أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 11 تشرين الأول 2014

 

«داعش» يتوغل في «المربع الأمني» … وينسف الإدارة الذاتية الكردية

لندن، نيويورك، باريس، واشنطن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

لجأ تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إلى تكتيكات جديدة بينها الزج بعناصره الأكراد واستخدام دراجات نارية للسيطرة على نحو نصف مدينة عين العرب (كوباني) الكردية، بما في ذلك «المربع الأمني» لوحدات حماية الشعب الكردي، ما ينسف أحد مرتكزات الإدارات الذاتية الكردية التي تعارضها أنقرة. وأعلنت واشنطن موافقة تركيا على «دعم» برنامج تدريب المعارضة المعتدلة الذي أقره الكونغرس الأميركي قبل أسابيع، في وقت طمأن الأمين العام الجديد للحلف الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ أنقرة بزيارة مواقع بطاريات صواريخ «باتريوت» جنوب تركيا قرب الحدود السورية.

 

وكانت القيادة المركزية في الجيش الأميركي أعلنت أن مقاتلات التحالف الدولي- العربي شنت تسع ضربات جوية استهدفت عناصر «داعش»، بينها سبع ضربات قرب عين العرب. لكن الأكراد المدافعين عن المدينة شعروا بالإحباط في ظل تناقص ذخيرتهم، مطالبين بتكثيف الغارات التي تنفذها مقاتلات التحالف على مواقع «داعش».

 

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن: «سيطرت عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على المربع الأمني في عين العرب» الواقع في شمال المدينة، ويضم مباني ومراكز تابعة للإدارة الذاتية الكردية في المدينة، الأمر الذي ينسف مبنى أساسياً من مؤسسات الإدارات الذاتية المحلية التي أعلنها «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم، وعارضته تركيا. وأوضح عبد الرحمن أن «السيطرة على المربع الأمني تتيح لعناصر التنظيم التقدم نحو المعبر الحدودي مع تركيا إلى الشمال من المدينة».

 

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من وقوع «مجازر» في مدينة عين العرب في حال سقوطها في يد «داعش» على غرار ما شهدته مدينة سربرينيتشا في البوسنة عام ١٩٩٥. وأكد «وقوفه بالكامل» مع دعوة مبعوثه الخاص إلى سورية ستيفان دي مستورا كل الدول، أن «تفعل ما في وسعها وبكل الوسائل» لمنع سقوط المدينة.

 

إلى ذلك، ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو أمس بشدّة بالرئيس السوري بشار الأسد، واصفين إياه بـ «المجرم» و «الإرهابي» على غرار «داعش». وقال أردوغان: «لا يمكننا ترك مصير (اللاجئين السوريين) بأيدي الأسد المجرم الذي يمارس إرهاب الدولة». وأضاف: «اتخذنا الموقف المبدئي ذاته تجاه كل المنظمات الإرهابية. نحن لا نفرق بين المنظمات الإرهابية ونصنفها بين «هذه جيدة» و «هذه سيئة». لقد اتخذنا الموقف ذاته إزاء الدولة الإسلامية».

 

في باريس، عبّر وزير الخارجية التركي مولوت شافوسوغلو عن تمسك بلاده بإقامة المنطقة العازلة على رغم العقبات التي تعترض هذا الاقتراح، في حين اكتفى نظيره الفرنسي لوران فابيوس بعد محادثات ثنائية بالتعبير عن تأييده «مبدأ» المنطقة الأمنية، لافتاً إلى أن هذا الأمر «يستدعي تشاوراً دولياً وثيقاً». وقال مصدر فرنسي إن باريس تؤيد الاقتراح التركي من حيث المبدأ رغم المعارضة الأميركية والروسية، لأنها لا ترى ما يستوجب الحؤول دون إعطاء هذا الاقتراح فرصة لمعرفة ما إذا كان سيشق طريقه أم لا.

 

وقال نائب مستشارة الأمن القومي الأميركية توني بلينكن في لندن، إن الاقتراح التركي لم يأت بفكرة جديدة «وليس في دائرة الاهتمام»، في وقت أعلنت الخارجية الأميركية مساء أمس، أن تركيا وافقت على دعم تدريب المعارضة المعتدلة في سورية وتجهيزها. وقالت الناطقة باسم الخارجية ماري هارف للصحافيين: «وافقت تركيا على دعم جهود تدريب المعارضة السورية المعتدلة وتجهيزها. سيسافر فريق تخطيط (من وزارة الدفاع) إلى أنقرة الأسبوع المقبل لمواصلة التخطيط عبر القنوات العسكرية».

 

وطمأن الأمين العام الجديد لـ «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) ينس شتولتنبرغ تركيا في شأن التزام الحلف بالدفاع عنها خلال زيارة لبطارية صواريخ باتريوت أميركية على حدود البلاد مع سورية أمس. وأضاف: «الدفاع الجماعي شيء في جوهر حلف شمال الأطلسي. الجميع لواحد وواحد للجميع. ومهمتنا أكثر أهمية من أي وقت مضى. وما زال الحلفاء ملتزمين بهذه المهمة الحيوية. لكننا نواجه اليوم بطبيعة الحال تحديات كثيرة من اتجاهات عديدة».

 

في طهران، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده حذرت الحكومة التركية من القيام بأي «إجراء عسكري بري» شمال سورية.

 

إلى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «18 بينهم رجل وزوجته و4 أطفال قتلوا بقصف جوي وصاروخ أرض- أرض على مناطق في بلدة الحارّة» في ريف درعا جنوب سورية التي كان مقاتلو المعارضة سيطروا على أعلى هضبة فيها قبل أيام، بعد مقتل 25 شخصاً على الأقل بينهم أربعة أطفال، في غارات على مدينة عربين شرق دمشق.

 

غُل لـ «الحياة»: نصحنا صدّام والأسد… ونخشى تقسيم سورية

اسطنبول – غسان شربل

 

أعرب الرئيس التركي السابق عبدالله غل عن أسفه لأن الرئيسين صدام حسين وبشار الأسد رفضا النصائح التركية التي وجّهت اليهما، ما ادى الى خراب البلدين. كما أعرب عن ألمه لما حدث بين مصر وتركيا متمنياً لو كان الخلاف هادئاً.

 

وكان غل يتحدث الى «الحياة» في اسطنبول بعد اسابيع من مغادرته قصر الرئاسة الذي بات في عهدة رجب طيب اردوغان وقبل التطورات الاخيرة في مدينة عين العرب (كوباني). (للقراءة الحوار كاملاً).

 

ورداً على سؤال عما اذا كانت تركيا تنتظر قراراً من مجلس الأمن في شأن إقامة منطقة عازلة على الجانب السوري من الحدود المشتركة، قال: «هذا امر طبيعي، فالمناطق العازلة داخل بلد آخر لا يمكن فرضها إلا من خلال قرار من مجلس الامن او من خلال اعلان الحرب على تلك الدولة وفرضها بقوة السلاح».

 

وعن الخوف من احتمال تقسيم سورية، قال: «نعم بالطبع نخشى ذلك. والواقع الآن يقول ان التقسيم حاصل على الارض حالياً كأمر واقع».

 

وروى غل انه استقبل سراً نائب رئيس الوزراء العراقي طه ياسين رمضان ونصحه بتجنيب بلاده الحرب وأن الاخير رد بالقول: «ألا تعلم قوة العراق وقوة شعبه وبطولاته؟».

 

وأشار الى ان احمد داود اوغلو (رئيس الوزراء الحالي) حمل الى الأسد اكثر من رسالة واقتراح، بينها واحد ينص على الدعوة الى انتخابات رئاسية مبكرة مع اعلان حزمة اصلاحات. وقال ان بلاده كانت تتوقع فوز الأسد في انتخابات من هذا النوع. وأضاف: «يُحزنني ان قائدين عربيين قويين كان تصرفهما واحداً وهما صدام والأسد. تصرفا بالطريقة نفسها. نصحناهما فرفضا النصيحة وبعدها تم خراب البلدين».

 

وبعدما شدد على ضرورة مواجهة الارهاب وتجفيف ينابيعه، أكد ضرورة العمل من أجل حل سياسي في سورية، لافتاً الى ان مستقبل البلد اهم من مصير اي شخص فيه.

 

وعن حاجة الاسلام الى «حركة اصلاحية عصرية»، قال: «علينا ألا نتحدث عن الاسلام هنا وإنما عن المسلمين. المسلمون اليوم عليهم ان يستفيدوا من دروس التاريخ وأن يغيروا نمط التفكير في كثير من الامور».

 

وحذّر من الاستنزاف الذي يشكله النزاع السنّي – الشيعي، مؤكداً ان أياً من الفريقين لن يقضي على الآخر، ودعا الى الاقتداء بالاستنتاجات التي توصل اليها الكاثوليك والبروتستانت بعد نزاعات دامية. وقال: «اذا اصررنا على ذهنية الحروب بالوكالة والصراعات المذهبية كما حدث في اوروبا العصور الوسطى، فلن يكون هناك استقرار في المنطقة».

 

وكشف ان الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي حاول مرات عدة زيارة تركيا «لكنني لم اسمح له ولم ادعه ابداً طوال فترة رئاستي».

 

ورداً على سؤال عما اذا كان اصدر امراً بقتل احد، قال: «لم يحصل ذلك ابداً. لهذا قلت لك انني خرجت من قصر الرئاسة وأنا مرتاح البال والضمير وأستطيع الآن التجول بين الناس بكل راحة وأمان. انظر الى اوضاع من أمروا بالقتل».

 

وبالنسبة الى استقبال تركيا لاجئين من «الإخوان المسلمين» وحركات اخرى، قال ان قوانين تركيا اوروبية في هذا المجال و «نحن نطلب منهم ألا يتسببوا بأي ضرر او اساءة الى علاقة تركيا بدولهم او دول اخرى بسببهم…».

 

الأمم المتحدة تحذّر من مجزرة مثل سريبرينيتسا إذا سقطت كوباني أردوغان وداود أوغلو: لا نفرّق بين الأسد و”الدولة الاسلامية

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

وجهت الامم المتحدة أمس نداء دراماتيكياً، حذّرت فيه من تكرار مجزرة سريبرينيتسا اذا سقطت مدينة كوباني المعروفة أيضاً بعين العرب، في يد تنظيم “الدولة الاسلامية”، وناشدت أنقرة المساعدة في تفادي كارثة والسماح “للمتطوعين” بعبور الحدود لتعزيز الميليشيات الكردية التي تدافع عن المدينة بشراسة. وفيما قالت وزارة الخارجية الأميركية إن أنقرة وافقت على دعم تدريب المعارضة المعتدلة في سوريا وتجهيزها، وإن فريقا عسكريا أميركياً سيزور أنقرة الأسبوع المقبل لمناقشة الأمر ص7، شن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء احمد داود اوغلو هجوماً عنيفاً على الرئيس السوري بشار الاسد، واصفين اياه بأنه “مجرم” و”ارهابي” على غرار تنظيم “الدولة الاسلامية”.

 

وأطلق النداء الدولي المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا وقت سيطر مقاتلو التنظيم المتشدد على المنطقة الإدارية المركزية التي تعرف باسم “المربع الأمني” في كوباني، حيث مقار الادارة الذاتية الكردية و”وحدات حماية الشعب الكردي” التي تدافع عن المدينة بما بقي في حوزتها من عتاد.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان مقاتلي “الدولة الاسلامية” الذين اقتحموا الاثنين عين العرب، ثالثة المدن الكردية في سوريا، “باتوا يسيطرون على 40 في المئة من مساحتها”، وذلك بعد استحواذهم على شرقها، وتقدمهم من جهتي الجنوب والغرب. وأوضح ان “السيطرة على المربع الامني تتيح لعناصر التنظيم التقدم نحو المعبر الحدودي مع تركيا الى الشمال من المدينة”، الامر الذي “يمكنهم من محاصرة المقاتلين الاكراد في عين العرب” من الجهات الاربع.

ويشعر االمقاتلون الاكراد بالاحباط في ظل تناقص ذخيرتهم، وهم يطالبون الائتلاف الدولي بتكثيف الغارات على مواقع التنظيم المتطرف .

وأفاد عبد الرحمن ان “الائتلاف دمر آليات ومواقع للدولة الاسلامية، الا انه لم يعق امداداتهم بالسلاح الآتية من معاقل لهم في الرقة وحلب”.

وروى مدير اذاعة “آرتا اف ام” الكردية مصطفى عبدي ان مقاتلي “الدولة الاسلامية” يستخدمون السيارات المدنية ويرفعون اعلاماً كردية عليها “للتمويه وتضليل طائرات الائتلاف”.وحذر من أن خطر سقوط المدينة تماماً بات كبيراً، مشيراً الى أن”كل مقاتل كردي بات مشروع شهيد”.

وفي ظل تضييق الخناق على كوباني، جدد زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم مطالبة أنقرة بالسماح بمرور اسلحة الى المدينة، مؤكداً انها لا تشكل “تهديدا لها”. وقال: “نحن بحاجة ماسة الى مساعدة تركيا… سيكون أمراً جيداً لو تفتح تركيا حدودها في اسرع وقت ممكن لمرور الاسلحة الى المدافعين عن كوباني”. وأدت محنة كوباني التي تسكنها غالبية كردية إلى تفجر أسوأ أعمال عنف في الشوارع في تركيا منذ سنوات.

وقتل ما لا يقل عن 31 شخصاً في ثلاثة أيام من حوادث الشغب في انحاء جنوب شرق تركيا، بينهم ضابطا شرطة قتلا بالرصاص في محاولة على ما يبدو لاغتيال قائد الشرطة.

 

أردوغان وداود أوغلو

ولا تزال الدبابات التركية منتشرة على التلال المطلة على كوباني، لكنها ترفض حتى الان التدخل من دون التوصل إلى اتفاق شامل مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لمساعدة المعارضة السورية على اطاحة الرئيس السوري.

وقال اردوغان أمس أمام آلاف من انصاره في طرابزون بشمال شرق تركيا: “لا يمكننا ترك مصير (اللاجئين السوريين) في ايدي الاسد المجرم الذي يمارس ارهاب الدولة… لقد اتخذنا الموقف المبدئي ذاته تجاه جميع المنظمات الارهابية. نحن لا نفرق بين المنظمات الارهابية ونصنفها بين هذه جيدة وهذه سيئة… لقد اتخذنا الموقف ذاته ازاء الدولة الاسلامية”.

وكان داود أوغلو اعلن في وقت سابق ان بلاده تعارض “الدولة الاسلامية” والنظام السوري على حد سواء”، معتبراً أن “الاسد والدولة الاسلامية مسؤولان عن كل تلك الاحداث المأسوية”. وشدد على انه “لا يمكن احداً أن يثبت ان تركيا تدعم الدولة الاسلامية”.

وتبرر انقرة رفضها قتال التنظيم بانها لا تريد تعزيز حكم عدوها اللدود الاسد بذلك التدخل. وهي تطالب باقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر طيران على طول الحدود بين سوريا وتركيا لاستقبال اللاجئين وحماية المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة.

وقد حظيت أمس بدعم من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي دعا الى انشاء المنطقة العازلة لحماية اللاجئين والمدنيين، الا أنه لاحظ أن أمراً كهذا “يتطلب تنسيقاً دولياً وثيقاً جدا”.

وترفض واشنطن هذا الخيار،وتطالب أنقرة بالسماح لها بالوصول الى قاعدة أنجيرليك لسلاح الجو، وتدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل الاسد.

وبعدما أنهى منسق عمليات الائتلاف الجنرال الاميركي المتقاعد جون آلن ومساعده بريت ماكغورك زيارة حساسة استمرت يومين لتركيا في محاولة لإقناعها بالضلوع عسكرياً ضد “داعش”، سئلت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف ما اذا كانت المحادثات الأميركية – التركية مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ومسؤولين عسكريين قد أحرزت “تقدماً”، فردت بالإيجاب. وقالت إن تركيا ” وافقت على دعم جهود تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة، و”سيسافر فريق تخطيط (من وزارة الدفاع) إلى أنقرة الأسبوع المقبل لمواصلة التخطيط عبر القنوات العسكرية”.

الى ذلك، أعلن مسؤول أميركي أمس أن القادة العسكريين في 21 بلداً عضواً في الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش” سيجتمعون الاسبوع المقبل في واشنطن. وأوضح المسؤول في مجال الدفاع الذي طلب عدم ذكر اسمه ان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي وقائد القيادة المركزية الجنرال لويد اوستن “دعوا الى اجتماع لاكثر من 20 قائداً عسكرياً أجنبياً الاسبوع المقبل في واشنطن للبحث في جهود الائتلاف في الحملة الحالية ضد تنظيم الدولة الاسلامية”.

 

الدولة الإسلامية” باتت على مسافة كيلومتر واحد من الحدود التركية دوميستورا يخشى “مجزرة” و31 قتيلاً في تظاهرات الأكراد بتركيا

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

سيطر مقاتلو تنظيم “الدولة الاسلامية” على “المربع الأمني” للمقاتلين الاكراد في مدينة كوباني المعروفة بعين العرب، وباتوا على أقل من كيلومتر واحد من الحدود التركية، وقت حضت واشنطن انقرة على التدخل برياً لإنقاذ المدينة المحاصرة.

 

دعا مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دوميستورا انقرة الى السماح للمتطوعين الاكراد بالعبور من تركيا الى عين العرب للمشاركة في الدفاع عن المدينة. ولكن حتى في حال استجابة السلطات الدعوة، قد يكون الامر تأخر بعدما بات مقاتلو التنظيم المتطرف على مقربة من معبر كوباني الحدودي مع تركيا.

أفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقرا له رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع “وكالة الصحافة الفرنسية”: “سيطر مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية على المربع الامني في عين العرب” الواقع في شمال المدينة والذي يضم مقار “وحدات حماية الشعب” الكردية و”الاسايش” (الامن الكردية) والمجلس المحلي للمدينة.

وبات التنظيم يسيطر عمليا على 40 في المئة من المدينة على رغم الغارات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي على مواقع هذا التنظيم داخل عين العرب وفي محيطها.

وأكد نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي طوني بلينكن ان تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر الآن على 40 في المئة من مدينة كوباني السورية على الحدود التركية وقد يتمكن من السيطرة عليها.

ومنذ دخول قوات التنظيم المتطرف مدينة كوباني مساء الاثنين، تحصل هجمات وهجمات مضادة بين مقاتليه ومقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية الذين يحاربون بشراسة في ظل حصار يضيق يوما بعد يوم، باسلحة وذخيرة بكمية ونوعية غير متكافئين مع اسلحة “الدولة الاسلامية” التي غنمها في معظمها من الجيش العراقي خلال هجومه في العراق الصيف الماضي.

وللحؤول دون استهداف طائرات الائتلاف الدولي قواته، ركز التنظيم خلال الـساعات الـ24 الاخيرة على “استخدام الدراجات النارية في نقل الذخيرة والمقاتلين في أطراف المدينة وأحيائها”.

 

الغارات

وتحدثت القيادة المركزية الاميركية عن شن تسع غارات جوية في سوريا استهدفت مقاتلي “الدولة الاسلامية” اول من امس وأمس، بينها سبع غارات قرب مدينة كوباني الحدودية. وأوضحت ان غارتين استهدفتا منطقة جنوب كوباني ودمرتا منشأتي تدريب لـ”الدولة الإسلامية”. وأشارت الى أن أربع غارات أخرى حصلت جنوب المدينة القريبة من حدود سوريا مع تركيا واستهدفت عربات ودبابة ووحدتين صغيرتين لمقاتلي التنظيم.

واستهدفت الغارة السابعة منطقة شمال شرق كوباني، وغارتان مدينتي دير الزور والحسكة السوريتين.

 

دو ميستورا

ودعا المبعوث الدولي الخاص دو ميستورا “السلطات التركية الى السماح لحشود اللاجئين بدخول المدينة لدعم دفاعها عن نفسها”. وقال انه يخشى حصول “مجزرة”. واضاف: “اتذكرون سريبرينيتسا؟” في يوغوسلافيا السابقة.

واكد مستعينا بصور التقطت بالاقمار الاصطناعية ان ما “بين عشرة آلاف و13 الفا” من السكان موجودون في موقع بمنطقة الحدود – بين تركيا وسوريا – وكثيرون لا يزالون داخل المدينة… اذا سقطت سيتعرض المدنيون لمجزرة على الارجح”.

 

واشنطن

وفي واشنطن، اعلنت وزارة الخارجية ان الولايات المتحدة سترسل فريقا عسكريا الى انقرة الاسبوع المقبل لاجراء محادثات مع تركيا، بعد المحادثات التي اجراها موفدان خاصان الخميس تناولت “اجراءات عاجلة وسريعة” مشتركة لوقف تقدم تنظيم “الدولة الاسلامية”.

واعربت واشنطن في الايام الاخيرة عن خيبة املها من تحفظات انقرة عن المشاركة عسكريا في عمليات في سوريا.

وتشترط تركيا للمشاركة في العمليات ضد “الدولة الاسلامية” اقامة منطقة عازلة في شمال سوريا تهدف الى تجميع القوى العسكرية للمعارضة السورية المسلحة فيها وجعلها مكانا يلجأ اليه السوريون الهاربون من اعمال العنف.

الا ان هذا الاقتراح لا يلقى تأييدا من واشنطن ومن حلف شمال الاطلسي، وهما طرفان اساسيان لتأمين اجواء المنطقة العازلة من طائرات النظام السوري. وقال نائب مستشارة الأمن القومي الأميركية إن الاقتراح التركي اقامة منطقة عازلة لم يأت بفكرة جديدة “وليس في دائرة الاهتمام”.

 

تظاهرات تركيا

واثار الموقف التركي من كوباني غضب الاكراد الاتراك الذين يتظاهرون احتجاجا منذ ايام.

وقتل 31 شخصا على الاقل وجرح 360 آخرون بينهم 139 شرطيا في مواجهات بين الشرطة التركية ومجموعات من الاكراد في بعض المدن التركية.

وجرت تظاهرات عدة عنيفة ليل الخميس في عدد من مدن البلاد وخصوصا غازي عينتاب حيث قتل اربعة اشخاص في صدامات. وأظهرت لقطات فيديو حشودا معظم أفرادها مسلحون بالبنادق والسيوف والعصي تجوب الشوارع في غازي عينتاب، وأشعل مهاجمون النار في مقرين لحزب الشعب الديموقراطي الكردي استنادا الى وكالة “دوغان للانباء”.

اما القتلى الآخرون، فقد سقطوا في دياربكر حيث قتل 11 شخصا، وماردين (ستة قتلى) وسيرت (خمسة)، الى قتيل في كل من باتمان وموس وفان واضنة واسطنبول.

وصرح وزير الداخلية التركي افكان علاء للصحافيين بان قوى الامن اعتقلت منذ مساء الاثنين 1024 شخصا بينهم 58 وجهت اليهم تهم واودعوا السجن، موضحا ان عددا كبيرا من المباني العامة والمتاجر تضرر من جراء التظاهرات التي تخللتها اعمال عنف ومواجهات. واضاف ان “مسلسل العنف يجب ان يتوقف حالا”.

 

“حزب الله”

وأوردت صحيفة “حريت” التركية أن السبب الرئيسي لتزايد أعداد القتلى خلال التظاهرات المناهضة لتنظيم “الدولة الاسلامية”، هو تجدد الاشتباكات المسلحة بين أعضاء “حزب العمال الكردستاني” اليساري وأعضاء منظمة “حزب الله” التركية ذات التوجه الإسلامي المتشدد، كما كان الوضع في بداية التسعينات من القرن الماضي.

ويشار إلى أن منظمة “حزب الله” التركية هي منظمة كردية سنية مسلحة تأسست أواخر السبعينات لمواجهة منظمة “حزب العمال” الكردستاني الشيوعي، وعرفت بتشددها وعنفها ليس فقط في المواجهات المسلحة التي تقوم بها ضد اليساريين فحسب، بل حيال كل من يخالفها في الفكر أيضا.

 

معارك درعا

في غضون ذلك، يستمر النزاع على جبهة مقاتلي المعارضة والقوات النظامية السورية في مناطق أخرى من البلاد.

وقتل امس 19 شخصا على الاقل بينهم خمسة اولاد في قصف لقوات النظام السوري لبلدة الحارة في ريف درعا التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة قبل أقل من أسبوع، استنادا الى “المرصد السوري لحقوق الانسان”.

 

لقاء عاجل لقادة «التحالف» ضد «داعش»: إلى أين؟

لا غارات «التحالف الدولي»، ولا «النخوة» التركية المشبوهة، ولا التصريحات المحذرة، حالت دون تقدم مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» في مدينة عين العرب (كوباني) السورية في شمال البلاد. غير أن هذا التقدم ما زال يواجه بما تبقى من السلاح والمقاتلين السوريين الأكراد، منعاً لبسط التنظيم سيطرته الكاملة على المدينة.

في هذا الوقت، كان المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا يوجه دعوة علنية خارج سياق الديبلوماسيات المعهودة من الأمم المتحدة، طالباً من تركيا، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، السماح للمتطوعين بعبور الحدود مع سوريا للقتال ومنع ارتكاب «داعش» مذبحة في عين العرب. تركيا نفسها وافقت أمس، على دعم تدريب وتجهيز المعارضة السورية «المعتدلة»، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.

والأسبوع المقبل، يجتمع القادة العسكريون في 21 بلداً عضواً في «التحالف الدولي» في واشنطن، بحسب ما أعلن أمس، مسؤول أميركي.

وأوضح المسؤول في مجال الدفاع أن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي وقائد منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الجنرال لويد أوستين «دعوا إلى اجتماع لأكثر من 20 قائداً عسكرياً أجنبياً الأسبوع المقبل في واشنطن، لبحث جهود التحالف في الحملة الحالية ضد تنظيم الدولة الاسلامية».

وسيعقد هذا الاجتماع الاستثنائي يوم الثلاثاء المقبل في قاعدة «أندروز» الجوية في ضاحية واشنطن، وسوف يضم ممثلين عن كل الشركاء الأوروبيين في «التحالف»، بالإضافة إلى خمس دول عربية تقوم بدور نشط في الغارات الجوية وهي البحرين والاردن وقطر والسعودية والإمارات، بحسب ما أوضح مسؤولون أميركيون.

وهذا الاجتماع هو الأول من نوعه على هذا المستوى منذ الاعلان عن تشكيل «التحالف» واستمرار خطر «داعش» من محيط بغداد وغيرها من مدن العراق، وصولا الى مناطق الشرق والشمال السوري وحدود لبنان الشرقية على الرغم من الغارات الجوية ضد التنظيم منذ اكثر من شهرين، وهي فترة زمنية بدأت تلقي بشكوك وتساؤلات عن وجهة الحرب المعلنة ونتائجها وتطوراتها في المرحلة المقبلة.

وتشير التقارير الى سقوط «المربع الأمني» في عين العرب والذي يضم مقر وحدة «حماية الشعب» الكردية ، ظهر أمس، في أيدي عناصر «داعش»، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، إن «مقاتلي التنظيم سيطروا على المربع الأمني في عين العرب»، والذي يضم مقارّ عدة من بينها المجلس المحلي للمدينة.

وهذا الحديث أكده نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي توني بلينكن، الذي قال إن «تنظيم داعش يسيطر الآن على 40 في المئة من مدينة عين العرب… وقد يتمكن من السيطرة عليها»، مضيفاً أن «القوات الكردية ما زالت تسيطر على نحو 60 في المئة من المدينة».

وبعيد ذلك، لجأ تنظيم «داعش» مرة أخرى إلى العمليات الانتحارية، حيث فجر انتحاري نفسه في عربة مفخخة قرب مركز للقوات الكردية، من دون أن تعرف حصيلة التفجير.

إلا أن صفحات لـ«جهاديين» يوالون التنظيم على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، ذكرت أن العملية الانتحارية نفذت قرب المسجد الكبير في عين العرب والانتحاري يدعى أبو محمود التونسي.

كما ذكرت مصادر أيضاً، أن قائد الهجوم على عين العرب هو خطاب الكردي، وهو نفسه الذي قاد الهجوم على «الفوج 121» في الحسكة قبل ثلاثة أشهر. وهناك حوالي 400 مقاتل كردي يعتقد أنهم المقاتلون أنفسهم الذين شاركوا في ذلك الهجوم، منهم أبو ماريا الكردي.

ومع تواصل المعارك في عين العرب، شن طيران «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة أربع غارات جوية على مواقع تابعة للتنظيم في جنوب عين العرب وشرقها، صباحاً، ثم عاد وشن غارتين ظهراً استهدفتا مواقع لـ«داعش» في عين العرب.

وكان عبد الرحمن قد أشار إلى أن «معارك تدور في شرق وجنوبي شرق المربع الأمني لوحدات حماية الشعب»، مضيفاً أن الإرهابيين «يحاولون بأي ثمن الوصول إلى المعبر الحدودي مع تركيا، عبر تطويق شمال عين العرب».

وأوضح مدير «المرصد» أن التهديد التي تمثله غارات «التحالف الدولي»، دفع مسلحي التنظيم «إلى نقل الذخيرة عن طريق الدراجات النارية إلى مقاتليه».

في غضون ذلك، دعا الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، تركيا إلى السماح للمتطوعين السوريين الأكراد بعبور الحدود مجدداً للمساعدة في منع سقوط عين العرب بيد «داعش».

وقال دي ميستورا: «ندعو السلطات التركية إلى السماح لحشود اللاجئين بدخول المدينة لدعم دفاعها عن نفسها»، مضيفاً أنه يخشى وقوع «مجزرة». وقال «أتذكرون سريبرينيتشا في يوغوسلافيا السابقة؟»، مذكراً بالمجزرة التي ارتكبت قبل نحو 20 سنة تحت مرأى العالم في البوسنة.

وأكد الديبلوماسي الغربي، مستعيناً بصور التقطت بالأقمار الاصطناعية، أن «ما بين عشرة آلاف و13 ألفاً من السكان موجودون في موقع في منطقة الحدود – بين تركيا وسوريا – وكثيرين ما زالوا داخل المدينة».

وأضاف أنه «إذا سقطت المدينة، فسيتعرض المدنيون لمجزرة على الأرجح». وتابع «بما أن كوباني ستسقط على الأرجح إذا لم تتم مساعدتها، فاسمحوا للذين يريدون الذهاب إليها بالالتحاق بالدفاع الذاتي مع تجهيزات كافية، والتجهيزات يمكن أن تفعل كثيراً من الأشياء».

وقال دي ميستورا إن «قرارات الأمم المتحدة ليست هي ما سيوقف (تنظيم) الدولة الإسلامية»، مشيراً الى أن «نداءنا إلى تركيا يهدف إلى أن تتخذ إجراءات إضافية لوقف تقدم الدولة الإسلامية وإلا فسنندم نحن جميعاً، بما في ذلك تركيا، على ذلك».

إلا أن الأتراك كانوا يغرّدون في سرب آخر للدعم، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس، أن أنقرة وافقت على دعم تدريب وتجهيز المعارضة «المعتدلة» في سوريا، وهي خطة متصورة تتطلب أعواماً عدة، وأن فريقاً عسكرياً أميركياً سيزور أنقرة الأسبوع المقبل لمناقشة الأمر.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف، للصحافيين، إن «تركيا وافقت على دعم جهود تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة».

وكانت هارف تعلق على زيارة مسؤولين أميركيين كبيرين لتركيا من أجل بناء «التحالف» ضد «داعش»، فقالت إنه «سيسافر فريق تخطيط (من وزارة الدفاع) إلى أنقرة الأسبوع المقبل لمواصلة التخطيط عبر القنوات العسكرية».

والجدير بالذكر أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل كان قد أكد أن المساعدة العسكرية الرئيسية التي ترغب بها واشنطن من تركيا، هي استخدام القاعدة الجوية التركية في إنجرليك في جنوب تركيا، والمساعدة في تدريب المعارضة السورية «المعتدلة» وتجهيزها.

(أ ف ب، أ ب، رويترز)

 

20 ألف كردي يتظاهرون في ألمانيا ضد “داعش

نظم أكثر من 20 ألف كردي تظاهرة سلمية في شوارع دوسلدورف، شمال غربي المانيا، اليوم، ضد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” وحمل المشاركون رايات الأحزاب الكردية وخصوصاً “حزب العمال الكردستاني” وزعيمه المعتقل في تركيا عبدالله أوجلان، فيما لا تزال برلين تخشى انتقال النزاع السوري إلى أراضيه بعد ايام من مواجهات شهدتها مدن ألمانية بين عناصر كردية وأخرى سلفية.

وذكرت الشرطة المحلية أن بين 10 و12ألف شخص تجمعوا في بداية التظاهرة، ثم ارتفع عددهم قليلاً إلى أكثر من 20 ألفاً، وكانت تنظيمات كردية دعت إلى التظاهر في هذه المدينة التابعة لمنطقة رينانيا، للتنديد بالهجمات التي يشنها تنظيم “داعش” على مدن كردية في سوريا، مثل كوباني.

وقد وقعت حوادث الثلاثاء والأربعاء في هامبورغ (شمال) خصوصاً، أسفرت عن عدد من الجرحى بعد صدامات بين ناشطين إسلاميين وشبان من الجالية الكردية تظاهروا تضامناً مع كوباني ضد التنظيمات المتطرفة.

وأعرب وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيري، في مقابلة مع مجلة “فوكوس” الأسبوعية التي تصدر، غداً، عن قلقه من هذه الحوادث قائلاً: “نراقب ذلك باهتمام شديد”، محذراً الذين يشاركون في صدامات “من ردود فعل قاسية جداً”.

وإذ أعلن دي مايتسيري انه يتفهم قلق وغضب الناس ورغبتهم في التظاهر، أوضح أن “تفهمه سيتوقف إذا تجاوز البعض حقهم في التظاهر وقاموا بأعمال عنف في الشوارع”.

(أ ف ب)

 

أمراء «جبهة النصرة» هاربون في تركيا

«جبهة ثوار سوريا» تتاجر بقادة «الجهاد»

عبد الله سليمان علي

تحتضن الأراضي التركية عدداً من «أمراء جبهة النصرة في الشرقية» ممن هربوا إليها بعد سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» على المنطقة، ويتفرغ هؤلاء لإدارة أعمالهم وثرواتهم من دون أن يقطعوا علاقتهم «الجهادية» مع تنظيمهم الأم أو غيره، في الوقت الذي أطلقت فيه «جبهة ثوار سوريا» سراح أمير «الكتيبة الخضراء» السعودي عمر سيف، بعد فشل مفاوضات تسليمه إلى سلطات بلاده في مقابل مبلغ مالي.

وبالرغم من أن عدداً من أمراء «جبهة النصرة»، وخصوصاً الأجانب منهم مثل أبي ماريا القحطاني وأبي الليث التبوكي وأبي حسن الكويتي، فضّلوا الانتقال إلى ريف درعا بعد اضطرارهم للهروب من دير الزور في أعقاب سيطرة «داعش» على معاقلهم فيها، إلا ان قياديين آخرين تحمل غالبيتهم الجنسية السورية، آثروا التوجه نحو تركيا بعدما تضاءلت فرص استلامهم مناصب مهمة تدر عليهم الأموال، كما كانت الحال في دير الزور حيث آبار النفط.

وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن ما لا يقلّ عن عشرة قياديين كانت تستلم مناصب مهمة داخل «جبهة النصرة في الشرقية»، تمكنوا من الهرب من ملاحقة عناصر «داعش» لهم، وعبور الحدود باتجاه الأراضي التركية حيث أقاموا في أماكن متفرقة، من دون أن تعترضهم أجهزة الأمن التركية إما لعدم امتلاكها معلومات كافية عن هوياتهم الحقيقية، أو استمراراً منها في سياسة غض الطرف عن نشاط المسلحين على حدودها.

وأكد مصدر كان على معرفة ببعض هذه القيادات لـ«السفير» أن عدداً من قادة «جبهة النصرة» الهاربين تمكن من الوصول إلى دول أوروبية لم يسمّها، حيث يقيمون هناك من دون أي ملاحقات أمنية تدل على معرفة أجهزة أمن تلك البلدان بهوياتهم أو طبيعة النشاط الذي كانوا يقومون به في سوريا.

أما بالنسبة إلى القيادات الهاربة إلى تركيا، فيؤكد المصدر أن بعضهم افتتح أعمالاً تجارية خاصة به من الأموال التي جمعها نتيجة تجارة النفط، مشيراً إلى أن أحد أبرز هؤلاء هو المدعو أبو سعد الجرذي، الذي كان يتولى منصب «مسؤول النفط والمصافي» في «جبهة النصرة»، والذي تقدر ثروته الشخصية بحوالي مئة مليون دولار، بالإضافة إلى أبي عبد الله الكترون «أمير الخط الشرقي في دير الزور»، وآخر ملقب باسم المجاهد الشامي «أمير الخط الغربي» والذي تجمعه علاقة قوية بالجرذي.

ومن غير الواضح ما إذا كان انتقال هؤلاء «الأمراء» إلى تركيا يعني قطعهم العلاقة مع «جبهة النصرة» وترك نشاطاتهم «الجهادية»، أم أنهم يتخذون التجارة والاستثمار عناوين وهمية لإخفاء حقيقة نشاطهم المتمثل بتأمين مصادر تمويل بديلة لـ«جبهة النصرة» بعدما خسرت حقول النفط وما كانت تدره عليها من أموال طائلة، وهو الأرجح.

من جهة ثانية، أكدت مصادر إعلامية مقربة من «جبهة أنصار الدين» أن «جبهة ثوار سوريا» بقيادة جمال معروف أطلقت سراح أمير «الكتيبة الخضراء» السعودي عمر سيف بعد اعتقاله لمدة عشرة أيام متواصلة مع عدد آخر من قيادات «جبهة أنصار الدين».

وأشارت هذه المصادر إلى أن جمال معروف اضطر إلى إطلاق سراح سيف بعد الضغوط الكبيرة التي مورست عليه من قبل عدد من الفصائل الإسلامية المتعاطفة مع الكتيبة، كما أنه فشل في التوصل إلى اتفاق مع السلطات السعودية لتسليمها عمر سيف في مقابل حصوله على مبلغ مالي مرتفع.

وكان عمر سيف تولى قيادة «الكتيبة الخضراء» بعد مقتل أميرها السابق فهد السناني العام الماضي. ومعروف أن «الكتيبة الخضراء» تأسست في ظل الخلاف بين «النصرة» و«داعش» حيث آثر السناني الوقوف على الحياد حينها.

وتتكوّن الكتيبة من انغماسيين وانتحاريين سعوديي الجنسية بمعظمهم ولا يتجاوز عددهم الـ400، وتلقت ضربات قاسية خلال الأشهر السابقة ولا سيــما في القلمون، ما تسبب بضعف فعاليتــها، وانضــمت مؤخراً إلى «جبهة أنصار الدين» التي يقودها صلاح الدين الشيشاني قائد «جيش المهاجرين والأنصار».

وأعاد إطلاق سراح عمر سيف طرح تساؤلات جدية بخصوص مصير أحد أبرز القادة الجهاديين في سوريا وهو أبو عبد العزيز القطري (كان مع أبي ماريا القحطاني أول من صنفتهم واشنطن على قائمة الإرهاب في أواخر العام 2012)، الذي اتهم معروف بقتله أواخر العام الماضي، حيث تشكك مصادر مقربة من «الكتيبة الخضراء» بحقيقة مقتل القطري ولا تستبعد أن يكون معتقلاً في سجون جمال معروف أو أن الأخير قام بتسليمه إلى الولايات المتحدة في مقابل مكاسب خاصة له ولجبهته.

 

«أبو خطاب» جهادي كردي من حلبجة يقود هجوم «الدولة الاسلامية» على كوباني

انطاكيا ـ «القدس العربي» من وائل عصام: من مقاتل «رومانسي» يظهر ببندقية تحمل وردة في فوهتها الى جهادي اصولي يرفع شعار التوحيد امام جثامين المقاتلين الاعداء من ابناء جلدته الاكراد في كوباني.. انه ابو خطاب الكردي القائد العسكري لعمليات تنظيم الدولة الاسلامية في كوباني الكردية..وينحدر ابو خطاب من مدينة حلبجة العراقية بالسليمانية كردستان العراق.

وتظهر صور تداولتها المواقع الجهادية ابو خطاب في عدة مواقع آخرها داخل كوباني.

يخبرنا قيادي كردي اسلامي يقاتل مع احد فصائل الثوار شمال حلب بأن ابو خطاب يقود مجموعة من الاكراد الجهاديين القادمين من كردستان العراق، وقد التحق بهم ضمن تنظيم الدولة بعض الشبان الكرد الاصوليين من الحسكة وريف حلب، ورغم ان اعدادهم ظلت محدودة الا انهم شكلوا قوة مؤثرة لتنظيم الدولة خلال هجومه على القرى الكردية في ريف كوباني وقبلها الحسكة في الاشهر الماضية.

وتشير الانباء الواردة من جرابلس ومنبج المجاورتين لكوباني بريف حلب الى ان ابو خطاب استقدم في اليومين الاخيرين تعزيزات من بلدتي جرابلس ومنبج ضمت بعض الشباب الكرد المنتمين للدولة الاسلامية، وتمكنت هذه التعزيزات من مساندة الهجوم الذي شنته قوات النخبة لاقتحام كوباني خلال الساعات الماضية بقيادة ابو خطاب الكردي.

ولابو خطاب ثأر قديم مع حزب بي واي دي PYD الكردي الذي يقاتل في كوباني، فإضافة الى العداء الايديولوجي فإن شقيق ابو خطاب قتل في مواجهات مع حزب بي واي دي في ريف الحسكة قبل اشهر، وهو الهجوم الذي تشير مواقع الجهاديين الى ان ابو خطاب الكردي تولى قيادته بتكليف من ابو عمر الشيشاني. وفي اولى العمليات في الحسكة نفذ تنظيم الدولة الاسلامية عملية نوعية اعتمد فيها على خمسة مقاتلين اكراد اقتحموا مقر حزب البعث وقتلوا كل من فيه وابرزهم عضو قيادة حزب البعث حنا عطاالله الذي كان يقود مجموعات للشبيحة في الحسكة وتمكن المقاتلون الاكراد من رفع علم تنظيم الدولة على مبنى الحزب قبل ان يتمكن النظام من استعادته بعد ساعات.

واضافة الى كردستان العراق فإن التيار الاسلامي له حضور ايضا عند اكراد سوريا، وهو تيار لا ينسجم مع التيار اليساري الثوري الكردي الذي يحظى بالنفوذ الاكبر بين اكراد ريف حلب الشمالي، على عكس اكراد دمشق الذين تكاد لا تميزهم عن العرب بسبب غلبة الهوية الدينية الاسلامية عليهم، بينما تغلب الهوية القومية والميول اليسارية على اكراد شمال سوريا.

وبدا ذلك واضحا عندما التقيت في حلب وريفها بالعديد من الشباب الكرد المنضوين في مجموعات كردية ذات ميول الاسلامية (ككتائب صلاح الدين) والتي فضلت القتال الى جانب مجموعات الثوار الاسلاميين على القتال ضمن مجموعات الـ PYD واليسارية التي كانت تتمركز في حيي الاشرفية والشيخ المقصود الكرديين بحلب، ويومها التقيت بقائد في احدى مجموعات الجيش الحر ينتمي لعائلة التمو الكردية والتي ينتسب لها المناضل الكردي الراحل مشعل التمو. القيادي الكردي الذي التقيته كان ملتحيا وقال انه اسلامي، وعندما سألته عن سبب التحاقه بالجيش الحر قال انه «يفضل القتال مع العرب الاسلاميين على القتال مع الكرد اليساريين». ثم اضاف «انا منتم لشعبي الكردي ومشعل التمو ابن عمي».

في كرستان العراق تبدو الأزمة في تصاعد، فالسلطات الكردية اعلنت في الفترة التي لحقت سقوط الموصل عن اعتقال نحو خمسين شابا بتهمة الانتماء لتنظيم الدولة، وبعدها نشرت احصاءات كردية رسمية تفيد بمقتل نحو خمسين شابا اخر خلال قتالهم في صفوف تنظيم الدولة، كما ان اذاعة كردية قالت ان سبعة اكراد منضوين في صفوف داعش قتلوا خلال معارك سد الموصل، معظمهم من السليمانية ويقودهم جهادي من بلدة «بادينان» في محافظة دهوك بكردستان العراق.

بينما تتداول وسائل اعلام كردية عن تقديم اسر كردية لبلاغات تفيد باختفاء ابنائها، يعتقد انهم انضموا الى تنظيم «الدولة الإسلامية» وهو ما دفع السلطات الكردية بحسب صحافيين اكراد تحدثنا اليهم في اربيل الى القيام بعدة حملات اعتقال احداها اسفرت عن اعتقال ثلاثين شابا من حلبجة واطراف اربيل بتهمة الارتباط بداعش، وسط تقديرات تشير الى ان عدد المنتمين لداعش من الاقليم يتجاوز الخمسمائة.

وتحاول السلطات الكردية دعم جهود رجال الدين الصوفيين الذين يحضون على نبذ الافكار المتشددة، وينشط رجال دين نقشبندية ومن طرق صوفية اخرى عرفت بعدائها للتيار السلفي في القيام بحملات دعوية في اوساط المناطق الفقيرة بكردستان العراق.

وللتيار الجهادي تاريخ قديم في كردستان العراق، فتنظيمات كأنصار الاسلام وانصار السنة نشأت منذ عقود في كردستان، وشاركت بدور فاعل في ارسال جهاديين للقتال في افغانستان، ويعد الملا كريكار احد ابرز رموز هذه الجماعة، وعلينا ان لا ننسى ان الزرقاوي اختبأ في معسكرات «انصار الإسلام» عند دخوله كردستان العراق قادما من ايران، وتعرض هناك للقصف الامريكي، وظل الزرقاوي يثق بمساعده البارز ابو عمر الكردي الذي نفذ عملية اغتيال محمد باقر الحكيم في النجف، قبل ان يعتقل الكردي ويعدم بعد اعترافه بتنفيذ اكثر من مئتي تفجير بسيارات مفخخة.

وبعد «انصار الإسلام» انشق تنظيم «انصار السنة» بقيادة ابو عبد الله الشافعي الذي اعتقلته القوات الامريكية لسنوات، وشارك تنظيم «أنصار السنة» في العراق في المقاومة العراقية الى جانب تنظيم القاعدة والفصائل الاسلامية الاخرى، وهو ما زال ناشطا حتى اليوم، وبعد سيطرة الدولة الاسلامية على الموصل، وقعت مصادمات بينه وبين تنظيم الدولة في محافظة كركوك في اطار اصرار تنظيم الدولة على منع اي تنظيمات اخرى من القتال خارج قيادة داعش الموحدة وتحت رايتها، وقد انتهت الصدامات بحسب ما اعلن عن تسوية مؤقتة بقيام انصار السنة بميايعة التنظيم ما اطلق عليه «بيعة القتال».

وهكذا فإن احد مصادر قوة تنظيم الدولة الاسلامية هو اختراقه لكل المجتمعات السنية عربا وكردا وتركمانا، فتركمان تلعفر لهم دور قيادي في التنظيم في محيط الموصل، والاكراد يدفع بهم التنظيم للواجهة عندما يهاجم مناطق كردية، كذلك الحال في المناطق العشائرية العربية بالأنبار مثلا، اذ يضم التنظيم قيادات وعناصر من معظم العشائر الكبرى التي يقاتلها في الرمادي، فتجد قائدا شهيرا كشاكر وهيب من عشيرة البوفهد وابن عمه قيادي في الصحوات التي يقاتلها التنظيم… لذلك فان احد ابرز مشكلات الصراع مع داعش انه سيؤدي الى اقتتال سني ـ سني عنيف بعد ان بات تنظيم الدولة متغلغلا في كل المناطق السنية.

 

خبراء: دول الخليج تفكر بإرسال قوات برية الى سوريا

دبي- أ ف ب: يؤكد خبراء ان انخراط دول الخليج المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد المتطرفين والمقتصر في الوقت على الراهن على تنفيذ ضربات في سوريا، يمكن ان يرتفع مستواه من خلال ارسال وحدات خاصة على الارض ولكن بشروط.

الا ان دول الخليج الغنية بالنفط والتي تواجه مخاطر الى جانب الولايات المتحدة، تتساءل في الوقت نفسه عما ستحصل عليه في المقابل، كما انها تخشى من استفادة الجار الايراني.

وبحسب الخبير ماتيو غويدير استاذ الدراسات الشرق اوسطية في جامعة تولوز الفرنسية، فإن امكانية ارسال الدول العربية قوات على الارض في سوريا مرتبط اولا بقرار تركيا الزج بقواتها.

من جانبه، قال فريديريك ويري المتخصص في السياسات الامريكية في الشرق الاوسط لدى معهد كارنيغي للسلام، ان مشاركة اربع دول خليجية في العمليات ضد تنظيم الدولة الاسلامية المعروف بداعش، تبقى تتراوح في الوقت الراهن «بين البعد الرمزي والبعد العملاني».

واذا اتخذ قرار برفع مستوى انخراط دول الخليج في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية، فإن ويري لا يتوقع «ارسال وحدات عسكرية تقليدية ضخمة الى الارض، بل مجموعات صغيرة من القوات الخاصة الاماراتية والقطرية وربما السعودية».

ولن تشارك هذه الوحدات اذا ما تم ارسالها في القتال، بل ستكون في غرف عمليات لتنسيق حركة مسلحي المعارضة السورية والتعاون مع استخبارات المعارضة وتقديم المشورة والمعدات للمعارضة، بحسبما افاد ويري الذي ذكر بأن دورا مماثلا سبق ان لعبته قطر والامارات خلال الحرب على نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي في 2011.

واضاف ويري «اعتقد ان الهدف الذي تريد دول الخليج تحقيقه من التحالف هو حصولها على ما يشبه الثمن المقابل من خلال توسيع الولايات المتحدة ضرباتها لتشمل قوات الرئيس السوري بشار الاسد».

واثنت الصحف في الخليج خلال الأسبوعين الماضيين على دور دول الخليج التي اختارت ان تكون «في الجهة الصحيحة» في الحرب على «الايديولوجيا المتطرفة» التي يعتنقها تنظيم الدولة الاسلامية والتي تشكل خطرا على دول الخليج و»استقرارها».

الا ان كتابا تساءلوا عن المقابل التي يمكن ان تحصل عليه دول الخليج لاسيما السعودية من الولايات المتحدة التي يمكن ان تنسحب بشكل «مفاجئ» من الحرب اذا ما اعتبرت انها حققت اهدافها.

وقال الكاتب الاماراتي عبد الخالق عبدالله ان «امريكا بعيدة عن الصدق فيما يتعلق بنواياها الحقيقية».

ويذكر عبد الله الذي يدرس العلوم السياسية في جامعة الامارات بـ»هذا الخوف الدائم من ان الامور تتأزم في كل مرة تتدخل الولايات المتحدة.»

وبحسب عبدالله، فإن «ايران اظهرت في اكثر من مناسبة انها تعرف كيف تستفيد من هفوات الولايات المتحدة، وهي يمكن ان تكون الآن المستفيدة من الحرب ضد داعش».

وتعبر اوساط مقربة من صناع القرار في الامارات التي تشارك قواتها الجوية القوية في العمليات في سوريا، عن الخشية من «تهميش السنة» نتيجة «فراغ» ينشأ عن العمليات العسكرية.

وقال مسؤول اماراتي طالبا عدم الكشف عن اسمه «نحن قلقون جدا ازاء امكانية استفادة ايران من الوضع».

 

اشتباكات متقطعة في عين العرب والاكراد يصدون هجوما “كبيرا” بجنوبها

بيروت- (أ ف ب): تدور اشتباكات متقطعة في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية بعد ساعات من سقوط مربعها الأمني في أيدي عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” في مقابل نجاح المقاتلين الاكراد في صد “هجوم كبير” في جنوبها، بحسب ما افاد السبت المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “تدور حاليا اشتباكات متقطعة في شرق وجنوب وجنوب غرب عين العرب” الحدودية مع تركيا والتي تتعرض منذ اكثر من ثلاثة اسابيع لهجوم من قبل تنظيم “الدولة الاسلامية” بهدف السيطرة عليها.

 

واضاف عبد الرحمن ان مجموعات من “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تستميت للدفاع عن المدينة تشن في مقابل ذلك “عمليات نوعية تشمل تنفيذ عمليات تسلل في شرق عين العرب لقتل عناصر من تنظيم +الدولة الاسلامية+ والعودة الى مواقعها بعد ذلك”.

 

وتابع “هناك محاولات متواصلة من قبل تنظيم الدولة الاسلامية للتقدم نحو وسط المدينة”.

 

وسيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” الجهادي المتطرف الذي تمكن الاثنين الماضي من اقتحام المدينة بعد نحو ثلاثة اسابيع منذ بدء هجومه عليها، الجمعة على “المربع الامني” للمقاتلين الاكراد والواقع في شمال مدينة عين العرب.

 

وبات مقاتلو تنظيم “الدولة الاسلامية” يسيطرون على نحو 40 بالمئة من المدينة التي تبلغ مساحتها ستة الى سبعة كيلومترات مربعة وتحيط بها 356 قرية، وذلك بعد استحواذهم على شرقها، وتقدمهم من جهتي الجنوب والغرب.

 

وبعيد سيطرتهم على المربع الامني الذي يضم مباني ومراكز تابعة للإدارة الذاتية الكردية، شن مسلحو تنظيم “الدولة الاسلامية” هجوما “كبيرا” من جهة الجنوب عند فترة منتصف الليل الا ان المقاتلين الاكراد نجحوا في صد الهجوم بعد نحو ساعة ونصف من الاشتباكات العنيفة، بحسب ما افاد المرصد السوري.

 

ونفذت طائرات الائتلاف الدولي العربي بعيد منتصف الليل غارتين جديدتين على مواقع لتنظيم “الدولة الاسلامية” في شرق وجنوب المدينة، وفقا للمرصد ايضا.

 

وتبدو المعركة بين الطرفين غير متكافئة، اذ يشن التنظيم هجومه على المدينة الواقعة في محافظة حلب مستعينا بآلاف المقاتلين المزودين بأسلحة ثقيلة، في حين يقوم مئات المقاتلين الاكراد بالدفاع عن مدينتهم بأسلحتهم الخفيفة وسط نقص في الامدادات.

 

ولم تفلح الغارات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي في وقف تقدم المقاتلين الجهاديين.

 

ويشعر المدافعون الاكراد عن المدينة بالاحباط في ظل تناقص ذخيرتهم، مطالبين بتكثيف الغارات التي تنفذها قوات الائتلاف الدولي على مواقع التنظيم المتطرف.

 

عائلة أمريكي مسلم تحتجزه الدولة الاسلامية تصلي من أجل إطلاق سراحه

بلينفيلد- (رويترز): شارك أصدقاء وأفراد عائلة أمريكي مسلم يحتجزه تنظيم الدولة الاسلامية ويدعى عبد الرحمن كاسيج في صلاة من أجل اطلاق سراحه وعبروا عن أملهم في أن ينجو من محنته وأثنوا على رغبته في مساعدة الآخرين حتى في وجه الخطر.

 

وكان فيديو نشره التنظيم الأسبوع الماضي وأظهر قطع رقبة موظف الاغاثة البريطاني آلن هيننج (47 عاما) قد تضمن تهديدا لكاسيج موظف المساعدات الانسانية البالغ من العمر 26 عاما والذي كان يعرف باسم بيتر كاسيج.

 

وحضر نحو مئة شخص الصلاة من أجل كاسيج أمس الجمعة في بلدة بلينفيلد في مسقط رأسه بولاية انديانا.

 

وقالت والدته بولا كاسيج في اطار برنامج لتكريمه بعد الصلاة في الجمعية الاسلامية لأمريكا الشمالية “لدي ثقة بأنه سيشعر بقوة هذه الصلوات وستصله هذه المباركات منهم”.

 

وأعلن والدا كاسيج عبر متحدث أنه خطف بينما كان في طريقه إلى مدينة دير الزور بشرق سوريا في أول أكتوبر تشرين الأول 2013.

 

وذكرت العائلة أن كاسيج كان يقوم بنشاطات انسانية من خلال منظمة الاستجابة للطواريء الخاصة والمساعدة التي تأسست عام 2012 لمساعدة اللاجئين الفارين من الحرب في سوريا.

 

وقال المتحدث باسم العائلة إن كاسيج اعتنق الاسلام وهو في الأسر.

 

على أوباما مواجهة الأسد والإعتراف بأهمية القوات البرية لحسم المعركة

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: هل خسر التحالف الأمريكي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الحرب؟ سؤال طرحته مجلة «إيكونوميست» في عددها الأخير حيث قالت من المبكر الحديث عن خسارة التحالف الحرب، لكن الحملة التي أعلن عنها الرئيس أوباما قبل شهر لتفكيك وتدمير «داعش» لا تسير بطريقة جيدة. ففي كل من سوريا والعراق يحقق داعش انتصارات ضد الغرب وحلفائه من العرب السنة.

وتعتقد المجلة إن واحدا من أسباب الإنتصارات التي يحققها التنظيم لها علاقة بالإستراتيجية التي تبناها أوباما والتي تعاني من تناقضات منبعها القيود المفروضة على عمل التحالف. الدولتان القادرتان على إضعاف «داعش» مقصرتان في دورهما، أي تركيا وأمريكا. ومن أجل منع انتصاره وتأكيد صورته أمام الجهاديين في العالم فعلى هاتين الدولتين تجنب مظاهر القصور والترفع عن الخلاف.

وتعتقد المجلة أن سقوط البلدة الكردية كوباني( عين العرب)سيؤدي إلى مطالب بإعادة رسم الإستراتيجية ومضاعفة جهود التحالف وهو ما يحمل معه مخاطر تحول الحملة الجوية إلى «مهمة زاحفة».

وترى المجلة أن هناك ضرورة للتحرك أكثر ضد «داعش» لأنه يمثل تهديدا على كل الشرق الأوسط ويعتبر مصدرا للإرهاب على الغرب.

 

البداية من تركيا

 

ومن هنا فالمهمة تبدأ حسب المجلة من تركيا، فرغم قرار البرلمان التركي في 2 تشرين الأول/أكتوبر السماح للقوات التركية العمل في سوريا إلا أن الرئيس طيب رجب أردوغان في لعبة انتظار مدروسة.

وتوافق المجلة على ما يقوله أردوغان من أن الغارات الجوية ليست كافية، ويجب استخدام كل الوسائل المتوفرة لهزيمته، لكن دباباته تقف على الحدود، ويرفض مساعدة الأكراد الذين يتعامل معهم كأعداء.

وتقول إن أردوغان حذر من تقديم أي شيء باستثناء الكلام الخطابي لدعم التحالف حتى توافق الولايات المتحدة على إقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي على الجانب السوري من الحدود ويصر على جعل الأسد أولوية تتقدم على «داعش».

وترى «الإيكونوميست» أن استراتيجية الولايات المتحدة تعاني من توترات. فرغم أنها تريد رحيل الأسد إلا أنها مترددة بالإنضمام للقتال ضده في الوقت الحالي. وذلك لأن النجاح في العراق يعتمد على اقناع حكومة بغداد بتشكيل حكومة وطنية غير طائفية ولكسب ولاء العشائر السنية. وهي بحاجة لمساعدة إيران التي تعتبر حليف الأسد القوي.

وفي الوقت نفسه لم يؤد تعاون الحكومة الأمريكية مع حكومة بغداد التي يتسيدها الشيعة لتحسين العلاقات مع السنة. ورغم تحقيق القوات الكردية إنجازات ضد «داعش» في شمال العراق إلا أن الوضع الأمني يتدهور في محافظة الأنبار بشكل يهدد بسقوطها بيده.

وتضيف المجلة أن الحكومة الأمريكية قامت بإرسال مروحيات أباتشي لضرب مواقع «داعش» في الفلوجة وعلى الطريق المؤدي لمطار بغداد الدولي حتى يوقف تقدم المقاتلين الجهاديين نحو العاصمة بغداد.

وفكرة إرسال المروحيات هي عبارة عن إرسال قوات على الأرض، واعتراف بمحدودية المقاتلات الجوية السريعة.

 

انشقاقات في المعارضة

 

وتتحدث المجلة عن الآثارغير المقصودة للغارات. فبعد العمليات الأولى التي نفذتها الطائرات الأمريكية والحلفاء وتدمير مصافي وحقول النفط التي تدر أموالا على خزانة «داعش»، أدت إلى دفع المعارضة السورية المعتدلة والتي تريد واشنطن تدريبها إلى أحضان الجهاديين مثل «جبهة النصرة» التي تنتقد التحالف وتعتبره لعبة في يد الأسد.

وتقول المجلة إن كلا من أردوغان وأوباما مذنبان من ناحية استعدادهما لإنهاء «داعش». وترى أن كلام أردوغان حول المشاركة في التحالف فارغ لأنه لا يقدم الحماية والدفاع عن بلدة كوباني.

وفي حالة سقطت المدينة بيد «داعش» فستتأثر سمعة تركيا وسيضرب أمنها. وعليه فيجب على انقرة العمل كعضو كامل في التحالف واستخدام ما لديها من إمكانيات للتأثيرعليه من الداخل. ويجب على أردوغان استخدام قواته لإنقاذ كوباني وأن يسمح للطائرات الأمريكية التحليق من قاعدة «إنشريلك» الجوية.

وبالنسبة لأوباما فعليه مواجهة الجبهتين، أي الأسد الذي يريد معظم أعضاء التحالف رؤية ظهره، فوحشيته ضد شعبه قد روعت السنة في كل مكان، خاصة بعد تلميح كل من روسيا وإيران عن استعدادهما لدعم شخصية عسكرية مكانه إن تم ضمان مصالحهما.

أما الأمر الثاني، فعلى أوباما الإعتراف أن القتال ضد «داعش» لن ينجح بدون قوات على الأرض تقوم بإرشاد وتوجيه طائرات التحالف،و ملاحقة العدو والإحتفاظ بالأراضي وهذا يستدعي إرسال قوات خاصة وبأعداد كبيرة للقيام بمهام متعددة.

 

لن نتنازل

 

وفي ظل التعنت التركي وفشل محادثات الجنرال الأمريكي المتقاعد جون ألين في أنقرة فالحكومة التركية عازمة على التمسك بالربط بين قتال «داعش» والأسد.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول تركي قوله «لن تتنازل الحكومة عن هذا»، «فطالما استمرالأسد وسياساته برمي البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية فستستمر هذه الحلقة المفرغة ومعها تظهر جماعات جديدة» مثل «داعش».

ونقلت عن فريدريك هوف، مستشار الحكومة الأمريكية السابق حول العملية الإنتقالية في سوريا معلقا على الموقف التركي من الأكراد الذين ترى أنهم أعضاء في حزب العمال الكردستاني «هناك خلاف واضح بين الولايات المتحدة وتركيا حول تهديد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا».

وتشير الصحيفة إلى أن تردد تركيا ليس كله متعلق بالأكراد ولكن بالخوف من الطريقة التي سيرد فيها «داعش» على التدخل التركي خاصة أن معظم المعابر الحدودية مع تركيا تقع تحت سيطرة الدولة الإسلامية، ومن هنا فالتنظيم قادر على التخطيط وتنفيذ هجمات داخل تركيا، مما سيؤثر سلبا على السياحة والنمو الإقتصادي الذي بنى عليه أردوغان شعبيته.

ونقلت عن المعلق في صحيفة «حريت» ازغور كورماكاز «ترويع الناس هي طريقة داعش في القتال، وعندما يسمعون إنه قادم يهربون»، مضيفا «يمكنه الإنتقام بسيارات مفخخة، وعانينا من الإرهاب في الماضي وقد يحدث مرة أخرى».

ونفس المخاوف تنبع من الموقف التركي من كوباني التي ترى أن المقاتلين فيها هم فرع ل «بي كي كي»، وبحسب هيو بوب، مسؤول برنامج تركيا وقبرص في مركز الأزمات الدولية- بروكسل «في الوقت الحالي لن تقوم أية حكومة بتقديم أسلحة مضادة للدبابات لحركة كانت تقاتلها، ووضع كوباني كأولوية مثل وضع العربة أمام الحصان». فقبل تقديم الدعم للأكراد تريد تركيا منهم التزاما بالإنضمام للمعارضة المعتدلة ضد الأسد.

وبحسب سونير تشاغاباتي الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى «كان الأكراد غائبين بشكل واضح عن المعركة ضد نظام الأسد، وتريد تركيا من الأكراد المشاركة في القتال لأنها تعرف أن مقاتلي بي كي كي جيدون».

 

الأسد يستفيد

 

وتخشى تركيا والدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة أن يكون نظام الأسد هو المستفيد. وبالتأكيد فقد عزز الجيش السوري من تحركاته وكثف من عمليات القصف الجوي والمدفعي منذ بداية الغارات الأمريكية قبل اسبوعين.

ونقلت صحيفة «الغارديان» عن محللين ودبلوماسيين في سوريا والخارج إن الغارات الجوية والبراميل المتفجرة أدت إلى سقوط عشرات من المدنيين، وفي بعض المناطق كثفت الحكومة من هجماتها وكذلك المعارضة السورية.

وأدى استمرار الرئيس السوري غاراته الجوية بدون تحرك ضده لغضب المعارضة السورية وداعميها.

وبحسب فارس سمير من بلدة حارم في محافظة إدلب «كانت الطائرات السورية تقصفنا مرة أو مرتين في الأسبوع أما اليوم فهي تهاجمنا يوميا»، مشيرا لتزايد سقوط القتلى والجرحى بدون أن يلتفت أحد لمعاناتهم «ويقوم الجيش الآن بالسيطرة على المناطق التي أغارت عليها قوات التحالف وبعد انسحاب الفصائل الإسلامية منها، ويجب القول إن عملية التحالف تصب في مصلحة النظام وضد الشعب السوري».

ومع ذلك فالصورة العامة لم تتغير عما كانت عليه، والتقدم الوحيد الذي حققه النظام كان في شمال مدينة حلب، ففي مدينة حمص، ضربت طائرات التحالف مواقع ل «داعش» لكن النظام لم يكن قادرا على الإستفادة منها.

وتنقل الصحيفة عن معلق سوري اسمه علاء إبراهيم قوله إن طائرات التحالف ساعدت النظام في حالة واحدة «لم يكن هناك اي عائق لهجمات النظام الجوية على مواقع المعارضة».

وعبرت دمشق عن ارتياحها من الضربات الجوية الأمريكية ولم يتدخل ضدها لأنها حسب رؤيته تعبر عن نفس موقف الحكومة السورية من «الإرهاب».

ويقول إميل هوكايم، من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إن قوات التحالف لم تقم بغارات للتخفيف عن المعارضة السورية التي تقاتل النظام أو «داعش»، مضيفا أن الحملة الأمريكية أعطت طائرات النظام فرصة للراحة والوقت لإستطلاع الأجواء بحثا عن فرصة. ويشكو قادة المعارضة السورية من غياب التنسيق مع القوات الأمريكية حيث قالوا «عناصرنا قد تكون عين وبصر التحالف على الأرض»، مضيفا «كانت الغارات الأمريكية غير فعالة وضربت مبان فارغة وقتلت مدنيين» ولهذا السبب نشأ جو معاد للغارات في داخل سوريا، فالناس لا يصدقون الإهتمام ب «داعش» وهم يعتبرون أن عدوهم هو الأسد.

وحذر ناشطون من كارثة انسانية بسبب ضرب مخازن الحبوب في منبج ومحطات الغاز في دير الزور. في الوقت الذي شجبت فيه حركة «حزم» التي تلقت أسلحة مضادة للدبابات من الولايات المتحدة الغارات لكن الأمريكيين طلبوا منها الصمت. كما أن الغارات على «جبهة النصرة» تركت آثارا سلبية.

وفي حالة زيادة أعداد القتلى بين المدنيين فستتعقد مهمة التحالف. ونقل عن زيد الجبلي، طالب من بلدة الزاوية في محافظة إدلب «سقط شهداء عندما تم استهدافهم»، في إشارة للمقر الذي ضربته الطائرات وكان تابعا ل «جبهة النصرة».

ويقول مصطفى أحمد من منطقة إدلب أيضا «أعتقد أن تدخل التحالف يعمل في مصلحة النظام، وخلق التدخل لاجئين جدد».

ويقول تشارلس ليستر من معهد بروكينغز الدوحة أن المسألة لا تتعلق باستفادة النظام من الغارات ولكن قواته كانت قادرة على مواصلة الغارات على المدنيين رغم احتلال طائرات التحالف الأجواء السورية. ولا ينكر أحد استفادة النظام من الغارات بأكثر من طريقة كما يقول هوكايم «فلم يعد هناك اهتمام كبيربغاراته ومذابحه، كما قدم صورة عن تعاونه مع التحالف الدولي ويستفيد من التشتت والإحباط داخل المعارضة السورية، كما أن انضمام بعض جماعات المعارضة لـ «داعش» يساعده على تصويرهم كمتطرفين».

 

الخبراء الأمريكيون يستعرضون قدرات وخيارات تنظيم «الدولة الإسلامية» لمواجهة القصف الجوي وخطط التحالف

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: ينشغل الامريكيون في نقاشات مستعرة حول خيارات الولايات المتحدة لتخفيف حدة التهديد الذي يشكله تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق وسوريا» ولكنهم ينسون وسط هذا الهياج بان للتنظيم، ايضا، خيارات لمواجهة القصف الجوي وخطط التحالف الامريكي الدولي.

ويناقش المحللون الامريكيون حتى الآن نوايا تنظيم «القاعدة» من هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر فهي احيانا من اجل طرد الامريكيين من الشرق الاوسط واحيانا اخرى جلبهم الى المنطقة عبر تدخل عسكري من شأنه حشد الاسلام ضد الولايات المتحدة. اذا كانت النية هي طردهم، فالمهمة فشلت بالتأكيد ولكن في الوقت نفسه تمكن التنظيم من النجاة لاكثر من 13 عاما من القصف الامريكي في حين انتشرت أيديولوجيتها الى مختلف أنحاء العالم، اما تنظيم «الدولة الاسلامية» فهو يشعر بثقة من امكانية النجاة من حملة القصف والحصول على تعاطف ودعم اكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة.

يعتقد عدد من المحللين الامريكيين أن التحالف ضد «داعش» ما يزال هشا رغم اللغة الاحتفالية للادارة الامريكية وربما لن يصمد هذا التحالف لفترة طويلة كما هو مخطط للحملة، وقد تجد الولايات المتحدة نفسها معزولة، واذا حدث ذلك ستتعرض واشنطن لاهانة بالغة. كما ان القصف من جانب واحد من شأنه الدفع بحالة خطرة من «الاغتراب الامريكي» في الشرق الاوسط.

يقول المحلل مايكل جينكنز مؤلف كتاب «ديناميات الحرب الاهلية في سوريا» بان المركبات وقطع المدفعية تعد اهدافا سهلة للقصف الجوي ولكن قوات «داعش» يمكن ان تتراجع الى المناطق الحضرية وتنمدج مع السكان المدنيين من اجل اغراء قنابل التحالف على السقوط وسط اهداف مكتظة بالمدنيين، والولايات المتحدة، في الواقع، لا تملك مصادر استخبارية على الارض تمكنها من تجنب هذه المكيدة وهكذا يتحول الرأى العام العالمي ضد استمرار القصف حيث سيقع اللوم على القنابل التى تسقطها الطائرات الامريكية، ومن الصعب بطبيعة الحال التأكد من المزاعم التى ستروجها الجماعة على الانترنت مع مشاهد مؤلمة للضحايا وسيضطر الجيش الامريكي بلا جدوى الى سرد روايات وتفسيرات غير مقنعة مما يضع الولايات المتحدة في وضع غير مؤات.

ويواصل مقاتلو «داعش» شن الهجمات منذ بدء القصف، وهم يستمرون في السيطرة على مزيد من المدن بعد اجبار القوات العراقية او الكردية او السورية على الانسحاب وما زالت الجماعة تواصل الضغط المستمر على المواقع العسكرية العراقية في منطقة الانبار وهي تجمع بين الاعتداءات العسكرية وتفخيخ السيارات في المدن. ووفقا لما يقوله جينكيز فان اقتصاد «داعش» يعتمد على النهب بالدرجة الاولى لذا تحاول الولايات المتحدة حرمان الجماعة من الحصول على الموارد النفطية بالدرجة الاولى مما سيجعلها اكثر وحشية وافتراسا وبالتالي نفور اهل السنة في النهاية منها وهكذا يتحقق الهدف الامريكي بحشد القبائل السنية ضد «داعش» كما جندتهم ضد «القاعدة» خلال حرب العراق.

ومن المحتمل ان تنجح هذه الاستراتيجية ولكن الولايات المتحدة يجب ان تدرك الدوافع الحقيقية وراء تحول الولاءات السابقة للعشائر السنية ضد «القاعدة» عام 2006 حيث يمكن القول بانه من السذاجة الاعتقاد بان وحشية «القاعدة» فقط كانت وراء تحول الولاء لان تنظيم «القاعدة» ارتكب خطأ كبيرا بالتدخل في انشطة التهريب المربحة لبعض القبائل بينما تعاون «داعش» معهم بهذه الانشطة في غرب العراق ومنحهم بعض الغنائم، والاهم من ذلك كله هو استمرار الشيعة بالهيمنة على الحكومة في بغداد وتهميشهم بشكل متعمد للقبائل السنية ولذا تبدو الامور غير واضحة بشأن قدرة القصف على كسر تحالف «داعش» مع أهل السنة.

ويرى المحللون الامريكيون أن حملة القصف قد تمنع «داعش» من السيطرة على بغداد حيث تواجه ايضا هناك جدارا طائفيا ولكن ذلك لن يمنع الجماعة المسلحة من التسلل الى المدينة لمواصلة حملة ارهابية، وربما لن يمنعها القصف كذلك من شن هجوم كبير من الداخل، ويستذكر المحللون ما جرى في فيتنام حينما تراجع ثوار «الفيتكونغ» امام الحلقات القتالية الامريكية المحيطة بسايغون ومدن اخرى في جنوب البلاد ولكنهم نفذوا هجمات رفيعة المستوى من داخل المدن وحققوا اضرارا نفسية ومادية بالغة بالجيش الامريكي، ورغم عدم اقتراب مستوى قدرات مئات الالاف من «الفيتكونغ» من قدرات «داعش» الا انه يمكن القول بانه يمكن شل حركة مدينة كبيرة لعدة ايام او اسابيع من مجموعة قليلة من الانتحاريين كما حدث في مومباي في عام 2008.

وقد ترسل جماعة «داعش» عددا من المتطوعين الاجانب لتنفيذ هجمات أرهابية ضد الدول المشاركة في التحالف بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية، ورغم الامال الغربية بان التحسينات الاستخباراتية والتدابيرالامنية المشددة بعد احداث الحادي عشر من أيلول قد تجعل الامر أكثر صعوبة لتكرار هجمات مركز التجارة في الغرب الا ان الدول المحيطة للعراق وسوريا ضعيفة، كما ان الاهداف الغربية في الشرق الاوسط هشة.

وقد دعا قادة «داعش» بالفعل الى شن هجمات ارهابية ضد أعضاء التحالف وطلبوا من مؤيديهم التعبير عن التضامن، وقد تعلمت الولايات المتحدة من تجربة حرب العراق بأن الحملات العدوانية التى تقودها في الشرق الاوسط سوف تحفز حتما المعارضة وستزيد من امكانية التعرض لعمل ارهابي، ومن التكتيكات المتوقعة على الارجح اطلاق النار العشوائي في الاماكن العامة والاعتداء على جنود خارج الخدمة وربما مهاجمة عائلات الجنود الامريكيين. الولايات المتحدة بدورها تمكنت من احباط اكثر من مؤامرة ارهابية محلية كما تعلم السلطات الامنية اكثر من غيرها بان العدد القليل من الامريكيين في صفوف «داعش» يمكن مراقبتهم بعيدا عن الضجة الصاخبة حولهم ولكن لا يمكن الاستهانة بالمخاطر المستقبلية للمقاتلين الاجانب. ويقول جنكيز بانه ليس هنالك فارق كبير بين المتمردين المناهضين للاسد والجهاديين كما يجب عدم المبالغة بالخلافات بين «القاعدة» و«داعش»، رغم انها أدت الى قتال بينهما حيث ندد تنظيم «القاعدة» كما هو متوقع بحملة القصف االامريكية، ودعا وحداته المقاتلة في سورية لمواجهة العدوان الامريكي وفي الوقت نفسه تذمرت عدة جماعات غير اسلامية في سوريا من اسقاط القنابل على مواقع «داعش»، وفي النهاية تتفوق الكراهية الطائفية على مخاوف التعرض لاضطهاد من الجماعات الاسلامية المتشددة.

 

«داعش» يسيطر على «المربع الأمني» للأكراد في عين العرب… ويحاول الاستيلاء على المعبر الحدودي للمدينة

محمد اقبال بلو ورائد ياسين الحلبي

عواصم ـ وكالات ـ انطاكيا ـ حلب «القدس العربي»: اشتباكات عنيفة لم تتوقف خلال الأيام الماضية داخل كوباني الكردية الحدودية مع تركيا، واشتد أوار المعارك هناك بعد أن قامت سيدة كردية بتفجير نفسها بعد نفاد ذخيرتها أثناء المعارك مع تنظيم الدولة، حيث أثارت هذه المرأة الحمية في النفوس ودفعت بالعديد من الشبان الأكراد للإنضمام إلى صفوف المقاتلين ضد «داعش».

كل طرف يتحدث عن انتصاراته وإنجازاته دون تحقيق نتائج حاسمة بالمطلق رغم اتساع دائرة القتال لتشمل مختلف أنحاء وشوارع عين العرب (كوباني). فالناطق باسم الإدارة التنفيذية في كوباني يقول أن مقاتلي الـ «ي ب ك» يسيطرون على قلب كوباني كما أنهم أوقعوا خسائر كبيرة في صفوف التنظيم بواسطة الكمائن العديدة التي تم نصبها لمقاتلي التنظيم. ويؤكد الناطق أن جثث مقاتلي التنظيم تملأ الشوارع، بينما التنظيم يتحدث عن إنجازاته وانتصاراته وسيطرته على مواقع جديدة داخل المدينة، وتسمع أصوات مقاتلي التنظيم وهتافاتهم على بعد مئات الأمتار خارج المدينة حسب بعض مناصريهم، فيما تزداد الأمور ضبابية حول مصير هذه المعركة العنيفة التي يرى فيها الطرفان صراع بقاء لا يمكن التراجع أمامه، بل انتصارا أو موتا.

وبعد أن قام «داعش» بعملية تم تنفيذها داخل المربع الأمني في المدينة، استطاع أن يحرز تقدمــــاً واضحــــاً في منطقـــة الأحياء الشرقية مما كثف قصف طيران التحالف على هذه المواقع، أما من حيث الخسائر التي تطال التنظيم إثر الغارات الجوية فحسب الناشطين داخل المدينة فإنه لا يمكن لأحد تقديرها، وبالفعل فإن إحصاء الخسائر من الطرفين يبدو أمراً غير واقعي في ظل معركة ساخنة مستمرة وقصف جوي من قبل طيران التحالف الدولي للكثير من مواقع التنظيم أو المواقع التي يسيطر عليها حديثاً.

وسيطر عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» الجمعة على «المربع الامني» لوحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) الحدودية مع تركيا في شمال سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «سيطر مقاتلو تنظيم (الدولة الاسلامية) على (المربع الامني) في عين العرب» الواقع في شمال المدينة، والذي يضم مقرات وحدات الحماية و»الاسايش» (قوات الامن الكردية) والمجلس المحلي للمدينة.

واشار الى ان مقاتلي «الدولة الاسلامية» الذين اقتحموا الاثنين عين العرب، ثالث المدن الكردية في سوريا، «باتوا يسيطرون على 40 في المئة من مساحتها»، وذلك بعد استحواذهم على شرقها، وتقدمهم من جهتي الجنوب والغرب.

واوضح ان «السيــطرة على المربـــع الامني تتيح لعناصر تنظيم الدولة الاسلامية التقدم نحو المعبر الحدودي مع تركيا الى الشمال من المدينة»، مشيرا الى ان تمكنهم من السيطرة على المعبر «يعني محاصرتهم للمقاتلين الاكراد في عين العرب» من الجهات الاربع.

وتبدو المعركة بين الطرفين غير متكافئة، اذ يشن التنظيم هجومه مستعينا بآلاف المقاتلين المزودين بأسلحة ثقيلة، في حين يقوم مئات المقاتلين الاكراد بالدفاع عن مدينتهم بأسلحتهم الخفيفة وسط نقص في الامدادات. ولم تفلح الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في وقف تقدم المقاتلين الجهاديين.

وقال عبد الرحمن ان «التحالف دمر آليات ومواقع للدولة الاسلامية، الا انه لم يعق امداداتهم بالسلاح الآتية من معاقل لهم في الرقة وحلب (شمال)».

وبدأ تنظيم «الدولة الاسلامية» هجومه في اتجاه عين العرب منذ 16 ايلول/سبتمبر، وسيطر على مساحة شاسعة من القرى والبلدات في محيطها، ونزح نتيجة هذا الهجوم /اكثر من 300 الف شخص، وقتل اكثر من 400 معظمهم من مقاتلي الطرفين.

ونقل «داعش» الجمعة مقاتلين إلى الجبهة الشرقية من بلدة كوباني في الوقت الذي يحاول فيه قطع الطريق المؤدي إلى الحدود التركية .

وقال الناشط فرهاد الشامي القاطن في كوباني من داخل البلدة إن الجهاديين، الذين حاصروا بالفعل المدينة من ثلاثة جوانب ويقاتلون مدافعيها الاكراد من شارع إلى شارع ، كثفوا أيضا قصف المعابر.

وأضاف ان القصف بمدافع الهاون يستهدف منذ الساعات الأولى من يوم امس الجمعة الطريق المؤدي من شرق كوباني إلى الحدود التركية .

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن المتطرفين يقومون بـ «محاولة شاملة» للسيطرة على المعبر الحدودي .

وقال المرصد إن الجهاديين بدأوا استخدام الدراجات النارية لنقل الذخيرة إلى الخطوط الامامية .

الى ذلك قتل 18 شخصا على الاقل بينهم اربعة اطفال امس الجمعة في قصف لقوات النظام السوري على بلدة الحارة في ريف درعا (جنوب) التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة قبل أقل من أسبوع، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني «استشهد 18 شخصا على الاقل بينهم رجل وزوجته، واربعة اطفال، جراء قصف جوي وقصف لقوات النظام بصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض على مناطق في بلدة الحارّة»، مشيرا الى ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حال خطرة.

وسيطر مقاتلون معارضون بينهم عناصر من جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) الاحد على تل الحارة والبلدة التي تبعد اقل من كيلومترين عنه، بعد معارك استمرت قرابة يومين مع قوات النظام. والتل عبارة عن هضبة استراتيجية مرتفعة تطل على مناطق عدة في ريف دمشق الجنوبي، ويبعد نحو 12 كيلومترا عن هضبة الجولان.

وبحسب المرصد، تتيح سيطرة المقاتلين المعارضين على التل «السيطرة ناريا على كل المنطقة المحيطة به على مدى نحو اربعين كيلومترا»، اضافة الى «انكشاف مناطق عدة لهم في ريف دمشق الجنوبي».

وتسيطر القوات النظامية على مدينة درعا اجمالا، لكنها تخوض في ارياف المدينة معارك متنقلة مع مقاتلي المعارضة منذ اكثر من سنتين.

وتمكنت المعارضة المسلحة اخيرا من تحقيق بعض التقدم في الريف الغربي للمحافظة وفي ريف محافظة القنيطرة المتاخم لدرعا في منطقة الجولان الذي تحتل القوات الاسرائيلية جزءا منه.

وفي حماة (وسط)، شن الطيران الحربي والمروحي السوري اكثر من 18 غارة اليوم «على مناطق في بلدات مورك واللطامنة وكفرزيتا، ومناطق أخرى في الأراضي الزراعية المحيطة بقرية لطمين»، بحسب المرصد، وذلك تزامنا مع معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلين معارضين بينهم عناصر من جبهة النصرة، من جهة اخرى، لا سيما على اطراف مورك التي يسيطر عليها المعارضون.

ولقى (25) شخصا حتفهم، الخميس، جراء قصف طائرة حربية تابعة لقوات النظام السوري، لسوق في منطقة «عربين»، في العاصمة السورية دمشق.

وذكر الهيئة العامة للثورة السورية، إحدى الكيانات المعارضة لحكم «بشار الأسد»، في بيان صدر عنها، أمس، أن طائرة حربية تابعة للقوات النظامية، قصفت سوقا في منطقة «عربين»، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، بالقطاع الشرقي من العاصمة السورية، ما أسفر عن مقتل (25) شخصا.

وأوضح البيان أن من بين القتلى (3) أطفال، و(3) سيدات، فضلا عن سقوط (150) جريحا بعضهم في حرجة للغاية، ما قد يرشح ارتفاع عدد القتلى لأكثر من ذلك.

 

فصيل «تجمع الأنصار» المنشق عن «جبهة النصرة» في الغوطة الشرقية لدمشق يعدم شابا بتهمة «الكفر»

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي» يروي الناشط أحمد أبو قصي حادثة مقتل شاب في العشرين من عمره وهو مكبل الأيدي و مشدود الوثاق ومعصوم العينين على أيدي ملثمين مسلحين من أبناء سقبا في ريف دمشق الشرقي يفترض أنهم تابعين لكتائب المعارضة المسلحة قبل أن يتبين أنهم أخوة «داعش» في المنهج على حد قوله.

ويضيف أحمد في حديث لـ«القدس العربي»، «أوقفني 15 مسلح يتكلم معظمهم بلهجة أبناء مدينة سقبا واعتقد أنهم من أبناء الغوطة الشرقية عندما كنت أقود دراجتي في احد شوارع المدينة بالقرب من ساحة «الجمعية» وهي الساحة الرئيسية في المدينة، توقفت بعد توجيه سلاحهم إلى رأسي وهم يصرخون في وجهي «قف ممنوع المرور»، وهنا وقعت عيناي على شاب مكبل وقد وضعوا على رأسه كيس أسود».

توقف «أحمد» واقترب من الملثمين المسلحين وهم يرفعون أعلام برتقالية مكتوب عليها «تجمع أنصار الإسلام» وقد انشغل عنه هؤلاء المسلحون بالشاب المكبل والراكع على الأرض وهو يستعد للإعدام، يرفع سبابته ويقول بين الفينة والأخرى «لا علاقة لي ولن أعيدها ثانية»، ثم بدأ شخص يدعى «أبو عبادة» قراءة بيان بعد تجمــــع الأهالي المذهــــولين الصامتين، مفادها أن هذا الشاب دون التعريج على اسمه، قد كفر بالذات الإلهية لأكثر من مرة، وأن جزاءه هو الموت والإعدام.

وهذا الذي حصل فعلا، فبعد انتهاء «أبو عبادة» من قراءة بيانه، أطلق الملثمون رصاصاتهم على رأس و ظهر الشاب العشريني وأردوه قتيلاً، وسط غضب الأهالي المتجمهرين في الساحة، لهول المشهد الذي لم تتجاوز مدته الـ 6 دقائق.

يبين أحمد «لقد قتلوا هذا الشاب بهدف إيصال فكرة للناس بأن أتباع داعش والبغدادي باتوا هنا، دون أن يجرؤ أحد من الحاضرين الاقتراب أو التصوير أو التدخل بالملثمين الذي بلغ عددهم 15 عنصرا مع سلاحهم الفردي وسيارتين، وقد قام احد هؤلاء المسلحين بتسليط ضوء السيارة على الشاب قبل وأثناء مقتله وتصويره بعدستهم الخاصة، وهم يكبرون لإقامة ما وصفوه «بالحد الشرعي» بعد أن نطق بالكفر بحسب قولهم.

وقد أشار المصدر نفسه إلى أن هناك فئة من «جبهة النصرة» في الغوطة وخاصة بمنطقة المرج في ريف دمشق الشرقي، لا تؤيد السياسة المعتدلة التي تنتهجها «جبهة النصرة» بحسب ناشطين فانشقت عنها والتحقت بإرهاب «داعش»، وشكلت هيكلا عسكرياً لها أطلقوا عليه اسم «تجمع الأنصار» الذي يتخذ من أفعال تنظيم «داعش» منهجاً، دون أي تصريح علني بذلك.

النقاط الطبية في ريف دمشق الشرقي تضيق بضحايا غارات النظام وبتر الأطراف هو الحل

نوران النائب

دوما ـ «القدس العربي» لم تتسع النقاط الطبية والمشافي الميدانية في مدينة عربين لضحايا غارات النظام الجوية التي استهدفت سوق شعبي بالمدينة في وقت سابق، والتي أسفرت عن مجزرة راح ضحيتها 22 مدني وأكثر من 200 جريح، من بينهم عشرات الإصابات التي أدت إلى بتر في الاطراف.

يقول مسعف من مدينة عربين «ع . ب» لـ«القدس العربي»، إن: «المشافي الميدانية ليس فيها من التجهيزات ما يكفي هذا العدد الكبير من الجرحى، وأن حالات البترفي الأطراف ليست بالضرورة كلها أحدثتها الغارات والقذائف بل إن هنالك العديد من الحالات لا يتم علاجهم بالوقت المناسب ويتم تأجيلهم نظراً لحالات أكثر خطورة منهم».

وأضاف، أن عدد المسعفين أياً كان كبيراً لا يتناسب مع عدد الجرحى الذي هو كل يوم في ازدياد بينما عدد المسعفين في نقص جراء استهدافهم يومياً بالقذائف، فضلاً عن الكوادر الكبيرة الغير مدربة نظراً لوضع الغوطة الراهن من حصار ونقص مستلزمات وأعداد الإصابات الكبيرة.

وكان السوق الشعبي لمدينة عربين التي لا تبعد عن دمشق أكثر من 7 كم هو آخر نقطة استهداف لمقاتلات النظام الحربية حيث ارتكبت مجزرة أسفرت في حصيلة أولية عن (22) ضحية من المدنيين.

ويستهدف النظام بشكل يومي من خلال غارات أسواق ونقاط طبية ومناطق إيواء للمدنيين وأبنية ومنازل في دوما وسقبا وحمورية وعربين وغيرها من المناطق الكثيرة من الغوطة الشرقية التي يقطنها ما لا يقل عن مليوني نسمة من المحتمل في كل يوم أن يكونوا قتلى وجرحى هم واطفالهم وذويهم.

وباتت الأسواق الشعبية ومناطق تجمع المدنيين في غوطة دمشق الشرقية هي نقطة هدف أساسية للطائرات في المناطق المحاصرة التي لا تخضع لسيطرة النظام عبر طيرانه وقذائفه وغازاته الكيماوية. يشار إلى أن عربين مدينة سورية كان فيها الكثير من أسواق الصناعة واشتهرت بصناعتها للكونسروة، ويعد سوق عربين للوزيات الأكبر في سوريا، وهي مدينة مشهورة بلوزها الشهير بالعقابي، وكانت المدينة تسمى حتى بداية الستينيات من القرن الماضي ببلدة عربي، وعربين تحريف عربيل السريانية السورية القديمة، بمعنى غربال أو من عربانة السريانية بمعنى الصفصاف وفق ما ذكر المؤرخون، ووصفها أحد الشعراء بأنها «ذات القرنفل».

 

سورية: حرب شوارع في مدينة عين العرب

دمشق ــ هيا خيطو

بعد سيطرته على أجزاء من مدينة عين العرب في ريف حلب الشمالي الشرقي، يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) معاركه مع “وحدات حماية الشعب” الكردية، مدعومة بفصائل تابعة للجيش الحر في بعض أحياء المدينة.

 

وأكّد مصدر محلي رفض الكشف عن اسمه لـ”العربي الجديد”، “أن مدينة عين العرب تشهد اليوم السبت حرب شوارع، يخوضها الطرفان باستماتة، فيما بات “داعش” يسيطر على أكثر من نصف المدينة بشكل كامل”، مرجحاً “سقوط المدينة قريباً، ما لم تحصل مفاجأة”.

 

وأضاف المصدر، أنّ “لا معلومات مؤكدة عن المعارك الجارية الآن، ولا عن أعداد القتلى لدى الطرفين، كما أنه لم يعرف مصير المدنيين المتبقين والمحاصرين في المدينة”.

 

في الأثناء، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أنّ “مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، قد نفّذوا ليل الجمعة – السبت، عمليات عدة في الأحياء الشرقية بمدينة عين العرب، دارت إثرها اشتباكات عنيفة، وذلك في محاولة من مقاتلي الوحدات التسلل داخل المنطقة، كذلك فقد قصفت طائرات التحالف العربي – الدولي، تجمعين لتنظيم “داعش”، في الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة عين العرب”.

 

ونجح عناصر “داعش” أمس في التوغّل داخل المربع الأمني لمدينة عين العرب، الذي يضم مقرات للإدارة الذاتية والمنظمات المدنية والأحزاب الكردية، في حين أفاد مدير مركز “التآخي” للديمقراطية والمجتمع المدني، ميرال بروردا، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، بأن “سبب مواصلة التنظيم تقدمه في المدينة يعود إلى تأمينه لطرق إمداد بالمقاتلين والعتاد من مناطق شيوخ وجرابلس والرقة”.

 

وبدأ تنظيم “الدولة الإسلامية” معركته للاستيلاء على عين العرب في منتصف الشهر الماضي، إذ سيطر في الأيام الأولى على ستين قرية كردية في ريف المدينة، ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة نحو الأراضي التركية، قُدّرت حصيلتها الأولية بمئتي ألف مدني.

 

وأحدث هجوم “داعش” على مدينة عين العرب موجة غضب عارمة لدى الأكراد في تركيا المجاورة، إذ خرجوا في تظاهرات طالبت بتدخل الحكومة التركية لحماية المدينة الكردية في سورية، تخللها اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب التركية، وقتل على إثرها عدد من المحتجين.

 

في السياق ذاته، نقلت وكالة “الأناضول” عن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، قوله أمس الجمعة، إن من “يتهمون تركيا بالصمت حيال المجازر والمذابح، من خلال الإيحاء بأن هناك نوعاً من التعاون بين تركيا و”داعش” هم مجرد مفترين”، سائلاً “أولئك الذي يخرجون اليوم من أجل عين العرب، ويقومون بالتخريب في المدن التركية، عن موقفهم عندما كان (الرئيس السوري بشار) الأسد يقصف السكان في حلب وحمص ودمشق واللاذقية، طوال ثلاث سنوات ونصف السنة”.

 

وأضاف داود أوغلو “مثلما وقفنا بجانب فلسطين، وأراكان (في ميانمار)، والصومال، ومثلما ساندنا إخواننا الآتين من العراق، وكما وقفنا بجانب البوسنة، وكوسوفو، وأذربيجان، والقرم، فإننا نحن أيضاً من سيساند عين العرب، الحسكة، عفرين”. وخلص إلى القول “ليس مهماً بالنسبة لنا إن كان المحتاج لمساعدتنا تركياً أو كردياً أو عربياً، بل المهم بالنسبة لنا كونه إنساناً، إن نصرة المظلومين ومساعدة المتضررين هو دين في رقابنا”.

 

السوريون في اسكندنافيا… من عشرات إلى آلاف

في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لم يكن عدد المغتربين السوريين، في الدول الإسكندنافية يتجاوز المئات ممن هاجروا إليها، أسوة ببقية العرب بحثاً عن العمل في دول أوروبا الغربية، ذلك قبل توقف نظام منح “إقامات عمل” بداية السبعينيات. عمل معظمهم في المصانع وقطاع البناء، قبل تحول بعضهم إلى التجارة الصغيرة والعمل الحرفي.

أسس هؤلاء حياتهم فيها وظلوا يشكلون جالية صغيرة العدد، مقارنة بالجاليات العربية التي كان أكبرها المغربية. تزايدت أعداد السوريين عبر اللجوء و”لم الشمل” ببطء شديد. حتى في الفترة التي ازدهر فيها طلب اللجوء السياسي، في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، لم يجر تطور كبير على أعداد السوريين القادمين إلى الدول الاسكندنافية.

تظهر التقارير الرسمية في الدنمارك والسويد والنرويج بأنه حتى قبل فترة اندلاع الثورة السورية لم تكن أعداد طالبي اللجوء السوريين كبيرة. ففي الدنمارك على سبيل المثال، تفيد وزارة العدل ودائرة الهجرة بأن عدد السوريين الطالبين للجوء في 2008 لم يتعد 107 طلبات، وعدد طلبات لم الشمل، لأحد الزوجين 46 طلباً. تزايدت طلبات اللجوء، وصلت في الدنمارك إلى 832 طلباً في العام 2010، و1710 طلبات لجوء في العام الماضي 2013، وهو ما أشار إليه تقرير صادر يوم 7 يوليو/ تموز الماضي، عن “مكتب اللجوء في الاتحاد الأوروبي”، الذي أشار إلى أن ” الأزمة السورية شردت الملايين، وخصوصاً بعد استخدام الحكومة السورية في العام الماضي للسلاح الكيماوي ضد شعبها”.

تقول الأرقام بأن ما منحته الدنمارك للسوريين في العام الماضي 2013 هو 1382 إقامة، ويبلغ اليوم عدد السوريين والفلسطينيين-السوريين المقيمين في الدنمارك اليوم حوالي 8 آلاف، وهو رقم لم يكن في عام 2005 يتجاوز الـ 3000، بمن فيهم أحفادهم.

سويديا، يعتبر اليوم اللاجئون القادمون من سوريا أكبر مجموعات طالبي اللجوء، فقد تقدم ما يقارب الـ 36 ألفاً منهم بطلبات لجوء إليها خلال 3 أعوام. أما في النرويج فقد شهد العام الحالي، حتى شهر يونيو/ حزيران الماضي، وصول فقط 708 سوريين من مجموع 5341 طالب لجوء من جنسيات مختلفة.

 

أنقرة توافق على دعم تدريب المعارضة السورية المعتدلة

الأناضول، فرانس برس

تسعى الولايات المتحدة إلى إقناع تركيا للانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، في وقت يجدد فيه المسؤولون الأتراك على ضرورة القيام بخطوات متزامنة ضد “داعش” والنظام السوري على حدٍ سواء.

 

وفي هذا السياق، أعلنت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، عن أنه تم إحراز تقدم مع تركيا لزيادة انخراطها في الحرب على “داعش” في سورية من خلال موافقتها على تأهيل وتدريب معارضين سوريين معتدلين.

 

وأنهى منسّق للتحالف الدولي، جون آلن، ومساعده بريت ماكغورك، زيارة حساسة استمرت يومين لتركيا، في محاولة لإقناعها في المشاركة عسكرياً بالتحالف، ضد التنظيم الذي يهدّد حدودها من مدينة عين العرب، شمال سورية.

 

ورداً على سؤال لمعرفة ما إذا كانت المحادثات الأميركية ـ التركية مع رئيس الوزراء، أحمد داوود أوغلو ومسؤولين عسكريين، قد حققت “تقدماً”، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماري هارف، إن “تركيا موافقة على دعم الجهود الرامية إلى تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة”.

 

وأكدت هارف أن فريقاً عسكرياً أميركياً سيتوجه الأسبوع المقبل إلى أنقرة لإجراء محادثات مع نظراء عسكريين أتراك.

 

على صعيد متصل، أجرى مدير جهاز الاستخبارات التركية، حقان فيدان، محادثات مع الرجل الثاني في وزارة الخارجية الأميركية مساعد الوزير، وليام بيرنز، ومساعدة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، ليزا موناكو، أمس الجمعة.

 

وقال بيان صادر عن البيت الأبيض، إن “موناكو التقت بمدير الاستخبارات التركية في العاصمة الأميركية واشنطن لتعميق الشراكة الوثيقة بين البلدين في مجال محاربة الإرهاب وضم القدرات التركية الفريدة إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش”.

 

وأشار البيان إلى تعبير موناكو عن شديد امتنانها لدعم تركيا للعمليات الأميركية الجارية في العراق وسورية، مشددة على أهمية تسريع المساعدات التركية كجزء من الاستراتيجية الشاملة لإضعاف ومن ثم تدمير “داعش”.

 

وأكدت موناكو، خلال لقائها بفيدان، على “أهمية بناء قدرات القوات الأمنية العراقية والمعارضة السورية المعتدلة، واتخاذ المزيد من الخطوات لتشديد الأمن على الحدود، وإيقاف حركة المقاتلين الإرهابيين الأجانب من سورية وإليها”.

 

وفي الوقت الذي تتحدث فيه أنقرة عن فرض منطقة لحظر الطيران في سورية، وذلك لخلق ملاذ آمن للفارين من الضربات الجوية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، يقول الأميركيون إن المهمة الأساسية للقوات الأميركية في المنطقة هي حرمان “داعش” من أي ملاذ آمن في سورية والعراق، يمكن من خلاله التخطيط لضرب المصالح الأميركية في العالم.

 

ويوجّه التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية، ضربات جوية لمواقع “داعش” في سورية والعراق في إطار الحرب على التنظيم ومحاولة تحجيم تقدمه في مناطق أوسع في الدولتين.

 

إلى ذلك، قالت الخارجية الأميركية إن “السلطات تعتقد بوجود احتمال متزايد لعمليات انتقامية ضد مصالح أميركية وغربية ومصالح شركاء التحالف”.

 

وذكرت الوزارة أنه رداً على الضربات ضد معاقل “داعش”، فإن التنظيم “دعا أنصاره إلى مهاجمة أجانب أينما وجدوا”.

 

وحذرت الولايات المتحدة رعاياها من خطر متزايد بان يكونوا هدفاً “لعمليات خطف رهائن” بعد خطف واغتيال صحافيين أميركيين اثنين.

 

وجاء في بيان للوزارة، أن “السلطات تعتبر أن احتمال شن هجوم إرهابي في أوروبا، خصوصاً، قد زادت، بسبب عودة رعايا أوروبيين أعضاء في الدولة الإسلامية من سورية والعراق”.

 

وبالنسبة للشرق الاوسط وشمال أفريقيا، حذرت الوزارة من أن “معلومات ذات صدقية تشير إلى أن مجموعات إرهابية تسعى الى مواصلة هجماتها ضد المصالح الأميركية”.

 

سوريا: الائتلاف غارقٌ في ملفاته الداخلية الائتلاف لم يناقش الموقف من التحالف الدولي ضد داعش، أو هجوم الأخير على كوباني

اجتماع جديد للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، كالعادة، لا يخلو من ملفات عالقة تحتاج الى حلول. وعلى الرغم من التطورات الحاصلة على الساحة السورية، إلا أن الائتلاف الوطني لا يزال يبحث ملفاته الداخلية بعيداً عما يجري خارج تلك الأطر.

 

بدأت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة اجتماعها الدوري، الجمعة، في مدينة إسطنبول التركية، بجدول أعمال حافل بالقضايا العالقة، يتضمن انتخاب رئيس جديد للحكومة السورية المؤقتة، وإقرار تعديلات النظام الأساسي للائتلاف والنظام المالي، والوثيقة الناظمة للعلاقة بين الائتلاف والحكومة المؤقتة، إضافة الى قرار الهيئة السياسية بإقالة عدد من موظفي وزارة الصحة ووحدة تنسيق الدعم وإقالة وزير الصحة، المقال أصلاً، عدنان حزوري، ورئيس وحدة تنسيق الدعم، سهير الأتاسي، على خلفية قضية اللقاحات القاتلة، وبحث ملف إقالة أعضاء المجلس العسكري التابع لهيئة الأركان العامة.

 

ولا تبدو أن الهيئة العامة ستنهي كل الملفات. ففي اليوم الأول اكتفت بالاستماع الى التقارير الدورية التي يقدمها رئيس الائتلاف والأمين العام والهيئة السياسية، ومناقشة ما تم إنجازه في الفترة السابقة. إضافة الى إقرار الوثيقة الناظمة للعلاقة بين الائتلاف والحكومة، التي ناقشها الائتلاف في اجتماعه السابق، مع إضافة تعديلات بسيطة على الصيغة القديمة.

 

كما ناقشت الهيئة العامة للائتلاف قرار إقالة وزير الصحة ورئيس وحدة تنسيق الدعم وعشرات الموظفين، الذي اتخذته الهيئة السياسية قبل أسبوع، وحمّلت فيه الوزير المقال عدنان حزوري ورئيس وحدة تنسيق الدعم سهير الاتاسي المسؤولية الأخلاقية عن حملة اللقاحات القاتلة، التي حصلت في إدلب الشهر الماضي وأدت الى وفاة عشرات الأطفال. ولم تتخذ الهيئة العامة قراراً حول صحة قرار الهيئة السياسية التي اعتبرت أن نقاش هذا الموضوع والبت فيه ليس من صلاحياتها، وظلّ الملف معلقاً “كالعادة”.

 

الملف الأكثر سخونة بالنسبة للائتلاف والمتعلق باختيار رئيس جديد للحكومة المؤقتة، لم يبدأ نقاشه. وعلى الرغم من وجود ثلاثة عشر مرشحاً للمنصب، إلا أن ثلاثة من المرشحين فقط هم أصحاب الحظوظ الأكبر وهم أحمد طعمة رئيس الحكومة المقال، ووليد الزعبي وزير البنية التحتية والإغاثة في حكومة طعمة المقالة، إضافة الى عبدو حسام الدين نائب وزير النفط السوري المنشق.

 

ويعتبر ترشيح طعمة لنفسه لرئاسة الحكومة معركة كسر عظم مع الائتلاف، خاصة أن إقالته منذ أكثر من شهرين كانت نتيجة لحجب الثقة عنه. وقالت مصادر مقربة من طعمة لـ”المدن” إن بقاء طعمة في رئاسة الحكومة “أمر محسوم، خاصة مع الدعم التركي والقطري والأوربي لوجوده”، واعتبرت هذه المصادر “أن إقالته كانت نتيجة ضغط رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا”، بينما نفت مصادر من داخل الائتلاف أن يكون لطعمة أي حظ في العودة رئيساً للوزراء.

 

وقالت المصادر أن الأجواء العامة في داخل أروقة الاجتماع تتحفظ على تكليف طعمة مرة أخرى بتشكيل الحكومة، وأن “عودة طعمة ستخلق أزمة أخلاقية وسياسية في الائتلاف، خاصة أنه أقيل بحجب الثقة”، وأضافت هذه المصادر “في حال أعاد الائتلاف انتخاب طعمة، فإن الائتلاف سيظهر وكأنه عاجز عن تجاوز إملاءات وضغوط الدول الحليفة”.

 

ولم يدرج الائتلاف الوطني على جدول أعماله مناقشة التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، ولا الدور الذي يمكن أن يؤديه الائتلاف والجيش الحر في هذا التحالف. كما لم يدرج الائتلاف على جدول أعماله مناقشة الوضع في مدينة كوباني الحدودية.

 

أرض-أرض” على جوبر يهز دمشق

إيلاف- متابعة

قتل 554 في كوباني خلال 25 يومًا

اهتزت دمشق مع سقوط صاروخ أرض أرض على حي جوبر، أطلقته قوات النظام بعد فشل محاولاتها المتكررة لاقتحام الحي.

إيلاف: أفاد مجلس قيادة الثورة في دمشق بأن قوات نظام الأسد قصفت حي جوبر بصاروخ أرض-أرض، اهتزت له أحياء دمشق، فيما أكد ناشطون أن الثوار صدوا محاولات اقتحام جوبر.

 

مقتل قيادي في الدفاع الوطني

 

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، تعرضت مناطق في الجبل الشرقي لقرية هريرة بمنطقة وادي بردى، ومناطق أخرى في الجبل الشرقي لمدينة الزبداني، واماكن في مدينة دوما، لقصف قوات النظام، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى.

 

وتدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام، مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله من جهة ومقاتلي الكتائب الاسلامية ومقاتلي جبهة النصرة من جهة أخرى، في وادي عين ترما، وسط تقدم لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة.

 

وسجل المرصد مقتل قيادي في قوات الدفاع الوطني في بلودان ومرافقه، بعدما كمن له مقاتلو الكتائب الاسلامية في سهل الزبداني.

 

البراميل في انحاء سوريا

 

ولا تزال الاشتباكات مستمرة في ريف حلب على جبهتي حندرات وسيفات، وقد استهدف الثوار مواقع قوات النظام بقذائف الهاون، بحسب الهيئة العامة للثورة.

 

وفي كفر عبيد بحلب أيضًا، ألقت طائرات النظام برميلين متفجرين، أدى انفجارهما الى وقوع عدد كبير من الإصابات.

 

في ريف درعا، استهدفت قوات الأسد بلدتي انخل وسملين بالصواريخ، وقصف طيران النظام درعا البلد ومحيط بلدة عتمان بريف درعا، وطريق منكث الحطب غباغب في ريف درعا الشمالي.

 

وفي حماة، ألقت قوات الأسد براميل متفجرة على كفرزيتا، بينما قصف الثوار قمحانة بريف حماة بصواريخ غراد، مستهدفين معاقل قوات النظام.

 

أبو خطّاب

 

وتستمر الاشتباكات الأعنف في عين العرب (كوباني) بين قوات الحماية الشعبية الكردية وتنظيم الدولة الاسلامية. وسمع دوي انفجارين على طريق ميناس في جنوب غرب كوباني، وتضاربت الأنباء بين استهداف وحدات حماية الشعب الكردي لعربتين مفخختين لداعش حاولتا اختراق المنطقة، وبين انفجارهما قبل وصولهما لهدفهما.

 

وارتفع إلى 554 عدد الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق مقتلهم منذ بدء داعش هجومه على كوباني في 16 أيلول (سبتمبر)، حتى منتصف ليل الجمعة – السبت، 10 تشرين الأول (اكتوبر) الجاري، بينهم ما لا يقل عن 226 من المقاتلين الكراد، ونحو 298 من عناصر داعش.

 

ويقول الصحفي عدنان الحسين: “حتّى الآن الموثّقون من القتلى بلغ نحو 450 مقاتلًا كرديا، أمّا بالنسبة للتنظيم فقد قُتل نحو 230 عنصرًا، واللافت وجود 400 مقاتل كردي في صفوف داعش ضد أبناء كوباني، على رأسهم أبو خطّاب الكردي”.

 

داعش” يذبح الصحافي العراقي رعد العزاوي

عبدالجبار العتابي

بعد شهرين من اختطافه مع شقيقه

ذبح تنظيم داعش الصحافي العراقي رعد العزاوي، الذي كان قد اختطفه قبل نحو شهرين في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، مع شقيقه لرفضهما الانضمام الى صفوف التنظيم.

بغداد: اقدم تنظيم داعش على ذبح الصحافي العراقي رعد العزاوي، الذي كان يعمل مصوراً في قناة سما صلاح الدين، وشقيقه واثنين من اهالي قرية سمره، بعد اختطافهم لاكثر من شهرين بعد رفضهم الانخراط في صفوف داعش.

وقال مصدر أمني عراقي إن عناصر من “داعش” قتلوا الصحافي رعد العزاوي الذي اختطف قبل شهرين من منزله في ناحية العلم مع شقيقه واثنين من أهالي قرية سمرة في ناحية العلم التابعة الى تكريت”، مشيراً الى أن “طريقة القتل نفذت بقطع العنق حسب الطريقة السائدة لدى عصابات “داعش”الارهابية”، وقد عثر الأهالي على أربع جثث مقطوعة الرأس مرمية على جانب الطريق في قرية سمرة عصر أمس الجمعة”.

رعد العزاوي

ورعد العزاوي يعمل كمصور في مكتب محافظ صلاح الدين بالإضافة إلى عمله في قناة سما صلاح الدين”، وهو متزوج ولديه أطفال.

وكان مرصد الحريات الصحافية، قد أعلن في الثامن من شهر أيلول الماضي أن تنظيم “داعش” قرر “ذبح” الصحافي رعد العزاوي بعد اختطافه في صلاح الدين.

رئيس المرصد، هادي جلو مرعي قال إن “تنظيم داعش قرر إعدام الصحافي رعد العزاوي ذبحا في محافظة صلاح الدين بعد اختطافه مع شقيقه في وقت سابق من منزله في قرية سمرة التابعة الى ناحية العلم وذلك لرفضه التعاون مع العصابات الارهابية التي تسيطر على مناطق في محافظة صلاح الدين”.

بيان سابق

وكان المرصد عبر في بيان صحافي سابق عن قلقه البالغ على سلامة الصحافي العراقي رعد محمد رمضان الذي اختطفه تنظيم الدولة الإسلامية من قريته (سمرة) الواقعة شرق تكريت والتابعة الى ناحية العلم، التي تسيطر عليها مجموعات من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، إضافة الى شقيق له بتهمة رفض وجود التنظيم في محافظة صلاح الدين، وحدد موعدا لتنفيذ حكم الإعدام به ذبحاً دون ذكر التاريخ على الملأ. ودعا المرصد الحكومة العراقية والبرلمان وقوات الأمن العاملة في محافظة صلاح الدين الى اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لمنع المسلحين من تنفيذ حكم الإعدام بالزميل رعد العزاوي وإنقاذ حياته وعدد من مواطني قريته المحتجزين معه عند عناصر التنظيم.

وأشار ممثل مرصد الحريات الصحافية في محافظة صلاح الدين إلى أن عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية قاموا بمهاجمة قرية (سمرة) الواقعة الى الشرق من مدينة تكريت واختطفوا أكثر من عشرين مواطنا من بينهم الصحافي رعد محمد رمضان، الذي يعمل مصورا في قناة سما صلاح الدين بتهمة رفض التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية، وأشار الى نية التنظيم تنفيذ الحكم خلال الساعات المقبلة بعد إبلاغ مواطنين إن التنفيذ سيكون في سوق يسمى “البورصة” وسط ناحية العلم.

وسبق لتنظيم داعش أن ذبح صحافيين غربيين بطريقة ذبح الصحافي العراقي رعد العزاوي نفسها .

 

اشتباكات عنيفة بعين العرب والغبار يعطل غارات التحالف  

تواصلت الاشتباكات العنيفة وحرب الشوارع بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات الحماية الكردية بمدينة عين العرب (كوباني) على الحدود السورية التركية، بينما توقفت غارات التحالف على تنظيم الدولة بسبب عاصفة من الغبار حجبت الرؤية.

 

وقال مراسل الجزيرة من الحدود السورية التركية عبد العظيم محمد إن الاشتباكات ما زالت متواصلة، واشتدت بعد أن انجلى الغبار الذي كان يحجب الرؤية، والذي أجبر طيران التحالف على وقف غاراته مؤقتا على مواقع تنظيم الدولة.

 

وأشار إلى أن عاصفة الغبار التي خيمت على سماء المنطقة منذ الصباح حيَّدت مؤقتا سلاح الطيران الذي كان يشكل أكبر عائق أمام تقدم قوات تنظيم الدولة، بسبب الغارات المكثفة التي يشنها طيران التحالف عليها.

 

وكان قادة ميدانيون أكراد قد طلبوا من التحالف الدولي تنفيذ مزيد من الضربات الجوية سعيا إلى تفادي سقوط المدينة التي نزح منها إلى تركيا في الأسابيع الثلاثة الأخيرة ما يصل إلى 180 ألفا.

وأضاف المراسل أن أصوات قذائف الآر بي جي تسمع بوضوح في عدة أحياء بالمدينة، وأن أعمدة الدخان تتصاعد من الأحياء التي هجرها أهلها تقريبا نحو الأراضي التركية بسبب المعارك.

وأشار إلى أنه من الصعب تحديد خارطة لمناطق سيطرة تنظيم الدولة وقوات الحماية الكردية على أحياء المدينة بسبب تضارب الروايات والبيانات الصادرة من الطرفين.

فبينما تتحدث مصادر التنظيم عن سيطرة مقاتليه على أغلب الأحياء في عين العرب، يقدر المرصد السوري تلك السيطرة بنحو 40%، كما تنفي الفصائل الكردية سيطرة التنظيم على وسط عين العرب.

 

وقال المراسل إن المعارك الآن باتت تتركز حول منطقة المعبر الذي يفصل المدينة عن الأراضي التركية، والذي تحاول قوات تنظيم الدولة السيطرة عليه منذ يومين، لكنها تواجه بمقاومة شديدة من قوات الحماية الكردية التي وضعت تحصينات في المنطقة تتمثل في شبكة خنادق وأنفاق.

 

وينشر كل من تنظيم الدولة وناشطون أكراد على الإنترنت صورا لجثث مقاتلين يبدو أنهم لقوا حتفهم في الاشتباكات التي أدت وفقا لبعض التقديرات إلى مقتل مئات من الطرفين، إضافة إلى نزوح عشرات الآلاف.

 

تعزيزات تركية

 

في الأثناء عززت القوات التركية تواجدها على الجانب التركي من الحدود تحسبا لجميع الاحتمالات، بما فيها وقوع المعبر في يد مقاتلي تنظيم الدولة.

 

وقال مراسل الجزيرة إن الجيش التركي دفع بمزيد من الآليات العسكرية والدبابات باتجاه الحدود مع سوريا قبالة عين العرب حيث يحتدم القتال.

 

وأضاف أن القوات التركية باتت تتمركز على بعد أمتار قليلة من الحدود، ونشرت دبابتين قبالة المعبر مباشرة، إضافة إلى نشر دبابات ومدرعات عسكرية في التلال القريبة المشرفة على المنطقة.

 

وقال الجيش التركي في وقت سابق إن مسلحين أكرادا أطلقوا النار على قواته المنتشرة في التلال المقابلة لعين العرب، في محاولة لتمكين مسلحين قادمين من الأراضي التركية من دخول المدينة لمساعدة الفصائل الكردية هناك.

 

يذكر أنه منذ بدء الهجوم على عين العرب منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، قتل أكثر من 554 مقاتلا في الاشتباكات في المدينة، بحسب أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

المعارضة تدخل قرية بريف حلب وتقتل 15 من النظام  

قال ناشطون إن قوات المعارضة تمكنت من السيطرة على قرية بريف حلب الجنوبي وقتلت 15 من قوات النظام، في حين تجددت الاشتباكات بين قوات المعارضة والجيش النظامي في منطقة القلمون الغربي على الحدود السورية اللبنانية.

 

وذكرت شبكة “سوريا مباشر” أن مقاتلي الجبهة الإسلامية تمكنوا من تحرير صدعايا في محيط معامل الدفاع بريف حلب الجنوبي، وقتل 15 عنصرا من عناصر جيش النظام في القرية.

 

كما قتلت المعارضة أربعة عناصر من قوات النظام في اشتباكات بمحيط قرية العدنانية بالريف الجنوبي بحلب قرب معامل الدفاع. وأفاد ناشطون بأن كتائب المعارضة حققت تقدما من خلال سيطرتها على نقاط جديدة بمحيط معامل الدفاع، كما فجرت عربة “بي أم بي” للنظام على جبهة حندرات.

 

وسيطرت كتائب الثوار على عدة مبانٍ يتمركز فيها جيش النظام في محيط منطقة البحوث العلمية على أطراف حي الراشدين غربي مدينة حلب.

 

تجدد الاشتباكات

وقد تجددت الاشتباكات في منطقة القلمون الغربي على الحدود السورية اللبنانية بين قوات النظام وحزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية معارضة من جهة أخرى.

 

وقالت كتائب المعارضة إنها هاجمت نقاطا للجيش النظامي المدعوم بعناصر من حزب الله اللبناني في القلمون الغربي بريف دمشق. وامتدت المواجهات من بلدات فليطة وصولا إلى عسال الورد مرورا بنقطة ضهور المعبور.

 

وقالت الكتائب الإسلامية إنها سيطرت على نقطتين لقوات النظام على أطراف بلدة فليطة، وما زالت تحاصر نقاطا أخرى في محيط البلدة.

 

كما أعلنت الخميس أنها سيطرت تماما على نقاط ضهور المعبور الواقعة بالقرب من بلدة عسال الورد، ونقطة الأوز الشرقية.

 

في غضون ذلك، أعلنت جبهة النصرة في القلمون عبر حسابها على تويتر انشقاق جندي من الجيش اللبناني وانضمامه إلى صفوفها. وأفاد مراسل الجزيرة في لبنان بأن الجندي اللبناني في العقد الثاني من عمره، وقد التحق قبل نحو عامين بالجيش اللبناني، وهو من سكان طرابلس شمال لبنان.

 

وفي العاصمة دمشق شنَّ الطيران الحربي السوري أربع غارات على حي جوبر شرقي المدينة، وأفاد ناشطون بأن “شبيحة النظام” هاجمت عدة منازل للمدنيين في حي البرامكة.

 

وذكرت شبكة “مسار برس” أن قذيفة هاون سقطت في محيط مستشفى العباسيين وسط دمشق مما خلف قتيلا على الأقل وعدة جرحى.

 

في هذه الأثناء، أفاد ناشطون بارتفاع عدد ضحايا مجزرة بلدة عربين بريف دمشق الشرقي إلى 25 قتيلا وعشرات الجرحى جراء الغارات الجوية التي استهدفت سوقا شعبيا في البلدة الخميس.

 

ارتفاع ضحايا

وفي جنوب البلاد ارتفع عدد قتلى مدينة الحارة بريف درعا إلى 18 شخصا بعد تعرضها لقصف من النظام.

 

وقال مراسل الجزيرة في درعا عمر الحوراني إن طائرات “ميغ” روسية الصنع ومروحيات أطلقت صواريخ وبراميل متفجرة على مبان سكنية بمدينة الحارة التي سيطرت عليها المعارضة مؤخرا، موضحا أن من بين القتلى سيدتين، وأن ستة من الضحايا من عائلة واحدة.

 

وأضاف أن عشرات آخرين أصيبوا ونقلوا إلى مشاف ميدانية في المدينة وفي قرى قريبة منها، مشيرا إلى أن القوات النظامية تكثف القصف على أي منطقة تسيطر عليها المعارضة.

 

من جهتها، أفادت شبكة “شام” بأن المدينة شهدت حركة نزوح إثر القصف الذي قالت لجان التنسيق المحلية إنه استخدم فيه أيضا صاروخ أرض أرض.

 

وكانت فصائل سورية سيطرت مؤخرا على الحارة -التي تقع في الجزء الشمالي الغربي من محافظة درعا وعلى تل إستراتيجي بالقرب منها- إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية.

 

بان يدعم نداء لتركيا للسماح لمتطوعين بدخول عين العرب  

أعلن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون تأييده السماح لمتطوعين أكراد سوريين بدخول مدينة عين العرب (كوباني) السورية للدفاع عنها، وحذر بدوره من “مذبحة” قد يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية هناك.

 

وطالب بان -في تصريحات نقلها عنه أمس متحدث باسمه- الدول وكل الأطراف المؤثرة أن تفعل ما بوسعها لتجنب وقوع مذبحة كتلك التي شهدتها مدينة سربرينيتسا البوسنية عام 1995. وأضاف أن السلطات السورية لم تفشل فقط في حماية مواطنيها، بل إنها ارتكبت هي ذاتها أعمالا بشعة ضدهم.

 

وجاءت تصريحات بان بعد ساعات من مطالبة مبعوثه إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تركيا بالسماح لمن أسماهم “متطوعين” بعبور الحدود مع سوريا لمنع مقاتلي تنظيم الدولة من ارتكاب “مذبحة” محتملة في عين العرب.

 

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي بجنيف “نوجه دعوة للسلطات التركية للسماح للاجئين بالعودة إلى عين العرب للدفاع عن أنفسهم”، معبرا عن أمله في أن يتم تمكين “المتطوعين” من دخول عين العرب بمعداتهم القتالية.

 

وحذر من أن نحو سبعمائة كردي سوري معظمهم من كبار السن وسط عين العرب، و12 ألفا على أطرافها، فضلا عن المقاتلين الأكراد الذي يقاومون تنظيم الدولة؛ معرضون للقتل في حال سقطت المدينة التي تقع على الحدود السورية التركية، وتبعد مسافة 150 كيلومترا شمال شرقي مدينة حلب.

 

جهد جماعي

وشدد المبعوث الأممي على ضرورة أن يبذل الجميع ما في وسعهم لمنع “مذبحة” محتملة في المدينة التي يهاجمها تنظيم الدولة منذ 19 سبتمبر/أيلول الماضي بهدف الاستيلاء عليها لتوسيع رقعة نفوذه في محافظة حلب شمالي سوريا.

 

وبات تنظيم الدولة يسيطر على نحو نصف عين العرب، وقال الناشط الكردي مصطفى عبدي إن هناك احتمالا قويا لسقوط المدينة إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن.

 

وخلال الأيام الماضية، منع الجيش التركي مجموعات من الأكراد الأتراك من العبور إلى عين العرب لتعزيز القوات الكردية السورية المدافعة عن المدينة.

 

ونشرت تركيا قوات كبيرة مقابل عين العرب، واشترطت للانخراط في مواجهة تنظيم الدولة عسكريا تصدي المجتمع الدولي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وقد أثار هذا الموقف التركي احتجاجات في المناطق ذات الغالبية الكردية في شرق وجنوب شرق البلاد. وتحولت الاحتجاجات هذا الأسبوع إلى اضطرابات عنيفة قتل فيها أكثر من ثلاثين شخصا واعتقل مئات آخرون.

 

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تُجبر على اتخاذ مواقف عن طريق العنف. وكان حزب العمال الكردستاني التركي قد حذر مؤخرا من أن عملية التسوية القائمة مع الحكومة التركية قد تنهار في حال سقطت مدينة عين العرب.

 

تأكيد أميركي بتقدم تنظيم الدولة غربي العراق  

كشف مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية عن أن القوات الحكومية العراقية بحاجة ملحة إلى التدريب لتتمكن من مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار (غرب البلاد) حيث تبدو “في وضع هش”، في وقت طلب فيه المسؤولون في المحافظة دعما عسكريا أميركيا لمواجهة التنظيم الذي يتقدم هناك.

 

وقال المسؤولون الأميركيون إن الجيش العراقي يتعرض لضغط متزايد في محافظة الأنبار، مشيرين إلى أن الاهتمام الدولي منصب على شمال سوريا ومدينة عين العرب (كوباني) الحدودية مع تركيا حيث يحاول المقاتلون الأكراد الصمود أمام هجوم التنظيم.

 

 

وأوضح أحد هؤلاء المسؤولين الكبار -طالبا عدم كشف هويته- أن “الوضع هش هناك، يتم إمداد القوات وهي صامدة، لكن الأمر صعب ومرهق”. وكرر لوكالة الصحافة الفرنسية “أعتقد أن الوضع هش جدا هناك حاليا”.

 

وأضاف هذا المسؤول أن عشرات الغارات التي شنتها قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة في غرب العراق ساعدت على تطويق مقاتلي “الدولة الإسلامية” وبقاء بغداد آمنة.

 

وأخفق الجهاديون في السيطرة على مدينة حديثة الإستراتيجية بعدما شنت قوات التحالف غارات لمساعدة الحكومة العراقية على التصدي لهم. وقال المسؤولون إن الوضع كشف إلى أي حد القوات العراقية بعيدة عن أن تكون قوة فعالة، وأنها بحاجة ملحة إلى التدريب.

 

وصرح مسؤول آخر -طالبا عدم كشف هويته- بأن غرب العراق يشكل مصدر قلق. وقال إن “الوضع ليس جيدا”، وأشار إلى أن الجيش العراقي شن عدة هجمات لكنه فشل، وتابع “إنهم يبدؤون عملية لكنها تتوقف بعد كيلومتر واحد”.

 

قتلى

في غضون ذلك، قالت مصادر للجزيرة إن 23 جنديا عراقيا و14 مسلحا من تنظيم الدولة قتلوا في اشتباكات متواصلة منذ مساء الخميس في منطقة ذراع دجلة قرب جسر 28 نيسان (غربي بغداد).

 

وفجّر ثلاثة مقاتلين من تنظيم الدولة سيارات مفخخة في موقع للجيش العراقي، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الجنود، وأعقبت تلك التفجيرات اشتباكات بين الطرفين قبل أن تشن طائرات التحالف الدولي غارات على الموقع العسكري.

 

وكان تنظيم الدولة قد تمكن مؤخرا من التوسع أكثر في محافظة الأنبار بسيطرته على بلدة هيت ومناطق في محيط مدينتي الرمادي والفلوجة، واستهدف مقاتلو التنظيم مؤخرا معسكرات للجيش العراقي وتعزيزات قادمة من بغداد، مما أدى إلى مقتل عشرات الجنود وأفراد المليشيات التي تقاتل مع الجيش.

 

وواصل تنظيم الدولة تقدمه في الأنبار على وجه الخصوص رغم الضربات الجوية التي تشنها طائرات التحالف الدولي.

 

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر طبية عراقية قولها إن مدنيا قتل وأصيب 11 آخرون في غارة للتحالف الدولي وقصف مدفعي من الجيش العراقي لحيَي الأندلس والشهداء بمدينة الفلوجة.

 

مساعدة عسكرية

وقد أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت أن المحافظة طلبت رسميا من الحكومة والبرلمان العراقيين الموافقة على استقدام قوات عسكرية أجنبية للمساعدة في استعادة الأمن.

 

وقال كرحوت إنه التقى مؤخرا السفير الأميركي ببغداد وقائد القوات الأميركية في العراق، وطلب إنشاء قاعدتين جويتين في المحافظة.

 

وأضاف أن مقاتلي تنظيم الدولة يحققون تقدما كبيرا في المحافظة وسيطروا على عدة مدن بها، مضيفا أن عشرة آلاف مقاتل من التنظيم وصلوا مؤخرا إلى الأنبار من سوريا، معتبرا أن القوات العراقية لا تكفي لوقف التدهور الأمني الذي تسبب في نزوح أكثر من مليون من سكان المحافظة، حسب قوله.

وفي السياق ذاته، قال سكان محليون من مدينة هيت بمحافظة الأنبار إن مجلس المحافظة أبلغهم بضرورة إخلاء المدينة خلال ثلاثة أيام، وذلك لإفساح المجال أمام القوات الحكومية لمهاجمتها واستعادتها من مقاتلي تنظيم الدولة الذين سيطروا عليها منذ أيام.

 

وأضافت المصادر أن المدينة تشهد حاليا موجة نزوح كبيرة للسكان خوفا من انطلاق العمليات العسكرية وبدء غارات لقوات التحالف.

 

وكانت المدينة قد شهدت في اليومين الماضيين وصول تعزيزات عسكرية حكومية كبيرة تدعمها قوات مسلحة من أفراد الصحوات.

 

معارك بكركوك

وكان تنظيم الدولة قد سيطر في يونيو/حزيران الماضي على مدينة الموصل بمحافظة نينوى (شمالي العراق) وتكريت بمحافظة صلاح الدين (شمالي بغداد)، وتوغل لاحقا في محافظات التأميم (كركوك وديالى والأنبار).

 

وبدأت الولايات المتحدة في أغسطس/آب الماضي غارات على أهداف للتنظيم مما أوقف تقدمه نحو إقليم كردستان العراق، وانضمت لاحقا فرنسا وبريطانيا ودول غربية أخرى في محاولة لطرد مقاتلي التنظيم من مناطق سيطرته.

 

وعلى صعيد العمليات الميدانية أيضا، أفادت مصادر في قوات البشمركة الكردية ومسؤول محلي بأن عشرين من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا وأصيب ستون آخرون الليلة الماضية في غارة على موقع لهم في ناحية الرشاد جنوبي كركوك (نحو 250 كيلومترا شمالي بغداد).

 

وكانت القوات العراقية قالت أمس إنها طردت مسلحي تنظيم الدولة من منطقة الزركة قرب تكريت (140 كيلومترا شمالي بغداد). وكان محيط تكريت شهد في الأيام القليلة الماضية اشتباكات متفرقة، وتمكن التنظيم من إسقاط مروحيتين قرب بلدة بيجي بصلاح الدين.

 

ولا تزال قوات البشمركة تحاصر بلدة زُمار غربي مدينة الموصل وبلدة جلولاء بمحافظة ديالى تمهيدا لعمليات محتملة لاستعادتهما من تنظيم الدولة.

 

وتمكنت قوات البشمركة مؤخرا من السيطرة على مزيد من القرى المحيطة بالبلدة، بعدما استعادت في الآونة الأخيرة بلدات مهمة في محافظة نينوى، من بينها بلدة ربيعة التي تقع غربي الموصل على الحدود مع سوريا.

 

كيف يجمع التحالف المعلومات لتحديد مواقع “الدولة”؟  

تقوم طائرات مراقبة وجواسيس يعملون على الأرض بجمع المعلومات التي تتيح تحديد الأهداف والطبيعة الجغرافية لمواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، قبل استهدافها بالضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي.

 

فيما يأتي الخطوط العريضة للطريقة التي تحصل بها الولايات المتحدة وحلفاؤها على المعلومات والمعطيات لتوجيه الضربات دون أن يكون لها قوات منتشرة على الأرض.

 

“العيون”

تشكل الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض وطائرات الاستطلاع التي تحلق على ارتفاع كبير مع مجموعة من طائرات المراقبة مع أو دون طيار، “العيون” التي يرصد بها الجيش الأميركي وشركاؤه كل تحركات الدولة الإسلامية لساعات وأيام.

 

هذه الصور مع عمليات التنصت وباقي وسائل الاستطلاع بما فيها شبكة جواسيس على الأرض، تتيح رسم صورة لـ”منطقة القتال” لمساعدة الطيارين وقياداتهم.

 

الطائرات دون طيار الأقل استهلاكا للوقود يمكن أن تحلق ساعات طويلة وترابط فوق هدف محتمل إلى حين وصول “العدو”وترسل صورا مباشرة تتميز بنقاء ودقة مذهلين.

 

الطراز الأحدث من المقاتلات والقاذفات الأميركية مزود أيضا بكاميرات وأجهزة رصد تتيح لها مسح المنطقة بحثا عن الأهداف، وهو ما لم يكن متاحا منذ بضع سنوات فقط.

 

الطائرة الشبح يو2 التي اشتهرت خلال الحرب الباردة، تبقى من الطائرات الأكثر استخداما لمراقبة مناطق النزاع، وباتت مزودة بأحدث المعدات التي توفر رؤية دقيقة التفاصيل.

 

الطائرة إي8 جي ستارز -وهي بيونغ 707 مزودة بجهاز رادار انسيابي على شكل قارب تحت هيكلها- تحظى بتقدير القيادة الأميركية، لأنها قادرة على تتبع العربات البرية وإرسال أنواع أخرى من الصور بشكل مباشر.

 

الطائرة دون طيار “غلوبال هوك” المشابهة ليو2 تقوم بمهام مراقبة مماثلة على ارتفاع كبير، لكنها تستطيع التحليق 28 ساعة متصلة، أي ضعفي مدة تحليق الطائرة التي تقاد يدويا.

 

تستخدم أيضا طائرات أخرى مثل الجناح الطائر الخفي على شكل الخفاش أو البريديتور والريبير التي يمكن أيضا تزويدها بصواريخ هلفاير.

 

واستنادا إلى وزارة الدفاع الأميركية، تمَّ تنفيذ أكثر من سبعمائة طلعة مراقبة في إطار الحملة التي جرى خلالها شن أكثر من ثلاثمائة غارة في العراق منذ 8 أغسطس/آب الماضي، وفي وسوريا منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

 

هذه الطائرات نفسها تقوم بتصوير ضرباتها مما يتيح تقييم مدى نجاح عمليات إصابة الهدف، وهذه الصور بشكل عام يتم تقديمها لوسائل الإعلام.

 

“الآذان”

تقوم أقمار صناعية وطائرات خاصة التجهيز بدور “الأذنين” للتحالف، حيث تعترض الاتصالات الهاتفية واللاسلكية.

 

البوينغ آر سي135 مميزة في هذه المهمة كونها تستطيع اعتراض الاتصالات الهاتفية على ارتفاع ثلاثين ألف قدم (حوالي عشرة آلاف متر).

 

يستخدم أيضا المكتب الوطني الأميركي للاستطلاع شبكة من أقمار التجسس الصناعية التي يمكنها التقاط الإشارات الإلكترونية دون انقطاع وضمن مساحة جغرافية شاسعة. كما يملك الجيش الأميركي شاحنات مزودة بجهاز لاقط يمكن أن يحدد سريعا مكان هاتف رصدت منه إشارة.

 

تلجأ وكالات الاستخبارات الأميركية أيضا إلى جمع المعلومات من خلال الأشخاص لتنسيق معلوماتهم قبل شنِّ بعض العمليات العسكرية الواسعة النطاق. وهناك أيضا قوات شبه عسكرية تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) تعمل مع القوات المحلية.

 

خلال الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001 قام ضباط في “سي آي أي” ميدانيا بإرشاد القاذفات، بينما كان عناصر في القوات الأميركية الخاصة يقدمون النصائح للقوات المعادية لحركة طالبان.

 

وربما يكون إجراء مماثل متبع في العراق وسوريا مع مراقبين يعملون لحساب “سي آي أي”، إلا أن المسؤولين الأميركيين لا يؤكدون هذا النوع من المعلومات ويعلنون رسميا عدم وجود “قوات مقاتلة” على الأرض.

 

كما تلجا “سي آي أي” إلى وسائل أخرى، مثل الاتصالات مع القوات الكردية والحكومة العراقية وبعض مجموعات المعارضة المسلحة في سوريا.

 

وفي سوريا، تعتبر شبكات التجسس الأميركية ضعيفة مما يحتم على الولايات المتحدة السعي للحصول على معلومات استخباراتية من شركائها العرب أو من حلفاء آخرين.

 

دعوات لإنقاذ مدينة عين العرب من تنظيم الدولة  

تناولت صحف أميركية التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وأشار بعضها إلى أهمية إنقاذ مدينة عين العرب (كوباني) في سوريا، وسط مخاوف من مجازر في حال سقوطها بأيدي التنظيم.

 

فقد نشرت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية مقالا للكاتب روبرت تشالز دعا فيه إلى إنقاذ مدينة عين العرب من تنظيم الدولة، وقال إنه يجب على الرئيس الأميركي باراك أوباما اتباع إستراتيجية يكون من شأنها فرض حرب جوية فاعلة وحقيقية ضد تنظيم الدولة.

 

وأوضح الكاتب أنه ينبغي لأوباما أن ينفق الأموال لشراء معلومات استخبارية بشأن مواقع تنظيم الدولة في عين العرب وغيرها، وأن يبادر لعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي لتمكين الجيش الأميركي من البدء بحملة جوية قوية، ولضرب أهداف العدو على مدى فترة أربعة أسابيع بأعداد كبيرة من صواريخ توما هوك.

 

وأضاف الكاتب أنه يمكن بعد ذلك دعوة من تبقى من مقاتلي تنظيم الدولة إلى وقف القتال والانخراط في المجتمع المدني العراقي أو التركي أو السوري.

أوباما وأردوغان

وأشار الكاتب إلى أنه ينبغي لأوباما الحديث بكل صراحة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتفعيل هذه الإستراتيجية، وإقناعه بإنقاذ عين العرب، والبدء بإطلاق حملة جوية حقيقية من قاعدة إنجرليك.

 

وأضاف الكاتب أن أوباما إذا ما طبق هذه الخطة فإنه سينهي وجود تنظيم الدولة ثم يمكنه عقد اتفاق دبلوماسي مع دول عربية لنشر قوات على الأرض تكون مهمتها حماية الأراضي المستعادة ومرافق البترول تحت غطاء جوي.

 

وأشار إلى أنه بعد ذلك يمكن لأوباما البدء بمحادثات سلام بين الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة “المعتدلة” والجماعات الأخرى المعارضة للأسد.

 

من جانبها، حذرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية من أن سقوط مدينة عين العرب بأيدي مسلحي تنظيم الدولة قد يؤدي إلى مجازر.

 

منطقة عازلة

وأشارت الصحيفة إلى أن طلب تركيا إقامة منطقة عازلة في سوريا وفرض حظر على طيران النظام السوري في مقابل انضمام أنقرة إلى الحرب ضد تنظيم الدولة، لم يكن في الحسابات الأولية لأميركا.

 

ونسبت الصحيفة إلى توني بليكين نائب مستشار الأمن القومي الأميركي رفض إدارة أوباما طلب أنقرة بتوسيع نطاق الحملة ضد المتطرفين الإسلاميين لتشمل نظام الأسد، وأوضح أن الإزالة الفورية لبشار الأسد دون وجود البديل قد يأتي بنتائج عكسية.

 

وأضاف بليكين أن الولايات المتحدة “قد لا تكون قادرة على مساعدة” عين العرب من قبضة “الجهاديين” الذين يسيطرون على 40% من المدينة.

 

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تدري ما الذي سيحدث بالضبط لعين العرب في ظل عدم وجود قوات على الأرض، وأنه يصعب على الحملة الجوية منع مسلحي تنظيم الدولة من السيطرة على كوباني.

 

وفي السياق، أشارت مجلة تايم الأميركية إلى أن مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا دعا تركيا البارحة إلى السماح لمن أسماهم “متطوعين” بعبور الحدود مع سوريا لمنع مقاتلي تنظيم الدولة من ارتكاب “مذبحة” في مدينة عين العرب.

 

وأضاف المبعوث الأممي في مؤتمر صحفي في مدينة جنيف السويسرية، “نوجه دعوة للسلطات التركية للسماح للاجئين بالعودة إلى عين العرب للدفاع عن أنفسهم”.

 

وشدد دي ميستورا على ضرورة أن يبذل الجميع ما في وسعه لمنع “مذبحة”. ولا يزال في المدينة السورية الحدودية مع تركيا نحو 540 شخصا معظمهم من كبار السن، وتشهد المدينة قتالا عنيفا بين التنظيم وقوات كردية تدافع عن المدينة وسط قصف تنفذه طائرات التحالف الدولي.

 

وحذر دي ميستورا من أنه في حال سقطت المدينة بيد مقاتلي الدولة الإسلامية فإن المدنيين الباقين فيها سيتعرضون لمذبحة وسيسيطر مقاتلو تنظيم الدولة على شريط طويل من الحدود.

 

ناشطون: أكراد يقاتلون مع تنظيم الدولة في عين العرب

كشف ناشطون سوريون معارضون الجمعة أن عناصر كردية تقاتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية بمدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، وأكدوا أن عدد هؤلاء ليس بالقليل.

 

وذكر الناشطون على صفحة “مراسل سوري” أن عددا كبيرا من عناصر تنظيم الدولة الموجودين على مشارف عين العرب (كوباني) هم من الأكراد، يساهمون في الهجوم على المدينة ذات الغالبية الكردية.

 

ونبه الناشط الإعلامي أبو ورد الرقاوي -الذي يقول إنه لا يزال مقيما في مدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة في سوريا- إلى إمكانية لجوء التنظيم إلى الخديعة من خلال استخدام العناصر الكردية التي تقاتل إلى جانبه ورفع أعلام كردستان وراية الأحزاب الكردية، إذا استمر استعصاء اقتحامه عين العرب، وذلك للتغلغل بين مقاتلي خصمه، وتنفيذ تفجيرات تسهل عليه السيطرة على المدينة.

 

وأوضح المتحدث أن تنظيم الدولة استقدم في الأيام القليلة الماضية مقاتلين من مناطق يسيطر عليها في محافظة حلب ومحافظة الرقة لإصراره على السيطرة على المدينة.

 

في سياق متصل قال الناشط الإعلامي من محافظة دير الزور محمد الفراتي إن قتال أكراد إلى جانب التنظيم ليس جديدا، لكنه طفا على السطح مع “الهالة الإعلامية التي أحاط بها الأكراد وخصوم التنظيم معركة عين العرب”، مؤكدا أن أعداد السوريين والعراقيين الأكراد الذين يقاتلون إلى تنظيم الدولة منذ أشهر ليست قليلة.

 

وأشار الفراتي إلى أن أنصار ومقاتلي التنظيم اعترفوا في مواقع التواصل الاجتماعي بأن المعارك ضد المقاتلين الأكراد في عين العرب تعد الأعنف والأصعب منذ سيطرته على مناطق واسعة في كل من سوريا والعراق قبل أشهر.

 

ولا يوجد مصدر مستقل يؤكد ما ذكره الناشطون الإعلاميون، فيما يفرض تنظيم الدولة قيودا على التعامل مع وسائل الإعلام.

 

ولم تحل الغارات الجوية الكثيفة التي يشنها طيران التحالف الدولي ضد أهداف التنظيم دون إيقاف تقدم مقاتليه داخل أحياء مدينة عين العرب على حساب قوات كردية، وسط تضارب للأنباء بشأن المساحة التي سيطر عليها التنظيم.

 

يذكر أن مدينة عين العرب (كوباني)، التي يحاصرها تنظيم الدولة منذ ثلاثة أسابيع، تقع في أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي على بعد 140 كيلومترا شمال شرق مدينة حلب، وتسكنها غالبية كردية.

 

كوباني.. هجمات متقطعة والأكراد ينفذون عمليات تسلل

بيروت – فرانس برس

تدور اشتباكات وهجمات متقطعة في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية بعد ساعات من سقوط مربعها الأمني في أيدي عناصر تنظيم “داعش”.

 

في المقابل نجح المقاتلون الأكراد في صد “هجوم كبير” في جنوبها، بحسب ما أفاد السبت المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “تدور حالياً اشتباكات متقطعة في شرق وجنوب وجنوب غرب عين العرب” الحدودية مع تركيا والتي تتعرض منذ أكثر من ثلاثة أسابيع لهجوم من قبل التنظيم بهدف السيطرة عليها.

 

وفي التفاصيل، أن مجموعات من “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تستميت للدفاع عن المدينة تشن في مقابل ذلك “عمليات نوعية تشمل تنفيذ عمليات تسلل في شرق عين العرب لقتل عناصر من التنظيم والعودة إلى مواقعها بعد ذلك”.

 

ويحاول التنظيم المتطرف بحسب المرصد، وبشكل متواصل التقدم نحو وسط المدينة.

 

وسيطر التنظيم المتطرف الذي تمكّن الاثنين الماضي من اقتحام المدينة بعد نحو 3 أسابيع منذ بدء هجومه عليها، الجمعة على “المربع الأمني” للمقاتلين الأكراد والواقع في شمال مدينة عين العرب.

 

وبات مقاتلو داعش يسيطرون على نحو 40 بالمئة من المدينة التي تبلغ مساحتها ستة إلى سبعة كيلومترات مربعة وتحيط بها 356 قرية، وذلك بعد استحواذهم على شرقها، وتقدمهم من جهتي الجنوب والغرب.

 

وبعيد سيطرتهم على المربع الأمني الذي يضم مباني ومراكز تابعة للإدارة الذاتية الكردية، شن مسلحو التنظيم هجوما “كبيرا” من جهة الجنوب عند فترة منتصف الليل إلا أن المقاتلين الأكراد نجحوا في صده بعد نحو ساعة ونصف من الاشتباكات العنيفة، بحسب ما أفاد المرصد السوري.

 

أوروبا في دائرة “انتقام” داعش.. وأميركا تحذر

دبي – بديع يونس، واشنطن- رويترز

أعلنت الولايات المتحدة يوم الجمعة أنها ترى احتمالاً متزايداً لشن هجمات انتقامية تستهدف أعضاء التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش منذ أن بدأت توجيه ضربات جوية لمقاتليها في الشهر الماضي، لا سيما في أوروبا.

 

وفي تحديث يتم بشكل دوري “لتحذيراتها حول العالم” بشأن المخاطر المحتملة، أشارت وزارة الخارجية إلى أن “السلطات تعتقد بوجود احتمال متزايد لشن هجمات انتقامية ضد مصالح الولايات المتحدة والغرب وشركاء التحالف في أنحاء العالم وخاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا وآسيا”.

 

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية مكررة آخر تحذير أطلقته في العاشر من أبريل إن “المعلومات الحالية تشير إلى أن داعش والقاعدة والمنظمات المنبثقة عنهما والجماعات الإرهابية الأخرى مستمرة في التخطيط لشن هجمات إرهابية ضد المصالح الأميركية والغربية في أوروبا”.

 

وأضافت مستخدمة عبارات لم تظهر في التحذير السابق “تعتقد السلطات أن احتمال شن هجوم إرهابي في أوروبا زاد مع عودة أوروبيين أعضاء في داعش من سوريا والعراق”.

 

ويرى خبراء في توقيت التحذيرات الأميركية مسألة جدية وعاجلة، إذ تتكئ هذه التحذيرات على معلومات استخباراتية تشير إلى تهديدات أمنية وأعمال انتقامية من عناصر داعشية “فكرا” أو “انتسابا” إلى التنظيم.

 

فيما يضع مراقبون هذه المخاوف في خانة الاحتياطات الطبيعية متى كان محور الصراع فكري قبل أن يكون عسكرياً.

 

وعلى اللائحة أراضي هذه الدول المشاركة في التحالف أو مصالحها ومنشآتها ومقراتها الديبلوماسية في بلدان تغيب فيها “الدولة القادرة” أو حيث الوضع السياسي غير مستقر وما يستتبع ذلك من خروقات أمنية يمكن للجماعات الارهابية استغلالها واتخاذ ملاذ آمن لها فيها كالعراق واليمن وسوريا وليبيا ولبنان بالإضافة إلى عدد من الدول حيث التركيبة الاجتماعية والمذهبية تشكل أرضاً خصبة لنشر الفكر التطرفي فيها.

ويشير البيان الرسمي بين سطوره إلى نقاط مهمة تستند إليها هذه التحذيرات:

 

أولا: الاعتقاد بوجود احتمال متزايد لعمليات انتقامية ضد مصالح أميركية وغربية ومصالح شركاء التحالف في العالم خصوصا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا وآسيا.

ثانيا: دعوة داعش أنصاره إلى مهاجمة أجانب أينما وجدوا.

ثالثا: مخاوف من خطر متزايد في أن يكون الرعايا العرب والأجانب التابعين لدول التحالف هدفا “لعمليات خطف”.

رابعا: ازدياد المخاوف من أعمال إرهابية في أوروبا خصوصا بعد عودة المقاتلين الأوروبيين من سوريا والعراق.

خامسا: التقارير الاستخباراتية الأميركية تشير إلى معلومات قالت إنها ذات مصداقية تشير إلى أن مجموعات إرهابية تسعى الى مواصلة هجماتها ضد المصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.

 

ويرى خبراء أن أبرز المخاوف مرتبطة بالدول غير المستقرة سياسيا وما يستتبعه من عدم استقرار أمني وبالتالي فإن الخطر يكبر مع وجود خلايا إرهابية نائمة فيها قد تتحرك في أي وقت بالإضافة الى مسألة المقاتلين الأجانب وعودتهم الى بلادهم بتجربة قتالية متقدمة في العراق وسوريا كما بفكر تطرفي يهدد الأمن القومي والوطني لهذه الدول.

 

داعش يهدد “تويتر” ويدعو لاغتيال موظفيه

العربية.نت

كشف الرئيس التنفيذي لـ”تويتر” ديك كوستيلو أنه وموظفيه تلقوا تهديدات بالقتل من قبل تنظيم داعش. أتى ذلك بعد أن عمدت الشركة إلى إغلاق العديد من حسابات تابعة لعناصر في التنظيم الإرهابي.

 

وقال كوستيلو مدير الشركة التنفيذية لمجلة “فانيتي فير” ضمن فعاليات مؤتمر القمة لتأسيس المجلة، إنه بعد إغلاق بعض الحسابات قام مستخدمون تابعون للتنظيم بالتهديد باغتيال وتصفية موظفينا.

 

إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي لـ”تويتر” أن “فريق الموقع الأمني يتحقق من صحة هذه التهديدات بالتعاون مع جهات حكومية أمنية”.

 

وفي حين أكد كوستيلو أن موقع تويتر مفتوح للعامة دون قيود على حرية التعبير، أكد في الوقت عينه أن هناك العديد من الأشخاص يعمدون إلى استعماله لأغراض شريرة، بحسب تعبيره، وهو ما يتنافى مع القوانين في عدة بلدان، لذا لا يتردد موظفو الشركة في إغلاق تلك الحسابات.

 

ويلقي هذا الموضوع الضوء على مدى فعالية وسائل التواصل الاجتماعية في استقطاب العامة إلى أهداف وأفكار معينة، كما يسلط الضوء على أهميتها في لعبة “نشر آمال وأفعال” العديد من التنظيمات الإرهابية.

 

واشنطن “تستعجل” الجيش التركي لمواجهة المتطرفين

واشنطن – رويترز

أكد البيت الأبيض أهمية الحصول على مساعدة الجيش التركي “سريعاً” في الحرب على المتطرفين في العراق وسوريا. واجتمعت ليزا موناكو وهي واحدة من كبار مساعدي الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما مع رئيس المخابرات التركي هاكان فيدان يوم الجمعة في إطار سلسلة من اللقاءات الأميركية التركية بهدف الحصول على دعم تركيا لتدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة.

 

وقال البيت الأبيض في بيان إن موناكو “عبرت عن تقديرها لدعم تركيا للعمليات العسكرية الأمريكية الحالية في العراق وسوريا وأكدت أهمية تسريع المساعدة التركية في إطار استراتيجية شاملة لإضعاف الدولة الإسلامية وتدميرها في نهاية المطاف

 

يأتي هذا بعد لقاء ثنائي تركي أميركي الخميس، بحث السبل الفعالة لمواجهة خطر “داعش”. حيث بحث موفدان خاصان في العاصمة التركية “إجراءات عاجلة وسريعة” لاتخاذها بشكل مشترك مع تركيا لوقف تقدم التنظيم. وأوضحا أن “فريقاً عسكرياً أميركياً سيتوجه إلى أنقرة الأسبوع المقبل لمواصلة هذه المحادثات على مستوى عسكري”، وفق ما أوضحت الناطقة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي في بيان.

 

وكانت الولايات المتحدة أرسلت الجنرال جون آلن ومساعده السفير بريت ماغورك إلى أنقرة، إذ اجتمعا مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو وبحثوا “إجراءات عدّة تهدف إلى تقدم الجهود العسكرية ضد التنظيم”، وفق الخارجية الأميركية.

 

وأوضحت الخارجية الأميركية أن البلدين الحليفين داخل الحلف الأطلسي “اتفقا على مواصلة مشاوراتهما في إطار جهودهما” الرامية الى مواجهة “داعش”.

 

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جينيفر بساكي للصحافيين في وقت سابق إن “إجراءات عاجلة وسريعة ضرورية لوقف القدرات العسكرية لداعش، والجنرال جون آلن ومساعده السفير بريت ماغورك سيقولانها بوضوح أثناء اجتماعاتهما مع مسؤولين أتراك”.

 

معارك عنيفة في شوارع كوباني وغارات للتحالف

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تشهد شوارع مدينة كوباني الكردية شمالي سوريا معارك داخلية بين مسلحي تنظيم الدولة والقوات الكردية بعد سيطرة التنظيم على نحو 40 بالمائة من المدينة، بالتزامن مع استمرار غارات التحالف الدولي على مواقع لداعش.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة عزز سيطرته في كوباني، بعد أن “شن هجوما كبيرا” من جهة الجنوب عند منتصف الليل في محاولة لبلوغ وسط المدينة، إلا أن المقاتلين الأكراد نجحوا في صده.

 

وأوضح أن الاشتباكات تركزت في عمليات قنص متبادل بين مسلحين من داعش وآخرين من المقاتلين الأكراد في شوارع المدينة، لافتا إلى أن “هناك محاولات مستمرة من قبل التنظيم للتقدم نحو وسط المدينة”.

 

ووقع الهجوم في جنوب المدينة بعيد سيطرة تنظيم الدولة الجمعة، على “المربع الأمني” للمقاتلين الأكراد في شمال كوباني، الذي يضم مباني ومراكز تابعة للإدارة الذاتية الكردية.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن “السيطرة على المربع الأمني تتيح لعناصر التنظيم التقدم نحو المعبر الحدودي مع تركيا إلى الشمال من المدينة”، مشيرا إلى أن السيطرة على المعبر “تعني محاصرتهم للمقاتلين الأكراد في كوباني من الجهات الأربع”.

 

في المقابل، تشن مجموعات من “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تقاتل للدفاع عن المدينة “عمليات نوعية تشمل عمليات تسلل في شرق كوباني لقتل عناصر من التنظيم والعودة إلى مواقعها بعد ذلك”، بحسب ما ذكر المرصد.

 

كما شنت طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، غارتين جديدتين بعيد منتصف الليل على مواقع للتنظيم في شرق وجنوب المدينة.

 

اقتصاد الحرب ضد داعش.. من المستفيد بالضبط؟

لندن، بريطانيا (CNN)– مع تداول سفك الدماء خلال الصيف الماضي، ومع الحرب الغربية -العربية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو “داعش، ومع مواجهة روسيا لأوكرانيا، فإنه يوجد هنالك مستفيدون عدة من وراء هذه الأحداث.

الذخيرة؟ أم أنظمة الدفاع؟

 

فمنذ أن شن تنظيم “داعش” هجومه في يونيو/حزيران الماضي استولى منذ ذلك الوقت على مناطق واسعة من سوريا والعراق، وارتفعت معها أسهم الشركات العاملة بأنظمة الدفاع، وأضفت مفاهيم الحرب الحديثة مفهوماً جديداً لاقتصاديات النزاع.

وتمتعت بذلك شركات أمريكية مثل ” Lockheed Martin” و “Raytheon” و”General Dynamics” و”Northrop Grumman” بارتفاع مستقر في أسهمها منذ بدء ظهور “داعش”، كما ارتفعت أسهم عملاق أنظمة الدفاع البريطاني “BAE Systems”.

 

ويعكس هذا الارتفاع ذاته الذي شهدته أنظمة شركات القطاع نفسها بعد حرب الخليج عام 1991 وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، عندما تدفق المستثمرون على الشركات التي اعتقدوا بأنها ستستفيد من تلك النزاعات، ويعتقد بن الحالة ذاتها، ولأسباب مختلفة تستمر الآن مع نزاعين على مستوى عالمين يجريان في الوقت ذاته، وفقاً للمحل الاقتصادي من المركز الدولي للبحوث الأمنية والتنموية، تيلمان براك.

 

ويشير الخبراء إلى أن الأسلوب الذي تقتضيه سياسات الحروب الحديثة لا تتطلب بالضرورة الحصول على الذخيرة والقنابل والصواريخ، فأمريكا وحلفاؤها يملكون ما يكفي من الذخيرة، بل أن تركيز الدول ينصب الآن على أنظمة الدفاع، بالأخص أوروبا التي لن تحتاج لهجوم مباشر، خاصة مع الأزمات البعيدة نسبياً عنها، وبالتالي فإن المستثمرين يركزون الآن على حاجة أوروبا لتحديث أنظمتها الدفاعية، وفقاً لما أشار إليه براك، مضيفاً بأن “ارتفاع أسهم شركات الدفاع يدل بأن الغرب مدرك لعد استعداده دخول حرب ضد روسيا وحلفائها.”

 

ولكن الشركات القائمة على أنظمة الدفاعة ليست وحدها من يستفيد بشن الحروب، فعند النظر إلى مصاريف إعادة بناء البنية التحتية في العراق بعد الحرب التي استمرت لشهر عام 2003، يمكن الاستنتاج بأن الكلفة بلغت 220.21 مليار دولار، وفق تقرير نشره المحامي الأمريكي ستيوارت بوين، والذي عمل مفتشاً ومشرفاً عامً على عملية إعادة تعمير العراق.

 

وقد صرف 60 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لإنشاء برامج خلال التسع سنوات التي تلت الحرب، أي ما يعادل 15 مليون دولار يومياً، وقد صبت هذه الأموال في قطاعات الأمن والبنية التحتية والخدمات الأساسية والإدارة والتعليم، وقد شكل مليار من هذه الأموال دخلاً جيداً للعديد من الشركات، وقد كان أغلى مشروع منها، عقد من دون مناقصة مع شركة ” Kellogg Brown& Root” بقيمة 7 مليارات دولار، لترميم وإعادة تشغيل البنية التحتية للنفط العراقي، وفقاً لتقرير بوين.

 

ومما يثير الجدل بأنه ومنذ توقيع العقد وحتى الانفصال عام 2006، ظلت شركة “KBR” جزءاً ثانوياً من شركة “Halliburton” والتي كان يرأسها تنفيذياً وزير الدفاع الأمريكي حينها ديك تشيني.

الذهب الأسود

 

إن الحروب تجلب التفاؤل في الغالب لشركات النفط، إذ ترتفع أسعار الذهب الأسود غالباً خلال فترة الحروب، مثل ارتفاعها بحدة بعد تبعات حرب أمريكا ضد العراق عام 2003، إذ زاد سعر برميل النفط الواحد من 25 دولاراً عام 2003، ليبلغ سعره 140 دولاراً للبرميل عام 2008.

 

ولكن الحرب ضد “داعش” لم تؤدي بعد إلى ارتفاع أسعار براميل النفط، إذ يعمل التنظيم على تغيل عدة مصاف للنفط في العراق وسوريا، بل أدى ظهور التنظيم إلى انخفاض أسعار النفط في الوقت الذي لم يسدد فيه التنظيم بعد ضربة على الحقول العراقية الأهم في جنوب البلاد.

 

ويشير الخبراء إلى أن تأثير الأوضاع يعد ضئيلاً لتزداد الأسعار في الأسواق العالمية، في الوقت الذي يقل فيه الطلب النفطي من الصين وأوروبا، ويزداد الإنتاج الأمريكي له.

حرب التهديدات الإلكترونية

 

لم يعد الإنترنت مجرد أداة لنقل وقائع الحروب والأخبار بل أصبح سلاحاً بحد ذاته، يعمل فيه القراصنة على الترويج لأغراضهم من المناطق الساخنة حول العالم،

 

وقد أثبت تنظيم “داعش” مهاراته في تبني وسائل التواصل الاجتماعي لشن حملاته الدعائية، ووفقاً لتقارير إعلامية، فإن التنظيم قد نشر تهديداً حول احتمالية تنفيذ هجوم إلكتروني بواسطة القراصنة ضد الغرب، وذلك كرد فعل ضد الهجومات الغربية ضده.

 

وقد يشكل الجيش السوري الإلكتروني أحد أبرز الأمثلة المعروفة لشنها اختراقات إلكترونية في فترة الأزمات، إذ عملت المجموعة الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد على اختراق مواقع لشبكات إعلامية غربية كبيرة منها “Financial Times” و “BBC”، ونظر إلى تلك الخطوات بكونها محاولة لإعاثة الفساد في تلك الوسائل الإعلامية.

 

وبتنامي خطورة هذه المجموعات، فإن الحكومات بدأت بصرف الأموال لتأسيس شبكات حماية أمنية قوية، ويتوقع أن تصرف شركات كبيرة حوالي 788 مليون دولار لشبكات أمن إلكترونية بمراحلها الأولى هذا العام.

ازدهار الأعمال الإجرامية

 

تعد الحروب تربة خصبة لازدهار الأعمال وتحقيق الفوائد المالية بطرق غير مشروعة، إذ يكسب تنظيم “داعش” ما لا يقل عن مليون دولار يومياً بتهريبه للنفط، وقد استهدفت الغارات الجوية بالقيادة الأمريكية مراكز تصفية النفط للقضاء على مصادر تمويل النظام، لكن المحللون يشيرون أنه، وللتمكن من قطع تدفق تهريب النفط، سيتوجب على الغرب أن يتقبل شراء النفط من “داعش”، كما قام التنظيم بمحاولات لجمع الأموال من خلال احتجاز الرهائن وطلب فدية، بالرغم من الرفض الأمريكي والبريطاني دفع الأموال لهم.

 

مقاتل داخل كوباني لـCNN: داعش يبعد ما بين 700 متر إلى كيلومتر عن حدود تركيا.. ولا يمكننا وقف التنظيم من الشرق

كوباني، سوريا (CNN)—قال أحد المقاتلين المدافعين عن مدينة عين العرب “كوباني،” إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” يبعد ما بين 700 متر إلى كيلومتر واحد عن الحدود التركية.

 

وتابع المقاتل الذي فضل عدم ذكر اسمه لدواع أمنية في اتصال هاتفي مع CNN: “لا يمكننا وقف مقاتلي داعش من الجانب الشرقي لمدينة كوباني وذلك بسبب القصف المدفعي الشديد إلى جانب أعداد مقاتلي التنظيم الكبيرة.

 

وأضاف بأن وضع الدفاع عن المدينة ضعيف وسيء

 

غارات التحالف تفشل في وقف تقدم داعش بسوريا والعراق واستغاثة “شبه يائسة” من المبعوث الدولي لإنقاذ كوباني

(CNN)– لم تنجح الغارات التي تنفيذها قوات التحالف في وقف مسلحي تنظيم داعش من الاستمرار في التقدم على الجبهتين الشمالية والغربية، مهددين بمجزرة غير مسبوقة في كوباني، وداعمين مكاسبهم في محافظة الأنبار الواقعة غرب العاصمة العراقية بغداد.

 

ولم يجد المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا من بدّ سوى التذكير بمأساة سربرنيتشا قائلا، الجمعة، إنّ سقوط كوباني سيعني ذلك على الأرجح مجزرة تحصد المدنيين المطوقين هناك.

 

وقال إنّه رغم الجهود الواضحة إلا أنّ كل ذلك غير كاف لمنع كارثة إنسانية وأضاف “هل تتذكرون سربرنيتشا؟ نتذكر. ولن ننسى أبدا وعلى الأغلب فلن نسامح أنفسنا بشأنها” في إشارة إلى المذبحة التي حصدت أرواح نحو 8000 مسلم من ضمنهم عدد كبير من الأطفال عام 1995 أثناء الحرب البوسنية بعد فشل القوات الهولندية التابعة للأمم المتحدة في حمايتهم. (شاهد الفيديو: نصف كوباني تحت سيطرة داعش).

 

وفي الوقت الذي تشهد فيه تركيا مزيدا من الضغوط الداخلية والخارجية لحملها على التدخل بريا، وهو ما رد عليه وزير خارجيتها بالتأكيد على أنه لا مجال لذلك، دعا دي ميستورا تركيا إلى السماح على الأقل لمقاتلين متطوعين أكراد بدخول الطرف الآخر من الحدود “بمعدات كافية” للمشاركة في الدفاع عن المنطقة ضد داعش. وقال إنّ قوات التحالف نفسها اعترفت في الآونة الأخيرة بأن غاراتها قد لا تكون كافية لإنقاذ المدينة.”

 

وجاءت تصريحات المبعوث الدولي في نفس الوقت الذي أصبحت فيه محافظة الأنبار، غرب العراق، تواجه مصيرا قد يكون شبيها بكوباني، شمال سوريا، مع إرسال تنظيم “داعش” 10 آلاف مقاتل من سوريا والموصل إلى المحافظة، وفقا لرئيس مجلسها.

 

إردوغان: أطراف من بينها النظام السوري تقف خلف أحداث الشغب بالبلاد

أنقرة، تركيا (CNN)—قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، السبت، إن هناك أطرافا تقف خلف أحداث الشغب التي تشهدها البلاد احتجاجا على هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” والتي أودت بحياة 33 شخصا، بحسب الأرقام الرسمية.

 

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية شبه الرسمية على لسان إردوغان قوله: “لا تقف منظمة بي كا كا الإرهابية الانفصالية، والحزب السياسي الذي يعمل في ظلها وحدهما خلف هذه الأحداث، بل تقف خلفها الأوساط المتورطة في كافة أشكال الفوضى بتركيا، إضافة إلى نظام الأسد الظالم الملطخة يداه بالدماء في سوريا، كما تقف وراء هذه الأحداث وسائل الإعلام الدولية التي باتت معروفة، والكيان الموازي الذي يسعى لاستغلال أي فرصة لخيانة تركيا.”

 

وتابع إردوغان قائلا: “إن البيادق التي نزلت إلى الشوارع، وأسيادها الذين يحركونها، يريدون إرجاع تركيا إلى التسعينات، لذلك يقومون بالحرق، والتدمير.. تركيا لن تعود للتسعينات، وسنحافظ على الأمن في أعلى مستوى، كما سننادي في الوقت نفسه بكل إصرار بالديمقراطية، والحرية، والسلام، والأخوة”.

 

وأضاف “ستتم محاسبة الجبناء ممن يصفون أنفسهم بالسياسيين، ويحرضون الإرهابيين على النزول إلى الشوارع، مثلما ستجري محاسبة هؤلاء الإرهابيين”.

 

الأكراد يحثون التحالف على تكثيف الغارات الجوية في كوباني

من توم بيري وآيلا جين ياكلي

بيروت/مورستبينار (تركيا) (رويترز) – حثت القوات الكردية المدافعة عن كوباني التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على تكثيف الهجمات الجوية على مقاتلي الدولة الإسلامية الذين شددوا قبضتهم على هذه المدينة السورية على الحدود مع تركيا يوم السبت.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -الذي يراقب الحرب الأهلية السورية- ان القوات الكردية تواجه هزيمة حتمية في كوباني إذا لم تفتح تركيا حدودها للسماح بدخول السلاح إلى المدينة وهو ما يبدو حتى الآن أن أنقرة ترفضه.

 

وقد صعد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الضربات الجوية على تنظيم الدولة الإسلامية في كوباني وحولها قبل أربعة أيام. وقالت الجماعة المسلحة الكردية الرئيسية -وهي وحدات حماية الشعب- في بيان إن الغارات الجوية كبدت الدولة الإسلامية خسائر فادحة لكن فعاليتها قلت في اليومين الماضيين.

 

وقال ضابط عسكري كردي تحدث إلى رويترز من كوباني التي يطلق عليها أيضا عين العرب إن تنظيم الدولة الإسلامية جلب مزيدا من الدبابات والمدفعية الثقيلة إلى الخطوط الأمامية وأن المعارك التي تدور من شارع إلى شارع تجعل من الصعب على الطائرات الحربية استهداف مواقع الدولة الإسلامية.

 

وقال عصمت الشيخ رئيس مجلس الدفاع عن كوباني “لدينا مشكلة وهي الحرب التي تدور بين المنازل.”

 

واضاف قوله “الضربات الجوية تفيدنا ولكن الدولة الإسلامية تستقدم دبابات وقطع مدفعية من الشرق. لم نكن نرى معهم دبابات ولكن شهدنا أمس دبابات تي-57.”

 

واستطاع تنظيم الدولة الإسلامية تعزيز مقاتليه أما الأكراد فلم يستطيعوا. فمقاتلو الدولة الإسلامية يحاصرون المدينة من الشرق والجنوب والغرب وهو ما يعني أن طريق الإمداد الممكن الوحيد للأكراد هو الحدود التركية إلى الشمال.

 

ودعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا تركيا يوم الجمعة إلى المساعدة في الحيلولة دون وقوع مذبحة في كوباني وطلب السماح “للمتطوعين” بعبور الحدود حتى يمكنهم تعزيز القوات الكردية التي تدافع عن المدينة التي تقع على مرمى البصر من الأراضي التركية.

 

ولم ترد الحكومة التركية بعد على تصريحات المبعوث ستيفان دي ميستورا الذي قال إنه يخشى وقوع مذبحة في مدينة كوباني على أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية وتكرار مذبحة سربرنيتشا التي قتل فيها الآلاف في البوسنة عام 1995.

 

وكان الزعماء الأكراد في سوريا حثوا أنقرة على إقامة ممر داخل تركيا لتيسير وصول المساعدات والإمدادات العسكرية إلى كوباني.

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الصراع في سوريا من مصادره على الأرض “(الدولة الاسلامية) تحصل على الامدادات والرجال وتركيا تمنع كوباني من الحصول على الذخائر. وحتى مع المقاومة إذا بقيت الأحوال هكذا فإن القوات الكردية ستكون مثل سيارة بلا وقود.”

 

وقال صحفي من رويترز يراقب الجانب التركي من الحدود إن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من كوباني اليوم السبت وكانت أصوات التراشقات بالنيران شبه متواصلة مع احتدام المعارك في فترة بعد الظهر.

 

وقالت مسؤولة عسكرية كردية في مدينة القامشلي السورية -وهي منطقة أخرى تحت سيطرة الأكراد- ان آلاف المقاتلين مستعدون للذهاب إلى كوباني إذا فتحت تركيا ممرا إلى المدينة.

 

غير أن المسؤولة غالية نعمت قالت إن الاحتياج الأساسي للمقاتلين في كوباني هو الحصول على تسليح أفضل. وقالت لرويترز بالهاتف “ما ينقصهم هو الأسلحة المتوسطة المدي.”

 

واضافت قولها “وفقا للأنباء والمعلومات في كوباني لا يوجد نقص في أعداد المقاتلين إنما النقص في الذخائر.”

 

وتتمثل الأهمية الرمزية لفشل الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة في منع اجتياح مقاتلي الدولة الإسلامية لكوباني في أنها قد تكون نكسة مبكرة لحملة القصف الجوية للرئيس باراك أوباما التي مضى عليها ثلاثة أسابيع.

 

وإذا استطاع تنظيم الدولة الإسلامية تحقيق السيطرة الكاملة على المدينة -وهو ما اعترف مسؤولون أمريكيون أنه قد يحدث في الأيام القادمة- فإنه سيكون بمقدوره التفاخر بأنه تصدى للقوة الجوية الأمريكية. ونفذ تحالف تقوده الولايات المتحدة 50 غارة جوية على مواقع المقاتلين المتشددين حول المدينة معظمها في الأيام الأربعة الماضية.

 

وقال مبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا أنه بينما فر معظم سكان كوباني بالفعل لكن مازال هناك ما بين 500 و700 شخص معظمهم من كبار السن في المدينة إضافة إلى ما بين 10 الاف و13 ألف شخص في منطقة قريبة على الحدود بين سوريا وتركيا. وحذر دي ميستورا من أنهم يواجهون مذبحة.

(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

الجيش الأمريكي يقول إنه نفذ غارات جوية علي مواقع الدولة الاسلامية بالعراق وسوريا

واشنطن (رويترز) – قالت القيادة المركزية الأمريكية إن الجيش الأمريكي نفذ ست غارات جوية على مقاتلي الدولة الإسلامية قرب مدينة كوباني المحاصرة يومي الجمعة والسبت.

 

وأضافت القيادة المركزية في بيان إن طائرات أمريكية وهولندية نفذت أيضا ثلاث ضربات جوية على أهداف للدولة الاسلامية في العراق بالقرب من تل عفر وهيت يومي الجمعة والسبت.

 

وتابعت القيادة إن طائرات أمريكية “نفذت عدة عمليات إسقاط إمدادات من الجو لإعادة تزويد قوات الأمن العراقية تلبية لطلب الحكومة العراقية.” واضافت ان إمدادات الغذاء والمياه والذخيرة اسقطت حول بيجي.

 

(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

كوباني في خطر والعالم يتفرج

إعداد: نجوى أبو الحسن

التحالف الدولي يحث أنقره على التدخل في كوباني

تحت عنوان “التحالف الدولي يحث أنقره على التدخل في كوباني” تشير صحيفة “لوفيغارو” تشير إلى تخوف الأمم المتحدة من وقوع مجازر بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على أربعين بالمائة من البلدة السورية. كاتبة المقال “ايزابيل لاسير” تتحدث عن الضغوط الأميركية على أنقره وتذكر بالموقف التركي غير المتحمس للمواجهة مع تنظيم “الدولة الإسلامية” بسبب المعضلة الكردية وأيضا لأن تركيا تخشى استهدافها من قبل التنظيم المتطرف. عدا عن أن أولوياتها تتناقض مع سياسة واشنطن، خاصة أن البيت الأبيض أعاد اتصالاته مع النظام السوري بحسب مصادر متطابقة تقول “لوفيغارو”.

إلا أن موقف أنقره قد ينقلب عليها، يخلص المقال لأن سقوط كوباني يلقي بمصير المنطقة برمتها نحو المجهول ويهدد مسيرة السلام مع حزب العمال الكردستاني.

ألمانيا تخشى تصدير النزاع بين الأكراد والسلفيين إليها

اهتمت صحيفة “لموموند” بموقف ألمانيا من تطورات النزاع في كوباني / عين العرب. مراسل الصحيفة في برلين “فريدريك لوماتر” أشار إلى أن السلطات الألمانية باتت تخشى من تصدير النزاع بين الأكراد وسلفيي تنظيم “الدولة الإسلامية” إليها بعد أن اندلعت مواجهات بين محبذي الفريقين أثناء تظاهرات في هامبورغ ومدن ألمانية أخرى.

ألمانيا تستقبل حوالي مليون كردي على أراضيها. هؤلاء يشكلون أكبر جالية كردية في أوروبا تقول “لوموند”. إضافة إلى ذلك، عداد السلفيين في ألمانيا إلى ازدياد وباتوا يتجاوزون الستة آلاف. برلين تسعى للحد من تحركاتهم لا بل لمنعهم من السفر مخافة انخراطهم في صفوف المجموعات الجهادية المسلحة في سوريا والعراق تقول “لوموند” التي تذكر أن التخطيط لاعتداءات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر انطلق من مدينة هامبورغ الألمانية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى