أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 20 آب 2011

 سورية: الإحتجاجات تتمدّد وأوروبا توسّع العقوبات

نيويورك – راغدة درغام

دمشق، لندن، بروكسيل، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – تظاهر عشرات الآلاف في مدن وبلدات سورية عدة أمس، في إطار دعوة أطلقها ناشطون تحت عنوان «جمعة بشائر النصر»، فيما قُتل أكثر من 22 شخصاً وجرح العشرات برصاص الأمن والجيش، رغم إعلان الرئيس السوري بشار وقف عمليات قواته.

وفي وقت تعد الولايات المتحدة ودول أوروبية مشروع قرار يفرض عقوبات على النظام السوري لطرحه على مجلس الأمن خلال أيام، أعلن الاتحاد الأوروبي توسيع نطاق العقوبات. وتمسكت روسيا برفضها الدعوات إلى تنحي الأسد أو فرض عقوبات جديدة، فيما كررت تركيا دعوتها إلى وقف العنف وأحجمت عن مطالبة الرئيس السوري بالتنحي.

واتسع نطاق الاحتجاجات أمس جغرافياً. وأظهرت عشرات الشرائط المصورة على الإنترنت تظاهرات متفاوتة الأحجام في مدن وبلدات عدة، خصوصاً في دمشق وحلب وحمص ودرعا وإدلب وحماة ودير الزور وأريافها، إضافة إلى تفريق تظاهرات بإطلاق الرصاص عليها في حلب ودرعا، ودوريات مشتركة بين الجيش وميليشيات «الشبيحة» في حمص تطلق النار عشوائياً وتهتف للأسد.

وأحصى ناشطون حقوقيون 22 مدنياً بينهم طفلان، قتلوا أمس برصاص قوات الأمن. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «15 شخصاً قتلوا في ريف درعا، بينهم ستة بالغين وطفلان في مدينة غباغب وخمسة أشخاص في الحراك وشخص في انخل وآخر في نوى عندما اطلق رجال الأمن النار لتفريق تظاهرات». وأشار إلى سقوط «جرحى حالة أكثرهم حرجة في الحراك التي تشهد إطلاق نار كثيفاً وفي انخل». وقال إن «قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين في غباغب ما أدى إلى جرح ثلاثة منهم».

وأكد أن «شخصاً قتل في حرستا (ريف دمشق) عندما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين». وقال ناشط آخر من مدينة حمص إن «ثلاثة أشخاص قتلوا بينهم شخص في حي القرابيص وآخر في حي بابا عمرو وثالث في حي جوبر». وهتف محتجون في حمص: «يا بشار باي باي… بدنا نشوفك في لاهاي»، في إشارة إلى مقر المحكمة الجنائية الدولية.

ولفت المرصد إلى أن «تظاهرات خرجت في معظم أحياء حمص للمطالبة بإسقاط النظام أضخمها كانت في حي الخالدية ضمت نحو عشرين ألف متظاهر». وأشار إلى «إطلاق نار كثيف في حيي باب الدريب والميدان وأحياء أخرى لم يمكن تحديدها»، لافتاً إلى «حملة مداهمات للمنازل واعتقال متظاهرين في حي الميدان وكرم الشامي».

لكن وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أعلنت مقتل شرطي ومدني وجرح اثنين من عناصر مخفر غباغب في ريف درعا «بنيران مسلحين هاجموا المخفر بالإضافة إلى سقوط شهيدين من عناصر قوات حفظ النظام وإصابة أربعة آخرين برصاص مسلحين يطلقون النار عشوائياً في شوارع حرستا».

أما في غرب البلاد، فذكر المرصد أن «المصلين خرجوا من جامع الفتاحي في اللاذقية في تظاهرة انقضت عليها مجموعات الشبيحة بسرعة لتفريقها بينما خرجت تظاهرة في حي الميدان في بانياس تطالب بإسقاط النظام رغم التواجد الأمني الكثيف». وتحدث عن «انتشار امني كثيف» في دير الزور (شرق) التي أعلن الجيش السوري خروجه منها.

وفي دمشق، قال المرصد إن «رجال الأمن اطلقوا النار بكثافة على تظاهرة خرجت في حي القدم» مشيراً إلى «سقوط جرحى» من دون أن يتمكن من تحديد عددهم. وأشار إلى أن «وحدات من الجيش والأمن دخلت حي القابون وانتشرت في شكل كثيف أمام المساجد وتقوم سيارات الأمن بعناصرها المسلحة بالعتاد الكامل بدوريات في الحي لمنع خروج التظاهرات»، كما «خرجت تظاهرة في حي الحجر الأسود تهتف: يا حماة إحنا معاكي للموت ويا دير الزور إحنا معاكي للموت والشعب يريد إسقاط الرئيس».

وفي شمال شرقي البلاد، ذكر الناشط الحقوقي حسن برو أن «خمسة آلاف متظاهر خرجوا في مدينة القامشلي وأربعة آلاف في مدينة عامودا للمطالبة بإسقاط النظام». وأشار إلى أن «التظاهرات تمت ضمن وجود أمني كثيف»، من دون أن يشير إلى تدخل أمني أو اعتقال. وكشف أن «اتحاد التنسيقيات الكردية اعلن عدم الاحتفال بعيد الفطر في جميع المناطق الكردية ونالت هذه المبادرة تأييد الأحزاب الكردية».

وفي نيويورك، أكدت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن، بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، أنها ستتبنى معاً طرح مشروع قرار يتضمن عقوبات دولية على النظام السوري قد يتطرق أيضاً إلى توصية المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي لمجلس الأمن بإحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية بسبب «ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان على نطاق واسع».

وقالت مصادر اوروبية إن مشروع القرار الذي صاغته بريطانيا سيطرح على باقي أعضاء المجلس مطلع الأسبوع المقبل ولن ينتظر عودة البعثة الإنسانية الأولى للأمم المتحدة التي تصل دمشق اليوم للإطلاع ميدانياً على المناطق التي طالها العنف وقمع التظاهرات. وقللت من تأثير الموقف روسيا الرافض للعقوبات، مؤكدة أنه «أقل حدة من معارضتها المعهودة لاتخاذ إجراءات في مجلس الامن ضد سورية».

وتعارض روسيا والصين طرح مشروع قرار في مجلس الأمن أو إحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية. وتحبذ روسيا والصين الهند وجنوب افريقيا والبرازيل انتظار عودة البعثة الإنسانية للأمم المتحدة من دمشق. وأعلنت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية فاليري آموس أن البعثة ستزور سورية لمدة أربعة أيام. وأشارت إلى أن الأمم المتحدة حصلت على ضمانات من السلطات السورية بحرية الوصول الى أي منطقة نريدها». وأضافت: «سنركز على الأماكن التي شهدت قتالاً بحسب التقارير، وسترافق البعثة خلال عملها فرق من الهلال الأحمر السوري».

وفي لاهاي، صرح المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو انه تلقى تقارير عن انتهاكات لحقوق الانسان في سورية لكنه لا يستطيع «في الوقت الحاضر» فتح تحقيق بشأنها لأن دمشق لا تعترف بالمحكمة.

واوضح اوكامبو انه يمكنه فقط فتح تحقيق في جرائم محتملة ضد الانسانية بناء على طلب مجلس الأمن، مشيراً الى ان اطرافا مختلفة ارسلت اليه تقارير «عن اعتقالات عشوائية وعن قتل وتعذيب المتظاهرين».

وعبرت وزارة الخارجية الروسية أمس عن معارضتها للدعوات الأميركية والأوروبية إلى تنحي الرئيس الأسد، مشيرة إلى أنها ترى أنه يحتاج وقتاً لتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها. ونقلت وكالة «انترفاكس» للأنباء عن الناطق باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش قوله: «لا نتفق مع وجهة نظر الولايات المتحدة وأوروبا في ما يتعلق بالرئيس بشار الأسد وسنواصل الدفاع عن موقفنا المبدئي في شأن سورية».

واعتبر أن «الأهم هو إعلان الأسد (أول من) أمس وقف جميع العمليات العسكرية. هذه خطوة مهمة للغاية وتؤكد نية الأسد والسلطات السورية المضي في مسار الإصلاحات… على المعارضة أيضاً أن تدخل في حوار مع السلطات وتنأى بنفسها عن المتطرفين». ورأى أن «أموراً كثيرة تمت باتجاه تطبيق الإصلاحات الاتجاه، ويتعين إقرار قوانين ملائمة وإعلان عفو عن المعتقلين السياسيين وإجراء انتخابات بحلول نهاية السنة».

من جهتها، أكدت تركيا أنها غير مستعدة حتى الآن للدعوة إلى تنحي الرئيس السوري، لكنها كررت مطالبتها بوقف القمع الدامي في سورية «فوراً». وقال مصدر حكومي تركي أمس طالباً عدم كشف هويته: «لم نصل إلى هذا الحد بعد… على الشعب السوري أولاً أن يقول للأسد أن يرحل. المعارضة السورية غير موحدة ولم نسمع إلى الآن أي دعوة جماعية من السوريين تقول للأسد أن يرحل، كما حصل في مصر وليبيا».

وفي بروكسيل، قال ديبلوماسيون أوروبيون إن حكومات الاتحاد الاوروبي وافقت أمس على زيادة عدد المسؤولين السوريين والمؤسسات السورية التي تستهدفها عقوبات الاتحاد ووضعت خططاً لاحتمال فرض حظر نفطي. ووافق سفراء الاتحاد اثناء اجتماع أمس على إضافة 15 شخصا وخمس مؤسسات إلى قائمة الكيانات المستهدفة بالفعل بعقوبات أوروبية تشمل تجميد الاصول وحظر السفر، وستقدم القوائم الجديدة للحصول على موافقة رسمية خلال أيام.

وطلب السفراء من جهاز الخدمة الديبلوماسية للكتلة الأوروبية إعداد خطط لمزيد من الإجراءات. وقال ديبلوماسي: «دعا السفراء جهاز الخدمة الديبلوماسية والمفوضية الاوروبية إلى تطوير خيارات لمزيد من العقوبات… خصوصاً احتمال فرض حظر نفطي».

وكانت العقوبات الأولية شملت 35 شخصاً بينهم الاسد واستهدفت شركات ذات صلات بالجيش مرتبطة بقمع الاحتجاجات. لكن العقوبات الجديدة «يمكن ان تشمل شركات مرتبطة بالنظام وليس فقط تلك المشاركة في القمع، ويمكن ان تستهدف قطاعي البنوك والاتصالات وايضا النفط»، بحسب ديبلوماسيين.

أوروبا وسّعت عقوباتها وستحظر النفط السوري

23 قتيلاً برصاص الأمن في “جمعة بشائر النصر”

موسكو رفضت دعوة الغرب الأسد إلى التنحّي وأنقرة لزمت الحذر

 أوكامبو لا يرى اختصاصاً في الوقت الحاضر للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية

سقط 23 مدنياً برصاص الامن السوري معظمهم في مدينة درعا وريفها خلال تظاهرات “جمعة بشائر النصر” التي دعا اليها ناشطون في إطار احتجاجاتهم المتواصلة لاسقاط الرئيس بشار الاسد. واستمر في الموازاة الضغط الخارجي على نظامه من خلال اتفاق الدول الـ 27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على إضافة 20 اسماً جديداً   الى لائحة الاشخاص والكيانات التي جمدت أرصدتها ومنعت من السفر الى دول الاتحاد، مع الاعداد لخطة تتضمن حظر استيراد النفط السوري الى الاتحاد، غداة الدعوة التي وجهها الرئيس الاميركي باراك اوباما وزعماء اوروبيون الى الاسد للتنحي عن السلطة. لكن هذه الدعوة لم تلق قبولاً لدى موسكو التي اعترضت عليها قائلة انه يجب منح الرئيس السوري مهلة لتنفيذ الاصلاحات التي وعد بها. أما أنقرة فقد اتخذت موقفاً حذراً من قضية التنحي وإن تكن جددت دعوة النظام السوري الى التوقف “فوراً” عن استخدام القوة ضد المتظاهرين المدنيين.(راجع العرب والعالم)

وقالت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاترين اشتون في بيان ببروكسيل: “توصل الاتحاد الاوروبي اليوم (أمس) الى اتفاق سياسي على اضافة اسماء 20 شخصا وكيانا سوريا الى لائحة المستهدفين بتجميد ارصدتهم وعدم اعطائهم تأشيرات دخول” الى الاتحاد الاوروبي.

ولم تذكر آشتون أية أسماء، إلاّ أنها قالت إنها تتوقع أن ينشر القرار في الجريدة الرسمية في الأيام المقبلة. وأضافت: “كما تم التوصل الى اتفاق سياسي لتوسيع الاجراءات المقيدة للنظام… يجري الاعداد حالياً لاقتراحات حول فرض حظر على واردات النفط السوري” و”حول تعليق المساعدة الفنية للمصرف الاوروبي للاستثمار الى سوريا” و”تجميد ارصدة كل المستفيدين او الداعمين لسياسة النظام وحرمانهم  تأشيرات دخول” الى الاتحاد الاوروبي. واوضحت ان هذه الاقتراحات سيناقشها الوزراء “مطلع الاسبوع المقبل”. وكررت دعوة الاسد الى التنحي. وخلصت الى “ان الاستخدام العشوائي للقوة” ضد المتظاهرين “افقد النظام السوري كلياً أي شرعية”.

ومعلوم ان الاتحاد الاوروبي يشتري 95 في المئة من صادرات النفط السورية مما يمثل ثلث واردات سوريا.

اوكامبو

□ في لاهاي، أفاد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الارجنتيني لويس مورينو اوكامبو في بيان إنه لا يملك “في الوقت الحاضر” اختصاصاً للتحقيق في ادعاءات عن ارتكاب جرائم ضد الانسانية في سوريا.

وقال: “في الوقت الحاضر ليس لمكتب المدعي العام اختصاص للتحقيق في هذه الادعاءات نظراً الى ان سوريا ليست دولة مشاركة في نظام روما الاساسي المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية كما انها لا تعترف باختصاص المحكمة”. بيد انه اوضح ان “مجلس الامن يستطيع مع ذلك احالة الوضع في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية اذا اعتبر ان العدالة يمكن ان تساهم في احلال السلام والامن في هذا البلد”.

وصدر موقف اوكامبو بعد التقرير الذي عرضته  المفوضة السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الخميس على مجلس الامن وتحدثت فيه عن “مجموعة انتهاكات لحقوق الانسان تشكل هجوما عاما او منهجيا على المدنيين” ودعت مجلس الامن الى التفكير في احالة الوضع في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية.

الصليب الاحمر

¶ في جنيف، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن سوريا على وشك أن تتيح للجنة إمكان الوصول إلى سجونها وذلك للمرة الاولى، حيث يعتقد أن ألوف الناشطين وغيرهم من المدنيين الذين اعتقلوا في الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية محتجزون فيها.

(رويترز، و ص ف)

مدرعات الجيش السوري تدخل حمص

أ. ف. ب.

نيقوسيا: افاد ناشط حقوقي السبت ان رتلا من المدرعات دخل فجر اليوم الى حي في حمص (وسط) حيث قتل يوم امس 15 شخصا كما استمرار اطلاق الرصاص طوال الليل.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “رتلا من المدرعات دخل فجر اليوم الى حي الخالدية” في حمص.

واضاف مدير المرصد ان “اطلاق الرصاص الذي لم ينقطع خلال الليل ما يزال مستمرا لغاية الساعة (7,00 تغ) في احياء الخالدية وبابا عمر والانشاءات”.

واشار عبد الرحمن الى “انقطاع الاتصالات الارضية عن حي الانشاءات وباب عمر والاتصالات الخليوية والارضية عحي الخالدية”.

من جهته، اشار اتحاد تنسيقات الثورة السورية الى “مرور عشر دبابات من طريق حماة بجانب القصور الى داخل حمص” لافتة الى ان “وجهة هذه الدبابات غير معروفة”.

ياتي هذا التحرك غداة مقتل 33 مدنيا بينهم 15 شخصا من حمص سقطوا برصاص قوات الامن السورية، فيما جرت تظاهرات في الكثير من المدن والبلدات السورية غداة دعوات غربية مكثفة للرئيس بشار الاسد بالتنحي.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان “15 شخصا قتلوا في ريف درعا و15 شخصا قتلوا في حمص (وسط) هم خمسة في منطقة الخالدية وثلاثة في منطقة بابا عمرو واثنان في منطقة باب السباع، اضافة الى مقتل خمسة اشخاص في تدمر بينهم اثنان دون الثامنة عشرة”.

واضاف المرصد ان “شخصين قتلا في حرستا (ريف دمشق) وآخر في دوما عندما اطلقت قوات الامن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين”.

كما توفي امس شخصان متاثرين بجراح اصيبا بها مساء الخميس وهما شخص في منطقة حي الخضر في حمص ومدني في منطقة الرحيبة في ريف دمشق.

وتشهد سوريا منذ منتصف آذار/مارس حركة احتجاجية غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد الذي يواصل قمعها بشدة ما اسفر عن مقتل اكثر من الفي شخص بحسب الامم المتحدة، في حين يؤكد النظام السوري انه يتصدى “لعصابات ارهابية مسلحة”.

سبعة عوامل مهمة في سعي المعارضة السورية لإزاحة الأسد

صلاح أحمد من لندن

على الطريق الشاق والطويل نحو الحرية

مع وصول نسائم «ربيع العرب» إلى سوريا، ساد اعتقاد بأن أيام الأسد صارت معدودة وأن رياح التغيير التي أتى بها في القاهرة وتونس قد تتخذ من دمشق بوابة إلى تغيير الخارطة السياسية العربية بأكملها. لكن الأشياء تعثرت بشكل واضح بجلاء.. وهنا أهم العوامل التي تضافرت لإفراز هذا الوضع.

لندن: يمكن القول إن السبب الأكبر وراء إخفاق السوريين دعاة الحرية والديمقراطية في إطاحة الرئيس بشار الأسد هو القهر المريع الذي تمارسه قواته بحقهم.. من الاعتقال والتعذيب، إلى الموت بالنار في الشوارع أو الموت بغيرها داخل السجون.

ولهذا صار التظاهر نفسه مغامرة مهولة من شأنها أن تردع حتى أشجع الشجعان وأكثرهم تصميما على إزاحة السلطة.

لكن ذلك القهر ليس هو العامل الوحيد وراء الانتكاسات التي منيت بها عناصر المعارضة السورية.

وتبعا لخبير شؤون الشرق الأوسط بلال صعب، من جامعة ميريلاند الأميركية، فثمة سبعة عوامل رئيسية هي التي تصنع الوضع الراهن أشار إليها في مقال مطوّل على صفحات «كريستيان ساينس مونيتور»، وهي كما يلي:

1- الضعف والانقسامات في الصفوف

رغم ان المعارضة تتعلم – يوما بعد آخر – كيفية تنظيم نفسها لزيادة فعاليتها وإيصال رسالتها إلى العالم الخارجي، فلا تزال هذه الجهود مشتتة وتفتقر إلى التركيز.

وما لم تتمكن صفوفها من الاتحاد واجتذاب المزيد من المعارضين – خاصة من طبقة الأعمال التجارية وسط السنة – والوصول بأعداد كبيرة إلى قلب دمشق نفسها، فالأرجح أن مطافها سينتهي إلى لا شيء.

2- السلمي مقابل المسلح

لا يفوت على الأسرة الدولية ملاحظة أمر مدهش وهو بقاء الانتفاضة على نظام الأسد سلمية بالكامل. لكن الاحتمالات تبقى مفتوحة في ما يتعلق باستمرارها على هذا النحو. وفي حال استمرار الوضع كما هو، فقد تنحو عناصر معارضة إلى نبذ السلم لصالح النضال المسلح.

المقامرون وبقاء حكام الشرق الأسط

في الغرب يراهنون على كل شيء.. من نتائج الأحداث الجسام الى ما إن كان الجليد سينهمر يوم عيد الميلاد المقبل. وأحداث سوريا ليست استثناء. فقالت دور المقامرة إنها تعطي الرئيس بشار الأسد نسبة 70 في المائة في ما يتعلق باحتمال بقائه حتى 2012 على الأقل.

وبهذا فإن الأسد يتفوق كثيرا على العقيد معمر القذافي والرئيس اليمني علي عبد الله صالح اللذين تعتقد تلك الدور أن فرص إطاحتهما قبل ذلك الموعد أكبر بكثير من تلك التي تهدد الرئيس السوري.

وتبعا لأحد أكبر تلك الدور وهو موقع الإلكتروني «إينتريد»، فإن المقامرين يعتقدون في المتوسط أن احتمال إطاحة الأسد قبل منصف ليلة الحادي والثلاثين من ديسمبر / كانون الأول 2011 لا تتجاوز 28.5 في المائة. وفي ما يخص القذافي فإن النسبة تبلغ 75 في المائة، وصالح 57 في المائة.

ويذكر أن «إبنتريد» صارت، بفضل تكهناتها الدقيقة، بمثابة الباروميتر للأحداث المهمة المقبلة. وعلى سبيل المثال فقد تبأت بوصول باراك اوباما الى البيت الأبيض بعد حصوله على 364 صوتا انتخابيا. وكان هذا الرقم يقل بصوت واحد عما حصل عليه اوباما فعلا وهو 365 صوتا.

وفي ما يتعلق ببعض الباقين من حكام الشرق الأوسط فقد جاءت نسب احتمال إزاحتهم قبل نهاية العام الحالي كما يلي تيعا للمصدر نفسه:

* رئيس وزراء البحرين خليفة بن سلمان آل خليفة: 19 في المائة

* الرئيس الجزئري عبد العزيز بوتفليقة: 15 في المائة

* الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد: 10 في المائة

* المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي: 5 في المائة

ولكن في حال تحول المعارضة السلمية إلى أخرى مسلحة بالكامل – لسبب أو آخر بما في ذلك اختطافها من قبل جهات أجنبية – فإن هذا سيعود بالضرر البالغ على هذه المعارضة وعلى فرص وصولها إلى نوع الناتج الذي ترجوه.

ولذا فإن العالم ينظر بقلق إلى إمكان الانهيار التام للنظام والقانون في سوريا.. وفي نهاية المطاف فقد صارت هذه حرب استنزاف والوقت فيها قد لا يكون لصالح المعارضة.

3- الإخوان المسلمون

ربما كان الإخوان المسلمون عبئا على المعارضة أكبر من كونهم سندا لها. والسبب في هذا هو أن الغرب ينظر بوجل إلى نواياهم، وقد يسحب كل أشكال دعمه في حال شعر بأن الإخوان يتصدرون الواجهة أو يكتسبون نفوذا متناميا بمر الأيام والأحداث.

وبرغم أن النشطاء الليبراليين مدركون لنوع التحديات التي يشكلها الإخوان، فليس بوسعهم الكثير الذي يمكن أن يفعلوه إزاء حركة حرمها آل الأسد من الحرية السياسية لدهر طويل وصارت متعطشة لهذه الحرية.

4- الحوار مع السلطة

من شأن الحوار مع النظام السوري أن يؤذي قضية المعارضة. وهذا لأن الأسد غير راغب، أو غير قادر، على الإصلاح. وبدلا عن ذلك فسيسعى لتحييد خصومه وشق صفوفهم عبر وعوده بحوار لا يقدم ولا يؤخر. والواقع إن التلويح بالأمل عبر الحوار والتنازل والحلول الوسط هو الشق الآخر من إستراتيجية مزدوجة ينتجها الأسد، بجانب الشق الأول وهو القمع العنيف، بما يخلخل المعارضة من أساسها.

وقد رفضت أغلبية المتظاهرين السوريين مبادرات الأسد. ومع ذلك فمن الممكن أن توجد شرائح اقتنعت بوعوده بالإصلاح أو يغريها، على الأقل، أن تقبل بها. وهذا، بغض النظر عن أحجام هذه الشرائح، يدخل في باب النزيف بالنسبة للمعارضة ويشكل نكسة لها. ولذا فمن الضروري حقا بالنسبة لها أن تكون قادرة على توحيد الشارع السوري بأكمله وراءها بحيث يكون ضغطها على النظام حقيقيا وهائلا وحصولها على الدعم الدولي مضمونا.

5- التدخل الخارجي

يعج تاريخ سوريا الحديث بالتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية بما قاد في عدد من المرات الى زعزعة الاستقرار والعنف السياسي. والأحداث التي تمر بها البلاد الآن تشهد ايضا نوع التدخل الذي لا يصب لصالح المعارضة بالضرورة. وعلى سبيل المثال فإن محاولات تركيا تشجيع الأسد على الحوار يضر بها لأنها لا تريد ما هو أقل من تغيير النظام الحاكم نفسه. وهي تتخذ موقفها هذا انطلاقا من أن مجرد الحوار يضفي عليه الشرعية في أعين العالم على الأقل. ومن أمثلة التدخل الأخرى ما يُقال من ان إيران تمد نظام الأسد بما يكفي من السلاح اللازم لقهر المعارضة على نحو أشد.

6 – الدبلوماسية الأميركية والغربية

لا يزال المراقبون يتجادلون حول ما إن كانت السياسة الأميركية والغربية عموما إزاء الأحداث السورية تصب لصالح المعارضة أو ضررها.. بل أن السوريين أنفسهم منقسمون في هذا الشأن. فالبعض يقولون إن دعوات صريحة من كبرى العواصم (واشنطن ولندن وباريس وروما) لتنحي الأسد ستقضي على آمال المعارضة في تنحيه أو إزاحته. لكن بعضا آخر يقول بالعكس لأن هذا سيفتح طريقا واحدا أمامه يؤدي فقط الى المخرج. ويضيف هؤلاء إن موقفا صلدا من الغرب بهذا الخصوص قد يقنع الجيش السوري بإعادة حساباته وربما اتخاذه القرار زخيرا بالوقوف الى جانب المعارضة.

7- سباحة ضد التيار

ليس مستغربا أن المعارضة السورية تجد صعوبة جمة في التحرك إلى الأمام. فهي من جهة تواجه خصما لا يتردد في القمع والفتك، ومن جهة ثانية تحاول التغلب على النواقص التي تكتنفها، ومن الجهة الثالثة تسعى لإقناع الغرب بعدالة قضيتها.

وفي هذا السياق يمكن القول إن السوريين يسبحون ضد تيار قوي وهائل. ولكن، إذا تمكنوا من الوصول إلى هدفهم في نهاية المطاف العسير، فسيكون إنجازهم بحق مثال لقوة الشعب أسطع من ذلك الذي قدمه الشعب المصري في ثورته على حسني مبارك.. وأيضا أكبر أثرا على المجريات السياسية والأمنية في عموم منطقة الشرق الأوسط.

الإعلان عن مجلس وطني للمعارضة السورية الأحد المقبل

سلطان عبدالله من الرياض

مصادر إيلاف: عواصم عربية وغربية أبدت تأييدها للخطوة

أفادت مصادر دبلوماسية في الخليج أن عددا من أطراف المعارضة السورية تتجه إلى الإعلان عن إنشاء مجلس وطني سوري في الخارج، تكون من بين مهامه الرئيسية تنسيق جهود المعارضة بكافة أطيافها والاتفاق على خطوات عملية يتم تنفيذها على ارض الواقع من شانها قيادة سوريا نحو التعددية والديمقراطية.

الرياض: قالت مصادر دبلوماسية في الخليج طلبت عدم الكشف عن هويتها في تصريحات خاصة لـ”إيلاف” أنها تلقت مؤخرا “مسودة اتفاق بين قوى سورية معارضة يقضي بإنشاء مجلس وطني سوري في الخارج الأحد المقبل تكون من بين مهامه تنسيق جهود المعارضة السورية بكافة أطيافها والاتفاق على خطوات عملية يتم تنفيذها على ارض الواقع من شانها قيادة سوريا نحو مجتمع مدني وفقا لنظام ديمقراطي يكفل حرية الشعب وضمان أمنه واستقلاله ووحدته الوطنية ونبذ الطائفية”.

وأوضحت المصادر أن عددا من العواصم الغربية والإقليمية أبدت تأييدها ودعمها لكل خطوة تصب في اتجاه وقف أعمال العنف وإراقة دماء الشعب السوري.

وأضافت المصادر “أن المجلس سيباشر فور الإعلان عنه إلى الاتصال بالدول ذات التأثير على الساحة الدولية والإقليمية للحصول على الدعم والمساندة”.

ويلاحظ هنا أن الإعلان عن هذه الخطوة جاء بعد اقل من 48 ساعة من طلب واشنطن والعديد من العواصم الأوروبية من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي عن السلطة.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد أبدت قلقها مؤخرا من عدم وحدة صف المعارضة السورية تجاه الأهداف الرئيسية في المرحلة الحالية من جهة وعدم وجود ممثل واضح لها للتواصل معه حول الأزمة التي تجتاح سوريا منذ نحو خمسة أشهر.

وعلم من مصدر دبلوماسي أن لجان التنسيق المحلية انضمت للمرة الأولى إلى كتلة سياسية بعد أن اكتفت خلال الفترة الماضية بالمشاركة في مؤتمرات المعارضة كمراقب أو تحديد دورها في تنظيم المظاهرات كل جمعة التي تحولت خلال شهر رمضان الحالي إلى مظاهرات يومية.

وقال “إن فكرة إعلان المجلس ولدت في إسطنبول بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمثقفين الذين اجتمعوا من أجل وضع شروط ومعايير اختيار أعضاء المجلس، مضيفا أن المجلس مكون من أعضاء اختيروا على أساس الكفاءة والتوزيع الجغرافي داخل وخارج سوريا”.

وعلى صعيد متصل أعلن ناشطون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في بيان تأسيس “الهيئة العامة للثورة السورية” لضم كل تجمعات المحتجين داخل سوريا والمعارضين في الخارج.

وقال البيان الذي تناقلته عدد من وكالات الأنباء اليوم “إن هذه الهيئة أسست بعد اندماج كافة تجمعات الثورة داخل سوريا وخارجها لتكون ممثلا للثوار في كل أنحاء سوريا الحبيبة”.

وأوضح “أن هذه الهيئة أسست التزاما بضرورة العمل المشترك والحاجة الملحة لتوحيد الجهود الميدانية والإعلامية والسياسية ولضرورة الانصهار ببوتقة عمل واحدة توحد الرؤى لدى الثوار بمختلف الائتلافيات والتنسيقيات التي تتمثل بداية بإسقاط نظام بشار الأسد ومؤسساته القمعية والنفعية”.

وأكد الناشطون “أن الخطوة التالية في عمل هذه الهيئة ستكون بناء سوريا كدولة ديمقراطية مدنية ودولة مؤسسات تضمن الحرية والمساواة والكرامة واحترام حقوق الإنسان لكافة مواطنيها”.

ودعت الهيئة التي وقع على بيان تأسيسها عدد كبير من تنسيقيات الثورة السورية في مدن عدة، بقية التنسيقيات والتكتلات والتجمعات إلى التوحد ضمن هذه الهيئة لما في ذلك من مصلحة تخدم أهداف الثورة وتوصل صوتها لكل أصقاع الدنيا ولتقدم رؤيتها بشكل موحد يرقى إلى جهود الفاعلين على الأرض في كل مدينة وقرية سورية.

ومن موقعي البيان “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية”و”صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد” و”شبكة شام”وعدد من لجان التنسيق المحلية في اللاذقية (غرب) والسلمية (شرق)والزبداني ومضايا (ريف دمشق) وحمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب) وغيرها.كما وقعت على البيان رابطة الشباب السوري للتغيير الديمقراطي وائتلاف شباب الثورة السورية الحرة.

وأكد موقعو البيان “التزامهم بدماء آلاف الشهداء وتضحيات عشرات آلاف المعتقلين ممن عذبوا وشردوا واضطهدوا لينيروا طريق الحرية ويوقدوا جذوة العزة والكرامة”.

وأضافوا “نجدد القسم لهم جميعا بأننا لن نخون العهد الذي قطعناه سويا أو نحيد عن الدرب الذي ساروا عليه وضحوا من اجله ولن نتهاون مع آي خيانة لهذه التضحيات أو تسلق عليها لمصالح شخصية”.

وتشهد سوريا منذ منتصف آذار/ مارس حركة احتجاجية غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي يواصل قمعها بشدة ما أسفر عن مقتل أكثر من ألفي شخص بحسب الأمم المتحدة، في حين يؤكد النظام السوري انه يتصدى “لعصابات إرهابية مسلحة”.

جاء الدور على الاسد

خمسة اشهر كان ينبغي أن تمر وأكثر من 2000 شخص أن يُقتلوا في سورية، لتحريك الرئيس الامريكي وزعماء اوروبا للطلب من بشار الاسد التوقف عن رئاسته. لهذا الطلب، وإن لم يكن تأثير عملي، حيث أن الاسد لا يعتزم ترك قصره، وكذا بيان الامين العام للامم المتحدة بشأن وقف النشاط العسكري، لا ينبغي أن نولي جدية كبيرة.

ولكن، في جدول ردود الفعل الامريكية، وصلت واشنطن أخيرا الى المستوى الأعلى الممكن على الصعيد الدبلوماسي. فقد استنفدت الولايات المتحدة في ذات المناسبة معظم العقوبات الاقتصادية التي يمكنها أن تفرضها على رجال القيادة، وعلى قسم من المؤسسات المالية السورية.

سارت واشنطن على ارض آمنة. فبعد أن فشلت المحاولة التركية لاقناع الاسد بتطبيق الاصلاحات، وأوضحت تركيا للاسد بأن صبرها نفد، وأنها مستعدة لخطوات دراماتيكية اخرى، وبعد أن انضم الملك عبد الله، ملك السعودية، وزعماء دول الخليج الى الموقف التركي، وحتى الجامعة العربية أطلقت تنديدا، كان بوسع اوباما ان يعرض موقفا امريكيا جديدا يستند الى ائتلاف دولي.

الاسد هو الزعيم العربي الرابع الذي تطالب واشنطن برحيله، بعد مبارك، القذافي، وعلي عبد الله صالح اليمني. بينهم جميعا مبارك فقط أعلن عن اعتزاله، وليس بسبب الطلب الامريكي. ولكن، بينما تضع واشنطن نفسها في مكان طيب الى جانب الجمهور العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص، وتعرض نفسها كمن يعمل على تقدم الديمقراطية في الشرق الاوسط، فانها بعيدة عن احتلال قلب الثوريين السوريين، فهؤلاء لا يفهمون لماذا تأخرت الولايات المتحدة حتى الآن، ولماذا لا تعمل في سورية مثلما عملت في ليبيا.

أعلام الولايات المتحدة لم تُرفع ولن تُرفع في المظاهرات في سورية، مثلما لم تُرفع في مصر أو في ليبيا. رغم الموقف الامريكي، يوجد للجمهور في الدول العربية حساب طويل مع الادارة التي أيدت وشجعت الانظمة التي يخرج المتظاهرون ضدها. في مصر يجري جدال عام يعطي صداه في مسألة المساعدات الامريكية للجمعيات المدنية في الوقت الذي يشير الوزير الجديد للتكافل الوطني الى هذه المساعدة كمس بالشخصية الوطنية المصرية. في سورية، تجري الادارة الامريكية اتصالات وثيقة مع المعارضة، وحسب تقارير لمحافل معارضة فانها تمول بعضا من نشاطاتها. ولكن هذا لا يمنع مدونون من المعارضة في أن يكتبوا ضد التدخل الامريكي في الثورة السورية.

وبينما حُسم موقف الولايات المتحدة من الاسد أمس، فانها لا تقترح حلا لـ ‘اليوم التالي’. كيف ستعمل الولايات المتحدة اذا رفض الاسد اخلاء مكانه، فما بالك من سيحل محل الاسد اذا قرر الاعتزال أو ثار جيشه ضده. ومع أنه لدى واشنطن وحلفائها، ولا سيما العرب، وسائل ضغط اخرى كفرض مقاطعة دبلوماسية، تجميد العضوية في الجامعة العربية وتقليص المساعدات لسورية على المستوى الانساني فقط، فمقابل ذلك لا يزال بوسع سورية أن تعتمد على الدعم الايراني والعراقي بل وعلى روسيا والصين. ليس غنيا عن الذكر أن صدام حسين عاش تحت نظام العقوبات 12 سنة قبل أن تُشن حرب ضده.

الاسد وحلفاؤه يعرفون انه بين البيان الامريكي وفرض العقوبات وبين الهجوم العسكري على سورية، المسافة كبيرة. يوجد لمثل هذا الهجوم معارضة سواء من جانب اعضاء مجلس الامن أم من جانب الدول العربية، وذلك لانه قد تكون له آثار بعيدة المدى لدرجة حرب اقليمية اذا قررت ايران فتح جبهة في منطقة الخليج كي تنقذ الاسد. المتظاهرون السوريون سيتعين عليهم على ما يبدو أن يدفعوا ثمنا باهظا آخر بالدم قبل أن يتمكنوا من أن يشاهدوا الطائرات الامريكية فوق سماء دمشق.

هآرتس 19/8/2011

بين غزة واللاذقية تاريخ المخيمات الفلسطينية وحماة

“الأسد الصغير” يعيد ذكريات أبيه ويؤقت للقصف تزامناً مع اسرائيل

سطام الرويلي من الرياض

غزة واللاذقية اليوم مسرحان مستحدثان لسيناريو متكرر… فتزامن قصف الدبابات والمدافع السورية لأحياء في اللاذقية مع القصف الاسرائيلي على غزة، يعيد شريط الذاكرة الى أحداث مطلع الثمانينات حين تزامن هجوم الجيش السوري على حماة والمخيمات الفلسطينية مع ارسال الجيش الإسرائيلي لمقذوفات إلى لبنان.

الرياض: يعيد التاريخ نفسه، في أحيان كثيرة، وهذه الأيام يتولى الرئيس السوري بشار الأسد إعادة تاريخ أبيه في قصف بعض المدن السورية بالتزامن مع القصف الإسرائيلي لمكان آخر في المنطقة العربية.

الأخبار من سوريا تقول بأن الدبابات والمدافع السورية تقصف أحياءً في اللاذقية، ويتزامن ذلك مع قصف إسرائيلي على غزة في فلسطين، وهو سيناريو يتكرر لأحداث مطلع الثمانينات الميلادية عندما تزامن هجوم الجيش السوري على حماة والمخيمات الفلسطينية مع ارسال الجيش الإسرائيلي لمقذوفات إلى لبنان، طبعاً مع الفارق الكبير في عدد الضحايا الذين يسقطهم الجيش السوري أضعاف ماتفعله الآلة العسكرية الإسرائيلية.

النظام السوري كما يقول المراقبون وشهود العيان لم يستخدم منذ بداية الاحتجاجات خراطيم المياه والرصاص المطاطي.. وليس لديه الا الرصاص الحي الذي سقط ضحيته الى الان اعداد كبيره تدخل مرشحة إلى الصفر الرابع في خانة الآلاف، حسب تقدير المنظمات المحليه كالمرصد السوري لحقوق الأنسان والمنظمات العالمية كمنظمة العفو الدوليه و هيومن رايتس.

وترى المعارضه السورية بكل أطيافها في الداخل والخارج ان مطية “الممانعة” و “المقاومة” سقطت إلى الأبد بعد أن اتضح لهم جلياً أن دور الجيش السوري المهادن للجار الإسرائليل لأربعة عقود، ليس إلا آلة لقمع وإسكات كل صوت معارض ينشد التحديث والحرية.

وقال مثقف سوري معارض في الخارج  “حتى الذي لايرى ولا يسمع يستشعر ان هناك تناغم ومصير مشترك بين العدو والمقاوم” وأضاف المثقف الذي فضل عدم ذكر اسمه  أن “النظام السوري عاش لأكثر من 40 عاماً جاثماً على صدور السوريين بالنار والحديد  مستمدا استمراره من كذبة المقاومة  لعدو لم يطلق عليه رصاصة واحدة حتى لو كانت طائشة وغير مقصوده… بل وحتى مع  هذه الأحدا ث والفوضى.. بقي النظام السوري   حارسا للحدود مع اسرائيل وخير شاهد على كلامي هو تصريح رامي معلوف عندما ربط امن اسرائيل ببقاء النظام”.

ومن المعروف ان الحدود السورية الإسرائيلية لم تشهد حرباً مباشرةً فيما بينهما منذ حرب 1973.

و بعد أن اندلعت الثورة السورية إثر مظاهرة محدودة فى الخامس عشر من أبريل الماضي، انتقلت كالهشيم فى الرياح لتعم أنحاء سوريا. وفي بداية الاحتجاجات اتهم السفير السوري فى لندن سامي الخيامي  إسرائيل بأنها وراء هذه الثورة، ما جعل الكثير من مناوئي النظام السوري يقولون أن تصريح السفير يدل دلالة واضحة على ان النظام السوري كان يريد ان يستدر ويهيج العواطف ليعطي لنفسه الحق بقمع الاحتجاجات، وكيف( لا يقمع) واسرائيل تحيك ضده المؤامرات حسب وجهة نظرهم..

ويقول المعارضون السوريون إن مايدعم وجهة نظرهم هو فتور الولايات المتحدة الأميركية في غالب مراحل الثورة وعدم جديتها في إدانة النظام السوري على عكس المواقف السابقة للإدارة الأميركية  من الثورات العربية التي سبقت احداث سوريا .. وهذا الموقف أكد لمن كذب ممانعة النظام السوري انها ليست الا قناع سقط ولن يستطيع النظام السوري ان يلبسه ثانيةً.

ويرى البعض ان من يبحث بالسياسة الاسرائيلة ويتابع تصاريح الساسة الاسرائيلين يجد ان اسرائيل حريصة على استمرار نظام الممانعة الوادع عليها والأسد على شعبه.. ويدللون على ذلك بأن إسرائيل لم تستغل أحداث سوريا بأي شكل من الأشكال، وان كانت حقاً ترى ان هذا النظام يشكل خطرا على امنها فتلك فرصتها.. ويرون ان هناك اجماع في اسرائيل على ان بقاء الاسد هو الأضمن لأمن اسرائيل. ويؤكدون ان  اصرار الشعب السوري على الخلاص من هذا النظام سيجبر اسرائيل ان تهيئ نفسها الى مرحلة مع بعد بشار والتي لايستطيع الاسرائيليون التكهن حيالها..

والأخبار من داخل اسرائيل تقول بأن الدولة العبرية باتت مقتنعة من سقوط بشار بحسب  آخر التصاريح التي صرح بها قادة إسرائيليون. ومن ذلك ما قاله وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، الذي يفيد بأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد «بات محسوماً» وأنه لم يعد شريكاً لمفاوضات محتملة لتسوية الصراع الإسرائيلي – السوري. وأضاف “بما يشبه النصيحة”،  أن الرئيس السوري يواجه معضلة «فإذا توقف اليوم عن استخدام القوة فسيُنظر اليه على أنه ضعيف وستتم الاطاحة به” وأضاف باراك “في حال واصل النظام السوري القمع فسيكون أعنف وستحدث انشقاقات في الجيش أيضاً، في رأيي لقد حسم مصيره”.

وتأتي تصريحات باراك بعد ايام قليلة من تقرير نشرته صحيفة (هارتس) العبرية، بان تقديرات الأجهزة الأمنية الأسرائيلة تقود الى ان النظام السوري لن يستطيع الصمود وسينهار تحت ضغط المتظاهرين. ووفق مصدر امني كبير(يرجح انه رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال بيني غانتس) فإن نفوذ الأسد بدا يضعف.. فانه قد يصمد لأشهر او لسنة لكن نظامه لن يقدر على استعادة قوته، وزاد أن حكم عائلة الأسد الذي استمر لمدة أربعين عاماً «يبدو أنه في طريقه إلى الزوال».

ورأى المسؤول العسكري أن «مواصلة النظام السوري استخدام العنف لقمع التظاهرات ستسرّع سقوطه». وأضاف أن «الأسد نفسه لا يعرف كيف ستبدو سوريا في نهاية هذا الأسبوع، أو الأسبوع المقبل. وهذا الغموض يثير قلقه وقلقنا”.

تأسيس مجلس وطني لدعم الثورة

واشنطن تغازل معارضة سوريا وتدعمها

تتزايد الضغوط الدولية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد يوما بعد يوم، فواشنطن أثنت على المعارضة السورية باعتبارها الآن “أكثر تلاحما وتمثيلا للمجتمع السوري”، في حين وسعت أوروبا عقوباتها ضد دمشق وسط حديث عن احتمال فرض حظر نفطي، كما أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية عن تلقيه تقارير عن “فظائع” بسوريا.

وفي خطوة لافتة، صرح المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر بأن معارضة حقيقية بدأت تتشكل في سوريا وتصبح أكثر تلاحما وأكثر تمثيلا للمجتمع السوري بعد أكثر من خمسة أشهر من الثورة السورية.

وأضاف لشبكة سي أن أن التلفزيونية أنه رغم أن المستقبل السياسي في سوريا غير واضح فإن الإدارة الأميركية تود البقاء على اتصال مع المعارضة.

من جهتها كانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند أكثر وضوحا في موضوع العلاقة مع المعارضة السورية، فصرحت بأن السفير الأميركي روبرت فورد باق في دمشق لمساعدة واشنطن على الاتصال بالمعارضة.

وصرحت نولاند للصحفيين “نرى هذه المعارضة تترسخ ليس فقط في المدن بل في جميع أنحاء سوريا وتتوسع في طبيعتها أيضا”.

وأضافت “في الأشهر والأسابيع الأخيرة فقط انضمت شخصيات جديدة إلى المعارضة وأصبحت تضم علويين ودروزا ومسيحيين ورجال أعمال وتجارا وضباطا تراجعوا عن ولائهم للأسد”.

ورأت الناطقة باسم الخارجية الأميركية أن هؤلاء المعارضين “يتحدثون عن الحاجة إلى وضع خارطة طريق ونحن دعمنا هذا الهدف بوضع خارطة لانتقالهم إلى مستقبل ديمقراطي”.

يذكر أن السفير الأميركي الذي عاد إلى دمشق قبل أكثر من أسبوعين، أبلغ لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس مطلع هذا الشهر بأن المعارضة السورية مجموعة “متنوعة غير منظمة بشكل جيد”.

وأضاف أن على المعارضة تطوير أفكار سورية لا أميركية لعملية الانتقال الديمقراطي في البلاد.

مجلس معارض

وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاء في أوروبا إنهم سيقدمون مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على سوريا.

وعلى الرغم من التصريحات الدبلوماسية التي أصبحت أعنف لا يوجد تهديد بعمل عسكري غربي مثلما حدث ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.

هذا الضغط الدولي والدعم المتزايد للمعارضة، شجع تيارها في المنفى على محاولة تأسيس مجلس وطني في تركيا الأحد لدعم الانتفاضة والمساعدة في ملء الفراغ السياسي في حال نجحت الاحتجاجات في الإطاحة بالأسد.

وفشلت مبادرات مماثلة للمعارضة في الماضي في الخروج بجماعة قوية لتوحيد صفوفها المفتتة جراء 41 عاما من الحكم القاسي لأسرة الأسد.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات جديدة على قطاع الطاقة السوري وأضافت شركات تدير هذا القطاع إلى “اللائحة السوداء” التي يحظر على الشركات والأفراد في أميركا التعامل معها.

حظر نفطي

الضغوط والعقوبات الأميركية هذه تلقفتها أوروبا، حيث قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إن حكومات الاتحاد وافقت الجمعة على زيادة عدد المسؤولين السوريين والمؤسسات السورية التي تستهدفها عقوبات الاتحاد ووضعت خططا لاحتمال فرض حظر نفطي.

وتصدر سوريا أكثر من ثلث إنتاجها من النفط الذي يصل إلى 385 ألف برميل يوميا إلى أوروبا.

ووافق سفراء الاتحاد الأوروبي أثناء اجتماع في بروكسل على إضافة 15 شخصا وخمس مؤسسات إلى قائمة الكيانات المستهدفة بالفعل بعقوبات أوروبية تشمل تجميد الأصول وحظر السفر.

وستقدم القوائم الجديدة للحصول على موافقة رسمية في منتصف الأسبوع المقبل، وطلبوا أيضا من جهاز الخدمة الدبلوماسية للكتلة الأوروبية إعداد خطط لمزيد من الإجراءات.

وقالت آشتون في بيان “يجري الآن إعداد المقترحات لحظر استيراد الاتحاد الأوروبي للنفط الخام السوري”، وأضافت “تصاعد القمع العنيف للمحتجين السلميين والاستخدام المتزايد واسع النطاق للقوة العسكرية العشوائية أظهرا افتقاد النظام السوري للشرعية تماما والحاجة لتنحي الأسد”.

دعوة للتنحي

من أوروبا إلى آسيا تطير دعوات التنحي للأسد ووقف العنف وكان أحدثها من طوكيو، حيث حث وزير الخارجية الياباني تاكياكي ماتسوموتو سوريا على الوقف الفوري للعنف ضد المدنيين، داعيا الأسد إلى التنحي.

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية السبت عن ماتسوموتو قوله إثر استدعاء السفير السوري لدى اليابان، إن دمشق ما زالت تستخدم القوة ضد المتظاهرين رغم طمأنة الحكومة السورية للأمم المتحدة بأنها توقفت عن ذلك.

وقال ماتسوموتو إن اليابان تطالب سوريا بوقف العنف فورا والانطلاق في تنفيذ إصلاحات أساسية باتجاه الديمقراطية.

وأردف ماتسوموتو أن الرئيس الأسد فقد ثقة المجتمع الدولي ولم يعد من الممكن اعتباره قائدا شرعيا لبلاده، داعيا إياه إلى التنحي.

وأشار إلى أن الحكومة اليابانية ستستدعي قريبًا وبشكل مؤقت سفيرها لدى سوريا لمناقشة الوضع هناك.

فظائع بسوريا

في غضون ذلك، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو إنه تلقى تقارير عن ارتكاب فظائع في سوريا، غير أنه لا يملك سلطة إجراء تحقيق فيها لأن دمشق لا تعترف حتى الآن بالمحكمة.

لكن أوكامبو استدرك بالقول إن ما يمكن أن يقوم به هو إجراء تحقيق في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بناء على طلب من مجلس الأمن الدولي. وأضاف أوكامبو أن التقارير التي وصلت إليه تتحدث عن قتل متظاهرين مسالمين وعن اعتقالات تعسفية وتعذيب.

بدورهم قال محققون تابعون للأمم المتحدة إن قوات الأسد ارتكبت انتهاكات قد تمثل جرائم ضد الإنسانية وتعتزم الأمم المتحدة إرسال فريق إلى سوريا السبت لتقييم الوضع الإنساني.

ويأتي هذا الحراك، بعد التقرير الذي عرض أمس الخميس على مجلس الأمن ووضعه 13 خبيرا بتفويض من مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي.

ويشير التقرير الذي عرضته بيلاي نفسها إلى “مجموعة انتهاكات لحقوق الإنسان تشكل هجوما عاما أو منهجيا على المدنيين”، ودعا مجلس الأمن إلى التفكير في إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

40 قتيلا بجمعة “النصر” بسوريا

قتلت القوات السورية الليلة الماضية خمسة متظاهرين في تدمر بمحافظة حمص، ليرتفع عدد قتلى جمعة “بشائر النصر” إلى 40 سقط نصفهم تقريبا في محافظة درعا، وفق ما قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية. لكن ذلك لم يمنع استمرار المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.

وسقط هذا العدد الكبير من القتلى بعد يوم واحد من تعهد الأسد للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بوقف كل العمليات العسكرية والأمنية التي تستهدف المحتجين المطالبين بالديمقراطية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان واتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن القتلى توزعوا على محافظات درعا, وريف دمشق, وحمص.

قتلى بالعشرات

وسقط جل القتلى في مظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف نهار الجمعة وخلال الليلة الماضية عقب صلاة التراويح. وقتل في ريف درعا ما لا يقل عن 17 متظاهرا برصاص القوات السورية التي اعتقلت أيضا 200 شخص وفقا لناشطين سوريين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فتى في الحادية عشرة ومسنا في الثانية والسبعين من بين القتلى الذين سقطوا في محافظة درعا مهد الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في 15 مارس/آذار الماضي.

وأشار المرصد إلى سقوط أكثر من 25 جريحا برصاص الأمن الذي أطلق نيران الرشاشات في بلدة غباغب, وأنخل, والحراك ونوى بدرعا. وأضاف المرصد أن خمسة آخرين قتلوا في مدينة حمص (وسط) واثنين في بلدتي حرستا ودوما (ريف دمشق).

أما وكالة الأنباء السورية فتحدثت من جهتها عن قيام “مجموعات مسلحة” بإطلاق النار، وأضافت أن هذه المجموعات قتلت شرطيا ومدنيا وجرحت ستة آخرين في غباغب.

وبعد صلاة التراويح, قتلت قوات الأمن خمسة متظاهرين وأصابت 12 آخرين بينهم أطفال في مدينة تدمر بمحافظة حمص. وقال شاهد العيان أبو يمام للجزيرة إن الأمن أطلق النار بكثافة دون مبرر على مظاهرة خرجت بعد التراويح.

وأفاد ناشطون بأن مدينة حمص نفسها شهدت الليلة الماضية قصفا بالقذائف استهدف حيي الخالدية وباب السباع.

مظاهرات تتجدد

ورغم الانتشار الأمني الكثيف وسقوط عدد كبير من القتلى أمس, خرجت الليلة الماضية بعد صلاة التراويح مظاهرات في مدن وبلدات سورية عدة.

وبث ناشطون على الإنترنت تسجيلات مصورة لمظاهرات في دوما وحرستا بريف دمشق, وفي عدد من أحياء حمص, وكذلك في إدلب شمالي البلاد, وفي مدينة جبلة القريبة من اللاذقية, والبوكمال عند الحدود مع العراق.

وكان عشرات الآلاف تظاهروا بعد صلاة الجمعة مطالبين برحيل النظام رغم انتشار قوات كبيرة وقناصة.

وقد تظاهر عشرون ألفا في حي الخالدية بحمص وحده وفقا لناشطين. وخرجت مظاهرات في دير الزور, واللاذقية, وبانياس، كما تظاهر نحو عشرة آلاف في القامشلي وعامودا، وسجلت أيضا مظاهرات في ضواحي دمشق, وحماة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات الجيش والأمن انتشرت بكثافة أمام المساجد لمنع خروج مظاهرات، وأشار إلى أن وحدات من الجيش والأمن دخلت حي القابون بمدينة دمشق وانتشرت بشكل كثيف أمام المساجد ونفذت حملة اعتقالات بين المصلين لمنع خروج مظاهرة.

القوات السورية تمطر حمص بوابل من الصواريخ غداة مقتل 40 شخصاً

واشنطن أكدت أن المعارضة صارت أكثر “تمثيلاً للبلاد”

دبي – العربية.نت

يواصل الجيش السوري عملياته العسكرية في مناطق مختلفة من البلاد، وذلك غداة يوم دام سقط خلاله نحو أربعين قتيلاً في “جمعة البشائر”.

وأفادت لجان تنسيقيات السورية أن انفجاراً كبيراً هز صباح اليوم السبت حي بابا عمرو في مدينة حمص، فيما لوحظت طائرات مروحية تحوم في سماء المدينة وحركة إقلاع مكثفة لطائرات حربية من مطار حماة.

وأفاد ناشطون عن دوي إطلاق نار في حي الخضر, فيما دارت اشتباكات عنيفة في باب السباع بين عناصر من أفراد الجيش المنشق وشبيحة النظام في المدينة الجامعية.

وفي الحولة بريف حمص أفادت أنباء بقصف عنيف وانشقاقات في الجيش في قرية عقرب، فيما سمع دوي إطلاق نار في البلدة.

وفي عرطوز بريف دمشق أفادت أنباء اليوم السبت عن إطلاق نار كثيف في مقر الحرس الجمهوري دون ذكر تفاصيل.

سياسياً, صرح مسؤول أمريكي الجمعة أن المعارضة السورية أصبحت “أكثر تلاحماً” و”أكثر تمثيلاً” للبلاد التي تشهد حركة احتجاجية واسعة تسعى السلطات إلى قمعها بعنف، منذ خمسة أشهر.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر لشبكة “سي إن إن” التلفزيونية: “نلاحظ أن المعارضة السورية بدأت تتخذ شكلاً وتصبح أكثر تلاحماً وأكثر تمثيلاً للمجتمع السوري”.

تحليل- مخاطر وآمال في ازمتي سوريا وليبيا

واشنطن (رويترز) – الآن بعد أن دعا لرحيل الرئيس السوري بشار الاسد يتصدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمهمة شاقة وهي تمهيد الطريق لحقبة ما بعد الاسد في نفس الوقت الذي يبدو فيه ان الخناق يضيق أكثر حول زعيم عربي قوى اخر في ليبيا.

ويبدو ان الازمتين تتيحان فرصا للسياسة الخارجية الأمريكية فالرئيس السوري حليف لايران ومنظمة حزب الله وعدو لاسرائيل بينما اغضب الزعيم الليبي معمر القذافي المسؤولين الامريكيين لعقود.

ولكنهما ايضا تنطويان على مخاطرة شديدة في وقت يركز فيه أوباما جهوده على الشؤون المحلية.

وحكم الاسد ووالده الراحل سوريا بقبضة حديدية طيلة 41 عاما. وفي الاحاديث الخاصة يسلم مسؤولون أمريكيون وأوروبيون بأن النتيجة الارجح في حالة رحيل الاسد المفاجيء من السلطة ربما تكون فوضى مدنية وسياسية.

فالمعارضة السياسية في سوريا أكثر انقساما واقل تنظيما حتى من المعارضة الليبية التي يبدو انها تضيق الخناق على معقل القذافي في طرابلس.

وبعد اسابيع من المقاومة دعا أوباما مدعوما من الاتحاد الاوروبي يوم الخميس لرحيل الاسد في نفس الاسبوع الذي يبدو فيه ان موقف القذافي في ليبيا يضعف بعدما سيطرت المعارضة على مدينة الزاوية الغربية الرئيسية.

ومع سأم الراي العام الأمريكي من الحرب والميزانيات المتقشفة اوضح البيت الابيض انه ليس لديه خطط لارسال قوات برية الى ليبيا أو سوريا سواء للاطاحة بزعيمي البلدين أو المشاركة في “بناء الدولة” في حالة رحيل الاثنين.

وقال خوان زاراتي مستشار مكافحة الارهاب للرئيس الامريكي السابق جورج بوش “نفس المخاوف التي يبدو انها جعلت الادارة تحجم عن الدعوة للاطاحة بالاسد لا زالت قائمة اليوم وهي.. كيف ترغمه (الاسد) على الرحيل؟ هل سيقود سقوط النظام العلوي لفوضى طائفية؟ وماذا سيأتي خلفا لهذا النظام وسط تشدد إسلامي محتمل؟”

والاسد وعدد كبير من اركان نظامه الحاكم من العلويين ويمثلون 12 في المئة من تعداد سكان سوريا.

وقال زاراتي “جاءت الدعوة لرحيل الاسد متأخرة جدا وحان الوقت الان لايجاد سبل بالتعاون مع شركاء للتخطيط للايام المقبلة في دمشق.”

واتخذت الاطياف المختلفة للمعارضة السورية من اصلاحيين علمانيين إلى إسلاميين من الاخوان المسلمين خطوات متعثرة نحو توحيد صفوفها.

ويوم الجمعة اعلن أكثر من 40 “تكتلا ثوريا” تشكيل ائتلاف لتوحيد جهود الاطاحة بالاسد حسبما ورد في تقارير صحفية.

وقال مسؤول أمريكي بارز الاسبوع الجاري “حققت المعارضة بمفردها ودون تدخل دولي خطوات مهمة خلال الاشهر القليلة الماضية لتوحيد صفوفها.”

وأضاف المسؤول الذي رفض نشر اسمه “لا يمكننا توقع طول الفترة الانتقالية. لن تكون سهلة باي حال ولكننا واثقون بان الاسد في سبيله للرحيل.”

وتوقع النائب السابق لمدير وكالة المخابرات الأمريكية جون مكلولين ان يستمر الصراع في سوريا لبعض الوقت “بسبب قلة الحافز لدى بشار للاستسلام” ولكنه سيقود لسقوط الاسد في نهاية المطاف.

وربما يعقب ذلك حكومة ضعيفة يهيمن عليها السنة وقال مكلولين ان مثل هذه النتيجة في حد ذاتها تنطوي على تحديات.

وأضاف انها “ستحول سوريا لميدان للمعارك السياسية بين اطراف اقليمية تحديدا ايران الشيعية – التي ستفقد اوثق حليف وطريقا تنقل عبره الامدادات لحزب الله في لبنان – والسعودية التي ترى فرصة لاحتواء نفوذ ايران الاقليمي بمساعدة الاغلبية السنية في سوريا.”

ولم يتضح الى اي مدى خططت ادارة أوباما للتعامل مع سوريا بعد الاسد ولاول مرة هذا الشهر التقت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مع نشطاء سوريين.

لكن في ليبيا ادى التتابع السريع لانتصارات المعارضة لتعجيل الغرب بخطى التخطيط لما بعد الحرب حتى فيما رفض مسؤولون تقارير مخابراتية تشير الى ان رحيل القذافي بات وشيكا.

ويوم الجمعة اعطى حلف شمال الاطلسي تكليفا رسميا بالتخطيط لليبيا بعد القذافي. وقال مسؤول بادارة أوباما لرويترز إن المعارضين من المجلس الوطني الانتقالي سيجتمعون مع مسؤولين من الولايات المتحدة وبريطانيا والاردن والامارات وربما دول اخرى في الاسبوع المقبل “ويكرس الجميع جهوده للتخطيط لليوم التالي” لرحيل القذافي.

وقال المسؤول ان الفكرة التي يجري بحثها هي ان تشكل الامارات والاردن وقطر قوة قوامها من ألف الى ألفي فرد تتمركز في ليبيا بعد رحيل القذافي مباشرة.

ويقلق المسؤولون في البيت الابيض انه ما لم يتم تعزيز خطط نقل السلطة الان فان ليبيا ربما تشهد حالة من الفوضى بعد رحيل القذافي وربما يكون من المستحيل تحقيق وعود الغرب بحماية سكان ليبيا من أزمة انسانية.

وذكر مسؤولون أمريكيون واوروبيون أن الحركة المعارضة في ليبيا غير جاهزة للحكم رغم انها افضل تنظيما وما تردد عن احرازها تقدما في الاونة الاخيرة.

والسيناريو المتفائل الذي يأمل مسؤولون أمريكيون وأوروبيون ان يتحقق في ليبيا هو ان يقرر القذافي الرحيل في وقت مبكر نسبيا مع بقاء عدد كاف من افراد حكومته وقواته بحيث يمكن تشكيل حكومة انتقالية قادرة على الحفاظ على قدر من النظام.

من مارك هوزنبل ولورا ماكانيس

(شارك في التغطية اندرو كوين وارشد محمد وسوزان كورنويل)

تحليل- العراق يوازن بين المصالح بشأن ازمة سوريا

بغداد (رويترز) – في ظل الاضطرابات التي تشهدها سوريا بما في ذلك على طول حدودها مع العراق تتحسس حكومة بغداد طريقها بحرص بين ادانة الحملة التي تشنها دمشق ودعم جارة قد يغير مستقبلها موازين القوى في العراق وما ورائه.

يقول دبلوماسيون ونواب انه في حين انتقدت دول عربية وخليجية اخرى الرئيس بشار الاسد بل وصل الامر الى حد استدعاء سفراء بسبب الازمة جاءت استجابة حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اكثر هدوءا وهو ما يعكس موازنته بين الواقعية السياسية في المنطقة والمطالب الداخلية العملية.

ومنذ غزو عام 2003 الذي اطاح بالرئيس السني الراحل صدام حسين تضع الانتخابات التي ترعاها الولايات المتحدة الاغلبية الشيعية بالعراق في المقدمة مقربة قيادتها من ايران الشيعية وكذلك سوريا الحلف العربي الرئيسي لطهران في صراع القوى الاقليمي مع الدول العربية التي يحكمها السنة وتدعمها الولايات المتحدة.

لكن المسؤولين العراقيين الساعين الى انتهاج سياسة خارجية مستقلة في الوقت الذي يتفاوضون فيه على انسحاب نهائي للقوات الامريكية يخشون من ان تأتي الاضطرابات في سوريا بحكومة سنية معادية في دمشق. والاسد من الاقلية العلوية الشيعية بينما اربعة اخماس السوريين من السنة.

وقد يؤدي انهيار حكم اسرة الاسد الذي يرجع لاربعة عقود الى زعزعة التوازن الطائفي الدقيق في العراق. لذلك تبقي الشكوك – بشأن ما اذا كان الاسد سيتشبث بالسلطة وبخصوص من قد يخلفه – الاحزاب العراقية سواء سنية او شيعية او كردية هادئة في استجابتها لانها غير متأكدة مما ستتمخض عنه تطورات الازمة السورية.

وقال نائب عراقي مقرب للمالكي ان ما يحدث في سوريا يبعث على قلق شديد بالنسبة للعراق خاصة في ظل عدم وجود نهاية حاسمة للاحداث. واضاف انه وضع خطير قد يؤدي الى حالة استقطاب طائفي في سوريا.

وكانت الدول العربية الاخرى أكثر قوة من العراق في انتقاد افعال الحكومة السورية. ويعكس ذلك الى حد ما لعبة القوى الاقليمية.

وتنظر السعودية على الاخص الى الاحتجاجات الشعبية في الدول العربية الاخرى بقلق واضعة في اعتبارها الاقلية الشيعية في المملكة. ويقول محللون انه بانتقادها النهج المتشدد للاسد فانها ترى في سوريا الضعيفة سبيلا دبلوماسيا لمهاجمة منافسيها في ايران ولبنان.

ويتحدث بعض القادة السنة في الشرق الاوسط منذ سقوط صدام عن طهران العدو اللدود وعن ظهور ما يعرف باسم “الهلال الشيعي” القوي الذي يبدأ من ايران مرورا بالعراق وسوريا التي يحكمها العلويون وينتهي في لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله.

ومن المرجح الا تكون لدى العراق او ايران رغبة في فقد حليف في دمشق فضلا عن تولي سني متشدد السلطة في دمشق. وتستفيد طهران من النهج العراقي الاكثر حذرا تجاه سوريا بينما تزداد العزلة الدولية للاسد.

وقال جوشوا لانديس خبير الشؤون السورية ومدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما “على الرغم من ان القيادة العراقية ليست متحدة بشأن السياسة السورية او موقفها الموالي لايران فان رئيس الوزراء المالكي يرغب مثل ايران في المساعدة في دعم نظام الاسد.”

ويرفض المسؤولون العراقيون فكرة ان سياستهم بشأن سوريا قائمة على اساس طائفي او نابعة من ضغط ايراني لكنهم يعترفون بأن موازنة موقفهم تجاه سوريا بات امرا عسيرا.

وقال دبلوماسي غربي في بغداد “الامر معقد. ما يقولونه هو انهم يفضلون الابقاء على بشار اذا نفذ اصلاحات لكنهم لا يمكنهم قول ذلك صراحة. انها مشكلة لان العراق واقع بين ايران وسوريا.”

ودائما ما كانت العلاقات بين بغداد ودمشق معقدة وكان الدين مجرد جزء من المشهد.

فحزبا البعث في سوريا والعراق لديهما جذور علمانية مشتركة. لكن الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والد بشار أيد ايران عندما خاضت حربا مع العراق في الثمانينات. ووجد البعثيون العراقيون ومئات الالاف من اللاجئين السنة لاحقا ملاذا في سوريا بعد سقوط صدام مثلما فعل سنة عرب اخرون عبروا من الاراضي السورية لمهاجمة القوات الامريكية.

وقال المحلل العراقي ابراهيم الصميدعي ان المالكي اقام مع ذلك علاقة جديدة مع الاسد تقوم على المنفعة وحظي بدعم سوريا لائتلافه الحكومي الذي شكله بعد انتخابات غير حاسمة العام الماضي. واستضاف قبل اسبوعين وزراء سوريين ووصف العراق وسوريا بأنهما بلدان شقيقان.

وقال الصميدعي ان المالكي جعل العلاقة تنجح وسوريا كانت احدى الدول التي دعمت المالكي ليرأس الحكومة معربا عن عدم اعتقاده بان المالكي سينسى هذا الصنيع بسهولة.

وقال مصدر حكومي ان المالكي امر في الاونة الاخيرة باغلاق مخيم اقامته الامم المتحدة للاجئين السوريين بعد تقارير عن احتمال لجوء متشددين سنة سوريين اليه.

وعندما دخلت الدبابات السورية الى بلدة البوكمال الحدودية – الامر الذي دفع سنة العراق المعارضين لبشار الى عرض الدعم – حذر المالكي المحتجين من العنف في حين حث الاسد ايضا على القيام باصلاحات.

من باتريك ماركي

(شاركت في التغطية رانيا الجمل)

ايام الاسد معدودة.. .. والنظام خائف على ملياراته في الخارج

لندن ـ ‘القدس العربي’: بعد طول انتظار وتكهنات كثيرة تشدد الموقف الامريكي من الانتفاضة السورية التي اندلعت منذ ستة اشهر، فقد جاءت دعوة الرئيس الامريكي باراك اوباما الرئيس السوري بشار الاسد للرحيل بعد مشاورات دارت في اروقة البيت الابيض بين مساعديه، ومثل الازمة الليبية التي منحت فيها الجامعة العربية الغطاء للتدخل الدولي وغارات الناتو المستمرة منذ خمسة اشهر، فقد منحت السعودية والبحرين والكويت وقطر التي سحبت سفراءها من دمشق الغطاء لاوباما كي يقود الحملة لخروج الاسد، وكان اوباما سيعلن عن الخطوة الاسبوع الماضي لكن تركيا طلبت وقتا لاعطاء النظام فرصة اخيرة.

وترى ‘واشنطن بوست’ نقلا عن مسؤول ان البيت الابيض في تحركه هذا جاء لانه ‘متأكد من ان الاسد في طريقه للخروج من السلطة’ وان سورية ستخرج من غيبوبة سياسية تعيش فيها منذ اربعين عاما حسب المسؤول.

وترى ‘نيويورك تايمز’ ان اثر العقوبات لن يعرف الآن ولكن دبلوماسيا، فسورية معزولة دوليا اكثر من اي وقت مضى، ويؤمل من هذا احداث شرخ داخل المؤسسة ومع طبقة رجال الاعمال الذين لا زالوا حتى الآن يقفون مع النظام. وقال مسؤول ان اي تحول في سورية لن يكون سهلا خاصة ان المعارضة غير منظمة.

فيما نقلت ‘لوس انجليس تايمز’ تعليق مسؤول اخر على العقوبات بقوله ان واشنطن فرضت على دمشق عقوبات لعقود بدون ان يتأثر النظام.

ولا يعرف كيف سيكون اثر الموقف الامريكي الذي جاء متأخرا بعد اشهر من التضحيات والتظاهرات التي قاموا بها بدون دعم من احد واكتفوا باطلاق الثورة اليتيمة على انتفاضتهم.

الاسد على الحافة

وقرأت صحيفة ‘الغارديان’ في افتتاحيتها الدعوة بأنها تذكير للرئيس الاسد ان اي تقدم في سورية لن يكون الا برحيله، وقالت ان الاسد يوم الخميس خسر اخر قطعة من شرعيته امام المجتمع والتي استطاع حتى وقت قريب المحافظة عليها لدى عدد من الدول.

وترى انه مع دعوة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الاسد للرحيل فمن المتوقع ان يتم احالة الرئيس السوري من قبل الامم المتحدة لمحكمة جرائم الحرب الدولية.

وترى ان التحول جاء عن الموقف السابق والذي كان يدعو الاسد اما الاصلاح او الاستقالة. وتقول ان الوضع الجديد يفتح المجال امام قادة في حزب البعث او مسؤولين في النظام وقادة في الجيش للتقدم لكي يكونوا عاملا ووكلاء للتغيير، حالة رحيل الاسد، حسب الصحيفة.

وتقول ان القرار بالتأكيد مصمم لتشجيع هذه النتيجة، وتأمل واشنطن قرارها ان تتبعه قرارات مماثلة من دول الجوار السوري، مشيرة الى ان رمضان السوري اصبح صورة للمعاناة والدم واليأس.

وقالت ان مدنا سورية واحدة بعد الاخرى تعرضت لهجمات وحشية من الجيش تبعتها هجمات من الميليشيات التابعة للنظام. وتضيف ان اخبار الاسد الامين العام للامم المتحدة ان عمليات الجيش قد توقفت في المدن لا يعني ان هذا يمنع الرئيس من العودة وامر جيشه للدخول لها من جديد.

مع ان ‘لوس انجليس تايمز’ نقلت عن مسؤول عسكري سوري في دمشق تعليقه على ان حديث الاسد عن وقف العمليات العسكرية غير صحيح لان الجيش لم يتلق اوامر بوقفها في المدن.

وتقول ‘الغارديان’ ان الاسد عندما اتصل ببان كي مون، الامين العام للامم المتحدة كان يأمل انه احتوى التظاهرات في المدن السورية واحتوى بدرجة اخرى الضغط الدولي. ولكن مشكلة الاسد، كما تقول انه في كل خطوة اتخذها لدخول المدن فانه فقد مصداقيته كزعيم. وتقول ان اي حديث عن الاصلاح من جانب الحكومة السورية لا معنى له الآن،

ولن تحصل الحكومة على اي دعم شعبي له بعد اكثر من الفي قتيل ومئات الالوف من المعتقلين والدم الذي سال في كل مكان.

واشارت الصحيفة حديث الرئيس الاول كان يخلو من اي محتوى، حيث عبر منذ البداية ان اصلاحا يجب ان يبدأ بعد اخماد الانتفاضة. وتقول ان هذا الحديث ادى الى شل اية تقدم نحو الاصلاح، مضيفة ان هذا ليس موقف الدول الغربية بل وموقف الدول العربية التي سحبت سفراءها، فيما حاول رئيس الوزراء التركي، طيب رجب اردوغان تحقيق حل للازمة وقارن هذا الاسبوع الاسد بالزعيم الليبي معمر القذافي. وتعتقد ان الموقف الامريكي والاوروبي وان بدا قويا الا ان الحقيقة تقول ان هنا القليل من الادوات التي يملكها المجتمع الدولي للتأثير على الوضع في سورية.

ومع غياب اي خيار للتدخل العسكري فان المميزات التي يملكها المجتمع الدولي للتأثير على النظام تظل قليلة مع ان اوروبا قد يكون لديها ادوات. لكن الامل الوحيد هو ان ترى عناصر في النظام ان الحل الوحيد للخروج من المأزق هو ان تتخلى عنه وان اية فرصة لبداية جديدة للتخلص من رئيس اصبح غير شرعي بسبب سياساته التي وان حققت نتائج مؤقتة لكنها ادت الى تهميش قطاع واسع من الشعب وبشكل لا يمكن تضميده.

ايامه معدودة

وقارنت صحيفة ‘اندبندنت’ وضع الرئيس السوري بوضع الرئيس الليبي الذي تقول ان الحبل بدأ يضيق عليه. وتقول ان الاسد يتعرض لضغط لا مثيل له. واشارت لدعوة الامم المتحدة لاحالة ملف الانتهاكات التي يقوم بها النظام منذ ستة اشهر الى محكمة جرائم الحرب الدولية والموقف الامريكي الاخير، والتي قالت ان الموقف سيعمق عزلة النظام السوري بين جيرانه خاصة الاردن والسعودية وخاصة تركيا التي كانت شريكا تجاريا لسورية والتي قالت للاسد ‘كفى’. وتقول ان عرض الاسد الاخير للبدء في الاصلاح كان متأخرا. واضافت الى تأكيدات هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الامريكي ان تغيير النظام هو شأن يعود للسوريين، ومع غياب خيار التدخل وحتى ولو على قاعدة صغيرة كما تم في ليبيا فان المشكلة ان المعارضة السورية مشتتة وغير منظمة.

وختمت بالقول ان امريكا قد تعلمت من درس العراق وقابلية اشعال حروب طائفية وتفهم في سورية اضافة لدورها في الصراع مع اسرائيل وعلاقتها مع ايران ومخاطر اشتعال حرب مع طهران لكن، واخيرا فايام الاسد باتت معدودة.

خوف على المليارات

ويرى روبرت فيسك في مقال له بنفس الصحيفة ان كلمات امريكا لن تخيف الاسد لكن ملياراته التي تختفي بسرعة، حيث تم نقل 10 بالمئة من الاحتياطي المالي السوري الى الخارج وبعض انتهي في مصارف لبنانية في الاربع الاشهر الاولى من العام الحالي. وتساءل انت كانت دمشق سترتجف عندما تستمع الى كلام اباوما. ويقول ان واشنطن اتخذت قرارها الذي ذهب الى هذا الحد بعد تنسيق مع السعودية والكويت وقطر وتركيا والاردن والسلطة الوطنية والامارات. وقرأ في الاثار الاقتصادية على النظام الاهم، مشيرا الى ان العقوبات ان قصد وقف استيراد النفط السوري من دول الاتحاد الاوروبي، فان كمية النفط السورية قليلة.

وقال ان مؤسسة سويدية حكومية توصلت الى نتيجة ان سورية لم تتأثر بالازمة الاقتصادية العالمية لانه لا اقتصاد لديها. وسخر من اخبار النظام للامم المتحدة ان العمليات قد توقفت في المدن، مذكرا بعمليات نهب مستمرة في اللاذقية وقتل في الزبداني وقناصة في دير الزور، ‘بالتأكيد الحكومة السورية لا تعرف عنها’. واشار الى ان القذافي صدرت بحقه مذكرة دولية وطلب منه الرحيل ويتعرض لغارات من الناتو ولا يزال في طرابلس فالاسد لن يخشى غارات مثل طرابلس.

وقال ان خوف الاسد ليس من العقوبات التي ستطال النفط ولكن من العقوبات المصرفية حيث كانت احتياطات سورية النقدية 12 مليارا حتى شباط (فبراير) حيث انخفض الى 50 مليون جنيه هذا الاسبوع، حيث قال ان بعض الاموال التي سحبت من المصرف المركزي السوري انتهت في مصارف لبنانية.

وختم بالقول ان لا احد يلقي بالا الى تصريحات اوباما وحتى السوريين الذين ينشغلون بتنظيم مفوضية عليا للثورة السورية والتي سينشغل جواسيس النظام بتحديد اعضائها واعادة ما قاموا به في ملعب اللاذقية البلدي الذي حشروا فيه الافا من المعتقلين.

وفي اتجاه اخر، نقلت صحيفة ‘اندبندنت’ عن مسؤول بريطاني قوله ان الموقف العربي كان عاملا في تغيير الموقف الامريكي والمطالبة برحيل الاسد، حيث قال ‘قبل ذلك ـ سحب السفراء – كنا حذرين من قول شيء يمكن ان يفسر من النظام السوري على ان الغرب يتآمر على الشعب السوري، وهذا لم يعد هو الوضع الآن’.

ونقلت صحيفة ‘الغارديان’ اصداء الموقف الامريكي على المعارضة السورية حيث نقلت عن معارض معروف قوله انه يشعر بالفرح وان الناس قالوا انهم يريدون الرقص في الشوارع، ونقلت عن رزان زيتون، محامية في مجال حقوق الانسان قولها ان القرار كان صائبا بعد خمسة اشهر من قتل المدنيين.

خطوة مسؤولة

واعتبرت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ الدعوة الامريكية للاسد بالتنحي وتشديد العقوبات عليه خطوات مسؤولة. وقالت ان الولايات المتحدة التي دخلت في حلف يعمل على الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي احجمت حتى وقت قريب عن الطلب من الاسد التنحي عن السلطة على الرغم من العمليات التي يقوم بها ضد شعبه وزادت منذ الشهر الماضي.

وقالت ان النزاعين مجموعين على شواطئ البحر المتوسط يؤطران التأثير الامريكي في المنطقة ويذكران ان القوة لها مكانها في النزاعين لكن لها محدويتها. وتعتقد ان الموقف الامريكي الذي جاء بعد احجام في شكله الحالي مسؤول خاصة انه يتجنب التهديد باستخدام القوة. وذكرت ان الموقف الامريكي الذي طالب الاسد بالاستقالة الان تحول الى مطالبة بالرحيل، وان سبب التأخير هذا لانها كانت تحاول الحصول على دعم خاصة من تركيا وبعدها قررت التحرك.

وتضيف ان الاثر للتحرك الامريكي هو عزل الرئيس الاسد. وتقول ان هناك من سيتساءل عن التوقيت، مجيبة ان كل العناصر التي تدعو الادارة لاتخاذ القرار، موجودة وهي انتهاك حقوق الانسان، ومصالح امريكا وتم انتهاكها خاصة ان سورية حليف قوي لايران، كما ان التحرك الان سيحدث اثرا. وختمت بالقول ان ادارة اوباما كانت مصيبة بالتحرك.

خطر على الربيع العربي

وعلق ديفيد اغناطيوس في ‘واشنطن بوست’ ان الربيع العربي ليس وصفا جيدا للاحداث التي تجري في المنطقة بناء على اراء محللين امنيين والاصوب ‘تحول’، ويرى ان التحول المجهول موضوع الآن على المحك في سورية.

وقال ان قرار اوباما جاء بعد شعور ان نهاية اللعبة في سورية صارت قريبة خاصة ان سيطرة الاسد على الحكم ضعفت. ويرى ان سورية تمثل مثالا عن التناقض الظاهري للتحول العربي، مثنيا على شجاعة السوريين امام الدبابات. لكن الانتفاضة تظل بدون قيادة منظمة، وهناك مخاوف من ان تميل الكفة الى الاسلاميين الذين قادوا حرب الشوارع في درعا وحمص، او لصالح دعاة الديمقراطية في دمشق، ولكن الحقيقة ان لا احد يعرف ماذا سيحدث بعد.

ويرى ان النزاع في سورية يتطور الى حرب بالوكالة حيث تعمل ايران على مساعدة النظام وتقديم شريان حياة له.

وتقوم السعودية بدعم المقاتلين السنة بالمال. فقد رسمت الخطوط في سورية بين السنة والشيعة والمواجهة بين ايران من جهة واسرائيل من جهة اخرى. ويرى ان قرار اوباما على الرغم من الغموض في المسألة السورية مصيب، ولكن عليه التحرك بنوع من الحذر كي لا يظهر بمظهر من يدعم حركة المعارضة التي تظل تعرجاتها غير واضحة. ومن هنا يجب ان يكون هدف امريكا تحقيق الديمقراطية وتعزيز السنة في الشارع وبنفس الوقت تجنب حمام دم ضد الاقليات العلويين والدروز والمسيحيين.

وفي تقييم لحركة التغيير العربية يقول انها وان كانت ايجابية الا انها ستؤدي لتراجع عمليات الاصلاح الاقتصادي التي شرعت فيها الانظمة المخلوعة، كما ان الديمقراطية ستخيب امل المتظاهرين الذين خرجوا للمطالبة بحياة افضل، لان الديمقراطيات التي تكافح لاثبات نفسها عادة ما لا تكون جيدة لتلبية مطالب الثورة.

كما ان التغير العربي بحاجة الى اعتناق التسامح وقيم المجتمعات العلمانية وليس الدولة الدينية، مشيرا الى ان احتفاء البعث والناصرية بالقومية العربية اعطى الجماهير هوية جامعة بدلا من هوية اقتصارية.

وختم بالقول الى ان امريكا مطالبة لان تكون على الجانب الصحيح الموافق لمصالحها وقيمها.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى