أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 06 شباط 2016

قرى شمال حلب خالية من السكان هرباً من «الجحيم الروسي»

لندن، بيروت، جنيف، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

تجمّع آلاف السوريين أمس على الحدود التركية هرباً من جحيم قصف جوي روسي وهجوم عنيف تشنه القوات السورية النظامية في ريف حلب الشمالي الذي بات عدد كبير من بلداته وقراه مهجوراً من سكانه، لكن النازحين واجهوا حدوداً مقفلة على الجانب التركي. وترافقت حركة النزوح الواسعة مع استغراب موسكو لأن المعارضة السورية لم «ترحّب» بالعمليات العسكرية التي يقوم بها النظام في ريف حلب على أساس أنها تستهدف «إرهابيين»، مع تلويحها باحتمال الدعوة إلى مفاوضات تستضيفها العاصمة الروسية بين ممثلي الحكومة السورية ومعارضين في حال لم تستأنف مفاوضات جنيف في 25 شباط (فبراير) الجاري. وشهدت جلسة لمجلس الأمن بمشاركة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، أمس، سجالاً حاداً بين الولايات المتحدة وروسيا على خلفية فشل المفاوضات.

وقالت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ليندا توم: «تتحدث التقديرات عن نحو 20 ألف شخص تجمعوا عند معبر باب السلامة الحدودي (مع تركيا) ونحو خمسة إلى عشرة آلاف آخرين نزحوا الى مدينة أعزاز» المجاورة جراء «العمليات العسكرية المستمرة قرب حلب». وأشارت إلى تقديرات بنزوح «10 آلاف آخرين» إلى مدينة عفرين التي يسيطر عليها مقاتلون أكراد في محافظة حلب، لافتة إلى خطة لتوسيع مخيم وحيد يستقبل النازحين موجود في المنطقة.

وعطّلت المعارك المستمرة بين القوات النظامية والفصائل المقاتلة والغارات الروسية في ريف حلب الشمالي «طرق إمدادات ومساعدات رئيسية من الحدود التركية»، وفق ما قالت توم، التي أوضحت أن «المنظمات الإنسانية تستجيب حاجات هؤلاء النازحين لكن النزاع العسكري المستمر يجعل إمكان الوصول إلى السكان أكثر صعوبة».

وبدأت القوات النظامية بغطاء جوي روسي هجوماً واسعاً الإثنين في ريف حلب الشمالي وتمكنت من السيطرة على بلدات عدة وقطعت طريق إمداد رئيسي للمعارضة يربط مدينة حلب بالريف الشمالي حتى تركيا. واتهمت تركيا، التي تستضيف نحو 2,5 مليون لاجئ سوري، حلفاء النظام بالمشاركة في «جرائم الحرب أيضاً»، في إشارة إلى روسيا. وسجّل المرصد السوري «حركة نزوح كبيرة للأهالي من بلدات عندان وحريتان وحيان وبيانون التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة» هرباً من القصف وخشية سقوط مناطقهم في يد الجيش النظامي. وأضاف: «باتت هذه البلدات شبه خالية من المدنيين».

ورد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، على ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية من أن لديها «أسباباً جدية» تحمل على الاعتقاد بأن تركيا تعد «لتدخل عسكري» في سورية قائلاً: «هذا التصريح الروسي يضحكني (…)، في واقع الأمر إن روسيا هي التي تقوم باجتياح سورية».

لكن السفير أليكسي بورودافكين مندوب روسيا بالأمم المتحدة في جنيف قال: «لماذا اشتكت المعارضة التي رحلت عن جنيف من الهجوم على حلب الذي استهدف في حقيقة الأمر جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة؟». وتابع: «ينبغي أن تسعد المعارضة بأن الإرهابيين يهزمون لكنهم على النقيض شعروا بخيبة أمل وتركوا المفاوضات».

في غضون ذلك، نقل ديبلوماسيون شاركوا في الجلسة المغلقة لمجلس الأمن أن نائب السفيرة الأميركية ميشال سيسون «اتهمت روسيا بالمسؤولية عن تقويض محادثات جنيف من خلال تسعير حملة القصف على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وليس تنظيم داعش». وتوجهت سيسون بالكلام إلى السفير الروسي فيتالي تشوركين بأن روسيا «لم تعط المفاوضات فرصة النجاح» من خلال تكثيف غاراتها. وردّ تشوركين بأن «التدخل العسكري الروسي هو من فتح الطريق لإطلاق المفاوضات السياسية»، مؤكداً أن «الضربات الروسية تستهدف تنظيم داعش والمجموعات الإرهابية»، وفق المصادر نفسها.

وقدّم دي ميستورا في إحاطته التي قدمها عبر الفيديو من جنيف، أسباب فشل جولة المحادثات، مشيراً إلى أن «الوفد الحكومي قدم إلى جنيف متمسكاً بجوانب إجرائية، بدل الاستعداد للبدء في الجانب العملاني السياسي»، فيما جلب وفد الهيئة العليا للمفاوضات «لائحة من الشروط المسبقة»، وهو ما أدى إلى الوصول الى مكان «يصعب فيه تحقيق أي تقدم فعلي».

وأوضح أن الوفد الحكومي الذي ترأسه سفير سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري «كان واضحاً بأنه لا يريد الانخراط في تفاصيل قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، بل بمقاربته بكليته». وطلب الجعفري من دي ميستورا، وفق كلام الأخير، «إيضاحات حول مسائل إجرائية تتعلق بكيفية إجراء المحادثات غير المباشرة»، وأن الوفد الحكومي «تصرف وكأنه في مرحلة تحضيرية». وأضاف أن وفد الهيئة العليا المعارضة «قدّم لائحة مطالب هي رفع الحصار عن المناطق المحاصرة ووقف القصف الجوي وضمان دخول المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين».

لكن دي ميستورا أكد لمجلس الأمن أنه «على رغم الإشاعات، فقد أكد الطرفان الحكومي والمعارض استعدادهما للعودة الى جنيف، والتزامهما عملية سياسية يقودها السوريون». وقال دي مستورا في جلسة المشاورات المغلقة، إن «الشعب السوري يحتاج الى أن يشعر بحصول تحسن على الأرض»، مناشداً أعضاء مجلس الأمن «الضغط على الأطراف للانخراط بجدية في المحادثات وعدم تضييع النقاش في الجوانب الإجرائية والشروط المسبقة»

وكان دي ميستورا التقى قبل مغادرته جنيف سبع شخصيات معارضة برئاسة رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل. وقال نائب المبعوث الدولي رمزي عز الدين رمزي بعد الاجتماع: «لن تكون هناك دعوات أخرى ولن تصدر دعوات جديدة في قالب مختلف».

 

أوباما يرحب بمشاركة السعودية ضد «داعش»

أعلن الناطق باسم البيت الابيض أن الرئيس باراك أوباما رحب بإعلان السعودية تعزيز مشاركتها في القتال ضد تنظيم «داعش» في سورية.

واشار الناطق الى أن واشنطن لا تستبعد فكرة إسقاط مساعدات إنسانية من الجو في سورية مستقبلاً، وقال: «أن التركيز حالياً على مساعي وقف إطلاق النار».

وكان وزير الدفاع آشتون كارتر قال إن الإدارة «اطلعت على العرض السعودي وأنه سيتم بحث الأمر مع السعوديين خلال اجتماع للتحالف الدولي في بروكسل الأسبوع المقبل».

 

النظام وروسيا يخططان لـ «تطويق» حلب… والمعارضة تتراجع في درعا

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

استمرت المعارك بين قوات النظام السوري وأنصاره من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية في ريف حلب وسط خطة للنظام لتطويق المدينة بدعم الطيران الروسي، في وقت حققت القوات النظامية وميلشيات إيرانية تقدماً في ريف درعا بين دمشق والأردن.

وقال حسن الحاج علي قائد «لواء صقور جبل الزاوية» التابعة لـ «الجيش السوري الحر»، إن الغارات الروسية استمرت أمس، لافتاً إلى أن «الغطاء الروسي مستمر ليلاً نهاراً وهناك أكثر من 250 غارة باليوم الواحد على هذه المنطقة». ومضى قائلاً «النظام يحاول الآن توسيع المساحة التي سيطر عليها. ريف حلب الشمالي محاصر بالكامل والحالة الإنسانية صعبة جداً».

وأورد تلفزيون «المنار» التابع لـ «حزب الله»، أن القوات الحكومية والقوات المتحالفة معها سيطرت على بلدة رتيان القريبة من مناطق كانت سيطرت عليها يوم الأربعاء. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سيطرة القوات الحكومية وحلفائها على بلدة رتيان التي لها «أهمية رمزية»، لكن الحاج علي نفى سقوط البلدة. وقال: «المعارك قوية جداً في رتيان بالتحديد وهناك محاولة من النظام لاقتحامها لكنه لم يستطع الدخول إليها حتى الآن». ودعا الدول التي تدعم معارضي النظام السوري لإرسال المزيد من المساعدات العسكرية بما فيها الصواريخ المضادة للطائرات، وإن لم يبد تفاؤلاً حيال الشق الأخير. وقال: «نحن نطالب بشكل يومي بزيادة الدعم ولكن موضوع مضاد الطائرات أصبح حلم كل سوري. الحلم الذي لن يتحقق».

وتُعد صواريخ «تاو» الأميركية الصنع المضادة للدبابات السلاح الأكثر فعالية في ترسانة مقاتلي المعارضة وتم تزويد فصائل مقاتلة محددة بها في إطار برنامج دعم عسكري تشرف عليه وكالة المخابرات المركزية الأميركية.

لكن على الرغم من أن هذه الصواريخ ساعدت مقاتلي المعارضة على إبطاء تقدم القوات المعادية على الأرض، فإنها ليست فعّالة أمام القاذفات المقاتلة.

وبعدما قال «المرصد» إن «قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين من الحرس الثوري الإيراني ومسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية وبغطاء ناري من القصف العنيف والمتواصل والغارات المكثفة، تمكنت من السيطرة على بلدة رتيان الواقعة في الريف الشمالي لمدينة حلب، وذلك عقب قصف مكثف استهدف البلدة بآلاف القذائف وغارات متزامنة لمروحيات النظام والطائرات الحربية السورية والروسية»، أوضح أن «الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة استعادت السيطرة على القسم الجنوبي الغربي من بلدة رتيان القريبة من بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي التي تستميت قوات النظام المدعمة بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية للسيطرة عليها».

وشهدت البلدة قصفاً بـ «آلاف القذائف والصواريخ، وغارات مكثفة نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية والطائرات الروسية بشكل متزامن على البلدة، حيث كانت قد أسفرت الاشتباكات عن استشهاد ومصرع ومقتل العشرات من الجانبين»، وفق «المرصد».

وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض، من جهته، إنه «قضى 61 مدنياً بينهم أطفال ونساء وأصيب عشرات آخرون بجروح الخميس، جراء استهداف الطيران الروسي أحياء مدينة حلب ومدينتي عندان وحريتان في ريف حلب الشمالي، حيث شهدت عشرات المناطق شمال حلب قصفاً روسياً مكثفاً». وقال ناشطون إن الطائرات الروسية كثفت أمس غاراتها على أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة كتائب الثوار، مستهدفة منازل المدنيين بـ «الصواريخ الفراغية، ما تسبب بمقتل 15 مدنياً في حي الكلاسة و11 مدنياً في حي المشهد و8 مدنيين في حي طريق الباب و8 آخرين في حي الشعار و5 مدنيين في حي الفردوس و4 مدنيين في حي بعيدين، ومن بين الضحايا نساء وأطفال، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح، كما تسبب القصف العنيف إلى دمار كبير لحق بمنازل المدنيين وممتلكاتهم». كما تعرضت مدينة عندان في ريف حلب الشمالي إلى أكثر من 50 غارات جوية نفذتها طائرات روسية، استهدفت مناطق متفرقة من المدينة، وتسببت بمقتل تسعة مدنيين بينهم طفلان من عائلة واحدة وامرأتان، وإصابة عشرات آخرين بجروح.

 

مجلس عسكري

وأعلنت «الفصائل الثورية» العاملة في ريف حلب الشمالي، مساء الخميس، عن تشكيل «المجلس العسكري الموحَّد للتصدي للهجمة الشرسة على المنطقة بدعم جوي روسي». وقالت في بيان: «قرر ثوار الريف الشمالي بحلب تشكيل المجلس العسكري الموحَّد الذي يضم القوة العسكرية العاملة على الأرض بالريف الشمالي».

ودعت الفصائل المنتشرة في مدن وبلدات مارع وتل رفعت ومنغ وأعزاز وبقية القرى في المنطقة، جميع القوى في الريف الشمالي للانضمام إلى التشكيل الجديد للتصدي لـ «الحملة العسكرية الشرسة التي تقودها الميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية بدعم روسي على المنطقة».

‏ويأتي إعلان تشكيل «المجلس العسكري الموحَّد» بريف حلب الشمالي بعد التقدم الذي حققته قوات النظام حيث سيطرت على عدة قرى وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء المواليتين للنظام.

وكان مسؤول كبير في الحكومة التركية قال اليوم الجمعة إن تركيا لا تعتزم القيام بتوغل بري في سورية، وإن الحديث الروسي عن أي تحرك من هذا النوع ما هو إلا دعاية. وقال المسؤول لـ «رويترز»: «ليس لدى تركيا خطط أو أفكار عن بدء حملة عسكرية أو توغل بري في سوريا»، مضيفاً أن روسيا تكثف حملتها العسكرية في سوريا يومياً بدلاً من العمل على إيجاد حل. وقال المسؤول: «تركيا هي جزء من تحالف وتعمل مع حلفائها وستواصل ذلك. وكما قلنا مراراً، فإن تركيا لن تتصرف بشكل منفرد».

وكان ناطق باسم وزارة الدفاع الروسية قال الخميس إن موسكو لديها أسباب قوية للشك في أن تركيا تعد لتوغل بري في سوريا، لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال الخميس إن ممر المساعدات الإنسانية بين تركيا وحلب قُطع، جراء تصاعد هجمات قوات النظام وذلك في إطار سعيهما لحصار حلب على غرار بلدة مضايا. وقال في لندن إن «الممر الإنساني اللوجيستي الواصل بين تركيا ومدينة حلب، تم إغلاقه جراء هجمات قوات الأسد والمقاتلات الروسية، ما يريدون فعله في حلب اليوم هو بالضبط ما فعلوه في مضايا من قبل، وهو حصار للتجويع»، واصفاً الوضع الراهن بـ «المثير للقلق».

 

ريف درعا

وأفاد «المرصد» أمس: «استعادت قوات النظام والمسلحون الموالون لها بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني والطيران الروسي، السيطرة بالكامل على بلدة عتمان الواقعة على بعد كيلومترين شمال مدينة درعا».

وتسيطر الفصائل المعارضة والإسلامية على عتمان منذ العام 2013. ووفق «المرصد»، فإن الفصائل كانت «تقصف أحياء سيطرة قوات النظام في درعا انطلاقاً من البلدة».

وللبلدة موقع استراتيجي، إذ تقع عند بوابة درعا من الجهة الشمالية، وعلى طريق يربط دمشق بدرعا (طريق دمشق- درعا القديم)، كما لها منافذ عدة إلى مدينة درعا.

ووفق «المرصد»، شنت الطائرات الحربية الروسية خلال 48 ساعة من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، أكثر من ثمانين ضربة جوية، مشيراً إلى مقتل عشرة مقاتلين من الفصائل على الأقل.

ويأتي تقدم قوات النظام في درعا بعد سيطرتها قبل أقل من أسبوعين على بلدة الشيخ مسكين الاستراتيجية شمال عتمان والقريبة من الحدود الأردنية. كما سيطرت نهاية العام الماضي على مقر اللواء 82 القريب من الشيخ مسكين.

وتعمل قوات النظام على «تقوية مواقعها شمال مدينة درعا، حيث لم يبق أمامها إلا السيطرة على قريتي داعل وأبطع الواقعتين بين الشيخ مسكين وعتمان»، وفق «المرصد».

وتسيطر الفصائل الإسلامية والمقاتلة على معظم محافظة درعا، فيما تسيطر قوات النظام على جزء من مدينة درعا، مركز المحافظة، وعلى بلدات عدة في الريف الشمالي الغربي بشكل رئيسي.

وتعد محافظة درعا مهد الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في آذار (مارس) 2011 ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتي تطورت لاحقاً إلى نزاع دام متشعب الأطراف، تسبب بمقتل أكثر من 260 ألف شخص، ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ومكنت الغارات الروسية قوات النظام خلال الأشهر الأخيرة من التقدم على جبهات عدة في البلاد، آخرها في محافظة حلب (شمال) وقبلها في اللاذقية (غرب) ودرعا.

وأكد «كلنا شركاء» سيطرة قوات النظام على معظم أجزاء البلدة، مشيراً إلى استمرار التصعيد من قبل الطيران الروسي على مدن المحافظة وبلداتها لليوم الأربعين على التوالي، حيث نفذ اليوم أكثر من عشرين غارة، استهدفت إحداها المستشفى الميداني في بلدة الغارية الغربية، ما أدى لخروج المستشفى عن الخدمة وتدميره بشكل كامل. كما أشار إلى أن الطيران الروسي قام بقصف البلدة بشكل يومي خلال الأيام العشرة الماضية، ما أدى إلى تهجير كامل للسكان. إلى ذلك، قال «المرصد»: «اغتال مسلحون مجهولون مقاتلاً من حركة أحرار الشام الإسلامية، على الطريق الواصل بين بلدتي نوى وتسيل حيث وجدت جثته على أطراف الطريق، وشهد ريف درعا في الأسابيع الأخيرة عدة عمليات اغتيال طاولت عدداً من المقاتلين والقياديين في عدة فصائل مقاتلة وإسلامية وجبهة النصرة».

 

آلاف المدنيين الفارين من شمال سورية محتجزون قرب تركيا

احتُجز الآلاف من المدنيين السوريين أمس قرب الحدود التركية بعد فرارهم من محافظة حلب، حيث تشن قوات النظام هجوماً واسعاً بدعم جوي روسي، في وقت عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات تناولت الوضع في سورية وقدم المبعوث الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا تقريراً إلى مجلس الأمن عن ظروف تعثر محادثات جنيف المعلقة حتى 25 الشهر الجاري، والتي من شأن هذه المأساة الإنسانية الجديدة في حلب أن تضع المزيد من العراقيل أمام استئنافها.

وفي منطقة أعزاز (شمال) قرب الحدود التركية، وجد الآلاف من المدنيين أنفسهم عالقين عند معبر باب السلامة مع استمرار السلطات التركية في إقفال الحدود. والتقطت وكالة فرانس برس صوراً ولقطات بالفيديو لمئات الأشخاص بينهم نساء وأطفال وهم يسيرون، حاملين أكياساً وأمتعة في صرر، في حقل زيتون ببلدة أكدة الصغيرة القريبة من الحدود.

وفر حوالى أربعين ألف شخص على الأقل، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، منذ الإثنين من بلدات ريف حلب الشمالي، حيث تواصل قوات النظام هجوماً واسعاً بداته الإثنين بغطاء جوي روسي.

وحققت هذه القوات الجمعة تقدماً إضافياً بسيطرتها على بلدة رتيان القريبة من بلدتي نبل والزهراء اللتين دخلتهما الخميس. وكانت هاتان البلدتان الشيعيتان المواليتان للنظام محاصرتين من فصائل مقاتلة معارضة منذ عام 2012.

ووفق «المرصد»، ترافقت الاشتباكات التي يشهدها الريف الشمالي لحلب، مع قصف كثيف من الطائرات الروسية، إضافة إلى مدفعية قوات النظام. وأفاد مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن وكالة فرانس برس بـ «حركة نزوح كبيرة للأهالي من بلدات عندان وحريتان وحيان وبيانون التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المقاتلة»، هرباً من القصف وخشية سقوط مناطقهم في يد الجيش النظامي. وأضاف: «باتت هذه البلدات شبه خالية من المدنيين، ولم يبق فيها إلا المقاتلون وعدد قليل من المدنيين الذين لم يتمكنوا من النزوح».

وبثت وكالة «شهبا برس» المحلية في حلب شريط فيديو ليل الخميس لمئات النازحين المتجهين نحو الحدود التركية. وبدا أحدهم وهو يسأل بانفعال «أين العرب؟ أين الإسلام؟… الشعب السوري يهان». بينما قال طفل: «بسبب الضرب من روسيا وإيران وبشار (الرئيس السوري) هجرنا من بيوتنا»، قبل أن يضيف: «نريد أن يدخلنا (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان إلى أراضيه».

وقضى الآلاف ليلتهم في العراء وفي البساتين قرب الحدود مع تركيا وفي مناطق أخرى لجأوا إليها في محافظة حلب.

وبقيت الحدود من الجهة التركية مقفلة الجمعة. وقال صحافي من وكالة فرانس برس أن الوضع هادئ عند معبر أونجوبينار المقابل لمعبر باب السلامة في سورية، ولم يكن أي دخول أو خروج عبر المعبر مسموحاً من الجهة التركية.

واتهمت تركيا التي تستضيف حوالى 2,5 مليون لاجئ سوري حلفاء النظام السوري بالمشاركة في «جرائم الحرب أيضاً»، في إشارة إلى روسيا. وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الخميس أن «عشرة آلاف لاجئ جدد ينتظرون عند بوابة كيليس (بلدة تركية حدودية) بسبب الغارات الجوية والقصف على حلب»، مضيفاً أن «بين 60 و70 ألف شخص يتحركون من المخيمات شمال حلب نحو تركيا».

وتمكنت قوات النظام السوري الخميس مدعومة بقصف جوي روسي كثيف من قطع طريق إمداد رئيسية للفصائل المقاتلة المعارضة يربط مدينة حلب بالريف الشمالي حتى تركيا.

ويعد هذا التطور الأبرز ميدانياً في محافظة حلب منذ عام 2012. وقال محللون أنه «الاختراق الأبرز» منذ بدء روسيا حملة جوية مساندة قوات النظام في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي.

ورأى عبدالرحمن أن النظام السوري «بدأ يقطف ثمار الضربات الروسية».

في الجنوب، سيطرت قوات النظام الجمعة بدعم من الطائرات الروسية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني على بلدة عتمان الاستراتيجية في محافظة درعا إثر 48 ساعة من الاشتباكات العنيفة ضد الفصائل المقاتلة، وفق المرصد.

وتقع البلدة الاستراتيجية شمال مدينة درعا وعلى طريق قديم يربط المدينة التي تسيطر قوات النظام على جزء منها في العاصمة.

وكان مقرراً أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات أمس مع دي ميستورا الذي سيقدم تقريراً إلى المجلس حول الظروف التي دفعت إلى تعليق محادثات جنيف حول سورية، وفق ديبلوماسيين.

وأعلن دي ميستورا الأربعاء «تعليقاً موقتاً» للمحادثات غير المباشرة بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين حتى 25 شباط «فبراير»، مؤكداً أنه «لا يزال هناك عمل يتعين القيام به».

وتزيد التطورات الميدانية الأخيرة على وقع الضربات الروسية الكثيفة العراقيل أمام استئناف محادثات جنيف.

واتهم «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) وقوى غربية روسيا بـ «تقويض» جهود السلام في سورية من خلال الضربات الجوية الكثيفة التي تشنها بالتنسيق مع دمشق.

 

مقتل قائد في الحرس الثوري و6 من الباسيج في حلب

أشارت وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية أمس الجمعة إلى مقتل قائد في الحرس الثوري الإيراني وستة من ميليشيات الباسيج الإيرانية في القتال في سورية.

وتقول إيران أن لها مستشارين عسكريين ومتطوعين في سورية لمساعدة قوات الرئيس بشار الأسد في حربها مع جماعات المعارضة المسلحة بما فيها تنظيم «داعش»، وتنفي أن لها قوات نظامية هناك. وذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية أن البريغادير جنرال محسن غجريان القائد في الحرس الثوري الإيراني قُتل في محافظة حلب بشمال سورية. ولم تذكر وكالة تسنيم متى قتل غجريان، لكنها أشارت إلى أنّه كان يقدّم المشورة لقوات الأسد في قتالها تنظيم «داعش».كذلك ذكرت الوكالة أن «ستة متطوعين من الباسيج استشهدوا في سورية، بينما كانوا يقاتلون التكفيريين على مقربة من حلب، أثناء دفاعهم عن المقامات الشيعية المقدسة».

وأوردت وسائل الإعلام الإيرانية تقارير عن وفاة أكثر من 100 عنصر في الحرس الثوري الإيراني والباسيج في سورية، في الشهور القليلة الماضية.

وقالت تسنيم أن جنازات عامة ستقام للإيرانيين الذين قتلوا في سورية أخيراً.

 

المانيا تؤكد تسلل «لاجئين داعشيين» الى أوروبا

برلين، أثينا، مقديشو – رويترز، أ ف ب

غداة إعلان السلطات الألمانية إحباط هجوم محتمل لتنظيم «داعش» في برلين، عبر اعتقال مشبوهَين جزائريَين إثر عمليات دهم في العاصمة وولايتي نورد راين فستفاليا وسكسونيا السفلى الشماليتين، أكد مدير وكالة الاستخبارات الداخلية هانز جورج ماسن، أن وكالات الأمن الأوروبية تواجه واقع تسلل متشددين زرعهم التنظيم وسط اللاجئين الذين يتدفقون على القارة العجوز.

وأبلغت مصادر أمنية صحيفة «برلينتر تسايتونغ»، أن ماسن ذكر خلال لقائه أخيراً معنيين بشؤون السياسة الداخلية، أن الوكالة تلقت أكثر من مئة بلاغ بوجود مقاتلين من «داعش» بين لاجئين في ألمانيا. ولكنه استدرك أن «البلاغات تشمل حالات لتشويه السمعة».

وقال ماسن لتلفزيون «زد دي إف»: «رأينا بعد اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تسلل إرهابيين مرات إلى أوروبا زاعمين أنهم لاجئون. ونحاول أن نعرف إذا كان المزيد من مقاتلي أو إرهابيي داعش نجحوا في التسلل».

وكانت السلطات الألمانية ألغت بسبب مخاوف أمنية مباراة ودية لكرة القدم في هانوفر بعد أيام من اعتداءات باريس، ثم أغلقت محطات في مدينة ميونيخ خلال رأس السنة. وفي إطار التحقيق مع المعتقلَين الجزائريَين، لم يستبعد الناطق باسم الشرطة شتيفان ريدليش «صلتهما باعتداءات باريس»، علماً أن صحيفة «تاغ شبيغل» نقلت عن مصادر أمنية أن أعضاء بارزين في «داعش» مسؤولين عن هجمات باريس أعطوا الأوامر لتنفيذ هجوم في ألمانيا.

وفيما نشرت السلطات صورة لأحد الرجلين المعتقلين وهو يحمل مسدساً في يده وتحيط به أسلحة، في مكان لم يكشف، أفادت وسائل إعلام ألمانية بأن منطقتي ألكسندر بلاتز أو تشك بوينت تشارلي السياحيتين كانتا هدفين للعملية المزعومة.

وذكرت مجموعة «فونك» الإعلامية أن أجهزة الأمن راقبت المشبوهين طوال كانون الثاني (يناير)، ورصدت تصرفات مثيرة للريبة منهما، بينها تغيير أرقام هواتفهما مرات، وتبادلهما رسائل فورية كثيرة. وصادرت الشرطة أجهزة كومبيوتر وهواتف خليوية ورسومات خرائط، لكنها نفت العثور على «أدلة دامغة».

وخلال زيارته أثينا، شدد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير، على ضرورة «الحد من تدفق» اللاجئين القادمين من تركيا إلى اليونان، وقال: «تواجه أوروبا تحدياً كبيراً يتمثل في أزمة اللاجئين. والهدف لا يمكن أن ينحصر في تسجيل وصولهم قبل توزيعهم في شكل عادل بين دول أوروبا، بل قبل كل شيء الحد من أعدادهم».

وكشف دي ميزيير عن أن ألمانيا التي استقبلت أكثر من مليون طالب لجوء في العام 2015 «سترسل إلى اليونان مئة شرطي إضافيين، وسفينتين لمراقبة الحدود»، مذكراً بأن بلاده تدعم إجراء إصلاح لوكالة «فرونتيكس» لتعزيز فاعلية حراسة الحدود.

في الصومال، استعاد عناصر حركة الشباب الإسلامية السيطرة بلا قتال على مدينة مركا الساحلية التي تبعد حوالى مئة كيلومتر من جنوب مقديشو، بعدما انسحبت منها الكتيبة الأوغندية العاملة ضمن قوات الاتحاد الأفريقي في هذا البلد (أميصوم)، وكذلك القوات الحكومية التي انتقلت إلى أطراف المدينة.

ورفعت الحركة أعلامها السوداء داخل المدينة التي تضم مرفأ سيسمح بتنفيذها عمليات تجارية مربحة، خصوصاً الاتجار بالفحم. وخاطبت السكان باستخدام مكبرات صوت، علماً أنها كانت سيطرت على المدينة في 2008 قبل أن تطردها القوات الحكومية وقوات «أميصوم» منها في آب (أغسطس) 2012.

 

واشنطن ترحب باقتراح ارسال قوات سعودية الى سورية

واشنطن – أ ف ب، رويترز

رحّب مسؤولون في وزراة الدفاع الأميركية اليوم (الجمعة) باقتراح السعودية إرسال قوات للمشاركة في عملية برية محتملة في سورية ضمن التحالف الدولي، من دون تحديد الجهود التي يأملونها من الرياض.

وقال الناطق باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط الكولونيل باتريك رايدر: «نرحب بإعلان السعودية بأنها تبحث عن سبل لتعزيز مشاركتها في التحالف» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وأشار إلى أنه «في ما يتعلق بالقوات التي يمكن للسعوديين إرسالها، والتي من شأنها أن تكون مفيدة، فالأمر لا يزال قيد المناقشة».

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن اقتراح الرياض المشاركة في عملية برية محتملة في سورية «مهم» نسبة إلى القدرات التي يستطيع السعوديون تقديمها، ولكن أيضاً بالإشارة التي أطلقوها.

وأضاف أن «هذا يمكن أن يكون حافزاً لتشجيع بلدان أخرى في المنطقة لبذل مزيد من الجهد».

من جانبه، رحّب البيت الأبيض كذلك بإعلان السعودية. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: «نرحب بالتأكيد بإعلان شركائنا في السعودية عن استعدادهم لتعزيز مشاركتهم عسكرياً في هذا الجهد».

وقال إيرنست أيضاً إن من غير الواضح إن كان العرض السعودي يشمل إرسال عدد كبير من القوات البرية أو نشر قوات خاصة.

 

آلاف السوريّين عالقون على الحدود التركية كيري: نُناقش مع الروس أفكاراً بنّاءة لوقف النار

المصدر: العواصم – الوكالات

جنيف – موسى عاصي – نيويورك – علي بردى

احتجز آلاف من المدنيين السوريين أمس قرب الحدود التركية بعد فرارهم من محافظة حلب، حيث تشن قوات النظام هجوماً واسعاً بدعم جوي روسي، وقت عقد مجلس الامن جلسة مشاورات في شأن الوضع السوري شهدت انتقادات متبادلة بين روسيا والغرب.

وفي منطقة اعزاز قرب الحدود التركية، وجد الآلاف من المدنيين أنفسهم عالقين عند معبر باب السلامة مع استمرار السلطات التركية في اقفال الحدود.

والتقطت “وكالة الصحافة الفرنسية” صوراً ولقطات بالفيديو لمئات الاشخاص بينهم نساء وأولاد وهم يسيرون، حاملين أمتعة في صرر واكياس، في حقل زيتون ببلدة اكدة الصغيرة القريبة من الحدود.

وفر نحو 40 ألف شخص على الأقل، استناداً إلى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، منذ الاثنين من بلدات ريف حلب الشمالي، حيث تواصل قوات النظام هجوما واسعا بدأته الاثنين بغطاء جوي روسي.

وأحرزت هذه القوات تقدماً اضافياً بسيطرتها على بلدة رتيان وقرية ماير القريبتين من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين دخلتهما الخميس بعدما كانتا تحاضرهما فصائل مقاتلة معارضة منذ العام 2012. الا ان المرصد أعلن لاحقاً ان 120 مقاتلاً يتوزّعون مناصفة بين قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة المعارضة قتلوا خلال تجدد الاشتباكات بين الطرفين داخل بلدة رتيان.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن “مقاتلي الفصائل تمكنوا من استعادة السيطرة على أكثر من نصف مساحة البلدة بعدما كانت قوات النظام سيطرت بالكامل عليها صباح اليوم”.

وتحدث عن “حركة نزوح كبير للأهالي من بلدات عندان وحريتان وحيان وبيانون التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة”، هرباً من القصف وخشية سقوط مناطقهم في يد الجيش. وقال: “باتت هذه البلدات شبه خالية من المدنيين”.

وادعت “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” في بيان أنها قتلت 25 إيرانياً ومقاتلاً شيعياً خلال القتال الدائر في حلب.

وصرح قائد “لواء صقور الجبل” التابع لـ”الجيش السوري الحر” حسن الحاج علي: “النظام يحاول الآن توسيع المساحة التي سيطر عليها. ريف حلب الشمالي محاصر بالكامل والحالة الإنسانية صعبة جداً”.

وفي الجنوب، سيطرت قوات النظام بدعم من الطائرات الروسية ومقاتلي “حزب الله” اللبناني على بلدة عتمان الاستراتيجية في محافظة درعا.

ونقلت وكالة “دوغان” التركية للأنباء عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يجب محاسبة روسيا على من قتلتهم في سوريا. وقال إن موسكو ودمشق مسؤولتان معا عن موت 400 ألف شخص. وأضاف إن روسيا ضالعة في غزو سوريا واتهمها بمحاولة إنشاء “دويلة” لحليفها القديم الرئيس السوري بشار الأسد.

 

واشنطن

وفي واشنطن، أفاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن محادثات تجرى حالياً من أجل التوصل إلى وقف للنار وتوفير مساعدات إنسانية للمدنيين في الحرب الدائرة في سوريا، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستكشف إمكان التوصل الى ذلك. وقال: “هناك مناقشات حالياً في شأن تفاصيل وقف النار وقد طرح الروس بعض الأفكار البناءة حول كيفية تطبيق وقف النار… لكنها إذا كانت محادثات من أجل المحادثات بغرض مواصلة القصف فإن أحداً لن يقبل بهذا… سنعرف هذا خلال الأيام المقبلة”.

في غضون ذلك، رحب الناطق باسم البيت الأبيض جوش ايرنست بابداء السعودية استعدادها لتعزيز مساهمتها في القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

 

آمال على اجتماع ميونيخ

ويعلق فريق الامم المتحدة برئاسة المبعوث الدولي ستافان دو ميستورا كل الآمال على اجتماع ميونيخ في 11 شباط الجاري لمعرفة مصير المحادثات السورية التي علقت حتى 25 منه، في حين يُتوقع أن يحدد موعد جديد للجولة المقبلة قبل هذا التاريخ، وبدت التصريحات التي خرجت من الفريق الأممي متفائلة جداً بانعقاد الجولة الثانية من “جنيف 3” في وقت قريب جداً.

وقال مساعد المبعوث الأممي رمزي عز الدين رمزي في تصريح له بعد حلسة للفريق الاممي مع فريق العلمانيين الديموقراطيين السوريين إن ما حصل في مؤتمر لندن (للدول المانحة) والاتصالات التي جرت خلاله أظهرت ان “هناك رغبة شديدة وحرصاً” على استمرار هذه العملية الحوارية ومعاودتها في أقرب وقت ممكن، مشيرا الى أن الامور ستتضح أكثر في لقاء ميونيخ و”ربما اتخاذ القرار هناك للعودة الى محادثات جنيف”، مؤكداً ان عملية التواصل مع الأطراف المعنيين مستمرة من أجل الاعداد الجيد والموضوعي للاجتماع المقبل.

ولم تتوقف الاتصالات منذ تعليق المحادثات بين الجانبين الروسي والاميركي في شأن سبل معاودة العملية التفاوضية، ومن المتوقع أن يحسم لقاء ميونيخ ثلاث نقاط اساسية:

1- تمثيل الأكراد في المحادثات.

2- عدم حصر المعارضة بوفد الرياض، مع اصرار روسي على اشراك فريق العلمانيين الديموقراطيين.

3- وضع لائحة التصنيف الارهابي تمهيداً للحديث الجدي عن وقف نار “لا يشمل التنظيمات التي ستصنف ارهابية”.

 

مجلس الأمن

وفي نيويورك، أظهرت الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن انقساماً عميقاً بين الدول الغربية وروسيا حيال أسباب تعليق المحادثات بين أطراف الحرب السورية بعد أيام فقط من بدايتها الأسبوع الماضي في جنيف.

وعقدت هذه الجلسة بطلب من فنزويلا التي ترأس مجلس الأمن للشهر الجاري، وقدم دو ميستورا خلالها إحاطة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف. وعلمت “النهار” من ديبلوماسيين حضروا الجلسة أن دو ميستورا استهل إفادته بأنه اعتمد “مفهوم المحادثات التقاربية”، مع كل طرف على حدة، مشيراً الى أن “الحكومة السورية عبرت بوضوح عن عدم ارتياحها إلى الإنخراط في تطبيق انتقائي للقرار 2254. يريدون النظر اليه بكليته”. وأضاف: “يشعرون بأنهم لا يزالون في المرحلة التحضيرية”، مشيراً الى أنهم طلبوا ايضاحات.

وكشف ديبلوماسي آخر أن المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور اتهمت روسيا بـ”تقويض المحادثات بغاراتها العسكرية على المدنيين”.

أما المندوب الروسي السفير فيتالي تشوركين، فاتهم المعارضة السورية بأنها “ذهبت الى جنيف لا للتفاوض بل بحثاً عن ذرائع لوقف المفاوضات”.

وعقد ديبلوماسيون الآمال على تمكن مجموعة الدعم الدولية لسوريا في 11 شباط الجاري في ميونيخ من تضييق “الهوة الكبيرة” بين الولايات المتحدة وروسيا حيال الحرب السورية.

 

ميركل في تركيا الاثنين للبحث في وقف موجات الهجرة غير الشرعية وتقارير عن وجود مقاتلين لـ”داعش” بين اللاجئين إلى ألمانيا

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

قبل زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لتركيا الاثنين للبحث مرة جديدة مع المسؤولين الأتراك في سبل التصدي بشكل أفضل للهجرة إلى أوروبا، حذر جهاز الأمن الداخلي الألماني من أن متشددين من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) تسللوا إلى أوروبا بصفة لاجئين.

أعلن الناطق باسم ميركل ستيفن سيبرت بأن المستشارة الألمانية ستزور أنقرة الاثنين لتناقش مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو طريقة التصدي بشكل أفضل للهجرة غير الشرعية بعدما وافق الاتحاد الاوروبي على مساعدة قيمتها ثلاثة مليارات أورو لتركيا.

وأشار إلى أنهما سيجريان محادثات اتفقا عليها الخميس على هامش مؤتمر (الدول المانحة لسوريا) في لندن.

وزاد المسؤولان لقاءاتهما أخيراً، وتتكل برلين على أنقرة للاضطلاع بدور أكثر فاعلية في الحدّ من تدفق اللاجئين، في إطار الاتفاق بين تركيا والاتحاد أواخر تشرين الثاني 2015. وتنص “خطة التحرك” على تشدد السلطات التركية في مراقبة حدودها والتصدي للمهربين في مقابل مساعدة مالية، وتخفيف شروط دخول مواطنيها الاتحاد الاوروبي وإعادة إطلاق المفاوضات في شأن انضمام أنقرة الى الاتحاد.

ورأى ستيفن سيبرت أنه بات من المهم “مناقشة طريقة دفع الجهود للحدّ من الهجرة غير الشرعية وتحويلها في مرحلة ثانية الى هجرة شرعية” عبر حصص تنادي بها ميركل باعتبارها حلاً لأزمة الهجرة. وتساءل :”كيف يمكننا التصدي للمهربين أمام السواحل التركية بطريقة فعالة”، اذ يبدو أن هؤلاء “لا يزالون يمارسون نشاطهم، ولا يزال هناك أشخاص، ويا للأسف، يموتون بين السواحل التركية والجزر اليونانية، وهذا يعني أنه لا يزال علينا القيام بأمور أخرى”.

 

“الدولة الإسلامية”

إلى ذلك، حذر مدير جهاز الأمن الداخلي الألماني هانس يورغ ماسن من تسلل متشددين من “الدولة الإسلامية” إلى أوروبا بصفة لاجئين، وذلك غداة إحباط هجوم محتمل للتنظيم في برلين.

وقال إن هجمات باريس في تشرين الثاني أظهرت أن التنظيم يتعمد زرع أنصاره وسط اللاجئين، و”هذه حقيقة تواجهها وكالات الأمن”. وأضاف :”نحاول أن نعرف ما اذا كان مزيد من إرهابيي “داعش” نجحوا في التسل”.

ونقلت عنه صحيفة “برلينر تسايتونغ” أن جهاز الأمن الداخلي تلقى أكثر من مئة معلومة عن وجود مقاتلين من “الدولة الإسلامية” بين اللاجئين المقيمين حالياً في البلاد.

وأوقفت السلطات الألمانية الخميس أربعة رجال يشتبه في صلتهم بمتشددين من “داعش” كانوا يعدون لهجوم في العاصمة الألمانية. وأمس تبين أن أحدهم جزائري سجل نفسه على أنه لاجئ سوري وهو معروف لدى الشرطة البلجيكية ومطلوب في بلاده بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي.

 

مع اليونان

وفي أثينا شدد وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيير على وجوب “الحد من تدفق” اللاجئين الآتين من تركيا إلى اليونان. وقال إن “أوروبا تواجه تحدياً كبيراً يتمثل في أزمة اللاجئين”، والهدف “لا يمكن أن يقتصر على تسجيل وصول اللاجئين قبل توزيعهم بشكل عادل بين الدول، بل قبل ذلك الحد من أعداد اللاجئين الوافدين” إلى أوروبا.

وشدد أمام نظيريه الفرنسي برنار كازنوف واليوناني بانايوتيس كوروبليس على أنه لم يأتِ الى اليونان لـ”فرض شروط بل للعمل على حلول مشتركة في أسرع وقت ممكن”. واعتبر أن تحديد هويات اللاجئين وتسجيلهم وفق نظام “يوروداك” لأخذ البصمات الالكترونية وحفظها ضمن “فضاء شنغن” لا يزال “في حاجة الى عمل كبير”.

وكشف أن ألمانيا التي استقبلت أكثر من مليون طالب لجوء عام 2015، سترسل الى اليونان “مئة شرطي إضافي وسفينتين” لمراقبة الحدود، مذكراً بأن بلاده تدعم إجراء إصلاح لوكالة “فرونتيكس” لمراقبة الحدود لتصير أكثر فاعلية. والأهم “أننا نريد كذلك تكثيف عودة الذين لا يحتاجون الى حماية”، مناشداً اليونان “تحسين التعاون العملي مع تركيا”، وخصوصاً على صعيد مكافحة المهربين.

 

المعلم: لن نتحاور مع أشباح والمعتدون سيعودون بصناديق

أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم أن “الوفد السوري المشارك في الحوار السوري-السوري في جنيف أظهر إيمانه بالحق السوري ومستقبل سوريا”، محذراً من “أي اعتداء بري على سوريا سيُعتبر عدواناً وسيعود المعتدون إلى بلادهم بصناديق خشبية”.

وأشار المعلم في مؤتمر صحافي عقده السبت، إلى أن “قرار مجلس الأمن رقم 2254 وبياني فيينا ينصون على أن الشعب السوري وحده صاحب القرار في تقرير مستقبله، وأن الحوار يجب أن يكون سورياً سورياً بقيادة سوريا من دون تدخل خارجي ومن دون شروط مسبقة”.

وأضاف: “كنا نسمع تصريحات من وفد معارضة الرياض وكلها شروط مسبقة قبل أن يأتوا إلى جنيف”، مشيراً إلى أنه “طُلب من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا قائمة بأسماء الذين سنتحاور معهم لأننا لا نريد أن نتحاور مع أشباح، ولاسيما لأننا قلنا لهم لا تكرروا أخطاء جنيف2”.

وأوضح المعلم أن “وفد معارضة الرياض كان قرر الإنسحاب من الحوار بعد إنجازات الجيش العربي السوري، وكنا نأمل منه أن يفرح كما فرح شعبنا بكسر الحصار الذي دام 3 سنوات ونصف عن أهالي نُبل والزهراء”، معتبراً أنه “لم يفرح  لأنه لا ينتمي إلى هذا الشعب السوري”، مؤكداً أن “قرار مشغلي وفد معارضة الرياض في السعودية وتركيا وقطر هو ضرب عملية الحوار في جنيف، وانسحابهم أفضل لأنهم لا يملكون أي حرية في قرارهم”.

وأشار المعلم إلى أنه “يجب مشاركة وفد معارضة الداخل لأنهم معارضة وطنية بقيت في سوريا طوال تلك الفترة الماضية ولا أحد يستطيع في المعارضة أن يدعي أنه الممثل الوحيد للمعارضة”، مشدداً على أنه “على الجميع أن يعلموا وفي مقدمتهم دي ميستورا للذهاب إلى حوار سوري-سوري من دون أي شروط مسبقة، فنحن لن تنفذ أي شرط مسبق لأي جهة كانت”.

وكشف أنه “لم يجر أي حوار في الجوهر في جنيف ووفدنا لم يضع أي شروط مسبقة بينما الطرف الآخر هو من وضع شروطاً، ونحن لن نلبي أي منها”.

ورداً على سؤال حول إعلان النظام السعودي استعداده لإرسال قوات برية إلى سوريا، أكد المعلم أن “التصريحات السعودية لها أساس حيث كانت هناك مراكز أبحاث في الولايات المتحدة وتصريحات لوزير الدفاع الأميركي تطالب بتشكيل قوات برية لمحاربة تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش) لأن الولايات المتحدة لا تريد أن تتعاون مع الجيش العربي السوري الذي يكافح التنظيم المذكور، ومن الطبيعي أن تستجيب السعودية”، سائلاً: “ماذا فعلت السعودية في اليمن وهل أفلحت؟ إنها دمرت ولم تبق حجراً على حجر”.

 

وأعلن أن “سوريا ستعتبر أي توغل بري في أراضيها عدواناً ونأسف أن يعود هؤلاء المعتدون في صناديق خشبية إلى بلدهم”.

 

(وكالة سانا)

 

الأمم المتحدة: دي ميستورا لن يوسّع وفد «الرياض»

الجيش السوري يتقدم شمالاً وجنوباً

ماير ورتيان في ريف حلب الشمالي وعتمان في ريف درعا، ثلاث بلدات جديدة تنضم إلى إنجازات الجيش السوري. وتكتسب ماير ورتيان أهمية كبيرة، حيث إن السيطرة عليهما تعزز قوس حماية نبل والزهراء، وعملية خنق المسلحين في داخل حلب، فيما زادت السيطرة على عتمان في ريف درعا من اقتراب الجيش السوري من الحدود الأردنية.

في هذا الوقت، رفضت الأمم المتحدة، أمس، مطالب روسيا بتوسيع وفد «الهيئة العليا للمفاوضات»، المنبثق عن مؤتمر الرياض، مؤكدة أنها لا تعتزم إدخال تعديل على دعوات الجولة المقبلة من مفاوضات «جنيف 3»، التي أعلن المبعوث الأممي أنها ستعقد في 25 شباط الحالي.

وبرزت أمس مسارعة البيت الأبيض للترحيب بإعلان السعودية استعدادها لتعزيز مساهمتها في القتال ضد تنظيم «داعش» وإرسال قوات برية إلى سوريا.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن الإعلان السعودي، الذي صدر أمس الأول، جاء استجابة لطلب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر للشركاء في التحالف لزيادة مساهماتهم في قتال التنظيم. وأضاف «لذا فإننا نرحب بالتأكيد بإعلان شركائنا في السعودية عن استعدادهم لتعزيز مشاركتهم عسكرياً في هذا الجهد»، لكنه أشار إلى أنه من غير الواضح إن كان العرض السعودي يشمل إرسال عدد كبير من القوات البرية أو نشر قوات خاصة.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد سخرت من إعلان الرياض استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا. وكتبت، على صفحتها على «فايسبوك»، «أخاف أن أسأل.. هل غلبتم الجميع في اليمن».

وبعد ساعات من فك القوات السورية الحصار عن نبل والزهراء، وسّعت هذه القوات من هجومها، لتسيطر على بلدة ماير في ريف حلب الشمالي. وتقع بلدة ماير شرق بلدة نبل وتبعد عنها مسافة كيلومتر واحد وعن الزهراء نحو 500 متر. كما سيطر الجيش السوري على مزارع البابلي شمال بلدة ‏ماير.

وشهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية تطويق القوات السورية، بدعم جوي روسي، منطقة الريف إلى الشمال من حلب، وقطع خط إمداد رئيسي يربط المدينة بتركيا.

وذكر التلفزيون السوري و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الجيش وحلفاءه سيطروا على مدينة رتيان شمال حلب، ليعززوا من المكاسب التي تحققت قبل أيام.

وبالإضافة للتقدم في الشمال قرب حلب، حققت القوات السورية وحلفاؤها المزيد من المكاسب في محافظة درعا بالجنوب، حيث استعادت السيطرة على بلدة عتمان، التي تقع على الطريق الدولي دمشق – ودرعا. وقد يوفر هذا التقدم خط إمداد أكثر مباشرة للجيش من دمشق إلى مدينة درعا.

وتشكل عتمان مع ابطع والشيخ مسكين مثلثاً يتحكم بالإمدادات إلى مدينة درعا، بالإضافة إلى كونها عقدة مواصلات بين ريف حوران الشمالي والشرقي والغربي. وبحسب مصدر محلي فإن الخطوة التالية ستكون في الغالب نحو ابطع، ما يساهم إلى حد بعيد في تأمين مدينة إزرع، حيث أحد أكبر التجمعات المدنية في المحافظة، وكذلك مقر الفرقة الخامسة، وفي الوقت نفسه يؤمن مدينة درعا، والاقتراب أكثر من الحدود الأردنية. (تفاصيل صفحة 9)

ونقل ديبلوماسيون عن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إبلاغه مجلس الأمن الدولي، أن معارضة الرياض «اشترطت كمطالب» رفع الحصار ووقف القصف الجوي، وإطلاق المعتقلين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية. وأضاف «لقد شاهد الجميع تفاقم العنف على الأرض بينما كنا نجري محادثات». وتابع أن السوريين «بحاجة هذه المرة إلى رؤية تحسن حقيقي على الأرض».

وكان دي ميستورا قد أعلن، في مقابلة مع صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية نشرت أمس، أن الأمم المتحدة «ستتحقق» في 12 شباط في ميونيخ من الرغبة في تحقيق السلام لدى الدول الرئيسية المعنية بالأزمة السورية.

وقال دي ميستورا «سنذهب إلى ميونيخ (ألمانيا) إلى مؤتمر الأمن في 12 شباط، من أجل التحقق. سيكون الوزراء الذين كانوا في فيينا حاضرين، وسيجعلوننا نفهم بأي وتيرة ينوون مواصلة هذا المسار». وأوضح أن الدول التي ستكون حاضرة هي مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وبينها الولايات المتحدة والسعودية وروسيا وإيران.

وكان دي ميستورا قد أعلن، أمس الأول، تعليق المفاوضات السورية في جنيف حتى 25 شباط، لكنه أكد للصحيفة «نحن مستعدون لاستئنافها قبل ذلك الوقت»، بالرغم من تحذيره من «أن التفاوض من أجل التفاوض غير مقبول لدينا. نحن نتفاوض من أجل التوصل إلى حل».

وفي جنيف، أعلن نائب المبعوث الأممي رمزي عز الدين رمزي، الذي يشارك في ترتيب المفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة، أن المنظمة الدولية لا تعتزم إدخال تعديل على دعوات الجولة المقبلة من المحادثات.

وقال رمزي، بعد اجتماعه مع عدد من الشخصيات السورية المعارضة التي وجهت إليها الدعوة لحضور المحادثات كأفراد لا كجماعة، «لن تكون هناك دعوات أخرى، ولن تصدر دعوات جديدة في قالب مختلف».

واستبعد رئيس وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش، في مقابلة مع وكالة «اسوشييتد برس»، العودة إلى جنيف بسبب الحملة العسكرية السورية والروسية، وحمّلهما مسؤولية «فشل» مفاوضات «جنيف 3».

وكان مندوب روسيا بالأمم المتحدة في جنيف السفير أليكسي بورودافكين قد اعتبر أنه كان ينبغي لوفد المعارضة السورية، الذي شارك في محادثات جنيف، أن يرحب بهجوم الجيش السوري في حلب لأنه استهدف «جبهة النصرة» وغيرها من الجماعات المتطرفة.

في هذا الوقت، تواصل السجال الروسي – التركي. وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «الحملة التركية ضد روسيا بمثابة تحضير للشعب التركي لتفعيل النشاط العسكري في سوريا». وأضافت «نتذكر جيدا، كيف لجأت السلطات التركية إلى تصريحات عن موضوع التركمان قبيل مهاجمة القاذفة الروسية في أجواء سوريا في 24 تشرين الثاني الماضي».

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن «روسيا ضالعة في غزو سوريا»، واتهمها بمحاولة إنشاء «دويلة» للأسد. وأضاف «يجب محاسبة روسيا عمن قتلتهم داخل الحدود السورية. من خلال التعاون مع النظام وصل عدد القتلى إلى 400 ألف».

وقال مسؤول رفيع المستوى في الحكومة التركية إن أنقرة لا تعتزم القيام بتوغل بري في سوريا، وإن الحديث الروسي عن أي تحرك من هذا النوع ما هو إلا دعاية.

(«السفير»، «سبوتنيك»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

ميركل تحذر من إغلاق الحدود في أوروبا

برلين- (د ب أ): أعربت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل عن اعتقادها بأن الإبقاء على الحدود داخل أوروبا مفتوحة ضروري لتحسين حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وذلك في ظل أزمة اللاجئين.

وفي كلمتها الأسبوعية المتلفزة عبر الإنترنت، قالت ميركل السبت إنه بخلاف ذلك “سيصبح مجال الحركة الحرة في السوق الداخلية والذي يعد أساسا لرفاهيتنا، في خطر”.

وفي إشارة إلى وصول عشرات الالاف من اللاجئين من تركيا عبر بحر إيجة إلى اليونان العضو في الاتحاد الأوروبي، قالت ميركل إن “حماية الحدود الخارجية للتكتل هناك عند حدودنا المائية لا تسير في الوقت الراهن بشكل جيد”.

وأضافت ميركل: “ولذلك سأعمل من أجل التوصل إلى حل مشترك مع تركيا”.

ويذكر أن ميركل ستلتقي كلا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في العاصمة التركية أنقرة بعد غد الاثنين.

ويعتقد الكثير من الأوروبيين أن ما تفعله تركيا حتى الآن غير كاف لوقف رحلات اللاجئين من سورية ودول أخرى من ساحلها صوب اليونان.

في الوقت نفسه، أكدت ميركل أن على أوروبا أن تعلن استعدادها لاستقبال اللاجئين القادمين إليها بصورة مشروعة في حال وقف الحركة غير المشروعة لتهريب الأشخاص “فأوروبا لا تستطيع أن تنفض يديها بصورة تامة من هذه الأزمة”.

ورأت ميركل أن من المهم أن تحصل تركيا على دعم لإيواء وتعليم اللاجئين من خلال خطة العمل بين تركيا والاتحاد الأوروبي التي تتضمن مساعدات لأنقرة بقيمة ثلاثة مليار يورو .

 

تركيا تجدد التأكيد على مبدأ “الحدود المفتوحة” أمام اللاجئين السوريين

امستردام- (أ ف ب): أكد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو السبت أن تركيا لا تزال تعتمد “سياسة الحدود المفتوحة” أمام اللاجئين السوريين، من دون تحديد موعد للسماح لآلاف السوريين العالقين على معبر حدودي مع تركيا بالدخول إلى بلاده.

وقال جاوش أوغلو لدى خروجه من اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في أمستردام “ما زلنا متمسكين بسياسة الحدود المفتوحة للأشخاص الفارين من عدوان النظام (السوري) والضربات الروسية”.

 

الفصائل المقاتلة تواجه خطر الانهيار بعد مكاسب النظام السوري المدعوم روسيا

بيروت- (أ ف ب): تواجه غالبية الفصائل المقاتلة في سوريا خطر الانهيار بعد تقدم قوات النظام المدعوم من روسيا في مناطق عدة، وقطع طريق امداد رئيسية إلى حلب في شمال البلاد، الأمر الذي يهدد بمحاصرتها بشكل كلي في هذه المدينة.

وقال محللون إن الفصائل المقاتلة ومؤيديها من الدول باتت أمام عدد قليل من الخيارات لمنع قوات النظام من تحقيق تقدم جديد بعد انهيار محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة.

ويوضح اميل حكيم الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان “مسار الفصائل الى انحدار، ويزداد هذا الانحدار بشكل متزايد”.

ويذكر ان محافظة حلب كانت معقلا للمتمردين يؤمن سهولة الوصول الى تركيا المجاورة، وهي داعم رئيسي للمعارضة.

ومدينة حلب نفسها مقسمة بين سيطرة الفصائل المقاتلة على احيائها الشرقية وقوات النظام على الغربية منها منذ منتصف العام 2012.

وتواصل قوات النظام السيطرة على مناطق حول المدينة، حتى ان التقدم الذي حققته هذا الاسبوع يترك الفصائل المقاتلة شبه محاصرة في احياء المدينة الشرقية.

من جهته، يعتبر فابريس بالانش الباحث في المعهد ذاته في واشنطن “انها نقطة تحول في الحرب”.

ويضيف “لقد ارادت المعارضة جعل حلب ومحافظة ادلب قاعدة (سوريا الحرة). لقد انتهى ذلك”.

والتقدم الذي تم احرازه هو النتيجة الاكثر اهمية للتدخل الروسي الذي بدأ في 30 ايلول/ سبتمبر. وتقول موسكو انها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات “ارهابية” اخرى، فيما تتهمها الدول الغربية والمعارضة بالتركيز على الفصائل الاخرى وبينها “المعتدلة” دعما للنظام السوري.

كما تقدمت قوات النظام، بعد مواجهة صعوبات كثيرة اثر سلسلة من الانتكاسات المريرة منذ اذار/مارس 2015، في محافظات اللاذقية (شمال غرب) وحلب (شمال) ودرعا (جنوب) منذ دخول القاذفات والمقاتلات والمروحيات الروسية ميدان المعارك.

وتعد بلدتان استرتيجيتان خسرتهما الفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف اللاذقية الشمالي نقطة انطلاق لعمليات عسكرية شرقا نحو محافظة ادلب التي تسيطر عليها تلك الفصائل بالكامل باستثناء بلدتين.

-حصار حلب-

ويقول فيصل عيتاني، من مركز رفيق الحريري للشرق الاوسط في “اتلانتيك كاونسيل”، ان حلب “ببساطة تشكل عرضا اوليا حول كيفية قدرة مزيج من القوة الجوية الروسية والمستشارين على التعويض عن امكانيات منخفضة نسبيا للنظام والنقص في العديد”.

وتواجه الفصائل المقاتلة ونحو 350 الفا من المدنيين داخل الاحياء الشرقية لمدينة حلب احتمال فرض حصار كامل من قبل قوات النظام، وهو اسلوب تم استخدامه مع تأثيرات مدمرة ضد المعاقل السابقة للفصائل المقاتلة مثل حمص.

ويضيف عيتاني ان “قسما كبيرا من الطرفين (المسلحون والمدنيون) سيلقون حتفهم بفعل القصف والتجويع والنقص في المواد الناجم عن الحصار”.

ويتابع ان “المقاتلين في الداخل سيلقون مصرعهم او يجبرون على الاستسلام” متوقعا موجات جديدة من اللاجئين.

وهناك دلائل على كارثة إنسانية جديدة تتكشف، مع تقارير عن فرار الآلاف امام تقدم قوات النظام واحتشادهم على الحدود مع تركيا محاولين دخولها.

واسفر النزاع السوري المستمر منذ اذار/ مارس 2011 عن مقتل اكثر من 260 الف شخص وتشريد حوالى نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ويقول نشطاء ان المعارضة تشعر بالخيانة، مشيرين الى ان امدادات السلاح من الدول التي تدعمها توقفت قبل محادثات جنيف برغم تصعيد العمليات العسكرية المدعومة من روسيا.

ويوضح مأمون الخطيب مدير وكالة شهبا برس في حلب ان “ما يحبط الثوار اكثر هو ان الدول التي تدعي انها صديقتهم تكتفي بالكلام الفارغ وتقف على الحياد”.

ويضيف “في الوقت ذاته، فان روسيا وايران تقومان باحتلال وانتهاك الاراضي السورية”.

-خيارات قليلة-

وبحسب خبراء فان لدى الفصائل المقاتلة قليل من الخيارات.

ويوضح عيتاني “ليس هناك الكثير من العديد لجلبهم، كما ان مناطق المعارضة الاخرى هي ايضا تحت الضغط، وهذا لن يعالج مسألة القوة الجوية للعدو”.

وسعت الفصائل المقاتلة في سوريا منذ فترة طويلة الى امتلاك اسلحة مضادة للطائرات من الداعمين الدوليين، لكن واشنطن تعارض ذلك خوفا من ان ينتهي بها المطاف في ايدي الجهاديين مثل جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) أو تنظيم الدولة الاسلامية.

ويحذر حكيم من لجوء بعض الفصائل التي تشعر بان القوى الداعمة خانتها الى المجموعات الجهادية.

في غضون ذلك، فان النظام السوري المدعوم من روسيا وحزب الله اللبناني، سيعمد على الارحج الى تعزيز قبضته على “سوريا المفيدة”، اي الغرب المكتظ بالسكان وسواحل البلاد.

ويتابع حكيم “ما يفعله الروس والاسد هو انهم يريدون السيطرة على غرب سوريا وترك الاميركيين يتعاملون مع الوحش الجهادي في شرق سوريا. وهذا ما يحدث بنجاح”.

وتتزامن خسائر الفصائل المقاتلة مع انهيار محادثات السلام في جنيف، لكنها، بحسب محللين، دائما ما كانت محكومة بالفشل.

ووفق قولهم فان تدخل روسيا واخر التطورات الميدانية يشجعان النظام على عدم تقديم اي تنازلات، كما يجعلان من المستحيل على المعارضة التفاوض.

من جهته، يقول بالانش “أولئك الذين يريدون التفاوض في جنيف سيتهمون بالخيانة، حتى اكثر من ذلك نظرا للنتائج”.

واصر موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الاسبوع الحالي على ان المحادثات لم تفشل وتم تعليقها فقط حتى 25 شباط/ فبراير.

ويقول حكيم ان المحادثات ليست سوى “استعراض”، وستتواصل بشكل هش من دون تحقيق نتائج.

ويضيف ان “الولايات المتحدة مسرورة بوجود عملية تفاوض ومسرورة بالاختباء وراء ذلك”.

 

إيران تسخر من إعلان السعودية استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا وتهدد بهزيمتها إذا تدخلت

دبي- (رويترز): قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري السبت إن السعودية لا تملك الشجاعة لإرسال قوات برية إلى سوريا وهدد بهزيمتها إذا تدخلت.

وتصريحات جعفري التي نقلتها وكالة أنباء فارس أول رد فعل رسمي إيراني على بيان صدر عن السعودية الأسبوع الماضي وعبرت فيه عن استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا إذا قرر التحالف بقيادة الولايات المتحدة بدء عمليات على الأرض.

ونقلت الوكالة عن جعفري قوله “ردد (السعوديون) هذا الادعاء لكنني لا أعتقد أنهم يملكون الشجاعة الكافية لفعل ذلك… وحتى إذا أرسلوا قوات فإنها ستهزم حتما… سيكون انتحارا.”

وأرسلت إيران قوات إلى سوريا لدعم حليفها الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات. وتدعم واشنطن وحلفاؤها مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الأسد ويصرون على رحيله عن السلطة في نهاية المطاف.

 

البيت الأبيض يعرب عن قلقه إزاء الوضع الإنساني في حلب

واشنطن- الأناضول: أعلن الناطق باسم البيت الأبيض جوش أرنست السبت، أن هناك احتمالا لفرض النظام السوري – المدعوم من قِبل روسيا – طوقاً على مدينة حلب، معرباً عن قلق بلاده من تدهور الوضع الإنساني في المدينة جراء تلك الخطوة المحتملة.

جاء ذلك عقده الموجز الصحفي من واشنطن، قيّم فيه نزوح آلاف السوريين من حلب والمناطق المحيطة بها، باتجاه الحدود التركية، نتيجة القصف الروسي.

وقال أرنست، إنّ النظام السوري يستهدف المدنيين القاطنين في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة، مشيراً أنّ محاولة تطويق مدينة حلب خلال الأيام الأخيرة، خير دليل على ذلك.

ولفت الناطق باسم البيت الأبيض، أنّ الهجمات التي تنفذها قوات النظام السوري المدعومة بغطاء جوي روسي، تودي بحياة آلاف الأبرياء من المدنيين، وتؤثر سلباً على المساعي الرامية لحل أزمة اللاجئين في المنطقة والعالم بشكل عام.

وتابع أرنست بالقول “الغارات الروسية تفسح المجال أمام النظام السوري ليزيد من عنفه ضدّ المدنيين، وتقوّض المساعي الدولية الرامية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية”، مضيفاً “إننا قلقون من فرض النظام حصاراً على مدينة حلب، لأننا مدركون أنّ حصار المدينة سيؤدّي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية فيها”.

 

سوريا: القصف الروسي يدفع عشرات الألوف إلى النزوح

البيت الأبيض لا يستبعد إسقاط مساعدات إنسانية من الجو

مقتل قائد في الحرس الثوري الإيراني و6 من الباسيج

عواصم ـ وكالات ـ لندن ـ «القدس العربي»: تسبب قصف المقاتلات الروسية العنيف، وهجمات قوات النظام السوري المتواصلة، على شمالي محافظة حلب والمناطق الأخرى، منذ انطلاق مفاوضات جنيف الخاصة بسوريا الاثنين المنصرم، بحدوث كارثة نزوح جديدة لعشرات الآلاف من الباحثين عن مناطق آمنة.، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ان الهجمات على المدنيين في سوريا يجب أن تتوقف، كما لم يستبعد البيت الأبيض فكرة إسقاط مساعدات إنسانية من الجو في سوريا مستقبلا.

وأعلنت الأمم المتحدة أن نحو عشرين ألف نازح سوري عالقون عند الحدود مع تركيا جراء العمليات العسكرية المستمرة في محافظة حلب، وفق ما أفادت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ليندا توم.

وقالت توم «يقدر أن نحو عشرين ألف شخص تجمعوا عند معبر باب السلامة الحدودي ونحو خمسة إلى عشرة آلاف اخرين نزحوا إلى مدينة اعزاز» المجاورة جراء «العمليات العسكرية المستمرة قرب حلب» في شمال سوريا.

وقالت مصادر محلية إن تكثيف روسيا والنظام السوري من هجماتهم على الطريق الواصل بين تركيا ومركز مدينة حلب، أدى إلى نزوح نحو 20 ألف شخص من قرى معرستة، وحيان، وتل جبين، وحردتنين، وكفر نايا، ورتيان، ودير جمال، واحرص، وكفر ناضح، باتجاه مدينة اعزاز في ريف حلب.

وكانت قوات النظام السوري تمكنت من فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، المحاصرتين من قبل المعارضة منذ عدة أشهر، وقطعت الطريق الواصل بين مركز مدينة حلب وتركيا.

ولفتت المصادر أن نحو 10 آلاف نازح من بلدات عندان، وبيانون، وكفر حمرة توجهوا إلى الأجزاء الغربية للمدينة، مشيرةً إلى أن «الهدف الحالي للنظام السوري هو محاصرة مركز مدينة حلب بشكل كامل، بدعم من القصف الروسي، ولتحقيق ذلك عليه أن يسيطر أيضا على طريق كاستيلو ـ عندان الذي يؤدي إلى محافظة إدلب».

جاء ذلك فيما أوردت وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية أمس الجمعة مقتل قائد بالحرس الثوري الإيراني وستة من ميليشيات الباسيج الإيرانية في القتال في سوريا.

وتقول إيران إن لها مستشارين عسكريين ومتطوعين في سوريا لمساعدة قوات الرئيس بشار الأسد في حربها مع جماعات المعارضة المسلحة بما فيها تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتنفي أن لها قوات نظامية هناك.

وذكرت وكالة «تسنيم» شبه الرسمية أن البريغادير جنرال محسن غجريان القائد في الحرس الثوري الإيراني قتل في محافظة حلب بشمال سوريا حيث دارت معارك عنيفة في الآونة الأخيرة.

ولم تذكر وكالة «تسنيم» متى قتل غجريان، لكنها أشارت إلى أنّه كان يقدّم المشورة لقوات الأسد في قتالها تنظيم «الدولة».

وقالت «استشهد ستة متطوعين من الباسيج في سوريا بينما كانوا يقاتلون التكفيريين على مقربة من حلب أثناء دفاعهم عن المقامات الشيعية المقدسة.»

وأوردت وسائل الإعلام الإيرانية تقارير عن وفاة أكثر من 100 عنصر في الحرس الثوري الإيراني والباسيج في سوريا في الأشهر القليلة الماضية.

وقالت «تسنيم» إن جنازات عامة ستقام للإيرانيين الذين قتلوا في سوريا في الآونة الأخيرة.

من جانبه وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاتهامات الروسية لأنقرة بالإعداد لتدخل عسكري في سوريا بأنها «مضحكة»، متهما روسيا «باجتياح» سوريا.

وقال إردوغان «هذا التصريح الروسي يضحكني (…) في واقع الأمر، إن روسيا هي التي تقوم باجتياح سوريا» في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الاناضول الحكومية.

 

عملية عسكرية مرتقبة في محيط الرقة وموسكو تزوّد قوات «النمر» بصواريخ ثقيلة

كامل صقر

حلب- «القدس العربي»: قالت مصادر عسكرية سورية أن محيط مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة» سيشهد عملية عسكرية برية قريبة يتحضّر لها الجيش السوري وحلفاؤه وأن العملية يجري الإعداد لها لجهة تجهيز العامل البشري واللوجستي والتسليحي.

ومن المفترض أن تنطلق العملية من ما بعد بلدة إثريا الواقعة بين مدينتي حماه والرقة، وتأتي العملية فيما تتقدم وحدات من الجيش السوري مدعومة بغارات الطيران الروسي على جبهة ريف حلب الشرقي ومن المفترض أن تقدم هذه الوحدات المتقدمة دعماً وإسناداً للعملية المرتقبة نحو الرقة وتهدف العملية للتضييق جغرافيا على تنظيم «الدولة» في ظل تراجعات وخسائر للتنظيم خلال الأشهر الماضية في عشرات البلدات في الشمال السوري.

في سياق متصل أكدت المصادر ذاتها أن وحدات الجيش السوري في ريف حلب الشرقي التي يقودها العقيد سهيل الحسن الملقب بالنمر تلقت أنواع جديدة من الصواريخ الروسية المتطورة والثقيلة ذات القدرة التدميرية العميقة مع منصات إطلاقها فيما تكاد قوات النمر تُطبق سيطرتها التامة على مدينة الباب الإستراتيجية ريف حلب الشرقي والتي تعتبر أهم القواعد المتقدمة لتنظيم «الدولة» في ريف حلب.

 

مصدر تركي لـ «القدس العربي»: عملية تركية في سوريا أمر مستبعد لأن ذلك يعني الدخول في حرب مع روسيا

إسماعيل جمال

إسطنبول – « القدس العربي»: استبعد مصدر تركي إمكانية قيام جيش بلاده بعملية عسكرية برية في سوريا خلال الفترة القريبة المقبلة، معتبراً أن الحسابات معقدة بشكل كبير في سوريا وأن «عملية من هذا القبيل تعني الدخول في حرب مباشرة مع روسيا»، وهو ما رأى أنه لن تُقدم عليه الحكومة. وقال المصدر المقرب من الحكومة ورفض الكشف عن اسمه في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»: «لا أظن أن هناك نية لدى الجيش للقيام بعملية عسكرية في سوريا لا سيما في ظل تصاعد التجاذبات الدولية والإقليمية.. الأمر مستبعد في ظل هذه الظروف، تركيا لن تجازف».

وأضاف المصدر: «رئيس الجمهورية في جولة خارجية بدول أمريكا الجنوبية ورئيس الوزراء في زيارة لمدينة ماردين ومنشغل بالشأن الداخلي، والحكومة وأجهزة الدولية منشغلة بعشرات آلاف اللاجئين الذين يتدفقون من سوريا إلى الحدود التركية كل ذلك لا يؤشر لوجود تحركات عسكرية كبيرة من هذا القبيل».

وتابع: «كما أن تركيا أكدت مراراً أنها لن تشارك في أي عملية برية في سوريا تستهدف داعش فقط، ولا تستهدف النظام السوري، وما تحدثت به السعودية مؤخراً يتعلق بعملية ضد التنظيم فقط.. على الأرض الأمر معقد ومن الصعب أن تجازف تركيا بالدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا خاصة أن موسكو ستستغل أي تحرك تركي في سوريا من أجل الانتقام لإسقاط طائراتها وستعمل على إسقاط الطائرات التركية».

وكان المتحدث العسكري السعودي أحمد عسيري أعلن، أمس الأول الخميس، استعداد بلاده للمشاركة في عمليات عسكرية برية في سوريا لملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، قائلاً: «نحن مستعدون لإرسال قوات برية لمحاربة الجماعات الإرهابية وقتال تنظيم داعش في سوريا إن لزم الأمر.. الرياض جزء أساسي من التحالف الدولي للحرب على الإرهاب».

وبالتزامن مع محادثات جنيف التي أعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا فشل جولتها الحالية وتأجيلها إلى يوم 25 شباط/ فبراير، كثف جيش الأسد بغطاء جوي غير مسبوق من سلاح الجو الروسي من هجومه على ريف حلب الشمالي المتاخم للحدود التركية وتسيطر عليه فصائل من الجيش الحر مقربة من تركيا، وتمكن من قطع الطـريـق الواصـل بين مدينـة حلـب والحدود التركية وتـدفـق عشـرات الآلاف مـن اللاجئـين إلى تركيـا.

من جهته، اتهم الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، أمس الأول الخميس، تركيا بحشد قواتها قرب الحدود مع سوريا استعدادا لغزو الأخيرة، وقال ايغور كوناشينكوف: «لدينا أسباب قوية للشك في أن تركيا تقوم باستعدادات مكثفة لشن عملية غزو عسكري على أرض دولة ذات سيادة وهي الجمهورية العربية السورية».

ومنذ أيام تقوم وحدات من الجيش التركي مزودة بكاسحات ألغام بعمليات تمشيط واسعة لمناطق حدودية مع سوريا يسيطر عليها تنظيم الدولة من أجل إزالة ألغام زرعها التنظيم، حيث سجلت عدة عمليات تبادل لإطلاق النار بين قوات الجيش ومسلحي التنظيم.

ومنعت تركيا، أمس الأول الخميس، طائرة استطلاع روسية من القيام بطلعات مراقبة فوق الأجواء التركية بموجب اتفاقية «السماء المفتوحة» الموقعة بين البلدين، الأمر الذي أغضب موسكو وبررته الحكومة التركية بعدم الاتفاق على مسار الطلعات الروسية.

 

إيران تؤكد سياساتها بسورية رغم ارتفاع عدد قتلاها

طهران – فرح الزمان شوقي

أكّد قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، أن موقف بلاده مما يجري في سورية واضح، مُدعياً أن الموقف الإيراني مما يجري في سورية يأتي بغرض الدفاع عن جبهة المقاومة، وبهدف الوقوف بوجه اقتراب التهديدات من الأراضي الإيرانية، فهناك مؤامرات تحاك ضد هذا المحور، وهو ما تسبب بإشعال الحرب وزيادة التوتر في كل سورية وفلسطين والعراق ولبنان، بحسب قوله.

ونقلت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية عن جعفري، الذي أضاف خلال مراسم تشييع ستة عسكريين إيرانيين قتلوا في سورية، أخيراً، والتي أقيمت في طهران اليوم السبت، أنه “ليس لدى المملكة العربية السعودية الجرأة للتدخل برياً في سورية” على حد تعبيره ، معتبراً أن “تصريحاتها وتصريحات أطراف أخرى ما هي إلا لعبة إعلامية للتغطية على الخسائر التي لحقت بالمجموعات المدعومة من قبلهم” بحسب قوله.

واعتبر جعفري أن الأوضاع الميدانية تتحرك لصالح الجيش السوري النظامي وحلفائه. وأضاف أن فك الحصار عن نبل والزهراء شمالي سورية تحقق بفضل مقاومة “الشيعة في هاتين البلدتين”، على حد وصفه.

وأضاف جعفري، أن هناك عناصر وأفرادا كثرا من المنتمين للقوات البرية للحرس يرغبون بالذهاب للقتال في سورية، لكن الحرس الثوري يتبع سياسة واضحة في الوقت الراهن، وتتلخص بإرسال مستشارين عسكريين لمساعدة الجيش السوري والقوات التي تقاتل إلى جانبه.

وفي سياقٍ متّصل، قال أمين سر مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، إن احتمال تدخل السعودية براً في سورية سيشعل حرباً إقليمية، قائلاً إن “هذا سيكون ضرباً من الجنون، حيث سيدفع الكل في المنطقة الثمن”، إلاّ أنه اعتبر بالوقت ذاته، أن إيران ستكون بعيدة عن الحرب.

من جهته، قال نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية مسعود جزائري، إن دعم المقاومة في سورية أمر غير قابل للتغيير، مؤكداً أيضاً على أن حضور المستشارين العسكريين الإيرانيين على الأرض هناك سيستمر، وهو ملف ستتم متابعته بجدية.

ونقلت “فارس” عن جزائري قوله أيضاً، إن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) صنيعة الولايات المتحدة الأميركية، وبأن التحالف الذي شكل للحرب على هذا التنظيم مجرد خدعة يدركها المجتمع الدولي برمته” بحسب قوله.

وذكر أيضاً، أن “السوريين هم من يمتلكون الحق لتقرير مصير بلدهم وشكل مستقبلها، مضيفاً أن سيناريو تقسيم سورية مرفوض وسيقف السوريون بوجهه كذلك، بحسب رأيه.

من ناحية ثانية، أعرب وزير الاستخبارات الإيرانية محمود علوي، اليوم أيضاً، عن وجود تهديدات “إرهابية” تحدق بالبلاد، إلا أنه ذكر أن الاستخبارات، والقوات المسلحة والحرس الثوري استطاعوا إحباط عدد من المخططات منها محاولة بعض العناصر المسلحة التسلل داخل الحدود الإيرانية.

إلى ذلك، نقلت مواقع إيرانية، أن ضابطاً من الحرس الثوري الإيراني، وهو الملازم ثان أبو ذر داوددي قد قتل في سورية خلال أدائه مهامه هناك كمستشار عسكري، حيث لقي مصرعه خلال عمليات فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الواقعتين، شمالي البلاد.

وأفادت المواقع ذاتها، أن كلا من جواد محمدي وسجاد روشن زاده، وهما من العناصر التابعة لقوات التعبئة أو “البسيج” قد قتلا كذلك خلال اشتباكات ومعارك ضد إرهابيين وتكفيرين، بحسب وصفها.

وبالتالي، يصل عدد قتلى إيران في سورية إلى 159 شخصاً، وهذا منذ إعلان الحرس الثوري الإيراني عن زيادة عدد مستشاريه العسكريين هناك، تزامناً وإعلان روسيا عن بدء شنّ ضربات جوية على مواقع في سورية.

 

الطيران الروسي يواصل غاراته العنيفة في حلب

عامر عبد السلام

جددت المقاتلات الحربية الروسية، اليوم السبت، غاراتها الكثيفة في ريف حلب الشمالي، فيما تتواصل معاناة عشرات آلاف النازحين السوريين، قرب الشريط الحدودي مع تركيا، بعد فرارهم من قراهم التي تتعرض لحملة قصف غير مسبوقة.

وأوضح الناشط الإعلامي إسلام تركمان لـ”العربي الجديد”، أن “قوات النظام استهدفت اليوم بالصواريخ، محيط بلدة خان طومان وطريق الشام وحي الراشدين”، مشيراً إلى أن “الطيران الحربي الروسي استهدف منطقة آسيا، في ريف حلب الشمالي بالصواريخ الفراغية”.

ولفت إلى أن “الطيران الحربي الروسي شن عدة غارات جوية على مدينة حريتان، وقرى حيان ورتيان، ومعرستة الخان، وتل مصيبين، ومحيط حردتنين، في ريف حلب الشمالي، وأسفرت عن إصابة العديد من المدنيين وأضرار مادية”.

من جهته، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن “ضابطين من قوات النظام قتلا خلال الاشتباكات مع الفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي”، مضيفاً أن “طائرات حربية قصفت مناطق في قرية الهوشرية بريف مدينة منبج (شرقي حلب) ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين وسقوط جرحى”.

 

وبحسب المرصد، فإن “الطائرات الحربية جددت، صباح اليوم، قصفها لمناطق في القرية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية”، مشيراً إلى “مقتل تسعة عناصر على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم ضابط برتبة عميد، خلال الاشتباكات العنيفة التي دارت في عدة محاور بمدينة حلب”.

 

وذكرت مصادر إعلامية، أن “وحدات حماية الشعب” الكردية وفصائل من المعارضة المسلحة في ‏حلب، وقعت على اتفاق لتأمين النازحين العالقين على الحدود التركية، ونقلهم إلى ‏عفرين وريف إدلب.

 

يأتي ذلك، فيما تتواصل معاناة عشرات الآلاف النازحين من ريف حلب الشمالي جراء الغارات الروسية، إذ ما زالوا عالقين على الحدود التركية، بعد فرارهم من مناطقهم وخاصة من بلدات، عندان وحريتان وحيان وبيانون، التي أصبحت شبه خالية من سكانها.

 

إلى ذلك، أفادت مصادر محلية في حماه، إلى أن “الطيران الحربي الروسي قصف اليوم، بلدات الزارة والقرقور والمنصورة” في ريف حماة الغربي ، فيما “دمرت المعارضة المسلحة آلية عسكرية لقوات النظام على حاجز الزلاقيات”، في ريف حماة الشمالي بصاروخ موجه.

 

المعلم: عقدنا اتفاقاً مع “داعش” رعته الأمم المتحدة!

كشف نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية السورية وليد المعلم، عن وجود اتفاق بين الحكومة السورية وتنظيم “الدولة الإسلامية”، يقضي بخروج عناصر التنظيم من مناطق في جنوب دمشق مع عائلاتهم باتجاه الرقة. وقال المعلم رداً على سؤال من أحد الصحافيين حول الموضوع، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقرالوزارة السبت، إن الاتفاق “رعته الأمم المتحدة، وبالفعل تم انتقال بعض العناصر، إلا أن العملية توقفت في إحدى المراحل بسبب صعوبات لوجستية”. وأضاف “المشكلات تتعلق بتنظيم داعش، لأنه لم يكن يملك وسائل نقل تقل من سيتم إخراجهم عند وصولهم إلى نقطة معينة نحو الرقة”.

 

وكان المؤتمر الصحافي قد خصص للحديث عن تجميد محادثات السلام السورية في جنيف، إلى 25 من الشهر الحالي. وفي هذا الشأن، قال المعلم “كنا نسمع تصريحات من وفد معارضة الرياض وكلها شروط مسبقة قبل أن يأتوا إلى جنيف.. طلبنا من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستفان دي ميستورا قائمة بأسماء الذين سنتحاور معهم لأننا لا نريد أن نتحاور مع أشباح”. واعتبر أن “وفد معارضة الرياض كان قرر الانسحاب من الحوار بعد إنجازات الجيش العربي السوري وكنا نأمل منه أن يفرح كما فرح شعبنا بكسر الحصار الذي دام 3 سنوات ونصف السنة عن أهالي نبل والزهراء وهو لم يفرح لسبب بسيط هو أنه لا ينتمي إلى هذا الشعب السوري (..) قرار مشغلي وفد معارضة الرياض في السعودية وتركيا وقطر هو ضرب عملية الحوار في جنيف، وعلى كل حال انسحابهم أفضل لأنهم لا يملكون أي حرية في قرارهم”.

 

وشدد المعلم على أنه “لم يجر أي حوار في الجوهر في جنيف ووفدنا لم يضع أي شروط مسبقة بينما الطرف الآخر هو من وضع شروطا ونحن لن نلبي أي شرط مسبق”. وأشار إلى أن النظام السوري ملتزم “بمؤتمر حوار سوري سوري وبقيادة سورية ودون شروط مسبقة، والشعب السوري وحده صاحب القرار في تقرير مستقبله”، مؤكداً أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا ليس سوى “ميسر الحوار، ونحن لا نعترف إلا بما ينتج عن الحوار السوري السوري.. وكل من يتحدث عن ضمانات فهي تعنيه فقط وهو واهم”.

 

وطالب المعلم بتوسيع تمثيل المعارضة في المفاوضات. وقال “نحن نريد أوسع تمثيل للمعارضات السورية في مؤتمر جنيف بمن فيهم الأكراد لأننا نريد حلا سياسيا يمكن تنفيذه وتطبيقه على أرض الواقع (..)، إن قرار مجلس الأمن رقم 2254 وبياني فيينا ينصان على أن الشعب السوري وحده صاحب القرار في تقرير مستقبله، وأن الحوار يجب أن يكون سورياً سورياً بقيادة سورية ودون تدخل خارجي ودون شروط مسبقة. بيانا فيينا وقرار مجلس الأمن تؤكد ضرورة التمثيل الواسع لوفد المعارضة ونحن قلنا لهم لا تكرروا أخطاء جنيف 2”.

وتحدث وزير الخارجية السورية عن الإعلان السعودية حول استعداد الرياض إرسال قوات برية إلى سوريا ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقال إن “التصريحات السعودية لها أساس حيث كانت هناك مراكز أبحاث في الولايات المتحدة وتصريحات لوزير الدفاع الأمريكي تطالب بتشكيل قوات برية لمحاربة داعش، لأن الولايات المتحدة لا تريد أن تتعاون مع الجيش العربي السوري الذي يكافح داعش. ومن الطبيعي أن تستجيب السعودية. والسؤال هو ماذا فعلت السعودية في اليمن وهل أفلحت؟.. إنها دمرت ولم تبق حجرا على حجر”. وهدد بأن أي تدخل سعودي، أو تركي، داخل الأراضي السورية سيكون عدواناً “يستوجب مقاومته التي تصبح واجباً على كل مواطن سوري ونؤكد أن أي معتد سيعود بصناديق خشبية إلى بلاده”.

 

ووجه المعلم شكراً لروسيا على الدعم الذي تقدمه لقوات النظام، وقال إن “التنسيق القائم بيننا وبين روسيا يجعلنا نثق بالموقف الروسي.. وتصريح وزير الخارجية الروسية واضح بأنه لا يمكن الحديث عن وقف إطلاق النار قبل ضبط الحدود مع تركيا والأردن. كل من حمل السلاح في وجه الدولة السورية هو إرهابي، بغض النظر عن أي قوائم لتصنيف الإرهابيين”.

 

في السياق، تبيت آلاف العائلات السورية الهاربة من القصف الروسي على أرياف حلب وحمص وحماة، أمام الحدود التركية-السورية بالعراء، بعد رفض السلطات التركية إدخالهم خلال اليومين الماضيين. وقدّرت الأمم المتحدة في بيان، الخميس الماضي، أعداد النازحين العالقين على الحدود بـ15 ألفاً، أكدت غالبيتهم في شهادات مصورة أن هروبهم كان بسبب القصف الروسي على مناطقهم، فيما قالت إحصاءات أخرى إن الأعداد ارتفعت إلى حوالى 50 ألف شخص، مع حلول يوم السبت.

 

وفي تطور جديد، أعلنت السلطات التركية أنها ستبدأ إدخال أعداد من النازحين من ريف حلب الشمالي إلى الأراضي التركية، الاثنين المقبل، وأوضحت أن تلك الخطوة ستتم من خلال عملية تسجيل منظمة. ونقلت قناة “الجزيرة” عن مصادر قولها إن الإعلان التركي عن فتح الحدود أمام بعض النازحين جاء “بصفة غير رسمية”. وأشارت إلى أن اجتماعات مكثفة تعقد على الصعيدين الأمني والإنساني في تركيا لمواجهة أزمة نازحي ريف حلب، إذ أبدى الهلال الأحمر التركي وإدارة الكوارث والطوارئ استعدادهما لاستقبال جميع النازحين الذين يفدون على الحدود السورية التركية.

 

أنقرة تدعو لمحاسبة موسكو :بوتين رفض محادثة أردوغان

استدعت الاتهامات الروسية لتركيا، بأنها تحشد قواتها على الحدود مع سوريا لتنفيذ اجتياح لمناطق على الشريط الحدودي، هجوماً عنيفاً من أنقرة، بدأ بتصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اعتبر فيها أن تلك الأنباء تثير الضحك، وانتهت بتصريحات للمتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن، ليل الجمعة، اعتبر فيها أن المزاعم الروسية “أكاذيب ودعاية لا أساس لها من الصحة”.

 

وقال قالن، في تصريحات صحافية، إن موسكو بعد قيام تركيا بإسقاط مقاتلة لها في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، تطبيقاً لقواعد الاشتباك، أظهرت أنها “تتبع استراتيجية لزيادة التوتر، بدلاً من بحث تسوية الأزمة بين البلدين عبر قنوات دبلوماسية”. وأضاف المتحدث، بحسب ما نقلت وكالة أنباء “الأناضول”، أن بلاده تقوم في المقابل ببذل جهود من أجل حل الأزمة عبر المباحثات والحوار، مشيراً إلى أن الرد الروسي كان عبارة عن “أكاذيب، واتهامات ودعاية لا أساس لها، وهذا موقف لا يتوافق مع هيبة دولة”.

 

وكشف قالن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض الرد على مكالمة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد الخرق الجديد للأجواء التركية من قبل مقاتلة روسية، وأعلنت عنه أنقرة قبل أيام. وقال “في الحادثة الأخيرة التي انتهكت فيها طائرة روسية لمجال تركيا الجوي، في 29 كانون الأول/يناير الفارط، طلب رئيس جمهوريتنا، إجراء اتصال هاتفي مع نظيره الروسي (فلاديمير) بوتين، إلا أن موسكو لم تبدِ رداً إيجابياً”. وتابع “الروس قالوا سابقاً (عندما أسقطت تركيا القاذفة الروسية) لماذا لم تتصل بنا تركيا، وعلى الفور اتصلت بحلفائها في الناتو؟.. لذلك نرى أن عدم ردهم على مكالمة الرئيس (أردوغان) مؤخراً، أمر يدعو للتفكير، ويُثير تساؤلاً: لماذا يتهرب بوتين من الرد على الاتصال؟ هذا وضع يصعب تفسيره، لكننا نحافظ على نوايانا الحسنة، ونهجنا البنّاء في هذا الصدد”.

 

وفي ما يخص محادثات السلام السورية في جنيف، اعتبر قالن أن إعلان تأجيلها من قبل المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا كان بسبب هجمات نظام الأسد، المدعومة بالقصف الروسي، المتواصلة منذ 30 سبتمبر (أيلول) الماضي”. وأوضح أن “هجمات الأسد المتواصلة، منذ ذلك التاريخ، أودت بحياة مئات المدنيين السوريين الأبرياء، من نساء وأطفال، كما تسببت في دفع عشرات الآلاف الآخرين إلى النزوح، طلباً لأماكن أكثر أمناً”.

 

وشدد على أنه “من الواضح للعيان، أن تنظيم داعش ليس ضمن أهداف الغارات الروسية، فـ90 في المئة منها يستهدف المدنيين والمعارضة المعتدلة”، مؤكداً أن “هدف موسكو ليس محاربة داعش، بل ضمان بقاء الأسد، الفاقد للشرعية، الذي ارتكب جرائم حرب”.

 

واعتبر قالن أن “هجمات النظام، تتعارض مع المبادئ الأساسية لقرار الأمم المتحدة رقم 2254 والذي يشكل قاعدة مباحثات جنيف، وفي النهاية أدت إلى دخول مباحثات جنيف، في نفق مسدود”، متهماً نظام الأسد بـ”عدم جدية التفاوض، فهدفه كان كسب مزيد من الوقت”. وتابع “عشرات الأشخاص من المدنيين، قُتلوا، وقت انعقاد المفاوضات في جنيف، جراء قصف حلب، ونزح آلاف آخرون، نحو حدود تركيا طلباً للجوء”.

 

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد دعا في وقت سابق، مساء الجمعة، إلى محاسبة روسيا على ما ارتكبته من أعمال قتل بحق السوريين. واعتبر أنها شريكة، مع النظام، بقتل 400 ألف سوري، وأن وجودها في سوريا يعد احتلالاً لأراضي هذا البلد. واتهم موسكو بأنها تقدم الدعم للأسد من أجل إقامة دويلة صغيرة له.

 

وتساءل أردوغان، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السنغالي ماكي سال في العاصمة دكار، عن سبب وجود الروس والإيرانيين في سوريا، قائلاً “بالنسبة لتركيا، فإنّ دولتنا تتعرض في هذه الأونة للتهديد، لدينا حدود بطول 911 كيلو متر مع سوريا، فهل لروسيا حدود مع هذه الدولة، وهل لإيران حدود مشتركة مع سوريا، ماذا تفعلان في هذا البلد، المبرر الوحيد الذي تقدمه موسكو وطهران، هو أنّهما تقومان بتلبية دعوة الأسد، لا يجوز الاستجابة لكل دعوة، لانّ الأسد يقوم بممارسة إرهاب الدّولة، وهو ظالم وقاتل، والذين يقدّمون الدعم له، يشتركون معه في الجريمة”.

 

دي ميستورا لمجلس الامن:هجمات النظام عطلت جنيف

كشف المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر، أن “مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أبلغ مجلس الأمن الدولي، الجمعة، أن وحشية النظام السوري المدعوم من روسيا، كانت وراء تجميد مفاوضات جنيف”.

 

كلام ديلاتر جاء عقب انتهاء جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، ليل الجمعة-السبت، شرح خلالها دي ميستورا أسباب إعلان تعليق محادثات السلام السورية في جنيف، إلى 25 من الشهر الحالي. وقال السفير الفرنسي في حديث للصحافيين، أن المبعوث الدولي أكد في إفادته أمام مجلس الأمن أن “نظام الأسد، لم يقدم أي تنازلات في مفاوضات جنيف، التي تم تجميدها حتى 25 فبراير (شباط) الحالي”. وأضاف “كان تجميد مفاوضات جنيف، هو القرار الوحيد المطروح أمام دي ميستورا، لأنه لا يمكن التفاوض بشأن تسوية سياسية للأزمة، في ظل الهجمات التي يشنها النظام السوري، المدعوم بالطيران الروسي في حلب”.

 

ديلاتر شدد على أن ما فعله النظام وحلفاؤه بالتوازي مع المسار السياسي الذي أطلق في جنيف، كان معروفاً للجميع، وله رسالة واضحة بعدم الرغبة في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. وقال السفير الفرنسي “تلك الهجمات من شأنها عرقلة أي أمل في السلام، لقد أكد لنا دي ميستورا، في إفادته أمام أعضاء المجلس، ما سبق أن عرفناه بشأن سبب توقف مفاوضات جنيف، لقد زعم النظام السوري أنه يبحث عن تسوية سياسية، بينما كان يواصل هجماته العسكرية، بدعم من روسيا، فالوضع الإنساني لابد أن يسير جبنا إلى جنب مع العملية السياسية وبدون ذلك لن تكون هناك تسوية”. وشدد على أنه بات من الضرورة “امتثال النظام السوري، لقرارت مجلس الأمن الدولي، القاضية بضرورة رفع الحصار على المدنيين، وعدم إعاقة وصول المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار”.

 

واعتبر ديلاتر أن الإجراءات التي صوت عليها مجلس الأمن بالإجماع في القرار الذي صدر في شهر ديسمبر/كانون الأول بشأن سوريا، والمتعلقة برفع الحصار، وإيصال المساعدات للمحاصرين، ووقف إطلاق النار، لا يمكن أن تحصل أي مفاوضات وتنجح من دون تحقيقها. وتابع “سوف تستمر باريس في دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا، لكن مفاوضات جنيف ينبغي أن تقوم علي أرضية صلبة من احترام القانون الدولي، والعمل في اتجاه تشكيل حكومة انتقالية في سوريا”.

 

في المقابل، أنكر مندوب روسيا الدائم لدي الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين، كل ما قاله نظيره الفرنسي فرانسوا ديلاتر. ونفى أن يكون دي ميستورا قد اتهم روسيا بتقويض محادثات “جنيف-3”. وقال “لا، لا لم يخبرنا دي ميستورا بذلك ولا ينبغي أن ننسب إليه كلمات لم يقلها”. وأضاف تشوركين في تصريحات صحافية، من مقر الأمم المتحدة، أن “العملية العسكرية للقوات الحكومية في سوريا، أدت إلي رفع الحصار المفروض على المدنيين في بعض المناطق، ونحن نأسف لعدم استمرار مفاوضات جنيف”. وتساءل “لماذا يريدون للقوات الحكومية والطيران الروسي وقف العمليات؟ وماذا عن طيران قوات التحالف؟ وماذا أيضا عن الجماعات الإرهابية المسلحة؟ لماذا فقط الطيران الروسي والقوات الحكومية هم الذين ينبغي لهم أن يوقفوا عملياتهم في سوريا؟”.

 

وكشف تشوركين عن ما وصفه بالـ”أفكار الجديدة”، التي تدرسها بلاده “لطرحها على طاولة المفاوضات في 25 الشهر الحالي عند استئنافها”. ومن بين تلك الأفكار “وقف إطلاق النار، لكنني أعتقد أن المفاوضات قد تتأخر، بسبب الإصرار على وقف إطلاق النار أولا”.

 

من جهة ثانية، عدّ السفير الروسي إعلان السعودية عن استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا، تحت مظلة التحالف الدولي لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، إعلاناً مثيراً للقلق. وأضاف “أعتقد أن هذا أمر خطير للغاية وربما يكون مجرد تقارير صحافية فقط، لكن من المؤكد أنه أمر خطير”.

 

روسيا – تركيا: لماذا تقرع طبول الحرب؟

عبد القادر عبد اللي

لم يكن لافتاً تصريح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف، بأن “الأحداث الأخيرة على الحدود التركية-السورية، تُظهر نوايا أنقرة في الاستعداد لتوغل عسكري في سوريا”، بل إن كوناشنكوف كان متأكداً: “لدينا أسباب جدية للشك في إعداد مكثف من قبل تركيا لغزو عسكري داخل أراضي الشمال السوري”. فمنذ أسابيع وبعض الصحف والمواقع الإخبارية تنشر أخباراً نقلاً عن “مسؤولين يرفضون ذكر أسمائهم” حول استعداد تركيا لدخول الأراضي السورية، ولكن هل تستطيع تركيا الدخول فعلاً؟

 

صحيح أن تركيا تقول إن موقفها من النظام السوري ودعمها للشعب السوري هو موقف إنساني، ولكن الأعمى يرى أن تأسيس إمبراطورية إيرانية من الصين إلى البحر المتوسط جنوبي تركيا هو ضرب للمصالح التركية في العمق. فالسياسة قبل كل شيء مصالح، يمكن أن تغلف هذه المصالح بالدين أو الإنسانية أو الأخلاق أو أي قيمة سامية أخرى.

 

طالما أن مصلحة تركيا هي إسقاط النظام السوري، وتأسيس نظام غير تابع لإيران، على الأقل، فلماذا لا تتدخل عسكرياً في سوريا؟ لندع التدخل جانباً، فتركيا حتى الآن لم تجرؤ على خرق الحظر المفروض دولياً على المجموعات المسلحة، والمعتدلة منها، بخصوص مضادات الطيران. وحتى فترة قصيرة، كان هذا السؤال أكثر ما يثير الاستغراب لدى المراقبين، ولكن تصريحات الولايات المتحدة الأميركية ومواقفها الأخيرة بددت كل الغيوم، وبانت السماء تماماً، فليس هناك خلاف كبير بين الولايات المتحدة وروسيا وإيران في القضية السورية. ولعل الولايات المتحدة كانت تقدم مادة لما يسمى بـ”الممانعة” فقط بقولها إنها تدعم الشعب السوري.

 

فقد كان الرئيس الأميركي باراك أوباما، أسبق من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في عدم السماح لتركيا بدخول الشمال السوري، وقال ذلك علناً، حسماً للجدل المستمر على مدى أكثر من سنتين حول تشكيل مناطق آمنة في الشمال السوري.

 

تركيا منذ اليوم الأول، وفي تصريحاتها النارية، وخطوطها الحمر كانت دائماً ما تضمّنها شرط الموافقة الدولية. طبعاً الموافقة الدولية ليست من “مجلس الأمن” فهي تدرك أن هذا الأمر مستحيل، بل حلف “شمال الأطلسي” والولايات المتحدة الأميركية. وجهدت تركيا كثيراً للحصول على غطاء من أجل الدخول، وكثيراً ما ماطلت هاتان الجهتان -بالأحرى الولايات المتحدة. ولكن الإلحاح التركي، جعلها “تبق البحصة” على لسان الرئيس الأميركي شخصياً في مؤتمر “قمة العشرين” قبل شهور قليلة في مدينة أنطاليا التركية، بأن واشنطن غير موافقة على دخول تركيا إلى الأراضي السورية براً، وأن الدخول البري غير مجدٍ. علماً أن الولايات المتحدة الأميركية دخلت برياً، وحتى إن هناك من صوّر مهبطاً للطائرات على الأرض السورية قيل إنه تابع للولايات المتحدة الأميركية، ولم تنفِ الولايات المتحدة هذا الخبر حتى الآن على الأقل.

 

القضية السورية شكلت عبئاً ثقيلاً جداً على تركيا، فلا يمكن فصل ما يجري على أرضها الآن من صراع سياسي وعسكري بمعزل عن القضية السورية، وبالأحرى بمعزل عن التنافس التركي-الإيراني، إذ مازالت تركيا تسميه تنافساً، ولكن إيران لا تتوانى عن تسميته صراعاً، وحرباً، ولا تخفي رغبتها بإسقاط الحكومة التركية الحالية، وبذلت في هذا الخصوص كثيراً من الجهود، وهناك أسباب موضوعية كثيرة أدت إلى فشلها حتى الآن.

 

تركيا قبل الدخول الروسي، وعندما كان الجو مناسباً أكثر، ولم تكن مواقف الولايات المتحدة بهذه الصراحة، رفضت تحمل وزر الدخول إلى سوريا وحدها، فما الذي يجعلها تدخل الآن بعد وجود عدو مثل روسيا حمل أعباء النظام بالنيابة عن كل الداعمين له سراً وعلانية، ويدعم كل من يعادي تركيا؟

 

بعد رفض الولايات المتحدة التحالف مع تركيا أو دعمها بالدخول براً لتأسيس منطقة آمنة، بحثت تركيا عن حلفاء آخرين يسدون الثغرة، ووجدت فرنسا وبريطانيا، وبالطبع هناك السعودية وقطر إقليمياً ولكن فرنسا بعد العمليات الإرهابية التي اجتاحتها تراجعت عن الفكرة، وبعد تراجع فرنسا، التزمت ريطانيا الصمت، فهل يمكن أن يحدث أمر كهذا مع السعودية فقط؟

 

السعودية انشغلت باليمن، وهي تدعم موقف تركيا، ولكن تركيا في الوقت نفسه كما قال رئيس الحكومة: “نحارب ثلاث منظمات إرهابية، هي داعش وحزب العمال الكردستاني وجبهة التحرر الشعبي الثوري”، وبمعنى آخر هي في أحرج وقت تعيشه في تاريخها الحديث، وهي بحاجة لدعم أكبر من دعم السعودية، وتريد أن يكون ظهرها مسنوداً بـ”الناتو” الذي لا يرى في القضية السورية تهديداً له، ولا يهمه إذا قتل حتى بضعة ملايين من السوريين، فهل يتحرك لبضعة مئات من الألوف؟

 

تركيا دولة صاعدة في المنطقة، واقتصادها بعكس ما تتوقع روسيا، فكل يوم يقول الروس إن الليرة التركية تتهاوى، ولا شيئ كهذا يحدث، حتى إن الأسبوع الأخير فقط شهد ارتفاعاً لليرة التركية مقابل الدولار وصل إلى خمسة عشر قرشاً، بينما الأخبار الروسية تقول إنها خسرت نسباً خيالية.

 

بماذا ردت أنقرة على تصريحات الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية؟ كان ردها عبارة أكثر من يحفظها هم السوريون: “روسيا بادعائها هذا تحاول أن تبعد الأنظار عن الجرائم التي ترتكبها في سوريا. تركيا تحتفظ بحق اتخاذ كل الإجراءات التي تراها مناسبة لحماية أمنها”.

 

السعودية وحلفاؤها يحشدون عشرات آلاف الجنود للتدخل بريا في سوريا عبر تركيا

كشف مصدران سعوديان مطلعان على خطط المملكة للتدريبات العسكرية المؤهلة للتدخل في سوريا، أمس الجمعة، أن عدد المتدربين قد يصل إلى 150 ألف جندي، وأن معظم الأفراد سعوديين مع قوات مصرية وسودانية وأردنية داخل المملكة حاليا.

 

المصدران اللذان تحدثا لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، أوضحا أن المغرب التزم بإرسال قوات إلى جانب تركيا والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر، ومنذ أسبوعين عيّن السعوديون والأتراك قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا.

 

وقال المصدران: تشمل قائمة الدول الآسيوية المشاركة ماليزيا وإندونيسيا وبروناي والتي أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، ومن المتوقع أن تكون ماليزيا أول من ترسل قواتها من هذا الثلاثي إلى السعودية.

 

وشدد السعوديون سابقا على أن الغارات الجوية وحدها لن تهزم «الدولة الإسلامية»، ولكنهم عادوا ليراجعوا استراتيجيتهم التي من المرجح أن يعرضوها في اجتماع حلف الشمال الأطلسي (ناتو) لوزراء الدفاع في العاصمة البلجيكية بروكسل، إذ يقول السعوديون إنهم دعموا الغارات الجوية ضد التنظيم كجزء من التحالف ضد «الدولة الإسلامية» ولكن نادرا ما طُلب منهم المشاركة في الغارات.

 

وأعلنت السعودية مشاركتها في 119 طلعة جوية منذ انضمامها إلى التحالف في الـ23 من سبتمبر/ أيلول 2014، وأن آخر طلب من التحالف للمشاركة في إحدى الطلعات كان في الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي، مما يدفع المسؤولين في المملكة لرؤية أن الضربات الجوية لم تُنفذ بكامل كثافتها وفعاليتها.

 

كما يرى السعوديون أنه عندما يُهزم التنظيم يُمكن لهذه القوة المشتركة أن تقوم بإعادة التوازن لساحة القتال ونشر السلام.

 

وتعتقد المملكة أن مارس/آذار سيكون أنسب وقت لبداية التدريبات العسكرية، لأن السعودية تتوقع السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء قريبا، إذ ترى القوات السعودية أن مقاومة الحوثيين تتضاءل وأن ضربة مكثفة من قوات التحالف العربي سُتمّكن الرئيس «عبدربه منصور هادي من السيطرة على العاصمة، ما سيتيح للسعودية فرصة التركيز على سوريا.

 

وكان وزير الدفاع الأمريكي، «أشتون كارتر»، رحب أمس الجمعة، بعرض سعودي للمشاركة في العمليات العسكرية البرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.

 

وقال «كارتر» في تصريحات للصحفيين خلال زيارة لقاعدة نيليس الجوية في ولاية نيفادا، غربي الولايات المتحدة، إنه على علم بالتقارير التي أفادت بأن الحكومة السعودية عرضت إرسال قوات برية لسوريا، مضيفا أن «مثل هذه الأنباء محل ترحيب».

 

ورأى أن «زيادة نشاط الدول الأخرى سيسهل على واشنطن تعجيل قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية».

 

ولفت الوزير الأمريكي إلى أنه يتطلع لمناقشة العرض السعودي مع المسؤولين السعوديين في بروكسل الأسبوع المقبل؛ حيث يجتمع ممثلو التحالف الدولي لبحث تطوير الحرب على التنظيم.

 

كان المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد الركن «أحمد عسيري»، صرح في وقت سابق من أول أمس الخميس، بأن المملكة على استعداد للمشاركة في أي عملية برية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ضمن التحالف الدولي في سوريا.

 

وقال في مقابلة مع فضائية «العربية» الإخبارية: «المملكة العربية السعودية على استعداد للمشاركة في أي عمليات برية قد يتفق التحالف ضد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) على تنفيذها في سوريا إذا ما أصبح هناك اجماع من قبل قادة التحالف».

 

وفي تصريحات لاحقة لفضائية «الجزيرة» القطرية، أوضح «عسيري» أن موقف السعودية من عرض المشاركة في تدخل بري في سوريا جاء بناء على تجربة التحالف العربي في اليمن والتحالف الدولي، التي أكدت أن القصف الجوي غير كاف لتحقيق نتائج على الأرض ما لم يسند ذلك عمل بري.

 

كما أشار إلى أن السعودية، وباعتبارها إحدى أكثر الدول تضررا من تنظيم «الدولة الإسلامية»، حريصة على القيام بدورها الكامل في التحالف الدولي، مشيرا إلى أن آخر غارة نفذتها القوات السعودية ضمن التحالف الدولي كانت في يناير/كانون الثاني الماضي.

 

ونفى المسؤول العسكري السعودي وجود أي خطط لتوسيع مهام أي تدخل بري محتمل خارج محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

وأعلنت السعودية في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن تحالف إسلامي عسكري من 34 دولة لمحاربة «الإرهاب».

 

وقال ولي ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، إن «التحالف لا يستهدف تنظيم الدولة فقط، بل يتصدى عسكريا وفكريا وإعلاميا لأي منظمة إرهابية في العالم الإسلامي».

 

وأكد وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، وقتها أن المملكة ودولا خليجية أخرى تبحث إرسال قوات خاصة إلى سوريا في إطار التحالف الدولي.

 

المصدر | الخليج الجديد+ سي إن إن

 

تعهّدات الدول المانحة لسوريا بالأرقام

تعهّدت الدول المانحة بتقديم أكثر من عشرة مليارات دولار بحلول 2020 لتلبية احتياجات السوريين، وذلك خلال مؤتمر انعقد في لندن وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنّه أكبر حدث على الإطلاق في مجال جمع الأموال لغايات إنسانية.

 

مؤتمر المانحين هذا يأتي بعد خمس سنوات من القتال المستمر في سوريا، الذي أودى بحياة نحو 250 ألف شخص ونزوح الملايين عن ديارهم، وهو على بعد أيام من تعليق محادثات السلام في جنيف.

 

وتضمّ القائمة الأوّلية غير الرسمية للدول المانحة في مؤتمر لندن وفق حجم التعهدات التي تقدمت بها لعام 2016، ألمانيا بمبلغ 1311 مليار دولار، المفوضية الأوروبية 1 مليار دولار، الولايات المتحدة925  مليون دولار، بريطانيا 731 مليون دولار، اليابان350  مليون دولار، النرويج 278 مليون دولار، السعودية 200 مليون دولار، الإمارات 137 مليون دولار، هولندا136  مليون دولار، الدانمرك101  مليون دولار.

 

وبلغ إجمالي تعهدات المانحين في المؤتمر للعام 2016 ما قيمته 5269 مليار دولار، ومن الأعوام 2017-2020 ما قيمته 4.879 مليار دولار.

 

(وكالات)

 

النزوح من حلب أسوأ مأساة في الحرب السورية  

وصفت صحف بريطانية قصف حلب ونزوح عشرات الآلاف منها بأنه أسوأ مأساة في الحرب السورية، وستكون له نتائجه الكبيرة على هذه الحرب وعلى أوروبا والعلاقات بين روسيا والغرب. كما توقع أحد الكتاب أن تتجه أنظار النظام السوري بعد حلب إلى الرقة وتدمر.

 

وقالت صحيفة تايمز في تقرير لها إن عشرات الآلاف من النازحين أصبحوا عالقين الليلة الماضية على الجانب السوري من الحدود مع تركيا واتخذوا من الأرض المفتوحة مكانا للنوم في طقس بارد، بينما تقول منظمات العون إن القصف الروسي تسبب في أسوأ أزمة إنسانية خلال الحرب في سوريا.

 

وأضافت الصحيفة أن المنطقة شمال حلب فاضت بالنازحين، ونقلت عن مدير عمليات ميرسي كوربس (فيالق الرحمة) راي ماكقراس قوله إن هناك ما بين 70 و80 ألفا على الطريق، بالإضافة إلى الآلاف الموجودين في أعزاز والمدن شمال حلب.

وخاطب ماكقراس المجتمع الدولي قائلا إن هذا ليس وقت الإعراب عن الاستنكار والإدانة للقصف الذي لا يميز بين مدنيين ومسلحين، في إشارة إلى ضرورة الإسراع بإغاثة النازحين.

 

مسار جديد

أما صحيفة ذي غارديان فقد نشرت مقالا للكاتبة ناتالي نوغايريد تقول فيه إن ما يحدث في حلب سيشكل مستقبل أوروبا، “لقد أخذت الأوضاع في سوريا مسارا جديدا ستكون له نتائج ليس على المنطقة فحسب، بل على أوروبا أيضا”.

 

وقالت نوغايريد إن الهجوم على حلب هو لحظة التغيير في العلاقة بين الغرب وروسيا لأنه يقضي على وجود المعارضة في المدينة ويقضي على أي أمل في التوصل إلى تسوية معها. وأضافت أن هذا هو الهدف الذي عملت له روسيا منذ فترة طويلة، وهو الدافع الرئيسي للتدخل الروسي في سوريا قبل أربعة أشهر.

 

وذكرت أنه ليس من الصدفة أن يبدأ قصف حلب مع بداية مفاوضات جنيف، و”الهدف من هذا الهجوم هو القضاء على المفاوضات وعلى أي فرصة للمعارضة المعتدلة كي يكون لها رأي في تحديد مستقبل البلاد، والقضاء على أي خطط للغرب والأمم المتحدة بشأن سوريا”.

دروس لأوروبا

وأضافت نوغايريد أنه إذا كان هناك ثمة ما تعلمه الأوروبيون من عام 2015 فهو أنه لا مجال لهم لحماية أنفسهم من عواقب الصراع في الشرق الأوسط ولا الصراع في أوكرانيا، وأن روسيا لن تكون صديقا على الإطلاق.

وقالت إن أحداث حلب تُبرز أكثرَ من أي أحداث أخرى في الحرب السورية العلاقة بين المأساة السورية والإضعاف الإستراتيجي لأوروبا والغرب عموما. وأوضحت أن روسيا في سعيها للهيمنة، هدفت إلى نشر الفوضى باستغلال تردد الغرب والتناقضات بين دوله.

 

وأوردت أن الهجوم على حلب سيعزز موقف تنظيم الدولة الإسلامية ويمكّنه من نشر دعايته بأنه هو المدافع الوحيد عن المسلمين السنة، كما أنه سيترك الغرب بلا حليف داخل سوريا، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كرر إستراتيجيته في الشيشان بالهجوم الشامل على المناطق المدنية لتحطيم المعارضة أو إجبارها على الانسحاب والتخلص من أي مساعٍ للتفاوض.

 

تراجع أوباما

كما أشارت نوغايريد إلى أن أهداف روسيا لا تقف عند ما ذكرته وتأكيد قوة موسكو في الشرق الأوسط، بل تمتد إلى أوروبا، وأن بوتين بدأ يفكر في تحقيق أهدافه منذ العام 2013 عقب اللحظة التي تراجع فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تنفيذ وعيده والالتزام بخطه الأحمر للرئيس السوري بشار الأسد إثر استخدام الأخير الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري.

 

وأوضحت أن تراجع أوباما شجع بوتين على اختبار عزم الغرب في أوروبا نفسها، فتدخل في أوكرانيا واستولى على شبه جزيرة القرم وهزّ أركان نظام الأمن الأوروبي الذي استقر بعد الحرب العالمية الثانية “لأن بوتين يرغب في تعديل هذا النظام”، كما أن تدخله في سوريا قد أدخل حلف الناتو في ورطة مع أحد أعضائه على الخطوط الأمامية، أي تركيا.

 

ونشرت ذي إندبندنت مقالا للكاتب روبرت فيسك وصف فيه استيلاء النظام السوري على كامل حلب بأنه أكبر انتصار له في الحرب، وتوقع أن تتجه أنظار النظام بعد ذلك إلى الرقة وتدمر، كما توقع ألا تتدخل تركيا في سوريا “لأن ذلك من شأنه أن يكون كابوسا لواشنطن وموسكو على السواء، وربما يضع العالم على أعتاب حرب عالمية جديدة”.

 

انتقادات متبادلة غربية روسية حول سوريا  

قدم الموفد الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تقريرا إلى مجلس الأمن الدولي عن ظروف تعثر محادثات جنيف وتعليقها حتى 25 فبراير/شباط الجاري، بينما تبادل المندوبان الفرنسي والبريطاني من جهة والروسي من جهة أخرى الاتهامات بشأن الجهة المتسببة بتخريب هذه المحادثات.

 

وقال دبلوماسيون إن دي ميستورا أكد في المشاورات المغلقة أن المعارضة السورية في جنيف “اشترطت كمطالب” رفع الحصار ووقف القصف الجوي وإطلاق المعتقلين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية. ونقل دبلوماسيون عنه قوله إن السوريين “بحاجة هذه المرة إلى رؤية تحسّن حقيقي على الأرض”.

 

من جهته، قال مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر إنه لا يمكن التفاوض بشأن تسوية سياسية للأزمة السورية في ظل الهجمات التي يشنها النظام السوري في حلب.

 

ونقل ديلاتر -في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا- عن دي ميستورا قوله في إفادته إن “نظام بشار الأسد لم يقدم أي تنازلات في مفاوضات جنيف”.

 

وأكد أن بلاده “تؤيد بشكل كامل قرار دي ميستورا تعليق هذه المحادثات”، مشددا على أن هذا هو القرار الوحيد المطروح أمامه، مضيفا أنه “لا يمكن أن نتوقع من المعارضة التفاوض مع مسدس موجه إلى صدغها”.

 

لكنه قال إن باريس لا تزال تعتقد بإمكانية إجراء “مفاوضات ذات مصداقية” وفقا لقرارات الأمم المتحدة، مشددا في الوقت ذاته على أن التفاوض لا ينبغي أن يشكل “ستارا دخانيا يسمح للنظام بالاستمرار في المجازر من دون أي قلق”.

 

تعليقات سمجة

ومن جانبه، وصف مندوب روسيا فيتالي تشوركين الانتقادات الغربية لبلاده بتخريب مفاوضات جنيف عبر دعمها العسكري الكبير للنظام السوري بالتعليقات السمجة، معتبرا أن” الوقت ليس وقت المآخذ، ولا بد لنا من تكثيف جهودنا السياسية”.

 

وبرر تشوركين -في تصريحات صحفية من مقر الأمم المتحدة- القصف الروسي حول حلب بمساعدة قوات النظام على إخراج ما وصفها بمجموعات إرهابية مسلحة.

 

وقال “إنه ليس تصعيدا روسيا بل تقديم دعم لجهود الحكومة السورية في محاربتها للإرهابيين”، واعتبر أن هذه العملية العسكرية أدت إلى رفع الحصار المفروض على المدنيين في بعض المناطق.

 

وأشار إلى أن الأطراف المعنية تأمل في استئناف مفاوضات جنيف، “ونحن حاليا نقوم بدراسة أفكار جديدة من بينها وقف إطلاق النار لطرحها على طاولة المفاوضات في 25 من الشهر الجاري عند استئنافها”.

 

من جهته، انتقد السفير البريطاني ماتيو رايكروفت القصف الجوي الروسي. وقال متكلما عن تشوركين “عليه أن ينظر إلى نفسه في المرآة ليعرف من هو المسؤول” عن تعليق محادثات جنيف.

 

وأضاف في تصريح صحفي “لو أن روسيا تقوم بما قالت إنها ترغب القيام به في سوريا، أي محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، لكنا تعاونا معها بشكل فعال جدا”.

 

ودعا رايركروفت إلى “إجراءات ثقة تكون صلبة بما فيه الكفاية” لتشجيع المعارضة السورية على العودة إلى طاولة المفاوضات.

 

المعارضة تقصف مواقع للنظام وتحاول وقف زحفه بحلب  

قصفت المعارضة السورية المسلحة مواقع في شمال حلب، سعيا لاستعادة المبادرة ووقف زحف قوات النظام التي استعادت -بإسناد جوي روسي- بلدات وقرى, وعزلت تقريبا مدينة حلب بعد قطع طرق الإمداد عنها.

 

وقالت مصادر للجزيرة إن فصائل سورية مسلحة هاجمت اليوم السبت مواقع قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها في بلدتي نُّبل والزهراء المواليتين للنظام بريف حلب الشمالي.

وأضافت أن مقاتلي المعارضة استخدموا في هجومهم صواريخ ومدافع وأسلحة متوسطة. من جهته ذكر مراسل الجزيرة أمير العباد أن استهداف نُبل والزهراء جاء إثر محاولة قوات النظام التقدم نحو بلدة بيانون.

 

وفي وقت سابق اليوم، قال المراسل إن قوات النظام -يساندها مقاتلون من إيران وحزب الله اللبناني ومليشيات أجنبية- سيطرت على بلدات حردتنين ورتيان وماير ومعرسة الخان وعلى مزارع في محيط بلدة دير جميل شمالي حلب، ووصلت الطريق إلى بلدتي نُبّل والزهراء.

 

وكانت قوات النظام تمكنت -تحت غطاء جوي روسي مكثف- من فك الحصار الذي كانت تفرضه المعارضة على البلدتين منذ ثلاثة أعوام ونصف, وأوضح مراسل الجزيرة أن القوات المهاجمة تسعى إلى توسيع ممر بين قرية باشكوي وبلدتي نبل والزهراء اللتين تضمان نحو خمسة آلاف مقاتل موالٍ للنظام.

 

وقالت مصادر في المعارضة اليوم إن نحو ثلاثين من أفرادها -بينهم قائد عسكري في حركة أحرار الشام- قتلوا في معارك ريف حلب الشمالي, بينما أفاد المرصد السوري بمقتل 120 من الطرفين مناصفة.

 

وأعلن أمس عن مصرع قيادي وأفراد من من حزب الله اللبناني, في حين ارتفعت حصيلة القتلى الإيرانيين خلال بضعة أيام إلى ثلاثين قتيلا، بينهم جنرال في الحرس الثوري.

غارات مكثفة

وذكر مراسل الجزيرة أن الطيران الروسي قصف صباح اليوم بلدتي حيان وعندان شمالي حلب سعيا لتمكين قوات النظام والمليشيات المتحالفة معه من مواصلة زحفهم باتجاه الحدود السورية التركية.

 

ونقل المراسل عن مصادر في المعارضة السورية أن الإيرانيين هم من يقودون معارك شمالي حلب بالتنسيق مع روسيا. وأكد أن موسكو تتبع سياسة الأرض المحروقة في المنطقة، حيث دُمرت جراء القصف الروسي غير المسبوق قرى منها قرى معرسة الخان.

 

وأضاف أن الطائرات الروسية شنت في الأيام القليلة الماضية قرابة ألف غارة, مشيرا إلى أن ريف حلب الشمالي بات معزولا, كما أن مدينة حلب -التي تسيطر المعارضة على أجزاء مهمة منها- باتت شبه معزولة بعدما انقطع شريان المساعدات القادمة إليها من طريق إعزاز. ولم يتبق للمعارضة غير طريق إلى ريف حلب الغربي.

 

وكانت قوات النظام حققت مؤخرا تقدما مهما في ريف اللاذقية باستعادتها بلدتي سلمى وربيعة, كما استعادات مدينة الشيخ مسكن الإستراتيجية على طريق دمشق-درعا. وفي تطور جديد انسحبت المعارضة السورية أمس الجمعة من بلدة عتمان التي تقع على الطريق نفسه.

 

وقد تجددت الغارات الروسية اليوم على مواقع المعارضة في محافظة درعا (جنوب), وقال مراسل الجزيرة إن عشرات أصيبوا في غارات على مدينة طفس بدرعا.

 

ملامح اتفاق سري جديد بين الأسد وموسكو

غموض يحيط بزيارة وزير دفاع الأسد ومباحثات سفيره مع عملاق الغاز الروسي

العربية.نت – عهد فاضل

زيارة وزير دفاع الأسد إلى موسكو، ومباحثات سفيره هناك مع عملاق الغاز والنفط الروسي “غاز بروم” فتحت باب التكهنات واسعاً، للشك أن النظام يخطط لعقد اتفاقيات جديدة، ما بين الاقتصادية والعسكرية. خصوصاً أن ما رشح عن زيارة فهد جاسم الفريج ولقائه وزير الدفاع الروسي، لم يتعد المعلومات الروتينية التي لا تضيف جديداً.

وتوقعت مصادر أن هناك نية لدى نظام الأسد بتعديل اتفاقيته التي أبرمها مع الروس، خصوصاً في الجانب المتعلق بأماكن انتشار القوات الروسية. إذ تذكر الاتفاقية أن النظام يقدم مطار “حميميم” كمكان للطائرات العسكرية الروسية، ولم يذكر أي أمكنة أخرى. كما أن الاتفاقية المعلنة من الطرف الروسي لم تنشر “البروتوكول الملحق بالاتفاقية” والذي بموجبه يتم تحديد أمكنة انتشار القوات الروسية في سوريا.

وحتى الآن لم يتم الإعلان عن هذا البروتوكول الملحق بالاتفاقية والذي قد يكون مكاناً لإجراء التعديلات التي “ستطرأ” على أمكنة تواجد القوات الروسية.

وتشير توقعات العسكريين إلى أن التعديل سيشمل تقديم أمكنة جديدة لانتشار القوات الروسية، قد تكون قريبة من الحدود السورية التركية. خصوصاً أن الروس يروّجون منذ فترة لقصة “توغل تركي” في الأراضي السورية.

سابقة جديدة من نوعها: مباحثات حول واقع افتراضي!

أما مباحثات اللواء السابق والسفير الحالي لدى موسكو رياض حداد، فهي تكتسب درجة كبيرة من الأهمية، لأنه يتمتع كما تشي صفته الدبلوماسية الرسمية كسفير فوق العادة، بمزايا عدة منها عقد الاتفاقيات والتباحث بشأن قضايا عسكرية وأمنية مع الروس، دون الرجوع بالضرورة إلى نظامه في دمشق.

آخر مباحثات السفير فوق العادة، كانت في الساعات الأخيرة، مع ألكسي ميللر رئيس شركة “غاز بروم الروسية”.

ولفت في هذا السياق إلى أن المباحثات التي أجراها حداد، مع رئيس الشركة الروسية تناولت إمكانية “التعاون” بين روسيا والنظام السوري “بعد استقرار الأوضاع في البلاد” وانتهاء الأعمال القتالية.

وتحدثت أنباء عن إمكانية أن تقوم “غاز بروم” بالتنقيب عن النفط في محافظة اللاذقية. بعد قول وليد المعلم إن “للشركات الروسية أولوية” بمثل هذه الصفقات.

إلا أن المباحثات التي أجراها رياض حداد، مع رئيس واحدة من كبريات شركات الغاز والنفط في العالم، تكتسب دلالة مختلفة كونها ناقشت الاتفاقيات التي يمكن أن تبرم بين الجانبين على أساس افتراضي يقوم على “عودة الاستقرار إلى البلاد”.

وسائل الإعلام الروسية أبرزت تلك النقطة، وتولت وكالة “سانا” الرسمية تكرارها دون أن تزيد على المصدر الروسي الذي كان مصدر خبرها هي، علماً أنها وكالة النظام الرسمية، ويفترض أن يكون خبرها مصدراً من جهة رسمية.

لم يرشح شيء عن ملامح الاتفاق الذي ينتظر “عودة الاستقرار إلى سوريا” كي يسري ويتخذ صفة إجرائية. لكن مباحثات الطرفين تطرقت أيضاً “إلى الوضع الحالي” لقضايا النفط والغاز في سوريا. كما ذكرت “سانا” والإعلام الروسي.

وأشارت مصادر إلى أن مباحثات حداد مع ميللر “بانتظار عودة الاستقرار” تعتبر سابقة غامضة في تاريخ عقد الاتفاقيات. فما قيمة التباحث إذا كان الشرط افتراضياً أو متوقعاً؟ كما ذكرت المصادر السابقة.

اتفاقية تنسف دستور النظام نفسه

مع الإشارة إلى أن “سوريي الداخل” لم يناقشوا الاتفاقية العسكرية المبرمة بين الأسد والروس حتى الآن، لا على مستوى ما يفترض أنه “برلمان” ولا على مستوى النخبة المتخصصة، ولا على مستوى الأحزاب السياسية التي يفترض أن تكون معنية بنقاش اتفاق عسكري من هذا النوع لا يسمح حتى لسلطات النظام السوري بدخول أمكنة القوات الروسية إلا إذا وافق القائد الروسي على ذلك، كما يرد في نص الاتفاقية الذي نشره “العربية.نت” بتاريخ 16 يناير 2016.

مع العلم أن الدستور السوري الذي وضع برعاية النظام وتوجيهاته ينص في المادة 38 على أن المواطن السوري “له الحق بالتنقل في أراضي الدولة” إلا إذا منع “بقرار قضائي”. وهو الأمر الذي تجاهلته الاتفاقية التي أكدت على منع حتى مسؤولي النظام من دخول مناطق القوات الروسية إلا بموافقة من القائد الروسي. أي أن الاتفاقية تتضمن بنوداً غير دستورية صارخة.

يذكر أن الاتفاقية العسكرية التي أبرمها النظام السوري مع الروس، تمت من دون الرجوع إلى أي جهة تشريعية في الدولة، خصوصاً أن الدستور السوري الذي وضعه النظام نفسه ينص في مادته الخامسة والسبعين على أن من اختصاصات البرلمان “إقرار المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تتعلق بسلامة الدولة”. ما يعد مخالفة دستورية أخرى تتضمنها اتفاقية الأسد مع الروس.

 

حلب.. أكبر موجة نزوح منذ 2011

تركيا أغلقت حدودها.. وعشرات آلاف السوريين عالقون

دبي – قناة العربية

لا يزال عشرات الآلاف من النازحين عالقين على الحدود التركية، هرباً من جحيم الغارات الروسية المكثفة على أرياف حلب.

وتعد موجة النزوح الجارية شمال سوريا هي الأكبر منذ بداية الحرب، ما دفع أنقرة إلى إغلاق حدودها.

وحدثت عمليات نزوح جماعي لمدنيين سوريين من مناطق في حلب تتعرض لهجمات قوات النظام السوري، تترافق مع حملة قصف عنيف من جانب الطائرات الروسية.

وتحتشد جموع الفارين على الحدود التركية، خاصة عند معبر باب السلامة وبلدة أعزاز، في وقت يتنامى القلق من حدوث موجات نزوح على نطاق أوسع مع ازدياد وتيرة القصف الروسي، استعداداً لدخول قوات النظام وميليشياته إلى تلك المناطق.

ويتحدث ناشطون والأمم المتحدة عن فرار أكثر من 40 ألف شخص منذ الاثنين الماضي من ريف حلب الشمالي.

ويتجمع النازحون من بلدات مثل عندان وحريتان وحيان وبيانون التي أصبحت شبه خالية من سكانها، بسبب وحشية قصف النظام والطائرات الروسية.

يأتي ذلك في وقت أقفلت تركيا الحدود مع سوريا، ولا تسمح للاجئين بالعبور إليها بالتزامن مع عودة قسرية للاجئين تبعدهم أوروبا إلى الأراضي التركية .

كما أن الخشية تتعاظم من حدوث عمليات نزوح أوسع نطاقاً على الحدود الأردنية إن كثفت الطائرات الروسية وقوات النظام قصفها وهجماتها على مناطق في الجبهة الجنوبية وبينها درعا.

 

خوجة: التدخل العسكري العربي في سوريا أصبح مصيرياً

العربية.نت

أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة على ضرورة التدخل العربي لدعم المقاومة السورية و”الجيش الحر”، مشيراً إلى أنه كان ضرورياً منذ بدأت المواجهات المباشرة بين الجيش الحر مع الميليشيات الشيعية من جهة ومع تنظيم داعش من جهة أخرى، أما بعد التدخل الروسي، فقد أصبح هذا الأمر مصيريا.

وقال خوجة لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية إن الدعم ممكن عبر زيادة جرعات الدعم النوعي للمعارضة، وخصوصا الأسلحة المضادة للطائرات، وعن طريق التحالف المباشر بين دول التحالف ومن بينها المملكة العربية السعودية وتركيا مع الجيش الحر، كما حصل في العراق من خلال الدعم الأميركي، مستغربا كيف أن الأميركيين ذهبوا في سوريا إلى تشكيل تحالفهم الخاص مع جماعة يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي (قوات سوريا الديمقراطية) ما عزز مشروع الكانتون الذي يسعى إليه الحزب (الكردي).

وشدد خوجة على أن التدخل البري أصبح ضرورة لوقف التهجير الحاصل لسكان حلب ولمنع الفرز الديمغرافي، كما حصل عند الحدود مع لبنان.

 

حلب وخيبة أمل المعلم من عدم “فرح” المعارضة

القصف الروسي على حلب قتل وشرد الأطفال.

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

حذا وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، السبت، حذو مندوب روسيا بالأمم المتحدة، أليكسي بورودافكين، وأعرب عن خيبة أمله لأن وفد المعارضة في جنيف لم “يفرح” لـ”إنجازات” الجيش السوري في ريف حلب الشمالي.

وغداة تصريح لبورودافكين يعترض فيه على استهجان المعارضة “الهجوم على حلب”، أطل المعلم في مؤتمر صحفي بدمشق ليقول إن الوفد “كان قرر الانسحاب من الحوار بعد إنجازات الجيش العربي السوري..” في المحافظة.

 

وبين تصريحات المندوب الروسي والوزير السوري، استمرت معاناة أهالي محافظة حلب التي تتعرض مناطقهم منذ الاثنين الماضي إلى حملة برية واسعة من القوات الحكومية، مدعومة بغطاء جوي كثيف من الطائرات الروسية.

 

وأسفرت الحملة والقصف الجوي على مناطق عدة بالمحافظة والقسم الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب نفسها، عن مقتل مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، ودفعت عشرات الآلاف إلى الفرار صوب الحدود التركية.

 

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل ضحايا قال ناشطون إنهم سقطوا من جراء القصف الروسي، بالإضافة إلى آلاف الأشخاص غالبيهم من النساء والأطفال والمسنين يتدفقون على معبر باب السلام الحدودي.

 

ومع استمرار الحملة، قال المعلم “كنا نأمل منه (وفد المعارضة) أن يفرح كما فرح شعبنا بكسر الحصار الذي دام 3 سنوات ونصف السنة عن أهالي نبل والزهراء، وهو لم يفرح لسبب بسيط وهو أنه لا ينتمي إلى هذا الشعب السوري..”.

 

وتحت غطاء الضربات الجوية الروسية التي قاربت الألف منذ الاثنين، كسر الجيش الحصار عن نبل والزهراء قبل أن يستعيد بلدات أخرى، وهو ما يضيق الخناق أكثر حول مدينة حلب التي يسيطر النظام على غربها والمعارضة على شرقها.

 

والمعلم الذي كان يأمل بأن تفرح المعارضة بفك الحصار الذي كانت تفرضه فصائل مسلحة على نبل والزهراء، لم يشر إلى المخاوف من حصار جديد على حلب وريفها من قبل القوات الحكومية على غرار حصار مضايا وغيرها من المناطق.

 

كما أكد الوزير السوري أن وفد دمشق لن “ينفذ أي شروط مسبقة” في المفاوضات المقبلة، في رد على رهن المعارضة استئناف المحادثات بوقف قصف المدنيين وإنهاء الحصار وإطلاق المعتقلين وفق البنود الإنسانية لقرار مجلس الأمن 2254.

 

وكان وسيط الأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، قد علق، الأربعاء المفاوضات غير المباشرة بعد أيام قليلة على إطلاقها، وحملت دول غربية عدة دمشق وحليفتها موسكو مسؤولية ذلك، بسبب التصعيد على الأرض خلال الأيام الأخيرة، لا سيما في منطقة حلب.

 

المفوض السامي بالأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لـCNN: أؤكد أن الحل السياسي بسوريا هو الوحيد

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— قال فيليبو غراندي، المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، إن الحل السياسي للأزمة التي تسهدها سوريا يعتبر الحل الوحيد، لافتا إلى أن المساهمات الدولية كانت غير معهودة هذا العام في سبيل مساعدة الشعب السوري.

 

جاء ذلك في مقابلة لغراندي مع الزميلة كريستيان آمانبور لـCNN، حيث قال: “المجتمع الدولي تنبه متأخرا لهذه الحقيقة (أزمة اللاجئين) ولكن الآن من المهم أن نعمل لتوفير الاستقرار بالنسبة للناس ولكن علي أيضا أن أؤكد بأن الحل الوحيد هو سياسي، وإلا فإن الحرب من الممكن أن تكون مستمرة في العام المقبل وسنكون هنا أو في أي عاصمة أخرى ونطلب مرة أخرى توفير مليارات الدولارات.”

 

وردا على سؤال حول المبالغ المالية التي جُمعت لدعم اللاجئين السوريين، قال غراندي: “إيجابية للغاية، في البداية، كمية الأموال التي تم تقديمها غير معهودة، حيث أنه وفي العام الماضي وفي مؤتمر مشابه تم تمويلنا بنسبة 50 في المائة من المبالغ التي نحتاجها، لا أملك حاليا النسبة في هذا العام ولكن أعلم أنها ستكون أعلى بكثير.”

 

وتابع قائلا: “هناك أمر هام آخر علينا إلقاء الضوء عليه، في مؤتمر هذا العام وهو أنه تناول عددا من الجوانب في هذه الأزمة في البداية على المدي القريب مثل الملاجئ والأدوية والطعام وهؤلاء أمور في غاية الأهمية، وقامت ألمانيا بتوفير نصف ما نحتاجه من الأطعمة وهذا أمر غير معهود.”

 

وأضاف: “وألقى المؤتمر الضوء أيضا على المدى البعيد (للأزمة السورية) مثل التعليم والوظائف، ذهبت إلى الشرق الأوسط قبل أيام وما قالته أمهات لي هو أن أطفالهم يذهبن إلى المدارس في سوريا.”

 

المجلس الوطني الكردي: تعنت الأسد وفشل روسيا باختراق وفد المعارضة أدى لتعليق جنيف3

روما (5 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى المجلس الوطني الكردي، المنضوي تحت راية الإئتلاف الوطني السوري المعارض، أن “السبب الرئيسي في تعليق مباحثات جنيف هو تعنت نظام الأسد، وعدم التزامه بما اتفق عليه مع القوى الدولية، وتحديداً تطبيق البنود 12 و 13 من قرار مجلس الأمن 2254، المتعلق بالمساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، والإفراج عن المعتقلين وخاصة النساء والأطفال، وإيقاف الهجمات ضد المدنيين ورفع الحصار عنهم”.

 

ونقل المكتب الاعلامي للإئتلاف بيانا للمجلس الوطني الكردي، تضمن الاشارة إلى أن “عدم نجاح روسيا بإدخال بعض القوى والشخصيات المحسوبة عليها في وفد المعارضة أو حتى تشكيل وفد ثالث أدى إلى زيادة تعنت النظام في التهرب من هذه المفاوضات، وبدلاً من تطبيق البنود 12 و13 بوقف قتل المدنيين، اشتد قصفها للمناطق المدنية؛ ما أدى إلى استشهاد المئات منهم بصورة لم تحصل مسبقاً”.

 

واعتبر المجلس “إنه وعلى الرغم من تشكيك البعض بعدم وجود تمثيل للكرد في هذه المباحثات، إلا أن المجلس الوطني الكردي في سورية كان حاضراً منذ البداية كجزء من الائتلاف الوطني السوري من خلال ممثليه في هذا الائتلاف، رغم ملاحظاتنا بأن هذا التمثيل لم يكن منصفاً، وسوف يتم تداركه من خلال المشاركة الفعالة في اللجان الاستشارية المتعددة”.

 

وطالب المجلس “القوى الدولية بالتحضير بشكل أفضل لجولة المفاوضات القادمة لإنجاحها حتى تنتهي مأساة الشعب السوري، ووضع حد لما يتم من تدمير وقتل وتهجير ممنهج يقوم به نظام لا يفهم سوى لغة القتل”، مؤكدا أن “الشعب السوري لن يقبل بإعادة تأهيل نظام الأسد تحت أي ظرف كان، بل يجب تطبيق بيان جنيف1 والقرار الدولي 2118 لعام 2012، والقاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالي بكامل الصلاحيات والذي يعتبر المدخل الأساسي لأي حل سياسي في سورية”.

 

اللجنة العليا للمفاوضات : يحتاج السوريون للحماية أكثر من المساعدة

جنيف – بروكسل (5 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اعتبرت اللجنة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، أن الشعب السوري يحتاج إلى الحماية قبل حاجته للمساعدة.

 

جاء ذلك في بيان صدر عن اللجنة اليوم، وتسلمت (آكي) الإيطالية للأنباء نسخة منه، حذرت خلاله من أن “الوضع في حلب يعتبر كارثة حقيقية، يتعين على المجتمع الدولي إتخاذ خطوات جادة من أجل التصدي لها”.

 

وتتحدث اللجنة العليا للمفاوضات هنا عن المنطقة شمالي سورية، إثر قيام النظام والطيران الروسي بتكثيف القصف والهجمات لقطع كل طرق الوصول إلى حلب، وهو الأمر الذي إضطر عشرات الآلاف من الناس للفرار باتجاه الحدود التركية.

 

ويؤكد البيان الذي يحمل توقيع سالم السلط، المتحدث باسم اللجنة، أن “هذا التصعيد الخطير من قبل روسيا ونظام دمشق يظهر بوضوح عدم الرغبة في الالتزام بالقرار الأممي 2254، وهذا ما بدا واضحاً خلال محادثات جنيف الأخيرة”، وفق تعبيره.

 

وأشار المسلط إلى أن “على المجتمع الدولي أن يعمل، إذا كان جاداً في مساعدة الشعب السوري وإنهاء الصراع، أن يعمل على إتخاذ خطوات جدية لدفع موسكو ودمشق لوقف القصف وتأمين وصول المساعدات للناس بدون أي عوائق”.

 

وقد كانت كبرى دول العالم، التي إجتمعت أمس في لندن قد تعهدت بعشرة مليار يورو لمساعدة السوريين

 

دي ميستورا يلتقي ممثلي منظمات سورية لحقوق الإنسان وتوثيق الانتهاكات

روما (5 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

يلتقي المبعوث الأممي، ستافان دي ميستورا في وقت متأخر من مساء اليوم الجمعة، بمقر الأمم المتحدة بجنيف، وفدا يمثل منظمات حقوق الإنسان والمنظمات المختصة بشؤون توثيق الانتهاكات والمساءلة والعدالة الانتقالية. ووفق مسؤولين في هذه المنظمات، فإن اللقاء سيركز على قضايا إطلاق سراح المعتقلين وإغاثة المحاصرين وضرورة تطبيق العدالة الانتقالية ومحاسبة مجرمي الحرب.

 

ويُسلّم ممثلون لـ 18 منظمة سورية عاملة في مجال التوثيق وحقوق الإنسان رسالة للمبعوث الأممي وفريقه والدول الراعية للعملية التفاوضية، تحدد فيها مطالب الحد الأدنى الموضوعية المرتبطة بالمرحلة الانتقالية في سورية، ومن أهمها: ضرورة السماح الفوري لمراقبين مستقلين بالوصول غير المشروط إلى جميع مراكز الاعتقال والسجون في سورية، بما فيها التي تديرها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وتلك التي تديرها فصائل المعارضة المسلحة، ووضع خطة واضحة للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين أو المعتقلين تعسفياً خلال الأشهر الستة الأولى من بدء مفاوضات السلام كخطوة أولى لحل ملف المعتقلين.

 

وكذلك ضرورة التزام هيئة الحكم الانتقالية الناتجة عن المفاوضات بإنشاء لجنة تقصي حقائق وطنية مستقلّة تُسند إليها مهمة البحث في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي وقعت في جميع مناطق سورية ومن جميع الأطراف المقاتلة، وإنشاء آلية وطنية لفتح المقابر الجماعية لتقديم تقرير للشعب السوري وللأمم المتحدة خلال السنة الأولى من توقيع اتفاق السلام في سورية.

 

وأيضاً ضرورة إجراء تغييرات أساسية وعاجلة في قيادات الأجهزة الأمنية السورية تطال كل رؤوسها خلال الأشهر الستة الأولى من توقيع اتفاق السلام، وضمن مشروع متكامل للإصلاح القضائي والأمني.

 

وكذلك ضرورة تأسيس آلية واضحة لتسهيل عودة اللاجئين والنازحين والإشراف على آلية واضحة لاستعادة الممتلكات من قبل المتضررين، والتركيز على إنشاء برنامج وطني للتعويضات وجبر ضرر فردي وجماعي لجميع المتضررين المدنيين.

 

ومن المنظمات التي سيلتقي المبعوث الأممي ممثلين عنها، تجمع المحاميين السوريين الأحرار، الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان، الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مجلس القضاء السوري الحر، المركز السوري للإحصاء والبحوث، المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية، المركز السوري للعدالة والمساءلة، مركز توثيق الانتهاكات، المعهد السوري للعدالة، منظمة الكواكبي لحقوق الإنسان ومنظمة حقوق الإنسان في سوريا (ماف) وغيرها.

 

هل سترسل السعودية وتركيا جنوداً إلى سوريا؟

يرى محللون أن السعودية وتركيا قد ترسلان عددا محدودا من القوات البرية إلى إلى سوريا لدعم المتمردين الذين يواجهون هزيمة ساحقة محتملة من قبل النظام السوري المدعوم من روسيا.

وتركت الرياض الباب مفتوحا الخميس 4 شباط ـ فبراير الجاري، أمام إمكانية نشر جنود قائلة “سنساهم إيجابيا” في أي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.

 

ويشكل مصير الفصائل المسلحة المدعومة سعوديا في سوريا والتي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد مصدر قلق كبير للمملكة.

 

ويعتبر أندرياس كريغ من قسم الدراسات الدفاعية في كلية “كينغ” في لندن أن السعودية “مستميتة للقيام بشيء ما في سوريا”. ويقول إن المعارضة “المعتدلة” تواجه خطر التعرض لهزيمة كبيرة في حال سيطرت قوات النظام على حلب، خصوصا بعدما تمكن الجيش السوري من السيطرة على بلدات عدة وقطع طريق إمداد رئيسيا لمقاتلي المعارضة يربط مدينة حلب بالريف الشمالي حتى تركيا بغطاء جوي روسي.

 

ويضيف كريغ الذي يعمل أيضا مستشارا للقوات المسلحة القطرية أن “هذه تعتبر مشكلة بالنسبة إلى السعودية وقطر اللتين استثمرتا بكثافة في سوريا من خلال طرح المعارضة المعتدلة كبديل لهما على الأرض”.

 

في هذا الوقت، اتهمت روسيا ـ الحليف الرئيسي للأسد ـ تركيا بالإعداد “لتدخل عسكري” في سوريا.

 

هذه الاتهامات وصفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها “مضحكة”، متهما روسيا “باجتياح” سوريا.

 

جهود السلام معلقة

 

لكن كريغ يعتبر أن سياسة أردوغان في سوريا لم تحقق شيئا حتى الآن. ويضيف أن “تركيا والسعودية في حاجة إلى تغيير مسار هذه الحرب. لذا فإن أي تدخل سعودي سيكون بالتعاون مع الدوحة وأنقرة”.

 

وتعتبر محافظة حلب أحد المعاقل الرئيسية للمعارضة المسلحة في سوريا التي تواجه ـ ربما ـ أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب قبل خمس سنوات تقريبا تزامنا مع تعثر مفاوضات السلام.

 

وقالت “الهيئة العليا للمفاوضات” المنبثقة من المعارضة السورية والمدعومة من السعودية إنها لن تعود إلى مفاوضات السلام التي علقت مؤخرا في جنيف في حال عدم الاستجابة للمطالب الإنسانية.

 

وفي هذا السياق، يشير مصطفى العاني من مركز أبحاث الخليج إلى أن السعوديين يعتقدون أن فرصة التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية محدودة جدا”.

 

ويضيف العاني “إنهم لا يرون أن هناك ضغوطا حقيقية على النظام لتقديم تنازلات كبيرة، ويعتقدون أن الأمور ستحسم ميدانيا في نهاية المطاف”.

 

ويوضح العاني أن “تركيا متحمسة لهذا الخيار (إرسال قوات برية) منذ بدأ الروس حملتهم الجوية ومحاولتهم إخراج تركيا من المعادلة”. كما يؤكد على أن السعوديين جادون في نشر قوات “كجزء من التحالف الدولي، خصوصا

في حال مشاركة قوات تركية”.

 

لكنه يتفق مع محللين آخرين أن التدخل السعودي سيكون محدودا نظرا إلى كون السعودية تقود تحالفا عربيا مستقلا يقاتل في اليمن منذ عام تقريبا، وتحرس الحدود الجنوبية للمملكة من هجمات المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران.

 

 

 

قوات خاصة سعودية

 

يقول العاني إن السعوديين “منهكون، ولكن من حيث المبدأ أعتقد أنهم لن يترددوا في إرسال عدد معين من مقاتليهم للقتال في سوريا”، مضيفا أن ذلك من المحتمل أن يشمل قوات خاصة سعودية.

 

تركيا والسعودية تشاركان في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والذي يضم رسميا 65 دولة. ومهمة هذا التحالف منوطة بضرب أهداف لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق، فضلا عن تدريب قوات محلية لقتال المتطرفين.

 

ويوضح كريغ أنه مع “تعثر” السعودية ودول خليجية أخرى في اليمن، لا يمكن توقع سوى إمكانية توسيع عمليات “التدريب والتجهيز” وإرسال قوات خاصة خليجية لمساعدة المتمردين في سوريا.

 

ويقول إن “لدى السعودية وقطر أرصدة على الأرض”، ويرى أن الدوحة يمكن أن تكون حلقة وصل بين الرياض وأنقرة وسط تحسن العلاقات بين البلدين.

 

المتحدث باسم قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الكولونيل باتريك رايدر قد رحب الجمعة 5 شباط ـ فبراير الجاري، “بإعلان السعودية بأنها تبحث عن سبل لتعزيز مشاركتها في التحالف” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وتدعو الولايات المتحدة منذ أسابيع عدة شركائها في التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى تكثيف جهودهم العسكرية ضد الجهاديين.

 

وفي تشرين الثاني ـ نوفمبر من عام 2015، أبدت الإمارات العربية المتحدة استعدادها أيضا لإرسال قوات برية لمحاربة الجهاديين في سوريا.

 

لكن في ما يتعلق بالسعودية، أعربت الباحثة في “تشاثام هاوس” في لندن جين كينينمونت عن اعتقادها أن الرياض أكثر اهتماما بحرب اليمن من مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وتضيف “لكن ما قد ترونه هو أعداد صغيرة من القوات البرية، وربما أيضا قوات خاصة من شأنها أن تكون هناك جزئيا كإشارة رمزية بأن المملكة السعودية تدعم قتال داعش”.

 

وتبدو الباحثة كينينمونت “متشككة” باحتمال تدخل الجيش التركي في سوريا، وتستدرك بالقول: “لكننا قد نرى اهتماما لديهم في احتواء النفوذ الكردي”.

 

هل بلغ الوضع السوري خط اللاعودة في حلب؟

نجوى أبو الحسن

الصحف الفرنسية الصادرة اليوم طرحت تساؤلات مصيرية حول مآل النزاع في سوريا في ظل المتغيرات المتسارعة على الأرض في حلب.

 

حلب تحت وابل من القذائف الروسية

 

الأنظار كلها متجهة نحو هذه المدينة. “حلب تحت وابل من القذائف الروسية”عنونت جريدة “لوموند” في صدر صفحتها الأولى.

 

“الآلاف يهربون أمام زحف قوات الأسد ويتجهون إلى إدلب وحدود تركيا عبر المنفذ الوحيد الباقي” تقول “لوموند”.

 

كاتب المقال “بانجامان بارت” نقل عن أحد مسؤولي المجلس الثوري في حلب أن “شرق المدينة سوف يخلى عما قريب من سكانه وأن مقاتلي المعارضة هناك يستعدون لمواجهة الحصار”.

 

منعطف يقوض المشهد برمته في شمال سوريا

 

“طريق الإمداد الرئيسية قطعت عنهم منذ سيطرة القوى النظامية على بلدتي نبل و الزهراء، ما شكل منعطفا حاسما قد يقوض المشهد السياسي – العسكري برمته في شمال سوريا ” تقول “لوموند”. “روسيا اتبعت سياسة الأرض المحروقة كي تحقق أهدافها” تضيف الصحيفة، وقد نقلت عن خبير أممي أن “الطيران الروسي كثف ضرباته بنسبة تتراوح ما بين %25 و%30 خلال الأيام الماضية بالتزامن مع محادثات السلام في جنيف.”

 

المعارضة تنهار في حلب

 

“المعارضة تنهار في حلب” هو عنوان جريدة “ليبراسيون”. كاتبا المقال “جان – بيار بيران” و”لوك ماتيو” لم يستبعدا سقوط المدينة ما قد يشكل “اكبر هزيمة للمعارضة التي كانت مسيطرة على مجمل منطقة شمال سوريا منذ 2012.”

 

وماذا عن رد فعل السعودية وتركيا؟

 

أما فيما يتعلق بعواقب كل هذه التطورات، “النقطة الأساسية تتعلق

برد فعل تركيا والسعودية” يقول “بانجامان بارت” في “لوموند” ذلك أن كليهما “يواجه تحديا روسيا مباشرا. بإمكانهما أن يحاولا إرسال إمدادت عسكرية عبر باب الهوا” تضيف “لوموند” التي لم ترجح فرضية مشاركة السعودية بعملية عسكرية برية في سوريا رغم تصريحات الرياض والترحيب الأمريكي بها.

 

صورايخ TOW قد تقلب المعادلة

 

“ليبراسيون” اعتبرت من جهتها أن “وحده تسليح المعارضة بصواريخ TOW الأميركية المضادة للدروع قد يقلب المعادلة، إذ أن هذه الصواريخ تعيق تقدم المدرعات في المدن وسبق لها أن أثبتت فعاليتها في النزاع السوري” يضيف كاتبا المقال “جان – بيار بيران” و “لوك ماتيو”، اللذان أشارا إلى أن الأنظار متجهة إلى واشنطن والرياض وأنقره لمعرفة ما إذا كانت “سترسل ما يكفي من السلاح للمعارضة كي تتمكن من الصمود في حلب”.

 

الأطلسي: النشاط الجوي الروسي يزعزع توازن المنطقة

 

وقد خلصت “ليبراسيون” إلى أن “تطويق حلب قد يقضي على محادثات السلام” وأشارت أيضا إلى تصريحات الأمين العالم للحلف الأطلسي “ينس ستولتنبرغ” البارحة واعتباره أن “النشاط الجوي الروسي في سوريا يتسبب بتوتر متزايد وانتهاكات للمجال الجوي التركي ما يولد مخاطر ويطرح بالتأكيد تحديا للحلف ويزعزع التوازن الاستراتيجي في المنطقة”.

 

خوجة : التدخل العربي كان ضروريًا.. واليوم أصبح مصيريًا

تركيا تتأهب بعد اقتراب النار من حدودها.. وتؤكد التعاون الوثيق مع «الحليف السعودي»

ثائر عباس:الشرق الاوسط

بعد التقدم الذي يحققه النظام السوري وحلفاؤه على الأرض بتغطية جوية وسياسية روسية، لم يعد السؤال المطروح في أنقرة: هل ستتدخل تركيا في سوريا، بل متى ستتدخل؟

 

فالمتابع للملف السوري في تداعياته الأخيرة يدرك أنه لا بد من أن تقوم أنقرة بشيء ما لنجدة حلفائها في المعارضة السورية الذين يعانون من هجمة عسكرية غير مسبوقة. وإذا كان الوجود العسكري الروسي يعقد الأمور، إلا أنه لا يمنع تحركا تركيا ما، مباشرا أو غير مباشر بعد أن أصبحت اللعبة أكبر من لعبة نظام ومعارضة، كما يقول أحد المعارضين السوريين في إسطنبول.

 

ويرى مدير مركز «جسور» السوري المتخصص محمد سرميني أن من الواضح أن هناك محاولة لإغلاق الحدود التركية السورية وعزل المدن عن بعضها، ثم إسقاطها تدريجيًا ابتداءً بحلب ومن ثم إدلب، وبعدها حماه ثم لاحقا ما تبقى في ريف اللاذقية والمناطق المحيطة بها. ويقول سرميني لـ«الشرق الأوسط» إن معالم الخطة الروسية تتضح أولا من خلال السعي لقطع طرق الإمداد لمدينة حلب من بلدتي نبل والزهراء، فيما أن الطريق الطويل المؤدي إلى باب الهوى مستهدف من الطيران الروسي، وثانيا التخطيط للوصول إلى عفرين وتطويق حلب مع الفصائل التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي من الشمال والشرق. وثالثا يتم التقدم من مطار كويرس ومنطقة الشيخ نجار باتجاه المحطة الحرارية وتطويق حلب من جهة الشرق الجنوبي، ورابعا التقدم من مطار كويرس باتجاه سد تشرين، والالتقاء مع فصائل قوات سوريا الديمقراطية التابعة للاتحاد الديمقراطي للإطباق لاحقًا مع غطاء جوي روسي على مناطق منبج، جرابلس، والانتقال لمعركة الرقة لاحقًا. كما يعتقد أن تقدم روسيا للهجوم على جبل الأكراد جهة كنسابا لإغلاق الحدود التركية من هذه الجبهة في محافظة اللاذقية، من بعد عزل الشمال ستتجه روسيا لعزل المحافظات عن بعضها البعض، حلب، إدلب، حماه، ثم تتجه إلى الرستن وتقسيم حمص إلى قسمين من ثم إسقاطها تدريجيًا.

 

ويشير سرميني إلى أن معركة قطع طرق الإمداد في الجنوب مستمرة على محور درعا وعتمان ما بعد الشيخ مسكين. وهكذا تكون روسيا قد فصلت المناطق المحررة بعضها عن بعض ثم تعمل على إسقاطها تدريجيًا.

 

ورغم أن الأتراك حاولوا التقليل من أهمية التصريحات الروسية، فإن مراقبين للوضع القائم يؤشرون إلى حتمية قيام أنقرة بتحرك ما لم تتحدد ماهيته حتى الساعة. خصوصا أن الموقف الأميركي «ليس مشجعا» وفقما أكد مصدر شارك في الاجتماع الوزاري للدول الصديقة للشعب السوري مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وأشار المصدر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن كيري لا يؤيد «التدخل العسكري في سوريا». وقال المصدر إن الوزراء سمعوا من نظيرهم الأميركي أنه كان توصل إلى تفاهم مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول وقف لإطلاق النار في سوريا، وحمل الوزير الأميركي – وفق المصادر – المعارضة السورية مسؤولية إفشال هذا الاتفاق. وأبلغ كيري الوزراء أن الولايات المتحدة تريد التعاون مع روسيا في عملية إسقاط المساعدات الإنسانية من الجو.

 

ويرفض مسؤول في مكتب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو التعليق المباشر على إمكانية قيام تحرك سعودي – تركي عبر الأراضي التركية، لكنه يشير لـ«الشرق الأوسط» إلى تعاون وثيق بين الجانبين من أجل مصلحة الشعب السوري واتفاق على عدم تركه وحيدا في مواجهة آلة القتل. ويشير المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه إلى أن رئيس الأركان التركي كان جزءا من الوفد التركي الذي زار المملكة العربية السعودي مؤخرا، مدللا بذلك على «التفاهم الكبير» حول كل الخطوات.

 

وأكد المسؤول التركي أن الحشود التي يتحدث عنها الروس قرب الحدود السورية هي «حشود دفاعية» وهي موجودة عند الحدود منذ فترة طويلة، بسبب المواجهات مع تنظيم داعش المتطرف وبسبب اقتراب المواجهات من الحدود وتدفق النازحين، معتبرا أن من حق تركيا أن تحافظ على أمنها القومي، وهي تنشر قواتها داخل أراضيها، ولم تقطع آلاف الأميال لدعم ديكتاتور ضد شعبه» في إشارة واضحة إلى روسيا.

 

ويستبعد أونال طانق رئيس تحرير موقع «روتا خبر» التركي أن تدخل بلاده في مواجهة مع روسيا، معتبرا أن المعطيات واضحة جدا، فبعد أن أسقطت المقاتلات التركية الطائرة الروسية وقتل الطيار تحاول تركيا بقدر المستطاع أن تتحاشى أي صدام سواء كان سياسي أو عسكري مع روسيا، إلى درجة أن تركيا أصبحت تحلق بطائراتنا بعيدا عن الحدود السورية بـ12 ميلا جويا تحسبا لوقوع أي مواجهات مع الطيران الروسي أو تدخل الطائرات التركية المجال السوري بالخطأ لأنها تعلم بأن روسيا تتربص لأي خرق لطائراتنا لإسقاطها. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «العالم يشاهد ما يفعله الجيش الروسي، هؤلاء لا يوجد بقلوبهم أي رحمة يدمرون الحجر والبشر، ففي سوريا مشاهد القصف تقشعر لها».

 

ويرى رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة أن التدخل من قبل الأصدقاء، خاصة العرب، لدعم المقاومة السورية و«الجيش الحر» كان ضروريا منذ بدأت المواجهات المباشرة بين الجيش الحر مع الميليشيات الشيعية من جهة ومع تنظيم داعش من جهة أخرى، أما بعد التدخل الروسي، فقد أصبح هذا الأمر مصيريا.

 

وقال خوجة لـ«الشرق الأوسط» إن الدعم ممكن عبر زيادة جرعات الدعم النوعي للمعارضة، وخصوصا الأسلحة المضادة للطائرات، وإما عن طريق التحالف المباشر بين دول التحالف ومن بينها المملكة العربية السعودية وتركيا مع الجيش الحر، كما حصل في العراق من خلال الدعم الأميركي، مستغربا كيف أن الأميركيين ذهبوا في سوريا إلى تشكيل تحالفهم الخاص مع جماعة يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي (قوات سوريا الديمقراطية) ما عزز مشروع الكانتون الذي يرديه الحزب (الكردي). وشدد خوجة على أن التدخل البري أصبح ضرورة لوقف التهجير الحاصل لسكان حلب ولمنع الفرز الديمغرافي كما حصل عند الحدود مع لبنان

 

إلى ذلك، رأى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ «ادعاءات روسيا حيال قيام تركيا بتحضيرات عسكرية، لاقتحام الأراضي السورية، مثيرة للضحك». وقال الرئيس التركي إنّه ينبغي محاسبة روسيا على أعمال القتل، التي ارتكبتها بالتعاون مع النظام السوري، داخل سوريا، والتي راح ضحيتها 400 ألف سوري.

 

واعتبر إردوغان الوجود الروسي داخل سوريا، احتلالاً لأراضي هذا البلد. وأشار إلى أن مشاركة روسيا في الحرب السورية، باستخدام قواعدها البحرية في محافظة طرطوس وقاعدتها الجوية في اللاذقية، تندرج ضمن سعي موسكو لإقامة دويلة صغيرة للأسد، مُعللاً ذلك بأنّ الأسد قد انتهى، وأنّ التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «داعش»، تتقاسم الأراضي السورية.

 

وتساءل إردوغان عن سبب وجود الروس والإيرانيين في سوريا، قائلاً: «بالنسبة لتركيا، فإنّ دولتنا تتعرض في هذه الآونة للتهديد، لدينا حدود بطول 911 كيلومترا مع سوريا، فهل لروسيا حدود مع هذه الدولة، وهل لإيران حدود مشتركة مع سوريا، ماذا تفعلان في هذا البلد، المبرر الوحيد الذي تقدمه موسكو وطهران، هو أنّهما تقومان بتلبية دعوة الأسد، لا يجوز الاستجابة لكل دعوة، لأن الأسد يقوم بممارسة إرهاب الدّولة، وهو ظالم وقاتل، والذين يقدّمون الدعم له، يشتركون معه في الجريمة».

 

وانتقد الناطق الرسمي باسم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم عمر تشيليك موقف المجتمع الدولي المتقلّب حيال القضية السورية، معتبرًا أنّ العالم غيّر من موقفه بخصوص مستقبل سوريا من رفضه لمشاركة الأسد، إلى قبوله لتشكيل حكومة انتقالية بقيادة الأسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى