أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 22 كانون الأول 2012

المعارضة تسعى إلى تعطيل مطار حلب

نيويورك – راغدة درغام

لندن، بيروت – ا ف ب، رويترز – في تطور نوعي يشير الى تقدم المعارضة في حلب، قال احد قادة فصائلها ان مقاتلين أطلقوا عيارات نارية تحذيرية على طائرة ركاب كانت تستعد للإقلاع من مطار حلب في أول هجوم مباشر على طائرة مدنية منذ اندلاع الانتفاضة في سورية قبل نحو 21 شهرا. وقال القائد الذي عرف نفسه باسم «خلدون» لوكالة «رويترز» إن قناصة من كتيبته أصابوا اول من أمس عجلات الطائرة التابعة للخطوط الجوية السورية، وهي من طراز «ار.بي 201»، ولم تتمكن من الاقلاع. ووصف الحادث بانه «طلقات تحذيرية». وقال ان الهدف هو تعطيل الملاحة في مطار حلب كما حصل في مطار دمشق، ولاثبات ان كل طائرات النظام العسكرية والمدنية هي في متناول المعارضة.

ويتهم مقاتلو المعارضة النظام باستخدام الطائرات المدنية لنقل أسلحة ومقاتلين إيرانيين. وقطع المعارضون العديد من الطرق إلى حلب. كما ان الطريق إلى مطار دمشق الدولي اصبح غير آمن لحركة المرور.

وبعد يوم من الهدوء النسبي سمح خلاله للآلاف من سكان مخيم اليرموك بالعودة الى بيوتهم، عادت الاشتباكات العنيفة بعد الظهر وتركزت خصوصاً في ساحة الريجة وقرب مدرسة اليرموك وشاركت فيها «اللجان الشعبية» الموالية للنظام ومقاتلين من فصائل مختلفة من المعارضة.

وابدت مصادر ديبلوماسية في الامم المتحدة في نيويورك «القلق البالغ من إمكان انفجار أعمال انتقامية طائفية في سورية في حال انهيار قوات النظام، وخصوصاً ضد الطائفة العلوية».

وكان مجلس الامن فرض عقوبات على شركتين إيرانيتين جديدتين «لتورطهما في تهريب الأسلحة غير المشروع» الى سورية هما «ياس الجوية» و»شركة ساد للاستيراد والتصدير»، وجاء في قرار المجلس ان الشركتين «نقلتا أسلحة رشاشة وقذائف هاون وذخائر أخرى من إيران الى سورية». وشدد عدد من أعضاء المجلس أثناء مناقشة تقرير لجنة العقوبات على إيران على أن «التقارير حول تدفق الأسلحة غير المشروعة من إيران الى سورية جواً عبر العراق تؤكد ضرورة مواصلة مراجعة لوائح العقوبات».

وحذر مستشار الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بشؤون منع الإبادة أدما دينغ من «العنف الطائفي الذي قد تسدد فيه طوائف بكاملها أثمان الجرائم التي ترتكبها الحكومة السورية»، في إشارة الى «الطائفة العلوية وأقليات أخرى ممن هم مرتبطون بالحكومة وأجهزتها الأمنية والعسكرية». وشدد على ضرورة «تقيد جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف أشخاص أو مجموعات بسبب انتمائها الديني أو العرقي، وكذلك الأشخاص غير المشاركين مباشرة في النزاع». ودعا دينغ «جميع الأطراف الى إدانة التحريض على الأقليات بناء على انتماءاتها الدينية، وهو ما أدى في الماضي الى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وللقانون الإنساني الدولي». كما حض المعارضة السورية المسلحة على «حماية حقوق كل الأفراد واحترامها، وكل المدنيين الموجودين ضمن مناطقها من دون تمييز». وإذ أشار الى أن «الحكومة السورية فشلت في حماية المدنيين» اعتبر ان على المجتمع الدولي «العمل على حماية السكان من جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية». وطالب مجلس الأمن بإحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية وباتخاذ إجراءات تسهل عملية العدالة الانتقالية في المستقبل في سورية لتقليل خطر الأعمال الانتقامية وتعزيز المصاحلة وتأمين الشعور بالعدالة لكل مكونات الشعب السوري».

وحسب نقاشات أجرتها الأمم المتحدة مع بعض الدول «المعنية بالأزمة السورية» فإن البحث «انتقل من دراسة تشكيل قوة حفظ سلام في سورية الى تفضيل نشر قوة متعددة الجنسية لتملأ الفراغ الأمني الذي قد يسببه انهيار النظام». وأوضحت مصادر مطلعة أن «القلق يتنامى من أن العنف الوحشي والجرائم المرتكبة من النظام تهدد تماسك الدولة السورية بما فيها ذلك الجيش السوري مما ينذر بإمكانية نشوب موجات عنف مضاد وأعمال انتقامية». وقال ديبلوماسيون إن «مصدر القلق كان حتى وقت قريب هو رفض النظام السوري القبول بتسوية ولكن المعارضة الآن تبدو مصرة على تحقيق انتصار عسكري كامل، لا بل أنها أعلنت رفضها انتشار قوات دولية في سورية لأنها تعتبر أن مثل هذه القوات ستشكل خط تماس ثابت تحتمي قوات النظام خلفه».

في جانب آخر، نددت الجمعية العامة للامم المتحدة في قرار «بالانتهاكات الخطيرة والمنهجية» لحقوق الانسان من جانب «السلطات السورية وميليشيات الشبيحة الموالية لها». وتبنت الجمعية قرارها بأكثرية ١٣٥ صوتاً فيما صوتت ١٢ دولة ضد القرار بينها روسيا والصين وامتنعت ٣٦ دولة عن التصويت. ويطلب القرار من الحكومة السورية «إنهاء انتهاكات حقوق الانسان وأي اعتداءات على المدنيين، وتسهيل مهمة لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة والسماح لها بالتنقل بحرية ومن دون شروط والتعاون مع أعضائها» داعياً «كل الاطراف الى وقف كل شكل العنف». ويشدد القرار على ضرورة «إجراء تحقيق دولي شفاف ومستقل وسريع» و»ملاحقة المسؤولين عن جرائم حرب محتملة أمام القضاء الدولي».

مقتل مصور في التلفزيون الرسمي السوري باطلاق نار غرب دمشق

دمشق – ا ف ب

قتل مصور يعمل في التلفزيون الرسمي السوري باطلاق النار عليه في احد احياء غرب دمشق، بحسب ما افادت القناة صباح اليوم السبت.

وبث التلفزيون في شريط عاجل “استشهاد الزميل المصور في التلفزيون العربي السوري حيدر الصمودي برصاص مجموعة ارهابية مسلحة امام منزله في حي كفرسوسة بدمشق”.

ولم يقدم التلفزيون تفاصيل اضافية عن الحادث، علما ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد والاعلام الرسمي يستخدمان عبارة “المجموعات الارهابية المسلحة” للاشارة الى المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 21 شهرا.

ولقي عدد من العاملين في وسائل اعلام رسمية مصرعهم جراء اعمال العنف في سوريا، في ما قالت وسائل الاعلام الرسمية انها عمليات “اغتيال”.

وكان الصحافي في صحيفة “تشرين” ناجي اسعد قتل باطلاق رصاص امام منزله في حي التضامن في جنوب دمشق في الرابع من كانون الاول (ديسبمر) الجاري. وفي الحي نفسه، قتل باسل توفيق يوسف الذي كان يعمل في الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون السورية في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

وفي العاشر من تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، قتل محمد الاشرم الذي عمل مراسلا في دير الزور (شرق) لصالح قناة الاخبارية السورية، والتي احتجز ثلاثة من صحافييها في اب (اغسطس) الماضي خلال تغطيتهم للمعارك في مدينة التل في ريف دمشق.

ونددت منظمة مراسلون بلا حدود في آب (اغسطس) بالاعتداءات على الاعلام الحكومي في سورية.

واشارت ارقام المنظمة منتصف كانون الاول (ديسبمر) الجاري الى ان 17 صحافيا و44 ناشطا اعلاميا لقوا مصرعهم منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس الاسد في منتصف آذار (مارس) 2011.

ميقاتي: إغلاق الحدود مع سورية مستحيل ولن ننأى بأنفسنا عن أزمة النازحين الإنسانية

بيروت – «الحياة»

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، ان «انتخابات المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى استحقاق طبيعي كان يجب أن يحصل من قبل، وأنا أؤيد إجراءها، ولكن الدعوة إلى الانتخابات يجب أن تحصل وفق الأصول ووفق المرسوم الاشتراعي الرقم 18». وقال خلال لقائه عدداً من رجال الدين وفاعليات شمالية أمس، بعدما أدى صلاة الجمعة في مسجد العزم: «البعض رأى في طريقة الدعوة تجاوزاً لحدود القانون، ولذلك احتكمنا إلى رأي مجلس شورى الدولة، الذي طلب وقف تنفيذ القرار وتصحيح الشوائب. يقول البعض إنني تخليت عن مفتي الجمهورية اللبنانية (الشيخ محمد رشيد قباني)، وهذا غير صحيح، فأنا لن أتخلى عن صاحب السماحة، فهو مفتي الجمهورية، ومن واجبنا احترامه ولنا مطلق الثقة به»، مشدداً على رفضه أن «يشق البيت السني ولا يمكن أن نصل إلى مجلسين شرعيين ومفتيين».

وأضاف: «لا يجوز تسييس الموضوع. نحن متمسكون بإجراء الانتخابات وفق الأصول القانونية، ولا يمكن إجراؤها بانقسام داخل الطائفة، والموقف الذي اتخذناه انطلق من الحرص على المصلحة الإسلامية والوطنية ووحدة الطائفة السنية، وأؤكد مجدداً أن الانتخابات ستجري ولو حصل بعض التأخير، المهم هو احترام الأصول كي لا يحصل أي طعن».

طرابلس

وحول الوضع في طرابلس قال: «إنني مرتاح للأجواء في المدينة وللوضع الأمني فيها وللتدابير التي يتخذها الجيش اللبناني، وأناشد الجميع المساعدة في تحصين الاستقرار القائم وعدم السماح لأي كان بجر المدينة إلى حرب عبثية وإراقة المزيد من الدماء. أما في شأن الكلام المنسوب إليَّ في إحدى الصحف، فأنا قلت إن أهل طرابلس مرتاحون للاستقرار ولدخول الجيش إلى المدينة، ويعتبرون أن انتماءهم هو للدولة، ويتمنون أن تكون الدولة حاضرة بقوة ولا تترك فراغاً يملأه أحد سواها، وأضفت أن أهل طرابلس لم يسعوا في حياتهم إلى أن تكون مدينتهم مقاطعة أو إمارة. جميعنا يهمنا أمن المدينة واستقرارها وإنماءها، وعلينا التكاتف لمواجهة المرحلة الصعبة، وندعو إلى الحوار والتقارب».

وعن الوضع اللبناني قال: «في مناسبات عدة عرضت أمامكم الأسباب التي جعلتني أقبل الاستمرار في تحمل المسؤولية في هذا الوقت العصيب الذي نمر به، ومدى تأثر لبنان بامتدادات الأزمة السورية، لا يجب أن نتجاهل أن شعاع الأزمة السورية يدخل إلى لبنان، ومن ضمنه مشكلة النازحين السوريين. تحمل المسؤولية في الظروف الصعبة هو القرار الأصعب، والقرار الأسهل هو الاستقالة والانكفاء، ونحن دائما نأخذ القرار الأصعب حرصاً على وحدة البلد والاستقرار، ونحن مستمرون في هذا الأمر».

وإذ أكد «حصول حوادث أمنية، أوضح أن «معالجتها تتم بهدوء، والأهم ألاّ تمتد وندخل أتون حرب أهلية جديدة، وفي اللحظة التي أشعر أن وجودي ليس ضمن هذا السياق فتأكدوا أني لست متمسكاً بهذا المنصب، والاستقالة أسهل وأريح بكثير». وقال: «أدعو كل الأطراف إلى تلقف المبادرة التي أطلقْتُها، لأنها في رأيي تشكل مدخلاً للحل من الوضع الراهن».

وعن النازحين من سورية، رأى أن من «المستحيل إغلاق المعابر الحدودية، إذ إن العلاقة مع سورية تاريخية، وإذا كان خيار الحكومة النأي بالنفس سياسياً عن الوضع في سورية، إلا أننا لا ننأى بأنفسنا عن الموضوع الإنساني». وأضاف: «موضوع النازحين إنساني، وهناك لجنة تعمل لاحتواء هذه الأزمة، وأحضرنا المساعدات التي نحتاجها».

جثامين ضحايا تلكلخ وصلت الى الجامع المنصوري

وصلت جثامين مجموعة تلكلخ الى منطقة “المنكوبين” وتم تسليمها الى ذويها، ومن ثم حملت النعوش على الاكف وجابت في شوارع مدينة طرابلس وصولا الى الجامع المنصوري الكبير، واطلقت المفرقعات النارية في جو من الغضب وردد المشاركون شعارات معادية للنظام السوري.

وسيتم تطهير الجثامين وتكفينها ومن ثم يصلى عليها في جامع التقوى عند الاولى من بعد ظهر اليوم، ليواروا الثرى في مدافن عائلاتهم.

وقد تم ادخال الجثامين الثلاثة التي تعود للحاج ديب، عبد الكريم ابراهيم وحسن سرور من ضحايا مجموعة تلكلخ عبر نقطة العريضة الحدودية، صباح اليوم، بواسطة سيارات اسعاف تابعة لمديرية العلاقات العامة في دار الفتوى، وبمواكبة امنية كبيرة من قبل الامن العام اللبناني في اتجاه مدينة طرابلس، تمهيدا لتسليمهم الى ذويهم.

وحضر وفد من دار الافتاء برئاسة امين فتوى طرابلس الشيخ محمد امام الذي بتصريح قال فيه: “نحن اليوم وبتوجيهات من سماحة المفتي حضرنا الى نقطة العريضة لاستلام الدفعة الاخيرة من الضحايا ليطوى هذا الملف الا اذا تبين غير ذلك، وهذا الامر مرهون بالسلطات المختصة”.

من جهته حضر الناطق باسم عائلات الضحايا الشيخ محمد ابراهيم الى نقطة العريضة، ولفت في تصريح الى انه “تم تسليم 10 جثامين حتى الآن، وطالب باطلاق سراح الاسير حسان سرور وجلاء وضع الشهيد محمد الرفاعي الذي كنا طلبنا بفحوص ال “دي.ان.اي” للجثة الموجودة في سوريا لكنه لم يتم الامر”.

واضاف: “لو لم نتحرك وننزل الى الشارع لم تتحرك السلطة اللبنانية حليفة النظام المجرم في سوريا واننا ما زلنا نعتبر ان هناك اسيرا ومفقودا لا يزالان في سوريا”، مؤكدا “ان كل القرى اللبنانية هي الى جانب الثورة السورية للتخلص من هذا النظام المجرم”، مطالبا بطرد السفير السوري من لبنان واعتقال وزير الداخلية السورية بعد تطبيبه”.

                      المعارضة السورية تقترب من أسلحة كيميائية

وتركيا تحدّد مواقع نشر صواريخ “باتريوت”

    (و ص ف، أ ب، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

بوتين: سوريا ليست بعيدة من حدودنا ولا نريد أن تعمّها الفوضى

شدد مقاتلو المعارضة السورية أمس هجماتهم على مواقع استراتيجية للنظام، بينها مجمع عسكري كبير يعتقد أنه يحتوي على معمل للأسلحة الكيميائية في حلب. وفي المقابل، أكد حلف شمال الاطلسي اطلاق الجيش السوري النظامي دفعة ثانية من صواريخ أرض – أرض من طراز “سكود”، معتبرا أن ذلك يبرز حاجة تركيا الى نشر صواريخ مضادة للصواريخ من طراز “باتريوت”. ومع اشتداد الضغط العسكري على النظام السوري، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة الاتحاد الاوروبي – روسيا في بروكسيل إن “سوريا ليست بعيدة من حدودنا ولا نريد أن تعمها الفوضى، كما نلاحظ في بعض بلدان المنطقة”. وأكد أن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا باتفاق يضمن حماية الاقليات الدينية والأتنية. وذهب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى القول بصراحة إن موسكو لن تطلب من الاسد الرحيل وإن من يريد ذلك أن يطلبه مباشرة من الرئيس السوري. (راجع العرب والعالم)

وافاد ناشطون ان مقاتلي المعارضة واصلوا شن هجمات على المواقع الاستراتيجية للحكومة في شمال سوريا، في محاولة لقطع طرق الامداد على القوات الحكومية والاستيلاء على أسلحة من مستودعات الجيش. وقالوا إن مقاتلي المعارضة اشتبكوا أمس مع القوات النظامية في مجمع عسكري كبير قرب بلدة السفيرة بمنطقة حلب.

وصرح ناشط في السفيرة أن المجمع العسكري يضم مصانع عسكرية ومركزا للأبحاث العلمية ينتج أسلحة كيميائية، فضلا عن أسلحة للدفاع الجوي وقاعدة للمدفعية. وأضاف الناشط الذي عرف عن نفسه باسم حسين أن المعارضة استولت على قاعدة المدفعية في وقت سابق من الاسبوع الجاري وانها تحاول الاستيلاء الان على قاعدة الدفاع الجوي. واشار الى ان المنطقة المحيطة بالمجمع العسكري قد دفعت الكثير من الضحايا، لأن الغارات الجوية التي تشنها المقاتلات التابعة للنظام تستهدف أحياناً كثيرة المناطق المدنية وان أكثر من ثلثي سكان بلدة السفيرة قد فروا خوفاً من ان يلجأ النظام الى استخدام الاسلحة الكيميائية. واضاف: “نخشى ان يتم تفجير الاسلحة الكيميائية او ان يستخدمها النظام انتقاماً من البلدة”.

وفي جبهة اخرى، قال الناشط مصعب الحمادي ان المعارضة استولت على خمسة مواقع للجيش النظامي في اليومين الاخيرين في بلدة موريك التي تمتد على الطريق السريع الرئيسي شمال مدينة حماه. واوضح ان كتيبة دبابات واحدة لا تزال متمركزة في محيط البلدة، وان التقدم الذي حققته المعارضة يوفر لها حرية في الحركة.

وكشف احد قادة المقاتلين المعارضين الذي عرف عن اسمه باسم خلدون، ان المقاتلين اطلقوا عيارات نارية تحذيرية على طائرة للركاب كانت تستعد للاقلاع من مطار حلب، في خطوة هي الاولى من نوعها تستهدف طائرة مدنية منذ نشوب الازمة السورية قبل أكثر من 21 شهراً.

من جهة اخرى، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، ان اشتباكات عنيفة دارت بعض الوقت بين مقاتلين معارضين وآخرين موالين للنظام في مخيم اليرموك، بالتزامن مع عودة الالاف الذين غادروه من جراء الاشتباكات التي شهدها في الايام الاخيرة. (راجع العرب والعالم)

وفي  اسطنبول، اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان صواريخ “باتريوت” التي سيرسلها اعضاء في حلف شمال الاطلسي لتعزيز الدفاعات التركية ضد هجوم محتمل من سوريا، ستنشر قرب مدن اضنة وغازي عينتاب وكهرمان مرعش في جنوب شرق البلاد.

مــاذا لــو ســقط لبنــان قبــل ســوريا؟

سامي كليب

يقول عارفو الرئيس السوري بشار الاسد انه لن يتنازل عن السلطة حتى آخر يوم في عهده. يفتح هؤلاء خرائط مرسومة بألوان ثلاثة، اولها أصفر يشير الى المناطق التي استعادها الجيش السوري بعد معارك عنيفة، وبرتقالية هي الباقية في ايدي المعارضة المسلحة، وخضراء هي التي لم تخضع اصلا للقتال. يشيرون الى ان وضع الجيش لا يزال اقوى من الدعايات ضده، وان مفاجآت امنية كبيرة ستشهد قريبا على ذلك.

يختلف التقييم السوري الرسمي مع الصورة التي يقدمها بعض مسؤولي المعارضة. يؤكد هؤلاء ان الوقت لا يلعب لمصلحة النظام، وان المسلحين نجحوا في مشاغلة الجيش في معظم المناطق السورية وفي السيطرة على معابر ومناطق رئيسة. ويقول هؤلاء انهم اخترقوا كل الساحات السورية وانه لو وصلتهم اسلحة متطورة اكثر لاستطاعوا حسم المعركة، ويتوقعون وصول هذه الاسلحة بعدما اطمأن الغرب الى تشكيلة ائتلاف المعارضة رغم حذره من «جبهة النصرة».

بعد مشارفة الحرب السورية على انهاء عامها الثاني، يقدم كل طرف أدلة كثيرة على قوته. كلاهما يبدو قادرا على تبرير ذلك. اما في لبنان فالمشكلة ان الكثير من القادة اللبنانيين يبنون تحليلاتهم وسياساتهم الداخلية على هذه التقييمات العسكرية، رغم ان الصراع في سوريا يخرج يوما بعد آخر عن سيطرة السوريين ليصبح بيدقا دوليا بامتياز خصوصا بين روسيا والولايات المتحدة.

ينقل زوار الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي عنهما تأكيدهما ان النظام السوري لا يزال قويا وغير قابل للسقوط في المدى المنظور. يقول رئيس الجمهورية ان في سوريا 3 اطراف هم: النظام والمعارضة ومقاتلون متطرفون. ويشدد على ضرورة الحفاظ على سياسة النأي بالنفس. من جانبه، لا يستبعد ميقاتي، وفق زواره، ان تكون واشنطن قابلة عمليا ببقاء النظام شرط تطبيق خطة جنيف التي كان ميقاتي نفسه اقترح مثيلا لها في خلال لقائه مع الامين العام للامم المتحدة قبل اشهر من طرحها.

يتقاطع هذا التقييم مع معلومات امنية لبنانية تؤكد وجود تغيير جدي في النظرة الاميركية الى وضع سوريا او على الاقل «بداية تغيير». يقول بعض المسؤوليين الامنيين اللبنانيين ان بعض الدول الغربية بدأت تنظر بكثير من القلق الى تعاظم دور «الجهاديين» القريبين من تنظيم «القاعدة» في جسد المسلحين السوريين وفي مقدمهم «جبهة النصرة». يستندون الى معلومات وصور وتقارير دقيقة سلمها السوريون الى الروس ليسلموها بدورهم الى الولايات المتحدة الاميركية لتأكيد نظرية الاختراق القاعدي لبعض الاطرف السورية المسلحة. يذهب البعض الى حد الحديث عن لقاءات امنية سورية اميركية روسية.

وفي المعلومات أيضا ان خلايا من تنظيم «القاعدة» باتت تنشط على الاراضي اللبنانية. لا يقتصر نشاطها على تسهيل مرور المقاتلين الى سوريا، وانما يركز أيضا على رصد بعض الشخصيات اللبنانية المؤيدة لدمشق او تلك التي تلاحق رجال «القاعدة»، وتضعهم على لائحة الاغتيالات. ثمة قلق فعلي من اختيار القاعدة للبنان وسوريا كساحة جهادية جديدة وطويلة الامد.

يدفع القلق من تمدد «القاعدة» بعض المسؤولين الغربيين الى طرح اسئلة كثيرة على نظرائهم اللبنانيين حول مآل الوضع في سوريا في حال سقوط الاسد. لا اجابات محددة. الوضع يزداد غموضا وخطرا اكثر من اي وقت مضى. خطر على سوريا ولكن ايضا على لبنان. باتت الساحة اللبنانية احد الاماكن المقصودة من قبل «الجهاديين» العرب وغير العرب. سوريا هي هدف اولي، ولكن ماذا بعد.

تنقل صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن مسؤولين اردنيين رفيعي المستوى تحذيرهم من ان «الجهاديين الذين يقاتلون في سوريا يستعدون لتوجيه ضربات ضد اهداف في الاردن واسرائيل». اسرائيل تأخذ الامر على محمل الجد، رجال القاعدة يقتربون منها عبر جبهات عدة: سيناء المصرية، الاردن، حدود الجولان ، الشمال اللبناني ناهيك عن العمق العراقي.

التنسيق الاستخباراتي على خط سوريا ـ الاردن ـ لبنان ـ العراق وصولا الى مصر قائم. يحكى عن زيارة قام بها رئيس الاستخبارات المصرية لدمشق ولقاء مع الرئيس الاسد. يحكى ايضا عن تشدد اردني كبير في منع تهريب السلاح عبر الحدود. قتل الامن الاردني شابا كان يريد تهريب السلاح بعد ان القى القبض عليه. يقال انه قتله عمدا ليردع الآخرين.

في هذه اللحظة المفصلية، تتسع شقوق الخلافات بين بعض دول الخليج والاخوان المسلمين من مصر الى المغرب العربي. لا يتردد بعض قادة الاخوان المصريين في الحديث عن اموال كثيرة تدفع في القاهرة للضغط على الاخوان. الامر نفسه يقال في تونس مع حركة النهضة .

هل يمكن لبعض دول الخليج وبينها السعودية والكويت والامارات التحرك ضد «الاخوان المسلمين» من دون التنسيق مع واشنطن؟ هل ثمة رأيان في اميركا حيال «الاخوان» بعدما ادى تمدد السلفية الى اثارة القلق الاميركي خصوصا في اعقاب قتل القنصل الاميركي واغتصابه في بنغازي الليبية؟ وهل ثمة تنافس او خلاف سعودي قطري حيال «الاخوان» فعلا؟ الاولى تناهضهم، والثانية تواليهم وتدعمهم؟ يجيب مسؤول لبناني كبير «بأن الخلاف جدي بين السعودية وواشنطن حول ملفات كثيرة بينها «الاخوان» و«الجهاديون»، لكن بينها ايضا طبيعة الدعم العسكري للمسلحين السوريين، فضلا عن أن الرياض تريد سقوط النظام السوري مهما كان الثمن بينم تصر واشنطن على أن يكون رحيل الأسد جزءا من تسوية مع الروس».

وسط هذه الاسئلة، تظهر مؤشرات عدة. حديث نائب الرئيس السوري فاروق الشرع للزميلة «الاخبار» (وهو على ما يبدو لم يكن منسقا مع القيادة السورية خلافا لما قيل، لا بل ربما ازعج القيادة). يخرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقول «لسنا منشغلين بمصير الاسد وانما بمستقبل سوريا، وان موقفنا ليس الاحتفاظ بالاسد ونظامه في السلطة بأي ثمن»… كلام كان ضروريا قبل انعقاد القمة الروسية الاوروبية في بروكسل، وضروريا أيضا للحوار غير المعلن بشأن الازمة السورية بين واشنطن وموسكو .

ان انتشار التنظيمات الجهادية في المنطقة، يدفع الجميع الى التفكير بسؤالين: هل بقاء النظام السوري قويا هو الانجع لضرب هذه التنظيمات، ام الاسراع باسقاطه هو الاسلم؟

اتفق الروس والاميركيون ضمنا على بقاء النظام، لكنهم اختلفوا حتى الآن بشأن الاسد وايضا حيال المصالح الروسية المقبلة في منطقة باتت تعد بالكثير من الثروات الغازية وغيرها. اتفق الروس والاميركيون ايضا على ان لا احد في سوريا سينجح في الحسم العسكري، لكنهم مختلفون حول كيفية وقف القتال وما بعده. اتفقوا كذلك على ضرورة نقل الصلاحيات الابرز من الرئاسة الى الحكومة لكنهم لا يزالون مختلفين قليلا على من سيكون في الحكومة المقبلة او بالاحرى في النظام المقبل لسوريا. واتفقوا اخيرا على ضرورة الابقاء على مهمة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي لانها الامل السياسي الوحيد المتوفر الآن فقرروا دعمها رغم معارضة بعض دول الخليج وجزء كبير من المعارضة السورية.

ماذا عن المستقبل؟

تدرك موسكو ان الجيش السوري لا يزال قادرا على القتال طويلا فلا تتراجع عن شروطها. وتعرف واشنطن ان المسلحين باتوا اكثر قوة من السابق فتحجم عن التنازلات. لكن من يراقب تصريحات الطرفين يستنتج ان الهوة باتت اقل اتساعا من السابق، وهي ستضيق اكثر مع التعيينات الادارية العتيدة في ادارة باراك اوباما. لا يختلف اثنان على ان جون كيري الذي قد يعين وزيرا للخارجية هو الاكثر معرفة بسوريا والاقل رغبة بالحرب ضدها.

احتمال التسوية قائم اذاً، لكن الاحتمالات الاخرى قائمة ايضا في حال فشل التسوية، تبدأ باستمرار الحرب وادارة الازمة طويلا، وتمر باحتمالات انشطار سوريا الى نصفين متقاتلين لفترة طويلة، لتصل الى خطر توسيع رقعة الحرب الى بعض دول الجوار… في هذه الحالة الاخيرة سيكون لبنان الساحة الاكثر هشاشة ذلك ان فيه اطرافا جاهزة للقتال، وربما سيصبح القتال مطلوبا كلما اقتربت بعض الاستحقاقات السياسية اما للتأثير فيها او منعها كليا اذا ما تطلب الوضع السوري ذلك. ولعل في «ديبلوماسية الجثث» القائمة حاليا بين لبنان وسوريا مع مسلسل تسليم جثث لبنانيين قتلوا اثناء عبورهم الحدود للقتال في سوريا خير دليل على ان سياسة النأي بالنفس تشبه الكثير من شعارات اللبنانيين التي بقيت على مدى العقود الماضية مجرد شعارات.

حين تصل الحرب في دولة ما الى العنف الذي وصلته في سوريا، لا شيء يصبح مستبعدا بما في ذلك توسيع جبهات القتال لتشمل دولا مجاورة.

حماه.. مدينة في حسابات حرب ومخاوف

طارق العبد

السؤال عن بدء المعركة في حماه يبدو صالحاً لأي مدينة أخرى إلا هي، فـ«أرض النواعير» دفعت الثمن غالياًً لسنوات طويلة في الثمانينيات أيام الصراع بين النظام و«الإخوان المسلمين».

لكن الأنظار تعود اليوم لتتجه مجدداً إلى المنطقة التي ما زال جرح الثلاثين عاماً غائراً في قلوب أبنائها. ومع ذلك، رفعت شعار السلمية المطلقة وتظاهرت لفترة طويلة بأعداد حاشدة، في وقت أشعل مغنيها الثائر إبراهيم القاشوش ساحات المدينة التي تشهد تنوعا كامتداد لجاراتها حمص واللاذقية وطرطوس.

ولعل موقعها هذا هو سبب قرار «الجيش الحر» فتح جبهة جديدة في حماه تلتحق بمعركة الشمال، من جهة، وتفتح الطريق إلى حمص، من جهة ثانية، على حدّ قول قادة «الحر» في الإعلام. ولكن هل هم بالفعل مسيطرون على الشمال، لا سيّما أن الأجواء ما زالت في قبضة النظام؟ ولمن الغلبة بين المسلحين في المنطقة؟ هل هي للسلفيين أم لكتائب أكثر اعتدالاً؟ وما هو محل «جبهة النصرة» من الإعراب في حماه؟

ربما حان الوقت لتسليط الضوء على «أرض النواعير»، إذ لطالما ارتبط اسم حماه بالصراع مع «الإخوان»، رغم ذلك يقول أبناؤها إنهم لن يعودوا للعيش في جلباب «الإخوان»، طال الزمان أم قصر.

ويعرب الكثير من ناشطي حماه عن استيائهم مما قامت به الجماعة في المدينة. ويستحضر كثير منهم تجربة «الإخوان» في السبعينيات والثمانينيات ويكشف عن تكرار أساليبهم من جديد في «الثورة» السورية حالياً، بدءاً من شراء الولاءات والمال السياسي، وصولاً إلى دعم مجموعات محددة دون غيرها، في وقت يشتكي آخرون من تهميش أو تقليل لدور حماه وربطها بتصريحات الداعية السلفي عدنان العرعور، المتحدر من أرض العاصي، الذي تسبّب لها بحملة قاسية اعتبرتها خارج نطاق الحراك الشعبي، لتعود اليوم إلى الواجهة.

في المقابل، يبدو لافتاً بالنسبة للمحافظة الوحيدة في سوريا، التي لا حدود لها مع الخارج، بُعدها كل البعد عن التوتر الطائفي،على الرغم من تنوع المذاهب بين سنة وعلويين ومسيحيين وإسماعيليين، ما يجعل حساباتها مختلفة عن باقي المناطق.

لعل الطقس الماطر والعاصف كان السبب الوحيد الذي دفع معظم الحواجز العسكرية إلى الاكتفاء بإشارة من يدها لإكمال الطريق إلى حماه، التي تشهد إقبالا غير مسبوق على الأسواق لشراء وتموين الحاجيات الأساسية استعداداً للجبهة القريبة. وهي حركة يرافقها غلاء هستيري في بعض المواد وغياب مواد أخرى، أولها الطحين والمازوت، ما يعني نقصاً في الخبز وازدحاماً على الأفران، التي تعمل أقل مما تتوقف. أضف إلى ذلك فترات الانقطاع الطويلة في التيار الكهربائي، الذي يطال معظم الأحياء الحموية التي تتحول بعد غروب الشمس إلى سكون مطلق، تخرقه أصوات القصف والاشتباكات على تخوم الريف.

وفيما تخلو المدينة من أي انتشار للمعارضة المسلحة، تنتشر بكثافة القوى الأمنية والعسكرية التابعة للنظام والتي تقسم المدينة الصغيرة لمربعات أصغر. بعض الحواجز يكتفي بإلقاء نظرة على السيارات وبعضها الآخر يدقق ويبالغ في التدقيق، خاصة إن كان القادم من خارج حماه، وتحديداً من المناطق المشتعلة كدرعا وإدلب وحلب.

وفي المحصلة، هناك استياء عام من الحواجز في الريف المحيط بمدينة أبي الفداء، رغم تراجعها ربما بسبب هجمات «الجيش الحر» وربما، بحسب قول بعض الناشطين، بسبب إستراتيجية جديدة يتبعها الجيش النظامي وتقضي بسحب العناصر من الريف إلى المدن الكبرى خشية سقوطها. أما في قلب المدينة، فالمقار العسكرية والأمنية تشهد تحصيناً بالغ الشدة يرافقه إقفال لبعض الطرق.

هي إذاً الأيام التي تسبق الحرب، حيث يستعد «الجيش الحر» لدخول حماه و«تحريرها» بعد أن بدأ بعمليات عسكرية للسيطرة على الريف انطلاقاً من ريف إدلب الجنوبي. وهي حالة استدعت نزوح بعض الأهالي وتأمين ملاذ آمن نوعاً ما للأطفال والنساء.

يضاف إلى ذلك، أن تواجد كتائب «الجيش الحر» في المنطقة يعد ضعيفاً باعتبار أن معظمها قد توجه للقتال في حلب وإدلب. ويردف محمد، وهو ناشط إعلامي في المدينة، «أما في الريف، فالوضع أفضل إلى حد بعيد، وخاصة الريف المتصل بإدلب بداية من سهل الغاب وصولاً إلى بلدات طيبة الإمام ومحردة التي يسيطر عليها المقاتلون… فيما أعلن الجيش الحر أن مدن وقرى كفرنبودة وكرناز وكفرزيتا والشيخ حديد والمغير وحيالين والحماميات وحصرايا والأربعين والجبين والجلمة والشنابرة (البانة)، كلها أصبحت خارج سيطرة النظام عسكرياً. وجميعها تقع في الطرف الشمالي الغربي من الريف الحموي».

أما الريف الجنوبي الأقرب إلى حمص فيشهد بداية تعزيزات عسكرية من الطرفين استعداداً لفتح جبهة جديدة. وفيما يتمتع «الحر» بدعم اجتماعي في البلدات المجاورة، تتقاسمه مختلف الكتائب بما فيها «جبهة النصرة»، صاحبة الحظ الأوفر في الدعم الشعبي، تبرز في الواجهة أيضاً مدن كمصياف التي استمرت في ركب الثورة السلمية والتظاهرات، وبلدة السلمية التي يحتفي بها كثيراً ناشطو حماه، وهي التي فتحت أبوابها للنازحين من مختلف المناطق، إذ لم تتردد بلدة الكاتب والمسرحي الكبير محمد الماغوط في دعم الثورة بشــتى الوســائل، على حد تعبير الناشطين.

وفي الريف الحموي أيضا يقع المطار العسكري، الذي يعتبره المسلحون حجر الزاوية في معركتهم لكونه يضم نصف تعزيزات النظام في تلك المنطقة. ويمضي ناشطون في حماه أبعد من ذلك بقولهم إن الهجوم على العاصمة يبدأ من حماه حيث تسهل السيطرة على الريف، ومنها المدينة التي يطوقها النظام بتعزيزات عسكرية تسعى لاستعادة السيطرة على الريف، وخاصة تلك التي تقع على الطريق المؤدي إلى حلب وإدلب، وتمر عبرها الإمدادات العسكرية للشمال.

وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم: ما جدوى فتح جبهة جديدة من قبل «الجيش الحر» في حماه إذا كان لم يحسن بعد السيطرة التامة على باقي المناطق؟ يجيب البعض إن قرار «التحرير» لم يؤخذ من فراغ، وتحسن قوة «الجيش الحر» كانت علامة مهمة دفعتهم لمثل هذه الخطوة. ثم يأتي السؤال عن مدى قوة المعارضة المسلحة في وقت ما زالــت السيطرة في السماء لصالح القوة الجوية للنــظام، وما زالت طائــراته تحلق فوق المناطق التي يطلق عليها المعارضون توصيف «محــررة»، فلا يأتي جواب واضح، بينما يصر آخرون على أن حماه ليست إدلب ولا حلب ولا حتى حمص.

ما سبق يبقى سؤالاً مفتوحاً في انتظار الأيام الآتية، فهل ستكون حماه بالفعل مختلفة الحسابات عن باقي المناطق؟

لافروف للإبراهيمي: لسنا وسطاء مع الأسد ولا نتدخل لتغيير النظام

دمشق: توتر في اليرموك لا يعرقل عودة أهله

لم تمنع الاشتباكات وأعمال القنص التي أدت إلى توتر الوضع مجددا في مخيم اليرموك في دمشق، أمس، الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من العـودة إليه وفتح محالهم.

في هذا الوقت، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مناقشته مع المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي معوقات التسوية السياسية في سوريا، على ضرورة الضغط على طرفي النزاع في سوريا، والأطراف الخارجية أيضا، لتنفيذ ما ورد في «اتفاق جنيف» في 30 حزيران الماضي. وأكد لافروف أن موسكو لن تكون وسيطاً بين الرئيس السوري بشار الأسد وأولئك الذين يريدون منه الرحيل والبحث عن ملاذ آمن في الخارج، مضيفاً أن روسيا لن يكون لها أي دور في تغيير النظام في دمشق.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحافي في ختام قمة الاتحاد الأوروبي وروسيا في بروكسل، أن «سوريا ليست بعيدة عن حدودنا، ولا نريد أن تعمها الفوضى، كما نلاحظ في بعض بلدان المنطقة». وقال «المهم بالنسبة إلينا، هو النظام في سوريا»، مضيفاً أن روسيا «مهتمة» بإقامة نظام ديموقراطي في سوريا، مشيراً إلى أن بلاده «ليست المدافعة عن السلطات السورية».

وذكــرت وكـالة «مهـر» أن وزير الخارجيـة

الإيراني علي أكبر صالحي بحث في اتصال هاتفي تلقاه من نظيره المصري محمد كامل عمرو قضايا المنطقة و«الأزمة السورية وسبل الخروج منها».

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان بعد اتصال هاتفي بين لافروف والإبراهيمي، أن «وزير الخارجية ركز في إطار عمله مع الأطراف السورية على ضرورة الاستناد إلى تطبيق بنود الإعلان النهائي للقاء الوزاري في جنيف في 30 حزيران، الذي لا بديل له، ما يسمح بإيجاد مخرج للوضع المتعثر ووقف نزيف الدم واستخدام القوة، وبدء حوار وطني سوري حول الإصلاحات في البلاد التي تصب في مصلحة جميع المواطنين».

وأضاف البيان أن «لافروف أشار إلى انه يجب، ليس فقط على الأطراف السورية، بل على اللاعبين الخارجيين الرئيسيين، التقيد بالاتفاقيات المتمخضة عن لقاء جنيف». وتابع «أكد الإبراهيمي استعداده لاستمرار التواصل مع الطرف الروسي حول الأزمة السورية».

وقال لافروف، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» بثت مقتطفات منها أمس على أن تبث كاملة الاثنين المقبل، «نحن لا نبحث تغيير النظام. بعض دول المنطقة يقولون لنا لماذا لا تبلغوا الرئيس (الأسد) بأن عليه الرحيل، وسنرتب له ملاذاً آمناً». وأضاف «إذا كان اللاعبون الذين اقترحوا هذه الفكرة يفكرون فيها حقيقة، كان حرياً بهم أن يطرحوا هذه الفكرة مباشرة على الأسد». وتساءل «لمَ عساهم يستخدموننا كساعي بريد؟ إذا كان الأسد مهتما (باقتراحهم)، يجب مناقشة هذا الاقتراح مباشرة معه». وأكد أن موسكو «لن تؤدي أي دور في تغيير النظام في سوريا».

اليرموك

ونقل مراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر عن مصادر فلسطينية قولها ان عمليات قنص واشتباكات محدودة جغرافياً استمرت في مخيم اليرموك بعد يومين على توصل أطراف النزاع لاتفاق حول «تحييد المخيم»، استمرت شخصيات فلسطينية بالتشكيك بإمكانية تنفيذه.

وقالت مصادر ميدانية لـ«السفير» إن المسلحين انكفأوا إلى داخل المخيم في المناطق المحاذية لمنطقتي التضامن والحجر الأسود المحيطتين بالمخيم. وجرت عمليات قنص أمس ذهب ضحيتها ثلاثة أشخاص على الأقل، كما جرت اشتباكات وصفت بـ«العنيفة» قرب محكمة اليرموك.

إلا أن هذه المناوشات لم تمنع الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم. وقدرت مصادر فلسطينية عددها الإجمالي بعشرة آلاف شخص. وخرجت تظاهرة هتفت «بدنا نحكي علمكشوف سلاح ما بدنا نشوف»، وذلك قبل إقامة أكثر من صلاة جماعية في مساجد المخيم، دعا فيها الخطباء المصلين إلى تشجيع أهاليهم ومعارفهم على العودة والحفاظ على «حياد» المخيم.

لكن تحقق هذا الحياد ما زال مشكوكاً فيه، برأي المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة أنور رجا، الذي أعاد التأكيد أن كامل قوات الجبهة انسحبت خارج المخيم. وقال رجا لـ«السفير» إن «الاتفاق لن يحصل. فهو يحتاج لطرفين صاحبي قرار. الطرف الفلسطيني لديه القدرة على اتخاذ قرار وتنفيذه، أما الطرف الآخر فمن هو؟ هل هو الجيش الحر، أم جبهة النصرة، أم لواء الإسلام أم لواء أحفاد الرسول…الخ؟ ومن يملك القدرة لأمرهم بتنفيذ هذا الاتفاق؟».

الأمر الذي يدفعه لتخيل عودة الأمور إلى التوتر مجددا، ربما أسوة بمناطق أخرى سبق لها أن شهدت اتفاقات متشابهة، مثل الزبداني وقدسيا وبعض مناطق ريف حمص، حيث انتهت معظم الاتفاقات بمواجهة مباشرة بعد حين.

وفي إطار هذا التوتر، ذكرت مواقع تابعة للمعارضة على شبكات التوصل الاجتماعي أن اشتباكات عنيفة حصلت بين عناصر من «الجيش الحر» والجيش السوري في منطقة الريجة قرب ثانوية البنات، شكك فلسطينيون في أن تكون بين مجموعات مختلفة من المسلحين، حيث قال أحد منسقي الاتفاق لـ«السفير» إن هذه المنطقة لا تحتوي سوى مسلحين معارضين، فيما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن المسلحين هاجموا حاجزا للجيش.

وقال مسؤول العلاقات الخارجية في حركة فتح محمد يونس لـ«السفير» إن لجنة ميدانية تتواصل مع قيادات المسلحين في المخيم بغرض تأمين انسحابهم الكامل. وأضاف أن الاجتماع الذي عقد في مقر السفارة الفلسطينية منذ يومين بحضور «القيادة العامة» انتهى إلى هذا الاتفاق، مشيرا إلى أن السفير الفلسطيني محمود الخالدي على اتصال مع الخارجية السورية التي أثنت على الخطوة، وأن الجميع يرغب في تطبيق هذا الاتفاق، مشيرا وجود مشكلة لدى الطرف الآخر، تتعلق بوجود فئات خارج السيطرة. وشددت اللجنة الميدانية التي تتواصل مع المسلحين «على ضرورة الانسحاب الكامل من المخيم».

وما زال الجيش السوري يحافظ على وجوده على مدخل المخيم، كما يحافظ على مواقع تتيح له حصار اليرموك، في الوقت الذي لم يتوقف عن استهداف مواقع المسلحين في الحجر الأسود.

وقال أحد ركاب حافلة، خلال دخولها إلى المخيم، «نعود لأننا اكتفينا من الذل، خسرنا أرضنا (فلسطين) ولا نريد أن نفقد منازلنا ونقيم في خيم كما فعل أهلنا». وعاودت محال تجارية عدة، لا سيما تلك التي تبيع المواد الغذائية، فتح أبوابها.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

القمة الأوروبية ـ الروسية لا تحل خلافات الطاقة: توافق ضد الاستيطان… وتمسك بحل سياسي لسوريا

لم تعكس القمة الأوروبية ـ الروسية، في بروكسل أمس، سوى الخلافات المتفاقمة بين الطرفين، خصوصاً على خلفية قضية الغاز وحقوق الإنسان، وإن حاولا إبراز بعض التوافق حول الملف السوري، لكنهما، في المقابل، التزما بإدانة المخططات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، ضرورة جلوس جميع أطراف النزاع في سوريا حول طاولة الحوار من أجل التوصل إلى حل سياسي، مضيفاً «سوريا ليست بعيدة عن حدودنا. لا أريد أن تسود الفوضى، بعد أي تغييرات، مثل ما حدث ويحدث في دول أخرى في المنطقة»، مؤكداً ان موسكو تريد ان ترى نظاماً ديموقراطياً في سوريا.

واعتبر الرئيس الروسي أن «اتفاقية جنيف» في 30 حزيران الماضي هي القاعدة التي يمكن الانطلاق منها للتوصل إلى حل سلمي، مؤكداً أن موسكو لا تسعى للدفاع عن السلطات السورية. وقال «من أجل التوصل إلى اتفاقات على المدى البعيد، يجب الاتفاق أولاً على مستقبل سوريا، وعلى مصلحة جميع مواطنيها وجميع أقلياتها الإثنية والطائفية».

من جهته، أكد رئيس الاتحاد الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، إن المواضيع الخلافية، المتمثلة بقضية حقوق الإنسان، والملفين السوري والإيراني، والتأشيرات بين الطرفين، وملف الطاقة، قد نوقشت «بصراحة» و«بروح بناءة».

واعتبر رومبوي أن الوقت أصبح ملحاً من أجل وقف العنف في سوريا، مؤكداً أنه «ينبغي دعم كل الجهود الرامية لحماية المدنيين السوريين وضمان مستقبل الأقليات وحمايتهم»، وخصوصاً جهود المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي. ورأى أن المواقف الروسية والأوروبية متوافقة بشأن دعم أي جهد يصب في مصلحة الحل السياسي وضرورة وقف العنف في سوريا.

وعلى صعيد الهجمة الاستيطانية التي تشنها الحكومة الإسرائيلية، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في بيان مشترك بعد القمة، أن «الاتحاد الأوروبي وروسيا يذكران بأن المستوطنات غير شرعية في نظر القانون الدولي وتشكل عقبة في وجه السلام». وأعربا عن «تخوفهما العميق» من المخططات الإسرائيلية، على اعتبار أنها «إذا طبقت، ستعرض للخطر إمكانية إنشاء دولة فلسطينية مجاورة وقابلة للحياة».

لكن البيان المشترك شدد على أنهما «لن يعترفا بأي تغيير بالنسبة إلى حدود ما قبل حزيران العام 1967 بما فيها القدس، باستثناء تلك التي وافق عليها الطرفان»، داعياً إسرائيل إلى «تجنب أي مبادرة يمكن أن تسيء إلى الوضع المالي للسلطة الفلسطينية».

ويبدو أن قضية الطاقة الخلافية عطلت تقدم المباحثات بين الطرفين، خصوصاً بعد قرار الاتحاد الأوروبي الفصل بين إنتاج وتوريد موارد الطاقة وبين إدارة شبكات نقلها، منعاً لاحتكار السوق.

وكان بوتين وصف، على هامش القمة، قانون الطاقة بأنه «غير متحضر». وقال «لا شك أنه من حق الاتحاد الأوروبي اتخاذ أي قرار، ولكن كما ذكرت من قبل تذهلنا حقيقة أن هذا القرار يطبق بأثر رجعي». ورفض اعتراضات شركائه الأوروبيين حول أن أسعار الغاز في روسيا أدنى بكثير من الدول الأوروبية.

أما الجانب الأوروبي فبدا في مكان آخر، إذا أكد رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروسو، وجود «آفاق ضخمة للتعاون» تفيد الطرفين.

وحول حقوق الإنسان، أعرب رومبوي عن «الهواجس المتصلة بحرية القيام بالأنشطة في المجتمع المدني» في روسيا. لكن بوتين بدا هجومياً، وأعرب عن «هواجسه» المتعلقة بـ«الانتهاك الفاضح لحقوق الناطقين باللغة الروسية» في بعض الدول الأوروبية.

وأعرب بوتين عن أسفه للبطء الشديد الذي يبديه الاتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار يعفي الروس من تأشيرات الدخول، مؤكداً أن «المسائل الإجرائية قد حلت ولم يبق سوى توفر الإرادة السياسية من جانب زملائنا في أوروبا».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ش ا)

حلب: المسلحون يستهدفون طائرة مدنية

برز تطور جديد في الصراع في سوريا، أمس، مع إطلاق المسلحين النار على طائرة ركاب خلال إقلاعها من مطار حلب، في هجوم قد يتكرر بعد تهديد المسلحين باستهداف جميع الطائرات المدنية، بينما أعلن حلف شمال الأطلسي انه رصد مجددا إطلاق صواريخ «سكود» داخل سوريا.

وقال قائد للمسلحين في سوريا عرف نفسه باسم خلدون لوكالة «رويترز» ان «قناصة من كتيبته أصابوا عجلات الطائرة التابعة للخطوط الجوية السورية، وهي من طراز ار.بي 201 أمس» الأول، مشيرا إلى أن الطائرة لم تتمكن من الإقلاع. وأضاف «كانت طلقات تحذيرية. أردنا إرسال رسالة للنظام بأن كل طائراته العسكرية والمدنية في متناول أيدينا». وأضاف «ما حدث بشأن مطار دمشق سيحدث في حلب حتى وإن كان الثمن أغلى».

وحث مسلح آخر المدنيين على عدم استخدام مطار حلب أو رحلات الخطوط الجوية السورية «لأنها ستصبح أهدافا من الآن فصاعدا».

وقال مصدر عسكري سوري، لوكالة «فرانس برس» ان مسلحين حاولوا استهداف مربض للمدفعية يجاور مقر الاستخبارات الجوية في حي الزهراء في حلب، لكن «العناصر المكلفة بحماية الموقع نجحت في صد الهجوم، موقعة في صفوف المسلحين إصابات بليغة».

وذكر المرصد «أغار الطيران السوري على منطقتي جوبر والسلطانية في حمص تزامنا مع اشتباكات بين المسلحين وحواجز للقوات النظامية. كما تتواصل الاشتباكات بين القوات النظامية ومسلحين في قرى الرصيف والجنين وسهل الغاب في حماه».

وأعلن الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن دول الحلف رصدت إطلاق صواريخ «سكود» مجددا في سوريا، وذلك ما يثبت ضرورة نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود التركية ـ السورية. ولم يوضح راسموسن متى وأين أطلقت الصواريخ غير أن مصدرا مقربا من «الأطلسي» أفاد بأنه تم رصدها أمس الأول.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في مقابلة مع «إن تي في»، إنه سيتم نشر 6 بطاريات صواريخ «باتريوت» قرب مدن أضنة وغازي عنتاب وكهرمان ماراس في جنوب شرق البلاد.

وتقع أضنة على بُعد نحو 100 كيلومتر من الحدود السورية، أما غازي عنتاب فتقع على بُعد 60 كيلومتراً من الحدود السورية. وتقع كهرمان ماراس إلى الشمال من غازي عنتاب وهي على بُعد نحو 150 كيلومتراً من الحدود السورية.

(ا ف ب، رويترز، ا ب)

مقاتلون يتوعدون باقتحام بلدتين مسيحيتين وسط سوريا ما لم تطردا القوات النظامية

بيروت- (ا ف ب): هدد مقاتلون معارضون في ريف محافظة حماة وسط سوريا حيث يشنون منذ ايام هجمات ضد حواجز القوات النظامية، باقتحام بلدتين يقطنهما مسيحيون في حال عدم انسحاب هذه القوات منهما، بحسب شريط فيديو بثه المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتوجه قائد معارض عرف عن نفسه باسم “قائد لواء الانصار في ريف حماة رشيد ابو الفداء”، لسكان بلدتي محردة والسقيلبية الواقعتين الى الشمال الغربي من مدينة حماة، بالقول “نوجه اليكم هذا الانذار لتقوموا بدوركم، وذلك بطرد عصابات الاسد وشبيحته من مدنكم وردعها عن قصف قرانا واهلنا”.

واضاف “والا فاننا سوف نوجه بواسلنا فورا باقتحام اوكار العصابات الاسدية وشبيحته”، وذلك في الشريط الذي بثه المرصد على موقع “يوتيوب”.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان البلدتين “تضمان عشرات الآلاف من السكان”، وان عددا من سكان محردة سبقوا ان غادروها في اتجاه محافظة طرطوس الساحلية.

ويشن المقاتلون المعارضون منذ الاحد هجمات على حواجز للقوات النظامية في ريف حماة، ما دفع عددا من السكان لا سيما في الريف الشمالي الى مغادرة منازلهم، بحسب المرصد.

وفي الشريط، اوضح ابو الفداء ان “عمليات التحرير القائمة في ريف حماة حيث دحر جنود الطاغية وشبيحته في معظم قرى وبلدات ريف حماة بضربات من الجيش الحر، دفعت العناصر النظاميين الى ترك مواقعهم وتحصنهم في بلدتي محردة والسقيلبية”، وقاموا منها “بقصف قرانا بالمدافع والصواريخ وتهديم المنازل وقتل الاطفال وتهجير المدنيين”.

واشار إلى أن عناصر لوائه حاولوا الاثنين اقتحام السقيلبية “للقضاء على العصابات الاسدية” التي اطلقت النار “من النوافذ والشرفات”. لكنه اضاف “حرصا منا لعدم اذى الابرياء والشرفاء من هذه المدينة، قمنا بسحب قواتنا فورا”.

وبدا ابو الفداء في الشريط يتلو بيانا وهو جالس بين رجلين يرتديان زيا عسكريا، بينما وقف خلفهم اربعة مسلحين يحملون رشاشات. ولف السبعة رؤوسهم بعصابات سوداء كتب عليها “لا اله الا الله”.

وطالب ابو الفداء اهالي المدينتين “بفتح جميع الابواب امام ابطال الجيش الحر كي يتمكن من القضاء على جنود الطاغية وشبيحته”، مؤكدا ان هؤلاء ما تحصنوا فيهما “الا من اجل الفتنة الطائفية”.

ويشكل المسيحيون نحو خمسة في المئة من سكان سوريا البالغ عددهم نحو 23 مليون نسمة. ويتخوف كثيرون منهم من ان تفرز “الثورة” حكما اسلاميا متطرفا مناهضا للحريات الدينية التي نعموا بها على مدى عقود طويلة رغم انضمام اعداد منهم الى المعارضة و”الحراك الثوري” خلال الاشهر الاخيرة خصوصا.

وزير الدفاع الإيراني: صواريخ حلف شمال الاطلسي تضر بأمن تركيا

دبي- (رويترز): نقل عن وزير الدفاع الإيراني قوله السبت إن نصب بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ التي ارسلتها دول اعضاء في حلف شمال الاطلسي لتعزيز دفاعات تركيا ضد أي هجوم محتمل من سوريا لن يضر إلا بامن تركيا.

وأقر حلف الاطلسي طلب تركيا تزويدها بأنظمة دفاع جوي في وقت سابق من الشهر الجاري في خطوة تهدف لتهدئة مخاوف انقرة من ان تصيبها صواريخ سورية.

وتدعم إيران بقوة حليفها الرئيس السوري بشار الأسد في سعيه لقمع انتفاضة ضد حكمه مستمرة منذ 21 شهرا. وتعارض إيران نشر صواريخ الحلف بوصفه تدخلا في المنطقة وتحذر من ان من شأنه أن قد يؤدي الى اندلاع “حرب عالمية”.

ووكالة انباء الطلبة الايرانية عن وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي قوله السبت “لن يفيد نصب صواريخ باتريوت في تركيا في تعزيز امنها بل انه سيضر بها.

“دائما ما يسعي الغرب لتحقيق وجهات نظره ومصالحه ونحن نرفض انخراط دول غربية في احداث اقليمية”.

ونفي وحيدي أن إيران تدرب قوات سورية للتصدي للمعارضة وقال وحيدي للوكالة “لا تحتاج سوريا للجمهوية الإسلامية لتدريب قواتها لان سوريا لديها جيش قوي أعد نفسه للتصدي للنظام الصهيوني (إسرائيل)”.

موسكو تندد بالموقف الخطير للغرب حيال الارهاب في سوريا

موسكو- (ا ف ب): ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة بالمنطق “الخطير” الذي يعتمده الغرب عبر التمييز في رأيه بين ارهابيين “سيئين” في سوريا وآخرين “يمكن القبول بهم”.

وقال لافروف كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي في مقابلة مع قناة روسيا اليوم الناطقة بالانكليزية ان “زملاءنا الغربيين بدأوا يميزون بين ارهابيين سيئين و(آخرين) يمكن القبول بهم. هذا أمر خطير جدا”.

وكرر موقف موسكو التي اعلنت مرارا ان الشعب السوري وحده يمكنه تقرير مصير الرئيس بشار الاسد، مشددا على “اننا لا نبدي اهتماما بتغيير انظمة”.

وأوضح لافروف ان الدول الغربية التي تأمل بتنحي الاسد عرضت على موسكو ان تطلب من الاخير مغادرة السلطة مقابل حصوله على لجوء وضمانات امنية.

واضاف “جوابي بسيط جدا: على اصحاب هذا الاقتراح ان يخاطبوا الاسد مباشرة والا يستخدموا روسيا كوسيط”.

واعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أن روسيا لا تريد أن تعم “الفوضى” في سوريا، مشددا على ان بلاده “ليست مدافعا عن السلطات السورية”.

وقال بوتين في مؤتمر صحافي اثر قمة الاتحاد الاوروبي وروسيا في بروكسل ان “الاهم بالنسبة الينا هو النظام في سوريا”، داعيا جميع اطراف النزاع إلى “الجلوس حول طاولة المفاوضات”.

سورية: تجدد الاشتباكات في مخيم اليرموك والأطلسي رصد إطلاق سكود.. وروسيا لن تحثّ الأسد على الرحيل

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: اندلعت اشتباكات عنيفة استمرت لفترة قصيرة بعد ظهر الجمعة بين مقاتلين معارضين للنظام السوري وآخرين موالين له في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، يوم عاد الآلاف من اللاجئين الذين غادروه جراء اعمال العنف الاخيرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد ان اشتباكات عنيفة دارت ‘في ساحة الريجة وقرب مدرسة اليرموك في مخيم اليرموك بين مقاتلين يعتقد انهم من اللجان الشعبية الموالية للنظام السوري ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة بينهم فلسطينيون’، بدأت قرابة الساعة 17.00 بالتوقيت المحلي (13.00 ت غ)، واستمرت زهاء 90 دقيقة.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الاشتباكات وقعت على الاطراف الشمالية للمخيم بين ‘مقاتلين معارضين تجمعوا في هذه الساحة ولم يخرجوا من المخيم’ بعد الاتفاق الذي تم التوصل اليه اثر اعمال العنف في الايام الماضية، وبين مقاتلين فلسطينيين موالين للنظام السوري.

من جهته، نفى انور رجا، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في دمشق، في اتصال مع فرانس برس، اي علاقة للجبهة بالاشتباكات لانه ‘ليس لدينا عناصر في هذه المنطقة’.

واوضح ان ‘مجموعة ارهابية مسلحة هاجمت حاجزا للجيش السوري (النظامي) على رأس شارع الثلاثين، لكن خارج مخيم اليرموك’، وان افرادها ‘اشتبكوا مع عناصر الحاجز’.

وبدأ آلاف اللاجئين الفلسطينيين منذ الخميس بالعودة الى المخيم الذي غادره قرابة 100 الف شخص جراء الغارات الجوية التي تعرض لها الاحد والثلاثاء، والاشتباكات بين معارضين للنظام السوري وموالين له.

جاء ذلك فيما ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن الجمعة بإطلاق سورية صواريخ قصيرة المدى بعد أن ذكر مصدر بالحلف بأن أجهزة المراقبة رصدت إطلاق صواريخ من نوع سكود في سورية هذا الأسبوع.

وقال المصدر إنه تم إطلاق عدة صواريخ داخل سورية صباح الخميس بعد اكثر من أسبوع من رصد الحلف إطلاق صواريخ سكود للمرة الأولى خلال الصراع الذي بدأ في البلاد منذ 21 شهرا.

وقال راسموسن إن الحلف يأسف بشدة لإطلاق الصواريخ،وأضاف للصحافيين في مقر الحلف ببروكسل انه يعتبرها ‘أفعال نظام يائس يقترب من الانهيار’.

ومن موسكو قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات نشرت الجمعة إن بلاده ترفض التوسط للسعي وراء إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل.

وقال لافروف في مقابلة مع قناة ‘روسيا اليوم’ التلفزيونية الرسمية الناطقة بالإنكليزية ‘نحن لا نبحث تغيير النظام. بعض دول المنطقة يقولون لنا لماذا لا تبلغوا الرئيس بأن عليه الرحيل.. سنرتب له ملاذا آمنا’.

وأضاف في تصريحات جرى تسجيلها يوم الأربعاء ‘إجابتي بسيطة للغاية.. وهي إذا كان من اقترحوا علينا هذا الأمر يفكرون فيه فعليهم أن يطرحوه مباشرة على الرئيس الأسد. لماذا يريدون استخدامنا كساعي بريد؟ إذا كان الرئيس الأسد مهتما بذلك فينبغي مناقشته مباشرة’.

الى ذلك دان الائتلاف السوري المعارض الجمعة مبادرة ايران لتسوية النزاع في سورية، معتبرا انها محاولة ‘يائسة لالقاء طوق النجاة لسفينة النظام السوري الغارقة لا محالة’.

وقال الائتلاف اكبر تحالف للمعارضة السورية ‘مع توالي تحقيق قوى الشعب السوري الحرة انتصارات سياسية وعسكرية حاسمة يتوالى اطلاق مبادرات سياسية باهتة ومتأخرة من قبل النظام نفسه ومن القوى المؤيدة له’.

واضاف ان ‘المبادرة الايرانية تمثل نموذجا لهذه المحاولات اليائسة لالقاء طوق النجاة لسفينة النظام السوري الغارقة لا محالة’.

وقدمت ايران تفاصيل ‘خطة للخروج’ من الازمة في سورية تقع في ست نقاط وتنص خصوصا على ‘وقف اعمال العنف’ واجراء ‘حوار وطني’ بين النظام السوري والمعارضة.

لكن مجموعات المعارضة ترفض اي مشاركة ايرانية في مساعي الحل ما يعكس وجهة نظر الغرب وبعض الدول العربية ان ايران لا يمكن ان تكون وسيطا بسبب دعمها الثابت للنظام السوري.

كما ترفض المعارضة اي حوار مع السلطة وتشترط رحيل الرئيس بشار الاسد اولا.

من جهة اخرى اعلن برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة في بيان الجمعة انه سيقدم مساعدة غذائية الى 125 الف فلسطيني وسوري نزحوا بسبب المعارك حول مخيم اليرموك للاجئين في دمشق.

وسيقدم البرنامج حوالى 12 كلغ من الاغذية كل اسبوع لكل عائلة ما يكلف 1.5 مليون دولار لشراء 580 طنا من الغذاء تسمح بتقديم المساعدات الغذائية لـ 125 الف شخص خلال ثلاثة اشهر.

وميدانيا في اليرموك، يقوم برنامج الاغذية العالمي بتنسيق نشاطه مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا).

ويقدم البرنامج حاليا مساعدة غذائية لـ 1.5 مليون شخص كل شهر في المحافظات الـ 14 في سورية ويعطي الاولوية للنازحين الذين فروا من اماكن القتال الساخنة.

راسموسن يؤكد أن الناتو رصد إطلاق صواريخ سكود في سورية خلال الأيام القليلة الماضية

بروكسل ـ يو بي آي: أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ‘الناتو’ أندرس فوغ راسموسن، الجمعة إن الحلف رصد إطلاق صواريخ سكود في الأيام القليلة الماضية في سورية، واصفاً ذلك بأنه تصرف من نظام يائس يقترب من الانهيار.

وقال راسموسن في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء جيبوتي ديليتا محمد ديليتا في مقر الحلف ببروكسل، رداً على سؤال عما إذا كان بإمكانه تأكيد أن الجيش السوري واصل إطلاق صواريخ سكود ضد المعارضة في الأيام القليلة الماضية، أجاب ‘نعم بإمكاني أن أؤكد أننا رصدنا إطلاق صواريخ من نوع سكود. وأعتبر ذلك تصرفاً من نظام يائس يقترب من الانهيار’.

وأضاف أن ‘حقيقة أن مثل هذه الصواريخ تستخدم في سورية يسلط الضوء على الحاجة إلى حماية دفاعية فعالة لحليفتنا تركيا’.

وقال راسموسن ‘دعوني أشدد على أن الإطلاق الأخير للصواريخ لم يصب الأراضي التركية ولكن بالتأكيد هناك تهديد محتمل وهذا بالضبط السبب الذي جعل الحلفاء في الناتو يقررون نشر صواريخ باتريوت في تركيا لأغراض دفاعية فقط ولكن بهدف ضمان دفاع فعال وحماية للسكان الأتراك والأراضي التركية’.

ولا يزال فريق عمل من ‘الناتو’، الأربعاء يقوم بجولات استطلاعية في أضنة من أجل نشر صواريخ ‘باتريوت’ على الحدود التركية السورية.

وكانت وكالة أنباء ‘الأناضول’ذكرت الثلاثاء الماضي أن عسكريين ألمان مكلّفين بالإشراف على نشر منظومات صورايخ ‘باتريوت’، وصلوا الاثنين الماضي إلى أضنة. يذكر أن المنظومات الدفاعية ‘باتريوت’، سترسل إلى تركيا في الفترة ما بين 2 و9 كانون الثاني (يناير) المقبل بحراً.

وكانت تركيا طلبت من الناتو نشر صواريخ ‘باتريوت’ على حدودها مع سورية، في ظلّ تصاعد التوتّر على الحدود بين البلدين بعد تسجيل إصابات في تركيا نتيجة قذائف مصدرها الجانب السوري، في وقت أبدت فيه روسيا قلقها من نشر هذه الصواريخ.

وقد كرر حلف شمال الأطلسي في عدة مناسبات أن الصواريخ ستستخدم لأهداف دفاعية بحتة ولن يتم استخدامها لفرض منطقة حظر جوي فوق سورية.

اللاجئون الفلسطينيون في سورية يختبرون نزوحا ثانيا في مخيمات لبنان

بيروت ـ ا ف ب: في احد منازل مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت، تقول ام خليل وهي تحمل طفلها ‘الفلسطيني يتحمل دائما، لكن الاطفال لا يفهمون معنى التحمل (…) وان تعجز عن ان توفر لهم الحليب او الحفاضات، او ان يعيشوا حياة صعبة’.

مثل الكثيرين من مواطنيها، عرفت ام خليل هجرات متعاقبة. عائلتها قدمت الى سورية من شمال فلسطين في العام 1948 ضمن موجات الهجرة الضخمة التي اعقبت اعلان قيام دولة اسرائيل. واضطرت هي في الايام الاخيرة الى مغادرة منزلها في مخيم اليرموك في جنوب دمشق، جراء الغارات الجوية والاشتباكات بين معارضي نظام الرئيس بشار الاسد والموالين له.

وعبر الى لبنان في الايام الاخيرة نحو 2.800 نازح فلسطيني من مخيم اليرموك، واقامت ام خليل في منزل مستأجر في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت.

حال ام خليل كحال ام محمد، التي تشكو من ارتفاع كلفة المعيشة في العاصمة اللبنانية ‘ليس لدينا اي شيء على الاطلاق (…) المعيشة هنا صعبة جدا جدا’. تضيف ‘بيوتنا كلها راحت في اليرموك. الناس هنا اعطونا فرشة وغطاء وبعض الاغراض’.

في منزل صغير شبه مظلم يستأجره في شاتيلا، يقول احمد (60 عاما) ‘نحن الفلسطينيون نتنقل طوال الوقت. اعتدنا على التهجير’. وفي هذا المنزل الذي انتقل اليه مع عائلته يضطر احمد الى ‘الاقتصاد في استهلاك الكهرباء’، بعدما كان يعيش ‘في وضع جيد’ في دمشق.

ومع تسرب مياه الامطار الى داخل المنازل في المخيم حيث تتبلل الفرش الصغيرة، يتخوف احمد من شتاء صعب على عائلته المؤلفة من سبعة افراد، لا سيما وانها لا تملك سوى اربعة اغطية.

كانت اميرة تبيع مثل الاغطية الشتوية في مخيم درعا للاجئين بجنوب سوريا، الذي غادرته قبل شهر بعدما وزعت كل بضاعتها على العائلات الباقية في المخيم، الاكثر تضررا جراء النزاع المستمر في البلاد منذ 21 شهرا.

وتقول لفرانس برس وهي تحمل ابنتها الرضيعة التي لا يزيد عمرها عن ثلاثة اشهر ‘عندما سقطت قذيفتان الى جانب المنزل، قررت الرحيل. قمت بذلك من اجل الاطفال، من اجل ابنتي الصغيرة التي لم اتمكن من توفير الحليب لها مدة 15 يوما’.

وفي المنزل المؤلف من غرفتين والذي يبلغ بدل ايجاره الشهري 300 دولار ويأوي العائلة التي تضم اربعة ابناء، يقول سالم زوج اميرة ‘التهجير؟ هو حياتنا منذ العام 1948’.

ويحاول سالم بصعوبة توفير مقومات الحياة لعائلته وبدل الايجار، في ظل تكلفة معيشية اكثر ارتفاعا في لبنان، وصعوبة الحصول على عمل دائم، ما يدفعه الى مزاولة وظائف موقتة لبضعة ايام شهريا. وبحسب وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘الاونروا’، قدم اكثر من عشرة آلاف لاجىء فلسطيني الى لبنان جراء النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار (مارس) 2011. لكن عمليات النزوح تزايدت بعد اعمال العنف التي شهدها مخيم اليرموك هذا الاسبوع، ما دفع نحو 2,800 فلسطيني للعبور الى لبنان في اربعة ايام.

الكثير من هؤلاء يشعرون بانهم متروكون. ويقول سالم ‘ثمة هيئات لاغاثة النازحين السوريين في لبنان، وثمة مساعدات للاجئين الفلسطينيين في لبنان، لكن لا شيء يقدم للفلسطينيين الذين قدموا من سورية الى لبنان’.

ويوضح اسامة، وهو صديق فلسطيني لسالم مقيم في لبنان، ‘بالنسبة للفلسطينيين في سورية، التهجير الثاني اكثر صعوبة. جده (في اشارة الى سالم) هاجر من فلسطين الى سورية، وهو شخصيا لم يعرف تهجير العام 1948، لكنه الآن يختبر ما عاشه اجداده’.

ومع هذه الموجة الجديدة، يكتشف هؤلاء اللاجئون الصعوبات التي يعانيها اترابهم في لبنان، من صعوبة الحصول على عمل، الى الكلفة المعيشية المرتفعة والظروف القاسية في المخيمات.

وبعكس اوضاعهم في لبنان، تمتع فلسطينيو سوريا بالحقوق نفسها للمواطنين السوريين، بحسب ما يقول الكاتب الفلسطيني سلامة كيلة، الذي طرد من سورية بعدما اعتقل وعذب على ايدي اجهزة المخابرات.

ويشير الى انه في حين يمنع على الفلسطينيين مزاولة مهن عدة في لبنان، يحتل احدهم منصب مساعد وزير الدفاع في سورية. وبسبب هذا الاندماج القوي في المجتمع، اندفع الفلسطينيون وسط النزاع السوري.

ويقول كيلة لفرانس برس على هامش معرض للكتاب العربي في بيروت ‘الفلسطينيون يعيشون كل ما يجري في سورية. وبعكس المسنين، يشعر الجيل الشاب انه سوري بقدر ما هو فلسطيني’.

ويتحسر محمد (23 عاما) الذي يقيم في شاتيلا مع زوجته الحامل وطفلهما البالغ من العمر تسعة اشهر، على حياته في اليرموك. ويقول ‘في سوريا، كنا نعامل تماما كالسوريين’، ويشير على سبيل المثال انه ‘في حال ارتكاب فلسطيني مخالفة ما، كان يوقف مثله مثل اي سوري’.

ويعتبر هذا الشاب المؤيد للرئيس السوري بشار الاسد ان المقاتلين المعارضين ‘قضوا على بلد عرفنا فيه الامان والمعيشة غير المكلفة’.

لكن الفلسطينيين ما زالوا مجمعين، رغم الدمار واعمال العنف، على العودة الى سورية ‘قبل العودة طبعا الى فلسطين’.

المعارضة السورية تدين الخطة الايرانية لتسوية الازمة في سورية

بيروت ـ ا ف ب: دان الائتلاف السوري المعارض الجمعة مبادرة ايران لتسوية النزاع في سورية، معتبرا انها محاولة ‘يائسة لالقاء طوق النجاة لسفينة النظام السوري الغارقة لا محالة’.

وقال الائتلاف اكبر تحالف للمعارضة السورية ‘مع توالي تحقيق قوى الشعب السوري الحرة انتصارات سياسية وعسكرية حاسمة يتوالى اطلاق مبادرات سياسية باهتة ومتأخرة من قبل النظام نفسه ومن القوى المؤيدة له’.

واضاف ان ‘المبادرة الايرانية تمثل نموذجا لهذه المحاولات اليائسة لالقاء طوق النجاة لسفينة النظام السوري الغارقة لا محالة’.

وقدمت ايران تفاصيل ‘خطة للخروج’ من الازمة في سوريا تقع في ست نقاط وتنص خصوصا على ‘وقف اعمال العنف’ واجراء ‘حوار وطني’ بين النظام السوري والمعارضة.

لكن مجموعات المعارضة ترفض اي مشاركة ايرانية في مساعي الحل ما يعكس وجهة نظر الغرب وبعض الدول العربية ان ايران لا يمكن ان تكون وسيطا بسبب دعمها الثابت للنظام السوري.

كما ترفض المعارضة اي حوار مع السلطة وتشترط رحيل الرئيس بشار الاسد اولا.

واضاف ان ‘المبادرة الايرانية تزعم الحرص على حياة الشعب السوري ووحدته واستقلاله ولا شك ان النظام الايراني قادر على المساهمة في تحقيق الشعب السوري لطموحاته ومصالحه العليا وذلك بالتوقف عن دعم نظام الاسد سياسيا وامنيا واقتصاديا وفي الضغط على هذا النظام ليرحل باسرع وقت’.

ورأى الائتلاف ان ‘نظام طهران ما زال يعتبر هذه الثورة العظيمة مجرد خلاف سياسي بين طرفين من غير الواضح ايهما الجلاد وأيهما الضحية’.

كما رأى ان ايران ما زالت تقدم ‘طروحات لا تحمل حلا حقيقيا يوقف نزيف الدم الغزير في سورية ولا تعترف بحق الشعب السوري في تقرير مصيره واختيار نظامه السياسي الذي يريد وهو النظام الحر الديمقراطي الكامل’.

وتابع انه ‘على النظام الايراني ان يفكر جديا بمستقبل علاقات الشعبين السوري والايراني. فالنظام الذي يؤيده ساقط والشعب السوري باق ما بقيت الحياة’.

عين ثوار سوريا على مطار حلب لتعطيله وقطع الإمداد على جيش النظام

يحاول الثوار السوريون تكرار سيناريو الهجوم على مطار دمشق الدولي في مدينة حلب، إذ استهدف مسلحون طائرة في حلب، ومنعوها من الاقلاع وحذروا من مغبة تواصل استعمال مطار المدينة التي تشهد قتالا ضاريا.

حلب: قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 156 شخصا قتلوا الجمعة معظمهم في دمشق وريفها وحماة فيما قال المركز الإعلامي السوري إن الجيش الحر استهدف فرع أمن الدولة في حماة بقذائف الهاوِن.

وفي ريف حماه أفادت لجان التنسيق بأن اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي نشبت في قرية قمحانة وفي محيط بلدة طيبة الإمام.

في غضون ذلك، قالت شبكة سانا الثورة إن أحد عشر شخصا قتلوا وأصيب أكثر من مئة وعشرين جراء قصف استهدف ملجأ في معضمية الشام في ريف دمشق.

فقد قال ناشطون سوريون إن أكثر من 150 شخصا قتلوا الجمعة بينهم عشرات في قصف قوات النظام لملجأ في معضمية الشام في ريف دمشق. فيما تواصلت المعارك بين الجيشين الحر والنظامي في أحياء في العاصمة وريف حماة، في يوم خرجت فيه تظاهرات جديدة تنادي بإسقاط النظام.

إلى ذلك، بات واضحا أن مقاتلي المعارضة يستهدفون المطار الدولي في مدينة حلب بعد إطلاق النار على طائرة ركاب كانت تستعد للإقلاع في أول هجوم مباشر على طائرة مدنية منذ اندلاع الانتفاضة في البلاد قبل 21 شهرا.

وكان هجوم يوم الخميس مؤشرا جديدا على الشعور المتزايد بالثقة لدى مقاتلي المعارضة الذين يشنون هجوما في محافظة حماة وسط البلاد بهدف كسب أراض في مسعى لقطع طرق إمداد الجيش.

وقال قيادي في المعارضة عرف نفسه باسم خلدون إن قناصة من كتيبة الكفاح المسلح التابعة للواء جند الله الإسلامي أصابوا إطارات الطائرة التابعة للخطوط الجوية السورية وهي من طراز آر.بي 201 يوم الخميس.

وأضاف “كانت طلقات تحذيرية. أردنا إرسال رسالة للنظام بأن كل طائراته العسكرية والمدنية في متناول أيدينا.” وقال إن الطائرة لم تتمكن من الإقلاع.

ولم ترد تقارير فورية بشأن الواقعة في وسائل الإعلام الرسمية السورية.

ويتهم مقاتلو المعارضة الحكومة باستخدام الطائرات المدنية لنقل أسلحة ومقاتلين إيرانيين يقولون إنهم يساعدون قوات الرئيس بشار الأسد. وقطع المعارضون الكثير من الطرق إلى حلب أكبر مدن سوريا.

وجعل القتال حول العاصمة السورية الطريق إلى مطار دمشق الدولي غير آمن لحركة المرور. وأوقفت شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى المطار. وتفيد جداول الرحلات بأن الطائرة آر.بي 201 المتجهة إلى القاهرة عادة ما تقلع من دمشق وليس حلب.

وقال خلدون في إشارة إلى المعارك التي تشهدها حلب منذ يوليو تموز “ما حدث بشأن مطار دمشق سيحدث في حلب حتى وإن كان الثمن أفدح”

وحث مقاتل آخر المدنيين على عدم استخدام مطار حلب أو رحلات الخطوط الجوية السورية “لأنها ستصبح أهدافا من الآن فصاعدا.”

6وحقق مقاتلو المعارضة مكاسب ميدانية في أنحاء البلاد وأعلنوا يوم الجمعة سيطرتهم على بلدة الريحانية في ريف دمشق وعدة بلدات أخرى في حماة.

وتخشى القوى الغربية وبعض دول المنطقة من زيادة خطورة رد فعل الحكومة السورية كلما ازدادت ضعفا.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن إن قوات الأسد أطلقت المزيد من صواريخ سكود واصفا ذلك بأنه “أفعال نظام يائس يقترب من الانهيار.”

وأضاف “أستطيع ان أؤكد أننا رصدنا إطلاق صواريخ من نوع سكود. نأسف بشدة لهذا التصرف.”

وذكر مصدر بالحلف أنه تم إطلاق عدة صواريخ سكود داخل سوريا صباح الخميس.

وأظهر مقطع مصور نشر على موقع يوتيوب ما يبدو أنهم جنود سوريون يطلقون صاروخا طويل المدى قال نشطاء من المعارضة إنه صاروخ من نوع سكود أطلق الأسبوع الماضي. ولم يتسن التحقق من صحة المقطع المصور أو تاريخ وموقع تسجيله.

وقال راسموسن إن إطلاق صواريخ سكود يبرر قرار حلف الأطلسي إرسال بطاريات صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ إلى تركيا عضو الحلف في خطوة انتقدتها كل من سوريا وإيران وروسيا.

وقال للصحافيين في مقر الحلف “إطلاق الصواريخ مؤخرا لم يصب الأراضي التركية لكن بالقطع هناك خطر محتمل وهذا تحديدا هو السبب الذي جعل الحلفاء في حلف شمال الأطلسي يقررون نشر صواريخ باتريوت في تركيا.”

وقصفت القوات السورية بلدة المعضمية جنوب غرب دمشق يوم الجمعة ما أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة عشرات آخرين كانوا يحتمون بمجمع سكني.

وقال مراد الشامي من دمشق “أطلقوا عدة صوارخ على الحي الذي يختبئ فيه مئات الأشخاص. تعجز المستشفيات الميدانية الآن عن استيعاب المزيد من الجرحى. فالأعداد كبيرة.”

وقال نشطاء ومقاتلون من المعارضة يوم الجمعة إنهم يسعون لنزع فتيل التوتر بين الدروز في محافظة السويداء ومقاتلين سنة من محافظة درعا المجاورة مهد الانتفاضة المناوئة للأسد.

ولم يتضح على الفور سبب المواجهة غير أن أحد النشطاء قال إنها بدأت عندما هاجم مقاتلون نقطة تفتيش حكومية في السويداء ما أسفر عن مقتل واختطاف عدة أشخاص بينهم عدد من الدروز. وثار غضب سكان المنطقة وردوا بمهاجمة وخطف بعض مقاتلي المعارضة.

وقال نشط درزي “تبادلوا عمليات الخطف والتهديدات ولكن الجميع يعملون على استيضاح الأمور.”

وتحكم الدولة سيطرتها على السويداء التي تضم الأقلية الدرزية. ونأى معظم السوريين الدروز بأنفسهم عن الانتفاضة.

وقال معاذ الخطيب زعيم ائتلاف المعارضة الذي جرى تشكيله حديثا “إن ما جرى من حوادث مؤسفة في الأيام الماضية لشيء يدمي القلوب ولا يرضى به حر أو عاقل.”

وأضاف في بيان “كلنا ثقة أننا يمكن بمعية أهل الحكمة والفضل أن نخرج بنتيجة نمنع فيها تفاقم الأمور.”

وتابع “أدعو أهلي وأحبابي إلى تدارك الموقف والبحث عن حل أخوي وعدم التهديد أو خطف المدنيين والأبرياء وبالتحديد النساء والأطفال.”

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/781497.html

مظاهرات تتحدى القصف نصرة لحلب.. وناشطون يؤكدون أن معنويات الجنود منهارة

تجمع «أنصار الإسلام» يعد بتنفيذ عمليات نوعية قريبا في دمشق

بيروت: ليال أبو رحال

لبى آلاف السوريين أمس دعوة المعارضة السورية للتظاهر في جمعة «النصر انكتب ع أبوابك يا حلب»، بعد صلاة الجمعة أمس، نصرة لمدينة حلب، التي تشهد معارك يومية مستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر، معاهدين على «إعلان التحرير من العاصمة الاقتصادية لسوريا». وفي حين خرجت مظاهرات شعبية في عدد من المناطق السورية ردد فيها المشاركون هتافات مناهضة للنظام ومطالبة بدعم «الجيش السوري الحر»، تعهد تجمع «أنصار الإسلام»، أحد أقوى الفصائل السورية الميدانية، بتنفيذ عمليات عسكرية نوعية في العاصمة دمشق ضد الجيش السوري النظامي خلال الأيام القريبة المقبلة.

وجاء الإعلان عن تصعيد العمليات العسكرية في دمشق غداة تأكيد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن استخدام القوات النظامية السورية مجددا صواريخ «سكود»، صباح أول من أمس. وقال راسموسن إن «حلفاء الناتو رصدوا إطلاق الجيش السوري صواريخ عدة من طراز (سكود) قصيرة المدى ضد مواقع للمعارضة يوم الخميس»، وذلك بعد نحو أسبوع من رصد الحلف استخدام هذا النوع من الصواريخ للمرة الأولى في سوريا. واعتبر أن «إطلاق هذا النوع من الصواريخ دليل على يأس النظام واقترابه من الانهيار».

وكان أبو معاذ الآغا، أحد قادة تجمع «أنصار الإسلام» والناطق باسمه، قد أعلن أمس أن «عددا من الألوية العسكرية انضمت إلى التجمع، الذي يجمع عددا من الكتائب ذات الثقل الميداني، لتفعيل العمل العسكري في دمشق وريفها»، مؤكدا، وفق ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أن «التجمع يعد العدة لعمليات عسكرية قريبا». وقال الآغا، الذي تبنى تجمعه عملية تفجير مبنى خلية الأزمة في شهر يوليو (تموز) الفائت وقتل فيه أربعة من أبرز مساعدي الأسد بينهم زوج شقيقته ونائب وزير الدفاع آصف شوكت «ستزلزل الأرض تحت جيش (الرئيس السوري) بشار (الأسد) وعصابته».

وأكد عضو هيئة الأركان في الجيش السوري الحر محمد علوش، لـ«الشرق الأوسط»، أن «العمل جار على تفعيل العمليات العسكرية داخل دمشق وريفها وتطهيرها من كتائب النظام تدريجيا»، لافتا إلى أن «معنويات القوات النظامية منهارة وبمجرد وصول أي كتيبة من (الجيش الحر) إلى أي حاجز أو نقطة نظامية يبادر الجنود إلى الانشقاق فورا».

وفي حين لم يقلل علوش من إمكانيات النظام «في ظل وجود من يمده بالدعم من أبناء طائفته ويعتمد عليهم، وفي ظل قوة بعض قطعه العسكرية الضاربة»، أمل أن يكون سقوط «النظام السوري بات قريبا»، مشيرا إلى «تطوير النظام السوري بمؤازرة خبراء إيرانيين بعض أنواع صواريخ (غراد) القريبة المدى». وأوضح أن «النظام استخدم صواريخ (سكود) معدلة، لأن القدرة التدميرية لصواريخ الـ(سكود) الفعلية هائلة، وذلك من باب التخويف، وإن كان استخدامها ليس بعيدا عن مجرم حرب كبشار الأسد».

وكانت اشتباكات عنيفة دارت أمس في الأحياء الجنوبية في دمشق، حيث أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى اشتباكات على أطراف حيي التضامن والحجر الأسود، فيما أفادت شبكة «شام» الإخبارية المعارضة باستمرار القصف على أحياء العاصمة الجنوبية المتاخمة لمخيم اليرموك وأعنفها في التضامن، بالتزامن مع وقوع انفجارات عنيفة هزت مناطق مختلفة في دمشق، منها حي كفرسوسة.

على صعيد آخر، تمكن «الجيش الحر» للمرة الأولى من استهداف فرع فلسطين التابع للمخابرات العسكرية على طريق مطار دمشق الدولي، وذلك عقب إعلان كتائب «الجيش الحر» سيطرتها على عدد من المناطق القريبة منه، كمخيم فلسطين ومخيم اليرموك والحجر الأسود.

وفي ريف دمشق، تمكن «الجيش الحر» من السيطرة على حاجز رنكوس العسكري الذي يربط سوريا ببلدة الطفيل اللبنانية الحدودية، من دون وجود أي طريق آخر سواه. ويعد هذا الحاجز الأول من نوعه الذي يسيطر عليه «الجيش الحر» في ريف دمشق قرب الحدود اللبنانية. كما دارت اشتباكات واسعة في محيط مدينتي داريا ومعضمية الشام، حيث أفاد معارضون بوجود هجوم لعناصر من «الجيش الحر» على كتيبة للقوات النظامية في بلدة الرحبة واستيلائهم على قذائف وأسلحة خفيفة.

من جهة أخرى، تعرضت المنطقة الواقعة بين شبعا والمليحة لقصف نظامي، بعد اشتباكات عنيفة في المنطقة منذ يومين، على خلفية هجوم مقاتلي المعارضة على فوج الاستطلاع في منطقة شبعا. وأسفرت الاشتباكات، وفق المرصد السوري، عن مقتل ما لا يقل عن 16 عنصرا من القوات النظامية، بينهم ضابط برتبة عميد، وفرار عدد من عناصر الفوج، وسقوط خسائر بشرية في صفوف مقاتلي المعارضة.

وذكرت شبكة «شام» الإخبارية حدوث قصف «عنيف» بالمدفعية الثقيلة والراجمات على مدن وبلدات عين ترما وبيت سحم وزملكا وعربين وشبعا وداريا ومعضمية الشام والريحان ودوما ومعظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية. وفي حين عثر في مدينة المعضمية على ثلاث جثث مجهولة الهوية أعدمت ميدانيا عند حاجز عسكري، أعلن «الجيش الحر» عن تدمير دبابتين في سهل مضايا في استهداف حاجز نظامي في السهل. كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط فرع المخابرات الجوية وعند مفرق عربين بين «الجيش الحر» والقوات النظامية.

وفي حلب، استهدف مقاتلون في «الجيش الحر» مربضا للمدفعية بالقرب من مقر المخابرات الجوية في حي الزهراء غرب المدينة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قوله إن «مسلحين من المعارضة حاولوا استهداف مربض للمدفعية بجانب الفرع الأمني، عبر التسلل من خلال محوري غرب كفرا حمرا والمستودعات في جمعية الزهراء»، مشيرا إلى أن «العناصر المكلفة بحماية الموقع نجحت في صد الهجوم، موقعة في صفوف المسلحين إصابات بليغة».

أما في حمص، فقد استهدف قصف بطيران الـ«ميغ» حي جوبر، وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بمقتل ثلاثة أطفال وسقوط عشرات الجرحى، في حين تعرضت مدينتا الرستن والحولة للقصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.

وفي درعا، أكدت الهيئة العامة للثورة السورية تعرض أحياء درعا البلدة لقصف نظامي، كما شنت القوات النظامية حملات دهم واعتقال في حي السحاري بدرعا المحطة. وفي بلدة إزرع، أفاد ناشطون بالعثور على خمس جثث لجنود منشقين أعدموا ميدانيا على يد قوات النظام وبدت عليهم آثار تعذيب. كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على بلدة الكرك الشرقي، بريف درعا. وفي دير الزور، تعرضت معظم أحياء المدينة لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، وتركز القصف على مركز المدينة والسوق التجارية. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «قصفا عنيفا بالهاون والصواريخ استهدف أحياء الشيخ ياسين، والحميدية، والحويقة، والموظفين، والجبيلة». كما وقعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة على سور مطار دير الزور العسكري.

وفي ريف دير الزور، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بوقوع قصف بالراجمات على مدينة موحسن، وقصف مدفعي على بلدات البوعمر والمريعية ومعظم القرى المجاورة لمطار دير الزور العسكري. وفي اللاذقية، أفاد عضو اتحاد تنسيقيات الثورة الناشط عمار الحسن، «الشرق الأوسط»، بحدوث «انتشار أمني كثيف في الأحياء الثائرة بالتزامن مع محاصرة المساجد تحسبا لخروج مظاهرات بعد صلاة الجمعة». وفيما اقتحمت قوات الأمن حي الطابيات، أشار الحسن إلى المعاناة الإنسانية في حي بستان الريحان، حيث بلغت ساعات قطع الكهرباء نحو 17 ساعة». وفي ريف اللاذقية، شهدت مدينة بانياس حصارا أمنيا شديدا شمل كل مساجد الأحياء الجنوبية، وأقيمت حواجز تفتيش دقيق على مداخلها.

وفي حماه، أطلقت القوات النظامية النار على مظاهرة انطلقت في حي الكرامة. كما وقعت اشتباكات عنيفة على مشارف المدينة بين «الجيش الحر» وقوات النظام. كما شنت قوات حكومية عمليات عسكرية وقصف براجمات الصواريخ قرى منطقة سهل الغاب. وقال المرصد السوري إن ستة مقاتلين من «الجيش الحر» قتلوا خلال اشتباكات في ريف حماه، فيما لقي ثمانية آخرون حتفهم خلال اشتباكات مع القوات النظامية خلال محاولة اقتحام كتيبة للدفاع الجوي في منطقة السفيرة بريف حلب الجنوبي.

«الناتو» يجدد إدانته لاستخدام الجيش السوري صواريخ «سكود»

الرئيس الروسي من بروكسل: المهم بالنسبة لنا هو مستقبل سوريا.. ولا ندافع عن السلطات في دمشق

بروكسل: عبد الله مصطفى

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات له ببروكسل الجمعة إن بلاده ترغب في رؤية نظام ديمقراطي في سوريا يلبي تطلعات كافة أطياف الشعب. وخلال مؤتمر صحافي عقده بوتين بالاشتراك مع كبار المسؤولين في المؤسسات الاتحادية الأوروبية، في ختام أعمال القمة الأوروبية – الروسية، قال بوتين إن المهم بالنسبة لبلاده هو مستقبل سوريا على المدى الطويل، نافيا الدفاع عن السلطات السورية، وقال «نحن ندعو كل الأطراف السورية للجلوس إلى طاولة الحوار والعمل من أجل وقف العنف والتوافق على مستقبل البلاد، وروسيا لا تريد فوضى في سوريا، على غرار ما حدث ويحدث في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط». وعقب ذلك أشار الرئيس الروسي إلى مبادرة مؤتمر جنيف التي وافق عليها الاتحاد الأوروبي.

من جانبه، أكد هرمان فان رومبوي رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أن التكتل الموحد يعتقد أن الوقت أصبح ملحا من أجل وقف العنف في سوريا، وأشار إلى دعم الاتحاد لتلك الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي، بما في ذلك المساعي التي يبذلها المبعوث الأممي – العربي الأخضر الإبراهيمي، حيث «ينبغي دعم كل الجهود الرامية لحماية المدنيين السوريين وضمان مستقبل الأقليات وحمايتهم»، ورأى فان رومبوي أن المواقف الروسية – الأوروبية «متوافقة» لجهة دعم أي جهد يصب في مصلحة الحل السياسي وضرورة وقف العنف في سوريا.

ومن وجهة نظر العديد من المراقبين فإن القمة الأوروبية – الروسية، وهي الثلاثون من نوعها، قد اتسمت بخلافات ليست فقط بالنسبة لملفات السياسة الخارجية، بل أيضا في مجال الطاقة وتأشيرات الدخول وحقوق الإنسان، حيث حمل كل طرف المسؤولية للطرف الآخر لعدم التوصل إلى توافق، ولكن رئيس الاتحاد الأوروبي نوه بأنه رغم الخلافات لكن المناقشات كانت «بناءة وصريحة وإيجابية»، وفي بروكسل أيضا أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) قيام السلطات السورية باستخدام صواريخ «سكود» في عملياتها ضد قوات المعارضة، وذكر أن الحلف رصد إطلاق مثل هذه الصواريخ خلال الأيام الماضية ولديه أدلة «دامغة» على قيام النظام في دمشق باستخدامها. وأشار أندرس فوغ راسموسن، في تصريحات الجمعة إلى أن هذا العمل يدل على عدم اكتراث النظام بحياة المدنيين، «كما أنه يعتبر حركة يائسة من قبل نظام يشعر باقتراب نهايته»، وشدد راسموسن على أن استخدام صواريخ «سكود» يعزز القناعة لدى الحلف بضرورة توفير حماية أكثر فعالية لدوله الأعضاء المجاورة لسوريا، أي تركيا، «مع أن هذه الصواريخ لم تصل إلى الأراضي التركية، ولكن الأمر بحد ذاته يشكل خطرا على البلاد»، وأعاد راسموسن التنويه بأن «شمال الأطلسي» قرر نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود السورية – التركية من أجل حماية تركيا، الدولة العضو، من الخطر القادم من الجنوب.

عودة جزئية إلى «اليرموك» واتفاق فلسطيني على إدارة المخيم

المقدح لـ«الشرق الأوسط»: يتم العمل لتسهيل رجوع الجميع خلال يومين.. ولا نزوح لقادة فلسطينيين من سوريا إلى لبنان

بيروت: كارولين عاكوم

بعد ساعات قليلة على الإعلان عن الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية لتوليها مهمة إدارة «مخيم اليرموك» وخروج عناصر قوات النظام والجيش الحر منه، لبت مئات العائلات الفلسطينية – بحذر – دعوة القوى الفلسطينية والناشطين للعودة، متفقدين منازلهم نافضين عنها غبار الاشتباكات والقصف الذي استهدفها لمدة يومين متتاليين وأدى إلى نزوح أكثر من 100 ألف نسمة من أصل 150 ألفا يسكنون في المخيم.

وأعلن أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات أنه عقد لقاء لجميع القوى والفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك، وتم فيه الاتفاق على تسليم الفصائل الفلسطينية مهمة حفظ الأمن في المخيم دون سواها.

وشمل الاتفاق منع المظاهر المسلحة أو إطلاق النار من مخيم اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، إضافة إلى تشكيل هيئة وطنية أهلية لإدارة شؤون المخيم ودعوة جميع أبنائه دون استثناء للعودة الفورية.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إنه جرى التواصل مع وزارة الخارجية السورية التي أبلغت بمضمون الاتفاق، وكذلك مع المعارضة السورية، كما أن هناك تفهما لدى الجميع لخصوصية المخيم، ولكن التطبيق على أرض الواقع لا يخلو من بعض العقبات.

وأكد بعض السكان لـ«فرانس برس» أنه لم يعد هناك أي تواجد مسلح في المخيم، تابع لقوات النظام أو لمعارضيه أو لمقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة الموالية له، من دون أن يخلو الأمر من بعض طلقات الرصاص التي يسمع أزيزها من وقت إلى آخر.

في المقابل وفي حين أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أنه من المستحيل إغلاق الحدود بوجه النازحين السوريين، وصل عدد النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان إلى 1200 عائلة خلال اليومين الأخيرين، بحسب ما قال قائد «كتائب شهداء الأقصى» في لبنان، منير المقدح لـ«الشرق الأوسط»، كما أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) هدى سمرا عن وصول نحو 13 ألف لاجئ فلسطيني إلى لبنان منذ بداية الأزمة السورية. وذكرت «الأونروا» في بيان لها أن 3000 عائلة وصلت الأسبوع الماضي من اليرموك إلى البقاع في لبنان، حيث يتم تقديم المساعدات لهم بالتعاون مع المفوضية العليا للإغاثة.

وأشار المقدح، إلى أن هناك عودة جزئية للفلسطينيين إلى المخيم، فيما يتم العمل على عودة الجميع في اليومين المقبلين. وعن وضع النازحين في لبنان، قال المقدح هناك 4000 عائلة فلسطينية نزحت منذ بدء الأحداث في سوريا، بينها 1200 عائلة وصلت في اليومين الأخيرين. لافتا إلى أن 1800 عائلة نزحت نحو صيدا في جنوب لبنان، فيما تتوزع العائلات الأخرى بين بيروت والبقاع والشمال وصور. وأكد المقدح أنه ورغم الواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون في لبنان تمكنوا من استقبال مواطنيهم وتأمين الخبز لهم في غياب أي مساعدات من أي جهات محلية أو دولية، منتقدا بذلك «الأصوات اللبنانية العنصرية التي طالبت بإقفال الحدود في وجه الفلسطينيين». مشددا العمل على حماية المخيمات الفلسطينية ووقوف الفلسطينيين على الحياد بشأن الوضع السوري.

كذلك، وفي حين أشارت تقارير صحافية إلى نزوح عدد من القادة الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان تحسبا لأي تصعيد عسكري في المخيم، نفى المقدح الأمر معتبرا أنه لا صحة للمعلومات حول وصول قادة فلسطينيين إلى لبنان لافتا إلى أن مكاتب هؤلاء ليست في المخيم، وهم كانوا حاضرين في اجتماع دمشق الذي جمع الفصائل الفلسطينية للتباحث حول ما يحصل في المخيم. لكن من جهتها، وفي ما يتعلق بدور «الأونروا» في رعاية النازحين الفلسطينيين، أشارت سمرا في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إلى أن «الأونروا أطلقت أخيرا نداء استغاثة لتأمين ثمانية ملايين دولار أميركي لسد احتياجات اللاجئين الفلسطينيين، وأكدت تأمين نسبة عشرة في المائة من هذا المبلغ من منظمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة والنرويج بالإضافة إلى أفرقاء آخرين».

وأضافت أن «الأونروا قدمت خلال هذه الفترة الخدمات الصحية الأولية والمعاينات الطبية المجانية في جميع عيادات (الأونروا) داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الـ12 في لبنان وخارج هذه المخيمات، كما أنها قامت بتسجيل جميع الأطفال والأولاد في المدارس التابعة لها وتأمين المساعدات التي اشتملت على المواد الغذائية والعينية بالتعاون مع المنظمات المدنية»، واصفة تعاون الحكومة اللبنانية بأنه «ممتاز»، مثنية في الوقت نفسه على الجهود التي يقوم بها لبنان لإغاثة النازحين السوريين والفلسطينيين معا باعتبار هذا الملف ملفا إنسانيا.

مصادر المعارضة: واشنطن وموسكو اتفقتا على خروج الأسد من السلطة

الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط»: طلب الخروج مع 142 شخصا لحمايتهم من «الجنائية الدولية»

بيروت: نذير رضا

كشفت مصادر في الائتلاف الوطني السوري المعارض أن الاتفاق الروسي – الأميركي حول الأزمة السورية «توصل إلى تسوية حول خروج الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن «النقاط العالقة في الاتفاق هي آليات خروج الأسد وتسليم السلطة».

وأكدت المصادر أن الطرح الذي توصل إليه الاتفاق الروسي – الأميركي ضمن اجتماعات دبلن وجنيف، الأسبوع الماضي، التي عقدها مسؤولون من الطرفين «يقضي بأن التسوية وقعت فعلا»، مشيرة إلى أن الاجتماعات «أفضت إلى خيارين أمام الرئيس السوري، هما: إما أن يكون شريكا في نقل السلطة وينعم بحماية دولية، وإما أن يتم التفاوض على نقل السلطة بغيابه، ويخسر الحماية التي ستنتجها التسوية».

وتقاطعت تلك المعلومات مع ما كشفه عضو الائتلاف الوطني أديب الشيشكلي على صفحته على موقع «فيس بوك»، إذ أعلن نقلا عن مصدر روسي أن الرئيس السوري بشار الأسد «أبدى استعداده للتفاوض والخروج من السلطة برفقة 142 شخصية من حاشيته فقط».

وأوضح الشيشكلي في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن العدد المحدد من الأشخاص الذين ذكرهم «ينقسم إلى 108 شخصيات أمنية وعسكرية مسؤولة عن إصدار الأوامر للقوات العسكرية والأمنية لقتل السوريين، أما العدد الباقي فهو أفراد عائلة الأسد». وأشار إلى أن إدراج هذه الشخصيات على لوائح التفاوض «بهدف حمايتها من ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية».

وقال الشيشكلي إن المسؤولين الروس «باتوا على يقين أنهم باتوا عاجزين عن حماية الأسد في السلطة، ولا يمكن لهم إلا رفع الحصانة عنه والتفاوض مع المجتمع الدولي».

بدوره، كشف عضو الائتلاف السوري المعارض وليد البني عن مباحثات روسية – أميركية مع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي حول إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، مؤكدا أن «المعارضة السورية لن تقبل بأي حل يتضمن بقاء (الرئيس السوري) بشار الأسد». وأوضح البني، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن المعارضة «لن تقبل بحل سياسي إلا بعد رحيل الأسد وأعوانه وعائلته وسائر أركان النظام»، لافتا إلى أن «منظومة الأمن السورية التي أرعبت الناس طوال هذه الفترة آن لها أن ترحل».

ورأى البني، تعليقا على تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن «موسكو ليست قلقة على نظام الرئيس بشار الأسد، بقدر قلقها على مستقبل سوريا»، وأن «هناك توجها سياسيا روسيا مختلفا عن السابق، يمكن الاستدلال عليه من تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وما تلاها، وخصوصا حديث بوتين».

وأعرب عن اعتقاده أن «وجهة النظر الروسية في طور التغيير، بعدما أدركت موسكو أن المعارضة تتقدم ميدانيا، وتوصلت إلى قناعة بأن رحيل الأسد لم يعد إلا مسألة وقت». وفي سياق متصل، وصف الائتلاف السوري المبادرة الإيرانية بأنها «محاولة يائسة لإطالة عمر النظام».

وأكد الائتلاف في بيان أن طهران «ما زالت تعتبر الثورة مجرد خلاف سياسي، وذلك في موقف تراه المعارضة يساوي بين الجلاد والضحية»، متهما طهران «بعدم الاعتراف بحق الشعب السوري في تقرير مصيره، واختيار نظامه السياسي الذي يريده».

وأضاف الائتلاف: «إن النظام الإيراني لا يريد أن يصدق أن ما يجري في سوريا ثورة، هدفها هو التحرر من نظام الأسد، وإن هذه الثورة توشك على تحقيق نصر كامل»، داعيا طهران للتوقف عن دعم نظام الأسد سياسيا وأمنيا واقتصاديا، والضغط عليه كي يرحل بسرعة.

لافروف يكشف عن تعهدات دمشق بعدم استخدام الأسلحة الكيماوية

تحدث إلى الإبراهيمي عن سبل تحقيق اتفاقات جنيف

موسكو: سامي عمارة

في حديث خاص إلى قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالإنجليزية، قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية: «إن دمشق تعهدت أمام موسكو بعدم استخدام الأسلحة الكيماوية تحت أي ظرف». وأعرب لافروف عن دهشته إزاء منطق الدول الغربية التي قال إنها تمد المسلحين بالمال والسلاح، ثم تحمل السلطات مسؤولية سقوط الأسلحة الكيماوية في أيديهم. وأكد الوزير الروسي إنه لا يعتقد أن سوريا ستلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيماوية.

وأضاف قوله: «إنه في كل مرة تصلنا إشاعات، أو تطفو إلى السطح معلومات، نحن نتأكد من ذلك مرات ومرات. بل نذهب إلى الحكومة التي تؤكد لنا بقوة أن ذلك لن يحدث تحت أي ظرف كان». وذكر أن «أصدقاءنا الغربيين يقولون إن المسؤولية تقع كاملة على عاتق الحكومة السورية إذا ما سقطت هذه الأسلحة بيد المتمردين. إنه أمر غريب أن يأتي هذا ممن يشجع المتمردين على رفض الحوار ومواصلة القتال، ويقدم لهم السلاح والمال والدعم السياسي والأخلاقي». وكانت الخارجية الروسية أصدرت بيانا أمس تعليقا على المكالمة الهاتفية التي أجراها لافروف مع الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي إلى سوريا قالت فيه: «إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ركز في إطار عمله مع الأطراف السورية على ضرورة الاستناد على تطبيق بنود الإعلان النهائي للقاء الوزاري في جنيف 30 يونيو (حزيران) الذي لا بديل له، مما يسمح بإيجاد مخرج للوضع المتعثر، ووقف نزف الدم، واستخدام القوة، وبدء حوار وطني سوري حول الإصلاحات في البلاد التي تصب في مصلحة جميع المواطنين».

وأضاف البيان أن «لافروف أشار إلى أنه يتوجب ليس فقط على الأطراف السورية، بل على اللاعبين الخارجيين الرئيسيين التقيد بالاتفاقيات التي أسفر عنها لقاء جنيف». وأشار البيان كذلك إلى أن الإبراهيمي أكد استعداده لاستمرار التواصل مع الأطراف الروسية حول الأزمة السورية. وكان ميخائيل بوغدانوف المبعوث الشخصي للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية، كشف في حديثه الأخير لـ«الشرق الأوسط» عن أن الإبراهيمي مدعو للقيام بعدد من الرحلات والمهام المكوكية للاتصال بكل الأطراف.

النظام السوري يعاقب المدنيين بهجوم بالقنابل العنقودية

استهداف متعمد بسلاح يستحيل استخدامه بدقة

مارع (سوريا): سي جيه تشيفرز*

انطلقت الطائرة من الجنوب الشرقي عصرا، مطلقة أسلحتها مرة واحدة. وفي غضون ثوان، تم إطلاق أعداد ضخمة من القنابل الصغيرة المزعنفة التي سقطت على المنازل والشوارع الضيقة بهذه المدينة السورية الصغيرة محدثة انفجارات هائلة.

وبعد الصرخات والجمع البائس من الضحايا، أشار فريق العمل بمستشفى الحرية المحلي إلى وجود 4 قتلى و23 مصابا. وجميعهم كانوا من المدنيين، بحسب أطباء وسكان.

لقد حدقت صور كثيرة من العنف والشدة بشعب سوريا مع تصاعد الحرب الأهلية في البلاد هذا العام. لكن هجوم النظام السوري هنا يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) أشار إلى أحد الأنماط المؤكدة للحرب، وهو الاستهداف المتعمد للمدنيين من قبل جيش الرئيس بشار الأسد، في هذه الحالة، بسلاح يستحيل استخدامه بدقة.

لقد عانى السوريون من الجانبين في هذا القتال من ويلات إراقة الدماء والصراعات الطائفية بالنظر إلى التصريح الضمني، الذي تمنحه الحرب باستخدام كل الوسائل الممكنة. يصف ضحايا الهجمات بالقنابل العنقودية هذا الأسلوب بأنه نوع من العقاب الجماعي، ثأر شامل من قطاعات السكان التي تقف في صف الثوار.

تم تصميم الذخائر المستخدمة في الهجوم؛ «بي تي إيه بي – 2.5 إم إس» التي تعود لحقبة الاتحاد السوفياتي، قبل عقود من قبل مهندسين شيوعيين لتدمير تكوينات من المركبات المسلحة والدبابات الغربية في ساحة المعركة، يتم حقنها في عناقيد كثيفة من موزعات السقوط الذاتي يتم إسقاطها من الطائرة. بعدها، يتم نشر القنابل الصغيرة وإسقاطها ومقدمتها للأسفل على الأرض وتفجيرها مرة واحدة على منطقة واسعة، عادة ما تمتد لمئات الياردات.

وتقع مارع على طول سهل زراعي، ومحاطة لأميال بحقول خاوية. حتى في الليل أو في أوقات الطقس السيئ، لا يمكن الخلط بينها وبين أي شيء آخر، نظرا لما يميزها من مجموعة كبيرة من الشركات الصغيرة والمكاتب والمنازل التي تشكل معا مدينة.

كان صحافيان من «نيويورك تايمز» متجهين إلى مارع، حينما حدث الهجوم، ووصلا بعد وقت قصير من تطاير القذائف المتفجرة عبر ضواحيها.

وسالت الدماء في الشوارع، بما في ذلك جانب مركز مياه عمومي عند تقاطع طرق حيث قتل نبهان الحاجي، 18 عاما.

كان ضحية أخرى، وهو أحمد نجار إسماعيل، يقود دراجة بخارية حينما وقعت قنابل بجانبه، لتدق عنقه. كما تعرض رامي ناصر، 15 عاما، لإصابة مميتة.

كان المستشفى مكتظا بالمرضى. كذلك، كان المزيد من المرضى في طريقهم إلى مستشفيات في تركيا.

تحظر معظم دول العالم استخدام الذخائر العنقودية، على الرغم من أن سوريا، على غرار الولايات المتحدة، ليست طرفا في تلك المعاهدة الدولية. وفي أسلوب الحديث المستقل بذاته للمخططين العسكريين، أحيانا ما يشار إليها باعتبارها مدفعية لها تأثيرات تغطي رقعة واسعة من الأرض.

في الهجوم على مارع، تم إسقاط ثلاثة موزعات، يحتوي كل منها على 42 قنبلة صغيرة أصغر نسبيا من زجاجة سعتها لتر واحد ومعبأة بشحنة مشكلة شديدة الانفجار، على الأحياء والمنازل.

بدأت مراسم جنازتين مع غروب الشمس، وهما الأخيرتان في مدينة ثارت مبكرا ضد النظام السوري، وكانت أحد معاقل العصيان.

أشار صاحب منزل، يدعي علي فروح، إلى المكان الذي اخترقت فيه قنبلة عنقودية «بي تي إيه بي – 2.5 إم» حائطا خارجيا بفناء منزله. وحمل ابنه الصغير أجزاء من شظايا القذيفة المتناثرة.

«بشار حصان»، هكذا جاءت كلمات فروح، وهو في حالة من الاشمئزاز مع نطقه اسم الرئيس. وأضاف: «إنه حمار».

كشف فحص للمنطقة في ضوء النهار عن علامات مميزة دالة على هجوم بذخائر عنقودية محمولة جوا، من بينها ذخائر فرعية «بي تي إيه بي – 2.5 إم» غير متفجرة والأجزاء الخلفية من ثلاث موزعات والهياكل الرئيسية للثلاث موزعات.

وعرض ساكن آخر بقايا شبه سليمة من جهاز تفجير زمني آلي طراز «إيه تي كيه – إي بي» مرتبط بالموزعات نفسه. وكان هناك عدد ضخم من شظايا ذيول الذخائر الفرعية، كما تم العثور أيضا على غطاء مقدمة موزع. وعبر أنحاء المدينة، شوهدت كثير من الحفر الناتجة عن شحنات مشكلة. بعضها اخترق الإسفلت بعمق حتى النفايات بالأسفل، مثل الحفارة.

لم يكن واضحا على وجه التحديد سبب شن الهجوم على مارع، مع أن كثيرا من السكان أشاروا إلى دوافع تجمع بين العقاب الجماعي والثأر.

تعتبر المدينة مسقط رأس عبد القادر الصالح، وهو قائد بارز في صفوف الثوار في منطقة حلب. يعرف صالح، ممشوق القوام وصاحب الشخصية الساحرة، على المستوى المحلي كنوع من التوقير باسم حاج مارع، ويحتفي به سكان المدينة بسبب مزيج الصفات التي يتمتع بها من دهاء وشجاعة وحظ في ساحة القتال. في هذا الشهر، قبل أيام من الهجوم بالقنابل العنقودية على مدينة مارع مسقط رأسه، عين قائدا في الجيش السوري الحر المعاد تنظيمه، مثلما يشير كثير من الثوار لأنفسهم.

وقال سكان إن تاريخ مارع الحديث، وارتباطه الذي لا يمحى بالقائد الذي أفرزته المدينة، قد جعلها تتصدر قائمة أهداف الأسد.

يقول ياسر الحاجي، وهو ناشط فقد أحد أقاربه في هذا الهجوم: «النظام يكنّ لنا كراهية على وجه الخصوص».

لا أحد ينكر أن مارع قد تعرضت لهجوم بشكل متكرر بواسطة بعض أكثر الأسلحة المخيفة التي يملكها نظام الأسد. وفي يوم الخميس، أشار سكان إلى تعرضهم لقصف بصواريخ «كروز»، أو قد تكون «سكود»، قالوا إنها هبطت شمال المدينة، متسببة في انفجارات هائلة أحدثت فجوات في الأرض.

وفي حالة الهجوم بالذخائر العنقودية، ضربت واحدة من القذائف الفرعية مبنى يستخدمه الثوار – مدرسة يستقر بها بعض مقاتلي حاج مارع. أحدث فجوة صغيرة في السقف الإسمنتي وتناثرت أجزاء من الإسمنت وشظايا القذيفة بأسفل الغرفة، التي كانت خاوية.

تبادل كثير من المقاتلين، الذين كانوا يعقدون اجتماعا في الغرفة المجاورة، حينما دوت الطائرة في عنان السماء، وضربت القنبلة الصغيرة الوحيدة، من بين أكثر من مائة، المبنى، الحديث عن هزيمتهم الوشيكة. لكنهم كانوا في حالة ثورة عارمة جراء الهجوم.

تحدثوا عن تصعيد النظام لاستخدام الأسلحة على مدار العام – من قذائف الهاون والدبابات والمدفعية إلى المروحيات المقاتلة، ثم إلى الطائرات الهجومية النفاثة ذات الأجنحة الثابتة. منذ الصيف، استخدم جيش نظام الأسد الذخائر العنقودية مرارا وتكرارا، وبدأ مؤخرا استخدام الذخائر العنقودية الحارقة بالمثل. وفي هذا الشهر، ذكر نشطاء ومسؤولون سوريون في واشنطن أن النظام قد صعد الضغط، مع بقاء أحد آخر الأسلحة غير المستخدمة في مستودع أسلحته؛ صواريخ «كروز»، مع رؤوس حربية تقليدية. وذكر المحللون الذين قد شاهدوا التصعيدات التدريجية أن نظام الأسد قد انتهج استراتيجية «الطهي على نار هادئة».

ويقولون إنه مع التصعيدات المتزايدة، منع الأسد الغرب من إيجاد مبرر لدخول الحرب، مثلما فعل حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع العقيد الليبي معمر القذافي بعد أن سخر قوة جيشه الكاملة مع بداية الحرب.

* خدمة «نيويورك تايمز»

“الناتو”: نظام الأسد قريب من الانهيار ويطلق “سكود” مجدداً في تصرف يائس

                                            رصد حلف شمال الأطلسي إطلاق القوات التابعة لنظام بشار الأسد مجددا صواريخ سكود على مناطق يسيطر عليها لثوار، معتبراً ذلك تصرفاً يائساً. أما الثوار فقد واصلوا الالتحام بقوات اللأسد في معارك تشتد وتيرتها في العاصمة دمشق، وفي حلب أيضا حيث أطلقوا أول من أمس عيارات تحذيرية على طائرة كانت تهم بالإقلاع من مطار حلب، تأكيداً على شلهم حركة الملاحة في الشمال، فيما يبقى مطار دمشق الدولي مقفلاً أيضا بسبب القتال الدائر بالقرب منه.

وسياسياً، أكدت المعارضة رفضها تسوية إيرانية اعتبرتها طوق نجاة لنظام الأسد، وعاقبت الأمم المتحدة شركتين إيرانيتين لتورطهما بتزويد قوات النظام في سوريا بالسلاح. وبينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لا يريد حدوث فوضى في سوريا أعلن وزير خارجيته سيرغي لافروف، الذي التقى أمس المبعوث الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي إلى سوريا، إن بعض اللاعبين الإقليميين طلبوا من موسكو دعوة الأسد إلى الرحيل مؤكدين استعدادهم لتأمين ملاذ آمن له.

“الناتو”

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن، قال أمس، إن الحلف رصد إطلاق صواريخ “سكود” في الأيام القليلة الماضية في سوريا، واصفاً ذلك بأنه تصرف من نظام يائس يقترب من الانهيار.

وقال راسموسن في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء جيبوتي ديليتا محمد ديليتا في مقر الحلف ببروكسل، رداً على سؤال عما إذا كان بإمكانه تأكيد أن الجيش السوري واصل إطلاق صواريخ سكود ضد المعارضة في الأيام القليلة الماضية، أجاب نعم بإمكاني أن أؤكد أننا رصدنا إطلاق صواريخ من نوع سكود. وأعتبر ذلك تصرفاً من نظام يائس يقترب من الانهيار. وأضاف أن حقيقة أن مثل هذه الصواريخ تستخدم في سوريا يسلط الضوء على الحاجة إلى حماية دفاعية فعالة لحليفتنا تركيا.

وقال راسموسن دعوني أشدد على أن الإطلاق الأخير للصواريخ لم يصب الأراضي التركية ولكن بالتأكيد هناك تهديد محتمل وهذا بالضبط السبب الذي جعل الحلفاء في الناتو يقررون نشر صواريخ باتريوت في تركيا لأغراض دفاعية فقط ولكن بهدف ضمان دفاع فعال وحماية للسكان الأتراك والأراضي التركية .

ولا يزال فريق عمل من الناتو، يقوم بجولات استطلاعية في أضنة من أجل نشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية.

وكانت وكالة أنباء الأناضول ذكرت الثلاثاء الماضي أن عسكريين ألمان مكلّفين بالإشراف على نشر منظومات صورايخ باتريوت، وصلوا الاثنين الماضي إلى أضنة.

يذكر أن المنظومات الدفاعية باتريوت ، سترسل إلى تركيا في الفترة ما بين 2 و9 كانون الثاني المقبل بحراً.

وكانت تركيا طلبت من الناتو نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا، في ظلّ تصاعد التوتّر على الحدود بين البلدين بعد تسجيل إصابات في تركيا نتيجة قذائف مصدرها الجانب السوري، في وقت أبدت فيه روسيا قلقها من نشر هذه الصواريخ.

وقد كرر حلف شمال الأطلسي في عدة مناسبات أن الصواريخ ستستخدم لأهداف دفاعية بحتة ولن يتم استخدامها لفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا.

اشتباكات

ميدانيا دارت اشتباكات امس بين قوات النظام السورية والثوار في الاحياء الجنوبية في دمشق. وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان الاشتباكات كانت تدور “بين قوات النظام وثوار من عدة كتائب مقاتلة على اطراف حيي التضامن والحجر الاسود”، ترافقها اصوات انفجارات.

وفي ريف دمشق الذي يشهد حملة عسكرية واسعة منذ مدة، دارت اشتباكات في محيط مدينتي داريا ومعضمية الشام، بحسب المرصد الذي افاد ان مقاتلين معارضين هاجموا “كتيبة للقوات النظامية في الرحبة واستولوا على قذائف واسلحة خفيفة”.

في محافظة حمص (وسط)، قصف الطيران الحربي السوري منطقتي جوبر والسلطانية تزامنا مع اشتباكات بين المقاتلين المعارضين وحواجز للقوات النظامية، بحسب المرصد.

في محافظة حماة (وسط)، دارت اشتباكات في قرى الرصيف والجنين وسهل الغاب”، بحسب المرصد.

وفي حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من خمسة اشهر، افاد مصدر عسكري سوري ان المقاتلين المعارضين استهدفوا ليل الخميس ـ الجمعة مربضا للمدفعية يجاور مقر المخابرات الجوية في حي الزهراء في غرب المدينة.

وقال سكان في المنطقة ان الاشتباكات كانت “عنيفة واستخدمت فيها كل انواع الاسلحة الثقيلة”.

طلقات تحذيرية

إلى ذلك قال قائد للثوار أمس إن المقاتلين أطلقوا أعيرة نارية تحذيرية على طائرة ركاب كانت تستعد للإقلاع من مطار حلب في أول هجوم مباشر على طائرة مدنية منذ اندلاع الانتفاضة في البلاد قبل نحو 21 شهرا.

وقال القائد الذي عرف نفسه باسم خلدون لرويترز عبر “سكايب” إن قناصة من كتيبته أصابوا عجلات الطائرة التابعة للخطوط الجوية السورية وهي من طراز “ار.بي 201” أمس. وأضاف “كانت طلقات تحذيرية. أردنا إرسال رسالة للنظام بأن كل طائراته العسكرية والمدنية في متناول أيدينا.”وقال إن الطائرة لم تتمكن من الإقلاع.

وجعل القتال حول دمشق الطريق إلى مطار دمشق الدولي غير آمن لحركة المرور. وأوقفت شركات الخطوط الجوية الأجنبية رحلاتها إلى المطار.

وتفيد جداول الرحلات بأن الطائرة “ار.بي 201” المتجهة إلى القاهرة عادة ما تقلع من دمشق وليس حلب.

وقال خلدون في إشارة إلى المعارك التي تشهدها حلب منذ يوليو تموز “ما حدث بشأن مطار دمشق سيحدث في حلب حتى وإن كان الثمن أغلى”.

لاجئون

في غضون ذلك ارتفع عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى قرابة 145 ألف شخص. ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية، عن بيان لمديرية إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة الحكومة التركية، أمس، أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا وصل إلى 144 ألف و755 شخصاً، فروا من المواجهات العسكرية في بلادهم.

وذكّرت المديرية أن في تركيا الآن 5 مخيمات في هاتاي، و2 في أورفة، و3 في غازي عنتاب، وواحد في كل من العثمانية، ومرعش، وآدي يمان، إضافة إلى مركز استضافة للاجئين السوريين في ولاية كلس، يتسع لإيواء 12 ألف شخص.

وأوضح البيان أن تركيا عملت على تلبية احتياجات ما يزيد عن 200 ألف لاجئ سوري، توافدوا على الأراضي التركية، بسبب ما تشهده سوريا من أحداث عنف، موفرة لهم الطعام والشراب والخدمات الصحية والأمن والفعاليات الإجتماعية، والتعليم والعبادة والترجمة والإتصال والخدمات المصرفية وغيرها من الخدمات الأخرى.

عقوبات

وفي نيويورك فرض مجلس الامن الدولي ليل الخميس ـ الجمعة عقوبات على شركتين ايرانيتين متهمتين بالتورط في تزويد نظام الرئيس بشار الاسد بالسلاح.

وقال مجلس الامن في بيان ان شركتي “ياس اير” و”ساد للاستيراد والتصدير” اضيفتا الى القائمة الطويلة للشركات الايرانية الخاضعة للعقوبات بسبب انتهاكهما حظر تصدير الاسلحة المفروض من قبل مجلس الامن على الجمهورية الاسلامية على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.

وذكر ديبلوماسيون ان السلطات التركية اعترضت شحنات اسلحة نظمتها “ياس اير” لنظام الاسد في 2011.

وقالت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس ان الشركتين “متورطتان بالعمق في تهريب الاسلحة بما في ذلك اسلحة مرسلة الى سوريا”. واضافت انهما “زودتا النظام السوري ببنادق رشاشة ومدافع رشاشة وذخائر وقذائف هاون واسلحة اخرى”.

وتنص العقوبات على تجميد موجودات الشركتين وحظر التعامل مع اي منهما. وكان مجلس الامن اصدر في 2007 قرارا حظر فيه على ايران تصدير اسلحة تحت طائلة فرض عقوبات عليها ولا سيما تجميد اموال.

ويشتبه الغرب في ان البرنامج النووي الايراني يخفي نشاطات لامتلاك اسلحة نووية، لكن ايران تنفي ذلك.

وتعد ايران من اهم الدول الداعمة لنظام بشار الاسد الذي يواجه منذ آذار 2011 حركة احتجاجية غلب عليها الطابع العسكري تدريجيا واسفرت عن سقوط اكثر من 44 الف قتيل حتى الآن، كما يقول المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقالت سوزان رايس “نعرف منذ فترة طويلة ان ايران تهرب اسلحة وتقدم مساعدة عسكرية لمجموعات ارهابية ومتطرفة في جميع انحاء العالم”. واضافت ان “ايران ضبطت مرات عدة وهي تقدم اسلحة ومساعدة عسكرية الى سوريا حيث يستخدمها نظام الاسد ضد المدنيين السوريين”.

روسيا

أما في موسكو، فقد اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي أمس في ختام قمة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا في بروكسل، ان “سوريا ليست بعيدة عن حدودنا ولا نريد ان تعمها الفوضى، كما نلاحظ في بعض بلدان المنطقة”.

وشدد على ان “المهم بالنسبة الينا، هو النظام في سوريا”. واضاف ان روسيا “مهتمة” باقامة نظام ديموقراطي في سوريا، مشيرا الى ان بلاده “ليست المدافعة عن السلطات السورية”.

لكنه اضاف “من اجل التوصل الى اتفاقات على المدى البعيد، يجب الاتفاق اولا على مستقبل سوريا، وعلى مصلحة جميع مواطنيها وجميع اقلياتها الاتنية والطائفية”. وقال “على جميع الاطراف الجلوس حول طاولة المفاوضات”.

الى ذلك، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بعض اللاعبين الإقليميين طلبوا من موسكو دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرحيل، مؤكدأ أنهم أعربوا عن استعدادهم لتأمين ملاذ آمن له.

وقال لافروف، في مقابلة حصرية مع قناة “روسيا اليوم”، من المقرر عرضها كاملاً في 24 كانون الأول الجاري، إن بعض اللاعبين الإقليميين سألونا: لمِ لا تطلبون من الأسد الرحيل؟.. سنعدّ له ملاذاً آمناً .

وأضاف لافروف أنه في حال كان اللاعبون الذين اقترحوا هذه الفكرة يفكرون فيها حقيقة، كان حري بهم أن يطرحوا هذه الفكرة مباشرة على الأسد. وتساءل لافروف لمَ عساهم يستخدموننا كساعي بريد؟ ، متابعاً في حال كان الأسد مهتماً (باقتراحهم)، يجب مناقشة هذا الاقتراح مباشرة معه .

وعن الضغط الذي يمارسه الغرب بهدف حصول تغيير للنظام في سوريا، أكّد لافروف أن موسكو لن تلعب أي دور في تغيير النظام في سوريا .

ورداً على تحليلات تقول إن نشر منظومة “الباتريوت” في تركيا يستهدف إيران، قال لافروف إن أسلوب طرح الموضوع في الإعلام يشير إلى أنها قد تستخدم ضد إيران .

وقد ناقش لافروف مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، المعوقات التي تحول دون التوصل لتسوية سياسية للأزمة في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أصدرته أمس ونقلته وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية، إن لافروف والإبراهيمي بحثا خلال محادثة هاتفية “المسائل المتعلقة بتحقيق التسوية السياسية -الدبلوماسية ” في سوريا، مشيرة إلى أن لافروف شدد على ضرورة حث طرفي النزاع السوري على تنفيذ ما ورد في بيان صادر عن اجتماع وزاري في الماضي في جنيف، من أجل تلمس الطريق للخروج من المأزق.

كما شدد لافروف على ضرورة أن تلتزم الأطراف الخارجية أيضا بما اتفق عليه المشاركون في ذلك الاجتماع.

وأوضحت الوكالة نفسها أن الإبراهيمي أكد استعداده لمواصلة الاتصالات مع الطرف الروسي حول الموضوع السوري.

المعارضة والتسوية الإيرانية

في سياق اخر، دان الائتلاف السوري المعارض أمس مبادرة ايران لتسوية النزاع في سوريا، معتبرا انها محاولة “يائسة لالقاء طوق النجاة لسفينة النظام السوري الغارقة لا محالة”.

وقال الائتلاف “مع توالي تحقيق قوى الشعب السوري الحرة انتصارات سياسية وعسكرية حاسمة يتوالى اطلاق مبادرات سياسية باهتة ومتأخرة من قبل النظام نفسه ومن القوى المؤيدة له”. واضاف ان “المبادرة الايرانية تمثل نموذجا لهذه المحاولات اليائسة لالقاء طوق النجاة لسفينة النظام السوري الغارقة لا محالة”.

وقدمت ايران تفاصيل “خطة للخروج” من الازمة في سوريا تقع في ست نقاط وتنص خصوصا على “وقف اعمال العنف” واجراء “حوار وطني” بين النظام السوري والمعارضة.

وقال الائتلاف ان “المبادرة الايرانية تزعم الحرص على حياة الشعب السوري ووحدته واستقلاله ولا شك ان النظام الايراني قادر على المساهمة في تحقيق الشعب السوري طموحاته ومصالحه العليا وذلك بالتوقف عن دعم نظام الاسد سياسيا وامنيا واقتصاديا وفي الضغط على هذا النظام ليرحل باسرع وقت”.

ورأى الائتلاف ان “نظام طهران ما زال يعتبر هذه الثورة العظيمة مجرد خلاف سياسي بين طرفين من غير الواضح ايهما الجلاد وأيهما الضحية”.

كما رأى ان ايران ما زالت تقدم “طروحات لا تحمل حلا حقيقيا يوقف نزيف الدم الغزير في سورية ولا تعترف بحق الشعب السوري في تقرير مصيره واختيار نظامه السياسي الذي يريد وهو النظام الحر الديمقراطي الكامل”.

وتابع انه “على النظام الايراني ان يفكر جديا بمستقبل علاقات الشعبين السوري والايراني. فالنظام الذي يؤيده ساقط والشعب السوري باق ما بقيت الحياة”.

(أ ف ب، يو بي أي، رويترز، أ ش أ)

هجوم للثوار على مطار حلب وعلى مجمع السفيرة الكيميائي

بوتين: لسنا فريق دفاع عن القيادة السورية

الإبراهيمي يحمل إلى الأسد عرضاً أميركياً ـ روسياً “أخيراً” للرحيل

                                            اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على دعم عرض نهائي للرئيس السوري بشار الأسد يقدمه له الموفد الدولي الأخضر الابراهيمي، يتضمن تشكيل حكومة انتقالية من بعض شخصيات النظام والمعارضة حسبما أفادت مصادر ديبلوماسية أمس.

ويتطلب العرض تسليم الأسد لسلطاته في أسرع وقت وتشجيعه على قبول منفى يتم الاتفاق عليه.

وقال مسؤولون روس لصحيفة “الدايلي تلغراف” البريطانية، إن روسيا جاهزة لتسهيل خروج الأسد من السلطة. وأضافوا أن “الرئيس السوري ليس له مستقبل في سوريا وهو يعرف ذلك”.

وتابعوا إن على الأطراف التي تدعم المعارضة الضغط عليها لقبول مفاوضات تمكن من التوصل إلى مخرج سياسي من هذه الأزمة، “فالأسد ليس مخبولاً، ولن يوافق على الخروج بكلّ طيب خاطر”.

ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الفوضى” في سوريا، وقال في العاصمة البلجيكية في ختام قمة في بروكسل مع حلف شمال الأطلسي أمس، إن موسكو ليست فريق دفاع عن النظام الحاكم في دمشق. وتابع أن “سوريا ليست بعيدة عن حدودنا ولا نريد أن تعمها الفوضى، كما نلاحظ في بعض بلدان المنطقة”.

وأضاف أن روسيا “مهتمة” بإقامة نظام ديموقراطي مستقر في سوريا، وهي “ليست فريق دفاع عن القيادة السورية الحالية”.

واعتبر أنه “من أجل التوصل الى اتفاقات على المدى البعيد على الجميع “الجلوس حول طاولة المفاوضات”.

وفي سوريا بدأ الجيش السوري الحر يركز هجماته ضد المراكز الاستراتيجية المهمة لنظام بشار الأسد، الذي اعتبر حلف شمال الأطلسي أمس، أنه “يائس وقريب من الانهيار” مؤكداً تكرار إطلاق صواريخ سكود ضد مواقع للمعارضين بعد الهجوم على مجمع السفيرة للأسلحة الكيميائية قرب حلب، حيث منعوا طائرة من الإقلاع.

وفي الجولان سجل أمس قصف عنيف من دبابات قوات الأسد ضد مجمع البعث في مدينة القنيطرة، كما سجل هجوم صاروخي ضد عدد من مدن ريف دمشق حيث تجددت الاشتباكات في مخيم اليرموك.

فقد نقلت أمس وكالة “أسوشييتد برس” أن اشتباكات عنيفة حصلت أمس بين قوات النظام والجيش الحر قرب مجمع السفيرة العسكري الضخم القريب شمال مدينة حلب، حيث يضم مركز أبحاث ومصنعاً للأسلحة الكيميائية إضافة إلى عدد من المجمعات للإنتاج العسكري.

وقال حسين أحد مقاتلي الجيش الحر إن الثوار سيطروا على قاعدة للمدفعية في المجمع وهم يحاولون اقتحام القاعدة الجوية التابعة للمجمع.

ومع تجدد الاشتباكات أمس في مخيم اليرموك التي اعتبرها رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية “نكبة ثانية”، برزت اشتباكات أخرى بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط مجمع البعث في مدينة القنيطرة في الجولان.

وأعلن الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أمس إن دول الحلف رصدت إطلاق صواريخ سكود مجدداً في سوريا معتبراً أن هذه “أعمال نظام يائس يشارف على الانهيار”.

ولم يوضح راسموسن متى وأين أطلقت الصواريخ التي تم رصدها غير أن مصدراً قريباً من الحلف الأطلسي أفاد أنه تم رصدها الخميس.

وقال راسموسن رداً على أسئلة الصحافيين بعد لقاء مع رئيس الوزراء الجيبوتي ديليتا محمد ديليتا “يمكنني أن اؤكد أننا رصدنا إطلاق صواريخ من نوع سكود ونأسف لهذا العمل”. وأضاف “اعتبر أنها أعمال نظام يائس يقترب من الانهيار”. وتابع أن “استخدام مثل هذه الصواريخ في سوريا يؤكد ضرورة تأمين حماية فعالة لتركيا”.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن الرئيس السوري سيترك السلطة في النهاية لأن الزعيم الذي يوجه جيشه ضد شعبه لا يمكن أن يبقى في الحكم.

وأضاف اردوغان في مقابلة مع فضائية “ان تي في” التركية الإخبارية مساء أمس، أنه “لم يعد هناك قدرة للأسد للسيطرة على مدنه وبدأ يفقد قوته يوماً بعد يوم، وكما تعلمون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذكر خلال زيارته الأخيرة لإسطنبول بأننا لسنا محامين للأسد”.

وحذر مقاتلو المعارضة في سوريا أمس من أنهم سيستهدفون المطار الدولي بمدينة حلب بعد إطلاق النار على طائرة ركاب كانت تستعد للإقلاع في أول هجوم مباشر على طائرة مدنية منذ اندلاع الانتفاضة في البلاد قبل 21 شهراً.

وكان هجوم الخميس مؤشراً جديداً على الشعور المتزايد بالثقة لدى مقاتلي المعارضة الذين يشنون هجوماً في محافظة حماة وسط البلاد بهدف كسب أراضٍ في مسعى لقطع طرق إمداد الجيش.

وقال قيادي في المعارضة عرف نفسه باسم خلدون لـ”رويترز” عبر سكايب إن قناصة من كتيبة الكفاح المسلح التابعة للواء جند الله الإسلامي أصابوا إطارات الطائرة التابعة للخطوط الجوية السورية وهي من طراز آر.بي 201 أمس.

وأضاف “كانت طلقات تحذيرية. أردنا إرسال رسالة للنظام بأن كل طائراته العسكرية والمدنية في متناول أيدينا”. وقال إن الطائرة لم تتمكن من الإقلاع.

ويتهم مقاتلو المعارضة الحكومة باستخدام الطائرات المدنية لنقل أسلحة ومقاتلين إيرانيين يقولون إنهم يساعدون قوات الأسد. وقطع المعارضون الكثير من الطرق إلى حلب أكبر مدن سوريا.

وجعل القتال حول العاصمة السورية الطريق إلى مطار دمشق الدولي غير آمن لحركة المرور. وأوقفت شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى المطار. وتفيد جداول الرحلات بأن الطائرة آر.بي 201 المتجهة إلى القاهرة عادة ما تقلع من دمشق وليس حلب.

وقال خلدون في إشارة إلى المعارك التي تشهدها حلب منذ تموز “ما حدث بشأن مطار دمشق سيحدث في حلب حتى وإن كان الثمن أفدح”، وحث مقاتل آخر المدنيين على عدم استخدام مطار حلب أو رحلات الخطوط الجوية السورية “لأنها ستصبح أهدافاً من الآن فصاعداً”.

وحقق مقاتلو المعارضة مكاسب ميدانية في أنحاء البلاد وأعلنوا أمس سيطرتهم على بلدة الريحانية في ريف دمشق وبلدات عدة أخرى في حماة حيث لا تزال تدور في تلك المناطق اشتباكات عنيفة ويقصف نظام الأسد قوات المعارضة بصواريخ الراجمات.

مظاهرات في جمعة تبشر بـ”النصر

“مجزرة” بالمعضمية ومقتل 156 معظمهم بدمشق

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 156 شخصا قتلوا الجمعة معظمهم في دمشق وريفها وحماة فيما قال المركز الإعلامي السوري إن الجيش الحر استهدف فرع أمن الدولة في حماة بقذائف الهاوِن.

وفي ريف حماه أفادت لجان التنسيق بأن اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي نشبت في قرية قمحانة وفي محيط بلدة طيبة الإمام. في غضون ذلك قالت شبكة سانا الثورة إن أحد عشر شخصا قتلوا وأصيب أكثر من مئة وعشرين جراء قصف استهدف ملجأ في معضمية الشام في ريف دمشق.

فقد قال ناشطون سوريون إن أكثر من 150 شخصا قتلوا الجمعة بينهم عشرات في قصف قوات النظام لملجأ في معضمية الشام بريف دمشق. فيما تواصلت المعارك بين الجيشين الحر والنظامي في أحياء بالعاصمة وريف حماة، في يوم خرجت فيه مظاهرات جديدة تنادي بإسقاط النظام.

من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن بين قتلى الجمعة 16 جنديا لقوا حتفهم في اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في مناطق متفرقة, خاصة في ريف دمشق وحماة.

في غضون ذلك قالت شبكة سانا الثورة إن 11 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 120 جراء قصف قوات النظام ملجأ في معضمية الشام بريف دمشق براجمات الصواريخ.

وبين قتلى وجرحى القصف نساء وأطفال وكبار سن. وقال ناشطون إن حالة عدد من الجرحى خطيرة، وتتفاوت حالات آخرين بين جروح طفيفة ونزيف حاد وبتر أطراف.

قصف واشتباكات

وقالت شبكة شام إن قصفا عنيفا بالمدفعية استهدف أحياء دمشق الجنوبية، ومنها القدم والحجر الأسود بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات عنيفة ولكن محدودة دارت الجمعة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق في يوم شهد عودة الآلاف من اللاجئين الذين غادروه جراء  القصف والاشتباكات الأخيرة.

وأعلن الجيش الحر أنه سيطر على الفوج 81 في المليحة بغوطة دمشق الشرقية التي تعرضت معظم مناطقها الجمعة للقصف بالطائرات والمدافع وراجمات الصواريخ، وفقا لناشطين.

وتحدثت لجان التنسيق وشبكة شام ومصادر أخرى عن قصف مكثف على داريا والمعضمية ومدِيرا وكفربطنا وعربين وحرستا, مشيرة إلى اشتباكات على أطراف داريا وعربين. وقال ناشطون إن شخصا على الأقل قتل في داريا التي ينتشر فيها مقاتلو الجيش الحر.

وشمل القصف الجمعة بعض أحياء حمص ومنها جوبر ودير بعلبة وبلدات في ريفها بينها الحولة والقصير مما تسبب في مقتل وجرح مدنيين.

معركة حماة

وفي حماة قال المركز الإعلامي السوري إن الجيش الحر استهدف فرع أمن الدولة في المدينة بقذائف الهاوِن.

وفي ريف حماة أفادت لجان التنسيق بأن اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي نشبت في قرية قمحانة وفي محيط بلدة طيبة الإمام.

كما أعلن الجيش الحر سيطرته على مدينة مورك المطلة على الطريق الرئيسي بين حماة وإدلب. واشتبك مع قوات النظام في بلدتي الشريعة وتل عتمان بمحافظة حماة. وترافقت هذه الاشتباكات مع حركة نزوح للأهالي من المناطق القريبة.

وكانت اشتباكات عنيفة وقعت في بلدات طيبة الإمام والجنان واللطامنة, وعند حواجز قرى الرصيف والعزيزية والجيد بسهل الغاب وسط قصف مدفعي وصاروخي. وقتل في هذه الاشتباكات أربعة من مقاتلي الجيش الحر الذي أعلن في وقت سابق هذا الأسبوع بدء معركة السيطرة على محافظة حماة.

وفي محيط حلب, قتل سبعة من عناصر الجيش الحر مساء الخميس في المحاولة الجارية لاقتحام كتيبة للدفاع الجوي في منطقة السفيرة وفقا للمرصد السوري.

وفي حلب أيضا, قتل اليوم ثلاثة أطفال في قصف مدفعي على حي المرجة وفق ما قالت لجان التنسيق المحلية. وشمل القصف الجوي والمدفعي أيضا قرى في ريف إدلب بينها النيرب وتل أعور مما أدى إلى تهدم منازل.

جمعة حلب

من جهة أخرى, خرجت مظاهرات اليوم في عدد من المحافظات بينها دمشق تحت شعار “النصر انكتب عبوابك يا حلب”.

وردد المتظاهرون هتافات تمجد الجيش الحر, وتنادي بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وخرجت مظاهرات في حيي جوبر والقدم بدمشق, وكانت أوسع نطاقا في ريف دمشق حيث شملت بلدات كثيرة بينها داريا وحمورية ودوما وببيلا ويبرود، حسب صور بثها ناشطون على الإنترنت.

وفي حمص بث ناشطون صورا لمظاهرات مناوئة للنظام ومطالبة برحيل الأسد. ومنذ الصباح الباكر خرجت مظاهرات عدة في حي الوعر ومدينة تلبيسة بريف حمص، مؤكدة على سلمية الثورة ومطالبة بإسقاط النظام.

أما في حلب التي سميت هذه الجمعة باسمها, فتظاهر الآلاف في أحياء داخل المدينة مثل بستان القصر, وفي بلدات الباب وعندان وحيالين.

وخرجت مظاهرات مماثلة في حيّي القصور وطرق حلب بحماة, كما خرجت مسيرات في أحياء وبلدات بدرعا, وفي كفرنبل وبنّش وغيرهما من بلدات إدلب, وكذلك في الرقة, والحسكة وفقا للمصادر نفسها.

حلب.. وضع إنساني مأزوم

فراس نموس-حلب

أينما اتجهت بأحياء حلب الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري الحر ترى المعاناة التي خلفتها حرب شنها النظام على شعبه لمطالبته بالحرية. أسر نازحة تبحث عن مأوى، أطفال لا يكادون يجدون ما يستر أجسادهم، وطوابير طويلة أمام أفران الخبز، وشبان يبيعون الوقود على جانبي الطريق.

فالكهرباء مقطوعة في المدينة منذ أكثر من أسبوعين، وأسعار غاز الطبخ ووقود التدفئة ارتفعت إلى أكثر من عشرة أضعاف ما كانت عليه، وتوقفت المصانع والأعمال، وبات الموظفون وغيرهم عاطلين عن العمل، وهجم عليها الشتاء القارس، وكثر فيها المهجرون من بيوتهم بسبب القصف.

أُسر بيت عاشور المكونة من عشر عوائل مثال على ما آل إليه حال الناس في حلب، التقتها الجزيرة نت بأحد المعامل، بعد أن فرت بأرواحها دون متاع من حيي سليمان الحلبي وكرم الجبل عقب استهدافهما.

رفض الرجال تصويرهم فلا يزالون يطمعون في الوصول إلى بيوتهم لجلب ما يستطيعون إحضاره، لكن مسنة بينهم قبلت وأكملت ما كانت تعده للجميع وهو ماء ساخن تبلل به كسرات خبز.

تشريد

لا مصدر رزق لهذه الأسر ولا مورد لإعالة أربعين نفسا وجدت في زوايا المعمل مكانا لجأت إليه برضا صاحبه، ليقيها المطر دون أن يشبعها ويسترها دون يدفئها، وترى أنها أوفر حظا من غيرها.

بجانب مستقرهم تمكث أسرة في باحة مصنع مكانا لنصب خيمتها، هي أيضا نزحت من كرم الجبل، ووصلها من ناشطين في الإغاثة أغطية، لكنها شأن مئات الأسر بلا مورد رزق أو تدفئة.

ولا تقتصر المعاناة على من هجروا، بل من بقوا في بيوتهم يعانون من البطالة وانقطاع الماء والكهرباء وفقدان سائر الخدمات المجتمعية، من صحة وبلدية، إضافة إلى شح المواد الغذائية والغلاء الذي أصاب كل شيء.

يقول مسؤول المكتب الإغاثي في لواء التوحيد أبو أحمد نور إن الحاجة بدأت تهدد حياة الناس وقيمها، وإن ما يقدم من مساعدات لإغاثة الناس لا يفي بالحد الأدنى، وما يعطى للناس لا يشكل عُشر احتياجهم الحقيقي.

وأضاف أنهم في مكتب الإغاثة يحاولون تأمين بيوت بديلة للذين قصفت منازلهم، فهناك منازل لضباط مع النظام فروا من بعد دخول الجيش الحر حل فيها نازحون، وكذلك تم تسكين جزء منهم في المباني العامة للدولة، ولكن بقي منهم كثير بلا مأوى.

الاحتياجات الأساسية

وأوضح أنهم يقومون أحيانا بعمليات توزيع على المحتاجين ولكن أسرا يمنعها حياؤها من الوصول إلى سيارة الإغاثة رغم حاجتها الماسة “ولذلك نحاول الوصول إلى بيوت وأماكن المتضررين بأنفسنا وتوزيع الخبز بأنفسنا على هذه الأسر وفقا لدفتر العائلة ليصل للشخص رغيفين في اليوم”.

وأزمة الخبز والحياة هذه أصابت الناس في مقتل كما يقول نور الذي تحفظ على ذكر حوادث “أصابت العفيفات من نساء سوريا”. وأضاف بتهكم أنه “لو وصل إلى حلب حصتها مما تعلن دول عن منحه لسوريا لكان الحال غير ذلك بالتأكيد”.

وعن التحديات الحالية التي تواجههم هم ومكاتب الإغاثة العاملة في حلب، قال نور إنها كثيرة لكن يأتي على رأسها وقود التدفئة والكهرباء، غير أن التحدي الحقيقي يبقى في توفير الطحين للمخابز، إذ أن الخبز هو المادة الأساسية في سوريا.

وأوضح أن هناك مخزونا كافيا من القمح بالمناطق التي بيد الثوار، ولكن معظم المطاحن لا يعمل بسبب عدم توفر الكهرباء أو الوقود، وتلقي كثير من ملاك المطاحن تهديدات بالقصف من النظام في حال شغلوا مطاحنهم، إمعانا في إيذاء المدنيين.

وقال إن ما يستطيعون تأمينه نحو مائتي طن يوميا في حين أن حاجة حلب 1200 طن وفق البيانات المأخوذة من سجلات مؤسسة المطاحن، وهناك مفاوضات مع تركيا لتيسير الطحن عندها “ولكن لم نصل لشيء حتى الآن”.

أما الشق الصحي فهو “كارثي” كما يقول نور، إذ لا مستشفيات مجهزة بما يحتاجه المرضى ولا عيادات مفتوحة، والجريح الذي يضطر الثوار لنقله إلى تركيا تبقى أسرته بلا معيل، مما يضعها تلقائيا على قائمة أهل الحاجة، وهو هناك له مصاريفه من طبابة ودواء، وكثيرا ما تتأخر عمليات جراحية بسبب نقص في المال.

وحال حلب هذا ليس حكرا عليها بل تعاني منه -على تفاوت- معظم المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر، الذي وجد نفسه يخوض معارك على كل الجبهات العسكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وعليه أن ينجح فيها جميعا إن أراد الحفاظ على قاعدته الشعبية والوصول لهدفه.

مدارس ميدانية بحلب بديلا للنظامية

                                            فراس نموس-حلب

الأطفال وبراءتهم أحد ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة، وفي سوريا هم ليسوا استثناء فقد سقط منهم وفق إحصائيات الثورة أكثر من 1500 طفل، ودمرت مدارسهم وأماكن لعبهم، وفي محاولة للحفاظ على ما يمكن تداعى المدرسون لإقامة مدارس ميدانية تغذي الأطفال علميا وروحيا وتقدم لهم شيئا خارج ضجيج الحرب.

وقد أعلن مدرسون ناشطون في الشمال السوري عن تشكيل الهيئة التعليمية في حلب وريفها لتدير العملية التعليمية في المدارس الميدانية وتعمل على إيجاد أماكن آمنة يمكن بها استقطاب الطلاب والمدرسين.

الجزيرة نت حضرت اجتماعا للهيئة تحت ضوء الشموع ناقشت فيه مع المدرسين العقبات والمتطلبات، وسير العمل على الأرض، وخطة العمل القادمة، وآلية انتخاب مسؤولين جدد للهيئة، إذ تطمح لأن تقوم مقام مديرية التعليم في حلب في المناطق “المحررة”.

افتتاح مدارس

وفي حوار مع الجزيرة نت قال رئيس الهيئة عبد القادر أبو محمد إن أول مدرسة ميدانية في حلب افتتحت بتاريخ 15 أغسطس/آب، ونجحت بعدها الهيئة في افتتاح تسع مدارس ميدانية بعضها في أقبية مبان سكنية وأخرى في بيوت آمنة وبعضها في المساجد وذلك بمساعدة من لواء التوحيد.

وتطمح الهيئة للتوسع “لتشمل كل المناطق المحررة في حلب وريفها” كما تسعى لنقل الطلاب إلى المدارس الرسمية عند ضمان الأمن، وتهيئة المدارس التي تعرضت للقصف أو عمليات نهب، لكن عبد القادر شدد على ضرورة توفر الدعم المادي لاستكمال هذه الخطوات.

ويستفيد من المدارس الميدانية أكثر من ألف طالب وطالبة من مختلف المستويات يقوم عليهم نحو خمسين مدرسا، يشترط فيهم الأهلية وتفضل الخبرة، وتقدم هذه المدارس للطلاب الكتب الدراسية والقرطاسية مجانا.

في هذه المدارس معظم المدرسين متطوعون حتى الآن لكن الهيئة تسعى بالتعاون مع المؤسسات الإغاثية والمدنية في حلب ومنها المجلس الثوري لتوفير رواتب لهم كون أغلبهم لا يملك مصدر دخل خصوصا في هذه الأوضاع.

المنهج سوري

ويتلقى الطلاب المواد العلمية وفقا للمنهج السوري مع تعزيز لمواد التربية الإسلامية والقرآن الكريم واستبعدت مادة التربية الوطنية لما فيها “تمجيد محض لشخص الرئيس بشار الأسد وحزب البعث والمبادئ التي أدت لخراب البلد” وفق ما قاله أحد المدرسين الحاضرين.

ويرى عبد القادر أن المنهج العلمي السوري مشهود له وهو معتمد في التدريس، ولكن المواد الأخرى ينبه المدرسون لما فيها، فقد كان النظام حريصا على بث سمومه أينما سنحت له الفرصة، في ثنايا العلوم الإنسانية.

وقد زارت الجزيرة نت مدرستين ميدانيتين في مدينة حلب، واحدة في مسجد تتحفظ على ذكر اسمه وأخرى في مبنى قديم نقلت له مقاعد من مدرسة تعرضت للقصف، ورغم انقطاع التيار الكهربائي منذ أسبوعين عن حلب فإن الدراسة مستمرة على ضوء الشموع.

يقول المدرس أبو سعد للجزيرة نت إن التحدي الأكبر هو جلب الطالب للمدرسة في هذا الجو البارد وانعدام سبل الراحة والتدفئة، والتعامل مع حالات نفسية لصغار بات يرعبهم أي صوت مرتفع، ومراهقين تجذبهم أخبار القتال والسياسة أكثر مما يجذبهم درس جاف في مادة علمية.

وفي حلق متناثرة تذكر بالكتاتيب القديمة، الصبية في جهة والفتيات في جهة أخرى، ومدرسون ومدرسات يعملون بجهد وصمت لمستقبل أفضل للغراس التي ستشكل مستقبل سوريا يستمر التعليم والتوجيه مع ضيق ذات اليد وخصاصة ملحوظة في الطلاب والمدرسين، “فنحن أمة اقرأ” يقول أبو سعد.

تل شعير بحلب تتظاهر للمرة الأولى

                                            بعد سيطرة الجيش الحر على مدرسة المشاة

فراس نموس-حلب

رغم تحول الثورة في سوريا إلى المسار المسلح، تبقى سلمية البدء والصبر على بطش الأمن شهورا طويلة ومحاولة عدم الانجرار إلى مواجهات عسكرية حاضرة في أذهان السوريين كل جمعة، فيقومون بمظاهرات رمزية تخلد هذا الحراك.

بيد أن التظاهر للمرة الأولى منذ بدء الثورة له معنى آخر، وهذا ما ذاقته قرية تل شعير الواقعة بجوار مدرسة المشاة في حلب التي سيطر عليها الجيش الحر مطلع الأسبوع الماضي، وهذه هي أول جمعة لهم بعد التحرير وشعارها “النصر انكتب ع ابوابك يا حلب”.

الجزيرة نت حضرت المظاهرة واطلعت على استعداد الناشطين الذين زينوا باحة مدرسة القرية بأعلام الثورة وجهزوا اللافتات وخطوا عليها شعاراتهم المطالبة بإسقاط النظام وأسماء القرى المشاركة، وأحضروا مولدا للكهرباء وسماعات عملاقة توصل صوتهم حتى باب مدرسة المشاة التي كانوا يخافونها.

واتفق الناشطون مع أقرانهم من قرى بابنس وحليصة للقدوم إلى القرية عقب صلاة الجمعة والمشاركة في مظاهرة الفرحة بالنصر، في مشهد عكس وحدة الحال والهدف والتآلف بين السكان.

تقاطر شبان القرية وأطفالها التي تعد 1800 شخص وهم من عائلة واحدة هي الحاج إلى المكان المخصص للمظاهرة، مع أن جزءا منهم لا يزال نازحا بسبب الاشتباكات التي دارت حول مدرسة المشاة وأخذوا يهنئ بعضهم بعضا على التحرير وإمكانية التظاهر.

وبعد أن اكتمل وصول أهل القرى المجاورة أخذ الأطفال أماكنهم في المقدمة بمدرستهم التي توقف فيها التدريس هذا العام، ووقف والشبان وراءهم، يحملون جميعا أعلام ثورة يأملون بأن تكتمل بإسقاط النظام وقيام سوريا حرة قوية.

أول مرة

ويقول أبو عدنان للجزيرة نت إن القرية تحتفي بهذا الحدث، فلم يسبق للقرية أن تظاهرت، بل تعرضت للقصف مرة من مدرسة المشاة لما بدر من القرية ما يشي بوجود معارضين فيها فقتل بسببه طفلتان وشاب، ومنذ ذلك الحين لم تتحرك القرية علنا ضد النظام.

ويضيف الناشط باسم الذي تولى مع أصدقاء له إلقاء الهتافات والأهازيج الثورية أن الشبان المتحمسين كانوا يضطرون لمغادرة القرية والمشاركة في مظاهرات بالمناطق المحررة بعيدا عن قريتهم.

ولم تكن بقية مناطق حلب بمنأى عن المظاهرات، فرغم الجو الماطر الذي تشهده من أيام تظاهر المئات في أحياء الشعار وطريق الباب في المدينة وفي مناطق عديدة من الريف المحرر، ولهذا الجو حسنة فهو يمنع الطيران الحربي من التحليق ويشعر المتظاهرين بالأمان.

وعن جدوى الحراك السلمي في ظل ثورة مسلحة الآن وتشكيل مئات الكتائب والألوية ويقين الثوار بأن النظام لا يمكن أن يسقط سلميا يقول الناشط باسم إن المظاهرات على قلتها الآن ترمز إلى سلمية البداية التي انطلقت منها الثورة.

وعدا كونها مناسبة للهتاف ضد النظام تستغل تيارات في الساحة السورية هذه المظاهرات لرفع لافتات تعبر عن موقفها تجاه كيانات سياسية وشخصيات معارضة وقضايا داخل وخارج سوريا، ولتقول ما يتحاشى الإعلام قوله باسم الحياد والمهنية.

لواء التوحيد بسوريا: جبهة النصرة إخواننا

                                            رافضا وضعهم على قائمة الإرهاب

فراس نموس-حلب

أدان قائد لواء التوحيد في سوريا عبد القادر صالح وضع الولايات المتحدة لجبهة النصرة على قائمة الإرهاب، قائلا إنه “لا إرهاب في سوريا إلا إرهاب بشار الأسد”، وعبر عن تفاؤله بالوضع العسكري في البلاد، خصوصا بعد تشكيل هيئة أركان للجيش الحر.

وقال صالح في حديث للجزيرة نت إن علاقة لواء التوحيد بجبهة النصرة كعلاقته مع بقية الكتائب المقاتلة، “نتشارك معهم في القتال وقد نختلف في بعض الأفكار والرؤى السياسية، لكن لا نقبل أن يوضعوا هم أو غيرهم من المقاتلين على قائمة الإرهاب”.

وأضاف الرجل -الذي سمي قائدا ثوريا للجبهة الشمالية بعد تشكيل هيئة أركان الجيش الحر- أنه مستبشر بالوضع العسكري للثوار في سوريا، وبالتقدم الذي يحرزونه على الأرض في حلب ودمشق وريفها وحماة ودير الزور.

اجتماع القادة

وكان صالح في تركيا لحضور اجتماع شارك فيه أكثر من خمسمائة قائد ميداني في سوريا لانتخاب قيادة لأركان الجيش الحر، وهو الأمر الذي نتج عنه تسمية العميد الركن سليم إدريس قائدا لهيئة الأركان.

ورأى صالح في نتائج الاجتماع إنجازا كبيرا لكونها المرة الأولى التي تسمى فيها قيادة للعمل العسكري بالانتخاب. وأوضح أنه جرى تقسيم سوريا إلى خمس جبهات: الجبهة الوسطى حمص، والشمالية حلب وإدلب، وثلاث جبهات أخرى جنوبية وشرقية وغربية.

وقد تم الانتخاب بتسمية ستة أشخاص عن كل جبهة هم أربعة مدنيين وعسكريان، وهؤلاء الثلاثون صوتوا لانتخاب رئيس الأركان ومساعديه، وبذلك تكونت قيادة وغرفة عمليات مشتركة تدبر للمواجهات في سوريا.

سيطرة بحلب

وعن الوضع في حلب قال صالح إن الجيش الحر يسيطر على 60% من مدينة حلب وعلى مجمل الريف، خلا نقاط يتمركز فيها النظام وهي معزولة تماما ومحاصرة، ولا سبيل للنظام للوصول إليها إلا بالطيران، فالطرق المؤدية إلى حلب مقطوعة تماما.

وأضاف أن ما بقي للنظام في الريف الشمالي نقطتان هما مطار منغ والسجن، والاثنان محاصران وسيظلان كذلك إلى حين انهيارهما، وإذا طلب الهلال الأحمر ممرا لزيارة السجن أو إيصال غذاء له فسنوفر له ذلك.

وفي سؤال للجزيرة نت عن حال جبهات المواجهة في حلب، قال صالح إن لواء التوحيد رأى تخفيف الاشتباكات في خطوط التماس والاتجاه نحو تطهير الريف من أي تواجد عسكري للنظام، وبحكم أن الجيش الحر هو المبادر تبدو أن الجبهات هدأت قليلا و”هذا ليس صحيحا”.

وأعلن صالح عن تشكيل مكتب للرقابة والتفتيش مكون من تسعة أعضاء، وله حرية التفتيش والتدقيق على كل أعضاء اللواء في كل شيء وأولهم هو شخصيا.

وتعليقا على مظاهرات في بعض الأحياء خرجت ضد الجيش الحر، قال إن “هناك وجهة نظر مع الأهالي، وقد تعرض بعضهم لإساءات من منتسبين للجيش الحر فعبروا عن رأيهم بمظاهرة، ولا مانع إطلاقا في هذا، فنحن في ثورة والمعارك قائمة وهناك نواقص كثيرة”.

وقال إن اللواء المكون من نحو سبعة آلاف شخص يملك السلطة الكاملة على الكتائب المنضوية تحت قيادته، ولكن “هناك مسلحون يدعون الانتساب للواء رغبة في الاستفادة من قوته وسمعته ويقومون بأعمال لا يقرها اللواء. وهناك جهاز أمن داخلي لمتابعة هذه الخروقات”، وفي هذا السياق سيصدر اللواء هويات شخصية لعناصره تمييزا لهم.

وأردف بأن النظام صعّب من حياة الناس واستهدفهم بشكل مباشر لضرب الحاضنة الشعبية للجيش الحر، مبديا يقينه بأن النظام سيفشل في ذلك، فالسكان يقدرون الجهود التي يبذلها الجيش الحر، والكل مؤمن بضريبة الحرية اللازمة للانعتاق من نظام بشار الأسد.

دعوة لإشراك موسكو لإنقاذ سوريا

أشار الكاتبان الأميركيان ديمتري سيمز وبول سوندريز إلى الحرب التي تعصف بسوريا، وقالا إنه يجب إشراك روسيا في المعادلة، وذلك إذا أرادت الولايات المتحدة أن تنقذ سوريا من أزمتها وتوقف شلال الدم المتدفق في البلاد.

وقال الكاتبان، وهما رئيس مركز المصالح القومية الأميركي سيمز والمدير التنفيذي للمركز سوندريز بمقال نشرته لهما صحيفة نيويورك الأميركية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح الخميس الماضي بأن بلاده لا تسعى لإبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.

وأضافا أن الثوار السوريين يحرزون إنجازات على الأرض وأن روسيا بدأت تفقد الثقة بالأسد، مما يشكل فرصة أمام الولايات المتحدة كي توقف المذبحة في سوريا وتحافظ على علاقات جيدة مع روسيا في نفس الوقت، وذلك من خلال إشراك موسكو بالحل النهائي للأزمة السورية.

وقال الكاتبان إن واشنطن تسعى لدعم الإطاحة بالأسد، ولكن هدفها الأكبر يتمثل في منع إيران من الحصول على السلاح النووي، مضيفين أن إسقاط الأسد بطريقة تكون منفرة لكل من الصين وروسيا بمثابة انتصار باهض الثمن، لأن لكل من موسكو وبكين دورا حاسما بالشأن الإيراني.

ما بعد الأسد

وأوضح سيمز وسوندريز أنه يمكن لواشنطن التعامل مع موسكو بشأن إسقاط الأسد وإنقاذ سوريا، وبالتالي العمل على وضع حد للنفوذ الإيراني في سوريا، خاصة وأن انهيار نظام الأسد لا يعني انتهاء المشاكل التي تعانيها البلاد.

وأشار الكاتبان إلى العنف الذي أعقب سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والذي أسفر عن مقتل أكثر من مائة ألف إنسان، وقالا إن انهيار نظام الأسد بشكل كامل وكلي من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الفوضى وسفك الدماء، وإلى توفير ملاذ آمن “للإرهابيين” كما حدث بأفغانستان في تسعينييات القرن الماضي.

ودعا الكاتبان إلى أن يكون هدف الولايات المتحدة في سوريا متمثلا في تجنب إحداث فراغ سياسي بالبلاد كذلك الذي حدث بالعراق بعد الغزو، وكذلك تجنب إيجاد ملاذ آمن “للإرهابيين” كما حدث بأفغانستان بعد دحر القوات الروسية من البلاد، مضيفين أنه يمكن لروسيا المساعدة إذا أرادت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إعادة التفكير بشأن الأزمة السورية المتفاقمة.

وقالا إن إدارة أوباما لا تبدو مستعدة لأخذ الخطوة المنطقية التالية، وهي المتمثلة بالسعي لإيجاد حل سياسي عن طريق التفاوض، ولكنها تفضل فكرة اكتمال الانتصار السياسي والعسكري للثوار، بالرغم من أن أميركا لا ترغب في استمرار سفك الدماء واستمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

توفير الأمن

وتساءل الكاتبان عما إذا كان المسؤولون الأميركيون يعتقدون أن المعارضة السورية منظمة بشكل كاف لتولي مسؤولية الحكم بمرحلة ما بعد سقوط الأسد؟ أو ما إذا كان الجيش السوري الحر قادرا على حفظ الأمن في سوريا؟ أو بشأن كيفية تمكن الولايات المتحدة من منع عمليات الانتقام الطائفية؟

وأضاف سيمز وسوندريز أن الولايات المتحدة ستضطر إلى التعامل مع الدول المؤثرة في الأزمة السورية مثل قطر والسعودية في مرحلة ما بعد الأسد.

وقالا إن الطريق التفاوضي للأزمة السورية عن طريق إشراك روسيا، من شأنه أن يضمن الحلول الناجعة للكثير من التحديات، مضيفين أن موسكو ربما تحبذ أن يتسلم فاروق الشرع نائب الرئيس السوري زمام أمور حكومة انتقالية، ولكن مصادر روسية تقول إن الكرملين ربما يقبل بأن يرأس سوريا أحد قادة  الثوار من غير الإسلاميين.

انشقاق 200 عنصر من قوات النظام في محيط مطار دمشق

اشتباكات قرب القصر الرئاسي والجيش الحر يسيطر على طريق العاصمة – درعا

العربية.نت

أعلن المجلس العسكري في دمشق وريفها انشقاق أكثر من 200 عنصر من قوات النظام في محيط مطار دمشق الدولي، وأعلن تأمين المنشقين.

كما درات اشتباكات فجر، السبت، قرب القصر الرئاسي بين الجيش السوري والجيش الحر.

وإلى ذلك، قال المقدم الركن في الجيش الحر، ياسر العبود، إن الطريق بين دمشق ودرعا بات منطقة عسكرية مغلقة، مشيرا إلى اشتباكات ناشبة حول الشريان الذي يؤمن الإمدادات إلى النظام.

وإلى ذلك، تمكن الجيش الحر من تنفيذ عملية نوعية ضد موكب قائد الفرقة السابعة في الجيش السوري، اللواء محمد الخيرات، بين مزرعة النافور والحسينية في ريف دمشق.

وبعد عدة أيام من الرصد والمتابعة، تمكنت عناصر سرية المهام الخاصة، وسرية الهندسة، من تفجير الموكب المذكور كاملا.

وأثبتت التحريات نجاة اللواء الخيرات، بعد أن تكبد الموكب خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، حيث تم قتل قرابة 25 شبيحا من رتب مختلفة، وتفجير السيارات كافة.

لافروف: لن ينتصر النظام ولا المعارضة بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

نقلت سوريا ترسانتها من الأسلحة الكيماوية إلى موقع أو اثنين وعززت حمايتها وفقاً لما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، الذي قال أيضا إن أيا من طرفي الصراع لن ينتصر في النزاع الدائر في البلاد منذ 21 شهرا.

وأضاف لافروف، في تصريح للصحفيين أثناء توجهه إلى قمة الاتحاد الأوروبي، الجمعة إن الحكومة السورية نقلت أسلحتها الكيماوية من العديد من المواقع إلى “مركز أو اثنين” لمزيد من الحماية.

وقال “حاليا تبذل الحكومة (السورية) قصارى جهدها لتأمين (الأسلحة الكيماوية) حسب بيانات المخابرات المتاحة لنا وللغرب.. لقد جمعت السلطات السورية المخزون من هذ الأسلحة، الذي كان في أماكن متفرقة في البلاد، في مكان واحد أو اثنين”.

وذكر أن أكبر خطر تمثله الأسلحة الكيماوية السورية هو “أن تقع في أيدي متشددين”، وهي المخاوف التي كانت قد عبرت عنها كذلك كل من إسرائيل والولايات المتحدة.

كما أبلغ لافروف صحفيين أثناء توجهه إلى قمة الاتحاد الأوروبي في وقت متأخر من أمس الجمعة أن دول المنطقة طلبت من روسيا نقل عرض مرور آمن للرئيس بشار الأسد.

غير أن لافروف قال في تصريحات أخرى، بعد القمة الأوروبية، إنه لن ينتصر أي من طرفي الصراع في سوريا، مضيفاً أن الصين وروسيا ستعجزان عن إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي حتى إذا حاولتا، ما يعني تراجعاً في التصريحات الروسية السابقة بأن المعارضة قد تتغلب على حكومة الأسد وأن روسيا تستعد لإجلاء محتمل لرعاياها من سوريا.

وكرر لافروف رفض بلاده لطلب من دول في المنطقة للضغط على الأسد للرحيل أو لمنحه ملاذاً أمناً، مضيفاً أن خروجه قد يؤدي لاحتدام القتال.

وقال “طلبت منا بعض القوى في المنطقة أن نبلغ الأسد بأننا مستعدون لاستقباله. وكان ردنا: لماذا ينبغي لنا أن نفعل ذلك؟ إذا كانت لديكم مثل هذه الخطط توجهوا إليه مباشرة‘”.

والشهر الجاري صرح وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بأن المخابرات الأميركية أبدت مخاوف جادة من أن الحكومة السورية تدرس استخدام أسلحة كيماوية ضد المعارضة.

المجلس الوطني السوري يرعى لقاء مصالحة وطنية في رأس العين لوأد محاولات الفتنة من قبل النظام

الحسكة (خاص) – المركز السوري للإعلام والاتصال

يرعى المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري لقاء للمصالحة الوطنية في مدينة الحسكة يضم ممثلين عن العشائر العربية والكردية والأحزاب الآشورية لاحتواء محاولات الفتنة التي حاول النظام السوري إثارتها في مدينة رأس العين.

وعلم “المركز السوري للإعلام والاتصال” أن اجتماعاً سيعقد على الحدود السورية مع تركيا تحضره قرابة 60 شخصية من المجلس الوطني ومحافظة الحسكة للتوصل إلى صيغة تعزز التعايش الوطني وتحفظ أمن المنطقة وسلامة أهلها، ويعقد يومي الثالث والعشرين والرابع والعشرين من الشهر الجاري.

وقال الشيخ سالم عبدالعزيز المسلط ممثلاً المجلس الوطني إن المؤتمر يهدف إلى التوصل إلى وقف الاحتكاكات وسحب المظاهر العسكرية من المدينة والبدء في مشروع المصالحة، وتوقيع وثيقة العهد وحرمة الدم، وتشكيل قوى أمن داخلي من ضباط الشرطة المنشقين ومن المدنيين من كل مكونات المحافظة من عرب وأكراد وسريان اشوريين، وتحديد آلية التنفيذ بحيث تتولى القوة الجديدة أمن المحافظة. وتكليف المجلس العسكري بتشكيل كتيبة تدخل سريع من كل المكونات المذكورة، تتصدى لأي فتنة قد تحدث في اي من مناطق الحسكة، وإنشاء مجلس مدني مؤقت مهامه ادارة شؤون المحافظة بكل جوانبها، تنبثق عنه ادارات مؤقتة للمناطق الإدارية الخمس، وإنشاء صندوق اغاثي خاص بالمحافظة، وتشكيل لجنة لمتابعة ما يتم الاتفاق عليه.

ومن المقرر أن يقوم وفد المجلس الوطني المكون من عبدالباسط سيدا وعبدالأحد اسطيفو ونذير حكيم وأحمد رمضان إضافة إلى الشيخ المسلط بزيارة مخيم لاجئي رأس العين إضافة إلى جولة في المنطقة

الأسد مستعد للخروج من سوريا مع 142 شخصا!

كشفت مصادر في الائتلاف الوطني السوري المعارض أن الاتفاق الروسي – الأميركي حول الأزمة السورية «توصل إلى تسوية حول خروج الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن «النقاط العالقة في الاتفاق هي آليات خروج الأسد وتسليم السلطة».

وأكدت المصادر أن الطرح الذي توصل إليه الاتفاق الروسي – الأميركي ضمن اجتماعات دبلن وجنيف، الأسبوع الماضي، التي عقدها مسؤولون من الطرفين «يقضي بأن التسوية وقعت فعلا»، مشيرة إلى أن الاجتماعات «أفضت إلى خيارين أمام الرئيس السوري، هما: إما أن يكون شريكا في نقل السلطة وينعم بحماية دولية، وإما أن يتم التفاوض على نقل السلطة بغيابه، ويخسر الحماية التي ستنتجها التسوية».

وتقاطعت تلك المعلومات مع ما كشفه عضو الائتلاف الوطني أديب الشيشكلي على صفحته على موقع «فيس بوك»، إذ أعلن نقلا عن مصدر روسي أن الرئيس السوري بشار الأسد «أبدى استعداده للتفاوض والخروج من السلطة برفقة 142 شخصية من حاشيته فقط».

وأوضح الشيشكلي في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن العدد المحدد من الأشخاص الذين ذكرهم «ينقسم إلى 108 شخصيات أمنية وعسكرية مسؤولة عن إصدار الأوامر للقوات العسكرية والأمنية لقتل السوريين، أما العدد الباقي فهو أفراد عائلة الأسد». وأشار إلى أن إدراج هذه الشخصيات على لوائح التفاوض «بهدف حمايتها من ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية».

وقال الشيشكلي إن المسؤولين الروس «باتوا على يقين أنهم باتوا عاجزين عن حماية الأسد في السلطة، ولا يمكن لهم إلا رفع الحصانة عنه والتفاوض مع المجتمع الدولي».

بدوره، كشف عضو الائتلاف السوري المعارض وليد البني عن مباحثات روسية – أميركية مع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي حول إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، مؤكدا أن «المعارضة السورية لن تقبل بأي حل يتضمن بقاء (الرئيس السوري) بشار الأسد». وأوضح البني، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن المعارضة «لن تقبل بحل سياسي إلا بعد رحيل الأسد وأعوانه وعائلته وسائر أركان النظام»، لافتا إلى أن «منظومة الأمن السورية التي أرعبت الناس طوال هذه الفترة آن لها أن ترحل».

ورأى البني، تعليقا على تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن «موسكو ليست قلقة على نظام الرئيس بشار الأسد، بقدر قلقها على مستقبل سوريا»، وأن «هناك توجها سياسيا روسيا مختلفا عن السابق، يمكن الاستدلال عليه من تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وما تلاها، وخصوصا حديث بوتين».

وأعرب عن اعتقاده أن «وجهة النظر الروسية في طور التغيير، بعدما أدركت موسكو أن المعارضة تتقدم ميدانيا، وتوصلت إلى قناعة بأن رحيل الأسد لم يعد إلا مسألة وقت». وفي سياق متصل، وصف الائتلاف السوري المبادرة الإيرانية بأنها «محاولة يائسة لإطالة عمر النظام».

وأكد الائتلاف في بيان أن طهران «ما زالت تعتبر الثورة مجرد خلاف سياسي، وذلك في موقف تراه المعارضة يساوي بين الجلاد والضحية»، متهما طهران «بعدم الاعتراف بحق الشعب السوري في تقرير مصيره، واختيار نظامه السياسي الذي يريده».

وأضاف الائتلاف: «إن النظام الإيراني لا يريد أن يصدق أن ما يجري في سوريا ثورة، هدفها هو التحرر من نظام الأسد، وإن هذه الثورة توشك على تحقيق نصر كامل»، داعيا طهران للتوقف عن دعم نظام الأسد سياسيا وأمنيا واقتصاديا، والضغط عليه كي يرحل بسرعة

الشرق الأوسط

حقيقة ما حدث في حلب… مظاهرات كثيقة ورصاص واعتقالات “ثورية

رغم تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في حلب، مدينة وريفاً، وتصاعد وتيرة العمليات العسكرية إلا أن الحراك المدني السلمي لا يزال محافظاً على زخمه في المحافظة، وخصوصاً في جمعة خرجت فيها مظاهرات عمّت المدن السورية حملت اسم ” النصر انكتب..ع بوابك يا حلب”، وهذا ما أعطى للمظاهرات التي خرجت في حلب الحظ الأوفر إعلامياً.

وخرجت في حلب، أمس الجمعة، مظاهرات في أحياء: باب النصر، المرجة، الشيخ فارس، السكري، بستان القصر، مساكن هنانو، الشعار، القاطرجي، باب الحديد، وكما خرجت مظاهرة في حي شارع النيل الذي يقع ضمن المناطق التي يسيطر عليها النظام، وعلى مسافة قريبة موقع “معركة المخابرات الجوية” الدائرة حتى اللحظة.

وكما خرجت مظاهرات في عموم قرى ومدن الريف الحلبي، الشمالي والشرقي والغربي، وأبرزها مظاهرة قرية تل الشعير، شمال شرق، وهي المظاهرة الأولى في القرية منذ انطلاق الحراك الثوري في سوريا، وساعد في خروجها تحرير مدرسة المشاة المتاخمة لها.

وانشغل ناشطون “فيسبوكياً” بمظاهرة بستان القصر بما تخللها من احتكاك بين بعض المشاركين فيها وعناصر من جبهة النصرة، وتؤكد المعلومات الواردة من أكثر من مصدر، وتؤيدها الصور التي بثها ناشطون من أكثر من زاوية، أن المظاهرة استمرت وانتهت كما جرت العادة، دون التقليل من خطورة استفحال هكذا ممارسات ما يهدد المبادئ العامة للثورة السورية، ثورة الحرية والكرامة.

وحول الاحتكاك المذكور، أكد مراسل “زمان الوصل” في حلب أن عناصر من “جبهة النصرة” قاموا بالتهجم على بعض المشاركين عقب إطلاق أحدهم هتافاً اتهم فيه الجيش الحر والإسلاميين بأنهم “حرامية”، ما أثار حفيظة عنصر “النصرة” حيث أطلقوا عدة أعيرة نارية في الهواء وحاولوا اعتقال أحد الناشطين.

وتدخل أمن الثورة الذي عمل على حل الإشكال فوراً، و إطلاق الناشطين الذين ظهروا على صفحات الفيس أنهم “معتقلون”، ورغم حل الإشكال إلا أن المراقبين اعتبروا هذا الاحتكاك مؤشراً خطيراً، وسلوكاً يتناقض مع أهداف ومبادئ الثورة مطالبين “جبهة النصرة” بإصدار بيان للتوضيح والاعتذار.

11 كتيبة مقاتلة تعلن تشكيل “الجبهة الإسلامية السورية” لإسقاط الأسد وبناء “مجتمع إسلامي حضاري”

بيروت – جاد يتيم

أعلن عدد من الكتائب والمجموعات الإسلامية مقاتلة في سورية تشكيل “الجبهة الإسلامية السورية” من أجل إسقاط الرئيس السوري بشار الاسد و”بناء مجتمع إسلامي حضاري يحكم بشرع الله”.

وأعلنت هذه الكتائب في شريط مصور على”يوتيوب” في بيان أن “نحن الطيف الأوسع من الكتائب الإسلامية العاملة على أرض سورية نعلن تشكيل الجبهة الإسلامية السورية”، مشيرة إلى أن الجبهة “تهدف إلى إسقاط نظام الاسد وبناء مجتمع إسلامي حضاري يحكم بشرع الله وينعم فيه المسلم وغير المسلم بعدل الإسلام”.

وأشار البيان إلى أن هذه الجبهة “تتمثل الإسلام دينا وعقيدة ومنهجا وسلوكا وتنطلق من معتقداتها من منهج أهل السنّة والجماعة بفهم السلف الصالح من غير غلو أو  تفريط”، موضحاً أن الجبهة تتبع في سبيل تحقيق أهدافها وسائل متعددة وهي “الحراك العسكري والحراك المدني بمساراته المتعددة السياسية والدعوية والتربوية والإغاثية والإنسانية المنضبطة بأحكام الشرع”.

وتضم الجبهة كلا من: كتائب أحرار الشام في كل المحافظات السورية، لواء الحق (حمص)، حركة الفجر الإسلامية (حلب وربفها)، جماعة الطليعة الإسلامية (ريف ادلب)، كتائب انصار الشام (اللاذقية وريفها)، كتيبة مصعب بن عمير (ريف حلب)، جيش التوحيد (دير الزور)، بالإضافة إلى كتيبة صقور الإسلام وكتائب الإيمان المقاتلة وسرايا المهام الخاصة وكتيبة حمزة بن عبد المطلب في دمشق وريفها.

وأعلنت “الجبهة” أن “الباب مفتوح لانضمام جميع الكتائب الإسلامية العاملة على أرض سورية الحبيبة”.

وفي هذا الإطار، أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع “الحياة” إلى أن “المناطق التي تتواجد فيها أحزاب الجبهة تنتشر فيها أيضاً جبهة النصرة وكتائب أخرى”، موضحاً أنه “لا يتوقع أي صدام بين هذه المجموعات”.

ولفت إلى أن تشكيل الجبهة الإسلامية السورية “ليس أمراً يصب في مصلحة تعزيز حجج النظام وروسيا بأسلمة الثورة”.

من جهته، أوضح الناشط الإعلامي هادي العبدالله في اتصال مع “الحياة” من حمص إلى أن لواء الحق المنضوي تحت لواء الجبهة الإسلامية السورية “يشكل القوة العسكرية الأكبر في مدينة حمص”، لافتاً إلى أن “كتيبة شهداء بابا عمرو تعد أقوى كتائب لواء الحق في المدينة”.

وأضاف أن “كتيبتي شهداء بابا عمرو والبراء التابعتين للواء الحق وتنتشران خارج الأحياء المحاصرة لمدينة حمص”، مشيراً إلى أن “للواء أيضاً كتائب عدة منتشرة في ريف حمص”.

ولفت العبدالله إلى “وجود حاضنة شعبية للواء الحق في حمص”، موضحاً أنه ومن خلال معرفة بعض قادة هذا اللواء “هم معتدلون وبعيدون كل البعد عن أفكار مجموعات القاعدة”.

ورأى أن “تشكيل هذه الجبهة عامل إيجابي للثورة”، وعلل ذلك بأن “ذلك يسمح بوجود قيادة سياسية موحدة للكتائب الإسلامية وبالتالي يسهل التفاهم مع هذه الكتائب”، مشيراً إلى أن “الصبغة الإسلامية للكتائب المقاتلة أمر واقع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى