلة على وجود قوات إيرانية على الأراضي السورية، وأوضح “ما نراه في الوقت الحاضر هو دعم فني كبير من الإيرانيين إلى أجهزة الاستخبارات السورية” . (أ .ف .ب)

مؤتمر دولي وتحرك سعودي بشأن سوريا

واصلت الولايات المتحدة مساعيها لعقد مؤتمر دولي تحت اسم “أصدقاء سوريا”، وفي وقت وزعت السعودية مشروع قرار يدعم خطة سلام عربية بين أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، تستعد الجامعة العربية لبحث مصير بعثة المراقبين.

وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحفي أن العمل يتواصل لعقد المؤتمر، مشيرة إلى أن “هدف كافة البلدان والشركاء الذين يتوقع أن يشاركوا في المؤتمر هو دعم الخطة التي وضعتها الجامعة العربية والتي تتحدث بشكل واضح جدا عن مرحلة انتقالية ديمقراطية في سوريا”.

وكان جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية قد زار المغرب وباريس والبحرين لتنسيق الإعداد لهذا المؤتمر الذي سيعقد قريبا لبحث الوضع في سوريا.

ولفتت نولاند إلى أن الإدارة الأميركية “ستواصل العمل على هذا المسار الذي نعمل عليه منذ بضعة أشهر لزيادة الضغط الاقتصادي والسياسي على النظام السوري”، مشيرة إلى أن الدول الأوروبية والعربية ستعزز قريبا ضغوطها على النظام السوري.

وأشارت إلى أن العقوبات التي فرضت على النظام السوري أثرت على العملة السورية، كما أن النظام “يجد صعوبة متزايدة في التجارة حول العالم ويضطر إلى اللجوء إلى احتياطاته لتأجيج العنف”.

مشروع سعودي

من جهة ثانية، وزعت السعودية مشروع قرار يدعم المبادرة العربية بشأن سوريا بين أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك ردا على الفيتو الروسي الصيني ضد نص مماثل في مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي.

وحسب وكالة رويترز يدعو مشروع القرار إلى وقف أعمال العنف من جانب كل الأطراف، وينحي باللائمة بشكل أساسي على السلطات السورية التي يدينها بقوة “بشأن الانتهاكات المستمرة الواسعة الانتشار والمنظمة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية”.

ويحث مشروع القرار على محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، ولكنه لا يذكر بشكل محدد المحكمة الجنائية الدولية. وفي إضافة لنص مجلس الأمن، يدعو نص الجمعية العامة الأمين العام للأمم المتحدة إلى تعيين مبعوث خاص لسوريا.

ومن المقرر أن تناقش الجمعية العامة الوضع في سوريا يوم الاثنين عندما تلقي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي كلمة أمامها، في حين لا يتوقع التصويت على مشروع القرار بحلول ذلك الوقت ولكن قد يتم التصويت عليه في وقت لاحق الأسبوع الجاري.

يشار إلى أنه لا يوجد فيتو في الجمعية العامة، وليس لقراراتها قوة قانونية على عكس قرارات مجلس الأمن، ولكن إجازة مسودة القرار في الجمعية ستزيد من الضغط على الأسد وحكومته وكذلك على الدول التي تؤيده في مجلس الأمن.

من ناحية أخرى، كرر مستشاران للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحذيرا من أن الهجمات على المدنيين في سوريا قد تكون بمثابة جرائم ضد الإنسانية.

وفي بيان قال فرانسيس دينغ مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، وإدوارد لك مستشار الأمين العام بشأن مسؤولية الحماية، إنهما شعرا بقلق بسبب إطلاق قوات الأمن السورية النيران بشكل عشوائي على المناطق الكثيفة السكان بمدينة حمص.

يأتي ذلك في وقت يجتمع في القاهرة اليوم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي يليه لقاءٌ الأحد لوزراء الخارجية العرب لبحث مصير بعثة المراقبة.

أكثر من 70 قتيلا بجمعة “روسيا تقتل أطفالنا

الجيش الحر ينفي ضلوعه بتفجيريْ حلب

نفى قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد مسؤولية التنظيم عن تفجيريْن في حلب قتلا أمس 28 شخصا حسب السلطات السورية، في وقت تحدثت فيه الهيئة العامة للثورة عن أكثر من 71 قتيلا أمس، أغلبهم مدنيون سقطوا في حمص.

وكان تفجيران استهدفا فرع الأمن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام في حلب، وأوقعا حسب وزارة الصحة السورية 28 قتيلا و175 جريحا.

وتحدث بدايةً عقيدٌ منشق اسمه عارف حمود عن مسؤولية الجيش الحر عن التفجيرين، وقال إن تنسيقا من الداخل سمح بوقوع عملية الأمن العسكري.

لكن العقيد الأسعد نفى ذلك لاحقا في لقاء مع الجزيرة، وقال إن قواته لا تملك الوسائل ولا الإمكانيات لتنفيذ هذه التفجيرات.

لكن الأسعد تحدث عن هجومٍ نفذه عسكريون منشقون على مقرٍ للأمن في حلب يُستخدَم مركزا لتجمع “الشبيحة وقوات قمع المظاهرات”، قبل أن يهز المركزَ انفجارٌ بعد انسحاب الجيش الحر.

واتهم الأسعد القوات النظامية بتنفيذ تفجيريْ حلب للتغطية على اشتباكاتها مع الجيش الحر، وعلى “حملة القمع ضد المدن”.

كما نقل المجلس الوطني السوري بيانا للجيش الحر أكد فيه أن عملياته تقتصر على “حماية المواطنين”، ووصف التفجيريْن بأنه “تحذير لأهالي مدينة حلب لئلا يشاركوا في المظاهرات”.

ونقلت يونايتد برس إنترناشيونال عن مصدر محلي حديثه عن مفخختيْن دخلتا حلب من خارج الحدود بعد تلغيمهما.

صور

من جهة أخرى قالت الهيئة العامة للثورة إن 71 شخصا قتلوا أمس برصاص الأمن والجيش، غالبيتهم العظمى مدنيون سقطوا في حمص، حيث تحدث سكان وناشطون عن دبابات ونحو ألف جندي احتشدوا خارج أحياء المدينة التي قصفت كما قالوا لخامس يوم، في “جمعة روسيا تقتل أطفالنا”.

وقد نشر روبرت فورد السفير الأميركي في دمشق –الذي غادر العاصمة السورية بعد إغلاق السفارة الاثنين- صورا على الفيسبوك التقطتها الأقمار الصناعية، تظهر ما اعتبرها أدلة على هجمات حكومية تستهدف مناطق سكنية في حمص.

وتظهر على الصور -التي تحمل تاريخ السادس من الشهر الجاري- علامات تشير إلى بنايات محترقة ودخان وآثار حفر وسيارات عسكرية وآليات.

وتحدث فورد عن أدلة على أن النظام يستخدم الهاون والمدفعية ضد الأحياء السكنية في حمص.

وكانت خطة سلام عربية قضت فيما قضت بسحب الآليات العسكرية من المدن.

 لكن من الصعب على العين غير المدربة ملاحظةُ التفاصيل التي يتحدث عنها فورد في الصور التي نشرها مساء الخميس، قبل يوم واحد فقط من نشر “ديجيتال غلوب” صورا أخرى تظهر أيضا دبابات وآليات في حمص، قالت الشركة الأميركية إنها التقطت صبيحة أمس الجمعة.

كما تحدثت الهيئة العامة للثورة عن نداءات استغاثة يطلقها أهالي مضايا في ريف دمشق لإنقاذهم من قصف عنيف استُخدمت فيه الدبابات وصواريخ أرض أرض ومدافع الهاون، وسط قطع كامل للكهرباء والاتصالات والمياه.

دمشق

وفي المزة بالعاصمة دمشق تحدثت عن 40 جرحوا بنيران الأمن، وعن محتجين في حي برزة قطعوا الطريق العام إلى مستشفى تشرين العسكري، وعن 20 متظاهرا اعتُقلوا في حي القدم الذي اقتحمه الأمن.

وكان بين قتلى أمس الناشط الميداني بدر الحموي الذي أصيب في القابون بدمشق، برصاصة مباشرة أطلقها الأمن بعد مداهمة منزله، حسب الهيئة العامة.

اختراق سوريين موقع سفارة روسيا بأوكرانيا

محمد صفوان جولاق-كييف

تمكن ناشطون سوريون معارضون يسمون أنفسهم “قراصنة سوريا الأحرار” من اختراق الصفحة الرئيسية لموقع السفارة الروسية في أوكرانيا صباح أمس الجمعة ساعات عدة قبل أن تعاد إلى ما كانت عليه.

ونشر الناشطون على موقع “يوتيوب” مادة تظهر الدخول إلى الصفحة الرئيسية لموقع السفارة بعد اختراقها، وتبرز صورتان لأطفال قتلوا جراء العمليات الأمنية والعسكرية التي يشنها النظام السوري ضد المتظاهرين المطالبين بالحرية.

كما نشر الناشطون على الصفحة رسالة بعدة لغات منها الروسية جاء فيها أن “السلاح الروسي يخترق أجساد الأطفال والنساء في سوريا”، وأن “الدعم المعنوي الذي تقدمه روسيا لنظام بشار الأسد في مجلس الأمن يعطل كل حل يحمي السوريين من إجرام الطاغية”.

مسؤولية روسيا

واعتبر الناشطون في رسالتهم أن الحكومة الروسية شريكة ومحرضة للحكومة السورية على قتل الأطفال وتخريب الاقتصاد وحرق البيوت ونهب الثروات، متسائلين عن سبب غياب الضمير والقيم والحضارة الروسية في تعاملها مع الأحداث في سوريا، وفق تعبيرهم.

وقد خُصصت خطب الجمعة أمس في معظم مساجد ومصليات أوكرانيا لتعريف المصلين بواقع وحجم الأحداث الدامية التي تشهدها سوريا منذ شهور، وتتصاعد وتيرة ما وصفت في الخطب بعمليات القتل والتنكيل حيال المواطنين العزل وخاصة بمدينة حمص.

وقد رفعت المساجد دعاء القنوت طلبا لرحمة الله “بالمستضعفين المظلومين” ونصرته لهم على “القتلة الظالمين”، وصلى عشرات الآلاف من مسلمي أوكرانيا البالغ عددهم نحو 2 مليون نسمة صلاة الغائب على أرواح الشهداء في سوريا.

وقد أصدرت عدة منظمات ومراكز اجتماعية وحقوقية وإسلامية بيانا مشتركا قبل ثلاثة أيام إلى الرأي العام الأوكراني بينت فيه أن النظام السوري يتمسك بالسلطة مستخدما مختلف وسائل “الضغط والإرهاب الوحشية” ضد شعبه المطالب بالحرية والديمقراطية وحفظ كرامته الإنسانية، ومتجاهلا الدعوات العربية والدولية لإيقاف الدماء.

وأوضح مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا (أمة) الشيخ سعيد إسماعيلوف في حديث للجزيرة نت أن المجتمع الأوكراني مغيب عن حقيقة الأحداث في سوريا، لافتا إلى أن وسائل الإعلام الأوكرانية تنقل له تلك الأحداث بسطحية بعيدة عن الواقع الأليم.

إدانة ودعم

كما أصدرت لجنة التنسيق بين المنظمات والجاليات العربية والإسلامية في أوكرانيا، التي شُكلت مؤخرا لتوحيد الجهود في مجال إغاثة الشعب السوري وغيره، بيانا تلقت الجزيرة نت نسخة منه أكدت فيه ضرورة الوقف الفوري لأعمال القتل ضد الشعب السوري الأعزل.

ودعا البيان لإطلاق سراح المعتقلين وعودة قوات الجيش إلى مواقعها بجبهة المواجهة مع العدو الإسرائيلي الذي يحتل هضبة الجولان السورية منذ أكثر من أربعين عاما، لأن عقيدة الجيش الوطني هي مواجهة العدو لا مواجهة الشعب، حسب البيان.

وأكد البيان دعم “انتفاضة” الشعب السوري بكافة الأشكال حتى تحقيق أهدافها في إقامة دولة مدنية يتمتع فيها كافة أفرادها بحقوق المواطنة في ظل نظام ديمقراطي تعددي قائم على مؤسسات دستورية فاعلة، وبغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الطائفية.

واعتبر البيان أن المدخل الصحيح للخروج من الأزمة في سوريا هو الحل السياسي، مشيرا إلى دعم المبادرة العربية التي تهدف إلى انتقال سلمي للسلطة في سوريا.

أزمة سوريا تتجه إلى الجنائية

قالت مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إن المسؤولين السوريين المشتبه في ارتكابهم أو إصدارهم أوامر ضد الإنسانية، يجب أن يواجهوا المحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي في بيان صحفي “نعتقد -وقلنا ذلك وسنكرره دائما- بأن قضية سوريا من اختصاص المحكمة الجنائية الدولية.. سيرسل ذلك رسالة قوية جدا جدا إلى أولئك الذين يديرون الأحداث”.

وقال كولفيل إن بيلاي ستتحدث أمام جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سوريا التي تعقد في نيويورك يوم الاثنين، وأضاف أنه يعتقد بأنهم يدرسون إصدار قرار، نافيا علمه بمضمونه.

ودعت بيلاي -القاضية السابقة في محاكم جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة- يوم الأربعاء الماضي إلى تدخل دولي عاجل من أجل حماية المدنيين في سوريا.

وقالت إنها صدمت من الهجمات التي يشنها الجيش السوري على مدينة حمص.

وقتل 25 شخصا في انفجارين بمبنيين للجيش وقوات الأمن بمدينة حلب في شمال سوريا اليوم الجمعة، في أسوأ أعمال عنف منذ بدء الانتفاضة على حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل 11 شهرا.

وتوقفت الأمم المتحدة عن إصدار أعداد للقتلى في سوريا قائلة إن انتشار العنف جعل التحقق من الأنباء وتقديم أعداد دقيقة أمرا مستحيلا. وكان آخر تقدير أصدرته الأمم المتحدة هو أكثر من خمسة آلاف قتيل وذلك يوم 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وتقول منظمات حقوق الإنسان إن عدد القتلى في سوريا منذ مارس/آذار 2011 تجاوز ستة آلاف.

وقال كولفيل “من الواضح أن الأعداد تتزايد كل يوم، والموقف كارثي حقا في حمص، لكننا لا نستطيع حتى أن نعطيكم عددا تقريبيا”.

وعندما سئل عمن يملك إحالة المسؤولين السوريين إلى المحكمة الجنائية التي تتخذ من لاهاي مقرا لها، قال “مجلس الأمن وحده يملك ذلك في الوقت الحالي”.

وأثارت روسيا والصين موجة انتقادات حادة من الولايات المتحدة والقوى الأوروبية والحكومات العربية بعدما استخدمتا حق النقض لإعاقة قرار لمجلس الأمن الأسبوع الماضي كان سيدعو الأسد إلى التنحي.

وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إن زيادة هائلة طرأت على عدد المصابين بسبب العنف في سوريا، لكن مكتبها في دمشق لم يقدم أي أرقام.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة فضيلة الشايب إن الخدمات الصحية العادية تعاني من التوقف بسبب غياب الأمن وصعوبة وصول مقدمي الخدمة إلى المصابين أو وصول المصابين إلى المنشآت الصحية.

وأضافت أن منظمة الصحة تذكر كل الأطراف بأن أعمال الخدمات الصحية والمنشآت الصحية يجب أن تظل بعيدة عن الاستهداف بأي صورة، وأنها يجب أن تعتبر منشآت محايدة.

وقالت لجنة تابعة للأمم المتحدة للتحقيق في أحداث سوريا في تقرير صدر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن الجيش السوري وقوات الأمن ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية من بينها القتل والتعذيب واغتصاب المدنيين.

 وتضمن تقرير مبدئي للتحقيق في الانتفاضة السورية صدر في أغسطس/آب الماضي، قائمة سرية لخمسين مشتبها بهم قال إنهم على صلة بجرائم مزعومة ضد الإنسانية.

أمنستي: جرائم ضد الإنسانية بسوريا

وصفت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشونال) ما يجري من تقتيل للمدنيين في سوريا بأنه جرائم ضد الإنسانية، في حين دعت الأمم المتحدة إلى تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين السوريين من القصف الذي يتعرضون له بنيران الجيش النظامي.

 فقد اعتبر المتحدث باسم قسم الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية جيمس لينتش في مقابلة مع الجزيرة، ما يجري في سوريا “جرائم ضد الإنسانية بالنظر إلى ما يرد من صور من هناك”.

 وكانت المنظمة قد حثت في تقرير سابق لها الأمم المتحدة على إحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتحدثت عن جرائم ضد الإنسانية ارتكبها النظام السوري ضد المدنيين.

 من جهتها دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي اليوم الأربعاء، إلى تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين السوريين من القصف الذي يتعرضون له بنيران قوات الجيش النظامي.

 وقالت بيلاي في بيان إنها ارتاعت نتيجة الهجوم الذي تتعرض له مدينة حمص السورية. ونددت باستخدام النظام السوري المدفعية والأسلحة الثقيلة الأخرى ضد المدنيين في هجمات تبدو عشوائية على الأحياء السكنية في المدينة.

 واعتبرت بيلاي أن الفشل في اتخاذ قرار في مجلس الأمن قد أشعل ما وصفته برغبة الحكومة السورية في ذبح شعبها في محاولة لقمع الاحتجاجات.

في هذه الأثناء أصدرت مجموعة من الحقوقيين العرب المهتمين بالقانون الدولي بيانًا أبدوا فيه دعمهم للجيش السوري الحر بسوريا قائلين إن حق المقاومة وفقًا للقانون الدولي هو أحد أنواع الدفاع عن النفس الذي نصت عليه المواثيق الدولية، وإن ما يقوم به هذا الجيش هو أمر مشروع في القانون الدولي.

 وناشد البيان الحكومات العربية أن تمد يد العون إلى الثوار السوريين بالمال والسلاح، كما طالبوا مجلس الأمن بالاعتراف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه.

تحقيق تركي في تسليم هرموش لدمشق

ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن مكتب المدعي العام في أضنة جنوبي تركيا، بدأ تحقيقات لمعرفة كيفية تسليم لاجئين سوريين -أحدهما المقدم المنشق حسين هرموش- كانا يقيمان في مخيم بتركيا إلى السلطات السورية.

ونقلت الوكالة بيانا صادرا عن مكتب النائب العام في أضنة جاء فيه أن حسين هرموش ومصطفى قاسم اللذين كانا يقيمان في مخيم ألتين أوزو للاجئين في محافظة هاطاي قرب الحدود مع سوريا، سلما “بالقوة” إلى أجهزة الأمن السورية.

وأكد البيان اعتقال خمسة أشخاص بينهم عنصر في جهاز المخابرات التركية، إضافة إلى استدعاء عدة مسؤولين من هذا الجهاز للتحقيق معهم في ملابسات تسليم هرموش وقاسم. وأشار إلى أن التحقيقات مع المشتبه بهم تتم على خلفية اتهامات بالتجسس السياسي لصالح سوريا.

وأكد مراسل الجزيرة في أنطاكيا أن المدعي العام سيوسع التحقيقات لتشمل شخصيات أخرى في حال كشف المعتقلين عن متورطين آخرين، وأشار إلى أن المدعي سيقدم لائحة اتهامات إلى القاضي الذي سيفتح محاكمة في حال اقتناعه بالأدلة المقدمة إليه.

وأوضح أن عقوبة تهمة التجسس السياسي التي قد توجه للمعتقلين تتراوح بين السجن 15 عاما والمؤبد.

واعتبر أن ثبوت تورط عناصر من الاستخبارات التركية في القضية قد يفتح الباب أمام متاعب جديدة لحكومة رجب طيب أردوغان مع المعارضة.

يذكر أن المقدم حسين هرموش أسس تنظيم الضباط السوريين الأحرار واختفى في سبتمبر/أيلول الماضي، واتهمت الاستخبارات التركية بتسليمه لسوريا، غير أن الحكومة نفت ذلك.

وتجددت الانتقادات للحكومة عقب هذا النفي، واتهمت بالتقصير في حماية الشخصين، مما سهل اختطافهما ونقلهما إلى سوريا.

مشروع قرار سعودي حول سوريا في الأمم المتحدة

يؤيد بشكل كامل خطة الجامعة العربية التي تدعو إلى تنحي الأسد

العربية.نت

أفاد دبلوماسيون أن السعودية وزعت مشروع قرار يدعم خطة سلام عربية لسوريا بين أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الجمعة بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض الفيتو ضد نص مماثل في مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي.

وظهرت المسودة الجديدة في الوقت الذي كرر فيه مستشاران للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحذيرا من أن هجمات الحكومة السورية على المدنيين قد تكون بمثابة جرائم في حق الإنسانية.

ومثل مشروع قرار مجلس الأمن الذي تم إحباطه، فإن مشروع قرار الجمعية العامة يؤيد بشكل كامل خطة الجامعة العربية التي طرحت الشهر الماضي والتي تدعو من بين أمور أخرى إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد للمساعدة في إنهاء أعمال العنف الدائرة في البلاد منذ 11 شهرا، وفقا لوكالة “رويترز” اليوم السبت.

واستخدمت روسيا والصين الفيتو في المجلس يوم السبت الماضي قائلتين إن مسودة القرار غير متوازنة ولم تنح باللائمة على المعارضة السورية.

إلى جانب الحكومة في أعمال العنف التي أدت إلى قتل أكثر من 5 آلاف شخص حسب إحصاءات الأمم المتحدة، ولا يوجد فيتو في الجمعية العامة وليس لقرارات الجمعية العامة التي تضم 193 دولة قوة قانونية على عكس قرارات مجلس الأمن، ولكن إجازة مسودة القرار في الجمعية ستزيد من الضغط على الأسد وحكومته.

ومن المقرر أن تناقش الجمعية الوضع في سوريا يوم الاثنين المقبل عندما تلقي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي كلمة أمامها.

وقال دبلوماسيون إنه من غير المتوقع التصويت على مشروع القرار بحلول ذلك الوقت ولكن قد يتم التصويت عليه في وقت لاحق الأسبوع الجاري.

ويتبع إلى حد كبير مشروع قرار الجمعية مشروع القرار الذي تم الاعتراض عليه في مجلس الأمن، ورغم دعوته الى وقف أعمال العنف من جانب كل الأطراف فإنه ينحي باللائمة بشكل أساسي على السلطات السورية التي يدينها بقوة بشأن الانتهاكات المستمرة الواسعة الانتشار والمنظمة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية.

ويحث مشروع القرار على محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان ولكنه لا يذكر بشكل محدد المحكمة الجنائية الدولية، ولا تستطيع أي جهة سوى مجلس الأمن الدولي إحالة سوريا الى هذه المحكمة وهي خطوة غير محتملة في ضوء انقساماته.

وفي إضافة لنص مجلس الأمن يدعو نص الجمعية العامة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى تعيين مبعوث خاص لسوريا وهو اقتراح طرحه نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية على بان كي مون في وقت سابق من الأسبوع الماضي.

وفي بيان، قال فرانسيس دينغ مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية وإدوارد لك مستشار الأمين العام بشأن مسؤولية الحماية أنهما شعرا بقلق بسبب إطلاق قوات الأمن السورية النيران بشكل عشوائي على المناطق الكثيفة السكان بمدينة حمص.

وأكدا أن مثل هذه الهجمات يمكن أن تشكل جرائم في حق الإنسانية بموجب القانون الدولي. وأوضحا أن وجود عناصر مسلحة بين السكان لا يجعل شن هجمات ضد المدنيين أمرا مشروعا.

السويدان: تأييد الثورة السورية والانشقاق واجب شرعي

107 من العلماء يؤكدون وجوب الانشقاق ودعم الجيش السوري الحر

دبي – علاء المنشاوي

قال الداعية الإسلامي الكويتي الدكتور طارق السويدان إن تأييد الثورة السورية واجب شرعي لا يحتاج لفتاوى أو بيانات.

وأضاف السويدان في حسابه على (تويتر) أن “بيان العلماء والدعاة موجه للمترددين وبالذات في جيش وأمن بشار”.

وكان 107 من العلماء قد وقعوا بياناً يستنكرون فيه ما يقوم به نظام بشار الأسد من قتل للمدنيين في سوريا، حيث تضمن البيان فتوى بتحريم العمل في وظائف الأمن والجيش في ظل هذه الأوضاع.

وأوضح السويدان عبر حسابه على تويتر “أن العلماء والدعاة أظهروا موقفهم من بداية الثورة السورية بشكل انفرادي والبيان يعلن موقفاً جماعياً موحداً بوجوب الانشقاق عن نظام بشار”.

وقال “١٠٧ من علماء ودعاة الأمة يعلنون وجوب الانشقاق عن نظام بشار ووجوب دعم الثورة السورية والجيش الحر وشرفوني بأن أكون بينهم”.

وتضمن البيان أنه “لا يجوز لمنسوبي الجيش السوري أو الأمن أو التشكيلات الأخرى قتل أحد من أفراد الشعب، أو إطلاق النار باتجاههم، ويجب عليهم عصيان الأوامر إذا صدرت إليهم، ولو أدّى الأمر إلى قتلهم، بل يجب عليهم ترك أعمالهم والانسحاب منها”.

وقال البيان “على أولئك الذين حدث منهم قتل فيما مضى أن يتذكروا أن قتل اثنين جرم مضاعف عن قتل واحد، وأن باب التوبة مفتوح، وفي قصة قاتل التسعة والتسعين نفساً عبرة وآية، فلا يستسهلوا سفك الدماء، أو يظنوا أن وقوعه منهم فيما مضى يقطع طريق التوبة والإقلاع، ولأن يكون الواحد منهم عبد الله المقتول خير له وأبر عند الله من أن يكون عبد الله القاتل، ومن يذهب إلى الجنة شهيداً طاهراً، ليس كمن يذهب إلى النار مجرماً قاتلاً”.

65 قتيلاً برصاص الأمن السوري معظمهم في حمص

عمليات قصف ودهم للعديد من المدن والأحياء تسقط عشرات الضحايا

العربية.نت

تواصلت عملية الجيش السوري، اليوم الجمعة، في العديد من المدن والبلدات لتحصد المزيد من الأرواح في إطار الحملة الدموية التي تقوم بها لقمع المعارضة، ونالت مدينة حمص النصيب الأوفر من اعتداءات الجيش السوري.

وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقتل 65 شخصاً برصاص الأمن، معظمهم في حمص.

كما أفاد مراسل “العربية” بتجدد القصف المدفعي العنيف مساء الجمعة على أحياء الخالدية والبياضة في المدينة، كما اقتحمت القوات النظامية السورية بلدة مضايا واستولت عليها من الجيش السوري الحر.

يأتي ذلك بعدما قام الجيش السوري بحرق بلدة مضايا في ريف دمشق بعد قصفها بكل أنواع الأسلحة الثقيلة من مدافع الدبابات والهاون والصواريخ، كما قامت قوات الأمن السورية باقتحام حي القابون.

أما مدينة درعا التي اقتحمتها الدبابات فشهدت إطلاق نار كثيف وملاحقات للمتظاهرين في الشوارع؛ ما تسبب في إصابة العشرات، هذا فيما واصلت القوات السورية بقصف حي بابا عمر، حيث أكد ناشطون سقوط أكثر من 100 صاروخ على الحي.

وتشهد حرستا إطلاق نار كثيف بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة في المدينة وعلى تجمع المظاهرات التي خرجت من عدة جوامع.

السفير الأمريكي لدى سوريا ينشر صورا التقطتها أقمار صناعية لأعمال العنف

نشر روبرت فورد سفير الولايات المتحدة لدى سوريا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورا التقطتها الاقمار الصناعية قال إنها دليل على هجمات الحكومة على الاحياء السكنية وذلك بعد ايام فقط من اغلاق السفارة الامريكية في دمشق.

وحملت الصور على صفحة فورد على فيسبوك عنوانا “تصاعد العمليات الامنية في حمص” مؤرخة بتاريخ السادس من فبراير / شباط.

وظهرت في الصور إشارات على مبان محترقة ودخان وحفر نجمت عن صدمات شديدة ومركبات عسكرية ومركبات مصفحة.

وتتعرض مدينة حمص معقل المعارضة السورية إلى قصف عنيف منذ عدة أيام أودى بحياة العشرات من المدنيين واثار ادانة من زعماء العالم.

وتقول الحكومة السورية إن أعمال العنف من تدبير “ارهابيين” مدعومين من الخارج.

وقال فورد في تعليقه على الصور التي نشرت ” اسمع روايات عن مواليد جدد في حمص يموتون في المستشفيات حيث قطعت الكهرباء وعندما نرى الصور المزعجة التي تقدم ادلة على استخدام النظام السوري لقذائف الهاون والمدفعية ضد الاحياء السكنية نصبح كلنا اكثر قلقا بشأن النتيجة المفجعة للمدنيين السوريين”.

وأضاف فورد قائلا ” من الغريب بالنسبة لي ان يحاول اي شخص المساواة بين اعمال الجيش السوري وجماعات المعارضة المسلحة لان الحكومة السورية تبادر دائما بالهجمات على المناطق المدنية وتستخدم اثقل اسلحتها”.

واغلقت الولايات المتحدة سفارتها في دمشق لاسباب امنية يوم الاثنين الماضى وهو يوم تأريخ الصور.

وقال فورد “بوسعي ان اقول دون مبالغة ان السادس من فبراير كان اكثر الايام ارهاقا من الناحية النفسية خلال عملي كمسؤول في الخارجية”.

وأضاف “غادرت دمشق بحزن واسف بالغين وتمنيت لو لم يكن رحيلنا ضروريا ولكن سفارتنا الى جانب العديد من البعثات الدبلوماسية في المنطقة لم تكن محمية بشكل كاف في ضوء المخاوف الامنية الجديدة في العاصمة”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

نشطاء: القوات السورية تكثف القصف على حمص

عمان (رويترز) – قال نشطاء ان قوات الرئيس السوري بشار الاسد قتلت ما لا يقل عن اربعة مدنيين في قصف مكثف بالدبابات والصواريخ على احياء في مدينة حمص يوم السبت لاخماد انتفاضة شعبية تطالب برحيله.

وقال النشط المعارض محمد حسن لرويترز هاتفيا عبر الاقمار الصناعية من حمص “هذا هو اعنف قصف منذ بدء الهجوم على حمص قبل ستة ايام. ومن بين الاربعة امرأة تبلغ من العمر 55 عاما. قتلوا جراء القصف الذي اصاب مبنى يعيشون فيه في حي بابا عمرو.”

ولا يمكن التأكد بشكل مستقل من صحة هذه الرواية. وتقيد سوريا عمل معظم الصحفيين الاجانب.

واظهرت لقطات مصورة على موقع يوتيوب للتواصل الاجتماعي على الانترنت طبيبا في مستشفى ميداني في حي بابا عمرو بجوار جثة امرأة بدا انها اصيبت في الرأس.

وقال الطبيب وهو يمسك برأس المرأة المحطمة والملطخة بالدماء “ام لثلاثة اولاد.. الشهيدة ابتسام الدلاتي… استهدفت بقذائف… خروج كامل للمادة الدماغية.”

واضاف “نناشد اهل حلب.. نناشد اهل الشام اليوم السبت للنزول الى الشوارع لفك المجزرة عن اهلنا في حمص.”

تفجيرات في سوريا والسعودية تحث على السلام في الامم المتحدة

عمان (رويترز) – تفجرت اعمال عنف عبر سوريا تضمنت تفجيرين اديا الى قتل 28 شخصا على الاقل في حلب في الوقت الذي قال فيه دبلوماسيون في الامم المتحدة انه تم توزيع مسودة قرار جديد لكسب التأييد لخطة سلام عربية لانهاء اراقة الدماء المستمرة في سوريا منذ 11 شهرا.

وكان تفجيرا حلب أسوأ أعمال عنف تعرضت لها المدينة التي تعد المركز التجاري لسوريا خلال الانتفاضة ضد حكم عائلة الرئيس بشار الاسد المستمر منذ 42 عاما.

وأظهرت لقطات حية عرضها التلفزيون السوري جثثا تغطيها الدماء وأشلاء متناثرة على الطرقات أمام مبنيي الجيش وجهاز الامن المستهدفين. ويصور التلفزيون السوري بشكل مستمر الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد على أنها من تدبير “ارهابيين” مدعومين من الخارج.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن انفجاري حلب ولكنهما حدثا في وقت زادت فيه شراسة قوات الاسد في عملياتها للقضاء على الانتفاضة. وقالت شخصيات معارضة ان الحكومة السورية تستغل الانفجارين لتشويه صورة المعارضة.

وشهد الجمعة اضطرابات أخرى في أنحاء شتى من البلاد وقال نشطون ان قوات الامن فتحت النار في اللاذقية وفي بلدة داعل في محافظة درعا وفي أماكن أخرى لفض مظاهرات خرجت بعد صلاة الجمعة.

وفي دمشق قال نشطاء ان أفرادا من الجيش السوري الحر خاضوا قتالا لاربع ساعات مع قوات تدعمها المدرعات دخلت حي القابون شمال العاصمة خلال احتجاج على بعد ميل واحد من ساحة العباسيين الرئيسية .

وقال المعارضون ان لديهم بعض المصابين لكن لم يعرف بعد ان كان أحد منهم توفي متأثرا بجروحه.

وفي مدينة حمص بغرب سوريا حيث أسفر أسبوع من القصف عن مقتل عشرات المدنيين وأدانه زعماء العالم قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان أربعة أشخاص قتلوا في حي بابا عمرو وحي باب السباع اللذين تتحصن فيهما المعارضة. وفتحت القوات النار أيضا على مصلين عند مغادرتهم المساجد في حمص بعد صلاة الجمعة.

وقال نشطون في حمص ان القصف بدأ من جديد صباح الجمعة وانهم يخشون هجوما وشيكا لاقتحام مناطق سكنية بالمدينة التي أصبحت رمزا لمحنة المناهضين لحكم الاسد.

وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية “المذبحة في حمص مستمرة واستشهاد الشعب السوري مستمر.” واضاف “اننا لا نرى فقط جيشا يذبح شعبه لكن بالنسبة للجيش السوري اصبحت المستشفيات والاطباء هدفا للقمع المنظم.”

وفي الامم المتحدة قال دبلوماسيون ان السعودية وزعت مشروع قرار يدعم خطة سلام عربية لسوريا بين اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة امس الجمعة بعد ان استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد نص مماثل في مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي.

وظهرت المسودة الجديدة في الوقت الذي كرر فيه مستشاران لبان جي مون الامين العام للامم المتحدة تحذيرا من ان هجمات الحكومة السورية على المدنيين قد تكون بمثابة جرائم في حق الانسانية.

ومثل مشروع قرار مجلس الامن الذي تم احباطه فان مشروع قرار الجمعية العامة “يؤيد بشكل كامل” خطة الجامعة العربية التي طرحت الشهر الماضي والتي تدعو من بين امور اخرى الى تنحي الرئيس السوري بشار الاسد للمساعدة في انهاء اعمال العنف الدائرة في البلاد منذ 11 شهرا.

واستخدمت روسيا والصين الفيتو في المجلس يوم السبت الماضي قائلتين ان مسودة القرار غير متوازنة ولم تنح باللائمة على المعارضة السورية الى جانب الحكومة في اعمال العنف التي ادت الى قتل اكثر من خمسة الاف شخص حسب احصاءات الامم المتحدة.

ولا يوجد فيتو في الجمعية العامة. وليس لقرارات الجمعية العامة التي تضم 193 دولة قوة قانونية على عكس قرارات مجلس الامن ولكن اجازة مسودة القرار في الجمعية ستزيد من الضغط على الاسد وحكومته.

ومن المقرر ان تناقش الجمعية الوضع في سوريا يوم الاثنين عندما تلقي نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان كلمة امامها. وقال دبلوماسيون ان من غير المتوقع التصويت على مشروع القرار بحلول ذلك الوقت ولكن قد يتم التصويت عليه في وقت لاحق الاسبوع الجاري.

ويتبع الى حد كبير مشروع قرار الجمعية والذي اطلعت رويترز عليه مشروع القرار الذي تم الاعتراض عليه في مجلس الامن. ورغم دعوته الى وقف اعمال العنف من جانب كل الاطراف فانه ينحي باللائمة بشكل اساسي على السلطات السورية التي يدينها بقوة بشأن “الانتهاكات المستمرة الواسعة الانتشار والمنظمة لحقوق الانسان والحريات الاساسية.”

ويحث مشروع القرار على محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان ولكنه لا يذكر بشكل محدد المحكمة الجنائية الدولية. ولا تستطيع اي جهة سوى مجلس الامن الدولي احالة سوريا الى هذه المحكمة وهي خطوة غير محتملة في ضوء انقساماته.

وفي اضافة لنص مجلس الامن يدعو نص الجمعية العامة الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الى تعيين مبعوث خاص لسوريا وهو اقتراح طرحه نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية على بان في وقت سابق من الاسبوع الماضي.

وفي بيان قال فرانسيس دينج مستشار الامين العام للامم المتحدة لمنع الابادة الجماعية وادوارد لك مستشار الامين العام بشأن مسؤولية الحماية انها شعرا بقلق بسبب اطلاق قوات الامن السورية “النيران بشكل عشوائي ” على المناطق الكثيفة السكان بمدينة حمص.

وفي تأكيد لتحذير في شهر يوليو تموز الماضي قالا ان مثل هذه الهجمات يمكن ان تشكل جرائم في حق الانسانية بموجب القانون الدولي. وقالا ان”وجود عناصر مسلحة بين السكان لا يجعل شن هجمات ضد المدنيين امرا مشروعا.”

من خالد يعقوب عويس

لماذا تدعم روسيا الأسد؟

قال باحث غربي إن زيارة اثنين من كبار المسؤولين الروس، هما وزير الخارجية سيرغي لافروف ومدير المخابرات الخارجية ميخائيل فرادكوف، دمشق مؤخرا لم تكن بغرض حث الرئيس بشار الأسد على التخلي عن السلطة وعرض اللجوء السياسي في روسيا عليه، بل لإقناعه بفتح حوار مع المعارضة وطرح دستور جديد للاستفتاء واستئناف بعثة مراقبي الجامعة العربية مهامها في سوريا.

وأضاف دميتري ترنين -مدير مركز كارنيجي موسكو- أن ما سماه مسعى المصالحة مآله الفشل كونه جاء متأخرا.

لكنه يستطرد في مقال نشرته له صحيفة نيويورك تايمز في عددها اليوم، قائلا إن الوساطة الروسية ربما كانت ستنجح لو أن لافروف وفرادكوف جاءا إلى دمشق في الصيف أو حتى الخريف الماضيين، وكررا زيارتهما في دبلوماسية مكوكية. ولربما كانت موسكو ستحقق نجاحا في مهمتها كصانعة سلام أكبر من أنقرة لما ظلت تلعبه من دور تاريخي كداعم ومود سلاح لسوريا.

ولفهم عقلية موسكو تجاه سوريا، ومكامن اختلافها مع الغرب وبعض الدول العربية، لابد من النظر في الأمر برؤية واسعة.

ففي العام الماضي امتنعت روسيا عن التصويت على قرار بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا، وهو ما أدى في النهاية إلى انهيار نظام العقيد معمر القذافي.

ويقول ترنين إن الحكومة الروسية تتسم بطابع محافظ فهي تمقت الثورات. وعندما ينظر الكرملين أو مكتب فرادكوف إلى “الصحوة العربية” فإنهم يرون أن التحول إلى الديمقراطية يقود مباشرة إلى الأسلمة.

ويشيرون -أي الكرملين ومكتب فرادكوف- إلى ليبيا ما بعد معمر القذافي وما آل إليه حالها من فوضى، حيث تجد كميات كبيرة من أسلحة النظام السابق طريقها إلى ما وصفها كاتب المقال بأيادٍ بغيضة.

وبنظرهم فإن الانتفاضة في سوريا ربما تكون لها تداعيات أسوأ مما حصل في ليبيا من حيث ولوغها في العنف الطائفي وتأثيرها المحتمل على دول الجوار لا سيما لبنان وإسرائيل.

ويعتقد الكرملين أن الثورات من السوء بمكان لكن محاولات التدخل في الحروب الأهلية لدول أخرى من شأنها أن تزيد الطين بلة.

إن سوريا ليست ليبيا، فالوضع فيها أكثر صعوبة، إذ لا يكفي أن تزود الجيش السوري الحر بالسلاح والمخابرات كي يتفوق على قوات الأسد. وتلوح في الأفق نُذُر حرب أوسع نطاقا يشارك فيها العرب والأتراك.

وتستبد بالروس الشكوك في أن الدافع الحقيقي وراء ضغوط الغرب على دمشق هو تجريد طهران من حليفتها الوحيدة في المنطقة.

ويزعم الكاتب أن وراء النشاط، الذي تضطلع به دول الخليج -وقطر على وجه الخصوص- في الشأن السوري كما تراه موسكو، نفوذ إقليمي متصاعد للمملكة العربية السعودية، خصم إيران اللدود في المنطقة.

ثم إن تركيا بطموحات الإمبراطورية العثمانية الجديدة تلعب هي الأخرى دورا في الأزمة. غير أن أخوف ما يخافه الروس هو أن تشن إسرائيل هجوما على إيران فتجر معها الولايات المتحدة لتضطرم نيران حرب كبرى في وقت ما من العام الجاري.

وربما يرى البعض دافعا آخر وراء وقوف موسكو مع الأسد. فبعد أن فقدت روسيا أربعة مليارات من الدولارات من مبيعات السلاح وعقود أخرى مع ليبيا، مع احتمال أن تفقد مبلغا مماثلا من تجارتها مع سوريا، فإنه ليس أمام موسكو من خيار سوى تبني موقف متشدد من الأزمة.

المصدر: نيويورك تايمز

قتلى جدد وتركيز القصف بأحياء حمص

أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية سقوط 14 قتيلا اليوم السبت معظمهم في حي بابا عمرو بمدينة حمص في تجدد القصف المتواصل منذ أكثر من أسبوع على المدينة.

كما اقتحمت دبابات الجيش النظامي بلدة المسيفرة في درعا وسط إطلاق نار كثيف.

وذكر ناشط في حمص للجزيرة أن مروحيتين حربيتين تحلقان في سماء أحياء بابا عمرو والبياضة والخالدية، مضيفا أن منطقة كرم الزيتون تتعرض لقصف عنيف، بينما تشهد منطقة الرفاعي اشتباكات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر.

وأكد الناشط أن حي الانشاءات الراقي الواقع بمدينة حمص تتعرض محال تجارية فيه لعمليات نهب وسلب متواصلة.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الأمن السوري يقتحم أحياء القصور والمحمدية بحماة وسط إطلاق نار ونشر للقناصة.

70 قتيلا

وكانت الهيئة ذكرت أن أكثر من سبعين شخصا قتلوا أمس الجمعة برصاص الأمن بينهم أطفال ونساء، وسقط معظمهم في حمص التي تتعرض لقصف متواصل منذ أيام، كما قتل 15 آخرون في حلب وبث ناشطون صورا لإطلاق نار على متظاهرين في حي الفردوس بحلب، وسقوط أحدهم قتيلا.

وتحدث سكان وناشطون عن دبابات ونحو ألف جندي احتشدوا خارج أحياء حمص التي قصفت كما قالوا لخامس يوم، في “جمعة روسيا تقتل أطفالنا”.

وقد نشر روبرت فورد السفير الأميركي بدمشق –الذي غادر العاصمة السورية بعد إغلاق السفارة الاثنين- صورا على فيسبوك التقطتها الأقمار الصناعية، تظهر ما اعتبرها أدلة على هجمات حكومية تستهدف مناطق سكنية بحمص.

وتظهر الصور -التي تحمل تاريخ السادس من الشهر الجاري- علامات تشير إلى بنايات محترقة ودخان وآثار حفر وسيارات عسكرية وآليات.

وتحدث فورد عن أدلة على أن النظام يستخدم الهاون والمدفعية ضد الأحياء السكنية في حمص.

لكن من الصعب على العين غير المدربة ملاحظةُ التفاصيل التي يتحدث عنها فورد بالصور التي نشرها مساء الخميس، قبل يوم واحد فقط من نشر “ديجيتال غلوب” صورا أخرى تظهر أيضا دبابات وآليات بحمص، قالت الشركة الأميركية إنها التقطت صبيحة أمس الجمعة.

من جهة ثانية أظهرت صور بثتها مواقع الثورة السورية على الإنترنت خروج مظاهرة مسائية بمدينة حماة، وردد المتظاهرون في حي الحميدية عبارات تأييد لسكان مدينة حمص وطالبوا برحيل النظام.

وأظهرت صور أخرى خروج مظاهرة مسائية بمدينة درعا، وطالب المتظاهرون في حي المحطة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد وتقديم المسؤولين عن قتل المدنيين إلى المحاكمة. كما طالبوا الجيش الحكومي بالكف عن قتل المدنيين بحمص وغيرها من المدن.

وقد سجلت الهيئة العامة للثورة السورية مئات المظاهرات نظمت أمس بإدلب وحماة ودرعا وحمص وريف دمشق واللاذقية ودير الزور ودمشق والحسكة والقنيطرة وطرطوس والرقة.

حلب

أما فيما يتصل بحلب، فقد نفى قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد مسؤولية التنظيم عن تفجيريْن بالمدينة قتلا أمس 28 شخصا وفق السلطات السورية.

وكان تفجيران استهدفا فرع الأمن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام بحلب، وأوقعا وفق وزارة الصحة 28 قتيلا و175 جريحا.

وتحدث بدايةً عقيدٌ منشق اسمه عارف حمود عن مسؤولية الجيش الحر عن التفجيرين، وقال إن تنسيقا من الداخل سمح بوقوع عملية الأمن العسكري.

لكن العقيد الأسعد نفى ذلك لاحقا في لقاء مع الجزيرة، وقال إن قواته لا تملك الوسائل ولا الإمكانيات لتنفيذ هذه التفجيرات.

وتحدث الأسعد عن هجومٍ نفذه عسكريون منشقون على مقرٍ للأمن في حلب يُستخدَم مركزا لتجمع “الشبيحة وقوات قمع المظاهرات” قبل أن يهز المركز انفجارٌ بعد انسحاب الجيش الحر.

واتهم الأسعد القوات النظامية بتنفيذ تفجيريْ حلب للتغطية على اشتباكاتها مع الجيش الحر، وعلى “حملة القمع ضد المدن”.

كما نقل المجلس الوطني السوري بيانا للجيش الحر أكد فيه أن عملياته تقتصر على “حماية المواطنين” ووصف التفجيريْن بأنهما “تحذير لأهالي مدينة حلب لئلا يشاركوا في المظاهرات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى