أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 10 حزيران 2017

قوات سورية وعراقية تلتقي على الحدود

لندن – «الحياة»

شهدت البادية السورية أمس، تطوراً لافتاً تمثّل في الإعلان عن وصول القوات النظامية السورية وميليشيات حليفة إلى الحدود مع العراق شمال شرقي منطقة التنف التي تضم قاعدة تنتشر فيها قوات خاصة أميركية ومن دول غربية أخرى إلى جانب فصيل سوري معارض. وجاء هذا التقدم على رغم تحذيرات وجهتها الولايات المتحدة في الأيام الماضية وترجمتها بما لا يقل عن ضربتين جويتين على أرتال للقوات النظامية وميليشيات شيعية تقاتل إلى جانبها بإشراف إيراني بعدما اقتربت من التنف التي يمر عبرها الطريق الدولي دمشق- بغداد. ولم يكن واضحاً فوراً هل تنوي القوات الأميركية الرد على ما يبدو «إصراراً» من طهران على فتح طريق برية بين العاصمتين السورية والعراقية.

وأعلن «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» اللبناني مساء أمس، «وصول أولى وحدات الجيش السوري والحلفاء إلى الحدود السورية- العراقية شمال شرقي التنف»، بعد يوم من إسقاط التحالف بقيادة أميركا طائرة «درون» تابعة للقوات النظامية أو لحلفائها في المنطقة ذاتها. وأظهرت خريطة ميدانية وزعها موالون لحكومة دمشق أن قوات سورية وعراقية التقت عند موقع حدودي في الصحراء شمال شرقي التنف، وتحديداً في المنطقة الفاصلة بين مواقع «داعش» في البادية وتلك التي تسيطر عليها الفصائل المدعومة من الأميركيين. والتقاء القوات النظامية السورية والعراقية في تلك النقطة قد يعني قطع الطريق أمام تقدم الفصائل السورية بدعم أميركي من ريف حمص إلى ريف دير الزور على طول الحدود مع العراق بهدف الوصول إلى مدينة البوكمال. ولا يُعتقد أن الأميركيين يمكن أن يسمحوا بمثل هذا السيناريو إلا إن كان نتيجة اتفاق غير معلن مع روسيا التي كانت عبّرت أكثر من مرة عن استيائها من ضربات التحالف للقوات النظامية وحلفائها في البادية، مؤيدة تقدمها نحو حدود العراق.

وفي هذا الإطار، نقلت محطة «روسيا اليوم» عن الفريق أول سيرغي سوروفيكين، قائد مجموعة القوات الروسية في سورية، قوله إن «الإنذارات» التي يوجهها الأميركيون إلى الجيش النظامي السوري تأتي «بتبريرات سخيفة تماماً». وقال سوروفيكين في مؤتمر صحافي مع الفريق أول سيرغي رودسكوي، رئيس مديرية العمليات في هيئة الأركان العامة، إن «القوات الحكومية السورية والقوات الرديفة استعادت السيطرة على مقطع من الحدود السورية- الأردنية طوله 105 كيلومترات، وأقامت 9 معابر حدودية»، مشيراً إلى «توقيع اتفاقات انضمام 22 بلدة في تلك المنطقة للهدنة، ما يكلل عملية المصالحة مع عشائر الدروز والبدو التي تسيطر على هذه المنطقة بالنجاح». وشدد على «أن القوات الحكومية تواصل عملياتها للسيطرة على كامل الحدود السورية- العراقية والسورية- الأردنية»، قائلاً: «في سياق التقدم، واجهت القوات الحكومية عراقيل من قبل طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وطرح الأميركيون أمام الجيش السوري إنذاراً عديم الأساس، بعدم الاقتراب من مواقع ما يعرف بالجيش السوري الجديد». وتابع أن الأميركيين يبررون موقفهم هذا بـ «مزاعم سخيفة تماماً باعتبار أن القوات الحكومية تمثل خطراً على القواعد الأميركية ومعسكرات تدريب مقاتلي المعارضة في جنوب سورية»، على ما جاء في تقرير «روسيا اليوم».

في غضون ذلك، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إلى اشتباكات عنيفة تدور بين «قوات الشهيد أحمد العبدو» و «جيش أسود الشرقية» المدعومين من التحالف الدولي من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين من جنسيات سورية وغير سورية من جهة أخرى، في أطراف البادية بريف دمشق الجنوبي الشرقي. وأكد أن فصيلي المعارضة تمكنا من السيطرة على تلة قرب منطقة بير القصب القريبة من تل دكوة التي انتزعتها منها القوات النظامية أول من أمس. وأضاف أن المعارضين يشنون هجوماً معاكساً لاسترداد ما خسروه في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تقع قرب مطار الضمير، مشيراً إلى أنهم أسروا عناصر من القوات النظامية.

 

البنتاغون: روسيا متعاونة جداً في تهدئة الموقف جنوب سورية

واشنطن، بيروت – رويترز

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم (الجمعة) إن روسيا كانت «متعاونة جداً» في العمل على تهدئة الموقف قرب بلدة التنف في جنوب سورية بعد يوم من إسقاط الولايات المتحدة طائرة من دون طيار تابعة لقوات موالية للنظام السوري في المنطقة.

وقال الناطق باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيز للصحافيين، إن الموقف قرب التنف هدأ ويعود ذلك بالأساس إلى جهود روسيا لإيصال المخاوف الأميركية إلى القوات الموالية للنظام السوري في المنطقة.

وأضاف أن محادثات مكثفة بهذا الشأن جرت بين مسؤولين عسكريين من الجيشين الأميركي والروسي شمل اتصالات رفيعة المستوى.

وكان ناطق عسكري أميركي قال إن الولايات المتحدة أسقطت طائرة من دون طيار مسلحة تابعة للنظام السوري بعد أن هاجمت قوات للتحالف الذي تقوده أميركا في سورية أمس.

وهذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها نظام الرئيس السوري بشار الأسد قوات التحالف.

وقال الكولونيل في الجيش الأميركي ريان ديلون، وهو ناطق باسم التحالف الذي يقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، إن الطائرة من دون طيار المسلحة جرى تدميرها بعدما أطلقت النار على قوات للتحالف كانت تقوم بدورية خارج منطقة لعدم الاشتباك في جنوب سورية. وأضاف أنه لم تقع إصابات في صفوف قوات التحالف.

وفي وقت سابق اليوم، قال ديلون إن الولايات المتحدة نفذت ضربة أخرى على شاحنات خفيفة تحمل أسلحة كانت تحركت ضد مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة قرب بلدة التنف.

وكانت وسائل إعلام رسمية ذكرت اليوم، أن الطيران السوري قصف مواقع إلى الغرب من مدينة الرقة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات.

ونسبت وسائل الإعلام إلى مصدر عسكري قوله إن «سلاح الجو في الجيش العربي السوري، يدمر مقرات وعربات وآليات مدرعة لتنظيم داعش الإرهابي في قرى دير مليحان، ودبسي عفنان، والقادسية في ريف الرقة الغربي».

إلى ذلك، تتقدم فصائل سورية مسلحة مدعومة من الولايات المتحدة على مشارف مدينة الرقة في الأيام الأولى، من هجوم يهدف لبسط السيطرة على قاعدة عمليات تنظيم «داعش» في سورية.

 

القوات النظامية «تتوغل» في عمق الرقة … وتحاول حصار «داعش» في ريف حلب

لندن – «الحياة»

توغلت القوات النظامية السورية وميليشيات حليفة في عمق ريف محافظة الرقة، مستغلة انشغال تنظيم «داعش» في القتال دفاعاً عن مدينة الرقة معقله في شمال شرقي سورية والتي بدأ تحالف تدعمه الولايات المتحدة معركة اقتحامها بهدف إسقاط عاصمة «خلافة» التنظيم في سورية بالتزامن مع إسقاطها في مدينة الموصل عاصمة التنظيم في العراق. وجاءت معارك محافظة الرقة في وقت شن التنظيم هجوماً جديداً على مواقع القوات النظامية في مدينة دير الزور شرق البلاد، بينما أعلنت فصائل المعارضة سيطرتها على مواقع للقوات الحكومية في البادية السورية لكنها أقرت بخسارة مواقع أخرى.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن العمليات العسكرية تتواصل في الريف الغربي لمحافظة الرقة حيث تدور اشتباكات بين القوات النظامية بقيادة ما يُعرف بـ «مجموعات النمر» وبدعم من «قوات النخبة» في «حزب الله» اللبناني والمسلحين الموالين من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، مشيراً إلى أن القوات النظامية «توغلت خلال الـ24 ساعة الفائتة في عمق محافظة الرقة بعد نحو 48 ساعة من تمكنها من اجتياز الحدود الإدارية للرقة مع محافظة حلب، ودخول أول قريتين وهما خربة محسن وخربة السبع في أقصى غرب الرقة».

وأضاف «المرصد» أن «هذا التوغل… في عمق محافظة الرقة مكَّنها (القوات النظامية وجماعات متحالفة معها) من استعادة مساحة جغرافية تقدر بنحو 500 كلم مربع من ريف الرقة الغربي»، موضحاً أنه سيطرت في الساعات الـ24 الماضية «على نحو 20 قرية وبلدة من أبرزها دبسي عفنان ودبسي فرج وشعيب الذكر وفخيخة والقطاط والجريات ومشرفة الصعب ومشرفة الغجر والغماميز والعميرات، لتصل بهذا التقدم إلى تماس مع قوات سورية الديموقراطية التي تقود عملية غضب الفرات في محافظة الرقة منذ 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016… حيث يفصل بينهما امتداد مائي من نهر الفرات».

ونقل «المرصد» معلومات مفادها «أن قوات النظام التي توغلت في محافظة الرقة بدعم من المسلحين الموالين لها وإسناد من المدفعية الروسية، تتحضر للاستمرار في هجومها نحو جنوب المناطق التي سيطرت عليها في ريف الرقة الغربي، متجهة نحو مثلث الحدود الإدارية الرقة- حلب- حماة، وصولاً إلى منطقة خربا البيضا وأوتوستراد الرقة- سلمية، وتهدف من هذا التقدم إلى توسيع نطاق سيطرتها ومحاصرة عناصر تنظيم (داعش) في ما تبقى من مناطق تحت سيطرته في ريف حلب الجنوبي الشرقي، الأمر الذي سيضع التنظيم أمام خيارين اثنين، الأول هو الانسحاب من ريف حلب الجنوبي الشرقي وبذلك يخسر تواجده في شكل كامل في محافظة حلب، والثاني هو القتال حتى النهاية، حيث قد يهدد الخيار الثاني طريق حلب- خناصر- أثريا- سلمية». وأضاف: «في حال تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة على المساحة الممتدة من جنوب مناطق تقدمها في ريف الرقة إلى خربا البيضا ووصولاً إلى سبخة الجبول، فإنها تكون قد استعادت نحو 2500 كلم، وأنهت تواجد تنظيم (داعش) في ما تبقى من محافظة حلب».

وفي محافظة دير الزور (شرق)، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية أن الجيش النظامي «أحبط… بإسناد من الطيران الحربي هجمات جديدة لتنظيم داعش… على المحور الجنوبي» لدير الزور. وتابعت أن «مجموعات كبيرة» من عناصر التنظيم هاجمت الليلة قبل الماضية وفجر أمس «ساتر التنمية وعدداً من التلال في محيط البانوراما واللواء 137 في محاولة للسيطرة عليها»، مضيفة «أن وحدات الجيش أحبطت الهجوم في شكل كامل ومنعت المجموعات الإرهابية من تحقيق أي تقدم على الأرض» بالتوازي مع طلعات جوية للطيران الحربي السوري على محاور وخطوط إمداد «داعش» في قرية البغيلية ووادي الثردة.

وكانت القوات النظامية أعلنت أول من أمس، أنها صدت هجوماً لـ «داعش» على تلتي أم عبود والسيرياتل على المحور الجنوبي لمدينة دير الزور.

في غضون ذلك، أوردت وكالة «سمارت» الإخبارية أن «الجيش السوري الحر» أعلن أمس الجمعة السيطرة على تل مسيطمة شرق دمشق بعد اشتباكات مع القوات النظامية والمليشيات الموالية، فيما خسر تل دكوة الاستراتيجي (62 كلم شرق العاصمة) «بعد غارات مكثفة من سلاح الجو الروسي»، بحسب ما جاء في تقرير للوكالة.

وفي التفاصيل، أعلن «جيش أسود الشرقية» على حسابه في تطبيق «تلغرام» أنه سيطر بالتعاون مع «قوات الشهيد أحمد العبدو» على تل مسيطمة غرب بئر القصب (51 كلم جنوب شرقي دمشق)، مشيراً إلى قتل عشرات من القوات النظامية و «الميليشيات الإيرانية» المساندة لها.

وأوضح مدير المكتب الإعلامي لـ «جيش أسود الشرقية» سعد الحاج، في تصريح إلى «سمارت»، أن القوات النظامية والميليشيات الموالية سيطرت على منطقة دكوة بريف دمشق، يوم الخميس، بعد استقدامها تعزيزات كبيرة ترافقت مع قصف لطائرات حربية روسية على المنطقة. وتأتي أهمية المنطقة كونها تربط بين الشمال والجنوب في البادية الشرقية للعاصمة دمشق، بحسب الحاج الذي قال إن فصيلي «أسود الشرقية» و «قوات الشهيد أحمد العبدو» سيطرا على المنطقة في نهاية آذار (مارس) الماضي بعد اشتباكات مع تنظيم «داعش» ضمن معركة «سرجنا الجياد لتطهير الحماد».

وفي محافظة حمص، قال «المرصد السوري» إن الطائرات الحربية قصفت أمس منطقتي العباسة والسكرية جنوب شرقي مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محور العباسة والسكرية «وسط تقدم لقوات النظام في عدة نقاط بالعباسة».

إلى ذلك، أورد «المرصد» أن القوات النظامية قصفت فجراً قرى عدة في جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي (غرب سورية)، في حين ألقى الطيران المروحي منذ الصباح ما لا يقل عن 8 براميل متفجرة على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا (جنوب).

 

الأزمة مع قطر تبدّل التحالفات وروسيا تحصي نقاط الربح والخسارة

موسكو – رائد جبر

التزمت موسكو على المستوى الرسمي، موقفاً حذراً من التطورات الأخيرة في الخليج، وأكدت حرصها على مواصلة تعزيز العلاقات مع كل الأطراف، مع تجنُّب توجيه إشارات تؤيد الإجراءات التي اتُّخِذت ضد قطر أو تعارضها. في الوقت ذاته، عكست تعليقات برلمانيين ومعلقين في وسائل الإعلام الحكومية أن التريث في إعلان موقف، يهدف إلى إجراء أوسع تقويم للوضع لتحديد نقاط الربح والخسارة، فيما لم تخفِ أوساط «ارتياحاً» إلى مكاسب سياسية واقتصادية تسعى إلى تحقيقها.

ومنذ اندلاع الأزمة، أوحت المحادثات الهاتفية التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أمير قطر تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بأن روسيا تريد أن تتولى جهود وساطة. لكن الكرملين أعلن في وقت لاحق أن موسكو تدعو إلى تسوية الأزمة بالطرق السياسية الديبلوماسية، مؤكداً أن الحديث لا يتعلق بمسعى للتوسط.

مصادر ديبلوماسية تحدثت إلى «الحياة» لفتت إلى أن طلب الوساطة الروسية ربما يكون جاء من قطر، خصوصاً أن كل الاتصالات مع بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف جاءت بمبادرة من الدوحة. وتبرز في هذا الإطار زيارة وزير الخارجية القطري موسكو، والتي لم تكن مدرجة سابقاً على جدول أعمال لافروف.

ولم تخفِ موسكو أن لديها مخاوف جدية من التداعيات المحتملة على الوضع في المنطقة، وعلى جهود مكافحة الإرهاب تحديداً. وركّزت وسائل إعلام رسمية على أن الانقسامات العربية تؤدي إلى شل جهود تسوية الوضع في سورية، وتفاقم خطر تصاعد المواجهات.

وبرزت إحدى أولى النتائج المباشرة، من خلال إعلان تأجيل جولة مفاوضات في آستانة، واعتبر ديبلوماسيون أن تعقيدات الموقف العربي تدفع إلى التريث لإنضاج ظروف إنجاح المفاوضات السورية. وواضح أن اثنتين من الدول الضامنة لوقف النار في سورية، هما تركيا وإيران، انخرطتا في متابعة الأزمة، وبرزت إشارات إلى ميلهما إلى تبنّي موقف أقرب إلى الدوحة. ولا يبدو إطار التحرُّك الروسي بعيداً من وجهتَيْ النظر التركية والإيرانية، إذ حملت عبارات الوزير لافروف موقفاً لافتاً أمس، عندما أشار إلى «تطابق موقفَي موسكو وطهران في شأن ضرورة تسوية الأزمة في الخليج من طريق الحوار».

وكشفت تعليقات خبراء مقربين من الكرملين أن موسكو تعدّ دراسة معمّقة للوضع، وثمة من يرى أنه سيعود بفوائد كبرى على الروس، من خلال إعادة ترتيب التحالفات في الشرق الأوسط. في المقابل، اعتبر محلّلون اقتصاديون أن الحظر المفروض على تحرّكات السفن القطرية في الموانئ والمياه الإقليمية لدول مجاورة، يشكل تهديداً لإمدادات الغاز الطبيعي القطري المسال، إلى أوروبا. ورأوا أن ذلك سيساهم في زيادة أسعار الغاز، وزيادة إمدادات روسيا إلى السوق الأوروبية.

ولفت اقتصاديون إلى ما وُصِف بأنه «موجة رعب في صفوف المستثمرين في سوق الغاز والتجار»، لا سيما في حال منع مصر شحنات الغاز القطري من عبور قناة السويس.

وبرزت تساؤلات في روسيا حول مصير الاستثمارات القطرية الكبرى في السوق الروسية، والتي تصل إلى نحو 13 بليون دولار، الجزء الأكبر منها في مشاريع نفطية. وسارع الكرملين إلى تهدئة المخاوف، وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف أن أي تلميح إلى استرداد (إعادة شراء) 19.5 في المئة من أسهم شركة النفط الروسية العملاقة «روس نفط» التي باعتها موسكو إلى قطر «غير ممكن وغير صحيح».

وأكد الناطق الرئاسي أن التعاون مع قطر في الاستثمارات والمجالات الأخرى «لن يتأثر بالأزمة الحالية».

وبدا إعلان غرفة موسكو للتجارة والصناعة ذا دلالات، عبر الإشارة إلى استعداد المنتجين الروس للبدء بتصدير منتجات غذائية إلى قطر فوراً، إذا تطلّبت الحاجة.

 

ترامب: حان الوقت لتوقف قطر تمويل الارهاب

واشنطن – جويس كرم , أبو ظبي – شفيق الأسدي , نيويورك – «الحياة»

دعا الرئيس الاميركي دونالد ترامب قطر إلى وقف تمويل الإرهاب. ووصفها بانها «ممولة للإرهاب على أعلى المستويات». وقال ترامب من البيت الأبيض «علينا وقف تمويل الإرهاب» وانه «حان الوقت لقطر ان تنهي تمويلها للإرهاب. يجب ان ينهوا هذا التمويل ونشر الأيدولوجية المتطرفة».

من جهته كان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون دعا إلى تخفيف عزلة قطر، «بسبب تداعياتها الإنسانية والتجارية وعلى الحرب ضد داعش». وشدد في الوقت نفسه على أن الدوحة «يمكنها فعل المزيد لمحاربة التطرف». وشدد مسؤول في الخارجية الأميركية على ضرورة أن تحسن قطر سلوكها.

وقال تيلرسون في بيان وزعته الخارجية الأميركية «أن الرئيس دونالد ترامب متمسك بالمبادئ التي أقرتها قمة الرياض وضرورة مكافحة التطرف». وتطرق إلى الأزمة الخليجية قائلاً: «أدعو السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين إلى تخفيف الحصار عن قطر». وحض دول الخليج على اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع في المنطقة، معتبراً أن الحصار «يعرقل اليوم الحرب ضد داعش، وله تداعيات إنسانية غير مقصودة، ويضر التجارة الأميركية».

وفي الوقت نفسه، لفت تيلرسون إلى أن «أمير قطر حقق تقدماً في كبح تمويل الإرهابيين لكن ينبغي أن يفعل المزيد». وشدد تيلرسون على أهمية الحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي، وأشاد بالوساطة الكويتية، وقال إن «هناك حلولاً يمكن التوصل إليها».

وجاء البيان في وقت قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن ترامب تحدث هاتفياً مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، للبحث في موضوع قطر وضرورة وحدة الخليج. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن ترامب أكد رغبته في الحفاظ على وحدة الخليج لكنه أوضح أنه ينبغي لقطر أن تحسن من سلوكها. والإتصال هو الرابع مع زعماء في المنطقة منذ الاثنين الماضي.

وبعد ساعات على نشر «القائمة السوداء» الموحدة التي أصدرتها 4 دول عربية ضد 59 فرداً و12 كياناً يرتبطون بالإرهاب وتمولهم قطر، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش «إن الدول العربية التي وضعت القائمة لا تسعى إلى «تصعيد» الأزمة».

وأضاف في تغريدة على «تويتر»، «لا أرى شخصياً أننا في سياسة هدفها التصعيد، الهدف كما أراه تقويم شر استهدف المنطقة». وشدد على أن الحل عبر الديبلوماسية لا اللجوء إلى الحليف الإيراني والتركي، وأن بديل التصعيد انفصال الدروب بين معسكري الاعتدال والتحريض.

وقال قرقاش إن «قائمة الإرهاب» دليل لسياسة انزلقت في بحث عن سراب الموقع والنفوذ، مشدداً على أنه من الصعب التعامل مع شريك تعوّد في ازدواجيته على تقويض عالم شركائه.

وواصلت الحكومة القطرية أمس، رفضها اتخاذ أي إجراء تصالحي مع الدول الشقيقة التي قطعت علاقاتها معها. وتمسكت بعدم تغيير سياستها التي وصفتها دول صديقة وشقيقة بأنها «تساند الإرهاب». وسارعت خلال مؤتمرات صحافية لمسؤوليها إلى الحديث عن «سيادة القرار الوطني» من دون الأخذ في الاعتبار مصالح دول الخليج ودول عربية في الشرق الأوسط.

وقال وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن حصار بلاده «انتهاك للقانون الدولي»، وإن هناك محاولة لتعبئة الرأي العام الدولي ضد قطر.

وقالت الحكومة القطرية إن «البيان المشترك الأخير الذي أصدرته الدول الأربع في ما يتعلق بقائمة تمويل الإرهاب لا أساس له».

وحتى الآن لم تتفاعل الدوحة إيجاباً مع جهود بذلها الرئيس الأميركي وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، من أجل تخفيف الأزمة، التي أدت إلى تراجع إضافي قياسي لسعر صرف الريال، الذي واصل هبوطه أمام الدولار في سوق العقود الآجلة صباح الجمعة وسط مخاوف من نزوح رؤوس الأموال بسبب الأزمة.

واعتمد مجلس الوزراء الإماراتي قائمة الأفراد والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بقطر بالتزامن مع تعميم أصدره البنك المركزي الإماراتي لمراقبة أي تحويلة لمن ورد اسمه في القائمة السوداء. ذلك مع حملة للمساجد تؤكد «خروج الدوحة في تصرفاتها عن الدين والشريعة التي تؤكد دور الجار في حماية أمن واستقرار جاره وشقيقه».

وحض قرار مجلس الوزراء «الجهات الرقابية كافة على متابعة وحصر أي أفراد أو جهات تابعة أو مرتبطة بأية علاقة مالية أو تجارية أو فنية أو أي علاقة أخرى مهما كان نوعها مع الأسماء الواردة في القائمة واتخاذ الإجراءات اللازمة وفق القوانين سارية المفعول في الدولة».

وحض ناطق باسم الحكومة الألمانية إيران أمس، على تجنب أي تحركات من شأنها تصعيد التوتر في الخليج، وأكد معارضة برلين أي دولة تمول الجماعات المتطرفة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية مارتن شيفر إن «دول الخليج تعتقد أن إيران تلعب دوراً في النزاع من خلف الكواليس، لكن يجب على طهران ألا تفعل أي شيء يزيد التوتر».

وقال شيفر في مؤتمر صحافي «على أي حال من المهم عدم القيام بشيء على الجانب الآخر من الخليج… لصب الزيت على النار».

وفي إسطنبول، صدق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تشريع لإرسال قوات إلى قطر تعبيراً عن الدعم للدوحة. وكان البرلمان التركي أقر مشروع قانون الأربعاء في هذا الشأن، وأعلن مكتب أردوغان تصديقه عليه في وقت متأخر ليل الخميس ونشر في الجريدة الرسمية أمس الجمعة، لتكتمل بذلك العملية التشريعية لنشر القوات التركية في قطر. وقالت صحيفة «حرييت» في موقعها على الإنترنت أمس، إن طائرات وسفناً حربية تركية سترسل إلى قطر بعد نشر أولي لقوات تركية في قاعدة في الدوحة.

وقالت الصحيفة إن «عدد الطائرات والسفن الحربية التركية التي ستتجه إلى القاعدة سيتضح بعد إعداد تقرير يقوم على تقدير أولي (للموقف) في القاعدة». وأضافت أن وفداً تركياً سيسافر إلى قطر في الأيام المقبلة لتقدير الموقف في القاعدة التي يوجد بها حالياً نحو 90 جندياً تركياً.

ولم يتسن الحصول على تعليق على تقرير الصحيفة من المسؤولين الأتراك، لكن الصحيفة قالت إن هناك خططاً لنشر ما بين 200 و250 جندياً في غضون شهرين في المرحلة الأولية.

وفي نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى ضرورة تضافر الجهود «للحفاظ على الوحدة الإقليمية» بين دول الخليج العربية. وأعرب الناطق باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك عن «الأمل في أن تنجح المبادرات الإقليمية الجارية حالياً» في خفض التوتر، مشيراً إلى أن الأمين العام «بحث هذه المسألة مع عدد من المسؤولين الذين التقاهم في اجتماعات ثنائية» أثناء وجوده في آستانة.

 

تيلرسون: الحصار على قطر يضر بنشاط شركات أمريكية

(رويترز): دعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون اليوم الجمعة السعودية ودول خليجية أخرى لتخفيف حصارها على قطر وقال إن الحصار يتسبب في تداعيات إنسانية غير مقصودة ويضر بنشاط الشركات الأمريكية في المنطقة ويؤثر على المعركة التي يقودها الجيش الأمريكي ضد الدولة الإسلامية.

 

وقال تيلرسون في بيان مقتضب للصحفيين “توقعاتنا أن تقوم تلك الدول على الفور باتخاذ خطوات لوقف تصعيد الموقف وتبذل جهدا صادقا لحل الخلافات بينها”.

 

وكان مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية رفض ذكر اسمه قد قال إن الرئيس دونالد ترامب تحدث هاتفيا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الجمعة لبحث موضوع قطر وضرورة وحدة الخليج.

 

وهذا رابع اتصال هاتفي يجريه ترامب مع زعيم في المنطقة منذ أن قطعت دول خليجية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر يوم الاثنين متهمة إياها بدعم إسلاميين وإيران.

 

أمنستي: الدول “المقاطعة” لقطر تتلاعب بحياة الآلاف من الخليجيين

الدوحة ـ “القدس العربي” من إسماعيل طلاي: قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن المملكة العربية السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة تتلاعب بحياة الالاف من سكان الخليج كجزء من نزاعهم مع قطر وتقسيم الأسر وتدمير سبل معيشة شعوب وتعليمها.

 

وقد أجرى باحثو المنظمة مقابلات مع عشرات الأشخاص الذين تأثرت حقوقهم الإنسانية بسلسلة من الإجراءات الكاسحة التي فرضتها دول الخليج الثلاث على نحو تعسفي في نزاعهم مع قطر.

 

وقال جيمس لينش، نائب مدير برنامج القضايا العالمية لمنظمة العفو الدولية الذي كان في الدوحة الأسبوع الماضي: “بالنسبة لآلاف الأشخاص المحتملين في جميع أنحاء الخليج، فإن تأثير الخطوات المفروضة في أعقاب هذا النزاع السياسي هو المعاناة والحزن والخوف” .

 

وأضاف لينش “هذه التدابير الجذرية لها بالفعل تأثير وحشي، وفصل الأطفال من الآباء والأمهات والأزواج من الزوجات ليس فقط من قطر، ولكن أيضا من الدول التي تنفذ هذه التدابير وقال لينش في هذا الصدد “إن هؤلاء الضحايا قد يفقدون الوظائف ويتعطل تعليمهم، مطالبا جميع الدول المشاركة في هذا النزاع أن تضمن ألا تؤدي أعمالها إلى انتهاكات لحقوق الإنسان. “

 

وذكرت منظمة العفو الدولية في بيان لها أنها تشعر بقلق بالغ إزاء تأثير بعض هذه الخطوات على الحق في الحياة الأسرية والتعليم.

 

واعتبرت المنظمة أن حرية التعبير في الخليج تواجه ضربة جديدة وتعرض الناس في البحرين والسعودية والإمارات للتهديد بعقوبة قاسية إذا كانوا يجرؤون على انتقاد هذه التدابير.

 

وقال بيان أمنيستي: في 5 حزيران/ يونيو الجاري، أمرت الدول الثلاث المواطنين القطريين بمغادرة أراضيهم في غضون 14 يوما، وأعلنت أن جميع رعاياها اضطروا للعودة من قطر، مهددين عقوبات على أي شخص لم يعد خلال هذا الإطار الزمني. ووفقا للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، يعيش أكثر من 11 ألف مواطن من البحرين والسعودية والإمارات العربية المتحدة في قطر. ويعيش العديد من القطريين أيضا في البحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقد تتأثر جميعها بهذه التدابير.

 

وأكدت منظمة العفو الدولية على أن الأشخاص الذين لهم علاقات من دول الخليج الأخرى معرضون بشكل خاص للخطر. وقد وثقت منظمة العفو الدولية عدة حالات من أولئك الأشخاص الذين انقطعوا عن أولياء أمورهم أو أطفالهم أو ازواجهم.

 

وقالت إن السلطات الإماراتية رفضت دخول أحد القطريين، الذي عاش في دولة الإمارات العربية المتحدة مع عائلته لأكثر من 10 سنوات وأعيد إلى قطر أثناء محاولته العودة إلى دبي من الدوحة، بعد الإعلان عن التدابير في 5 يونيو / حزيران. أما زوجته فهي مواطنة إماراتية، ومن ثم فهي محرومة من السفر إلى قطر، في حين أن أطفاله من المواطنين القطريين، ومن ثم يطلب منهم مغادرة دولة الإمارات العربية المتحدة. وهو الآن منفصل عن عائلته ولا يعرف متى سيراها لاحقا.

 

وأفادت المنظمة في بيانها أن رجلا سعوديا يعيش في الدوحة مع زوجته القطرية قال لها إنه غير قادر على زيارة والدته التي تعاني من مرض خطير في المستشفى في المملكة العربية السعودية لأنه إذا غادر البلاد  لن يتمكن من العودة إلى قطر وسيحرم من رؤية زوجته وأطفاله .

 

وأبلغت امرأة قطرية المنظمة أنها كانت في طريقها إلى البحرين للعيش مع زوجها، وهو مواطن بحريني، عندما اتخذت التدابير.

 

وقالت “كنت سعيدة جدا بالزواج العام الماضي … قبل الحظر، بينما كنت أبحث عن وظيفة في البحرين سأذهب إلى هناك في نهاية كل أسبوع، لرؤية زوجي، عائلتي، بيتي. عندما فعلوا ذلك، كيف يمكن أن لا يفكروا في الناس؟ “

 

كما أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع عدد من الطلاب القطريين المعنيين لم يتمكنوا من مواصلة تعليمهم في الإمارات والبحرين. وقالت إحدى الطالبات إن جميع دروسها في دولة الإمارات العربية المتحدة عن بقية السنة قد ألغيت فورا.

 

واستنكرت المنظمة هذا السلوك قائلة “إن سلطة الدولة في تنظيم الهجرة وتقييدها مقيدة بالقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا يمكن تبرير التمييز في المعاملة بين فئات مختلفة من غير المواطنين إلا إذا كانت ضرورية لتحقيق هدف مشروع″. وأضافت أن التقسيم التعسفي للأسر كجزء من سياسات الهجرة ينتهك الحق في الحياة الأسرية.

 

الحشد الشعبي” يتولى إدارة مناطق حدودية مع سوريا

(الأناضول) قال مصدر عسكري عراقي السبت، إن قوات الحشد الشعبي ستتولى إدارة المناطق التي وصلتها والواقعة على الحدود مع سوريا غربي مدينة الموصل، ريثما تسلم تدريجياً للقوات الأمنية.

 

وأوضح جبار حسن النقيب في الجيش العراقي، إن “الحشد أنهى عملياته العسكرية في القاطع الغربي للموصل بعد أن استعاد جميع قرى ومناطق المدينة الواقعة على الحدود مع سوريا، وستبقى فصائله تسيطر عليها حتى تسليمها تدريجياً إلى الجيش والشرطة”.

 

وفيما يتعلق بمعركة الاستيلاء على قضاء تلعفر الواقع غرب الموصل، لفت حسن إلى أن “العملية ستتم عقب الانتهاء من استعادة جميع الأحياء في الجانب الغربي للموصل، وذلك من خلال قوات مشتركة من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية”.

 

وأشار إلى أن “قرار عدم إشراك فصائل الحشد الشعبي بمعركة القضاء لا يزال قائماً”.

 

ومن المقرر أن يحكم الحشد الحصار على القضاء الواقع على بعد نحو 65 كيلومتراً غرب الموصل، تمهيدا لقيام الجيش العراقي بعملية الاقتحام وفق ما أمر به رئيس الوزارء حيدر العبادي تجنباً لإثارة النعرات الطائفية في تلعفر الذي يقطنها أغلبية تركمانية من المذهبين الشيعي والسني.

 

والجمعة أعلن الحشد الشعبي السيطرة على المناطق الحدودية مع سوريا غربي الموصل، في إطار العملية التي بدأتها في 11 مايو/أيار الماضي بإسناد من طيران الجيش العراقي.

 

وقال أبو مهدي المهندس نائب قائد الحشد في مؤتمر صحافي عقده ببغداد، إن قواته “ستبقى على استعداد للمشاركة بمعركة تحرير تلعفر بعد صدور أوامر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي”.

 

واستردت القوات العراقية شرقي الموصل في يناير/ كانون الثاني الماضي، وبدأت في هجوم جديد في 27 مايو/ أيار الماضي للسيطرة على الجيب المتبقي تحت سيطرة  تنظيم “الدولة الاسلامية”(داعش) في الجانب الغربي من المدينة.

 

عشرات القتلى والجرحى من قوات النظام في تفجير سيارة مفخخة في حلب

«هيئة تحرير الشام» تطلق الرصاص على مظاهرة في معرة النعمان في إدلب

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أصيب خمسة أشخاص بجروح جراء إطلاق عناصر «هيئة تحرير الشام» الرصاص على مئات المتظاهرين في مدينة معرة النعمان، في ريف إدلب الجنوبي، أمس الجمعة.

وقال عضو في مجلس مدينة المعرة المحلي إن «مظاهرات حاشدة خرجت اليوم(أمس) عقب صلاة الجمعة نددت بممارسات عناصر هيئة تحرير الشام ضد المدنيين وفصائل الجيش الحر، مطالبين الهيئة بالخروج من المدينة».

وأضاف عضو المجلس، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن «عناصر هيئة تحرير الشام سارعوا إلى إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بعد خروجهم من المسجد لتفريقهم ومنعهم من التجول في شوارع المدينة، ما أدى إلى إصابة خمسة اشخاص بجروح».

وأكد المسؤول المحلي أن «مدينة معرة النعمان تشهد حالة من التوتر وانتشارا مكثفا لمسلحي هيئة تحرير الشام داخل المدينة، كما تشهد المدينة اشتباكات متقطعة مع عناصر الفرقة 13 التابعة للجيش السوري الحر، التي تعرضت مقراتها لهجوم مساء أول أمس الخميس، قتل خلاله العقيد تيسير السماحي وثلاثة عناصر آخرين خلال الهجوم على مخفر المدينة، الذي يعتبر مقر السلطة الأمنية فيها، والذي يديره السماحي، حيث تمت تصفيته ميدانياً، بعد إطلاق عدة رصاصات على رأسه».

إلى ذلك قتل 15 شخصا وأصيب أكثر من 20 آخرين من قوات الحكومة السورية والمسلحين الموالين لها جراء تفجير عربة مفخخة في تجمع لهم في ريف حلب الشرقي، أمس الجمعة.

ونقلت مصادر اعلامية سورية معارضة أن تنظيم «الدولة» استهدف بسيارة مفخخة تجمعا لقوات النظام على أطراف قرية محمد ديب جنوب بلدة مسكنة في ريف حلب الشرقي «سقط خلالها 15 قتيلاً و22 جريحاً، كما دمرت 4 آليات عسكرية لقوات النظام والميليشيات الموالية لها».

وتشهد قرى شرق مدينة مسكنة، التي سيطرت عليها القوات الحكومية الأسبوع الماضي، مواجهات بين قوات النظام ومسلحي تنظيم «الدولة»، حيث قصفت طائرات حربية سورية الخميس بلدة دبسي عفنان أول بلدة في ريف الرقة الغربي التي ما زالت تحت سيطرة تنظيم «الدولة»، وتسعى القوات الحكومية لطرد تنظيم «الدولة» من ريف الرقة الغربي وصولاً إلى مدينة الطبقة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، أمس الجمعة، أن غارات جوية شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مستشفى ميداني ومسجد في منطقة تخضع لسيطرة التنظيم شرقي سوريا، أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين على الأقل.

وأفاد المرصد السوري بأن الضربات استهدفت قرية جديد عكيدات في ريف دير الزور شرقي سوريا. ويسيطر تنظيم «الدولة» على أكثر من نصف دير الزور. وأوضح المرصد ان من بين القتلى خمسة من العاملين في المجال الطبي.

وكثف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مؤخرا من غاراته الجوية التي تستهدف منشآت تنظيم «الدولة» في سوريا، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين، وفقا لما ذكره نشطاء محليون.

يذكر أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على صالة إنترنت وسقوط قذائف على مدينة الرقة شمال سوريا الخميس .

 

مفاوضات مع تنظيم «الدولـة» بوساطة الأمم المتحدة… وتنسيق لخروج جرحى ومقاتلي التنظيم من دمشق إلى الرقة

دمشق ـ «القدس العربي»: أكـدت مصادر أهليـة من ريف دمشـق أن وفـداً للأمم المتحدة قد دخل إلى حي الحجـر الأسـود، المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة في ريف دمشق الجنوبي، للبحث في سبل تأمين خروج مقاتلي التنظيم مع عائلاتهم من مناطق سيطرتهم على تخوم العاصمة، إلى دير الزور والرقة شرق سوريا.

وقال مصدر إعلامي من جنوب دمشـق في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» إن «الوفد المفاوض اجتمع مع قيادات في تنظيم الدولة في حي الحجر الأسود، بعد تأمين دخول الوفد للحي عبر حاجز العسالي، وسـط تحليق لطيران الاسـتطلاع فوق المنطقة، وانتشـار كثيف لعناصر التنظيم في الحي».

ونقل المتحدث الإعلامي عن مصادر خاصـة قولها إن «الأنباء تفيد بالتوصـل إلى اتفاق مبدئي يقضي بإخـراج دفعـة من جرحى تنظيم «الدولـة» إلى مناطق سـيطرته شرق سـوريا، وذلك خلال الأيام القليلة المقبلة، مضيفاً أن الاتفاق يبدو جدياً هذه المرة وقابلاً للتنفيذ أكثر من المرات السابقة التي باءت مفاوضاتها بالفشل».

وأشارت مجموعة «العمل من أجل فلسطينيي سوريا» في تقرير لها إلى أن اتفاقـاً عقد بين النظـام السـوري وهيئـة تحرير الشـام، ضمن اتفاق المدن الخمس، يقضي بتسهيل إخراج «الأمير السابق» لهيئة تحرير الشام وعائلته من جنوبي دمشق نحو الشمال السـوري، مقابل إخراج أربع حالات حرجـة من بلدتي «كفريا والفوعة» و 12 مرافقاً لهم. وقالت مجموعة العمل يوم الخميس من الأسبوع الفائت: «شـهد إخراج الأمير السابق لهيئة تحرير الشام» أبو جهاد الفوراني عبر حاجز «المأذنية» جنوبي دمشق نحو الشمال السوري، عقب هروبه قبل فترة وجيزة من مخيم اليرموك إلى حي «المأذنية».

وكان تنظيم «الدولة» قد افتتح أواخر الشـهر الفائت باب التسجيل أمام الراغبين بالخروج معه من المدنيين في الأحياء التي يسيطر عليها جنوب العاصمة السورية دمشق، إلى مناطق سيطرته شرق سوريا، وفقاً لمنشورات وزعها التنظيم على أحياء الحجر الأسـود الذي يعتـبر معقـله الرئيسي، إضـافة إلى أحياء من مخيم اليـرموك والتضـامن والعسـالي في جنـوب دمشـق.

ووفقاً للإعلان المنشور الذي جاء فيه «تفتح الدولة الإسلامية الباب لاصطحاب عوام المسلمين الراغبين بالهجرة لأراضي الخلافة الإسلامية، شريطة تسجيل أسمائهم في إحدى النقاط الإعلامية التـالية»، فإن التـنظيم سـمح بتسـجيل أسـماء المدنيين الراغبين بالخـروج مع مقاتليـه وعائـلاتهم، في ثلاثة مراكز إعلامية وهي «نقطـة أبي محمد العدناني العروبة، ونقطة الأقصى الأسـير، جانب جامع فلسطين في مخيم الـيرموك، إضــافة إلى نقطة عمر الشيشاني في حي العسالي»، وحدد المنشور ساعات التسجيل ما بين الحادية عشرة صباحاً والسابعة مساءً.

وقال ناشط إعـلامي لـ «القدس العربي»: إن بلدات جنوب دمشق الثلاث ستكون في موقف حرج بعد خروج تنظيم «الدولة» منها، حيث ستتعرض الفصائل المعارضة المرابطة في مناطق سيطرتها هناك، لضغوط من قبل النظام في الخارج وشيوخ المصالحة وأنصارها في الداخل، وستكون الفصائل بين خيارين أحلاهما مر، فإما التهجير القسري الذي سيجعل جنوب دمشق نموذجاً عن الضاحية الجنوبية في بيروت، وإما الحرب التي يعارضها الكثير من أهالي البلدات وعلى رأسهم شيوخ المصالحة مما قد ينذر باصطدام داخلي لا تحمد عقباه.

وأضاف «لجنوب دمشق لجنة سياسية مختصة بالمفاوضات ولا نعلم بالضبط ما القرار الذي قد تتخذه اللجنة، وبصراحة خيار الحرب خيار مطروح بقوة ومطلب لكثير من العسكريين والناشطين لكن لا نستطيع التنبؤ بما قد يحدث خلال المفاوضات»، موضحاً أن «لجنة المفاوضات تضم عسكريين ومدنيين، ولكل وجهة نظره ورؤيته».

ورأى أنه لا بد من مفاوضات جديدة مع النظام السوري بناء على المتغيرات الحالية، وقال: «ليس هناك أي عذر لنا بالتخلف عن الدفاع عن المنطقة التي حررناها بدماء آلاف الشهداء والمعتقلين، على الفصائل التجهز لجميع الخيارات وحسم الموقف، وإبعاد شيوخ المصالحة عن المشهد السياسي، والبدء بمفاوضات جديدة بعيداً عن فكرة المصالحة».

 

تزايد التوتر بين الوحدات الكردية ونظام الأسد في الحسكة

عبد الرزاق النبهان

حلب ـ «القدس العربي»: تشهد محافظة الحسكة في شمال شرقي منذ الأربعاء الماضي، توتراً أمنياً كبيراً بين قوات نظام الأسد من جهة وقوات الآسايش ووحدات الحماية الكردية التابعة للإدارة الذاتية من جهة أخرى، وذلك على خلفية إعطاء الاتحاد الديمقراطي مهلة لقوات النظام لإخلاء بعض المقار الحكومية والنقاط العسكرية في حي المساكن وشارع القضاة في المحافظة.

وأكد الناشط الإعلامي باسل الحسين لـ «القدس العربي»، أن التوتر لا يزال قائماً بين قوات الآسايش ووحدات الحماية الكردية ونظام الأسد في مدينتي الحسكة والقامشلي، حيث تواصل الوحدات الكردية نشر قواتها بكثافة حول المربع الأمني في الحسكة، لكن دون حدوث اشتباكات حتى الآن.

وأضاف، أن الاتحاد الديمقراطي أعطى قوات النظام مهلة لساعات من أجل إخلاء بعض المقار الحكومية والنقاط العسكرية في حي المساكن وشارع القضاة بالمدينة، بالإضافة إلى صرف جميع الشبيحة المتواجدين في حي المساكن وتسليمها ما تبقى من هذه الشوارع في أسرع وقت ممكن باستثناء «أمن الدولة – مبنى الحزب – الشرطة العسكرية»، إلا أن نظام الأسد لم يستجب للمطالب حتى اللحظة.

وأوضح الحسين أن أحياء المدينة الشمالية والشرقية والجنوبية والمركز «السوق» تشهد هدوءاً نسبياً، باستثناء منطقة «البريد والكنيسة وشارع القضاة، بينما استقدمت وحدات الحماية الكردية مجموعة جديدة من مقاتليها الذين تمركزوا على أسطح المباني العالية، وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي.

ويرى الناشط السياسي عمار مطرود، أن سبب التوتر الحاصل بين وحدات الحماية الكردية ونظام الأسد لا يتعدى النزاع بينهما من أجل السيطرة على حي القضاة الذي يخضع لسيطرة قوات النظام، وتتشارك مع «ب ي د» في السيطرة على مدينة الحسكة.

وأضاف لـ»القدس العربي»، أن الاتحاد الديمقراطي الكردي يتخوف حالياً من تفاهم يجري تحت الطاولة في منطقة الجزيرة السورية بين نظام الأسد والحشد الشعبي العراقي الذي وصل إلى الحدود الإدارية للمحافظة، إضافة إلى قرار نظام الأسد تشكيل الحشد الشعبي السوري في مدينة القامشلي.

ويعتقد مطرود أن الأمور في الحسكة لن تكون مرشحة لمزيد من التأزيم، بل هي رسالة من الاتحاد الديمقراطي الكردي لنظام الأسد لكي لا يذهب بعيداً في تنسيقه مع الحشد الشعبي العراقي وتشكيل ميليشيات جديدة من العشائر العربية في المحافظة دون التنسيق معه وهذا ما يقلق الوحدات الكردية في الوقت الراهن.

أما الصحافي الكردي السوري آلان حسن فيقول لـ «القدس العربي»: إن التوتر الحاصل في الحسكة مردّه هو الشقاق المتزايد بين الطرفين حول مقاربة تقاسم السيطرة في بعض مناطق شرق سوريا، وكذلك التدخل العسكري الخارجي، خصوصًا الأمريكي، في الحرب السورية.

وأضاف أن وحدات حماية الشعب، الفصيل الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية، هي الحليف الأول للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ومؤخرًا بدأت «القوات» حملة السيطرة على مدينة الرقة، عاصمة تنظيم الدولة، حيث قصف الطيران السوري أحد مواقعه، الأمر الذي زاد حدة الخلاف بينهما، مما أدى إلى توتير الأجواء الأمنية في مناطق السيطرة المشتركة، ومنها مديـنة الحسـكة.

ويرى حسن أننا في الأيام المقبلة سنشهد توترات أخرى متزامنة مع الخلافات العسكرية بين «الوحدات» وجيش النظام كلما تقدمت قوات سوريا الديمقراطية في معاركها ضد تنظيم الدولة، والخاسر الأكبر بالطبع مدنيو المحافظة الذين يدفعون فواتير خلافات الأطراف السياسية والعسكرية.

الجدير بالذكر أن نظام الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يتشاركان في السيطرة على محافظة الحسكة، حيث شهدت المحافظة في آب/أغسطس الماضي اشتباكات بينهما تطورت لأول مرة إلى استخدام نظام الأسد بشكل مباشر الطيران الحربي لقصف مقرات كردية في الحسكة، حيث تفرض قوات الأسد سيطرتها على المربع الأمني داخل الحسكة وعلى فوج كوكب العسكري، فيما تسيطر الوحدات الكردية على باقي المناطق في المحافظة.

 

سياسيون وعسكريون في المعارضة السورية: إدلب ليست قندهار… ومصيرها يتأرجح بين واشنطن وأنقرة

القاهرة ـ من جاكلين زاهر – د ب أ: تحولت إدلب خلال العامين الماضيين لوجهة لأغلب عناصر الفصائل المسلحة الذين قصدوها قسرًا بعد سلسلة من اتفاقيات المصالحة والتهجير التي فرضتها الحكومة السورية عليها بعد خسارتها للعديد من المناطق التي كانت تحت سيطرتها، الأمر الذي دفع البعض للتخوف من احتمالية أن توجه الحكومة السورية لها ضربة عسكرية قاصمة خاصة مع دأبها على تصويرها على أنها «قندهار سوريا» من حيث تحولها لمعقل للإرهابيين.

إلا أن سياسيين وعسكريين بالمعارضة أكدوا أن سيناريو الضربة أو «المحرقة» قد ابتعد كثيراً وأن مصير إدلب، شمال غربي سورية، يتأرجح الآن، وفقاً لتطورات توازنات القوى، ما بين واشنطن وأنقرة.

يقول محمد أبو زيد المتحدث باسم «حركة أحرار الشام»، «من الوارد جدًا أن يكون هدف النظام من عملية إخراج المقاتلين من جميع أنحاء سورية لإدلب هو التمهيد لضربها، خاصة مع تصويره لها كمعقل للتطرف والإرهاب لا محافظة محررة يختارها الثوار لخروجها عن سيطرته منذ آذار/مارس من عام 2015».

وأضاف «رغم أن وجود «هيئة تحرير الشام» بإدلب (التي تشكل جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) القوة الأبرز فيها)، قد يصب في صالح الصورة السلبية التي يحاول النظام رسمها عنها أمام المجتمع الدولي لتصنيفها دولياً كمنظمة إرهابية، إلا أننا كحركة نرفض اتخاذ ذلك ذريعة لتوجيه ضربات للمحافظة بأكملها وقتل الثوار والمدنيين، خاصة وأن الهيئة بالنسبة لنا فصيل ثوري يقاتل النظام.»

ورفض اعتبار حالات الاقتتال التي تحدث بين الحين والآخر بين الفصائل المسلحة داخل المحافظة دليلاً على همجيتهم وعنفهم، وأشار إلى أن «هذا أمر وارد جدًا في ظل اتساع المساحة وغياب سلطة مركزية تضبط الأوضاع بشكل كامل».

ويؤيده في ذات الرؤية عضو ومستشار المكتب السياسي لحركته إياد الشعار، معتبراً أن «النظام يتاجر إعلامياً بإدلب عبر تصويرها كإمارة يقطنها كبار الجهاديين أو قندهار سوريا».

ونفى الشعار أن تكون لـ»هيئة تحرير الشام»، التي يُنظر إليها على أنها امتداد للفكر القاعدي، اليد العليا بإدلب، وشدد على أنها «لا تملك أكثر من عشرين مقراً في كل المحافظة»، وأن حركته هي الفصيل الأقوى والأكثر عددا حيث تضم 44 ألف مقاتل منهم 17 ألفا في إدلب، فضلا عن سيطرتها على ثلاثة معابر حدودية مع تركيا منها معبر باب الهوى وعدد من الحواجز والنقاط الأمنية والمكاتب السياسية والخدمية.

وحول الأوضاع داخل المدينة في ظل الانتقادات المدنية والحقوقية الموجهة للفصائل المسلحة، قال «كل الفصائل لديها سجون، والقائمون على أمر القضاء لدينا في الحركة شرعيون وليسوا قيادات عسكرية، كما أننا أوقفنا الحدود الشرعية لأننا في زمن حرب… وعموما لا يجوز المطالبة بالمثالية والديمقراطية في ظروف استثنائية كالتي نمر بها… والشائعات على مواقع التواصل كثيرة، نعم تحدث تجاوزات من الفصائل المسلحة فالسلاح له زهوته… ولكن الأهالي ينتفضون ضد هذه الممارسات، وبالمقابل تتعامل الفصائل مع مطالبهم بسلمية».

وبشأن تصوره لمصير إدلب، أكد «سعي تركيا لتشكيل جيش حر جديد موحد من كل الفصائل ذات الثقل في إدلب»، ملمحاً إلى «احتمالية انضمام حركته له».

ورداً على تساؤل حول ما إذا كان هذا يعني القبول بالوصاية التركية المستقبلية على إدلب، أجاب «أليس هذا أفضل من الوصاية الروسية؟… على الأقل فإن تركيا لطالما وقفت بجانب المعارضة، كما أن سعيها لتأمين حدودها أو للتصدي لمحاولات الأكراد الانفصالية مفهوم».

أما القيادي بـ «الجيش الحر» فارس البيوش فيؤكد أن «هدف تركيا من المجموعات التي تدربها حاليا، والتي يقترب قوامها من ثلاثة آلاف عنصر، هو القضاء على الفكر القاعدي بمناطق سيطرة المعارضة وفي مقدمتها إدلب، وليس كما يتردد عن عزمها استخدام تلك المجموعات كذراع عسكري لها في إدلب لفرض وصايتها عليها».

وقال «نعم هيئة تحرير الشام ليست الأقوى عدديا، ولكنها الأفضل من حيث قوة المقاتلين وإمكانياتهم وجاهزيتهم البدنية والتسليحية… ولا سبيل للتغلب عليها عسكريا إلا بالتدخل التركي».

ويؤيد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «هيئة تحرير الشام» هي «القوة الأبرز في إدلب سواء كفصيل يسيطر على الحواجز الأمنية أو من حيث انتشار مكاتبه، فضلا عن، وهو الأهم، سيطرة ناشطين وإعلاميين مقربين منه على هيئات إعلامية ومنظمات إغاثية يقصدها أغلب الأهالي والمهجرين تحديداً» .وأضاف أن «ميزان القوى العسكرية في إدلب بعد الهيئة يتوزع ما بين فصيلي أحرار الشام وجيش الإسلام الصيني التركستاني، يليهما فيلق الرحمن والجيش الحر».

أما عن الحياة داخل المحافظة، فيقول «إدلب استقبلت حتى الآن ما يقرب من عشرين ألف مقاتل قدموا لها من كل أنحاء سورية مع عوائلهم الذين قد يتجاوز عددهم مائتي ألف، واستقبلت أيضاً، وهنا المأساة، عملاء مخابرات من كل صوب وحدب تحت لافتات المنظمات الإغاثية … فضلاً عن كونها ساحة لتجارة الآثار والدعارة، تحت إشراف ومباركة أمراء الفصائل المسلحة الكبرى».

وبالمثل، يتوقع عبد الرحمن أن «تكون إدلب بالمستقبل من نصيب تركيا ودول الخليج عند تقسيم سوريا لمناطق نفوذ»، مرجحاً أن «تتم إضافة مناطق أخرى مجاورة لها لمنطقة النفوذ هذه».

واستبعد الناشط المدني هادئ العبد لله دخول أي قوات تركية لمحافظته في التوقيت الراهن رغم كثرة الحديث بين أهالي إدلب عن ذلك. وشدد، على أن «تركيا لن تخاطر بالدخول دون اتفاق مسبق مع هيئة تحرير الشام، وإلا كانت هناك مواجهة شرسة بينهما». ويؤكد العبد لله أن «الوضع في إدلب تحسن كثيراً، خاصة مع خروج مقار الفصائل المسلحة من المدينة بناء على طلب الأهالي لتجنب أي قصف، كما أن المضايقات التي كانوا يتعرضون لها على يد المتشددين كالتضييق على ملابس النساء ورفض الاختلاط وتحريم الموسيقى قد تقلصت بدرجة كبيرة».

ويضيف «بالطبع هناك مواطنون أبرياء موجودون بسجون الفصائل المسلحة جراء تهم كيدية… ولكن في المقابل، في الشق الاقتصادي، تتم الاستجابة للضغوط الشعبية ويتم إلغاء بعض ما يُفرض من ضرائب أو إتاوات على التجار والصيارفة».

أما رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق والمحلل السياسي سمير النشار فيرى أنه لم يعد مسلّما أن مصير إدلب سيكون بيد تركيا، وذلك بعد عودة الدور الأمريكي لمسرح الأزمة السورية بقوة بعد حادثة ضرب خان شيخون بالكيميائي. ويضيف أن هذا «جعل النظام يشعر أنه مراقَب دوليا، وربما تراجع عن هدفه الأكبر وهو توجيه ضربة كبرى لإدلب».

واستبعد المحلل السياسي، أي تعاون تركي أمريكي في سورية، موضحا أن «اللقاء بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان كان سلبيا… كما أن الاتفاق الذي نتج عن اجتماع آستانة الأخير عزز تقارب تركيا وروسيا ومعهما إيران خِصم ترامب، وكرّس لأن تصبح سورية ساحة تقاسم نفوذ بين الدول الثلاثة فقط دون دور أو نصيب واضح للولايات المتحدة أو الدول العربية أو حتى الفصائل المسلحة التي أيقنت مبكراً غرض الاتفاق فرفضته كهيئة تحرير الشام التي عززت مواقعها بإدلب تحسباً لأي محاولة تركية لفرض الاتفاق بقوة السلاح».

وفي معرض تأكيده على أن المصلحة الأمريكية في بسط النفوذ على المحافظة أكبر من المصلحة التركية، قال «العدو الحقيقي لتركيا هو وحدات حماية الشعب الكردية، لا الفصائل المتشددة، وفي مقدمتها داعش، وتركيا لا تولي اهتماماً كبيراً لتقليص تواجد النظام، حليف طهران، كما هو الحال بالنسبة لأمريكا».

 

اتفاق ينهي المظاهر المسلحة بمعرة النعمان ويحل الفرقة 13

عدنان علي

توصل فصيل “جيش إدلب الحر”، إلى اتفاق مع “هيئة تحرير الشام” مساء أمس الجمعة، يقضي بإنهاء المظاهر المسلحة داخل مدينة معرة النعمان في مدينة إدلب شمال سورية، وحل الفرقة (13) بشكل كامل.

وقضى الاتفاق بحسب ما نشر نصه الطرفان الموقعان عليه في مواقعهما الرسمية بتسليم جميع مقار الفرقة 13 إلى “جيش إدلب الحر”، باستثناء مقر “مبنى الفرقة” الذي سيسلم إلى “هيئة إدارة الخدمات” في المدينة.

كما يشمل الاتفاق تشكيل لجنة قضائية يتفق عليها الجانبان للنظر في الأحداث الأخيرة في معرة النعمان، وما نتج عنها من قتلى وإصابات، على أن يتكفل “جيش إدلب الحرّ” بموجب الاتفاق بتسليم جميع المطلوبين من الفرقة (13) إلى لجنة قضائية.

وكانت مدينة معرة النعمان الواقعة جنوب المدينة بنحو 30 كيلومترا، شهدت خلال اليومين الماضيين اشتباكات بين هيئة تحرير الشام وعناصر من الفرقة (13) التابعة لـ”الجيش السوري الحر”، ما تسبب في سقوط قتلى من الطرفين.

وقال ناشطون إن أحداث معرة النعمان بدأت على خلفية مقتل والد القيادي في “تحرير الشام” أكرم الترك برصاص مجهولين، لكن الهيئة اتهمت عناصر من الفرقة (13) بالوقوف وراء مقتله.

وشهدت المدينة مظاهرة تطالب عناصر الهيئة بالخروج من المدينة، ولدى اقترابهم من أحد الحواجز التابعة للهيئة، حدثت مشادات كلامية، وتم إطلاق نار باتجاه المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم.

وكانت “هيئة تحرير الشام” سيطرت على حواجز تابعة لـ”فيلق الشام” في الريف الجنوبي لإدلب، وذلك على خلفية هذه التطورات.

إلى ذلك، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات نسبت إلى مصادر في “الفرقة 13” تفيد برفض الأخيرة حل نفسها، معتبرة أن قرار حلها أمر يقرره قائدها العام، المقدم أحمد السعود.

كما جاء في هذه التصريحات أن “الفرقة 13” لم تفوض “جيش إدلب الحر” للتفاوض عنها.

ووقعت في وقت سابق، اشتباكات بين “الفرقة 13″ و”جبهة النصرة” سابقا (المكون الأبرز في “هيئة تحرير الشام”)، التي تشكلت مؤخراً من اندماج عدد من الكتائب الإسلامية، واعتقلت “النصرة” في حينها أكثر من 50 مقاتلا من “الفرقة 13″، لتشهد بعدها المدينة موجات احتجاجات ضدها.

إلى ذلك، نظم ناشطون ومدنيون أمس وقفة احتجاجية ضد “هيئة تحرير الشام” في مدينة سراقب شمال مدينة إدلب على خلفية هذه التطورات.

وندد المحتجون بما سموه ممارسات “تحرير الشام” ضدّ المدنيين وفصائل الجيش السوري الحر في مدينة معرة النعمان.

وكانت “تحرير الشام” أعلنت في بيان لها إنهاء هجومها على المدينة، الذي قالت إنه استهدف “ملاحقة مفسدين”، وأكدت أنها اعتقلتهم.

 

صفقة تُعيد 200 لاجئ من عرسال إلى عسال الورد

منير الربيع

نجح أبو طه العسالي في إبرام إتفاق عودة أعداد من اللاجئين السوريين من عرسال إلى بلدة عسال الورد في القلمون الغربي. مسعى أبو طه الذي بدأ قبل أشهر، وكان جزءاً من إتفاق واسع، لا يشمل المدنيين فحسب، بل يشمل المسلحين في فصائل المعارضة السورية، وتحديداً سرايا أهل الشام، توقف لفترة بعد معارضة المسلحين له، فيما أصر أبو طه على العودة.

 

بدأت المفاوضات في شباط الماضي. في تلك الفترة، عرض حزب الله على اللاجئين والمسلحين مغادرة الجرود وبعض مخيمات عرسال، والعودة إلى قراهم في القلمون. كان العرض سخياً بالنسبة إليهم، لاسيما أن عدد اللاجئن الذي جرى التفاوض بشأنه، بلغ نحو 10 آلاف.

 

لكن، لدى نقاش تفاصيل الإتفاق، الذي على اللاجئين والمسلحين العودة بموجبه، شابته اعتراضات، خصوصاً من قبل المسلحين الذين اعتبروا أن حزب الله يكرر معهم ما حصل مع مسلحي وادي بردى، إذ إن المفاوضات بدأت بعد إنجاز إتفاق قرى وادي بردى، وإخراج المسلحين والمدنيين منها، فيما بقي فيها عدد من المدنيين الذي قبلوا بالبقاء تحت سيطرة الحزب والنظام. ما عرضه الحزب على المسلّحين، هو إلقاء السلاح ومغادرة الجرود باتجاه خمس بلدات قلمونية، هي عسال الورد، المعرة، فليطا، والجانب السوري من بلدة الطفيل.

 

ما أوقف المفاوضات في تلك الفترة، هو الخلاف بين الفصائل وحزب الله، بشأن مسألة تسليم السلاح والعودة إلى القرى التي ستبقى خاضعة لسيطرة الحزب وإن ليس بشكل مباشر إنما عبر لجان تنسيق أمنية تتشكل من المسلحين ومنه ومن النظام السوري. وهذا ما اعتبرته الفصائل تطبيعاً، خصوصاً أنها استشفت من خلال ما عرض على المقتالين من تسوية أوضاع، بأن الأمر قد يدفع فيما بعد إلى إلزام الشباب بالذهاب إلى الخدمة العسكرية الإلزامية. بالتالي، القتال في صفوف النظام. توقفت المفاوضات عند هذا الحد، بعد رفض الفصائل لهذا الإتفاق. لكن أبو طه استمرّ في مسعاه، مع الإشارة إلى أن أعداد الراغبين بالعودة انخفض كثيراً بسبب موقف الفصائل.

 

بعد كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والذي اعتبر فيه أنه بإمكان اللاجئين العودة إلى قراهم وبلداتهم، تحرّك مسعى أبو طه مجدداً، وعمل على تجديد المفاوضات لأجل توفير ظروف العودة. وبعد إتصالات ومشاورات متكررة، تم الإتفاق على عودة نحو 200 شخص إلى بلدة عسال الورد، على أن يتم تسوية أوضاعهم في مبنى بلدية عسال الورد. وعلى إثر الإتفاق، تم ترتيب الموضوع مع الجانب السوري وحزب الله والجيش اللبناني، الذي فتح الطريق الذي سيعبره هؤلاء اللاجئون من عرسال إلى الداخل السوري.

 

حدد فجر السبت موعداً للعودة، عند الرابعة فجراً إنطلقت القافلة، التي اعتبرت أنها دفعة أولى، واختبار، أمام عودة مزيد لاحقاً. لا شك في أن هذه الخطوة يعتبرها أهالي عرسال إيجابية، وبأنها قد تخفف عنهم، رغم العدد القليل مقارنة مع أعداد اللاجئين السوريين في البلدة، والتي تبلغ نحو 80 ألف لاجئ. لكن العراسلة يعتبرون بأنها قد تكون مقدّمة لإنتقال مزيد من اللاجئين إلى الداخل السوري.

 

أما في السياسة، فالبنسبة إلى فصائل المعارضة، وتحديداً سرايا أهل الشام، فهي تعتبر أن للمفاوضات هدفاً سياسياً، خصوصاً بعد توقف المفاوضات العسكرية بين كل من حزب الله والسرايا، والحزب وجبهة فتح الشام، وهي تضع هذا الإتفاق في إطار الضغط عليها، وتعتبر أن عدداً من المدنيين عادوا ولا مبرر لبقائهم في الجرود. وتعتبر أن حزب الله يلجأ إلى هذه الخطوة لدحض مسألة إتهامه بالعمل على إحداث تغيير ديمغرافي في سوريا. وتعتبر المعارضة السورية أن حزب الله يعمل على إنجاز هذا الملف وتسوية أوضاع اللاجئين، بعد إنسحابه من مواقعه في الجرود، وبعد التخوف من إمكانية تعرضه لضربات أميركية في سوريا، وذلك لإعلان المنطقة آمنة بفضله وليس بناء على أي إتفاق دولي.

 

الرقة: كم سيصمد “داعش”؟

عبدالقادر ليلا

قُتل ليل الجمعة، جنديان من قوات المارينز الأميركية، وأكثر من عشرة مقاتلين من “قوات سوريا الديموقراطية”، بصاروخ موجّه أطلقه عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” على تجمع لهم في حي المشلب شرقي الرقة، بحسب “وكالة اعماق”.

 

وتزايد التدخل البري للقوات الأميركية والأوروبية على الأرض بعد اشتداد ضراوة المعارك في الرقة، وتوجهت 3 أرتال من المارينز، الجمعة، لدعم “قسد” في الجهتين الشرقية والغربية. وقامت قوات خاصة أميركية بعملية إنزال على سطوح الأبنية في مساكن “ساريكو” شمالي المدينة، ما ساهم بالسيطرة على أجزاء واسعة من “الفرقة 17” شديدة التحصين، باسناد من المدفعية البريطانية. وكان مفترضاً أن تكون “الفرقة 17″ خط دفاع رئيس لـ”داعش” عن شمال المدينة. وفي حال استكملت “قسد” والحلفاء السيطرة على المساحة المتبقية منها، ستصبح الرقة مكشوفة، كاليد المبسوطة. الأمر الذي دفع بالتنظيم إلى نشر قناصة على سطوح الأبنية المجاورة، إيذاناً ببدء حرب الشوارع.

 

واستطاعت “قسد” السيطرة على حي المشلب، بعد معارك تكاد تكون الأعنف منذ بداية الهجوم. ليصبح المشلب أول حيّ في المدينة يخرج من قبضة التنظيم، بعدما بذل الكثير للدفاع عنه؛ بالعربات المفخخة والكمائن. ولكن تدخل طيران “التحالف” بالقنابل “الكهربائية” والفوسفورية حسم المعركة بهزيمة التنظيم وخروجه من الحي، الذي يعتبر امتداداً لخط دفاع “داعش” الأول عن الرقة من الجهة الشرقية. وأصبحت الآن بقية أحياء المدينة كحجارة الدومينو، التي ستسقط تباعاً. وربما سيكون المشلب النقطة التي ستخترق القوات المهاجمة من خلالها إلى وسط المدينة، باعتبار الأحياء الممتدة بينها وبين الوسط تمثّلُ شبكة من البيوت العربية والمساحات الفارغة بلا أبينة مُرتفعة أو مصدات طبيعية. هذا بالإضافة إلى قِصرِ المسافة المتبقية بين المشلب والوسط. وتعتبر الجهة الشرقية نقطة الضعف لدفاعات المدينة، وسبق أن دخلت منها قوات الجيش الحر، وحين استولت “داعش” على المدينة كانت هذه الجهة حاسمة بسقوط الرقة.

 

الانهيارات المتتالية للتنظيم على أطراف مدينة الرقة، أضعفت الحالة المعنوية والقتالية لعناصره. واستيقظت المدينة على خبر هروب جميع أعضاء “مكتب العشائر” إلى مناطق سيطرة “قسد”. هذا عدا عن الهروب اليومي لعناصر التنظيم إلى مناطق “قسد” بتسويات محلية.

 

الهجوم على مدينة الرقة، بدأ من أربعة محاور؛ الغربي وقد وصلت القوات المُهاجمة إلى ضاحية الجزرة على مدخل المدينة الغربي، وبات يفصلها أقل من 500 متر عن أول الأحياء الغربية. وهذا المحور كان لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية و”صقورالرقة” التابع للنظام. المحور الشرقي، وهو خط المواجهة الأهم حالياً، والقوات المهاجمة فيه هي من “قوات النخبة” التابعة لرئيس “الائتلاف” الأسبق الشيخ أحمد الجربا. ومن المحور الشمالي الغربي، تهاجم “قوات النخبة”، وتمكنت من دحر التنظيم حتى نادي الفروسية. وعلى المحور الشمالي الشرقي، سيطرت “قسد” على أجزاء واسعة من “الفرقة 17″، وتوقفت على بُعد عشرات الأمتار من الأحياء الشمالية، ولا يفصلها عن دخول المدينة إلا سكة القطار.

 

الهجوم المتزامن من المحاور الأربعة قلّص طول خط الجبهة من الشرق إلى الغرب إلى أقل من 5 كيلومترات، وباتت المدينة محاصرة من تلك الجهات بالإضافة إلى خط نهر الفرات الذي بات يُمثّلُ خط حصار طبيعي من الجنوب. بينما ما زالت قرية السحل، مسقط رأس “أمير الشام” في التنظيم أبو لقمان، محاصرة، والمفاوضات مستمرة فيها بين “قسد” وأهالي القرية، على انسحاب التنظيم وتسليم القرية.

 

وبحسب مصادر “المدن”، فقد تناقص عدد عناصر التنظيم بشكل ملحوظ، مؤخراً، ولم يعد يتجاوز بضع مئات من المقاتلين في أحسن تقدير، وأما قيادات الصفين الأول والثاني، فقد غادرت مع عائلاتها قبل خمسة أيام، وبشكل علني، باتجاه قرية كسرة فرج جنوبي نهر الفرات، ومنهم من تابع إلى جهة مجهولة.

 

ولم يتبقَ سوى مقاتلين محليين من أبناء المنطقة، ومعهم بعض المُهاجرين الأذريين والطاجيك والشيشان، من دون عائلاتهم، ضمن ما يسمى “جيش الولاية” بعدما خذل “جيش الخلافة” الرقة وطال انتظاره، ويبدو أنه لن يأتي أبداً. وتبقى أيضاً بعض الشرعيين السعوديين لأغراض التعبئة والشحن العقائدي، إذ يعاني التنظيم من نقص في عديده وعدته، ولم تفلح خطب المساجد ولا الجلسات الدعوية بتحقيق “النفير للدفاع عن الدين والعرض”. حتى رسالة البغدادي التي وجهها إلى الأمة، وحاول فيها استنهاض الهمم، لم تلقَ آذاناً صاغية.

 

وتتوقف نتيجة المعركة والدمار الذي سيحل بها، والمدة الزمنية لخوضها، على وجود من سيقاتل في صفوف التنظيم حتى الموت، وهؤلاء موجودون لكن أعدادهم هي الفيصل. فكلما ازداد عددهم، كانت المعركة أكبر والدمار أكبر، والضحايا أكثر. وتشير توقعات الأهالي، وحديث القاصي والداني من أهل المدينة، إلى أن اتفاقاً ما يجري على تسليم المدينة، وانسحاب “الدولة” نحو الشرق، بعد افتعال معركة صغيرة.

 

ويقول شهود عيان لـ”المدن”، من داخل الرقة، إن نصف القوات المُهاجمة، بنصف القوة الجوية والمدفعية المرافقة لها، قادرة على سحق التنظيم في أيام قليلة، لكن اطالة زمن المعركة هو فرصة لمنح المهاجمين نصراً كبيراً لاستثماره في ما بعد، بالإضافة إلى استعراض القوة المبالغ فيها.

 

وشوهدت الشاحنات المحملة بالأرزاق والحبوب واللوازم من مستودعات التنظيم تُنقل إلى جهات مجهولة، وأكد شهود عيان أنه تم سحب 70 ألف ليتر مازوت، كانت مخبأة في مستوعبات ضخمة بين الأحياء السكنية، كمؤنات حربية، ولم تُعرف وجهتها أيضاً. أما عمال الزكاة التابعين للتنظيم، فما زالوا يطاردون الباعة المتبقين لدفع مستحقات الزكاة، ويفرضون على الباعة والصرّافين التداول بعملة “الدولة الإسلامية” لسحب السيولة المتبقية من العملات الأجنبية.

 

حالة الذعر والخوف ما زالت تهيمن على الأهالي، الذين تقطعت بهم السبل، وقام التنظيم بصلب 3 أشخاص أحياءً بتهمة “تهريب المسلمين إلى ديار الكفر” ليبلغ عدد المصلوبين 7 أشخاص في أقل من 10 أيام.

 

الوضع الانساني من سيء إلى أسوأ بعد نفاذ المواد الغذائية من الأسواق، وندرة الدواء والمستلزمات الطبية، في ظل انقطاع الكهرباء التام والمتواصل منذ 10 أيام بعد توقف المولدات لعدم توفر الوقود. الأمر ينسحب أيضاً على الأفران التي بدأت بالتوقف الواحد تلو الآخر، فلجأ بعض الأهالي إلى مخزوناتهم الاحتياطية من الخبز اليابس والطحين، التي ربما تكفي لأيام معدودة فقط. وإذا لم تدخل مواد إضافية سريعاً فإن ذلك يهدد بمجاعة.

 

وحاول بعض الأهالي الهرب عبر اجتياز نهر الفرات بالزوارق، ولكن طيران “التحالف” استهدفهم بالصواريخ ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً عدا عن الجرحى. ووقع أهل الرقة وسط حصار خانق، يكونون فيه إما دروعاً بشرية لتنظيم متوحش، أو هدفاً لطيران لا يفرق بين مدني ومقاتل، وشبكة من الألغام زرعها التنظيم، ومن ينجو منهم يكون قناصو “قسد” بانتظاره. وقد تجاوز عدد الضحايا من المدنيين، الموثّقة وفاتهم، أكثر من 700 منذ 50 يوماً.

 

لا ملجأ لأهل الرقة اليوم، فمن موت إلى موت إلى موت.

 

روسيا: قوات الأسد أقامت 9 معابر حدودية مع الأردن!

اعتبر قائد مجموعة القوات العسكرية الروسية في سوريا سيرغي سوروفيكين، أن التبريرات التي تطلقها واشنطن والتحالف الدولي في التهديدات الموجهة لقوات النظام السوري في جنوب البلاد “سخيفة”.

 

وقال سوروفيكين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس مديرية العمليات في هيئة الأركان العامة سيرغي رودسكوي، إن قوات النظام وحلفاءها استعادوا السيطرة على مقطع من الحدود السورية الأردنية طوله 105 كيلومترات، وأقاموا 9 معابر حدودية.

 

ونقلت “روسيا اليوم” عن سورفيكين قوله، إن 22 بلدة في تلك المنطقة انضمت إلى اتفاقات للهدنة، ما يكلل عملية المصالحة مع عشائر الدروز والبدو التي تسيطر على هذه المنطقة بالنجاح.

 

وأعلن أن قوات النظام والمليشيات المقاتلة معها ستواصل عملياتها على الحدود مع الأردن والعراق حتى تستعيد المنطقة بالكامل. وأضاف “في سياق التقدم، واجهت القوات الحكومية عراقيل من قبل طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وطرح الأمريكيون أمام الجيش السوري إنذارا عديم الأساس، بعدم الاقتراب من مواقع ما يعرف الجيش السوري الجديد”.

 

من جهة ثانية، اتهم سوروفيكين التحالف الدولي، و”قوات سوريا الديموقراطية”، بالتواطؤ مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك في أعقاب ما قال إنها عمليات تسليم لبلدات كان يسيطر عليها “داعش” لـ”قسد”، مقابل السماح لعناصر التنظيم بالخروج من تلك المناطق بسلام والتوجه إلى مناطق أخرى لقتال قوات النظام.

 

من جهته، قال رئيس مديرية العمليات في هيئة الأركان سيرغي رودسكوي، إن “الحرب الأهلية” في سوريا، “توقفت عملياً بفضل ما يعرف بمناطق تخفيف التوتر”، موضحاً أن الوضع الميداني تغير جذرياً بعد التوقيع على المذكرة الخاصة بإقامة هذه المناطق في مايو/أيار الماضي.

 

وأشار رودسكوي إلى أن “تطبيق المذكرة الموقعة في أستانة سمح أيضاً بتركيز الجهود على إعادة إعمار ما دمرته الحرب في المناطق الخارجة عن سيطرة الإرهابيين”. ولفت إلى أن “السكان عادوا إلى المناطق المحررة من أيدي الإرهابيين، وبدأ العمل بنشاط على إعادة إعمار المزارع وشبكات الكهرباء والعقد في شبكة المواصلات والطرق”.

 

موسكو: واشنطن تعد لعملية كبرى لإزاحة الأسد

نقلت وكالة “نوفوستي”، الجمعة، عن عضو مجلس الإتحاد الروسي ورجل المخابرات المخضرم إيغور ماروزوف قوله، إن الولايات المتحدة بصدد الإعداد لعملية واسعة النطاق لإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وتنصيب قيادة بديلة خاضعة لها، وذلك بافتعال الإستفزازت وقصف القوات الموالية للنظام.

 

وأضاف مازوروف أن واشنطن تسعى إلى استعادة الإمساك بالمبادرة الإستراتيجية في سوريا، من خلال تنظيم “ثورة ملونة” تستخدم فيها القوات المسلحة، وتعد للهجوم على دمشق من اجل ذلك.

 

ويعتبر ماروزوف أن الولايات المتحدة تواصل زعزعة الوضع في سوريا، وتخريب الإتفاقات حول التسوية السلمية، التي تم التوصل إليها في أستانة وجنيف. ويرى أن الولايات المتحدة كانت توجه الضربات العسكرية للقوات الموالية للنظام، في كل مرة كان يتم التوصل خلالها إلى اتفاقات حول التسوية السلمية في سوريا. كما يعتبر أن حادثة الطائرة من دون طيار التي هاجمت قوات التحالف في التنف، الخميس، قد تم ترتيبها من قبل العملاء الأميركيين في المعارضة السورية.

 

ويقول ماروزوف إن الأميركيين قد اعتادوا توجيه الضربات، والضربة التالية سوف تكون شديدة جداً. وسوف يعلن الأميركيون بعد الضربة عن الهجوم على دمشق. وهي تحشد من أجل ذلك الوحدات العسكرية، بما فيها وحدات القوات المسلحة الأميركية في الأردن، كما يجري في المنطقة الأميركية تشكيل وحدات مسلحة من المعارضة.

 

ويشير ماروزوف إلى أن الأركان العامة الروسية تأخذ بالحسبان جميع هذه الوقائع، وينبغي عليها، قبل بدء هذا الإستفزاز، أن تحذر الأميركيين والتحالف، بأنه “لا يسعنا السماح بمثل هذا التطور للأحداث”.f

 

التحالف الدولي يصعد حملته في الرقة وعينه على دير الزور

الغارات الجوية تهدف إلى زعزعة قدرات تنظيم داعش وإفساح المجال أمام قوات سوريا الديمقراطية للتقدم أكثر في شرق الرقة.

 

دمشق – يكثف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من غاراته على مدينة الرقة في وقت تسعى قوات سوريا الديمقراطية لتحقيق المزيد من التقدم في معقل الجهاديين الأبرز في سوريا.

 

وتتواصل الاشتباكات في شرق المدينة، الجبهة الوحيدة التي دخلتها قوات سوريا الديمقراطية منذ إعلانها الثلاثاء “المعركة الكبرى لتحرير الرقة”، كما عند أطرافها الشمالية والغربية في محاولة لاقتحامها أيضا من هاتين الجبهتين.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “استهدف التحالف الدولي ليل الخميس مدينة الرقة وضواحيها بالغارات الكثيفة، والقصف لا يزال مستمرا الجمعة”.

 

ويدعم التحالف قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردي بالغارات الجوية والتسليح والمستشارين العسكريين على الأرض.

 

ومع تقدم قوات سوريا الديمقرطية أكثر في حملة الرقة وتصاعد حدة المعارك، سجل ارتفاع في الضحايا المدنيين جراء غارات التحالف.

 

وقتل 23 مدنيا مساء الخميس بعد تنفيذ طائرات التحالف “25 غارة جوية” على الرقة.

 

ويسعى التحالف عبر تكثيف الغارات الجوية لزعزعة قدرات تنظيم الدولة الإسلامية وإفساح المجال أمام قوات سوريا الديمقراطية للتقدم أكثر في شرق المدينة واقتحامها من جهات أخرى.

 

ويقدر التحالف الدولي عدد العناصر المنتمين إلى التنظيم الجهادي في الرقة بنحو 4000 آلاف مقاتل.

 

ووصف أبومحمد من حملة “الرقة تذبح بصمت”، التي تنشط سرا في المدينة قصف التحالف بـ”غير الطبيعي”.

 

وكان يعيش في الرقة تحت حكم داعش نحو 300 ألف مدني، إلا أن الآلاف فروا خلال الأشهر الأخيرة من المدينة ليبقى فيها 160 ألف شخص. وتتزامن العملية العسكرية في الرقة مع شن الطيران الأميركي غارات مستمرة على مناطق في محافظة دير الزور المجاورة التي يسيطر داعش على معظمها.

 

وأعلن المرصد السوري الجمعة، أن غارات جوية شنها التحالف على مستشفى ميداني ومسجد في منطقة بريف دير الزور، أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين على الأقل.

 

وتشكل دير الزور أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة بالنظر لحدودها الطويلة مع العراق، وهناك تنافس أميركي إيراني واضح للسيطرة على تلك المنطقة التي يرى محللون أن الفائز فيها سيكون له تأثير الأكبر في تحديد مستقبل سوريا.

 

قوات سوريا الديموقراطية تدخل الرقة من الغرب

أ. ف. ب.

بيروت: دخلت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن السبت مدينة الرقة (شمال) من اطرافها الغربية، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وبعد سبعة اشهر من قيام قوات سوريا الديموقراطية بشن حملة واسعة لطرد الجهاديين من “عاصمتهم” الرقة في سوريا، تمكنت هذا الاسبوع من دخول المدينة للمرة الاولى من الجهة الشرقية في حي المشلب. وتمكنت القوات السبت من دخول المدينة من الجهة الغربية، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “سيطرت قوات سوريا الديموقراطية صباح السبت على القسم الغربي من حي السباهية والآن تحصن مواقعها في الحي”. واضاف “وتوجهت ايضا الى الشمال نحو حي الرومانية المجاور” مشيرا الى حدوث “اشتباكات في القسم الغربي من الحي”.

 

من جهتها ذكرت قوات سوريا الديموقراطية ان مقاتليها اقتحموا حي الرومانية “وسط اشتباكات عنيفة تدور الآن في الحي”. وكان تنظيم داعش اعلن في يونيو 2014 إقامة “الخلافة” انطلاقا من مساحة واسعة من الاراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا، مستخدما كل أساليب الترهيب.

 

وتتمركز قوات سوريا الديموقراطية، المكونة من فصائل عربية وكردية مدعومة من واشنطن، في شرق وشمال وغرب الرقة، فيما لا تزال الجهة الجنوبية للمدينة تحت سيطرة الجهاديين. وباتت هذه القوات تسيطر بالاضافة الى حي الرومانية على حي المشلب الواقع في شرق المدينة.

 

وتتقدم القوات بصعوبة نحو الشمال حيث يسيطر الجهاديون على قاعدة عسكرية للنظام السوري تدعى “الفرقة 17”. واشار عبد الرحمن الى ان “التنظيم حصن المدخل الشمالي من مدينة الرقة، معتقدا ان قوات سوريا الديموقراطية ستاتي الى المدينة من الجهة الشمالية. لكن لم يحصن المدخلين الشرقي والغربي في الدرجة نفسها”.

 

وبدأت قوات سوريا الديموقراطية في مطلع نوفمبر حملة “غضب الفرات” لطرد تنظيم داعش من الرقة. وتمكنت مذاك من السيطرة على مناطق واسعة في محافظة الرقة وقطعت طرق الامداد الرئيسة للجهاديين الى المدينة.

 

مقاتلون سوريون مدعومون من واشنطن يتقدمون في أطراف الرقة

بيروت (رويترز) – قالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة يوم السبت إنها تتقدم من عدة محاور في أطراف مدينة الرقة المعقل الأساسي لتنظيم الدولة الإسلامية في البلاد في نبأ نشره أيضا المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وبدأت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف مقاتلين أكراد وعرب يدعمه تحالف تقوده الولايات المتحدة، هجوما على الرقة يوم الثلاثاء بعد حملة استمرت أشهرا لتطويقها.

 

ويقدر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أن ما يتراوح بين ثلاثة وأربعة آلاف متشدد يقاتلون للاحتفاظ بالرقة التي انتزعت الدولة الإسلامية السيطرة عليها من مقاتلين في المعارضة السورية في 2014 خلال هجوم خاطف سيطرت فيه على مناطق واسعة في العراق وسوريا.

 

واستخدم التنظيم الرقة مركزا لقادته العسكريين والإداريين وكمركز للتخطيط لشن هجمات حول العالم.

 

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها سيطرت على حي المشلب في أقصى شرق الرقة يوم الجمعة وحي الصباحية في الغرب. وقال المرصد إن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على المشلب وعلى أكثر من نصف حي السباهية.

 

وقالت القوات والمرصد إن القوات تتقدم الآن في حي الرومانية في شمال غرب الرقة. وأشار المرصد إلى أن الدولة الإسلامية صدت من قبل هجوما شنته قوات سوريا الديمقراطية على قاعدة عسكرية من جهة الشمال.

 

ولا تزال الدولة الإسلامية تسيطر على مساحات واسعة في وادي نهر الفرات ومناطق صحراوية شاسعة على الرغم من خسارتها أراضي لصالح قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري وجماعات أخرى من المعارضة المسلحة في الآونة الأخيرة.

 

وإلى الغرب من الرقة تقدم الجيش السوري والقوات الموالية له في مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد ووصلت يوم الجمعة لخطوط قوات سوريا الديمقراطية قرب مدينة الطبقة التي تبعد نحو 40 كيلومترا عن الرقة.

 

ووصفت الحكومة السورية حرب قوات سوريا الديمقراطية ضد الدولة الإسلامية بأنها “مشروعة” وقالت إن أولويات الجيش هي التقدم شرقا في إشارة إلى عدم نيتها مواجهة قوات سوريا الديمقراطية في الوقت الراهن.

 

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

ميركل تقول إنه يجب على كل دول الخليج وإيران وتركيا العمل على تخفيف أزمة قطر

مكسيكو سيتي (رويترز) – قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الجمعة إنها تشعر بقلق بشأن الوضع في قطر. وأضافت إنه يتعين على كل دول الخليج وإيران وتركيا أيضا العمل معا لإيجاد حل لهذا النزاع الإقليمي.

 

وقالت ميركل التي كانت تتحدث في مكسيكو سيتي بجوار الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو إنه سيكون من المستحيل تسوية الوضع”المقلق جدا” ما لم تشارك كل الأطراف الإقليمية. وأضافت أن من المهم أن تعمل دول مجلس التعاون الخليجي معا لإنهاء الأزمة.

 

وقالت “علينا أن ندرك أن الحل السياسي لصراعات.. مثل الوضع في سوريا والوضع في ليبيا أو الوضع في العراق لن يحدث إذا لم يتم ضم أطراف معينة في المحادثات وهذا يشمل قطر ويشمل تركيا وإيران”.

 

وأضافت ميركل أنها تريد الحفاظ على توازن القوى “بشكل معقول” في المنطقة وقالت إن مكافحة الإرهاب ستكون على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين الشهر المقبل في هامبورج.

 

واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطر يوم الجمعة بأنها راعية للإرهاب”على مستوى عال” فيما قد يعرقل جهود وزارة الخارجية الأمريكية لتخفيف حدة التوترات المتصاعدة وحصار تفرضه دول عربية ودول أخرى على قطر.

 

وزادت الدول العربية من ضغوطها على قطر بوضع عشرات من الشخصيات التي لها صلة بالبلاد على قائمة سوداء للإرهاب في حين سارعت حليفتها تركيا للوقف بجانبها بخطط لإرسال قوات.

 

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاجون) إن الحصار يعرقل قدرة الولايات المتحدة على التخطيط لعمليات طويلة الأجل في المنطقة.

 

وتضم قاعدة العديد الجوية في قطر أكثر من 11 ألف جندي من القوات الأمريكية وقوات التحالف كما أنها قاعدة مهمة للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية وتعد أكبر قاعدة للقوات الجوية الأمريكية في المنطقة.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إنه يتوقع توصل كل الأطراف إلى حل.

 

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى