أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 12 تموز 2014

 

 

المعارضة تضرب وزير الدفاع في عقر داره

لندن، نيويورك – «الحياة»

شنت فصائل المعارضة السورية، أمس، هجوماً على قرية الرهجان التي يتحدر منها وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج بريف محافظة حماة ، وسط أنباء عن تقدم كتائب إسلامية فيها، ما يمكن أن يشكّل ضربة معنوية لنظام الرئيس بشار الأسد إذا ما سقطت قرية «وزير دفاعه» في أيدي الثوار. وقال ناشطون إن الهجوم جاء بعد هجوم انتحاري شنه مواطن كويتي من «جبهة النصرة» بعربة مفخخة على موقع للقوات الحكومية.

وأكد ناشطون أن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) تلقى مبايعات من جماعات إسلامية كانت معارضة له في محافظة دير الزور، التي غيّر تنظيم «الخليفة أبو بكر البغدادي» اسمها إلى «ولاية الخير». وشملت المبايعات الجديدة جماعات محلية كانت تنتمي إلى «جبهة النصرة» و «أحرار الشام»، وكلاهما خاض معارك لطرد «داعش» من مناطق نفوذه.

 

لكن قيادة «النصرة» بدت متمسكة في المقابل برفضها ولاية البغدادي عليها، على رغم هزيمتها على أيدي مقاتليه في دير الزور، ونُقل عن عضو في مجلس شورى «النصرة» في مدينة حلب، أن أميرها «أبو محمد الجولاني» أعلن مبايعته زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري ولا خطط للعدول عن ذلك على رغم التوسع الكبير لتنظيم البغدادي وإعلانه «الخلافة» على أجزاء من العراق وسورية. (للمزيد)

 

وكان لافتاً خروج حركة «طالبان» الأفغانية عن صمتها إزاء أحداث سورية، على رغم عدم اتخاذها موقفاً واضحاً من شرعية «خلافة البغدادي». وقالت «طالبان» في رسالة بالعربية نشرتها على موقعها على الإنترنت وأوردتها وكالة «رويترز»: «حري بأن يتشكل مجلس شورى من قادة جميع الفصائل الجهادية وأهل الخبرة والعلماء الأفاضل في الشام كي يتمكنوا من حل نزاعاتهم في ضوء الآراء والمشورات المشتركة». وأضافت: «على المسلمين أيضاً أن يجتنبوا الغلو في الدين والحكم على الآخرين من دون بيّنة».

 

وامتنع متحدثان باسم «طالبان» في كل من باكستان وأفغانستان عن التعليق على «دولة الخلافة» و «الخليفة البغدادي»، لكن قادة في «طالبان» قالوا في أحاديث خاصة إنهم لا يريدون إثارة غضب «القاعدة»، التي يعتبرونها حليفاً قديماً. وأيّدت قيادة «القاعدة» بزعامة الظواهري «جبهة النصرة» في سورية وطالبت البغدادي بالانسحاب إلى العراق، وهو أمر رفضته «الدولة الإسلامية». ولم يعلن الظواهري حتى اليوم موقفاً من «دولة الخلافة» التي يقودها البغدادي في أجزاء من العراق وسورية.

 

وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن جماعتين متشددتين في باكستان لم تكونا معروفتين من قبل، وجهتا رسالتين تبايعان فيهما «الدولة الإسلامية» التي ظهرت شعارات تؤيدها على جدران منطقة القبائل.

 

هل يعلن الجولاني «إمارة» في الشمال السوري؟

تزايد حركة «الهجرة» بعد إعلان «الخلافة»

عبد الله سليمان علي

تستمر «جبهة النصرة» في محاولة لملمة ذيول الهزيمة التي تعرضت لها في المنطقة الشرقية على يد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، وما استتبع هذه الهزيمة من فرار قادتها وسقوطها في مستنقع التشتت والتشرذم، الأمر الذي دفع في ما يبدو القيادة العامة لتنظيم «القاعدة» إلى مد يد العون إلى فرعها في الشام، في الوقت الذي يلاحظ فيه أن حركة قدوم «المقاتلين الأجانب» إلى سوريا قد تسارعت وتيرتها منذ إعلان ما سمي «دولة الخلافة الإسلامية».

وثمة تحركات غريبة تجري في حلب وإدلب على صعيد تنقلات مقاتلي «جبهة النصرة»، وانسحابهم من بعض الأماكن والاحتشاد في أماكن أخرى.

وبينما ساد الاعتقاد أن هذه التنقلات تعود إلى سعي «النصرة» لإعادة لم شمل عناصرها، وتعزيز أماكن تواجدها في مناطق محددة تكون قريبة من الحدود التركية، بدل الانتشار على مساحات واسعة، مع ما يعنيه ذلك من زيادة ضعفها، فإنّ مصادر إعلامية مقربة من «داعش» لم تخف اعتقادها أن زعيم «النصرة» أبا محمد الجولاني ربما يخطط من وراء حشد عناصره قرب الحدود لإعلان «إمارة» خاصة به في شمال حلب، يكون مركزها مدينة إعزاز.

وفي ظل عدم إمكانية التأكد من صحة هذه المخططات لإقامة «إمارة»، بدا لافتاً أن يصدر بيان عن «جيش محمد في بلاد الشام» بقيادة أبي عبيدة المصري، وهو حليف لـ «جبهة النصرة» بل سرت أنباء في وقت سابق عن مبايعته لها، يعلن فيه عن نيته البدء في تطبيق الشريعة الإسلامية و«إقامة الحدود» في كافة المناطق المسيطر عليها، معتبراً ذلك خبراً «كفجر الدجى، إذ انبثق من مدلهمات الأمور وسط عظائم الشرور».

يذكر أن أدبيات «جبهة النصرة» تنطلق من أنه لا يجوز إقامة الحدود أوقات الحرب، ما يطرح تساؤلات بشأن هذا التغيير المفاجئ على قناعة أحد أبرز التشكيلات المتحالف معها. والجدير بالذكر أن «جيش محمد» يسيطر على أجزاء من مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا، والتي ذكرت مصادر «داعش» أن «جبهة النصرة» تخطط لجعلها «عاصمة إمارتها» التي تنوي إعلانها.

من جهة ثانية، نفت مصادر إعلامية، مقربة من حركة «طالبان» افغانستان أن يكون الملا عمر قد أرسل إلى الجولاني مفوضاً إياه بإنشاء «إمارة» في الشام. والجدير بالذكر أن الجولاني يعتبر تابعاً للملا عمر لأن تنظيم «القاعدة» يعتبر «أمير» فرعه في الشام مبايعا لـ«إمارة أفغانستان» ويعمل بإشرافها وتوجيهها. وهو ما زاد الشكوك حول صحة الأنباء التي تحدثت عن نية الجولاني إنشاء «إمارة»، لكن يبدو أن خطوته لم تحظ بموافقة «أمرائه» المباشرين كأيمن الظواهري والملا عمر.

من جهة أخرى، يبدو أن الوضع الحرج الذي تمر به «جبهة النصرة» بعد هزيمتها في دير الزور، دفع بالقيادة العامة لتنظيم «القاعدة» إلى إرسال بعض الكوادر للمساهمة في إعادة هيكلة الجسد العسكري و«الشرعي» لكيانها المتهالك، ومحاولة إنقاذها من حالة التشرذم والتشتت التي غلبت عليها، بعد تضارب الأنباء عن مصير كبار «أمرائها» وقادتها.

وقد يكون وصول الشيخ السعودي ماجد الراشد (أبو سياف) إلى سوريا، يأتي ضمن هذا السياق، لما يعرف عن هذا الشيخ من صلات قوية بتنظيم «القاعدة»، حيث قاتل معه في عهد عبدالله عزام وأسامة بن لادن قبل أن يعتقل في الرياض لمدة 17 عاماً. كما يعرف عن الشيخ عداوته الكبيرة لـ«داعش»، وربما هذه هي الميزة الأهم التي دفعت لإرساله في هذه الظروف.

وفور وصوله كتب الراشد، على حسابه في «تويتر»، «هنا أرض الشام. هنا أرض الملحمة. هنا الأرض المباركة فسطاط المسلمين»، معتذراً من أهله وأبنائه لأنه لم يستطع إخبارهم بذهابه «لأسباب أمنية» واعداً متابعيه أنه سيبدأ التغريد بعد العيد.

ولا تقتصر «الهجرة» إلى أرض الشام على مقاتلي «النصرة»، أو الكوادر التي ترسلها القيادة العامة لـ«القاعدة» لمساندتها، إذ يمكن القول أن حركة «الهجرة» شهدت تسارعاً ملحوظاً منذ الإعلان عن «دولة الخلافة» في الأول من رمضان، أو هذا على الأقل ما يمكن استنتاجه من الصفحات الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي المقربة من الفصائل «الجهادية»، والتي تتحدث بشكل شبه يومي عن وصول أعداد من «المقاتلين الأجانب».

ونشرت صفحة مقربة من «داعش» صوراً لاحتفال قالت أنه جرى لمناسبة استقبال 70 «مهاجراً» وصلوا أمس إلى سوريا، بينما كانت مصادر مقربة من «الدولة الإسلامية» قد سربت أن أعداد من وصلوا إلى «دولة الخلافة»، منذ الإعلان عنها، بلغ حوالي 370 «مهاجراً».

وكان الشيخ السعودي عبيد الشمري وصل إلى سوريا قبل أيام فقط من إعلان «الخلافة»، علماً أنه كان ملاحقاً من أجهزة المباحث في بلاده. وما له دلالته في هذا السياق أن الإعلام «الجهادي» التابع لـ«داعش» أطلق عصر أمس حملة أسماها «جمعة الهجرة إلى دولة الخلافة»، الأمر الذي يشير إلى أننا قد نشهد وصول المزيد من قوافل المقاتلين الأجانب إلى سوريا في الأشهر المقبلة.

 

مبادرة أوباما لتدريب المعارضة ليست متأخرة .. ستطفئ النار أم تزيدها إشتعالا؟!… سؤال مفتوح

إعداد إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي» كتب المعلق المعروف فريد زكريا في صحيفة «واشنطن بوست» عن قرار إدارة الرئيس باراك اوباما الذي طلب فيه من الكونغرس تمرير ميزانية بقيمة 500 مليون دولار أمريكي لتدريب وتمويل المعارضة السورية.

وهو القرار الذي حظي بدعم نواب الحزبين في واشنطن. مشيرا إلى أن الطرفين مجمعان على أن القرار لو اتخذ قبل عامين لتحسن الوضع على الأرض ولما تحول إلى حرب أهلية طائفية. ويعارض زكريا هذا الإعتقاد، فالإدارة رضخت لهذا المبدأ لانها تريد الظهور بمظهر من «يقوم بعمل شيء» ما ولمواجهة الوضع بدون أن يكون لديها فكرة إن كانت هذه الجهود ستترك أثرها على الواقع أو ستؤدي لتدهور الأوضاع.

ويعترف الكاتب بالمهمة الصعبة التي تواجه إدارة أوباما في ظل غياب المعارضة المعتدلة وتشتت قوى الجماعات المسلحة على أكثر من ألف فصيل.

وتأتي جهود الولايات المتحدة متأخرة بعد فشل الجهود التركية لبناء معارضة معتدلة. ويواجـــه زكريا أقوال من قال إن الثورة السورية اختطفها الإسلاميون، مشيرا لخطل هذا الفهم.

 

اختطفوا الثورة

 

ومن هنا يشير لما قاله ليندزي غراهام (جمهوري- جنوب كاليفورنيا) «بدأ الشعب السوري هذه الثورة من خلال التظاهرات السلمية»، وغراهام واحد من النواب الذين يرون أن الثورة السورية تحولت إلى طائفية بسبب موقف واشنطن السلبي.

ووضح غراهام «هؤلاء الإسلاميون يقومون بخطف الثورة». ويضيف زكريا أن الإسلاميين موجودون منذ البداية ويشكلون عصب المعارضة لنظام والد بشار، حافظ الأسد منذ البداية، وقبل ذلك بعقود. فقد وصل حافظ الأسد للسلطة في عام 1970 وكان أول علوي يحكم البلاد. وبنهاية السبعينات من القرن الماضي الفترة ما بين 1979 -1981واجه ثورة إسلامية مسلحة انتشرت في معظم مدن البلاد، وقتل فيها أكثر من 300 من مؤيدي النظام، وفي مدينة حلب وحدها.

وفي المقابل أصدر الأسد أوامره بقتل ألفي معارض إسلامي. وقد أشار الباحث والمؤرخ يوجين روغان في كتابه «العرب: تاريخ» قصة قائد علوي في تلك الفترة، واسمه عيسى إبراهيم فياض والذي كانت أولى مهامه التي كلف فيها الذهاب لسجن تدمر ويقول «فتحوا أبواب الزنازين وقتلوا من كانوا فيها، ربما كان فيها ما بين 60-70 شخصا، وقد أكون قتلت 15 شخصا…

وكان مجموع ما قتل من أؤلئك أولاد الحرام الإخوان المسلمين 550 فردا». ويضيف الكاتب إن حملة الإرهاب الإسلامي انتشرت ووصلت حتى لدمشق، حيث انفجرت سيارة في تشرين الثاني (نوفمبر) 1981 في مركز المدينة ما أدى لمقتل 200 شخصا وجرح 500 آخرين. ومن ثم جاء عام 1982 والإنتفاضة وبعدها المذبحة البشعة في مدينة حماة التي قتل فيها ما بين 10.000 و 20.000 حيث ذبحتهم قوات الحكومة.

ومنذ ذلك الوقت حضر النظام نفسه ونظم قواته للقتال ضد الإسلاميين وهؤلاء بدورهم كانوا ينتظرون الفرصة ويحضرون لشن حرب ضد النظام. ويشير الكاتب لتاريخ سوريا الحديث، فهي بلد لم يحظ بالإستقرار منذ ولادته، فبين استقلالها عام 1946 وانقلاب الأسد شهدت البلاد 10 انقلابات عسكرية.

وبنهاية عقد السبعينيات كانت سوريا مقسمة لمعسكرين، الأول يعرف نفسه من خلال فكر الإسلاميين والثاني من خلال الطائفة. ولا ينسى الكاتب الإشارة لدور الدول الإقليمية مثل السعودية وإيران والعراق التي قامت بتمويل وتسليح وتدريب الميليشيات كل في معسكره.

ومن هنا ففي عام 2011 انفجر التوتر الذي يغلي منذ زمن طويل. وبحسب جيمس كلابر، مدير الإستخبارات القومية فهناك اليوم حوالي 1500 فصيل مسلح في سوريا بالإضافة لـ 7500 مقاتل أجنبي جاءوا من الدول الجارة، ومن أقوى هذه الجماعات هما أحرار الشام وجبهة النصرة لأهل الشام.

 

معارضة معتدلة

 

ويذكر الكاتب بالجهود التي قامت بها تركيا لتشكيل معارضة معتدلة، وقد التقى الكاتب ببعضهم في اسطنبول.

ورغم أنهم ديمقراطيون وليبراليون إلأ أنهم منفصلون عن الواقع ولا صلات لهم في داخل سوريا ولا تأثير لهم على الجماعات المقاتلة هناك. ومن هنا فقد فشلت جهود تركيا كما حصل مع الدول الأخرى. وهنا فمهمة إدارة أوباما هي البحث في هذا الشتات واختيار المعتدلين منهم.

ويرى الكاتب إن موقف الإدارة المعقد يظهر من تعاملها مع الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) فعندما يقاتل هذا التنظيم قوات المالكي يتحول لعدو لدود ويجب سحقه.

ولكن عندما يعبر الحدود التي لم تعد موجودة بين العراق وسوريا ويواجه الأسد فإنه منسجم مع سياسة البيت الأبيض الداعي لتغيير النظام في دمشق، مما يؤشر لعدم انسجام في السياسة الخارجية الأمريكية.

ويخلص الكاتب للقول إن دعما متواضعا للمعارضة السورية لو حدث لن يكون كافيا لتغيير مسار الأحداث في سوريا، وسواء اعتقد البعض أن هذا الدعم الجديد سيتوصل لتحديد ديمقراطيين ومعتدلين باستطاعتهم هزيمة الأسد أو أدى هذا التدخل لصب الزيت على النار، فهو سؤال مفتوح.

أوهام العراق

 

وتؤشر كلمة زكريا لمشكلة فهم وعدم انسجام رافق السياسة الأمريكية في سوريا وبدأت تواجهها في العراق خاصة أن تنظيم داعش حقق انتصارات ساحقة على القوات الحكومية وسيطر على مدن ومناطق في شمال وغرب العراق.

ومثلما كشف زكريا عن تعقيد الأزمة السورية وأنها لم تكن في الحقيقة اختطافا للثورة من الإسلاميين بقدر ما كانوا هم جزءا حاسما فيها وينتظرون الفرصة لتصفية الحسابات التاريخية، نجد نفس الوهم فيما يتعلق بالازمة الحالية فالصورة عن تصدر داعش للمشهد مضللة كما ترى رئيسة وقفية كارنيجي للسلام العالمي في مقالة نشرها موقع «نيويورك ريفيو أوف بوكس» ستنشر في النسخة المطبوعة لاحقا. وقالت فيه إن الحديث عن تقدم داعش ووصوله حتى ضواحي العاصمة بغداد، ويجري الحديث أيضا عن بلد يعاني من النزاع الطائفي وأنه على حافة التقسيم وأن الولايات المتحدة تركت العراق سريعا، وما إلى ذلك.

وكل ما يقال حسب ماثيوز مضلل لأن داعش هو واحد من الجماعات السنية التي تخوض معارك فإلى جانبه هناك فصائل التمرد السني التي خرجت ضد رئيس الوزراء نوري المالكي، ومنها أنصار الإسلام، ومجلس العشائر العسكري الذي يتكون من 80 قبيلة، وجيش رجال الطريقة النقشبندية، وهي جماعة تقول إن في صفوفها مقاتلون عرب وأكراد وعدد من البعثيين الذين كانوا موالين للرئيس السابق صدام حسين.

وترى أن النقطة المهمة أن الجماعات التي أثبتت قوة وحضورا في الأسابيع الماضية فصائل تعارض بل وتختلف مع داعش بشكل جذري. صحيح أنهم متحدون اليوم ولكن ليس غدا. وما يساعد على الحفاظ على وحدتها هو الهدف أي حكومة المالكي وكذا قتالها في مناطق أظهر السكان المحليون تعاطفا معهم، وسيكون الأمر مختلفا عندما يواجهون عدوا قويا مثل قوات البيشمركة أو الميليشيات الشيعية.

 

ليست عن الدين

 

وترى أن القصة التي بدت وكأنها عن الدين والتطورات العسكرية هي بالضرورة أمر آخر متعلق بالحصول على خدمات الدولة وحصة من عوائد الدولة، ودور في صناعة القرار وتحقيق العدل الإجتماعي.

وترفض الكاتبة التوصيف الطائفي للنزاع القائم باعتباره صراعا بين السنة والشيعة، هذا صحيح من ناحية طرفي النزاع لكنه ليس صراعا عقديا متجذرا في القرن السابع الميلادي.

وترى أن سكان الفلوجة والموصل وتكريت رحبوا بداعش وحلفائه ليس بسبب تصرفات داعش المقززة ولكن لأنهم يخشون مما ستفعله الحكومة ضدهم، فقد عانوا بما فيه الكفاية من سنوات التهميش والحرمان، وتعرضوا لاضطهاد شرير وغياب القانون وفساد مستشر في الحكومة التي يقودها الشيعة.

وتعود الكاتبة للوضع الذي كان فيه الأمريكيون لا يزالون في العراق وقرار جورج بوش الدفع بقوات جديدة للعراق بناء على فرضية فرض الأمن لفتح المجال أمام تحقيق المصالحة التي لم تحدث. فلم يتم تطبيق المعايير السياسية الـ 18 التي حددتها الولايات المتحدة في ذلك الوقت ولا اليوم، وتضم هذه قوانين حول توزيع الثروة النفطية وإلغاء قانون اجتثاث البعث. وعندما تتمزق حكومة خاصة شمولية يتلوها صراع على السلطة يملأ الفراغ، وفي العراق فالصراع مستمر وكان دائما في داخل الجماعات الطائفية مثلما هو بينها.

وعن ما لو بقي الأمريكيون في العراق مدة أطول، فربما ساد سلام غير حقيقي بين الأطراف المتنازعة على السلطة، ومن المؤكد في الوقت نفسه أن العراق أو جيرانه لن يتسامحوا مع بقاء الأمريكيين في البلد لعقد أو عقدين.

وفي السياق نفسه ترى ان بناء الجيش العراقي الذي أنفقت الولايات المتحدة المليارات عليه هو جزء من بناء أجهزة الدولة ويحتاج لوقت. وحتى لو ظل الأمريكيون لعام أو عامين لما غيروا من واقع ما حدث الشهر الماضي، خاصة أن الجيش لا يقاتل من أجل حكومة لا تحترمه. وكان الأدميرال مايكل مولين، قد أخبر الكونغرس عام 2007 قبل تعيينه بفترة أن العراق بحاجة للمصالحة ولن يؤدي وجود قوات مهما كان عددها والمدة التي قضتها لإحداث تغيير.

وتتحدث الكاتبة عما فعله المالكي منذ وصوله السلطة قبل ثمانية أعوام من سياسات تهميش وتعذيب واضطهاد ضد السنة، وهي السياسات التي بررها من خلال الحرب على الإرهاب مع أنه فشل في تصنيف العنف الشيعي وعمليات القتل التي ارتكبتها عصائب الحق في البصرة على أنها إرهاب.

وتشير إلى أن المالكي وضع نفسه في مركز مؤسسات الدولة وميزانياتها وأصدر قرارات تعيين باعتبار قيمة الولاء لا الكفاءة. ورغم كل هذا فقد حظي بدعم الولايات المتحدة مرتين مع أن الأخيرة فشلت في تغيير تصرفه.

وفي ضوء الأزمة الحالية تقول إن الحل يجب أن يكون سياسيا وعلى الولايات المتحدة الدفع باتجاه حكومة جديدة ورئيس وزراء جديد يستجيب لمطالب السنة والأكراد، صحيح أن المالكي فاز في الإنتخابات لكن كتلته لا تسيطر إلا على ربع البرلمان ولا يعد هذا تفويضا. وتدعو الكاتبة أيضا لجهود دولية ومحلية لأن الوضع لا يمكن حله محليا، وهذا يعني إشراك كل الأطراف التي لها مصلحة في بقاء العراق، ويشمل هذا إيران والسعودية وتركيا وسوريا وغيرها. وأخيرا هناك حاجة لأن تعيد الولايات المتحدة النظر في رؤيتها عن حكومة مركزية لإدارة البلد والتحول نحو حكم فدرالي مناسب.

 

تجريد كتيبة كاملة من سلاحها في درعا بسب تجاوزات في خطوة هي الأولى من نوعها

مهند الحوراني:

درعا ـ «القدس العربي» أعلنت اللجنة الشرعية الموحدة في مدينة بصرى الشام عن حل كتيبة حافظ المقداد ومنع عناصرها من التشكيل من جديد تحت أي مسمى، و ينضوي باللجنة الموحدة الألوية الاساسية العاملة في بصرى الشام وهم لواء شباب السنة، ولواء تحرير بصرى، ولواء بصرى الشام.

وجاء في نص بيان اللجنة الموحدة «حل كتيبة الشهيد حافظ مقداد بالكامل ممثلة بقائد الكتيبة بلال عبد الرحيم المقداد وعناصرها البالغ عددهم خمس وعشرون عنصر، ومنعها من التشكل من جديد تحت أي اسم أو مسمى كان للعمل على أرض بصرى الشام، ولا يـحـق لأي فصـيل مسلـح عـامـل علـى أرض مــدينـة بصـرى الشـام تسـليح أي عنصر من عناصر الكتيبة المذكورة إلا بموافقة جميع الألوية والفصائل العاملة على أرض مدينة القرآن الكريم مجتمعة»، في حين شدد البيان على إبعاد جميع عناصر الكتيبة خارج حدود بصرى وإلزام الجميع بتسليم كامل السلاح والذخيرة الذي بحوزتهم، والذي تعود ملكيته لملاك الكتيبة وفي حال رفض أحد عناصر الكتيبة عن تسليم السلاح يحق للجنة الأمنية المتوافق عليها من قبل الألوية الثلاث اعتقال العنصر وإلزامه بتسليم السلاح.

وأشار البيان أن كل ما تم وضع اليد عليه من مسروقات أثناء مداهمة مقر الكتيبة يعتبر ملكا خاصا يلزم بإعادته إلى صاحبه ومالكه إن علم، والذي لم تثبت ملكيته يتم تسليمه إلى اللجنة الإغاثية المتوافق عليها من قبل أهل مدينة بصرى الشام، كما يمكن استخدام مقرات الكتيبة من قبل الألوية العاملة في بصرى كونهم أحق الناس بالانتفاع منها حسب وصف البيان.

وقال مع الناشط عبادة العيسى عن كتيبة حافظ المقداد قال «كتيبة حافظ كانت أول كتيـــبة تتشــــكل في بصرى من قرابة السنتين وهي من أوائل الكتائب بالمنطقة الشرقية في ريف درعا، وفي أول الأمر كان لها عمليات كثــيرة وشاركت في معظم المعارك، ولكنها بعد فترة انحرفت عن مسارها حيث قام عناصر الكتيبة بوضع حواجز وأرغموا الناس على دفع أتاوة، فضلاً عن اعتقال من يحلو لهم، ناهيك عن أعمال السرقة والنهب التي قاموا بها من أثاث ومحتويات لبيوت المدنيين وجدت في مقراتهم بعد اقتحامها من قبل عناصر مشتركة من لواء تحرير بصرى ولواء بصرى.

ما تحدث به عبادة كان مطابقاً أيضا لبيان اللجنة الموحدة الذي اثبت فيه على عناصر الكتيبة تورطهم بأعمال سرقة ونهب، و وضع حواجز لمضايقة المدنيين وحالات خطف وتعاطي للحشيش والمخدرات. يأتي هذا التطور في خطوات وصفها الناشطون في درعا بالنهج الإصلاحي لكتائب المعارضة المسلحة، بعد كثرة تجاوزات الكتيبة المذكورة .

وتأتي أهمية المحاسبة بهذا الوقت تحديداً على انها تجربة في المحاسبة ، تختلف عن طريقة جبهة النصرة التي لم يعجب مسلحي المعارضة، كما حصل في اعتقال قائد المجلس العسكري العقيد احمد النعمة، و قضية إعدام قائد كتيبة شهداء كحيل المدعو بشيخ كحيل.

 

تحرّك أممي لإغاثة 4 ملايين سوري

بدأ المجتمع الدولي تحرّكاً متأخراً، بعد الكشف عن تصويت قريب في مجلس الأمن سيُتيح وصول المساعدات الى أكثر من 4 ملايين سوري، في “مناطق يُصعب الوصول إليها”، حسب تقديرات الأمم المتحدة. ويجري العمل في الوقت الحالي، على تأمين آلية رصد بإشراف الأمين العام للأمم المتحدة، بغية تكريس الطابع الانساني للمساعدات.

 

وعلم “العربي الجديد” أنه سيتمّ التوافق على إدخال المساعدات عبر الحدود، وهي الطريقة التي تبقى الأكثر فعالية في الوصول إلى قسم كبير من السوريين.

 

وأدت القيود الإضافية للحصول على تصريح، والعقبات البيروقراطية من قبل النظام السوري، إلى تقويض فرص الوصول إلى مَن هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة. علماً أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دعا مراراً وتكراراً في مجلس الأمن، الى التحرّك لـ”احترام الواجب الإنساني في إنقاذ الأرواح وتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة”.

 

وشهدت أروقة الأمم المتحدة، تعاوناً بين بريطانيا واستراليا، ولوكسمبورغ، والأردن، لصياغة قرار جديد، يركّز على “تقديم الدعم الكامل للجهات الإنسانية العاملة على الأرض، لإيصال المساعدات إلى جميع السوريين عبر الحدود ودون موافقة النظام”، أي ألّا يملك النظام قرار الموافقة على الأشياء المرسلة أو على المناطق المُرسل إليها.

 

ويعمل صنّاع القرار على تطبيق آلية رصد متطورة، بإشراف الأمين العام للأمم المتحدة، بغية التأكيد على الطابع الإنساني لهذه الشحنات الإغاثية. ويعمل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة على وضع التفاصيل الدقيقة لآلية الرصد المذكورة.

 

ويُرجّح اعتماد القرار، كون المسألة إنسانية فقط، وليس هناك أي مبرر لأية دولة يحول دون تمرير قرار صُمِّم للسماح للمدنيين بالوصول إلى الغذاء والمياه والمساعدة الطبية.

 

«النصرة» لم تمت بعد: الجولاني يعلن «إمارة الشام»

اتضح أمس أن جهوداً كبيرة يبذلها زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، وبعون مباشر وأساسي من الشيخ السعودي عبدالله المحيسني، في مسعى لإعادة تنظيم صفوف جبهته. وكشف تسجيل صوتي مسرّب عن مخطط تعتزم «النصرة» من خلاله إقامة «إمارة الشام الإسلامية»، قبل أن يتم حذف التسجيل الذي يفتح مضمونه الباب أمام فصول جديدة من «الحرب الأهلية الجهادية»، تبدو الفصول السابقة أمامها مجرّد نزهة

صهيب عنجريني

 

دقيقة واثنتان وعشرون ثانية هي كلّ ما تبقى من إعلان قيام «إمارة الشام» على لسان زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، أمس. التسجيل الصوتي المسرّب الذي أعلن «الإمارة» تمّ حذفه عن المواقع التي نشرته كاملاً، وسارعت مصادر «النصرة» إلى تأكيد أن «أي تصريح صوتي أو كتابي لا يصدر عن مؤسّسة المنارة البيضاء أو أي جهة رسمية غير قابل للتصديق».

 

صفحات «الجهاديين» على مواقع التواصل الاجتماعي كانت قد شهدت جدلاً واسعاً بشأن صحة الأنباء التي تحدثت عن أن «الملا عمر (زعيم حركة طالبان) قد أعطى الضوء الأخضر لممثل جبهة النصرة لإعلان إمارة إسلامية تابعة له في الشام»، الأمر الذي نفته صفحات موالية لـ«طالبان»، قبل أن يُنشر التسجيل المنسوب إلى الجولاني في وقت متأخر من ليل أمس.

ويسارع مؤيّدو «النصرة» إلى الاحتفاء بالتسجيل وبـ«الإمارة» العتيدة. وقالت صفحات «جهادية» موالية لـ«النصرة» إنّ «إعلان الإمارة تم بالاتفاق مع أكبر الفصائل الإسلامية، كجيش المهاجرين والأنصار، والكتيبة الخضراء، وجند الأقصى، وجيش محمد، وأنصار الخلافة». كلام الجولاني جاء، كما يتضح من خلال التسجيل، وسط حشد من مؤيديه، قاطعوه مراراً بالتكبير والتهليل والهتاف: «كلنا قاعدة… كلنا أسامة… كلنا ظواهري… كلنا جولاني».

وسبقه في الحديث صوت أبو فراس الشامي الذي قال مخاطباً الحشد «بلا إطالة ومقدمات وتعريف، الكلمة الآن لشيخنا وأميرنا الفاتح أبو محمد الجولاني». وقال الجولاني مخاطباً الحشد إنه «قد آن الأوان أيها الأحبة لتقطفوا هذه الثمار. لقد جئتكم ببشرى والله. بملف نقيمُ به شرع الله عزّ وجلّ في هذه الأرض».

وأضاف: «قد آن الأوان أيها الأحبة لأن نقيم إمارة إسلامية على أرض الشام. نطبّق حدود الله عز وجل، ونطبّق شرعه بكل ما تقتضيه الكلمة من معنى. دون تهاون أو استهانة أو مواربة أو مداراة. (…) تحفظ حقوق المسلمين وتصون حرماتهم.

 

الجولاني: الخلافة المعلنة ساقطة ولو أعلنوها ألف مرة

 

تجبي الزكاة، وتقيم الحدود…». وخاطب الجولاني «جنود النصرة» بالقول: «أنتم أصحاب المشروع، فلا يزايدن عليكم أحد. (…) بيدكم هذا المفتاح (الإمارة) لا ينازعكم أحد غيركم لا في الشام ولا في خارجها». ونالت قضية «الخلافة» حيّزاً من الكلمة، فقال «هذا الخليفة (أبو بكر البغدادي) باطل، حتى لو قام بإعلان الخلافة ألف مرة، لا يجب على أي أحد أن ينخدع بهذا الأمر».

وأضاف: «خلافة تقام على هدم مشروع جهادي تحلم فيه الأمة منذ 1400 عام، خلافة تقوم على من أعان النظام في قتالكم، هي خلافة ساقطة ولو أعلنوها ألف مرة». كذلك أكد زعيم «النصرة» أنّ «الجبهة تملك قوة هائلة، قَلّ من يستطيع منافستها في أرض الشام»، متابعاً: «هذه الأمة سيكون لها خطوط تماس مع كل من يتربصون بالأمة شراً، من النظام والغلاة والمفسدين. (…) بعد اليوم لن يكون هناك انسحاب من أي منطقة مهما كان السبب. لن نرحم من يقف في وجه مشروع الإمارة كائناً من كان…». وبدا الجولاني معنياً بشرح «استراتيجيات الإمارة» للحشد، فأوضح أنه «في غضون أسبوع سيكون هناك محاكم شرعية في المناطق المحررة. (…) سيكون هناك جيش وإمارة. سيتم تقسيم الجيوش إلى كتائب وسرايا. سيكون هناك جيش في حلب، وجيش في إدلب. (…) إخوانكم في درعا سيلتحقون بكم. والأمر كذلك في الغوطة المحاصرة. سنضع استراتيجية لجمع هذه الإمارات في إمارة واحدة».

وأضاف مؤكداً أنه «بعد ذلك سيكون جيش عرمرم، يضرب اليهود ويتحدى الكل». وكشف عن أن الجيش سيقوده أبو قتادة الألباني، ويبدو أن الألباني كان حاضراً في المحفل، حيث خرجت أصوات الحضور تنادي: «بعدو بعدو بدنا نشوف الشيخ». قبل أن يقول الجولاني: «عليكم بالسمع والطاعة لهذا الشيخ، وأي جندي يعصيه فسوف يحاسب، مني أنا الى أصغر جندي». ثم يختتم ممهداً لكلمة يلقيها المحيسني. مصدر «جهادي» من «مبايعي النصرة» في حلب أكّد لـ«الأخبار» أنّ «الكلمة قد ألقاها الشيخ الجولاني بالفعل، ولكن ليس بهدف إعلان الإمارة على الملأ كما حاول الدواعش أن يروّجوا». وأوضح المصدر أن «الكلمة أُلقيت في ريف حلب، خلال مبايعة كتيبة صقور العز للشيخ الجولاني، وبحضور الشيخ المحيسني، وعدد من أبرز قادة الجهاد المبارك».

ويبدو أنّ أحد الحاضرين قد قام بتسجيل المجريات، قبل أن يُسرّب التسجيل لاحقاً. المصدر أكّد أنّ «البشريات ستتوالى في الأيام القادمة، وستسمعون عن بيعات وبيعات تُعيد نظمَ ما انفرط، وتعقد لواء النصر بيد الشيخ الفاتح، إن شاء الله».

 

نزوح سكاني إلى مدن الساحل السوري بسبب الوضع الأمني

مقتل 20 عنصرا من «داعش» في ريف دمشق

بيروت: «الشرق الأوسط»

سيطر مقاتلون إسلاميون أمس على قرية الرهجان بريف حماة، والتي يتحدر منها وزير الدفاع السوري فهد الفريج، في وقت وسّع فيه تنظيم «الدولة الإسلامية» نفوذه بريف حلب الشمالي، إثر سيطرته على قرية غيطون، التي كانت تخضع لسلطة المعارضة، تزامناً مع إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن «عدد سكان المناطق الساحلية المستقرة في سوريا، ارتفع بنسبة 50 في المائة مع تزايد أعداد النازحين الذين فروا من أعمال العنف المستمرة في بقية المحافظات السورية».

 

وحذر المهندس المائي في الصليب الأحمر الدولي باتريك لويزييه من أن «موجة النزوح تؤدي إلى صعوبات لدى النازحين والمجتمعات المضيفة على السواء»، لافتاً إلى استنفاد «الموارد المحلية إلى أقصى درجة والسلطات تكافح لمواكبة التدفقات الأخيرة من الأسر التي فرت من حلب (شمال) والمناطق الأخرى المتضررة مباشرة من جراء أعمال العنف».

 

وانتقل إلى اللاذقية وطرطوس منذ بداية النزاع منتصف 2011، «نحو مليون شخص، مما أدى إلى تضخم عدد السكان المحليين بنسبة 50 في المائة»، بحسب بيان صدر عن اللجنة أمس.

 

وأكد لويزييه الذي يعمل في طرطوس أن «عائلات كثيرة تصل إلى هنا ومعها أشياء زهيدة للغاية، وتتسم ظروف المعيشة في معظم الملاجئ بصعوبة بالغة»، مشيرا إلى أن «الأولوية حاليا للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري هي تحسين فرص مجتمعات النازحين في الحصول على المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية».

 

وفي حين تقيم غالبية هؤلاء النازحين في ملاجئ مؤقتة أو مخيمات عشوائية، تسعى اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى «توزيع المواد الغذائية والحاجات الأساسية للنازحين بالتعاون مع الهلال الأحمر، إذ قدمت مساعدات إلى نحو 160 ألف نازح في طرطوس واللاذقية في يونيو (حزيران)، بحسب البيان الصادر عنها أمس.

 

وتقع المحافظتان على الساحل السوري، وتعتبران معقلا أساسيا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وبقيت المحافظتان بمنأى عن أعمال العنف الدائرة في البلاد منذ اندلاع النزاع قبل ثلاثة أعوام، باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي للاذقية.

 

ميدانياً، سيطر مقاتلون إسلاميون على قرية الرهجان بريف حماة الشرقي، إثر اقتحامها بعد تفجير سيارة مفخخة على حاجز للقوات النظامية عند مدخل القرية التي يتحدر منها وزير الدفاع السوري فهد الفريج. ونقل مكتب «أخبار سوريا» عن الناشط الإعلامي المعارض عبد الله الحموي، تأكيده أن «مقاتلي جبهة النصرة والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام تمكنوا من اقتحام القرية بعد تنفيذ عنصر تابع للجبهة عملية انتحارية فجّر من خلالها سيارةً داخل حاجز للجيش النظامي عند مدخل القرية، أسفرت عن سقوط عشرات الجنود النظاميين بين قتيل وجريح».

 

وأشار الحموي إلى أن المقاتلين الإسلاميين «تمكنوا إثر اقتحام القرية من قتل أكثر من 70 جندياً نظامياً، بينهم عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني، إضافة إلى السيطرة على عشر دبابات وعربات عسكرية، إلى جانب أسلحة خفيفة ومتوسطة وكمية من الذخيرة»، موضحاًً أن «الاشتباكات ما زالت مستمرة على تخوم الرهجان بين مقاتلي المعارضة وقوات الدفاع الوطني، التي تحاول التقدم إلى القرية من جهة قريتي أم ميال وسرحة الشمالية».

 

ويسهل على كتائب المعارضة السورية بعد سيطرتهم على قرية الرهجان قطع طريق خناصر الذي يمر عبر ريف حماة الشرقي، ويبعد عن الرهجان 20 كيلومتراً، ويعتمد عليه النظام بشكل كبير في نقل الإمدادات العسكرية إلى حلب.

 

وفي دمشق، اندلعت مواجهات بين كتائب المعارضة والقوات النظامية في حي جوبر بدمشق من جهة المتحلق الجنوبي وكراج العباسيين، فيما أعلن القائد العسكري للجبهة الإسلامية زهران علوش مقتل 20 عنصرًا من تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال المعارك الدائرة في الغوطة الشرقية.

 

كما دارت معارك طاحنة بالأسلحة الثقيلة بين فصائل المعارضة والقوات النظامية في بساتين بلدة المليحة، تزامنًا مع وصول تعزيزات عسكرية للقوات النظامية على محيط البلدة، وفق وكالة «سمارت».

 

وفي حلب، سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية»، على قرية غيطون بريف حلب الشمالي، الخاضعة لسيطرة كتائب من الجيش الحر. وأفادت مصادر معارضة بأن «التنظيم سيطر على قرية غيطون بعد هجومه عليها ونشوب معارك بينه وبين مقاتلين من الجيش الحر»، وأوضحت المصادر أن «المعارك بين الطرفين أدّت إلى إصابة مقاتلين من الجيش الحر بجروح، كما أسر التنظيم ثلاثة منهم».

 

وفي حلب المدينة، قصف من الطيران الحربي النظامي طريق الكاستيلو ودوار الجندول ومحيط الفوج 46 بالبراميل المتفجرة مما أدى لسقوط ضحايا، بحسب وكالة «شام» المعارضة.

 

معارك بحماة.. وقصف على حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر للمعارضة السورية أن معارك عنيفة اندلعت بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية في حماة، بينما صعدت القوات الحكومية من وتيرة قصفها المستمر على قرى وبلدات ريف حلب.

 

واستهدف مسلحو المعارضة مطار حماة العسكري بصواريخ غراد، محققين إصابات مباشرة داخل المطار العسكري، وشوهدت ألسنة الحريق تخرج من داخله، وفقا لناشطين.

 

وشهدت بلدة خطاب بريف حماة الشمالي الغربي قصفا عنيفا بالصواريخ والمدفعية الثقيلة على وسط البلدة.

 

وتصدى الجيش الحر لرتل عسكري كان يحاول استعادة قرية الرهجان من كتائب المعارضة، وأسفرت تلك العملية عن تدمير ناقلة للجند تابعة للقوات الحكومية.

 

كما شهدت مدينة مورك بريف حماة اشتباكات عنيفة بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية وسط قصف بالبراميل المتفجرة على وسط المدينة، كما قصف الطيران المروحي قرية قصر ابن وردان ومنطقة الزوار بريف حماة.

 

حلب وريف دمشق

 

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم الدولة الإسلامية فرض سيطرته على بعض القرى في الريف الشمالي لمحافظة حلب، إثر اشتباكات مع مقاتلي الكتائب الإسلامية.

 

من جهة أخرى شن الطيران الحربي غارة جوية على مدينة تل رفعت مما تسبب في سقوط عدد من الجرحى، بينما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على منطقة الجندول بحلب.

 

وألقى الطيران السوري براميل متفجرة على حيي الصاخور والشعار في مدينة حلب، ما تسبب في إصابات بين المدنيين، ودمار كبير في مباني الحي، حسب ما ذكر ناشطون.

 

ودارت اشتباكات عنيفة في محيط مبنى المخابرات الجوية في حي جميع الزهراء في مدينة حلب.

 

وفي ريف دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش الحر والقوات الحكومية على جبهات بلدة المليحة، بالتزامن مع قصف بصواريخ “أرض- أرض” استهدف البلدة.

 

وشن الطيران الحربي 3 غارات جوية على بلدة عدرا في ريف دمشق، بينما تمكن مسلحو المعارضة من إعطاب عربة عسكرية لقوات الجيش بالقرب من اللواء 128 في القلمون بريف دمشق.

 

وسقط عدد من الجرحى جراء سقوط قذائف هاون في أحياء الشاغور و الدويلعة في العاصمة دمشق.

 

وفي درعا، قال مسلحو المعارضة السورية إنهم استهدفوا مقار للقوات الحكومية في حي المنشية وسط المدينة.

 

أما في الريف، فذكر الناشطون أن الطيران المروحي السوري ألقى براميل متفجرة على بلدات صيدا وكحيل وجلين وطفس، إضافة الى بلدتي داعل وجاسم.

 

وفي اللاذقية، ألقى الطيران المروحي 4 براميل متفجرة على قرى و بلدات جبل التركمان بريف المحافظة.

 

ارتفاع عدد سكان الساحل

 

من جانبها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ارتفاع عدد سكان المناطق الساحلية في سوريا، بنسبة 50%، مع تزايد أعداد النازحين من حلب والبلدات المجاورة.

 

وقال الصليب الأحمر إن هناك تضخما سكانيا في اللاذقية وطرطوس اللتين بقيتا في منأى عن النزاع الدائر في سوريا.

 

وأوضح مسؤولون أن الموارد المحلية استنفذت إلى أقصى درجة، وأن السلطات تكافح لمواكبة التدفقات الأخيرة من السكان.

 

مشروع قرار لدخول المساعدات لسوريا “بحرية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يصوت مجلس الأمن الدولي الاثنين، على مشروع قرار للسماح بحرية وصول المساعدة من 4 معابر حدودية إلى المناطق التي يسيطرعليها مقاتلو المعارضة “دون موافقة الحكومة”، حسبما قال دبلوماسيون غربيون.

 

وكتب غاري كوينلان سفير أستراليا بالأمم المتحدة التي أعدت مشروع القرار مع لوكسمبورغ والأردن، على “تويتر”، إن النسخة النهائية من نص القرار وزعت على كل أعضاء المجلس الـ 15 الجمعة.

 

وقال دبلوماسيون إن التصويت سيجري مساء يوم الاثنين على الأرجح.

 

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 10.8 مليون شخص في سوريا يحتاجون مساعدة، من بينهم 4.7 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها، في حين فر 3 ملايين آخرين من الصراع.

 

ومن النقاط العالقة الرئيسية مع روسيا والصين تهديد باتخاذ مزيد من الإجراءات ضد الأطراف التي لا تمتثل لهذا القرار أو القرار2139 الذي أقر في فبراير، وهي إجراءات تهدف أيضا إلى تعزيز حرية وصول المساعدات لكنها أخفقت.

 

وقال دبلوماسيون إن الإجراءات الإضافية قد تشمل عقوبات اقتصادية.

 

وفي محاولة لإرضاء روسيا والصين، عدلت الصياغة لتصبح أن المجلس”يؤكد” بدلا من “يقرر” أنه “سيتخذ مزيدا من الإجراءات في حالة عدم انصياع أي طرف سوري لهذا القرار أو القرار 2139”.

 

وقال دبلوماسيون غربيون إن المعابر الأربعة قد تسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية لنحو مليوني شخص.

 

وحذرت الحكومة السورية مجلس الأمن الدولي، من أن تسليم المساعدات الإنسانية عبر حدودها إلى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة دون موافقتها سيكون بمثابة هجوم.

 

مجلس الامن يصوت الاثنين على مشروع قرار لتوزيع الاغاثة على السوريين دون إذن الحكومة

يتواجد نحو 5 ملايين لاجي سوري في أماكن يصعب الوصول اليها

 

ينتظر ان يصوت الاثنين أعضاء مجلس الامن الدولي على مشروع قرار يسمح للجان الاغاثة الدولية بتوزيع المعونات على المواطنين السوريين داخل الاراضي السورية دون انتظار الإذن من الحكومة السورية.

 

وقال ديبلوماسيون أوروبيون إنهم يطمعون في ان تؤيد روسيا والصين مشروع القرار.

 

وقال السفير الاسترالي لدى الامم المتحدة على حسابه على تويتر إن الصيغة النهائية لمشروع القرار تم تعميمها على مندوبي الدول الاعضاء في مجلس الامن حاليا.

 

وكان السفير غاري كوينلان قد شارك في صياغة المشروع مع كل من سفيري لوكسومبورغ والاردن قبل توزيعه الجمعة على 15 وفدا للدول الاعضاء الحاليين في مجلس الامن.

 

ويتشكل مجلس الامن الدولي من خمسة اعضاء دائمين و10 اعضاء يتم اختيارهم بشكل دوري بالانتخاب من بين اعضاء الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة لفترة سنتين.

 

وتقول الامم المتحدة إن هناك مايقرب من 11 مليون شخص في سوريا يعانون من نقص الغذاء والامدادات الطبية نتيجة الحرب الاهلية الدائرة هناك منذ 2011.

 

وتصنف المنظمة الدولية ما يقرب من 5 ملايين نازح داخل سوريا على انهم بحاجة عاجلة للامدادات الغذائية والطبية ويعيشون في مناطق يصعب الوصول اليها.

 

وتم تعديل صياغة المشروع المقدم للمجلس لتجنب رفضه من قبل روسيا او الصين حيث كانت الصياغة السابقة تنص على تهديد من المجلس للحكومة السورية في حال عدم انصايعها للقرار.

 

وبعد تعديل الصياغة تم استبدال كلمة “يؤكد المجلس ” بدلا عن “يقرر المجلس” انه سيتخذ اجراءات أخرى في حال عدم تعاون الحكومة السورية.

 

وأوضح عدد من السفراء في الامم المتحدة أن القرار تم التفاوض حوله لنحو شهر كامل في محاولة لمنع اعتراضه في مجلس الامن باستخدام حق النقض “الفيتو”.

BBC © 2014

 

الأمم المتحدة تطلب من أوروبا استقبال لاجئين سوريين بعد تشبع المنطقة

من توم مايلز

جنيف (رويترز) – قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة إن أوروبا يجب أن تفتح أبوابها لمزيد من اللاجئين السوريين إذ أنها لم تستقبل سوى أعداد “ضئيلة” بينما وصلت البلدان المجاورة لسوريا إلى “نقطة التشبع”.

 

ويتركز معظم اللاجئين السوريين -المتوقع أن يتجاوز عددهم الثلاثة ملايين في الاسابيع القليلة القادمة- في لبنان والأردن وتركيا ويوجد أعداد أقل منهم في العراق ومصر. لكن المتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ميليسا فليمنج قالت إن هذا الوضع يتغير.

 

ومضت تقول “التوجه واضح الآن.. إنهم ينتقلون الى مناطق خارج الدول المجاورة. البلدان المجاورة وصلت إلى نقطة التشبع. ويطلب كثير من السوريين الآن اللجوء إلى أوروبا ونطلب من أوروبا عمل المزيد.”

 

ولم يطلب سوى عدد قليل جدا من السوريين اللجوء إلى أوروبا خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وكان هناك 123600 طلب للجوء معظمها في السويد وألمانيا لكن ذلك الرقم يشتمل على عد مزدوج لأن البعض يقدم طلبات للجوء في عدد من البلدان.

 

وقالت فليمنج في مؤتمر صحفي في جنيف “هذه الأرقام صغيرة وفي الواقع فإنها ضئيلة مقارنة بعدد اللاجئين السوريين في دول الجوار المباشر البالغ 2.9 مليون نسمة. إنها تمثل أربعة بالمئة فقط من عدد اللاجئين السوريين.”

 

وبالرغم من أن الاتحاد الأوروبي مانح رئيسي للمساعدات الإنسانية لسوريا إلا أن بعض الدول الأوروبية لديها شروط قاسية لاستقبال اللاجئين. وبعض الدول تحتجزهم بينما حاول البعض الآخر مثل بلغاريا واسبانيا واليونان رفضهم حتى قبل أن يصلوا إلى أراضيها في قوارب غير صالحة للإبحار.

 

وقالت فليمنج “هناك حالة واحدة زعم فيها ناجون أن سفينة رسمية أعادت سفينتهم التي انقلبت أثناء عملية الدوران ولقي كثير من ركابها حتفهم. وهذا غير مقبول.”وقال تقرير للمفوضية السامية للاجئين إن ذلك حدث قرب ساحل فارماكونيسي اليوناني في 20 يناير كانون الثاني هذا العام وإن 12 امرأة وطفلا من سوريا وأفغانستان لاقوا حتفهم.

 

وذكر التقرير أن دولة واحدة في أوروبا هي روسيا أعادت 12 لاجئا إلى سوريا في انتهاك لمبدأ في القانون الدولي.

 

وأضاف أن روسيا وهي حليفة للرئيس السوري بشار الأسد لم تمنح وضع لاجيء ولو لسوري واحد رغم أنها وافقت على 1193 طلبا للحصول على لجوء مؤقت في عام 2013.

 

وحتى الآن عرضت 17 دولة أوروبية إعادة توطين 31800 من اللاجئين الأكثر احتياجا لكن المفوضية السامية للاجئين تريد أن تستضيف أوروبا 100 ألف من هذه الحالات بمتوسط ثلاثة آلاف حالة لكل دولة.

 

وقالت فليمنج لرويترز إنه يتعين على الدول الأوروبية قبول “كل شخص يريد أن يأتي” إذ أن هؤلاء يشكلون أقلية من العدد الإجمالي للاجئين لأن كثيرا من اللاجئين يريدون البقاء بالقرب من وطنهم في مجتمع يتحدث العربية.

 

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى