أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 18 شباط 2012

حمص تحت النار… وقتلى في دمشق وحلب

نيويورك – راغدة درغام

دمشق، بيروت – ا ب، ا ف ب، رويترز – امتدت التظاهرات في المدن السورية، بعد صلاة الجمعة امس، من درعا في الجنوب الى حلب وادلب في الشمال، والى دير الزور شرقاً، مرورا في احياء العاصمة دمشق. فيما استمر القصف على حمص لليوم الرابع عشر على التوالي، وكان الاعنف منذ بدء المواجهات.

واطلق اتحاد تنسيقيات الثورة السورية على تظاهرات امس شعار «جمعة المقاومة الشعبية». وذكرت مصادر المعارضة انه قتل نتيجة المواجهات 50 شخصاً على الاقل. وفي حي المزة اطلقت قوات الامن النار على تظاهرة انطلقت من جامع المصطفى، وكان المتظاهرون يهتفون بشعار «دم الشهيد لا ننساه» فيما كانوا يشيعون احد القتلى الذي سقط في المواجهات.

وبعد يوم على التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة باكثرية ساحقة بلغت 137 صوتاً الى جانب القرار العربي – الغربي الذي يدعم مبادرة الجامعة العربية لحل الازمة في سورية، اكد الرئيس بشار الاسد مجدداً خلال لقائه رئيس وزراء موريتانيا مولاي ولد محمد ان الاصلاح السياسي لا بد ان يسير بالتوازي مع إعادة الأمن والاستقرار وحماية المواطنين.

وسارع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى تلقف قرار الجمعية العامة، مؤكداً استعداده «لتحمل كامل المسؤوليات بموجب القرار» لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية. ووضع بان القرار موضع التنفيذ لجهة البدء بالتشاور مع الجامعة العربية وأطراف أخرى، خصوصاً أنه أصبح موكلاً من الجمعية العامة تعيين مبعوث خاص للأزمة السورية. وحض الحكومة السورية على «وقف كل انتهاكات حقوق الإنسان فوراً وإنهاء الاعتداءات على المدنيين والتقيد التام بواجباتها بموجب القانون الدولي». وشدد على ضرورة أن تسمح السلطات السورية «فوراً بالوصول الكامل للمساعدات الإنسانية الى من هم بحاجة». ودعا «كل الأطراف في سورية بمن فيهم المجموعات المسلحة الى وقف العنف فوراً».

وينتظر ان يعيد التأييد الكاسح للمبادرة العربية الملف السوري الى مجلس الأمن بعدما ظهرت روسيا والصين معزولتين في الجمعية العامة. وأكد مندوبو الدول العربية والغربية التي رعت تقديم القرار عزمهم على البدء في المشاورات في المجلس سريعاً لبحث «إنشاء ممر إنساني في سورية، ودعوة المجلس الى تشكيل قوة حفظ سلام عربية -أممية».

من جهة اخرى حث الرئيس نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون، خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماعهما في باريس، المعارضة السورية على التوحد كي يتمكن العالم من مساعدتها. وقال ساركوزي إن افتقار جماعات المعارضة السورية للوحدة يشكل عقبة في سبيل حل أزمة لا تقل عن العقبة التي تمثلها معارضة إصدار قرار في مجلس الأمن والتي تحول دون اتخاذ إجراء. وحذر من أن الانتفاضة قد تفشل في غيبة بديل يتمتع بالصدقية.

وقال كاميرون إن غياب المعارضة السورية الموحدة يحد من الدعم الذي يمكن للعالم الخارجي تقديمه، معلنا ان فرنسا وبريطانيا تعملان معا لاستكشاف كيف يمكنهما مساعدة جماعات المعارضة بشكل أفضل.

ميدانيا، قال ناطق باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها ان قوات الامن كانت تلاحق المتظاهرين في حي المصطفى بالمزة لاعتقال اكبر عدد منهم. واعتبر ناشط في لجان التنسيق المحلية انها المرة الاولى التي تمتد فيها التظاهرات الى الاحياء الراقية في المزة، ولا تقتصر على المزة القديمة. ونقلت مشاهد على موقع «يوتيوب» صور متظاهرين امام جامع زين العابدين في وسط دمشق، قيل ان عددهم بلغ الفي متظاهر كانوا يهتفون «مع حمص حتى الموت… الشعب يريد اسقاط النظام».

وخرجت تظاهرات ايضاً في برزة وعسال الورد وكفرسوسة، فيما شهد حي القابون انتشارا امنيا كثيفا. وفي ريف دمشق خرجت تظاهرات في دوما وكفربطنا وعرطوز رغم الانتشار الامني الكثيف.

وفي حلب التي كانت تعد حتى وقت قريب بمنأى عن الحركة الاحتجاجية، خرجت تظاهرات في 12 حيا على الاقل، كما خرجت تظاهرات في حوالى 25 بلدة في ريف حلب.

وفي حمص عادت قوات الامن الى قصف حي بابا عمرو لليوم الرابع عشر على التوالي. وقالت الهيئة العامة للثورة ان الحي شهد امس اعنف قصف منذ بدء المواجهات، كما تم تم استهداف احياء الخالدية والبياضة. وذكر متحدث باسم الهيئة ان هناك الاف الاشخاص المعزولين عن العالم في حمص، واصفا ما يجري في المدينة بانه «جريمة حرب». وذكر ان الجيش يستخدم القذائف والصواريخ التي تصيب الابنية مباشرة.

من جهة أخرى، تستمر الانشقاقات عن الجيش السوري، وتزداد أهميتها كماً ونوعاً، فبعد اعلان العقيد الركن محمد علي الخطيب انشقاقه من هيئة التفتيش العامة للقوات المسلحة اعلن مدير المدرسة الجوية في حلب العميد فايزعمرو انضمامه الى «الجيش السوري الحر» «بسبب العنف المتواصل ضد المدنيين واستغلال المؤسسة العسكرية لخدمة مصالح النظام، وليس لحماية الشعب السوري»، كما قال.

واعلن في موسكو، ان حاملة الطائرات الروسية ادميرال كوزنيتسوف عادت الى روسيا بعد محطة لها الشهر الماضي في القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس، في اطار مهمة في المتوسط والاطلسي.

واظهرت مشاهد بثتها قنوات التلفزة الروسية ان حاملة الطائرات والبوارج التي ترافقها عادت مساء اول الخميس الى ميناء سيفيرومورسك في شمال روسيا. وكانت هذه البوارج رست في بداية كانون الثاني (يناير) في المياه الاقليمية السورية، ما اثار قلق المراقبين في ضوء التوتر في المنطقة.

واشنطن: عسكرة الوضع السوري لن تحقق الاستقرار

سفينتان إيرانيتان عَبَرتا قناة السويس إلى سوريا

    واشنطن – هشام ملحم / العواصم الاخرى – الوكالات

تعرّض بعض احياء حمص امس لقصف هو الاعنف منذ بداية الاحتجاجات على نظام الرئيس بشار الاسد قبل 11 شهراً، مما اسفر عن مقتل 13 شخصاً استناداً الى ناشطين، بينما تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 26 شخصاً في قمع السلطات لتظاهرات خرجت في انحاء سوريا في “جمعة المقاومة الشعبية”. وأفاد ناشطون ان عشرات الآلاف من المعارضين تظاهروا عقب صلاة الجمعة من درعا في الجنوب الى حلب وادلب في الشمال الى دير الزور في الشرق الى مناطق حول العاصمة دمشق.

وتعهدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، التي استقبلت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين آشتون، تصعيد الضغط على النظام السوري ودعم المعارضة، فيما حضت فرنسا وبريطانيا في بيان مشترك المعارضة السورية على “تنظيم صفوفها”، ودعتا الاسد الى التنحي.

كلينتون

واتهمت كلينتون النظام السوري “بتصعيد هجماته على المدنيين”، وتعهدت مواصلة العمل على “الضغط وعزل ذلك النظام، ودعم المعارضة وتوفير الاغاثة للشعب السوري”. وأعلنت انها ستشارك الاسبوع المقبل في مؤتمر “اصدقاء سوريا” المقرر عقده في تونس للعمل على “تصعيد الضغوط على النظام (السوري) وتعبئة الاغاثة الانسانية المطلوبة”.

جاء ذلك وقت كررت وزارة الخارجية الاميركية ان واشنطن ستواصل تركيز تحركاتها ونشاطاتها على الجهود السياسية واعمال الاغاثة، وعلى “تقوية وتوحيد المعارضة” السورية، وليس على تسليح المعارضة. وصرحت الناطقة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند: “لا نعتقد ان العسكرة الاضافية للوضع سوف تجلب الاستقرار والانتقال الديموقراطي الى الشعب السوري”.

وقالت كلينتون ان حكومتها تأمل في تنسيق مؤتمر تونس الجهود الدولية والاقليمية لتسهيل العملية الانتقالية التي سيقودها السوريون “قبل ان تؤدي  اجراءات النظام الى تمزيق البلاد، ونحن نتطلع الى عملية شمولية وديموقراطية”. ورفضت الطرح القائل بعدم وجود خيارات ديبلوماسية غربية وان سكان حمص المحاصرين وغيرهم من سكان المدن السورية “وحدهم”، وقالت انها تريد ان يعرف الشعب السوري ان الملايين في العالم يتضامنون معه، وان الولايات المتحدة وحلفاؤها لم “يتخلوا” عن الشعب السوري، مشيرة الى ان الجهود مستمرة للبحث في الخيارات وتقوية المعارضة، وان سوريا الجديدة سوف تكون لجميع مواطنيها بصرف النظر عن خلفياتهم الطائفية والاثنية. وأنهت مداخلتها قائلة: “يجب ان نكون متواضعين، كي نقول إننا لا نملك كل الاجوبة، واننا لا نستطيع حتى ان نتخيل التجارب الرهيبة التي يعيشها الناس الآن مع أولادهم وأجدادهم وهم يتعرضون لهذه الهجمات، لكننا نبذل كل ما في وسعنا للمساعدة في تعبيد الطريق نحو مستقبل أفضل لسوريا”.

سفينتان إيرانيتان

وفي تطور لافت عبرت سفينتان من الاسطول الايراني قناة السويس الى البحر المتوسط في خطوة من المرجح أن تراقبها اسرائيل عن كثب.

وقال مصدر في هيئة القناة: “عبرت سفينتان ايرانيتان قناة السويس أمس (الخميس) بعد الحصول على تصريح من القوات المسلحة المصرية”. وأضاف ان من المحتمل ان تكون المدمرة وسفينة الامداد في طريقهما الى الساحل السوري.

وكانت ايران اتفقت مع سوريا قبل سنة على التعاون في مجال التدريب البحري وليست لطهران اتفاقات بحرية مع أي دولة خرى في المنطقة.

وسبق لسفينتين ايرانيتين أن عبرتا قناة السويس في 17 شباط من العام الماضي في خطوة وصفتها اسرائيل بأنها “استفزازية”.

* في القدس، احتشد آلاف من عرب عام 1948 في تظاهرة ضد الاسد ودعوه الى التنحي وانهاء القمع العنيف للانتفاضة. وردد المتظاهرون الذين تجمعوا في بلدة كفركنا هتافات تدعو الاسد الى الرحيل والى وقف العنف ضد الشعب السوري وأشعلوا النار في صور للرئيس السوري.

دعوات عربية وغربية للمعارضة السورية للاتحاد

الأسـد: الإصـلاح والاسـتقرار متـلازمان «الأطلسـي» لـن يتدخـل حتـى بتفويـض دولـي

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن الإصلاحات السياسية في بلاده يجب أن تتزامن مع الاستقرار، فيما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن، من انقرة، بأن الحلف لا ينوي التدخل في سوريا حتى ولو تحت مبدأ المساهمة في عمليات إنسانية.

في هذا الوقت تزايدت الدعوات الدولية إلى المعارضة السورية من أجل أن توحد صفوفها، فيما أعلنت تونس أن «المجلس الوطني السوري» المعارض لن يتمثل بصورة رسمية في مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» الذي سيعقد في العاصمة تونس في 24 شباط الحالي.

وأكد نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون، الذي التقى نظيره السوري فيصل المقداد في دمشق، «أجرينا محادثات أولية في هذا اللقاء وتبادلنا الآراء حول الوضع في سوريا، وتشاورنا في سبل تعزيز تعاوننا في مواجهة هذه المرحلة الصعبة في سوريا».

وأضاف تشاي جون، الذي يلتقي الأسد اليوم، إن «الصين أكدت موقفها المبدئي تجاه هذه

المسألة وقلنا إن سيادة الأراضي السورية ووحدتها واستقلالها وسلامتها يجب أن تحترم من قبل جميع الأطراف ومن قبل المجتمع الدولي، كما نؤيد الخيار المستقل للشعب السوري والحوار الوطني والإصلاحات المستقبلية في هذا البلد»، معربا عن «أمله في إحراز التقدم في هذه الاتجاه».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد تسلم رسالة من نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تتعلق بالتطورات الجارية على الساحة السورية، نقلها رئيس الحكومة مولاي ولد محمد لقظف.

وقدم الأسد للقظف، في دمشق، «شرحا حول حقيقة ما يجري في سوريا، وما تتعرض له من استهداف بمختلف الوسائل لإثارة الفوضى فيها، كما استعرض خطوات الإصلاح السياسي التي تقوم بها الدولة، مؤكدا أن هذه الخطوات لا بد أن تسير بالتوازي مع إعادة الأمن والاستقرار وحماية المواطنين».

وأكد لقظف، من جهته، «خطورة استهداف سوريا»، معتبرا أن «استقرار سوريا أساسي لأمن الدول العربية والمنطقة واستقرارها، وأن هدف ما يجري هو تفتيت سوريا والقضاء على دورها التاريخي والقيادي في المنطقة».

واستعرض لقظف، في اللقاء الذي حضره وزير الخارجية وليد المعلم، «وجهة نظر بلاده في سبل الخروج من الأزمة التي تشهدها سوريا»، فيما أعرب الأسد عن تقديره للجهود التي تقوم بها موريتانيا لمساعدة سوريا على تجاوز هذه المرحلة.

إلى ذلك، أعلنت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، في بيان، أنه «نظرا لتزامن تحديد موعد الاستفتاء الشعبي على الدستور في 26 شباط الحالي الذي يعد أولوية وطنية تتقدم على ما عداها من أولويات مع التوقيت المتوقع لانعقاد المؤتمر القطري الـ11 للحزب، قررت القيادة السياسية تأجيل موعد المؤتمر القطري إلى ما بعد عملية الاستفتاء على الدستور على أن يحدد الموعد الجديد لاحقا».

الأطلسي

وقال راسموسن، في مقابلة مع «رويترز»، إن الحلف لا يعتزم التدخل في سوريا حتى في حالة صدور تفويض من الأمم المتحدة لحماية المدنيين، وحث دول الشرق الأوسط على إيجاد وسيلة لإنهاء «العنف».

كما رفض إمكانية تقديم أي إمدادات أو مؤن لدعم «ممرات إنسانية» في سوريا تقترحها فرنسا وتركيا. وتابع «لا نعتزم في أي حال أن نتدخل في سوريا».

وأبدى راسموسن تشككا عند سؤاله عما إذا كان موقف الحلف سيتغير في حالة صدور تفويض من الأمم المتحدة. وقال «لا. لا أعتقد هذا، لأن سوريا أيضا مجتمع مختلف (عن ليبيا). إنه أكثر تعقيدا من الناحية العرقية والسياسية والدينية. ولذلك السبب أعتقد بالفعل أنه لا بد من إيجاد حل إقليمي».

تونس والمعارضة

وأعلن وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام، في مؤتمر صحافي في تونس، «لن يكون هناك بالتأكيد تمثيل رسمي للمجلس الوطني السوري» في «مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» في 24 الحالي في تونس، مشيرا إلى أن المراجع المختصة «تناقش الموضوع».

وقال عبد السلام، رداً على سؤال عما إذا كانت هناك تحركات نحو الاعتراف «بالمجلس الوطني السوري»، إن «هناك خطوات نحو دعم الحوار بين الفصائل السورية المختلفة حتى تصبح ممثلة بشكل فعال للثورة السورية وللشعب السوري». وأضاف ان «هذا التمثيل إذا تحقق وإذا تم التوصل إلى هذا المستوى من التوافق الوطني فلن يكون هناك أي مانع من الاعتراف بالمجلس الوطني السوري. لا أعتقد أن هذا الموقف قاصر على تونس لكنه موقف تشترك فيه دول عربية عديدة مع دول أخرى».

وأكد عبد السلام أن روسيا والصين قد تلقتا دعوة لحضور المؤتمر الذي «سيوجه رسالة واضحة الى السلطات تدعوها الى وقف أعمال القمع والمجازر والقتل». وأوضح ان جميع اعضاء الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وبعض بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي والبلدان التي تتمتع بنفوذ في المنطقة، كالولايات المتحدة والصين وروسيا والهند، ستشارك في المؤتمر.

وكرر معارضة تونس أي تدخل أجنبي في سوريا. وقال إن «تونس لن تكون منصة للتدخل العسكري في بلد عربي»، مضيفا «إننا نتحرك في إطار مواقف اتخذتها الجامعة العربية». وتابع إن «الوضع في سوريا دقيق ولا أحد يمكن أن يقبل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان».

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في واشنطن، إن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة «يكشف التوافق الدولي الواسع لوقف الهجمات الدامية» في سوريا، لكنها أضافت «إلا أنه رغم هذه الإدانة الدولية يبدو أن نظام دمشق يزيد من هجماته على المدنيين، في حين يعجز الأشخاص الذين يعانون من الحصول على المساعدة الإنسانية التي هم بأمسّ الحاجة إليها».

وتابعت كلينتون «لذلك نواصل جهودنا للضغط على النظام وعزله، ولدعم المعارضة ومساعدة الشعب السوري». وأعلنت «دول عديدة ستعمل على زيادة الضغط على النظام وجمع المساعدة الإنسانية اللازمة للشعب السوري» خلال «مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» في تونس. وقالت «كما نأمل أيضاً تنسيق الجهود لضمان حصول فترة انتقالية يقودها السوريون بأنفسهم قبل أن تمزق ممارسات النظام البلاد»، داعية إلى «عملية ديموقراطية» تجمع جميع أطراف المعارضة.

ساركوزي وكاميرون

وشدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في مؤتمر صحافي مشترك في باريس، على الدور الأساسي للمعارضة المدعوة إلى «تنظيم صفوفها» بشكل أفضل.

وقال ساركوزي «لن نقبل بأن يقتل دكتاتور شعبه»، مضيفا إن «المضي قدما في الشأن السوري يعني أولا تشديد العقوبات، ليس ضد الشعب السوري بل ضد القادة، وثانيا مناقشة ما يمكننا القيام به لمساعدة المعارضة لنظام بشار الأسد على توحيد صفوفها وتقديم بديل يتسم بالصدقية». وتابع «نحن مستعدون لبذل مزيد من الجهود، لكننا نقول لجميع الذين يريدون الديموقراطية في سوريا: نظموا صفوفكم، تجمعوا، وقولوا لنا كيف نستطيع أن نساعدكم وسنقدم لكم مزيدا من المساعدة».

واعتبر ساركوزي أن «العقبة الرئيسية لا تتمثل فقط في منع صدور قرار من الأمم المتحدة. ففي ليبيا ما كان يمكن أن يكون لدينا ثورة بدون الليبيين ولا يمكن أن يكون لدينا ثورة سورية بدون أن تبذل المعارضة السورية جهدا كافيا للتوحد كي نتمكن من زيادة الدعم لهم». وأضاف «لن نقبل حاكما مستبدا يذبح شعبه لكن الثورة لن تقاد من الخارج. يجب أن تقاد من الداخل مثلما حدث في تونس ومصر وليبيا».

وقال كاميرون «يجب أن نتخذ كل التدابير الممكنة، ونمارس أقصى الضغوط على بشار الأسد لحمله على وقف المجزرة التي تتوالى فصولا في الوقت الراهن». وأضاف «هناك العمل الذي نقوم به مع المعارضة ونعمل بشكل وثيق مع نظرائنا الفرنسيين لنرى ما يمكننا القيام به من خطوات إضافية لمساعدة المعارضة».

وتابع كاميرون «نريد أن نرى تأسيس (مجموعة) أصدقاء سوريا بشكل مناسب وأن نرى نجاح اجتماع تونس». وتابع «نحتاج لاتخاذ كل الإجراءات التي نستطيع اتخاذها لممارسة أقصى قدر من الضغوط على الأسد للرحيل ووقف المجزرة التي تحدث»، مشيرا إلى أن بريطانيا سترسل مساعدات غذائية لمساعدة 20 ألف سوري.

روسيا

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في مؤتمر نادي «فالداي» الحواري الدولي، إن «الاقتراح الروسي بإجراء مفاوضات بين ممثلي السلطات السورية والمعارضة في موسكو يبقى مطروحا برغم رد الفعل الأولي السلبي لممثلي بعض مجموعات المعارضة، وخاصة المجلس الوطني السوري». وكرر أن «إطلاق الحوار من دون شروط مسبقة هو السبيل الوحيد لوقف سفك الدماء وتفادي الحرب الأهلية».

وأضاف بوغدانوف «رصدت روسيا تناميا كبيرا للعنف في سوريا في الفترة الأخيرة، ولم تتسبب فيه السلطات السورية بل بذلت ما بوسعها لتقليل العنف إذ أخرجت المدرعات والقوات من شوارع المدن وأفرجت عن آلاف المعتقلين ولم تضع العراقيل أمام التظاهرات السلمية وفقا لرأي المراقبين العرب في حين ازدادت المجموعات المسلحة المعارضة نشاطا».

وعن قرار الجامعة العربية دعوة مجلس الأمن الدولي إلى تشكيل قوة حفظ سلام عربية – أممية وتكليفها بمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا، قال بوغدانوف إن «موسكو انتبهت إلى أن قرار الجامعة العربية هذا لم يكن موضع إجماع كل البلدان الأعضاء في جامعة الدول العربية». وأضاف «نرى أيضا أن قرارات منظمة إقليمية متنفذة، مثل جامعة الدول العربية، يجب ألا تتضمن توجيه مناشدات مباشرة إلى القوات المسلحة السورية فوق رأس الحكومة السورية».

ميدانيا

ذكرت «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بعمل تخريبي خطا لنقل النفط في منطقة السلطانية ببابا عمرو في حمص أدى إلى اندلاع حريق في نقطة التفجير». وأضافت «استشهد عنصر من قوات حفظ النظام وأصيب اثنان آخران بنيران مجموعة إرهابية مسلحة في القصير بريف حمص».

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «قتل 26 شخصا في جمعة المقاومة الشعبية في سوريا». وأضاف «قتل 13 شخصا جراء القصف على حي بابا عمرو في حمص، و2 في درعا، و2 في مناطق في ريف دمشق، و3 في حي الفردوس في حلب وريفها و2 في دير الزور، و2 في البوكمال». وأشار الى انه «تم العثور على تسع جثث في حمص مجهولة الهوية وتاريخ الوفاة». وأشار الى «تظاهر آلاف الاشخاص في مناطق عدة من سوريا».

(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز)

أنطوني شديد: مراسل الخطوط الأمامية الذي سرقه الموت في إدلب

دنيز يمين

«شعرت بأن سوريا في غاية الأهمية وانه لا يمكن كتابة القصة من الخارج.. لدرجة أنها استحقت المخاطرة لأجلها»… قالها أنطوني شديد، مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» في الشرق الاوسط، بثقة كبيرة خلال مقابلة مع الإعلامي تيري غروس في كانون الأول الماضي شارحا مخاطر عمله. ربما كان شديد (43 عاما)، الأميركي من أصل لبناني، مدركاً للخطر الذي قد يحيط به في تغطية أحداث سوريا، والثورات في مصر وليبيا من قبلها، إلا أنه لم يكن يعلم أن الموت قد يسرقه في 16 شباط 2012 في إدلب السورية اثر إصابته بنوبة ربو.. قبل ساعات من اجتماعه مع عائلتـه لتمضـية عطلة اسـتجمام في اسطنبول المجاورة.

كلمات المراسل المخضرم سبقت رحلته إلى سوريا من لبنان، عابراً على دراجة نارية طريقا وعراً بين البلدين. لم تكن هذه المغامرة الصحافية هي الوحيدة في مسيرة شديد، ابن جديدة مرجعيون اللبنانية، اذ بدأ الكاتب الصحافي رحلته مراسلاً الى الشرق الأوسط مع وكالة «اسوشييتد برس» من مكتبها في القاهرة، متنقلا في المنطقة بين العامين 1995 و1999. ومنها الى «بوسطن غلوب» ومن ثم الى «واشنطن بوست» حيث كان مراسل الشؤون الإسلامية ومدير مكتب بغداد حتى العام 2009.. يوم خطا للعمل لدى «نيويورك تايمز» من بيروت.

لا يملك محمد بكري، خال زوجة شديد، معلومات عن وفاة الكاتب المحبّب الى قلبه سوى ما روته «نيويورك تايمز» عن مراسلها: «كان على انطوني شديد وتيلر هيكس (مصوّر الصحيفة) السفر ليلا الى منطقة الحدود الجبلية في تركيا، المتاخمة لمحافظة ادلب في سوريا، حيث الخط الفاصل سياجٌ من الأسلاك الشائكة. قال هيكس إن مرشدين على الخيول اجتمعوا بهم في الجانب الآخر، وفي الليلة الأولى للمهمة، تعرض شديد لنوبة ربو سببها الخيول على ما يبدو، لكنه تعافى بعد الاستراحة. بعد أسبوع، أصيب شديد بنوبة حادة أخرى، جراء السبب ذاته، بينما كان يسير باتجاه الحدود. اتكأ شديد بعد ضيق في التنفس على إحدى الصخور، قبل انهياره التام.. حاول هيكس إنعاش قلبه لمدة 30 دقيقة لكنه لم يفلح في إنقاذ زميله».

يروي بكري لـ«السفير» أن الجميع بانتظار تقرير الطبيب الشرعي الذي ينوي الكشف على جثة شديد التي نقلها هيكس الى انطاكيا، وذلك لمعرفة السبب الدقيق للوفاة.. «خسارة شديد خسارة إنسانية وأدبية وصحافية. هو في غاية الإنسانية والرقة والتواضع رغم تخطيه الكثير من الناس بمعرفته واطلاعه.. في الواقع ذهب ضحية المعرفة». الروائي «المتعلق بجذوره اللبنانية» كان بصدد نشر كتاب «بيت من حجر» في بيروت في نيسان المقبل، يتحدث فيه عن علاقته الخاصة بلبنان وعن شهادته على مجازر إسرائيل في قانا الجنوبية العام 2006.. «ولد شديد كما والده في أميركا إلا أن العائلة من أصل لبناني.. كانا يحاولان استعادة جنسيتهما اللبنانية، خصوصا بعدما نجح شديد في ترميم منزله في جديدة مرجعيون، وبعدما أقام مع زوجته ندى بكري (من كامد اللوز في البقاع الغربي) وزميلته في الصحيفة، وطفله مالك (سنة ونصف) في منطقة عين المريسة».

زواج ما لبث أن أكمل أعوامه الثلاثة حتى صعقته المهنة الشاقة بظروفها ومغامراتها وخسائرها، اثر اندفاع شديد، بحماسته وشوقه للمعلومة، لجمع ما يمكن جمعه عن الجيش السوري الحرّ في سوريا. لم تُثمل «مبدع نيويورك تايمز» جائزتا «بوليتزر»، أكبر الجوائز الصحافية في الولايات المتحدة، اللتان حصل عليهما في العام 2004 و2010 لتغطيته حرب العراق وأحداث لبنان وفلسطين، فضلا عن دكتوراه فخرية حصل عليها من الجامعة الاميركية في بيروت العام 2011، بل لم يستطع مشاهدة الحراك العربي عن بُعد، مندفعا الى مصر ومن ثم ليبيا حيث أسيئت معاملته مع بعض الزملاء على يد قوات العقيد الراحل معمر القذافي…

غادرت مقالات شديد، المولود في اوكلاهوما، صفحات «نيويورك تايمز» في 9 شباط الحالي دون أن يودّع الكاتب قراءه في المنطقة والعالم.. كتب يومها من طرابلس الليبية قائلا: «البلد الذي شهد أكثر الثورات حدة في العالم العربي، يتهاوى تدريجيا.. لا يمكن أحداً وصف الوضع في طرابلس بالعادي مع تعذيب الميليشيات دبلوماسيا سابقا حتى الموت منذ أسبوعين، وحيث مئات اللاجئين المحسوبين على العقيد القذافي يحتجزون في المخيمات.. وحيث يرى مسؤول حكومي ليبي ان الحرية هي المشكلة»…

“الوطني السوري” لم يدع رسميا إلى مؤتمر “أصدقاء سوريا”

أعلن وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أن “المجلس الوطني السوري” لن يتمثل بصورة رسمية في “مؤتمر أصدقاء الشعب السوري” الذي سيعقد في 24 شباط في تونس.

وقال عبد السلام في مؤتمر صحافي، “لن يكون هناك بالتأكيد تمثيل رسمي للمجلس الوطني السوري في المؤتمر في الوقت الذي تناقش فيه المراجع المختصة الموضوع”، متمنيا تشكيل مجموعة من المعارضة “يكون لها تمثيل حقيقي”.

ولفت عبد السلام إلى أن كلا من روسيا والصين تلقت دعوة لحضور المؤتمر الذي “سيوجه رسالة واضحة إلى السلطات تدعوها إلى وقف أعمال القمع والمجازر والقتل”.

وأضاف: “ليس واردا استبعاد هذين البلدين”، موضحا أن جميع أعضاء الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وبعض بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي والبلدان التي تتمتع بنفوذ في المنطقة كالولايات المتحدة والصين وروسيا والهند ستشارك في المؤتمر”.

(اف ب)

قصف عنيف لحمص.. ومظاهرات في عواصم عربية تطالب بطرد سفراء دمشق

توحيد المعارضة السورية شرط عربي للاعتراف بها

فرنسا تحذر من فشل الانتفاضة بغياب بديل للنظام

بيروت ـ دمشق ـ باريس ـ الرياض ـ تونس ـ وكالات: تظاهر الالاف من السوريين الجمعة في عدد من المدن والقرى من بينها دمشق وحلب للمطالبة باسقاط النظام في ما اطلق عليه اسم ‘جمعة المقاومة الشعبية’، فيما واصلت القوات النظامية قصفها لمدينة حمص المنتفضة. وافاد ناشطون ان عدد القتلى وصل الى 26 مساء الجمعة.

جاء ذلك فيما حث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المعارضة السورية على التوحد كي يتمكن العالم من مساعدتهم على الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال ساركوزي بينما وقف إلى جواره رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن افتقار جماعات المعارضة السورية للوحدة يشكل عقبة في سبيل حل الأزمة لا تقل عن العقبة التي تمثلها معارضة إصدار قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتي تحول دون اتخاذ إجراء.

وحذر ساركوزي من أن الانتفاضة قد تفشل في غياب بديل يتمتع بالمصداقية.

وقال ‘العقبة الرئيسية… لا تتمثل فقط في منع صدور قرار من الأمم المتحدة. ففي ليبيا ما كان يمكن أن تكون لدينا ثورة بدون الليبيين ولا يمكن أن تكون لدينا ثورة سورية بدون أن تبذل المعارضة السورية جهدا كافيا للتوحد كي نتمكن من زيادة الدعم لهم’.

وأضاف في مؤتمر صحافي بعد قمة فرنسية بريطانية ‘لن نقبل حاكما مستبدا يذبح شعبه لكن الثورة لن تقاد من الخارج.. يجب أن تقاد من الداخل مثلما حدث في تونس ومصر وليبيا’.

وقال كاميرون إن غياب المعارضة السورية الموحدة يحد من الدعم الذي يمكن للعالم الخارجي تقديمه للمساعدة ولكنه قال إن فرنسا وبريطانيا تعملان معا لاستكشاف كيف يمكنهما مساعدة جماعات المعارضة بشكل أفضل.

وستجتمع القوى العالمية في تونس الأسبوع المقبل لبحث الأزمة السورية في مؤتمر برئاسة وزيري الخارجية الفرنسي ألان جوبيه والتركي أحمد داود أوغلو.

وقال كاميرون ‘نريد أن نرى تأسيس (مجموعة) ‘أصدقاء سورية’ بشكل مناسب وأن نرى نجاح اجتماع تونس’. وتابع ‘نحتاج لاتخاذ كل الإجراءات التي نستيطع اتخاذها لممارسة أقصى قدر من الضغوط على الأسد للرحيل ووقف المجزرة التي تحدث’. وقال كاميرون إن بريطانيا سترسل مساعدات غذائية لمساعدة 20 ألف سوري.

وأضاف ‘أريد أن أعمل وأفكر وأوحد الجهود مع حلفائنا وأن نستمر في سؤال أنفسنا ماذا يمكن أن نفعل أيضا في مساعينا لإحداث انتقال في ذلك البلد والمساعدة في تحقيق ذلك كي نتخلص من هذا المستبد المتوحش’.

وفي تونس قال وزير الخارجية ان الدول العربية ستشجع المعارضة السورية على توحيد صفوفها قبل الاعتراف بها رسميا كحكومة انتقالية.

وبعد عام من الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد ظهر المجلس الوطني السوري بصفته الصوت الدولي للانتفاضة لكنه لم يقدم بعد قيادة حقيقية للنشطاء الميدانيين او للمعارضة المسلحة.

وتتزايد الشكوك في سلطة المجلس الوطني السوري داخل سورية مع اقتراب موعد مؤتمر ‘اصدقاء سورية’ الذي يعقد يوم الجمعة المقبل وتنظمه الجامعة العربية لمحاولة حشد الجهود الدولية ضد الاسد.

ويأمل المجلس الوطني السوري ان يؤدي اعتراف الدول العربية به إلى تتويجه حكومة انتقالية مثلما فعل الاعتراف الاجنبي بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي قاد الانتفاضة حتى الاطاحة بمعمر القذافي.

لكن المجلس الوطني السوري لا يسيطر على اي ارض في سورية ولا يرى اغلب الدول العربية انه يمثل الطيف الكامل للمعارضة السورية.

وعندما سئل رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي عما اذا كانت هناك تحركات نحو الاعتراف بالمجلس الوطني السوري قال ان هناك خطوات نحو دعم الحوار بين الفصائل السورية المختلفة حتى تصبح ممثلة بشكل فعال للثورة السورية وللشعب السوري.

وقال في مؤتمر صحافي ان هذا التمثيل اذا تحقق واذا تم التوصل إلى هذا المستوى من التوافق الوطني فلن يكون هناك اي مانع من الاعتراف بالمجلس الوطني السوري. وقال انه لا يعتقد ان هذا الموقف قاصر على تونس لكنه موقف تشترك فيه دول عربية عديدة مع دول اخرى.

وبينما قال مسؤولون كبار في المجلس الوطني السوري وشخصيات معارضة بارزة انهم سيحضرون المؤتمر في تونس قال عبد السلام انه لا يتوقع الاعتراف رسميا بالمجلس الوطني.

وقال ان المشاركة على الاغلب لن تكون رسمية.

الى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان مساء الجمعة ‘ارتفع الى 26 عدد الشهداء المدنيين الموثقين بالاسماء وظروف الاستشهاد (…) الذين انضموا الجمعة الى قافلة شهداء الثورة السورية’.

وذكر المرصد ان 13 شخصا قتلوا جراء القصف على حي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط).

وفي درعا (جنوب)، قتل مواطنان اثنان برصاص الامن في بلدتي الحارة وجاسم.

وفي ريف دمشق، قتل مواطنان في مدينة دوما برصاص الامن احدهما فتى في الرابعة عشرة من عمره، وقتل شاب في بلدة يبرود فجرا، كما قتل شاب في بلدة عرطوز برصاص الامن.

وفي العاصمة دمشق، قتل شاب في حي المزة اثر اطلاق قوات الامن الرصاص الحي لتفريق متظاهرين بعد صلاة الجمعة.

وفي مدينة حلب (شمال) قتل مواطنان في حي الفردوس ‘اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية وموالين للنظام’، بحسب المرصد.

وفي ريف حلب، قتل مواطن في بلدة الاتارب برصاص قوات الامن المنتشرة في المنطقة.

وفي دير الزور، قتل مواطنان برصاص القوات النظامية على طريق جبل البشري، وفي حي الجورة، وقتل شاب في مدينة البوكمال اثر انفجار عبوة ناسفة، وفقا للمرصد.

وافاد المرصد في وقت سابق العثور على تسع جثث في حمص مجهولة الهوية وتاريخ الوفاة.

وتأتي هذه التطورات غداة اصدار الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس لقرار يطالب الحكومة السورية بوقف هجماتها على المدنيين.

وفي انقرة، اكد امين عام حلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الجمعة عدم وجود اي نية لدى الحلف للتدخل في سورية كما حصل في ليبيا عام 2011 لانه لا يملك تفويضا بذلك من الامم المتحدة.

وشهدت بعض العواصم العربية منها عمان والقاهرة وصنعاء مظاهرات تضامنا مع الثورة في سورية وطالب المتظاهرون بابعاد سفراء دمشق.

وفي القاهرة، تظاهر مئات من المصريين والسوريين الجمعة امام مقر السفارة السورية في القاهرة احتجاجا على الاحداث الدامية التي تشهدها سورية، مطالبين بطرد السفير السوري من العاصمة المصرية.

من جهة اخرى، قال الرئيس السوري اثناء لقائه رئيس الوزراء الموريتاني مولاي ولد محمد لقظف في دمشق الجمعة ان سورية تتعرض الى ‘استهداف بمختلف الوسائل لاثارة الفوضى فيها’، معتبرا ان ‘خطوات الإصلاح السياسي التي تقوم بها الدولة (…) لا بد أن تسير بالتوازي مع إعادة الأمن والاستقرار وحماية المواطنين’.

وبحسب مصادر دبلوماسية فان موريتانيا تسعى الى اقناع الاسد ‘بضرورة التعاون مع الجامعة العربية لتجنب تدويل الازمة’.

ومن جهتها جددت السعودية تحذيرها لمواطنيها من السفر إلى سورية الجمعة، ونصحت رعاياها المتواجدين هناك بالعودة إلى المملكة.

وقال مصدر سعودي مسؤول في بيان له الجمعة: ‘نظرا للتصعيد الخطير الذي تشهده الساحة السورية، تجدد حكومة المملكة العربية السعودية تحذير مواطنيها من السفر إلى سورية’، كما أنها ‘تنصح المواطنين الموجودين بها بالعودة إلى المملكة’.

لوموند: سورية أصبحت ساحة لصراع القوى الدولية المتنافسة

باريس- (د ب أ): حذرت صحيفة (لوموند) الفرنسية المستقلة الصادرة السبت من تحول سورية الي ساحة لصراع القوى الدولية المتنافسة، لافتة إلى أن الدعم الروسي والصيني لنظام دمشق هو الذي حال دون إجبار الرئيس بشار الأسد على التنحي عن الحكم في سورية.

وحملت الصحيفة في تعليقها روسيا والصين مسئولية استمرار العنف في سورية بسبب دعمهما لنظام، الأسد مؤكدة أن موسكو وبكين قدمتا لنظام الأسد دعما دبلوماسيا غير محدود منذ بداية الصراع قبل نحو عام بغية الحيلولة دون تدويل الصراع.

وذكرت الصحيفة أن دعم موسكو وبكين لنظام الأسد لم يتوقف عند هذا الحد وإنما عمل الطرفان على إفساد مبادرات الجامعة العربية لحل الأزمة وهي المبادرات التي كانت تلقى تأييدا من الولايات المتحدة وأوروبا.

واختتمت الصحيفة تعليقها قائلة إن موسكو وبكين هيئتا بذلك الوضع لما كانتا بالأساس تسعيان لتجنبه ألا وهو التدويل المنفلت للصراع الذي سيحول سورية اليوم كما حول لبنان أمس إلى ساحة لصراع القوى الدولية المتنافسة في الشرق الأوسط.

التلفزيون السوري: الصين تؤيد خطة الأسد بإجراء استفتاء تليه انتخابات

لندن- (رويترز): نقل التلفزيون السوري عن تشاي جيون نائب وزير الخارجية الصيني قوله السبت إن الصين تؤيد خطط الرئيس السوري بشار الأسد بإجراء استفتاء تليه انتخابات برلمانية كطريقة لحل الأزمة السورية.

ونقل التلفزيون السوري عن جيون قوله إن الصين تأمل أن يجري الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد والانتخابات البرلمانية على نحو متواصل.

ونقل عنه قوله “موقف الصين يتمثل في دعوة الحكومة والمعارضة والمسلحين للوقف الفوري لأعمال العنف”.

تقرير في الغارديان: بلدات سورية تعيش تحت رحمة القناصة.. وتشهد تصعيدا كبيرا للطائفية

سكان بمناطق قرب حمص لايلتقون الا بالجنازات ويؤكدون: بدأنا الثورة ولن نسمح باختطافها لا من الناتو ولا من القاعدة

لندن ـ ‘القدس العربي’: في بلدة سورية لم يسمها مراسل ‘الغارديان’ يحفر محمد قبره في الليل وامنيته ان مات ان يدفن على الاقل بكرامة، فهذا التاجر يقول انه لا يريد ان يصبح ثريا او يتزوج، لكن ان يموت شهيدا، خاصة ان بلدته تحضر نفسها لهجوم محتوم ولهذا السبب طلب منه السكان عدم ذكر اسم بلدتهم.

ويقول المراسل مارتن شولوف ان البلدة تعيش تحت رحمة القناصة، حيث يقتلون ويجرحون الكثيرين من اهلها، ويجدون صعوبة علاجهم فمن يتعرض منهم لجراح خطيرة ينقل سريعا اما الى لبنان او يعالج في عيادة تنقصها المواد الطبية، ولا يمكن نقلهم الى المستشفى المحلي لانه يقع تحت سيطرة الحكومة.

ويقول الصحافي ان كل ما يسمع في هذه البلدة قرب مدينة حمص المحاصرة، هو صوت رصاص القناصة وصوت المؤذن. ويتبع صوت صرير عجلات السيارات التي تنقل الجرحى والموتى الى العيادة الطبية، وفي الليلة التي قابل فيها محمد اعلن من مئذنة القرية عن وفاة ثلاثة اعتقلوا قرب المقبرة قبل يومين. واعيدوا الى عائلاتهم جثثا عليها اثار الرصاص والسكاكين. ويصف مشهد جنازتهم حيث يقول ان السكان بدأوا يخرجون من بيوتهم ويملأون الشوارع الفارغة بعضهم ملثم بعلم الثورة السورية او اعلام بيضاء للشهداء، مشيرا الى ان الجنازات هي الطريقة الوحيدة التي يلتقي فيها السكان ويتواصلون، وبين الخوف والتحدي، اخذ عدد المشيعين يزيد حتى وصل الى الفين.

واخذ احدهم يهتف ‘دم، دم، دم السنة واحد’. ويصيح اخرون بهتافات ضد الطائفة العلوية التي يعترف الكثيرون انهم صاروا ينظرون اليها الآن من منظار مختلف، كجلاد، بل اسوأ من الجلاد. ويشير الى ان الطائفية بدأت تظهر في بعض المناطق في سورية، من حمص مرورا بادلب الى الجنوب. والكراهية الطائفية متبادلة بين الطرفين فقد تحدث احمد وهو شاب عاطل عن العمل ويشارك في الانتفاضة منذ بدايتها عن طريقة معاملته عندما اعتقله جنود علويون واخذوه الى مركز اعتقال وبصقوا عليه، وربطوه بحبل الى الجدار وعذبوه بالاسلاك الكهربائية واتهموه بالارهاب، قائلا انهم يدفعون البلاد الى حرب دينية. ونقل عن اخر اسمه جلال وهو مجند تشكيكه في تفجيرات دمشق وانها قد تكون من عمل الحكومة وكيف انه طلب من جنود فرقته اخلاء المكان قبل ثلاث ساعات من الحادث، وتعرضهم للرقابة 24 ساعة وان هناك عشرين اخرين يريدون الهروب.

وعلى بعد كيلومتر من مركز البلدة للشمال شاهد قبرا يحتوي على اربع جثث اكلت الحيوانات اجزاء منها، ويقول احد اطباء المدينة ان احدا لا يعرف من هم اصحابها لانه لو كانوا من ابناء البلدة لاخذت العائلات جثثهم وتعرفت عليهم. ويقول ان عدد المسلحين من اتباع جيش سورية الحر الذين يحرسون نقاط التفتيش هم من الفارين من الجيش وزاد عددهم مع المتطوعين ووصل 800. ومن بينهم عدد من العاطلين عن العمل ، وبعض المقاتلين ملتحون وبملابس مثل التي يلبسها السلفيون الذين يتهمهم النظام بالوقوف وراء الانتفاضة، وانهم جزء من مؤامرة خارجية على سورية. وعلى الرغم من ان ايمن الظواهري زعيم القاعدة قد دعا الى دعم الاخوة في سورية الا ان المتدينين شجبوا دعوته وكذا جيش سورية الحر وقالوا انها لا تساعد قضيتهم.

وينقل مقاتل اسمه محمد قوله ان الغرب عادة ما لا يشعر بالراحة عندما يتم الحديث عن السلفيين مشيرا ان الثورة بدأت كثورة حقيقية ولن يسمحوا لاحد باختطافها او بتدخل الناتو او القاعدة. وانهم سينهونها من حيث بدأوها، مما يعني ان قدرتهم ستظل محدودة لحاجتهم للدعم العسكري وقلة العتاد، فبعد 12 شهرا من بدايتها في درعا جنوب سورية، فالثوار لم يحرروا ولا قطعة من البلاد، ونقل عن مهرب يزعم انه ينقل السلاح من لبنان ان المقاتلين بحاجة الى السلاح وتنقصهم الذخائر.

ويقول الصحافي انه حتى لو حصل الثوار على السلاح فان فرصهم للتحرك نحو حمص وتحريرها تبددت عندما قطع الجيش خطوط الامداد عنها وامطروها حتى الان بالصواريخ وقنابل المدافع، فيما تقطع الكهرباء عنها بشكل دائم وهناك نقص شديد في الوقود، وقطعت خطوط الاتصال حيث لا تعمل الهواتف او الانترنت. وينقل عن مقاتل قوله ان الوصول الى حمص مستحيل الآن، وان العثور على خط التفافي يحتاج لاسبوع على الاقل.

ومع ذلك فجيش سورية الحر يتحصن في بعض الاماكن القريبة من الحدود مع لبنان والتي يتوقع ان يهاجمهم فيها الجيش، ويشير الصحافي ان بعض الاسلحة التي لديهم تعود الى الحرب العالمية الثانية، وان المهربين من لبنان يرسلون اليهم بنادق لا تعمل. ويقول التقرير ان المزارع بين حدود لبنان وحمص مليئة بالمقاتلين والاسلحة التي تؤمن مواصلة القتال لكن ليس تحقيق النصر على الجيش السوري.

ويتحدث التقرير عن العلاقات بين المقاتلين والاقليات الاخرى حيث يؤكدون ان الحرب ليست عن الدين وانهم يتوسطون في حل المشاكل بين السكان، ففي حالة جرى فيها اختطاف متبادل في قرية بين عائلات مسيحية وسنية وجاءت بسبب انضمام بعض ابناء هذه العائلات للشبيحة وهم الميليشيات العلوية.

ولكن لا يمنع حدوث عمليات اختطاف وانتقام متبادل، حيث يقول طبيب اسمه عباس ان هذه المشاجرات هي ما تريد الحكومة حصولها. ولكن الثورة في النهاية فوضوية وتحدث فيها اشياء جيدة وسيئة.

الأسد: الإصلاح والأمن يسيران بالتوازي

شهدت سوريا أمس تظاهرات تحت عنوان «جمعة المقاومة الشعبية»، تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، فيما أكّد الرئيس السوري خلال استقباله الوزير الأول الموريتاني، مولاي ولد محمد لقظف، أن خطوات الإصلاح تسير بالتوازي مع إعادة الأمن والاستقرار الى البلاد

في أول زيارة لمسؤول عربي لدمشق في عام 2012، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، الوزير الأول الموريتاني مولاي ولد محمد لقظف. وتسلّم الأسد منه رسالة من نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تتعلق بالتطورات الجارية على الساحة السورية. وقال بيان لوكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» إن «الأسد قدم للقظف شرحاً لحقيقة ما يجرى في سوريا، وما تتعرض له من استهداف بمختلف الوسائل لإثارة الفوضى فيها، وعرض خطوات الإصلاح السياسي التي تقوم بها الدولة». وأوضح البيان أن الرئيس السوري أكّد لضيفه الموريتاني أن خطوات الإصلاح «لا بد أن تسير بالتوازي مع إعادة الأمن والاستقرار وحماية المواطنين».

بدوره، أكد الوزير الأول لقظف، خطورة استهداف سوريا، مشيراً إلى أن «استقرار سوريا أساسي لأمن واستقرار الدول العربية والمنطقة».

وفي السياق، بدأ نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون زيارة لسوريا تستمر يومين. وقالت مصادر مطلعة في دمشق إن جون سيلتقي اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وأضافت المصادر أن نائب الوزير الصيني سيلتقي أيضاً مع وفود من المعارضة السورية (هيئة التنسيق الوطنية، وتيار بناء الدولة، وحزب الإرادة الشعبية) في مقر السفارة الصينية في دمشق. يشار إلى أن زيارة تشاي تأتي في إطار جولة في المنطقة تشمل إضافة إلى سوريا كلاً من السعودية ومصر وقطر لشرح موقف الصين من الفيتو الذي استخدمته في مجلس الأمن حيال مشروع قرار ضد سوريا.

وفي موسكو، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أنه ليس لدى الغرب أي رؤية محددة لمهمات قوات حفظ السلام التي يقترح نشرها في سوريا. وكتب الدبلوماسي في موقع «تويتر» أن «المحادثات مع دبلوماسيين غربيين تظهر أنه ليست لديهم أي رؤية لمهمات قوات حفظ السلام التي يحتمل نشرها مستقبلاً في سوريا». وكان غاتيلوف قد أشار في وقت سابق في معرض تعليقه على نتائج لقاء وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والفرنسي آلان جوبيه في فيينا إلى أن «الجامعة العربية تتحدث عن تأليف بعثة مشتركة للأمم المتحدة والجامعة وإرسالها إلى سوريا لغرض استتباب الاستقرار. لكن حتى الآن لم يحدث أي شيء؛ لأن المناقشة ما زالت في مرحلتها الابتدائية».

وحثّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المعارضة السورية على التوحد كي يتمكن العالم من مساعدتهم على إطاحة الرئيس بشار الأسد. وقال ساركوزي، بينما وقف إلى جواره رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إن افتقار جماعات المعارضة السورية إلى الوحدة يمثّل عقبة في سبيل حل الأزمة لا تقل عن العقبة التي تمثلها معارضة إصدار قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتي تحول دون اتخاذ إجراء. وحذر ساركوزي من أن الانتفاضة قد تفشل في غياب بديل يتمتع بالصدقية.

وأعرب وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، عن قلقه من إشارات على اختراق عناصر من تنظيم القاعدة بالعراق صفوف المعارضة السورية، في تأكيد لموقف سابق لمدير الاستخبارات القومية جيمس كابلر أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ.

وفي موقف يجري تكراره بنحو متواصل منذ أسابيع، قال أندرس فو راسموسن، الأمين العام لحلف شماليّ الأطلسي، إن الحلف لا يعتزم التدخل في سوريا. لكن الجديد في موقف راسموسن تأكيده أن حياد الناتو سيكون «حتى في حالة صدور تفويض من الأمم المتحدة لحماية المدنيين». وقال إنه رفض أيضاً إمكان تقديم أي إمدادات أو مؤن لدعم «ممرات إنسانية» مقترحة لنقل مواد الإغاثة إلى البلدات والمدن السورية.

وأعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، عن ترحيب إيران بقرار سوريا إجراء استفتاء على الدستور الجديد بتاريخ 26 شباط. ونسبت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء إلى عبد اللهيان قوله، إن الاستفتاء «خطوة رئيسية وجادة في إطار تلبية المطالب الشعبية».

وأدانت منظمة العفو الدولية اعتقال مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، مازن درويش وزملائه في المركز من مكتبهم في دمشق، وطالبت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان بالإفراج الفوري عن درويش والمعتقلين الآخرين.

ميدانياً، تظاهر معارضون للنظام السوري، أمس، في مناطق سورية عدة، في ما أطلق عليه اسم «جمعة المقاومة الشعبية»، للمطالبة بإسقاط النظام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان مساء الجمعة: «ارتفع إلى 26 عدد الشهداء المدنيين الموثقين بالأسماء وظروف الاستشهاد». وأظهر إحصاء يقوم به «المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات» ما مجموعه 460 نقطة احتجاج في عدة محافظات سورية أبرزها في إدلب، تليها حلب ودرعا وحماة وحمص ودمشق وريفها ودير الزور، فيما شهدت كل من الحسكة وطرطوس واللاذقية تحركات خجولة غالبيتها داخل الجوامع، وانعدمت التظاهرات في كل من الرقة والسويداء والقنيطرة. وتظاهر مئات المصريين والسوريين، أمام مبنى السفارة السورية بالقاهرة وأمام مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية، احتجاجاً على أعمال العنف التي يتعرض لها الشعب السوري. وشهدت الفلوجة في العراق، وكفركنا في أراضي عام 1948، وتونس، والمغرب، وطرابلس في لبنان، وإندونيسيا تظاهرات نصرة للشعب السوري نظمت غالبيتها قوى إسلامية متشددة. أمنياً، ضبطت السلطات الأمنية السورية، أمس، شاحنة محمّلة بالأسلحة في محافظة الرقة. وأعلن المصدر أن مجموعة مسلحة فجّرت أمس خطاً لنقل النفط في مدينة حمص. وكانت «مجموعة إرهابية» قد أقدمت الثلاثاء الماضي على تفجير خط ينقل النفط من مدينة حمص إلى دمشق والمنطقة الجنوبية، بحسب ما أفادت وكالة سانا.

(سانا، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

قوّات حفظ سلام = حرباً مرفوضة دوليّاً

عادت المقارنات بين الحالتين الليبية والسورية من زاوية احتمال حصول تدخل عسكري أجنبي في سوريا، كترجمة لقرار وزراء الخارجية العرب إرسال قوة حفظ سلام. «الأخبار» جالت على دبلوماسيين وخبراء مصريين لتفنيد الموقف

عماد الأزرق

القاهرة | أثار قرار مجلس الجامعة العربية، في اجتماع وزراء الخارجية يوم الأحد الماضي، الذي دعا مجلس الأمن إلى تأليف قوة عربية لحفظ السلام في سوريا، العديد من التساؤلات، وخصوصاً لجهة إمكان وضع هذه الخطوة موضع التنفيذ مع إعلان دمشق رفضها لها، في ظل طرح شكوك بشأن ما إذا كانت تلك الخطوة تمثل مقدمة لتدخل عسكري دولي في سوريا. وعلّق مدير «مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية» في القاهرة، اللواء عادل سليمان، على القرار المذكور بالقول إنه «مجرد محاولة من الجامعة العربية لحفظ ماء الوجه».

وأوضح سليمان لـ «الأخبار» أن قوات حفظ السلام تكون عادةً بين قوتين متحاربتين، وتتدخل بينهما بعد وقف إطلاق النار، وتقيم منطقة عازلة بينهما، مستدركاً بأن هذا الوضع غير موجود في سوريا، لأن مظاهر التسلح والإقامة في سوريا متداخلة، ولا يمكن التفريق بين طرفين عسكريين للفصل بينهما. وأعرب عن اعتقاده بأن القرار ليس أكثر من كونه رسالة إلى النظام السوري، مفادها أن الجامعة العربية في هذه الظروف «لا يمكن أن تواصل صمتها إزاء ما يحدث، ويمكنها أن توافق على صورة من صور التدخل العسكري الأجنبي في الحالة السورية».

وأشار اللواء سليمان إلى أن مجرد دراسة القرار بشأن تأليف قوة حفظ سلام عربية ـــــ دولية سيكون صعباً، وخصوصاً في ظل الرفض السوري لهذه الفكرة، كما نوّه إلى أنه «من ضمن أهداف صياغة القرار على هذا النحو، رفْع الحرج عن روسيا والصين وإقناعهما بدراسة الموضوع بطريقة عملية، باعتبار أن هذا لا يمثل تدخلاً عسكرياً بقدر ما هو لحفظ السلام، ووقف اطلاق النار والعنف في سوريا».

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور فخري الطهطاوي، فيرى أن تنفيذ القرار يعني الحرب، «وهذا ما تريده دمشق، وهذا ما تتنبّه له إسرائيل جيداً، وهي التي وصلت إليها تحذيرات وتوجيهات بامتصاص أي استفزازات سورية متوقعة لجرها إلى حرب معها، لأن الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لن يوحّد الداخل السوري فحسب، بل الخارج العربي والإسلامي أيضاً إلى جانب دمشق، وهو ما يدركه جيداً الوزراء العرب». ويلفت الطهطاوي، في حديث مع «الأخبار»، إلى أنّ نشر قوات عربية دولية في سوريا يطرح الكثير من التساؤلات، تحديداً أنه في ظل الأوضاع الحالية، «يكاد يستحيل أن ترسل مصر قوات إلى سوريا وكذلك العراق، فما هي الدول العربية التي سترسل جيوشها؟»، وإضافة إلى صعوبة إيجاد دولة يمكنها إرسال قوات إلى سوريا، يطرح الطهطاوي تساؤلات عن مناطق تمركز هذه القوات، إذا أُرسلت بالفعل، وعلى أي أساس، وما هي طبيعة عملها وتسليحها، وضمانات عدم دخول هذه القوات في اشتباكات، «وجميع هذه الأمور تستلزم موافقة دمشق على دخول هذه القوات إلى أراضيها».

في المقابل، يرى مساعد وزير الخارجية المصري السابق، مبعوث مصر إلى ليبيا خلال الثورة الليبية، السفير هاني خلاف، أن توصيف «قوة عربية أممية لحفظ السلام في سوريا، غير دقيق، لأنه عادةً ما يحصل إرسال قوة حفظ السلام بعد هدنة يجري الاتفاق عليها إثر صراع مسلح بين طرفين دوليَّيين، وهو ما يستدعي فرض منطقة حظر طيران، وإقامة منطقة منزوعة السلاح، وإنشاء ممرات آمنة لإيصال المعونة الإنسانية». وفي تصريحات لـ «الأخبار»، يشدد خلاف على أن التوصيف الصحيح لمثل هذه القوات هو «قوة لحفظ وتحقيق الاستقرار» على شاكلة تلك التي أُرسلت إلى كل من كوسوفو ورواندا، ويغلب على مكوّناتها العنصر المدني، الذي يعمل على توفير مستلزمات الإغاثة والمياه والكهرباء والعمليات الطبية، إضافةً إلى المكون العسكري لحفظ الاستقرار والأمن. ويلاحظ السفير خلاف أن ما يؤخَذ على قرار الجامعة العربية هو أنه لم يحدّد مهمة هذه القوات، لكون إطلاق النار لم يتوقف بعد، كما لم يوقَّع اتفاق بين الأطراف المتحاربة، وهو ما يستوجب بذل جهد سياسي لوقف إطلاق النار والعنف أولاً، ومن ثم إرسال هذه القوات لحفظ الاستقرار، على أن يغلب عليها الطابع المدني لا العسكري، وأن تكون تحت علم الأمم المتحدة، لا حلف شمال الأطلسي. ويحذر الدبلوماسي المصري من أن تدخل أيّ قوة في سوريا حالياً، من دون الاتفاق على وقف إطلاق النار والعنف، وبلا موافقة الحكومة السورية، يعني أن التدخل سيكون لصالح طرف ضد آخر، وهو ما يستلزم تجهيز هذه القوات عسكرياً لمواجهة الطرف الآخر، أي الجيش السوري، وهو ما يعني تدمير هذا الجيش «الذي يجري بناؤه وتجهيزه منذ زمن طويل، وهو ما يصب في صالح إسرائيل والمخططات الغربية في المقام الأول». وهنا، ينبّه خلاف من أن التدخل العسكري في سوريا «أمر بالغ الخطورة على الأوضاع في سوريا والمنطقة، بدليل أن التدخل في ليبيا دمّر البنية الأساسية والجيش الليبي، وأدى إلى مقتل عشرات الآلاف، حتى بعدما انتهت العمليات القتالية، لم يهتم أحد لا بالعملية السياسية ولا الأمنية، وتركّز الاهتمام الدولي على إعادة ضخ النفط وضمان انسيابه، فيما الوضع الأمني والسياسي في ليبيا اليوم من أعقد ما يمكن».

وبشأن إمكان تنفيذ السيناريو الليبي في سوريا، يجيب خلاف أن ما حصل في ليبيا جرى بتفويض من مجلس الأمن للحلف الأطلسي للتدخل ومساعدة الشعب الليبي، «لكن في سوريا، لو حدث تدخل، فسيكون تحت علم الأمم المتحدة، من خلال ما يعرف بأصحاب القبعات الزرقاء، التي يُفترض أن تكون محايدة، وألّا تحركها مصالح وأجندات خاصة كما حدث في ليبيا».

كلام يختصره خلاف بأنّ «من الصعب تكرار السيناريو الليبي في سوريا، لأنه من الصعب التمييز بين الطرفين، ثانياً لأن الأراضي السورية جميعها تحت سيطرة الجيش والنظام السوري، وهو ما يعني أن التدخل العسكري الدولي سواء جواً أو بحراً سيعني سقوط آلاف الضحايا»، هذا إضافة إلى استبعاد حصول هذا التدخل لأسباب لها علاقة بطبيعة الجغرافيا والديموغرافية السوريتين المختلفتين جذرياً عن ليبيا.

بوادر خلافات داخل المجلس الوطني السوري بعد التمديد لغليون

ملهم الحمصي

التمديد «غير ديمقراطي وباطل قانونياً»

دمشق: جاء اجتماع المجلس الوطني السوري في الدوحة لبحث انتخاب رئيس جديد له، بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي، برهان غليون، وقراره بتمديد ولايته، ليفجر احتقاناً لم يكن منتظراً.

فالمجلس الوطني السوري- وهو مظلة لأهم مكونات المعارضة في المنفى- خرج من اجتماعه في الدوحة بمقررات مدد من خلالها لبرهان غليون في رئاسته لثلاثة أشهر أخرى، وكان المبرر وراء ذلك أن الفترة الحالية هي للإعداد لمؤتمر أصدقاء سورية في 24 شباط فبراير الحالي في تونس، وليس لتغيير القيادات.

أولى بوادر الاعتراض على ما جرى في الدوحة جاءت من قبل أحد مكونات المجلس الوطني السوري، وهو التيار الوطني السوري المنضوي تحت جناحه، وهوة تيار إسلامي غير إخواني يقوده الأكاديمي عماد الدين الرشيد، الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة دمشق.

وفي بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، اعتبر التيار التمديد “غير ديمقراطي” وأنه “باطل قانونياً”، ملمحاً إلى إمكانية اللجوء إلى الهيئة العامة للمجلس ومحاسبة المكتب التنفيذي على قراره. وجاء في البيان أن التيّار الوطني السوري “إذ يتحفظ بشدّة على هذا التوجّه من بعض أعضاء المكتب التنفيذي، نضم صوتنا إلى جمهور المتظاهرين في الشارع السوري، الرّافضين لهذه الأساليب الإقصائيّة وغير الديموقراطيّة. ونعلن ما يأتي:

1ـ إنَّ قرار التمديد هذا باطلٌ قانونياً، وفقاً للنظام الداخلي للمجلس؛ لوجوب أن يمرّ مثل هذا الإجراء عبر الأمانة العامة للتصويت عليه.

2ـ إنَّ من أهمّ الأهداف التي قامت الثورة السوريّة المباركة لأجلها إبطال السلوك غير الديمقراطي، والسلوك الاستبدادي والانفرادي لبعض الأشخاص في مواقع المسؤوليّة، على حساب القاعدة الشعبيّة العريضة. فقد انقضى عند السوريّين ذلك العهد الذي راجت فيه ثقافة أنَّ شخصاً ما واحداً كائناً من كان هو الرئيس التاريخي، والاستثنائي، والملهم، ورجل المرحلة، والضامن لتحقيق أهدافهم. وإنَّه لمن المستهجن جدّاً أن يسلك أعضاء في المكتب التنفيذي في المجلس الوطني ـ الذي يُفتَرضُ أنَّه الممثّل للثورة السوريّة ـ هذا المسلك الاستبدادي الانفرادي نفسه.

3ـ إنَّ جلّ أعضاء المجلس الوطني، والسوريين في الداخل والخارج، يتابعون بقلقٍ بالغ وبرفضٍ شديد، خضوع قرارات المكتب التنفيذي في المجلس الوطني لتصوّرات أشخاصٍ محدودين، يوجهونه حيث يظنون أنه المصلحة للثورة وللسوريين”.

واللافت في البيان اللهجة التصعيدية في نبرته، إذ اعتبر أن “التمديد للدكتور غليون بهذه السابقة الخطيرة يستوجب التوقّف ومحاسبة أعضاء المكتب التنفيذي، بعد حجب الثقة عنهم، والدعوة لاجتماع الهيئة العامّة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وللعمل على تغيير القيادات التي أثبتت عجزها عن مواكبة فكرة الديمقراطيّة والتعدديّة”.

ولم يكتف البيان بالمطالبة بحجب الثقة عن أعضاء المكتب التنفيذي الحاليين، بل طرح أحد خيارين، زعم أن التفكير لدى معظم أعضاء المجلس الوطني بدأ يتجه إلى أحدهما: “فإمّا أن تتمّ الدعوة إلى اجتماع عاجل للهيئة العامّة للمجلس، لمراجعة أعمال المكتب التنفيذي وآليات مواقفه واتخاذ القرار فيه، ولانتخاب رئيس للمجلس، سواءٌ أكان الدكتور غليون أو غيره؛ وإمّا تعليق عضويتها في المجلس، والبحث خارجه عن أطرٍ أخرى، تحترم الديموقراطيّة التي يدفع السوريون ثمناً لها من حياتهم ودمائهم، وتؤمن قولاً وفعلاً بتداول السلطة، وتمثّل الثورة السوريّة بشكلٍ مشرّف، وترتقي إلى مستواها النبيل، وتدعمها وتدعم جيشها الوطني الحر، وتلبّي حاجاتها الحقيقيّة من الدعم المادي، وليس مجرّد الاجتماعات والمؤتمرات والبيانات”.

واختتم البيان، الذي يعد أول مؤشر على حالة اللاتراضي بين أعضاء المجلس الوطني وتياراته على إعادة انتخاب أو التمديد لرئيسه الحالي، الدكتور برهان غليون، بأمله “أن يبادر أعضاء الأمانة العامّة في المجلس، إلى اتخاذ الإجراءات السريعة والفعّالة للانضباط بنظامه الداخلي، ولتكريس مبدأ الديمقراطيّة، ولتصحيح مسار المجلس، ولإنقاذه من هذا الاضطراب، حتى تعود ثقة الثوّار فيه إلى سابق عهدها، بل إلى أفضل ممّا كانت عليه”.

وقد انتشر هذا البيان على الصفحات الشخصية للموالين للثورة السورية، انتشار النار في الهشيم، وجاء في وقت ارتفعت فيه همهمات منتقدي المجلس الوطني السوري على سابقة التمديد لرئيسه الحالي، واتهامه بمماثلة النظام ومشابهته في اعتماد صيغ غير ديمقراطية لإدارة المجلس وقيادة توجهاته، وتحت ذرائع سياسية مشابهة لما كان يروجه النظام، من دقة المرحلة وخطورتها وأولوية بعض الاستحقاقات على غيرها.

العلويون الأتراك ينتفضون لدعم نظام الأسد في سوريا

أشرف أبو جلالة من القاهرة

القاهرة: في الوقت الذي يهدد فيه الصراع الدائر في سوريا حالياً بإسقاط النظام الوحيد في العالم الذي يديره أفراد من الطائفة العلوية، بدأت الانتفاضة تثير مشاعر استياء بين ملايين العلويين الذين يعيشون في دولة الجوار تركيا، وفقاً لصحيفة غلوب آند ميل.

ومن منطلق تخوفهم من أن يتعرض رفقائهم من العلويين لمذبحة في حال سقوط النظام بدمشق، بدأ العلويون في تركيا بتحديد موقفهم من هذا الصراع ويتصدون من هذا الأساس لسياسة الحكومة التركية المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة.

وبينما كان يعتاد العلويون الأتراك على إبعاد أنفسهم عن رفاقهم المنتمين لنفس الطائفة في سوريا، إلا أن الصراع الأخير قد قرَّب بينهم في دعم رفيقهم العلوي الرئيس الأسد. وقالت هنا مياسي الكنور، الصحافية المخضرمة بجريدة “جمهوريت” التركية والمنتمية للطائفة العلوية وتهتم غالباً بتغطية أخبار مجتمعها: “حتى هؤلاء الأشخاص الذين لم يكونوا يتعاطفون مع الأسد في السابق، بدؤوا يحبونه الآن”.

ولفتت الصحيفة من جهتها في هذا السياق إلى أن مؤيدين للأسد نظموا ثلاث تظاهرات على الأقل في اسطنبول خلال الأشهر الأخيرة للإعلان عن دعمهم للرئيس السوري، كما بدأت تطلق المجلات العلوية التي تصدر في اسطنبول رسائل داعمة للنظام.

وبدأ اهتمام العلويين يتركز في تركيا خلال الآونة الأخيرة على السيناريو الذي قد يتعرض بموجبه رفقائهم بسوريا للإبادة. ونقلت الصحيفة عن هوزدات هاتاي، 52 عاماً، وهو مدرس ومرشد سياحي باللغة العربية في اسطنبول وواحد من أبرز قادة الطائفة العلوية، قوله: “في حال سقط الأسد، ستتحول الساحة في سوريا إلى نهر من الدماء، وسيمسك الإخوان المسلمين بزمام الأمور وسيبدؤون في مطاردتنا”.

وتابع هاتاي حديثه بلفته الانتباه إلى مشاعر القلق التي بدأت تراودهم بشأن شحنات الأسلحة السورية التي تدخل سوريا، وحوادث خطف سيارات الإسعاف في مقاطعة هاتاي الواقعة شرق تركيا، إلى جانب تفتيش المركبات الطبية بحثاً عن مخابئ سلاح.

ومن الجدير ذكره أن العلويين أكثر من حيث العدد في تركيا عن سوريا، ويقدرون هناك بحوالي 15 مليون من أصل عدد سكان يقدر عددهم بـ 75 مليون نسمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن نشاطهم الأخير هذا جاء ليعكس حالة القلق العميق التي تهمين عليهم من احتمال خضوع سوريا لسيطرة المسلمين السنة، الذين يشكلون الأغلبية في الشعب السوري، وبالأخص أن تخضع البلاد لهيمنة الإخوان المسلمين.

وفي الوقت الذي بدأت تلقي فيه تلك الانتفاضة التي تشهدها سوريا بعواقبها متباينة التأثيرات على كثير من العلويين الذين استفادوا من فترة حكم عائلة الأسد في سوريا التي امتدت على مدار ما يقرب من 40 عاماً، تحدثت تقارير إخبارية الشهر الماضي عن إقدام بعض أفراد من العلويين في دمشق على تغيير أسمائهم ونبرات صوتهم.

فيما أشارت تقارير صحافية أخرى إلى تصدي فريق آخر من العلويين لتلك التظاهرات وإقدامهم على تقديم يد العون للقوات المؤيدة للحكومة في المواجهة التي تخوضها ضد المتظاهرين. وبينما أوضحت الصحافية الكنور أنها لم تسمع عن أية تحركات تم اتخاذها من جانب العلويين الأتراك لمساعدة جيرانهم السوريين، فإن معلقين آخرين في تركيا أشاروا إلى أن مقاومة العلويين قد تكبح جماح زخم الانتفاضة.

جريدة الغد الالكترونية تحلم بغد آخر في سوريا

ملهم الحمصي من دمشق

ناشطون أخرجت الثورة أفضل ما عندهم للتعبير عن آرائهم

نبّه التعتيم الذي يفرضه النظام السوري على الوسائل الاعلامية المختلفة الشباب المشارك في التحركات والاحتجاجات الشعبية إلى أهمية الاعلام في ثورات الربيع العربي خاصة وسائل التواصل الاجتماعي. وأتت مجلة الغد الالكترونية الصادرة عن ناشطين في التيار الوطني السوري لتمثل نموذجا لجهد هؤلاء الشبان.

دمشق: لعل من المزايا القليلة للنظام السوري الحالي دفعه خيرة شباب بلاده الذين يشكلون نسبة كبيرة من الشعب، إلى البحث عن فرص أخرى للعيش والبروز، بعد أن أوكلهم إلى النسيان والإهمال، واستباح مقدرات البلاد لأربعة عقود.

التعتيم الإعلامي الذي يمارسه النظام على الأحداث داخل البلاد، ومنعه لجميع وسائل الإعلام المتآمرة عليه من تغطية الأحداث، نبّه العديد من الشباب والنشطاء المشاركين في الحراك الشعبي إلى ضرورة إيلاء هذا الجانب حيزاً مهماً من الاهتمام، بعد أن فجرت وسائل التواصل الاجتماعي، كالفايسبوك وتويتر ويوتيوب، ثورات الربيع العربي، وألهمت شبانها وحراكها وسهّلت تواصلها مع العالم.

فالعديد من نشطاء الثورة السورية يسهمون فيها من خلال التظاهر الميداني أولاً، وتغطيتها ونشرها وبثها عبر الانترنت بعد ذلك، وقد حاول النظام تدارك الأمر من خلال تشبيحه إعلامياً عبر ما سماه الجيش الالكتروني السوري، واختراقه للعديد من المواقع، وتشويشه على بث العديد من القنوات، إلا أن نشاط الأخير بات ضعيفاً، ويكاد لا يذكر له في الآونة الأخيرة.

مجلة الغد الالكترونية الصادرة عن نشطاء التيار الوطني السوري، أحد تيارات المعارضة المنضوية تحت المجلس الوطني السوري، تمثل نموذجاً لجهد شباب ما، كان يريد التخفي وراء أسماء مستعارة، لولا ضرورات الأمن ووحشية الاعتقال والتعذيب حين الانكشاف، وجمعتهم رؤية واحدة لمستقبلهم الذي يرسمونه بأقلامهم الغضة، فأطلقوا على مجلتهم الالكترونية غير الدورية تسمية (الغد)، علّها ترسم غداً أفضل لشعب ينشد الحرية والكرامة.

العدد الذي ينشر على صفحة الفايسبوك، الملاذ الأكثر شعبية لشباب الثورة في سوريا، وصل إلى الرقم ثمانية، وهو يحاول، قدر المستطاع، نقل صورة ما يجري على أرض الواقع من أحداث ومجريات خلال أسبوع تقريباً، ليرسمها على صفحاته الافتراضية، بعد أن بات نقل الصورة إلى أهلها ورقياً متعذراً بسبب التضييق الأمني المعروف.

قد يكون عدد أوراق المجلة قليلاً لظروف تحريرية وأمنية، لا يتجاوز الثماني صفحات في معظم الحالات، لكنها مليئة بكثير من الألم والأمل الناضح بالتفاؤل بمستقبل أفضل، ويحدد المواقف من قبل بعض نشطاء الثورة إزاء ما يجري في بلدهم.

يحدثنا (عصام) أحد المشاركين في تحرير المجلة عنها فيقول: “الغد.. مجلة أسبوعية تصدر عن التيار الوطني السوري، وتُعنى بأحداث الثورة السورية، وتعبر عن رؤية التيار السياسية، وقد صدر منها 8 أعداد، عدد صفحات المجلة أربع صفحات.

أما أبو أسيد، فيحدثنا عن أبواب المجلة: “للمجلة أبواب ثابتة وأخرى دورية، الثابتة هي كلمة المكتب السياسي، أخبار التيار، أخبار الثورة، إحصائيات الثورة، الأحداث في عيون الصحافة. أما الأبواب غير الثابتة، أدبيات الثورة، خبر وتحليل، بحوث ودراسات، مقالات، مشاركات أعضاء التيار، مكتبة التيار، اقتصاد الثورة”.

في العدد الثامن الصادر أخيراً، تطالعنا عناوين: (بوابة القدس) لرئيس التيار الدكتور عماد الدين الرشيد، يؤكد فيها أن الطريق إلى تحرير القدس بات معروفاً للجميع، ويمر من تحرير أهل الشام من براثن من حجبهم عن تحرير الأماكن المقدسة، ليتناول تقرير آخر الوضع المعيشي السوري بعد الانخفاض الكبير لقيمة الليرة السورية أمام الدولار، وارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية الرئيسية، لينتقل بعد ذلك لمناقشة آراء حول تعديل الدستور المطروح قريباً للاستفتاء الشعبي، بلهجة ساخرة، ويعلق على (مسيرة لافروف العفوية) من قبل رجال الحرس الجمهوري في قلب دمشق، وينقل عن أحد النشطاء ما يقوم به شبيحة الإعلام الموالين من لبنان في ليالي دمشق تحت عنوان (خفافيش الليل)، دون أن ينسى العدد، الربط بين ثوار ورموز الماضي والشيخ علي الطنطاوي، رحمه الله، ثم توجيه أسئلة أهالي بابا عمرو الفقهية لمفتي الجمهورية الموالي للنظام حول بعض الأمور الشرعية، بأسلوب تهكمي مؤلم! ومواد أخرى خفيفة عن بعض الظواهر الاجتماعية كانتشار البسطات في شوارع دمشق وحلب على نحو غير طبيعي، ونقل لأقوال من التراث لمجانبة الظلمة، في دعوة غير مباشرة للانشقاق المدني والعسكري عن النظام. وتتنوع تقارير الأعداد وموضوعاته عادة بحسب الأحداث والتطورات الميدانية.

سوريا: خسائر القطاع العام الصناعي تجاوزت المليار دولار!

ملهم الحمصي من دمشق

الشركات الحكومية لم تنفذ سوى 5% من خطتها السنوية

نتيجة الأوضاع الأمنية المتردية في سوريا، قدرت الخسائر والأضرار التي لحقت بالقطاع العام الصناعي منذ بدء الثورة الشعبية ضد النظام السوري بأكثر من مليار دولار، إضافة إلى الخسائر البشرية من العاملين في القطاع.

دمشق: لا يزال النظام السوري يتخبط في كيفية اعتماد الأسلوب الأنجع لمواجهة الثورة الشعبية ضده، فبينما يحاول الظهور أمام الرأي العام العالمي، والغربي والعربي على نحو خاص، بأنه “متماسك” و”قوي” ولم يهتز، رغم طول فترة الاحتجاجات ضده، والعقوبات العربية والدولية عليه، يلجأ داخلياً إلى استمالة الأقلية الصامتة من الشعب السوري، أو من تبقى منهم إن صح التعبير، من خلال سرد خسائر “الاقتصاد الوطني” جراء الاحتجاجات والعقوبات المفروضة عليه، وتبرير الانهيار الحاصل في اقتصاد البلاد “بالمؤامرة الكونية” التي تحاك وتجري ضده.

وزارة الصناعة السورية، وبحسب ما نقلته عنها وكالة سانا الرسمية، قدرت قيمة الأضرار والخسائر التي لحقت بالمؤسسات والجهات التابعة لها نتيجة الأعمال الإرهابية بأكثر من 1.061 مليار ليرة، إضافة الى استشهاد وإصابة العديد من العمال واختطاف بعضهم الآخر.

وأوضحت الوزارة في إحصائية لها أن “الاعتداءات الإرهابية” طالت العديد من مؤسساتها وشركاتها والعاملين فيها، ما أدى إلى استشهاد 8 عمال واختطاف اثنين وإصابة 11، إضافة إلى تعرض العديد من الكوادر الإدارية لتهديد من سمتهم “المجموعات الإرهابية المسلحة”.

وذكرت الوزارة أن خسائر المؤسسة العامة للصناعات النسيجية بلغت 900 مليون ليرة سورية نتيجة تلك الأعمال، ومنها سرقة العديد من المراكز والسيارات والدارجات التابعة لها، إضافة إلى توقف العمل ببعض الشركات وسرقة المعدات وتضرر العديد من الآليات.

كما بلغت قيمة أضرار المؤسسة العامة للتبغ 86 مليون ليرة نتيجة سرقة العديد من السيارات والاستيلاء على حمولاتها وتخريب العديد من المقرات والمراكز التابعة لها وسرقة محتوياتها. وبينت أن خسائر المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية بلغت 41 مليوناً نتيجة لتلك الأعمال، ومنها سرقة عدد من الآليات والسيارات وتضرر بعضها الآخر والاعتداء على الشركات ما أدى إلى توقف بعضها لأيام.

كما قدرت الوزارة خسائر المؤسسة العامة للسكر بنحو 8.7 ملايين ليرة، ومؤسسة الاسمنت بـ5.4 ملايين ليرة، والأقطان بتسعة ملايين، والشركة الهندسية ب 450ر6 ملايين، والمؤسسة الغذائية بـ5 ملايين، إضافة إلى تضرر باقي الجهات الإدارية بنحو مليوني ليرة.

في السياق ذاته، أكد المهندس غسان نسلة، المدير العام للشركة العامة للطرق والجسور في سورية، ومقرها حماة، أن الشركة لم تستطع إنجاز بعض المشاريع بالشكل المطلوب، وبنسب إنجاز مقبولة وترضى عنها، بسبب تعرض العديد من آلياتها للسرقة، من “العصابات المسلحة” التي كان يسوءها تنفيذ تلك المشاريع، وخصوصاً في محافظة حماة، على حد تعبيره.

الغريب أن المهندس المذكور لا يلبث أن يتراجع عن كل كلامه بالقول: “ومع ذلك، فقد بلغت نسبة تنفيذ الخطة الإنتاجية للشركة على مستوى فروعها الـ14 المنتشرة في أنحاء سورية، العام الماضي 117%، لأن المخطط 5.180 مليارات ل.س والمنفذ 6.052 مليارات ل.س، ونسبة تنفيذ الخطة الاستثمارية 90%، وبلغت الأرباح 199 مليون ل.س، ما يعادل 3% بعد مقارنة النفقات مع الإيرادات المنفذة، وفق المؤشرات الأولية المعدة من مديرية التخطيط ومتابعة التنفيذ”؟!

إلا أنه يعود إلى التلميح مجدداً بأنه “يلاحظ انخفاض الإيرادات لهذا العام مقارنة مع مثيلتها في العام السابق وللفترة نفسها بما يعادل 600 مليون ل.س؛ بسبب الظروف السائدة في فروع (درعا – إدلب – حمص – حماة – دير الزور)، ما يعني عملياً نصف مساحة البلاد أو أكثر قليلاً.

ورغم تأكيد مدير شركة الطرق والجسور أن نسبة التنفيذ في بعض مشاريع محافظة حماة لم تتجاوز 3-5% فقط، بسبب “سرقة العصابات المسلحة العديد من آليات الشركة، والظروف الأمنية غير الملائمة للعمل”، يعود ليؤكد أنه على الرغم من الصعوبة الشديدة بتأمين جبهات العمل، وخاصة أعمال الإسفلت والطرق، فإنه “على مستوى محافظة حماة، بلغت نسبة تنفيذ الخطة الإنتاجية 124%، فالمخطط 316 مليون ل.س، والمنفذ 392 مليون ل.س”، ليستمر معه مسلسل “الاستغباء” للمواطن السوري، من خلال تعمد سرد أرقام متضاربة، تعبر من جهة عن نجاح الجهات الحكومية في مهامها وخططها السنوية ونسبها المئوية، ويبرر في الوقت نفسه، فشلها في إنجاز المشاريع الحيوية الهامة على امتداد البلاد!

وعوده بالاستفتاء على الدستور تواجه بالرفض من بعض الجهات

الرئيس السوري ينتهج القمع من أجل البقاء

لميس فرحات من بيروت

رغم وعود بإجراء استفتاء الأسبوع المقبل على الدستور الجديد، يبدو أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد اتخذ قراراً واضحا في الاستمرار باللجوء إلى القمع من أجل البقاء، واعتبر محللون أن الخيار الوحيد أمامه هو الخيار العسكري للتقدم إلى الأمام.

بيروت: الهجوم العسكري الذي شنه الرئيس السوري بشار الأسد ضد مناطق يسيطر عليها المعارضون، يوحي بأن بقاء نظامه يرتكز على القمع بدلا من الإصلاح، على الرغم من وعده باجراء استفتاء الاسبوع المقبل على دستور جديد يمكن أن يعيد تشكيل السياسة الداخلية، كما يقول المحللون.

 في هذا السياق، نقلت الـ “كريستيان ساينس مونيتور” عن بلال صعب، خبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد مونتيري للدراسات الدولية في كاليفورنيا، قوله إن “الأسد لا يملك طريقاً آخر سوى أن يتجه إلى الأمام، فالحل العسكري هو خياره الوحيد”. وأضاف: “قد لا يربح في نهاية المطاف، لكنه لا يريد الذهاب من دون قتال”.

تشهد سوريا هذه الفترة أسوأ مراحل من العنف منذ اندلاع الثورة الشعبية قبل نحو 11 شهرا، إذ عمد النظام السوري إلى قصف معقل الثوار في مدينة حمص، ثالث أكبر المدن السورية، وغيرها من البلدات في محافظة ادلب الشمالية، بالقرب من دمشق، وذلك باستخدام الأسلحة الثقيلة كالدبابات وقذائف الهاون.

 ارتفعت أعداد الضحايا بشكل هائل، إذ تشير بعض الأرقام إلى أن عدد القتلى يصل إلى أكثر من 100 في يوم واحد، الأمر الذي أدى إلى ردة فعل من المعارضة التي بدأت بشن الهجمات المضادة والكمائن، تحديداً الجيش السوري الحر، ما أدى إلى اتجاه الثورة نحو العنف، وبدأت أعمال القتال تطغى على مسيرات الاحتجاج السلمي، وتهمش إلى حد ما، الجماعات السياسية المعارضة في الخارج.

توقيت تكثيف الحملة الأمنية للنظام يتزامن مع الأزمة الدبلوماسية بعد الفشل الأخير لمجلس الأمن في الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق على قرار يدين أعمال العنف في سوريا. وقد اعترض على القرار، الذي حصل على 13 صوتاً من أصل 15 في مجلس الأمن، كلاً من روسيا والصين.

من جهته، يقول أندرو تابلر، خبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن “الأسد يعتقد أن لديه الدعم الروسي لما يسميه النظام السوري (الحل الأمني)، جنباً إلى جنب مع سلسلة من التغييرات الإجرائية للدستور التي يهدف النظام إلى تقديمها للشعب على أساس أنها إصلاحات”.

استفتاء 26 شباط (فبراير)

أعلنت سوريا أمس انه سيتم اجراء استفتاء يوم 26 شباط (فبراير) لوضع دستور جديد للبلاد، من شأنه أن يقدم بعض التغييرات الجذرية في حال تم الموافقة عليها وتنفيذها بالكامل.

يقترح الدستور الجديد إلغاء المادة 8، التي تكرس حزب البعث حاكماً في سوريا، ما يفتح الطريق أمام سياسة التعددية الحزبية.

لكن الأحزاب السياسية المبنية على أساس العرق والدين ممنوعة في سوريا، مما يعني أن الجماعات الكردية أو جماعة الإخوان المسلمين لن يسمح لهم بالترشح للانتخابات. وسوف يتم الإبقاء على شروط كرسي الرئاسة الذي يتطلب مرشحاً “يكون رجلاً مسلماً، يشغل المنصب لمدة سنتين إلى سبع سنوات”.

ونقلت الصحيفة عن الأسد قوله ان الدستور الجديد هو “أهم مرحلة من الإصلاحات ويعد بمستقبل باهر للأجيال المقبلة”.

يشار إلى أن الاستفتاء هو الأحدث في سلسلة من الاصلاحات الموعودة التي أعلنت عنها الحكومة السورية منذ بدء الاضطرابات في آذار (مارس) الماضي. وتشمل مبادرات الإصلاح السابقة إلغاء محاكم أمن الدولة ورفع قانون الطوارئ الصارم المفروض منذ العام 1963، عندما استولى حزب البعث على السلطة عبر تنفيذ انقلاب.

تنظر جماعات المعارضة باحتقار إلى  وعد الأسد بوضع دستور جديد، وتعهدت بمقاطعة الاستفتاء معلنة عن أن الأوان قد فات لعملية الإصلاح في سوريا.

دعت  لجان التنسيق المحلية، وهي مجموعة نشطاء معارضة، السوريين إلى “رفض ومقاطعة الاستفتاء المزعوم للتأكد من عدم وجود دعم شعبي لهذا النظام الاجرامي”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح أيضاً كيف يمكن تنظيم استفتاء وسط الاضطرابات التي تجتاح معظم أنحاء البلاد.

على الرغم من انتهاج  الأسد حملة مكثفة ضد مراكز المعارضة في سوريا، إلا انه لا يستطيع تجاهل العزلة الدبلوماسية شبه التامة التي تعاني منها سوريا، ومخاوف أنصاره على مستقبل الاستقرار في البلاد. ولهذا يأتي الاعلان عن الاستفتاء في محاولة لإبقاء النظام على قيد الحياة في ما يشبه عملية سياسية لانهاء الأزمة، كما يساعد في الحفاظ على دعم حلفاء سوريا مثل روسيا والصين.

رحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بالاستفتاء، وقال “نعتقد بالتأكيد ان وضع دستور جديد لإنهاء حكم الحزب الواحد في سوريا هو خطوة الى الامام”.

لكن روسيا والصين هما الأصوات المنفردة التي تدعم الأسد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ومنذ الاعتراض على قرار مجلس الامن الدولي يوم 4  شباط (فبراير)، بدأ البحث في سبل تطوير برامج الغرب والحلفاء العرب، من أجل التوصل إلى مجموعة من الإجراءات البديلة للمساعدة في حل الأزمة.

 يوم الاحد الماضي، اعترفت جامعة الدول العربية رسمياً بالمعارضة السورية، وطلبت من مجلس الأمن الدولي نشر قوة لحفظ السلام في سوريا. لكن من غير المرجح أن يقبل نظام الأسد وجود قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة على الاراضي السورية.

وتشمل الخيارات الأخرى توفير الدعم اللوجستي للجيش السوري الحر، مثل المعلومات الاستخبارية، معدات الاتصالات، والأسلحة والذخائر لمساعدة هذه القوة الوليدة على شن حملة استنزاف لإنهاك الجيش السوري.

 لكن مجموعة الجيش السوري الحر تعمل بطريقة مستقلة ومحلية الى حد كبير،كما انها تفتقر إلى نظام مسيطر وقيادة متماسكة. وعلاوة على ذلك، يقول الدبلوماسيون ان تهريب كميات كبيرة من الأسلحة ومعدات الاتصالات إلى سوريا للوصول إلى كتائب الجيش السوري الحر سيكون مهمة صعبة للغاية.

“أصدقاء سوريا” يجتمعون الأسبوع المقبل

 في هذه الأثناء، يعلق المجتمع الدولي آمالاً كبيرة على أفكار جديدة ستطرح خلال اجتماع “أصدقاء سوريا” يوم 24 شباط (فبراير) الذي تستضيفه تونس. وسيضم الاجتماع مجموعات المعارضة المتباينة، والأفراد، والدول العربية وتركيا والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة. لكن سوريا تواجه مخاطر انزلاق أعمق في العنف كلما طال تردد العالم حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة.

في هذا السياق، يقول تابلر: “رهان الأسد هو أن تمل المعارضة من أعمال القتل التي يمارسها النظام ضدها وتستسلم للتغيرات بصفتها أفضل صفقة”. ويضيف: “المشكلة الوحيدة التي تواجه الأسد هي أن المتظاهرين يستمرون في الخروج إلى الشوارع لأنهم يعرفون ان “الاصلاحات” هذه لن تغير من الطريقة التي يعتمدها نظام الأقلية في حكم البلاد”.

حزب التحرير “السوري” يُبعث من جديد

ملهم الحمصي من دمشق

يعود حزب التحرير في سوريا إلى الظهور مجددا من خلال بيانات ممهورة بتوقيعه تصل إلى السوريين مؤيدة للاحتجاجات، بعد تغييب رسمي دام مدة طويلة.

دمشق: هل كان حزب التحرير الذي أسسه الشيخ الفلسطيني القاضي تقي الدين النبهاني عام 1953، بعد تأثره بحال العالم الإسلامي، إثر سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية في إسطنبول عام 1924، في انتظار وصول الحراك الشعبي إلى سوريا حتى يعاود نشاطه مرة أخرى؟ سؤال يطرحه كثير من السوريين الذين تصلهم منذ تصاعد حدة الأحداث في سوريا، بيانات ممهورة بتوقيع حزب التحرير في سوريا، تعلن عن تأييدها وانضمامها إلى الحراك والاحتجاجات، بعد تغييب سياسي رسمي بسبب الاعقتالات والملاحقات الأمنية، والزجّ بمعظم أعضائه في غياهب السجون.

وبعد الجدل الثائر حالياً في تونس حول شرعية منح الترخيص لفرع الحزب بعد تصريحات رئيس الدولة، المنصف المرزوقي، بأهمية الترخيص له رسمياً، في الوقت الذي تواجه فيه تونس خطر “التطرف” و”الأسلمة”، برأي بعض الأحزاب والشخصيات السياسية، ها هو حزب التحرير السوري يبحث عن موطئ قدم تحت شمس الربيع العربي.

حزب التحرير- فرع سوريا استغل البيان الذي أصدره مئة وسبعة من علماء المسلمين بشأن ما يحدث في بلاده، والذي تضمن فتاوى بحرمة دماء المسلمين وسائر حقوقهم، وأنه لا يجوز لمنتسبي الجيش السوري والأمن قتل أحد ولا الاستمرار في وظائفهم، ودعوتهم إلى دعم الجيش الحر، والدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف جادة من النظام السوري ومن الدول المساندة له كروسيا والصين، والدعوة إلى توحيد صفوف المعارضة من أجل أن بناء دولتهم على أساس العدل وحفظ الحقوق وإقامة الحريات وإقامة المؤسسات التي تحفظ وحدة البلد ومصالحه، ليوجه الحزب اتهامات إلى هذا البيان بمخالفته للقواعد الشرعية.

وجاء في بيان الحزب المحظور في سوريا، والذي تلقت “إيلاف” نسخة منه، أن حزب التحرير – سوريا “يتوجه إلى العلماء ليذكرهم، بدايةً، أنهم ورثة للنبي وأمناء على دينه، وقد أخذ الله عليهم الميثاق لَيُبَيِّنُنَّ الحق للناس ولا يكتمونه، وليذكرهم بأن الله يراهم ويسمعهم. ومن الأحكام الشرعية التي يأثم علماء المسلمين إن كتموها فلم يُبيِّنوها الأحكام القطعية التالية:

• إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يعلنوا بشكل واضح لا لبس فيه أن المطلوب شرعاً من المسلمين في سوريا هو إسقاط النظام السوري كونه قبل كل شيء نظاماً لا يحكم بالإسلام.

• إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا أن طريقة التغيير يجب أن تكون بحسب طريقة الرسول، وأن يكون التغيير نظيفاً يحققه المسلمون كل المسلمين، علماؤهم ووجهاؤهم وعامتهم وأهل القوة فيهم، بأيديهم؛ فهم من يملكون قوى التغيير الحقيقية والفعلية داخل البلد.

• إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا لأهل القوة في سوريا أن عليهم واجبين شرعيين هما: حماية أهلهم ونصرة دينهم من أجل إقامة دولة الخلافة الإسلامية كما فعل أنصار الله ورسوله والمؤمنين في المدينة المنورة.

• إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا أن المطالبة بالدولة المدنية أو العلمانية اللادينية هي دعوة باطلة؛ لأن أنظمتها أنظمة كفر يحرم أخذها أو تطبيقها أو الدعوة إليها.

• إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا حرمة التدخل الأجنبي في بلاد المسلمين سواء أكان من أمريكا ودول أوروبا التي تدعي نفاقاً أنها تؤيد أهل سوريا، أم من روسيا والصين التي تجاهر بالعداء ضدهم، فكل هؤلاء مجمعون على معاداة الإسلام ومحاربته، ولكن كل على طريقته.

• إن الواجب الشرعي على علماء المسلمين أن يبينوا حرمة المطالبة بتدخل مجلس الأمن الدولي لتأمين الحماية الدولية؛ لأن قوانينه قوانين كفر وأهدافه مربوطة بأهداف الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا.

وتوجه حزب التحرير بعد ذلك إلى العلماء المسلمين، بعد رفضه الدعوات إلى دولة مدنية أو علمانية، والدعوة لتدخل أجنبي، أياً كان نوعه، أو الاعتماد على قرارات الأمم المتحدة و”الأمم الكافرة”، بالقول: “لقد آن الأوان لأن تقولوا كلمة الحق بعد طول سكوت، وأن تعملوا على إقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة الثانية الموعودة بعد طول انتظار، وعسى أن يكون عقر دارها الشام التي باركها الله… فاجعلوا لأنفسكم حظاً في هذه اللحظة الحرجة من هذا المخاض الذي ينتظر مولود دولة الإسلام”.

حمص تتعرض لأعنف قصف.. وأضخم مظاهرات في دمشق وحلب

عشرات القتلى في «جمعة المقاومة الشعبية».. والمعارضة تتحدث عن نية النظام سحق بابا عمرو * روسيا مستعدة لـ «معادلة مقبولة» .. وكاميرون وساركوزي يتعهدان بمساعدة المعارضة > أمين مجلس التعاون: موافقة 137 دولة دعم للمشروع العربي

جريدة الشرق الاوسط

موسكو: سامي عمارة باريس: ميشال أبو نجم الرياض: «الشرق الأوسط» واشنطن: محمد علي صالح

أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية في حمص أن المدينة بأحيائها كافة تعرضت أمس «لأعنف قصف منذ 14 يوما من قِبل قوات النظام السوري»، وفق ما ذكر عضو الهيئة في حمص، هادي العبد الله، مضيفا «إنه أمر لا يصدق، إنه عنف كبير لم نرَ مثله. في الدقيقة يتم إطلاق ما معدله 4 قذائف» على المدينة.

بالتزامن خرج عشرات الآلاف من السوريين في مختلف المحافظات السورية في مظاهرات كبرى، إحياءً لجمعة «المقاومة الشعبية»، وقد تمكن المتظاهرون من شل الحركة في العاصمة دمشق وحلب، اللتين شهدتا حراكا غير مسبوق من حيث المظاهرات التي تعتبر الأضخم من حيث عددها ونقاط انطلاقها.

وأعلن ناشطون من المعارضة السورية، أمس، عن قتل أكثر من 45 شخصا في مدن ومناطق كثيرة في سوريا، بينهم 12 عسكريا تم إعدامهم ميدانيا في درعا، و16 في ريف درعا و5 في المزة بدمشق، و7 في حمص، و4 في دير الزور وحلب، و3 في كل من حماه وإدلب وريف دمشق.

وفي دمشق تفاقم توتر الأوضاع الأمنية في حي المزة لليوم الثاني على التوالي؛ حيث قُتل أمس 5 شبان برصاص قوات الأمن لدى تفريق مظاهرات خرجت في حي الفاروق ومنطقة البساتين خلف مشفى الرازي.

وبحسب ناشطين ميدانيين فإن القوات النظامية لم تفلح، حتى الآن، في اقتحام حي بابا عمرو لفرض السيطرة عليه، إلا أن هناك مخاوف من إصرار النظام على اقتحام ساحق للحي وتدميره بشكل شبه كامل.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية استعداد موسكو لإيجاد ما وصفته بـ«معادلة مقبولة» لتجاوز الأزمة في سوريا في إطار الأمم المتحدة. وأعربت موسكو، في بيان الخارجية الروسية، عن أسفها تجاه رفض جميع التعديلات والإضافات التي اقترحتها، بينما أعربت عن استعدادها للتعاون مع كل الشركاء الدوليين في محاولة للتوصل إلى «معادلة مقبولة» من جانب كل الأطراف المعنية لتجاوز الأزمة من خلال الأمم المتحدة.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية التونسي، رفيق عبد السلام، أن المجلس الوطني السوري، أبرز هيئات المعارضة السورية، لن يتمثل بصورة رسمية في «مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» الذي سيعقد في 24 فبراير (شباط) في تونس. وأكد عبد السلام أن روسيا والصين، اللتين عارضتا إدانة النظام السوري، تلقتا دعوة لحضور المؤتمر الذي «سيوجه رسالة واضحة إلى السلطات تدعوها إلى وقف أعمال القمع والمجازر والقتل». وأضاف «ليس واردا استبعاد هذين البلدين». وفي قمة الإليزيه الفرنسية – البريطانية، التي عُقدت في باريس أمس، وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الوضع السوري بـ«الفضيحة»، ودعت القمة المشتركة، التي حضرها كاميرون، إلى إنشاء «مجموعة العمل الإنساني لأصدقاء سوريا». وطالب الزعيمان بتطبيق مضمون القرار الصادر عن الأمم المتحدة بشأن سوريا، وأعربا عن أملهما بقيام «سوريا مستقرة» وتعهدا بمساعدة المعارضة.

من جانبه، أكد الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، على مشروع القرار المقدم من جامعة الدول العربية بشأن سوريا تعد قرارا تاريخيا. وقال «إن موافقة 137 دولة على مشروع القرار العربي يمثل دعما كبيرا للجهود المخلصة التي بذلتها الجامعة العربية للوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية يوقف نزيف الدم وينهي العنف، ويحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق».

حمص تتعرض لأعنف قصف منذ أسبوعين

المظاهرات تشل دمشق وحلب في «جمعة المقاومة الشعبية».. وأنباء عن نية النظام سحق بابا عمرو

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة حمص أن المدينة بأحيائها كافة تعرضت يوم أمس الجمعة «لأعنف قصف منذ 14 يوما من قبل قوات النظام السوري»، وفق ما ذكر عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة حمص هادي العبد الله، مضيفا: «إنّه أمرٌ لا يصدّق، إنه عنف كبير لم نر مثله. في الدقيقة يتم إطلاق ما معدله أربع قذائف» على المدينة.

بالتزامن، خرج عشرات الآلاف من السوريين وفي مختلف المحافظات السورية في مظاهرات كبرى إحياء لجمعة «المقاومة الشعبية»، وقد تمكن المتظاهرون من شلّ الحركة في العاصمة دمشق وفي مدن حلب التي شهدت حراكا غير مسبوق من حيث عدد المظاهرات ونقاط انطلاقها. أعلن ناشطون من المعارضة السورية أمس عن قتل أكثر من 45 شخصا في مدن ومناطق كثيرة في سوريا، بينهم 12 عسكريا تم إعدامهم ميدانيا في درعا. و16 في (جاسم، الحارة) في درعا و5 في المزة بدمشق، و7 في حمص، و4 في دير الزور وحلب، 3 في كل من حماه وإدلب وريف دمشق (يبرود، دوما).

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» عن اكتشاف 9 جثث مجهولة الهوية في حي الرفاعي بحمص. وقال عبد الرحمن: «بدأ القصف على مدن وأحياء حمص منذ الساعة السابعة صباحا، وهو لم يقتصر وكعادته على بابا عمرو، بل طال أحياء الإنشاءات والبياضة والخالدية»، لافتا إلى أن «طريقة إطلاق الصواريخ كانت مغايرة بالأمس، إذ ترافقت مع إطلاق نار كثيف وبشكل عشوائي».

وشكا عبد الرحمن «شحّ المواد الغذائية في حمص وبشكل كبير»، لافتا إلى أن «الأهالي باتوا يفتقدون حتى لمعلبات التونة التي كانوا يعيشون عليها». وأضاف: «الأوضاع الإنسانية سيئة جدا، فحتى الكوادر الطبية باتت غير قادرة على معالجة الجرحى لافتقارها إلى المواد الطبية الأساسية». بدورها، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في حصيلة أولية أن 43 شخصا على الأقل قتلوا في القصف الذي استهدف المدن السورية يوم أمس وبالتحديد حمص، دير الزور، ودرعا. ووصف هادي العبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية، والناشط عمر الحمصي القصف الذي شهدته حمص بـ«غير المسبوق» منذ بدء هجوم الجيش على حي بابا عمرو قبل 13 يوما. وأشار العبد الله والحمصي وناشطون آخرون إلى استخدام المدفعية الثقيلة ومدفعية الهاون والصواريخ في القصف الذي استهدف أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة والإنشاءات وكرم الزيتون.

وقال هادي العبد الله إن «القذائف كانت تسقط بمعدل أربع قذائف في الدقيقة»، مشيرا إلى «تحليق كثيف للطائرات الحربية بما فيها طائرات الاستطلاع في سماء المدينة»، وكاشفا أن «آلاف المدنيين باتوا معزولين تماما، بينما لا تستطيع الأحياء التواصل في ما بينها».

وقال الحمصي من جهته إن «مباني انهارت في حيّي باب عمرو والخالدية بسبب ضراوة القصف الذي بدأ في السابعة من صباح يوم أمس». ونشر ناشطون صورا على الإنترنت تظهر دبابات بصدد إطلاق القذائف، مؤكدين استهداف مسجد ومدارس في بابا عمرو.

بدوره، وصف الطبيب علي الحزوري من بابا عمرو القصف الذي تعرض له الحي يوم أمس بـ«العنيف جدا»، متحدثا عن «معلومات تفيد باستخدام مواد كيميائية وقنابل حارقة». وفي تصريح له نشر على صفحات «الثورة السورية» عبر الـ«فيس بوك»، قال الحزوري: «الجثث تتفحم وتحترق بالكامل، حيث إنه من الممكن أن تكون هذه الصواريخ تحمل رؤوسا حارقة تؤدي إلى حرق الجسم بالكامل. هذه الحالات لم تكن تأتي في أول أيام القصف، ولكنها ازدادت في الأيام الأخيرة».

وبحسب ناشطين ميدانيين، فإن القوات النظامية لم تفلح لغاية الآن من اقتحام حي بابا عمرو لفرض السيطرة عليه، إلا أن هناك مخاوف من إصرار النظام على اقتحام ساحق لحي بابا عمرو وتدميره بشكل شبه كامل.

بالتزامن، أفاد ناشطون بوقوع اشتباكات أخرى في بلدة الميادين جنوب دير الزور، قتل فيها أحد أفراد الأمن، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. هذا وعاودت مدرعات تابعة للجيش السوري اقتحام دير الزور يوم أمس وسط إطلاق نار أوقع إصابات، حسب ناشطين.

وكانت اشتباكات وقعت ليل الخميس/الجمعة في درعا البلد بين الجيش السوري ومنشقين، وتحدث ناشطون عن اشتباكات أخرى وإطلاق نار كثيف في جاسم وبصرى الشام بدرعا أيضا. وتحدثت لجان التنسيق عن انفجار ضخم أعقبه إطلاق نار في مدينة درعا نفسها، وأشارت إلى حملات دعم واعتقال في الرقة وجبلة. وفي محافظة حلب شمال، تم رصد 70 مظاهرة في أكثر من 50 نقطة تظاهر، وفي مدينة حلب 17 مظاهرة في 14 نقطة.

واستهدفت حملة اعتقالات أخرى حي الفردوس بحلب بعد قطع الكهرباء عنه، وكان ناشطون أكدوا في وقت سابق مقتل وجرح عشرات المدنيين في قصف مدفعي استهدف أمس بلدة كفر نبودة بريف حماه، وأكدوا أيضا إعدام ما يزيد على 15 معتقلا على الطريق السريع بين أريحا وجسر الشغور قرب إدلب.

بالمقابل، لبى آلاف السوريين وفي المحافظات كافة الدعوة للتظاهر في «جمعة المقاومة الشعبية.. بداية مرحلة» رغم التضييقات الأمنية والبرد القارس. وبثت مواقع الثورة السورية فيديوهات لمظاهرات في أحياء العاصمة دمشق، إذ خرجت مظاهرة حاشدة من جامع المصطفى في منطقة المزة، قوبلت بالرصاص الحي، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وشهيد.

وفي العاصمة دمشق، تفاقم توتر الأوضاع الأمنية في حي المزة لليوم الثاني على التوالي، حيث قتل يوم أمس خمسة شبان برصاص قوات الأمن لدى تفريق مظاهرات خرجت في حي الفاروق ومنطقة البساتين خلف مشفى الرازي، وذلك بعد مظاهرات حاشدة خرجت يوم أول من أمس الخميس لدى تشييع شاب قتل برصاص قوات الأمن، حيث جابت المظاهرات التي شارك فيها الآلاف عدة حارات في حي المزة قريبا من مكاتب السفارات والشركات الخاصة الموالية للنظام. وأعلن المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريف دمشق محمد الشامي أنّ «مظاهرتين خرجتا في المزة بعد صلاة الجمعة، أطلق الأمن عليهما النار بكثافة، مما أسفر عن مقتل مدني وجرح 12 آخرين إصابة بعضهم حرجة»، مشيرا إلى أن «قوات الأمن تلاحق المتظاهرين بين الحارات لاعتقال أكبر عدد منهم». وفي دمشق أيضا، خرجت مظاهرات في برزة والورد وكفرسوسة، بينما شهد حي القابون انتشارا أمنيا كثيفا. وذكر الشامي أن خمس مظاهرات خرجت في حي الميدان، موضحا أن «كل مظاهرة شارك فيها مئات فقط واستمرت لوقت قصير بسبب الانتشار الأمني الكثيف».

وفي العسالي، خرج المئات في مظاهرة من جامع عبد الله بن مسعود، ترافقت مع إطلاق نار كثيف واعتقالات عشوائية، ومحاصرة جامع عمر بن الخطاب وجامع الخليل وجامع عبد الله بن مسعود من قبل قوات الأسد.

وعدّد الناشطون أحياء مدينة حلب التي شهدت مظاهرات، ومنها: حي المشهد، حي الأنصاري، حي الفردوس، حي المرجة، حي جمعية المهندسين، حي صلاح الدين، حي الكلاسة، حي السكري، حي العامرية، حي الميسر، حي حلب الجديدة وحي جمعية الزهراء.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن مظاهرة حاشدة ضمت أكثر من عشرة آلاف متظاهر خرجت للمطالبة بإسقاط النظام في مدينة داعل بمحافظة درعا، كما خرجت مظاهرات في بلدات الحراك وخربة غزالة والكرك الشرقي في درعا أيضا.

وذكر المرصد أن بلدات جاسم ونمر والحارة شهدت إطلاق نار من قوات الأمن بعد انتهاء المظاهرات، مما أدى إلى سقوط جرحى، بينما عملت قوات الأمن السورية على إطلاق الرصاص لتفريق مظاهرة في إنخل في المحافظة نفسها. أما في محافظة إدلب، فلفت المرصد إلى خروج مظاهرات من مساجد مدينة معرة النعمان، ومظاهرة حاشدة في بلدة بنش.

وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «الانتشار الأمني الكثيف لقوات الأمن حال دون خروج مظاهرات كبيرة في كثير من المدن والبلدات السورية».

كما أشار المرصد إلى أن مظاهرات خرجت في ريف دمشق في دوما وكفربطنا وعرطوز رغم الانتشار الأمني الكثيف، بينما شيعت بلدة يبرود مواطنا قتل بعد منتصف ليل الخميس/الجمعة. ونظمت مظاهرات وصفت بالحاشدة في محافظة الحسكة، خاصة في القامشلي وعمودا والدرباسية. كما تظاهر آلاف في بلدات نصيب والمسيفرة والجيزة بدرعا، التي شهدت بدورها انتشارا أمنيا كثيفا منذ صباح اليوم بعد اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومنشقين عنه. ونظمت كذلك مظاهرات في عدد من مناطق حمص بينها الرستن، ومناطق في إدلب بينها بنّش، وفق صور بثها ناشطون.

هذا وكانت قد سبقت مظاهرات «جمعة المقاومة الشعبية» مظاهرات ليلية، تعلن دعمها للمدن المستهدفة بعمليات عسكرية مثل حمص، وتطالب برحيل الأسد.

جوبيه وداود أوغلو سيترأسان مؤتمر تونس لمجموعة أصدقاء الشعب السوري

ساركوزي وكاميرون يعدان بفرض عقوبات إضافية على النظام السوري ومساعدة المعارضة لتنظيم صفوفها

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبو نجم

لم تتمخض قمة الإليزيه الفرنسية – البريطانية عن جديد فيما يخص الوضع في سوريا الذي وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بـ«الفضيحة»، بل إن البيان الختامي المشترك الذي وزع في نهايتها لم يشر أبدا إلى مشروع باريس الداعي إلى إقامة «ممرات إنسانية» لإغاثة المناطق المنكوبة. والفكرة العملية الوحيدة التي خرجت من القمة تدعو إلى إنشاء «مجموعة العمل الإنساني لأصدقاء سوريا» بمناسبة انعقاد مؤتمر تونس في الـ24 من الشهر الجاري والتي يمكن أن تكلف بـ«تسهيل» إيصال المساعدة الإنسانية للسكان المنكوبين.

والأمر المدهش أن وزير الخارجية ألان جوبيه الذي حضر قمة الإليزيه «إلى جانب رئيس الحكومة ووزيري الدفاع والصناعة ونظرائهم البريطانيين» كان أوحى أول من أمس عقب لقائه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في فيينا بأن هناك إمكانية للتوصل إلى «اتفاق الحد الأدنى» مع الروس حول نقطتين: وقف القتل وإيصال المساعدات الإنسانية ما يعني التخلي «مؤقتا» عن مطلب تنازل الرئيس السوري عن سلطاته لنائبه الأول وهو ما ترفضه موسكو قطعيا. ورغم ذلك غابت فكرة «الممرات الإنسانية» لصالح دعوة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لـ«تقويم الحاجات الإنسانية في حمص والمناطق الأخرى التي يضربها العنف» وحث الحكومة السورية على وقف «فوري» لإطلاق النار لتسهيل هذه المهمة «من غير تأخير» وإتاحة الفرصة للعاملين في المجال الإنساني لإيصال المعدات والمواد الضرورية للإغاثة.

لكن غياب المقترحات العملية لم يمنع ساركوزي وكاميرون من استخدام لغة متشددة للتنديد بأعمال العنف «الرهيبة» التي يمارسها النظام والتي ترقى إلى مصاف «الجرائم ضد الإنسانية» والمطالبة بوقفها وبرحيل الأسد «لمصلحة سوريا ووحدتها الوطنية». وفيما طالب الزعيمان بتطبيق مضمون القرار الصادر عن الأمم المتحدة بشأن سوريا، أعربا عن أملهما بقيام «سوريا مستقرة، ديمقراطية وسلمية (قادرة) على لعب دور إيجابي ومسؤول في المنطقة». كما أكدا التزامهما العمل على دعم المعارضة السورية على توحيد صفوفها. وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي أعقب القمة، كشف ساركوزي أن مؤتمر تونس سيترأسه وزيرا خارجية فرنسا وتركيا ألان جوبيه وأحمد داود أوغلو. وأعرب رئيس الوزراء البريطاني، من جانبه، عن «عدم ارتياحه» لما قامت به الأسرة الدولية حتى الآن في الملف السوري التي «لم تفعل كل ما في وسعها»، واعدا باستمرار العمل «مع أصدقائنا وحلفائنا خاصة في المنطقة» لرؤية «ما يمكن فعله».

وفي هذا السياق، وعد ساركوزي بتشديد العقوبات الاقتصادية والمالية ضد النظام السوري ومن يدعمه، في إشارة إلى اجتماع المجلس الأوروبي بداية الشهر القادم حيث ستقر سلة العقوبات الـ12 على سوريا. وتدور مناقشات حامية بين الأوروبيين لتحديد مضمون العقوبات وما إذا كانت ستشمل الطيران التجاري وتجميد الودائع وشل التعامل تماما مع المصارف السورية. وأعلن الرئيس الفرنسي عن الاستعداد «لعمل المزيد» لصالح المعارضة السورية ولكن شرط أن تنظم نفسها وتجمع مكوناتها معتبرا أن «الثورة لن تأتي من الخارج بل تنبع من الداخل». ويبدو أن الغرب كأنه يرمي الكرة في ملعب المعارضة والمجلس الوطني السوري تحديدا، إذ المطلوب منه أن يبلور برنامج عمل سياسي متكامل وأن ينفتح على الأقليات المسيحية والكردية والعلوية وأن يعتمد التعددية حتى يستطيع الخارج مساعدته.

ولا تندرج مساعدة المعارضة عسكريا ضمن البرنامج الفرنسي ـ البريطاني لأن لندن وباريس تريان أن تسليحها يعني مزيدا من القتل والدفع باتجاه حرب أهلية وتوفير حجج للنظام لزيادة قمعه. غير أن هذا الخيار يبقى مفتوحا للمراحل اللاحقة وفي حال تبين أن «كل الطرق مقفلة» وفق تقديرات خبير عسكري فرنسي.

كذلك فإن هذه المساعدة لن تصل في الأمد المنظور إلى حد الاعتراف بالمجلس الوطني على أنه «الممثل الشرعي الوحيد» لسوريا على غرار ما حصل مع المجلس الليبي المؤقت. وقالت مصادر فرنسية رفيعة المستوى إن باريس «لن تغلق في الوقت الحاضر سفارتها في دمشق ولن تقطع علاقاتها الدبلوماسية بسوريا» لا بل إن السفير الفرنسي في دمشق أريك شوفاليه الذي استدعي لباريس من أجل التشاور سيعود لاحقا إلى مقر عمله. وتعتبر فرنسا أن وجود سفارة مهم لأنه سيكون بمثابة «عين» لفرنسا على ما يجري ميدانيا ووسيلة تواصل مع المجتمع السوري.

وأمس، طالبت باريس بقوة سلطات دمشق بإطلاق سراح المعارضين مازن درويش ورزان غزاوي «فورا» والأول صحافي ومناضل معروف في ميدان حقوق الإنسان فيما الثانية مدونة تتمتع بشهرة واسعة. واعتبرت الخارجية الفرنسية القبض عليهما أول من أمس مع عدد من أعوانهما تعبيرا عن «الانتهاكات المنهجية» التي يرتكبها النظام ضد الحريات الأساسية ووعوده باحترام التزاماته الدولية الخاصة بحرية الرأي والتعبير.

الخارجية التونسية: اجتماع «أصدقاء سوريا» يهدف «لأكبر قدر من الضغط» على النظام السوري

المجلس الوطني السوري لم يدع رسميا ووجهت دعوة لكل من روسيا والصين

جريدة الشرق الاوسط

قال وزير الخارجية التونسي أمس إن مؤتمر «أصدقاء سوريا» المزمع عقده الأسبوع القادم في تونس يرمي إلى تحقيق «أكبر قدر من الضغط على الحكومة السورية لتتوقف عن قتل شعبها»، مكررا معارضة تونس أي تدخل أجنبي. وأضاف أن «تونس لن تكون منصة للتدخل العسكري في بلد عربي». وأوضح: «هذا لا يعني التعرض للسيادة السورية ولا لوحدتها». وقال: «إننا نتحرك في إطار مواقف اتخذتها الجامعة العربية». كما أعلن رفيق عبد السلام أن المجلس الوطني السوري، أبرز هيئات المعارضة السورية، لن يتمثل بصورة رسمية في «مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» الذي سيعقد في 24 فبراير (شباط) في تونس. وقال عبد السلام في مؤتمر صحافي: «لن يكون هناك بالتأكيد تمثيل رسمي للمجلس الوطني السوري» في المؤتمر، مشيرا إلى أن المراجع المختصة «تناقش الموضوع». وأضاف أن «الأمور مرهونة بأوقاتها»، متمنيا تشكيل مجموعة من المعارضة «يكون لها تمثيل حقيقي».

وأكد عبد السلام أن روسيا والصين، اللتين عارضتا إدانة النظام السوري، قد تلقتا دعوة لحضور المؤتمر الذي «سيوجه رسالة واضحة إلى السلطات تدعوها إلى وقف أعمال القمع والمجازر والقتل». وأضاف: «ليس واردا استبعاد هذين البلدين»، موضحا أن جميع أعضاء الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وبعض بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي والبلدان التي تتمتع بنفوذ في المنطقة كالولايات المتحدة والصين وروسيا والهند ستشارك في المؤتمر.

وتطرق عبد السلام إلى القرار المثير للجدل الذي اتخذته تونس مطلع فبراير بإبعاد السفير السوري – هو في الواقع قائم بالأعمال – وقال: إنه اتخذ بعد تحذيرات عدة واستند إلى أسس «أخلاقية».

وأضاف عبد السلام «لم يكن في وسعنا بأي حال من الأحوال أن نلزم السكوت والصمت»، مذكرا بأن إبعاد المندوب السوري قد تقرر غداة قصف على حمص أسفر عن مقتل أكثر من 230 شخصا كما قال ناشطون سوريون.

وكرر القول: إن «الوضع في سوريا دقيق ولا أحد يمكن أن يقبل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان».

ولتبرير خيار بلاده استضافة المؤتمر في 24 فبراير، قال عبد السلام إن «ما يحصل هناك هو ثورة شرعية لا تختلف كثيرا عما حصل في تونس، ثورة من أجل الكرامة والحرية».

صراع يومي مع القناصة داخل بلدة سورية خائفة تستعد لانتقام الجيش

أحد الأهالي يحفر قبره ويصور نفسه بكاميرا قائلا: إذا «استشهدت» على الأقل سأشعر بالكرامة

جريدة الشرق الاوسط

بلدة قرب حمص: مارتن شلوف*

بدأ الليل يرخي سدوله على مدينة مظلمة مرتعدة في جنوب سوريا في أدنى واد يقع على مقربة من حمص، بينما يتردد صرير باب حديدي ينفتح ويظهر تاجر شاب يدعى محمود، يصعد سلما في منزله ويحمل في يديه كاميرا فيديو، استخدمها لتصوير نفسه وهو يحفر قبره. كانت المقبرة على الطريق خلف صف من المتاجر المغلقة الملاصقة لحارة لقناصة. وعلى بعد نحو 500 متر يتمركز الجيش السوري. ويقول محمود بزهو وهو يعرض صورا للجاروف بين الأحجار البيضاء للمقبرة وهو يشق طريقه وسط التراب الأحمر الداكن للمدافن: «لا أهتم بتكوين ثروة أو الزواج». تعثر في الظلام من أجل تقديم برتقال للتعبير عن كرم الضيافة. واستطرد: «إذا استشهدت على الأقل سأشعر بالكرامة، فأنا لن أعيش بهذه الطريقة». هناك شعور بالقدرية يسيطر على هذه المدينة، التي لن نذكر اسمها بناء على طلب سكانها.

السكان يتأهبون للهجوم الذي يخشونه من قبل جيش كبير يسعى للانتقام على أطراف المدينة. كل يوم وليلة، يذكر القناصة التابعون للنظام، الذين يتسللون ليتمركزوا فوق المباني الحكومية المنخفضة السكان، بأن الجيش السوري قابع هناك ويستعد للانقضاض عليهم. يتحرك القناصة وسط الهواء الشتوي مثل سوط يشق الهواء. لا يكسر الصمت الذي يعم أرجاء هذه المدينة المحاصرة، سوى أصداء أصوت المؤذن وصياح الديكة الغريب وهدير الدرجات النارية القديمة. وكثيرا ما يتبع ذلك أصوات طلقات نارية يشبه صوت صرير إطارات السيارات والصراخ الذي يعقب وصول ميت أو مصاب إلى العيادة في المدينة. كثيرا ما تكون الإصابات لأفراد يحاولون الهروب عبر الحدود اللبنانية – السورية بمرورهم في أرض يسيطر عليها النظام أو يذهبون في رحلة قصيرة إلى غرفة الجثث المؤقتة. أما الباقي فيحظون برعاية صحية في عيادة غير مجهزة بكامل المعدات الطبية. ويسيطر الجيش السوري على المستشفى الرئيسي، وبالتالي فهو لا يستقبل الضحايا. في صباح اليوم التالي لاستعراض محمود استعداده للموت، أعلن أحد خطباء المساجد وفاة ثلاثة رجال اعتقلوا بالقرب من المقابر قبل يومين. وتمت إعادتهم إلى أسرهم بإصابات بطلق ناري وسكين وتم دفنهم في فترة ما بعد الظهيرة. نحو الساعة الثانية عشرة والنصف، بدأت الشوارع البائسة الكئيبة التي تصطف بها منازل من الخرسانة الرمادية تعج بالناس. وكان الرجال يتحدثون بصوت مرتفع خارج أحد المساجد، الذي هدمت مئذنته من جراء قصف حدث منذ أسبوعين، بينما تقف النساء في هدوء على الرصيف. وكان يرتدي بعض الرجال كوفيات بألوان علم سوريا القديم الذي سبق قيام ثورة حافظ الأسد التي دشنت لحكم أسرته الذي دام أكثر من 40 عاما، بينما كان البعض الآخر يحمل أعلاما تصف المتوفين بالشهداء.

بدا أن الجمع يحملقون على نقطة في المنتصف، بينما كانت أمزجتهم تتحول من التحدي إلى الخوف بسهولة. وأصبحت الجنازات تجمع معتاد هنا، حيث اعتاد المعزون طقوس الحزن التي تبعث بالمزيد من الشباب إلى القبر. وحملوا الجثث الثلاثة من المسجد وطافوا بها أنحاء المدينة، واقتربوا من حارة القناصة، حيث يوجد ملصق ضخم للرئيس بشار الأسد وهو يبتسم.. لقد ازداد عدد المعزين ووصل إلى نحو الألفين، وكان الغضب الجماعي يعتمل في النفوس مثل البخار المكتوم. وأخذ رجل يصيح قائلا عبر مكبر للصوت: «واحد، واحد، واحد، الدم السني واحد»، بينما انفجر آخر ضد العلويين. ويقول المحتجون هنا، إنهم اعتادوا النظر إلى العلويين باعتبارهم نخبة تتمتع بامتيازات. ويجاهر الكثيرون الآن بنظرتهم المختلفة إلى العلويين كظالمين، بل الأسوأ من ذلك أنهم يرونهم كمنافس ديني قديم وطرف يسعى للسيطرة على المنطقة نيابة عن إيران. من الواضح أن الطائفية بدأت تنتشر في بعض الأحياء التي تمثل قلب الثورة السورية ومساحة شاسعة من الأرض التي تمتد من حمص إلى حماه وإدلب وجنوبا باتجاه المدينة المحاصرة بالقرب من الحدود اللبنانية. ويشير بعض السكان المحليين إلى أن لهذا التوجه رد فعل. ويقول أحمد، وهو عاطل عن العمل، ويشارك في كل المظاهرات الأسبوعية في المدينة منذ بداية الاحتجاجات ضد نظام الأسد في مارس (آذار) الماضي، إنه اعتقل سبتمبر (أيلول) الماضي بعد عودته من المظاهرة بفترة قصيرة. وقال الأسبوع الحالي وهو يلعن الأسد ومحتجزيه الذي قال إنهم علويون: «لقد اقتادوني إلى السجن وبصقوا علي واتهموني بأنني إرهابي. لقد قيدوني، ثم صعقوني في مكان حساس مما أصابني بالعجز. لقد انتهيت. إنهم يدفعون البلاد إلى حرب دينية وهو ما سيحدث بالتأكيد».

وكان يجلس بجواره على أرض الغرفة الخالية الباردة جندي شاب مجند يدعى جلال هرب من وحدته في دمشق منذ شهر عندما واتته فرصة الهرب. وقال: «لقد قيل لنا أن نبتعد عن المنطقة التي حدثت بها تلك الانفجارات التي شهدتها في دمشق خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) قبل ساعتين من حدوثها. وحدث الأمر نفسه في التفجيرات الانتحارية التي شهدها الميدان بعد شهر من الانفجارات الأولى. لم نكن نستطيع مغادرة ثكناتنا لأن الكاميرات كانت تراقبنا طوال الوقت. لي 20 زميلا على الأقل يودون الهروب والانشقاق من الجيش».

على بعد أربع بنايات يوجد الجيش السوري الحر الذي كان يحرس المدخل الشمالي للمدينة. وكان موقع الدفاع يضم سلاح بنادق آلية عيار 50 وعددا كبيرا من الكلاشنيكوف وبعض القذائف الصاروخية. وعلى مقربة من ذلك الموقع هناك دبابات الجيش السوري وقطع مدفعية. وبين الموقعين توجد أرض على الحياد لا تخضع لسيطرة أي طرف وهي حقول وبساتين خضراء يستخدمها الثوار في اختبار المواقع السورية ولا يزال يعمل بها بعض المزارعين الشجعان قبيل الربيع. على بعد كيلومترين شمال المدينة هناك مساحة شاسعة من الأرض الحمراء فوق العشب. وعلى بعد مترين في باطن الأرض توجد أربعة جثامين، أكلت بعضها الحيوانات، واثنان مقيدا الأيدي والأرجل. لم يجمع أحد هذه الجثامين، وبحسب ثوار وكبار سكان المدينة، لا يعتزم أحد القيام بذلك. وقال أحد القادة في المدينة يدعى دكتور عباس: «إنهم ليسوا من هنا، لا يعرف أحد ماذا حدث لهم».

عادة ما يتعرف أهل المدينة على جثة أي متوفى، سواء كانوا من المنشقين عن النظام قتلوا على أيدي أعوان النظام أو جنودا تابعين للنظام قتلوا على أيدي المعارضة. الكثير من الجنود في نقاط التفتيش القريبة من المنشقين حديثا عن الجيش السوري الذين انضموا إلى صفوف الثوار في المدينة ويقدر عددهم حاليا بـ800. ويضم الجيش السوري الحر أيضا عددا كبيرا من العاطلين عن العمل يطلقون لحاهم ويرتدون ملابس يعرف بارتدائها السلفيون المتشددون. الجدير بالذكر أن النظام اتهم السلفيين بالضلوع وراء اندلاع الثورة، حيث يقول إنهم يمثلون جزءا من مؤامرة تهدف إلى كسر التحالف السوري – الإيراني بمساعدة القوى الغربية.

وخلال الأسبوع الحالي، دعا زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري المسلمين للسفر إلى سوريا لمحاربة النظام – وهي الدعوة التي استغلها أنصار الأسد كدليل على وجود مؤامرة. ومع ذلك، تم شجب هذه الدعوة على نطاق واسع هنا ووصفها بأنها غير مفيدة، حتى من قبل الجيش السوري الحر الذي هو في أمس الحاجة إلى المزيد من السلاح والرجال والأموال.

وقال أحد السكان ويدعى محمد: «هناك انزعاج شديد في الغرب من السلفيين. لا يعني مجرد إيمانهم بالطرق القديمة أنهم يكرهونك بسبب شخصك أو انتمائك». وقال ناصر، وهو من سكان المدينة وعرض علينا ملجأ: «لقد بدأنا ثورة حقيقية وسوف تنتهي أيضا كثورة حقيقية، ولن نسمح بأن يتم إجهاضها عن طريق أي شخص. أنا لا أقبل أي تدخل، سواء من حلف شمال الأطلسي أو من غيره، ولا من تنظيم القاعدة أيضا، وسوف ننهي ما بدأناه بأنفسنا».

وفي الحقيقة، تبدو وسائل تحقيق ذلك محدودة في هذه المرحلة، حيث تعاني البلاد من حالة شلل تام نتيجة الفوضى الحالية بعدما يقرب من 12 شهرا من الاحتجاجات التي اندلعت شرارتها في مدينة درعا الجنوبية.

وقال أحد مهربي الأسلحة، والذي ادعى أن خط الإمدادات من لبنان كان على وشك «الجفاف» خلال الأسبوع الماضي: «إننا بحاجة إلى مزيد من الأسلحة، كما أننا لا نملك الكثير من الذخيرة».

وحتى لو نجح المحتجون في الحصول على أسلحة جديدة، فإن فرص نقلها إلى حمص قد تقلصت إلى حد كبير خلال الأيام العشرة الماضية، وذلك بعدما قطع الجيش السوري خطوط الإمداد الرئيسي للمدينة التي تعد ثالث أكبر المدن السورية، في الوقت الذي تقوم فيه الصواريخ والقذائف بدك مناطق المتمردين بلا هوادة. وغالبا ما يتم انقطاع التيار الكهربائي لعدة أيام، علاوة على النقص الحاد في المعروض من البنزين، وانقطاع خطوط الهاتف وشبكة الإنترنت.

وقال أحد الثوار والذي يعمل كسائق: «هذا مستحيل». وعندما تم سؤاله عن إمكانية الوصول إلى المناطق المحاصرة في بابا عمرو والخالدية، رفع السائق يده وقال: «سوف يستغرق الأمر أسبوعا على الأقل لإيجاد طرق جديدة هناك».

وعلى الرغم من افتقاره للقوة العسكرية، نجح الجيش السوري الحر في الاستيلاء على بعض الأراضي القريبة من الحدود اللبنانية، والتي يحاول الآن تأمينها ضد تقدم النظام المتوقع على نطاق واسع. وتعد هذا المناطق مكانا ممتازا لعمل الثوار، حيث يوجد بها الكثير من المناطق الخضراء والطرق الوعرة وأشجار الحمضيات، بالإضافة إلى بعض المناطق المقفرة والخالية من الفاكهة في هذا الشتاء القارس.

وفي مزرعة صغيرة لا تبعد كثيرا عن طاحونة مائية تعود إلى عهد الرومان ولكنها ما زالت تعمل حتى الآن، كان هناك مجموعة من المقاتلين المرهقين الذين جاءوا إلى هنا كي يستريحوا بعد ليلة مرهقة من الوقوف للعمل في دوريات للحراسة. وكان هناك بندقية قديمة من طراز «لي إنفيلد» التي كان يتم استخدامها في الحرب العالمية الثانية، تميل على جدار متهدم، و4 أنابيب صواريخ مصابة بالصدأ تم التخلص منها بالقرب من فضلات الكلاب. وقال أحد الرجل: «إنها لا تعمل. لبنان به الكثير من الأسلحة ولكنهم لم يرسلوا إلينا إلا هذه الأسلحة الفاسدة، ولك أن تعرف أن ستة من أصل عشرة منها غير صالحة للاستخدام».

وبجانب تلك الصواريخ التي لا تصلح للاستخدام، كان هناك ما لا يقل عن صاروخ واحد جديد مغطى بالبلاستيك، وهو ما يعد بمثابة غنيمة وشيئا قيما للغاية بالنسبة للثوار. وعلاوة على ذلك، كان هناك سلاح رشاش جديد مثبت على الجزء الخلفي من إحدى الشاحنات.

وتكتظ البيوت الزراعية الموجودة في المنطقة الممتدة من هنا وحتى حمص بعشرات، إن لم يكن المئات، من الأسلحة المماثلة؛ وهي الأسلحة التي تستطيع إرباك الجيش السوري، ولكنها لا تكفي بأي حال من الأحوال لإلحاق الهزيمة به. وعلى الرغم من ضربات المدفعية الشرسة، بدأت نتائج تكتيكات الثوار تظهر جليا، حيث نجحوا في حرق عربة مدرعة في صباح أحد الأيام. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، عاد أحد زعماء الثوار إلى البلدة وعلى وجهه ابتسامة المنتصر، وصاح قائد القوات النظامية وهو يقفز من سيارته قائلا «الله أكبر، لقد نجح الرجال في النيل من اللواء على الطريق السريع». وكان الثوار قد هاجموا للتو قافلة للنظام السوري على الطريق المؤدي إلى حمص، ويعتقد أن قياديا بارزا في الجيش قد لقي مصرعه. وكانت نيران القناصة الانتقامية أشد قسوة وكثافة في ذلك اليوم من أي يوم آخر خلال الأسبوع الماضي.

وقد تم نقل ثلاثة رجال إلى العيادة الطبية بعد إصابتهم بطلقات نارية، اثنان منهم من المسيحيين وكانا يعملان كبائعي حليب، في حين كان الثالث ينتمي للطائفة العلوية. وكان الرجل العلوي يعاني من جرح غائر في مؤخرة جمجمته، وتم نقله على الفور إلى الجزء الخلفي من السيارة، في الوقت الذي كان فيه اثنان من الممرضين يضغطان عليه ويقومان بالتهوية عن طريق مضخة يدوية على طول الطريق إلى الحدود. وبالعودة إلى العيادة مرة أخرى، كان أحد الرجلين المسيحيين يرتعش ويهتز على الأرض بطريقة لا إرادية من أثر الرصاصة التي استقرت في ظهره، أما الرجل المسيحي الآخر فكان يعاني من جرح في البطن وتم وضعه على أحد الأسرة للدخول في حجرة العمليات. وقد مرت الرصاصة من جسده وأصابت صديقه الذي كان يركب خلفه على دراجته النارية.

وقال أحد الأطباء ويدعي قاسم: «إنهم يتحدثون عن الطائفية، ولكننا سوف نساعد أي شخص يأتي إلينا، حتى لو لم يكن مع الثورة. وسوف نقوم بعلاج هؤلاء الرجال، على الرغم من أن الرجل العلوي في حالة سيئة للغاية، ولا أعتقد أنه سوف يبقى على قيد الحياة». وفي قاعة الاجتماعات المفروشة بالسجاد، أوضح الدكتور عباس كيف قام بالوساطة لتسوية بعض الخلافات التي حدثت في الآونة الأخيرة بين بعض العائلات المسيحية وبين الغالبية السنية الموجودة في المدينة، حيث قال: «لا يتعلق الأمر بكون هذه العائلات تنتمي للديانة المسيحية، ولكن لأن بعض أفراد أسرهم قد انضم إلى الشبيحة (وهي ميليشيات موالية للأسد) ويقوم بشن الهجوم علينا. وقد تم القبض على اثنين من أفراد هذه العائلة من قبل الجيش السوري الحر، ونتيجة لذلك قاموا باختطاف بعض المسلمين السنة. وكرد فعل على ذلك، قام السنة باختطاف بعض المسيحيين، ثم تم الإفراج عن كافة المختطفين بعد بعض المفاوضات. في الواقع، لا يتعلق الأمر بالاختلاف بين الأديان، ولكن لأن غالبية المسيحيين يؤيدون النظام».

وكان هناك أيضا عمليات خطف متبادلة في حمص، وهو ما أدى إلى بعض عمليات القتل الجماعي الطائفي – وهي الظاهرة التي قسمت المدينة بشدة وأثارت حالة من الرعب في المناطق النائية. وقال عباس: «هذا هو ما يريده النظام بالضبط، وهو تقسيمنا إلى فئتين نقاتل بعضنا البعض».

وثمة قضية أخرى تعمل على تقسيم المدينة في الوقت الحالي، وتوضح أنه على الرغم من أن الثورة يمكن أن تثير الكثير من الآمال والأحلام، فإنها قد تتسبب أيضا في هلاك البعض الآخر، فقبل أسبوع من الآن، وافق أحد شيوخ المدينة على تولي منصب إداري رفيع، وقال إنه سوف يستغل ذلك المنصب لخدمة جميع السكان، ولكن كان هذا يعني في واقع الأمر أنه قد أصبح جزءا من الحكومة والنظام. وقال أحد الأشخاص الذين أجرينا معهم حوارا: «لقد كان يحلم بهذا المنصب طوال حياته، وحاول العمل في هذه الوظيفة ثلاث مرات من قبل ولكنه فشل، ولكن جاءته الفرصة الآن، لأن الجميع لا يريد هذا المنصب، ولذا وافق على العمل في هذه الوظيفة، على الرغم من تكلفة ذلك على الثورة في هذه البلدة وعلى عائلته، حيث يريد الجيش السوري الحر قتله الآن. لقد أخبرناه الليلة الماضية بأنه سيقتل إذا لم يغادر المدينة».

وصباح يوم الأربعاء، ارتشف الرجل العجوز قهوته بين الدجاج والقطط، ثم قاد سيارته وتوجه إلى حمص، على طول الطريق السريع المليء بنقاط التفتيش. وتعني هذه الرحلة أنه أصبح من رجال النظام، ولذا تعين عليه إما أن يعيش في المنفى وإما أن يعود ليموت في المدينة. وتوجه الكثير من قريبات الذين فقدوا أرواحهم في الآونة الأخيرة إلى المقابر ووضعن أكاليل الزهور، في الوقت الذي يتم فيه حفر مزيد من القبور في الأماكن القريبة. ولا يزال القبر المخصص لمحمود نظيفا وفارغا – حتى الآن على الأقل. ولن يتم دفن الرجل العلوي هنا، بعد أن نجا خلال رحلته إلى لبنان، وهو ما يعد خبرا من الأخبار الجيدة القليلة في سوريا خلال الأسبوع الحالي. وقال محمود: «بالطبع، سيكون هناك مزيد من الشهداء. إنهم يعطوننا الكرامة، وهم قدرنا».

* باتفاق خاص مع «الغارديان»

موسكو مستعدة لـ«معادلة مقبولة» لتسوية الأزمة السورية

لافروف يطالب بعدم تدخل القوى الخارجية في شؤون البلدان العربية

جريدة الشرق الاوسط

موسكو: سامي عمارة

أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن استعداد موسكو لإيجاد ما وصفته بـ«معادلة مقبولة» لتجاوز الأزمة في سوريا في إطار الأمم المتحدة. وقالت في بيان أصدرته أمس بوجوب إعطاء الأولوية لمصالح الشعب السوري والسلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط. وفسرت الخارجية الروسية في بيانها الذي أصدرته أمس تصويتها مع مجموعة من الدول ضد القرار الذي طرحته دول عربية وغربية وجرى التصويت عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بقولها إن موسكو انطلقت من أن النص المطروح كان يكرر مشروع قرار مجلس الأمن واستخدمت روسيا والصين حق «الفيتو» في رفضه في 4 فبراير (شباط) الجاري «لأنه يتسم بأحادية واضحة ويحمل الحكومة السورية وحدها مسؤولية ما يحدث في سوريا». وقالت الخارجية الروسية إن موسكو أكدت لرعاة القرار السابق استعدادها للمشاركة في التوافق على نص مشروع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف تحقيق توازن أكبر من خلال ما قدمته من اقتراحات وتعديلات تعكس الموقف الروسي تجاه التسوية في سوريا من خلال تأكيد الوقف الفوري للعنف من جانب كل الأطراف واستبعاد التدخل الخارجي ولا سيما العسكري فضلا عن محاولة فرض سيناريوهات خارجية بعينها لحل الأزمة مع ضرورة إطلاق آلية الحوار الوطني لمناقشة إصلاح النظام السياسي في البلاد.

وأعربت موسكو في بيان الخارجية الروسية عن أسفها تجاه رفض جميع التعديلات والإضافات التي اقترحتها فيما أعربت عن استعدادها للتعاون مع كل الشركاء الدوليين في محاولة للتوصل إلى «معادلة مقبولة» من جانب كل الأطراف المعنية لتجاوز الأزمة من خلال الأمم المتحدة. وكان سيرغي لافروف أشار في رسالة بعث بها أمس إلى أعضاء مؤتمر فالدي الذي بدأ أعماله في سوتشي على ضفاف البحر الأسود بدعوة من معهد الاستشراق ومجلس السياسة الخارجية والدفاعية ووكالة نوفوستي إلى أنه يعرب عن أمله في ألا تتأثر علاقات بلاده مع الدول العربية بسبب أحداث الربيع العربي مؤكدا أن علاقات الصداقة مع هذه البلدان تقوم على «أساس متين من التعاطف والثقة المتبادلة». وقال لافروف بعدم جواز استغلال أي قوى خارجية للاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية من أجل التدخل في شؤونها الداخلية. وأشار إلى أن «بلاده ترى ضرورة إلا تلفت أي اضطرابات الأنظار بعيدا عن القضايا التي تنتظر الحل في المنطقة ولا سيما النزاع العربي الإسرائيلي والنزاعات الأخرى التي أفسدت المناخ في المنطقة».

وفي هذا المؤتمر الذي أقيم تحت عنوان «التحولات في العالم العربي ومصالح روسيا» ويشارك فيه خبراء في السياسة والشؤون الدولية من عدد من البلدان العربية وإسرائيل أشار ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي والمسؤول عن ملف البلدان العربية والشرق الأوسط إلى أن مستوى العنف في سوريا في تزايد مستمر مؤكدا ضرورة تولي المعارضة السورية مسؤولية السيطرة على المجموعات المسلحة لوقف عمليات الاستفزاز في حال كونها تملك السيطرة عليها على حد تعبيره.

روبرت فورد: لا توجد حلول أمنية في سوريا والقمع لن يكون حلا

السفير الأميركي في دمشق في حوار مع «الشرق الأوسط»: ضرورة الحل السياسي لمنع حرب أهلية

جريدة الشرق الاوسط

مينا العريبي

أصبح السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد، المسؤول الأميركي الأبرز في تنسيق جهود الإدارة الأميركية للتعامل مع الأزمة السورية، حيث باتت المساعي الأميركية تركز على بلورة حل دبلوماسي وسياسي في البلاد، ودعم المعارضة السورية التي تعتقد واشنطن أنها عامل أساسي في تحديد طبيعة هذا الحل وفرض تطبيقه. ومنذ أن غادر فورد سوريا، بعد إعلان الإدارة الأميركية قرارها يوم 6 فبراير (شباط) الحالي إغلاق سفارتها في دمشق وتعليق عملياتها هناك، يتواصل مع أطراف معارضة عدة، بالإضافة إلى المشاورات المستمرة مع مسؤولين من دول عدة معنية بالشأن السوري. ويشدد مسؤولون أميركيون على أن غلق السفارة لا يمثل قطيعة بالعلاقات الدبلوماسية مع دمشق، بل إجراء لضمان سلامة الدبلوماسيين الأميركيين وسحبهم من البلاد. وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حينها أن فورد سيبقى «السفير الأميركي لدى سوريا وشعبها»، وبذلك يترأس الفريق الأميركي الذي يتابع الشؤون السورية. ويؤكد فورد: «في النهاية الحل العسكري ليس ممكنا هناك، لذلك علينا أن نعمل على حل سياسي ودبلوماسي».

ولا يخفي فورد حيرته في التعامل مع ما يجري في سوريا، بعد أن كان أول سفير أميركي في دمشق منذ أن سحبت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش سفيرها من هناك عام 2005. وعند إعلان أوباما نيته إرسال سفير إلى دمشق بداية عام 2010، ووصول فورد إلى سوريا في يناير (كانون الثاني) 2011، كانت الإدارة الأميركية تبحث عن سبل لتوثيق العلاقات مع دمشق. إلا أنه بعد عام من إغلاق السفارة الأميركية في دمشق يظهر مدى تراجع العلاقات الأميركية – السورية إلى أدنى مستوياتها على خلفية الأزمة السورية.

ولقد عاش فورد في منطقة الشرق الأوسط وفي مواقع حساسة عدة، وكان سفيرا في الجزائر والعراق وهما دولتان عاشتا سنوات من الاقتتال الذي يخشى فورد انتقاله إلى سوريا. وهذه التجارب تجعله كثيرا ما يربط بين ما يحدث في سوريا وفي مناطق أخرى من العالم العربي، مع التأكيد دوما على الاعتراف بخصائص كل دولة.

وفي حوار مطول مع «الشرق الأوسط»، عبر فورد عن أهمية بلورة المعارضة لخطة انتقال سياسية تقدمها للشعب السوري وللمجتمع الدولي، موضحا: «الجامعة العربية وضعت إطارا من خلال خارطة طريق.. لكن في نهاية المطاف على السوريين أنفسهم أن يضعوا تفاصيل كيفية انتقال السلطة».

وفي ما يلي أبرز ما جاء في الحوار:

* هل من الممكن التوصل إلى حل دبلوماسي في سوريا؟

– الحل الدبلوماسي ليس سهلا وأظن الفيتو الروسي والصيني الذي استخدم في مجلس الأمن (التابع للأمم المتحدة) جعله أصعب، ولكنني أظن أنه ما زال ممكنا. ونحن سنعمل بشكل أوسع مع الدول الشريكة في المجتمع الدولي وهناك اجتماع الأسبوع المقبل في تونس لمجموعة الأصدقاء. وفي النهاية الحل العسكري ليس ممكنا هناك، لذلك علينا أن نعمل على حل سياسي ودبلوماسي، الحل العسكري سيؤدي فقط إلى دعم أنماط تنذر بإمكانية نشوب حرب أهلية.

* عندما تقولون حلا سياسيا ودبلوماسيا.. هل ذلك ضمن المبادرة العربية التي تطالب بتفويض الرئيس الأسد صلاحياته لنائبه؟

– دعمنا بشكل كبير جهود الجامعة العربية، من حيث إرسال مراقبين، ولم يكن هناك عدد كاف منهم لحماية المدنيين بل استطاعت البعثة إثبات من يقف وراء القتال وظهر أن في غالبية الأماكن كان الجيش السوري هو الذي يبادر بالقتال. وفي ما يخص خارطة الطريق التي وضعتها الجامعة العربية، هي بالفعل خارطة طريق ولا تشمل تفاصيل وهذا أمر منطقي، ففي نهاية المطاف على السوريين أنفسهم أن يضعوا تفاصيل كيفية انتقال السلطة. وهذه قضية نحن وغيرنا من أصدقاء سوريا قد بحثناها مع المعارضة السورية.. إذ قدمت الجامعة العربية الإطار العام وعلى السوريين أنفسهم أن يضعوا التفاصيل.

* هناك انقسامات عدة في صفوف المعارضة السورية، كيف يمكن تخطي ذلك وبلورة خطة للانتقال في السلطة في وقت تتصاعد فيه الأمور على واقع الأرض؟

– عامل الوقت ضروري، وعلى المعارضة السورية أن تتقدم بسرعة بطرح أفكار للسوريين في الداخل وتوضح لهم ما الخيارات الممكنة الأخرى. الرئيس الأسد وضع برنامج إصلاح بما فيه استفتاء على الدستور خلال 10 أيام، وهو وقت قصير جدا إذ لا نعلم إذا كان لديهم لوائح للتصويت أو إذا كانوا قد اتفقوا على نص بطاقات الاستفتاء، ولا نعلم إذا كان أمام الشعب السوري وقت متاح لدراسة الدستور المقترح، ولا أعتقد أن المختلفين مع النص لديهم الحق في التعبير عن اعتراضهم على القنوات السورية الرسمية أو قناة «الدنيا» أو غيرها. وعلى المعارضة أن تظهر أن هناك مسارا مختلفا يمكن سلكه، وكلما استطاعوا فعل ذلك في وقت مبكر، كان ذلك أفضل. ولكن لا يمكن لأي قوة خارجية، حتى أصدقاء سوريا، أن تفعل ذلك بالنيابة عنهم. ومن الدروس التي يجب أن نتعلمها من بلدان مثل العراق أن الناس في تلك الدول عليهم التوصل إلى الحلول بأنفسهم.

* ولكن إلى أية درجة أنتم منخرطون في هذه العلمية، حتى إن كان من حيث إعطاء الخبرة أو النصح للمعارضة؟

– نحن لا نكتب خطة انتقالية لسوريا، لنكن واضحين حول ذلك، وهذه ليست مهمة حكومة خارجية مثل الولايات المتحدة، ولكن نحن نتحدث إلى المعارضة السورية كثيرا، نحن نشاركهم تقييمنا لما يحدث على واقع الأرض، ونشاركهم تقييمنا للوضع السياسي والأمني. وأنا في محادثاتي داخل سوريا، كنت أشدد على أن العنف يضعف المعارضة وأنها تشكل خطرا حقيقيا، فحتى عندما زرت حماه في يوليو (تموز) الماضي كنت أشدد على أهمية الامتناع عن الأساليب العنيفة. ولكن مع الأسف، العنف الفظيع الذي مارسته الحكومة أدى إلى عنف مضاد وأنا مشغول بهذا التطور، العنف اليوم بات أكثر بكثير من العنف أمس. تحدثت إليهم عن تجربتي في العراق، وتجربة العراقيين في معالجة هذه الأمور. وعلى الرغم من اختلاف الوضع السوري عن الوضع العراقي، هناك تجارب يمكن التعلم منها.

* عندما تقول إنك تتحدث مع المعارضة، مع أي معارضة تقصد؟

– لن أفصح عن أسماء..

* بالطبع، ولكن السؤال حول الجهات المعنية التي تتحدث إليها، هل تقصد المجلس الوطني السوري أو الجيش السوري الحر؟

– نحن نتحدث مع فصائل عدة، نتحدث مع مجموعة كبيرة من الناس داخل سوريا، ومع أطراف المعارضة المعروفة والتي تعمل بالعلن بالإضافة إلى جهات مرتبطة بالمجالس والهيئات السورية. ورسالتنا واحدة: العنف سيجعل الحل السياسي أصعب، بينما لا توجد حلول أمنية فالقمع لن يكون حلا والحرب الأهلية ليست حلا. ولذلك يجب أن تعرف المعارضة كيف تنسق التحالفات وأن تقنع نظام الأسد بأن عليه التنحي كي يصبح من الممكن تحقيق الانتقال السلمي. وذلك سيكون من مصلحة كل السوريين، سواء كانوا علويين أم مسيحيين أم سنة أم دروزا أم من التجار أم من الجيش، فكل شرائح المجتمع السوري لها مصلحة في انتقال سلمي.

* عادة عندما يتم الحديث عن المعارضة، يكون ذلك حول المجلس الوطني السوري أو الجيش السوري الحر، ولكن القليل من الحديث هو عن قيادات معارضة داخل سوريا.. هل هناك مخاوف من الانقسام بين معارضة الخارج والداخل؟

– الناس داخل البلاد هم الذين يواجهون التحديات الأكثر على الأرض وفي النهاية هم الذين سيكون عليهم تطبيق (الانتقال).. المجلس السوري الوطني لديه علاقات داخل البلاد ولا أريد أن أقلل من شأن ذلك، ونحن سمعنا ذلك مرارا. ولكن هناك شعورا ببعض الحيرة من قبل البعض في سوريا بأن المجلس الوطني السوري لا يعمل بوتيرة أسرع، ونحن نتفهم ذلك، ولكن في النهاية المجلس الوطني السوري فصيل قيادي في المعارضة السورية وهو ينمو ويزداد قوة وهي عملية تدريجية والكثيرون يتمنون لو كانت تسير بشكل أسرع. هناك أيضا عناصر أخرى من المعارضة داخل سوريا لم تربط نفسها كليا بالمجلس الوطني السوري ولا أعلم إذا كان ذلك ضروريا. السؤال هو هل الجميع متفق على رؤية معينة أم خطة انتقال محددة؟ الأمر بالنسبة لي ضروري في ما يخص التوصل إلى خطة انتقال. ليس من الضروري أن يكون هناك صف موحد للمعارضة أو أن يتحدوا، ولكن يجب الاتفاق على خطة لأنه في حال نجحت الخطة في النهاية سيتنافسون بين بعضهم البعض على السلطة. ولكن عليهم الاتفاق على رؤية للبلاد ووضع المسار إلى الأمام. ففي تجربتنا نحن في الولايات المتحدة (خلال الثورة الأميركية لإخراج الحكم البريطاني)، لم تكن لدينا جبهة معارضة واحدة بل كونغرس مليء بالأفكار المختلفة ولكن كنا متفقين على أنه يجب إخراج الإدارة الاستعمارية البريطانية من البلاد.

* هل ستدعى المعارضة السورية إلى مؤتمر تونس لأصدقاء سوريا؟

– لا أعلم، لست الجهة الداعية أو المضيفة، يجب توجيه السؤال إلى التوانسة..

* هل تعتقد أن دعوتهم ستكون أمرا جيدا؟

– أعتقد سيكون من المفيد إذا كان هناك تمثيل من عناصر في المعارضة من خارج سوريا الذين يعرفون المجتمع الدولي بشكل جيد ولديهم علاقات معه ويمكنهم شرح المشاكل السورية للأجانب الذين كونوا علاقات معهم، ولكن في الوقت نفسه من الضروري دعوة أناس من داخل سوريا وسيكون من المفيد حضورهم لأن الاجتماع في تونس سيستفيد من الاستماع إلى أشخاص من الداخل. ولكن ليس من مهامي أن أوجه الدعوات.

* فيما يخص إمكانية تسليح المعارضة، هناك من يؤمن بأن الوقت قد حان لتسليح المعارضة، ولكن هناك مخاوف من تبعات ذلك.. ما رأيكم في ذلك؟

– سؤالي هو بعد تسليح المعارضة، من أين يأتي الحل؟ نرى أناسا في عواصم عدة تفكر بهذا الخيار وهناك البعض في الحزب الجمهوري الأميركي وآخرون من معاهد فكرية في واشنطن يطرحون هذه الفكرة. ولكن وحدة الجيش السوري في الوقت الحالي تجعل من الصعب التفكير بإمكانية الجيش السوري الحر أو غيره من مجموعات مسلحة، حتى إذا زودوا بالمزيد من السلاح، إنهاء النظام السوري الحالي بالقوة. وعكس ذلك، كل ما سنحصل عليه هو المزيد من العنف. وبدلا من ذلك، يجب أن تنصب جهودنا على دفع الحكومة السورية من خلال الضغط الدبلوماسي والاقتصادي والسياسي لوقف هجماتها على المدنيين ومع ضغط متواصل ومتصاعد جعل الرئيس (السوري) بشار الأسد يفهم أنه ليس بإمكانه مواصلة الحكم، ولا يمكنه أن يعود مرة أخرى إلى حضن المجتمع الدولي بل سيكون من الأفضل له ولعائلته المغادرة الآن والسماح لآخرين في الحكومة السورية أن يتفاوضوا على نقل السلطة.

* إبقاء الباب مفتوحا أمام القيادة السورية لمغادرة السلطة سلميا ما زال قائما، ولكن هل تتوقعون أن يقبل الرئيس السوري بذلك؟

– لا أريد أن أدخل في تقييم نفسي للرئيس السوري ولكنني أعتقد أن لديه استراتيجية وهي قمع المعارضة وتقديم برنامج إصلاح محدود جدا، إن لم يكن سطحيا، ومع الوقت يستعيد مكانته في المجتمع الدولي مثلما حصل عام 2005 بعد اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري عندما واجهت سوريا عزلة دولية كبيرة. واستطاعت خلال سنوات عدة أن تعود إلى علاقات حسنة مع المجتمع الدولي. من الضروري أن يفهم أن الوضع الآن ليس مثل عامي 2005 و2006، عدد الضحايا والقتل أكثر بكثير مما حدث عام 2005 والقمع أكبر مما يمكن للمجتمع الدولي أن يقبله ولا توجد طريقة لهذه الحكومة بالشكل التي هي عليه، تمكنها من العودة إلى موقعها السابق أمام الشعب السوري. فمن الواضح أنه فقد الشرعية بين غالبية السوريين، ولا أقول كل السوريين، كما فقد المصداقية الدولية. ولذلك لا يمكن له العودة، إنها ليست عملية «اقمع وانتظر وعد»، الآن ليس أمامه خيار سوى أن يترك آجلا أم عاجلا. والضغط الاقتصادي، الذي هو الآن جدي وخطير، سيتصاعد ويزداد سوءًا بينما نحن نشدد العقوبات ونعمل مع شركاء آخرين لاستهداف الجهات التي تمول الماكينة الحكومية. ستزداد الأمور صعوبة ولن تتيسر. كلما بدأ التفاوض مبكرا، تكون الاحتمالات أفضل له. فيما يخص شرعية الرئيس الأسد، بكل تأكيد هناك أناس في سوريا، على سبيل المثال في دمشق وعلى الساحل الذين ما زالوا يدعمونه ولكن في مناطق شاسعة من البلاد من إدلب إلى درعا، إلى البوكمال ودير الزور والمناطق الكردية والشريط حول دمشق وفي مناطق داخل دمشق مثل الميدان وبرزة وغيرها ترفضه. ولو كانت الجهات الأمنية تسمح بالتظاهر لرأينا مظاهرات كبيرة في دمشق، ولكن من الواضح أن الحكومة نفسها تعلم أن الرئيس الأسد فقد الشرعية بسبب الإجراءات التي عليهم أن يتخذوها من القمع وغير ذلك. ولذلك سيكون قد قدم خدمة إلى بلده لو غادر وسمح بانتقال للسلطة.

* فيما يخص إمكانية فرض ممرات إنسانية أو فرض منطقة عازلة، هل تدعمون ذلك وهل ذلك أساسا ممكن من دون تدخل عسكري لحماية مثل هذه المناطق؟

– لم أقرأ بتفصيل ما يقترحه الفرنسيون، ولكن مع هذا التصعيد من حيث القصف واستخدام الدبابات على مناطق مثل الرستن ودرعا والزبداني وحمص، هناك تصاعد هائل في عدد النازحين السوريين. ويقدر الهلال الأحمر السوري عدد النازحين بنحو 65 ألفا داخل سوريا، وهذه طفرة من نحو عدد ما بين 10 و15 ألفا قبل شهرين فقط. وهناك موجات جديدة من اللاجئين المتدفقين إلى لبنان وتركيا، فالجانب الإنساني لما يحدث في سوريا أصبح أكثر خطورة في الشهر الماضي، والحكومة مسؤولة عن ذلك. الحكومة هي التي صعدت، فهناك جانب واحد فقط يستخدم الدبابات. ونحن كأميركيين، نبحث عن طرق لرصد المصادر لمساعدة النازحين واللاجئين. وهذا خطر متنام ويشكل تهديدا على الاستقرار الإقليمي وهو أيضا كارثة إنسانية فسنبحث عن طرق سريعة لمساعدة النازحين واللاجئين وسيتم بحث ذلك في تونس أيضا.

* ولكن ذلك يختلف عن الحديث عن ممرات آمنة؟

– إنني لا أعلم ماذا ينوي الفرنسيون طرحه، ولكننا نفهم أن هناك كارثة إنسانية متفاقمة في سوريا وعلينا التفكير بكيفية رصد المساعدات من المواد الطبية والغذائية، وكيفية إيصالها للسوريين داخل سوريا وذلك سيشكل تحديا. وسيتوجب على الحكومة السورية ألا تمنع المساعدات الإنسانية.

* هل يمكن للروس والصينيين المساعدة في هذا المسعى؟

– أعتقد أنه سيكون من المفاجئ إذا اعترض الروس والصينيون على تقديم المساعدة للسوريين الذين فقدوا منازلهم بسبب قصف الدبابات. فكيف يمكنهم تفسير مثل هذا الاعتراض؟

* هل باتت العودة إلى مجلس الأمن لبحث قرار جديد غير واردة حاليا؟

– في الوقت الراهن، اهتمامنا متركز على العمل خارج قنوات الأمم المتحدة؛ على سبيل المثال مجموعة الأصدقاء التي ستجتمع في تونس. سننظر إلى كيفية استخدام مجموعة الأصدقاء لتقوية الضغط الاقتصادي والدبلوماسي (على الحكومة السورية) وتقديم الدعم للمعارضة السورية التي لديها دور أساسي عليها أن تلعبه. وستقوم المجموعة في النظر بزيادة الضغط الاقتصادي، فعلى سبيل المثال الجامعة العربية تحدثت عن العقوبات الاقتصادية ولكن الآن نريد أن نبحث ذلك وكيفية تطبيق العقوبات. لدى وزارة الخزانة الأميركية خبرة طويلة في فرض عقوبات على دول مثل إيران وربما يمكننا تقديم خبرة تقنية لدول عربية لفرض العقوبات. وسنبحث الضغط السياسي والدبلوماسي بالإضافة إلى مساعدة المعارضة. ولكن ذلك لا يعني أننا لن نرى مستقبلا سببا للعودة مجددا إلى مجلس الأمن.

* تحدثت عن التداعيات الإقليمية من نزوح اللاجئين السوريين، ولكن هناك تداعيات أخرى من بينها إمكانية انتقال العنف في سوريا إلى مناطق أخرى، مثلما رأينا في طرابلس في لبنان الأسبوع الماضي. إلى أية درجة يمكن أن تتسع رقعة المواجهات إلى خارج سوريا؟

– أظن على الجميع في المجتمع الدولي أن يعي أن التطورات في سوريا تتجه باتجاه سيئ، هناك مستويات العنف الآن أعلى بكثير مما كانت عليه في مايو (أيار) 2011 أو حتى سبتمبر (أيلول) 2011. وهناك عوامل متطرفة تؤثر على الساحة، هناك سيارات مفخخة تنفجر وسط دمشق ومن المرجح أن يكون وراءها متطرفون إسلاميون. وعدد القتلى من جانب الحكومة السورية، من حيث قواتها الأمنية تتصاعد، ويتوقع أن القتلى بين 20 و25 يوميا، بينما أعداد الضحايا المدنيين أكثر بكثير من السابق، بدأت بنحو 10 في اليوم والآن تصل إلى 70 في اليوم. وهذا أمر مروع. هناك عائلات علوية تترك دمشق وتذهب إلى المناطق الساحلية خوفا مما قد يحدث، والعائلات المسيحية تشعر بخوف على مستقبلها، الظروف سيئة جدا. وبدورها هذه العوامل ستؤثر على لبنان وتركيا بالإضافة إلى الأردن والعراق، الأزمة السورية تشكل تهديدا على الأمن الإقليمي ولذلك نحن نشعر بإحباط من فشل مجلس الأمن في التحرك بشكل أفضل.

* لقد تم إغلاق السفارة الأميركية في دمشق ولكن ما زالت السفارة السورية لدى واشنطن مفتوحة، على الرغم من سحب السفير منها. هل تنوون الطلب من السوريين إغلاق سفارتهم؟

– ذهبت إلى وزارة الخارجية السورية لإبلاغهم بقرارنا بتعليق عمليات السفارة في دمشق، وذلك بعد انتظارنا فترة طويلة ليقوموا بالرد على مخاوفنا الأمنية، وقررنا في النهاية أنه من غير الممكن أن نواصل الانتظار. وعندها كان أول سؤال طرحه علي مسؤول في وزارة الخارجية السورية: هل تقطعون العلاقات الدبلوماسية؟ وأجبت: كلا، نحن لا نعلق العمليات في سفارتنا لأسباب سياسية بل نقوم بذلك بسبب مخاوف أمنية ونحن واضحون جدا حول ذلك. ولم نغلق السفارة في واشنطن وهي ما زالت تواصل عملياتها وهناك قائم بالأعمال يديرها.

* عندما تم الإعلان عن مغادرتك سوريا، قيل إنك ستبقى سفيرا لدى سوريا، ما هو عملك الأساسي الآن؟

– لدينا فريق كبير يتابع الشؤون السورية بسبب أهميتها، من حيث الكارثة الإنسانية للشعب السوري بالإضافة إلى تهديد الأمن الإقليمي، وأنا أقدر أن وزيرة الخارجية والوزارة قررت أن علي أن أقود الفريق في واشنطن. وأجريت لقاءات عدة في باريس وسأعود قريبا إلى واشنطن وسنعمل على مبادرات عدة منها زيادة الضغوط الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية وكيفية رصد المصادر لتقديم المساعدات الإنسانية بالإضافة إلى مساعدة المعارضة السورية. ومن المهم أن نبحث عن طرق للتواصل مع السوريين داخل سوريا، وذلك سيكون أصعب بكثير بعد أن علقنا أعمال السفارة ولكن سنبحث عن طرق للتواصل مع السوريين بطرق مبتكرة، وسنحاول العمل مع الشركاء لتحقيق الانتقال السياسي السلمي وهو هدف سياساتنا الآن.

* هل لديك أية اتصالات مع الحكومة السورية منذ أن تركت دمشق؟

– لا، لا توجد لدي اتصالات ولكن هناك سفارة سورية في واشنطن ومن خلالها يمكننا التواصل مع الحكومة السورية.

الآلاف يحاصرون السفارة السورية في القاهرة

طالبوا «العسكري» بالاعتراف بالمجلس الوطني.. وأعلنوا الاعتصام حتى طرد السفير

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: عمرو أحمد

أعلن نشطاء سوريون وعدد من التيارات السلفية وشباب «الإخوان» والحركات السياسية المصرية، الذين تظاهروا أمس أمام مقر السفارة السورية في القاهرة، اعتصاما مفتوحا أمام مقر السفارة للضغط على الحكومة المصرية لطرد السفير السوري، واعتراف القاهرة بالمجلس الوطني كممثل شرعي للشعب السوري، وللضغط على نظام بشار الأسد لوقف نزيف الدماء الذي تشهده المدن السورية نتيجة الانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن السورية ضد الثوار السوريين.

وكانت مسيرة حاشدة، قد انطلقت عقب صلاة الجمعة من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، ضمت الآلاف من السوريين وعددا من الحركات السياسية المصرية، وانضم إليها عشرات المئات من المصريين وسط هتافات «الشعب يريد طرد السفير»، باتجاه مقر السفارة السورية بمنطقة جاردن سيتي الراقية، وعقب وصول المتظاهرين إلى مقر السفارة، انقسمت المظاهرة إلى جزأين لتحاصر مدخلي السفارة السورية، بينما استدعت قوات تأمين السفارة قوات إضافية مع تزايد أعداد المتظاهرين من مصريين وسوريين وليبيين، وأعلن المتظاهرون اعتصامهم حتى طرد السفير السوري خارج مصر.

ورفع المتظاهرون أمام السفارة، التي ظهرت أسوارها مغطاة بالأسلاك الشائكة، لافتات تجسد صورة الرئيس السوري بشار الأسد ويداه ملطختان بالدماء تعبيرا منهم عن المجازر التي ترتكبها القوات السورية ضد الثوار في المدن السورية المختلفة، وقال طارق الشرابي، ناشط بحركة «شهداء سوريا»: «نطالب برحيل السفير السوري وجميع الطاقم الدبلوماسي الذي ينتمي إلى نظام الديكتاتور بشار الأسد، فهم يمثلون بوق النظام في مصر، هم الثورة المضادة بالقاهرة، يتآمرون علينا ويرسلون شبيحة لكبح جماح المعارضة السورية في مصر»، وأشار الشرابي إلى أن «يوسف الأحمد، سفير سوريا في القاهرة، فقد شرعيته».

من جهته، قال محمود بكور، عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة بمحافظة إدلب، لـ«الشرق الأوسط»: «نطالب مصر والمجلس العسكري بوصفه الحاكم للبلاد بطرد السفير السوري، واستدعاء السفير المصري لدى سوريا، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري، وذلك لإيقاف نزيف الدم في سوريا».

“جمعة المقاومة الشعبية” في قلب دمشق وحلب

                                            ساركوزي وكاميرون يناقشان دعم الجيش الحر لوجستياً

سفينتان حربيتان إيرانيتان إلى سوريا

السعودية تجدّد تحذير رعاياها

اقتحمت الاحتجاجات المستمرة في مدن سورية متعددة لا تزال تنزف دماً منذ ما يقارب السنة من درعا جنوباً إلى إدلب شمالاً مروراً بحمص المنكوبة، حلب ثاني المدن السورية من دون استثناء العاصمة صبيحة “جمعة المقاومة الشعبية” أمس، لتصل بقوة إلى حي المزة الشهير في دمشق حيث سقط شهداء وجرحى من المتظاهرين المطالبين بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، بعدما حاولت قوات الأمن مساء أول من أمس الحيلولة دون ذلك باعتقالها عدداً من النشطاء البارزين منهم مازن درويش ورزان غزاوي.

دولياً، ناقشت القمة الفرنسية البريطانية التي عقدها في باريس أمس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون، تقديم دعم لوجستي للمعارضة السورية، مؤكدين في بيان مشترك دعم فرنسا وبريطانيا مبادرة جامعة الدول العربية وتوثيقهما الجرائم والمجازر التي ترتكب في سوريا بما يضمن ملاحقة مرتكبيها ومحاسبتهم، وأن عقوبات أوروبية في طريقها إلى الإقرار أواخر الشهر الجاري تتضمن تجميد أصول البنك المركزي السوري.

واعتبر الزعيمان الفرنسي والبريطاني أن الأسد فقد شرعيته وأنه يتعين عليه الرحيل لمصلحة بلاده ووحدة سوريا.

وفي مؤشر على الوضع الأمني المنهار، جددت الرياض تحذير مواطنيها من السفر إلى سوريا، ناصحة “المواطنين الموجودين فيها بالعودة إلى المملكة”، لكن إيران في المقابل كانت ترسل سفينتين حربيتين دعماً من طهران لنظام الأسد عبرتا أمس قناة السويس إلى البحر المتوسط في طريقهما إلى الساحل السوري.

وفي استمرار للتظاهرات المستمرة منذ ما يقارب السنة، تظاهر مئات آلاف الأشخاص أمس في مناطق عدة من سوريا، وقال المتحدث باسم “اتحاد تنسيقيات دمشق وريف دمشق” محمد الشامي “خرجت تظاهرتان في المزة بعد صلاة الجمعة، أطلق الأمن عليهما النار بكثافة وهناك إصابات كثيرة.. قوات الأمن تلاحق المتظاهرين بين الحارات لاعتقال أكبر عدد منهم”.

وقال الناطق باسم “تنسيقية المزة” أبو حذيفة المزي في اتصال عبر “سكايب” إن قوات الأمن تنفذ حملة اعتقالات عشوائية في المنطقة، مشيراً الى قيام الأمن بمداهمة البيوت في حي المصطفى في المزة واعتقال من هم فوق العشرين عاماً.

واعتبر الناشط في “لجان التنسيق المحلية” معاذ الشامي أن “هذه التظاهرة تكتسب أهمية خاصة إذ إنها المرة الأولى التي تمتد فيها التظاهرات الى الأحياء الراقية في المزة، ولا تقتصر على المزة القديمة”.

وقالت اللجان إن أكثر من 100 شخص اعتقلوا وسقط شهداء “من خيرة شباب الحي ورفض الأمن تسليم جثامين الشهداء”. وأوضحت أن من بين الشهداء الطفل حسن حجازي (11 عاماً)، إثر إصابته بجرحين خطيرين في رأسه بحي الزيات في المزة.

وفي دمشق أيضاً، خرجت تظاهرات في برزة وعسال الورد وكفرسوسة، فيما شهد حي القابون انتشاراً أمنياً كثيفاً، وفقاً للمرصد.

وأفاد الشامي بخروج خمس تظاهرات في حي الميدان، موضحاً أن “كل تظاهرة شارك فيها مئات فقط واستمرت لوقت قصير بسبب الانتشار الأمني الكثيف”.

وفي ريف دمشق خرجت تظاهرات في دوما وكفربطنا وعرطوز رغم الانتشار الأمني الكثيف، فيما شيعت بلدة يبرود مواطناً قتل بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، بحسب المرصد.

وفي دوما، أظهرت مقاطع بثها ناشطون على الأنترنت متظاهرين يرددون هتافات معادية للأسد وشقيقه ماهر الذي ينظر اليه على أنه أحد أركان القمع في سوريا.

وفي حلب (شمال) ثاني كبرى المدن السورية التي كانت تعد حتى وقت قريب بمنأى عن الحركة الاحتجاجية، خرجت تظاهرات في 12 حياً على الأقل، كما خرجت تظاهرات في نحو 25 بلدة في ريف حلب، بحسب المرصد. وأظهرت مقاطع بثت على الأنترنت متظاهرين في بلدة الكلاسة في ريف حلب يرددون “حرية للأبد غصب عنك يا أسد”.

وفي محافظة درعا (جنوب) خرجت تظاهرة حاشدة “ضمت أكثر من عشرة آلاف متظاهر” للمطالبة بإسقاط النظام في مدينة داعل. كما خرجت تظاهرات في بلدات الحراك وخربة غزالة والكرك الشرقي في درعا أيضاً.

وأفاد المرصد أن بلدات جاسم ونمر والحارة شهدت إطلاق نار من قوات الأمن بعد انتهاء التظاهرات أدى الى سقوط جرحى، فيما عملت قوات الأمن على إطلاق الرصاص لتفريق تظاهرة في انخل في المحافظة نفسها.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن “الانتشار الأمني الكثيف لقوات الأمن حال دون خروج تظاهرات كبيرة في كثير من المدن والبلدات السورية”.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، أفاد المرصد بخروج تظاهرات من مساجد مدينة معرة النعمان، وتظاهرة حاشدة في بلدة بنش. وفي بلدة التح في المحافظة نفسها، ردد متظاهرون هتافات مثل “لا نركع قدام الدبابة والمدفع” و”نحن معنا الشعب وهم معهم الجيش”.

ودعا ناشطون معارضون الى التظاهر أمس في ما سموه “جمعة المقاومة الشعبية” للمطالبة بإسقاط النظام، غداة تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو السلطات السورية الى الوقف الفوري لأعمال العنف.

وفي غضون ذلك، كانت مدينة حمص المنتفضة تتعرض لأعنف قصف منذ 14 يوماً من قبل القوات السورية النظامية.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن “القوات السورية تقوم بقصف هو الأعنف منذ 14 يوماً. إنه أمر لا يصدق، إنه عنف كبير لم نرَ مثله. يطلق ما معدله أربع قذائف في الدقيقة.. يتم استهداف الخالدية والبياضة بقصف مركز بالإضافة الى حيي بابا عمرو والإنشاءات”.

ويظهر شريط مصور بثه ناشطون على الأنترنت قصفاً لمناطق سكنية، وفي شريط آخر تُسمع أصوات قصف مكثف للمدينة التي يطلق عليها الناشطون لقب “عاصمة الثورة” السورية.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” في بيان أنه تم العثور صباحاً على تسع جثث مجهولة، في الوقت الذي تشهد معظم أحياء بابا عمرو والخالدية والإنشاءات والبياضة قصفاً عنيفاً وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة. وأضاف المرصد أن أصوات الانفجارات “هزت حي كرم الزيتون في الوقت الذي سمع فيه إطلاق نار في حي باب السباع مصدره حاجز القلعة، ما أدى الى إصابة ثمانية أشخاص بجراح”.

وقالت لجان التنسيق إن عدد الشهداء بلغ عصر أمس 58 شهيداً بينهم ثلاثة أطفال واثنا عشر عسكرياً تم إعدامهم ميدانياً في درعا، وستة عشر شهيداً في درعا (جاسم، الحارة)، ستة شهداء في المزة بدمشق، سبعة عشر شهيداً في حمص، خمسة شهداء في دير الزور، خمسة شهداء في حلب، ثلاثة شهداء في كل من حماه وإدلب وأربع شهداء في ريف دمشق (يبرود، عرطوز، دوما).

وأشارت اللجان الى أن من بين شهداء حلب عرف كل من عبدو برادعي وعبد المعطي الحسين.

وبات الوضع الأمني المنهار يؤثر على كل نواحي الحياة في سوريا، وفي هذا السياق صرح مصدر سعودي مسؤول بأنه “نظراً للتصعيد الخطير الذي تشهده الساحة السورية، تجدد حكومة المملكة العربية السعودية تحذير مواطنيها من السفر إلى سوريا، كما أنها تنصح المواطنين الموجودين فيها بالعودة إلى المملكة” .

وكان الملف السوري على رأس جدول أعمال قمة فرنسية – بريطانية أمس في باريس حيث ناقش الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع ضيفه رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون كيفية تقديم الدعم للجيش السوري الحر في معركته التي يخوضها ضد قوات الأسد.

وجدد الرئيسان مطالبتهما الأسد بوقف العمليات العسكرية ضد شعبه، ونددا بشدة بالمشاهد المرعبة التي ترد من سوريا كل يوم. وأكد ساركوزي، “لن نسمح للديكتاتور بذبح شعبه. نريد مساعدة هذا الشعب. علينا تشديد العقوبات على النظام ومساعدة المعارضة على توحيد صفوفها والتكلم بصوت واحد”.

أضاف “في المسألة السورية العقبة الأبرز ليست الفيتو الروسي والصيني إنما وحدة الشعب السوري. لا يمكن إنجاز ثورة سورية بدون الشعب السوري، وعلى المعارضة السورية أن توحد صفوفها. الثورة لا يمكن أن تأتي من الخارج. يجب أن تولد من الداخل”.

أما كاميرون فاستخدم لهجة أشد واصفاً ما يحصل في سوريا بـ”المروع والمرعب” وأن “حكومة الأسد تجزر شعبها وتقتله”. أضاف “علينا أن نستمر في التحرك والتفكير وسؤال أنفسنا ماذا باستطاعتنا أن نفعل أكثر مما قمنا به حتى نتخلص من الديكتاتور المتوحش ونعطي الشعب السوري فرصة ليعيش مستقبله بحرية وديموقراطية. نحن نتطلع الى اجتماع أصدقاء سوريا لنرى ما يمكننا فعله بعد التشاور مع شركائنا العرب والدوليين”. وختم بأن “الوضع صعب ومعقد”.

وعلمت “المستقبل” من مصدر بريطاني أن “الرئيسين ناقشا خلال اللقاء كيفية تقديم الدعم اللوجستي للجيش السوري الحر لكن بدون إرسال قوات بريطانية وفرنسية الى الأراضي السورية”. وشددا على “أهمية ما تقوم به بريطانيا تحديداً من خلال دعم مجموعات حقوق الإنسان في مسألة جمع الأدلة على الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام وذلك بهدف محاسبة المرتكبين”.

كما أدانت فرنسا أمس بشدة اعتقال مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مازن درويش وزملائه في المركز من مكتبهم في دمشق، والمدونة رزان غزاوي. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن “فرنسا تدين بشدة اعتقال الصحافي والمدافع عن حقوق الإنسان مازن درويش وزملائه في المنظمة الحقوقية التي يديرها وهي المركز السوري للإعلام وحرية التعبير وذلك في مقرهم في دمشق”.

وأكد بيان فرنسي بريطاني مشترك من عشر نقاط دعم مبادرة جامعة الدول العربية ودعم تبني الاتحاد الأوروبي بفترة أقصاها 27 من الشهر الجاري تدابير إضافية وعقوبات جديدة على النظام السوري لزيادة الضغط على الأسد، بما في ذلك تجميد الأصول المصرفية للبنك المركزي السوري.

ورحبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالقرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس وتضمن إدانة للقمع في سوريا، مشيدة بهذا “التوافق الدولي الواسع” على مطالبة النظام السوري بوقف قمعه. وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس، إن قرار الجمعية العامة “يكشف التوافق الدولي الواسع لوقف الهجمات الدامية” في سوريا.

واستبعد أمين عام حلف شمال الأطلسي “الناتو” أندرس فوغ راسموسن أمس، التدخل العسكري في سوريا قائلاً إن الأزمة بحاجة لحل إقليمي حسبما نقلت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية “تي أر تي”.

وعبرت سفينتان من الاسطول الإيراني قناة السويس إلى البحر المتوسط أول من أمس.

وقال مصدر في هيئة القناة أمس “عبرت سفينتان إيرانيتان قناة السويس بعد الحصول على تصريح من القوات المسلحة المصرية”. وأضاف أنه من المحتمل أن تكون المدمرة وسفينة الإمداد في طريقهما إلى الساحل السوري.

واعتبر الرئيس السوري أثناء لقائه أمس رئيس الوزراء الموريتاني مولاي ولد محمد لقظف في دمشق، أن الإصلاحات السياسية في بلاده يجب أن تتزامن مع الأمن، حسبما نقلت عنه وكالة “سانا” السورية الرسمية.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، واس، ا ش ا، “لجان التنسيق المحلية”، “المستقبل”)

عشرات القتلى في تظاهرات “جمعة المقاومة الشعبية” في سوريا واعنف قصف على حمص

دمشق – سقط عشرات القتلى برصاص الامن في سوريا اليوم وتتعرض مدينة حمص المنتفضة اليوم لاعنف قصف منذ 14 يوما من قبل القوات السورية النظامية، فيما خرجت تظاهرات اليوم في جمعة “المقاومة الشعبية” غداة تبني الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا يدعو الى الوقف الفوري لحملة القمع التي يشنها نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان خمسة مواطنين قتلوا في حي بابا عمرو الذي يتعرض لقصف متواصل منذ الصباح.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في محافظة حمص هادي العبد الله لوكالة فرانس برس ان “القوات السورية تقوم بقصف هو الاعنف منذ 14 يوما. انه امر لا يصدق، انه عنف كبير لم نر مثله. يطلق ما معدله اربع قذائف في الدقيقة”.

واضاف “تم استهداف الخالدية والبياضة الجمعة بقصف مركز بالاضافة الى حيي باب عمرو والانشاءات” مشيرا الى ان “القصف لم يكن بهذه الشدة خلال الايام السابقة”.

واكد العبدالله ان “هناك الاف الاشخاص المعزولين عن العالم في حمص”، واصفا ما يجري في المدينة بانه “جريمة حرب”.

وقال “هناك احياء لا نعلم عنها شيئا، حتى انني شخصيا لا اعلم شيئا عن اهلي، لقد انقطعت اخبارهم عني منذ 14 يوما”.

ويظهر شريط مصور بثه ناشطون على الانترنت قصفا لمناطق سكنية وفي شريط اخر تسمع اصوات قصف مكثف للمدينة التي يطلق عليها الناشطون لقب “عاصمة الثورة” السورية.

وافاد المرصد في وقت سابق انه تم العثور صباحا على تسع جثث مجهولة، في الوقت الذي تشهد فيه معظم احياء بابا عمرو والخالدية والانشاءات والبياضة قصفا عنيفا واطلاق نار من رشاشات ثقيلة.

واضاف المرصد ان اصوات الانفجارات “هزت حي كرم الزيتون في الوقت الذي سمع فيه اطلاق نار في حي باب السباع مصدره حاجز القلعة مما ادى الى اصابة ثمانية اشخاص بجراح”.

وقال الناشط عمر شاكر في اتصال عبر سكايب من بابا عمرو ظهر الجمعة “القصف العنيف مستمر، والجيش النظامي يحاول التقدم من كل الجهات ويتصدى له عناصر الجيش السوري الحر” مؤكدا ان القوات النظامية “لم تحقق السيطرة على اي منطقة في بابا عمرو حتى اللحظة”.

وبحسب شاكر فان “النظام بقدر ما يريد اقتحام الحي، فانه يتخوف من حرب الشوارع ومن وقوع مزيد من الانشقاقات لان الاقتحام فرصة مناسبة لمن يعتزمون الانشقاق”.

وتقصف قوات النظام السوري المدينة الثائرة منذ الرابع من شباط/فبراير للحد من الحركة الاحتجاجية فيها.

وتعاني عدة احياء من نقص في المواد الغذائية وتجد صعوبة في التواصل مع العالم الخارجي بسبب انقطاع الاتصالات والانترنت، كما يقول ناشطون.

واكد الطبيب الميداني على الحزوري في اتصال عبر سكايب من حي بابا عمرو الجمعة وجود “1800 جريح سقطوا خلال 15 يوما”.

واضاف “هناك حالات لا يمكن اسعافها بسبب نقص المواد الطبية، وهناك جرحى يتعذبون بانتظار الموت”.

وفي دير الزور، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل شاب فجر اليوم اثر اطلاق النار من قبل حاجر امني على طريق جبل البشري.

كما افاد المرصد بوقوع اشتباكات بين قوات الامن ومنشقين في المحافظة نفسها ادت الى مقتل احد عناصر الامن ليل الخميس الجمعة.

وفي محافظة درعا (جنوب)، قتل مدني برصاص الامن السوري في بلدة الحارة، وانشق عدد من جنود الجيش النظامي في البلدة نفسها، بحسب المرصد.

وفي ريف دمشق، تحدث المرصد عن اشتباكات تدور في سهل الزبداني بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة، كما افاد بوقوع حملة مداهمات في حي المحطة في مدينة الزبداني.

ويأتي ذلك فيما خرجت تظاهرات في ما سماه ناشطون “جمعة المقاومة الشعبية” غداة تبني الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا يدعو الى الوقف الفوري لحملة القمع العنيفة التي يشنها نظام الرئيس السوري بشار الاسد على المناهضين له.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان قوات الامن السورية اطلقت النار على تظاهرة في حي المزة في العاصمة دمشق الجمعة، اسفرت عن مقتل مدني وجرح 12 آخرين اصابة بعضهم حرجة.

وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريف دمشق محمد الشامي في اتصال مع فرانس برس “خرجت تظاهرتان في المزة بعد صلاة الجمعة، اطلق الامن عليهما النار بكثافة وهناك اصابات كثيرة”.

واضاف ان “قوات الامن تلاحق المتظاهرين بين الحارات لاعتقال اكبر عدد منهم”.

وقال ابو حذيفة المزي الناطق باسنم تنسيقية المزة في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان قوات الامن تنفذ حملة اعتقالات عشوائية في المنطقة، مشيرا الى قيام الامن بمداهمة البيوت في حي المصطفى في المزة واعتقال من هم فوق العشرين عاما.

وفي دمشق ايضا، خرجت تظاهرات في برزة وعسال الورد وكفرسوسة، فيما شهد حي القابون انتشارا امنيا كثيفا، وفقا للمرصد.

وافاد محمد الشامي بخروج خمسة تظاهرات في حي الميدان موضحا ان “كل تظاهرة شارك فيها مئات فقط واستمرت لوقت قصير بسبب الانتشار الامني الكثيف”.

وفي ريف دمشق خرجت تظاهرات في دوما وكفربطنا وعرطوز رغم الانتشار الامني الكثيف، فيما شيعت بلدة يبرود مواطنا قتل بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، بحسب المرصد.

وفي درعا (جنوب) خرجت تظاهرة حاشدة “ضمت اكثر من عشرة الاف متظاهر” للمطالبة باسقاط النظام في مدينة داعل في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد.

كما خرجت تظاهرات في بلدات الحراك وخربة غزالة والكرك الشرقي في درعا ايضا.

واظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت تظاهرة في خربة غزالة ردد المشاركون فيها هتافات مؤيدة لحمص ومعارضة للنظام.

وافاد المرصد ان بلدات جاسم ونمر والحارة شهدت اطلاق نار من قوات الامن بعد انتهاء التظاهرات أدى الى سقوط جرحى، فيما عملت قوات الامن على اطلاق الرصاص لتفريق تظاهرة في انخل في المحافظة نفسها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ان “الانتشار الامني الكثيف لقوات الامن حال دون خروج تظاهرات كبيرة في كثير من المدن والبلدات السورية”.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد بخروج تظاهرات من مساجد مدينة معرة النعمان، وتظاهرة حاشدة في بلدة بنش.

وفي حلب (شمال)، افاد المرصد بخروج تظاهرات في عدد من احياء المشهد والانصاري والفردوس والمرجة وجمعية المهندسين وصلاح الدين والكلاسة والسكري والعامرية والميسر وحلب الجديدة و جمعية الزهراء، اضافة الى خروج تظاهرات في عدد من قرى وبلدات ريف حلب.

وتأتي هذه التطورات غداة اصدار الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس قرار يطالب الحكومة السورية بوقف هجماتها على المدنيين ويدعم جهود الجامعة العربية لضمان انتقال ديموقراطي في سوريا ويوصي بتعيين موفد خاص للامم المتحدة الى سوريا.

واعتبرت منظمة العفو الدولية ان القرار الذي تبنته الخميس اغلبية ساحقة من اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة يوجه “رسالة واضحة لا لبس فيها” لنظام الرئيس بشار الاسد.

واعلن خوسيه لويس دياث ممثل منظمة العفو لدى الامم المتحدة في بيان الجمعة ان “التصويت رسالة واضحة لا لبس فيها من المجتمع الدولي الى سوريا (يدعوها) الى وضع حد فورا الى الهجمات الشنيعة على الابرياء”.

اعتقال المعارض السوري الشيوعي حسن زهرة

نيقوسيا – افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان جهاز المخابرات العسكرية السورية اعتقل مساء الجمعة المعارض السوري الشيوعي حسن زهرة من امام منزل نجله في مدينة سلمية (30 كلم شرق حماة) في وسط البلاد. واوضح المرصد في بيانه انه “تم الاعتداء عليه بالضرب واقتيد الى مقر فرع المخابرات العسكرية في حماة”.

ويبلغ زهرة الثامنة والستين من العمر وهو بحسب المرصد “سجين سياسي سابق بتهمة الانتماء إلى حزب العمل الشيوعي، واعتقل أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية بتهمة تنظيم التظاهرات”.

واوضح المرصد ايضا ان زهرة “يعاني من ربو وانتفاخ رئوي وارتفاع في ضغط الدم”.

وطالب المرصد ب”الافراج الفوري عن زهرة وعن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية” كما دان “بشدة استمرار السلطات الأمنية السورية في ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين وناشطي المجتمع المدني وحقوق الانسان والمتظاهرين السلميين”.

وتقدر منظمات الدفاع عن حقوق الانسان عدد المعتقلين السياسيين في سوريا بعشرات الالاف.

غليون: النظام وزع كمامات واقية من الغازات السامة بحمص

56 قتيلا سوريا بجمعة “المقاومة الشعبية”

أفادت لجان التنسيق بأن 56 شخصا قتلوا الجمعة برصاص الأمن السوري في عدد من المدن بسوريا معظمهم في حمص وبينهم 12 جنديا من الجيش الحر أعدموا في درعا. وسبق التصعيد العسكري في حمص مظاهرات في “جمعة المقاومة الشعبية” وسط انتشار أمني كثيف في دمشق وخارجها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن حمص تشهد منذ ساعات صباح الجمعة أعنف قصف في أسبوعين، فيما شنت القوات السورية عمليات متزامنة في مناطق أخرى.

في الوقت نفسه قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون إن النظام السوري وزع كمامات واقية من الغازات السامة على الجيش السوري في حمص. وأضاف غليون في نشرة سابقة للجزيرة أن ذلك دليل على إمكانية إقدام النظام على ارتكاب جريمة كبيرة بحق المدنيين.

وأظهرت صور بثتها مواقع الثورة السورية استمرار المظاهرات المعارضة للنظام السوري في العاصمة دمشق.

فقد خرج أهالي حي الميادين ونهر عيشة في مظاهرات مسائية لدعوة الرئيس بشار الأسد وأعوانه إلى الرحيل الفوري. وردد المتظاهرون عبارات تضامن وتأييد مع أهالي حي بابا عمرو وغيره من أحياء حمص المحاصرة من قبل الأمن السوري.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية ذكرت في وقت سابق في حصيلة أولية أن 14 شخصا على الأقل قتلوا في القصف الذي استهدف حي بابا عمرو، وقتل اثنان في دير الزور، بينما توفى آخر تحت التعذيب في درعا.

ووصف هادي العبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية والناشط عمر الحمصي القصف بغير المسبوق منذ بدء هجوم الجيش على حي بابا عمرو قبل 13 يوما.

وأشار العبد الله والحمصي وناشطون آخرون إلى استخدام المدفعية الثقيلة ومدفعية الهاون والصواريخ في القصف الذي استهدف أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة والإنشاءات وكرم الزيتون.

عودة للتصعيد

وقال هادي العبد الله لوكالة فرانس برس إن القذائف كانت تسقط بمعدل أربع قذائف في الدقيقة، مشيرا إلى تحليق كثيف للطائرات الحربية بما فيها طائرات الاستطلاع في سماء المدينة التي قتل فيها المئات بنيران الجيش السوري منذ الرابع من هذا الشهر.

وأشار إلى أن آلاف المدنيين باتوا معزولين تماما، ولا تستطيع الأحياء التواصل فيما بينها. وكان ناشط سوري قدر قبل أيام عدد المحاصرين في حي بابا عمرو بنحو مائة ألف.

وقال الحمصي من جهته إن بنايات انهارت في حيّي بابا عمرو والخالدية بسبب ضراوة القصف الذي بدأ في السابعة من صباح الجمعة. ونشر ناشطون صورا على الإنترنت تظهر دبابات بصدد إطلاق القذائف، مؤكدين استهداف مسجد ومدارس في بابا عمرو.

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه عُثر على تسع جثث في حيّين بحمص. وكانت القوات السورية قتلت صباح الجمعة شابا في شارع التكايا بدور الزور التي شهدت مساء الخميس اشتباكات عنيفة تمكن خلالها الجيش الحر من تدمير حاجز أمني وفقا لناشطين.

اشتباكات

ووقعت اشتباكات أخرى في بلدة الميادين جنوب دير الزور قتل فيها أحد أفراد الأمن حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وعاودت مدرعات تابعة للجيش السوري اقتحام دير الزور الجمعة وسط إطلاق نار أوقع إصابات حسب ناشطين.

وكانت اشتباكات وقعت الجمعة في درعا البلد بين الجيش السوري ومنشقين، وتحدث ناشطون عن اشتباكات أخرى وإطلاق نار كثيف في جاسم وبصرى الشام بدرعا أيضا. وتحدثت لجان التنسيق عن انفجار ضخم أعقبه إطلاق نار في مدينة درعا نفسها، وأشارت إلى حملات دعم واعتقال في الرقة وجبلة.

واستهدفت حملة اعتقالات أخرى حي الفردوس بحلب بعد قطع الكهرباء عنه، وكان ناشطون أكدوا في وقت سابق مقتل وجرح عشرات المدنيين في قصف مدفعي استهدف الخميس بلدة كفر نبودة بريف حماة، وأكدوا أيضا إعدام ما يزيد على 15 معتقلا على الطريق السريع بين أريحا وجسر الشغور قرب إدلب.

مظاهرات

وتحدى عشرات آلاف السوريين الجمعة التضييقات الأمنية ليتظاهروا في “جمعة المقاومة الشعبية.. بداية مرحلة” دعما للجيش الحر والمدن المنكوبة مثل حمص، وللمطالبة مجددا برحيل الرئيس بشار الأسد.

وبثت مواقع الثورة السورية صورا لمظاهرات في أحياء بينها القدم والعسالي رغم الانتشار الأمني الكثيف في معظم أنحاء العاصمة السورية. ونظمت مظاهرات وصفت بالحاشدة في محافظة الحسكة، خاصة في القامشلي وعامودا والدرباسية.

كما تظاهر آلاف في بلدات نصيب والمسيفرة والجيزة بدرعا التي شهدت بدورها انتشارا أمنيا كثيفا منذ صباح الجمعة بعد اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومنشقين عنه.

ونظمت كذلك مظاهرات في عدد من مناطق حمص بينها الرستن، ومناطق في إدلب بينهما بنّش وفق صور بثها ناشطون. وقالت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة إن مظاهرات سيرت أيضا في حلب وريف دمشق.

وسبقت مظاهرات جمعة المقاومة الشعبية مظاهرات ليلية تعلن دعمها للمدن المستهدفة بعمليات عسكرية مثل حمص، وتطالب برحيل الأسد.

وبثت لجان التنسيق المحلية وصفحة الثورة السورية على الإنترنت صورا لاحتجاجات متزامنة في الصاخور واعزاز بحلب، وسلمية وحي طريق حلب بحماة، والميادين والقورية والحميدية بدير الزور، وحي الخالدية بحمص.

الآلاف يحاصرون سفارة سوريا بالقاهرة: نددوا بالمذابح التي يرتكبها النظام السوري

أنس زكي-القاهرة

خرج آلاف المصريين في مظاهرات حاشدة أمام مقر السفارة السورية بالقاهرة الجمعة، تنديدا بممارسات النظام السوري، ومؤكدين -في الوقت نفسه- على تأييدهم لمطالب الشعب السوري المنادي بالحرية.

وبعد أن كانت المظاهرات تقتصر على أفراد من الجالية السورية في مصر بشكل أساسي وينضم لهم العشرات أو حتى المئات من الناشطين المصريين، شارك بمظاهرة الجمعة آلاف المصريين الذين حاصروا مقر السفارة السورية، في ما أطلق عليه البعض “جمعة طرد السفير السوري”، احتجاجا على المذابح التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه الأعزل.

وانطلقت مسيرة دعت إليها بعض الحركات السياسية من أمام مسجد عمر مكرم، الواقع في أحد أطراف ميدان التحرير، بعد انتهاء صلاة الجمعة وتوجهت نحو مقر السفارة القريب، كما انضم لها عدد من الناشطين السوريين المقيمين في القاهرة.

وتنوعت هتافات المتظاهرين، الذين حملوا أعلام مصر وسوريا وكذلك فلسطين، بين المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد ومحاكمته على جرائم الإبادة التي يرتكبها ضد شعبه، وانتقاد موقف كل من روسيا والصين اللتين حالتا دون صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدين الوضع في سوريا ويفرض عقوبات على نظامها.

وبرز الحضور السلفي في المسيرة، ولم يقتصر الأمر على ناشطين من شباب الثورة، أو شباب جماعة الإخوان المسلمين كما كانت الحال في معظم التظاهرات السابقة، كما كان لأنصار الداعية حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية تواجد بارز.

ممنوع السكوت

وانضم أبو إسماعيل إلى التظاهرة في وقت لاحق، حيث ألقى كلمة على منصة أقيمت أمام السفارة، قال فيها إن السكوت ليس مقبولا سواء من الشعوب أو الحكومات في مواجهة كل عمليات القتل والسحل والتعذيب التي يمارسها النظام السوري تجاه شعبه.

وناشد أبو إسماعيل الشرفاء من عناصر الجيش الشوري أن يرفضوا إراقة الدماء، كما طالب السفير السوري في القاهرة بالرحيل عن أرض مصر أو إعلان براءته من نظام الأسد.

وكان من اللافت تواجد المتظاهرين حتى المساء، في حين استمرت قوات الأمن في تواجدها المكثف لمنع المتظاهرين من الوصول إلى أبواب السفارة.

وعلى صعيد مواز شهدت الإسكندرية، ثانية كبريات المدن المصرية، مظاهرات مماثلة انطلقت بعد صلاة الجمعة من أمام مسجد القائد إبراهيم شارك فيها مصريون وسوريون رددوا هتافات تنتقد الأسد وتطالب بمحاسبته على الجرائم التي ارتكبها نظامه في حق الشعب السوري.

وشهدت الأيام الماضية تصاعدا للضغوط المصرية على سوريا، حيث أدلى وزير الخارجية محمد كامل عمرو بتصريحات لافتة انتقد فيها الأوضاع في سوريا واعتبر أن الوقت قد حان للتغيير المطلوب، كما وجه شيخ الأزهر والعديد من ممثلي القوى السياسية المصرية انتقادات حادة للنظام السوري.

دعوة للغرب لإنقاذ الشعب السوري

دعت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الغرب إلى ضرورة اتخاذ خطوات أقوى لمساعدة الشعب السوري المحاصر، من أجل إنقاذه مما وصفته بالقمع الذي يتعرض له على أيدي نظام الرئيس بشار الأسد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه مرت ستة أشهر على دعوة الرئيس باراك أوباما إلى الأسد للتنحي، ولكن قوات الأخير صعدت من هجماتها وقصفها بالمدافع وراجمات الصواريخ ضد المدن والبلدات الأسبوع الماضي بشكل غير مسبوق، مما أسفر عن تزايد عدد القتلى بشكل يومي.

وقالت الصحيفة بافتتاحيتها إن تصعيد الأسد من هجماته ضد الشعب يوحي بأن من وصفته بنظام الطاغية يمكنه أن يستمر في ذبح السوريين لشهور وربما سنوات قادمة، لا بل وقد يتاح له أن ينتصر عليهم نهاية المطاف.

وتساءلت واشنطن بوست عن الكيفية التي يمكن من خلالها تقديم الدعم للشعب السوري الذي يتعرض لهجمات بالدبابات والمدافع، وخاصة أنه لا يتلقى أي مساعدات إغاثية على المستوى الإنساني.

أصدقاء سوريا

وأشارت الصحيفة إلى المؤتمر الدولي المزمع انعقاده لأصدقاء سوريا بتونس يوم 24 فبراير/ شباط الجاري، متسائلة بشأن ما يمكن أن يتفق عليه الأصدقاء من الدول العربية والإسلامية والغربية بشأن سوريا.

وقالت واشنطن بوست إنه ينبغي لأصدقاء سوريا أن يبذلوا جهودا لدعم المعارضة من أجل تنظيم أفضل وتخطيط للنظام لمرحلة ما بعد الأسد.

كما أشارت إلى ما وصفته بضرورة العمل على إيجاد مناطق وممرات إنسانية آمنة للوصول إلى الشعب المحاصر، عبر الحدود التركية، وقالت إن تلك الإجراءات تحتاج إلى تخويل أممي وقوات عسكرية لحمايتها.

وفي ظل الرفض الروسي إزاء أي إجراء بشأن سوريا على المستوى الأممي، تساءلت واشنطن بوست عن كيفية وقف ما وصفته بالمجزرة، وقالت إن الحل قد يتمثل في ضرورة دعم القوات المناهضة للنظام عن طريق تركيا ودول الخليج العربي، وسط قلق البعض من دخول تنظيم القاعدة على الخط في البلاد السورية.

واختتمت بالقول إن الاضطرابات هناك لا يمكن لها أن تهدأ سوى عندما تدرك قوات النظام السوري بأنه يستحيل لها أن تنتصر، وهنا يكمن الدور الذي ينبغي للرئيس أوباما الاضطلاع به.

المصدر: واشنطن بوست

قتلى بقصف حمص وأميركا ترصد

سقط اليوم عدد من القتلى في سوريا جراء قصف الجيش مدينة حمص لليوم الـ15 على التوالي وذلك بعد المظاهرات العارمة التي خرجت أمس تحت شعار “جمعة المقاومة الشعبية” التي شهدت سقوط 56 قتيلا، في حين تفيد تقارير أن الولايات المتحدة ترصد الوضع الميداني في سوريا بواسطة طائرات بدون طيار.

وأفاد نشطاء من المعارضة السورية أن القوات الحكومية السورية قصفت اليوم السبت محافظة حمص وسط البلاد مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.

وقال الناشط السوري في المحافظة عمر حمصي إن القتلى سقطوا عندما أطلقت القوات قذائف على مبنى سكني في حي بابا عمرو في حمص، وأضاف أن القصف تسبب أيضا في إصابة خمسة أشخاص على الأقل.

كما شهد حي المزة في العاصمة دمشق مظاهرات وذلك خلال تشييع خمسة قتلوا بعد صلاة الجمعة أمس.

رصد أميركي

وفي التداعيات الدولية للأزمة السورية، نقلت محطة تلفزيونية أميركية عن مسؤولي دفاع أميركيين أن عدداً من الطائرات الأميركية من دون طيار تحلق فوق سوريا لرصد هجمات الجيش السوري.

وأضاف المسؤولون في تقرير لقناة “أن بي سي نيوز” أن عدداً ليس بقليل من الطائرات العسكرية والاستخبارية الأميركية تحلق فوق سوريا لرصد الهجمات التي يشنها الجيش السوري على قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء.

غير أن المسؤولين شددوا على أن عمليات المراقبة ليست تمهيداً لتدخل عسكري أميركي، بل هي جزء من مسعى إدارة الرئيس باراك أوباما لاستخدام أدلة بصرية واعتراض الاتصالات بين الحكومة السورية والجيش لزيادة الدعم لردّ دولي واسع.

يذكر أن الولايات المتحدة كانت قد كررت عدة مرات أنها لا تعتزم التدخل العسكري حاليا في سوريا على الرغم من حثها الرئيس بشار الأسد على التنحي وفرض عقوبات على النظام السوري.

عشرات القتلى

وكان يوم أمس داميا في سوريا حيث أفادت لجان التنسيق أن 56 شخصا قتلوا الجمعة برصاص الأمن السوري في عدد من المدن السورية معظمهم في حمص وبينهم 12 جنديا من الجيش الحر أعدموا في درعا.

وسبق التصعيد العسكري في حمص مظاهرات في “جمعة المقاومة الشعبية” وسط انتشار أمني كثيف في دمشق وخارجها. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حمص شهدت أمس أعنف قصف في أسبوعين، في حين شنت القوات السورية عمليات متزامنة في مناطق أخرى.

وقال ناشط محلي إن القذائف كانت تسقط بمعدل أربع قذائف في الدقيقة، مشيرا إلى تحليق كثيف للطائرات الحربية بما فيها طائرات الاستطلاع في سماء حمص التي قتل فيها المئات بنيران الجيش السوري منذ الرابع من هذا الشهر.

وأشار الناشط إلى أن آلاف المدنيين باتوا معزولين تماما، ولا تستطيع الأحياء التواصل فيما بينها. وكان ناشط سوري قدر قبل أيام عدد المحاصرين في حي بابا عمرو بنحو مائة ألف.

في الوقت نفسه قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون إن النظام السوري وزّع كمامات واقية من الغازات السامة على الجيش السوري في حمص. وأضاف غليون في نشرة سابقة للجزيرة أن ذلك دليل على إمكانية إقدام النظام على ارتكاب جريمة كبيرة بحق المدنيين.

مظاهرات الجمعة

وتحدى عشرات آلاف السوريين أمس الجمعة التضييقات الأمنية ليتظاهروا في “جمعة المقاومة الشعبية.. بداية مرحلة” دعما للجيش الحر والمدن المنكوبة مثل حمص، وللمطالبة مجددا برحيل الرئيس بشار الأسد.

وبثت مواقع الثورة السورية صورا لمظاهرات في أحياء بينها القدم والعسالي رغم الانتشار الأمني الكثيف في معظم أنحاء العاصمة السورية. ونظمت مظاهرات وصفت بالحاشدة في محافظة الحسكة، خاصة في القامشلي وعامودا والدرباسية.

كما تظاهر آلاف في بلدات نصيب والمسيفرة والجيزة بدرعا التي شهدت بدورها انتشارا أمنيا كثيفا منذ صباح الجمعة بعد اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومنشقين عنه.

ونظمت كذلك مظاهرات في عدد من مناطق حمص بينها الرستن، ومناطق في إدلب منها بنّش، وفق صور بثها ناشطون. وقالت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة إن مظاهرات سيرت أيضا في حلب وريف دمشق.

مظاهرات حاشدة تهز دمشق قرب القصر الجمهوري

آلاف المتظاهرين في حي “المزة” الأمني أثناء تشييع 3 قتلى سقطوا بالأمس

العربية.نت

شهدت العاصمة السورية دمشق لليوم الثاني على التوالي، السبت، مظاهرات حاشدة ضد النظام السوري. وسجلت مظاهرات اليوم نقلة نوعية حيث انتقلت إلى حي “المزة” الذي يطل عليه القصر الجمهوري، ما يزيد من تفاقم مخاوف النظام السوري.

وبثت “العربية” اليوم السبت لقطات لمظاهرات حاشدة بالآلاف في الحي أثناء تشييع جنازة 3 قتلى سقطوا أمس برصاص الأمن السوري.

ويعتبر حي “المزة” من الأحياء الأمنية بامتياز، فإلى جانب قربه من القصر الجمهوري، تنتشر به فروع مقار المخابرات الجوية حيث يجري احتجاز المتظاهرين وتعذيبهم، وكذلك فروع المخابرات العسكرية التي يتم فيها سجن وتعذيب العناصر العسكرية التي ترفض الانصياع لقرار إطلاق النار على المتظاهرين.

وتوجد بالحي المذكور الكثير من المقار الدبلوماسية، ومقار الهيئات الحكومية، مما يجعل امتداد المظاهرات إليه نقلة نوعية.

كما شهدت الكثير من أحياء دمشق، أمس الجمعة، تظاهرات حاشدة مناهضة للرئيس السوري، بشار الأسد، وخاصة حي “الحميدية” الذي يقع بالقرب من الجامع الأموي، حيث تم مقتل عشرات المتظاهرين برصاص الأمن.

كما انتشرت المظاهرات أيضا أمس الجمعة في أحياء “القدم” و”الحجر الأسود” و”كفر سوسة” و”البرزة” بالعاصمة السورية.

طائرات أمريكية بلا طيار تُحلّق فوق سوريا

تعمل على جمع المعلومات وترصد الهجمات العسكرية السورية ضد قوى المعارضة والمدنيين

العربية.نت

كشفت قناة “إن بي سي” الأمريكية أن عددا كبيرا من الطائرات الأمريكية من دون طيار تعمل في سماء سوريا لجمع المعلومات، موضحة أنها ترصد الهجمات العسكرية السورية ضد قوى المعارضة والمدنيين.

ونقلت القناة عن مسؤولين في البنتاغون قولهم إن هذه المراقبة ليست من باب التحضير لتدخل عسكري أمريكي في سوريا، بل إن إدارة أوباما تأمل في جمع الأدلة فوق البصرية وقراءة تحركات الحكومة السورية والاتصالات العسكرية لاستخدامها لاحقا في الدفع باتجاه استجابة دولية واسعة النطاق ضد النظام في دمشق.

وكشف المسؤولون عن مناقشات بين البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع حول البعثات الإنسانية الممكنة إلى سوريا.

وبرزت خلال النقاشات مخاوف من عدم التمكن من إرسال هذه البعثات من دون تعريض المشاركين فيها للخطر، ما سيحتم على الولايات المتحدة الانجرار إلى دور عسكري في سوريا.

الجيش السوري يقتحم قرى في درعا وحمص

هيئة الثورة تحذر من تحضيرات للجيش السوري لاقتحام بابا عمرو

العربية

أفادت الهيئة العامة للثورة أن الأمن السوري اقتحم منطقة بصر الحرير في درعا وسط إطلاق نار كثيف ونفذت حملة مداهمات واعتقالات عشوائية.

كما اقتحم الأمن قرية حامر في درعا ونفذوا حملة مداهمات واعتقال، وتم إطلاق نار في الحارة من قبل كافة الحواجز المنتشرة في البلدة وحولها، ونفذت حملة مداهمات واعتقالات واسعة في قرية الطيانة في ديرالزور.

وأوضحت لجان التنسيق أن القوات السورية قتلت 61 شخصا أمس الجمعة، منهم 16 في درعا و17 في حمص.

ومن جهتها، حذرت الهيئة العامة للثورة السورية من اقتحام الجيش السوري لحي بابا عمرو في حمص بعد أنباء عن تعزيز الجيش السوري قواته بمحيط الحي، وفي بيان لها دعت الهيئة السوريين لتصعيد الحراك في كافة المحافظات لحماية سكان بابا عمرو.

وطالب البيان المجتمعين العربي والدولي بتحمل مسؤولياتهما تجاه ما يجري في حمص، وأكد أيضا على ضرورة اعتبار حي بابا عمرو منطقة منكوبة.

ودعا البيان إلى ضرورة فتح ممرات إنسانية لحي بابا عمرو وغيره من المناطق المنكوبة.

نشطاء إيرانيون يتضامنون مع المعارضين السوريين

“إننا لمسرورون لأن المناضلین السوریین یدرکون أن هناك فرقاً بین الشعب الإیراني والنظام”

دبي – سعود الزاهد

بعث 160 من النشطاء السياسيين والمدنيين الإيرانيين، الجمعة، رسالة إلى برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري والقوى المعارضة السورية، عبروا من خلالها عن تقديرهم لموقف المعارضة السورية التضامني مع الحركة الاحتجاجية الإيرانية المطالبة بإطلاق سراح زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذين يخضعان للإقامة الجبرية.

وجاء في جانب من هذه الرسالة التي تلقت “العربية.نت” نسخة منها: “بعد التحیة، لقد تلقینا باعتزاز رسالتکم الغراء الملیئة بالمودة والباعثة للأمل، والتي تؤکد مرة أخری الصلات العمیقة التي تربط بین أحرار العالم جمیعاً بعضهم بعضاً، إننا لمسرورون لأن المناضلین السوریین الحکماء یدرکون جیداً أن هناك فارقاً بین الشعب الإیراني والنظام الجائر الحاکم في إیران، وعلی ضوء هذا الإدراك ترون أنفسکم إلی جانب المناضلین الإیرانیین الصامدین المضطهدین”.

وأضاف البيان: “وإنه لمن دواعي فخرنا واعتزازنا وتقدیرنا مشاهدتکم وأنتم تناضلون من أجل الحریة والدیمقراطیة ضد نظام بشار الأسد الوحشي، الذي یحظی بحمایة نظام الجمهوریة الإسلامیة، وتعبرون عن تعاطفکم معنا في ذکری سجن رموز الحرکة الخضراء. ونود أن نبلغکم أن آمال هؤلاء الرموز، ونحن وإیاکم بتحقق الحریة في بلداننا قد تحققت فعلاً في مصر وتونس والیمن ولیس تحققها في سوریا وإیران ببعید”.

وعبر الموقعون في الختام عن تمنياتهم “للشعب السوري الشجاع والصامد انتصاراً قریباً علی الظلم والاستبداد الحاکم فی سوریا”.

وتعليقاً على هذه الرسالة أكد كل من الدکتور علي نوري زاده مدیر مرکز الدراسات الإیرانیة والعربیة، والدكتور شهريار آهي الناشط السياسي الإيراني من الموقعین علی هذه الرسالة، في حدیث مع “العربیة.نت” أن “الشعب الإیراني یرفض کل أشکال تدخلات نظام ولایة الفقیه في الشؤون الداخلیة لسوریا ولبنان والعراق وفلسطین وغیرها”.

وقال نوري زاده: “الشعب الإيراني ینتظر الیوم الذي یضع فیه مع الشعوب العربیة المتحررة، الحجر الأساس لعلاقات قائمة علی أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل والتفاهم والتعاون بعیداً عن الطائفیة والمذهبیة والتمییز العرقي علی أرضیة الأخوة والصداقة الحقیقیة”.

واعتبر نوري زاده مصير النظامين في إيران وسوريا مرتبط ببعضهما بعضاً، مشدداً على حتمية المصير المشترك لـ”نضال الشعبين السوري والإيراني”، متوقعاً أن “سقوط أي من النظامين سيؤدي إلى حليفه الآخر”.

شعارات القومية العربية

وأشار نوري زاده إلى إطلاق نظام البعث السوري “شعارات قومية عربية” وصفها بالكاذبة و”تعامله الدعائي مع جبهة الممانعة في الوقت الذي لم يطلق طلقة واحدة ضد إسرائيل في الجولان”، حسب تعبيره .

واستشف أنه “لهذا السبب فإن إسرائيل قلقة من سقوط النظام في سوريا”، مشيراً إلى اعتقال اللاجئين العرب الأهوازيين على الاراضي السورية وتسليمهم إلى طهران من قبل نظام قومي عربي، وقال: “هذا النظام وبالرغم من كافة الشعارات التي يطلقها بخصوص الوحدة العربية أقدم على تسليم عدد من إخواننا العرب الإيرانيين المضطهدين اللاجئين في سوريا إلى السلطات الأمنية الإيرانية، حيث كان عدد من طلاب الجامعات بينهم، ونحن على علم بالمصير الذي واجهه هؤلاء العرب الإيرانيون في سجون النظام الحاكم في إيران”.

الشام ممر النظام الإيراني

ومن جانبه علّق الناشط السياسي الإيراني الدكتور شهريار آهي على سؤال حول تأثير الأحداث في سوريا على الوضع الداخلي الإيراني قائلاً: “نظام الجمهورية الإسلامية لا يعتقد بتلاقي مصالحه مع مصالح الشعب الإيراني لأنه يحمل عقيدة تدفعه للانطلاق وراء الحدود بغية فرض همينته على العالم الإسلامي”.

وأردف: “النظام يرى في أرض الشام أفضل ممر له لينطلق من خلاله إلى سائر مناطق العالم الإسلامي من خلال تحويل دمشق إلى غرفة علميات على هذا الصعيد”.

وأكد آهي أن “النظامين يتقاسمان المصير المشترك”، مضيفاً: “لو خسرت الجمهورية الإسلامية سوريا لن تتضرر سياستها الخارجية فحسب بل سيتلقى الحرس الثوري ضربة نفسية مميتة وتصبح ديمومة النظام تحت طائلة الشك”.

الإعلام السوري يحتار في تسمية المتظاهرين

سمّاهم المندسين والسلفيين والمأجورين والجماعات المسلحة ودعا لقتلهم

دبي- عوض الفياض

كان المذيع السوري مروان شيخو، الذي اختاره النظام ليعلن للعالم رحيل حافظ الأسد، جزءاً إجبارياً من ذاكرة السوريين، وأحد رموز إعلام النظام، الإعلام الذي يتفنن في تمجيد القائد بشعارات تصبّ جميعها في أن الأسد الأب قائد للأمة الى الأبد، لكن هذا الأبد انتهى في عام 2000.

وقد فتّش الإعلام السوري، مع انفجار الثورة، عن خطاب جديد لمواجهة تداعيات الأزمة، فأطلق الإعلام الرسمي وشبه الرسمي في سوريا العنان لإنكار وجود المظاهرات السلمية، مختلقاً القصص حول المتظاهرين، فسماهم المندسين والسلفيين تارة، والمأجورين من الخارج تارة اخرى.

واستقر الأمر بالإعلام السوري على أن المتظاهرين هم جماعات مسلحة وتكفيريين، ووصل الأمر الى التحريض بقتل المتظاهرين على لسان أحد الضيوف.

وكان الرئيس السوري قد هاجم التلفزيون السوري الرسمي في الثاني عشر من يونيو، وقال إنه لا يعمل بشكل جيد، وأنه ينكر وجود بعض المظاهرات في بعض المناطق، حينها لم يكتف الإعلام السوري بذلك بل عمد الى مهاجمة الإعلام العربي الذي يجاهد لنقل الحقيقة عما يحدث في سوريا، رغم أنه ممنوع من الدخول الى أراضيها، وأفرد ساعات طوال لتفنيد تقارير إخبارية وصفها بالمضللة والكاذبة.

وتفرّغ التلفزيون السوري مع توسع المظاهرات وتواصلها لترديد شعارات تتحدث عن مشاريع إصلاح وتغيير، لا تخلو من الطابع الدعائي؛ كان آخرها الدستور الجديد، والتي يراها المتظاهرون دعوات عديمة المعنى، ككل الشعارات التي ملأت البلاد طوال 40 عاماً.

أوروبا: قرار الجمعية العامة إشارة دعم واضحة للشعب السوري

بروكسل (17 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رحب الإتحاد الأوروبي بالقرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن إدانة العنف في سورية ودعم مخطط الجامعة العربية

وأوضح مايكل مان، المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أن التكتل الموحد يرحب بالقرار، كما “يرحب الإتحاد الأوروبي بإقتراح إرسال مبعوث أممي لسورية”، حسب قوله

واعتبر المتحدث أن القرار الذي تم المصادقة عليه بأغلبية كبيرة يأتي على غرار القرار الذي تم رفضه من قبل روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي، خاصة من حيث تركيزه على “التنديد بإنتهاكات حقوق الإنسان والدعوة إلى وقف العنف ودعم خطة الجامعة العربية” لحل الأزمة السورية

وشدد المتحدث على موقف الإتحاد الأوروبي الثابت تجاه المسؤولية الدولية عما يجري في هذا البلد، وقال “نجدد دعوتنا ومطالبتنا الملحة لكافة أعضاء مجلس الأمن الدولي التصرف بمسؤولية في هذه اللحظات الحاسمة”، على حد وصفه

وحول إجتماع أصدقاء سورية، عبر مايكل مان عن تصميم أوروبا المشاركة بفاعلية في هذا الملتقى،”فهو يشكل خطوة إضافية تؤمن مزيداً من الدعم للشعب السوري ولجهود الجامعة العريية لحل الأزمة” حسب كلامه

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تبنت قراراً بشأن الأزمة السورية حظي بتأييد 137 عضواً، بينما عارضته 12 دولة، فيما إمتنعت 17 دولة أخرى عن التصويث. ويعتبر هذا القرار رمزيا وهو غير ملزم للأطراف المعنية به

تيرسي: الحل الأممي بشأن سوريا إشارة سياسية قوية

روما (17 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

وصف وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي تبني الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا يدين نظام الرئيس بشار الأسد بـ”الإشارة القوية للدور الذي يمكن للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، بل وينبغي عليهما أن تضطلعا به في إيجاد حلول للأزمة الخطيرة” في سوريا

وقال الوزير تيرسي في بيان الجمعة، إن “هذه الإشارة السياسية القوية القادمة من أعلى هيئة متعددة الأطراف، ينبغي أن تتبعها الآن تطورات ملموسة”، مؤكدا أن بلاده “تعمل على تكثيف الدعم لمساعي جامعة الدول العربية والجهود المبذولة الرامية إلى توحيد قوى المعارضة السورية”، كذلك “على ضوء النشاطات الدبلوماسية المهمة المتوقعة في الايام المقبلة”، بما فيها “الاجتماع الذي سيعقد في روما لمجموعة 5+5 ومنتدى منطقة المتوسط واجتماع أصدقاء سوريا” في تونس

وأضاف رئيس الدبلوماسية الايطالية أن “مع تصويت يوم أمس أظهر المجتمع الدولي إمكانية التحرك لعزل نظام فقد كل مصداقيته وشرعيته”، وختتم بالقول إن “بلادنا ستواصل التزامها بالتعاون الوثيق مع الشركاء الدوليين والجهات الإقليمية الفاعلة، حتى تتوقف في سوريا انتهاكات حقوق الإنسان غير المقبولة، وتبدا عملية سياسية تضمن التحول السلمي إلى الديمقراطية، وتعيد للشعب السوري الحرية بتقرير مستقبله” على حد تعبيره

باحث بمركز أوروبي: روسيا ليست على خطأ تماماً بشأن سورية

بروكسل (17 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى الباحث لدى المركز الأوروبي للإصلاح إدوارد بيرك، أن روسيا ليست مخطئة تماماً في موقفها تجاه سورية، مشيراً إلى وجود عدة مصالح ومخاوف لدى موسكو تبرر رفضها التصويت في مجلس الأمن الدولي لصالح قرار ضد هذا البلد

وأوضح الباحث في مقال اليوم ألا مصلحة لروسيا بتغير نظام الرئيس السوري بشار الأسد، “لأن النظام يشتري السلاح ويوفر لها قاعدة عسكرية في المنطقة”، حسب قوله

وأضاف أن روسيا تعارض التدخل الغربي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من حيث المبدأ، كما أنها لديها مخاوف من أن تؤدي حركات التغيير في العالم العربي إلى إستيلاء الإسلاميين على السلطة. ويرى الباحث أن روسيا ترى، بالرغم من ذلك ، ألا مفر من التغيير في سورية، “إلا أن روسيا تريد تغيراً يحافظ على مصالحها، ومن هنا ترى أي خطة الجامعة العربية ستؤدي إلى إنهيار مفاجئ للسلطة بدون أي بديل موثوق به، ما سيؤدي إلى الفوضى”، حسب قوله

وأشار إلى أن الكرملين يقول إنه يتعامل بواقعية مع الأزمة السورية، “ولكنه يريد أن يحافظ على إعتزازه بعرقلة أي تحرك غربي”، كما جاء في مقال الباحث

وعبر الباحث عن قناعته بأن الغرب وضع نفسه في مأزق، وقال “لقد اساؤوا فهم الوضع السوري في الغرب، ولذلك فكل ما قاموا به لن يؤدي إلى نتيجة تذكر”. وفسر ادوارد بيرك كلامه بالقول إن الغرب لم يفعل شيئاً ملموساً من أجل معالجة الأزمة السورية، مكتفياً بإدانة العنف ودعوة الرئيس الأسد للتنحي، ” نقدر أن تنحي الأسد بحد ذاته لن يحل المشكلة، كما أن الغرب أفرط في تقدير ضغف النظام وقوة المنشقين”، على حد وصفه

وأشار إلى أن النظام السوري يعرف أن خطة الجامعة العربية وتهديداتها لن تؤدي إلى شيء، كما أن قيام الغرب بتقليص تمثيله الدبلوماسي قد أضر المعارضة وليس النظام، على حد تقديره

ورأى إدوارد بيرك إن المطلوب الآن لحل الأزمة السورية هو “خلق شروط ملائمة للبدء بحوار دبلوماسي والبحث عن صفقات على غرار ما حدث في اليمن”، حيث تم إعطاء ضمانات لعلي عبد الله صالح

وأضاف أن الوقت قد حان لتعيين مبعوث دولي لسورية يقوم بمهمة التفاوض مع المعارضة والسلطة، إذ يستحيل، برأي الباحث على الغرب أو جامعة الدول العربية القيام بدور قيادي يحظى بثقة كافة الأطراف السورية على الساحة لإيجاد نهاية للأزمة

وزير تونسي: المجلس الوطني المعارض لن يحضر مؤتمر “أصدقاء سورية

تونس (17 شباط /فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اكد وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام، الجمعة ان الهدف من مؤتمر أصدقاء سورية الذي ستستضيفه بلاده الأسبوع المقبل هو “توجيه رسالة قوية الى نظام بشار الأسد وليس استنساخ النموذج الليبي، منوها بعدم وجود مانع من الاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي لن يكون له أي تمثيل رسمي في المؤتمر

وقال عبد السلام في مؤتمر صحفي “ليس الهدف من المؤتمر استنساخ النموذج الليبي او نماذج اخرى، الهدف الرئيس توجيه رسالة قوية للسلطات السورية للكف عن قتل المدنيين وتوجيه رسالة تؤازر للشعب السوري”، على حد تعبيره

ولفت الوزير التونسي إلى ان المؤتمر سينعقد ضمن ضوابط اتفق عليها في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وهي “عدم المساس بالسيادة السورية والحفاظ على سلامة البلد وان يكون الحل ضمن اطار جامعة الدول العربية”، مضيفا ان تونس “لن تكون مطية لاي تدخل عسكري ضد سورية”، على حد تعبيره

ومن المنتظر ان يحضر الاجتماع المزمع عقده في الرابع و العشرين من الشهر الحاري وزراء خارجية الدول العربية وعديد الدول الكبرى بينهم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون وممثلين عن الاتحاد الاوروبي والصين و روسيا، حيث أكد رئيس الدبلوماسية التونسية عدم وجود اعتراض على مشاركة موسكو وبكين في الاجتماع المعني

وحول اسباب احتضان تونس للمؤتمر، قال عبد السلام “ليس لدينا ما يخجل في الأمر وان ينعقد المؤتمر في بلادنا شرف لنا و لثورتنا”، حسب تعبيره

وحول حضور المجلس الوطني السوري في الاجتماع، قال عبد السلام”من الارجح ان لايكون هناك تمثيل رسمي لهم في المؤتمر”. أما بشأن الاعتراف بالمجلس من قبل تونس والدول العربية، نوه الوزير التونسي “الاعتراف بالمجلس لم يحسم في اجتماع القاهرة الاخير وهناك توجه لدعم الحوار بين الفصائل المعارضة في سورية حتى تكون ممثلة للثورة السورية ولمختلف مكونات الشعب”، وأضاف فـ”اذا حصلت هذه التمثيلية وهذا القدر من الاجماع فليس لدينا ما يمنع من الاعتراف بالمجلس الوطني ضمن تركيبة عامة وشاملة للشعب السوري”، على حد وصفه

حسن عبد العظيم: سنشارك في مؤتمر أصدقاء دمشق إن وُجّهت الدعوة للمعارضة

روما (17 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد المنسق العام لهيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة أن الهيئة ستشارك في مؤتمر تونس لأصدقاء سورية إن لم تقتصر المشاركة على الدول فقط، وأشار إلى عدم توقف الجامعة العربية عن محاولاتها لتوحيد رؤى المعارضة السورية

وقال المنسق العام للهيئة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء المحامي حسن عبد العظيم، “لقد شاركت الجامعة العربية منذ البداية في الجهود المبذولة لوحدة رؤى المعارضة، وهي مستمرة حتى الآن في هذا السياق، وتطلب من الجميع جهوداً مشتركة لوحدة المعارضة السورية، وهناك تواصل مستمر معها بخصوص هذا الموضوع”.

وحول موقف الهيئة من مؤتمر (أصدقاء سورية) المرتقب انعقاده في العاصمة التونسية قبل نهاية الشهر الجاري، قال عبد العظيم ” “بالتأكيد سنشارك ونكون متواجدين، هذا طبعاً إن تمت دعوة قوى المعارضة السورية، أما إن تم دعوة دول فقط لحضور هذا المؤتمر فهذا شأن آخر” وفق قوله

وأكّد المنسق العام للهيئة التي تعمل في الداخل وتضم أحزاباً قومية ويسارية وناصرية “أن الهيئة بكافة مكوناتها وقواها ستقاطع الاستفتاء على الدستور السوري الذي قررت القيادة السورية عرضه على الاستفتاء العام”. وقال “لا يمكن التفكير بالموضوع في ظل تصاعد العنف والقتل والاعتقال، ولا يمكن الجمع بين الحل العسكري الأمني وبين الحل السياسي”، وأضاف “طالبنا منذ ثلاثة عقود بوضع دستور جديد لسورية، وهو الأمر الذي لم يحصل إطلاقاً حتى بدأت الانتفاضة السورية منتصف آذار/مارس العام الماضي، وهو يحصل الآن في ظل ظروف يتصاعد فيها العنف والقتل بشكل متواصل ومخيف، وتتزايد أعداد الشهداء والجرحى والمعتقلين”. ونوه بأنه “حتى الآن لم ينفذ قانون العفو العام الذي أصدرته القيادة السورية، ولم يراع إلغاء حالة الطوارئ التي ألغيت بقانون، وهناك تجاوز للدستور كلياً في كل ما يحدث، بل هناك أيضاً تجاوز للقوانين التي تصدر وبشكل نافذ، وليس هناك من يلتزم من أهل السلطة بهذه القوانين ولا بالدساتير” حسب تأكيده.

وأضاف “منذ البداية لم نشارك في لجنة الدستور، ولم نشارك في صياغته أو مناقشته، كما لم يشارك أي طرف من أطراف المعارضة الحقيقية الفعلية في صياغة هذا الدستور، لأن الاهتمام والأولية انصبت دائماً على وقف العنف والقتل وسحب الجيش والأمن من المدن، والاستفتاء الآن لا يعنينا لأن هناك تناقض حاد بين العنف الذي يجري وبين محاولة طرح قوانين أو دساتير، وكنا دائماً نؤكد على وجوب وقف الحل الأمني والبدء بالعملية السياسية، ولم يكن هناك من يجيب أو يستجيب من أهل النظام”، حسب تعبيره

سوريا: المبعوث الصيني يدعو إلى وقف العنف ويؤيد إجراء استفتاء على الدستور

دعا نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون كافة الأطراف في سوريا إلى “الوقف الفوري لأعمال العنف” في البلاد وذلك عقب لقائه الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق السبت.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن جون قوله إن “موقف الصين هو دعوة الحكومة والمعارضة والمسلحين الى الوقف الفوري لاعمال العنف”.

وأكد المبعوث الصيني انه “لا يمكن لأي دولة تحقيق التنمية والرفاهية لشعبها فى ظل غياب الاستقرار” مشددا على ضرورة “عودة الهدوء في اسرع وقت ممكن”.

وأعرب جون عن أمل بلاده في أن يجرى الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد والانتخابات البرلمانية على نحو متواصل.

وقال إن ” الصين تأمل أن يجرى الاستفتاء على مشروع الدستور والانتخابات البرلمانية بصورة سلسة وان تحقق سوريا الاستقرار بأسرع وقت لان ذلك يصب في مصلحة الشعب السوري كله”.

وجاءت تصريحات المبعوث الصيني خلال زيارته إلى دمشق في محاولة للتوسط من أجل ايجاد حل للأزمة.

من جانبه قال الرئيس بشار الأسد إن سوريا تواجه محاولات لتقسيم البلاد.

ونقل التلفزيون السوري عن الأسد قوله إن ” سوريا تواجه جهودا لتقسيمها والتأثير على مكانتها السياسية والتاريخية في المنطقة”.

ومن المقرر أن يلتقي جون مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، كما سيلتقي ظهر السبت قيادات المعارضة السورية في الداخل “حسن عبد العظيم ولؤي حسين وقدري جميل”.

وكان المبعوث الصيني قد وصل إلى دمشق بعد يوم واحد من تصويت الصين ضد قرار في الجمعية العامة يدعو لإنهاء العنف في سوريا.

اعتقالات

من ناحية أخرى، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن والجيش تقوم منذ صباح السبت بحملة اعتقالات ومداهمات في قرية الطيانة في منطقة دير الزور.

وأشارت الهيئة إلى ارتفاع عدد القتلى الذين سقطوا برصاص الامن والجيش الجمعة إلى ما يقرب من 40 شخصا.

وكان نشطاء المعارضة قد أفادوا بأن آلاف السوريين خرجوا الجمعة في مظاهرات حاشدة في أنحاء متفرقة من سوريا فيما أطلق عليه اسم “جمعة المقاومة الشعبية” للمطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

أفادت مصادر في مدينة حمص عن تفجير خزان للبنزين في مصفاة المدينة ورجال الاطفاء يحاولون اطفاء الحريق الهائل.

وكان ناشطون قد أفادوا بأن عدد قتلى جمعة “المقاومة الشعبية” في سوريا قد ارتفع الى 40 قتيلا.

المزيد من بي بي سي

BBC

BBC © 2012

الأمم المتحدة تتبنى قرارا يدين القمع في سوريا

تبنت الجمعية العامة للامم المتحدة بغالبية 137 صوتا مقابل اعتراض 12 عضوا وامتناع 17 عضوا عن التصويت قرارا يدعو الى إدانة انتهاك حقوق الإنسان في سوريا ووقف العنف.

وهذه المبادرة التي تحظى بدعم بدعم عربي وتطالب الرئيس بشار الأسد بالتنحي هي الأخيرة في سلسلة محاولات تهدف إلى إنهاء الأزمة في سوريا.

وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة إن هذا القرار سيجعل الوضع أكثر سوءا “ويشجع الإرهابيين”.

وكانت الصين وروسيا وايران من بين الدول التي عارضت مشروع القرار الذي طرحته مصر وعدد من الدول العربية لادانة “انتهاكات حقوق الانسان الواسعة والمنهجية” في سوريا.

وكان مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري قد اتهم دول مجلس التعاون الخليجي بتقديم الدعم العسكري والسياسي لجماعات المعارضة السورية وتشجيعها على تنفيذ ما وصفه بالعمليات التخريبية والإرهابية ضد الشعب والحكومة في سوريا.

جاء ذلك في كلمته أمام جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت أعمالها مساء اليوم لبحث مشروع قرار عربي بشأن الأزمة السورية مقدم من المجموعة العربية تحت بند منع النزاعات المسلحة.

وبدأت الجلسة بملاحظات من الدول الأعضاء كان أهمها دفع المندوب السوري بوجود خطأ في الأجراءات المتبعة في جلسات استعراض تقارير مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وقال إن سوريا طلبت من رئيس الجلسة الاستئناس برأي قانوني محايد في هذه الخطوة، حيث سبق لبعض الدول الغربية طرح القضية السورية تحت بند آخر هو الأحداث في الشرق الأوسط والآن تطرح نفس القضية تحت بند منع المنازعات المسلحة.

وأوضح الجعفري أن ذلك يعني طرح المسألة السورية على الجمعة العامة ثلاث مرات في ما لا يزيد عشرة أيام ، مما يشير، حسب زعمه، إلى أن سوريا مستهدفة ويهدد مصداقية الأمم المتحدة في التعامل مع الشؤون التي تتعلق باستقلال الدول وسيادتها.

وتحدث مندوب اليمن فقال إن وفد بلاده لم يبلغ بانعقاد تلك الجلسة قبل بدايتها بوقت كاف.

ثم أعطيت الكلمة لمندوب مصر وهو في الوقت نفسه ممثل المجموعة العربية في الجمعية العامة فقال إن المجموعة تؤكد رفضها القاطع استخدام العنف ضد المدنيين وتطالب الحكومة السورية بالإنصات لصوت الشعب وحقن الدماء، وأكد أن المجموعة العربية تشدد على ضرورة تنفيذ خطة العمل العربية التي أقرتها الجامعة العربية بشأن سوريا باعتبارها الطريق الوحيد للخروج بسوريا من الأزمة بعيدا عن إراقة مزيد من الدماء.

كما أكد المندوب المصري رفض المجموعة العربية القاطع لأي حل ينطوي على تدخل عسكري في سوريا.

مندوب سوريا

وأعطيت الكلمة من جديد للمندوب السوري الذي أوضح أن بلاده تعكف على العمل على ثلاث محاور أولها الإستجابة لمطالب الشعب السوري من خلال برنامج للإصلاح الشامل، حيث هناك مسودة الدستور الجديد الذي سيطرح على السوريين للاستفتاء في غضون 10 ايام ، وهو دستور يضمن قيام الدولة السورية الحديثة ذات التعددية السياسية والممارسة الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري.

والمحور الثاني هو الانخراط في حوار شامل مع جميع السوريين على اختلاف توجهاتهم كسبيل وحيد لتخطي الأحداث الحالية المؤلمة والحفاظ على مكانة سوريا كدولة فاعلة في محيطها الإقليمي.

وقال إنه في هذا الإطار فإن سوريا تدعو الدول التي تشجع المعارضة على مقاطعة هذا الحوار إلى الكف عن هذا المسلك.

وأضاف أن المحور الثالث هو الاستمرار في القيام بواجبات الدولة في حماية الشعب السوري ومنشآته وفقا للقانون السوري لإنه لا يمكن لدولة أن تقبل بوجود جماعات مسلحة على أراضيها أو تسمح لتلك الجماعات بتنفيذ هجمات مسلحة على المواطنين والمنشآت.

واتهم المندوب السوري الدول التي قدمت مشروع القرار بأنها تقود حربا سياسية ضد سوريا وتقدم الدعم اللوجستيكي والسياسي للجماعات المسلحة، وقال إن تلك الدول التي تدعي حرصها على سوريا فرضت عقوبات أحادية على الشعب السوري واضرته في حياته وبادرت بقطع علاقاتها مع سوريا، مما يشير إلى أن تلك الدول هي جزء من المشكلة، وطالب المندوب السوري دولا لم يسمها ولكنه قال إنها من مجلس التعاون الخليجي بالكف عن التدخل في الشأن السوري.

وقال إن مشروع القرار المطروح على الجمعية العامة متحيز، ورفض مقدموه إدخال أي تعديلات عليه بما في ذلك التعديلات التي تدعو المعارضة السورية إلى نبذ العنف والهجمات المسلحة، كما تجاهل مقدمو القرار مسؤولية الدولة السورية في حماية نفسها ضد تلك الهجمات.

وشن المندوب السوري هجوما عنيفا على الجامعة العربية وقال إن مشروع القرار المقدم من المجموعة العربية قد تبنى قرارات صادرة من الجامعة العربية تخالف قواعد القانون الدولي فيما يتعلق بالحفاظ على استقلال الدول وسيادتها ، وعلى رأسها تقديم الدعم للمعارضة المسلحة.

وقال إن الجامعة العربية تخضع الآن لمجلس التعاون الخليجي وتتآمر ضد سوريا.

وناشد المندوب السوري الدول الأعضاء في الأمم المتحدة رفض مشروع القرار عند التصويت عليه.

المزيد من بي بي سي

BBC

BBC © 2012

التلفزيون السوري: الاسد يقول ان سوريا تواجه محاولات لتقسيمها

بيروت (رويترز) – ألقى الرئيس السوري بشار الاسد يوم السبت باللوم في الفوضى المستمرة في البلاد منذ 11 شهرا على المحتجين المطالبين بالديمقراطية واصفا ما يحدث بمحاولة لتقسيم البلاد.

ونقل التلفزيون السوري عن الاسد قوله بعد لقائه بنائب وزير الخارجية الصيني في دمشق ان سوريا تواجه مخططا لتقسيمها والتأثير على دورها السياسي والتاريخي في المنطقة.

التلفزيون السوري: الصين تؤيد خطة الاسد باجراء استفتاء تليه انتخابات

بيروت (رويترز) – نقل التلفزيون السوري عن تشاي جيون نائب وزير الخارجية الصيني قوله يوم السبت ان الصين تؤيد خطط الرئيس السوري بشار الاسد باجراء استفتاء تليه انتخابات برلمانية كطريقة لحل الازمة السورية.

ونقل التلفزيون السوري عن تشاي قوله خلال زيارة لسوريا ان الصين تأمل أن يجري الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد والانتخابات البرلمانية على نحو متواصل.

ودعت الصين أيضا الى وقف العنف المستمر منذ 11 شهرا منذ أن اندلعت الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكم الاسد.

ونقل التلفزيون السوري عن تشاي قوله خلال زيارة الى دمشق للاجتماع مع الاسد “موقف الصين يتمثل في دعوة الحكومة والمعارضة والمسلحين للوقف الفوري لاعمال العنف.”

والصين وروسيا هما أبرز المدافعين الدوليين عن الاسد في حملته لقمع الاحتجاجات الشعبية والتي سقط فيها الاف القتلى وأثارت ادانة من الامم المتحدة وقوى غربية.

واتخذت بكين وموسكو موقفا ضد أي تدخل أجنبي أو تغيير في الحكومة بضغط خارجي.

ومن المقرر أن يلتقي تشاي بالاسد يوم السبت ولكن لم يتضح من تقرير التلفزيون السوري الذي يلتقط بثه في بيروت ما اذا كان الاجتماع عقد بالفعل.

وأعلن الاسد خططه يوم الاربعاء باجراء استفتاء على مشروع دستور جديد يقر التعددية السياسية في 26 فبراير شباط تليه انتخابات برلمانية. ورفضت المعارضة السورية والغرب خطط الاسد واصفة اياها بأنها أمر زائف.

القوات السورية تفتح النيران على احتجاج في دمشق

عمان (رويترز) – قال شهود ان القوات السورية أطلقت الذخيرة الحية لتفرقة احتجاج ضد الرئيس السوري بشار الاسد في العاصمة دمشق يوم السبت مما أسفر عن اصابة أربعة أشخاص على الاقل.

ووقع اطلاق النيران أثناء تشييع جنازة ثلاثة شبان قتلوا في احتجاجات سابقة ضد الاسد يوم الجمعة.

نشطاء: توقع اجتياح “بابا عمرو”، و61 قتيلاً سقطوا الجمعة

حمص، سوريا (CNN)– سقط 61 قتيلاً، على الأقل، خلال مواجهات مع القوات السورية الموالية للنظام، بمختلف مدن البلاد التي شهدت، الجمعة، احتجاجات حاشدة ضد نظام دمشق، ضمن ما يُعرف بـ”جمعة المقاومة الشعبية”، في حين تستعد منطقة “بابا عمرو” في حمص، لعملية عسكرية واسعة يتوقع أن يشنها الجيش السوري ، السبت، وفق ما أفاد ناشطون.

وفي الأثناء، أشار نائب وزير الخارجية الصيني، تشاي جيون، عقب مشاورات أجراها مع نظيره السوري، فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية والمغتربين، الجمعة، إلى أن سيادة ووحدة واستقلال وسلامة الأراضي السورية يجب أن تحترم من قبل جميع الأطراف ومن قبل المجتمع الدولي.

ويذكر أن الصين، بجانب روسيا، استخدمت حق الفيتو لإجهاض مشروع قرار عربي-غربي لحل الأزمة في سوريا، بدعوى أنه يجب إعطاء سوريا مهلة لحل الأزمة دون إملاءات خارجية.

احتجاجات حاشدة بـ”جمعة المقاومة الشعبية”

نزل آلاف السوريين إلى شوارع المدن الرئيسية، في كل من أدلب، ودرعا، وحمص، وحماة، بالإضافة إلى ضواحي دمشق، في احتجاجات حاشدة ضد نظام دمشق، ضمن ما يُعرف بـ”جمعة المقاومة الشعبية”، في تصعيد جديد لتحركات المعارضة في الدولة العربية، التي يعتقد البعض أنها باتت على مقربة من “حرب أهلية” واسعة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، إنها أحصت 613 مسيرة احتجاجية بمدن سورية شتى، 158 منها في محافظة “أدلب” وحدها.

وقالت اللجان، وهي إحدى جماعات المعارضة السورية، التي تتولى تنسيق وتوثيق الاحتجاجات ضد نظام الأسد، بأن 61 شخصاً، على الأقل، سقطوا خلال المواجهات مع القوات الموالية للحكومة، من بينهم 12 جندياً منشقاً تم إعدامهم في بلدة “جاسم” بمحافظة درعا.

ومن جانبه، أشار النظام السوري، وبحسب ما نقلت وكالة أنباء “سانا”، إن ستة من قوات الأمن النظامي قتلوا على يد “جماعات إرهابية مسلحة”، الذين تحملهم السلطات مسؤولية عنف ناجم عن حملة قمع عسكرية أطلقها لسحق احتجاجات مناهضة تطالب بالتغيير والديمقراطية.

نشطاء: عملية عسكرية كبرى متوقعة ضد بابا عمرو

وإلى ذلك، قالت ديما موسى، وهي عضوة بالمجلس الثوري لحمص”، و”المجلس الوطني السوري”، تقيم في شيكاغو وعلى اتصال مباشر مع عناصر عسكرية بسوريا، إن النظام يعتزم شن غزو بري موسع على منطقة “بابا  عمرو”، صباح السبت.

وأضافت موسى: “يخططون لتنفيذ عملية واسعة مهما كلف ذلك من ثمن، وبصرف النظر عن الضحايا الذين قد يسقطون حتى لو استدعى الأمر إبادة جميع من بالمنطقة.”

وتابعت: “قوات الأسد تحركت من كافة الجهات منذ ظهر اليوم”، باتجاه المدينة التي تعاني من وضع إنساني كارثي مع نفاد المواد الغذائية والطبية وقطع إمدادات المياه عنها.

ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من هذه التقارير نظرا لقيود صارمة يفرضها النظام السوري على تحركات المراسلين الأجانب داخل أراضيه.

دعوة بريطانية فرنسية لتشديد الضغوط على الأسد

وفي الأثناء، جددت بريطانيا وفرنسا إدانتهما للعنف في سوريا، الذي وصفتاه بأنه يرقى ليكون جرائم ضد الإنسانية، وأكدتا زيادة اتصالاتهما مع المعارضة، وعزمهما على توثيق الجرائم المرتكبة لمحاسبة مرتكبيها.

ولفت رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في بيانهما المشترك عقب قمة باريس، الجمعة، إلى أن لندن وباريس ستعملان على زيادة اتصالاتهما مع المعارضة السورية.

وجددا، في بيان مشترك، إدانتهما لأعمال العنف الفظيعة في سوريا والتي قد “ترقى لأن تكون جرائم ضد الإنسانية”، وفق ما قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وطالبا بوقف العنف فورا.

كما دعا الزعيمان الاتحاد الأوروبي إلى تبني عقوبات جديدة بهدف زيادة الضغوط على الأسد، ومن بين هذه الإجراءات تجميد أرصدة المصرف المركزي السوري، بحسب الخارجية البريطانية.

قوات الأسد تتحدى والمعارضة تطلق “المقاومة الشعبية

حمص، سوريا (CNN)– واصلت القوات الموالية لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، حملتها العسكرية على مدينة “حمص”، التي تتعرض لقصف هو الأعنف على مدار الأسبوعين الماضيين، بعد ساعات على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة حملة القمع المتواصلة ضد المعارضة، التي تنادي برحيل نظام الأسد.

في المقابل، نزل آلاف السوريين إلى لشوارع المدن الرئيسية، في كل من إدلب، ودرعا، وحمص، وحماة، بالإضافة إلى ضواحي دمشق، في احتجاجات حاشدة ضد نظام دمشق، ضمن ما يُعرف بـ”جمعة المقاومة الشعبية”، في تصعيد جديد لتحركات المعارضة في الدولة العربية، التي باتت على مقربة من “حرب أهلية” واسعة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي إحدى جماعات المعارضة التي تتولى تنسيق وتوثيق الاحتجاجات ضد نظام الأسد، بأن 56 قتيلاً على الأقل سقطوا خلال المواجهات مع القوات الموالية للحكومة، بمختلف المدن السورية الجمعة، فيما تم العثور على تسع جثث لأشخاص مجهولين في حمص.

وقالت اللجان المحلية إن من بين “الشهداء” 12 جندياً من المنشقين عن الجيش النظامي، قتلوا في موقع “جاسم” بمحافظة درعا، التي شهدت أيضاً سقوط 15 قتيلاً آخرين في “جاسم” و”الحارة”، بالإضافة إلى 5 قتلى في “المزة” بدمشق، و4 في حمص، و3 في كل من دير الزور، وحلب، وحماة، وضواحي دمشق.

وذكرت لجان التنسيق، في صفحتها على موقع “فيسبوك”، أن مدينة دير الزور شهدت مقتل الشاب فاروق الهفل، الذي سقط برصاص قوات الأمن، كما أفادت باشتداد القصف على حي “بابا عمرو” المحاصر منذ أسبوعين، في حمص، إلى جانب تواجد أمني كثيف في درعا، ونشر للقناصة بكافة الأحياء ومنع السيارات من التحرك.

وقال العقيد مالك الكردي، نائب قائد “الجيش السوري الحر”، المكون من عناصر منشقة عن النظام انضمت إلى صفوف المعارضة، إن القوات الحكومية قامت بقصف مناطق في محافظتي حماة ودرعا، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين والعناصر المنشقة.

من جانبه، قال ناشط، عرف عن نفسه باسم “أحمد”، إن مائة شخص على الأقل اعتقلوا في حماة، ضمن حملة مداهمة شنتها القوات الحكومية، مشيراً إلى أن المدينة تعاني من نقص كبير بالمواد الغذائية والطبية.

وتحدثت أوساط المعارضة عن عمليات مماثلة في الزبداني، التي دخلتها القوات الموالية للحكومة مؤخراً بعد سيطرة الثوار عليها لأسابيع، وجرى الإبلاغ عن عمليات حرق منازل وسرقة للمحلات، إضافة إلى اعتقال ما لا يقل عن 250 شخصاً.

وفي العاصمة دمشق، اقتحمت قوات الأمن مكاتب “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”، واعتقلت مديره مازن درويش، وكذلك زوجته المدونة الأمريكية المولد، رزان غزاوي، والصحفية هنادي زحلوط، والمدون حسين غرير.

ونددت هيئة الدفاع عن الصحفيين باعتقال درويش وزوجته ورفاقهما، وقالت إن ما جرى هو محاولة لإنهاء دور المركز الذي كانوا يديرونه، والذي وفر الكثير من المعلومات حول ما يجري في سوريا في ظل القيود المفروضة على عمل المراسلين الأجانب.

يُذكر أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة هذه التقارير، نظراً لقيود صارمة تفرضها الحكومة السورية على تحركات المراسلين الدوليين داخل أراضيها.

ويقترب الحراك الشعبي السوري من إتمام عامه الأول، وقد بدأت الاحتجاجات بمطالب إصلاحية قبل أن تتحول إلى المطالبة بإسقاط النظام بعد التصدي القمعي للمظاهرات، ما أدى إلى سقوط أكثر من خمسة آلاف قتيل، وفق أرقام الأمم المتحدة التي قالت إنها توقف عن إجراء إحصاء نهاية العام المنصرم.

وقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية ساحقة مشروع قرار مقدم من جامعة الدول العربية يطلب من النظام وقف العنف وإنهاء العمليات المسلحة بالمناطق السكنية وبدء حوار سياسي يضمن الانتقال الديمقراطي للسلطة، وذلك بعد أن فشل مجلس الأمن بإصدار قرار مماثل بسبب الفيتو من روسيا والصين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى