أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 07 نيسان 2018

 

النظام يجدد قصف دوما لفرض «التسوية»

موسكو – سامر إلياس

 

بعد ساعات قليلة من محادثة هاتفية أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وحضّه خلالها على ممارسة ضغوط على النظام السوري لوقف «التصعيد العسكري» لحماية المدنيين واستئناف المفاوضات، استأنف طيران النظام السوري غاراته على مدينة دوما، آخر معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية، موقعاً عشرات القتلى والجرحى، بالتزامن مع اقتحام قواته مزارع المدينة، وذلك مع انتهاء المهلة الروسية لفصيل «جيش الإسلام» للرد على خطةٍ للتسوية وفق شروط أثارت انقسامات بين صفوف مقاتليه.

 

وبدا التصعيد العسكري رسالة من النظام، كونه «يرغب في حسم عسكري سريع» في دوما (14 كيلومتراً شرق دمشق). وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: «استُهدفت أحياء سكنية في المدينة بعشرات الغارات الجوية» هي الأولى منذ نحو عشرة أيام. وأشار إلى مقتل «30 مدنياً على الأقل، بينهم خمسة أطفال»، مضيفاً أن «بين الجرحى نساء وأطفالاً، وحال بعضهم حرجة». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر طبي في دوما قوله إن «الشهداء يصلون إلى المستشفى أشلاء».

 

وأوضح منسق فريق شباب الغوطة التطوعي عبد الله عبود في اتصال أجرته معه «الحياة»، أن الطائرات نفذت حتى عصر أمس نحو 40 غارة. وأفادت وسائل إعلام تابعة للنظام، بأن القوات البرية «دخلت مزارع دوما»، بالتزامن مع الغارات التي شنتها مقاتلاته. وأشارت إلى أن «الطيران يشن الغارات لإسناد الفرق العسكرية، من بينها الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري»، مؤكدة العزم على «إنهاء العملية وتحرير دوما»، فيما نقلت شبكة «روسيا اليوم» عن مصدر ميداني قوله إن «قوات العميد سهيل الحسن تستعد لشن عملية عسكرية لاستعادة دوما بمشاركة عدد من تشكيلات الجيش السوري».

 

وكانت وسائل إعلام تابعة للنظام حمّلت «جيش الإسلام» المسؤولية، وقال التلفزيون الرسمي إن «الغارات جاءت رداً على قصف جيش الإسلام معبراً خارج دوما ومنطقة سكنية أسفرت عن مقتل طفل وجرح 20 مدنياً، ما دفع القوات الجوية إلى الرد». لكن «جيش الإسلام» قال إنه كان «يرد بالمدفعية والصواريخ على قصف النظام». ونفى عبود، وهو ناشط معني بترتيب حملات لتخفيف آثار الحصار والقصف على المدنيين، «إطلاق النار من دوما نحو معبر الوافدين»، وقال: «إنها مجرد حجة من النظام لتنفيذ القصف وبث الفوضى في دوما». وأكد أن «الوضع الإنساني والمعيشي ما زال صعباً مع تواصل الحصار». وذكرت مصادر مقربة من الوفد المفاوض حول التسوية في دوما، أن «المفاوضين أعلموا الجانب الروسي بأن قصف النظام يُعد خرقاً لوقف النار المتفق عليه طيلة فترة التفاوض معهم (الروس)». وكان النظام اتهم «جيش الإسلام» بـ «عرقلة الاتفاق، ورفض إطلاق المختطفين الموجودين في المدينة».

 

ولا تزال المفاوضات مستمرة، وتتضارب الأنباء حول «تسوية جديدة» لأوضاع الغوطة. وأفادت مصادر في دوما لـ «الحياة»، بأن «جيش الإسلام يحيط المفاوضات بتكتم شديد».

 

ويقدر عدد مقاتلي «جيش الإسلام» بنحو 10 آلاف يخضعون للحصار مع نحو 50 ألف مدني، معظمهم من أقارب المقاتلين وأبناء المنطقة، ما يعطل إمكان خروج المقاتلين وحدهم، فيما يخشى المدنيون من انتقام النظام ونهب ممتلكاتهم وبيوتهم، كما جرى في مدن الغوطة الأخرى.

 

إلى ذلك، قال بيان للإليزيه إن ماكرون حض بوتين خلال اتصال هاتفي على «ممارسة نفوذه في شكل كلي على النظام السوري» من أجل «وقف التصعيد العسكري» و «السماح بحماية المدنيين، واستئناف مفاوضات ذات صدقية حول عملية الانتقال السياسي الشاملة، ومنع عودة داعش إلى المنطقة».

 

أما الكرملين، فأفاد في بيان: «أثناء مناقشة الأوضاع في الغوطة الشرقية، أولى الجانبان اهتمامهما بالعملية التي لا سابق لها لإنقاذ المدنيين وإخراج المسلحين الذين لم يرغبوا في نزع السلاح». وأضاف: «أطلع بوتين ماكرون على الاتفاقات التي تم التوصل إليها في قمة زعماء روسيا وإيران وتركيا الأربعاء الماضي في أنقرة، حول مواصلة العمل بهدف ضمان التطبيع الطويل الأجل للأوضاع في سورية، وتعزيز سيادتها ووحدتها واستقلالها ووحدة أراضيها».

 

مقتل 8 مدنيين في غارات للنظام على دوما اليوم

بيروت – أ ف ب

 

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ثمانية مدنيين اليوم (السبت) في غارات جوية على دوما، آخر جيب للمعارضة قرب دمشق،  في وقت استأنفت القوات الحكومية هجوماً عسكرياً دموياً على المدينة.

 

ولم يتمكن المرصد بعد من تأكيد إن كانت طائرات النظام السوري الحربية هي التي نفذت الغارات أم تلك التابعة إلى حليفتها روسيا.

 

وقتل 40 مدنياً على الأقل الجمعة إثر استئناف الغارات على دوما فجأة بعد هدوء استمر أكثر من أسبوع. ويبدو أن الغارات هي محاولة للضغط على «جيش الإسلام» الذي يسيطر على دوما للموافقة على شروط النظام للانسحاب من المدينة.

 

من جهتها، أعلنت وسائل إعلام سورية رسمية مقتل ستة مدنيين وإصابة العشرات اثر قصف فصائل المعارضة في دوما العاصمة دمشق اليوم.

 

وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد مباشرة من احد المستشفيات في دمشق حيث ظهرت فيه الأرض ملطخة بالدماء فيما سمع صراخ المصابين.

 

واستعادت قوات النظام خلال الاسابيع الماضية السيطرة على كامل الغوطة الشرقية، باستثناء جيب دوما الذي يسيطر عليه فصيل «جيش الاسلام». وتمّ ذلك بعد هجوم عنيف تلى خمس سنوات من حصار خانق، وقتل خلاله أكثر من 1600 مدني.

 

ونفذت قوات النظام الهجوم بدعم من روسيا التي فاوضت فصائل المعارضة على الخروج من مناطق سيطرتها بعدما أنهكها القصف والحصار والدمار. وأعلن الاعلام الرسمي السوري قبل أيام التوصل الى اتفاق لإجلاء المقاتلين والمدنيين من دوما، مثلما حصل مع الجيوب الاخرى في الغوطة الشرقية. لكن «جيش الاسلام» امتنع عن التعليق على الموضوع.

 

وخرج بالفعل حوالى أربعة آلاف شخص هم مقاتلون وأفراد عائلاتهم وتوجهوا الى ريف حلب في شمال البلاد. لكن العملية توقفت الخميس. فقد دخلت حوالى 20 حافلة إلى دوما، لتعود أدراجها فارغة. وتحدثت «وكالة الانباء السورية» الرسمية (سانا) عن «خلافات داخلية» بين عناصر «جيش الاسلام». وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» من جهته: «تبيّن أنه من أصل العشرة آلاف مقاتل لدى جيش الإسلام، أكثر من أربعة آلاف يرفضون الخروج بتاتاً».

 

وبعد توقف منذ أكثر من أسبوع للسماح بتنفيذ اتفاق الاجلاء، عادت الطائرات الى القصف اليوم.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «استهدفت دوما بعشرات الغارات الجوية على أحياء سكنية»، مشيرا الى مقتل «27 مدنياً على الاقل بينهم خمسة أطفال».

 

وكانت حصيلة سابقة افادت بمقتل أربعة أشخاص وجرح 25 آخرين. وقال المرصد ان «بين الجرحى نساء وأطفالاً، وحالات بعضهم حرجة».

 

وقال مصدر طبي في مدينة دوما ان «الشهداء يصلون الى المشفى أشلاء ولا نستطيع التعريف عنهم».

 

وقالت وكالة «سانا» نقلا عن مصدر عسكري إن «إرهابيي جيش الإسلام وبعد عرقلتهم للاتفاق القاضي بإخراجهم من مدينة دوما قصفوا بالقذائف ضاحية الأسد السكنية في حرستا والمدنيين الموجودين في ممر مخيم الوافدين ما تسبب بإصابات بين المدنيين وخسائر مادية».

 

وتشكل حرستا جزءاً من الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها قوات النظام بعد أن وافقت «حركة أحرار الشام» على الخروج منها بموجب اتفاق مع روسيا. وتلاها خروج «فيلق الرحمن» من الجيب الجنوبي للغوطة الشرقية.

 

وأجلي عشرات آلاف المقاتلين والمدنيين من هاتين المنطقتين الى محافظة إدلب في شمال غربي البلاد الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة و«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً).

 

وكان النظام هدد بشن هجوم عسكري جديد على دوما ما لم يقبل المقاتلون باتفاق الاجلاء المعروض عليهم.

 

ويشعر المدنيون الباقون في دوما بقلق شديد. وقال أحد سكان دوما الذي قدم نفسه باسم محمد عبر الهاتف: «هناك توتر كبير، وفوضى عارمة. وهناك الكثير من الاشاعات». وأَضاف: «ننتظر المجهول. الاشاعات أسوأ من القصف».

 

أنقرة ترفض تقديم تنازلات في منبج

بيروت – «الحياة

 

لا يزال ملف مدينة تل رفعت (شمال حلب) ينتظر اتفاقاً حاسماً بين موسكو وأنقرة، في وقت شددت الأخيرة على رفضها «تقديم أي تنازلات في شأن مدينة منبج»، التي تتمركز فيها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

 

وتعهد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس، «مواصلة الكفاح بلا أي تنازلات، طالماً استمر التهديد الإرهابي سواء في منبج أو في شرق نهر الفرات أو غربه». وتطرق يلدريم في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرته أنقرة متوجهاً إلى العاصمة المنغولية، إلى تصاعد الخلافات بين بلاده وفرنسا في شأن دعم الأخيرة «قوات سورية الديموقراطية» (قسد). وقال: «حساسياتنا معروفة. لن نقدم تنازلات بأي شكل من الأشكال في المنطقة طالما استمر التهديد الإرهابي سواء في منبج أو في شرق نهر الفرات أو في غربه. و سنواصل كفاحنا».

 

وكانت العلاقات بين أنقرة وباريس توترت في الأيام الأخيرة، بعدما التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفداً سورياً ضم «وحدات حماية الشعب» وذراعها السياسية، حزب «الاتحاد الديموقراطي»، وقدم لهم تطمينات في شأن دعم بلاده ومساعدتها لهم في إرساء الاستقرار في شمال سورية في مواجهة تنظيم «داعش». كما رفعت باريس من وتيرة انتقاداتها للعملية العسكرية التركية المستمرة منذ شهرين في شمال سورية ضد الوحدات الكردية، التي تعتبرها تركيا «منظمة إرهابية».

 

ونبهت تركيا فرنسا الخميس إلى أن «عليها اختيار من تريده حليفا لها لقتال تنظيم داعش في سورية»، وحضتها على «القيام بما هو ضروري لضمان مغادرة الفصائل الكردية المسلحة منطقة منبج في شمال سورية».

 

وقال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر جليك في مقابلة مع «رويترز» إن على الدول الحليفة التي تطلب من تركيا عدم التدخل في منبج أن «تفعل كل ما هو ضروري» لكي تغادر المنظمات الإرهابية المدينة. ودافع جليك عن الوجود التركي في عفرين، قائلا إنه «ليس غزوا لكنه جزء من الحرب ضد الإرهاب»، مشيراً إلى أنه طالب فرنسا والاتحاد الأوروبي بالمساعدة في بناء منازل في المناطق التي سيطرت عليها القوات التركية للسماح ببعض اللاجئين بالعودة من تركيا.

 

ويأتي ذلك في وقت لا يزال ملف مدينة تل رفعت ومحيطها في ريف حلب الشمالي ينتظر اتفاقاً بين موسكو وأنقرة. وقال رئيس المكتب السياسي في تل رفعت، بشير عليطو، إن المؤشرات بخصوص الملف «ليست خفية بل واضحة وجلية من خلال تصريحات الطرفين خلال الساعات الماضية».

 

وأعلنت تركيا، الخميس، أنها تتحقق من معلومة روسية تتعلق بوجود عناصر «وحدات حماية الشعب» (الكردية) في تل رفعت. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر مشترك مع نظيريه الروسي والإيراني، الأربعاء الماضي: «لن نتوقف حتى ضمان أمن المناطق التي تقع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب بما فيها منبج».

 

ورأى عليطو، إن «الجديد في الملف هو حضور إيران للقمة الثلاثية»، معتبراً أنه «لم يكن إلا للتشويش وعدم الرغبة في الوصول إلى آي حل». وأشار إلى أنه «بعد عودة (الرئيس الإيراني) روحاني إلى طهران، بدأ (المرشد علي) خامنئي بانتقاد تركيا وتدخلها في سورية، مما يوحي بأن إيران لا تنظر إلى تركيا كشريك بل كمنافس».

 

ولفت إلى أن «الأيام المقبلة ستظهر حقيقة الموقفين الروسي والتركي، فتركيا تصر على إظهار رغبتها في تحرير تل رفعت، بينما تروج روسيا إلى خلوها من الوحدات». وأكد أن «ترويج روسيا مغاير للحقيقة، فالنازحون من عفرين إلى تل رفعت وما حولها، هم عناصر الوحدات وعوائلهم والذين انتقلوا بموجب عملية غصن الزيتون إلى المنطقة وبلدتي نبل والزهراء المجاورتين».

 

إلى ذلك، دخل وفد تركي أمس، إلى محافظة إدلب، واستطلع أربع مناطق في ريفها الجنوبي وريف حماة الشمالي، كخطوة لثبيت النقطة الثامنة من نقاط المراقبة ضمن اتفاق «خفض التوتر» الذي شمل المنطقة في أيلول الماضي.

 

سوريا: الغارات تنسف اتفاقا حول دوما مع «جيش الإسلام» وتقتل 27 مدنيا

تلفزيون النظام يتحدث عن توغل في المدينة

دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد: قال التلفزيون السوري الرسمي إن قوات الحرس الجمهوري السوري توغلت في مدينة دوما آخر المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق أمس الجمعة، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية مكثفة أدت إلى مقتل 27 شخصا على الأقل بينهم خمسة أطفال.

وأظهرت لقطات بالتلفزيون الرسمي سحب الدخان الداكن تتصاعد من مدينة دوما حيث صمدت جماعة جيش الإسلام بينما قبل مقاتلون آخرون من المعارضة في أجزاء أخرى من الغوطة الشرقية الخروج الآمن إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة.

ونشر المتحدث العسكري باسم جماعة «جيش الإسلام» صورة على حسابه على تطبيق تليغرام يظهر فيها وهو يطالع خارطة بصحبة قائد الجماعة مصحوبة بالرسالة التالية «صورة لاجتماع مع قائد جيش الإسلام عصام بويضاني وأحد ضباط العمليات للإطلاع على خطط التحصين والتدعيم لجبهات مدينة دوما في الغوطة الشرقية».

وقال قائد في التحالف العسكري الإقليمي الداعم للأسد إن الخيار الوحيد أمام جيش الإسلام هو الرحيل إلى مناطق إلى الشمال الشرقي من حلب. وأضاف لـ«رويترز» أن المفاوضات انتهت بالفشل وإنه في ما يتعلق بدوما فإن الحل سيكون عسكريا.

وأشار مراسلو محطات تلفزيونية رسمية إلى أن الهجوم قد يتوقف إذا أفرجت الجماعة عن مختطفين بموجب اتفاق. وقال مراسل تلفزيون الإخبارية «مخطوفون مقابل إيقاف العمل العسكري».

وقدر المرصد أن عشرات الآلاف يحتمون في دوما. وقال إن الضربات الجوية نفذتها طائرات روسية على الأرجح.

وكانت المفاوضات بين «جيش الإسلام» والجانب الروسي وصلت إلى طريق مسدود مع عودة القصف العنيف للطيران الروسي والسوري والحصار الذي يفرضه النظام على مدينة دوما في ريف دمشق، فقد لقي 27 مدنيا مصرعهم بقصف لمقاتلات حربية روسية وسورية على المدينة المحاصرة.

وذكرت مصادر لـ«القدس العربي» أن حشودا وتعزيزات لقوات النظام وصلت لتطويق المدينة تمهيدا لشن هجوم والتوغل داخل المدينة. وتعد تلك حصيلة للضحايا أولية جراء أكثر من 35 غارة على الأحياء السكنية في مدينة دوما، وذلك عقب هدنة تم التوصل اليها منذ نحو أسبوعين، خلال عمليات المفاوضات الشاقة والماراثونية التي جرت بين جيش الإسلام والجانب الروسي، فيما يبدو ان تلك العملية التفاوضية قد وصلت إلى طريق مسدود.

من جهته ذكر الدفاع المدني في ريف دمشق أن فرقه عملت على إسعاف الجرحى إلى النقاط الطبية في المدينة المحاصرة، فيما كانت قد توقفت عمليات إجلاء الجرحى والمصابين من المقاتلين والمدنيين من مدينة دوما إلى الشمال السوري قبل يومين.

وقالت مصادر أهلية لـ«القدس العربي» ان مروحيات النظام ألقت صباح أمس الجمعة على مدينة دوما، قصاصات ورقية حثت خلالها المدنيين على مصالحة النظام السوري، وسط السماح لمن يرغب بالإجلاء من مدينة دوما بالخروج باتجاه مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا. ورجح المصدر أن تعود المفاوضات على أن يتم الاتفاق بخروج كل من يحمل السلاح إلى جرابلس بريف حلب، وانشاء نقاط مراقبة للشرطة العسكرية الروسية لضبط الأمن داخل المدينة وستكون هي المسؤولة عنها، مع السماح لكل من أراد البقاء من المدنيين فيما سيمنح الشبان من هم في سن الاحتياط وخدمة العلم تأجيلا لمدة ستة أشهر.

مصادر موالية قالت ان «المروحيات تلقي منشورات صادرة عن القيادة العامة للجيش تطلب فيها من المدنيين في دوما البقاء في مدينتهم وممارسة حياتهم الطبيعية». وأكدت المنشورات «على السماح «للإرهابيين» الراغبين بمغادرة دوما بالخروج باتجاه جرابلس، ودعوة المسلحين الراغبين بتسوية أوضاعهم في دوما».

 

النظام السوري يوافق على مشروع إقامة أوتوستراد طهران ـ دمشق ـ بيروت

بعد اتفاق مع إيران والعراق لوصل العاصمة الإيرانية بالبحر المتوسط

دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد: أبرمت إيران اتفاقا مزدوجا مع النظامين السوري والعراقي يقضي بإنشاء أوتوستراد من طهران يمر بكامل الأراضي العراقية ويجتازها وصولا إلى دمشق، وقد يستكمل ليصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت، على أن تنفذ المشروع شركات إيرانية، الأمر الذي رأى فيه البعض تتويجا للتدخل الإيراني في سوريا، وتحقيقا لجزء من المكاسب التي حصدتها طهران جراء تدخلها المسلح منذ عام 2012 في سوريا، بهدف الحفاظ على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين وصف معارضون سوريون المشروع بأنه استثمار خبيث أوصل طهران إلى مكاسب واطماع قديمة خططت لها منذ عقود.

وحسب مصادر إعلامية موالية للنظام فإن «السلطات في كل من ايران والعراق وسوريا وقعت على مشروع إنشاء أوتوستراد ينطلق من طهران العاصمة الإيرانية ويمر بأراضيها ثم أراضي العراق ويجتاز كامل الأراضي العراقية، ثم يجتاز الأراضي السورية وصولا إلى العاصمة السورية دمشق، بمسافة 1700 كلم على ان تقوم شركة إيرانية بتنفيذ المشروع، ونص الاتفاق على ان يتولى حراسة الأوتوستراد كل من الجيش الإيراني والعراقي والسوري، إضافة إلى شرطة إيران وشرطة العراق وشرطة سوريا فضلا عن تواجد سيارات الشرطة السريعة التي سيقام لها بين 150 مركزا إلى 300 مركز على جانبي الطريق».

وسائل الاعلام السورية الموالية قالت إن الخطة الزمنية للمشروع ستستغرق عامين، بتكلفة غير معلنة على ان يتم تحصيلها خلال 5 سنوات، وسيؤدّي هذا الأوتوستراد إلى نقل البضائع من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط وقد يستمر نحو العاصمة اللبنانية بيروت لتصل الشاحنات الإيرانية إلى المرافئ اللبنانية والعراقية وكذلك السورية.

واعتبر المصدر المشروع بمثابة شريان السياحة مرجحا زيارة ما بين 8 ملايين إلى 12 مليون سائح إيراني إضافة للسواح العراقيين إلى لبنان وسوريا سنويا.

وامام هذا التطور رجح مصدر عسكري مطلع لـ«القدس العربي» أن يكون النظام السوري وإيران قد عقدا صفقة مع الروس تضمن لموسكو السيطرة على آبار نفطية في دير الزور، مقابل مد طريق بري يصل العاصمة الإيرانية بالسورية، وأوضح المتحدث بأن ميليشيات «الحشد الشعبي» من العراقيين والافغان والايرانيين، قد حشدوا منذ أشهر طويلة في مناطق مثلث ظاظا الاستراتيجي الواقع على أوتوستراد بغداد – دمشق الدولي، الذي يربط بين سوريا والعراق والأردن، وذلك تمهيدا لهذه الاتفاقية التي ستقضي بفتح طريق بري يربط إيران بلبنان، عقب السيطرة على بلدة السبع بيار وظاظا في البادية السورية.

ووصف المحلل السياسي جاسم الرمضان لـ«القدس العربي» الاتفاق بالتاريخي وقال إن «كسرى قد انهزم ولم تهزم أهداف الفرس، فقد عمل الحكام الإيرانيون منذ استلامهم السلطة 1979 على إنشاء ميليشيات مسلحة في العالم العربي، ثم أسس النظام الإيراني حزب الله اللبناني، جنبا إلى جنب مع مرتزقة الشيعة العراقيين، حيث سخروا لهذا اقتصادا ضخما من نفط وصناعة، خدمة للمشروع وتدخلت ايران في أغلب الدول العربية والإسلامية بدءا من محيطها الجغرافي وانتهاء بحدود روسيا، بهدف إحياء الامبراطورية الفارسية، وافتتحت حسينيات في أغلب تلك الدول والعربية ضمنا، وتابعت افتتاح المشافي التي كانت بمثابة مراكز مخابراتية للتجسس على الدول من حيث المكونات الاثنية والحالة الاجتماعية والاقتصادية، ومنطلقا لأي منفذ تستطيع من خلاله اختراق تلك المجتمعات».

وأضاف المتحدث، ومنذ عام 2015 بعد اغتيال رفيق الحريري وخوف بشار الأسد من الانتقام منه ومن حزب الله اللبناني لجأ إلى إيران التي وفرت له الحماية، ثم تغلغلت في كل مفاصل الدولة عسكريا وسياسيا واقتصاديا والأهم من ذلك كان التغلغل الاجتماعي.

ومع انطلاق الثورة السورية عاد بشار الأسد مجددا إلى ايران التي كانت تنتظر الفرصة المواتية لزحفها باتجاه سوريا بعد ان أكملت احتلال العراق فتدخلت في الحرب وحققت نتائج إيجابية بالنسبة لها، منها تجنيس عدد كبير من الإيرانيين والأفغان والعراقيين الشيعة في سوريا، ثم أصدر النظام السوري مرسوما وخص هذه الفئة بمزيد من عمليات التوطين، واعلنها بشار الاسد صراحة امام موالين له حين قال إن سوريا لمن يدافع عنها، وبهذا تكون إيران قد تمددت من طهران إلى بغداد ودمشق وصولا إلى بيروت التي سيطرت إيران على قرارها السياسي عبر حزب الله الذي يمتلك الثلث المعطل في البرمان، وليس آخرا فقد وظفت ايران كل ما سبق وتم الاتفاق على انشاء طريق من طهران يمر ببغداد وصولا إلى دمشق وبيروت.

 

انهيار الاتفاق حول دوما وجيش النظام يتوغل في المدينة ضد «جيش الإسلام»

ضربات جوية مكثفة تقتل 32 شخصاً… علوش: نريد التفاوض

كامل صقر ووكالات

دمشق ـ «القدس العربي» : تراجعت إلى مستوى الصفر كل الاحتمالات التي كانت قائمة لتجنيب مدينة دوما السورية في الغوطة الشرقية عملية عسكرية، وصار الاشتباك الناري أمراً واقعاً في المدينة الأهم والأكبر داخل غوطة دمشق.

مصادر ميدانية كشفت لـ «القدس العربي» أن عملية عسكرية واسعة النطاق ستنطلق صباح السبت من مختلف المحاور المحيطة بـ «دوما» وأن العملية ستكون مدعومة من سلاحي الجو الروسي والسوري وأضافت المصادر أن الجيش السوري حشد أعداداً كبيرة من سلاح الدبابات التابع لقوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، فيما تطوق الوحدات العسكرية التابعة للجيش السوري مدينة دوما بالكامل ومن مختلف الاتجاهات.

وقال محمد علوش المسؤول السياسي في جماعة جيش الإسلام في سوريا امس الجمعة إن جماعته لا تريد إغلاق باب المفاوضات مع روسيا للوصول إلى تسوية سلمية للنزاع حول مدينة دوما القريبة من دمشق. وقال في مقابلة مع تلفزيون الحدث «نحن ندافع عن أنفسنا ومازلنا ندعو للجلوس على طاولة المفاوضات حتى نصل إلى حل، حل منطقي عادل يؤدي إلى حقن دماء المدنيين» وبشكل منفصل، قال المتحدث باسم جيش الإسلام في دوما إن لواء المدفعية والصواريخ التابع للجماعة يستهدف القوات الحكومية رداً على «المجزرة التي ارتكبتها ميليشيات الأسد وحليفها الطيران الحربي الروسي».

وقال التلفزيون السوري الرسمي إن قوات الحرس الجمهوري السوري توغلت في مدينة دوما آخر المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالغوطة الشرقية قرب دمشق أمس الجمعة حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية مكثفة أدت إلى مقتل 32 شخصاً على الأقل بينهم خمسة أطفال.

وأظهرت لقطات في التلفزيون الرسمي سحب الدخان الداكن تتصاعد من مدينة دوما حيث صمدت جماعة جيش الإسلام بينما قبل مقاتلون آخرون من المعارضة في أجزاء أخرى من الغوطة الشرقية الخروج الآمن إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة.

ونشر المتحدث العسكري باسم جماعة جيش الإسلام صورة على حسابه على تطبيق تليجرام يظهر فيها وهو يطالع خريطة بصحبة قائد الجماعة مصحوبة بالرسالة التالية «صورة لاجتماع مع قائد جيش الإسلام عصام بويضاني وأحد ضباط العمليات للإطلاع على خطط التحصين والتدعيم لجبهات مدينة دوما في الغوطة الشرقية».

وسوف تكمل السيطرة على دوما أكبر انتصارات الرئيس بشار الأسد على المعارضة منذ 2016 كما تسلط الضوء على موقفه الذي يزداد قوة في الصراع الذي بدأ قبل سبع سنوات.

وغادرت جماعات معارضة في أجزاء أخرى من الغوطة الشرقية المنطقة إلى مناطق على الحدود التركية في قوافل حافلات مرت عبر أراض تسيطر عليها الحكومة. وقال المرصد السوري إنه في حين أن آلافا بينهم مقاتلون مصابون من جيش الإسلام غادروا دوما إلى الشمال في الأيام القليلة الماضية فإن الجماعة سعت للبقاء في دوما كقوة أمن محلية. وقوبل الطلب بالرفض.

وقال قائد في التحالف العسكري الإقليمي الداعم للأسد إن الخيار الوحيد أمام جيش الإسلام هو الرحيل إلى مناطق إلى الشمال الشرقي من حلب وأضاف لرويترز أن المفاوضات انتهت بالفشل وإنه فيما يتعلق بدوما فإن الحل سيكون عسكريا. وأشار مراسلو محطات تلفزيونية رسمية إلى أن الهجوم قد يتوقف إذا أفرجت الجماعة عن مختطفين بموجب اتفاق. وقال مراسل تلفزيون الإخبارية «مخطوفون مقابل إيقاف العمل العسكري». وقدر المرصد أن عشرات الآلاف يحتمون في دوما. وقال إن الضربات الجوية نفذتها طائرات روسية على الأرجح وذكرت وسائل إعلام رسمية أن طفلا قتل وأصيب 15 مدنيا حين قصف جيش الإسلام مناطق سكنية في دمشق. وفي خبر عاجل ظهر على الشاشة قال التلفزيون الرسمي إن جماعة جيش الإسلام تعرقل الاتفاق ورفضت الإفراج عن مخطوفين تحتجزهم. ويرفض جيش الإسلام فكرة مغادرة دوما إلى مناطق قرب الحدود التركية قائلا إن هذا يصل إلى حد تهجير قسري للسكان.

وكان ظهر يوم الجمعة قد شهد غارات جوية لسلاح الطيران السوري على عمق مدينة دوما، ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصادر عسكرية تأكيدها أن مقاتلي جيش الإسلام استهدفوا بقذائف الهاون مخيم الوافدين القريب من مدينة دوما وضاحية الأسد الواقعة نحت سيطرة الحكومة السورية.

وكانت السلطات السورية قد أخلت بشكل تام معبر الوافدين من الفرق اللوجستية ومن الحافلات ومن الأطقم الطبية التي كانت متواجدة في المعبر على مدار الأيام الماضية ضمن اتفاق إخلاء دوما من مقاتلي جيش الإسلام وذلك في مؤشر واضح على انهيار هذا الاتفاق وتقدم احتمالات العمل العسكري.

 

مطالب في الشمال السوري لتركيا بطرد الوحدات الكردية من ريف حلب والتصدي للأسد

محرقة إدلب مستمرة.. حرب من طرف واحد تستهدف المدنيين والمهجرين قسراً

هبة محمد

حلب – «القدس العربي»: تستمر الحرب الجوية المكثفة التي تنفذها المقاتلات الروسية السورية ضد محافظة إدلب في الشمال السوري لليوم السادس على التوالي، هجمات جوية دون مواجهات برية مع المعارضة، وغارات تستهدف التجمعات السكانية والأسواق الشعبية والمدارس مع المساجد، مما أدى لوقوع قتلى وجرحى من المدنيين والمهجرين من مختلف المدن السورية.

ريفا إدلب الجنوبي والغربي تعرضا لهجمات جوية مكثفة من قبل المقاتلات الحربية الروسية التي استخدمت فوق ما أكده ناشطون محليون لـ «القدس العربي» الصواريخ الفراغية والموجهة، فيما قام قوات النظام السوري باستهداف ريف إدلب الغربي براجمات الصواريخ متمركزة في جبل الأكراد في ريف اللاذقية.

المعارض السوري توفيق عبد الرحمن، قال: ما يعيشه الشمال السوري اليوم، هو حرب من طرف واحد، يتمثل في النظام السوري وحليفه الروسي، أما الجهات المستهدفة، فهم مدنيو إدلب، ومهجرو المدن والبلدات السورية إليها.

وأضاف خلال اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: «من الواضح أن روسيا والنظام السوري، يريدان الحفاظ على حالة عدم الاستقرار في الشمال السوري، وجعل عشرات آلاف العائلات تعيش تخبطاً دائماً، وتغييب لحالة الأمان، وذلك بهدف إحداث ضغوط إنسانية على إدلب وريفها، رغبة منها بإحراز انتصارات عسكرية على الأرض». أما روسيا، فقد نفت بدورها، قيامها بتنفيذ أي غارات على محافظة إدلب، ليكتفي الناطق العسكري باسم قاعدة حميميم في الساحل السوري بالقول: «تراقب القوات المسلحة الروسية التحركات الميدانية للتنظيمات في مقاطعة إدلب شمالي البلاد والتي تقتصر على الصراع مع تنظيمات اخرى تسعى إلى فـرض سلـطتها في المنطـقة بشـكل قصـري».

بالتوازي مع حملة القصف الجوي المكثف على إدلب، خرج المئات من السوريين في إدلب وفي ريف حلب شمالي البلاد، بمظاهرات، يطالبون من خلالها الجيش التركي بالإسراع في عملية نشر قواته العسكرية في ريف إدلب وفق اتفاقيات خفض التصعيد، وذلك لمنع النظام السوري والميليشيات الإيرانية من التقدم نحو ريف إدلب.

فيما دخل وفد تركي إلى محافظة إدلب، واستطلع أربع مناطق في الريف الجنوبي وريف حماة الشمالي، كخطوة لتثبيت النقطة الثامنة من نقاط المراقبة ضمن اتفاق تخفيف التوتر الذي شمل المنطقة في أيلول/سبتمبر الفائت. واستطلع الوفد التركي مدينة خان شيخون جنوبي إدلب ومدن مورك ولحايا وكفرزيتا والصياد شمالي حماة لتثبيت نقاط المراقبة الثامنة.

وفي ريف حلب، طالب مئات المتظاهرين، الجيش التركي والسوري الحر، بعملية عسكرية جديدة لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من المدن والبلدات التي لا تزال تسيطر عليها في ريف حلب، وخاصة المناطق العربية. ناشطون سوريون في محافظة إدلب شمالي سوريا، أكدوا إلغاء صلاة الجمعة في العديد من مساجد البلدات في ريف إدلب، بسبب الاقتتال بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا.

المواجهات بين الهيئة والجبهة، استمرت لقرابة عشر ساعات متواصلة، استخدم الطرفان فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، الأمر الذي أدى إلى سقوط العديد من الجرحى، بينهم عدد من مهجري الغوطة الشرقية.

 

النظام يستهدف دوما بـ400 صاروخ: 120ألف مدني تحت القصف

عمار الحلبي

أُصيبت ابنة إسماعيل الفارس من جراء الغارات الجوية التي استهدفت مدينة دوما مساء الخميس، لكن إسماعيل ما زال يكافح حتى صباح السبت، لتتمكّن طفلته البالغة من العمر خمس سنوات، من الحصول على العلاج.

 

ابنة إسماعيل، واحدة من بين مئات المصابين بسبب القصف الليلي على دوما، والذي أسفر عن سقوط نحو 40 قتيلا من المدنيين، في ظل نقص كبير للكوادر الطبية، يقول إسماعيل لـ”العربي الجديد”: “بعد أن أصيبت ابنتي بشظية في قدمها، حاولت إسعافها لكني لم أتمكّن من ذلك بسبب استمرار القصف العنيف”.

ويوضّح الأربعيني السوري أنه قام بتضميد جرح طفلته بقماشٍ نظيف، ولجأ مع عشرات العائلات إلى أحد أقبية المنازل داخل دوما، حيث بقوا هناك أكثر من ساعة ونصف قبل أن يتمكّنوا من التوجّه إلى المستشفى.

استقل إسماعيل سيارة إسعاف نقلت ابنته مع أربع مصابين آخرين كانوا داخل ملاجئ. كانت السيارة تسير تحت وابل راجمات الصواريخ، لكنها تمكّنت من الوصول إلى المستشفى.

 

بدأت الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام  السوري قصف دوما، بعد تعثّر المفاوضات، حيث شنّت نحو ثلاثين غارة جوية على المناطق السكنية خلال أقل من ساعة، ثم أعقبها تثبيت راجمات صواريخ في محيط المدينة وقصفها من كل الجوانب حتّى وقتٍ متأخر من الليل.

ويقول ناشطون محليون، إن ما لا يقل عن 400 صاروخ سقطت على دوما ليلة أمس، في حين أوردت وسائل إعلام مقرّبة من النظام إلى أن الهجمة التي أودت بحياة العشرات، كان هدفها الضغط على “جيش الإسلام” الذي يسيطر على دوما لقبول المفاوضات.

 

ويُقدّر عدد المدنيين في دوما بنحو 120 ألف شخص بعد هروب نحو 50 ألفا آخرين إلى الشمال السوري والعاصمة دمشق، ويقبع سكان دوما في مثلث من الأبنية السكنية، تحيط به مزارع تُعتبر الجبهة الرئيسية للاشتباكات بين قوات النظام و”جيش الإسلام”.

ويوضّح إسماعيل، الذي فقد شقيقه في قصفٍ سابق، أن المستشفى يعمل بشكلٍ عشوائي، وأن عدد الأطباء والممرّضين قليل، كما أن الكوادر الطبية تعمل بمعدّات إسعافات أولية، وهو يأمل أن يتم التوصل لاتفاق يسمح بخروجه إلى الشمال السوري مع عائلته.

لا يختلف حال عليا (37 سنة) كثيرا، فبعد أن قُتل زوجها خلال قصف على القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، هربت وحيدة إلى دوما، وهي تعيش اليوم في ملجأ بوسط المدينة مع عشرات المدنيين الذين لا يغادرون الملجأ إلا عند توقّف القصف.

وتقول عليا لـ”العربي الجديد”، إن “وجبة واحدة تصل يومياً للمدنيين القابعين في الملاجئ، كما أن الرعاية الصحية للمرضى والمصابين غائبة تماماً بعد تهجير الكوادر الطبية إلى الشمال السوري”، موضحةً أن نصف المقيمين داخل الملجأ إمّا “مرضى أو جرحى”.

 

خرجت السيدة السورية قبل أيام إلى الشارع مع عدّة نساء، هربا من الرطوبة داخل الملجأ والتي أصابتهم بصعوبات في التنفّس، بقين خمس دقائق في الخارج قبل أن يستهدف قصف مدفعي الشارع الذي كانوا فيه، ما أسفر عن عودتهم إلى الملجأ مجددا.

وتحمّل الفتاة “جيش الإسلام” والنظام السوري معا مسؤولية ما يجرى للمدنيين، “النظام ليس لديه مشكلة لو قتل كل المدنيين في دوما، كما أن جيش الإسلام يتعنّت في المفاوضات من دون أن يأخذ في الحسبان أرواح المدنيين”.

 

هكذا نقلت روسيا مرتزقتها إلى سورية سراً: تلاعب بالعقوبات

 

كشف تحقيق استقصائي لوكالة “رويترز” أن السلطات الروسية استخدمت طائرات مدنية أميركية وأوروبية مملوكة لشركات وسيطة في أوكرانيا ودول أخرى لإرسال عتاد عسكري ومرتزقة لمساعدة رئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب.

 

ويكشف التحقيق، الذي يستند إلى معلومات ووثائق حصرية، شبكات الدعم اللوجستي لقوات النظام السوري، كما يسلط الضوء على ثغرات منظومة العقوبات الأميركية الدولية المفروضة على الشركات والكيانات التي تتعامل مع أفراد ومسؤولين سوريين وإيرانيين وجنسيات أخرى.

ويجري التحقيق لقاءات مع متعاقدين عسكريين روس، وهم أحدث مجموعة يتم نقلهم ضمن رحلات جوية سرية باستخدام طائرات مدنية لنقل الدعم العسكري لنظام بشار الأسد.

 

ويكشف التحقيق أن الرحلات الجوية من وإلى “روستوف”، والتي لم توثقها أي منظمة من قبل، يجري تشغيلها من قبل شركة أجنحة الشام، وهي شركة طيران سورية فرضت عليها عقوبات أميركية عام 2016 لنقلها مقاتلين موالين للأسد إلى سورية ومساعدتها المخابرات العسكرية السورية على نقل أسلحة ومعدات.

 

ويشير التحقيق إلى الرحلات، التي غالباً ما تهبط في ساعات متأخرة من الليل، في جداول الرحلات الجوية بالمطارات، وتقلع من دمشق أو من مدينة اللاذقية التي تضم قاعدة عسكرية روسية، كما يكشف الثغرات في نظام العقوبات الأميركية الذي يستهدف حرمان الأسد وحلفائه في الحرس الثوري الإيراني وجماعة “حزب الله” اللبنانية من الرجال والعتاد الذي يحتاجونه لحملتهم العسكرية.

 

ويقول مسؤولون روس إن وجود موسكو في سورية يقتصر على الضربات الجوية وتدريب القوات السورية وأعداد محدودة من جنود القوات الخاصة. وبحسب التحقيق فقد راقب مراسلو “رويترز” مطار روستوف وسجلوا الرحلات غير العادية باستخدام بيانات تتبع الطيران المتاحة للجمهور وبحثوا في سجلات ملكية الطائرات وأجروا عشرات المقابلات، منها مقابلة بأحد المطاعم الفاخرة مع ميجر سابق بالبحرية السوفييتية أدرجت الحكومة الأميركية اسمه على القائمة السوداء.

 

وعندما سئل متحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الرحلات الجوية وأنشطة المتعاقدين العسكريين الروس في سورية، أحال الوكالة إلى وزارة الدفاع التي لم ترد على الأسئلة. كما لم ترد الحكومة السورية أيضاً على الأسئلة.

 

دوما… النظام يصعّد غاراته ويرتكب المجازر وسط تعثّر المفاوضات

أحمد حمزة

مع استمرار قصف قوات النظام السوري الجوّي والمدفعي على مدينة دوما، كُبرى مدن الغوطة الشرقية، لليوم الثاني على التوالي، ما خلّف عشرات القتلى والجرحى، تزامناً مع محاولات تقدمٍ لهذه القوات على جبهات مزارع دوما من جهة حرستا؛ بدأت تتكشف شيئاً فشيئاً معلوماتٌ تفصيلية (غير رسمية)، حول فحوى المفاوضات المتعثّرة، بين “جيش الإسلام” وضباط روس.

 

وتُحلق الطائرات الحربية والمروحية في سماء مدينة دوما، منذ فجر اليوم السبت، منفذةً عشرات الضربات الجوية، التي أسقطت ضحايا جدّدا من المدنيين، بعدما قتلت هذه الهجمات أكثر من أربعين مدنياً، أمس الجمعة.

 

وبثت قناة “الإخبارية السورية”، التابعة للنظام، مشاهد مباشرة، عن القصف العنيف على مدينة دوما، بينما قال “الدفاع المدني السوري في ريف دمشق”، إنّه وثّق عشرات الضربات الجوية الجديدة، التي أسقطت ضحايا من المدنيين.

 

ووفق تقاطع المعلومات الواردة من دوما، فإنّ أكثر من خمسين غارة تم شنها، منذ فجر اليوم السبت، على أحياء المدينة، كما أن مشاهد “الإخبارية السورية” المباشرة، أظهرت سُحب دُخانٍ كثيف، من النقاط التي تم استهدافها.

 

وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإنّ “أكثر من ست وخمسين غارة تم تنفيذها، منذ منتصف الليلة المنتهية وحتى ما قبل ظهر اليوم، إضافة إلى قصفٍ بأكثر من خمسة وعشرين برميلاً متفجراً على دوما”.

 

ويعيش عشرات آلاف المدنيين (يقدر عددهم الآن بنحو مائة ألف) في دوما، ساعاتٍ دامية بعد فترة هدوءٍ نسبية استمرت قرابة أسبوع، إذ تجددت الاشتباكات على أطراف المدينة بالتزامن مع القصف العنيف.

 

وذكرت وسائل إعلام النظام أنّ “الحسم العسكري”، هو المُقرر الآن في دوما. في المقابل، قال المتحدث باسم “هيئة أركان جيش الإسلام”، حمزة بيرقدار، إنّ “مقاتلي فصيله كبّدوا قوات النظام خسائر بشرية ومادية”.

 

وأضاف بيرقدار، أنّ “17 قتيلاً سقطوا من مليشيات بشار الأسد، بينما عطب بلدوزر وعربة BMP، بعد إفشال محاولة تقدم على جبهة حرستا من جهة مزارع دوما محور كازية الكيلاني”، مؤكّداً أنّ “القوات المقتحمة لم تحرز أي تقدم”.

 

بدورها، ذكرت وكالة النظام الرسمية (سانا)، اليوم السبت، أنّ “خمسة مدنيين قتلوا، بسقوط قذائف على أحياء سكنية في دمشق”، متهمة “جيش الإسلام” بتنفيذ الهجمات.

 

ونقلت الوكالة عن “مصدر في قيادة شرطة دمشق”، أن “إرهابيي جيش الإسلام، المتحصنين في مدينة دوما، أطلقوا، صباح اليوم، 7 قذائف هاون، على حي المزة 86 السكني، ومحيط ساحة الأمويين، ومنطقتي أبو رمانة وعش الورور”.

 

ونفى المتحدث باسم هيئة أركان “جيش الإسلام”، أمس “استهداف (فصيله) أي منطقة في العاصمة دمشق أو حي من أحيائها”، متهماً النظام بتنفيذ هذه الهجمات على “أحياء دمشق، ويندرج في إطار تبرير الهجمة الوحشية على مدينة دوما في الغوطة الشرقية وخرقه وقف إطلاق النار المتفق عليه في المفاوضات الجارية”.

 

إلى ذلك، تكشفت، في الساعات القليلة الماضية، معلوماتٌ من جهات غير رسمية، تتحدث عن تعثّر المفاوضات حول مصير مدينة دوما، يرجع إلى الاختلاف الحاد في الرؤى بين “جيش الإسلام” من جهة، والضباط الروس الذين يفاوضونه من جهة أخرى.

 

ويطالب الروس، بحسب ورقة نشرها ناشطون، ونشر بنودها المرصد السوري، أن يسلم “جيش الإسلام” سلاحه الثقيل، ثم السلاح الخفيف، على أن يتقدم عناصر الفصيل بطلبٍ لـ”التطوع في الشرطة التي سيتم تشكيلها، وروسيا هي الضامن”، ثم يتم تشكيل كتيبة شرطة من مقاتلي “جيش الإسلام” و”تتلقى الكتيبة الأسلحة الروسية وتنطلق لقتال داعش والنصرة”.

 

في المقابل، يطالب “جيش الإسلام” باستئناف نقل من يرغب من المقاتلين والناشطين والمدنيين إلى شمال سورية، وتثبيت وقف إطلاق النار، على أن يتم تشكيل لجنة مشتركة من هذا الفصيل والشرطة الروسية، لإجراء عملية جرد للسلاح الثقيل، من دون تسليمه، على أن يتم ربط عملية تسليم السلاح بالحل السياسي الشامل في سورية.

 

وتتضمن مطالب “جيش الإسلام” كذلك، دخول المؤسسات المدنية الحكومية مدينة دوما، ووجود ضمانات دولية بعدم دخول قوات النظام وأجهزة أمنه للمدينة، على أن يُحفظ أيضاً حق هذا الفصيل في العمل السياسي، وحرية الحركة داخل البلاد وخارجها.

 

وفيما لم يصدر تعليقٌ رسمي من “جيش الإسلام”، أو من القيادة العسكرية الروسية في سورية، حول دقة هذه المعلومات، فإن آخر تصريح لرئيس “مركز المصالحة الروسي في سورية”، اللواء يوري يفتوشينكو، أمس الجمعة، تطرّق إلى أن المفاوضات مستمرة حول وضع مدينة دوما، رغم التصعيد العسكري الحاصل. كما اعتبر القيادي السياسي في “جيش الإسلام”، محمد علوش، أن فصيله ليس بوارد وقف التفاوض مع الجانب الروسي، لحين الوصول إلى اتفاقٍ سلمي في دوما.

 

هدنة جديدة بين فصائل المعارضة و”هيئة تحرير الشام

أعلن شرعي “فيلق الشام” عمر حذيفة، الجمعة، عن التوصل الى هدنة جديدة بين “هيئة تحرير الشام” من جهة، و”جبهة تحرير سوريا” و”صقور الشام” من جهة ثانية، على أن يستمر وقف إطلاق النار بين الطرفين، بحسب الهدنة الموقعة، أسبوعاً كاملاً، ويبدأ العمل بها من الساعة 12 منتصف ليل الجمعة/السبت، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

ويتضمن اتفاق وقف اطلاق النار الجديد بين طرفي الاقتتال في إدلب وريف حلب الغربي؛ بحث الملفات العالقة بين الطرفين، أي العودة إلى ما وصلت إليه المفاوضات خلال الهدن السابقة والتي فشلت في التوصل إلى حل ينهي القتال الحاصل منذ 20 شباط/فبراير.

 

ويشترك “اتحاد المبادرات الشعبية” في الوساطة بين الطرفين إلى جانب “فيلق الشام”، وله دور بارز في الضغط على “الهيئة” للقبول بالهدنة. وأُعلِنَ عن تشكيل “الاتحاد”، الثلاثاء، خلال اجتماع عقد في المخيمات الحدودية شمال غربي إدلب، وضم عدداً كبيراً من الشخصيات الجهادية والمشايخ والأطباء ووجهاء العشائر، وممثلين عن عدد من المجالس المحلية في إدلب وريف حلب. واتفق المجتمعون على تشكيل لجنة للتواصل مع طرفي الاقتتال.

 

ووافقت “تحرير سوريا” و”صقور الشام” على دعوة “اتحاد المبادرات الشعبية”، وأصدرا بيانات تأييد للمساعي التي يبذلها القائمون على “الاتحاد” لوقف القتال، وأعربا في بيانين منفصلين عن استعدادهم لوقف اطلاق النار من دون أي شروط، في حال التزمت به “الهيئة”.

 

وكانت “الهيئة” قد رفضت القبول بطرح “اتحاد المبادرات الشعبية”، وقالت في بيان لها: “كثرة المبادرات والوسطاء ودخول أطراف جديدة، كلما قطعنا أشواطاً في جلسات سابقة، يؤثر على الخط التفاوضي والانجازات التي تتحقق في المفاوضات”. وقال أنصار “الهيئة” إن الرفض جاء بسبب الاعتراض على وجود عدد من الشخصيات التي لا يمكن أن تكون طرفاً محايداً.

 

وتعرضت “الهيئة” لضغوط شعبية كبيرة، خلال اليومين الماضيين، وكذلك من “فيلق الشام” بعد رفضها مبادرة “اتحاد المبادرات الشعبية”، بالتزامن مع وصول المئات من عناصر “الفرقة التاسعة” العاملة في “منطقة درع الفرات” في ريف حلب، إلى مدينة دارة عزة، الخميس والجمعة. وتمركز عناصر “الفرقة” في المدينة وأطرافها، بمثابة ضغط تركي على “الهيئة” لمنعها من التقدم نحو المدينة وجبل الشيخ بركات المحاذي لها.

 

التطورات الأخيرة في القتال بين الطرفين، وفشل “الهيئة” في تحقيق تقدم على حساب “حركة الزنكي”، وتكاليف المعركة المتصاعدة، ودخول فصائل “الجيش الوطني” من منطقة “درع الفرات” على خط المواجهات، أمور قد تجبر “الهيئة” على القبول بتهدئة طويلة، مقارنة بالهدن السابقة.

 

هل راهن”جيش الإسلام”على “ورقة تفاوضية” خاسرة؟

عمار حمو

استهدفت مليشيات النظام مدينة دوما في الغوطة الشرقية، السبت، بأكثر من 50 غارة جوية كحصيلة أولية، بعد جمعة دامية قُتل فيها نحو 40 شخصاً، معلنة بذلك انتهاء العمل بوقف إطلاق النار المتفق عليه مع المعارضة.

 

ووثق الدفاع المدني السوري في ريف دمشق مقتل 40 مدنياً، الجمعة، وإصابة نحو 250 مدنياً بجروح، جراء استهداف الأحياء السكنية والأسواق الشعبية، بأسلحة تقليدية وغير تقليدية، وفق ما قال الناطق باسم الدفاع المدني سراج محمود، لـ”المدن”. وقال محمود “بلغ عدد الغارات الجوية التي تعرضت لها مدينة دوما ليوم الجمعة فقط أكثر من 100 غارة جوية، و50 برميلاً متفجراً، و40 قذيفة مدفعية، و700 صاروخ من الراجمات”، مشيراً إلى أن القصف استمر منذ بعد ظهر الجمعة وحتى ساعات متأخرة من الليل من دون توقف.

 

وقال متطوع في الدفاع المدني، لـ”المدن”: “لا يزال 12 قتيلاً مجهولي الهوية، فيما تم التعرف على باقي الضحايا بعد ساعات من القصف”، وعزا ذلك لكثافة القصف على المدينة، وعدم قدرة المدنيين على مغادرة أقبيتهم للتعرف على الضحايا، فضلاً عن وجود عالقين تحت الأنقاض.

 

وجاء قصف المدينة بعد توقف شبه تام دام أسبوعاً كاملاً، جرت خلاله مفاوضات بين الجانب الروسي و”جيش الإسلام” الذي عمل على تحسين شروط “التسوية”، رافضاً إستنساخ الاتفاقيات التي وُقعت مع أقرانه في الغوطة “أحرار الشام” و”فيلق الرحمن”، وتحديداً في ما يخص خروج المقاتلين إلى الشمال السوري. وتمسك “جيش الإسلام” خلال الأيام الماضية بشرط “المفاوضات للبقاء لا للتهجير” بحسب ما كانت قد ذكرته مصادره العسكرية لـ”المدن”.

 

واتهم إعلام النظام “جيش الإسلام” بقصف مناطق سيطرته في ضاحية حرستا، وعش الورور، وحي المزة 86. مصدر في “جيش الإسلام” نفى لـ”المدن” استهداف “الجيش” لمناطق النظام، مشيراً إلى أنهم التزموا وقف إطلاق النار طيلة أيام المفاوضات.

 

واعتبر “جيش الإسلام” أن قصف مدينة دوما هو خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه في المفاوضات الجارية، وقام لواء المدفعية والصواريخ التابع له باستهداف مصادر نيران النظام رداً على القصف، بحسب ما صرّح به الناطق الرسمي باسم “هيئة أركان جيش الإسلام” حمزة بيرقدار.

 

وكان النظام قد منع، الخميس، قافلة مُهجّرين قسرياً من مغادرة دوما إلى جرابلس في ريف حلب الشمالي، بسبب قلة عدد المغادرين على متنها، وأعلن عن تعثر المفاوضات مع “جيش الإسلام” بسبب ما قال إنه “وجود خلاف بين الجناحين السياسي والعسكري”، وبدأ يلوّح بالخيار العسكري مسيراً الطيران الحربي فوق سماء المدينة.

 

وبعد القصف الأخير مدينة دوما، انتقد مدنيون وناشطون إعلاميون “جيش الإسلام”، وحمّلوه مسؤولية القصف على دوما. مصدر مدني قال لـ”المدن” “كان جيش الإسلام يطمئن المدنيين خلال الأيام الماضية بأن المفاوضات تجري نحو الأفضل، وهو ما دفع الناس إلى الخروج من الأقبية إلى بيوتها والعودة إلى ممارسة الحياة اليومية فجاءت ضربة النظام على عكس ما كان متوقعاً وحصدت أرواح العشرات”.

 

ويبدو أن المدنيين كانوا الورقة الخاسرة في المفاوضات الجارية بين الطرفين، فالنظام بدأ بالتصعيد عسكرياً مستهدفاً الأحياء السكنية للضغط على “جيش الإسلام” لقبول التهجير القسري والخروج من محيط العاصمة، و”جيش الإسلام” يعمل على كسب وقت إضافي في التفاوض لتحسين شروط الاتفاق مع النظام مطمئناً المدنيين، وهم حاضنته الشعبية، بسير المفاوضات نحو الأفضل.

 

مصدر مدني قال لـ”المدن”: “آلاف المدنيين رفضوا الخروج إلى مراكز إيواء النظام أو الشمال السوري بناء على النتائج التي نقلها جيش الإسلام للمدنيين في المدينة”.

 

وكانت تصريحات جيش الإسلام “حازمة” حيال رفض “التهجير القسري”، ورغم إعلان النظام وروسيا التوصل إلى اتفاق يقضي بخروج “جيش الإسلام”، إلا أن الأخير نفى تلك التصريحات معتبر أنها في إطار “الحرب النفسية” ضد ثوار المدينة وساكنيها، ويبدو أن موقف “جيش الإسلام” في المفاوضات يستند على “ورقة تفاوضية” لم يفصح عنها.

 

وأعلن قياديون في “الجيش” خلال المفاوضات الماضية عن وجود دول ضامنة تضغط على النظام وروسيا للخروج بحلّ سياسي يرضي الأطراف، فيما ذكر مصدر مفاوض من مدينة دوما، لـ”المدن”، عقب بدء الإعلان عن المفاوضات، أن جلسات التفاوض تجري بوجود ألمانيا كدولة ضامنة، ومندوبة المبعوث الدولي إلى سوريا.

 

والتزم “جيش الإسلام” السرية في مفاوضاته، ولم تفصح أي دولة عن دور رسمي لها في إطار مفاوضات دوما. قصف النظام على دوما وخرقه لوقف إطلاق النار، قد يشير إلى أن ورقة “جيش الإسلام” التفاوضية قد تكون وعوداً دولية، لا تلتزم بها تلك الدول.

 

منبج: قاعدة أميركية خامسة.. وتعزيزات فرنسية

عدنان الحسين

تشهد مدينة منبج وريفها في ريف حلب الشرقي، حركة غير مسبوقة للقوات الأميركية وحليفتها على الأرض “قوات سوريا الديموقراطية”. وبدأت القوات الخاصة الأميركية تعزيز تواجدها في المدينة التي انتقلت إليها حشود عسكرية كبيرة من “قسد” قادمة من جبهات تل رفعت ومن شرقي الفرات.

 

أكثر من 50 آلية بينها 22 عربة هامفي دخلت مدينة منبج، خلال اليومين الماضيين، بالإضافة الى شاحنات تحمل عوارض اسمنتية وأسلاكاً شائكة توجهت شمالاً إلى قاعدة “معمل الزعتر”.

 

ويتواجد في منبج وريفها أربع قواعد عسكرية لـ”التحالف الدولي”؛ قاعدة سد تشرين شرقاً، وقاعدة العسلية في الشمال الغربي، وقاعدة معمل الزعتر شمالاً، بالإضافة إلى المربع الأمني في وسط المدينة الذي يعتبر القاعدة الرئيسية. ويتواجد ضمن هذه القواعد عشرات العناصر من قوات “التحالف الدولي”؛ خاصة من بريطانيا وفرنسا وكندا وألمانيا.

 

وبحسب مصادر “المدن”، فقد باشرت القوات الأميركية بناء قاعدة عسكرية خامسة في مزرعة النعيمية شمالي منبج على مسافة 6 كيلومترات من خطوط التماس مع الجيش الحر والقوات التركية المنتشرة على طول خط نهر الساجور.

 

القاعدة العسكرية الأميركية الجديدة هي الأقرب إلى خطوط التماس. حجم المعدات التي جلبتها القوات الأميركية إلى مزرعة النعيمة، من قواعدها الرئيسية في قرية السبت وصوامع صرين شرقي نهر الفرات، يُرجح أنها ستكون قاعدة رئيسية لها.

 

وعملت القوات الخاصة الأميركية على توسيع قاعدة “معمل الزعتر” بتدعيمها بالعوارض الإسمنتية وتوسيع مساحتها، وكذلك “قاعدة العسلية” شمال غربي منبج عبر تدعيمها بعربات ومصفحات ثقيلة وتزويدها بأجهزة اتصال وجرافات. التوسعة للقواعد العسكرية رافقها وصول أكثر من 100 عنصر، وعدد من الضباط.

 

وسبق وصول تلك التعزيزات انفجار عبوة ناسفة، في 29 أذار/مارس، تسببت بمقتل عنصرين من “التحالف الدولي” وإصابة خمسة، بعد عملية أمنية بهدف ملاحقة أحد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”. مصادر “المدن” في منبج أشارت إلى أن الانفجار قد يكون مفتعلاً من قبل “قسد”، لاقناع قوات “التحالف” بأن خطر تنظيم “الدولة الإسلامية” ما زال قائماً.

 

كما وصلت مؤخراً، قوات فرنسية برفقة القوات الأميركية، وزارت نقاط التماس مع قوات الجيش الحر والقوات التركية شمالي منبج.

 

وقدمت تعزيزات لـ”قسد” من مدينة تل رفعت وقرى ديرجمال ومنغ، غربي حلب، ووصلت إلى منبج، وتمركز قسم منها في المقرات داخل المدينة، بينما انتشر القسم الآخر على مقربة من جبهات نهر الساجور شمالاً. ووصلت تعزيزات لـ”قسد” من شرقي نهر الفرات، قادمة من عين العرب وتل أبيض والقامشلي، تمركز القسم الأكبر منها على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وباشر بحفر الخنادق والأنفاق على غرار تلك التي وجدت في عفرين. ومن المتوقع أن تكون الضفة الشرقية، وتحديداً منطقة قره قوزاق وقرى شمال غربي صرين، هي الخط الدفاعي الثاني في حال سيطرت تركيا والفصائل المدعومة منها على منبج.

 

ولا يبدو أن أميركا ستتخلى عن منبج بسهولة، فالقوات الأميركية، ولأول مرة، تتجول بشكل مكثف داخل أسواق المدينة، بعدما كانت تحركاتها سابقاً تقتصر على المرور فقط في المدينة. كما صار اعتيادياً رؤية قوات أميركية على الحواجز المحيطة بالمدينة، وتدخلها في عمليات التفتيش. في حين أن المروحيات الأميركية تعمل على نقل المعدات والعتاد، بشكل يومي، إلى القواعد العسكرية في محيط مدينة منبج.

 

الضباط الأميركيون توجهوا إلى زعماء العشائر في المدينة وريفها، بغية استمالتهم إلى جانبها. وتحدثت مصادر عن زيارة ضباط “التحالف” لعشائر البوبنا والبني سعيد والسلطان والبكارة والجيس، وتركز الحديث على أراء العشائر بـ”قسد”، وتواجدها في المدينة.

 

روسيا بدورها، ليست بمعزل عما يحصل في منبج، إذ شجّعت عدداً من زعماء العشائر المحسوبين على النظام، للتظاهر ضد “التدخل الأجنبي” في منبج، في رسالة بأن النظام جاهز لاستعادة المدينة، والوقوف في وجه التقدم التركي، وطرد الأميركيين منها.

 

داعش” يضرب مجدداً في البادية السورية

شّن تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد منتصف ليل الجمعة-السبت، هجوماً مباغتاً على عدد من النقاط العسكرية ضمن البادية السورية، وسيطر على حاجز ظاظا ومنطقة السبع بيار في محيط طريق دمشق-بغداد، بحسب مراسل “المدن” أسامة أبو زيد.

 

مصادر محلية، قالت لـ”المدن”، إن المعارك امتدت صباح السبت إلى محيط منطقتي كسارات عاد ومحسا القريتين، بالتزامن مع غارات جوية لطائرات حربية يعتقد أنها روسية، على المنطقة.

 

مصادر محلية، قالت إن سيارتين مفخختين، افتتحتا هجوم مقاتلي تنظيم “الدولة” الذي استمر لنحو ساعتين، قبل السيطرة على الحواجز. وقدرت المصادر أعداد مقاتلي التنظيم بنحو 200 جاؤوا من منطقة بئر عداد شمالي السبع بيار، ومن منطقة الوعر القريبة من قاعدة الزكف العسكرية.

 

عبدالله عبدالكريم، الصحافي من مدينة القريتين، قال لـ”المدن”، إن تنظيم “الدولة” يسعى إلى إعادة تثبيت وجوده في البادية السورية، مستفيداً من إمداد عسكري عبر منطقتي “بئر مداد” و”الوعر” والمساحة التي سيطر عليها التنظيم في محيط المحطة T2. موضحاً أن التنظيم اختار الهجوم على منطقة السبع بيار وحاجز ظاظا، لما لهما من أهمية جغرافية من خلال تواجدهما على طريق دمشق-بغداد وطريق تدمر-بغداد.

 

ويشار إلى أن هجوماً مشابهاً كان قد شنه تنظيم “الدولة”، الأربعاء، واستطاع خلاله السيطرة على قرية العليانية جنوبي مدينة تدمر، والتي تربط بين مناطق البادية في حمص وحماة وديرالزور وريف دمشق ومعبر التنف الحدودي مع العراق. وأوقع التنظيم خلال هجومه عدداً من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام، واستولى على ذخائر وأسلحة، قبل أن توقف غارات الطيران الروسي الهجوم.

 

وفد تركي يزور ريف حماة الشمالي..لإقامة نقاط مراقبة

تطبيقا لاتفاق أستانة حول مناطق “خفض التصعيد”، الذي يقضي بنشر نقاط مراقبة تركية في مناطق سيطرة المعارضة، ونقاط مراقبة روسية في مناطق سيطرة النظام السوري، قام وفد تركي بزيارة مواقع جديدة شمالي حماة، الجمعة، تمهيداً لوضع نقاط مراقبة فيها. وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها وفد تركي مواقع ونقاطاً شمالي حماة، خلال أسبوع، بحسب مراسل “المدن” عبيدة الحموي.

 

وأفاد ناشطون في ريف حماة الشمالي بأن وفد استطلاع عسكري تركي، برفقة فصائل معارضة، زار مواقع في محيط قرى الصياد وكفرزيتا ومورك ولحايا. ومن أهم المواقع التي تمت زيارتها تل ترعي وتل فاس وموقع المقبرة جنوبي مورك، ووصل الوفد التركي إلى قرية الخوين في ريف إدلب الجنوبي. جميع النقاط التي زارها الوفد التركي تعتبر نقاطاً استراتيجية.

 

وبحسب الناشطين، فإن الوفد العسكري التركي يقوم بدراسات ميدانية للمواقع التي يزورها تمهيداً لوضع نقاط المراقبة فيها، حيث عاين المناطق التي تكشفها هذه المواقع وإمكانية الوصول إليها. كما أن المواقع تقع خارج المناطق السكنية.

 

في 2 نيسان/إبريل، قام الوفد بزيارة مناطق في ريف حماة الشمالي بالإضافة إلى مواقع في سهل الغاب في ريف حماة الغربي. ومن المتوقع أن تقوم القوات التركية بنشر نقاط مراقبة لها خلال الأيام القليلة المقبلة انطلاقا من ريف إدلب الجنوبي وصولاً إلى ريف حماة الشمالي.

 

وتخضع المناطق التي زارها الوفد التركي لسيطرة فصائل الجيش الحر والتي من أبرزها “جيش العزة” و”أحرار الشام” و”فيلق الشام”. وأثناء مرور الرتل في مناطق المعارضة، شوهد انتشار عناصر من فصائل معارضة لتأمين الوفد التركي من أي عملية استهداف.

 

وينص اتفاق استانة على نشر 12 نقطة مراقبة تركية في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في إدلب وحماة وحلب، وقد تم تفعيل سبع منها؛ اثنتان في ريف إدلب الشرقي، وواحدة جنوبي حلب، وثلاث غربي حلب، وواحدة شمالي حلب.

 

واشنطن بوست: الانسحاب من سوريا تكرار لسيناريو أوباما الفاشل

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

انتقد الكاتب مارك أ تيسين، في مقالة له بصحيفة الواشنطن بوست، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيّته الانسحاب من سوريا، محذّراً من “تكرار سيناريو الرئيس السابق، باراك أوباما، الفاشل بالانسحاب من العراق”.

 

وذَكّر الكاتب الأمريكي بتصريحات لترامب خلال حملته الانتخابية عام 2016، حين انتقد قرار أوباما بالانسحاب من العراق، معتبراً أن “هذا القرار كان سبباً رئيسياً لتأسيس تنظيم الدولة الإسلامية”.

 

كان ترامب على حقّ -يقول الكاتب- في نقده لأوباما؛ موضحاً: “فقد خلق الانسحاب من العراق فراغاً شغله تنظيم الدولة بسرعة، فلماذا يهدّد ترامب الآن بالانسحاب من سوريا وتكرار خطأ أوباما؟”.

 

وأضاف أن ترامب أعلن مؤخّراً أنه يريد سحب قوّاته من سوريا، مستعرضاً ما قاله الرئيس الأمريكي حول سبب هذا الانسحاب: “لأننا كنا ناجحين جداً في الحرب على داعش وحان الوقت لترك سوريا للآخرين للاعتناء بالأمر هناك”.

 

واستطرد الكاتب الأمريكي قائلاً: “هذا هو الأساس المنطقي الذي ساقه أوباما وقتها عندما سحب القوات من العراق. كان المسلّحون قد طُردوا من معاقلهم، وبحسب مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك، جون برينان، لم يكن لديهم سوى ما يقرب من 700 مسلّح، لذا جاء قرار أوباما بالانسحاب”.

 

وتابع: “قرار الانسحاب من العراق سمح للمسلّحين بتجميع أنفسهم من جديد وتشكيل تنظيم الدولة، هذا ما وصفه ترامب بالخطأ الكارثي”.

 

وأشار إلى أن “ترامب يكرّر الآن ذات الخطأ. إنه يقول إن تنظيم الدولة تمت هزيمته، لكن الحقيقة أن التنظيم ليس مهزوماً، فقد عاد من جديد، وتحوّل من مجرد تمرّد إلى شبكة إرهابية لها تأثير عالمي”.

 

وقال: إن “تنظيم داعش ليس هو التهديد الوحيد في سوريا، هناك أيضاً القاعدة، ولها عدة فروع في سوريا، ويُعتقد أنها ستحلّ محلّ تنظيم داعش”.

 

واستند إلى دراسة لمعهد الحرب قال إنها تفيد بأن “القاعدة أكثر خطورة من داعش، على الرغم من أنهم يتشاركون في نفس الأهداف، ومن ضمن ذلك نية مهاجمة الغرب وتدميره”.

 

لكن الكاتب يرى أن تنظيم القاعدة أقلّ تركيزاً على تطوير الخلافة من ناحيتها المادية.

 

ويرى الكاتب أيضاً أن “انسحاب ترامب من سوريا الآن سوف يترك للقاعدة ملاذاً، وأن الانسحاب يمكن أن يعجّل بعودة تنظيم الدولة مرة أخرى”.

 

مارك أ تيسين أشار إلى أن “إدارة ترامب نجحت في إخراج داعش من معاقله، وذلك بالتعاون مع مليشيات كردية محلية، رأت فيها تركيا تنظيمات إرهابية، ومن ثم فإن الانسحاب الآن سيفتح المجال واسعاً أمام تركيا لملاحقة تلك القوات الكردية؛ ومن ثم السماح لتنظيم الدولة بإعادة تنظيم صفوفه مرة أخرى والعودة إلى معاقله”.

 

هذا ليس كل شيء، يقول الكاتب، وإنما سيخلق الانسحاب الأمريكي من سوريا الآن فراغاً على غرار ما حصل في العراق، وهو فراغ يمكن أن تملأه إيران وحزب الله وروسيا ونظام بشار الأسد.

 

وأضاف: “فمن المتوقّع أن تُصعّد دمشق وحلفاؤها من حربهم على المعارضة وارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية، ومن ذلك استخدام غاز الكلور، وكل هذه أسباب قد تقود الشباب السنّة في تلك المناطق إلى التطرّف والالتحاق بالقاعدة، وذلك يمكن أن يؤدّي إلى ظهور أزمة لاجئين جديدة”.

 

وأضاف: إن “الانسحاب على شاكلة ما فعله أوباما بالعراق يمكن أن يسمح لإيران بمزيد من الوجود العسكري الضخم في سوريا، خاصة في مناطق الجنوب الغربي، ما قد يؤدّي إلى إشعال حرب كارثية مع إسرائيل، فما الذي يتوجّب على إدارة ترامب أن تفعله؟”.

 

يجيب الكاتب عن تساؤله بأنه “يجب الحفاظ على وجود أمريكي في سوريا لتأمين المكاسب التي حقّقتها القوات الأمريكية وحماية الحلفاء الأكراد، ومنع عودة تنظيم داعش، وأيضاً ملاحقة القاعدة، ويجب أيضاً منع إيران من ترسيخ وجودها في سوريا، وتوسيع قاعدتها العسكرية وتهديد إسرائيل”.

 

وختم قائلاً: إنه “على المدى الطويل يجب العمل على فصل السكان السنّة عن القاعدة من خلال إيجاد شركاء سنة متحالفين مع أمريكا ضد السلفية الجهادية”.

 

هكذا ردّت المعارضة السورية على بن سلمان بشأن بقاء الأسد

هناء الكحلوت – الخليج أونلاين

يواصل أصغر ولي عهد في تاريخ السعودية تصريحاته المثيرة الجدل حول الأزمة السورية المتواصلة منذ 7 سنوات، والتي دعمت فيها الرياض بعض فصائل المعارضة المسلحة ضد نظام بشار الأسد، لخدمة مصالح المملكة.

 

ففي أقل من أسبوع، ظهر الأمير الشاب محمد بن سلمان بتصريحين من واشنطن يدعمان استمرار الأسد الذي ارتكب مجازر دموية، في رئاسة الجمهورية السورية.

 

فخلال لقاء مع صحيفة “ذا تايم” الأمريكية، رأى ولي العهد السعودي أن “الأسد باقٍ في السلطة”، وعاد ليكرر الأمر في مقابلة مع وسيلة الإعلام ذاتها، قائلاً إنه يدعم أن يكون النظام برئاسة الأسد “قوياً”.

 

تصريحات بن سلمان لم ترُق لمعارضي النظام، الذين أجمعوا في تصريحات متفرقة لـ”الخليج أونلاين” على أن السعودية تصطف وراء الموقف الأمريكي فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط.

 

المعارض السوري سمير نشار قال إن ولي العهد السعودي انطلق من واقع المواقف الإقليمية والدولية، التي لا تُلحّ على تنحي بشار الأسد المستمر في حكم سوريا منذ عام 2000.

 

وهو يرى أن “الجميع أصبح يعتقد، وبمن فيهم أمريكا والسعودية، أن الأسد سيخرج من خلال صفقات دولية وإقليمية تتوافق عليها جميع القوى الفاعلة؛ ومنها أمريكا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل وتركيا وإيران وروسيا”.

 

وعلى ما يبدو لـ”نشار” فإن ولي العهد السعودي استمزج الآراء مع أمريكا، وشعر أن مطلب تنحي الأسد بالنسبة لواشطنن ليس راهناً أو مُلحّاً، لكن ربما يكون ذلك في وقت لاحق، حسب رؤية الموقف الأمريكي.

 

وإلى جانب السعودية، فإن مجموعة كبيرة من الدول أصبحت تراهن على طبيعة الموقف الأمريكي، ومن ثم أصبحت مواقفها مرتبطة بتصريحات الإدارة الأمريكية في مسألة التوصل إلى حل سياسي في سوريا وطبيعته، كما يرى نشار.

 

وتصريحات بن سلمان تزامنت مع أحداث الغوطة الشرقية التي شهدت موجة نزوح كبيرة، وهي بالنسبة للمعارض السوري تمثل آخر معارك الثورة السورية؛ لأن هذه المحافظة تشكل تهديداً لعاصمة النظام (دمشق)، لذلك لم يتدخل طرف إقليمي أو دولي لوقف الهجوم.

 

وعندما يتوقف الصراع المسلح، كما يقول نشار، وتبدأ مرحلة البحث في الحل السياسي، فستكون الدول المتدخلة في الملف السوري على طاولة المفاوضات، وربما بشكل مباشر أو غير ذلك.

 

أما المعارض السوري، محمد مكتبي، فيقول إن بقاء الأسد مرتبط بثلاثة أمور أساسية؛ أولها “قضية العدالة، وهي مسألة هامة جداً للأمن والاستقرار سواء في سوريا أو المنطقة والعالم بشكل أوسع”.

 

والمسألة الثانية تتمثل في “محاربة المشروع الإيراني العابر للحدود بالمنطقة، والذي يرى ملف سوريا نقطة مركزية بالنسبة له، فلا يمكن محاربته إلا من خلال التخلص من بشار الأسد”.

 

أما الاعتبار الثالث فهو فيما “يتعلق بعودة الوئام بين السوريين، إذ إن النظام يعتاش على إيجاد الشروخ والأحقاد بين طبقات وانتماءات الشعب السوري”.

 

ويعقّب مكتبي على تصريحات بن سلمان قائلاً: إن “بقاء الأسد سيكون له ثمن باهظ، وسيساعد على تقوية الخطاب المنحرف والإرهابي وإيجاد بيئة تعيد الكرة من جديد”.

 

ويستطرد: “إذ إن الجرائم والفظائع الذي ارتكبها الأسد حين تمر مرور الكرام دون محاسبة، فإن ذلك سيعطي ذريعة لأنظمة الإرهاب في تسويق خطابها”. ويؤكد أن توفر الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم مرهون برحيل الأسد.

 

وفي تعليق المعارِضة السورية، ديما موسى، على تصريحات ولي العهد السعودي، قالت: إنها “تأتي من منطلق أن إيران هي العدو الأخطر إقليمياً ومشروعها لمد النفوذ الإيراني في المنطقة من طهران إلى البحر المتوسط”.

 

وتوضح موسى قولها الذي يبدو غريباً في ظل تغير موقف بن سلمان من نظام الأسد المدعوم من إيران، بالقول: إن “مقاربة بن سلمان أتت في إطار محاولة فصل إيران عن نظام الأسد؛ لوقف تمددها في المنطقة وسد الطريق عليها”.

 

وذلك من وجهة نظرها يتحقق “عبر إعادة السلطة كاملة وقوية بيد نظام الأسد”، مستدركةً أن “هذه المقاربة غير واقعية ولن تحقق الهدف الذي يريده بن سلمان”.

 

وتعلل ذلك بالقول: “أولاً لأن إيران ونظام الأسد لا يمكن فصلهما، فإيران باتت متحكمة بكل مفاصل الحكم ومراكز صناعة القرار، والأسد لا يمكن أن يستمر إذا حاول أن يفصل نفسه عن إيران”.

 

إضافة إلى ذلك فإن “أي حل يبقي بشار الأسد في السلطة سيكون كارثياً وغير مقبول للشعب السوري؛ لأنه يعرف أن بقاء الأسد يعني استمرار الحكم بقوة السلاح، واستمرار الانتهاكات بحق الشعب السوري”.

 

طيران النظام وروسيا يدك مدينة دوما بمئة غارة

قال مراسل الجزيرة إن عشرة مدنيين قتلوا اليوم السبت بغارات النظام السوري وحليفه الروسي على مدينة دوما، بعد يوم من استئناف قوات النظام هجوما عسكريا مباغتا على آخر جيب لمقاتلي المعارضة السورية في الغوطة الشرقية. بينما قتل ستة مدنيين وأصيب العشرات في قصف لفصائل المعارضة بدوما العاصمة دمشق.

 

وقال الدفاع المدني السوري في ريف دمشق إن مدينة دوما تعرضت لأكثر من مئة غارة جوية، أغلبها باستخدام براميل متفجرة، مما تسبب في مقتل وجرح عشرات المدنيين. ووثق الدفاع المدني مقتل أربعين مدنيا على الأقل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

 

وقال محمد علوش رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام التابع للمعارضة السورية المسلحة في الغوطة الشرقية، إن النظام يصعد عسكريا في مدينة دوما على الرغم من الأجواء الإيجابية التي كانت تسير فيها المفاوضات مع الجانب الروسي، واعتبر علوش التصعيد العسكري دليلا على الصراعات بين الدول المتحالفة مع النظام السوري.

 

يذكر أنه نتيجة القصف العنيف لقوات النظام السوري واتفاقين تم التوصل إليهما منذ 18 شباط/فبراير الماضي قضيا بانسحاب المعارضة، سيطر النظام على 95% من الغوطة الشرقية؛ لكن المعارضة لا زالت متمترسة في دوما كبرى مدن الغوطة.

 

وكانت حدة قصف المنطقة المذكورة تراجعت، وتوقفت العمليات العسكرية لنحو عشرة أيام بعد انخراط موسكو في محادثات مع جيش الإسلام الذي يسيطر على دوما، لكن المفاوضات انهارت فعادت الغارات الجوية فجأة بعد ظهر أمس الجمعة وزاد عدد القتلى من المدنيين.

 

وقد أسفرت هجمات النظام منذ 18 فبراير/شباط على الغوطة الشرقية عن مقتل أكثر من 1600 مدني، ودفعت السكان إلى الاختباء في ملاجئ تحت الأرض لأسابيع.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية

 

تركيا تنتقد أمريكا بشأن الرسائل الملتبسة حول سوريا

اسطنبول (رويترز) – انتقدت تركيا يوم السبت الولايات المتحدة بشأن إرسال ما وصفتها برسائل ملتبسة بشأن سوريا وقالت إن واشنطن تحدث ارتباكا بالمراوغة بشأن دورها المستقبلي في البلاد.

جنود أتراك في مدينة عفرين السورية يوم 24 مارس آذار 2018. تصوير: خليل عشاوي – رويترز.

 

وقال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للصحفيين إن بلاده تتحدث إلى روسيا بشأن بلدة تل رفعت السورية وإنها لا ترى حاجة للتدخل في المنطقة في ظل تأكيد موسكو على عدم وجود وحدات حماية الشعب الكردية السورية هناك.

 

إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

 

الجيش السوري يشن هجوما على آخر جيب لمسلحي المعارضة في الغوطة

من توم بيري وليلى بسام

 

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحكومة السورية شنت هجمات جوية وبرية عنيفة على آخر مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية يوم الجمعة مما أسفر عن مقتل 32 شخصا في محاولة لإكمال أكبر نصر عسكري للرئيس بشار الأسد منذ عام 2016.

 

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي سحب الدخان الداكن تتصاعد من مدينة دوما حيث تتحصن جماعة جيش الإسلام بينما قبل مقاتلون آخرون من المعارضة في أجزاء أخرى من الغوطة الشرقية الخروج الآمن إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة.

وقال التلفزيون الرسمي إن قوات الحرس الجمهوري تتوغل.

 

وقالت جماعة جيش الإسلام إن لواء الصواريخ والمدفعية التابع لها يرد على ما وصفتها بمذبحة تقوم بها الفصائل الموالية للأسد والطائرات الحربية الروسية. ودعا المسؤول السياسي في جيش الإسلام إلى إجراء محادثات تفاديا لإراقة دماء المدنيين.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتلى الذين سقطوا في دوما يوم الجمعة بينهم خمسة أطفال وإن الضربات الجوية نفذتها طائرات حربية روسية على الأرجح. وقالت وسائل إعلام رسمية إن قصف المعارضة لدمشق أودى بحياة أربعة أشخاص.

ونفى جيش الإسلام استهداف مناطق سكنية.

 

وقال قائد في التحالف العسكري الإقليمي الداعم للأسد إن الخيار الوحيد أمام جيش الإسلام هو القبول بالمرور الآمن إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى الشمال الشرقي من حلب بعد انهيار المحادثات.

 

وأضاف لرويترز ”انتهت المفاوضات على فشل بالنسبة لدوما والحسم العسكري هو الحل“.

 

واتهم التلفزيون الرسمي جيش الإسلام بقصف معبر إلى خارج الغوطة الشرقية ومنطقة سكنية قائلا إن هذا هو ما أدى إلى الضربات الجوية.

 

وأشار مراسلو محطات تلفزيونية رسمية إلى أنه يجب أن يفرج مسلحو المعارضة عن جنود ومدنيين مخطوفين قالوا إن الجماعة تحتجزهم كشرط لوقف الهجوم.

 

وقبلت جماعات معارضة مهزومة في أجزاء أخرى من الغوطة الشرقية المرور الآمن إلى مناطق قرب الحدود التركية.

 

وفي حين أن آلاف المقاتلين والمدنيين المصابين ممن فضلوا هذا الخيار غادروا في الأيام القليلة الماضية فإن المسؤول بجيش الإسلام نفى مغادرة أي من مقاتليه.

 

وقال المسؤول السياسي بجيش الإسلام محمد علوش إن الجماعة تريد مواصلة المفاوضات. وأضاف في مقابلة مع قناة العربية الحدث التلفزيونية ”نحن ندافع عن أنفسنا وهذا حق مشروع لنا بكل الشرائع والقوانين الدولية“.

 

وأضاف ”نحن ندافع عن أنفسنا وما زلنا ندعو للجلوس على طاولة المفاوضات حتى نصل إلى حل. حل منطقي عادل يؤدي إلى حقن دماء المدنيين“.

 

وأشار علوش المقيم خارج سوريا إلى أن جماعة جيش الإسلام متمسكة بمطلب البقاء في دوما وهو أمر ترفضه الحكومة السورية.

 

وقال ”نحن نفاوض على البقاء… على بقاء أهلنا في المدينة وبقاء ما يحميهم. لا نضمن أن نترك المدنيين وأن يخرج المقاتلون بسلاحهم ويبقوا عرضة للميليشات الطائفية“ في إشارة إلى الفصائل الشيعية المدعومة من إيران مثل حزب الله.

 

إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى