أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 06 أيلول 2014

أوباما متفائل بتحالف دولي – عربي لدحر «داعش»

نيوبورت (ويلز)، كييف، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب

أعلنت الولايات المتحدة أمس، تشكيل «نواة تحالف» دولي لـ «تدمير» تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لا يشمل نشر قوات برية غربية، داعية إلى إنجاز «خطة» في هذا الصدد بحلول موعد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر.

 

وأعرب الرئيس باراك أوباما عن ثقته بقيام «تحالف واسع» ضد «داعش»، بمشاركة دول عربية. وأضاف: «هدفنا اتخاذ تدابير عاجلة لنقل المعركة إلى داعش وتفكيكه. يجب العثور على شركاء فاعلين على الأرض لإبعاد داعش، وسنهزمه كما فعلنا مع تنظيم القاعدة». (للمزيد)

 

ووصف «داعش» بأنه «تنظيم متوحّش»، مشيراً إلى أن «حلفاء أساسيين في الحلف الأطلسي مستعدون لمواجهة هذا الخطر الإرهابي من خلال عمل عسكري واستخباري وإنفاذ القانون، وكذلك جهود ديبلوماسية».

 

وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في ختام قمة الحلف: «انضم إلينا حلفاء في العراق، حيث أوقفنا تقدّم داعش وجهّزنا شركاءنا العراقيين وساعدناهم على مهاجمة» التنظيم. وأعرب عن أمله بتشكيل حكومة عراقية جديدة الأسبوع المقبل، مبدياً ثقته بأنها ستنجح في تشكيل تحالف لتدمير «داعش». لكنه أقرّ بأن «الأمر لن يحصل بين عشية وضحاها»، مستدركاً: «نتقدّم في الاتجاه الصحيح. سنضعف داعش وسنهزمه في النهاية».

 

في غضون ذلك، رفع الحلف الأطلسي الذي اختتم قمة في ويلز امس، سقف التحدي بإقراره تشكيل قوة تدخل سريع تتخذ شرق أوروبا مقراً، إضافة إلى احتفاظه بـ «حضور دائم» في تلك المنطقة، لردع أي هجوم قد تشنّه روسيا. وقال الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن: «هذا القرار يوجّه رسالة واضحة: الأطلسي يحمي جميع الحلفاء، في كل الأوقات. ويوجّه رسالة واضحة إلى أي معتدٍ محتمل: إذا فكّرت في مهاجمة حليف واحد، ستواجه الحلف بأكمله».

 

تزامن ذلك مع إبرام كييف والانفصاليين الموالين لموسكو في مينسك أمس، اتفاقاً لوقف النار يتضمن 12 نقطة، تمهيداً لإنهاء نزاع مستمر منذ 5 أشهر في شرق أوكرانيا. وإذ تواصل القتال بعد الموعد المحدد للهدنة، أصرّ المتمردون على رغبتهم في الانفصال عن أوكرانيا، فيما اشترطت كييف أن تتضمن خطة السلام وقفاً للنار وانسحاب «القوات الروسية وقطاع الطرق والإرهابيين الروس» وإعادة السيطرة على الحدود الأوكرانية مع روسيا. على رغم ذلك، أعلنت موسكو أنها «تأمل بالتزام جميع الأطراف كلياً» اتفاق الهدنة، من أجل «عملية تفاوض تمهّد لتسوية شاملة لأزمة أوكرانيا» (راجع ص 7).

 

في ويلز، عقد وزراء الخارجية والدفاع في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا واستراليا وتركيا وإيطاليا وبولندا والدنمارك، اجتماعاً لوضع استراتيجية لمواجهة «داعش».

 

ووَرَدَ في بيان أصدره وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان جون كيري وتشاك هاغل: «لا مجال لإضاعة الوقت لتشكيل تحالف دولي واسع لإضعاف التهديد الذي يمثله داعش، والقضاء عليه في نهاية المطاف». وشدد البيان على أهمية تشكيل حكومة عراقية، مضيفاً: «سنشكّل قوة عمل متعددة الجنسية لاقتسام مزيد من المعلومات حول تدفق المقاتلين الأجانب».

 

وقال كيري في إشارة إلى مسلحي «داعش»: «علينا أن نهاجمهم في شكل يمنعهم من الاستيلاء على أراضٍ، ويعزّز قوات الأمن العراقية وسواها في المنطقة ممّن هم على استعداد لمحاربتهم، من دون إرسال جنودنا. واضح أن هذا خط أحمر للجميع: لا قوات برية». وأضاف: «يجب أن نكون قادرين على وضع خطة سوياً بحلول الجمعية العامة للأمم المتحدة» في نيويورك هذا الشهر. وتابع: «نحن مقتنعون بأننا سنملك خلال الأيام المقبلة، القدرة على تدمير داعش. قد يستغرق الأمر سنة أو اثنتين أو ثلاثاً، لكننا عازمون عليه». وأشار كيري إلى أن الأمر «يترتّب عليه تأثير في شأن سورية».

 

وأعتبر هاغل أن الدول العشر هي «التحالف الأساسي، والنواة الأساسية التي ستشكّل التحالف الأكبر والأوسع المطلوب لمواجهة هذا التحدي».

 

إلى ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده «مستعدة للتحرك ضمن احترام القانون الدولي» ضد «داعش» في العراق لا سورية، التي اعتبر أنها تشكّل «حالة مختلفة»، إذ إن باريس لا تعترف بشرعية الرئيس بشار الأسد.

 

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن قادة دول «الأطلسي» نددوا بـ «الإجماع» بـ «الأعمال الهمجية» التي يرتكبها «داعش»، مشدداً على أن «تهديداته تزيد عزمنا على الدفاع عن قيمنا، والقضاء عليه».

 

أوباما: أميركا ستقضي على قادة “الدولة الإسلامية

نيوبورت ـ رويترز، أ ف ب

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة إن الولايات المتحدة ستلاحق مقاتلي “الدولة الإسلامية” في العراق و”تقضي على” قادتها من أجل تدمير هذه المنظمة مثلما فعلت مع تنظيم “القاعدة” وكما تفعل في الصومال. وفي بعض من أشد تصريحاته منذ بدأت واشنطن هجمات جوية الشهر الماضي لوقف تقدم “الدولة الإسلامية” في شمال العراق عرض أوباما خطة طويلة الأجل لإضعاف هذه الجماعة وتدميرها في نهاية الأمر. وقال في مؤتمر صحافي بعد اجتماع قمة لحلف شمال الأطلسي في ويلز “سنحقق هدفنا. سنضعف الدولة الإسلامية ونهزمها في نهاية المطاف مثلما فعلنا مع القاعدة.” وأوضح أنه “في البداية تردهم على أعقابهم وتضعف بشكل ممنهج قدراتهم وتضيق مجال عملهم وتقلص ببطء المساحة والأرض التي قد يسيطرون عليها وتقضي على قادتها وبمرور الوقت لن يستطيعوا تنفيذ هجمات إرهابية كتلك التي كانوا في وقت ما قادرين على تنفيذها.” وأكد أيضا أن الولايات المتحدة قتلت أحمد غودان المؤسس المشارك لجماعة الشباب الصومالية في غارة جوية هذا الأسبوع. وفي وقت سابق قال اوباما إن حلفاء رئيسيين بحلف شمال الأطلسي مستعدون للانضمام إلى الولايات المتحدة في القيام بعمل عسكري لهزيمة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق. وقال إن واشنطن ستدمر هذه الجماعة مثلما فعلت مع مقاتلي تنظيم القاعدة الذين نفذوا هجمات 11 من أيلول (سبتمبر) 2001 على الولايات المتحدة. وأضاف أوباما أن زعماء حلف شمال الأطلسي أجمعوا في لقاء قمة عقد في ويلز على أن المقاتلين المتشددين يشكلون خطرا بالغا على الغرب وأنه لقي مساندة للتحركات الأميركية في العراق. وقال أوباما بعد أن اجتمع وزراء 10 دول على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي لتشكيل ما سمته واشنطن “ائتلافا أساسيا” إن “حلفاء رئيسيين في حلف شمال الأطلسي يقفون على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا الخطر الإرهابي من خلال العمل العسكري والاستخبارات وإنفاذ القانون وكذلك الجهود الدبلوماسية”. وقال في مؤتمر صحافي “انضم حلفاء بالفعل إلينا في العراق حيث أوقفنا تقدم الدولة الإسلامية وقمنا بتجهيز شركائنا العراقيين وساعدناهم على الهجوم”. وأضاف أن الولايات المتحدة تأمل أن يتم تشكيل حكومة عراقية جديدة الأسبوع المقبل وإنها على يقين أنها ستصل إلى تكوين تحالف من أجل العمل المتواصل لتدمير “الدولة الإسلامية”.

 

وأعرب عن ثقته بأن تنظيم “الدولة الاسلامية” سيهزم، مؤكدا أن “ائتلافاً دولياً واسعاً” سيشكل لمواجهة هذا التنظيم.

 

وقال أوباما: “الامر لن يحصل بين عشية وضحاها، الا اننا نتقدم في الاتجاه الصحيح. سنضعف تنظيم الدولة الاسلامية وفي النهاية سنهزمه”.

 

وبعد اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش الاجتماع، أعلن أوباما أن الولايات المتحدة وتركيا تتعاونان بشأن الخطر الذي يفرضه مقاتلون اسلاميون أجانب عائدون الى أوطانهم من العراق وسورية.

 

ووجه أوباما- الذي كان يتحدث الى الصحافيين قبل فترة وجيزة من محادثاته مع أردوغان على هامش قمة الناتو- الشكر الى تركيا العضو في الحلف على ما وصفه بدورها كجسر بين أوروبا والشرق الاوسط. وتشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها بقلق متزايد من ان المقاتلين الاجانب الذين أظهروا ولاء للدولة الاسلامية سيهاجمون أهدافا مدنية لدى عودتهم الى أوطانهم. وقال أوباما “أود ان أعبر عن تقديري للتعاون بين أجهزة المخابرات والجيش في الولايات المتحدة وتركيا في التعامل مع قضية المقاتلين الاجانب.” ووصف ذلك بأنه مجال “به مزيد من العمل الذي نقوم به” وقال انهم سيبحثون أيضا المساعدة الانسانية للسوريين الفارين من الحرب الاهلية المستمرة في بلدهم منذ أكثر من ثلاث سنوات.

 

إيران تلتقي الأميركيين للتنسيق في العراق

طهران – محمد صالح صدقيان { نيويورك – «الحياة»

رفضت مصادر إيرانية مطلعة التعليق علی معلومات عن موافقة مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، على السماح بإجراء اتصالات مع الجانب الأميركي للتنسيق في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

وأكدت المصادر أن طهران لن «تدخر جهداً إذا كان ذلك يصب في مصلحة العراق حتی وإن كان عبر الحوار مع الجانب الأميركي كما حدث العام 2007»، وأن أي اتصال بين الطرفين «يتم بعد التشاور مع الجانب العراقي وبمشاركته» .

 

وكان تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أكد أمس، أن ضباطاً إيرانيين التقوا نظراءهم الأميركيين في إقليم كردستان للتنسيق في مواجهة «داعش»، بعد تحرير مدينة آمرلي، وأن اللقاء تم بموافقة خامنئي.

 

وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي، الذي رأس وفد بلاده خلال اجتماع مع الوفد أميركي برئاسة مساعد وزير الخارجية وليم بيرنز، أكد عدم وجود مؤشرات في الوقت الحاضر تدفع طهران إلى التعاون مع واشنطن في مواجهة «داعش»، لكن «هناك مصلحة مشتركة بين البلدين للقضاء علی هذا التنظيم».

 

وقالت المصادر لـ «الحياة» إن الوفد الإيراني في جنيف «لديه صلاحية مناقشة بعض الملفات الإقليمية مع الأميركيين، مثل مواجهة الإرهاب والملفين السوري والعراقي، إلا أنه غير مخول التوصل إلى اتفاق أو تفاهمات في المواضيع المطروحة»، مشيرة إلی أن التعليمات إلى الوفد «حصرت المحادثات في إطار معرفة كل طرف وجهة نظر الآخر في المواضيع ذات العلاقة من دون الموافقة على أي خطوة عملية».

 

من جهة أخرى، شهد اليومان الماضيان تسريب صور لقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني في إحدی ضواحي آمرلي العراقية، ظهر في إحداها إلی جانب مقاتل عراقي من قوات «الحشد الشعبي»، وفي الثانية كان يؤدي الصلاة مع مجموعة من المقاتلين العراقيين.

 

وكان وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي أكد وجود مستشارين إيرانيين في إقليم كردستان قدموا استشارات إلى المقاتلين الأكراد الذين يتصدون لـ «داعش».

 

على صعيد آخر أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، أن أتاوا ستنشر «عشرات» العسكريين في العراق «لتقديم الاستشارات والمساعدة». وأضاف أن هذا القرار اتخذ بالتنسيق مع الحكومة العراقية.

 

أما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فقال إن باريس مستعدة للمشاركة في ائتلاف ضد التنظيم مع «احترام قواعد القانون الدولي»، مشترطاً وجود «إطار سياسي» يتمثل في حكومة عراقية جديدة. واستبعد أي عمل في سورية في الوقت الراهن.

 

وليل أمس كذبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية موافقة ايران علی التعاون مع الولايات المتحدة في شان مواجهة «داعش» في العراق. وقالت «ان مواقفنا واضحة حيال هذا الامر ولاصحة لما نشرته البي بي سي من معلومات».

 

وفي نيويورك أكد العراق ترحيبه بتشكيل التحالف لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية – داعش في رسالة من وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الى رئيسة مجلس الأمن السفيرة الأميركية سامنثا باور نقلها السفير العراقي في الأمم المتحدة محمد علي الحكيم أمس.

 

وشدد الحكيم بعد اجتماع مغلق مع باور على ضرورة «أن يكون للدول الإقليمية دور أيضاً في محاربة هذه التنظيمات الإرهابية» مشيراً الى أن تنظيم داعش «ليس مشكلة عراقية وحسب» بل إقليمية ودولية.

 

وقال الحكيم إنه أبلغ باور عن الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وأولوياتها للمرحلة المقبلة.

 

كما بحث معها في الاستعدادات الجارية في مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار حول محاربة ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذي تعده الولايات المتحدة ويتوقع تبنيه في جلسة يترأسها الرئيس باراك أوباما في ٢٥ ايلول (سبتمبر) الجاري.

 

وأكد الحكيم على أهمية صدرو هذا القرار «الذي لن يكون متعلقاً بالعراق وحده بل بمواجهة ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب بشكل عام» لجهة تمويلهم وحركتهم وانتقالهم عبر الحدود وبين الدول.

 

«تنظيم البغدادي» يلجأ إلى الصلب لترهيب معارضيه

عمّان – تامر الصمادي { لندن – «الحياة»

في تطور لافت، سُجّل أمس وقوع تظاهرات ضد «الدولة الإسلامية» في محافظة دير الزور شرق سورية بعدما قُتل مدنيون بقصف للطائرات الحكومية ضد مقر لـ «الدولة» يقع في منطقة سكنية. وأوضحت مصادر حقوقية أن «دولة الخلافة» التي يقودها أبو بكر البغدادي ردت على التظاهرات المطالبة بخروجها من المناطق المأهولة بالسكان بشن حملة ترهيب ضد الأهالي تضمنت تنفيذ أول عملية صلب لمواطن من دير الزور اتهمته بـ «الكفر والردة». وجاء ذلك في وقت قُتل ما لا يقل عن 18 أجنبياً من عناصر «الدولة» (أحدهم أميركي) بقصف جوي استهدف قاعدتهم في محافظة الرقة المجاورة التي يُعتقد أن تنظيم البغدادي يتخذه مقراً لقيادته في سورية. وأكد ناشطون سوريون مساء أمس تحليق طائرات استطلاع بيضاء اللون وعلى مدى أكثر من ساعة بعد الظهر فوق مناطق في الرقة، وسط تكهنات بأن طائرات أميركية ترصد مواقع «الدولة» تمهيداً لشن غارات عليها. (للمزيد)

 

وفي عمّان، كشف وزير في الحكومة الأردنية لـ «الحياة» أمس، تشكيل «خلية أزمات عليا» لمواجهة التهديدات المحتملة التي قد يواجهها الأردن من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية». وأكد الوزير أن مجلس السياسات الذي يرأسه الملك عبدالله الثاني «اختار هذا الأسبوع رئيس الوزراء عبد لله النسور لترؤس الخلية التي مُثل فيها كل المؤسسات السياسية والأمنية»، وقال إن «الخلية ستعكف على تحديث الاستراتيجيات الخاصة بمكافحة الإرهاب والفكر المتشدد وإعادة صياغتها».

 

وترافق تشكيل الخلية مع تقارير أمنية حديثة أكدت ارتفاع عدد الجهاديين الأردنيين خلال العامين الماضيين من 1200 إلى 7000 جهادي، قرابة 2500 منهم يقاتلون في سورية. وترافق تشكيلها أيضاً مع حملة اعتقالات استهدفت الأسبوع الماضي قرابة 100 أردني بعد إعلان تأييدهم «الدولة الإسلامية».

 

ميدانياً في سورية، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الدولة الإسلامية نفّذت أول عملية إعدام في بلدة العشارة في الريف الشرقي لدير الزور بحق رجل، وذلك بإطلاق النار عليه في البلدة ومن ثم صلبه بتهمة الكفر والردة». ونقل عن مصادر أهلية أن التنظيم «عمد إلى إعدام الرجل في البلدة كسياسة لإرهاب من يفكّر في معارضته ضمن مناطق سيطرته». وكان «المرصد» نشر أول من أمس أن مواطنين من العشارة احتجوا أمام أحد مقار تنظيم «الدولة» كان استهدفه الطيران الحربي ما أدى إلى مقتل سيدة وطفلين من أحفادها وأم وابنتيها وزوجة ابنها ورجل. وتابع أن المحتجين رشقوا المبنى بالحجارة، معترضين على تواجده في منطقة مأهولة بالمدنيين، وبالتالي تحويل هذه المنازل إلى أهداف للطيران الحربي.

 

وقبل حادثة العشارة بدير الزور، أعلن «المرصد» أن 18 مقاتلاً أجنبياً من تنظيم «الدولة الإسلامية»، من بينهم جهادي أميركي، قتلوا في غارة جوية سورية على بلدة قرب مدينة الرقة، المعقل الرئيسي للجماعة المتشددة في شرق سورية.

 

وقال «المرصد» أيضاً إن غارة جوية أخرى يوم الخميس أصابت مقراً سابقاً للمخابرات في مدينة البوكمال قرب الحدود مع العراق يستخدمه تنظيم «الدولة» مقراً له، ما أسفر عن مقتل عدد غير محدد من أعضاء الجماعة.

 

وفي محافظة دمشق، نفذ الطيران الحربي ما لا يقل عن 10 غارات منذ صباح أمس على مناطق في أطراف حي جوبر من جهة عين ترما، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، بالقرب من حي تشرين، وفق ما أفاد «المرصد».

 

وفي ريف القنيطرة، أشارت «سانا» إلى «استهداف تجمعات الإرهابيين في مسحرة وتل مسحرة ورسم خميس ونقطة السبروكي بريف القنيطرة، والقضاء على أعداد منهم وإصابة آخرين»، لكن «المرصد السوري» لفت من جهته إلى سيطرة مقاتلي «جبهة النصرة» والكتائب الإسلامية على تل مسحرة وسرية الخميسية في القطاع الأوسط للقنيطرة.

 

وفي محافظة حلب، أعلن «المرصد» أن «12 مواطناً على الأقل بينهم طفل استشهدوا… جراء قصف للطيران المروحي ببرميلين متفجرين على كراج للسيارات المدنية عند دوار الحيدرية شرق حلب».

 

والد الصحافي سوتلوف: مقتل ابني سيغير العالم

ميامي – أ ف ب

شارك مئات الأشخاص في تكريم في كنيسة في فلوريدا أقامته أمس الجمعة، عائلة الصحافي الأميركي ستيفن ساتلوف الذي قطع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) رأسه قبل أيام. وقال والده آرثر سوتلوف بانفعال شديد “فقدت ابني وأفضل صديق لدي، أعرف ان مقتله سيغير العالم. أُريد التحدث من كل، قلبي لكنه منكسر”.

 

وقرأ احد أبناء عم ساتلوف في حفل التكريم الذي حضره السيناتور الجمهوري ماركو روبيو وحاكم الولاية ريك سكوت، رسالة كتبها الأخير أثناء احتجازه كرهينة وأوصلها أحد زملائه الذين كان معه في الأسر لكنه تمكن من الفرار “اعلموا انني بوضع جيد، عيشوا حياتكم بأقصى ما تستطيعون وقاتلوا من أجل سعادتكم”.

 

يُشار إلى أنه بعد أسبوعين على بث شريط فيديو عن قطع رأس الصحافي الأميركي جايمس فولي، نفذت “الدولة الإسلامية” تهديداتها وقتلت ستيفن سوتلوف، الصحافي الذي اختطف في آب (اغسطس) 2013 في سورية، وفق ما ظهر في شريط فيديو وزعته مجموعة سايت لمراقبة المواقع الجهادية. وأثارت الصور موجة استنكار في جميع أنحاء العالم.

 

مقتل 18 جهادياً في غارة سورية على الرقّة المعارضة تتقدّم بالقنيطرة والنظام بالغوطة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن 18 مقاتلا أجنبيا من تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يعرف بـ”داعش” بينهم جهادي أميركي قتلوا في غارة جوية سورية على بلدة قرب مدينة الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم المتطرف في شرق سوريا.

وقال ان مقاتلين من “الدولة الاسلامية” اعدموا امس شابا في بلدة العشارة بالريف الشرقي لدير الزور في شرق سوريا اثر قيام تظاهرة ضمت مئات الاشخاص طالبت مقاتلي التنظيم بمغادرة البلدة.

وكانت بلدة العشارة استهدفت الخميس بغارات جوية شنها سلاح الجو السوري على مواقع للتنظيم، مما ادى الى مقتل ثمانية مدنيين بينهم طفلان وأثار غضب السكان الذين تجمعوا مساء امام مقر للتنظيم مطالبين بخروج المسلحين من البلدة.

وتحدث المرصد عن سيطرة مقاتلي المعارضة على تل مسحرة وسرية الخميسية في القطاع الأوسط من ريف القنيطرة.

أما الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا”، فأوردت ان “وحدات من الجيش السوري استهدفت تجمعات الإرهابيين في ريف القنيطرة وفي حي الأربعين بدرعا البلد وفي خان العسل ومناطق أخرى بريف حلب ودمرت مستودع أسلحة بمحيط بلدة سرجة في جبل الزاوية بإدلب، فيما وسعت نطاق سيطرتها في الغوطة الشرقية”.

من جهة أخرى، طالبت 79 منظمة حقوقية باطلاق ثلاثة ناشطين بارزين في مجال حقوق الانسان هم مازن درويش وهاني الزيتاني وحسين غرير.

في غضون ذلك أعلن مصدر في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أن من المقرر انتخاب رئيس للحكومة الموقتة التابعة للائتلاف خلفاً لرئيسها المقال أحمد طعمة في اجتماع الهيئة العامة في 15 ايلول الجاري، وذلك بتأخير أكثر من ثلاثة أسابيع عن الموعد المحدد.

 

قمة الأطلسي: حرب مستعجلة تستثني الساحة السورية

معالم التحالف ضد «داعش» ترتسم

بدا، امس، أن معالم التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» قد بدأت ترتسم، بعد حصول الرئيس الأميركي باراك أوباما على دعم حلفائه «الأطلسيين» في القمة السنوية لـ«الناتو» في ويلز في بريطانيا، والتي خرجت ببيان ختامي ندد بـ«الأعمال الهمجية والمقيتة» التي يرتكبها تنظيم «داعش»، وفي اجتماع آخر عُقد على هامش هذه القمة، وأكدت فيه عشر دول غربية استعدادها للمشاركة في الخطة الأميركية ضد التنظيم المتشدد، لتنتقل بذلك إدارة أوباما إلى مرحلة أكثر تقدّماً في حشد الدعم الإقليمي، وهو ما سيكون محور الجولة الخليجية التي يقوم بها وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هايغل خلال الأسبوع المقبل، وبعدها الدعم الدولي الأوسع حين يطرح الأمر خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية ايلول الحالي.

وفي الوقت الذي احتل فيه خطر «داعش» الأولوية في جدول أعمال القمة «الأطلسية»، فإن باقي ما ناقشه الحلفاء الغربيون لم يكن أقل خطورة، وخصوصاً في ظل التوتر في العلاقات الغربية – الروسية على خلفية الأزمة الأوكرانية، وخطط التوسع التي ينتهجها «الناتو»، والتي تتجاوز الخطوط الحمراء الروسية. فإلى جانب الحديث عن عقوبات دولية جديدة ضد موسكو، برغم المفاوضات الجارية في مينسك لحل تلك الأزمة، أقرّ القادة «الأطلسيون» تشكيل قوة للتدخل السريع في شرق أوروبا، معربين عن رفضهم قيام أي دولة بفرض «فيتو» على انضمام أعضاء جدد إلى الحلف، في إشارة واضحة إلى الرفض الروسي لضم أوكرانيا وجورجيا الى هذا التحالف الغربي الذي نشأ في خضم الحرب الباردة.

وأكد الحلف الأطلسي، في البيان الختامي لقمة ويلز، أنه «سيرد بحزم ومن دون تردد، على تنظيم الدولة الإسلامية، في حال تهديده لأمن أي من الدول الأعضاء في الناتو، تطبيقاً لاتفاقية الدفاع المشترك» بين دول الحلف.

وأضاف البيان ان الحلف «يدين بأشد العبارات استهداف تنظيم الدولة الإسلامية للمدنيين، في هجماته الوحشية، وغير الأخلاقية»، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة عراقية تمثل جميع العراقيين، وتكون أساساً في وضع حدٍ للتدهور الأمني في العراق، ومجابهة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأشار البيان إلى توافق دول «الناتو» على تنسيق الدعم الأمني للعراق، مشيراً إلى أن الحلف الأطلسي مستعد لدراسة أي طلب من الحكومة العراقية في إطار بناء القدرات الدفاعية والأمنية.

ولفت البيان الختامي إلى أنّ دول الحلف «ستتبادل المعلومات»، في ما بينها، حول المقاتلين الأجانب في سوريا.

وعقب اجتماع عقده قادة عشر دول غربية على هامش أعمال قمة ويلز، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن حلفاء رئيسيين في حلف شمال الأطلسي مستعدون للانضمام إلى الولايات المتحدة في القيام بعمل عسكري لهزيمة مقاتلي «الدولة الإسلامية». وأضاف أن واشنطن ستدمر هذه الجماعة مثلما فعلت مع مقاتلي تنظيم القاعدة الذين نفذوا هجمات 11 أيلول العام 2001، لافتاً إلى ان القادة «الأطلسيين» أجمعوا في قمة ويلز على أن المقاتلين المتشددين يشكلون خطراً بالغاً على الغرب، وأنه لقي مساندة للتحركات الأميركية في العراق.

وتابع أن «حلفاء رئيسيين في حلف شمال الأطلسي يقفون على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا الخطر الإرهابي من خلال العمل العسكري والاستخبارات وإنفاذ القانون وكذلك الجهود الديبلوماسية… وقد انضم بالفعل حلفاء إلينا في العراق، حيث أوقفنا تقدم الدولة الإسلامية، وقمنا بتجهيز شركائنا العراقيين وساعدناهم على الهجوم».

وإلى جانب الولايات المتحدة، شاركت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والدنمارك واستراليا وتركيا وكندا وبولندا في الاجتماع، الذي يبدو انه رسم أساس هذا التحالف المستقبلي الذي يأمل كيري أن يتشكل بحلول موعد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية ايلول المقبل.

من جهة ثانية، قال وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان جون كيري وتشاك هيغل، في بيان مشترك عقب اجتماع لوزراء الخارجية والدفاع في الدول العشر، إن «لا مجال لإضاعة الوقت لتشكيل تحالف دولي واسع يستهدف إضعاف التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والقضاء عليه في نهاية المطاف».

ويبدو أن ثمة إجماعاً بين الدول الغربية التي ستشكل نواة التحالف الدولي ضد «داعش» على أن المعركة ضد التنظيم المتشدد لن تلحظ إرسال قوات برية، سوى ضمن إطار محدود على شاكلة مستشارين عسكريين أو ما شابه، وهو ما عبّر عنه رئيس الديبلوماسية الأميركية بقوله «أعتقد أن الخط الأحمر بالنسبة الى الجميع حول هذه الطاولة هو لا قوات على الأرض».

وأوضح كيري وهيغل، في بيانهما، أن «التحالف الدولي يجب ان يقوم على محاور عدّة: الدعم العسكري لشركائنا العراقيين، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب، والتصدي لتمويل تنظيم الدولة الإسلامية، ومعالجة الأزمة الإنسانية، ونزع الشرعية الايديولوجية لتنظيم الدولة الاسلامية».

وأشار البيان إلى ان «المشاركين أكدوا استعدادهم للمشاركة الكاملة في هذه المقاربة المنسقة… في الأيام المقبلة سنواصل المباحثات مع شركائنا في المنطقة الذين لديهم دور مهم يقومون به».

وتابع البيان «سنشكّل قوة عمل متعددة الجنسيات لمشاركة المزيد من المعلومات حول تدفق المقاتلين الاجانب».

وتضمن البيان تصريحات لكيري جاء فيها: «يجب ان نكون قادرين على وضع خطة سوياً بحلول موعد اجتماعنا في الجمعية العامة للامم المتحدة». وفي إشارة إلى «داعش»، قال كيري «انهم ليسوا منظمين، كما يعتقد الجميع… أما نحن فلدينا التكنولوجيا، ولدينا الخبرة. ومن الواضح ان ما نحتاج اليه هو الإرادة للتأكد من ثباتنا ومثابرتنا»، مضيفاً «يتعين علينا ان نهاجمهم بطرق تمنعهم من الاستيلاء على أراض، وتعزز قوات الامن العراقية وسواها في المنطقة ممن هم على استعداد لمحاربتهم من دون أن نرسل جنودنا».

إلا أن مصدراً فرنسياً اعتبر ان عراقيل كثيرة ما زالت قائمة في ما يتعلق بمحاربة «داعش»، باعتبار ان التنظيم المتشدد قد أعلن قيام «الخلافة» في أراض سورية وعراقية في الوقت ذاته.

وأضاف «في العراق، هناك حكومة تطلب المساعدة وهذا إطار محدد. أما في سوريا، فهناك دولة ومعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية. إنها عملية أكثر تعقيدا على الصعيد السياسي والقضائي، خصوصاً أن (الرئيس السوري بشار) الأسد ليس شريكاً».

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد أبدى انفتاحاً على «رد عسكري» ضد «داعش»، موضحاً ان ذلك يجب أن يتم «في كنف احترام القانون الدولي»، قبل أن يعلن استعداد فرنسا للانضمام إلى التحالف الدولي ضد التنظيم المتشدد بشرط «احترام قواعد القانون الدولي»، ووجود «إطار سياسي» يتمثل في تشكيل حكومة عراقية جديدة، مستبعداً قيام أي عمل في سوريا «قبل الحصول على دليل واضح بأن ما يمكن ان نقوم به لن يصب في مصلحة بشار الأسد».

وأضاف أن «هذا لن يمنعنا من التحرك، بما اننا سبق ان قدمنا المساعدة الى الجيش السوري الحر، إلا ان ذلك يفترض توافر شروط اخرى، لأننا هنا لسنا في الوضع نفسه بالنسبة الى القانون الدولي»، موضحاً «بالنسبة الى العراق، فإنّ السلطات التي نعتبرها شرعية هي التي تستدعينا. أما في سوريا، فمن الذي سيستدعينا؟».

بدوره، أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر ان كندا ستنشر «عشرات» العسكريين في العراق «لتقديم الاستشارات والمساعدة»، التي ستشمل «تقديم وسائل تحرك أكثر فعالية لقوات الامن في شمال البلاد لمواجهة تهديد الدولة الإسلامية».

وأضاف هاربر، في بيان، أن «تطرف التنظيم الإرهابي (الدولة الإسلامية) هو خطر حقيقي على الأمن الإقليمي، وعلى ملايين الأبرياء في العراق وسوريا وخارجهما». وتابع «إذا تركت (الجماعة) دون مقاومة، فستكون خطراً مباشراً على كندا وحلفائها».

 

أوكرانيا وجورجيا

 

من جهة ثانية، قال الأمين العام لحلف شمال الاطلسي أندرس فوغ راسموسين ان «الناتو» يرفض أن تمتلك دولة ثالثة حق النقض «الفيتو» على سياسة توسعة الحلف وذلك في رد على التحذيرات التي أطلقتها روسيا من مغبة محاولة أوكرانيا الانضمام الى التحالف الغربي.

وأضاف «لا تزال أبواب الحلف مفتوحة (للعضوية) وسيتم تقييم كل دولة وفقاً لمدى جدارتها»، مشيراً إلى ان «الناتو» أقر حزمة من الإجراءات لتعزيز القدرات الدفاعية لجورجيا، وتحسين استعدادات الجمهورية السوفياتية سابقا للانضمام إلى الحلف.

إلى ذلك، أعلن راسموسين ان الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي قررت تشكيل قوة رد سريع يمكن أن تنشر لبضعة أيام في حال حدوث أزمة، مشيراً إلى انها قررت الإبقاء على «حضور دائم» في شرق أوروبا.

وأوضح أن «إحدى نتائج خطة الرد السريع ان يكون الحلف حاضرا بوضوح في الشرق. وأعتقد ان هذا يبعث برسالة بالغة الوضوح الى موسكو».

وتابع «اتفقنا اليوم على الإبقاء على حضور دائم ونشاط دائم لسلاح الجو والبر والبحر في القسم الشرقي للحلف على أساس التناوب».

وفي وقت أثمرت المحادثات الروسية – الأوكرانية في مينسك اتفاقاً على وقف لإطلاق النار في شرق الدولة السوفياتية السابقة، قال أوباما إن وقف إطلاق النار يمكن ان يحمل السلام الى أوكرانيا «فقط إذا استُتبع بخطوات على الارض»، مضيفاً «نحن متفائلون، لكن استنادا الى التجربة السابقة فنحن ايضا متشككون إزاء احترام الانفصاليين لوقف إطلاق النار، وإزاء توقف الروس عن انتهاكهم سيادة وسلامة أراضي أوكرانيا». وتابع «لذلك لا بد من أن يستتبع وقف إطلاق النار بخطوات على الارض، ومن الأفضل فرض عقوبات (على روسيا) حتى ولو ألغيناها لاحقا».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أب)

 

«أحرار الشام» بين «المنهج» والدعم القطري

عبد الله سليمان علي

تقف «حركة أحرار الشام» الإسلامية على منعطف حاسم عقائدياً وعسكرياً. وبينما تحاول قيادتها التصدي للعاصفة الأشد التي تتعرض لها الحركة حتى الآن منذ تأسيسها، يبرز المال القطري كعامل شديد التأثير في تحديد مصير الحركة والخيارات المتاحة أمامها.

وبعد حوالي ثلاث سنوات على تأسيسها، حيث كانت من أوائل الفصائل المسلحة ظهوراً على الأرض السورية، وجدت «أحرار الشام» نفسها مضطرة للبحث عن هوية جامعة لها، من شأنها احتواء الخليط غير المتجانس الذي تتكون منه، والمهدد بالانقسام والتشرذم بفعل الضغوط الهائلة التي تفرضها التطورات الميدانية المتسارعة.

وكانت الأزمة مكتومة طوال الأشهر الماضية، وتحديداً منذ بدء القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في كانون الأول الماضي، حيث تعرضت قيادة الحركة لاختبار رفض عدد من الكتائب والمقاتلين التابعين لها قتال «داعش» متذرعين بما أصبح مصطلحاً متداولاً على نطاق واسع هو «أخوة المنهج».

وقد تكون السهولة التي انشقت فيها بعض كتائب «أحرار الشام» في المنطقة الشرقية، وقيامها بمبايعة أمير «الدولة الإسلامية» أبي بكر البغدادي الأمر الذي أتاح للأخير بسط نفوذه على كامل ريف دير الزور ضارباً بيد من حديد كل من يعارضه أو يختلف معه، تطبيقاً عملياً لصعوبة الاختبار الذي تعرضت له الحركة، ومؤشراً على خطورة ما ينتظرها في حال لم تجد حلاً لهذه المعضلة التي أخذت تتفشى بسرعة كبيرة، مهددة بمزيد من الانشقاقات، أو على الأقل عدم طاعة الأوامر.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن ما يقارب خمسة آلاف مقاتل اعتزلوا قتال «الدولة الإسلامية»، من بين حوالي 30 ألفا هم الجناح العسكري للحركة. وكان القادة «الشرعيون» يجدون صعوبة كبيرة في إقناع مرؤوسيهم بأسباب قتال «الدولة» ومبرراته الفقهية والشرعية نتيجة ترسخ فكرة وحدة المنهج في عقولهم، وأنه لا يجوز قتال الإخوة في المنهج الواحد بعضهم البعض، حيث فضّل قسم منهم اعتزال ما يصر على تسميته بـ «الفتنة» بينما كان القادة يحاولون توصيفه على أنه رد الصائل، أو دفع المعتدي، أو قتال الخوارج.

في هذه الأثناء كانت «حركة أحرار الشام» تحت رصد دقيق من قبل عدة أجهزة استخبارات إقليمية ودولية تحاول جمع المعطيات عن نهجها وسلوكها وإمكانات توجيهها، خصوصاً منذ سقوط معبر باب الهوى في يدها، وسيطرتها على مقار ومستودعات «الجيش الحر» نهاية العام الماضي، وإعلان الولايات المتحدة صراحة أنها تريد الحوار مع الحركة. والرغبة في الحوار لم تكن وليدة جهل واشنطن بالحركة وتكوينها، وإنما محاولة منها لتغليب تيار داخل «أحرار الشام» على تيارات أخرى كانت تثير قلقها وخوفها نتيجة ارتباطها العضوي بتنظيم «القاعدة العالمي»، كالتيار الذي كان يقوده أبو خالد السوري الذي قتل قبل حوالي ثمانية أشهر.

وأعطت الحركة عدة مؤشرات على أنها قابلة للتطويع، وربما الرضوخ. المؤشر الأول هو انضمامها إلى الفصائل التي شكلت «الجبهة الإسلامية» في تشرين الثاني الماضي، رغم الاختلاف العقائدي بينها وبين العديد من هذه الفصائل. والثاني توقيعها على ما سمي «ميثاق الشرف الثوري» الذي اتخذ موقفاً واضحاً من المقاتلين الأجانب، مع تراجع في منسوب هدف «إسلامية الدولة» الذي تتطلع إليه الحركة، إذ بعد تأكيدها في ميثاق تأسيسها على هدف «الدولة الإسلامية» ورفض الديموقراطية، اكتفت الحركة في «ميثاق الشرف» بهدف تطبيق «الشريعة الإسلامية»، الذي لا يخلو منه دستور من دساتير الدول العربية الحالية.

وشجعت هذه المؤشرات أجهزة الاستخبارات، خصوصاً الاستخبارات القطرية، على فتح خطوط تواصل واسعة مع قيادة الحركة، التي يقيم قسم أساسي منها في تركيا. وكانت الغاية الأساسية من هذا التواصل، محاولة كسب «أحرار الشام» إلى صفوف ما تصفه الدول الغربية بالمقاتلين «المعتدلين» وفك ارتباطها غير المعلن مع تنظيم «القاعدة»، بهدف تركيز الجهود العسكرية لإسقاط النظام السوري، الذي استطاع الصمود طوال السنوات الماضية، وذلك من دون الوقوع تحت طائلة مكافحة الإرهاب التي كانت بوادرها بدأت بالظهور منذ تأزم الأحداث في العراق ومن ثم سيطرة «الدولة الإسلامية» على مدينة الموصل وإعلان «الخلافة».

وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها «السفير» فإن الاستخبارات القطرية تمكنت من تنمية علاقتها بشكل خاص مع القائد العسكري لـ «أحرار الشام» أبو طلحة، الذي أصبح يتحكم وحده بالكتلة المالية التي يوفرها الدعم القطري، وكذلك بشحنات الأسلحة التي تدخل عبر الحدود التركية لتستقر في المستودعات التي يشرف عليها بنفسه، وهو ما منحه نفوذاً كبيراً داخل الحركة مكنه من استقطاب تيار واسع، يأتمر بأوامره ويعمل بهدي الجهاز الذي يتعامل معه، الأمر الذي أدى إلى تصعيد التنافس، أو الصراع بين تيارات الحركة، ومحاولة كل منها إحكام سيطرته على سلطة اتخاذ القرار فيها، خصوصاً بعد الإعلان في بداية آب الماضي عن تشكيل تحالف من 18 فصيلاً بقيادة قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، واتجاه التحالف إلى تشكيل «مجلس موحد لقيادة الثورة السورية».

لم تنضم «حركة أحرار الشام» إلى التحالف في البداية، واعتبر ذلك دليلاً على تمسكها بما تبقى من مبادئها التي شتتها التدخل القطري في شؤونها. ولكن سرعان ما فاجأت الحركة الجميع بإعلانها القبول بالمشاركة في أعمال اللجنة التحضيرية المخولة مناقشة موضوع تشكيل «القيادة الموحدة».

البصمة القطرية واضحة في اتخاذ هذا القرار الأولي، لاسيما في ظل أنباء تحدثت عن اجتماعات مكثفة شهدتها مدينة اسطنبول التركية بين ضباط قطريين وقيادات الحركة تهدف إلى «إقناعها» بالانضمام إلى تحالف علوش، وهو ما يبدو أن الأمور متجهة إليه.

لذلك لم يكن غريباً أن يؤدي هذا القرار إلى انعكاسات كبيرة داخل الحركة، منها استقالة اثنين من «أمراء» الحركة، هما «أميرها» على حلب أبو يزن الشامي و«أميرها» على إدلب أبو يوسف البدوي، وسط معلومات عن اتجاه قيادة الحركة إلى إحداث تغييرات جذرية في هيكليتها التنظيمية ومناصبها الكبرى، بما ينسجم مع التوجهات الجديدة التي نقلتها من أحضان السلفية «الجهادية» إلى التحالف مع فصيل علماني، هو «حركة حزم» (أحد فصائل تحالف الـ18)، المرضي عنها غربياً والموصوفة بـ«المعتدلة».

وقد أثار توجه «أحرار الشام» نحو التحالف مع «حركة حزم» غضب بعض منظري السلفية «الجهادية»، وعلى رأسهم الصيدلاني الأردني إياد القنيبي الذي اتهم التحالف الجديــد بالعمل وفق أجندات خارجية، ليحدث سجال كبير بينــه وبــين بعــض قيــادات الحركة، منهم «أميرها» حسان عبود والمســتقيل من «إمارة» حلب أبو يزن الشامي الذي كان له تصريح خطير قد يشــير إلى المسار الذي تسير به الحركة بعيداً عن مبادئها المعلنة، حيث كتب الشامي، رداً على القنيبي، «نعم أنا كنت سلــفيا جهاديا، وحبست على هذه التهمة في سجون النــظام، واليوم استــغفر الله وأتوب إليه واعتذر لشعبنا أنـنا أدخلــناكم في معارك دونكيشــوتية كنتم في غنى عنها».

ولم يفت الشامي أن يطالب كلاً من القنيبي ومنظر السلفية «الجهادية» في الأردن أبو محمد المقدسي «بالكف عن منشورات التخوين والوسوسة والتشكيك بأي فصيل لا ينتمي للسلفية الجهادية».

وبالتزامن مع هذه التطورات كانت بعض الكتائب، مثل «لواء علي بن أبي طالب» وجناح «أحرار الشام» في مدينة طعوم الإدلبية يعلنان تحفظهما على توجهات الحــركة، ويهــددان بالانشــقاق. فهل تتحقق نبوءة والي «داعش» السابق على حلب أبو أثير الأنصاري بأن «أحرار الشام» ستنقسم إلى ثلاثة أقسام، أكبرها سينضم إلى تنظيمه؟.

 

هواجس سورية من إستراتيجية واشنطن ضد «داعش»

زياد حيدر

تنشغل دوائر صنع السياسة في سوريا، في محاولة تقييم احتمالات الوضع السياسي، وما ينطوي عليه من مخاطر إضافية اتجاه سوريا، في ظل اندفاع الأميركيين لتأسيس «تحالف دولي ضد الإرهاب»، والذي تخشى دمشق أن يكون أشبه بنواة جديدة لما سبق وسمي بمجموعة «أصدقاء سوريا»، تتعدى أهدافه مكافحة المد التكفيري لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش»، نحو تقوية حلفاء الغرب على الأراضي السورية.

وينحو تفكير دمشق الرسمي على أن الحرب ضد «داعش» ستأخذ منحى وعراً، لا يصيب التنظيم الإرهابي فحسب، بل يحاول ارتجال مسارات جديدة في الأزمة السورية. وكما كان متوقعاً، تراجع الرهان إلى أبعد زاوية من احتمال إشراك دمشق في التحالف الدولي الإقليمي الجاري تكوينه لمكافحة «داعش»، والذي كان إلى وقت قريب يشكل منفذاً واقعياً لعودة التنسيق الدولي الأمني، ثم السياسي، مع سوريا، ويشكل نافذة دمشق للخروج دولياً من أزمتها الراهنة.

وأعلنت الخارجية السورية لهذه الغاية صراحة تأييدها للقرار الدولي 2170، مشيرة إلى ترحيبها بكل الجهود الرامية لمواجهة «الدولة الإسلامية» ورغبتها في الانضمام إليها، إلا أن واقع الحال الآن، أن هذا القرار بدأ يثير ريبة عسكرية، بالنظر إلى رغبة الدول الإقليمية والغربية في إقصاء كل من دمشق وطهران عن التحالف المعادي لـ«داعش»، والتنسيق مع خصومهما بدلا عن ذلك.

ويعتقد سياسيون في دمشق، وفق ما اطلعت عليه «السفير»، أن إستراتيجية واشنطن ستقوم على دعم ما تبقى من فصائل «حية» في «الجيش الحر» في المنطقة الشمالية الشرقية، وستشجع غيرها من الفصائل في مناطق أخرى على الانضمام لهذه الحرب.

وستبنى الإستراتيجية الأميركية، وفق هذا التحليل، على ضعف «داعش» المأمول في العراق لجمع أكبر عدد من المؤيدين لخصومه في سوريا، وبينهم قوى سبق وبايعت «الدولة الإسلامية» في لحظات قوته، بحيث تمنحها التغيرات في موازين القوى فرصة جديدة للعودة إلى المعسكر الثاني.

كما ستبرز «حركة حزم»، التي سبق وتلقت أسلحة أميركية متطورة، على هذه الأجندة، ولا سيما في ريفي حلب ودرعا بشكل خاص، كما تتصدر «الجبهة الإسلامية» مجددا قائمة الحلفاء المحتملين للتحالف الدولي. والجبهة كما يشاع فصيل مدعوم من السعودية، وتسعى دمشق من دون جدوى حتى الآن لضمها إلى كل من «داعش» و«جبهة النصرة» في التصنيف الدولي، باعتبارها فصيلا إرهابيا مرتبطا بتنظيم «القاعدة»، و«مسؤولة عن ارتكاب مجازر بحق المدنيين».

من جهتها، تراقب دمشق مساعي قطر في تعويم «جبهة النصرة» كبديل محتمل لملء الفراغ الناتج مستقبلا عن اندحار «الدولة الإسلامية»، على الرغم من صعوبات هذا الطموح، بسبب ارتباط «النصرة» الصريح مع «القاعدة»، رغم أنها تقيم علاقات مباشرة، هي الأخرى، مع فصائل «الجيش الحر»، وتشاركها معاركها في حماه ودرعا وريف دمشق.

كما من المتوقع، وفق القراءة ذاتها، أن تتقدم الولايات المتحدة باتجاه العشائر العربية السنية، كما الفصائل الكردية، في الريف الشمالي الشرقي، والتي شكلت مصدر عداء لـ«داعش» خلال المعارك في العام الذي مضى، وبايع بعضها «الدولة الإسلامية» لأسباب، بين أبرزها، «اتقاء شر الوافد العسكري الجديد». ويمكن لهذه العشائر أن تتحرك بفعالية في حال تأمنت لديها قدرة التسليح الكافية، كما الغطاء الجوي، خصوصا بالنظر للامتداد الذي تشكله فروعها في العراق والسعودية.

وسبق للرئيس الأميركي باراك أوباما أن أشار صراحة، منذ يومين، إلى أن «الأمر سيتطلب وقتاً بالنسبة إلينا حتى نكون قادرين على تشكيل التحالف الإقليمي المطلوب من أجل أن نتمكن من الوصول إلى القبائل السنية في بعض المناطق التي يحتلها داعش، والتأكد من أن لدينا حلفاء على الأرض جنباً إلى جنب مع الضربات الجوية التي بدأنا بها».

ورغم أن كلام الرئيس الأميركي جاء في سياق الحديث عن العراق، إلا أنه سبق وضرب على وتر مشابه منذ أسبوعين. حينها قال أوباما كلاما توقفت عنده دمشق، حين تحدث في حوار صحافي عن «حاجة الطائفة السنية (في سوريا كغالبية والعراق كأقلية) إلى خطة تلبي تطلعاتها»، مقترحا معالجة قضية نمو «داعش» من هذه الزاوية، بما يعنيه ذلك من إشراك كل العناصر الإقليمية والمحلية في هذه المعالجة.

رغم هذا، حاولت دمشق استباق ما جرى لاحقا، مع تقدم قوات «داعش» في العراق، بإرسال إشارات سياسية وعسكرية، فاستهدفت طائراتها الحربية، بعشرات الغارات، مواقع التنظيم في الرقة ودير الزور، على الرغم من وجود أولويات أخرى في مناطق اشد خطرا على الدولة، كما في محيط دمشق وجنوب البلاد ووسطها في حماه، كما في القنيطرة التي ينمو تهديدها باطراد. كما خرج وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي، رحّب فيه بالقرار الدولي، رغم الريبة التي لدى دمشق بصدده، كما أعلن حماس سوريا للدخول في أي تحالف دولي، أو إقليمي، لمواجهة الخــطر التكفيري. وشجعت موسكو الخطوة الأخيرة، ودعمتها، كما فعلت إيران، رغم قنــاعة الطرفين أن واشنطن وحلفاؤها ليسوا بصدد دعوة دمشق إلى النادي الجديد.

والواقع أنه ليس ثمة أوهام، لدى القيادة السورية، بصدد أي تحول ستقوم بها واشنطن اتجاهها. وكان سبق لمصدر سوري رفيع المستوى أن أكد، لـ«السفير»، عدم «توافر ظروف تنسيق أو تعاون أمني مباشر مع الولايات المتحدة» حتى الوقت الراهن.

على العكس، ثمة خشية من أن تحاول واشنطن الهروب، مما وصفه بعض مشرعي الكونغرس «بفشل إستراتيجيتها اتجاه سوريا»، بالعودة إلى خيار تسليح ما يسمى بـ«الفصائل المعتدلة»، وهو ما يعني تجدد مشروع «إسقاط النظام بالقوة العسكرية»، وعودة اشتعال الدم مجددا على جبهات عديدة.

 

أمريكا ستحارب «الدولة الإسلامية» بقوّات المنطقة ولن تتعاون مع طهران

لن ترسل جيوشاً برّية لأنها «خط أحمر للجميع»… وبريطانيا لم تلتزم بالمشاركة في الغارات

بغداد – «القدس العربي» من مصطفى العبيدي: نيوبورت ـ رويترز قالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها تعكف على تشكيل «تحالف أساسي» لمحاربة مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، فيما أرسلت قمة حلف «الناتو» التي أنهت أعمالها في بريطانيا أمس رسالة قوية الى روسيا بتأسيس قوة عسكرية جديدة تهدف لــ»الرد السريع»، كما قرر الإبقاء على «حضور دائم» في شرق أوروبا.

ودعت الولايات المتحدة إلى تأييد واسع من الحلفاء والشركاء، لكنها استبعدت إلزام نفسها بإرسال قوات برية وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في اجتماع ضم عشر دول «نحتاج لمهاجمتهم على نحو يحول دون استيلائهم على أراض ولتعزيز قوات الأمن العراقية وغيرها من قوات المنطقة المستعدة لقتالهم دون أن نلتزم بإرسال قوات». وأضاف «من الواضح أن هذا خط أحمر للجميع هنا: لا قوات برية».

وكان وزراء الدفاع والخارجية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا واستراليا وتركيا وإيطاليا وبولندا والدنمارك قد اجتمعوا على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز لوضع استراتيجية لمواجهة جماعة «الدولة الإسلامية» التي استولت على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية والتعامل مع الوضع المتأزم في أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند لتلفزيون بي.بي.سي أمس الجمعة ان بريطانيا لم تلتزم بالمشاركة في أي ضربات جوية ضد الدولة الاسلامية في العراق، لكنها ما زالت تبحث امكانية التحرك عسكريا ضد التنظيم.

وأضاف «الولايات المتحدة تشن بالفعل ضربات جوية. نحن في بريطانيا لم نلتزم بالمشاركة في أي ضربات جوية حتى الان لكن بالقطع سندرس هذا الاحتمال إذا اعتقدنا ان هذه هي الطريقة الأمثل والأكثر فعالية لدعم حكومة عراقية ذات مصداقية تضم كل الاطياف حين تتشكل الحكومة.»

وقال أمين عام حلف (الناتو) أندرس فوغ راسموسن :»أعتقد أن القرار الذي اتخذناه اليوم (أمس) لإعداد خطة للرد السريع يرسل رسالة واضحة جداً إلى روسيا بأننا مصممون بقوة على اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتوفير الحماية الفعالة والدفاع عن حلفائنا».

وطلب حلف شمال الاطلسي من موسكو الخميس أن تسحب قواتها من أوكرانيا ويجهز الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة مجموعة جديدة من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا بسبب توغلها في الاراضي الاوكرانية.

وقال هاموند لسكاي نيوز من ويلز حيث تعقد قمة حلف الاطلسي «سيحدث تصعيد آخر للضغوط اليوم حين يجتمع الاتحاد الاوروبي في بروكسل ليتخذ قرارا بشأن الجولة التالية من العقوبات.

«اقتصاداتنا هي في الاساس أكثر قوة ومرونة من الاقتصاد الروسي واذا انتهى الامر بدخول روسيا حربا اقتصادية مع الغرب ستخسر.»

واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة لا تنوي التعاون عسكريا مع ايران للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف «لن ننسق اي عمل عسكري مع ايران، ولن نتقاسم معلومات معها، كما ليس لدينا اي خطط للقيام بذلك».

من جهة اخرى قال التلفزيون الرسمي العراقي إن أبو علاء العراقي، رئيس المجلس العسكري لتنظيم الدولة الإسلامية قتل في مدينة تلعفر، في غارة جوية.

وقال تلفزيون «العراقية» الرسمي إن «العراقي» قتل في غارة جوية في مدينة الموصل، شمالي العراق.

وبدورها، أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن مقتل مساعد بارز لزعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، في غارة في الموصل أيضا.

ولم يتسن التأكد من صحة هذه الأنباء من مصادر مستقلة.

 

«يديعوت»: 150 «خبيرا» شاركوا في مسح أي معلومات عن علاقة سوتلوف بإسرائيل

الناصرة – لندن «القدس العربي»: اكدت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان اسرائيل عملت فعلا على مسح اي معلومات في الشبكة العنكبوتية، تتعلق بعلاقة الصحافي الامريكي ستيفن سوتلوف بإسرائيل عندما وقع في أسر تنظيم «داعش» في سوريا. ولم يكشف عن جنسيته الاسرائيلية الا بعد قتله قبل أيام.

وكشفت الصحيفة ان 150 شخصا يتحدثون عشرين لغة عملوا على مدار الساعة من أجل محو أي ذكر لجنسيته الإسرائيلية.

ونجج الخبراء الذين لم تحدد الصحيفة ما إذا كانوا من المخابرات الإسرائيلية أم أشخاصا عاديين بمحو أي أثرٍ في شبكة الإنترنت قد يستنج منه تنظيم الدولة الإسلامية أنه ستيفن إسرائيلي.

وقال دانيل إزيكستون انه كان زميلا لستيفن منذ 2005 وحتى 2008 في دراسة تخصص «صراعات وأمن وإرهاب» في معهد هرتسليا متعدد الأغراض الذي يدرس فيه عدد كبير من ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي. وتم محو كل تقارير ستيفن في صحيفة جيروزليم بوست وفي مجلات أخرى، بالاضافة الى كل نشاطاته على فيسبوك أو توتير.

واكد ذلك وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرلمان مساء أول من أمس. وقال إن إسرائيل منعت وسائل الإعلام المحلية من نشر تقارير عن سوتلوف تفيد بانه مواطن إسرائيلي في نفس الوقت سعيا لتقليل الخطر عنه بعد أن احتجزه متشددون إسلاميون في سوريا العام الماضي.

وهاجر سوتلوف- وهو يهودي- إلى إسرائيل عام 2005. وقال ليبرمان لتلفزيون القناة العاشرة الإسرائيلي «كنا نعرف في مرحلة مبكرة وأصدرت الرقابة أمرا بالتكتم على الأخبار بأنه مواطن إسرائيلي.»

وتملك الرقابة العسكرية الإسرائيلية سلطة المنع المسبق من نشر تقارير إعلامية تراها مضرة بأمنها القومي.

 

الأسد خارج اللعبة ولن يكون حليفا للغرب… والسنّة لن يرضوا ولا المعارضة السورية

إعداد إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: تتجه الولايات المتحدة وبريطانيا نحو تشكيل تحالف موسع لمواجهة تهديد الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» ففي لقاء عقد قبل قمة الناتو بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حيث ناقشا الوضع في العراق وما تحقق من الغارات الأمريكية على مواقع داعش حيث تم وقف تقدم التنظيم واستعادة سد الموصل وقتل أحد كبار قادة داعش والساعد الأيمن لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

وجاء الإجتماع وسط حديث عن ضربة بريطانية في العراق قريبة مع ان الرئيس أوباما لم يطلب رسميا مشاركة لندن في الغارات.

وتبدو المشاركة بعيدة الآن حيث نقلت صحيفة «الغارديان» عن مسؤول في الحكومة قوله «على كل واحد أن لا يشغل محركات مقاتلاته» فالأمر يقوم على التحرك «ببطء حتى يتم إلقاء القبض على القرد».

وضمن هذا الكلام استبعد مسؤولون عرض المشاركة على البرلمان يوم الأربعاء المقبل حيث ستتم مناقشة موضوع الشرق الأوسط، حيث أشارت بعض المصادر إلى أن المشاركة في حرب ثانية في العراق مع اقتراب الإستفتاء الذي سيعقد في اسكتلندا حول الإستقلال سيكون عنصرا غير مساعد لعقده خاصة أنه لا تعرف نتائجه.

وتم التركيز حتى الآن على بناء جبهة دولية موحدة وتفعيل دور حلف الناتو وتقديم دعم للقوات الكردية، وليس مجرد السلاح بل المساعدة في التدريب وفي عمليات القيادة، حيث يقوم الجنرال سير سايمون مايال، مستشار وزارة الدفاع لشؤون الشرق الأوسط الذي عينه كاميرون مبعوثا خاصا لمنطقة كردستان بتنسيق الجهود البريطانية.

ويركز البريطانيون على دعم القوات الكردية وليس القوات العراقية نظرا للطابع الطائفي لهذه القوات ولعدم تشكيل حكومة موسعة تمثل كل الطوائف العراقية حسبما ترغب واشنطن.

وترى في حكومة كهذه عاملا مهما لإعادة تأهيل السنة كي يلعبوا دورا مهما في التصدي لتنظيم داعش.

وعليه نظر للتخلص من رئيس الوزراء الطائفي نوري المالكي واستبداله بآخر تلقى تعليمه في بريطانيا كإشارة مشجعة، حيث يسعى السنة للحصول على نسبة 40٪ من الوزارات ويدفع الأكراد أكثر باتجاه الإستقلال والحصول على حصة أكبر من عوائد النفط.

 

مشاكل الميليشيات

 

وجاء ربط الدعم العسكري للقوات العراقية التي انهارت في حزيران/يونيو أمام قوات داعش في ظل تصاعد الميليشيات الشيعية التي رافقت القوات العراقية لفك الحصار عن بلدة إمرلي، خاصة عصائب الحق. ولا تعترف هذه الميليشيات بالجيش أو قدرته على مواجهة داعش لوحده.

وينظر لصعود الميليشيات الشيعية بنوع من القلق خاصة أن عددا منها متورط في أعمال عنف ضد البريطانيين والأمريكيين أثناء الغزو الأنكلو- أمريكي، وضد السنة في أثناء الحرب الطائفية في الفترة ما بين 2006- 2007 والتي قتل وسجن فيها مئات الألوف من الأشخاص.

وفي الوقت الذي لا يشك فيه أحد في وحشية وفظاعة داعش الذي سجل بطولاته ووحشيته وعرضها على الإنترنت خاصة ذبح الصحافيين الأمريكيين. لكن بعض حلفاء الغرب المحتملين في مواجهته هم أيضا متورطون في العنف.

وبحسب مجلة «إيكونوميست» البريطانية فبعض الجماعات التي قاتلت الجنود الأمريكيين وشنت حربا طائفية شنيعة ضد السنة تعتبر الأقدر على مواجهة داعش هي ميليشيات شيعية.

 

مظاهر انتصارية

 

وأشارت المجلة الى إنه في اليوم الذي بث فيه شريط قتل الصحافي ستيفن سوتلوف، تم تبادل صور عن رجال، يعتقد أنهم من الجماعة الشيعية سيئة السمعة «عصائب الحق» وهو يقفون وقفة منتصرين إلى جانب جثث متفحمة لسنة عراقيين. وفي 22 آب/أغسطس قام مسلحون شيعة بقتل 68 سنيا في مسجد بمحافظة ديالى. فيما اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» ومقرها نيويورك، الميليشيات المدعومة من الحكومة بقتل وخططف أعداد من السنة المدنيين هذا العام.

وتشير المجلة إلى أن الحكومة الأمريكية التي بدأت بغارات على داعش في 8 آب/أغسطس حاولت جهدها التأكيد أنها لا تقوم بالوقوف إلى جانب الشيعة، بل وكانت واضحة في تحديد أهداف العملية وهي: وقف تقدم مقاتلي داعش، حماية إربيل عاصمة كردستان، حماية المواطنين الأمريكيين في كل من إربيل وبغداد ومساعدة الأقليات. وفي السياق نفسه عندما ناقشت الإدارة الأمريكية ضربات محتملة لمواقع داعش في سوريا أكد المسؤولون أنهم لا يقفون على نفس الجانب مع الرئيس السوري بشار الأسد. ورغم كل هذا فالسيطرة على بلدة إمرلي في الأول من أيلول/سبتمبر تظهر الصعوبة التي سيواجهها الأمريكيون وأنه لا يمكن تجنب التعامل مع الميليشيات الشيعية. فعملية استعادة إمرلي وهي قرية تركمانية شيعية لم يكن بدون مساعدة جوية من الأمريكيين الذين كانوا كما يقولون ينسقون مع القوات العراقية على الأرض.

وفي المقابل لم يكن باستطاعة الجيش العراقي الدخول إلى القرية لولا مساعدة الميليشيات الشيعية. وهذه في معظمها مرتبطة بإيران أو بالزعيم الشيعي مقتدى الصدر أو بالأجنحة المرتبطة بالحكومة التي يتسيدها الشيعة في بغداد. وتوسعت بعد الغزو الأمريكي ويقال إنها أنشأت «فرق موت» في أثناء الحرب الطائفية.

ومع أن معظم مقاتليها وضعوا أسلحتهم لاحقا إلا أن صعود داعش دفع باتجاه عمليات تجنيد واسعة. وبحسب المجلة فهناك أربعة فصائل شيعية شاركت في المعركة على إمرلي: «قوات بدر» التي أنشأتها إيران في الثمانينيات من القرن الماضي لمواجهة صدام حسين، «عصائب الحق» التي جلبت أعدادا من المقاتلين بسبب سمعتها القتالية، «كتائب حزب الله» و»سرايا السلام» وهو الإسم الجديد لجيش المهدي التابع لمقتدى الصدر والذي حل رسميا عام 2008.

وهناك ما بين 100-150 فصيلا شيعيا صغيرا برز على السطح عندما طلب المرجعية الشيعية، آية الله علي السيستاني في حزيران/يونيو من المتطوعين حماية بغداد ضد داعش بعد سقوط الموصل وتكريت.

وتضيف المجلة إن الغرب لو أراد مواجهة داعش فليس أمامه خيار سوى التعاون مع هذه الميليشيات خاصة أن الصحوات السنية التي قاتلت القاعدة تتعاون مع داعش، فيما لا يمكن للأكراد التقدم أبعد من مناطقهم.

وتشير هنا إلى أن الشيعة والأكراد والمسيحيين وحتى الكثير من السنة رحبوا بالميليشيات الشيعية في البداية لعدم ثقتهم بالجيش، ولكن قوة الميليشيات تجعل من الصعوبة جذب السنة الساخطين على الحكومة حتى من خلال منحهم وظائف سياسية أو عسكرية.

وفي الوقت نفسه تتردد الميليشيات الشيعية بمنح السنة حقوقا أكثر وتقوم بتوسيع نفوذها عبر العلاقات التي تجري في الظل بين القيادات الدينية أو السياسية أو البرلمان، وهو ما لا يبشر بخير لحيدر العبادي، رئيس الوزراء المكلف الذي يعمل على تشكيل الحكومة بحلول 10 أيلول/سبتمبر.

 

في سوريا

 

ويواجه الغرب صعوبة في سوريا حيث يعارض كلا من داعش ونظام بشار الأسد.

ولم تكن المعارضة السورية ـ المعتدلة- بقادرة على مواجهة داعش رغم أنها أجبرته على الخروج من عدد من البلدات والقرى بداية هذا العام، لكن قلة الذخيرة والسلاح تظل عاملا في توقف الحملة ضد الجهاديين.

ولهذا يبقى النظام السوري والقوى المتحالفة معه هي أقوى منافس لداعش. فالجيش السوري الذي يواجه معارك على أكثر من جبهة تلقى دعما من الجماعات الشيعية العراقية التي جاءت لسوريا تحت ذريعة الدفاع عن المزارات الشيعية، كما واستطاع النظام بدعم من حزب الله اللبناني استعادة مناطق استراتيجية قرب دمشق وفي منطقة القلمون، ودعمت إيران إنشاء قوات الدفاع الشعبي التي تسند الجيش، ولا تختلف قوات الأسد في تصرفاتها عن الميليشيات الشيعية وداعش، ففي 2 أيلول/سبتمبر قام شبيحة النظام بحز رقاب 13سنيا قرب مدينة حماة.

ورغم استبعاد كاميرون والأمريكيين التعاون مع الأسد في اية حملة لضرب قوات داعش في داخل سوريا إلا أن أي هجوم عليه سيصب في صالح إيران والجماعات الشيعية مما يعني تعميق حس الضحية لدى السنة الذي يتغذى منه داعش.

 

لا تعاون

 

وسيتعمق هنا حالة تعاون الغرب مع نظام الأسد وهو ما لن يحصل على ما يبدو رغم دعوات في الأوساط البريطانية والأمريكية للتعاون معه، فحسب مالكوم ريفكند، وزير الخارجية البريطاني السابق «أحيانا تضطر للتعاون مع شخص سيء كي تتخلص من آخر أسوأ» أو كما قال مسؤول أمريكي «عدو عدوي هو صديقي».

وفي هذا السياق يرى إيان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «الغارديان» أن آمال الأسد في التحالف مع الغرب في «الحرب على الإرهاب» تبددت. فقد ظل يتحدث منذ بداية الإنتفاضة السورية عام 2011 عن قتاله جماعات «إرهابية» مدعومة من الخارج. ومع زيادة النقاش حول ما يجب عمله مع داعش أمل النظام في تحالف إو إعادة تأهيل له من قبل الغرب.

لكن التفكير في كل من واشنطن ولندن هو أن «الأسد جزء من المشكلة لا الحل» ، فالتعاون مع نظام الأسد سيعرقل جهود واشنطن لدفع السنة التعاون والتحرك ضد داعش وسيهمشهم في كل من العراق وسوريا.

كما أن الأسد متهم بارتكاب جرائم حرب وهو ما يمنع الولايات المتحدة من استشارته. ويشير بلاك هنا للدور السوري في ظهور داعش حيث أفرجت السلطات السورية عن سجناء إسلاميين من أجل تعزيز فكرة الدولة عن طبيعة الإنتفاضة «الإرهابية» وكوسيلة لتشق صفوف المعارضة وشرذمتها.

فطوال المدة التي كان فيها داعش يضرب المعارضة امتنع الجيش السوري عن ضربه حتى في معقله بمدينة الرقة، وواصل هذه السياسة حتى سقوط مدينة الموصل بيد التنظيم بداية حزيران/يونيو، كما وتدخل النظام لمساعدة داعش في حروبه مع جماعات الجيش الحر.

ما غير موقف النظام هو توسع التنظيم في العراق حيث بدأ يستهدف معسكراته على الحدود ـ التي لم تعد قائمة ـ مع العراق.

وجاء مقتل الصحافي جيمس فولي ليعزز آمال النظام في إمكانية قيام تعاون مع الغرب حيث تحدث وليد المعلم، وزير الخارجية صراحة عن «استعداد سوري للتعاون والتنسيق على المستوى الإقليمي والدولي في الحرب على الإرهاب».

وعرض كهذا مغر للغرب نظرا لخبرات أجهزة الأمن السورية في اختراق الجماعات الجهادية والتحكم بها، ويجب أن نتذكر أن النظام السوري ساعدها في دخول العراق لقتال الأمريكيين بعد الغزو عام 2003.

وهذه الخبرة تفسر وفودا لجس النبض أرسلتها الأنظمة الغربية لدمشق منذ شهور، وهو ما كشف عنه نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد لكاتب التقرير بلاك حيث قال إن «القضايا الأمنية لا تنفصل عن التعاون السياسي».

وفي المجمل فالغرب على ما يبدو ليس بحاجة لدعم الأسد نظرا للمحاذير التي ذكرت ولأنه لم يعد مهما، فلا تحتاج الولايات المتحدة الحصول على إذن من النظام لشن غارات في داخل سوريا فالمناطق التي ستتم فيها الغارات هي التي كانت تابعة لقوات المعارضة، والحديث عن دفاع جوي ونظام صاروخي مبالغ فيه حسب بعض الخبراء.

فقد استطاعت القوات الأمريكية الخاصة اختراق الحدود السورية دون علم النظام في عملية فاشلة لتحرير الرهائن في تموز/أيلول الماضي.

وحتى لو افترضنا قوة الدفاع السوري فإسرائيل الجارة والتي تراقب ما لدى دمشق من قدرات ستكون مستعدة لتزويد الأمريكيين من معلومات.

وإن أخذنا تاريخ النظام في الرد على خروقات جوية لسيادته وتهديده بالإنتقام فهو يفكر طويلا قبل الرد، وعادة ما لا يرد.

 

«داعش» بسبب فشلهم على الساحة العسكرية

أحمد عاصي

ادلب ـ «القدس العربي» قال أبو سعد القائد في ألوية صقور الشام في ادلب لـ»القدس العربي»، إن سبب انشقاق قسم من عناصر لواء الأمة الذي يقاتل في ريف ادلب ومبايعته تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بعد توجهه إلى الرقة في وقت سابق جاء بسبب فشل اللواء الواضح على الساحة العسكرية، فبدلاً من مواجهة النظام في وادي الضيف الذي لا يبعد عن مقراته أكثر من بضع كيلو مترات، توجه إلى تنظيم الدولة.

وأعلن قسم من لواء الأمة المتواجد في ريف «معرة النعمان» الشرقي بادلب في وقت سابق، مبايعته تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وذلك بعد أن توجه إلى الرقة، بالتزامن مع المعارك التي يخوضها ثوار المنطقة ضد الجيش النظامي المتواجد في كل من معسكري الحامدية ووادي الضيف.

وقال «أثناء انشغالنا في المعارك الدائرة في وادي الضيف ضد جيش النظام تفاجأنا بتوجه قسم من لواء الأمة إلى الرقة ومبايعتهم لتنظيم الدولة، بدلاً من توجههم لمؤازرتنا في معاركنا مع النظام في المنطقة التي يتواجدون فيها».

ويعتبر لواء الأمة واحد من الألوية المقاتلة في منطقة معرة النعمان، الذي أعلن عن تشكيله منذ أكثر من عام بقيادة ليبية ودعم من مجلس الأمة الكويتي، كما شارك اللواء في القتال الدائر في منطقة المعرة ضد الجيش النظامي وكسب عدد من الغنائم.

وحول سبب الانشقاق، قال أبو سعد، «ليس لواء الأمة هو الوحيد الذي توجه من إدلب إلى الرقة ليبايع التنظيم وقد لا يكون الأخير، بسبب فشل هذه التشكيلات الصغيرة الواضح على الساحة العسكرية، وهذا ما حصل بالضبط مع لواء الأمة فبدلاً من توجهه إلى قتال النظام في وادي الضيف الذي لا يبعد عن مقراته أكثر من بضع كيلو مترات توجه إلى تنظيم الدولة ليضاف إلى قائمة المعادين للثورة».

وأشار إلى وجود عدد من المهاجرين الغرباء في أماكن صناعة هذا القرار في هذه التشكيلات الصغيرة، وتنسيقهم المسبق مع قيادات التنظيم، ولعل هذه السياسة اتبعها التنظيم ودبر لها من قبل ونجح من خلالها باختراق الثورة في عدد من المناطق، واستقطاب الأشخاص والتشكيلات المنحرفة فكريا وعقائديا والتي تتوافق معه.

وحول الإجراءات التي يمكن أن تتخذ حيال استقطاب التنظيم للعناصر والتشكيلات الصغيرة، يقول أبو سعد «أهم ما يمكن عمله هو نشر حملة توعية في صفوف المقاتلين، لتنبيههم بخطر هذا التنظيم على الثورة وعلى البلاد ودوره الكبير في تأخير الثورة من جهة، وتحقيق المكاسب التي يسعى لها النظام من جهة أخرى بعد أن عجز عن تحقيقها بالإضافة إلى عمالة هذا التنظيم».

وأشار إلى «ضرورة التركيز على الجانب الأمني ومتابعة الخلايا والعناصر النائمة المتغلغلة في المناطق المحررة التي تسيطر عليها الثورة، وإلقاء القبض عليهم أو التعامل معهم بالطريقة المناسبة للتخفيف قدر الإمكان من تأثيرهم على عقول الشباب من خلال ترويجهم للتنظيم».

بدوره، بين عبد الناصر العاصي أحد القادة العسكريين في غرفة العمليات المشتركة في معرة النعمان، «كنا على علم مسبق بالتنسيق بين لواء الأمة وتنظيم الدولة،وخاصة بعد انشقاق لواء داوود ومبايعته للتنظيم وتوجهه إلى الرقة بسلاحه الكامل بعد أن أدعـــــى أنه ذاهب لمقــاتلة النظام في حلب». وأضاف أن لواء الأمة استطاع أن يستغل انشغالنا في معاركنا مع النظام في وادي الضيف والحامدية وتوجه إلى الرقة سرا بعد أن أبقى قسم من عناصره هنا، كونه لم يستطع إخراج الأسلحة الثقيلة، وبناء على ذلك تم دعوة الفصائل العسكرية في المنطقة لاتخاذ الاجراءات الصارمة في هذا الخصوص، والتي تتضمن مواجهة أي فصيل عسكري يشك في أنه بايع التنظيم وسحب سلاحه كاملا لأن هذا السلاح ملك وحق للثورة، ووصل إلى هذه الفصائل من العمليات المشتركة التي خاضوها معا في معرة النعمان وباقي المناطق التي كان يتواجد فيها الجيش النظامي.

وكان لواء سابق في محافظة إدلب أعلن انشقاقه عن الثورة ومبايعته للتنظيم والتحاقه به في الرقة بسلاحه وعتاده الكامل إضافة إلى توجه عدد من المقاتلين من ادلب بشكل فردي وصل لأكــــثر من 150 عنصراً من كامل محافظة إدلب. وكان لواء الأمة أعلن فـــي بيان على موقعه الرسمي أن قسماً من عناصره التحق بالتنـــظيم بعد أن طلبوا لمحاكمة شرعية جراء بعض التجاوزات التي ارتكبوها في المنطقة.

 

مشرعون أمريكيون يحذرون من تسلل «داعش» إلى الولايات المتحدة عبر الحدود مع المكسيك

واشنطن ـ «القدس العربي»: حذر السيناتور راند بول ممثل ولاية كنتاكي من ان افراد تنظيم « الدولة الاسلامية « يمكن ان يتسللوا الى الولايات المتحدة من خلال الحدود الجنوبية مع المكسيك وطالب تأمين الحدود ومعالجة سياسات الهجرة.

وقال أن الحدود الامريكية يسهل اختراقها وان الادارة الامريكية بدلا من العمل على حمايتها فهي تقوم باجراءات تنفيذية غير دستورية لاضفاء الشرعية على ملايين من المهاجرين غير الشرعيين.

واضاف بول، المرشح الرئاسي المحتمل، بان نظام الهجرة يحتاج الى مراجعة شاملة مشيرا الى التقارير التى وجدت ان اكثر من 6 الاف من الرعايا الاجانب قد اختفوا في البلاد بعد انتهاء صلاحية تاشيرات الدراسة التى بحوزتهم، وقال: «هذا الامر لا يمكن تبريره بعد 10 سنوات من التعرض لهجوم في الحادي عشر من ايلول سبتمبر، كما دعا الى الغاء التاشيرات لاى مواطن يشارك في القتال مع «داعش».

وتاتى هذه التصريحات متناسقة مع منافس آخر محتمل للانتخابات الرئاسية من الحزب الجمهوري هو حاكم ولاية تكساس ريك بيري الذي ذهب الى ابعد من ذلك حينما قال أن المتشددين قد عبروا بالفعل الحدود رعم اعترافه بانه لا يوجد دليل على ذلك.

وقال الادميرال جون كيربي المتحدث بأسم البنتاغون بانه ليس هنالك معلومات تقود الى الاعتقاد بان افرادا من « داعش» قد عبروا الحدود مع المكسيك رغم ان لديهم طموحات بضرب أهداف غربية.

ونفى بول أنه انعزالي فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الامريكية وقال بانه يؤيد توسيع الضربات الجوية ضد « داعش» في سوريا بموافقة من الكونغرس مؤكدا بان التحدى على المدى الطويل هو القضاء على الجماعة في نهاية المطاف لانها تشكل تهديدا ارهابيا على الولايات المتحدة والحلفاء في اوروبا والمنطقة، ودعا بول، ايضا، الى تسليح المقاتلين الاكراد وبناء تحالف دولي للمساعدة في مواجهة التهديد

من جهة اخرى، هدد قادة من الحزب الجمهوري الرئيس الامريكي باراك اوباما بانه اذا لم يتحرك لهزم «داعش» فإن الكونغرس سيتحرك حيث قال كيفن مكارثي، زعيم الاغلبية في مجلس النواب، بان الكونغرس ربما يتحرك لاظهارالقوة في هذا الشأن،واذا كان اوباما لا يريد التصرف فانه على الكونغرس اتخاذ بعض الاجراءات للمضى قدما، وبذلك يصبح مكارثي ارفع مسؤول جمهوري يقترح منح اوباما سلطة جديدة لمحاربة « الدولة الاسلامية « في العراق وسوريا.

وسيعود اعضاء الكونغرس الامريكي الى واشنطن في الاسبوع المقبل بعد اجازة طويلة لعقد جلسة وجيزة قبل انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر مع تصاعد تهديدات «داعش» والتبرم من تصريحات اوباما بانه لا يملك استراتيجية عسكرية لتعطيل وهزيمة الجماعة المتشددة في سوريا.

ودعا بعض الجمهوريين بما في ذلك رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك روجرز الى التصويت لاوباما لاعطاءه سلطة القيام بحملة عسكرية اوسع ضد «داعش» ولكن قادة الحزب لم يجمعوا بعد على هذه الخطوة رغم الالحاح عليها وقال بعض الجمهورين بان هنالك حاجة للمناقشة قبل التصويت الرسمي للكونغرس لان هنالك بعض الاسئلة المعلقة.

 

قائد لواء شهداء دمشق لـ«القدس العربي»: الجيش السوري الحر يسيطر على سرايا اللواء 90 في القنيطرة

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي» ـ قال القائد العسكري في لواء شهداء دمشق أبو اليمان النميري، إن فصائل الجيش الحر بالتعاون مع الكتائب الإسلامية سيطرت على نقــــاط جديــــدة في ريف القنيطرة وهي «سرية م ط وسرية خميســـة التابعة للواء 90 بالإضافة لتل النهيد الإستراتيجي»، بعدما كانت سيطرت في وقت سابق على بلدة مسحرة وسرية مجدوليا ومشفى مجدوليا وبلدة مجدوليا ضمن معركة «المغيرات صبحا».

وقال «بعد سقوط هذه النقـــاط في أيدينا فهذا يعني أن كسر الطوق الأمني لمدينة البعــــث وخان أرنبــــة وقــيادة اللواء 90 الذي يعتبر من أكبر الالوية في سوريا بات قريبا».

وأضاف النميري، أن «مواصلة الثوار لمعارك ريف درعا الشمالي وتحـــــرير تل الحـــارة ومعــــارك ريف القنيطرة الشمالي وتحرير تل الشعار وتل أيوبا يعني وصولنا للريف الغـــربي لتحرير بلدة حمريت الاستراتيجية الواصلة بين ريف الغربي وريف الشمالي لدرعا والقنيطرة».

وحول النقاط التابعة لجيش النظام التي تعرقل فتح طريق القنيطرة ريف دمشق قال النميري، إن «أهم النقاط التي بقيت أمامنا هي تحرير مبنى قيادة اللواء 90 وتل الشعار وأيوبا والحارة وبلدة حمريت الإستراتيجية التي تعد أولى بلدات الريف الدمشقي».

بدوره، تحدث مدير وكالة «سوريا برس» ماهر الحمدان عن المعارك الدائرة في القنيطرة قائلا: إن «سيطرة الثوار على مجدولية وسري خميسة وسرية م ط وغيرها تعد الثانية، بعدما استولوا عليها في أواخر شهر رمضان لبضع ساعات فقط، أما اليوم فالسيطرة كاملة وشاملة».

وأشار إلى الذخائر والأسلحة التي اغتنمها الحر وهي «دبابة ومدفع ميداني 122 ومدفع 57 ومدفع 32 المضاد للطيران وأسلحة خفيفة وعشرات صناديق ذخائر خفيفة ومتوسطة وثقيلة وحشوات وقذائف هاون»، منوها إلى وقوع 50 قتيل وعشرات الجرحى وأسر 20 عنصراً من القوات النظامية.

وكانت كتائب الجيش الحر بالتعاون مع الكتائب الإسلامية في ريف القنطيرة أعلنت في وقت سابق، عن بدء معركة اطلق عليها اسم «المغيرات صبحا» والتي استطاعت فيها قوات المعارضة وبعد ساعات قليلة من إعلان المعركة من السيطرة على عدة نقاط وسرايا تتمركز فيها قوات النظام.

ويعد اللواء 90 وسراياه خط الدفاع الأول في دمشق من الجهة الغربية لسوريا الحدودية مع اسرائيل ومن أخطر الألوية وأكثرها تحصينا.

ومن أبرز تلول اللواء وأشدها تحصيناً تل الشعار، وتتوزع نقاط اللواء 90 العسكرية في كافة أنحاء قطاع القنيطرة الأوسط وهي قريبة جدا من بعضها البعض، حيث تشكل خط دفاع متيناً لكن بعد استيلاء الجيش الحر على عدد من سرايا اللواء ونقاطه تخلخل توازنه بحسب ناشطين.

 

داعش” على أبواب السَلَمية والجيش السوري يغادرها

حماة ــ جابر الصيادي

تبنّت “جبهة النصرة” تفجير سيارة مفخخة، يوم الأحد الماضي، في قرية مزرعة خريس، غربي مدينة السَلَمية في ريف حماة الشرقي، وأسفر التفجير عن مقتل شخصين، وجرح عشرة آخرين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

 

وتزامن التفجير مع إعلان ناشطين من مدينة السَلَمية سحْب النظام قواتِه وأسلحتَه الثقيلة من بعض مواقعه في المدينة، وسط تخوف الأهالي من اقتحام تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) مناطق فيها وفي ريفها، والتي تسكنها غالبية من الطائفة الإسماعيلية.

 

وشكّلت الانتهاكات، وأعمال العنف التي ارتكبها تنظيم “داعش”، في الأيام الماضية، في المناطق التي تسكنها الأقليات الدينية والأثنية في العراق، هاجساً لدى الأقليات التي تعيش في سورية أيضاً.

 

وبات ذلك الهاجس الشغل الشاغل لأهالي السَلَمية مع تواتر أنباء سحب النظام السوري لقواته من كتيبة المدفعية، في قرية بري، مع عدد من القطع الثقيلة، وجرى إفراغ كامل لمحتوى مستودعات الجبال الغربية، الموجودة بالقرب من القرية، وإخلاء معظم مقرّات قوات النظام من السلاح الثقيل، والإبقاء على عدد من عناصر اللجان الشعبية، ممن وصفتهم “تنسيقية مدينة السلمية” بأنهم “يحترفون التشليح والسرقة، والهروب مع أول طلقة”.

 

وما زاد أيضاً من مخاوف أهالي السلمية من اقتحام تنظيم “داعش” لمدينتهم، إعلان التنظيم عن سحب عناصره من ريف حمص الشمالي، باتجاه مدينة الرقة، وحذر ناشطون من أن التنظيم أعاد انتشار قواته في مناطق جب الجراح وعقيربات بريف السلمية الشرقي.

 

ويشير ناشطون إلى أن عناصر “داعش” يتمركزون في منطقة عقيربات التي تبعد حوالى 25 كيلومتراً إلى الشرق من مدينة السَلَمية، حيث يسيطرون على مساحات واسعة وبلدات عديدة في تلك المنطقة، إذ أن المدينة بالنسبة لعناصر التنظيم هي هدف سهل في حال قرروا اقتحامها والسيطرة عليها.

 

وتقع المدينة على بعد 30 كيلومتراً إلى الشرق من حماة وسط سورية، وقد شهدت حراكاً ثورياً مع انطلاقة الثورة السورية، وشهدت العديد من أحيائها تظاهرات مطالبة بإسقاط النظام، ما أسفر عن تعرض ناشطيها، أسوة بغيرهم، إلى أشدّ أنواع القمع، ما اضطرهم إلى الخروج من المدينة لتجنيب أهلها غضب النظام السوري.

 

لكن اليوم وبحسب ما “ذكرت تنسيقية مدينة السَلَمية”، تستعدّ المدينة لهجوم محتمل من قبل عناصر تنظيم “داعش”، خصوصاً بعد اتهام تلك التنسيقية النظام السوري بـ”العمل على تسهيل دخول قوات التنظيم إليها عبر سحب قواته مع أسلحتها الثقيلة من المدينة، في حين تم تعزيز مواقعه في المناطق التي تسكنها الطائفة العلوية”.

 

فقد قام النظام بإرسال تعزيزات إلى قرية “بري شرقي” وهي قرية موالية له، وذلك عبر تحصين دفاعات البلدة وإمدادها بأسلحة ثقيلة، إضافة إلى مدها بأعداد كبيرة من الجنود وعناصر الدفاع الوطني المعروفين باسم “الشبيحة”.

 

وفي محاولة من شعبة الحزب (مركز تابع لحزب البعث العربي الاشتراكي) في السَلَمية من أجل تشكيل مجموعات مسلّحة تضم ضباط متقاعدين عن الخدمة، كي يشاركوا في عمليات الدفاع عن المدينة إلى جانب ما يُسمّى “وحدات الدفاع الوطني”، عقد اجتماع بتاريخ 30 أغسطس/آب الماضي، ضمّ عدداً من الضباط المتقاعدين.

 

وأكدت تنسيقية “نساء مدينة السلمية” أن أحد الضباط المشاركين في ذلك الاجتماع رفض الانضمام إلى تلك الوحدات، بعد رفض طلبه في تسلّم القيادة، وذلك عبر تشكيل مجلس عسكري مهمته حماية المدينة، بشرط أن لا تتدخل أي جهة كانت في موضوع تشكيله وعمله، إضافة إلى سحب كافة الأسلحة والسيارات بكل أنواعها ممن وصفتهم التنسيقية بـ”الشبيحة”.

 

وأوردت تنسيقية “نساء مدينة السلمية” عن عقد اجتماع أمني في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري في المركز الثقافي في المدينة، ضمّ محافظ مدينة حماة، بالإضافة إلى من وصفتهم التنسيقية بزعماء التشبيح في المدينة، انتهى دون أن يتم اتخاذ أي قرارات ملموسة على الأرض من أجل تعزيز مواقع قوات النظام، واستعيض عنه بنشر المزيد من حواجز وحدات الدفاع الوطني.

 

ومع اقتراب جحافل “الدولة الإسلامية” كما يسميها ناشطون من المدينة، توجه وفد من وجهاء المدينة للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، منذ حوالى عشرة أيام، وذلك على أمل أن يقدم لهم الدعم ويؤمن لهم الحماية من أي هجوم مفاجئ، وكان الرد صادماً حسب “تنسيقية السلمية”.

 

ونقلت التنسيقية عن أحد أعضاء الوفد، قول الأسد له، إن “هناك أكثر من عشرين ألف شاب من السَلَمية متخلف عن الخدمة العسكرية، وعلى هؤلاء التسلّح ليحموا مدينتهم من داعش”، كما أكدت التنسيقية أن رد وزير المصالحة الوطنية علي حيدر، كان مشابها لما سمعوه من الرئيس السوري.

 

ويتهم ناشطون النظام السوري بأنه يحاول رمي المدينة التي تسكنها غالبية من الطائفة الإسماعيلية، إضافة إلى عدد من الطوائف الأخرى، في أحضان “داعش” لكي يتاجر بهم على الصعيد الدولي، عبر إظهار تنظيم الدولة بأنه يقوم بقتل وتشريد الأقليات الدينية والعرقية في سورية، على غرار ما حدث في جبل سنجار، وما تعرضت له الطائفة الأيزيدية من قتل وتهجير على أيدي عناصر التنظيم، الشهر الماضي.

 

كما يتهم ناشطون النظام بأنه يحاول معاقبة السَلَمية، كونها اتخذت موقفاً محايداً مما يجري من أحداث في سورية، ما جعل المدينة لا تظهر بمظهر المؤيدة للنظام، وبالتالي تم إهمالها من قبل النظام عمداً، حيث أنها لا تشكل أي عمق بشري أو استراتيجي لقوات النظام في مواجهة كتائب المعارضة المسلحة.

 

بل على العكس يحاول النظام اليوم استثمار وجود أقليات فيها من أجل استجرار تدخل دولي تحت ذريعة حماية الأقليات ومحاربة الإرهاب، حسبما أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن استعداد حكومته للتنسيق مع المجتمع الدولي بخصوص ذلك.

 

هل يطيح “داعش” بالأسد كما فعل بالمالكي؟

واشنطن ــ منير الماوري

دخل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على خط الصراع السوري بتحالف، موضوعي، مع قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد. غير أن هذا “التحالف” قد بدأ بالتفكّك منذ أن بدأت تتشكّل ملامح تحالف دولي ضد “داعش”، الأمر الذي دفع بالنظام السوري إلى المسارعة بحجز مقعد له فيه، بهدف إعادة بطاقة العضوية لـ”المجتمع الدولي”. ولعلّ هذا ما يفسر الغارات الكثيفة التي شنها طيران النظام على مواقع “داعش” في محافظة الرقة، المعقل السوري الرئيس للتنظيم، وهو الأمر الذي اتّسع ميدانياً لصالح “داعش”، عبر سيطرته على مواقع استراتيجية للنظام في ريف المحافظة، التي باتت تحت سيطرته بالكامل.

غير أن السحر قد ينقلب على الساحر، بمعنى أن التحالف المرتقب قد ينقلب على الطرفين، لا سيما ضد النظام، وهو الأمر الذي لن يتمّ إلا عبر تفاهمات إقليمية ودولية، تتخلّى بموجبها إيران عن النظام السوري، في مقابل انخراط السعودية بالقتال ضد “داعش”.

 

هذا ما توقعت مديرة مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط الباحثة لينا الخطيب، أن تؤدي إليه الخطوات الساعية إلى بناء تحالف دولي إقليمي فاعل لمواجهة خطر “داعش”، عبر إحداث نوع مما دعته الباحثة “تفاهم الضرورة” بين إيران والسعودية، توافق الأولى بموجبه على سيناريو للإطاحة بالأسد في سورية، شبيهاً بسيناريو التخلي عن رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، من دون المساس بالمصالح الإيرانية، مقابل دعم السعودية الجدي لعمل جماعي ضد تنظيم “داعش”، مع ضمان دور مستقبلي لها في كل من العراق وسورية.

 

وفي دراسة نشرها موقع “كارنيغي” على الإنترنت، رجّحت الخطيب أن تتعامل إيران بمرونة مع مطلب إبعاد الأسد عن المشهد السياسي السوري، استناداً إلى أن هدف إيران النهائي ليس دعم الأسد، بل إيجاد حكومة في دمشق تضمن المصالح الإيرانية.

 

غير أنها استدركت قائلة إن “إيران لا ترى في المشهد السياسي السوري الراهن بديلاً عن الأسد من شأنه أن يؤدّي هذا الدور، مثلما أن السعودية لن تدعم تحالفاً إقليمياً ـ دولياً، ضد داعش، إلا إذا ضمنت لنفسها دوراً في سورية والعراق بعد هزيمة التنظيم”.

 

ولكن، وفقاً لرأي الباحثة، بما أن طهران والرياض تنظران إلى “الدولة الإسلامية” باعتباره خطراً مشتركاً على الجميع فإن الفرصة مواتية لهما للحوار بشأن إحداث تغيير في سورية، يفتح الباب أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية، شبيهة بالحكومة المأمول إعلانها قريباً في العراق، شرط أن يحظى أعضاء الحكومتين بقبول إيران والسعودية معاً.

 

وخلصت الدراسة إلى أن أي استراتيجية لمحاربة “داعش” في سورية والعراق لن تنجح، إلا إذا توصلت السعودية وإيران مسبقاً إلى تسوية ما حول دور كلٍّ منهما في الشرق الأوسط، بما يضمن لكل طرف منهما عدم إقصاء حلفاء الطرف الآخر من الشراكة.

 

وكانت تضحية إيران بالمالكي في العراق، وموافقتها على مطالب تغييره، قد جعلها متوافقة عن غير قصد مع السعودية، في حين رأت الرياض من جانبها في استبدال المالكي بوجه جديد، وسيلةً لتخفيف حدّة التوتر وفرصةً لزيادة التمثيل السنّي في السياسة العراقية من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة.

 

لكن مع أن السعودية تتشارك مع إيران العداء تجاه “الدولة الإسلامية”، لا تزال السعودية قلقةً من أن يؤدي القضاء على التنظيم من دون إيجاد بديل عن نظام الأسد في سورية إلى ترسيخ نفوذ إيران في المنطقة، ومن هنا تأتي أهمية التفاهم الإيراني ـ السعودي لاجتثاث “داعش” مقابل الإطاحة بالأسد.

 

تحالف “حرب بالوكالة” ضد “داعش” لضمّ دول إقليمية

واشنطن ــ منير الماوري

حصل “العربي الجديد” على معلومات أولية عن طبيعة التحالف الدولي، الذي اقترحت الولايات المتحدة على شركائها في حلف الأطلسي تشكيله، على هامش قمة الحلف في ويلز، أمس الجمعة، بمعية القوى الإقليمية لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، في إطار استراتيجية لم يتم الاتفاق على ملامحها الأساسية بعد، باستثناء الإجماع على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه تركيا والسعودية في حال موافقتهما على ذلك، إلى جانب الاعتماد على قوات محلية في العراق وسورية تحارب بالوكالة نيابة عن الدول الأساسية في التحالف المزمع انشاؤه. وأفاد مصدر في الوفد الأميركي المشارك في اجتماعات حلف الأطلسي بمقاطعة ويلز، أن التحالف لن يكون عسكرياً محضاً بل تحالفاً واسعاً ومفتوح العضوية يهدف إلى تضييق الخناق على “داعش” مالياً وأمنياً وإعلامياً، ولن تكون العمليات العسكرية سوى أحد جوانب العمل ضد “داعش” في هذا التحالف، مشيراً إلى أن حلف الأطلسي لن تكون له علاقة مباشرة بالتحالف المزمع إنشاؤه إلا من خلال أعضائه كدول مستقلة.

 

وكشف المصدر عن أن الرئيس باراك أوباما تراجع عن اطلاع قادة الأطلسي على الخطوط العريضة لخيارات عسكرية أعدتها وزارة الدفاع الأميركية، وذلك بعد أن ناقش بعضها مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ولمس غياب الحماسة لها بالمقارنة مع الترحيب بإجراءات أخرى على المستويات السياسية والاقتصادية والقضائية والأمنية.

 

وذكر المصدر أن نقاشات مستفيضة مازالت تجري على هامش قمة حلف الأطلسي بين الولايات المتحدة وحلفائها، وأن الجميع متفقون على أهمية إشراك دول المنطقة في الحلف الواسع، مع التركيز على الدول ذات الأغلبية السنية مثل تركيا والسعودية، للقيام بدور رئيسي في منع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق، وما هو أبعد من ذلك بما يضمن مراعاة الحساسية الدينية والمذهبية.

 

ووفقاً للمصدر ذاته، فإن الولايات المتحدة لم تبد تحمساً لإشراك إيران وسورية في محاربة “داعش”، لكن مشاركين أوروبيين في النقاشات التي جرت على المستوى الوزاري، طرحوا بوضوح مثل هذه الأفكار، قائلين إن إيران لها مصلحة استراتيجية كبرى في القضاء على “داعش”، وستكون جادة في التعاون لتحقيق ذلك.

 

ولم يجر استبعاد أي مقترح قابل للنقاش باستثناء مقترح لم يعرف من تقدم به، يقضي بإشراك إسرائيل في التحالف، إذ رأت معظم الدول أن ذلك قد يخدم “داعش”، أو ينعكس سلباً على تماسك التحالف.

 

لكن مصدراً في القيادة المركزية الأميركية في تامبا، أشار إلى أن الخطط الدفاعية المعدة منذ سنوات، تتضمن الاستعانة بالقوة العسكرية الإسرائيلية في حالة واحدة فقط، هي دخول قوات معادية لإسرائيل إلى الأردن من أي طرف كانت، مشيراً إلى أن هناك تفاهماً إسرائيلياً ـ أميركياً بهذا الشأن لا علاقة له بالتحالف المزمع إنشاؤه.

 

وفي سياق متصل، لمّح السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة، جيرارد آرود، إلى أن فرنسا وبريطانيا ستكونان مع الولايات المتحدة، نواة التحالف العسكري، مؤكداً على أن التعويل سيكون كبيراً على تركيا والسعودية في ما يتعلق بوقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية. وأكد على أن العضوية في التحالف ستكون واسعة ومفتوحة للدول التي لديها استعداد لمكافحة “إرهاب داعش”.

 

ومن الواضح حسب المعلومات الأولية، أن قتال “داعش” سيكون عن طريق محاربين بالوكالة، مع توفير الغطاء الجوي والمساندة بالأسلحة والمعدات والخبرات. والأمر الجديد في استراتيجية كهذه، أنها لن تقتصر على الأراضي العراقية بل ستمتد لتشمل شن هجمات برية بالوكالة داخل الأراضي السورية.

 

وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد قال في اجتماع ضم عشر دول، “نحتاج إلى مهاجمتهم (داعش) على نحو يحول دون استيلائهم على أراض ولتعزيز قوات الأمن العراقية وغيرها من قوات المنطقة المستعدة لقتالهم من دون أن نلتزم بإرسال قوات”، مضيفاً: “من الواضح أن هذا خط أحمر للجميع هنا: لا قوات برية”.

 

وكان وزراء الدفاع والخارجية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا واستراليا وتركيا وإيطاليا وبولندا والدنمرك قد اجتمعوا على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز، لوضع استراتيجية لمواجهة “الدولة الإسلامية”، التي استولت على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية.

 

ومن المقرر أن يتوجه كيري إلى المنطقة العربية لبدء جهود إقناع القوى الإقليمية بالمشاركة في التحالف المشار إليه، وسط مخاوف من أن تتردد تركيا أو السعودية في المشاركة.

 

 

معركة جوبر… الحصن المعارِض للغوطة الشرقية

إسطنبول ــ عبسي سميسم

استعرت الحملة العسكرية التي يشنّها النظام السوري على حي جوبر الدمشقي، الذي يشهد منذ بداية عام 2013 عمليات كر وفر بين فصائل المعارضة المسلحة والقوات النظامية، وسط استماتة من الجانبين لتحقيق تقدم على هذه الجبهة التي تشكّل البوابة الأهم لكل منهما؛ لتحقيق انتصار إستراتيجي على الآخر. فحي جوبر مثلما هو بوابة النظام للغوطة الشرقية، هو في الوقت ذاته بوابة المعارضة المسلّحة الأهم والأقرب إلى قلب العاصمة دمشق، إذ يبعد أقل من كيلومتر واحد عن ساحة العباسيين في قلب العاصمة دمشق، ويشكّل خط الدفاع الأول عن الغوطة الشرقية. وتسيطر فصائل المعارضة على أكثر من تسعين في المائة من الحي فيما تستولي قوات النظام على مبانٍ في المدخل الشرقي للحي لا تتجاوز مساحتها العشرة في المائة منه.

 

وفي محاولة من النظام لتغيير الواقع على الأرض، صعّدت قواته في الأيام الأخيرة حملتها العسكرية على الحي الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة وجيش النظام، إثر قيام الأولى بتفجير مبنيين تتحصن فيهما عناصر من قوات النظام وميليشيا “أبو الفضل العباس”، مما أدى إلى مقتل أكثر من مائة معظمهم من ميليشيا “أبو الفضل العباس” بحسب مصادر من المعارضة. وتزامنت الاشتباكات مع عشرات الغارات الجوية التي شنتها طائرات النظام مستخدمة أسلحة جديدة لأول مرة، وهي عبارة عن حواضن ضخمة تحتوي على قنابل انشطارية تُرمى بالمظلات وتتمتع بقوة تدميرية كبيرة.

 

وبحسب مصادر المعارضة، فإن المعارك في جوبر هي عبارة عن عمليات كر وفر، إذ تسيطر القوات النظامية في الصباح على بعض المواقع وسط تراجع فصائل المعارضة تحت ضغط القصف الجوي، ثم تعاود تلك الفصائل الهجوم ليلاً وتستعيد ما خسرته في النهار. ويرى رئيس مجلس إدارة المجالس المحلية في الغوطة الشرقية، نزار الصمادي، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن السبب في عدم إحراز أي تقدم من قبل أي طرف وبقاء حالة الكر والفر، يعود بالدرجة الأولى إلى فهم كل طرف الإستراتيجية التي يعتمدها الطرف الآخر، فكلا الطرفين استخدما الأنفاق من أجل الدخول لما وراء الطرف الآخر وامتلاك عنصر المفاجأة. كما أن قوات النظام استخدمت منهج الدمار الشامل والقصف الجوي التمهيدي لمحاولة الدخول، إضافة الى الالتفاف ومحاصرة جوبر عبر محور حرستا، وقد واجه المقاتلون المعارضون هذه العمليات، وهو ما مكّنهم من الحفاظ على مواقعهم، لأن الحي يُعتبر بوابة دمشق بالنسبة لهم، ومن يمتلك البوابة يستطيع التقدم من خلالها.

 

ويوضح الصمادي أن الفصائل المرابطة داخل جوبر هي “كتائب الحبيب المصطفى”، و”جند دمشق”، و”الجبهة الإسلامية”، و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، و”فيلق الرحمن”، كما يرابط على أطرافها كل من “ألوية أسود الغوطة” و”شهداء دوما”.

 

وتستميت قوات النظام، بعد نجاحها في السيطرة على مدينة المليحة، للتقدم على جبهة جوبر، إذ يبدو أن الحي لا يعنيها بقدر ما يعنيها إرجاع خطوط التماس مع ثوار الغوطة بضع عشرات الأمتار، حتى ولو كلّفها ذلك تدمير الحي بأكمله، وهو ما تعمل عليه الآن، إذ يبدو أن وجود الأبنية الكثيرة هي أكثر ما يعيق تقدم تلك القوات في الحي، على عكس مدينة المليحة التي توجد فيها مساحات زراعية ساعدتها على الالتفاف والمناورة.

 

وكان الائتلاف الوطني المعارض قد أصدر بياناً، طالب فيه المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف عمليات النظام في حي جوبر، والعمل على إنقاذ المدنيين المحاصرين فيه، ووقف عملية التدمير الممنهجة التي يتبعها النظام في الحي.

 

وحي جوبر هو أحد أحياء دمشق العريقة، وهو الوحيد الخاضع لسيطرة المعارضة والتابع لدمشق إدارياً، وهو أيضاً منفتح على الغوطة الشرقية، على عكس بعض الأحياء التي تتبع للمدينة ولكنها واقعة تحت حصار النظام من كل الاتجاهات، كمخيم اليرموك والحجر الأسود والعسالي، التي رضخت معظمها تحت فعل الحصار و”الهدن” مع النظام، وفقدت القدرة على المواجهة العسكرية نتيجة عدم وجود خطوط إمداد تصل إليها.

 

وكان حي جوبر قديماً يضم مناطق العدوي والقصاع والقصور والعباسيين والتجارة التي تقع في قلب العاصمة السورية، وعندما تم تنظيم هذه المناطق فُصلت عن جوبر لتصبح أحياء مستقلة. ويتعرض الحي الدمشقي لحصار عسكري منذ عامين، مع باقي مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وسط محاولات فاشلة من قوات النظام لاقتحامه، إذ عمد النظام إلى عملية تدمير ممنهجة للحي، من خلال استهدافه بكافة أنواع الأسلحة بما فيها “غاز الكلور”، والطيران الحربي، والصواريخ الموجهة، إضافة إلى صواريخ وحواضن انشطارية مزوّدة بمظلات، يعتقد بأنها تُطلق من جبل “قاسيون”. وخلال مجزرة الكيماوي التي ضربت خلالها قوات النظام منطقتي الغوطة الشرقية والغربية بغاز السارين السام في 21 أغسطس/آب من العام الماضي، وأدت الى مقتل أكثر من 1400 مدني معظمهم من النساء والأطفال، كان نصيب حي جوبر كبيراً إذ قُتل ما يزيد على 400 مواطن فيه اختناقاً.

معارك ضارية بالقنيطرة وقتلى بقصف مخبز بالرقة  

تجددت المعارك الضارية في ريف القنيطرة الجنوبي بين كتائب المعارضة السورية وقوات النظام التي استخدمت الطيران الحربي في محاولتها استعادة السيطرة على بعض البلدات القريبة من خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل.

في هذه الأثناء، قتل 30 شخصا وجرح العشرات في غارات على مدينة الرقة استهدفت إحداها مخبزا آليا، بينما تعرض حي جوبر الدمشقي ومدن وبلدات الغوطة الشرقية لقصف جوي مكثفة وسط اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والنظام على عدة جبهات.

وقال مراسل الجزيرة في الجولان المحتل إلياس كرام إن انفجارات ضخمة تسمع من البلدات القريبة من خط وقف إطلاق النار، إضافة إلى انفجارين وقعا في الجهة الشرقية لمدينة القنيطرة الجديدة التي تسيطر عليها قوات النظام. وأوضح المراسل أن دخول الطيران الحربي السوري -الممنوع من التحليق في المنطقة- في المعارك يبدو تمهيدا لهجوم بري كبير، ومحاولة للالتفاف من المنطقة الجنوبية نحو القنيطرة المدمرة لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

 

في غضون ذلك أفادت شبكة سوريا مباشر بسيطرة كتائب المعارضة على سرية الدفاع الجوي التابعة للكتيبة الرابعة في بلدة عين الصخر بريف القنيطرة، كما سيطرت على مشفى بلدة مجدولية، وأشارت وكالة سوريا برس إلى أن قوات النظام استهدفت أيضا قرية مسحرة الخاضعة لقوات المعارضة بـ22 برميلا متفجرا وعشرين غارة، وسط أنباء عن نية النظام اقتحام القرية مدعوما بالفرقة الرابعة.

 

وكانت قوات المعارضة السورية قالت في وقت سابق إنها بدأت معارك في ريف القنيطرة الأوسط بهدف السيطرة على العديد من السرايا والثكنات العسكرية. وأوضحت أن الهدف هو فتح طريق إمدادات إلى المحاصرين في ريف دمشق الغربي، وتأتي هذه المعارك بعد سيطرة قوات النظام على معبر القحطانية والمدينة المهدمة في ريف القنيطرة الغربي. لكن قوات النظام ما تزال تتحصن في مواقع مهمة تفصل القنيطرة ودرعا عن ريف دمشق الغربي.

 

من جانبه، قال أبو عثمان أحد قادة جماعة “أنصار الهدى” -وهي إحدى التشكيلات المشاركة في معركة القنيطرة- إن هدف الفصائل المشاركة في المعركة المسماة “تحرير الشام” هو فتح الطريق إلى دمشق كي تصل المساعدات إلى الغوطة، وأكد أبو عثمان في مقابلة مع الجزيرة أن لا علاقة بين الفصائل المشاركة في هذه المعركة وإسرائيل.

 

قصف الرقة

وفي التطورات الأخرى، قتل نحو 30 شخصا وجرح العشرات جراء غارات جوية على مدينة الرقة شمال شرق سوريا، وقال ناشطون إن الغارات استهدفت فرنا آليا بشارع تل أبيض وسط المدينة، ومبنيي التربية والحبوب، وهي مقار لتنظيم الدولة الإسلامية.

 

كما قصفت الطائرات محطة الكهرباء الرئيسية في منطقة الفروسية شمال المدينة. تجدر الإشارة إلى أن محافظة الرقة تقع بالكامل تحت سيطرة تنظيم الدولة.

 

كما تعرضت مدينة الميادين بريف دير الزور لقصف طيران النظام، مما أسفر عن سقوط قتلى وفق شبكة شام.

 

أما في ريف إدلب شمال البلاد فقد قتل ستة أشخاص جراء قصف بالطيران الحربي استهدف سوقا شعبية في مدينة جَرْجَناز وفق ناشطين، كما شنَّ الطيران الحربي غارات على بلدتي الرفة والهبيط في المحافظة نفسها. وفي حلب المجاورة تعرضت بلدات حيان وحريتان وكفر حمرة وعندان في الريف الشمالي للمحافظة لغارات جوية صباح اليوم.

 

وكان ناشطون أفادوا أمس بمقتل 15 شخصا بينهم أطفال جراء غارة جوية بالبراميل المتفجرة على حي الحيدرية في مدينة حلب، أسفرت أيضا عن إصابة العشرات بعضهم في حالة خطرة، كما أدى إلى احتراق عدد من السيارات.

 

معارك دمشق

 

وفي العاصمة دمشق، واصلت قوات النظام شنَّ غاراتها على حي جوبر شرقي المدينة، ويتعرض الحي الذي تسيطر عليه المعارضة لغارات مكثفة واشتباكات عنيفة منذ أكثر من أسبوع.

 

كما شهد حي تشرين اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وجنود النظام وفق شبكة سوريا مباشر، في حين تسببت قذيفة هاون سقطت في أحد المكاتب التجارية في دمشق القديمة بمقتل شخص.

 

وفي السياق، شن الطيران الحربي للنظام أكثر من عشرين غارة جوية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية وفق اتحاد تنسيقات الثورة السورية، في حين أفادت سوريا مباشر بقصف كتائب المعارضة مقرات جيش النظام وحزب الله اللبناني في بلدة فليطة بالقلمون بريف دمشق.

 

اختتام قمة الناتو.. وكيري يحشد لمحاربة “داعش

نيوبورت (ويلز) – حسين قنيبر

أعلنت واشنطن إيفاد وزير خارجيتها جون كيري إلى المنطقة لتنسيق الجهود في مواجهة تنظيم “داعش”، فيما أنهت قمة دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” أعمالها بما يشبه الاتفاق على تشكيل تحالف دولي ضد تنظيم “داعش”.

 

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه على ثقة من أن التحالف الدولي الذي تسعى بلاده إلى تشكيله قادر على هزيمة تنظيم “داعش”.

 

ففي الشكل كانت قمة الحلف الأطلسي، لكن عملياً كانت قمة ثلاث دول، ولاحقاً انضمت ألمانيا الى جهود الثلاثي أوباما هولاند كاميرون في حشد تأييد دولي لمكافحة الإرهاب ثم تبعتها إيطاليا وكندا وأستراليا والدنمارك وبولندا وتركيا.

 

يذكر أن المرحلة السورية في الحرب على “داعش” مؤجلة والمرحلة العراقية مرتبطة بخطوات داخل العراق وفي جواره العربي:

 

فيقول أوباما: “الدول العربية، خصوصاً تلك التي تضم أكثرية سنية، ترفض تطرف هؤلاء العدميين وتقول لهم: ليس هذا هو الإسلام، وهذه الدول تستعد للانضمام لنا في الحرب على الإرهاب، ونريد من العشائر العراقية أن تدرك أن مستقبلها ليس مع المتعصبين وأن تبدأ بقتالهم”.

 

الرئيس الفرنسي يبقى في طليعة المتحمسين للعمل العسكري في العراق، أما في سوريا فقد كرر رفضه التمييز بين إرهاب “داعش” وما سمّاه إرهاب دكتاتورية النظام.

 

ويضيف هولاند: “سوريا حالة مختلفة عن العراق، لا يمكن تصور أي تنسيق بيننا وبين نظام بشار الأسد حول مكافحة الإرهاب لأنه لا يمكن وضعنا بين خيارين: ديكتاتورية الإرهاب وإرهاب يفرض الدكتاتورية”.

 

فور انتهاء القمة أوفدت الولايات المتحدة وزير خارجيتها جون كيري في جولة عربية ووزير دفاعها تشاك هاغل إلى تركيا حاملين تصور أوباما لمكافحة “داعش”، فيما نفت الإدارة الأميركية التفكير في عمل عسكري مشترك مع إيران ضد “داعش” وخاصة مع استمرار رفض الغرب مقايضة تعاونها في هذا الملف بتنازلات غربية في ملفها النووي.

 

لقد وضعت أسس التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب من خلال قمة الناتو في ويلز. وتلك الأسس تعتمد على استراتيجية من مرحلتين، تبدأ في العراق من دون إرسال قوات برية وتستكمل بعد أشهر في سوريا، وهي استراتيجية يمكن أن تتطور – بحسب ما شدد أوباما – على عاملين لنجاحها: عراقي يتمثل في تعاون العشائر لدحر “داعش” وإقليمي يترجم في مشاركة عربية واسعة في التحالف الدولي.

 

طائرات حربية تنفذ غارات ضد “داعش” بالرقة

العربية.نت

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتنفيذ 3 طائرات حربية 8 غارات على مناطق في مدينة الرقة ومحيطها، حيث استهدفت الغارات مبنى المالية الذي يتخذه تنظيم “داعش” كمقر للمحكمة الإسلامية التابعة له.

 

واستهدفت الغارات أيضاً فرن الأندلس ما أدى لدمار بعض أجزاء منه إضافة لاندلاع النيران فيه، وسقوط عدد من القتلى والجرحى.

 

كذلك قصفت الطائرات الثلاث معسكر الطلائع الذي يتخذه تنظيم “داعش” مركزاً لتدريب مقاتليه والمنضمين إليه، واستهدفت أيضاً محيط دوار الصوامع ومحيط محطة الكهرباء في منطقة الفروسية ومقر لتنظيم “داعش” في مبنى التعمير بحي الدرعية في مدينة الرقة، وأدت الغارات إلى مقتل وجرح عدد من المواطنين ومقاتلي التنظيم.

 

والجدير بالذكر أن طائرة استطلاع شوهدت تحوم في سماء المدينة، بالتزامن مع قصف من 3 طائرات حربية، على المناطق السابقة، وكانت قد شوهدت أمس طائرة استطلاع تحوم في سماء مدينة الرقة، حيث فتح مقاتلو تنظيم “داعش” نيران رشاشاتهم الثقيلة عليها دون إصابتها.

 

ويشار إلى أن طائرة استطلاع مجهولة كانت تحوم خلال الأسبوعين الفائتين في سماء ريف دير الزور أيضاً.

 

سواسية”: تقرير لجنة التحقيق عن سوريا تنقصه المهنية

العربية.نت

صرّح إبراهيم علي، المسؤول الإعلامي في “المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية)”، لـ”العربية.نت” بعد إصدار المنظمة بيانا لها باسم “ردا على التقرير الخاص بلجنة التحقيق الدولية الخاصة بالشأن السوري” بأن “التقرير الثامن الصادر بتاريخ 27-8-2014 كان متناغما بشكل مقلق مع التواتر الإعلامي المتزايد في الشأن السوري”.

 

وقال علي: “إننا في سواسية نرى أن جرائم الإبادة التي يقترفها النظام السوري، أبو البراميل المتفجرة، لتدمير مجموعات وحواضن سكانية وعرقية من الأغلبية السنية في المدن والمناطق الثائرة من سوريا عن طريق القتل الجماعي والتهجير الممنهج لا تخفى على أحد في هذا العالم سوى لافروف ونتنياهو وخامنئي”.

 

وأضاف: “رغم أن تقرير لجنة التحقيق كان مريحا من ناحية تأكيده على الانتهاكات المقترفة من قبل نظام دمشق وسياساته الإجرامية، إلا أنه من ناحية أخرى يظهر الإجرام الآخر في سوريا مساويا بالميزان، متناسيا كثيرا من الحقائق”.

 

واعتبر علي أنه “من العار على الإنسانية أن يدفن السوريون أحياء تحت الأنقاض لأربع سنوات، وتكتفي الدول العظمى بعبارات الشجب والاستنكار”.

 

وبحسب علي فإن “سواسية” تعتبر أنه وفيما يتعلق بلجنة التحقيق، فمن المفترض أن تكون مهنية وتقنية، وأن تكون هناك ضوابط يجب اعتمادها عند تقييم أداء كل من طرفي النزاع، أهمها تحديد طبيعة الأهداف المتوخاة، فأهداف النظام هي حواضن مدنية وأفراد ومدارس ودور عبادة، في حين أن طبيعة الأهداف للطرف الثاني، “داعش”، فعسكرية، “ورغم أنه مجرم بكل تصرفاته لكن تبقى جوهر الحقيقة أن الأهداف عسكرية”، حسب علي.

 

كما أشار علي إلى ضرورة النظر للتناسب ما بين القوة المستعملة والضرورة، حيث إن النظام هو من استخدم الكيمياوي وهو من يستخدم البراميل والطائرات والصواريخ، في حين الطرف الآخر الى الآن يستخدم أسلحة تقليدية.

 

وتابع علي: “أخيرا، يجب التركيز على عنصر التمييز، من حيث إن معظم ضحايا النظام من النساء والأطفال، ولا يفرق ما بين المدني وغير المدني، بينما ثمة ضحايا للطرف الآخر من العسكر”.

 

يذكر أن تقرير لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا تحدث عن “الارتفاع غير المسبوق في معدلات الإجرام التي يقترفها النظام السوري خلال الستة أشهر الأخيرة من مجازر قتل جماعي بالقصف العشوائي الجوي للمناطق الآهلة بالسكان المدنيين ببراميل الموت المتفجرة أو بمدافع الميدان الثقيلة أو براجمات الصواريخ، عدا عن السياسات المعتمدة لتهجير السكان المدنيين من ديارهم وتشريدهم بعد التدمير الممنهج لحواضنهم السكنية ومنع المصابين منهم من الوصول إلى المشافي والنقاط الطبية وحظر وصول المساعدات الغذائية الإغاثية والإنسانية للمناطق المحاصرة بقصد الاستمرار في سياسات التجويع الممنهج على أوسع نطاق ممكن كأداة من أدوات الحرب لفرض الإذعان على المناطق الثائر”.

 

كما أشار التقرير إلى “استخدام الترويع والترهيب في السجون والمعتقلات وذلك باعتماد التعذيب والاعتداء الجنسي كسلوك معتمد والحجز لمدد طويلة في ظروف مروعة، مما يؤدي في كثير من الحالات إلى قتل الضحايا عن سابق عمد وإصرار”.

 

وذكر التقرير قيام نظام بشار الأسد باستخدام السلاح الكيمياوي المحرم دوليا، لاسيما غاز الكلور السام، ثماني مرات على الأقل في محيط مدينتي إدلب وحماه ما بين ابريل ومايو الماضي، مما قد يسلط الضوء مجددا على ترسانته الكيمياوية.

 

ومن جهة أخرى، أشار التقرير إلى قيام “داعش” باقتراف جرائم القتل والتشريد والتهجير والاعتداء والتعذيب، لا سيما بحق الأقليات.

 

وقد خلص التقرير من حيث النتيجة للمطالبة بإحالة المتهمين في كل من النظام السوري وتنظيم “داعش” إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأرفق قوائم سرية جديدة بأسماء المتهمين الواجب إحالتهم للمحاكم الدولية.

 

سوريا.. معارك “عنيفة” في ريف القنيطرة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اندلعت، السبت، معارك عنيفة بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة في إحدى القرى التي سيطروا عليها بريف القنيطرة في محيط الجولان، وفق ناشطين.

 

وقالت شبكة سوريا مباشر المعارضة إن “اشتباكات بين كتائب الثوار وجيش النظام اندلعت في الجهتين الشمالية والشرقية من قرية مسحرة في ريف القنيطرة” .

 

وأضافت الشبكة أن القرية تعرضت لقصف جوي بحوالي 22 برميلا متفجرا، بالإضافة إلى مئات القذائف والصواريخ، وسط أنباء تتحدث عن اعتزام الجيش اقتحام القرية مدعوما بالفرقة الرابعة.

 

إلى ذلك، قتل أربعة أشخاص على الأقل في قصف مدفعي، وصف بالعنيف، على مدينة الرستن بريف حمص، على ما أعلنت شبكة سوريا مباشر.

 

وشن الطيران الحربي غارتين جويتين على قرية جسر بيت الرأس بريف حماة، بالتزامن مع قصف مدفعي.

 

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن الطيران الحربي السوري شن غارات عدة على غوطة دمشق، حيث تدور اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة على أكثر من جبهة.

 

وقتل 15 مدنيا وجرح العشرات من جراء القصف بالبراميل المتفجرة على حي الحيدرية في مدينة حلب، شمالي سوريا.

 

وفي غضون ذلك أعلن المسلحون المعارضون أنهم تمكنوا من تدمير حاجز للجيش السوري بالقرب من المنطقة الصناعية، بعد استهدافه بقذائف الدبابات.

 

وكذلك سيطرت فصائل مسلحة على مبان عدة في حي كرم الطراب، بالقرب من مطار حلب الدولي. كما استهدفت بقذائف الهاون مقار للجيش السوري في حي المشارقة في مدينة حلب.

 

أوباما: حشدنا القدرات لمواجهة تنظيم الدولة

أشرف سعد – ويلز – سكاي نيوز عربية

قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الجمعة، إن حلفاء رئيسيين بحلف شمال الأطلسي مستعدون للانضمام إلى الولايات المتحدة في القيام بعمل عسكري لهزيمة مقاتلي تنظيم الدولة في العراق.

 

وأضاف في مؤتمر صحفي، أن واشنطن ستدمر هذا التنظيم مثلما فعلت مع مقاتلي تنظيم القاعدة، الذين نفذوا هجمات 11 من سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

 

وأكد أوباما بعد أن اجتمع مع وزراء 10 دول على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي، لتشكيل ما سمته واشنطن “ائتلافا أساسيا”، أن زعماء حلف شمال الأطلسي أجمعوا في لقاء قمة عقد في ويلز على أن مقاتلي تنظيم الدولة يشكلون خطرا بالغا على الغرب، وأنه لقي مساندة للتحركات الأميركية في العراق.

 

وأوضح أوباما أن “حلفاء رئيسيين في حلف شمال الأطلسي يقفون على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا الخطر الإرهابي من خلال العمل العسكري والاستخبارات وإنفاذ القانون، وكذلك الجهود الدبلوماسية”.

 

وتابع “انضم حلفاء بالفعل إلينا في العراق حيث أوقفنا تقدم تنظيم الدولة، وقمنا بتجهيز شركائنا العراقيين، وساعدناهم على الهجوم”.

 

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تأمل أن يتم تشكيل حكومة عراقية جديدة الأسبوع المقبل، وأنها على يقين أنها ستصل إلى تكوين تحالف من أجل العمل المتواصل لتدمير تنظيم الدولة.

 

من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، استعداد بلاده الانضمام إلى تحالف ضد تنظيم الدولة، في حال موافقة الأمم المتحدة.

 

وفي الإطار ذاته ذكر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن التحرك العسكري ضد تنظيم الدولة في العراق، لن ينجح إلا في إطار استراتيجية سياسية.

 

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال، في افتتاح اليوم الثاني لقمة الحلف، إن قادة الدول الأعضاء ينددون بـ”الأعمال الهمجية والمقيتة” التي يرتكبها تنظيم الدولة.

 

نائبان في “خبراء القيادة”: داعش تنظيم أمريكي.. وطهران تنفي التعاون مع واشنطن لمحاربته

مقاتل عراقي من سرايا السلام التابعة للقائد الشيعي مقتدى الصدر يلوح براية عند راجمة صواريخ في مواجهة تنظيم داعش 31 أغسطس/ آب 2014

مقاتل عراقي من سرايا السلام التابعة للقائد الشيعي مقتدى الصدر يلوح براية عند راجمة صواريخ في مواجهة تنظيم داعش 31 أغسطس/ آب 2014

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– قال نائبان إيرانيان بأن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” مرتبط بالولايات المتحدة والمشروع الصهيوني الأمريكي، فيما نفت المتحدثة باسم الخارجية أن يكون هناك تعاون بين طهران وواشنطن في محاربة التنظيم.

 

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن المتحدثة باسم الخارجية مرضية أفخم تفنيدها لتقارير إعلامية تحدث عن تعاون إيراني أمريكي ضد جماعة “داعش” في العراق، وقالت “إن مواقفنا في هذا المجال معلنة.”

 

وفي مقابلة نسبتها الوكالة إلى صحيفة الوفاق الإيرانية، أشار حسن ممدوحي، ممثل أهالي محافظة كرمانشاه، في مجلس خبراء القيادة، إلى ارتباط تنظيم “داعش” بالولايات المتحدة.

 

وكان ممدوحي يتحدث على هامش اجتماع لمجلس الخبراء، عن “الانتصار الأخير للمقاومة في غزة” قائلا بأنه “انتصار كبير لجبهة المقاومة، ما يؤدي إلى انهيار المشروع الصهيو-أمريكي، في المنطقة ومن يريد اليوم من خلال تنظيمات مرتبطة به كداعش الإرهابية ضرب استقرار الشرق الأوسط.”

 

وأرجع “الانتصارات المتتالية التي تحققها جبهة المقاومة في المنطقة” إلى الدعم الذي تقدمه بلاده، مبينا أن “دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو أحد الأسباب الرئيسية في الانتصارات.”

 

وقال النائب عن أهالي محافظة كرمان في مجلس خبراء القيادة، محمد بهرامي خوشكار، للصحيفة ذاتها “إن تنظيم داعش هو تنظيم أمريكي بامتيار، ولا يمكننا أن ننسى أن الولايات المتحدة هي من كانت وراء تأسيس ودعم تنظيم القاعدة الإرهابي وحركة طالبان والإرهابيين في سوريا.” بحسب ما نقلت الوكالة.

 

وأضاف “أن تنظيم داعش جاء ليؤثر سلبا على حركة الصحوة الإسلامية التي بدأت في المنطقة وأدت إلى انهيار الأنظمة العميلة للولايات المتحدة، فجاءت أمريكا بداعش للتعويض عن هزائمها وخلق فوضى في المنطقة” على حد قوله” مشيرا إلى حتمية خسارة التنظيم “في هذه المعركة وأن الشعب العراقي الذي لبى دعوة مرجعيته الرشيده سوف يلقن هذا التنظيم التكفيري الإرهابي درساً لن ينساه أبداَ.”

 

وتشن الولايات المتحدة غارات ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي سيطر على مدينة الموصل، وأجزاء واسعة من محافظة نينوى شمال العراق.

 

كما قدمت واشنطن الدعم للجيش العراقي، ولقوات البيشمرغة الكردية، التي تخوض معارك ضد مقاتلي التنظيم، وتمكنت من فك الحصار على بلدة أمرلي واسترجاع بلدة جلولاء، كما ساهمت الغارات الأمريكية في فك الحصار عن آلاف الأيزيدين الذين حاصرهم التنظيم في جبال سنجار، ونفذت عمليات إغاثة جوية لإلقاء المساعدات الإنسانية للمحاصرين.

 

قصة ناج من مذبحة ارتكبها متشددو الدولة الإسلامية

من رحيم سلمان

الديوانية (العراق) (رويترز) – يروي جندي عراقي قصة نجاته من مذبحة ارتكبها تنظيم الدولة الاسلامية راح ضحيتها نحو 800 جندي حقق مقاتلو الدولة الإسلامية معهم على عجل بعد تقسيمهم لمجموعات تضم كل منها عشرة جنود ثم اعدموهم بالرصاص.

 

وتحدث محمد حمود (24 عاما) إلى رويترز من بلدته في الديوانية وقال انه نجا بعدما ادعى إنه بدوي سني.

 

في أسوا مذبحة معروفة منذ شن تنظيم الدولة الإسلامية حربه في العراق احتجز المقاتلون حمود 11 يوما في يونيو حزيران وعاش ليقدم شهادته عن عمليات القتل الممنهجة.

 

وكان حمود ضمن 1500 جندي انهوا تدريبهم الاساسي حديثا وحين وردت أنباء تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية تم إرسال المجندين إلى قاعدة سبايكر قرب مدينة تكريت.

 

ويتحدث حمود بصعوبة بسبب الضرب الذي تعرض له ويكشف النقاب عن الخيانة التي تعرض لها من قادته في قاعدة سبايكر الذين وعدوا المجندين امثاله بخروج آمن بعد استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على تكريت ولكن اقتادوهم إلى حتفهم.

 

وقال حمود “باعونا وخدعونا” مضيفا انه وزملاءه لم يكن معهم بنادق او مسدسات وانهم وجدوا مخزن الأسلحة بمعسكر سبايكر خاويا.

 

وذكر حمود وجنديان اخران أن اللواء الركن علي الفريجي -وهو قائد كبير في صلاح الدين- ابلغ الجنود ان ثمة اتفاقا ابرم مع القبائل للسماح برحيل الجنود.

 

وينفي مسؤولو الحكومة ذلك ويقولون إنه لم يكن هناك وعد بممر آمن وإن المجندين الذين لم يكونوا يحملون سلاحا تركوا القاعدة الآمنة رغم أوامر صدرت لهم بالبقاء.

 

وقال حمود ان الفريجي رحل وفي اليوم التالي دخل رجال القبائل القاعدة لإصطحاب المجندين وكان أغلبهم يخشى المغادرة. وأضاف “القبائل طمأنتنا بأننا تحت حمايتها وأننا ذاهبون إلى سامراء.”

 

اصطف المجندون في طابور طويل خارج القاعدة. وساروا على الطريق السريع إلى تكريت.

 

ولكنهم ادركوا الخدعة حين وصلوا للجامعة في تكريت وصدرت إليهم الأوامر بأن يرقدوا ووجوههم إلى الأرض ووضعت القيود في أيديهم.

 

وقال حمود “كل من تحرك أو رفع رأسه أطلقت عليه النار.”

 

وهو راقد على الارض راي حمود امراة تقترب وكان يأمل ان توبخ المسلحين الذين يحرسونهم لكنها شجعتهم وامتحدتهم وطلبت منهم الا يتركوا ايا منهم على قيد الحياة.

 

وراي حمود اطفالا يتجمعون قرب الصف الطويل من الرجال والسيارات تقف للفرجة في حين هلل البعض الاخر عند رؤية الجنود المحتجزين.

 

وتنامت كراهية الحكومة التي يقودها الشيعة والجيش في المدن المهمشة مثل تكريت والتي تقطنها اغلبية سنية.

 

واستولي المسلحون على احذية وجوارب وخواتم ومحافظ وبطاقات هوية الجنود المحتجزين واطلقوا النار على كل من اخفى متعلقات ثمينة. وأضاف ان شخصا كان يرقد بجواره قتل لانه حاول اخفاء خاتمه.

 

وقبض السكان المحليون على الجنود الذين حاولوا الاختباء في المنطقة.

 

وجرى تسليم الجنود لمقاتلي الدولة الإسلامية الذين قادوهم لمسافة 20 ميلا إلى ساحة قصر صدام حسين القديم حيث وضعت عصابات على اعينهم واعدموا.

 

ونشرت الدولة الإسلامية لقطات فيدبو وصورا للقبور الجماعية على الانترنت وقالت انها قتلت 1700 جندي. وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش انها وثقت مقتل ما بين 560 و770 جنديا. وتعتقد ان العدد الحقيقي أعلى بكثير.

 

* محاولة هروب فاشلة

 

وقال “كان هناك أكثر من 800 (شخص) في قاعة كبيرة بلا ماء أو طعام. كانوا يسكبون الماء فوقنا ويضحكون حين نفتح افواهنا لالتقاط قطرات الماء.”

 

قام مقاتلو الدولة الإسلامية بتقسيم المحتجزين لمجموعات تضم كل منها عشرة جنود وكان المحققون يسألون كل منهم عن رتبته واسم وحدته.

 

وقال “يقيدون كل شخص يقتادونه ويضعون عصابة على عينيه ثم يعطوه شربة ماء. ثم سمعنا صيحة ’الله اكبر’ وطلقات الرصاص.”

 

وذكر حمود أن مجموعته ضمت شقيقه كامل واربعة من اقاربه. وحين جاء دوره ليقف ويقتاد إلى حتفه تحدث بلهجة بدوية وطلب ان يشرب.

 

وحين سئل عن مسقط راسه كذب وادعى انه ينتمي لقبيلة شمر الكبيرة التي تضم سنة وشيعة وقال انه من بلدة بيجي وهي بلدة سنية في الشمال.

 

حينئذ اخرج من الصف بينما اصطحب اخوه واقاربه للخارج حيث تجري عمليات الأعدام.

 

وقال حمود “قيدوني ووضعوا العصابة على عيني وسمحوا لي بالجلوس.”

 

حينئذ لم يفكر في اخيه لكنه يعيش الآن على امل ضعيف ان يكون قد نجا.

 

وقال “ثمة أمل” داعيا أن يكون شقيقه واقاربه تمكنوا من الهرب.

 

وعند الفجر توقفت طلقات الرصاص ولم يتبق في المكان الذي كان يكتظ بالمئات سوى عشرين شخصا.

 

وبدا رجل يتحدث بلهجة سعودية التحقيق مع حمود والاخرين للتأكد من انهم سنة بالفعل. وادعي حمود أن اسمه بندر لاخفاء حقيقة انه شيعي.

 

وبعد استجواب سريع قتل كل من اعتقد المحققون انه كاذب وتقلص عدد الاحياء إلى 11 .

 

وبعد عدة ايام اصاب صاروخ القصر وسقطت الثريا في غرفة الاحتجاز وحاول رجلان الفرار. تمكن حمود من ارخاء قيوده وشاهد مقتلهما من النافذة فأعاد احكام القيد على يديه من جديد.

 

وفي اليوم العاشر من الأسر قال مقاتل من تنظيم الدولة الاسلامية انه سيجري اطلاق سراحهم.

 

وقال له احد الحراس “انت ايها البدوي قل لاهلك اننا لا نؤذي السنة ونحن نعطيكم غذاء جيدا وماء وكل ما تحتاجونه.”

 

وفي اليوم التالي اصطحب المقاتلون ستة من المحتجزبن إلى منزل حيث اخضعوا لتحقيق اخير.

 

وتابع “سألوني اذا كنت اصلى فقلت لا. قال احد المحققين ’خذوه ليتعلم الصلاة’ فقاموا بجري لانني لم أكن اقوى على المشي وانهالوا علي ضربا.”

 

ونقلت سيارة المجموعة المؤلفة من 11 شخصا لنقطة تفتيش قريبة واعطوهم رقم هاتف للاتصال اذا ما صادفتهم اي نقطة تفتيش للدولة الإسلامية.

 

واتجهت المجموعة المذعورة لقرية قريبة حيث يوجد اصدقاء لاحد الجنود.

 

وقال انهم اقاموا في مزرعة حيث اتصل رفاقة بذويهم ولكن حمود لم يفعل لانه كان يخشى رد فعل الجنود الاخرين السنة اذا ما افتضح امره.

 

كانوا يعرفونه باسم بندر ويعتقد انهم كانوا يتساءلون عن سبب امتناعه عن الاتصال بذويه. وسمع حمود صاحب المزرعة يتحدث عنه مع الاخرين قائلا “اعتقد ان بندر شيعي وليس سنيا ولكن ساحميه أكثر ما ابنائي.”

 

وفي اليوم التالي اعترف حمود للمزارع بانه شيعي وطمأنه الاخير على سلامته واتصل حمود بوالده الذي طلب ان يتحدث مع المزارع.

 

وقال المزارع “ساحميه واعتبره احد ابنائي.”

 

(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

 

تركيا قد تلعب دورا من وراء الكواليس في تحالف أمريكي ضد الدولة الإسلامية

من أرشد محمد

واشنطن (رويترز) – قد تجد تركيا صعوبة في أن تلعب دورا علنيا في الائتلاف الذي تشكله الولايات المتحدة لضرب أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وربما سوريا خوفا من أن ينتقم التنظيم المتشدد من عشرات الأتراك الذين يحتجزهم رهائن.

 

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يأمل أن يضع استراتيجية إقليمية للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على مناطق واسعة من العراق وسوريا لكن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين توقعوا أن تنأى تركيا بنفسها عن لعب دور علني كبير.

 

وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي هي البلد المسلم الوحيد في “ائتلاف اساسي” أعلنت الولايات المتحدة عنه أمس الجمعة خلال قمة للحلف في نيوبورت بويلز. ويضم الائتلاف عشر دول التزمت بمحاربة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق.

 

ولم يتضح إلى أي مدى قد يستهدف الائتلاف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا حيث يتمتع المتشددون بملاذ آمن.

 

وعلاقات تركيا بدول سبع مجاورة لها حساسة واحيانا ما تعاني هذه الدول من اضطرابات.

 

ويحتجز تنظيم الدولة الاسلامية نحو 46 مواطنا تركيا بينهم دبلوماسيون خطفوا من القنصلية التركية في الموصل عندما اجتاح التنظيم المدينة وهي ثاني أكبر مدن العراق في يونيو حزيران.

 

وتقديرا للمأزق الذي تجد تركيا نفسها فيه تهدف واشنطن إلى حمل أنقرة على التركيز على وقف تدفق المتشددين الأجانب وبينهم كثيرون من الولايات المتحدة وغرب أوروبا يعبرون أراضيها للانضمام للقتال في سوريا.

 

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه “الكل يدرك أن الأتراك لهم وضع خاص” في إشارة إلى سلامة الرهائن الاتراك وعدم رغبة دولة في مهاجمة دولة مجاورة خشية حدوث رد فعل انتقامي.

 

وتابع “تركيا ستكون جزءا من الائتلاف لكن ما الذي يعنيه ذلك؟ لن يتطلب الكثير.”

 

وذكر مسؤول ثان أن واشنطن ستطلب من أنقرة أن تبذل جهدا أكبر لمنع المقاتلين الأجانب من دخول سوريا وهي رسالة وجهها أوباما بشكل دبلوماسي يوم الجمعة وسيكررها وزير الدفاع تشاك هاجل خلال زيارة لتركيا هذا الأسبوع.

 

وعندما اجتمع بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال أوباما للصحفيين “أريد أن أعبر عن تقديري للتعاون بين القوات المسلحة واجهزة المخابرات الأمريكية والتركية في التعامل مع قضية المقاتلين الأجانب وهي قضية لا تزال تحتاج لجهد أكبر.”

 

وسعت تركيا لفترة طويلة لدفع الولايات المتحدة كي تتحرك بشكل أكبر لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام والتي اودت بحياة نحو 200 ألف شخص.

 

وقال مسؤولون أتراك إن تركيا وضعت قائمة تضم أسماء ستة آلاف شخص ممنوعين من دخول أراضيها للاشتباه في أنهم يسعون للانضمام “للمتشددين في سوريا” بحسب معلومات من وكالات مخابرات أجنبية.

 

وقال المسؤول الأمريكي الثاني ” ملف المقاتلين الأجانب معروف جيدا. انها مشكلة وهي حتما تساهم.. في تقدمهم في سوريا والعراق… هذا حتما أمر نتطلع لتركيا كي تساعدنا فيه.”

 

* القتل رسالة لتركيا أيضا

 

ودفع التقدم الخاطف لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق أوباما لاستئناف الغارات الجوية في العراق خلال شهر أغسطس آب للمرة الأولى منذ انسحاب القوات الأمريكية في 2011. وحتى يوم الخميس كانت الولايات المتحدة قد نفذت 127 ضربة جوية.

 

وزادت التوقعات بأن أوباما قد يستهدف الدولة الإسلامية في سوريا. وبالإضافة لإيفاد هاجل لتركيا سيتوجه وزير الخارجية جون كيري للشرق الأوسط الاسبوع المقبل لحشد شركاء للائتلاف.

 

وتسلط معضلة تركيا الضوء على طبيعة التحديات التي يواجهها كيري في تشكيل ائتلاف فعال من الدول التي لها مصالح والتزامات مختلفة في المنطقة.

 

وفي مؤشر على مدى حساسية المسألة في تركيا شدد مسؤولون أتراك في احاديث خاصة على أن أيا من الطائرات الأمريكية التي تنفذ غارات في العراق لم تأت من قاعدة انجرليك الجوية في جنوب تركيا.

 

وقال هنري باركي وهو استاذ بجامعة ليهاي وعضو سابق في إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأمريكية “لن يسمحوا باستخدام انجرليك لتنفيذ ضربات جوية.”

 

وأضاف في إشارة إلى مقطع الفيديو الذي نشر يوم 19 أغسطس آب وأظهر مقاتلا ملثما وهو يذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي “إعدام فولي لم يكن رسالة لنا فحسب بل أيضا للأتراك.”

 

ونشر التنظيم مقطع فيديو آخر يوم الثلاثاء يظهر اعدام صحفي أمريكي ثان هو ستيفن سوتلوف.

 

ورغم تشديد تركيا على احترام التزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي الذي انضمت إليه في 1952 فقد عبر مسؤولون أتراك عن عدم استعدادهم للمخاطرة بحياة رهائنهم.

 

وقال مسؤول تركي طلب عدم نشر اسمه “تركيا عضو بحلف الأطلسي. نشترك في المباديء والقيم نفسها مع الغرب. لكن لدينا 46 رهينة.”

 

وقال دبلوماسي غربي في أنقرة “انهم عاجزون. لا يستطيعون – وهذا أمر مفهوم حقيقة – ان ينضموا بحماس للتحرك العسكري. أنا واثق أنهم يبدون تأييدهم في الاحاديث الخاصة لكنهم لا يشعرون .. أن بإمكانهم إبداء هذا على الملأ.”

 

وقال محللون في الولايات المتحدة بينهم اللفتنانت جنرال المتقاعد ديفيد بارنو وهو قائد أمريكي كبير سابق في أفغانستان إن تركيا ستقدم المساعدة من وراء الكواليس بالسماح لدبابات وطائرات استطلاع وطائرات بدون طيار بالعمل من أراضيها.

 

وقال بارنو الذي يعمل الآن في مركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن “الاحتمال الأكثر ترجيحا هو أنهم قد يكونون على استعداد لاستخدام هذه القواعد لأنشطة غير قتالية.. وليس الطائرات التي تحمل قنابل.”

 

لكن استهداف التنظيم في سوريا يتطلب إقناع دول مثل تركيا والسعودية والأردن وغيرها بان الولايات المتحدة باقية لبعض الوقت رغم احجام أوباما عن التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط.

 

وقال فريد هوف وهو خبير سابق بالشؤون السورية في وزارة الخارجية الأمريكية “أي شخص يفكر جديا في الانضمام للائتلاف ويتخذ القرار في نهاية المطاف ينبغي أن يقنعه رئيس الولايات المتحدة بان بلاده ستكون موجودة لفترة زمنية ولن تتخلى عنه.”

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير هالة قنديل)

 

ثلاثة أنواع من الإقامات “المشروطة” للاجئين السوريين في تركيا

بات السوريين في تركيا يتخوفون من هذه القرارات على اعتبار أن القسم الأكبر منهم لا يملك جوازات سفر وبالتالي أصبح خيارهم الوحيد للبقاء في تركيا الحصول على إقامة لجوء إنساني

محمد إدلبي: أورينت نت

بدأت الحكومة التركية بالعمل على اتخاذ اجراءات جديدة فيما يتعلق بمنح الإقامات للاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها، بهدف الحد من الهجرة لأوروبا وتنظيم شؤون السوريين الذين يملكون أوراق ثبوتية أو حتى الذين لا يملكون على حد سواء.

 

3 أنواع من الإقامات

وأشار دياب سرية “ناشط سوري” أن الحكومة التركية سوف تمنح خلال الأسابيع القادمة 3 أنواع من الإقامات للسوريين، الإقامة الأولى سوف تكون مخصصة لجميع السوريين الذين يملكون أوراق ثبوتية أو حتى الذين لا يملكون، وبالتالي سوف يحصلون على إقامة بصفة لاجئ إنساني أو ما تعرف بالإقامة المؤقتة، وهذه الإقامة تخول السوريين العمل في تركيا.

 

وتابع السرية أن الحكومة التركية سوف تمنح أيضا إقامة سياحية للسوريين مدتها عام لكن بموجب عدة شروطه أهمها، أن يكون اللاجئ السوري يملك وثائق سفر رسمية وجواز سفر دخل به إلى الأراضي التركية، إضافة لوجود عقد منزل مصدق من البلدية لمدة عام كامل، وأن يملك تأمينا صحيا لمدة عام يدفع بموجبه 800 ليرة تركية سنويا، على أن يتم تقديم جميع هذه الأوراق إلى مركز الأمنيات، لكن هذه الإقامة لا تخول للسوريين العمل على الأراضي التركية.

 

أما الإقامة الثالثة فهي إقامة مستثمر تمنح لرجال الأعمال السوريين الذين يستثمرون أموالهم داخل الأراضي التركية.

 

بدوره أكد مصطفى أوزجان “صحفي ومحلل تركي” أن الحكومة التركية سوف تبدأ العمل على تطبيق هذه القرارات في الأسابيع أو حتى الأيام القادمة، معتبرا أن هذا القرار جاء نتيجة الأعداد الكبيرة من السوريين المتواجدين في تركيا وعدم قدرة الحكومة على التعامل معهم.

 

وأضاف أوزجان أن المعارضة التركية لعبت دورا سلبيا فيما يتعلق باللاجئين السوريين ما شكل ضغطا على الحكومة التركية الحالية، التي تريد تنظيم أمور السوريين المتواجدين على أراضيها عبر منحهم أنواع مختلفة من الإقامات بما فيها إقامة لجوء إنساني للأشخاص غير القادرين على استأجر منزل أو حتى الحصول على تأمين صحي.

 

تخوف سوري من الإقامات الجديدة

 

بات السوريين في تركيا يتخوفون من هذه القرارات على اعتبار أن القسم الأكبر منهم لا يملك جوازات سفر وبالتالي أصبح خيارهم الوحيد للبقاء في تركيا الحصول على إقامة لجوء إنساني، والتي سوف تحرمهم من الحصول على لجوء إنساني في إحدى الدول الأوروبية بموجب القرارات الأخيرة التي أبرمت بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

 

وللوقوف أكثر حول هذه الموضوع أجرت (أورينت نت) استطلاعا حول رأي الشارع السوري في اسطنبول حول الإقامات الجديدة ومدى تأثيرها الإيجابي والسلبي عليهم.

 

اعتبر مؤيد والذي يعمل في أحد المطاعم السورية أن هذه القرارات الجديدة سوف تحتم عليه الحصول على إقامة لجوء إنساني، على اعتبار أن الحصول على إقامة سياحية مكلف للغاية له ولعائلته، مشيرا أنه لا يملك الأموال لدفع تأمين صحي بشكل سنوي.

 

في حين أكدت أم محمود أنها لا تملك عقد منزل يخولها بالتسجيل على الإقامة السياحية، نتيجة سكنها مع أخواتها الاثنين في منزل واحد، وبينت أنها لا تهتم كثيرا لنوع الإقامة التي سوف تحصل عليها وما يهمها بقائها في تركيا بصفة رسمية لأنها لا تملك خيار الرجوع إلى حلب نتيجة قصف قوات الأسد لمنزلها.

 

أما الدكتور عصام فتحدث لأورينت نت: “من يرغب في السفر لأوروبا يجب عليه أن يحاول الهجرة من الآن قبل تطبيق القرارات أو يحاول الحصول على الإقامة السياحية حتى يكون له الفرصة في الهجرة لأوروبا مستقبلا”.

 

بدوره، تحدث (عبد الرحمن) عن قيام خفر السواحل التركي بالتشديد على الهجرة إلى الجزر اليونانية تزامنا مع هذه القرارات، وأشار أنه حاول منذ عدة أيام السفر إلى اليونان إلا أن خفر السواحل التركي قام بإرجاع قاربهم إلى تركيا وتم نقلهم جميعا إلى الهجرة والجوازات وأخذ معلوماتهم كاملة وتبصيمهم لمنعهم من السفر مستقبلا إلى أوروبا.

 

ازدياد نسبة المهاجرين السوريين لأوروبا

 

التقت أورينت نت مع أحد المهربين والذي يدعى (ف.م) حيث تحدث عن ازدياد نسبة السوريين المهاجرين لأوروبا خلال الشهر الفائت نتيجة تخوفهم من قرارات الإقامة الجديدة.

 

وتابع أن عدد السوريين الذين يحاولون الفرار للجزر اليونانية من الأراضي التركية في الوقت الراهن يتجاوز 200 شخص يوميا عبر ترتيب رحلات منتظمة وبطرق مختلفة، رغم الصعوبات التي يواجهها المهربين نتيجة تشديد الحكومة التركية عليهم ومحاولة الحد من الهجرة لليونان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى