أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 03 شباط 2018

واشنطن تدرس خياراتها في سورية وموسكو تتهمها بـ «تفخيخ» التسوية

واشنطن، موسكو، لندن – جويس كرم، «الحياة»

 

تسارعت التطوّرات في الملف السوري داخل أروقة الإدارة الأميركية مع تأكيد وزارة الخارجية ما كشفه البيت الأبيض، عن قلق واشنطن من استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية في الغوطة الشرقية لدمشق وتوجيهها تحذيراً ضمنياً إلى روسيا، بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع جايمس ماتيس أن الإدارة تبحث عن أدلة لتأكيد استخدام النظام السوري غاز السارين في الغوطة.

 

واتهمت موسكو واشنطن بالسعي إلى «تفخيخ» عملية التسوية السياسية في سورية. وأكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية أمس، أن الاتهامات الأميركية بتطوير أنواع جديدة من الأسلحة الكيماوية «لا أساس لها من الصحة»، معتبراً أنها تهدف إلى «شيطنة» الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن المصدر أن واشنطن «تستغل موضوع الكيماوي السوري لزرع لغم مدمّر في عملية التسوية السياسية في سورية».

 

وبعد تأكيد مسؤولين في البيت الأبيض أول من أمس، اشتباههم بأن تكون دمشق طوّرت أنواعاً جديدة من الأسلحة الكيماوية، وإشارتهم إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب مستعدّة للقيام بعمل عسكري جديد ضد القوات النظامية السورية إذا اقتضت الضرورة، ضمّت وزارتا الخارجية والدفاع صوتيهما إلى البيت الأبيض، وقالت الناطقة باسم الخارجية هيثر نويرت، إن «الولايات المتحدة قلقة بشكل كبير في شأن تقرير آخر حول استخدام النظام السوري غاز الكلورين لإرهاب المدنيين البريئين في الغوطة الشرقية خارج دمشق».

 

وأكد ماتيس أن النظام السوري «استخدم تكراراً غاز الكلورين»، وأن الإدارة قلقة ما إذا «كان تم استخدم غاز السارين وتحاول استقصاء أدلة حول ذلك».

 

وانضمّت فرنسا إلى الولايات المتحدة، معربة عن «قلق عميق» إزاء عدم التزام النظام السوري تعهده وقف استخدام السلاح الكيماوي. وأكدت وزارة الخارجية أمس، أن باريس تعمل مع شركائها في خصوص التقارير التي تفيد باستعمال متكرر للغازات السامة في هجمات النظام على قرى ومدن سورية.

 

وبموازاة الضغط الإعلامي الذي تمارسه واشنطن في هذا الملف، تسارعت الاتصالات الأميركية- الروسية بعد زيارة وفد استخباراتي روسي واشنطن بداية الأسبوع، برئاسة مدير الاستخبارات سيرغي ناريشكين ولقائه نظيره الأميركي مدير الاستخبارات المركزية (سي آي أي) مايك بومبيو.

 

كما وصل إلى إسرائيل أمس، مدير الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، وسط تأكيد مصادر أوروبية لـ «الحياة» وجود مخاوف في إسرائيل من نقل نظام الأسد سلاحاً كيماوياً إلى «حزب الله». واعتبرت الخارجية الأميركية أن «روسيا تتخذ خياراً خاطئاً إذا لم تمارس ضغوطها ونفوذها الاستثنائي» في سورية.

 

وأكد المسؤولون الأميركيون أن الحكومة السورية احتفظت ببعض ترسانتها من الأسلحة الكيماوية، على رغم الاتفاق الذي أبرم بوساطة أميركية- روسية سلمت بموجبه دمشق أسلحتها الكيماوية كافة في عام 2014. وأضافوا أن سمات بعض الهجمات التي نُفذت أخيراً تشير إلى أن سورية ربما تكون طورت أسلحة جديدة وطرقاً أخرى لاستخدام مواد كيماوية سامة في شكل يجعل تعقّب مصدرها الأصلي مهمة أصعب. وطلب المسؤولون عدم ذكر أسمائهم وأحجموا عن تقديم أمثلة محددة.

 

وعلمت «الحياة» أن المبعوث الأميركي في ملف سورية مايكل راتني سيغادر منصبه الأسبوع المقبل، وسيعيَّن في منصب ديبلوماسي في الأردن، فيما تبحث إدارة ترامب عن شخصية عسكرية سابقة لإدارة الملف السوري.

 

بارين كوباني ضحية أجندات ثأرية في حرب عفرين/ إبراهيم اليوسف

أثار الفيديو الذي نشرته مجموعة من مقاتلي- الدرع البشري السوري – للجيش التركي الذين ينسبون أنفسهم إلى الجيش الحر، وبموافقة من الائتلاف الوطني والحكومة السورية الموقتة، الكثير من ردود الأفعال على صفحات التواصل الاجتماعي، بين مدين ومؤيد لما أقدمت عليه تلك المجموعة التي راحت تمثل بجثة المقاتلة الكردية بارين كوباني، إذ تم تعريتها، وبتر بعض أعضاء جسدها، وبقر بطنها واستخراج أحشائها بوحشية تقشعرُّ لها الأبدان، وتكاد تكون غير مسبوقة.

والاسم الأول للمقاتلة بارين يعني بالكردية «العويل/ الصرخة، كما أن اسمها الثاني ينسبها إلى مدينة» كوباني»/ عين العرب، وهي إحدى المقاتلات اللواتي انخرطن ضمن قوات «ي ب ج» للدفاع عن عفرين التي تعرضت للعدوان التركي في العشرين من كانون الثاني( يناير) الماضي، ولما يزل أهلها يدافعون عنها، ما أدى إلى عرقلة تقدم قوات من يسمون «الجيش الحر» الذين يسبقون القوات التركية براً، كممشطين للمكان، وذلك بعد أن أحكمت هذه القوات زرع المنطقة بالألغام، وحفر الأنفاق، وتوزيع القناصة من المقاتلات والمقاتلين الذين يشهد لهم بأنهم من أمهر قناصي العالم، وفق اعتراف أحد الناطقين الرسميين لهذه القوات، على إحدى أبرز القنوات التلفزيونية العربية.

وقد ظهرت أصوات سوريين دانوا هذه الفعلة على صفحاتهم الفايسبوكية، أو عبر تغريداتهم على التويتر، باعتبار ما تمَّ جريمة شنعاء موصوفة، لاسيما إن الممثل بجثتها فتاة وإن أخلاقيات المجتمعات القبلية والعشائرية، على بدائيتها، كانت ترفض النيل من كرامة المرأة ولو العدوة، كما إن بعض المؤيدين لهذه الفعلة النكراء انطلقوا من أن الكرد كفرة، وإن مقتل هذه المقاتلة هو رسالة إلى الكرد، بل إن بعضهم راح يسوّغ لهذه الجريمة بأنها عبارة عن رد على عرض قوات «ي ب ك» جثث عدد من المقاتلين الذين دفعتهم تركيا إلى استهداف عفرين في نيسان(أبريل) العام 2016.

وبغضِّ النظر عن أن ما تم آنذاك من عمل مدان كان عبارة عن عرض من قبل مجموعة صغيرة من هذه القوات الكردية، وتمت محاسبتهم، كما أعلن عن ذلك مصدر رسمي في الاتحاد الديموقراطي، ولم يتم التمثيل بجثث هؤلاء، كما أنه لم يكن بين تلك الجثث أية امرأة، بعكس ما تم من قبل القوات التي تنسب نفسها إلى» الجيش الحر» بعد أن تمت تصفية فكرة الجيش الحر، لأسباب عديدة بعد اختراقه من قبل جهات عديدة.

وقد تلقت الأوساط الكردية هذا الفيديو الذي بزَّ ما كان يقوم به داعش، بالكثير من الألم، لأن هذه المجموعة التي ارتكبت هذا العمل الشنيع،، لم تراع مشاعر الملايين من الكرد الذين يعتبرون اليوم كل من يدافع عن عفرين، بغض النظر عن أي خلاف سابق، أو راهن، بين الاتحاد الديموقراطي الذي يتحكم بمصائر الكرد في كانتونات: عفرين- الجزيرة- كوباني، بل على رغم الأذى والأضرار التي لحقت بهم، نتيجة سياسات هذا الحزب الذي يتصرف وفق رؤيته، من دون سواه، ممن يختلفون معه.

وفي المقابل، فإن عدداً من المتحمسين من الناشطين الكرد واصلوا إلقاء اللائمة على المجلس الوطني الكردي الذي لايزال عضواً في الائتلاف الوطني، مطالبين إياه بالانسحاب منه، ليرد عليهم آخرون بأن أعضاء الكتلة الكردية في المجلس الوطني السوري- سابقاً- ومثلهم في الكتلة الكردية في الائتلاف-الآن- هم وحدهم من واصلوا نقد، ورفض الفصائل الإسلاموية المقاتلة، على رغم أن كثيرين حتى ممن يحسبون من غلاة العلمانيين في الائتلاف ظلوا ساكتين، إرضاء للإخوان المسلمين وتركيا. كما أن هناك من راح يقول: مع من سيتحالف المجلس الوطني الكردي إذا انسحب من الائتلاف، بعد أن سدّ الاتحاد الديموقراطي عليه كل منافذ العمل في داخل الكانتونات التي يديرها، ولما يزل بعض قادته وأعضائه في سجونه، ومن بينها: سجون عفرين؟!

من هنا، فإن في كل بيت كردي، سواء داخل حدود الوطن، أو في الشَّتات، ثمة مناحة، إذ بات اسم: بارين كوباني يتردد صداه، بألم، حيثما كان هناك كردي، وثمة أمور عديدة يمكن تناولها، هنا، أولها ثقافة الكراهية التي انتشرت بين السوريين، وسببها الأول، كما في حالة من تم إعدادهم للعب دور»الدرع البشري» للجيش التركي هو عامل التمويل، إذ إن كل فرد من هؤلاء المقاتلين يتلقى مبلغ ثلاثمئة دولار- فحسب- وهو عمل موسمي موقت، يتخلى خلاله هذا المقاتل عن الكثير من المقومات الإنسانية، ويتحول إلى وحش كاسر، ينقضُّ على من يتم توجيهه إليه، ليكرس بدوره الشقاق والقطيعة بين المكونات السورية، وبما لا مصلحة للسوريين فيه، إذ إنه يخدم أجندات ثأرية في دولة مجاورة، تستبق حربها، الافتراضية، من دون أية مواجهة أو اعتداء على حدودها، ومواطنها، وأمنها الوطني أو القومي؟!

* كاتب كردي سوري مقيم في ألمانيا.

الحياة

 

«رايتس ووتش» تنتقد استخدام تركيا «القوة المميتة» في صد النازحين من سورية

بيروت – أ ف ب

 

انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» اليوم (السبت) في بيان تركيا لاستخدامها «القوة المميتة» ضد النازحين السوريين الذين يحاولون العبور إلى أراضيها، ودعت أنقرة إلى وقف «إعادتهم قسرياً» وفتح الحدود أمامهم.

 

وقالت المنظمة ان رصاص حرس الحدود الاتراك تسبب خلال الاشهر الأخيرة بمقتل عشرة أشخاص. وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 272 ألف شخص فروا من المعارك في محافظة ادلب في شمال غربي سورية حيث تخوض قوات النظام منذ كانون الاول (ديسمبر) معارك ضد «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى.

 

وجاء في بيان «هيومن رايتس ووتش» أن «حرس الحدود التركية المغلقة مع سورية يطلقون النار عشوائياً ويعيدون بشكل جماعي طالبي اللجوء السوريين الذين يحاولون العبور إلى تركيا».

 

ونقل البيان عن نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة لما فقيه قولها إن «السوريين الهاربين إلى الحدود التركية بحثاً عن الأمان واللجوء يُجبرون على العودة مرة أخرى بالرصاص وإساءة المعاملة».

 

وذكرت المنظمة، نقلاً عن لاجئين نجحوا في العبور إلى تركيا بين أيار (مايو) وكانون الأول (ديسمبر) 2017، أن حرس الحدود الأتراك أطلقوا النار عليهم وأنهم تعرضوا إلى الضرب والاحتجاز والحرمان من المساعدة الطبية.

 

وأفاد 13 شخصاً بأن نيران حرس الحدود أسفرت «عن مقتل عشرة أشخاص، بينهم طفل».

 

واعتبرت المنظمة أن «على الحكومة التركية أن تصدر تعليمات موحدة إلى حرس الحدود في جميع نقاط العبور بعدم استخدام القوة المميتة ضد طالبي اللجوء»، مشددة على أنه «لا يجوز إساءة معاملة أي طالب لجوء». وطالبت بـ«حظر الإعادة القسرية»، مشيرة إلى أنه «على تركيا أن تسمح لآلاف السوريين اليائسين الذين يلتمسون اللجوء بعبور الحدود».

 

ويخوض النازحون رحلة خطرة قبل الوصول إلى مناطق أكثر أمناً. وقال بعضهم إنهم يدفعون للمهربين مبالغ قد تصل إلى ثمانية آلاف دولار للشخص الواحد للوصول إلى تركيا.

 

وتستضيف تركيا على أراضيها أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري فروا من النزاع المستمر منذ نحو سبع سنوات، لكنها تسعى الآن إلى نقل النازحين إلى مخيمات على الجانب السوري للحدود. بينما يستضيف لبنان أكثر من مليون لاجىء، والأردن نحو 630 ألفاً مسجلين. ويغلق هذان البلدان أيضاً حدودهما أمام النازحين.

 

وشددت فقيه على أن «الظروف في سورية ليست آمنة لعودة اللاجئين». ورجحت ارتفاع «عدد السوريين المحاصرين على طول الحدود الذين يرغبون في المخاطرة بحياتهم للوصول إلى تركيا» نتيجة استمرار المعارك في ادلب، وعفرين المجاورة (بين القوات التركية وفصائل سورية موالية لها من جهة والمقاتلين الأكراد من جهة أخرى).

 

فقدان 90 مهاجراً بعد غرق قاربهم في المتوسط

جنيف، روما، باريس – أ ف ب، رويترز

 

أعلنت وكالة الأمم المتحدة للهجرة أن حوالى 90 مهاجراً غالبيتهم باكستانيون قد يكونون لقوا مصرعهم أمس، حين غرق مركبهم قبالة سواحل ليبيا، لافتاً إلى أن أكثر من 120 مهاجراً غير شرعي قُتلوا خلال أسبوع إثر غرق قوارب كانت تقلّهم قبالة الشواطئ ذاتها. وقالت الناطقة باسم الوكالة أوليفيا هيدون: «لفظ البحر 10 جثث على السواحل الليبية»، بينهم 8 باكستانيين وليبيان وهناك 3 ناجين «تمكن 2 منهم من السباحة إلى الشاطئ فيما أنقذ صياد سمك الثالث».

 

وأفاد الناجون بأن 90 مهاجراً على الأقل قد يكونون غرقوا خلال هذه المأساة، وغالبيتهم باكستانيون.

 

وكانت وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي «فرونتكس»، بدأت أول من أمس، مهمة إنقاذ جديدة في البحر المتوسط أطلقت عليها اسم «تيميس»، ألغت فيها التزاماً سابقاً للسفن بنقل كل المهاجرين الذين تنقذهم إلى إيطاليا فقط.

 

وشكت إيطاليا مراراً من نقص الدعم من الاتحاد الأوروبي في ما يخص التعامل مع ملف الهجرة. وكانت العملية التي تنفذها «فرونتكس» واسمها «ترايتون»، تطلب من السفن نقل كل مَن يتم إنقاذهم في البحر إلى إيطاليا حتى ولو كانت دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي أقرب إلى منطقة الإنقاذ مثل مالطا.

 

وقالت الناطقة باسم «فرونتكس» إيزابيلا كوبر: «ترايتون كانت تقول إن أياً من كان يتم إنقاذهم سيُنقلون إلى إيطاليا… تيميس تترك القرار الخاص بإنزال المهاجرين للبلد الذي ينسق عملية الإنقاذ».

 

وليس من المتوقع أن يكون لذلك التغيير تأثير كبير على أعداد الوافدين، نظراً إلى أن إيطاليا تنسق معظم عمليات الإنقاذ بين شمال أفريقيا وسواحلها الجنوبية لكنها تبعث برسالة سياسية لدول الجوار في البحر المتوسط مثل مالطا.

 

وسيُعاد تقييم المهمة، التي تستمر سنةً، كل 3 أشهر، وستشمل الساحل الجنوبي لإيطاليا على البحر الأدرياتيكي. وستقتصر الدوريات على مساحة تبعد 24 ميلاً عن الساحل وهو أقل من العملية السابقة التي امتدت دورياتها إلى نحو 30 ميلاً.

 

في سياق آخر، دعا وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب أمس، الراغبين في الهجرة إلى بريطانيا إلى العدول عن المجيء إلى مدينة كاليه الساحلية في شمال فرنسا، وذلك غداة أعنف مواجهات تقع بين مهاجرين هناك.

 

وأدت مواجهات عنيفة بين مهاجرين أفغان وأفارقة في أماكن عدة في كاليه أول من أمس، إلى سقوط 20 جريحاً بينهم 4 أُصيبوا بالرصاص وهم بين الحياة والموت.

 

وقال وزير الداخلية الذي توجه إلى كاليه ليل الخميس- الجمعة إن المدينة «عاشت مستوى غير مسبوق من العنف». وأضاف أن «ما يعيشه سكان كاليه أمر لا يحتمل».

 

من جهته، قال رئيس جمعية «سلام» التي تساعد المهاجرين، جان كلود لونوار أمس: «وزعنا 300 وجبة بهدوء هذا الصباح» في مكان حصول المواجهات. وأكد كولومب أمس أن «كاليه مثل جدار يصطدم فيه هؤلاء الذين يأتون إلى هنا ظناً أنهم سيتنقلون إلى الجانب الآخر، في حين أنهم يبقون هنا لأشهر في ظروف مثل التي شهدناها». وأضاف: «الرسالة التي أريد توجيهها، هي أنه إذا أراد أحد ما التوجه إلى بريطانيا، فهذا ليس المكان الذي يجب أن يأتوا إليه».

 

أردوغان عن عملية “غصن الزيتون”: لم يبق إلا القليل

أنقرة: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “بدأت السيطرة على الجبال هناك.. ونتقدم حالياً نحو عفرين.. لم يبق إلا القليل”.

 

جاء ذلك في خطاب جماهيري أمام أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم في ولاية بيتليس جنوب شرقي تركيا.

 

ووجه أردوغان خطابه لـ”بي كا كا” و”ي ب ك” و”ب ي د” قائلاً: ” قلنا لكم إن زعزعتم أمن شعبنا ستكون طائرات إف-16 فوق رؤوسكم، وستدمر مروحياتنا ومدفعيتنا ودباباتنا أوكاركم”.

 

و قال أردوغان “إن عملية “غصن الزيتون ” ضد إرهابيي “ب ي د/بي كا كا” و”داعش” قضت منذ انطلاقها وحتى اليوم الرابع عشر منها على 825 إرهابيا”.

 

وأشار  أنّ تركيا تبرز كقوة على الساحتين الإقليمية والدولية، وتجد نفسها مضطرة لأن تكون كذلك على كافة الأصعدة.

وأوضح أنّ ما بين 60 و70 بالمائة من الأسلحة التي يقاتل بها جيش البلاد في عفرين هي صناعة تركية.

وأضاف “نحن عازمون على تحويل بلادنا إلى حديقة زهور بواسطة النجاحات التي نحققها في كل مجال، وتعهدنا ببلوغ أهدافنا عبر القفزات التي سنحققها على الأصعدة الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بما يليق بشجاعة شعبنا وتضحياته”.

ووجه الرئيس التركي انتقادات للبرلمان الأوروبي، على خلفية قيام بعض النواب بارتداء وشاح يحمل شعارات وألوان لتنظيم “بي كا كا” الإرهابي.

وعلّق على ذلك بالقول “ما هذا البرلمان!! يصنف بي كا كا على أنه إرهابي، ومن جهة أخرى يقول تفضلوا للذين يلفون رايات التنظيم الإرهابي حول رقابهم. كيف تسمحون بوقوع هذا الشيء”.

ويواصل الجيش التركي منذ 20 يناير/ كانون الثاني المنصرم، عملية “غصن الزيتون” ضد المواقع العسكرية للوحدات الكردية في عفرين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار. (الأناضول)

 

قيادي في “السوري الحر”: ب ي د نقل مئات من عناصر تنظيم الدولة إلى عفرين

حلب: كشف القيادي في الجيش السوري الحر، جميل كرمو، أن تنظيم “ب ي/ بي كا كا ” جنّد في صفوفه عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” ، داخل سوريا.

 

وفي مقابلة مع الأناضول، قال كرمو إن “ب ي د/ بي كا كا” أرسل المئات من هؤلاء إلى مدينة عفرين (شمالي سوريا) لقتال الجيش التركي و”السوري الحر”، مقابل وعود -خاصة للأجانب منهم- بإزالة أسمائهم من قوائم الإرهاب في بلدانهم.

 

وجميل كرمو هو قائد كتيبة “مكافحة العملاء” المتخصصة بإجراء عمليات خاصة ضد تنظيم “ب ي د/ بي كا كا”، في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا.

 

وأشار إلى أن مسلحي تنظيم الدولة “داعش” الذين تم تجنيدهم “هم عناصر محليين وأجانب على حد سواء”.

 

وأوضح أن “المحليين يتم إطلاق سراحهم من السجون مقابل قتالهم في صفوف التنظيم، أما الأجانب فيُعطون وعودا بإزالة أسمائهم من قوائم الإرهاب في بلدانهم، عبر تسجيلهم كمقاتلين ضمن صفوفهم”.

 

وفيما يتعلق بعناصر تنظيم الدولة “داعش” المعروفين لدى أهالي المنطقة والإعلام، فإن “ب ي د/ بي كا كا” وعدهم بالترويج على أنهم عملاء أرسلهم التنظيم في مهام أمنية ضد “داعش”.

 

كرمو أشار أيضا إلى أن “منظمة ب ي د الإرهابية استفادت بشكل كبير من عناصر داعش، من خلال خبراتهم في تنفيذ عمليات التفجير التي كانت تستهدف مناطق الجيش الحر، وعمليات زرع العبوات الناسفة وتنفيذ الاغتيالات”.

 

وقال القيادي بالجيش الحر إن “العديد من عمليات التفجير وقعت في مناطق سيطرتنا، وكنا نظن بداية أنها من صنع داعش، لنكتشف فيما بعد أن تنظيم ب ي د/ بي كا كا متورط فيها”.

 

واعتبر أن “الحرب بين تنظيمي داعش وب ي د/ بي كا كا شكلية”.

 

ونوّه إلى أن “التنظيم زُرع في سوريا من قبل المخابرات الدولية، لإيجاد كيان على الحدود التركية السورية أساسه منظمة ب ي د/ بي كا كا، ليشكل تهديدا دائما ومتواصلا لأنقرة”.

 

كرمو لفت إلى أن العناصر التي لم يضمها “ب ي د/ ب ي كا” إلى صفوفه، هرّبها عبر شبكات مرتبطة به إلى تركيا مقابل مبالغ مالية طائلة، ما حقق مكاسب مالية له.

 

ولفت كرمو إلى أن معظم قيادات تنظيم ب ي د/ بي كا كا في سوريا، “أجانب قادمون من العراق وتركيا ولا يفهمون اللغة الكردية المحكية، لذلك فهم يتجولون دائما برفقة مترجمين”.

 

وأكد أن كتبيته نفذت عمليات أمنية عدّة في صفوف المنظمة، من خلال اغتيال قياداتهم واعتقال عناصرهم، مشددا استمرار قتالهم “حتى تحرير سوريا منهم”.

 

وأشار أنهم رصدوا مؤخرا 25 عنصرا من جنسيات أجنبية في تنظيم داعش، قرب قرية العريمة الخاضعة لسيطرة ب ي د/ بي كا كا بريف حلب الشرقي.

 

وأوضح أنهم كانوا في مبنى قريب من قاعدة أمريكية، حيث يتم تأمين كافة احتياجاتهم اليومية، دون معرفة سبب تواجدهم هناك.

 

وأعرب القيادي في الجيش السوري الحر، عن قلقه من إمكانية نقل هؤلاء أيضا إلى عفرين.

 

وبمشاركة “السوري الحر”، يواصل الجيش التركي منذ 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، عملية “غصن الزيتون” التي تستهدف المواقع العسكرية لتنظيمي الدولة الاسلامية “داعش” و”ب ي د/ بي كاكا” شمالي سوريا.

 

وتؤكد تركيا أن العملية تجري مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار. (الأناضول)

 

اتفاق بين تركيا وروسيا يضع عفرين وإدلب على صفيح المقايضة الساخنة؟!

محلل عسكري معارض: «خفض التصعيد» كذبة روسية

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: تستثمر روسيا أوراق اتفاق «آستانة» الهش لحسم العمليات العسكرية التي اطلقتها في الشمال السوري بمساعدة حلفائها من قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، بهدف هندسة خارطة المنطقة الداخلة ضمن اتفاق خفض التصعيد بضامنة موسكو، فيما يرى البعض ان ما يجري حالياً في الشمال السوري وبالتحديد منطقة خفض التصعيد الرابعة بالتوازي مع المعارك والمواجهات في عفرين شمالي حلب التي تعتبر منطقة خفض التصعيد الخامسة، يوضح أن اتفاقاً ثنائياً – بالحد الأدنى- لم تتكشف كامل ملامحه بعد، قد عقد بين روسيا وتركيا من أجل مقايضة عفرين بإدلب.

اتفاق «استانة» الذي ابرم ثم جدد في عدد من العواصم العالم لم يكن حسب الوقائع الا وسيلة للسيطرة على الأرض وقضمها تباعاً، حسب خطة عسكرية جمدت بعض الجبهات وأشعلت أخرى وفق آلية الأولويات التي جسدت ما قاله مستشار خامنئي يوماً «بعد ان ننتهي من دير الزور ستكون المعركة في الرقة وإدلب»، وبناء عليه تجري اليوم المعارك في محافظة ادلب التي على ما يبدو تعيش وقيعة مخطط المصالح الدولية.

قوات النظام السوري وبإسناد من المقاتلات الحربية «الروسية والسورية» وبدعم الميليشيات الأجنبية والمحلية ووفقاً لاستراتيجية الأرض المحروقة تواصل تقدمها شرقي إدلب، بعد ان سيطرت على قرية «تل السلطان» التي تتوسط الطريق الرئيسي ين قرية أبو الظهور ومدينة سراقب لتكون محطة انطلاق إلى بلدتي كفريا والفوعا والمحاصَرتين من قبل فصائل المعارضة المسلحة، وتأتي تلك العمليات بعد تمكن القوات المهاجمة من بسط سيطرتها على مطار أبو الظهور العسكري الهام شرقي ادلب، وعدة قرى بريف حلب الجنوبي شرق سكة حديد الحجاز وغربها كقرى «عطشانة غربية وشرقية وتل الوز».

وحسب مصادر ميدانية لـ»القدس العربي» فإن قوات النظام والميليشيات الداعمة له تجهز لحملة عسكرية للسيطرة على قرية «الواسطة» في ريف حلب الجنوبي لتفتح الطريق أمام قواتها المتواجدة في تلة «العيس» وتكون الأخيرة نقطة حشد وانطلاق النظام السوري وحلفائه باتجاه بلدتي «كفريا والفوعة» المواليتين.

ميليشيا النظام عوضًا عن متابعة عملياتها العسكرية لما تبقى من قرى شرق سكة الحجاز، تبدأ بفتح محور من أبو ظهور باتجاه سراقب وتسيطر على عدد من القرى وتصل إلى مشارف بلدة تل طوقان التي تضعها تركيا نقطة مراقبة عسكرية مفترضة، وقد أرسلت إليها وحدة استطلاع قبل مدة وجيزة.

 

اتفاق المقايضة

 

المعارض السوري عبد الوهاب عاصي قال ان اتفاقاً روسياً – تركياً عقد من اجل مقايضة عفرين بادلب، ولا يبدو للحظة انه اتفاق كامل، حيث ان التشكيك الروسي بقدرات العملية ونتائجها مؤشر على ذلك، وأيضاً القصف المستمر على ريف إدلب الجنوبي، عدا عمّا جرى في سوتشي وموقف تركيا المتحفظ منه.

وأضاف ان ما جرى جنوبي حلب، بدوره مؤشر على أن التفاهم بين روسيا وتركيا، كان ثنائياً ولم يشمل إيران رغم أنها جزء من تفاهم ثلاثي أكبر في أستانة، مع إعادة التأكيد على أن هذا التفاهم الذي حصل بين أنقرة وموسكو فقط هو بالحد الأدنى، مضيفاً في حديث مع «القدس العربي» ان خلاصة جميع الاتفاقيات الدولية التي يتم إبرامها بشأن المنطقة قابلة للانهيار عند اول منعطف.

المعارضة السورية تنظر إلى نظام خفض التصعيد على انه «كذبة» روسية خدّرت موسكو من خلالها الجبهات على الأرض وفق أولويات معينة، فالشعب السوري برأي المحلل العسكري احمد الرحال لديه «قناعة مطلقة بان اتفاق خفض التصعيد هو كذبة صدقها فقط فريق استانة الذي استُخدم من دون علمه من اجل تحقيق مآرب الروس في سوريا، فكل شبر عجز النظام وروسيا عن انتزاعه عبر الآلة العسكرية، سوف يحاربون من اجل انتزاعه عبر اجندة استانة.

فاتفاق استانة برأي «الرحال» منح النظام السوري فرصة جنّب من خلالها جبهاته من أي مواجهات عنيفة، وقام بحمايتها على يد فصائل المعارضة التي حرصت على تطبيق التفاهمات المبرمة، مما جعلها في موضع الإدانة والاتهام، وأضاف ان المعارضة لا تثق بكل هذه المفاوضات ولا ننظر لها بعين المصادقية لانها عبارة عن مهل زمنية أعطت النظام السوري والميليشيات التي تسانده بقيادة إيرانية روسية الفرصة للانقضاض على الثورة وتمييعها ووصفها بالارهاب وقتل الزمن دون تحقيق اي انجاز.

ميدانياً شنت المقاتلات الحربية الروسية والسورية غارات بالصواريخ والبراميل المتفجرة على قرية الغدفة، وبلدة معردبسة بريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، اسفرت عن مقتل وجرح العشرات فضلاً عن العالقين تحت الأنقاض، إضافة إلى قصف مماثل طال قرى وبلدات أبو مكي، وجرجناز، والصرمان، وكفرعميم، وسراقب، والشيخ إدريس، وخان السبل، والرصافة، ومحاريم، والنباريس، بريف إدلب الشرقي، بالتزامن مع المواجهات العنيفة على محور قرية تل السلطان.

 

واشنطن تهدد الأسد

 

وأعلن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة لا تستبعد شن ضربات عسكرية في سوريا، بعد اتهامات بحصول هجمات كيماوية جديدة في البلاد، وقال المصدر إن نظام بشار الأسد وتنظيم «الدولة الإسلامية»، «يواصلان استخدام الأسلحة الكيماوية»، فيما قال مسؤول ثانٍ إن الرئيس الأمريكي «لا يستبعد أي خيار»، وإن «استخدام القوة العسكرية يتم بحثه على الدوام»، حسب موقع «هاف بوست» عربي.

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب تقارير عن هجمات جديدة بالسارين والكلور، بينها معلومات عن هجوم كيماوي على مدينة دوما المحاصرة في شرقي دمشق.

وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن النظام ربما يكون طوَّر أنواعاً جديدة من الأسلحة الكيماوية، وأن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، مستعدة للقيام بعمل عسكري مجدداً ضد قوات الأسد إذا اقتضت الضرورة؛ لردعها عن استخدام هذه الأسلحة، مضيفاً أنه من المعتقد أن نظام الأسد احتفظ ببعض ترسانته من الأسلحة الكيماوية على الرغم من اتفاقٍ أبرم بوساطة أميركية-روسية، سلَّم بموجبه النظام كل الأسلحة من هذا النوع في 2014.

وقال مسؤول آخر إن القوات الموالية لبشار الأسد واصلت بين الحين والآخر، استخدام أسلحة كيماوية بكميات أصغر منذ هجوم في نيسان/ أبريل 2017، دفع الولايات المتحدة لشن هجوم صاروخي على قاعدة جوية سورية، مشيراً إلى أن سمات بعض الهجمات التي نُفِّذت مؤخراً، تشير إلى أن النظام، ربما تكون طوَّرت أسلحة جديدة وطرقاً أخرى لاستخدام كيماويات سامة، بشكل يجعل تعقُّب مصدرها الأصلي مهمة أصعب. وطلب المسؤولان عدم ذكر الاسماء وأحجموا عن تقديم أمثلة محددة.

 

#نازح_وليس_سائح… رداً على استغلال معاناة أهالي ريف إدلب

عبد الرزاق دياب

أطلق عدد من الناشطين الإعلاميين في ريف إدلب وسم #نازح_وليس_سائح، بعد تكرار الحوادث المتعلقة باستغلال النازحين من المناطق التي يتقدّم فيها النظام السوري، أو التي تشهد عمليات قصف شديدة، وآخرها ما تشهده مدينة سراقب من قصف وحشي غير مسبوق، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة.

 

وتداول الناشطون عبر الوسم صوراً تظهر معاناة النازحين في العراء، ودعوا الأهالي إلى التعاضد وعدم استغلال معاناة النازحين، ونشر معظمهم هذه السطور التي قالوا فيها “أهلنا وأخوتنا نحن هنا وطن اسمه ثورة شام، إخوة في الدم والمصير، وإخوة في المعاناة والألم…. شاركونا بهذا الهاشتاغ.. أهلنا الغوالي في سراقب منا وفينا، لهم ما لنا وعلينا ما عليهم، لا لاستغلالهم”.

 

وكان عدد من الناشطين ممن طاولهم التهجير قد عبّروا عن صدمتهم من حالات الاستغلال بحقهم وحق الأهالي النازحين، خصوصاً تلك التي تتعلق بإيجارات البيوت، التي وصلت إلى 200 دولار مع رسوم التأمين والسمسرة.

 

ونشر الصحافي أحمد رحّال نصاً لأحد الناشطين جاء فيه: “200 دولار آجار بيت في #إدلب …علي الحلال فتحنا بيوتنا في سراقب وببلاش لكل الناس… حسبنا الله ونعم الوكيل لا وبشرط ست اشخاص ولشهرين سلف و50 دولار تأمين و25000 للسمسار”.

 

وأثارت الحملة تفاعلاً، فشدد بعضهم على ضرورة أن يكون الجميع في هذه الأوقات في حالة وحدة، فكتب عبد العزيز باريش: “رفقا بالمهجرين من أبناء جلدتكم يا أهالي المناطق الآمنة، فهم ليسوا سياحاً في قراكم، ولولا أن ضاقت بهم الأرض لما هجروا وابتعدوا عن منازلهم. #نازح_وليس_سائح”.

 

وأرجع عقبة غلاء أسعار إيجارات البيوت إلى كثافة عدد المهجرين من بيوتهم، وخضوع الأمر لقواعد السوق من توافر وعرض وطلب، فكتب “أعداد النازحين في الحملة الأخير فاقت الـ350 ألف نسمة، أي مكان يمكن له أن يستوعب هذا الرقم؟ وكثرة الطلب على المأوى تزيد من قيمته فما بالكم إذا عدد البيوت أقل من ذلك بكثير!”، وأردف: “ولا يخلو الأمر من نفوس مريضة”.

 

في المقابل سارع آخرون إلى التوضيح أن هذه التصرفات فردية ولا تمثل أهالي إدلب، فعلق بسام رجب “يا أخي الكريم ما في عنا بإدلب هيك اجارات ممكن في بعض الاستغلاليين وهاد شي عام عند الكل بس اجرة البيت بشكل متوسط بين الـ15 ألف والـ30 ألف بس المشكلة ما في بيوت من الضغط”.

 

وتشهد مناطق ريف إدلب حالات نزوح كبيرة بسبب القصف الشديد من طائرات النظام وحليفه الروسي، وسط ظروف صعبة يعيشها أهالي المخيمات، خصوصاً مع تساقط الأمطار الغزيرة، وعدم وجود دعم دولي ومساعدات عاجلة، لما يقرب من نصف مليون نازح فروا من الريف الإدلبي.

 

قوات “غصن الزيتون” تواصل التقدم في محيط عفرين

عدنان علي، جلال بكور، عبد الرحمن خضر

تواصل قوات “الجيش السوري الحر”، مدعومة بقوات خاصة من الجيش التركي، اليوم السبت، تقدمها، ضمن “عملية غصن الزيتون” شمالي سورية، فيما قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن العملية لم يبق منها “إلا القليل”.

 

وسيطرت قوات “الجيش السوري الحر”، مدعومة بقوات خاصة من الجيش التركي، اليوم، على قرية بيكو في عفرين ضمن عملية “غصن الزيتون” إثر معارك عنيفة مع مليشيات “وحدات حماية الشعب” الكردية.

 

وقال مصدر من “الجيش السوري الحر”، في حديث مع “العربي الجديد”، إن عملية “غصن الزيتون”، استمرت بعد السيطرة على ناحية بلبل بالكامل، وأحرزت تقدماً، فجر اليوم السبت، بالسيطرة على قرية بيكو في ناحية راجو شمال غرب عفرين”.

 

وأضاف المصدر أن القوات المهاجمة أسرت عنصرين من مليشيا “وحدات حماية الشعب” وقتلت وجرحت آخرين، لافتاً إلى أنّ المعارك لا تزال مستمرة على العديد من المحاور وسط قصف جوي ومدفعي على مواقع المليشيات من الجيش التركي، استهدف محاور كفري في ناحية راجو ومحور مركز جنديرس وقرية حمام، وقرية عليكارو التي شهدت أعنف الاشتباكات.

 

وقصف الطيران التركي مواقع في قرية باصوفان في ناحية شيراوا، جنوب غرب عفرين، بالتزامن مع محاولة تقدم على محور كري سبي القريب من الحدود السورية التركية، في شمال مدينة تل أبيض، شمال شرق حلب.

 

من جهتها، أعلنت رئاسة الأركان العامة التركية اليوم، أن عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم منذ انطلاق عملية “غصن الزيتون” بلغ 897 شخصاً.

 

في المقابل، أصيب تسعة مدنيين بجراح جرّاء قصف مدفعي نفّذته الوحدات الكردية من مواقعها في محيط مدينة عفرين، على مدينة أعزاز، شمال غربي حلب، شمال غربي سورية.

 

وقال مصدر في الدفاع المدني لـ”العربي الجديد” إن “الوحدات الكردية قصفت السوق الشعبي، ومدرسة مدينة أعزاز بأربع قذائف مدفعية، ما أسفر عن إصابة تسعة مدنيين بجراح”.

 

وأوضح أن من “بين المصابين طفلاً يبلغ من العمر أربعة أعوام، ومتطوعاً في صفوف الدفاع المدني”، مشيراً إلى أن أحد المصابين بحالة حرجة.

 

سياسياً، قال الرئيس التركي، إن “السيطرة على الجبال بدأت، ونتقدم حالياً نحو عفرين، لم يبق إلا القليل”.

 

جاء ذلك في خطاب جماهيري أمام أنصار حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في ولاية بيتليس جنوب شرقي تركيا، نقلته وكالة “الأناضول”.

 

ووجه أردوغان خطابه للمليشيات الكردية قائلاً “قلنا لكم إن زعزعتم أمن شعبنا ستكون طائرات إف-16 فوق رؤوسكم، وستدمر مروحياتنا ومدفعيتنا ودباباتنا أوكاركم”.

 

 

ويواصل الجيشان “السوري الحر” والتركي منذ 20 يناير/كانون الثاني الماضي، عملية “غصن الزيتون” ضد المليشيات الكردية.

 

#دوما_تختنق .. بكيماوي النظام

أطلق ناشطون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، ضد استخدام النظام للأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية، دعوا من خلالها المجتمع الدولي الى التدخل لمنع تكرار استخدامها.

 

 

وعبر هاشتاغ #دوما_تختنق ونظيره باللغة الانجليزية #DoumaSuffocating يشارك الناشطون في الحملة صورهم وقد أغلقوا أفواههم وأنوفهم بأيديهم في إشارة للاختناق، مع عبارات تدين استهداف المدينة بغاز الكلور السام الذي تحرم القوانين الدولية استخدامه لأغراض عسكرية.

 

يأتي ذلك بعد استهداف النظام السوري مجدداً لمدينة دوما في الغوطة بالأسلحة الكيماوية، وشهد الشهر الماضي عدة عمليات قصف على المدينة بغاز الكلور السام ما أسفر عن إصابة العشرات من المدنيين بحالات اختناق، حسبما تشير تقارير ذات صلة.

 

في ضوء ذلك، اتهمت الإدارة الأميركية نظام الأسد بتطوير أسلحة كيميائية وهددت بتنفيذ عمل عسكري آخر ضده إذا اقتضت الضرورة، فيما عبرت موسكو، الحليف الأبرز للنظام، عن استيائها من تلك التهديدات تحت ذريعة وجود نوايا تخريبية لواشنطن في سوريأ.

 

وأعربت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، عن قلقها إزاء أنباء استخدام أسلحة كيماوية في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق. وقالت المتحدثة باسم الوزارة هيذر نويرت، خلال المؤتمر الصحافي اليومي: “في حال صحة هذه الأنباء، فإن أسلحة كيماوية تكون استخدمت للمرة الثالثة في الغوطة خلال الأيام الـ30 الأخيرة”.

 

يذكر أن قوات النظام السوري استخدمت الأسلحة الكيمائية والغازات السامة بشكل كبير خلال السنوات الماضية ما أسفر عن وقوع آلاف الضحايا، من أبرزها مجزرة الغوطة في آب/أغسطس العام 2013 التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 شخص، ومجزرة خان شيخون شمالي سوريا في نيسان/أبريل الماضي وأسفرت عن أكثر من 100 قتيل، وحركت الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشن هجوم صاروخي ضد قاعدة “الشعيرات” الجوية التي انطلقت منها الطائرات السورية المشاركة في المجزرة.

 

وذكرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية 174 مرة خلال العام الماضي وحده، بالرغم من صدور عدد من القرارات في مجلس الأمن بهذا الصدد وإدانة لجنة التحقيق الدولية المشتركة النظام السوري لاستخدام هذه الأسلحة.

 

“غصن الزيتون”:”العسكر” يطالبون “الإئتلاف” بإعادة النظر ببيانه

أصدرت “كتلة الفصائل العسكرية في الائتلاف الوطني”، السبت، توضيحاً حول بيان “الهيئة السياسية للائتلاف” بخصوص الانتهاكات في عملية “غصن الزيتون”، بعد اللغط الذي حدث على أثر تسريب مشاهد مصورة لجثة مقاتلة كردية من “وحدات حماية الشعب” قيل إنها تعرضت للتنكيل.

 

وقال بيان “كتلة الفصائل العسكرية”: “في عملية غصن الزيتون شاركت فصائل من الجيش الحر لإنقاذ الأهالي المدنيين من جرائم مليشيات البي يي دي الإرهابية، وللحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ولتأمين عودة مئات الألوف من الذين هجرتهم هذه المليشيات من مناطقهم. ومن أهم التعليمات التي أعطيت لهذه الفصائل الالتزام بالأخلاق الثورية العالية وبتعاليم ديننا السمح والقانون الدولي  والمعاهدات ذات الصلة”.

 

وأضاف: “تفاجأنا ببيان الإئتلاف، في 2 كانون الثاني/يناير، الصادر بخصوص تسريب مقطع مرئي لجثة مقاتلة اتهمت بعض الجهات مقاتلين من الجيش الحر بالتمثيل بها، فيما كان من الأجدر من الإئتلاف بصفته ممثلا للشعب السوري وصاحب الولاية على الجيش الوطني المشكل تحت إشراف الحكومة المؤقتة أن ينتظر نتائج لجنة التحقيق المشكلة من قبل وزارة الدفاع للتحقيق بالحادثة مضمون المقطع المرئي”.

 

وأكد البيان: “إن مئات القصص والحكايا التي تروي مساعدة قوى الجيش الحر لأهالي ونساء وأطفال المناطق المحررة من نير نظام بشار الأسد المجرم لا يجوز تجاهلها والتركيز على مرئي لم يتم التحقق منه ومعرفة ملابساته، حيث أن قادة ومقاتلي الجيش الحر لا يقبلون بارتكاب مثل هذه الانتهاكات ويجرمون مرتكبيها”.

 

“كتلة الفصائل” المنضوية في “الإئتلاف”، قالت: “نستنكر تصرف الإئتلاف في عدم تقصيه للحقائق ومشاورتنا بالبيان قبل صدوره، حيث كان من الأجدر أن يطلب منا ونحن المتواجدين على أرض المعارك أن نتقصى صحة الحادثة وملابساتها ونضعه بالصورة”.

 

وختمت بالقول: “وجودنا في الإئتلاف ليس صورياً، بل هو شراكة حقيقية من أجل تحقيق التمثيل اللازم ما بين الإئتلاف والشعب السوري الثائر بمختلف فئاته”. وبالتالي، فإننا “إذ نستنكر كل جرائم الحرب مهما كان انتماء مرتكبها نطالب الإئتلاف بإعادة النظر بالبيان المتسرع، وانتظار نتائج لجنة التحقيق، وضرورة أخذ رأي الفصائل بكل القضايا، وعلى رأسها القضايا ذات الطابع العسكري قبل إصدار أي بيان لاحقاً”.

 

وكان بيان “الهيئة السياسية” في “الإئتلاف”، الصادر الجمعة، قد قال: “في الأيام الأخيرة انتشرت صور لقتل بعض المقاتلات والمدنيين الكرد في عفرين، وممارسة عمليات الحرق والتمثيل بجثث المقاتلين، ونهب لقرى وممتلكات الكرد الأيزيديين، وتوجيه الإهانات للسكان المدنيين، والتي تنسب لبعض الفصائل المُسلحة، وما يستوجب تحقيقاً فورياً لمعرفة مرتكبي تلك الجرائم البشعة”.

 

“الإئتلاف” أعلن “إدانته لكل من ساهم بهذه الأعمال الإجرامية ورفضه القاطع أية ممارسات ثأرية من أي جهة كانت، ويدين بقوة عمليات التمثيل بالجثث، أو أي فعل جرمي بحق الآخرين، مقاتلين كانوا أو أسرى مدنيين، ويوجه بفتح تحقيق فوري في ما نشر، واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم ومنع حدوث ذلك”.

 

وأضاف البيان: “الإئتلاف الوطني يطالب جميع الأطراف الالتزام بحماية المدنيين واحترام الخصوصيات القومية والدينية والوصول إلى الحلول السياسية والمبادرة بالحوار البناء حقناً للدماء ولقطع الطريق أمام أي محاولة لخلق صراع عربي كردي وعرقي”.

 

النظام يتقدم جنوبي حلب… والمعارضة تعيد انتشارها

حققت مليشيات النظام تقدماً جديداً غربي سكة الحجاز في ريف حلب الجنوبي، وحاولت التقدم في محور أبو ضهور–سراقب، مستفيدة من التغطية النارية الجوية الكثيفة التي قدمتها الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام الحربية والمروحية، في محاور عملياتها. فصائل المعارضة المسلحة أعادت انتشار قواتها في الجبهات التي شهدت انهيارات متتالية خلال الأيام القليلة الماضية لحساب مليشيات النظام في منطقة سراقب، واستقدمت تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

وسيطرت مليشيات النظام على قرى تل علوش وكفر حداد، وبشكل جزئي على قرية الزيارة، وحاولت التقدم إلى المزيد من القرى الواقعة غربي سكة الحجاز جنوبي حلب؛ جزرايا وزمار والعثمانية وجديدة طلافح. تقدم المليشيات الأخير مكنها من تأمين مناطق جنوبي الحاضر بشكل كامل.

 

وتعرضت قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي لأكثر من 100 غارة جوية، الجمعة، شنتها الطائرات الحربية ومروحي البراميل. الغارات الجوية طالت “بحوث إيكاردا” وقرى حوير العيس والزيارة ومحاريم وجزرايا وزمار والجديدة وحوير وتل باجر ورسم الصهريج ورسم العيس، وتل حديا القريبة من الطريق الدولي حلب–دمشق والتي قتل فيها 7 أشخاص وجرح آخرين. ولاحقت الطائرات الحربية النازحين الفارين من قراهم واستهدفتهم بالرشاشات الثقيلة.

 

مليشيات النظام تابعت عملياتها الهجومية في محور أبو ضهور–سراقب، بهدف السيطرة على تل الطوقان ومزيد من التلال غرباً، لكنها فشلت في إحراز أي تقدم بسبب المقاومة العنيفة من قبل المعارضة المسلحة المنتشرة في المنطقة. واشتبك الطرفان، ليل الجمعة/السبت، في محاور تل الطوقان وطويل الشيخ ومزرعة الراشد والشوحة، وخسرت المليشيات أكثر من 10 عناصر.

 

وشهدت مدينة سراقب، والقرى والبلدات في ريفها الشرقي والجنوبي حملة قصف عنيفة، ليل الجمعة/السبت، وشنت الطائرات الحربية أكثر من 80 غارة جوية بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية والنابالم.

 

فصائل المعارضة المسلحة؛ “جيش النصر” و”جيش ادلب الحر” و”حركة نور الدين الزنكي” و”جيش النخبة” و”الجيش الثاني” و”لواء الأربعين”، وفصائل أخرى، أعادت انتشار قواتها في جبهات القتال المشتعلة في محاور ريف حلب الجنوبي وشرقي سراقب، واستقدمت تعزيزات جديدة إلى المنطقة. وتقول المعارضة إنها ستركز في الوقت الحاضر على وقف زحف المليشيات والتفكير في وقت لاحق بشن هجمات معاكسة.

 

التطورات المتسارعة في المناطق شمال غربي وجنوب غربي منطقة أبو ضهور، وغربي سكة الحجاز عامة، لصالح مليشيات النظام، زادت من سخط أهالي المنطقة على فصائل المعارضة و”تحرير الشام”. السخط الشعبي كان كبيراً على “تحرير الشام” التي تنصلت من مسؤولية الدفاع عن المنطقة، قبل أيام، في تصريحات لقادة بارزين فيها.

 

خطف الدروز في درعا: تعددت الأطراف..والمصلحة واحدة

قتيبة الحاج علي

ما زالت حوادث الخطف المتبادل بين محافظتي درعا والسويداء، تؤرق المجتمع المحلي منذ سنوات، من دون أن يتمكن أي طرف مسيطر من المحافظتين على وضع حد لها. ولم تعد أبعاد هذه الحوادث تقتصر على الجانب الجنائي فقط، بل أصبحت ذات أبعاد اقتصادية بعدما تحولت إلى تجارة تُدار فيها مئات الملايين من الليرات، وأبعاد مجتمعية وصلت أو كادت بالعلاقة بين المحافظتين إلى حد التهديد من المرور في مناطق التماس بينهما.

 

الخطف المتبادل بين المحافظتين بدأ منذ منتصف العام 2012، وتركز حينها على خطف المجندين في قوات النظام وعناصر الشرطة في وزارة الداخلية بذريعة عملهم في مؤسسات النظام، وكان أبرز هذه الحوادث في أيار/مايو 2012 عندما تم خطف 12 شرطياً من أبناء السويداء، ونقلهم إلى درعا، لتُقابل هذه الحادثة باحتجاز 10 من أهالي درعا من قبل مسلحين في السويداء. وتعتبر تلك الحادثة الشرارة الأولى لتدهور العلاقة بين المحافظتين والدخول في دوامة من عمليات الخطف المستمرة حتى اليوم.

 

الناشط محمد الحسين، من منطقة اللجاة، والمتابع لملف عمليات الخطف بين المحافظتين، أوضح لـ”المدن”، أن الانفلات الأمني وفوضى السلاح في المحافظتين ساعدا على تنمية ظاهرة الخطف المتبادل، مضيفاً: “الظاهرة بدأت على شكل عصابات محدودة، وعندما بدأت تدر على الخاطفين أموالاً ضخمة ومع غياب أي أطراف لمحاسبتهم، انتشرت بشكل أوسع ودخلت فيها أطراف متعددة”. ويشير الحسين إلى أن المنطقة بين ريف السويداء الشمالي الغربي وريف درعا الشمالي الشرقي، أي منطقة التماس بين المحافظتين، هي أبرز منطقة تتم فيها عمليات الخطف، “نظراً لوعورتها وصعوبة ملاحقة الخاطفين والبحث فيها”.

 

وقد طورت عصابات الخطف من أسلوب عملها خلال السنوات الماضية، يضيف الحسين: “تقسم العصابة نفسها إلى مجموعات، مجموعة داخل محافظة السويداء تقوم على استدراج الشخص أو متابعته حتى يصل إلى منطقة محددة ليتم اختطافه، ثم يتم تسليمه لمجموعة أخرى في محافظة درعا ليُصار إلى إخفائه فيها، وغالباً ما تكون هذه العملية بمقابل مادي بين المجموعتين”.

 

ويتم اقتياد المخطوفين الدروز واحتجازهم في بلدات ناحتة وبصر الحرير والكرك الشرقي والمليحة الغربية، وقرى في منطقة اللجاة، وجميعها بلدات وقرى متاخمة لمحافظة السويداء، وفي بعض الحالات تم احتجاز المختطفين في بلدة الغارية الشرقية، التي يعمل عدد من وجهائها على الوساطة في عمليات إطلاق سراح المختطفين من الجانبين. وتستمر عملية الاحتجاز في بعض الأحيان لأشهر، يتخللها محاولات من الخاطفين للضغط على ذوي المخطوف من خلال تسجيل مقاطع فيديو لعمليات تعذيب ومناشدات من قبله لذويه لدفع الفدية.

 

تتنوع هذه الفديات المطلوبة لإطلاق سراح المختطفين، ويتجاوز بعضها حدود الـ20 مليون ليرة سورية (حوالي 45 ألف دولار أميركي)، رغم أن مطالب الخاطفين، في معظم الحالات، تبدأ بأرقام مضاعفة. ويجد ذوي المخطوف في السويداء صعوبات في تأمين مبالغ كهذه، ما يدفعهم إلى الخطف المضاد. يقول الحسين: “في حال نجاح ذوي المخطوف بتحديد الجهة الخاطفة واختطاف شخص مقرب منهم، فإن العملية تتحول إلى تبادل مختطفين، أما في الحالة العامة فإن ذوي المختطف يلجأون إلى خطف مضاد لأشخاص من درعا وطلب فديات مالية بمبالغ صغيرة بهدف جمع المبلغ الكبير المطلوب لإطلاق سراح ذويهم”.

 

وبعد وصول الجانبين إلى اتفاق لدفع الفدية المالية، يتم تحديد منطقة ضمن الأراضي الزراعية في منطقة التماس بين المحافظتين وتتم خلالها عملية التبادل التي في الغالب يقوم بها وسيط عن الخاطفين مع ذوي المخطوف مباشرة، أما في حال وجود عملية لتبادل المختطفين، فإن الوسطاء من الطرفين يلعبون الدور الأبرز فيها. يقول الحسين: “هؤلاء الوسطاء بالغالب يجتمعون في بلدة خربا التابعة إدارياً لمحافظة السويداء والخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في درعا، وهم من وجهاء بلدات في درعا، وخوري الكنيسة في بلدة خربا، ووجوه دينية من السويداء، وهم الطرف الضامن لإتمام العملية ويتم تسليم المختطفين من الجانبين لهم”.

 

وبعد المئات من عمليات الخطف المتبادل بين المحافظتين، بات الناشطون يلاحظون تنوعاً في هذه العمليات، التي أصبحت تُصنف إلى أقسام متعددة، تُعتبر المرتبطة بالبحث عن الفدية المالية أكثرها انتشاراً، ثم العمليات التي يحاول الخاطفون من خلالها الضغط على ذوي المختطف بهدف الإفراج عن معتقلين لهم في سجون قوات النظام أو مختطفين لدى عصابات أخرى.

 

ويؤكد محمد الحسين أن “الفروع الأمنية لقوات النظام باتت تشارك في عمليات كهذه أيضاً، إذ يتم اختطاف الشخص والتفاوض مع ذويه والضغط عليهم بأسلوب العصابات المعتاد، وعندما يتم الإفراج عنه يتضح أنه كان محتجزاً لدى فروع أمنية في درعا أو السويداء، وقد شهدنا أكثر من حادثة من هذا النوع”.

 

الفترة الماضية شهدت ظهور نوع جديد من العمليات، يتم الإعلان عن اختطاف شخص ما وبث مقاطع فيديو له تؤكد الاختطاف، وتبدأ أطراف مقربة من العائلة مساعيها بالتفاوض أو بعمليات خطف مضاد، ليتضح لاحقاً أن حادثة الاختطاف ملفقة بهدف الحصول على الأموال.

 

“دار العدل في حوران”، بصفتها القضائية في محافظة درعا، ما زالت عاجزة عن إيجاد الحلول الجذرية لعمليات الخطف. واعتبر رئيس “دار العدل” الشيخ عصمت العبسي، في حديثه لـ”المدن”، أن الأسباب ترجع إلى “قلة الإمكانيات المادية واللوجستية من جهة، وإلى تمركز عصابات الخطف في المناطق المتاخمة لمناطق سيطرة قوات النظام، ما يصعب مهمة المحكمة في تحريك الأرتال واعتقالهم دون التدخل باشتباك مع قوات النظام من جهة أخرى، بالإضافة الى أن المناطق المذكورة وعرة يسهل الهروب والتخفي فيها”. وأكد الشيخ عصمت أن المحكمة تبذل جهدها لحل هذا الموضوع مع شخصيات من محافظة السويداء وذلك من خلال “التواصل مع ذوي المخطوفين وبعض الوسطاء من وجهاء المحافظة”.

 

وأكد الشيخ عصمت أن لدى “دار العدل” خططاً لتفكيك عصابات الخطف والقضاء عليها، وقد “تم فعلاً إلقاء القبض على بعض متزعمي هذه العصابات وأفرادها، ولكن الأمر ما زال يحتاج إلى منظومة عمل متكاملة، والقضاء هو جزء فقط من هذه المنظومة”.

 

ويواجه من تثبت عليهم تهم الخطف، وطلب الفدية المالية، عقوبات قاسية لدى محكمة “دار العدل”، وأشار الشيخ عصمت إلى أن “حكمه يحدده قانون العقوبات في القانون العربي الموحد، وهو ارتكاب جرم الحرابة والإفساد، والذي تتفاوت عقوبته بين السجن حتى القتل حسب الحالة”، مؤكداً أن الحكم لا يُفرق في دين أو طائفة الشخص المخطوف “ما دام إنساناً مدنياً” بحسب تعبيره.

 

الهدوء يسود على الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظتي درعا والسويداء، التي لا تشهد أي مواجهات عسكرية بين قوات النظام وفصائل المعارضة، ولكنها من الناحية الأمنية لا تقل خطورة عن الجبهات العسكرية المشتعلة، بعدما حوّلت عصابات الخطف تلك المنطقة إلى ثقب أسود، تمارس فيه عمليات الخطف والابتزاز المالي وربما القتل، مهددة بذلك مئات السنين من التعايش السكاني والمجتمعي بين سهل حوران وجبل العرب.

 

الجنوب الدمشقي: خط تهريب إلى تركيا بـ4300 دولار/ مطر اسماعيل

بدأت قبل ثلاثة أسابيع، عمليات تهريب شبه منظّمة، من الجنوب الدمشقي المحاصر إلى الشمال السوري وتركيا، مقابل مبلغ يقدّر بـ4300 دولار عن الشخص الواحد، يدفع لضباط في قوات النظام ومتعاونين معهم في تركيا.

الدفعة الأولى كانت من ثمانية أشخاص، بينهم مقاتلون سابقون في فصائل الجيش الحر، ومدنيون، خرجوا في 18 كانون الثاني/يناير عبر حاجز ببيلا–سيدي مقداد، ووصلوا خلال 6 ساعات إلى المناطق المحررة في الشمال السوري. وتبدأ رحلة التهريب بالتواصل مع المهرب الأساسي المتواجد في تركيا، إذ يجري الاتفاق معه على المبلغ المطلوب وطريقة التسليم، والتي تحصل عن طريق شركات تحويل “سوق سوداء” في تركيا، وذلك بحسب أحد الشبان الذين سلكوا هذا الطريق ووصلوا إلى تركيا.

وكشف الشاب لـ”المدن”، تفاصيل عملية الخروج، والتي قال إنها تسير بسلاسة، وأضاف “بعد الوصول إلى نقطة مخابرات النظام على حاجز ببيلا–سيدي مقداد، كان بانتظارنا أحد عناصر النظام من المسؤولين عن إتمام العملية، والذي قام بنقل الشبان إلى نقطة التجمع الأولية في صالة الرهونجي، على مقربة من الحاجز، حيث يتواجد شبان آخرون من مختلف مناطق دمشق وريفها، من الراغبين بالخروج إلى الشمال. وبعد وصول الجميع الى موقع التجمع، انطلقت القافلة المكوّنة من سيارات متعددة، تتقدّمها سيارة ستيشن تتبع لأحد الفروع الأمنية، وفيها ضابط مهم. كما أن هناك سيارة ستيشن أمنية أخرى في الخلف. وسلكت القافلة طريقاً عسكرياً مخصصاً للجيش والأمن. ومهمة الضابط في السيارة الأولى تكمن في تسهيل عبور القافلة دون مشاكل خلال مرورها على الحواجز الأمنية في الطريق إلى الشمال”.

وذكر المصدر أنه “عند الوصول إلى معبر قلعة المضيق الفاصل بين مناطق النظام والحر بريف حماة الغربي، تبدأ مهمة المهرب الثاني المسؤول عن التحرّك في المناطق المحرّرة وصولاً إلى تركيا، لكن بعد دفع قسم من المبلغ للمهرب الأساسي في تركيا. وتلقّى الشبان خلال تواجدهم في إحدى مقرّات اللجنة الأمنية المسؤولة عن معبر قلعة المضيق، والتابعة لجيش النصر وأحرار الشام، اتصالاً من المهرّب يوصي بدفع قسم من المبلغ عن طريق شركة تحويل سوق سوداء. ثم بدأت الرحلة من معبر قلعة المضيق إلى قرية حدودية قريبة من مدينة دركوش في ريف إدلب، حيث جرى تسليم الدفعة الثانية بالطريقة السابقة ذاتها، قبل دخول الأراضي التركية”، مضيفاً أن عبور الحدود كان مشياً على الأقدام، وبعد وصول المجموعة إلى طريق عام داخل الأراضي التركية، عمل المهرّب على نقلها لأحد المباني في ولاية أنطاكيا التركية، والمحجوزة كليّاً لهذا الغرض من قبل المهرّب الأساسي. وهناك التقى بهم شخصياً.

وأضاف مصدر آخر على اطلاع ببعض تفاصيل العملية، بأن حواجز المخابرات الخمسة الأولى، من جهة دمشق بعد حاجز ببيلا-سيدي مقداد، تقبض مبلغ 2000 دولار من مجمل المبلغ الكليّ، للسماح بمرور الحافلة.

محاولات التقصّي المركّزة حول الأطراف المشاركة في عملية “التهريب” تكشف عن دور رئيسي لـ”فرع المنطقة” برئاسة العميد عبد الكريم سليمان، والذي سعى لفتح خط ببيلا بعد الضغط الحاصل على خط الحجر الأسود–تركيا، والذي أخرج عبره قرابة مائة عنصر وقائد من “داعش” بالإضافة لعشرات المدنيين خلال الشهور القليلة الماضية. ويدير الفرع خط ببيلا من خلال شخصيات مهمة من ضباط الفرع، بالإضافة إلى “سماسرة” مهمتهم التواصل وربط الراغبين بالخروج مع المسؤولين عن الشبكة، مقابل مبلغ مادي.

وتردّدت معلومات عن دور محوري للمقدّم في “فرع المنطقة” المدعو أحمد الرشيدات “أبو عدي”، وهو القيادي السابق في الجيش الحر “الفرقة الرابعة–حرس دمشق”، قبل انشقاقه عكسياً إلى النظام في العام 2013، بالإضافة إلى شخصين من معارفه وهما “أبو علي” و”أبو المهيمن”. كما وردت معلومات عن أدوار تتعلّق بالسمسرة والتواصل وربط الأطراف مع بعضها، مقابل نسبة من المبلغ الكليّ. هذه الحلقة متوزّعة بين أشخاص متواجدين في دمشق، مثل المدعو “فرزات” المقرّب من المقدّم “أبو عدي” وأحد العناصر السابقين في “لواء الحجر الأسود”، وآخرين في تركيا، بينهم “أبو علاء حمد” و”أبو صهيب”، ومهند فرهود “أبو عبد الإله” المسؤول الإغاثي البارز في “داعش”، والذي وصل أواخر الشهر الماضي إلى تركيا، بعد خروجه مع مجموعة قيادات في “داعش”، من الحجر الأسود معقل التنظيم جنوبي دمشق إلى تركيا.

موجة التهريب هذه لم تكن الأولى في جنوب دمشق، فقد سبقتها موجة تهريب خلال عام 2016 أدت الى خروج العشرات من ناشطي المنطقة ومدنييها باتجاه الشمال السوري، ومنه إلى تركيا وأوروبا، مقابل مبالغ ماديّة، قبل إغلاق الباب مجدداً من قبل النظام أمام عمليات التهريب.

وتوحي الموجات المحدودة للتهريب من مناطق الحصار في جنوب دمشق، بأهداف النظام ومساعيه، إذ تكشف عن تحوّل الفروع الأمنية في سوريا إلى دويلات تتحرّك وفقاً لمصالحها الخاصة، بعيداً عن اعتبار النظام كتلة واحدة تدير اللعبة من خلال هيكلية هرمية بمركزية صلبة. وتسعى كل دويلة إلى تأمين مكتسباتها الخاصة وتحقيق أقصى استثمار ممكن للفوضى التي تعيشها البلاد، عبر تحصيل مبالغ مالية هائلة من صفقات “تحت الطاولة”. وتؤمن كل حافلة تقل 10 ركّاب مبلغاً قدره 45 ألف دولار خلال مدة زمنية لا تتجاوز بضع ساعات، كافية لقطع المسافة من جنوب دمشق إلى الحدود التركية-السورية، مع نسبة خطورة قليلة نتيجة السلطة والقوة التي تمتلكها تلك الدويلات على مساحة الأراضي السورية. كما تشير إلى شبكة العلاقات الواسعة التي تصل الجنوب بالشمال السوري، بما تعنيه تلك الشبكة من اختراقات محورية لبنية المناطق المتنازع فيها السيطرة، والتي يمر منها خط التهريب.

وعدا عن المنفعة المادية، فإن للنظام بشكل عام والفروع الأمنية بشكل خاص، غايات أكثر أهمية من المال، فهي تساهم في إفراغ المناطق المحاصرة من الكوادر الشّابة ذات الدور الأساسي في الحفاظ على نسبة ثبات وصمود معقولة ضمن تلك المناطق. وما يخشى منه حقيقة، في ظل حالة اليأس والإحباط المنتشرة نتيجة سنوات الحصار الطويلة وانسداد آفاق المستقبل، هو توجه شخصيات مؤثرة في المجالات العسكرية والطبية والإغاثية والتعليمية والإعلامية وغيرها إلى سلوك طريق التهريب هرباً من ضغوط الواقع والظروف الصعبة على الصعيدين العام والخاص. الأمر الذي سينعكس مباشرة على المجموع البشري في المناطق المحاصرة بشكل سلبيّ وحساس قد لا يمكن معالجته نتيجة نقص الكوادر بطبيعة الحال، ما يؤدي إلى إضعاف المنطقة وإمكانية صمودها في حال تصعيد العنف تجاهها في وقتٍ لاحق.

ولا ينحصر تأثير عمليات التهريب بالتداعيات المادية فقط، بل يتعداها إلى الأثر المعنوي النفسي على الجمهور المعارض الذي تزيده تلك التطورات تحطماً وإنهاكاً، مع تفاقم شعور اليأس وتراجع قيم الصمود والصبر والثبات، وتهافت شعارات البقاء في المنطقة والجدوى من العمل في المناطق المحاصرة، على حساب ميول متزايدة نحو البحث عن الخلاص، الفردي أو الجماعي، ما يدفع الأفراد للسعي إلى تأمين المال الذي قد يشكّل طوق النجاة من معسكرات الاعتقال التي حاصرتها قوات الأسد بالنار.

في المقابل، سعت الفصائل العسكرية في جنوب دمشق لمنع هذه الظاهرة الخطيرة عبر تشديد التفتيش في نقطة الجيش الحر على حاجز ببيلا-سيدي مقداد، وتمكّنت من إحباط محاولات متعددة لخروج الشبّان إلى حاجز النظام، خلال الأيام الماضية. لكن دعواتٍ عديدة وجهت للفصائل والقوى المدنية في المنطقة إلى السعي لمعالجة الأسباب الحقيقية التي تدفع الشبان إلى دفع مبالغ طائلة للهرب من جنوب دمشق. الأسباب المتعلّقة بإيجاد فرص عمل عبر محاربة البطالة، وتحقيق مستوى مقبول من العدالة، والاهتمام بتحسين الوضع العام في المنطقة في شتّى المجالات. فيما يبقى السؤال المطروح على الطاولة الآن؛ ما الذي يمكن فعله لتحقيق شروط حياة أفضل وتحويل منطقة محاصرة منهكة إلى مكان يرغب الناس بالبقاء فيه مقارنة بتركيا مثلاً؟

المدن

 

فصائل مقاتلة في سوريا تأسر طياراً روسياً بعد اسقاط طائرته في شمال غرب البلاد

دمشق: أسرت فصائل مقاتلة السبت طياراً روسياً بعدما اسقطت طائرته الحربية في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرنس برس إن “الطائرة من طراز سوخوي 25 كانت تستهدف منطقة سراقب قبل أن يتم اسقاطها فوق بلدة معصران”، مشيراً إلى أن “الطيار قفز بالمظلة قبل ان يلاحقه المقاتلون ويتمكنوا من أسره”. ولم يتمكن المرصد من تحديد الجهة التي أسرت الطيار، موضحاً أن هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى تنشط في المنطقة.

 

نيويورك تايمز: لاجئون سوريون بتركيا تطوعوا للقتال في عفرين

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، السبت، الضوء على المعارك الجارية في عفرين السورية، بين القوات الكردية والجيش السوري الحر من جهة، والمليشيات الكردية التي تسيطر على تلك المناطق، من جهة أخرى.

 

وأشارت إلى أن تركيا تعتمد على قوة مؤلَّفة من 20 ألف مقاتل، هي قوام الجيش السوري الحر الذي درَّبته الولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء الغربيون في إطار سعيهم للإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد، بالإضافة إلى المئات من اللاجئين السوريين بتركيا، الذين توافدوا على مراكز التطوع لقتال المليشيات الكردية التي هجّرتهم من قراهم في أثناء الحرب.

 

وقالت الصحيفة إن تركيا عادت واستفادت من الجيش السوري الحر، وهو اليوم يقاتل إلى جانبها في سعيها لإبعاد المليشيات الكردية عن حدودها.

 

ونقلت “نيويورك تايمز” عن العقيد محمد حمادين، القيادي في الجيش السوري الحر، قوله إنهم يشاطرون تركيا المخاوف، وإن قتالهم إلى جانب القوات التركية يهدف أولاً إلى التخلص من نظام بشار الأسد، وثانياً لكرههم حزب العمال الكردستاني، الذي يقود حركة انفصالية على مدى ثلاثة عقود في تركيا.

 

وأضاف حمادين: “الجماعات الكردية المسلحة، وعلى اختلاف توجهاتها، تشكل جزءاً من حزب العمال الكردستاني. إن أهم سبب لقتالنا هذه المليشيات وحزب العمال الكردستاني، هو نزعتهم الانفصالية. إنهم يريدون تشكيل كانتونات، ونحن نريد سوريا موحدة”.

 

وكثيراً ما وقفت المليشيات الكردية إلى جانب قوات بشار الأسد ضد الجيش السوري الحر، كما حصل في حصار حلب، بالإضافة إلى قيام تلك المليشيات بطرد وتهجير العرب من قراهم.

 

يقول العقيد حمادين: “لقد ارتكبوا العديد من الانتهاكات. إنهم براغماتيون جداً للوصول إلى تحقيق أهدافهم الخاصة، وهو إنشاء دولتهم الخاصة”.

 

وواصلت “نيويورك تايمز” الحديث عن السوريين الذين أجبرتهم المليشيات الكردية على ترك قراهم ودفعت بهم الى تركيا، مشيرةً إلى تطوع المئات منهم ضمن الجيش السوري الحر لقتال التنظيمات الكردية في عفرين، وتوافد المتطوعون إلى مركز للتجنيد في مدينة أورفا التركية؛ للانضمام إلى قوات الجيش السوري الحر المتجهة لقتال المليشيات الكردية.

 

وتابعت: “عائلة نايف، المقيمة بتركيا، واحدة من العوائل السورية التي تطوع أبناؤها للقتال ضمن صفوف الجيش السوري الحر، فقد انضم خمسة من أبنائها، من أصل ثمانية، إلى الجيش السوري الحر منذ تشكيله قبل سنوات لقتال النظام السوري، ثم قاتلوا القوات الإيرانية والروسية وتنظيم الدولة، والآن يقاتلون المليشيات الكردية المدعومة من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية”.

 

وتابعت الصحيفة: “يقول بشار النايف، البالغ من العمر 22 عاماً، والذي سبق له أن أصيب خلال قتاله تنظيم الدولة، إن المليشيات الكردية أجبرتنا على الخروج من قرانا ومغادرة منازلنا. لم تكن هناك أي مشكلة مع الأكراد، فنحن نعيش معهم منذ مئات السنين، حتى قامت المليشيات الكردية بطردنا من منازلنا وتهجيرنا من قرانا في تل رفعت والقرى المحيطة بها عام 2016”.

 

وأضافت نقلاً عن السوري “النايف”: “لقد تم تهجير 200 ألف عربي في 15 قرية وبلدة شمالي حلب. اضطروا إلى النزوح لتركيا في مخيمات بائسة. والدتي تُوفيت في المخيم بعد فترة وجيزة من تهجيرنا، لم تتحمل البعد عن بيتها؛ لذا فنحن لنا مصلحة مع تركيا في قتال هذه المليشيات”.

 

وكانت رئاسة الأركان التركية، قد أعلنت في 20 يناير الماضي، انطلاق عملية “غصن الزيتون”؛ لإخلاء عفرين الحدودية، من مسلحي “وحدات حماية الشعب” و”سوريا الديمقراطية”، الكرديتين، واللتين تعتبرهما أنقرة تهديداً أراضيها.

 

هل تتجه واشنطن لتوجيه ضربة جديدة لنظام الأسد؟

محمد النجار-الجزيرة نت

تثير التهديدات الأميركية للنظام السوري -بعد اتهامه باستخدام الأسلحة الكيميائية في هجوم جديد على الغوطة الشرقية- أسئلة عن مالاتها، وهل تخطط واشنطن لتوجيه ضربة جديدة لنظام بشار الأسد؟

فقد أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أمس الجمعة أن البنتاغون يحقق فيما إذا كان النظام السوري قد استخدم غاز السارين في هجوم شنه على الغوطة الشرقية الأسبوع الماضي، مؤكدا أن قوات النظام استخدمت غاز الكلور مرارا في هجماتها ضد المدنيين.

وبينما تحدث ماتيس عن أن واشنطن لا تمتلك حتى اللحظة أدلة على استخدام نظام الأسد غاز السارين، وأنها تفحص تقارير ميدانية وحقوقية بهذا الشأن، فإن مسؤولين أميركيين تحدثوا أول أمس الخميس عن إن الهجمات الكيميائية الأخيرة في سوريا تشير إلى أن قوات النظام ربما توصلت لطرق جديدة باستخدام الأسلحة الكيميائية.

عمل عسكري

وهدد هؤلاء المسؤولون بأن إدارة الرئيس دونالد ترمب مستعدة لتنفيذ عمل عسكري آخر ضد قوات النظام إذا اقتضت الضرورة.

وفي إفادة، ذكر المسؤولون أن قوات النظام واصلت بين الحين والآخر استخدام أسلحة كيميائية بكميات أصغر منذ أبريل/نيسان الماضي، بعد هجوم تعرضت له بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب شمالي سوريا، وقامت الولايات المتحدة على إثره بشن هجوم صاروخي على مطار الشعيرات في حمص الشهر نفسه.

والمثير في الاتهامات الأميركية الجديدة لنظام الأسد أنها اقترنت هذه المرة بتحذير مسؤولين في إدارة ترمب من وصول الأسلحة التي يطورها نظام الأسد لشواطئ الولايات المتحدة.

وفي سيناريو بات متكررا، دافعت روسيا عن الرئيس السوري ونظامه، ورفضت الاتهامات الأميركية المتجددة له.

شيطنة الأسد

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن مصدر بالخارجية قوله إن اتهامات واشنطن للنظام السوري بتطوير أنواع جديدة من الأسلحة الكيميائية لا أساس لها من الصحة، وتهدف لـ “شيطنة” الرئيس السوري.

واتهم المصدر واشنطن باستغلال موضوع الكيميائي السوري لزرع لغم مدمر في عملية التسوية السياسية في سوريا.

وبينما تستعد التجاذبات الغربية بين واشنطن -التي حظيت اتهاماتها بتأييد من حليفتيها بريطانيا وفرنسا- من جهة، وروسيا من جهة أخرى للانتقال مجددا إلى مجلس الأمن الدولي، يبدو السؤال وجيها عن الجديد في الاتهامات والتهديدات من جهة، ودفاع موسكو المتكرر عن نظام الأسد من جهة أخرى.

والسؤال عن الجديد يدفع للعودة لتقارير حقوقية وثقت استخدام نظام الأسد للسلاح الكيميائي ضد المدنيين أكثر من مئتي مرة منذ عام 2012، منها مرات عديدة بعد الضربة الأميركية لمطار الشعيرات بعد مجزرة خان شيخون العام الماضي.

هجمات الكيميائي

وطبقا لتقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان في أغسطس/آب الماضي، فإن النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي 207 مرات منذ استخدامه أول مرة يوم 23/12/2012.

وأدت هذه الهجمات لمقتل 1420 شخصا، من بينهم 1356 مدنيا، منهم 186 طفلا، و244 سيدة، بالإضافة إلى إصابة 6672 شخصا.

وتختصر كبيرة المستشارين لمواجهة الأزمات في منظمة العفو الدولية راوية راجح -في حديث للجزيرة- المشهد الدولي إزاء المحاسبة على الهجمات الكيميائية في سوريا، بالقول إنها “أصبحت مسيسة في مجلس الأمن الدولي، هذا ليس محبطا فقط بل هو ضوء أخضر لمواصلة جرائم الحرب” في سوريا.

ولا يرى باحثون ومراقبون جديدا في تهديدات واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، والإشارة هنا للإستراتيجية الأميركية بهذا البلد التي مرت بسلسلة من الخطوط الحمراء التي تجاوزها نظام الأسد كل مرة.

أهمية سوريا

وفي تقرير له نشره مركز الجزيرة للدراسات الشهر الماضي، تحدث الباحث سنان حتاحت عن تراجع أهمية سوريا في الأجندة الأميركية بشكل كبير بعد القضاء على تنظيم الدولة في الرقة.

ويلفت إلى أن محددات هذه الإستراتيجية تقوم عسكريا على صيانة مكتسبات قوات سوريا الديمقراطية بمنطقة الجزيرة، ومنع إيران من بسط سيطرتها على كامل البلاد، ودعم المعارضة في درعا والقنيطرة لتحقيق شريط عازل مع إسرائيل.

أما سياسيا، فإن ديفد ساترفيلد مساعد وزير الخارجية الأميركي أكد التزام واشنطن بمقاطعة الأسد دون وجود إستراتيجية سياسية أو أمنية للإطاحة به، ودعم المعارضة السورية لتحقيق انتقال سياسي على طاولة المفاوضات.

وأمام هذه الإستراتيجية، يبدو أن كل ما يحدث للمدنيين أقرب للتفاصيل، لاسيما وأن الرسائل من رفض واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية لا تشمل بقية السوريين حيث قتلت نحو نصف مليون منذ سبعة أعوام، كما هجرت نحو ثلث الشعب عبر استخدام مختلف أنواع القصف.

البراميل المتفجرة

فبعد أيام من هجوم خان شيخون في أبريل/نيسان الماضي، كتب الباحث في المركز العربي بواشنطن د. رضوان زيادة -في صحيفة الحياة اللندنية- مقالا أشار فيه إلى الخطر الأكبر من الأسلحة الكيمائية على المدنيين السوريين.

واعتبر أن حماية المدنيين تتطلب فرض حظر جوي في سوريا لمنع النظام من إلقاء البراميل المتفجرة، وقصف طيرانه الذي يهدف لجعل الحياة في المناطق التي تخرج عن سيطرة النظام مستحيلة.

وبين احتمالات الضربة الجوية الأميركية من عدمها، يستمر عداد الموت الذي يلاحق السوريين بالتصاعد، بعد أن تعددت طرق موتهم، تارة بصمت ودون دماء عبر الأسلحة الكيميائية، وأخرى عبر البراميل والصواريخ التي وزع النظام من خلالها الموت “بعدالة” على كل منطقة خرجت عن سيطرته على امتداد وطن تحول لساحة صراع إقليمي ودولي.

المصدر : الجزيرة + وكالات,مركز الجزيرة للدراسات

 

نازحو حماة يفتقدون لأبسط مقومات الحياة

يعيش الشاب السوري علاء وعائلته في ريف حماة الجنوبي ظروفا إنسانية صعبة بعد نزوحهم من منزلهم عقب قصفه من قبل طائرات النظام السوري، ويقول إن منزله الذي يفتقد لأدنى الخدمات يظل أفضل حالا من العيش في خيمة لا تقي برد الشتاء.

 

ويحاول علاء جمع القش والملابس البالية وأي مواد قابلة للاحتراق كي يجعلها وقودا للتدفئة وطهي الطعام لأطفاله، حيث لا يستطيع أن يتحمل ثمن المحروقات.

 

ويعيش الشاب مع أسرته في بيت متهالك منذ خمسة أشهر بعد رحلة نزوح مريرة إثر تدمير طائرات النظام لبيته الذي يفتقر للكهرباء والماء وأبسط مقومات الحياة.

المصدر : الجزيرة

 

أنقرة تحذر واشنطن: دعمكم لـ”وحدات الحماية” يسمم شراكتنا

العربية.نت، وكالات

 

قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن الدعم العسكري الذي يقدمه الجيش الأميركي لوحدات الحماية الكردية في سوريا، “ليس من شأنه تعريض أمن تركيا للخطر وحسب، بل تسميم الشراكة المستمرة منذ مدة طويلة بين أنقرة وواشنطن”.

 

جاء ذلك في حوار مع مجلة “أوتاوا لايف ماغازين” الكندية، ونقلته وكالة “الأناضول” للأنباء، على هامش مشاركته في اجتماع حول كوريا الشمالية، بمدينة فانكوفر بكندا، يناير/كانون الثاني المنصرم، ونُشر في عدد المجلة لشهر فبراير/شباط الحالي، حيث تطرق إلى السياسة الخارجية التركية حيال قضايا عدة.

 

ولفت جاويش أوغلو، إلى أن العلاقات التركية الأميركية تمر بمرحلة حرجة، في ظل الخلافات في وجهات النظر بين البلدين، لا سيما بشأن دعم الولايات المتحدة لمن سمّاهم “إرهابيي ب ي د/ ي ب ك، ونشاط منظمة فتح الله غولن الإرهابية، التي قامت بمحاولة انقلابية فاشلة في تركيا، على أراضيها”.

 

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يشن منذ عقود تمرداً في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.

 

وحول الأوضاع في سوريا، رأى جاويش أوغلو، أن مستقبل سوريا سيحدده السوريون أنفسهم، وأن التاريخ يقول لنا إن إرادة الشعب تنتصر في نهاية المطاف.

 

وأكد استمرار تركيا في جهودها المكثفة لضمان نجاح مسارات أستانا وسوتشي وجنيف، ليكون 2018 العام الأخير في الصراع السوري.

 

وأردف: “عندما يتم إيجاد حل سياسي دائم ذو مصداقية للصراع، ينبغي على المجتمع الدولي الاستعداد للتعامل مع تحديات صعبة أخرى، لإعادة إعمار البنية التحتية لسوريا المتضررة من الحرب، وتسهيل عودة اللاجئين والنازحين، وتقديم المساعدة الاقتصادية”.

 

وبخصوص التدابير التي اتخذتها تركيا، حيال الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان شمال العراق للانفصال عن بغداد، قال جاويش أوغلو، إن أنقرة لم تستهدف السكان الأكراد في إقليم شمال العراق، إطلاقاً حتى اليوم.

 

وشدد على أن الحفاظ على وحدة العراق وسيادته، أمر يحمل أهمية مصيرية بالنسبة لتركيا، ولذلك عارضت تركيا الاستفتاء.

 

ولفت إلى أنه في حال بدأت مفاوضات بين بغداد وأربيل، فإن تركيا ستكون أحد أكبر الداعمين لذلك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى