أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 15 كانون الثاني 2012

 

أوروبا مع «كل الخيارات» لمساعدة المعارضة السورية

لندن، بيروت، بروكسيل – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

مع دخول الانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد شهرها الحادي والعشرين ومقتل 40 الف شخص على الاقل، استمرت المواجهات على عنفها امس في مختلف المناطق، وخصوصاً في محافظة حلب وفي ريف دمشق. واكد قادة دول الاتحاد الاوروبي ان «كل الخيارات» مفتوحة «لدعم ومساعدة» المعارضة وحماية المدنيين. ودعوا الى رحيل الرئيس بشار الاسد و»ضرورة» اجراء عملية انتقالية في سورية.

وعلى الصعيد الميداني دارت اشتباكات عنيفة امس داخل كلية الشؤون الادارية العسكرية في محافظة حلب بعد ان اقتحمها مقاتلو المعارضة، وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان تسعة مقاتلين معارضين وثمانية عناصر من قوات النظام على الاقل قتلوا في هذه الاشتباكات. وتقع هذه الكلية في قرية الزربة بين سراقب ومدينة حلب، وكانت المعارضة قد سيطرت منذ فترة على المناطق المحيطة بها. وتحاصر المعارضة مدرسة المشاة شمال مدينة حلب التي تضم حوالى ثلاثة آلاف عنصر من قوات النظام.

وفي محافظة ادلب، افاد المرصد عن تعرض معرة النعمان والقرى المحيطة بها لقصف عنيف من قوات النظام، يترافق مع اشتباكات بين في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان. وذكرت الهيئة العامة للثورة ان الطيران الحربي شن غارات على الحيين الشمالي والجنوبي في معرة النعمان، ما تسبب باضرار بالغة في المباني.

ويسيطر المقاتلون المعارضون على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية منذ 9 تشرين الاول (اكتوبر)، ويحاولون منذ ذلك الوقت اقتحام معسكر وادي الضيف. فيما تحاول قوات النظام استعادة معرة النعمان التي تسببت خسارتها باعاقة امدادات القوات النظامية الى مدينة حلب التي تدور فيها معارك يومية بين قوات النظام والمعارضة.

وذكر برنامج الأغذية العالمي إن مليون شخص على الاقل قد يعانون من الجوع هذا الشتاء في الوقت الذي يزيد فيه تردي الأوضاع الأمنية من صعوبة الوصول إلى مناطق الصراع. وفر أكثر من مليونين ونصف مليون شخص من منازلهم إلى مناطق أكثر أمانا داخل سورية بينما جرى تسجيل نصف مليون آخرين لجأوا الى دول مجاورة.

في هذا الوقت ما تزال ردود الفعل تتفاعل في اوساط المعارضة على قرار الادارة الاميركية تصنيف «جبهة النصرة» تنظيماً ارهابياً، فقد رفعت التظاهرات التي خرجت امس للمطالبة باسقاط النظام شعار «لا ارهاب في سورية الا ارهاب الاسد»، وفي بلدة حزة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، رفع متظاهرون لافتة كتب عليها «نشكر كل الارهابيين في سورية ضد الاسد، كلنا جبهة النصرة».

ومع انسداد الافق السياسي بعد اعلان موسكو تراجعها عن المواقف التي اعلنها نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، والتي لم يستبعد فيها انتصار المعارضة، تبنى قادة دول الاتحاد الاوروبي في ختام اجتماعهم في بروكسيل امس بيانا يؤكد استياءهم من الوضع الذي يتدهور اكثر فاكثر في سورية، وجاء في البيان ان «كل الخيارات» مفتوحة «لدعم ومساعدة» المعارضة السورية وحماية المدنيين. كما اكد القادة الاوروبيون انهم يرغبون في رحيل الاسد و»ضرورة» اجراء عملية انتقالية في سورية. وشددوا على ان المستقبل السياسي لسورية يجب ان يكون «ديموقراطيا لا اقصاء فيه»، مؤكدين ان الحكومة السورية المقبلة يجب ان تحترم حقوق الانسان وحقوق الاقليات.

وقال رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كامرون في نهاية قمة الاتحاد التي استغرقت يومين «أريد أن اوجه رسالة لا لبس فيها للرئيس الأسد بأن كل الخيارات مطروحة.» وأضاف «أريد أن نعمل مع المعارضة من أجل أسرع عملية انتقال ممكنة في سورية. لا يوجد رد بسيط لكن عدم التحرك واللامبالاة ليسا ضمن الخيارات». لكن المستشارة الألمانية انغيلا مركل كانت أكثر حذرا من كامرون، معتبرة ان من المبكر للغاية تغيير حظر الأسلحة المفروض على سورية. واضافت «نحن جميعا مقتنعون بضرورة حدوث تغيير سياسي في سورية وبأن مستقبل سورية هو من دون الأسد».

الى ذلك وافق مجلس النواب الالماني على ارسال بطاريتي صواريخ «باتريوت» و 400 جندي إلى تركيا في اطار خطة لحلف شمال الاطلسي (الناتو) لحماية الأراضي التركية من اي صواريخ تطلق من سورية. وسترسل الولايات المتحدة وهولندا ايضا بطاريات صواريخ «باتريوت» وجنودا إلى تركيا. فيما اكد وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا خلال زيارة لقاعدة انجرليك التركية ان الولايات المتحدة مستعدة لكل الاحتمالات لمواجهة احتمال استخدام النظام السوري اسلحته الكيماوية. لكنه اشار الى ان ذلك لن يكون سهلاً «اذ ليس من الممكن التوجه الى هناك وتدميرها، لان ذلك سيولد دخانا ساما». واضاف «علينا ان نعمل بحيث لا يتم استخدام هذه الاسلحة وأن لا تقع في الايدي الخطأ».

مؤشرات تقارب روسي ـ أميركي قد تتيح فرصة أخيرة لحل «يمني» في سورية

واشنطن – جويس كرم

مؤشرات تقارب روسي – أميركي، قد تتيح فرصة أخيرة لحل «يمني» في سورية، تعكس المواقف الأميركية الأخيرة من الوضع السوري سعياً حثيثاً من واشنطن لإيجاد أرضية مشتركة مع الجانب الروسي، تُعد لصيغة تعاون في مجلس الأمن الدولي وخارجه وتمهد لـ «حل سياسي» للأزمة. وتتوج هذه المساعي إدراج «جبهة النصرة» على لائحة الإرهاب، تأكيد الجانبين على الاستعداد «لتبادل أفكار»، تحفظ واشنطن عن تسليح المعارضة وليونة أكبر في الموقف الروسي يُقر بالمتغيرات على ألأرض.

وتؤكد مصادر موثوق فيها لـ «الحياة» أن البيت الأبيض، وبتوجيه من الرئيس باراك أوباما، يعمل على إقناع روسيا بتغيير موقفها من الرئيس السوري بشار الأسد، والعمل لإيجاد مرحلة انتقالية يحيطها توافق دولي.

ويعمل على هذا الاتجاه مستشار الأمن القومي توم دونيلون ونائبه دنيس ماكدونو المعروفان بقربهما من الرئيس، وبراعتهما في التعاطي السياسي. ولعل إدراج «جبهة النصرة» على لائحة الإرهاب، كان المؤشر الأول من واشنطن نحو موسكو، بمشاركتها رفض المجموعات المتطرفة في مرحلة ما بعد الأسد كما يقول الخبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أندرو تابلر.

وفي السياق نفسه، تستمر واشنطن في رفض تسليح المعارضة تحسباً من وصول السلاح إلى مجموعات على صلة بتنظيم «القاعدة»، ومن تفكك الجيش السوري الذي لروسيا نفوذ كبير في صفوفه وفي تزويده سلاحه. ويقول مسؤول أميركي رفيع المستوى لـ «الحياة» إن واشنطن «لا تسلح اليوم إنما لم نستبعد هذا الخيار مستقبلاً في حال أفاد في الوصول إلى حل سياسي». ويشير تابلر إلى أن الولايات المتحدة «ليست بوارد التسليح» على رغم أنها لم تطلب من الأطراف الدولية والإقليمية وقف وصول هذا السلاح. وعن شكل المرحلة الانتقالية يأتي الحديث الأميركي، وعلى لسان مسؤول في الخارجية، عن «ضرورة تنحي الأسد جانباً والإفساح لجسم حكومي انتقالي للعمل لبناء سورية شاملة وديموقراطية ما بعد الأسد» ليعكس المرونة الأميركية في هذا الشأن.

وعبارة «تنحي جانباً» قد يلتقي فيها الكرملين والبيت الأبيض حول حل يمني للأزمة السورية، ونقل الأسد جميع سلطاته لشخص مكلف إدارة المرحلة الانتقالية.

ويرى تابلر أن التحول العسكري «قد يغير في الحسابات الروسية» مع وصول المعارك إلى العاصمة دمشق وتراجع نفوذ النظام في الشمال والشرق، على رغم تعزيزه «نفوذه في الجنوب وعلى الشاطئ»، وهو ما تحدث عنه الجانب الروسي وإقراره الضمني بإمكانية سيطرة المعارضة. وأبدى الجانب الأميركي استعداداً «لتبادل الأفكار مع روسيا» وبعد لقاء الوزيرة هيلاري كلينتون بنظيرها سيرغي لافروف في لندن. وهو يرى في استقطاب الجانب الروسي مفتاحاً لتعاون حقيقي في مجلس الأمن حول سورية، عبر قرارات لإرسال قوات دولية أو تبني مقاربة سياسية للحل كما كان الحال مع اليمن.

وإذا فشلت هذه الصيغة، وأبقت روسيا على دعمها للأسد، ترى واشنطن أنها تستفيد من الوقائع على الأرض واستنزاف النظام في الداخل، وهي تعمل أيضاً على مسار بديل بالاعتراف بالمعارضة ودعم جهود أنطاليا العسكرية لضمان دورها في ما تراه المرحلة الحتمية لما بعد سقوط الأسد.

“دايلي تلغراف”: النظام السوري يستنفد احتياطاته المالية بسرعة كبيرة

كشفت صحيفة دايلي تلغراف نقلاً عن مصدر وصفته بأنه وثيق الإطلاع، أن النظام السوري يستنفد احتياطاته المالية بسرعة كبيرة ستجعله يفتقد المال بحلول نيسان المقبل.

واشارت الصحيفة إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد سيواجه خيار الإستسلام أو رمي نفسه تماماً تحت رحمة حليفه الإيراني مع وصول تلك اللحظة. وقالت إن انتشار المتمردين في الأشهر الـ6 الماضية عبر سوريا وتحكمهم بممرات الإمدادادت الحاسمة، لا سيما الطريق السريع بين الشمال والجنوب الذي يربط دمشق مع حلب والطريق بين الساحل والعاصمة السورية، جعل من الصعب على نظام الأسد تزويد قواته بالضروريات الأساسية بدءاً من الوقود.

واضافت الصحيفة أن إيران قد تكون لا تزال قادرة على ايصال النفط إلى ميناء طرطوس السوري على البحر الأبيض المتوسط، غير أن نقل الإمدادات إلى المناطق حيث هناك حاجة إليها، أصبح أكثر صعوبة يوماً بعد يوم، وصارت القواعد العسكرية السورية وعلى نحو متزايد تشبه الجزر المحاصرة بعد أن أحاط بها المتمردون وأصبح جنودها غير قادرين على التحرك لافتقادهم للضروريات وخطر تعرضهم لهجوم.

على خط موازٍ، بدأت الأزمات تتوالى على العاصمة السورية دمشق. فمع اشتداد أزمتي المازوت والغاز على مدار الشهرين الماضيين ظهرت أزمة جديدة تعد مشكلة حقيقية يعاني منها الدمشقيون ألا وهي “رغيف الخبز”.

فقد بدأت بوادر الأزمة قبل نحو شهرين نتيجة اختفاء مادة المازوت التي تعمل بها كل المخابز في دمشق، بالإضافة إلى نقص توريد الدقيق وهو الأمر الذى أدى إلى إغلاق العديد من المخابز بشكل نهائي.

وبلغت الأزمة مداها حتى أصبح من المألوف أن ترى المئات يصطفون أمام أحد المخابز في طابور يصل إلى عشرات الأمتار. وأصبح ليس غريبا أن ترى شخصا يخرج من الطابور حاملا بعض أكياس الخبز وفى عينيه نظرة المنتصر.

ويعد الخبز من أكثر السلع التي تحظى بدعم مالي حكومي في سوريا حيث تباع ربطة الخبز بمبلغ 15 ليرة سورية، وتحتوى على 8 أرغفة كبيرة الحجم وتكفي لأسرة من 4 أفراد. وهناك نوع آخر من الخبز يطلق عليه “الخبز السياحي”، وهو مثل الخبز الحكومي، لكنه غير مدعوم حيث تحتوي الربطة على 6 أكياس من الحجم المتوسط وتباع مقابل 50 ليرة.

حرب لا يمكنهما خسارتها .. والقلق من توسّع رقعة النار إقليمياً

سـوريـا وثـمـن تفـاهـم واشـنطـن ومـوسـكـو

سامي كليب

أعلنت موسكو أمس أنها لم ولن تغير موقفها بشأن الأزمة السورية، مؤكدة أن الحل للأزمة يستند إلى «اتفاق جنيف» في 30 حزيران الماضي، ومشددة على أنها لا تجري أي محادثات مع أحد بشأن وضع الرئيس السوري بشار الأسد، فيما وقع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، خلال زيارة مفاجئة إلى قاعدة «انجيرليك» في تركيا، قراراً بنشر بطاريتي صواريخ «باتريوت» و400 جندي أميركي قرب الحدود التركية – السورية.

وكلف قادة دول الاتحاد الأوروبي، في ختام اجتماعهم في بروكسل، مجلس القضايا الخارجية «العمل على كل الخيارات من اجل دعم ومساعدة المعارضة» السورية، وأيضاً «للتمكين من دعم أكبر من اجل حماية المدنيين». صيغة العمل على «كل الخيارات» تفتح ضمناً المجال للدعم المسلح أو حتى الخيار العسكري، لكن مصدراً أوروبياً قال لمراسل «السفير» في بروكسل، وسيم إبراهيم، «سيبقى لدينا سقف ثابت. حظر الأسلحة على سوريا مستمر حتى شباط «المقبل»، فيما أكد مصدر آخر أن «تدخلاً عسكرياً من دون تفويض أممي أمر غير وارد».

لم تقل موسكو مرة واحدة إنها متمسكة بالرئيس السوري بشار الأسد. ولم تقل واشنطن مرة واحدة إنها تريد إسقاط النظام. النقطة المركزية لتفاهم الطرفين موجودة أصلاً في اتفاق جنيف الدولي حول سوريا والذي يسمح بتحقيق الرغبات الأميركية والروسية بحل سياسي بعد استحالة الحسم العسكري.

اتفاق جنيف، الذي وقعت عليه الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية والأمم المتحدة في آخر حزيران الماضي، يلحظ قيام حكومة انتقالية تملك كامل الصلاحيات التنفيذية، والبدء بإصلاحات قانونية ومراجعة الدستور وتأمين استمرارية المرفق العام أو ترميمه، على أن يشمل الجيش والأجهزة الأمنية.

هذا يعني بوضوح، انتهاء النظام السابق بصيغته الراهنة، والتأسيس لنظام جديد موسع يشمل كل أطياف المجتمع السوري، وينسف الدستور الذي أقره الرئيس بشار الأسد باستفتاء شعبي، ويحافظ على الجيش بعد إضافة بعض الإصلاحات. النظام السوري كان قبل بهذا الاتفاق، ولو على مضض. هذه أمور ترضي واشنطن.

سبق ذلك تصريحات أميركية مهمة صدرت عن كبار قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، أكدت، وفي مراحل مختلفة على ثلاثة أمور: أولها، أن «القاعدة» اخترقت المعارضة السورية (رئيس أركان القوات الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، وثانيها، أنه يجب الإبقاء على القوات الحكومية بما فيها الجيش متماسكة بعد الإطاحة بالأسد (وزير الدفاع ليون بانيتا)، وثالثها، تصنيف «جبهة النصرة» في خانة «المنظمات الإرهابية». هذه كلها أمور ترضي موسكو.

طيلة العامين الماضيين منذ اندلاع الأزمة السورية، استمرت موسكو في دعم النظام السوري. كانت بذلك تدعم أهم مواقعها في الشرق الأوسط. في المقابل، استمرت واشنطن في تشجيع ودعم المعارضة لكنها اعترضت مراراً على رفع مستوى التسلح خشية وقوعه في أيدي «القاعدة» وتفرعاتها. أدركت موسكو أن خسارة معركة سوريا تعني خسارتها في المنطقة برمتها.

تبين بعد مرور نحو عامين، أن النظام لم يسقط وأن الجيش يقاتل بشراسة على الأرض. لكن تبين أيضاً أن المعارضة المسلحة صارت أكثر بأساً على رغم خسائرها الكبيرة جراء القصف الجوي. وباتت بعض تفجيرات المعارضة وعملياتها تصل إلى داخل دمشق وفي مقار أمنية أساسية، وصار لها سند جهادي كبير الخطورة على الجميع. (راجع مقالة ميشال كيلو الأخيرة في «السفير»).

حين قررت واشنطن إسقاط «المجلس الوطني» (الذي كان للمناسبة، محل اعتراض روسي دائم) تم تأسيس ائتلاف المعارضة السورية متوازياً مع جمع الفصائل المسلحة،

الجيش السوري يشن هجوما على قوات المعارضة قرب دمشق

بيروت- (د ب أ): أعلن ناشطون معارضون السبت أن قوات الحكومة السورية شنت هجوما كبيرا على مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة جنوب العاصمة دمشق.

وقال هيثم العبد لله، وهو ناشط متمركز في دمشق، لوكالة الأنباء الألمانية إن “الجيش السوري يحاول، من خلال وابل من القصف الثقيل، اقتحام بلدة داريا من اتجاهات مختلفة”.

تمثل داريا ضاحية فقيرة للسنة ومعقلا لجماعة (جبهة النصرة) الإسلامية المعارضة المدرجة على القائمة السوداء الأمريكية لـ”المنظمات الإرهابية”.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان – ومقره لندن – رامي عبد الرحمن أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد تسعى حثيثا من اجل تضييق الخناق على المنطقة.

واضاف فى تصريحات ادلى بها لـ(د ب ا) إن :”داريا هي الأقرب لمطار المزه العسكري، الذي يشكل حاليا المنشأة الوحيدة التي يستخدمها مسؤولو النظام والقوات للخروج من العاصمة ودخولها”.

ودارت المعارك في الآونة الأخيرة بين قوات المعارضة والجيش داخل وحول دمشق، ما زاد احتمال خسارة الأسد لسيطرته على العاصمة.

ويعتقد أن المعارضة تسيطر على عدة مناطق قرب مطار دمشق.

ويصعب التحقق من الأنباء الواردة من سورية ، حيث منع النظام أغلب وسائل الإعلام الأجنبية من دخول البلاد منذ بدء الاضطربات في آذار/ مارس العام الماضي.

ومن ناحية أخرى، أكد سفراء روسيا والصين وسورية وإيران لدى لبنان خلال اجتماع في بيروت على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الإضرابات المستمرة منذ 21 شهرا في سورية.

وجاء في بيان أصدرته السفارة الإيرانية في بيروت أن السفراء قالوا إن “القتال الراهن في سورية، والذي يستهدف النظام ويحصل على الدعم من بعض الدول، لم يحقق حتى الآن سوى المزيد من القتل والخراب. يتعين أن ينتهي على الفور”.

وجاء الاجتماع بعد يومين من تصريحات أدلى بها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف بأن الأسد بدأ يفقد السيطرة وأن انتصار الثوار في الحرب الدائرة منذ 22 شهرا أمر ممكن.

ولكن وزارة الخارجية الروسية نفت الادلاء بهذه التصريحات.

وتمثل روسيا والصين وإيران الحلفاء الأساسيين للأسد.

مقاتلون سوريون يحرقون مسجدا شيعيا.. وآخرون يقتحمون كلية عسكرية بحلب

واشنطن تنشر قوات وصواريخ بتركيا.. ومظاهرات تؤيد ‘النصرة’

انجيرليك (تركيا) ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: جددت موسكو الجمعة تأكيدها انها لم ولن تغير موقفها حول سورية، في محاولة للتخفيف من وطأة تصريحات مسؤول روسي لم يستبعد الخميس هزيمة نظام بشار الاسد امام المعارضة، بينما تعتزم الولايات المتحدة نشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 جندي في تركيا من اجل تعزيز دفاعات هذا البلد الحليف، بينما يزداد عنف المواجهات في النزاع الدائر في سورية المجاورة.

وفيما تستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية في سورية ويحقق المقاتلون المعارضون مزيدا من النقاط على الارض، وقع وزير الدفاع الامريكي قرارا بنشر بطاريتي صواريخ من طراز ‘باتريوت’ و400 جندي في اطار مساهمة الولايات المتحدة في قرار حلف شمال الاطلسي حول هذا الموضوع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش خلال لقائه الصحافي الاسبوعي الجمعة، ان بلاده لم تغير موقفها من الوضع السوري.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف صرح الخميس لوكالة الانباء الروسية ايتار- تاس، ‘علينا ان نواجه الامر. النظام والحكومة يفقدان السيطرة على البلاد اكثر فاكثر. وبالتالي لا يمكننا استبعاد انتصار المعارضة’.

وسارعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند الى التعليق قائلة ‘نريد ان نشيد بالحكومة الروسية، لانها تنبهت اخيرا للحقيقة واعترفت بان ايام النظام (السوري) باتت معدودة’.

الا ان لوكاشيفيتش قال الجمعة ‘رأيت كيف ان الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية قالت (…) بحماس ان موسكو استيقظت اخيرا وتغير موقفها’، مضيفا ‘لم نكن نائمين ولن نغير يوما موقفنا’.

وفي بروكسل، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة، ان الاسرة الدولية يجب ان تحدد هدفا لها وهو ‘دفع الاسد الى الرحيل في اسرع وقت ممكن’، معتبرا ان ‘الحرب تدور الآن في غير مصلحة الاسد’.

كما قال رئيس اللجنة العسكرية في حلف شمال الاطلسي الجمعة، ان من غير المرجح ان يستطيع الرئيس السوري بشار الاسد البقاء في السلطة.

وقال نود بارتلز وهو جنرال هولندي عقب اجتماع في موسكو ردا على سؤال عن الصراع في سورية، ‘يمكنكم القول اني افترض ان الاسد سيختفي. اميل للاعتقاد ان هذا هو الوضع’. ورفض التكهن بإطار زمني لرحيل الاسد.

جاء ذلك فيما ابدى احد اركان المعارضة السورية في الداخل الجمعة خشيته من ان تتذرع واشنطن بوجود جبهة النصرة على الاراضي السورية لتقوم بـ’ضربات جوية’ و’عمليات عسكرية محدودة’، داعيا الى حوار وطني يجمع على رفض التدخل الخارجي.

وكان قدري جميل، رئيس الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير المعارضة والمعترف بها من النظام السوري، يتحدث في مؤتمر صحافي على هامش زيارة لوفد ‘ائتلاف التغيير السلمي’ في سورية الى موسكو، حيث التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

على الارض، وكما كل يوم جمعة، خرج السوريون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد الى الشوارع للمطالبة بسقوط النظام، والجمعة خصوصا لتأكيد تضامنهم مع جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة التي ادرجتها واشنطن على لائحتها للمنظمات الارهابية والتأكيد ان ‘لا ارهاب الا ارهاب الاسد’.

ودارت اشتباكات عنيفة داخل كلية الشؤون الادارية العسكرية في محافظة حلب في شمال سورية بعد ان اقتحمتها مجموعات مقاتلة معارضة قبل الظهر، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأظهر شريط فيديو بث على الانترنت مقاتلو معارضة سوريون سنة يحرقون مسجدا للشيعة في شمال سورية، في اشارة الى أن الحرب الأهلية في البلاد تتحول إلى صراع طائفي.

وأظهرت اللقطات عشرات المقاتلين الملتحين يرتدون ملابس مموهة يهنئون ويقبلون بعضهم خارج مسجد الحسينية الشيعية المحترق. كما حرقوا رايات يقولون إنها شيعية.

وقال مقاتل من المعارضة يحمل بندقية إن الجماعة المعارضة تدمر ‘أوكار الشيعة والرافضة’.

واحصى المرصد الجمعة سقوط اكثر من 43 الف قتيل في اعمال عنف في سورية في 21 شهرا من النزاع.

الجوع يتفشى في سورية مع اشتداد الحرب

بيروت ـ من إريكا سولومون ـ (رويترز) – تشتد الحاجة إلى الغذاء في بعض مناطق سوريا حيث صار الاشتباك بالأيدي أو الركض في الخطوط الأمامية للحرب الأهلية جزءا من الكفاح اليومي لضمان الحصول على رغيف الخبز.

وتشهد مدينة حلب بصورة خاصة أوضاعا مروعة حيث يقول المدنيون الذين يعانون من الاشتباكات والغارات الجوية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين إن الجوع بات يشكل خطرا جديدا على حياتهم في الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال أحمد أحد سكان منطقة صلاح الدين التي دمرتها المعارك “خرجت أمس ولم أستطع الحصول على أي خبز. ليت المشكلة كانت تقتصر فقط على نقص الغذاء – فهناك نقص كبير أيضا في الوقود اللازم لتشغيل المخابز.”

وأضاف “قبل أيام قلائل نفد الوقود لدى عمال المخابز ومن ثم حاولوا بيع أجولة الطحين (الدقيق).

“بدأ الناس في الاشتباك بالأيدي على الدقيق. وفي بعض الأيام يضطر مقاتلو المعارضة إلى إطلاق النار في الهواء لوقف المشادة.”

ومع دنو مقاتلي المعارضة من دمشق وتأييد دول عربية وغربية لائتلاف معارض جديد تبدو سوريا على شفا مرحلة حاسمة في الصراع. وأقر دبلوماسي بارز في روسيا وهي أحد أقرب حلفاء الأسد أمس الخميس بأن خصوم الرئيس السوري يكسبون أرضا جديدة وربما ينتصرون.

غير أن أعمال العنف لا تزال تحصد عددا كبيرا من الأرواح حيث عادة ما يتجاوز عدد القتلى يوميا مئة قتيل وبلغ مئتين في بعض الأحيان خلال الأسابيع الماضية. ولقي ما يزيد على 40 ألف شخص حتفهم بالفعل في الصراع.

ويقول برنامج الأغذية العالمي إن ما يصل إلى مليون شخص قد يعانون من الجوع هذا الشتاء في الوقت الذي يزيد فيه تردي الأوضاع الأمنية من صعوبة الوصول إلى مناطق الصراع.

وتقول منظمة “بيبول إن نيد” التشيكية التي تعمل في شمال سوريا إن الأزمة قد تتفاقم إذا لم تستطع أي منظمة إغاثة دولية أخرى استمرار تقديم المساعدة في المنطقة.

وقال ميشال برزيدلاكي من المنظمة التشيكية إن تقديرات المنظمة تشير إلى أن مليونا أو مليونين فقط من سكان حلب الأصليين البالغ عددهم أربعة ملايين باقون على قيد الحياة.

وقال لرويترز عبر سكايب “كان الوضع سيئا عندما بدأت العمل في حلب قبل شهر ولكن لم يكن هناك مثيل للأسبوع المنصرم. رأيت الوضع يتدهور بوضوح – فهناك مزيد من الأشخاص الذين يبدو عليهم الهزال ويمكنك أن ترى الجزع باديا على وجوههم.”

ومع حلول فصل الشتاء تبدو الصورة المستقبلية قاتمة في مناطق الحرب بسوريا خاصة تلك الخاضعة لسيطرة المعارضين التي يقول سكانها إن الدقيق والوقود المدعومين من الدولة لا يصلان إليهم.

وفر أكثر من 2.5 مليون شخص من منازلهم إلى مناطق أكثر أمانا داخل سوريا بينما جرى تسجيل ما يربو على نصف مليون آخرين لجأوا الى دول مجاورة.

وثمة الكثير من السوريين بلا عمل وغالبا ما يتعين عليهم المفاضلة بين شراء وقود التدفئة أو الغذاء. ويقول سكان إن بعض الأسر يقطعون الأشجار بل والأثاث للحصول على الحطب اللازم للتدفئة.

ويمكن أن تلتف طوابير الخبز حول مربعات سكنية بأكملها وتستمر لمدة ساعات. وقبل أسبوع شكل سكان مناطق يسيطر عليها المعارضون في حلب طوابير في الساعة الثانية صباحا أمام مخابز فتحت أبوابها بعد ثماني ساعات.

وقال برزيدلاكي إن هذا الأسبوع بدأ الناس الوقوف في طوابير قرب الساعة العاشرة مساء استعدادا للانتظار 12 ساعة للحصول على خبز.

وأضاف “الناس يخاطرون حتى بارواحهم – فقد رأينا أناس يركضون عبر الجبهات الأمامية سعيا للحصول على عبوة غذاء منا لأطفالهم.”

ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه اضطر إلى تقليص حجم حصصه الغذائية بسبب نقص التمويلات. ويقدر البرنامج أن 2.5 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة ويقول إنه لم يتسن لهم الوصول سوى إلى 1.5 مليون منهم في نوفمبر تشرين الثاني.

ويعتمد البرنامج التابع للأمم المتحدة على منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في توزيع مساعداته فيما يقول نشطاء إنهم نادرا ما يرون المنظمة توزع مساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. ويقول برنامج الأغذية ومنظمة الهلال الأحمر إن العنف يحد من قدرتهما على الوصول إلى المحتاجين.

ويتهم بعض السكان المحليين المنظمة السورية المرتبطة بالحكومة بالحد من توزيع المساعدات في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون ومساعدةالجيش في الأساس على فرض عقاب جماعي. غير أن آخرين يلقون اللوم على المعارضين الذين يقولون إن المقاتلين يهاجمون قوافل الهلال الأحمر أحيانا لارتيابهم فيها.

وقال برزيدلاكي “ثمة نحو 30 بالمئة من الأسر بمناطق المعارضين في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية بحلب. وهناك عشرة بالمئة آخرون وصلوا إلى الحضيض بالفعل. لم يتبق لديهم شيء لبيعه من أجل شراء الغذاء.”

ويقول سوريون إن الأسعار في بعض المناطق ارتفعت بنسبة تتراوح بين 300 و500 بالمئة. وقال نشطاء في حلب إن سعر رغيف الخبز المصنوع من الدقيق المدعم بلغ الآن 75 ليرة (دولار) مقابل 15 ليرة قبل أسابيع قليلة. أما الخبز غير المدعم فقد ارتفع من 120 ليرة الأسبوع الماضي إلى أكثر من 200 ليرة حاليا. ذلك مبلغ باهظ بالنسبة للكثيرين إن لم يكن مستحيلا.

وحتى في المناطق الأكثر هدوءا التي لا تزال خاضعة لسيطرة الحكومة تزداد المؤشرات على المعاناة. فطوابير الخبز في دمشق تستمر لساعات ويغادرها الكثيرون صفر اليدين. وانتشر المتسولون في المدينة أيضا.

والواقع في مناطق مثل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين في مدينتي حمص وحلب أكثر كآبة.

ورغم هذه الصعوبات يقول نشطاء في شمال سوريا إن الكثير من السكان الفقراء لن يذهبوا إلى معسكرات اللاجئين على الحدود. وأضافوا أن ظروف المعيشة في الخيام الباردة المقامة على أرض موحلة سيئة للغاية إلى حد يتعذر معه الإقامة فيها وسط طقس الشتاء الشمالي القارس. ويقول برزيدلاكي إن هناك آخرين لا يستطيعون مجرد تحمل تكلفة الذهاب بأسرهم إلى هناك.

وأضاف “السبب الوحيد في أننا لم نر الناس تموت من شدة الجوع بالفعل هو الدعم الهائل الذي يقدمه سوريون آخرون حيث يتقاسمون معهم المأكل والمأوى.”

‘حينما يسقط الاسد سيبدأ حمام الدم الحقيقي’

صحف عبرية

يجتمع في هذه الايام في المغرب ممثلو منظمات معارضة نظام بشار الاسد في سوريا. ان هذا هو اللقاء الرابع في اماكن الجلاء للمعارضة السورية التي تحارب منذ سنة ونصف بلا نجاح حتى الآن في جُهد لاسقاط السلطة العلوية.

هل سيأتي زعيم سوريا القادم من واحدة من المنظمات؟ وهل تتلقى المنظمات المقاتلة على الارض توجيهات من المستوى السياسي الموجود في الغرب أو في الدول العربية؟ ولماذا لا تعمل الامم المتحدة أو الاتحاد الاوروبي على وقف المذبحة المستمرة التي حصدت حتى الآن أكثر من 50 ألف ضحية؟ ولماذا تؤيد ايران سوريا؟ وكيف يستطيع ان يؤثر فينا ما يجري وراء الحدود؟.

جمعنا فريقا من خمسة من زملاء البحث من المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة من اجل رسم خريطة المصالح ودلالة الحائرين في الفوضى الجارية عند الجارة في الشمال الشرقي. ان المركز الذي يرأسه الدكتور دوري غولد، هو معهد بحث مستقل يعمل منذ 35 سنة ويشتغل ببحث السياسة وشؤون مركزية في برنامج عمل دولة اسرائيل في المجال السياسي والاستراتيجي والقانوني.

على سبيل المثال سيعقد المعهد في الاسبوع القادم مؤتمرا يشارك فيه دنيس روس يتناول تلك الاسئلة الساخنة المتعلقة بالمنطقة. ‘ان ما يبدو كأنه الايام الاخيرة للنظام يمكن ان يستمر شهورا طويلة ايضا’ يُبين العميد الدكتور شمعون شبيرا من الباحثين في المعهد. ‘ان الاسد قد صمد حتى اليوم سنة ونصفا. وقد قدّر اهود باراك وهو من رجال الاستخبارات القدماء في البداية ان السلطة هناك ستسقط في غضون اسبوعين لكن وهم النبوءة يدل على صعوبة التقدير والتنبؤ بما سيكون عليه مصير النظم ولا سيما في المنطقة التي نوجد فيها.

‘برغم ذلك يبدو ان المسار يتقدم نحو نهاية الاسد، فهناك اشارات أولى على ان دعائم النظام الاخيرة تتضعضع. ‘مع ذلك تؤيد ايران والصين وروسيا نظام الاسد. واذا كانت ايران ذات صلة بالمساعدة العسكرية والمعنوية، فان روسيا والصين هما الدعامتان الدبلوماسيتان وهما اللتان تصدان الزعزعات. ويمكن ان نقول ان الاسد لا ينهار من الداخل ايضا، فلا يوجد انهيار للعمود الفقري للقيادة السورية. ولا يوجد انشقاق كثيف لقادة طوابير أو جنرالات في هيئة القيادة العامة السورية.

‘يُقاس استقرار نظم الحكم ايضا باتساق اجهزة الامن’، يضيف شبيرا، ‘ان أكثر القيادة العليا في هذه الاجهزة مؤلفة من ناس من أصل علوي. فالطريقة السورية مبنية على حلف أقليات وتدمج الدروز والمسيحيين ايضا. ويوجد توتر دائم بين نخب المدن والضواحي. ولم تتقطع هذه الأطناب ايضا’.

تحالف منظمات

تتألف المعارضة السورية من تحالف اربع مجموعات مركزية بينها عدة قواسم مشتركة أولها أنها تؤيد ارادة انشاء دولة اسلامية سنية في سوريا. ان واحدة من المجموعات وهي جبهة النُصرة مؤيدة لمنظمة الارهاب الدولية الأخطر في العالم وهي القاعدة وقد دخلت في هذا الاسبوع في قائمة المنظمات الارهابية عند الادارة الامريكية. ولما كانت منظمة مساعدة للسكان هي رأس الحربة ايضا في العمليات الموجهة على نظام الاسد فان هناك مشكلة كبيرة للولايات المتحدة والغرب في تأييد المعارضة السورية.

برغم ذلك أفضت المذبحة التي ينفذها الاسد في السكان والرغبة في العمل على مواجهة ايران بالولايات المتحدة و130 دولة اخرى هذا الاسبوع الى الاعتراف بالائتلاف الوطني لمنظمات المعارضة السورية وتعريفه بأنه ‘شرعي’.

هناك معادلة تساعد على فهم تنظيم القوى: ان العالم الاسلامي مقسوم بين السنيين (90 في المائة من المسلمين في العالم) والشيعة (10 في المائة الباقين). ومنظمات المعارضة في سوريا سنية. واعضاء القاعدة التي هي قوة سلفية سنيون ايضا. أما النظام الايراني والنظام السوري فمؤلفان من شيعة أو مقربين منهم (العلويون طائفة نشأت عن الشيعة).

‘لا توجد حتى الآن حكومة ظل جالية’، يتابع شبيرا، ‘بحيث نعلم اذا تم استبدال السلطة السورية الآن من سيكون الحاكم بدل الاسد غدا. نحن الآن في وضع ائتلاف منظمات لا تتفق على رؤية أهداف الثورة. ما كنت لاعتمد على هذه القيادة لتقود سوريا في المستقبل. ان هدفها المشترك هو اسقاط الاسد وبعد ان يسقط النظام ستبدأ حروب السيطرة بين منظمات المقاومة وقد يوجد حمام دم آخر هناك ايضا’.

حزب الله لاعب رئيس

جُندت منظمة حزب الله بأمر مباشر من طهران بصورة تامة لمساعدة الاسد. بيد انه توجد في داخل المنظمة نفسها اختلافات في الرأي كبيرة تتعلق بسؤال لماذا يجب على ناس المنظمة التي توجه كراهيتها في الأساس الى اليهود واسرائيل ان يقتلوا مسلمين وان يُقتلوا مثل مرتزقة ايرانيين. في حين سينعقد في المغرب اليوم مؤتمر منظمات المعارضة لم يُعقد مؤتمر آخر لمنظمة حزب الله كان يفترض ان يجتمع في كل ثلاث سنوات مرة منذ أشهر. وهو المؤتمر الذي يُحدّثون فيه تقرير الحركة الفكري ويحصل فيه رئيس المنظمة على تفويض من جديد.

ليس من يعيق عقد المؤتمر سوى حسن نصر الله خوفا من ان يتم التعبير هناك عن الامتعاض من المساعدة التي تعطى للاسد.

‘فَقَد حزب الله الكثير من سمعته الطيبة بسبب تأييده للاسد’، يُبين شبيرا. ‘ويلاحظ ثمن ذلك في مقدار شعبية نصر الله التي هبطت في العالم العربي وبوجود روح معنوية منخفضة جدا عند مقاتليه الذين يتلقون في كل يوم وراء الحدود السورية جثث رفاق يجب دفنها. ان استعمال الجهاد للسنيين ليس فعالا كحرب اليهود’.

يُبين المقدم (احتياط) ميخائيل سيغال، وهو ايضا رجل استخبارات في الماضي وأصبح اليوم باحثا في المركز المقدسي، يُبين سبب تحمس ايران لمساعدة الاسد. ‘ترى ايران سوريا عنصرا دوليا مهما في جبهة مُمانعة الغرب عامة واسرائيل خاصة. ويُعرف الايرانيون سوريا بأنها ‘الحلقة المذهبة’ لأن سوريا تستضيف منذ سنوات قيادات ارهابية وتُمكّن من نقل حر للسلاح من ايران الى حزب الله في لبنان’.

وأصبحت هذه الحلقة الآن في خطر فهي ضعيفة ولهذا يعمل الايرانيون بكامل الجد. وفي نفس الوقت يُرسَل من ايران مستشارون للاسد وجيشه وتُرسَل قوة عمل خاصة هي قوة القدس المعروفة بأنها قوة خاصة من الحرس الثوري لمهمات خاصة خارج ايران من اجل تنفيذ أنشطة تآمرية في دول جارة أو الدفع قدما بمصالح ايرانية، كما حدث في دول في الخليج وشمال افريقية.

ان رجال القوة موجودون الآن على نحو ظاهر في سوريا ويقدمون ايضا معدات تكنولوجية متقدمة لكسر معنويات منظمات المعارضة السورية وقوتها.

يقول سيغال ان ايران تعارض تصور ان ما يجري في سوريا جزء من الربيع العربي وترى ذلك تمردا هو محاولة لكسر قوة مقاومة الغرب الذي يُسمى ‘الشيطان الأكبر’، واسرائيل التي تسمى ‘الشيطان الأصغر’ على ألسنة الايرانيين.

‘أصبح الايرانيون يعملون علنا. فايران من جهتها لا تُجهد نفسها في اخفاء المساعدة للنظام السوري كما لا يخفي أحد مساعدة المتمردين من دول سنية كالسعودية وقطر.

‘ان ايران هي دولة مع هدف عميق. فهي ترى المعركة حول دمشق أكبر كثيرا من انقاذ سوريا نفسها. فهذه قلعة مهمة لها في مواجهة العالم الغربي الذي تحاربه ومن هنا تأتي النفقة’.

ويضيف سيغال ان أنشطة نظام آيات الله تتم مع صد انتقاد داخلي من المعارضة الايرانية التي تفضل ان ترى الاموال تُحول الى اقتصاد الدولة لا الى القذائف المخصصة لسوريا وحماس. ويتوقع ان يزيد هذا الانتقاد كلما طالت المسارات وكلما أثقلت عقوبات الغرب على الشعب الايراني. في مقابل ذلك ليست منظمات المعارضة ملتزمة لأحد، كما يُبين يوني دحوح هليفي، الذي كان في الماضي مقدماً في سلاح الاستخبارات وأصبح اليوم باحثا في المعهد المقدسي. ‘لكنها غير ملتزمة ايضا لأحد في الغرب وستكون لذلك تأثيرات في المستقبل. ان أكثر سلاح المتمردين اليوم يأتي من قواعد الجيش السوري التي احتلوها أو من منشقي الجيش السوري الذين يُسلمون اسلحتهم اليهم. وعلى العموم فان أكثر رجالهم منشقون عن الجيش بحيث يكونون خبراء باستعمال السلاح ومنه سلاح متقدم كدبابات وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات’.

يشير دحوح هليفي الى فقدان الجيش السوري المتواصل لسيطرته ويبرز ذلك على خلفية الهجمات الجوية التي تنبع من اضطرار فهي تدل على ان الجيش السوري لا ينجح في السيطرة على الارض أو التمسك بها بعد القتال. ولهذا يحاولون اقامة سيطرة مهددة اخرى.

‘ليس الحديث عن دبابتين دُمرتا بل عن عدد كبير من الطائرات يزعم المتمردون أنها تزيد على 100 ومنها ما كان على الارض. ان الشعور لدى منظمات المتمردين (وله صلة بواحدة منها) ان الايام معدودة. وستُحسم المعركة الكبرى في دمشق، وسيحاولون استغلال تأثير النجاح ومهاجمة دمشق. بعد ذلك ستقع عمليات انتقام في ضواحي دمشق ومذابح. والحديث عن جرائم حرب ستبلغ الى مذابح شعب’، يقول دحوح هليفي.

‘تُوحد المعارضة القوات في جبهتين’، يقول، ‘فقد أُنشئت قيادة قسّمت سوريا الى 15 منطقة قتال. وحركة الاخوان المسلمين هي التي تسيطر على الاموال التي ترد من السعودية وقطر وهي تنقل المال الى نشطاء في داخل سوريا. ولا يأتي المال مباشرة من السعودية بل عن طريق الحدود التركية’.

بين ايران وتركيا

يُبين الدكتور دوري غولد الذي هو رئيس المركز المقدسي والذي كان في الماضي سفير اسرائيل في الامم المتحدة ومستشارا سياسيا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، انه لا يوجد في الساحة الدولية عمل حقيقي لمواجهة سوريا بسبب الروس.

‘ان مفتاح اتخاذ القرارات في الامم المتحدة هو مجلس الامن’، يقول. ‘وتُتخذ القرارات في مجلس الامن باجماع كامل أو حينما يكون فهم لأن الحديث عن اجماع بحيث يُسلم من لا يؤيد للاجراء ولا يمنعه.

‘الوضع مع سوريا مختلف. فقد استقر رأي روسيا هنا على دعم الاسد دعما كاملا. فالروس يخشون سقوط الاسد وارتفاع قوة قوى سنية. وبحسب رؤيتهم فان الطرف السني هو عدوهم الأكبر في الجانب الاسلامي. هذا ما كان في جمهورية الشيشان وهو كذلك ايضا في طاجاكستان والقوقاز. ان المنظمات التي تعمل على مواجهتهم في هذه المناطق سنية تتلقى تمويلا من دول ومنظمات في الخليج الفارسي يؤيدها الاخوان المسلمون. ولهذا السبب يؤيدون النهج الايراني الشيعي’.

ويُبين الدكتور غولد ان قوى المعارضة تسيطر اليوم على مساحة واسعة من سوريا. ‘ان السؤال الأكبر هو من سيسيطر على سوريا بعد الاسد. هل يكونون أصنافا متعددة من الساسة يمكثون في عواصم العالم أم قوى عسكرية تعمل على الارض؟ يبدو في هذه الاثناء ان رجال الميدان لا يتلقون توجيهات من مستوى سياسي ما’.

في نفس الوقت يُسلط السفير السابق الاضواء على العراق الذي عُزل صدام حسين فيه في حينه وأصبح فيه نظام شيعي يُدار بالفعل على انه دولة ترعاها ايران. مع سقوط الاسد سيخسر الايرانيون في الحقيقة قبضتهم على سوريا، لكن من المحتمل ان ينشأ نظام سني متطرف قرب حدود اسرائيل في الجولان.

يؤمن باحث آخر في المركز هو الدكتور جاك نرييه الذي كان في الماضي المستشار السياسي لرئيس الوزراء اسحق رابين بأن ايران لن تكف جهودها للتأثير فيما يجري في سوريا على أية حال. ويشير الى تطور محتمل آخر وهو سلطة مستقلة كردية في شمال الدولة توجب تدخلا تركيا وتدخلا ايرانيا مضادا بسبب ذلك ايضا.

‘يمكن ان تجد سوريا نفسها تحت سلطة عصابات مسلحة كما هي الحال في ليبيا. ففي الوقت الذي تكون فيه السلطة المركزية ضعيفة قد ينشأ في شمال شرقي سوريا كيان مستقل للاكراد ويكون هناك حكم ذاتي فعلي للاكراد الذين سيتصلون بأكراد العراق ويخلقون مشكلة لتركيا: فاذا كان لتركيا قبل ذلك 400 كم من ‘حدود كردية’، فسيكون لها في هذه الحال 1200 كم. فالحديث عن وضع لا تحتمله تركيا وهناك احتمال تدخل في هذه الحال’.

يقول نرييه: ‘مهما يكن الامر فاننا لم نبلغ الى نهاية العقدة السورية. ستُفتح نافذة عدم استقرار دائم بعد سقوط الاسد. وستظهر علامات ذلك ايضا على لبنان وربما على الاردن ايضا وهما دولتان ذواتا حدود مشتركة مع سوريا. واذا تدخلت تركيا فستتدخل ايران ايضا. توجد متغيرات كثيرة’.

كيف يمكن ان يؤثر كل ذلك في اسرائيل؟

‘قد يشتغل الحاكم التالي بعد الاسد أو المنظمات التي ستسيطر هناك بالاعمار وتترك قضية هضبة الجولان. لكن وبنفس القدر قد توجد حاجة ايضا الى اشتغال يوجه القوى الى هدف توحيدي ومن المؤكد ان مواجهة مع اسرائيل تلبي هذه الحاجة’.

شلومو تسيزنا

اسرائيل اليوم 14/12/2012

إحسان أوغلو: ليس كل من يدعي الإسلام يمثل الإسلام في سورية

الرباط ـ ا ف ب: قال أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الجمعة، ‘ليس كل من يدعي الإسلام يمثل الإسلام’، ردا على سؤال لفرانس برس حول موقف المنظمة من جهاديي جبهة النصرة السورية التي صنفتها واشنطن كمنظمة إرهابية.

وردا على سؤال حول موقف المنظمة من جبهة النصرة الاسلامية المتشددة التي تنشط في سورية وقيام الادارة الامريكية بادراجها على لائحة المنظمات الارهابية، قال احسان اوغلو ‘ليس كل من يدعي الإسلام ويتحدث باسم الإسلام يمثل الإسلام والمسلمين’، مؤكدا ان ‘الإسلام دين تسامح وليس دين عنف ومنظمة التعاون الإسلامي تدين العنف والإرهاب باسم الإسلام’.

وأضاف أوغلو لفرانس برس ان ‘النظام في سورية انهار تقريبا، ويجب التفكير الآن في تكثيف الدعم وتدبير مرحلة ما بعد بشار’ الاسد، مؤكدا ان منظمته ‘ترفض العنف والإرهاب في كل مكان، وتدعو الى حل سياسي لحق الدماء ووقف التقتيل’.

وشارك أمين عام منظمة التعاون الإسلامي الأربعاء في الاجتماع الرابع لـ+مجموعة أصدقاء الشعب السوري+ في مدينة مراكش، حيث اعترفت أكثر من 100 دولة ومنظمة مشاركة في اللقاء بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية كممل شرعي للشعب السوري.

وكانت واشنطن ادرجت جبهة النصرة على قائمة المنظمات الارهابية الاجنبية، باعتبارها احدى المجموعات الجهادية المتفرعة عن القاعدة في العراق.

وتتخوف واشنطن منذ اشهر من ‘خطف الثورة السورية’ من قبل اسلاميين متطرفين مسلحين. ويشدد الامريكيون على ان الجهاديين في جبهة النصرة، لا يمثلون في اي حال من الاحوال ‘ارادة الشعب السوري’ المعارض لنظام الاسد. وبرزت مجموعة جبهة النصرة بشكل سريع في الفترة الأخيرة بسبب نشاطها الميداني المكثف.

وقد طلب أحمد معاذ الخطيب رئيس الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة، الولايات المتحدة، التي دعته رسميا خلال لقاء مراكش لزيارة واشنطن، الى اعادة النظر في قرارها ادراج جبهة النصرة على لائحة الارهاب.

ودانت من جانبها جماعة الاخوان المسلمين الاجراء الامريكي واعتبرته ‘متعجلا وخاطئا ومستنكرا’.

نائب رئيس الوزراء السوري: الغرب يدعم أشكال التغيير غير المباشرة في سورية بعد فشله في فرض التغيير المباشر عسكريا

موسكو ـ يو بي آي: اعتبر نائب رئيس الوزراء السوري، قدري جميل، الجمعة، أن الغرب يدعم أشكال التغيير غير المباشرة في سوريا، بعد أن فشل في فرض التغيير المباشر العسكري، مؤكداً أن الموقف الروسي من سوريا لم يتغيّر مطلقاً.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن جميل، قوله في مؤتمر صحافي بعيد لقائه بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الغرب فشل في فرض ‘التغيير المباشر العسكري’ فتحول عنه ‘لـدعم أشكال التغير غير المباشرة’.

واعتبر جميل الذي يترأس وفداً في زيارة إلى روسيا أنه في حال استمرت المواجهات في سورية على حالها الجمعة، فإنه لن يكون هناك ‘غالب ومغلوب’ والذي سيهزم هو سورية والشعب السوري، وهذا أمر غير مسموح به’.

وأضاف أن ‘الوضع في البلاد معقد والمواجهات ما زالت جارية والضحايا يزدادون والخسائر الاقتصادية تتزايد’.

وأشار جميل إلى أن ‘التجربة العملية تثبت أن ليس هناك حلا عسكريا، والحل الوحيد الممكن هو الحل السلمي عبر الحوار، الذي لا يمكن أن يبدأ بشروط مسبقة لطرف على طرف، وإنما ينبغي الاتفاق على مبادئه العليا فقط’، مشددا في الوقت نفسه على رفضه التدخل الخارجي والعنف ‘كوسيلة لحل المشاكل الداخلية’.

وتابع أن ‘ضحايا الأزمة السورية حتى الآن يقدرون بعشرات الألوف وقد تجاوز الرقم 43 ألفا حسب الإحصائيات’، لافتاً إلى أن الخسائر المباشرة للاقتصاد السوري ‘بلغت ما يعادل 40 مليار دولار’. ودعا جميل كافة الأفرقاء إلى التوجه نحو الحوار لإيجاد مخرج سلمي قائلا ‘آن أوان وقف نزيف الدم’.

ولفت إلى ان ‘التصريحات التي نسبت إلى (نائب وزير الخارجية الروسية) ميخائيل بوغدانوف، تم نفيها رسميا في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية’، مؤكداً أن ‘الموقف الروسي لم يطرأ عليه أي تغيير بل ازداد صلابة’.

وتابع جميل’خلال لقائي بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف اتفقنا على نقطتين أساسيتين هما ضرورة بدء الحوار فوراً وليس غداً، والثانية ضرورة تقديم مساعدات إنسانية إلى سورية’، مشددا على أن المساعدات التي ستصل إلى سورية لا تفرق بين معارضين وموالين ‘فكلهم بحاجة إلى مساعدة’.

وكان الوفد السوري وصل أمس إلى موسكو، يرأسه نائب رئيس الوزراء السوري، قدري جميل، بهدف مناقشة تطورات الأزمة السورية، واعتراف في مؤتمر ‘أصدقاء الشعب السوري’ في مراكش بالمغرب بـ’الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’ بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري.

وكانت الخارجية الروسية، نقت في وقت سابق الجمعة، ما نقل عن بوغدانوف حول أن المعارضة السورية تتجه الى تحقيق ‘نصر وشيك’ على النظام في سورية، موضحة أنه جاء في إطار سرد مزاعم ممثليها وداعميها الخارجيين. وكان المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، قال في وقت سابق اليوم، إن موسكو لم تغير موقفها من سورية ولم تكن نائمة، في رد على تعليقات واشنطن بهذا الشأن.

وكانت نولاند قالت الخميس ‘نرحب بكون الحكومة الروسية بدأت في النهاية تصحو وتنظر إلى الواقع كما هو، والسؤال هو هل ستنضم الحكومة الروسية إلى أعضاء المجتمع الدولي الذين يتعاونون مع المعارضة حتى تكون العملية الإنتقالية إلى الديمقراطية أكثر سلاسة’. وكانت وسائل إعلام روسية نسبت الخميس لبوغدانوف قوله في كلمة ألقاها أمام الغرفة الاجتماعية الروسية إن النظام السوري يفقد سيطرته على البلاد، من دون أن يستبعد احتمال انتصار المعارضة.

يذكر أن اجتماعاً ضم 100 وفد من حول العالم شارك، الأربعاء، في مؤتمر ‘أصدقاء الشعب السوري’ في مراكش بالمغرب، وقد أعلن المشاركون فيه اعترافهم بـ’الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’ بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري.

دمشق تحت القصف.. ودرعا تتعرض لأعنف الحملات العسكرية

تعزيزات في داريا.. وانشقاق 100 عنصر والسيطرة على مواقع عسكرية في حلب

بيروت: نذير رضا

تواصلت الحملة العسكرية على ريف دمشق، وسط أنباء تداولتها مواقع المعارضة السورية عن قصف جوي تعرضت له مناطق واسعة من الريف الذي شهد سقوط طائرة «ميغ» قرب مطار دمشق الدولي، بالتزامن مع سيطرة الجيش الحر على «معظم أجزاء كلية الشؤون الإدارية في حلب بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام»، وهي المدينة التي سُجّل فيها أمس انشقاق قائد الدفاع المدني ومائة عنصر نظامي.

وجاءت تلك التطورات في يوم دامٍ جديد سجلت فيه لجان التنسيق المحلية سقوط أكثر من 62 قتيلا في حصيلة أولية معظمهم في دمشق وريفها وحماه ودرعا، التي تعرضت أحياء منها «لأعنف حملة عسكرية» بحسب ما وصف الناشطون، واخترقت المشهد مظاهرات خرجت في أحياء واسعة من دمشق وريفها وبعض المناطق السورية تحت شعار جمعة «لا إرهاب إلا إرهاب الأسد».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «عدة انفجارات دوت في دمشق بسبب عمليات قصف على المناطق الجنوبية لدمشق»، فيما أفاد ناشطون أن الطائرات الحكومية قصفت بلدة مسرابا موضحين أنها نفذت خمس غارات جوية ألقت فيها على البلدة قنابل فراغية وفسفورية، مما أسفر عن نشوب حرائق كبيرة وانتشار سحب واسعة من الدخان الأبيض. وتزامن هذا القصف مع تواصل القصف على حرستا وعربِين ومديَرا بالغوطة الشرقية منذ أسبوعين أدى إلى دمار واسع ونزوح معظم سكانها. وذكر ناشطون على مواقع المعارضة السورية أن كفربطنا وسقبا وحران العواميد تعرضت لقصف مدفعي عنيف، تزامن مع تحليق للطائرات الحربية، مشيرين إلى أن الجيش الحر صد محاولة اقتحام للقوات النظامية في عربين بالغوطة الشرقية. وقالوا إن سرايا «الحسن والحسين» التابعة للجيش الحر «سيطرت على حواجز للجيش الحكومي بين بلدتي ببيلا ويلدا بعد حصار استمر أكثر من شهر».

في هذا الوقت، أكد ناشط من ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» أن مقاتلي الجيش السوري الحر تمكنوا من إسقاط طائرة مقاتلة من طراز «ميغ» بالقرب من مطار دمشق الدولي، مشيرا إلى أن وحدات من القوات النظامية معززة بآليات سارعت إلى مكان سقوط الطائرة للبحث عن الطيار الذي نزل بمظلته في منطقة قريبة من المطار.

وأشار الناشط إلى أن مدينة داريا دخلت إليها تعزيزات عسكرية كبيرة مؤلفة من 4 دبابات وسيارة «زيل» عسكرية من المتحلق الجنوبي ودبابتين وعناصر مشاة من جهة طريق المعامل في محاولة جديدة لاقتحام المدينة. وأضاف الناشط أن داريا تتعرض لقصف من جميع المحاور، بينما تحاول آليات القوات النظامية دخولها من أربعة محاور، هي محور الأوتوستراد المتاخم لفندق «الفصول الأربعة» الذي شهد أكبر المعارك مطلع الأسبوع الحالي.

ولفت الناشط إلى أن حرستا «تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، كما تعرضت مدينة الزبداني لقصف مدفعي وصاروخ من التلال المحيطة بالمدينة. وانضمت إليها (حجيرة البلد) ومعضمية الشام وسقبا.. أما قطنا فتعرضت لحملات دهم واسعة شملت عدة مناطق في المدينة، وتم العثور على جثتين مجهولتين الهوية نقلتهما القوات النظامية.

من جهة أخرى، أفاد الناشطون في مخيم اليرموك باستمرار الاشتباكات في المخيم بين عناصر من الجيش الحر وعناصر تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة الموالية للأسد. وأفادت لجان التنسيق المحلية بانفجار سيارة في شارع الثلاثين بالقرب من مجمع «كوسكو مارت» المتاخم للمخيم.

إلى ذلك، خرجت مظاهرات ضخمة في جمعة «لا إرهاب إلا إرهاب الأسد» في أحياء يبرود، السيدة زينب، دوما، الذيابية، المليحة، حجيرة البلد، سقبا، حزة، عربين، كفربطنا وقارة في ريف دمشق تنادي برحيل الأسد.

وفي دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر وقعت بشارع الثلاثين قرب مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود وعدة مناطق جنوب دمشق، كما وقعت اشتباكات بأحياء دف الشوك وبرزة والبساتين المحيطة بالحي، وأيضا في القابون وتشرين وبساتين كفر سوسة.

بدورها، أفادت لجان التنسيق المحلية عن سقوط قذيفتين هاون إحداها بالقرب من مدرسة دوحة الأطفال في حي باب سريجة في دمشق، والثانية في حي الشويمة بالقرب من دوار الشويكة. وأشارت اللجان إلى تحليق للطيران المروحي فوق المزة على علو منخفض وفتح رشاشاته على الأحياء المجاورة.

في غضون ذلك، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «الجيش الحر» سيطر على معظم أجزاء كلية الشؤون الإدارية في حلب بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام. وأظهرت مقاطع فيديو – بثها الناشطون على الإنترنت – مسلحين معارضين يمشطون الكلية التي تبعد نحو 15 كلم من مدينة حلب.

بدوره، أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «الكلية تقع في قرية الزربة بين سراقب ومدينة حلب، وهي لا تضم عددا كبيرا من العناصر النظامية، بسبب سيطرة المقاتلين المعارضين منذ فترة على المناطق المحيطة بها»، مشيرا إلى استمرار مقاتلين من كتائب أخرى مقاتلة ضد النظام في محاصرة مدرسة المشاة شمال مدينة حلب، التي تضم نحو ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية، وسط استمرار المعارك بين الطرفين.

وجاءت تلك التطورات وسط معارك بين مقاتلي المعارضة وجنود تدعمهم المدفعية، مما أدى إلى مقتل أحد مقاتلي المعارضة. وذكر ناشطون أن حي الليمون في حلب تعرض لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية.

بدورها، أفادت لجان التنسيق بقصف مدفعي عنيف تعرض له حي السكري والمناطق المحيطة من مدفعية «الراموسة» بعد خروج مظاهرة في الحي. كما أشارت إلى قصف صاروخي عنيف تعرض له طريق التل في حي الهلك. كما أفادت اللجان عن انشقاق قائد عمليات الدفاع المدني العقيد أحمد رجب الأحمد الكياري عن قوات النظام وانضمامه للجيش الحر. كما أفادت انشقاق أكثر من 100 عسكري في السفيرة من معامل الدفاع وانضمامهم للجيش الحر.

في هذا الوقت، منع مقاتلو «جبهة النصرة الإسلامية»، أيا كان، من الدخول إلى قاعدة الشيخ سليمان العسكرية وفي ريف حلب الغربي، التي تضم مركز بحوث عسكري، بعد أن استولوا عليها مطلع الأسبوع الحالي بعد يومين من معارك طاحنة. وتمتد الثكنة على مساحة كيلومترين مربعين تقريبا، وهي المقر النظامي الأخير في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وإدلب، وتقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة المعارضة السورية.

واشتدت الحملة العسكرية على مناطق واسعة في محافظة درعا أمس، إذ أكدت المعارضة السورية أن المحافظة تعرضت لحملة عسكرية ضخمة من قبل الجيش النظامي.

وقال ناشطون إن أكثر من مائة صاروخ سقطوا على بلدة طفس، مما تسبب في وقوع عدد كبير من الجرحى ودمار كبير في المنازل، كما استهدفت القوات الحكومية بلدة تسيل بالقذائف المدفعية، وسط معلومات عن انقطاع التيار الكهربائي. كما تعرضت منازل مدنيين إلى قصف مركز في بلدة معربة الواقع في ريف درعا. وأفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع قتلى وعشرات الجرحى جراء القصف المدفعي والصاروخي على المدينة، مشيرة إلى تجدد القصف على مدينة الحراك.

بدورها، أفادت لجان التنسيق عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في مخيم النازحين وسط محاولات اقتحام قوات النظام المخيم وتصدي للجيش الحر، ترافقت مع قصف عنيف.

وفي محافظة إدلب، أفاد المرصد عن تعرض مدينة معرة النعمان، والقرى المحيطة بها لقصف عنيف من القوات النظامية، ترافق مع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان. وأفادت لجان التنسيق المحلية عن قصف بالقنابل العنقودية تعرضت له منطقة بنش من ريف إدلب.

بدورها، ذكرت الهيئة العامة للثورة أن الطيران الحربي السوري شن غارات على الحيين الشمالي والجنوبي في معرة النعمان، ما تسبب في وقوع أضرار بالغة في المباني. وفي القنيطرة، أشار المرصد إلى أن المقاتلين المعارضين سيطروا على حاجز الشولي على طريق بئر العجم.

المراقبون يرون أن سوريا تستعد لاستخدام ذخائر الأسلحة الكيماوية

محللون استخباراتيون: أوامر إعداد الأسلحة تم الإعلان عنها قبل أسبوعين

واشنطن: جوبي واريك*

لاحظت وكالات استخباراتية غربية أن وحدات سورية تجري تحضيرات متقدمة لاستخدام محتمل لأسلحة كيماوية، من بينها تحميل الشاحنات بقنابل وقذائف جاهزة للاستخدام، مما دفع الرئيس أوباما الأسبوع الماضي لتحذير سوريا من مغبة استخدام ذخائر الأسلحة المحظورة، بحسب مسؤولين غربيين وشرق أوسطيين.

ولوحظ جنود بإحدى القواعد السورية يمزجون أسلحة كيماوية ويتخذون خطوات أخرى لإعداد ذخائر الأسلحة الفتاكة لاستخدامها في ساحة القتال، بحسب المسؤولين. كان هذا هو أول دليل قوي على أن سوريا تتجه صوب تنشيط محتمل لترسانتها الضخمة من الأسلحة الكيماوية، التي تضم غاز الأعصاب وغيره من السموم الأخرى. وأكدت صور مراقبة أن وحدة جيش واحدة على الأقل بدأت تحميل مركبات عسكرية خاصة تقوم بنقل قنابل وقذائف مدفعية تحمل رؤوسا كيماوية حربية، حسبما أفاد المسؤولون. تلت تلك الخطوات أوامر معينة موجهة لقوات النخبة ببدء تحضيرات لاستخدام الأسلحة ضد مقاتلي الثوار المتقدمين، بحسب المسؤولين. وقال مسؤولان غربيان اثنان اطلعا على النتائج الاستخباراتية، إن قوات النظام السوري أوقفت التحضيرات في وقت متأخر من الأسبوع الماضي، وإنه لم يكن هناك أي دليل على أن الأسلحة الكيماوية المفعلة تم تحميلها على طائرات أو نشرها على خط الجبهة.

تحدث المسؤولون مشترطين عدم الكشف عن هويتهم نظرا للطبيعة الحساسة للاستخبارات. ورفضت إدارة أوباما ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الرد على أسئلة تتعلق بالواقعة. وقال وزير الدفاع ليون بانيتا هذا الأسبوع إن التهديد قد خف، رغم أنه لم يتلاشَ تماما. وقال محللون استخباراتيون إن أوامر إعداد الأسلحة تم الإعلان عنها قبل أسبوعين، وقالوا إنه لم يكن من الواضح ما إذا كان القرار قد جاء من قادة سوريين رفيعي المستوى، ربما من بينهم الرئيس بشار الأسد أو من قائد ميداني ينوب عنه، بحسب المسؤولين.

منذ أن ظهرت مخاوف في الصيف من نقل سوريا أسلحة كيماوية بين مواقع كثيرة عبر أنحاء الدولة، تعهد المسؤولون في دمشق مرارا وتكرارا بعدم استخدام الذخائر المحظورة. وبعد التحذيرات التي وجهت الأسبوع الماضي من قبل أوباما وقادة أجانب آخرين، أكدت وزارة الخارجية السورية مجددا أنها لن تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد قوات الثوار.

إلا أن اكتشاف خطوات قد تم اتخاذها لتفعيل الأسلحة في قاعدة عسكرية واحدة على الأقل أفزع المسؤولين الاستخباراتيين، بسبب مخاوف من احتمال قيام قائد واحد بإطلاق العنان لسموم مميتة من دون تلقي أوامر من قيادات عليا. وأتت آخر معلومات تم كشف النقاب عنها، والتي تقدم كما من التفاصيل عن تهديد الأسلحة يفوق تلك التي كانت معروفة من قبل، وسط تقارير مفادها أن القوات السورية قد أطلقت صواريخ قصيرة المدى طراز «سكود» على مواقع الثوار في الأيام الأخيرة في تصعيد للنزاع الذي دام 21 شهرا. ويعرف عن سوريا أنها تمتلك إحدى أكبر ترسانات الأسلحة الكيماوية، من بينها مخزون من غازي الأعصاب «سارين» و«في إكس». ويمكن تعبئة القذائف المدفعية أو القنابل الجوية أو رؤوس القذائف بمواد كيماوية لاستخدامها ضد مواقع القوات أو ضد أهداف مدنية.

ليس من الواضح ما إذا كانت التحذيرات الموجهة من أوباما وآخرين قد تم وضعها في الحسبان في قرار النظام السوري بوقف التحضيرات المحدودة للأسلحة الكيماوية. لم يظهر القادة السوريون أي تردد في استخدام الأسلحة الفتاكة الأخرى – من بينها القنابل العنقودية والقنابل المحرقة – لإبطاء هجوم ثوري يقترب بدرجة كبيرة من العاصمة، بحسب المسؤولين.

«إذا ما أصبح الموقف ميؤوسا منه بدرجة أكبر، فلا يمكن توقع ما سيحدث»، هذا ما قاله دبلوماسي غربي تابعت حكومته التطورات مع بدء ظهورها قبل أسبوعين تقريبا.

ورغم وعي الأسد بالعواقب المروعة لاستخدام الأسلحة الكيماوية، فبإمكان القادة الأفراد أن يحملوا الأمور على عاتقهم إذا ما تم اجتياح مواقعهم، بحسب مسؤول استخباراتي شرق أوسطي تم اطلاعه على أحدث النتائج الاستخباراتية. وأكد بانيتا يوم الثلاثاء على أنه يبدو أن التهديد قد خف بعد أن حذر أوباما الأسد بشكل معلن من «تبعات» استخدامه الأسلحة الكيماوية، المحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية.

«لم نر أي شيء جديد يشير إلى أي خطوات عنيفة للمضي قدما بتلك الصورة»، هكذا تحدث بانيتا للصحافيين أثناء زيارة للكويت. وقال وزير الدفاع، مشيرا للتحذير الموجه من أوباما إلى الأسد: «يحلو لي تصديق أنه قد فهم الرسالة».

بدأت سوريا تجهيز ترسانة أسلحتها الكيماوية في فترتي السبعينات والثمانينات من القرن العشرين كقوة موازنة ضد إسرائيل المسلحة على أعلى المستويات، التي تعتبر خصمها المفترض في نزاع مستقبلي.

يبدو المحللون العسكريون والاستخباراتيون منقسمين حول ما إذا كان الأسد سيستخدم الذخائر ضد شعبه، وهو عمل قد يلقى إدانة دولية، وربما يتسبب في هجوم من جانب قوى غربية.

إن أسلحة كيماوية مثل السارين مصممة للاستخدام ضد الحشود الضخمة من القوات، ولا تعتبر ذات فاعلية في مواجهة الحالات الطارئة في مواقف القتال على مسافات قصيرة. غير أن الاستخدام واسع النطاق لتلك الذخائر يمكن أن يقضي على الثوار بسقوط آلاف القتلى والمصابين. وقال جيفري وايت، محلل عسكري سابق لدى وكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع الأميركية: «ربما يغير هذا ملامح اللعبة بصور هامة». وأضاف: «أي استخدام لغاز سيكون له تأثير نفسي مروع وسيثير كافة أنواع الذعر».

من الممكن أن تقتل سحب غاز سام مؤيدي النظام وقواته في حالة ما إذا أدى تحول في اتجاه الرياح إلى اندفاع المواد الكيماوية باتجاه الخطوط التي يسيطر عليها النظام، بحسب وايت. وقال: «إنها لا تمتد لأميال. لكن عليك أن ترى أن أي جماعة تتأثر بها سوف يلحق بها ضرر فادح وسوف تنتشر الأخبار بسرعة». وبحسب نوع وكمية الأسلحة المستخدمة، بإمكان المهاجمين رفض دخول مساحات ضخمة من الأراضي بسبب التأثيرات طويلة الأجل للسموم. تعتبر غازات الأعصاب مثل السارين فتاكة جدا، إلى حد أن سقوط قطرة صغيرة منها على البشرة يمكن أن تودي بحياة أي شخص. بل إن مهمة علاج ضحايا الهجمات بالأسلحة الكيماوية يمكن أن تكون مميتة بالنسبة لعمال الإنقاذ والأطباء، بحسب خبراء الأسلحة.

رغم أن الخبراء عادة ما يتفقون على أن أي استخدام للأسلحة الكيماوية يمكن أن يعجل بنهاية الأسد، بحسب بعض المحللين، ربما لا يكون الرئيس السوري المحاصر على قناعة بأن المجتمع الدولي يمكن أن يشن هجوما مضادا.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

باتريوت وجنود أميركيون إلى تركيا والاتحاد الأوروبي لا يستبعد أيّ خيار لمساعدة الثوار

تسارعت وتيرة المؤشرات الميدانية والدولية ولا سيما من حلف شمال الأطلسي أمس، على قرب “اختفاء” الرئيس السوري بشار الأسد من المشهد السياسي في بلاده، بعدما بات عملياً خارج السلطة من جراء تمدّد السيطرة الميدانية للثوار الذين يستعدّ الاتحاد الأوروبي لدعمهم “بكل الخيارات الممكنة” حسب تعبير زعمائه في اجتماع بروكسل أمس.

وفي الشمال التركي قرب الحدود السورية، قرّرت الولايات المتحدة نشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 جندي، يضافون إلى عدد مماثل من الجنود الألمان وكذلك الهولنديين يرافقون صواريخ الباتريوت التي وافق الأطلسي أخيراً على نصبها على الحدود الشمالية لسوريا.

فمن موسكو، قال مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي أمس إن من المرجح اختفاء الأسد، وإن الحلف يجب أن يعد العدة مقدماً للحيلولة دون وقوع ترسانة نظام دمشق من الأسلحة الكيميائية في أيدي من قد يسيئون استخدامها.وقال الجنرال نود بارتلز رئيس اللجنة العسكرية في الحلف “مبعث قلقي ليس هو إذا ما كانت القوات المسلحة السورية ستستخدمها، لكن إذا افترضنا أن نظام الأسد سيختفي بشكل أو بآخر فمن سيتحكم في الأسلحة الكيميائية؟.. لذا فعلينا أن نفكر في كيفية مواجهة هذا في الوقت الملائم”.

وقال الجنرال الهولندي في أكاديمية عسكرية روسية في أول زيارة له لموسكو، إنه لا يعلم متى ستضع الحرب الأهلية في سوريا أوزارها، لكنه أضاف “يمكنكم القول إني افترض أن الأسد سيختفي. أميل للاعتقاد أن هذا هو الوضع”.

وأعلنت الولايات المتحدة أمس عزمها على نشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 جندي في تركيا من أجل تعزيز دفاعات هذا البلد الحليف.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل إن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا وقع الأمر قبل أن تحط طائرته في قاعدة انجرليك في جنوب تركيا، بعد جولة شملت أفغانستان.

وأضاف المتحدث أن “بانيتا وقع الأمر بينما كنا في الطريق الى تركيا. وينص الأمر على نشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 عسكري لدعم القوات التركية”، مشيراً الى أن العملية ستتم في الأسابيع المقبلة. وتابع ليتل أن تركيا “حليف مقرب” وأن الإدارة الأميركية مستعدة للمساهمة في الدفاع عن أراضيها ضمن الحلف الأطلسي.

ورحب حلف شمال الأطلسي بقرار واشنطن. وقالت المتحدثة باسم الحلف أوانا لونجيسكو “نرحب بمساهمة الولايات المتحدة عبر نصب بطاريتين لصواريخ باتريوت. كما نرحب بقرار ألمانيا وهولندا نصب بطاريتين لكل منهما” ورأت في ذلك دليلاً على “الالتزام القوي بلحمة وأمن الحلف”.

ووافقت ألمانيا وهولندا على نصب بطاريات صواريخ باتريوت المصممة لاعتراض صواريخ كروز وصواريخ بالسيتية ومقاتلات جوية.

ورداً على أسئلة الصحافيين بحضور مئتي جندي أميركي في قاعدة انجرليك حيث تنتشر قوات جوية أميركية تحت قيادة الحلف الأطلسي وتركيا، أعلن بانيتا أن تدمير الترسانة الكيميائية للنظام السوري “تطرح تحدياً”. وقال “الأمر ليس سهلاً إذ ليس من الممكن التوجه الى هناك وتدميرها”، لأن ذلك سيولد دخاناً ساماً.

وتابع بانيتا “علينا أن نعمل بحيث لا يتم استخدام (الأسلحة الكيميائية) وألا تقع بين الأيدي الخطأ”. وأضاف بانيتا أن بلاده يجب أن تكون مستعدة لكل الاحتمالات.

وتابع “لا يمكن تصور أن يقوم نظام بذلك بحق شعبه لكن التاريخ يعج بقادة مماثلين اتخذوا قرارات شبيهة مروعة”. ومضى يقول “علينا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات.. ونحن نقوم كل الإمكانات”.

ووافق النواب الألمان أمس بأغلبية واسعة جداً على إرسال صواريخ باتريوت الى تركيا، ما يفتح الباب لنشر ألمانيا بطاريتي صواريخ وحتى 400 جندي ألماني في جنوب تركيا، بطلب من أنقرة.

ووجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة تحذيراً جديداً لنظام الأسد، مؤكداً أن “الجمود واللامبالاة ليسا خياراً”.

وعبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن قناعته بأن الحرب في سوريا تتحرك ضد مصلحة بشار الأسد.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أمس على هامش اليوم الثاني من القمة الأوروبية المنعقدة حالياً في العاصمة البلجيكية، وأضاف أن “ما يجب فعله حالياً هو العمل على جعل بشار الأسد يرحل بسرعة”.

وتبنى قادة دول الاتحاد الأوروبي في ختام اجتماعهم بياناً يؤكد أن الأوروبيين “مستاؤون من الوضع الذي يتدهور أكثر فأكثر في سوريا”، مؤكدين أن “كل الخيارات” مفتوحة “لدعم ومساعدة” المعارضة السورية وحماية المدنيين.

وأكد رؤساء الدول والحكومات الأوروبية أنهم يرغبون في رحيل الأسد “ونظامه غير الشرعي”، مؤكدين “ضرورة” إجراء عملية انتقالية في سوريا.

وغداة قول نائب وزير الخارجية الروسية المكلف الملف السوري ميخائيل بوغدانوف إن السلطات السورية تفقد “أكثر فأكثر” السيطرة على البلاد وتحدث عن إمكانية انتصار للمعارضة، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش الجمعة “أننا لم ولن نبدل موقفنا”.

وأفادت تقارير استخباراتية أميركية بأن هناك “مؤشرات محدودة” على أن الأسد يرغب في التنحي وربما يبحث عن “خروج آمن” للتخلي عن السلطة.

ووصف أحد هؤلاء المسؤولين شريطة عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لأنهم غير مخولين بمناقشة المعلومات الاستخباراتية مع وسائل الإعلام، نظام الأسد بأنه “في أدنى مستوى له الآن.” وقال المسؤول نفسه وهو على اطلاع مباشر على التقارير الاستخباراتية الأخيرة حول تقييم الوضع الراهن في سوريا، إن الاستخبارات الأميركية على يقين بأن المنحنى أخذ في الانحدار بشدة خلال الأسابيع القليلة، وأضاف بقوله إن “الأمور أصبحت تتحرك بسرعة أكثر مما كانت عليه في أي وقت من قبل”.

ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة داخل كلية الشؤون الإدارية العسكرية في محافظة حلب في شمال سوريا بعد أن اقتحمتها مجموعات مقاتلة معارضة قبل ظهر أمس، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكانت الاشتباكات بدأت منذ الصباح وقتل فيها تسعة مقاتلين معارضين وثمانية عناصر من قوات النظام.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن “الكلية تقع في قرية الزربة بين سراقب ومدينة حلب وهي لا تضم عدداً كبيراً من العناصر النظامية، بسبب سيطرة المقاتلين المعارضين منذ فترة على المناطق المحيطة بها”. وأوضح أن الطلاب توقفوا عن ارتياد الكلية منذ أشهر بسبب أعمال العنف، وأن العناصر المتبقين في المكان هم من الحرس وعناصر حاجز واحد في المكان، ويقدر عددهم بالعشرات.

وأشار المرصد الى استمرار مقاتلين من كتائب أخرى مقاتلة ضد النظام في محاصرة مدرسة المشاة شمال مدينة حلب التي تضم حوالى ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية، وسط استمرار المعارك بين الطرفين.

في محافظة إدلب (شمال غرب)، أفاد المرصد عن تعرض مدينة معرة النعمان والقرى المحيطة بها لقصف عنيف من القوات النظامية، يترافق مع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان.

وذكرت الهيئة العامة للثورة أن الطيران الحربي السوري شن غارات على الحيين الشمالي والجنوبي في معرة النعمان، ما تسبب بأضرار بالغة في المباني.

وفي العاصمة ومحيطها حيث قتل الخميس حوالى مئة شخص، تواصلت العمليات العسكرية أمس، وقد تعرضت الأحياء الجنوبية للعاصمة للقصف من القوات النظامية. ووقعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين وفلسطينيين موالين للنظام السوري لليوم الثاني على التوالي في مخيم اليرموك (جنوب).

وقتل 91 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة هم 30 مدنياً و31 مقاتلاً و30 جندياً، بحسب المرصد الذي يقول إنه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المندوبين والناشطين في كل أنحاء سوريا وعلى مصادر طبية. (التفاصيل ص 14)

وأعلن المرصد أمس، ارتفاع عدد الضحايا في سوريا الى أكثر من 43 ألف قتيل في 21 شهراً من النزاع.

(ا ف ب، رويترز، سي ان ان، آكي)

 الثوار يقتحمون كلية عسكرية في حلب في جمعة “لا إرهاب إلا إرهاب الأسد”

                                            أطلق السوريون على تظاهراتهم الأسبوعية أمس أسم “جمعة لا إرهاب إلا إرهاب الأسد” في رد على إدراج الولايات المتحدة “جبهة النصرة” في لائحة المنظمات الإرهابية، فيما كان الثوار يحققون انتصارات ميدانية جديدة، وقد اقتحموا أمس كلية عسكرية في حلب.

ومع التقدم المتواصل للثوار، سجلت صحيفة “وورلد تريبيون” الأميركية فرار مساعدين لرئيس النظام بشار الأسد من دمشق إلى مناطق علوية، فيما تزيد الدول الغربية من لهجتها ضد نظام الأسد، حيث أكد رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون ضرورة بحث كل الخيارات لمساعدة المعارضة السورية، وشدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على ضرورة دفع الأسد إلى الرحيل، وأكد الإتحاد الأوروبي ضرورة دعم المعارضة السورية ودعا الأسد الى التخلي عن السلطة.

وفي مسألة نشر الباتريوت في تركيا، صادق وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا على نشر بطاريتي “باتريوت” على الحدود التركية مع سوريا، كما صادق البرلمان الألماني على نشر الصواريخ.

وفيما سعت روسيا الى التخفيف من وطأة تصريحات نسبت الى نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف التي رجح فيها انتصار المعارضة السورية وسقوط الأسد، حمّل رئيس ائتلاف المعارضة السورية معاذ الخطيب موسكو المسؤولية عن استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي ضد الشعب السوري.

مواجهات وتظاهرات

فقد دارت اشتباكات عنيفة أمس داخل كلية الشؤون الادارية العسكرية في محافظة حلب في شمال سوريا بعد ان اقتحمتها مجموعات مقاتلة معارضة قبل ظهر اليوم، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وكانت الاشتباكات بدأت منذ الصباح وقتل فيها مقاتل معارض.

واوضح مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن ان “الكلية تقع في قرية الزربة بين سراقب ومدينة حلب وهي لا تضم عددا كبيرا من العناصر النظامية، بسبب سيطرة المقاتلين المعارضين منذ فترة على المناطق المحيطة بها”.

واشار المرصد الى استمرار مقاتلين من كتائب اخرى مقاتلة ضد النظام في محاصرة مدرسة المشاة شمال مدينة حلب التي تضم نحو ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية، وسط استمرار المعارك بين الطرفين.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد عن تعرض مدينة معرة النعمان والقرى المحيطة بها لقصف عنيف من القوات النظامية، يترافق مع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان.

وذكرت الهيئة العامة للثورة ان الطيران الحربي السوري شن غارات على الحيين الشمالي والجنوبي في معرة النعمان، ما تسبب باضرار بالغة في المباني.

وفي العاصمة دمشق ومحيطها حيث قتل الخميس نحو مئة شخص، تواصلت العمليات العسكرية امس، وقد تعرضت الاحياء الجنوبية للعاصمة للقصف صباحا من القوات النظامية. وقتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة المعضمية في ضاحية دمشق، فيما سجل قصف على مناطق اخرى في الريف.

وتظاهر سوريون أمس غب صلاة جمعة” “لا إرهاب إلا إرهاب الأسد”، في إشارة إلى رفضهم القرار الأميركي بإدراج “جبهة النصرة” في لائحة وزراة الخارجية الأميركية للمنظات الإرهابية وفرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على مسؤولين في هذا التنظيم الإسلامي الذي تقول الولايات المتحدة أنه مقرب من تنظيم “القاعدة. وشهدت مدن عدة تظاهرات على الرغم من عمليات القصف التي تشنها قوات النظام.

“وورلد تريبيون”

وأمس ذكر موقع صحيفة “وورلد تريبيون” الأميركية الالكتروني أمس أن كبار مسؤولي نظام الأسد بدأوا في الهروب من دمشق والتوجه إلى المحافظات المطلة على ساحل البحر المتوسط ذات الغالبية العلوية للاقامة بها.

وقالت الصحيفة أن مصادر ديبلوماسية رصدت قيام المئات من مسؤولي النظام السوري، بما في ذلك بعض مساعدي الأسد، بترحيل أسرهم من دمشق إلى المحافظات ذات الأغلبية العلوية, بعد أن استشعروا أن دمشق لم تعد محصنة ضد استحواذ الثوار السنة عليها .

وأفادت المصادر بأن تحرك المدنيين في دمشق أصبح خطرا، وأن مسؤولي النظام السوري وعائلاتهم يشعرون بأنهم مراقبون من قبل عناصر المعارضة، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن مسألة “المغادرة الجماعية” من دمشق بدأت في منتصف العام الجاري، إلا أن خروج حلفاء الأسد، الذين ينتمي معظمهم للطائفة العلوية، تسارعت وتيرته خلال الشهر الماضي في أعقاب القتال العنيف بين الجيش النظامي وقوى المعارضة المسلحة.

ووفقا للمصادر الديبلوماسية فإن أفراد عائلة الأسد بعيدون عن الأنظار منذ أشهر، ويسود الإعتقاد بأن قرينته وآخرين من أسرته إما أن يكونوا خارج سوريا أو أنهم متواجدون بالقرب من ميناء طرطوس المدار من قبل البحرية الروسية. وبشأن بماهر الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس السوري، فلم يظهر بشكل عام منذ أن نجح المعارضون في تفجير مقر الأمن الوطني في دمشق في تموز الماضي.

وأوضحت المصادر أن الأسد يعمل حاليا في القصر الرئاسي بجبل قاسيون المطل على العاصمة السورية تحت حماية صفوة عناصر الحرس الجمهوري، غير أنه لم يعد يدير الحرب ضد المعارضة يوميا.

الاتحاد الأوروبي

رئيس الإتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، شدد على ضرورة دعم المعارضة السورية، والحاجة لتخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة وقيام عملية سياسية حقيقية في البلاد.

وقال في مؤتمر صحافي في ختام أعمال القمة الأوروبية الدورية، التي استمرت يومين في بروكسل، “أجرينا نقاشاً جوهرياً حول الوضع المتدهور في سوريا، وهو وضع يثير خوفنا.. لدينا واجب أخلاقي تجاه هذه القضية حيث يفقد كثير من الأبرياء حياتهم”.

ولفت إلى أنه “تم التشديد على الحاجة لدعم إئتلاف قوى المعارضة السورية بأكثر الطرق فعالية”، وأضاف “شددنا على الحاجة لتخلي (الرئيس السوري بشار) الأسد عن منصبه، ولانطلاق عملية سياسية حقيقية”.

كاميرون

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن الوقوف بلا حراك إزاء الوضع في سوريا ليس مطروحا وإنه يجب بحث كل الخيارات لمساعدة المعارضة السورية. وأضاف خلال اجتماع القمة الأوروبي إن على الاتحاد الأوروبي وعلى بريطانيا عمل كل ما يمكن لتسريع عملية الانتقال في سوريا.

هولاند

وصرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بروكسل ايضا ان الاسرة الدولية يجب ان تحدد هدفا لها “دفع الاسد الى الرحيل في اسرع وقت ممكن”. وقال في مؤتمر صحافي قبل بدء جلسات اليوم الثاني من القمة الاوروبية ان “الحرب تدور الآن في غير مصلحة الاسد”. واضاف “علينا ان نحدد لانفسنا هذا الهدف: دفع الاسد الى الرحيل في اسرع وقت ممكن”.

كما عبر هولاند عن ارتياحه لان “معظم الدول” قبلت بائتلاف المعارضة “ممثلا شرعيا للشعب السوري”، مشيرا الى ان فرنسا “كانت اول من اعترف بالائتلاف”.

وقال إن المجلس الأوروبي سيبقى ملتزماً بفعالية وكلّف مجلس الشؤون الخارجية بالنظر في كافة الخيارات لدعم ومساعدة المعارضة (السورية) وتقديم الدعم الأكبر لحماية المدنيين.

نشر الباتريوت

بشأن نشر صواريخ “باتريوت” في تركيا، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية جورج ليتل ان وزير الدفاع ليون بانيتا وقع أمر نشر بطاريات أميركية قبل ان تحط طائرته في قاعدة انجيرليك في جنوب تركيا أول من أس، بعد جولة شملت افغانستان.

واضاف المتحدث ان “بانيتا وقع الامر بينما كنا في الطريق الى تركيا. وينص الامر على نشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 عسكري لدعم القوات التركية”، مشيرا الى ان العملية ستتم في الاسابيع المقبل.

وتابع ليتل ان تركيا “حليف مقرب” وان الادارة الاميركية مستعدة للمساهمة في الدفاع عن اراضيها ضمن الحلف الاطلسي.

ورحب حلف شمال الاطلسي بقرار واشنطن. وقالت المتحدث باسم الحلف اوانا لونجيسكو “نرحب بمساهمة الولايات المتحدة عبر نصب بطاريتين لصواريخ باتريوت. كما نرحب بقرار المانيا وهولندا نصب بطاريتين لكل منهما” ورات في ذلك دليلا على “الالتزام القوي بلحمة وامن الحلف”.

وردا على اسئلة الصحافيين بحضور مئتي جندي اميركي في قاعدة انجيرليك حيث تنتشر قوات جوية اميركية تحت قيادة الحلف الاطلسي وتركيا، اعلن بانيتا ان تدمير الترسانة الكيميائية للنظام السوري “تطرح تحديا”.

وقال “الامر ليس سهلا اذ ليس من الممكن التوجه الى هناك وتدميرها”، لان ذلك سيولد دخانا ساما.

وتابع بانيتا “علينا ان نعمل بحيث لا يتم استخدام (الاسلحة الكيميائية) ولا تقع بين الايدي الخطا”. واضاف ان الولايات المتحدة “تعمل مع تركيا والاردن واسرائيل لمحاولة متابعة ما يحصل”، بخصوص هذه الاسلحة في سوريا.

واضاف بانيتا ان بلاده يجب ان تكون مستعدة لكل الاحتمالات.

وشدد على أنه “لا يمكن تصور ان يقوم نظام بذلك بحق شعبه لكن التاريخ يعج بقادة مماثلين اتخذوا قرارات شبيهة مروعة”. ومضى يقول “علينا ان نكون مستعدين لكل الاحتمالات .. ونحن نقيم كل الامكانات”.

وفي برلين، وافق النواب الالمان الجمعة باغلبية واسعة جدا على ارسال صواريخ باتريوت الى تركيا لحماية هذا البلد من تهديدات سورية محتملة في اطار مهمة لحلف شمال الاطلسي.

ويفتح هذا التصويت الطريق لنشر المانيا بطاريتي صواريخ وحتى 400 جندي الماني في جنوب تركيا، بطلب من انقرة. ووافق مجلس النواب (البوندستاغ) على القرار بـ461 صوتا مقابل 86 عارضوه وامتناع ثمانية نواب عن التصويت.

روسيا

في موسكو، جدد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أمس، التأكيد على أن روسيا لا تتفاوض حول مصير الأسد مع أحد، وهي تتمسك باتفاقيات جنيف حول تسوية النزاع في سوريا.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن لوكاشيفيتش، قوله رداً على سؤال عما إذا كانت روسيا تبحث مصير الأسد مع الولايات المتحدة، “نحن لا نجري أي محادثات (بهذا الشأن) مع شركائنا الأميركيين أو بأي أطر أخرى.. بل إن روسيا تبحث بجهد وإصرار عن طرق تسوية الوضع في سوريا سياسياً”. وأضاف أن تطبيق اتفاقات جنيف هو الأساس لمثل هذه التسوية.. يجب وقف العنف والجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقال “إن مصير الشعب (السوري) الآن على المحك أكثر من مصير قادتهم”.

ووصف لوكاشيفيتش الوضع في سوريا بأنه “معقد للغاية، ولا أحد يخفي ذلك”، مشيراً إلى أن “القوات الحكومية تواجه مجموعات المعارضة الحائزة على أسلحة أكثر وأكثر تطوراً.. وتعاظم النشاط الإرهابي الذي يكتسب طابعاً طائفياً متزايداً”. وأضاف “يبدو أن زيادة الدعم السياسي والمعنوي والمادي للمعارضة المتشددة من قبل أعضاء المجتمع الدولي، ولاسيما ما يسمى مجموعة أصدقاء سوريا ، تدفع المسلحين إلى تنشيط أعمالهم”.

وتابع قائلاً “لدينا قناعة أن المواجهة لن تؤدي إلاّ إلى مأزق لا يمكن التنبؤ بعواقبه الإقليمية وعلى نطاق أوسع.. نؤكد على استعداد روسيا للتعاون الفعال مع كل من يريد منع تحقيق سيناريو مأسوي في سوريا”. وأضاف “وبهذا الصدد سنعمل على أن نحقق تطبيقاً دقيقاً لبيان جنيف.. إنها فرصة حقيقية جديدة للإسهام في الحل السلمي، ويجب استغلالها على أكمل وجه”.

ورفض لوكاشيفيتش التعليق أو الإجابة على سؤال حول إمكانية استخدام القوة لحماية المواطنين الروس في سوريا، واصفا إياه بأنه “افتراضي وغريب “، مضيفا “ببساطة، لا أعلم أي واقع تاريخي استخدمت فيه مثل هذه السيناريوات”.

ومع ذلك، أشار لوكاشيفيتش إلى وجود خطة لإجلاء محتمل للمواطنين الروس من سوريا، قائلاً “في أي وضع صعب، توجد بالطبع الخطط اللازمة، ويجري تعديلها بانتظام مع أخذ الوضع المتغير بسرعة بعين الإعتبار، لاسيما في سوريا، حيث نلاحظ الظروف المعقدة لإقامة وعمل دبلوماسيينا والمواطنين الروس يوما بعد يوم، لذلك، فإن الخطط موجودة بالطبع”.

وجدد لوكاشيفيتش موقف روسيا القائل “إن نشر منظومات صواريخ باتريوت ، بما فيها النظم الأميركية، لا يساهم بتحقيق التسوية السياسية للوضع في سوريا”. وأضاف “أعربنا عن قلقنا من تطور الأحداث بهذه الصورة، إدراكاً منا أن التوجه لتراكم أسلحة إضافية، لاسيما من هذا النوع، على الحدود والأراضي التركية لا يسهم في البحث عن سبل تحقيق التسوية السياسية، بل يزيد من حدة التوتر بين الجارتين”.

وعلق لوكاشيفيتش على تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أول من أمس التي توقع فيها نصرا للمعارضة وسقوط الأسد، قائلا إن الأخير “أكد مجدداً موقفنا المبدئي الداعي إلى تنفيذ اتفاقات جنيف التي تم التوصل إليها على أساس الإجماع في 30 حزيران العام الحالي”.

ونفت وزارة الخارجية الروسية امس ما نقل عن بوغدانوف حول أن المعارضة السورية تتجه الى تحقيق نصر وشيك على النظام في سوريا، موضحة أنه جاء في إطار سرد مزاعم ممثليها وداعميها الخارجيين.

ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن لوكاشيفيتش أنه “إزاء ما نشرته وسائل إعلام روسية وأجنبية من تصريحات تنسب إلى بوغدانوف حول تطور الوضع في سوريا، نود أن نشير إلى أنه (بوغدانوف) لم يدل بأي تصريح خاص للصحافيين في الأيام القليلة الماضية”.

وذكر البيان أنه تم التطرق الى الموضوع السوري من جملة مواضيع أخرى خلال مناقشة مسائل تتعلق بالشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية أمس، في المجلس الإجتماعي لروسيا الإتحادية. وأضاف أنه “تم سرد مزاعم ممثلي المعارضة السورية المتشددة ومموّليها الأجانب الذين يتوقعون انتصارا سريعا على النظام في دمشق”.

وأوضح أن بوغدانوف “أكد، في هذا السياق، تمسك موسكو بموقفها الذي لا يرى بديلا عن التسوية السياسية في الجمهورية العربية السورية والتي تستند إلى البيان الختامي لـمجموعة العمل” الذي تمت الموافقة عليه بإجماع المشاركين في الاجتماع الوزاري في 30 حزيران من العام الجاري في جنيف.

الأمم المتحدة

في جنيف قالت فاليري اموس منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة امس إن المنظمة الدولية ملتزمة بمواصلة عمليات الإغاثة في سوريا وتعمل على تخزين إمدادات إغاثة في بلدان مجاورة. وأضافت لصحافيين في جنيف من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة من روما “نسعى للتأكد من وجود مخزونات كافية في بلدان مجاورة… لدينا عاملون لايزالون على الأرض وبالطبع سنواصل العمل على سلامة وأمن عاملينا لكننا ملتزمون بمواصلة عملياتنا”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

الحر يواصل حصار كلية المشاة بحلب

                                            يشتبك مع قوات جبريل بمخيم اليرموك

وقعت اشتباكات بين الجيش الحر وعناصر من الجبهة الشعبية/القيادة العامة التابعة لـأحمد جبريل في حي مخيم اليرموك جنوبي دمشق، كما قتل شخص بقصف قوات النظام على داريا في ريف دمشق، وطال أيضا مدينة حمص، فيما يواصل الجيش الحر حصاره لكلية المشاة في حلب.

ففي تطور لافت، قال ناشطون إن اشتباكات اندلعت صباح اليوم بين الجيش الحر وعناصر من القيادة العامة التابعة لأحمد جبريل في حي مخيم اليرموك جنوبي العاصمة السورية.

وفي بلدة داريا بريف دمشق، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن شخصا قتل نتيجة القصف، فيما شنت قوات النظام ومن يوصفون بالشبيحة حملة دهم وتفتيش في قرية بيت ساير في الريف الدمشقي.

وفي مدينة حمص، قالت مصادر الثورة إن القصف تجدد منذ الصباح على حي باب دريب، ورافق ذلك انتشار لقوات الأمن في حيي جب الجندلي وباب تدمر.

وفيما يتعلق بتطورات المشهد قرب كلية المشاة في حلب التي يحاصرها عناصر الجيش الحر منذ الأمس، قالت موفدة الجزيرة مريم أوباييش إن أعدادا غفيرة من قوات الجيش الحر واصلت صباح اليوم حصارها للكلية، بعد أن انتهت المهلة التي منحوها لعناصر الجيش النظامي للانشقاق أو الاستسلام.

وأوضحت الموفدة أن الجيش الحر يحرص على التقدم بشكل بطيء ومنظم قبل اقتحام الكلية، بهدف تقليل حجم الخسائر بين صفوفه قدر الإمكان، مؤكدة أن الكلية محاصرة تماما.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن تسعة مقاتلين من الجيش الحر وثمانية جنود قتلوا أمس الجمعة في القتال بين الجنود المحاصرين ومقاتلي المعارضة.

وقال الجيش الحر في وقت سابق إنه أسر 40 ضابطا وجنديا من كلية المشاة، بعدما قتل قبل ذلك نحو 35 من العسكريين النظاميين المحاصرين.

وكان الحر قد تمكن أمس من السيطرة على كلية الشؤون الإدارية في منطقة خان العسل بريف حلب، وقد أظهرت صور مباشرة بثتها قناة الجزيرة، صورا لعملية الاقتحام صباح أمس الجمعة، تظهر مسلحين تابعين للجيش الحر وهم يمشطون الكيلة التي تبعد نحو 15 كيلومترا عن مدينة حلب.

وفي حلب، قصف الجيش الحر أمس مطار منغ العسكري، حسب ما أفادت به لجان التنسيق المحلية.

وقال ناشطون إن حريقا ضخما اندلع في حي جوبر شرق العاصمة، بسبب القصف المدفعي للقوات النظامية، مشيرين إلى أن الحريق اندلع في مخازن كبيرة للأخشاب بالمنطقة، وحسب لجان التنسيق المحلية فإن حي جوبر الدمشقي يتعرض مع المناطق المجاورة لقصف يومي.

ورغم تواصل أعمال العنف، فقد تظاهر آلاف السوريين أمس في عدة محافظات تحت شعار “لا إرهاب إلا إرهاب بشار الأسد”، رفضا لإدراج الولايات المتحدة جبهة النصرة على لائحة المنظمات التي تصفها بالإرهابية.

انشقاقات

وفي تطور آخر، أفاد ناشطون بانشقاق مدير التحقيق في المخابرات السورية أنور رسلان. فيما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن مائة جندي سوري انشقوا الجمعة من معامل الدفاع بحلب.

وكان الجيش الحر قد قال في وقت سابق إن جنودا نظاميين انشقوا من مدرسة المشاة بالمدينة. وقبل أيام، أعلن عدد من القضاة في إدلب انشقاقهم عن النظام والتحاقهم بالقضاء السوري المستقل.

وفي الشهور القليلة الماضية، انشق عشرات العسكريين من ذوي الرتب العالية ولجؤوا إلى تركيا بمساعدة من الجيش الحر في حالات كثيرة.

 الاتحاد الأوروبي يسعى لدعم المعارضة

نشر باتريوت بتركيا وموسكو تتمسك بالأسد

                                            قررت الولايات المتحدة وألمانيا نشر أربع بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ بتركيا لمواجهة أي أخطار من جانب النظام السوري، في حين أكدت موسكو -بعد تصريح لنائب وزير خارجيتها لم يستبعد فيه سقوط نظام بشار الأسد- أن موقفها لن يتغير “أبدا” مما يجري في سوريا.

وقد أشارت واشنطن إلى أن قرار نشر بطاريتين من صواريخ باتريوت و400 من جنودها في تركيا يندرج ضمن جهود حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أجل تعزيز الدفاعات الجوية التركية إزاء التوتر المتزايد على الحدود مع سوريا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل إن “الأمر الذي وقعه وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ينص على نشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 عسكري لدعم القوات التركية”، مشيرا إلى أن العملية ستتم في الأسابيع المقبلة.

وقد رحب الناتو بقرار واشنطن، وقالت المتحدثة باسم الحلف أوانا لونجيسكو “نرحب بمساهمة الولايات المتحدة عبر نصب بطاريتين لصواريخ باتريوت. كما نرحب بقرار ألمانيا وهولندا نصب بطاريتين لكل منهما”، ورأت في ذلك دليلا على “الالتزام القوي بلحمة وأمن الحلف”.

دعم ألماني

من جهتها، وافقت كل من ألمانيا وهولندا على نصب بطاريات صواريخ باتريوت المصممة لاعتراض صواريخ كروز وصواريخ بالستية ومقاتلات جوية.

ووافق النواب الألمان الجمعة بأغلبية واسعة جدا على إرسال صواريخ باتريوت إلى تركيا مما يفتح الباب لنشر بطاريتي صواريخ وحتى 400 جندي ألماني جنوب تركيا، بطلب من أنقرة.

إذ وافق مجلس النواب (البوندستاغ) على القرار بـ461 صوتا مقابل 86 عارضوه وامتناع ثمانية نواب عن التصويت.

من ناحية أخرى، سارعت روسيا -الحليف الأهم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد- الجمعة إلى التأكيد على أنها لم تغير موقفها مما يجري في سوريا خاصة بعد تصريح نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف الذي قال فيه إنه “يجب النظر إلى الوقائع، النظام والحكومة في سوريا يفقدان السيطرة على البلاد أكثر فأكثر”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إن بوغدانوف كان ينقل في اجتماع الغرفة الاجتماعية وجهة نظر المعارضين السوريين والجهات الدولية التي تساعدهم.

وأضاف أن بلاده، التي ترفض أي تدخل خارجي لتغيير نظام الأسد بسوريا، “لم تُغيّر ولن تغير أبدا موقفها مما يجري بهذا البلد”.

ترحيب غربي

يشار إلى أن واشنطن وعواصم غربية أخرى سارعت الجمعة إلى الترحيب بتصريح بوغدانوف, ورأت فيه علامة على تغيّر موقف موسكو التي استخدمت خلال الأشهر الماضية حق النقض (فيتو) ثلاث مرات لإحباط مشاريع قرارات بمجلس الأمن تدين نظام الأسد وتهدده بعقوبات.

على صعيد آخر، أصدر قادة الاتحاد الأوروبي الجمعة ببروكسل بيانا قالوا فيه إن كل الخيارات مفتوحة لمساعدة المعارضة السورية وحماية المدنيين.

وكان ذلك على ما يبدو تلويحا بتسليح تلك المعارضة, علما أن الأوروبيين والأميركيين يحجمون حتى الآن عن اتخاذ قرار من هذا النوع.

وفي بيان صدر في ختام قمتهم ببروكسل, أبدى قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي امتعاضهم الشديد من تدهور الوضع بسوريا, وقالوا إنهم يريدون رحيل نظام الأسد الذي وصفوه بأنه غير شرعي، كما قالوا إن البديل المحتمل يجب أن يكون ديمقراطيا بلا إقصاء وأن يحترم حقوق الإنسان.

وفي تصريحات على هامش القمة، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إنه يجب بحث كل الخيارات لمساعدة المعارضة السورية, مضيفا أن الجمود واللامبالاة إزاء ما يجري بسوريا لا يشكلان خيارا.

وأضاف كاميرون أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي وبريطانيا عمل كل ما يمكن لتسريع وتيرة الانتقال بسوريا. وفي السياق نفسه قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن المجتمع الدولي مطالب بأن يحدد لنفسه الهدف المتمثل في دفع الأسد إلى الرحيل بأسرع وقت.

فلسطينيو 48 يتضامنون مع الشعب السوري

                                            بمهرجان “لبيك يا شام”

محمد محسن وتد-أم الفحم

نظمت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني مهرجانا بعنوان “لبيك يا شام” نصرة للشعب السوري وثورته ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وتنديدا بنظام حزب البعث والجرائم التي يقترفها بحق سوريا وشعبها. وقد لبى الآلاف من فلسطينيي 48 نداء الواجب بالتضامن مع بلاد الشام حين توافدوا إلى فعاليات المهرجان الذي احتضنته بلدة عارة بالتزامن مع اليوم العالمي لنصرة الشعب السوري.

وزينت أعلام الثورة السورية التي عانقت الأعلام الفلسطينية والرايات الخضر قاعة المهرجان ومنصته التي حفرت عليها أسماء محافظات ومدن سوريا والشام، وصدحت حناجر الحشود بالتحية والتقدير للشعب السوري، وتعالت الهتافات الداعمة والمناصرة للثورة تلتها صيحات تدعو لإسقاط نظام الأسد.

مظاهرة ومهرجان

وبعث المهرجان برسالة تحية وإكبار للشعب السوري مستذكرا الدور التاريخي لأهل الشام بنصرة فلسطين وشعبها، في حين خصت مؤسسة الفجر للفن الإسلامي الثورة السورية بالعديد من الفقرات الزجلية والفنية تحت عنوان “ارفع رأسك يا سوري” التي تغنت بحرية الشعب السوري مستبشرة بانتصار ثورته، فيما أبكت الطفلة راما قعدان الحشود بأبيات من الشعر التي وصفت من خلالها اغتيال طفولة سوريا.

وسبق المهرجان وقفة احتجاجية لأنصار الحركة الإسلامية قبالة سفارة روسيا في تل أبيب، ونددوا بموقف روسيا والصين وإيران المنحاز “لجرائم الجيش النظامي، ومده بالسلاح والترسانة العسكرية مما أدى لمقتل عشرات الآلاف وتشريد مئات آلاف من السوريين والفلسطينيين”.

نظرية المؤامرة

ورفض رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح الادعاءات التي يروج لها والطرح الذي يردده البعض بأن ما يحدث في سوريا مؤامرة على ما يُزعم أنه نظام ممانعة ومقاومة، مؤكدا قناعاته بأنه “كانت وما زالت هناك مؤامرة لإفشال ثورة الشعب السوري ليبقى هذا النظام الباطني النّصيري المدعوم من روسيا والصين وإيران حارسا أمينا على الحدود الإسرائيلية الشمالية، بالذات على امتداد الجولان المحتل”.

وبيّن في حديثه للجزيرة نت ضرورة فضح دور الدول المساندة لما وصفها بجرائم الأسد التي تمده بالسلاح والصواريخ، وبالتالي فهي شريكة بالجريمة، كما أن العالم الغربي “المنافق” يلتزم بموقف المتفرج وفي أحسن الحال يستنكر من باب الضريبة الكلامية، وهذا يعني أن الشعب السوري بأسره “تُرك لوحده تحت وطأة آلة البطش والدمار والذبح والتدمير التي لا يزال يقودها نظام البطش النّصيري”.

وتساءل الشيخ صلاح في معرض حديثه، “لو افترضنا جدلا فرضية خيالية بأن مؤامرة كانت على النظام، ما ذنب الشعب السوري حتى يباد ويشرد؟ وما ذنب المساجد والكنائس لتقصف؟ فالذي يقود هذا الخراب والدمار هو النظام الفاقد الشرعية الذي يروج لنظرية المؤامرة ليخفي جرائمه التي يقترفها بحق الشعب السوري”.

سجال وانحياز

بدوره، أثنى الشيخ كمال خطيب على الشعب السوري الذي كان الحضن الدافئ لكل الأمة العربية والإسلامية، حيث دفع بالمجاهدين من أبناء الشام للدفاع عن العرب والمسلمين من بطش الاستعمار، وروت دماء السوريين ثرى بقاع الأقطار العربية، لافتا إلى أن الشعب السوري “كان أول من احتضن الفلسطينيين عقب النكبة، في دمشق، قبل عشرين عاما من قدوم ما يسمى بالبعثيين، وعليه لا يمكن لنا كشعب فلسطيني يحمل مشروع حرية إلا أن ننحاز للشعب السوري”.

وردا على سؤال للجزيرة نت بشأن السجال الذي شهدته الساحة الفلسطينية والتباين بالمواقف مما يحدث في سوريا، أجاب بالقول” أتفهم في البداية من التبس عليهم الأمر في ظل الدور الذي كان يؤديه النظام السوري تجاه المقاومة الفلسطينية، ولكنني لا أفهم أبدا استمرار هذا اللبس وهذا التردد مع استمرار نزيف دم الشعب السوري، خاصة أن تلك القيادات التي كانت بدمشق فضلت أن تعيش مشتتة بالعواصم العربية على أن تبقى بسوريا لكي لا يكون وجودها غطاء لجرائم الأسد”.

وأضاف بأنه ما عاد خافيا على أحد بأن هذا النظام “ليس وطنيا ولا قوميا ولا ممانعا، فالشعوب هي المنتصرة في نهاية المطاف، ونحن في فلسطين مع الشعب السوري ضد هذا النظام الطاغية الذي يفتك بشعب كان مصرا على أن ثورته سلمية تدعو للكرامة والحرية، إلا أن نظام البعث واصل بطشه وقابل الشعب وثورته بالنار والبارود”

مواجهات عنيفة مع قوات الأسد في المتحلق الجنوبي بدمشق

قصف من قوات النظام على القابون والعسالي

قناة العربية

وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا 262 نقطة قصف خلال الساعات الماضية، بينها 14 نقطة شهدت قصفا بالطيران، 4 مناطق شهدت قصفا بالبراميل المتفجرة، أما القصف المدفعي فقد كان الأعنفَ منذ أيام، حيث شهدت 111 نقطة قصفا مدفعيا عنيفا في مختلف أنحاء سوريا.

فقد شهدت أحياءُ وبلدات دمشق الجنوبية تجدد القصف العنيف بالمدفعية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في حي مخيم اليرموك.

وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة داريا لقصفٍ براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام الذي يحاول اقتحام المدينة.

كما أسقط الجيش الحر طائرة ميغ بالقرب من مطار دمشق الدولي، ودمّر أخرى في مطار دير الزور العسكري.

وأفادت شبكة شام بأن المدفعية الثقيلة وقذائفَ الهاون دكّت أحياءَ مدينة دير الزور بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في محيط مطار دير الزور العسكري.

وفي حلب، قام أكثر من 100 عسكري بالانشقاق، بينما هاجم الجيش الحر معاملَ الدفاع وسيطر على عدة كتائبَ عسكرية.

كذلك طال القصف بلدات النعيمة والطيبة ونصيب بريف درعا بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام.

الجيش الحر يسيطر على كلية المشاة بحلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت مصادر في المعارضة السورية أن الجيش الحر سيطر بشكل شبه كامل على كلية المشاة في حلب شمالي سوريا، في وقت سقط عدد من القتلى بغارات جوية على بلدة الرستن بريف حمص وسط تواصل أعمال العنف في مدن عدة ما أسفر عن مقتل 28 شخصا.

وكشفت المصادر نفسها لـ”سكاي نيوز عربية” أن مقاتلين في الجيش الحر تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من كلية المشاة في حلب، بعد معارك عنيفة أسفرت عن مقتل 70 جنديا وأسر نحو 50 آخرين.

وفي ريف حمص، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن “سقوط عشرات الجرحى بينهم عائلة كاملة” إثر إلقاء الطيران التابع للجيش الحكومي “براميل متفجرة وقنابل عنقودية” على قرية الرستن.

إلى ذلك، تعرضت مدن وبلدات في ريف درعا لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية بينما تواصلت الاشتباكات المسلحة بين الجيشين الحر والحكومي في محيط العاصمة السورية دمشق.

ووفقا للجان التنسيق، فإن القصف المدفعي تجدد على مدينة طفس في محافظة درعا وسط حالة ذعر بين الأهالي في وقت تعرضت بلدة اليادودة لعمليات إطلاق نار كثيف من قبل القوات الحكومية في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي لليوم الثاني على التوالي.

وفي بلدة محجة في ريف درعا، تحدث ناشطون عن وقوع اشتباكات عنيفة في بين الجيش الحر والجيش الحكومي. كذلك الأمر في درعا المحطة حيث وقعت اشتباكات قرب مركز الأمن السياسي.

ونقل الناشطون عن سكان النعيمية تخوفهم من ارتكاب القوات الحكومية لمجزرة في البلدة المحاصرة، والتي تتعرض لقصف متواصل منذ أكثر من 7 ساعات.

أما في دمشق التي تشهد منذ أيام معارك وصفت بـ”الحاسمة”، فقد تجدد القصف على الأحياء الجنوبية للمدينة، لا سيما على حي العسالي الذي تعرض لدمار كبير، حسب الناشطين.

كما ذكر الناشطون أن عبوة ناسفة انفجرت في حارة حارة الشريباتي وسط حي القدم من دون أن تسفر عن وقوع إصابات، مضيفين أن من وصفوهم بـ”الشبيحة” عمدوا إلى زرع العبوة وتفجيرها عن بعد.

وفيما تستمر أعمال العنف والاشتباكات في معظم المدن والمحافظات السورية، قال زعماء الاتحاد الأوروبي، الجمعة، إن جميع الخيارات مطروحة لدعم المعارضة السورية، وهو ما يعزز احتمال تزويدها بعتاد عسكري غير فتاك أو حتى بالأسلحة في نهاية المطاف.

وفي أقوى بيان دعم للمعارضة السورية منذ بداية الاحتجاجات قبل أكثر من 20 شهرا، أمر زعماء الاتحاد وزراء خارجية الدول الأعضاء بتقييم كافة الاحتمالات لزيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد.

وسعى رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إلى مراجعة مبكرة لحظر الأسلحة المفروض على سوريا تمهيدا لاحتمال فتح الباب أمام تزويد المقاتلين بالعتاد في الأشهر القادمة.

ويأتي هذا وسط تقارير عن مكاسب ميدانية أحرزها المقاتلون ضد القوات الحكومية، بل وقالت روسيا حليفة الأسد والتي تزوده بالأسلحة إن هناك احتمالا بأن تنتصر المعارضة.

سوريا.. 107 قتلى بينهم 8 أطفال و5 سيدات

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 107 أشخاص في مدن سورية عدة، الجمعة، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بينهم 5 سيدات و8 أطفال، وسقط في دمشق وريفها أكثر من 50 قتيلا.

ووثقت اللجان 262 نقطة قصف بينها 14 نقطه شهدت قصفا بالطيران، و4 مناطق شهدت قصفا بالبراميل المتفجرة، ومنطقتين قصفتا بالقنابل العنقوديه، ومنطقه واحده على الأقل تعرضت للقصف بقنابل الفوسفور.

أما القصف المدفعي فقد كان الجمعة الأعنف منذ أيام، حيث شهدت 111 نقطه قصفا مدفعيا عنيفا وعشوائيا وشهدت 81 منطقه أخرى قصفا بالهاون.

واشتبك الجيش الحر مع القوات الحكومية في 109 نقاط، كان أعنفها في دمشق وريفها ودير الزو. وأسقط الجيش الحر طائرة ميغ بالقرب من مطار دمشق الدولي ودمر أخرى في مطار دير الزور العسكري.

وفي حلب قام أكثر من 100 عسكري بالانشقاق من معامل الدفاع، التي هاجمها الجيش الحر من الجهة الشمالية، وتمكن من السيطرة على عدة كتائب عسكريه جنوبي السفير.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة تدور داخل كلية الشؤون الإدارية العسكرية، بعد أن اقتحمتها مجموعات مقاتلة معارضة قبل ظهر الجمعة، والتي قتل فيها 9 من المعارضة المسلحة و 8 من افراد القوات الحكومية، حسب وكالة فرانس برس.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن “الكلية تقع في قرية الزربة بين سراقب ومدينة حلب وهي لا تضم عددا كبيرا من العناصر النظامية، بسبب سيطرة المقاتلين المعارضين منذ فترة على المناطق المحيطة بها”، مضيفا أن “الطلاب توقفوا عن ارتياد الكلية منذ أشهر بسبب أعمال العنف، وأن العناصر المتبقين في المكان هم من الحرس وعناصر حاجز واحد في المكان ويقدر عددهم بالعشرات”.

وفي محافظة إدلب تعرضت مدينة معرة النعمان والقرى المحيطة بها لقصف عنيف من القوات الحكومية، مترافق مع اشتباكات بين الجيشين السوري والحر في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان.

وذكرت الهيئة العامة للثورة أن الطيران الحربي السوري شن غارات على الحيين الشمالي والجنوبي في معرة النعمان، ما تسبب باضرار بالغة في المباني.

ويسيطر المقاتلون المعارضون على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية منذ أكتوبر الماضي، ويحاولون منذ ذلك الوقت اقتحام معسكر وادي الضيف، الأكبر في المنطقة، فيما تحاول القوات الحكومية استعادة معرة النعمان، التي تسببت خسارتها بإعاقة إمداداتهم إلى مدينة حلب التي تدور فيها منذ يوليو معارك يومية بين طرفي الصراع في البلاد.

وشهد مخيم اليرموك في العاصمة دمشق اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وأفراد من جبهة تحرير فلسطين- القيادة العامة، التي تدعم الرئيس السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى