أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 14 تشرين الثاني 2015

 

تجدد الخلاف حول مصير الأسد عشية لقاء فيينا

موسكو – رائد جبر ؛ طهران – محمد صالح صدقيان ؛ واشنطن – جويس كرم – لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

تجدد الخلاف أمس بين واشنطن وحلفائها من جهة وموسكو وطهران من جهة ثانية، حول مصير الرئيس بشار الأسد عشية الاجتماع الوزاري الخاص بسورية في فيينا اليوم، وذلك بعد يومين من المناقشات في ثلاث مجموعات عمل شارك فيها ممثلو عدد من الدول وتضمنت انقسامات إزاء تحديد «التنظيمات الإرهابية» والمعارضة «المشروعة»، إضافة إلى مقاطعة الوفد الروسي هذه الاجتماعات وانسحاب الوفد الإيراني منها.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أنه لم يطرح على الأسد مسألة تنحيه عن السلطة لأن روسيا «لا تمتلك الحق قانونياً أو أخلاقياً لمناقشة ذلك مع رئيس منتخب». وقال في مقابلة مع «إنترفاكس» ووكالة الأناضول التركية للأنباء، إن «سورية دولة ذات سيادة، والأسد رئيس منتخب من قبل الشعب، فهل لدينا حق مناقشة هذا الموضوع معه؟ طبعاً لا».

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في خطاب عن سياسة أميركا إزاء سورية في «المعهد الدولي للسلام» في واشنطن: «لا يمكنني القول بعد ظهر اليوم، إننا قريبون من اتفاق شامل… رسالة أميركا للكل (المشاركين) هي أن علينا جميعاً مسؤولية عدم التشبّث بمواقفنا… بل علينا القيام بالخطوة التالية الى الأمام حتى يمكن وقف نزيف الدماء». وأكد أن «لا سلام ولا هزيمة لداعش طالما بقي الأسد في السلطة».

وأعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في براغ أمس، أن على الأسد أن «يتنحى في إطار المرحلة الانتقالية في سورية، لكننا نقر بأنه إذا كان ثمة مرحلة انتقالية فمن الممكن أن يشارك فيها إلى حد معين». وجاءت هذه المواقف عشية الاجتماع الوزاري في فيينا بمشاركة حوالى 20 دولة بهدف وضع الخطوط العريضة لمرحلة انتقالية في سورية، وذلك بعد اجتماع كبار الموظفين ليومين تحضيراً للقاء الوزاري.

وكانت واشنطن وجهت الدعوة إلى دول مختارة للمشاركة في ثلاث مجموعات عمل، تتعلق اثنتان منها بالاتفاق على قائمة موحدة لـ «الإرهابيين» والمعارضة «الشرعية» يوم الخميس، فيما تناولت الثالثة صباح أمس الممرات الإنسانية والحماية وسط توسيع مروحة الدول المدعوة. وعلم أن كبار الموظفين والخبراء كانوا ينتظرون وصول الوفد الروسي صباح الخميس، غير أنهم فوجئوا بأن موسكو قررت مقاطعة أعمال اللجان. وحصلت المفاجأة الثانية لدى انسحاب ممثل إيران الخميس على خلفية مطالبة بعض الدول بوضع برنامج لـ «انسحاب جميع المقاتلين الأجانب من سورية بما فيها فصائل شيعية موالية لإيران». في حين ظهر توتر آخر لدى دعوة الوفد الأميركي إلى غداء عمل للدول ذات التفكير الموحد واستبعد منه دولاً بينها روسيا.

وأبلغت مصادر إيرانية «الحياة» أن نائب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان سيرأس وفد إيران في الاجتماعات «بعد الإحباط الذي تشعر به إيران من تنسيق الولايات المتحدة مع دول إقليمية من دون التشاور مع الجانب الإيراني». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري إن إيران لا تسمح لنفسها بأن تكون متفرجة في اجتماع فيينا «وهي لن تشارك في الاجتماع بهذا الإطار». وأضاف أن شرط المشاركة هو رفض أي وصاية من أطراف خارجية علی الشعب السوري.

 

كيري يقول أن الحلّ السياسي يتوقّف جزئياً على الميزان العسكري

واشنطن – جويس كرم

حضّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الدول المشاركة في الاجتماع الوزاري في فيينا اليوم، على إظهار المرونة. وقال أن فرص التوصل الى حل ديبلوماسي للأزمة السورية تتوقف في جانب منها على «الميزان العسكري» على الأرض، مؤكداً أنه «لا سلام ولا هزيمة لداعش طالما بقي (الرئيس بشار) الأسد في السلطة».

وكان كيري قال في خطاب عن سياسة أميركا إزاء سورية في «المعهد الدولي للسلام» في واشنطن: «لا يمكنني القول بعد ظهر اليوم، إننا قريبون من اتفاق شامل… رسالة أميركا لكل (المشاركين) هي أن علينا جميعاً مسؤولية في عدم التشبّث بمواقفنا… بل علينا القيام بالخطوة التالية الى الأمام حتى يمكن وقف نزيف الدماء»، لافتاً الى أن بروز أي اتفاق محتمل سيعتمد على تطورات القتال على الأرض وتضييق شقة الخلافات الجوهرية بين الولايات المتحدة وروسيا وإيران حول مستقبل الأسد.

واعترف بصعوبة التوصّل إلى اختراق، بسبب الاختلافات التي لا تعدّ ولا تحصى، والمصالح المشتركة في الصراع، ودعم روسيا وإيران الأسد، و «سنوات من العنف العشوائي والتعذيب وسفك الدماء»، مضيفاً أن مطالبة المعارضة بـ «الثقة بالأسد أو قبول قيادة الأسد، هي ببساطة ليست طلباً معقولاً، ولا بداية» للتفاوض.

وشدّد كيري على أن واشنطن تضغط لمرحلة انتقالية حقيقية، لأنه «حتى لو قبلنا بالأسد ومرحلة انتقالية زائفة، فهذا لن ينهي الحرب». وأضاف: «أعترف بأنه حول هذه النقطة ما زلنا نعمل مع روسيا وإيران حول الأسد ودوره».

وقال أيضاً أن بروز أي اتفاق محتمل سيعتمد على تطورات القتال على الأرض، مشيراً الى أن واشنطن زادت الدعم لقوات المعارضة التي تحارب «داعش». وعن الأسد و «داعش»، لفت كيري الى أنهما «جزء من المشكلة نفسها، الأسد هو مغنطيس للإرهاب، وسياساته ساعدت في نشوء داعش». وأشار الى أن «داعش والأسد هما أعداء بالاسم فقط وليس في الواقع… هما يشتريان ويبيعان النفط من بعضهما البعض، ولا يبديان أي اهتمام بالقضاء على أحدهما الآخر».

وركّز كيري على أهمية محادثات فيينا، كونها تشهد المشاركة الأوسع وتضمّ كلاً من: الصين ومصر وفرنسا وألمانيا وإيران والعراق وإيطاليا والأردن ولبنان وسلطنة عمان وقطر وروسيا والسعودية وتركيا ودولة الإمارات العربية، والجامعة العربية، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة.

وحمّل كيري نظام الأسد مسؤولية مباشرة لاندلاع الحرب السورية، وقال أن حكم النظام لأربعة عقود في شكل قمعي «فجّر الحرب» وجعلها «مسألة حتمية»، مشيراً الى أن «إشعال الحرب أسهل من إطفائها في تلك المنطقة»، ومذكراً بتجربة لبنان التي استمرت ١٥ عاماً.

وجاء حديث كيري في وقت تحدثت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، عن تجاذب بين البيت الأبيض والخارجية حول التنازلات المتوقع طرحها في فيينا، ومنها لائحة المنظمات الإرهابية ومن يجب أن يوضع عليها. وفيما تعارض أطراف عربية في فيينا إدراج «أحرار الشام الإسلامية» على لائحة الإرهاب، يدعم البيت الأبيض ذلك، فيما تبدي الخارجية الأميركية تحفّظاتها.

وفي ملف وقف إطلاق النار الذي بحثه كيري مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في واشنطن قبل أيام، تريد روسيا وفق «واشنطن بوست»، استمرار ضرب «جبهة النصرة» و «داعش» حتى في حال إنجاز هدنة داخلية، فيما ترى الولايات المتحدة أن «داعش» هو الجهة الوحيدة التي يجب أن يستمرّ ضربها.

 

هولاند: هجمات باريس تعد أعمال حرب نظمها «داعش» بمساعدة داخلية

باريس – رويترز

قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم (السبت) إن هجمات باريس التي أودت بحياة 127 شخصا، تعد “اعمال حرب نظمها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من الخارج بمساعدة من الداخل”.

وأعلن هولاند الحداد الرسمي ثلاثة أيام، مؤكداً أنه سيتحدث إلى البرلمان غداً في اجتماع طارئ.

 

«داعش» يتبنى هجمات باريس

بيروت، القاهرة – رويترز، أف ب

تبنى “تنظيم الدولة الاسلامية” (داعش) في بيان  اليوم (السبت) تداولته حسابات جهادية على موقع “تويتر” اعتداءات باريس ليل الجمعة – السبت التي خلفت ما لا يقل عن 128 قتيلا.

وجاء في البيان “قام ثمانية اخوة ملتحفين احزمة ناسفة وبنادق رشاشة باستهداف مواقع منتخبة بدقة في قلب عاصمة فرنسا، (…) فتزلزلت باريس تحت اقدامهم وضاقت عليهم شوارعها”.

وتابع البيان “استهدفنا مواقع منتخبة بدقة، في قلب عاصمة فرنسا منها ملعب (دي فرانس) أثناء مباراة فريقي ألمانيا وفرنسا الصليبيتين… ومركز (باتاكلون) للمؤتمرات… وأهدافا أخرى”.

وفي تصريح لـ”داعش” في البيان نفسه قالت “إن هجماتنا في باريس ما هي إلا رد على حملة فرنسا على مقاتلينا وسب الرسول محمد”.

وقال التنظيم “ولتعلم فرنسا ومن يسير على دربها أنهم سيبقون على رأس قائمة أهداف الدولة الإسلامية وأن رائحة الموت لن تفارق أنوفهم ماداموا تصدروا ركب الحملة الصليبية وتجرأوا على سب نبينا صلى الله عليه وسلم وتفاخروا بحرب الإسلام في فرنسا وضرب المسلمين في أرض الخلافة بطائراتهم”.

 

روسيا: هجمات باريس ستؤثر على جدول أعمال المحادثات السورية

موسكو – رويترز

قالت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم (السبت) إن هجمات باريس التي أودت بحياة أكثر من 120 شخصاً، ستترك أثراً في جدول أعمال المحادثات الدولية حول سورية في فيينا. وصرحت زاخاروفا للصحافيين أن “هذه الأحداث التي وقعت ليست ببعيدة عن هنا وستؤدي من دون شك إلى تعديلات في جدول أعمال اجتماع اليوم”.

 

المواقع التي استهدفتها اعتداءات باريس

باريس – أ ف ب

استهدفت اعتداءات باريس التي وقعت مساء أمس (الجمعة) ستة مواقع مختلفة، مسفرةً عن وقوع 120 قتيلاً وأكثر من 200 جريح، في حصيلة لا تزال أولية.

ووقعت الاعتداءات في مناطق بعضها في الضاحية الشمالية لباريس وأخرى في الجزء الشرقي من العاصمة حيث تنتشر حانات مشهورة تكتظ عادة بالرواد خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهي قريبة من “ساحة الجمهورية” التي تجمع فيها نحو مليون ونصف المليون شخص في كانون الثاني (يناير) الماضي احتجاجاً على الاعتداءات التي استهدفت العاصمة أيضاً في تلك الفترة.

مواقع الاعتداءات:

-اعتداء «باتاكلان»:

اقتحم عدد من المسلحين غير الملثمين مسرح «باتاكلان» خلال حفلة لموسيقى “الروك”، وأطلقوا النار بشكل عشوائي وهم يهتفون «الله اكبر»، قبل أن يحتجزوا رهائن لمدة ثلاث ساعات تقريباً. وقال شاهد عيان، يدعى بيار جانازاك (35 عاما): «سمعتهم بوضوح يقولون للرهائن إنها مسؤولية هولاند، إنها مسؤولية رئيسكم، ما كان عليه التدخل في سورية، وتكلموا أيضاً عن العراق».

وقال شاب آخر يُدعى لويس كان موجوداً في المسرح أيضاً ساعة الهجوم: «تمكنت برفقة والدتي من الهروب من مسرح باتاكلان وتجنبنا الرصاص، لكنني شاهدت كثيرين من المدنيين على الأرض»، موضحاً أنه رأى عدداً من الأشخاص يدخلون، وبدأوا فوراً بإطلاق النار من جهة المدخل.

وأفاد مصدر مقرب من التحقيق بأن الشرطة هاجمت المسرح قبيل الساعة 00:30 بالتوقيت المحلي (11:30ت.غ)، وأنهت عملية احتجاز الرهائن نحو الساعة الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي، وقُتل في العملية عشرات الأشخاص، بينهم أربعة مهاجمين، ثلاثة منهم قُتلوا بعدما فجروا أحزمة ناسفة كانوا يرتدونها، في حين أصابت عناصر الشرطة مهاجماً رابعاً انفجر حزامه بعد سقوطه.

-استاد فرنسا الدولي:

في الوقت نفسه تقريباً، وقع الانفجار الأول عند 21:20 (20:00  ت.غ) بالقرب من استاد فرنسا الدولي شمال باريس، حيث كانت تجري مباراة لكرة القدم بين منتخبي فرنسا وألمانيا.

وعمدت الأجهزة الأمنية فوراً على إخراج الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي كان يتابع المباراة وأُغلقت كل مداخل الاستاد. وكشف مصدر قريب من التحقيق ان أربعة أشخاص قُتلوا «بينهم ثلاثة إرهابيين» شاركوا في الهجمات. وأكدت المصادر ان واحداً على الأقل من الانفجارات التي سُمعت نتج من تفجير انتحاري نفسه. وتواصلت المباراة حتى نهايتها، ثم أُخلي الملعب بهدوء.

شارع «لافونتين او روا» :

على بعد مئات الأمتار من مسرح «باتاكلان»، فتح مسلحون النار في شارع «لافونتين او روا» على مطعم للبيتزا، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص برصاص سلاح رشاش. وأوضح شاهد عيان يدعى ماتيو (35 عاما)  ان «خمسة قتلى على الأقل سقطوا حولي وكانت الدماء في كل مكان. أسعفني الحظ في أن أبقى على قيد الحياة»، فيما أكد شاهد آخر انه رأى سيارة «فورد فوكوس» سوداء تطلق النار، مشيراً إلى أنه رأى رصاصات فارغة على الأرض.

جادة «فولتير»:

أفاد مصدر قضائي بأن هجوماً آخر وقع في جادة «فولتير»، حيث مسرح «باتاكلان»، ما أدى إلى سقوط قتيل. ولم تعرف المسافة التي تفصل بين مكان سقوط القتيل والمسرح. وكشف مصدر قريب من التحقيق ان مهاجماً انتحارياً سقط في هذا الشارع أيضاً.

شارع «أليبير»:

وعلى مسافة غير بعيدة شمالاً، وقع إطلاق نار عند تقاطع شارعي «بيشار» و«أليبير» أمام شرفة مطعم «لو بوتي كامبودج»، ما أدى إلى مقتل 14 شخصاً. وقالت امرأة كانت في المكان إن « الاعتداء حصل بسرعة، وسقط الضحايا على الأرض من دون حراك. لم يفهم الموجودون ماذا حدث، وشاهدت شاباً يحمل فتاة بين يديه بدت ميتة».

– شارع «شارون»:

وعلى مسافة قريبة شرقاً، تكرر المشهد في شارع “شارون” حيث قتل 18 شخصاً. وقال شاهد إنه سمع إطلاق نار «عبارة عن رشقات لدقيقتين أو ثلاث، ثم شاهدت العديد من الجثث المغطاة بالدم على الأرض»، موضحاً ان إطلاق النار استهدف مطعماً يابانياً ومقهى.

 

مجلس الامن و«ناتو» يستنكران الهجمات الإرهابية في فرنسا

بروكسل، باريس- أ ف ب، رويترز

دان مجلس الامن بالاجماع “باقسى التعابير الهجمات الارهابية الجبانة والوحشية” في باريس، في وقت اعربت الدول الـ15 الاعضاء فيه عن “تعاطفها العميق مع عائلات الضحايا ومع الحكومة الفرنسية”، مشددة على “ضرورة احالة المسؤولين عن هذه الاعمال الوحشية الى القضاء”.

من جانب اخر، قال الأمين العام لـ “حلف شمال الأطلسي” (ناتو) ينس ستولتنبرغ إن الحلف يقف مع فرنسا “قويا ومتحدا” ضد الإرهاب، بعد مقتل عشرات الأشخاص في باريس مساء أمس. وأضاف ستولتنبرغ: “أنا مصدوم بعمق من الهجمات الإرهابية المرعبة في باريس الليلة. مشاعري مع أسر الضحايا ومع جميع من تأثروا ومع شعب فرنسا”، مؤكدأ أن اعضاء الحلف “يقفون أقوياء ومتحدين في الحرب على الإرهاب، إذ ان الإرهاب لن يهزم الديموقراطية”.ر

 

حرب الإرهاب على فرنسا: 160 قتيلاً هـولاند أعلن حال الطوارئ وإقفال الحدود

في ليلة رعب لم تشهد فرنسا مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية، حوّل الارهاب شوارع باريس ساحة حرب فعلية مع شن ستة مسلحين هجمات منسقة على أماكن عدة تخللها اطلاق نار وتفجيرات أسفرت عن مقتل نحو 160 شخصاً وجرح آخرين. وارتكب الارهابيون مجزرة برهائن احتجزوها في قاعة “باتاكلان” في الدائرة الـ11 بباريس حيث كان 1500 شخص يستمعون الى فرقة روك أميركية. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في ملعب “ستاد دو فرانس” بضاحية سان دوني الباريسية، لكنه رحل سريعا بعد سماع صوت انفجارات بوضوح.

وحيال أحداث أعادت الى الاذهان هجمات 11 ايلول 2001 في نيويورك وواشنطن، بدت فرنسا ومعها العالم في صدمة من جراء امتداد الارهاب الى اوروبا على نطاق واسع، الامر الذي بات يفترض تغييراً جدياً في الاستراتيجيات المعتمدة لدى المجتمع الدولي بأسره لجبه هذه الظاهرة التي تستفحل يوماً بعد يوم خصوصاً في ضوء استمرار الحرب في سوريا وضرب الارهاب في اكثر من مكان في الايام الاخيرة من الطائرة الروسية فوق سيناء الى تفجيرات الضاحية الجنوبية في بيروت.

وأفاد مسؤول في الشرطة ان 11 شخصاً قتلوا في مطعم في الدائرة العاشرة بباريس. وقال مسؤولون آخرون ان ضعفي هذا العدد من القتلى سقط في أماكن أخرى وخصوصا في قاعة “باتاكلان”. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات. ونقلت محطات فرنسية للتلفزيون عن شاهدين انهما سمعا أحد المهاجمين يقول: “هذا من اجل اخواننا الذين ذهبوا الى سوريا”.

وقال مسؤولان في الشرطة الفرنسية ان الشرطة انهت اقتحام قاعة “باتاكلان” حيث كان يحتجز الرهائن وانها قتلت مسلحين. وتحدث أحد المسؤولين عن “مجزرة” داخل القاعة ، مشيراً الى ان المسلحين ألقوا عبوات ناسفة على الرهائن. وتوقع المسؤولان ان يرتفع عدد الضحايا.

ولاحقاً أوردت محطة “بي اف ام” الفرنسية للتلفزيون ان نحو 100 شخص قتلوا في قاعة “باتاكلان”.

 

هولاند

وفي كلمة مقتضبة وجهها الى الشعب الفرنسي، أعلن هولاند حال الطوارئ في أنحاء فرنسا واقفال الحدود بعد سلسلة من الهجمات في باريس. وقال إن مجلس الوزراء الفرنسي دعي الى جلسة طارئة منتصف الليل. وتحدث عن “هجمات غير مسبوقة تجري في باريس” وعن سقوط عشرات القتلى. وقال: “نحن نعرف هوية الارهابيين ومن اين قدموا”.

وأكد هولاند مشاركته في اجتماع مجموعة العشرين في تركيا مطلع الأسبوع. وأوقفت هيئة النقل الفرنسية خطوط المترو في باريس بعد الهجمات. وافادت وزارة الخارجية الفرنسية أن المطارات ستظل مفتوحة وإن الرحلات الجوية والقطارات ستواصل عملها.

وفي وقت لاحق، قرابة الثالثة فجر اليوم بتوقيت بيروت، زار الرئيس الفرنسي ومعه أركان الدولة قاعة “باتاكلان” وعاين آثار الهجمات.

 

ردود فعل

وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما دعم حكومته لفرنسا، لكنه قال إنه لا يعرف بعد تفاصيل ما جرى وإن الوضع لا يزال يتطور. وصرح للصحافيين في البيت الأبيض: “مرة أخرى نشهد محاولة شائنة لإرهاب المدنيين الأبرياء… نقف مستعدين وجاهزين لتقديم أي مساعدة تحتاج اليها الحكومة والشعب في فرنسا”. وتعهد  جعل “هؤلاء الإرهابيين يمثلون أمام العدالة وملاحقة أي شبكات إرهابية… هؤلاء الذين يعتقدون إن في إمكانهم إرهاب الشعب الفرنسي أو القيم التي يدافع عنها مخطئون”.

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن الحكومة الألمانية أبدت تعاطف الشعب الألماني وتضامنه مع الحكومة الفرنسية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون انه يندد بـ”الهجمات الخسيسة” التي حصلت في باريس ويطالب بالإفراج فورا عن الرهائن المحتجزة في إحدى القاعات.

وندد مجلس الأمن بـ”الهجمات الهمجية والجبانة” في باريس.

وكتب رئيس الوزراء البريطاني في حسابه بموقع “تويتر” تعليقا على هجمات باريس: “سنفعل كل ما في وسعنا من أجل المساعدة”.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرغ إن الحلف يقف مع فرنسا “قويا ومتحدا” ضد الإرهاب.

وأضاف: “أنا مصدوم بعمق من الهجمات الإرهابية المرعبة في باريس الليلة. مشاعري مع أسر الضحايا ومع جميع من تأثروا ومع شعب فرنسا”.

 

فيينا 2″ ينعقد في أجواء خلافية اليوم “تطابُـق” روسي – أميركي حول لوائح الإرهاب

المصدر: العواصم الاخرى – الوكالات

فيينا – موسى عاصي

تنطلق صباح اليوم الجولة الثانية من اللقاء الموسع للبحث في تسوية سلمية للأزمة السورية في فيينا، ويشارك فيها نحو 20 دولة بعد اضافة كل من فنلندا وهولندا وربما اليابان الى مجموعة الـ17 التي اجتمعت قبل اسبوعين في العاصمة النمسوية.

وتنعقد هذه الجولة وسط خلافات شديدة على لوائح الارهاب التي من المفترض البحث فيها اليوم، في ضوء اقتراحات خرجت عن اللقاءات التحضيرية التي انعقدت في الايام الاخيرة في فيينا بين مندوبي عدد من الدول العربية والغربية، اعتبرها الجانب الروسي “غير مطابقة” لروحية بيان فيينا، كما انتقدها الجانب الايراني بشكل حاد وقرر ايفاد مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا حسين امير عبد اللهيان عوض وزير الخارجية محمد جواد ظريف.

ويبدو أن الخلافات بين واشنطن وموسكو على لوائح الارهاب بدأت بالتراجع مع اعلان وزارة الخارجية الروسية لاحقاً ان موسكو وواشنطن تبادلتا قائمة بالمنظمات الارهابية في سوريا. وتحدث نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف عن تطابق بين الجانبين حيال هذه اللوائح، وشدد على ضرورة اشراك عشرات من ممثلي “الجيش السوري الحر” في التسوية السياسية.

وصدر هذا الاعلان الروسي ليبعث بعض الامل في لقاء اليوم الموسع، وليحصر الخلافات الكبيرة التي برزت خلال الايام الاخيرة وخصوصا على مسألة اللوائح الارهابية بين الثنائي الايراني – الروسي ودول الخليج وبعض الدول الاوروبية كفرنسا. وفي هذا الاطار ترى اوساط ديبلوماسية غربية ان مسألة التصنيفات الارهابية يجب ان ترتكز على تنصيفات الامم المتحدة التي وضعت فقط تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة” دون غيرهما على لائحة الارهاب. وهذا التنصيف يضع خطا أحمر امام مجموعات أخرى لا تعتبرها دول داعمة للمعارضة السورية منظمات ارهابية كـ”جيش الاسلام” و”احرار الشام” و”جيش الفتح” وغيرها من المجموعات التي تعتبرها الدول الداعمة للمعارضة “مجموعات معتدلة”.

 

بوتين

وعشية اجتماع فيينا ، اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه لا يملك “الحق” في أن يطلب من الرئيس السوري بشار الاسد التنحي عن السلطة كما يطلب غربيون .

ويتوجه بوتين الى ايران في 23 تشرين الثاني في زيارته الرسمية الاولى لهذا البلد منذ العام 2007. وتعد هذه الزيارة استراتيجية في اطار محادثات فيينا حول سوريا، حيث يدافع البلدان عن نظام.

كما يجتمع بوتين مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قبل زيارته لموسكو.

 

بوتين يُعلن تعاون “الجيش الحر” في تحديد مواقع “الإرهابيين”: العملية الروسية في سوريا مرهونة بإنجاز الجيش السوري هجومه

المصدر: (روسيا اليوم)

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الغرب عموماً تحفظ كثيراً عن العملية العسكرية الروسية في سوريا ولم يقدم الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أي معلومات عن الجماعات الإرهابية الناشطة هناك.

عشية قمة العشرين في مدينة أنطاليا التركية، صرّح بوتين في مقابلة مع وكالة “أنترفاكس” الروسية المستقلة، بأن الغرب تحفظ كثيراً عن العملية الروسية في سوريا. وقال إنه لم يحرز تقدم يذكر على مسار التعاون بين التحالف الدولي وروسيا، في ما عدا توقيع مذكرة تتبادل بموجبها وزارتا الدفاع الروسية والأميركية البيانات اللازمة لتفادي حصول صدامات عرضية في الأجواء السورية بين المقاتلات الروسية وطائرات الائتلاف.

ورأى أن “هذا التعاون المثقل بالتحفظات الأميركية لا يعبر بأي شكل من الأشكال عن تطبيع التعاون العسكري بين موسكو وواشنطن، والذي بادر الجانب الأميركي أصلاً الى تجميده”. وذكّر بـ”رفض الولايات المتحدة توقيع أي اتفاق ينظم إنقاذ طواقم الطائرات الحربية، على رغم أن روسيا استجابت فوراً طلباً أميركياً مشابهاً خلال عملياتها الجوية في أفغانستان”.

وفي معرض التعليق على الأهداف التي تضربها الطائرات الحربية الروسية، تحدث بوتين عن بدء التعاون بين موسكو و”الجيش السوري الحر” الذي، خلافاً للائتلاف الدولي، يزود العسكريين الروس بيانات عن مواقع الجماعات الإرهابية في سوريا ومواقعه لتفادي استهدافها. وأضاف أن الطائرات الروسية قصفت مواقع متعددة للمسلحين بعد الحصول على إحداثياتها من “الجيش السوري الحر”.

ولفت إلى أن التعاون القائم مع “الجيش السوري الحر” يؤكد مجدداً أن موسكو لا تستهدف مواقع ما يسمى “المعارضة المسلحة”، أو المدنيين.

وكرر استعداد روسيا للتعاون مع الولايات المتحدة ” بصرف النظر عن أن نشاطها في سوريا يتعارض مع القانون الدولي، ويأتي بمعزل عن أي قرار من مجلس الأمن ، وبلا طلب من القيادة السورية لذلك”.

وأفاد أنه “كلف القوات الروسية إنجاز مهمة محددة تتمثل في تقديم الإسناد الجوي للجيش السوري خلال الهجمات التي يشنها، وأنه استنادا إلى ذلك، فإن موعد إنهاء عمليتنا في سوريا مرهون بإنجاز هذه المهمة حصراً”. وأوضح “أن العملية الجوية في سوريا درست بشكل مكثف واحتسبت سلفاً كل المخاطر والتداعيات التي قد تترتب عليها، كما تأمنت كل المتطلبات المالية والفنية اللازمة لهذه العملية”.

وعن مطالبة الولايات المتحدة وحلفائها بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد ، قال بوتين إن “سوريا دولة ذات سيادة وبشار الاسد هو الرئيس المنتخب من الشعب. فهل يحق لنا ان نناقش معه مسائل كهذه؟ بالطبع لا”. وخلص الى ان “فقط اولئك الذين يشعرون بأنهم استثنائيون يسمحون لانفسهم بالتصرف بطريقة وقحة جداً، وفرض ارادتهم على الآخرين”.

 

إشادة بالجيش السوري

الى ذلك، أشاد الكرملين بالنجاحات الاستراتيجية التي حققها الجيش السوري أخيراً في معركته ضد الإرهاب بدعم من الطيران الروسي.

وصرّح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: “يواصل الجيش السوري تقدمه بديناميكية إيجابية جدا، ونحن نعرف عن تحقيق العسكريين السوريين نجاحات استراتيجية عدة خلال الأسابيع الأخيرة”. وأضاف: “التقدم مستمر بصورة فعالة، بدعم من الطيران الروسي”.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الأربعاء الماضي أنه بفضل الغارات الدقيقة التي شنّها الطيران الحربي الروسي، نجحت القوات الحكومية السورية في فك الحصار عن مطار كويرس العسكري في محافظة حلب، الذي كانت تحاصره مجموعات تابعة لـتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) منذ أكثر من سنتين.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف إن المعلومات عن أماكن مواقع المسلحين ومراكزهم المحصنة حول المطار كشفها ممثلون للمعارضة السورية وتأكد منها المركز المعلوماتي في بغداد.

كما أكد أن غارات الطيران الحربي الروسي في سوريا مطلع الأسبوع الجاري أدت إلى إحباط خطط الإرهابيين لشن هجوم كبير على حماه.

 

رصد بقايا قنابل فوسفور ألقتها طائرات روسية في سوريا

إدلب- الأناضول: رصدت عدسة الأناضول بقايا بعض القنابل الحاوية على مادة الفوسفور المحرمة دوليا، والتي استخدمتها طائرات روسية، خلال استهدفها مناطق بمحافظة إدلب، شمال سوريا، في الأيام القليلة الماضية.

وأصابت القنابل منطقة حرش ببلدة بينين في جبل الزاوية، الواقع بريف إدلب الجنوبي، ما تسبب بحرائق في الحرش وانبعاث دخان كثيف من المنطقة.

وأفاد طارق علوش، عضو الدفاع المدني في جبل الزاوية، لمراسل الأناضول، أن طائرة روسية استهدفت حرش قرية بينين بأربع قنابل تحوي مادة الفوسفور الأبيض المشع، مما تسبب بحرق العشرات من الاشجار، لافتاً إلى أن  عشرات الكرات الفسفورية كانت تخرج من القنبلة الواحدة.

وأضاف علوش أن رائحة كريهة صدرت عن القنابل، وانبعث دخان كثيف في المنطقة،  مشيرا إلى أن الطائرة عادت واستهدفت المكان نفسه بقنابل عنقودية، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة عنصرين من الدفاع المدني كانا يعملان على إخماد الحرائق.

وقنابل الفوسفور الأبيض هي قنابل ذات هدفين رئيسين هما إحداث الحروق، وتشكيل الدخان الأبيض الكثيف الساخن لحجب الرؤية عن الخصم في أرض المعركة. وتنفجر القنبلة الفوسفورية إلى عدة قنابل أخرى، كل واحدة منها قادرة على إشعال حريق، وتتسبب بحروق خطيرة لدى ملامستها للجلد.

 

هولندا تعزز أمن حدودها وتقول إنها في حرب مع الدولة الإسلامية

أمستردام- (رويترز): قال رئيس وزراء هولندا مارك روته السبت إن بلاده ستعزز الأمن على حدودها وفي مطاراتها عقب هجمات باريس مضيفا أن الهولنديين “في حالة حرب” مع تنظيم الدولة الإسلامية.

وتابع روته قائلا للصحفيين إنه ستتم مراقبة حركة المرور من فرنسا وإليها بما في ذلك المطارات ومحطات السكك الحديدية. وأشار إلى أن جميع أجهزة الأمن على درجة عالية من التأهب.

وقال “إن قيمنا وحكم القانون لدينا أقوى من تطرفهم… داعش (الدولة الإسلامية) هي عدونا. نحن في حالة حرب مع داعش. ولسنا في حرب مع أي دولة أو معتقد ولا مع الإسلام.”

 

مصادر: العثور على جواز سفر سوري بجوار جثة انتحاري قرب استاد فرنسا

باريس ـ رويترز: قالت مصادر مقربة من التحقيقات في هجمات باريس إنه تم العثور على جواز سفر سوري بجوار جثة أحد الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم الليلة الماضية قرب استاد فرنسا في العاصمة.

 

تنظيم “الدولة” يتبنى في تسجيل صوتي وبيان خطي هجمات باريس

إسطنبول ـ من أحمد غانم: أعلن تنظيم “داعش”، اليوم السبت، في تسجيل صوتي وبيان خطي منسوبين له، على مواقع تواصل اجتماعي مقربة منه، مسؤوليته عن الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس أمس الجمعة، والتي راح ضحيتها نحو 142 قتيلاً.

وفي التسجيل الصوتي، المعنون باسم “غزوة باريس المباركة”، قال البيان، “إن ثلة مباركة من جند الخلافة وأنصارها انطلقت مستهدفة عاصمة العهر والرزيلة، وحاملة لواء الصليب في أوروبا باريس″، على حد تعبيره.

وأضاف البيان، “انطلق 8 أخوة، ملتحفين أحزمة ناسفة وبنادق آلية إلى ملعب ديفرانس، بينما كان يشهد مباراة ألمانيا وفرنسا، ومركز باتاكلان للمؤتمرات، وأهدافًا أخرى فى المناطق 10 و11و18، ما أسفر عن سقوط 200 قتيل”.

وبرر البيان الصوتي، العملية بأنها “جاءت ردًا على من تصدروا ركب الحملة الصليبية، وسبوا النبي محمد، وضربوا مواقع تنظيم الخلافة الإسلامية”، متوعداً بأن “فرنسا ومن يسير على دربها سيكونون أهدافًا للتنظيم”.

وكان المدعي العام الفرنسي، قد أشار، فجر اليوم، أن 120 شخصًا على الأقل سقطوا في هجومين مسلحين منفصلين استهدف الأول مطعما، والثاني قاعة مناسبات في الدائرة الحادية العشرة، و3 تفجيرات منفصلة قرب ملعب “ستاد فرنسا”، بالعاصمة باريس.

فيما ذكرت وسائل إعلام فرنسية أن هجمات متفرقة أسفرت عن سقوط ما يقرب من 142 قتيلا، بينهم 100 شخص قُتلوا في قاعة مناسبات “باتاكلان” بالعاصمة.  (الأناضول)

 

«الدولة الإسلامية» يتراجع أمام الأكراد وقوات «التحالف»

فقد بلدتين استراتيجيتين في سوريا والعراق

سنجار ـ الحسكة ـ وكالات: تعرض تنظيم «الدولة الإسلامية» لهزيمتين استراتيجيتين في يوم واحد وذلك بعد أن تمكنت قوات «البيشمركه» الكردية في العراق من تحرير مدينة سنجار، فيما سيطرت قوات «سوريا الديمقراطية» على بلدة الهول الاستراتيجية في شمال شرق سوريا.

وأعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني الجمعة «تحرير» مدينة سنجار في شمال العراق من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية عبر عملية نفذتها قوات البيشمركه الكردية بدعم من قوات التحالف الدولي التي ساهمت بقطع خطوط الدعم للتنظيم مع سوريا.

وتمكنت قوات البيشمركه بمشاركة قوات من الأقلية الإيزيدية من تحقيق هذا الانتصار الذي يمثل مؤشرا على أن تنظيم «الدولة الإسلامية» بات في موقع دفاعي بعدما حقق تقدما ميدانيا العام الماضي في العراق.

وقال البرزاني خلال مؤتمر صحافي عقد في سنجار «في هذا اليوم التاريخي سجلت قوات البيشمركه ملحمة تاريخية وأنا هنا للاعلان عن تحرير سنجار» التي وقعت تحت سيطرة الجهاديين في اب/اغسطس 2014.

وبدأت القوات الكردية العراقية الخميس عملية تحرير سنجار وتمكنت من استعادة عدد من القرى المحيطة بالمدينة.

وتشير تصريحات البرزاني إلى احتمال حدوث صراعات سياسية في مرحلة ما بعد تحرير سنجار.

وقال البرزاني خلال المؤتمر إن «سنجار تحررت بدماء البيشمركه وأصبحت جزءا من كردستان» وتابع «سنعمل مع الحكومة العراقية لجعلها محافظة».

وتعارض بغداد بشكل مستمر مطالب إقليم كردستان بضم مناطق متنازع عليها، وهو الموقف الذي يرجح أن تتخذه الحكومة المركزية بخصوص سنجار.

وأعلن متحدث الجمعة أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة شن أكثر من 250 ضربة جوية دعما لهجوم قوات البيشمركه الكردية التي تمكنت من استعادة مدينة سنجار.

وباشر مئات من مقاتلي البيشمركه صباح الجمعة باقتحام سنجار من جانبها الشمالي سيرا وهم يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة، بحسب ما أفاد مراسل فرانس برس.

وحمل بعض هؤلاء المقاتلين أعلام إقليم كردستان وأطلق بعضهم عيارات نارية في الهواء وسط هتافات «يعيش البيشمركه» و»تعيش كردستان» تعبيرا عن فرحتهم بالنصر.

هذا وسيطرت ما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية»، مدعومة بغطاء جوي من طائرات التحالف على بلدة «الهول»، التي كان يسيطر عليها تنظيم «الدولة» في ريف الحسكة الشرقي.

وأفادت مصادر محلية للأناضول، أمس الجمعة، أن «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية (PYD)، سيطرت على البلدة القريبة من الحدود العراقية، بعد قصف كثيف من طائرات التحالف خلال الأيام الماضية، أجبر عناصر داعش على الانسحاب إلى بلدة «الشدادي» جنوب الحكسة.

ويعد هذا أول تقدم كبير «لقوات سوريا الديمقراطية»، بعد تأسيسها في 15 تشرين الأول / أكتوبر الماضي.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد بدأت قبل 14 يوما حملة، أسمتها «تحرير الهول»، حيث سيطرت خلال الأيام الماضية على عدد من القرى المُحيطة بالبلدة، وكان آخرها «البحرة الخاتونية» التي تبعد 4 كم عن الهول.

وتتمتع منطقة الهول، التي تبعد عن مدينة الحسكة 41 كيلو مترا، بأهمية إستراتيجية كبيرة، كونها نقطة إمداد لـ «داعش» بين سوريا والعراق.

وتشكلت قوات سوريا الديمقراطية من عدد من الفصائل العسكرية المقاتلة في المنطقة الشرقية، تقودها «وحدات حماية الشعب» الكردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا.

 

أوباما: النزاع سيستمر باستمرار الأسد عائقا

بوتين: لا أملك حق طلب تنحي الرئيس السوري

موسكو – براغ – وكالات: أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، أنه لا يمتلك «الحق» في أن يطلب من الرئيس السوري، بشار الأسد، التنحي من السلطة، كما يطالب غربيون وعرب.

وقال بوتين، في مقابلة نشرت على موقع «الكرملين» الالكتروني، إن «سوريا دولة ذات سيادة، وبشار الأسد هو الرئيس المنتخب من الشعب. فهل يحق لنا أن نناقش معه مسائل كهذه؟ بالطبع لا».

من جهته أعلن وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أمس ايضا، أن على الرئيس السوري أن «يتنحى في إطار المرحلة الانتقالية في بلاده. لكننا نقر بأنه إذا كان ثمة مرحلة انتقالية فمن الممكن أن يشارك فيها إلى حد معين». وأضاف: «لن نسعى إلى تدمير المؤسسات الحكومية في سوريا. نقول بوضوح إننا نأمل بابقاء تلك المؤسسات».

وجاء تصريح وزير الخارجية البريطاني – وهو تليين للموقف الرافض لبقاء الأسد تحت أي ظرف – عشية محادثات فيينا اليوم وتشارك فيها نحو 20 دولة بهدف وضع الخطوط العريضة لمرحلة انتقالية في سوريا.

ولا تتفق روسيا وإيران، الحليفان الرئيسيان للنظام السوري، مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين حول بقاء الأسد في السلطة وحيال المقاتلين السوريين «الذين يمكن وصفهم بالإرهابيين» وأولئك الذين يعتبرون جزءا من المعارضة.

وفي واشنطن حذر الرئيس الأمريكي باراك اوباما من أن النزاعات الإقليمية «ستستمر إلى أن نتمكن من إيجاد حل للوضع السياسي في سوريا». وقال: «إلى الوقت الذي لا يعود فيه الرئيس الأسد عائقا أمام السنة في سوريا، وإلى الوقت الذي لا تعود فيه المنطقة برمتها تخوض حربا بالوكالة عن الصراع الشيعي السني، سنستمر في مواجهة المشاكل».

وأضاف الرئيس الاميركي: «أود أن أميّز بين التأكد من أن المكان بات مثاليا (على الصعيد الأمني)، وهذا لن يحدث في وقت قريب، والتأكد من أن تنظيم «الدولة» سيواصل تراجعه لجهة القدرة على شن عمليات حتى يصبح عاجزا عن تشكيل هذا النوع من التهديد الذي يشكله الآن».

 

عقبات ستواجه اجتماع فيينا الثاني… ومخاوف من تصنيف الروس كل عدو للنظام بالإرهابي

تنظيم «الدولة» يتلقى ضربات موجعة في منشآته النفطية السورية وسنجار ويخسر جلاده… فهل بدأت معركة التصعيد؟

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي»: هل بدأت العملية العسكرية الأمريكية لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا أم أن الوصول إلى بلدة سنجار مجرد محاولة من المحاولات التي تقوم بها الولايات المتحدة بالتعاون مع أكراد العراق لإضعاف سيطرة التنظيم على مناطق في الشمال العراقي وتعزيز سيطرة الأكراد على مناطقهم. لكن العملية التي بدأت يوم الأربعاء وشارك فيها ما يقرب من 7.000 من مقاتلي البيشمركة لقيت دعما من الطيران الأمريكي الذي كثف هجماته في الأيام الماضية على مواقع في سوريا والعراق.

وأعلن صباح الجمعة عن غارة استهدفت كما قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» هدفا ثمينا وهو القاتل باللثام الأسود محمد إموازي الذي عرف بـ»جون الجهادي» نظرا لنشأته في بريطانيا واستخدامه من قبل التنظيم، حيث ظهر في كل أشرطة التنظيم التي ذبح فيها رهائن غربيين. وهناك تأكيدات أمريكية تقول إن الغارة التي تمت على الرقة نجحت على الأغلب (نسبة 99%) بقتل إموازي.

عصب التنظيم

وتزامنت الغارة مع نشاطات أخرى استهدفت حقول نفط واسعة يستخدمها الجهاديون في كل من سوريا والعراق لاستخراج النفط وبيعه. وتدر عليهم صناعة تهريب النفط مالا كبيرا. وفي تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» أعده كل من مايكل غوردون وإريك شميدت قالا فيه إن استهداف حقول النفط في شرق سوريا يعتبر جزءا من محاولات لضرب المصدر الرئيسي الذي يدر أرباحا على التنظيم. وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة شعرت ولأشهر من حالة إحباط لقدرة الجهاديين على انتاج وتصدير النفط الذي وصفه وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر «العمود الحيوي للبنية التحتية المالية» التي يعتمد عليها التنظيم.

وتدر عليه ما بين 40 مليون دولار في الشهر أو ما يقرب من 500 مليون دولار في العام حسب تقديرات الخزانة الأمريكية. وتتميز الحملة الجديدة ضد منشآت النفط بالكثافة، وهي على خلاف الهجمات المتفرقة التي قام بها الطيران الأمريكي حيث كان المهندسون التابعون للتنظيم يصلحون الأضرار وإعادة عجلة الإنتاج كما كانت. ويقول مسؤولون إن إدارة الرئيس باراك أوباما ترددت في استهداف منشآت النفط خشية أن لا تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين من سائقي الشاحنات الذين يمثلون شبكة توزيع النفط. وعلى ما يبدو فقد قررت الإدارة الآن زيادة الهجمات لضرب البنية التحتية بحيث يصعب على الجهاديين عملية إعادة إصلاح العطل وتقتضي منهم الحصول على قطع غيار من أجل إعادة عجلة الإنتاج. وترى الصحيفة أن أول إشارة عن الإستراتيجية الجديدة ظهرت في 21 تشرين الأول (أكتوبر) عندما قامت مقاتلات «بي-1» وطائرات أخرى بضرب حقل العمر النفطي الذي يعتبر واحدا من أهم حقلي نفط في سوريا. ويقدر المحللون العسكريون أن حقل العمر يدر ما بين 1.7-5.1 مليون دولار في الشهر.

وكانت الطائرات الفرنسية قد ضربت حقلا آخر في المنطقة نفسها هذا الأسبوع. و ستستمر العملية لمدة أسابيع تهدف لشل معظم حقول النفط السورية وثلثي المصافي ومواقع انتاج نفط أخرى يسيطر عليها «تنظيم الدولة». وفي رسالة إلكترونية من العقيد ستيفن وارن المتحدث باسم الجيش الأمريكي في بغداد قال إن الولايات المتحدة «تنوي إغلاق كل شيء» أي وقف قطاع النفط الذي تعتمد عليه «الدولة».

عملية تصعيد

وينظر لتكثيف الهجمات الجوية على القطاع النفطي على أنه جزء من عملية التصعيد التي يقوم بها أوباما للهجمات ضد الجهاديين. وتشمل الحملة مساعدة الأكراد السيطرة على المدينة الحدودية سنجار وإرسال 50 من القوات الخاصة للعمل مع الأكراد في سوريا وبقية الفصائل. وكان الجنرال تشارلس براون جي أر، مسؤول الحملة في قاعدة العديد القطرية قد تحدث الأسبوع الماضي عن خطط لتصعيد الغارات ضد أهداف محددة مثل مصافي النفط ومراكز انتاجه ومراكز صناعة القنابل وغيرها من المؤسسات الحيوية التي تدعم «تنظيم الدولة» وجهوده الحربية. وقال إن الجهود الحربية الجديدة جاءت بعد أسابيع من دراسة ثمانية حقول نفط وهي العمر والتنك وصباح وسيجان وجفرة وأزرق وبرغوث وأبو حردان لتحديد الطريقة التي يمكن من خلالها التأثير على العصب المالي للتنظيم. فبدلا من تعطيل كامل المنشآت النفطية سيتم استهداف مواقع خاصة تؤثر على عملية الإنتاج لما بين ستة أشهر وعام.

أي ضرب أجهزة التنقية أو الضخ. وأَصبح لدى طائرات الإستطلاع الأمريكية قدرة على التحرك فوق الأهداف والتقاط صور لها خاصة بعد نقلها من القواعد العسكرية في الخليج إلى قاعدة إنشريلك الجوية التركية القريبة من سوريا. وأطلق العسكريون الأمريكيون على الحملة الجديدة اسم «الموجة العارمة-2» وهو اسم الحملة التي استهدفت قطاع النفط في رومانيا أثناء الحرب العالمية الثانية للتأثير على النازيين. واختاره الجنرال شين ماكفرلاند الذي عين في شهر إيلول (سبتمبر) قائدا لقوات التحالف الدولي ضد «تنظيم الدولة» في العراق وسوريا.

وتم توجيه عمليات الضرب على الأهداف من قاعدة شو الجوية في ساوث كارلينا. وتعتبر توسعا في ضرب مقدرات «الدولة» المالية. ففي بداية الحملة ضد التنظيم التي بدأت تستهدف سوريا في إيلول (سبتمبر) تم تدمير عدد من المصافي المتحركة والمؤقتة إلا أنها الآن تقوم بضرب المواقع الرئيسية لإنتاج النفط. ونقل عن الرائد مايكل فيلانسكوي الذي تحدث للصحافيين في بغداد قوله إن الغارات تستهدف مواقع محددة وستؤدي إلى تعطيل قدرة التنظيم على بيع النفط واستخراجه من باطن الأرض وشحنه.

جون الجهادي

وفي اليوم نفسه تلقى التنظيم ضربة بمقتل أحد رموزه التي عبرت عن البشاعة والوحشية وهو محمد إموازي. وكان مبرمج كمبيوتر بريطانيا معروفا لدى المخابرات البريطانية «أم أي فايف» وللشرطة لمدة أربع سنوات قبل تسلله إلى سوريا. ولد إموازي في الكويت وعاش في لندن 17 عاما، وكان هو الشخص الذي ظهر في أشرطة الفيديو السوداء التي تم فيها قطع رؤوس رهائن غربيين مما أثار تساؤلات حول مقدرة المخابرات على مراقبة المتطرفين. وفي الوقت الذي تزاحمت فيه وسائل الإعلام على الذهاب للعناوين التي سكن فيها إموازي، من شقة يقدر ثمنها بـ 800 ألف جنيه استرليني في ميدافيل شمال لندن إلى عنوانه الأخير في عمارات سكنية كئيبة في غرب لندن، بدأ النقاش عن الكيفية التي تحول فيها شاب يحب الموضة وذكي وابن سائق سيارة تاكسي في لندن إلى شخصية الدعاية الملطخة بالدماء لتنظيم «الدولة».

وكان الشاب البالغ من العمر 26 عاما انتقل للعيش في لندن في عمر 6 سنوات وأول ما تنبهت له المخابرات الداخلية «أم أي فايف» عام 2009. وتم اعتقاله مع اثنين أثناء سفرهما إلى تنزانيا لرحلة سفاري، حيث اعتقد ضباط المخابرات أن تلك الرحلة كانت غطاء للإنضمام إلى «حركة الشباب الإسلامية» في الصومال. وبينما كان يدرس في جامعة وستمنستر تم ربطه مع مجموعة من الرجال كانت تراقبهم الأجهزة الأمنية البريطانية. وكانوا يلعبون كرة القدم ودرسوا في المدارس نفسها وذهبوا إلى المساجد نفسها في غرب لندن. ثلاثة منهم ماتوا وعدد منهم يقضون أحكاما بالسجن وأحدهم يعيش في السودان بعد تجريده من الجنسية البريطانية. وتضم المجموعة بلال البرجاوي ومحمد صقر اللذين سافرا إلى الصومال للانضمام لحركة الشباب الإسلامية وقتلا هناك. وبعد أن تخرج من الجامعة تنقل إموازي بين عدة وظائف كمبرمج للكمبيوتر وحاول الانتقال للخارح للحصول على شهادة تدريس لغة أجنبية. وأخيرا سافر بعد تغيير اسمه إلى محمد العيان عن طريقة وثيقة قانونية.

وادعى الناشطون في منظمة (كيج) التي تدافع عن المعتقلين بسبب قضايا إرهابية بأن إموازي تعرض لحملة مضايقات من «أم آي فايف» التي حاولت تجنيده كمخبر من عام 2010 إلى 2012. وزعم إموازي في حينه أن المخابرات منعته من السفر إلى الكويت حيث كان تنتظره وظيفة وخطيبة وانتهى بالشعور «كالسجين»، على الأرضي البريطانية. ويرفض المسؤولون البريطانيون أي اقتراح يحاول الربط بين القتل الذي ارتكبه إموازي وتجربته مع المخابرات البريطانية. وقال مصدر استخباراتي لصحيفة «إندبندنت» إنه عرف عن إموازي ارتباطه بشبكة إسلامية وتم التعامل معه طيلة الوقت بحسب القانون.

الحملة في سنجار

وبالإضافة لمقتل إموازي واستهداف منشآت النفط يواجه التنظيم ضغوطا في شمال العراق فسقوط بلدة سنجار في يد مقاتلي البيشمركة الذين دخلوا البلدة يوم أمس سيقطع شريان الاتصال بين مناطق سوريا والعراق وسيوسع نفوذ الأكراد في الشمال. وسيفتح الطريق أمام التقدم نحو مدينة الموصل مع أن نوايا الأكراد غير معروفة تجاه الموصل، وإن كان لديهم استعداد للمشاركة في عملية استعادتها من مقاتلي التنظيم.

وتقول صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» إن استعادة سنجار التي سيطر عليها التنظيم في آب (أغسطس) 2014 وتحولت إلى رمز لوحشية التنظيم ضد الأيزيديين قد يرفع من معنويات البيشمركة والقوات العراقية والميليشيات الشيعية وتعطيهم الدفعة الكافية لهزيمة تنظيم الدولة. ويتوقع المسؤولون الأمريكيون أن تحتاج عملية تأمين المدينة أربعة أيام وأسبوعا آخر لتنظيف المنطقة من مقاتلي التنظيم. وتقول صحيفة «وول ستريت جورنال» إن التقدم نحو البلدة يأتي بعد ضغوط من الحكومة العراقية على الولايات المتحدة وحلفائها لإظهار نوع من التقدم في الحرب ضد تنظيم الدولة في وقت حققت فيه روسيا وإيران الجماعات الوكيلة لهما في سوريا تقدما ضد جماعات المعارضة السورية، بما في ذلك كسر الحصار المفروض من قبل تنظيم الدولة على قاعدة كويريس العسكرية قرب حلب. وتحدثت الصحيفة عن طبيعة مشاركة القوات الأمريكية في المعركة على سنجار، حيث قالت إن أفرادها شاركوا كمستشارين من جبل سنجار الذي يطل على البلدة، وقاموا بتوجيه الطائرات نحو الأهداف داخل البلدة. وأضافت أن القوات الأمريكية لا تلعب دورا مهما في العملية وقد نشروا بعيدا عن ميدان المعركة ميلا أو ميلين. ونقلت ما قالته سوزان رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي قولها إن عملية سنجار هي جزء من تصعيد المعركة ضد الجهاديين.

وقالت إن الرئيس سيتحدث عن الحملة خلال لقائه مع قادة الدول الكبرى في منتجع أنطاليا التركي حيث سيلتقي قادة مجموعة الدول العشرين ما بين الأحد والاثنين. وتقول إن الحملة تعلم خطوة أخرى نحو تعميق التعاون الأمريكي مع الأكراد، خاصة أن الميليشيات الشيعية في العراق طالبت حكومة حيدر العبادي بتقليل الاعتماد على أمريكا وطلب المساعدة من روسيا، كما فعل الرئيس السوري بشار الأسد. ويخشى المسؤولون العراقيون من أن يؤدي التعاون إلى قيام واشنطن بتسليح الأكراد مباشرة، كما يطالب عدد من النواب الأمريكيين بدلا من مرورها عبر بغداد. وتضيف أن الولايات المتحدة التي فقدت الصبر في تطوير القوات الأمنية العراقية عبرت عن رغبة بالتعاون مع الأكراد الذين حققوا تقدما ضد تنظيم الدولة في الشمال. وكان وزير الدفاع كارتر قد قال الشهر الماضي «نحن مصرون على فعل هذا لأن الأكراد مقاتلون يعتمد عليهم ونحن بحاجة لجنود مقاتلين فاعلين». وبهذا يكون تنظيم الدولة قد تلقى 3 ضربات موجعة يحتاجها الرئيس الأمريكي بعد دخول روسيا الساحة السورية.

مؤتمر فيينا

ويتزامن التصعيد مع مؤتمر فيينا الذي سيعقد يوم غد ودعا وزير الخارجية جون كيري الذي تحدت يوم الخميس في معهد السلام الأمريكي إنه ليس متفائلا من إمكانية التوصل لسلام قريب في سوريا. ورغم تجاوز الولايات المتحدة قضية بقاء الرئيس الأسد ورحيله والتركيز على النقاط الرئيسية إلا أن المجتمعين اليوم السبت سيجدون أنفسهم أمام مشكلة خلافية تتعلق بتعريف الجماعات المعارضة التي ستشارك في الحكومة الانتقالية. وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» إن اجتماع وزراء خارجية 17 دولة في فيينا سيواجه مسائل تثير انقساما حادا بين الدول المعنية بحل الأزمة مثل: من هو العدو؟ وتقول إن اجتماع فيينا هو مرحلة أخرى من العملية الدبلوماسية التي ستترك أثرها على قمة العشرين في تركيا حيث سيحضر الملف السوري فيها بشكل كبير.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تريد خلق زخم جديد يفضي لتسوية للأزمة ودفع باتجاه هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. وتقول الصحيفة إن هناك مخاطر من حرف النقاش حول مستقبل الأسد ودفع القوى الغربية لاتخاذ مواقف ضد العديد من الجماعات الإسلامية المعارضة لنظام الأسد. وأشارت لتصريحات فيليب هاموند وزير الخارجية «نحن متفقون جميعا على استهداف الإرهابيين ولكننا لسنا متفقين على ماهية الإرهابي». وقال «لدى الروس تعريف واسع لمن هو إرهابي، فهو أي شخص يقاتل النظام». ومن المتوقع أن يتفق المجتمعون في فيينا على جبهة النصرة وتنظيم الدولة باعتبارهما جماعتين إرهابيتين. ولكن الولايات المتحدة تتجنب اتخاذ مواقف من جماعات إسلامية تشارك في الحرب ضد النظام خاصة أنها تلقى دعما من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. وبحسب إميل هوكاييم الخبير في شؤون الشرق بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية معلقا على الموضوع «هناك مصيدة محتملة لأنها ستخلق انقساما بين الدول الغربية والحلفاء العرب والأتراك مع حلفائهم السوريين».

وقال «سيترك الروس والإيرانيون ليؤطروا الموضوع باعتباره حربا على الإرهاب وليس عملية انتقال سياسي من الأسد». وأشار هاموند إلى أحرار الشام التي قاتلت مع جبهة النصرة. ولكنها تلقى دعما من الأتراك والقطريين وحاولت تقديم نفسها كجماعة معتدلة. وقال «سيقوم الروس من البداية باعتبارهم إرهابيون». ويخشى دبلوماسيون أن يستخدم الروس تعريف الإرهابي لإحداث إنقسام وإضعاف المعارضة.

آمال عالية

وفي هذا السياق علق ديفيد إغناطيوس في صحيفة «واشنطن بوست» على «محادثات السلام السورية». وجاء فيه أن العبارة سلسة لكنها لا تناسب الكابوس الحقيقي في سوريا. مشيرا للجهود التي يقوم بها وزير الخارجية كيري والذي يندفع بحسن نية للمحادثات بافتراض أن الروس راغبون في تسوية في سوريا أكثر مما يريد الأمريكيون. فالتدخل الروسي في سوريا الذي بدأ في نهاية إيلول (سبتمبر) طال أكثر مما توقعته موسكو، ولم يحقق الكثير حتى الآن ولا يمكن المواصلة بسبب مصادرها العسكرية المحدودة، ومن هنا فتسوية سياسية في سوريا قد تصب في مصلحة الرئيس بوتين.

ومشكلة محادثات السلام حسب إغناطيوس أنها لا تضم أي سوري» فقط يقوم كيري وشركاه بالعمل على المشكلة». ويعتقد الكاتب أن أهم إنجاز حققه وزير الخارجية هو إقناع السعوديين والإيرانيين للجلوس على طاولة واحدة مع الولايات المتحدة وروسيا. مشيرا أن التناحر السعودي- الإيراني يقع في قلب النزاع السوري. ومن هنا فالمحادثات تعتبر خطوة للوراء عن الحرب الطائفية. ويشير هنا إلى إن الرئيس أوباما اعتمد على الشيخ محمد بن زايد، المسؤول العسكري الإماراتي لإقناع السعوديين المشاركة في المحادثات. وبالنسبة للإيرانيين فقد كانوا مترددين، خاصة أن الصقور منهم لا يحبون المفاوضات. وعلى ما يبدو فقد أمرهم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الذي لم يكن راغبا بعودة الإيرانيين بأكياس الموتى.

خطوة – خطوة

ويصف المحادثات حول سوريا بأنها هادئة وتقوم على سياسة الخطوة- الخطوة وتركز على العناصر المشتركة من أجل التوصل لاتفاق في النهاية. وتحدث عن مجموعات العمل التي تقوم بتعريف من هو الإرهابي. ويشير هنا أن الولايات المتحدة وبريطانيا تنظران لأحرار الشام على أنها جزء من الحل وليس المشكلة، لكن تصنيفها يعتمد على تصرفاتها.

أما المجموعة الثانية فتدرس من سيمثل المعارضة حالة توسعت محادثات السلام. ولأن المعارضة هي كشكول من الأفكار والشخصيات والأجندات فمن الصعوبة بمكان تحديد من له الحق في التمثيل، خاصة أن الولايات المتحدة وحلفائها لديهم قائمة بالجماعات السياسية المفضلة مثلما لروسيا قائمتها. والتحدي هو دمج القائمتين معا من دون إثارة منافسات ومشاكل.

ويبدو أن واشنطن وموسكو متفقتان على شخصية معاذ الخطيب، رئيس الإئتلاف الوطني السابق. ويقول الكاتب إن ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، من المحتمل أن يقود المحادثات لو وافقت المعارضة على مواقف رئيسية. وحاول دي ميستورا التفاوض من دون نجاح لتحقيق اتفاقات وقف إطلاق نار محلية. ويرى أن مسألة بقاء الأسد هي من أكثر القضايا المثيرة للإنقسام. وأقنع كيري الجميع الشهر الماضي لوضعها في «سلة قوية» في الوقت الحالي.

أما المجموعة الثالثة فهي التي تناقش المسألة الإنسانية وكيفية إيصال المواد الإنسانية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة وتحقيق وقف إطلاق نار بينها وبين النظام حتى تتم مساعدة السكان في هذه المناطق. ويقول الكاتب إن عملية السلام في سوريا مثل بقية التسويات تتم والحرب دائرة ولهذا يظل نجاحها محلا للتساؤل، ولكن كيري بدأ العملية وكما أظهر إصرارا في محادثات الملف النووي الإيراني فهو مصر هذه المرة، فهل ينجح؟

 

تنظيم «الدولة» يطرق أبواب دمشق الغربية ويشتبك مع «اللجان الشعبية» بالقرب من الحرس الجمهوري

أحمد الدمشقي

ريف دمشق – «القدس العربي»: تشهد قرى وادي بردى، المتناثرة على ضفاف نهر بردى المتجه نحو العاصمة دمشق، قصفا يوميا من الجبال الجنوبية التي تتمركز عليها ثكنات الحرس الجمهوري، بالتزامن مع حصار خانق مفروض على كامل المنطقة التي تتفاعل بشكل كبير مع الأحداث في دمشق وريفها، بسبب وقوعها على نبع عين الفيجة، وهو الشريان الرئيسي المغذي لدمشق بالمياه الصالحة للشرب. وكل هذا حوّل المنطقة إلى ورقة للتجاذبات بين مختلف الأطراف.

وتضم المنطقة عددا من الفصائل المقاتلة، التي تتمركز على الجبال الشمالية وعلى أطراف قرى الوادي، وتتقاسم النفوذ في ما بينها لحماية الوادي من هجمات النظام والتحكم بتدفق المياه باتجاه العاصمة. وتتعرض قرى الوادي للقصف بشكل عشوائي بالأسلحة الخفيفة أو المتوسطة، ويتدخل الطيران الحربي والسلاح الثقيل عند قطع المياه، أو حدوث اشتباكات مع قوات الأسد، كما حدث مؤخرا عندما قطع الثوار المياة عن العاصمة دمشق أثناء هجوم «حزب الله» على الزبداني، ما استدعى هجوما مدمرا من قبل النظام دفع الثوار لإعادة ضخ المياه بعد تضرر الخط الرئيسي بشكل كبير، إذ لا زال ينفجر بشكل يومي بسبب القصف الذي أصابه.

ومنذ أيام سقط طفلان وأصيب عدد من المدنيين في القصف الذي استهدف قرية كفر الزيت وسط الوادي. لكن قصف القرية جاء في سياق مختلف هذه المرة، إذ كان لمؤازرة اللجان الشعبية التي جندها النظام عن طريق أمين شعبة لـ»حزب البعث» في ريف دمشق (المدعو همام حيدر). وهو من أبناء القرية والذي جند أفراد عائلته في اللجان وأجبر أهالي القرية من المعارضة على القبول بالأمر الواقع وتجنب معاداة النظام، وبالتالي القصف والقتل والبرد والجوع مقابل تزويد القرية ببعض الخدمات، خلافا لباقي قرى الوادي.

وجاءت مؤازرة النظام لما يعرف بـ»اللجان الشعبية» بعدما قامت هذه اللجان بخطف عنصر تابع لـ»تنظيم الدولة» الذي يتمركز في الجبال الشمالية المطلة على الوادي وصولا إلى الحدود اللبنانية، والذي دفع بعناصره باتجاه دير قانون لتحرير العنصر المختطف، بحسب ما ذكر مصدر خاص من المنطقة رفض الكشف عن هويته لـ»القدس العربي».

وأوضح المصدر أن القصف استهدف كفير الزيت، الملاصقة لدير قانون، حيث تمركز عناصر التنظيم للهجوم على اللجان واشتبكوا معهم على أطراف القرية. وهو ما دفع لجنة من الأهالي وقادة الجيش الحر للتدخل والتوسط لتسليم المختطف للتنظيم، وهو ما تم بالفعل بعد ساعات من القصف العنيف من قوات النظام والاشتباكات بين الطرفين.

ولدى سؤاله عن نشأة التنظيم ونفوذه في المنطقة، قال المصدر إن التنظيم موجود في الوادي منذ قرابة العام بعد مبايعة إحدى كتائب «الجيش الحر» للتنظيم، ويتمركز بشكل أساسي في الجبال والجرود المحاذية للوادي، وهم في معظمهم من أبناء الوادي.

وتحدث المصدر عن مجمل المعارك التي شارك فيها التنظيم، مثل معركة بسيمة منذ سنة تقريبا، ومعارك الجبل الشرقي للزبداني هذا العام، وقصف النظام عندما شن آخر حملة على عين الفيجة بتاريخ 15 آب/أغسطس الفائت. كما قام التنظيم بقتل عناصر عصابة في الوادي، وإلقاء القبض على عنصر منها بعد محاولة العصابة التابعة للنظام السيطرة على النبع. واعتقل أيضا عددا من المحسوبين على النظام كبعض أعضاء لجان المصالحة واللجان الشعبية. وفي رمضان الفائت وقع قتال بين عناصر التنظيم وكتيبة للجيش الحر في دير مقرن على إثر إشكال تسبب فيه عنصر منشق عن «النصرة»، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين بحسب المصدر الذي أكد أن عناصر التنظيم لا علاقة لهم بالنبع الذي تسيطر عليه قوة من الجيش الحر، وتحافظ على علاقة طيبة مع كل الفصائل، ولا تتبع لأي فصيل أو تيار معين.

واعتبر المصدر أن نوايا النظام واضحة، إذ أنه يسعى لتركيع أهالي الوادي بالقصف والحصار والتجويع وبث الفتن، مع الحفاظ على ضخ المياه من دون توقف. وهو ما لا يستطيع تحقيقه لأن بوسع الثوار قطع المياه عند الضرورة وحسب الموقف.

وبعدما فشل في غوطة دمشق الشرقية وحوصر في جنوب دمشق، تستمر مساعي تنظيم الدولة للحصول على موضع قدم على أطراف «ولاية دمشق» كما يسميها، إذ يتطلع التنظيم لحشد قوة كبيرة على الجانب الغربي للعاصمة هذه المرة، بالقرب من وادي بردى، خاصة بعد الأنباء التي تحدثت عن أوامر لعناصر التنظيم في الغوطة والقلمون بالهجرة إلى تلك المناطق، وتغيير عدد من قيادات التنظيم.

لكن سياسة مغايرة يتبعها التنظيم في تلك المنطقة بتجنب الاحتكاك مع باقي الفصائل، وعدم تدخله في النبع. لكنه لا يتوانى عن إرسال الإشارات بين الحين والآخر لتأكيد وجوده بالتزامن مع لعب النظام على وتر محاربة التطرف لتجنيد الأهالي في اللجان الشعبية.

 

الحكومة السورية المعارضة المؤقتة تصف منع «الجبهة الشامية» لدخولها حلب بـ «التشبيح»

ياسين رائد الحلبي

أنطاكيا – «القدس العربي»: أصدرت الحكومة السورية المعارضة المؤقتة بيانا وصفت فيه فصيل «الجبهة الشامية»، التابع للمعارضة المسلحة في مدينة حلب، بـ»المتطرف والشبيح».

جاء ذلك بعد منع الحكومة المؤقتة من الدخول إلى الأرضي السورية من قبل إدارة معبر «باب السلامة» التابع لسيطرة الجبهة الشامية على الحدود السورية – التركية.

وقامت الحكومة المؤقتة بعدها بحذف البيان من موقعها الرسمي، وعدّلت بعض المصطلحات، وأصدرت بيانا جديدا على موقعها، وحُذف في البيان الجديد «قوة مسلحة متطرفة «، وتم تغييرها بـ وصف «غير منضبطة». وغيّر البيان الجديد أيضا جملة «السلوك التشبيحي» بجملة أخرى وهي «السلوك غير المنضبط». وقال عضو المكتب الإعلامي لمعبر باب السلامة، أحمد علي، في حديث خاص لـ»القدس العربي»: «ما حصل في المعبر جاء بسبب غياب التنسيق من قبل الحكومة المؤقتة، ولم يتم إعلام إدارة المعبر عن قدوم وفد يضم رئيس الحكومة أحمد طعمة ووزراء مرافقين له. وهذا قد يلحق بعض الصعوبات في تأمين دخولهم نحو سورية. لذلك اعتذرت إدارة المعبر عن إدخالهم».

وأصدرت الجبهة الشامية بيانا بخصوص الحادثة قالت فيه: «فوجئت إدارة المعبر بوفد الحكومة من دون تنسيق مسبق لاتخاذ التدابير اللازمة. وتزامن ذلك مع وصول مجموعة مسلحة ملثمة إلى قرب المعبر يدَّعون أنهم من أحرار الشام، وأنهم حضروا لمرافقة الوفد. وبعد التواصل مع القيادة العامة والسياسية لأحرار الشام نفت علمها بالموضوع، كما نفت علاقتها بالمسلحين المذكورين، وبالتالي أحاطت بالموضوع عدة شبهات».

وأضاف البيان: «طلبنا من الوفد التريث والانتظار ريثما يتم ترتيب بعض الأمور، وتوضيح الالتباس الأمني الحاصل، والتحقق من هوية المجموعة المسلحة. لكن الوفد رفض واستعجل المغادرة».

وقال ناشطون إن الحكومة المؤقتة «كانت تريد الدخول نحو الأراضي السورية لتوجيه عدة رسائل إلى المجتمع الدولي قبل قمة العشرين عن جاهزيتها لإدارة المنطقة الآمنة المزمع إقامتها، بالإضافة إلى عقد مؤتمر صحافي أمام مجلس محافظة حلب الذي تم قصفه وتدميره من قبل الطائرات الروسية، لتكون رسالة مضادة للروس مفادها أن بديل النظام هو الحكومة المؤقتة والمجالس المحلية المنتخبة».

وأضاف ناشطون من مدينة حلب أن الرسالة – التي سعى رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة – لإيصالها للمجتمع الدولي فشلت بعد منعه من الدخول نحو الأراضي السورية بغض النظر عما إن كانت الأسباب الحقيقية سياسية أو أمنية. لكن النتيجة حسمت والحكومة المؤقتة أثبتت أنها غير قادرة حتى على الدخول للأراضي السورية.

ومن جهة أخرى تعترض عمل الحكومة المؤقتة داخل الأراضي السورية عوامل عدة منها خلافاتها مع بعض الفصائل العسكرية، ووجود تنظيم «القاعدة في سوريا»، المتمثل في «جبهة النصرة»، والذي يسيطر على كثير من المناطق ويديرها عبر مؤسسات ودوائر خدمية تابعة له، بالإضافة إلى عدم الترابط المتين بين وزارات الحكومة المؤقتة في دول الجوار والهيئات المدنية في الداخل السوري، وارتباط هذه الهيئات بمجالس ثورية وتشكيلات مدنية هناك.

 

الصحف الفرنسية بعد اعتداءات باريس: إنها الحرب

باريس ــ محمد المزيودي

في الوقت الذي تَرُوج فيه بعض الأخبار عن العثور على جواز سفر سوري، بالقرب من مكان الاعتداء الإرهابي بالقرب من “ستاد دي فرانس” حيث كانت تجري مباراة في كرة القدم بين فرنسا وألمانيا، وأخبار أخرى عن أن مهاجمي مسرح باتاكلان يتحدثون اللغة الفرنسية، بطلاقة.

 

وفي انتظار تحديد حقيقة المهاجمين، الذين تكاد فرق التحقيق الفرنسية تحددهم في ثمانية انتحاريين، وهو الرقم الذي أعلن عنه تنظيم داعش في رسالته الأخيرة. فإن وسائل الإعلام في فرنسا ودول الغرب تتفق على أن ليلة أمس كانت ليلة حرب إرهابية حقيقية وانتهت بمجازر لم تعرفها فرنسا منذ حرب الجزائر.

 

وقد خرجت الصحف الفرنسية، صباح اليوم، وبعد ليلة البارحة الدامية، بعناوين متقاربة جداً، لتوصيف ما جرى في العاصمة الفرنسية. فصحيفة “ليبراسيون”، التي كان موقعها من أنشط المواقع لنقل الأخبار، طول الليل، عنونت صفحتها الأولى وملفها الكبير، خمس صفحات، “مذابح في باريس”، حيث عرفت باريس “موجة اعتداءات، لا سابق لها”.

 

في حين أن عنوان صحيفة لوباريزيان كان هو: “مجزرة إرهابية في قلب باريس”، أما لوفيغارو فكان العنوان: “حرب في قلب باريس”، في حين أن صحيفة لوموند اختارت عنوان: “الرعب في باريس”، ومن جهتها اختارت صحيفة “ليكيب” الرياضية عنوان: “الفظاعة”. كما أن عناوين صحف كثيرة منتشرة في فرنسا كانت عن “الحرب في قلب باريس” و”باريس تتعرض للهجوم: 150 قتيلاً”، كما فعلت صحيفة “لاريبوبيليك دي بيريني”، أو “فرنسا في حرب”، كما نقرأ في “إست ريبوبليكان”، و”ليلة دامية في شوارع باريس”، كما عنونت “كوريي بيكارد”.

 

وعنونت charente libre “باريس الدم”، ووكتبت la lsace “ليلة الرعب في باريس”. وعنونت L’est “الحرب”. فيما كتبت l’union “مجزرة في باريس”، وكذلك فعلت l’ardennais . أما la depeche فكتبت “المذبحة”، وعنونت لا فوا دو نورد: “الرعب في باريس”. أما la nouvelle republique، فعنونت “المذبحة”.

 

أما موقع ميديا بارت الإخباري فقد كان عنوانه الرئيس: “أطول ليلة في باريس”. بينما نشر موقع شارع 89 مقالات لمؤسسها بيير هسكي كانت عن “الإرهاب يضرب قلب باريس” و”الإرهاب: خبراء الجهادية نبّهونا من قبل عما يجري”.

 

ويكتب بيير هسكي أن فرنسوا بورغات، مدير الأبحاث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي: “تساءل، قبل أسبوع، عن قرار الإيليزيه إرسال حاملة الطائرات الفرنسية، شارل دوغول، لدعم الغارات على سورية، وأعلن عن نبوءة لم تتأخر طويلاً في التحقق”. مفاد النبوءة: “بشكل لا شك فيه، سنعرف، في فرنسا، غداً، أو بعد غد، أو في بضعة أسابيع، نفسَ المصير الذي عرفه الروس في سيناء”… ويستحضر هكسي، ما كتبه الباحث جان بيير فيليو، قبل سنة، من أن “المُعادل الأوروبي لفظاعات 11 سبتمبر/أيلول قادمٌ”.

 

واهتمت الصحف العالميّة أيضاً بالموضوع. وكتبت “نيويورك تايمز”: “اعتداءات باريس الارهابية تقتل أكثر من 100 وفرنسا تعلن حالة الطوارئ”. وعنونت “تلغراف” “الحصار الدموي لباريس”. وعنونت “ذا غارديان”: “الرعب يعود إلى قلب باريس”. وعنونت “ذا صن”: “مجزرة في باريس”، وكذلك فعلت “ذا تايمز” و”وول ستريت جورنال”. أما “الاندبندنت” فعنونت “مجزرة في باريس”، بينما عنونت I “ارهاب في باريس”.

 

 

ولم تكن الصحف الفرنسية الوحيدة في الحديث عن هذه المجزرة. فحتى عناوين الصحف الاسبانية (باييس: باريس المدماة) والإيطالية (لاكوريير ديلا سيرا: الحرب في باريس)  البلجيكية (صحيفة لوسوار تحدثت عن مجزرة في باريس) كانت متقاربة مع نظيرتها الفرنسية في وصف فظاعات ليلة أمس، التي تتفق على أنها استهداف للغرب كله، بل وللإنسانية، جميعاً.

 

قتلى بغارات روسية في حلب والنظام يحاول التقدم بدرعا

أحمد حمزة

شنّ الطيران الحربي الروسي قبل ظهر اليوم السبت، نحو أربعين غارة، استهدفت مناطق سيطرة المعارضة السورية بريفي حلب الجنوبي والشمالي، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى من المدنيين، كما تعرضت مناطق في ريف درعا لقصف جوي ومدفعي، بالتزامن مع شن قوات النظام لهجومٍ بمحيط بلدة الشيخ مسكين بريف المحافظة الشمالي.

وأكد ناشطون في حلب لـ”العربي الجديد”، بأن “الطيران الروسي شن منذ صباح اليوم أكثر من أربعين غارة، استهدفت مناطق: خان طومان، الزربة، خلصة، زيتان، تل حدية وغيرها” بريف حلب الجنوبي، الذي يشهد معارك عنيفة منذ نحو أربعة أسابيع، بين فصائل المعارضة وقوات النظام، إذ تقدمت في اليومين الماضيين، وسيطرت على بلدتي الحاضر والعيس، القريبتين من أوتستراد حلب – دمشق الدولي.

 

أما في الريف الشمالي للمحافظة، فقد “شن الطيران الروسي عدة غارات اليوم، حيث “سقط أربعة قتلى وعدد من الجرحى بالقصف الذي طاول بلدة كفرحمرة بريف حلب الشمالي”.

إلى ذلك، قالت شبكة “سورية مباشر” بأن “أربعة قتلى من الثوار قتلوا اليوم، جراء قصف ببراميل متفجرة من الطيران المروحي على محاور الاشتباكات مع جيش النظام على محور باشكوي بريف حلب الشمالي” حيث تشهد تلك الجبهة اشتباكات متقطعة منذ صباح اليوم، بين قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة.

وفي حمص وسط البلاد، قال “مركز حمص الإعلامي”، إن “قوات النظام ارتكبت مجزرة جديدة في قرية كفرنان، اثر كمين نصبته للمدنيين على الطريق الذي يربط الحولة مع الريف الشمالي راح ضحيته أكثر من 6 شهداء”، كما عرض المركز شريطاً مصوراً، يظهر جثث القتلى، إذ كانوا يرتدون ملابس مدنية، ويبدو أنهم قتلوا بالرصاص.

بموازاة ذلك، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، “استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في أطراف بلدة الشيخ مسكين ومحيطها بريف درعا، إثر هجوم لقوات النظام على المنطقة، وسط  تقدم لقوات النظام في البلدة ومعلومات مؤكدة عن سيطرتها على أجزاء منها”.

 

وأضاف أن ذلك “ترافق مع قصف مستمر من قوات النظام وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في البلدة، أيضاً تعرضت مناطق في بلدة ابطع لقصف من قبل قوات النظام، ما أدى لاستشهاد مواطنة وسقوط جرحى”.

 

“النصرة” تعلن أسر ثلاثة عناصر من “حزب الله” بسورية

بيروت ــ العربي الجديد

أعلنت “جبهة النصرة”، فجر السبت، أسر ثلاثة مقاتلين من “حزب الله” اللبناني خلال المعارك الدائرة في ريف حلب الجنوبي في سورية، ولم يتم تأكيد صحة الادعاء من مصادر مستقلة.

ونشر حساب “مراسل حلب”، التابع لـ”النصرة”، على موقع “تويتر” صور المقاتلين الثلاثة وعليها شعار “جيش الفتح” إلى جانب شعار “النصرة” مع وسم يحمل اسم بلدة العيس في الريف الجنوبي لحلب، والذي تحدثت وسائل إعلام تابعة لـ”حزب الله” عن فرض السيطرة عليها، أمس الجمعة.

وبدا على المقاتلين الثلاثة ــ بحسب الصور المنشورة لهم ــ آثار جروح ودماء على وجوههم، إلى جانب عرض شعارات طائفية عادة ما يرتديها مقاتلو الحزب أثناء القتال.

وبعد ساعات قليلة على إعلان أسر المقاتلين، نُشر فيديو مدّته دقيقتان ونصف تظهر فيه “اعترافات” للأسرى الثلاثة.

وتتضمن حديث الأول، الذي عرّف عن نفسه باسم محمد مهدي شعيب من جنوب لبنان عن “تقاضي مبلغ 700$ دولار شهرياً مقابل القتال في سورية”، و”تقاسم جبهات ريف حلب الجنوبي بين مقاتلين عراقيين ولبنانيين بقيادة الحرس الثوري الإيراني مع تواجد قليل وغير فعال لعناصر الجيش السوري”. أمّا المقاتل الثاني الذي يظهر مستلقياً وملفوفاً ببطانية، فيعرف عن نفسه باسم حسن نزيه طه، الذي يضيف إلى حديث المقاتل الأول “وجود مقاتلين أفغان على جبهة ريف حلب الجنوبي، وقتال الإيرانيين في جبهات خاصة بشكل مُنفرد بقيادة قاسم سليماني، وعدم تقاسم إدارة العمليات مع أي جهة أخرى”.

وتبدو إصابة العنصر الثالث الأكثر خطورة، فيتنفس بصعوبة أثناء الحديث عن أنّه “موسى كوراني من بلدة ياطر جنوبي لبنان”، ولديه أربعة أطفال. ويقول الرجل الذي يتحدث ويديه داميتان عن “التعرض لكمين خلال القتال في ريف حلب الجنوبي تمهيداً للوصول إلى بلدة الفوعة”.

يشار إلى أن إعلان عملية الأسر المزعومة تمت من “جبهة النصرة” فقط من دون إمكانية تأكيد حصولها من “حزب الله” الذي عادة ما يتحفظ عن نشر أخبار تتعلق بقتاله في سورية.

وكان “حزب الله” قد أعلن عن إنجاز عملية تبادل مع “مسلحين” في منطقة القلمون السورية على حدود لبنان الشرقية مع سورية. وقد تقاطعت مصادر مُتعددة في التأكيد على كون التبادل تم بين “الحزب” و”النصرة” تحديداً، فتم إطلاق مقاتل واحد للحزب مقابل عدد غير مُحدد من المُقاتلين التابعين لـ”النصرة”.

وقد أثارت عملية التبادل الناجحة التي أنجزها الحزب استياء أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى تنظيمي “الدولة الإسلامية” (داعش) و”النصرة”، الذين اتهموا الدولة اللبنانية بالفشل في إنجاز عملية تبادل مع التنظيمين.

 

ليلة مظلمة في عاصمة النور.. تفاصيل هجمات باريس الدامية

باريس – نبيل شوفان

في شارع بيشات وألبيرت، بالمنطقة الحادية عشرة، شرقي باريس، كان كل شيئ، يبدو هادئا في مساء باريسي معتاد، فجأة ظهر شخص يحمل سلاحا أتوماتيكيا، شرع في إطلاق الرصاص، ليردي عشرات الأشخاص (40 ضحية)، كانوا يتناولون عشاءهم الأخير، في مطعم يدعى “بوتيت كومبودج”، ما لبث المهاجم أن لاذ بالهرب، لتضرب حالة من الهلع كل من كان بالشارع، لم تبدأ تلك الحالة في التراجع إلا عقب وصول عناصر الشرطة الفرنسية بعد دقائق من الهجوم الإرهابي، طوقت الشرطة المكان، تزامنا مع وصول أعداد كبيرة من سيارات الإسعاف إلى شارع بيشات وألبيرت، في محاولة إسعاف الجرحى، الذين بلغت أعدادهم العشرات، كما أكد مصدر طبي لـ”العربي الجديد”.

 

هجمات مماثلة ومتزامنة

 

يصف معلقون الهجوم على رواد مطعم “بوتيت كومبودج”، بأنه كان بمثابة مقدمة لسلسلة من الهجمات التي انطلقت في أماكن مختلفة من العاصمة الفرنسية، إذ بالتزامن مع الهجوم الأول، وقع انفجاران عنيفان داخل ملعب “استاد فرنسا” في منطقة “سان دوني” خلال مباراة كرة قدم ودية جمعت المنتخب الفرنسي مع نظيره الألماني، بحضور الرئيس الفرنسي، الذي سارع رجال الأمن الرئاسي الذي كان يتولى عملية تأمين وجوده، بنقله إلى مكان آمن، فيما تم الإعلان بعد دقائق، عن توجهه إلى وزارة الداخلية الفرنسية، لترأس خلية الأزمة، فيما منعت الشرطة، الجماهير الحاضرة في الملعب، والبالغ عددهم قرابة ستين ألفا من الخروج حتى تم تنظيم عملية الإجلاء بشكل آمن كما روى أحد الحضور لــ”العربي الجديد” عبر الهاتف.

 

بعد قرابة نصف ساعة، من اندلاع هجوم المطعم، أعلن خاطفون عن احتجاز أكثر من مئة رهينة داخل صالة مؤتمرات ومسرح باتاكلان قرب جادة “بوليفار فولتير” شرقي العاصمة باريس والتي تتسع لألف وخمسمئة شخص.

 

مصادر أمنية وعقب ساعة من بدء احتجاز الرهائن، أعلنت عن انتهاء عملية الاحتجاز وسقوط مائة قتيل في مسرح باتاكلان و4 من منفذي عملية الاحتجاز، فيما تساءل أهالي المنطقة عن توقيت الوفاة، إن كان قبل أو بعد بدء عملية الاقتحام المسلح الذي نفذته القوى الفرنسية الخاصة.

 

إلى اللحظة لم تتبن أي جهة المسؤولية عن أي من الهجمات، في حين أعلنت السلطات الفرنسية البدء بالتحقيقات، فيما عمدت حسابات مقربة من تنظيم داعش على موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، إلى التباهي بتنفيذ الاعتداءات الإرهابية، غير أن الأمر، لا يمكن الجزم به في ظل حالة النزاع والصراع التي جرت بين داعش وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، عقب هجوم شارل إيبدو، إذ ادعت حسابات مقربة من الطرفين على تويتر تنفيذ العملية، قبل أن يحسم القاعدة الأمر بالإعلان الرسمي عن تبنيه الهجوم في تسجيل صوتي، صدر عن قاعدة اليمن.

 

حالة حرب

 

يشبّه معلقون فرنسيون حالة باريس اليوم، بالحالة التي عاشتها أميركا في 11 سبتمبر/أيلول، إذ اتخذ الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إجراءات عديدة، يمكن تلخيصها في إعلان حالة الطوارئ على كامل الأراضي الفرنسية في سابقة لم تعلن منذ الحرب الفرنسية الجزائرية، وهو ما يعني أن كل شخص تشك السلطات الأمنية بتورطه يحق لها اعتقاله والتحقيق معه، إضافة إلى الطلب من المواطنين الباريسيين ملازمة منازلهم حتى إشعار آخر، وطلب تعزيزات عسكرية إلى شوارع باريس لمنع وقوع هجمات جديدة، وإغلاق كامل الحدود الفرنسية وإغلاق شبكة القطارات في العاصمة الفرنسية.

 

في حين عقدت الحكومة الفرنسية جلسة طارئة بعد إعلانها عن إغلاق المدارس والجامعات في باريس اليوم. الرئيس الفرنسي ومن أمام مسرح باتاكلان، قال إن على الإرهابيين أن يعلموا أن فرنسا الموحدة ستحاربهم بلا هوادة ولا رحمة.

 

فيما يعد ردا أوليا من الفرنسيين رددت الجماهير المغادرة لاستاد فرنسا، النشيد الوطني الفرنسي المارسيليز، وهو ما يراه الفرنسي شارل استيعابا لصدمة الإرهاب، وبدء مواجهته، ويضيف شارل، الذي حضر مباراة فرنسا وألمانيا في الاستاد عبر الهاتف، لـ”العربي الجديد”: “الشعب الفرنسي متنوع وهناك ملايين الفرنسيين من أصول عربية ومسلمة (يُمنع في فرنسا إجراء إحصاءات على أساس العرق) والجميع يعيش ضمن مجتمع فرنسي واحد، الحرب هي بين فرنسا ككل وبين الإرهاب، ما يريده الإرهابيون هو تخويف الشعب الفرنسي، ونحن نقول لهم لن نخاف من جبنكم”.

 

من المستفيد

 

يرى الصحافي السوري المقيم في باريس، حسين الزعبي، أن “كلا من روسيا وايران، سيعمدان إلى استثمار الحدث، لدعم موقفهما في سورية، بعد أن كانت العلاقة الروسية الفرنسية تعيش أسوأ أيامها، وبدا ذلك واضحا في الملفين الأوكراني والسوري، وقد يكون هذا أول غيث التصعيد الذي بدأ في أنقرة ثم في الضاحية والآن في باريس، التي هي أمام محك حقيقي لإعادة اعتبارها بشكل حقيقي دون الغرق في دهاليز استثمار روسيا لأفعال داعش”.

 

عضو المكتب الإعلامي، في الائتلاف الوطني السوري أحمد كامل، قال لـ”العربي الجديد”، إن “أنظمة السيسي والأسد والمالكي وبوتفليقة هي الأنظمة الصانعة للإرهاب، ويساعدها تسلط وتجبر واستغلال أميركا وإسرائيل وروسيا وإيران، ومن غير المستبعد أن فرنسا تدفع ثمن موقفها المساند للشعب السوري، فهي أول من طالب برحيل بشار الأسد عن السلطة، وهي مازالت تصر على موقفها هذا”.

 

ويستذكر المسرحي المقيم في فرنسا، حسين الغجر، ما قاله مفتي النظام السوري، أحمد حسون، الذي توعد أوروبا بعمليات أسماها “استشهادية” في حال سقطت قذيفة أوروبية على الأراضي السورية.

 

ويتوقع أحد المختصين في شؤون الجماعات الإسلامية، أن مسلمي أوروبا، سيكونون ضحايا لهذه العمليات الإرهابية، وتحديدا اللاجئين الذين لم يتوقف اليمين الأوروبي عن التحريض عليهم.

 

الجدير بالذكر أن ملعب ويمبلي في إنجلترا، رفع منذ قليل، علم فرنسا، بينما أطفأت بلدية باريس أنوار برج إيفل حدادا على ضحايا الهجوم الإرهابي.

 

هجمات باريس ستؤثر على لقاءات فيينا..والأسد “يعاني” مثل فرنسا

في الوقت الذي سارع فيه عدد من المنظمات الدولية وحكومات وزعماء العالم إلى إدانة هجمات باريس، وإطلاق بيانات الاستنكار والتصريحات الشاجبة، حمّل اليمين الفرنسي كلاً من حكومة اليسار والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، المسؤولية الكاملة عما وصفه بـ”خرق أمني” أدى إلى وقوع سلسلة الهجمات الإرهابية.

 

ووصفت الصحافة الفرنسية، أحداث باريس بأنها “حرب تجري في باريس”، داعية إلى “الوقوف جبهة واحدة” بعد الاعتداءات المتزامنة التي أدت إلى مقتل ما يزيد عن 120 شخصاً.

 

واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، ان الهجمات “ليست فقط اعتداء ضد باريس، بل اعتداء ضد الإنسانية جمعاء وقيمنا العالمية”. وقال أوباما للصحافيين في البيت الأبيض: “مرة أخرى نشهد محاولة شائنة لإرهاب المدنيين الأبرياء، هؤلاء الذين يعتقدون إن بإمكانهم إرهاب الشعب الفرنسي أو القيم التي يدافع عنها، مخطئون”. وأضاف أوباما: “إن الولايات المتحدة ستساعد فرنسا على سوق الإرهابيين أمام القضاء”، مؤكداً في الوقت ذاته أنه من المبكر التكهن بشأن هوية من يقف خلف هذه الاعتداءات غير المسبوقة.

 

وذكر المتحدث الصحافي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قدم تعازيه الحارة بضحايا الاعتداءات الإرهابية، وأعرب عن التضامن مع الرئيس الفرنسي ومع كل الشعب الفرنسي. وقال بيسكوف: “روسيا تدين بقوة هذا القتل اللاإنساني، وعلى استعداد لتقديم أي مساعدة في التحقيق بهذه الجرائم الإرهابية”.

 

كما قدم رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، تعازيه لنظيره الفرنسي مانويل فالس. وجاء في التعزية: “نعرب للشعب الفرنسي عن مشاعر الألم والأسى في هذا المصاب. الجرائم الإرهابية شر لا يقبل التبرير، ومأساة باريس تحتم علينا جميعا رص الصفوف في وجه التطرف، والتصدي للإرهاب بحزم وثبات”.

 

أما وزارة الخارجية الروسية فقد اعتبرت أن الهجمات الإرهابية في باريس، سيكون لها وقع على لقاء فيينا، وستلقي بظلالها على مجريات وستمثل مادة مهمة على طاولة البحث في المحادثات حول سوريا.

 

وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هجمات باريس الإرهابية، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي عقده السبت في العاصمة أنقرة، أن ما حدث من أحداث دامية لا يمكن تبريره في جميع القيم الإنسانية والأخلاقية. وقال أردوغان: “باسم الجمهورية التركية والشعب التركي أتقدم بالتعازي لنظيري هولاند وللشعب الفرنسي في ضحايا هجمات باريس، وأدعوا للجرحى بالشفاء”. وأوضح أردوغان “قلنا مراراً إنه ينبغي أن يكون هناك توافق لدى المجتمع الدولي حول محاربة الإرهاب، ونحن قد واصلنا حربنا ضده، وسنواصلها”. وأضاف: “دولتنا تعرف معنى الإرهاب جيدا، وتعي النتائج التي يسفر عنها، لذا نشعر الآن بالآلام التي تشعر بها فرنسا. وما شعرنا به في الهجمات التي استهدفت تركيا بدءاً من هجوم بلدة سروج ونهاية بتفجيري العاصمة أنقرة، هو ما نشعر به بالنسبة لهجمات باريس”.

 

وكان “مجلس الأمن” قد سارع إلى إدانة “الهجمات الإرهابية الهمجية الجبانة” حسب ما جاء في بيان صدر في ساعة متأخرة ليل الجمعة. وذكر البيان أن “أعضاء مجلس الأمن يعربون عن عميق مواساتهم لأسر الضحايا وحكومة فرنسا”. وأضاف: “يتعين محاسبة مرتكبي هذا العمل البربري والجبان”.

 

وعبّر الأمين العام لـ”حلف شمال الأطلسي” ينس ستولتنبرغ، عن أسفه إزاء الهجمات الإرهابية، قائلاً: “مشاعري مع أسر الضحايا ومع جميع المتضررين ومع شعب فرنسا”.

وقال ستولتنبرغ إن الحلف “يقف مع فرنسا، قوياً ومتحداً، ضد الإرهاب الذي لن يهزم الديموقراطية”.

 

وفي الكوميديا السورية، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، خلال استقباله وفداً من برلمانيين فرنسيين وإعلاميين برئاسة عضو “الجمعية الوطنية الفرنسية” النائب تييري مارياني، إن “ما عانته فرنسا الجمعة من وحشية وإرهاب تكابده سوريا منذ أكثر من 5 سنوات”.

 

ليل فرنسا الطويل

إيلي القصيفي

كم كانوا متسرعين الذين شبّهوا الهجوم على مجلة “شارلي ايبدو” الفرنسية، مطلع هذا العام، بهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001. لم يتوقع هؤلاء، بخلاف أجهزة الأمن الفرنسية، أنّ فرنسا معرضة لهجمات إضافية ستكون أشد دموية بما لا يقاس مع هجوم المجلة الساخرة.

 

ليل باريس، الجمعة، كان “11 أيلول” ثانٍ على مستوى العالم بأسره. الأمر لا يتعلق بعدد الضحايا الكبير نسبياً فحسب. ما يجدر بنا التوقف عنده هو ما بعد “13 نوفمبر” الفرنسي. فكما كان هناك ما بعد “11 أيلول” الأميركي على مستوى السياسة الدولية والنظام العالمي، والدخول في حقبة “الحروب الإستباقية”، والدفاع عن الأوطان بعيداً عن حدودها، وصولاً إلى غزو بلدان أخرى، كما حصل في العراق وأفغنستان، تشكّل المجزرة الباريسية أمس نقطة تحوّل على الصعيد العالمي، سياسياً واجتماعياً. لا شك أن فرنسا ليست أميركا سياسياً واجتماعياً وحتى ثقافياً. هذا الأمر يجب اخذه في الحسبان إذ أنه لا يتوقع أن تبادر فرنسا إلى ردة فعل عسكرية كما فعلت أميركا بعد 11 أيلول. فرنسا مختلفة لهذه الناحية. التحدي الفرنسي هو تحدٍ فرنسي أوروبي أولاً. وهو تحد اجتماعي بمقدار ما هو تحد سياسي وأمني.

 

المجزرة الباريسية تأتي في لحظة بالغة الدقة فرنسياً وأوروبياً حيث القارة العجوز مشغولة لا بل مهجوسة بمسألة تدفق المهاجرين بالآلاف من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أراضيها، مع كل ما يرتبه ذلك من إرباكات حكومية واجتماعية، وفي ظل العودة إلى أسئلة هوياتية ظنّت أوروبا بـ”قيمها” أنّها تخطتها. هذه ليست مسألة تفصيلية في المشهد الأوروبي اليوم. هناك حديث في الصحف ووسائل الإعلام عامة عن كيفية التعايش مع “الواقع الجديد”. عاد الحديث عن الجذور المسيحية للقارة العجوز، وقد أصبحت المسألة الدينية تأخذ حيزا أوسع بكثير في المجال العام. وعندما يحصل ذلك في فرنسا على وجه التحديد فهو ليس بلا تداعيات على مستوى العالم بأسره، وعلى مستقبل “التعايش”. صحيح أن التعايش بين الديانات يختبر تاريخياً في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً في الآونة الأخيرة، لكن أن يكون هذا التعايش محط اختبار في بلد هو مهد العلمانية وفكرة المواطنة و”القيم الجمهورية”، فهذا بلا شك سيترك تأثيراً بالغاً في أوروبا والعالم عموماً. فالخطر اليوم أن تتحول المشكلة الأمنية إلى مشكلة “إجتماعية”، عندها تصبح المعالجات أصعب، لاسيما في ظل صعود اليمين في أكثر من بلد أوروبي.

 

ما يزيد الأزمة تعقيداً أن خطر “داعش” الحقيقي هو في لامركزيته وأفقيته. “داعش” ليس “القاعدة”. فالأخير كان تنظيماً مركزياً يحصر قراره في دائرة ضيقة. أما “داعش” فاستفاد من تجربة “القاعدة” وطورّها مستفيداً من التطورات الهائلة التي شهدتها وسائل التواصل والاتصال في العالم. هو اليوم يجهّز المقاتلين المحليين ويترك لهم تقرير نوعية هجماتهم ومواقيتها. هذا تحديداً ما يجعل خطر التنظيم خطراً عالمياً غير محصور بسوريا والعراق وجوارهما.

السؤال الان كيف ستتصرف فرنسا والغرب عموماً حيال هذه الظاهرة؟

 

الأكيد أنّ المواجهة مع الإرهاب دخلت مرحلة جديدة بالغة التعقيدات السياسية والأمنية. والأنظار ستتجه حتماً أكثر من ذي قبل إلى سوريا التي قال أحد المهاجمين إن مجزرتهم رد على التدخل الفرنسي فيها، لكن هجمات باريس أكدت أن خطر “داعش” أبعد بكثير من الرقة والموصل، وهذا ما يصعّب قتاله ومكافحته أكثر. لقد دخلت فرنسا والعالم زمن “الإضطراب المفتوح”.

 

هجمات باريس تحصد 120 قتيلاً

قال النائب العام في باريس فرانسوا مولينز، إن إجمالي عدد القتلى في أحداث باريس بلغ 120 شخصاً على الأقل، وإن الهجمات الإرهابية استهدفت ستة مواقع منها مطعم “باريس لو بيتيت كامبوديا” ومسرح “باتاكلان” و”لابيلا”.

 

وقالت متحدثة باسم مولينز إن ثمانية مهاجمين قُتلوا منهم سبعة فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة في أماكن مختلفة، في حين قتلت الشرطة واحداً منهم بالرصاص، وأشارت إلى إنها لا تستطيع تحديد إذا ما كان هناك مسلحون طلقاء.

 

وقُتل 40 شخصاً، في تفجير انتحاري مزدوج خارج “الاستاد الوطني” حيث كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ووزير الخارجية الألماني، يحضران مباراة كرة قدم ودية، ليل الجمعة-السبت. وقال شاهد إن أحد التفجيرات أطاح بالناس في الهواء خارج مطعم “مكدونالدز” أمام الاستاد. واستمرت المباراة حتى النهاية، ولكن حالة من الذعر سادت الحشود بعد انتشار أنباء عن الهجمات في الخارج. ومنع الحضور من الخروج، لأسباب أمنية، في حين غادر الرئيس الفرنسي الاستاد على عجل، ليقود فريق العمليات في مقر وزارة الداخلية.

 

وبشكل متزامن، قتل 87 شخصاً كانوا في عداد الحاضرين حفلة لفرقة “إيجلز أوف ديث ميتال” الأميركية في قاعة “باتاكلان” في العاصمة باريس، بعدما استولى مسلحون على القاعة، واتخذوا الحضور كرهائن. وتواترت أنباء عن قيام المسلحين بقتل الرهائن تباعاً، وسط تأكيدات من ناجين بأن المسلحين هتفوا بشعارات إسلامية، وشعارات تدين دور فرنسا في سوريا. ثم شنّ كوماندوس من “قوات مكافحة الإرهاب” الفرنسية، هجوماً على المبنى، فقام المسلحون بتفجير أحزمة ناسفة، وتم إنقاذ عشرات من الناجين.

 

وفي الحي العاشر -في وسط باريس- اندلع إطلاق نار عند منتصف الليل، خارج مطعم كمبودي. وقُتل 18 شخصاً عندما فتح مسلح النار على أناس في مطعم في منطقة شاروني الشعبية القريبة في المنطقة الحادية عشر. وترددت أنباء غير مؤكدة عن إطلاق نار في أماكن أخرى.

 

وأعلن هولاند فور خروجه من مباراة كرة القدم، حالة الطوارىء في أنحاء فرنسا، لأول مرة منذ عشرات السنين، كما أعلن إغلاق حدود فرنسا لمنع مرتكبي الهجمات من الهروب. وقال هولاند في كلمة وجهها للشعب عبر التلفزيون عند منتصف الليل، قبل أن يرأس اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء: “إنه الرعب”، وأشار: “نعرف من أين جاءت هذه الهجمات”. وتوجه الرئيس الفرنسي فيما بعد إلى قاعة “باتاكلان”، وتوعد بأن تشن الحكومة حرباً “لا رحمة فيها” على الإرهاب.

 

وألغى هولاند خططاً للسفر إلى تركيا لحضور اجتماع قمة “مجموعة العشرين” مطلع الأسبوع. ودعا إلى اجتماع طارىء لـ”مجلس الأمن القومي الفرنسي” صباح السبت.

وأُغلق مترو أنفاق باريس، السبت، وصدرت أوامر بأن تغلق المدارس والجامعات والمباني المحلية. وتمت تعبئة أجهزة الطوارئ وألغيت اجازات الشرطة وتم استدعاء 1500 فرد من تعزيزات الجيش إلى باريس واستدعت المستشفيات أطقمها للتعامل مع الضحايا.

 

وفرنسا في حالة تأهب قصوى منذ الهجمات على صحيفة “شارلي ابدو” ومتجر “كوشير” في باريس في كانون الثاني/يناير، التي تسببت في مقتل 18 شخصاً. كما أن هجمات الجمعة، جاءت في وقت كانت قد أُعلنت فيه حالة الطوارئ القصوى في فرنسا، تحسباً لوقوع هجمات “إرهابية” قبل مؤتمر عالمي للمناخ من المقرر افتتاحه في وقت لاحق من تشرين الثاني/نوفمبر.

 

“داعش” يهدد روسيا..ويستخدم أوكرانيا معبراً

تناقلت وكالات أنباء روسية وعالمية، أخباراً عن تسجيل مصور بثه تنظيم “الدولة الإسلامية”، توعد فيه روسيا بشن هجمات “قريباً جداً” واحتلال الكرملين و”استعادة القوقاز” وفرض الشريعة الإسلامية في تتارستان. وعمد التنظيم إلى استخدام الأناشيد الروسية مصحوبة بصور لهجمات سابقة، ومدن روسية، وهتافات “قريباً جداً ستسيل الدماء أنهاراً”. التنظيم الذي تبنّى إسقاط طائرة مدنية روسية في مصر، قبل نحو أسبوعين، دعا المسلمين، في 30 تشرين الأول/ أكتوبر، إلى شن هجمات والجهاد ضد المواطنين الروس والأميركين، لأنهم يشنون “حرباً صليبية” ضدالمسلمين.

 

وفي تعليق روسي على الفيديو، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنه لا يدري “مدى صحة هذا الفيديو ولا أدري مدى مصداقية المصادر”، ولكنّه أكد أن الأجهزة الأمنية الروسية ستدرس الفيديو. وقال بيسكوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يخطط لزيادة عدد القوات الروسية في سوريا في الوقت الراهن، و”لم يخطط بعد” لزيارة سوريا.

 

وفي وقت سابق، قالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن واشنطن كانت متعاطفة مع “داعش” لفترة طويلة، مشيرة إلى احتمال أن الولايات المتحدة كانت تريد أن تستخدم التنظيم لإسقاط “الحكومة الشرعية” في سوريا.

 

وفي إطار آخر، أصدر عدد من أجهزة الشرطة الأوروبية مذكرات اعتقال بحق 17 شخصاً، تمكنت من اعتقال 13 منهم، للاشتباه في صلتهم بـ”شبكة جهادية”، وتعتقد الشرطة أن بعض المشتبه بهم، وخاصة الذين لم تتمكن مع اعتقالهم، قد سافروا إلى سوريا أو العراق للانضمام إلى منظمات جهادية، وبأن عدداً منهم كان يخطط لهجمات “إرهابية” في عدد من الدول الأوروبية.

 

وفي السياق، أعلن جهاز الأمن الأوكراني، الجمعة، عن اعتقال قيادي في تنظيم “جبهة النصرة” التابع لتنظيم “القاعدة”، أثناء تواجده في العاصمة الأوكرانية كييف. وفي بيان لجهاز الأمن الأوكراني، قال إن المشتبه به مطلوب للعدالة، ويوجد بحقه مذكرة اعتقال دولية. وبحسب البيان فإن المشتبه، والذي قيل أنه يحمل جنسية إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، شارك في عمليات قتالية في سوريا بين العامين 2013-2014. وقال البيان إن الأجهزة الأمنية بدأت بإجراءات ترحيل المشتبه به إلى وطنه.

 

وكانت هيئة حرس الحدود الأوكرانية قد أعلنت، الأربعاء، عن اعتقال مواطن روسي في مطار في كييف، لأنه مطلوب للإنتربول، للاشتباه في مشاركته بأنشطة تنظيم “الدولة الإسلامية”. يذكر أنه في مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن جهاز الأمن الأوكراني أن حوالي 60 إرهابياً، من تنظيمي “داعش” و”النصرة”، حاولوا دخول أوكرانيا منذ بداية العام 2015. وبحسب الأمن الأوكراني فإن “الإرهابيين” يرون الأراضي الأوكرانية طريقاً مناسباً للترانزيت، حيث يمكنهم الحصول على الوثائق الضرورية للدخول إلى سوريا أو العراق.

 

المعارضة الحلبية على شفير الانهيار في الريف الجنوبي

خالد الخطيب

عاودت قوات النظام والميليشيات الإيرانية والعراقية، ظهر الجمعة، استهداف مواقع المعارضة في المزارع المحيطة ببلدة العيس في ريف حلب الجنوبي، بعدما انسحبت منها ليل الخميس-الجمعة تحت ضربات المعارضة. وتمكنت قوات النظام والمليشيات الطائفية، الجمعة، من السيطرة على العيس، ودخلتها بالتزامن مع تغطية نارية مكثفة للمدفعية والصواريخ، وقصف للطيران الروسي الذي استهدف الأهداف المتحركة والثابتة للمعارضة المسلحة التي سرعان ما انسحبت باتجاه مواقعها الخلفية في برنة وبانص وإيكاردا.

 

القائد في “الجيش السوري الحر” المقدم أبو فؤاد، أكد لـ”المدن”، أن قوات النظام والميليشيات استغلت الصدمة التي إعترت المعارضة خلال الـساعات الماضية، على الجبهات الجنوبية، لتسارع في التقدم نحو بلدة العيس، محاولة الاقتراب أكثر من الطريق الدولي حلب-دمشق، وهدفها الآن هو منشآت إيكاردا المتاخمة للطريق السريع.

 

وأوضح المقدم أبو فؤاد، أن قوات النظام لن تعطي المعارضة أية فرصة لتعيد هيكلة عملياتها العسكرية الفوضوية أصلاً في ريف حلب الجنوبي، وستكثف من هجماتها البرية والجوية خلال الساعات القادمة. أبو فؤاد أوضح بأن على المعارضة الحلبية و”جيش الفتح” أن يعوا جيداً حجم المشكلة المترتبة على المماطلة في اتخاذ التدابير الرادعة في أقصى سرعة، فلا وقت الآن للتخطيط.

 

وكانت المعارضة الحلبية، وباشتراك عدد من الكتائب الصغيرة من “جيش الفتح” قد شنّت هجوماً معاكساً على قوات النظام والميليشيات، ليل الخميس، وتمكنت خلاله من إعادة السيطرة على أجزاء من بلدة العيس وعدد من التلال المحيطة بها، وأهمها تلة العيس الاستراتيجية. ولا تزال المعارك على أشدها في محيط الحاضر وتلة الأربعين، التي خسرتها المعارضة خلال ساعات نهار الخميس.

 

وكانت طلائع مؤازرات المعارضة المسلحة القادمة من شمال وغرب حلب، بالإضافة لعدد من الكتائب والمجموعات العسكرية التابعة لـ”جيش الفتح” من إدلب وريف حماة، قد بدأت الوصول ليل الخميس-الجمعة، إلى ريف حلب الجنوبي، لتبدأ معاً هجوماً معاكساً لاسترجاع المواقع التي دخلتها قوات النظام نهاراً. وبدأ هجوم المعارضة منتصف ليل الخميس-الجمعة، من محاور متعددة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة من دبابات وراجمات صواريخ ومضادات دروع. بينما اقتحمت المجموعات الراجلة محيط بلدة العيس والتلال المحيطة بها، واشتبكت مع قوات النظام والميليشيات حتى ساعات الصباح الأولى. وتمكنت المعارضة، لوقت وجيز، من إعادة السيطرة على محيط بلدة العيس وتلتها المرتفعة، وقتلت وأسرت عدداً من عناصر قوات النظام.

 

عضو المكتب الإعلامي في “جيش المجاهدين” عبدالفتاح الحسين، أكد لـ”المدن”، أن المعارضة تمكنت من تدمير أكثر من ثلاث دبابات وسيارتي دفع رباعي محملة برشاشات ثقيلة، بواسطة مضادات دروع “تاو”، كما قتلت أكثر من ثلاثين عنصراً من القوات المهاجمة، بينهم عناصر من مليشيا “حزب الله” اللبناني وميليشيات عراقية، كما أسرت المعارضة، عدداً من عناصر قوات النظام والميليشيات، في محيط الحاضر، بالإضافة إلى عدد من أبناء البلدة كانوا يتعاملون مع النظام كمخبرين وعملاء.

 

وشهد ريف حلب الجنوبي معارك غير مسبوقة، الخميس،  بين قوات النظام تدعمها الميليشيات الطائفية، وقوات المعارضة، استخدمت خلالها قوات النظام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة براً وجواً، كتمهيد ناري غير اعتيادي طال مواقع المعارضة المسلحة في بلدتي الحاضر والعيس، وهما محور العمليات الأهم. كما طال القصف كل القرى والبلدات المحيطة: دلامة وتل باجر وتليلات وتل حدية وخلصه والزربة، بالإضافة إلى عدد من المزارع والمقار التابعة للمعارضة في ريف الحاضر.

 

وتزامنت عمليات التمهيد المكثف من قبل قوات النظام والمقاتلات الحربية الروسية مع تقدم أرتال ضخمة من القوات البرية المدرعة والراجلة على ثلاثة محاور باتجاه بلدة الحاضر وتلة الأربعين؛ من الشرق عبر بلدتي جميمة وشغيدلة، ومن الجنوب من محور تليلات.كما عملت قوات النظام على اشغال الجبهات الوسطى في القراص وكتيبة المدرعات، والجبهات الشمالية في محيط خان طومان، وذلك لمنع قوات المعارضة من تركيز جهدها العسكري في الجنوب، الأمر الذي نجح فعلياً في تشتيت انتباه المعارضة.

 

المعارضة الحلبية تعيش أسوأ أيامها، وهي مندهشة من الوضع الميداني ومن التقدم السريع لقوات النظام وحشد الميليشيات الطائفية. وأمام هذا الهجوم البري العنيف والمدعوم جواً من قبل المقاتلات الروسية التي لم تفارق الأجواء، على المحاور الجنوبية والشرقية لبلدة الحاضر، تقهقرت المعارضة وانسحبت من مواقعها في الحاضر باتجاه العيس وتلتها. وسرعان ما تقدمت قوات النظام نحو تلتي العيس والأربعين، ومن ثم حاولت دخول بلدة العيس التي لا يفصلها عن طريق دمشق-حلب الدولي سوى 8 كيلومترات، وهذا ما تمّ لها ظهر الجمعة، بعدما شنّت قوات المعارضة هجوماً معاكساً مُني بالفشل.

 

المتوقع أن دخول مقاتلي “جيش الفتح” الخجول في معارك ريف حلب الجنوبي، سيزداد زخمه خلال الساعات القادمة، وهو ما قد ينعكس إيجاباً لصالح المعارضة الحلبية التي بدت أشبه بالعاجزة حيال ما يحدث، مشتتة متفرقة لا تملك تخطيطاً ولا تنسيقاً مشتركاً، وتغرق في كيل الاتهامات لبعضها البعض، في ظل وضع عسكري متأزم، وقوات النظام باتت أقرب إلى معاقلها الأبرز في ريف حلب الغربي.

 

وقد تحسّس “جيش الفتح” العامل في إدلب وريفها، حجم الخطر المحدق بحديقته الخلفية في الشمال الإدلبي من سراقب وأبو ضهور شرقاً مروراً بتفتناز والطريق الدولية، بعد ورود أنباء تقول إن وجهة قوات النظام والمليشيات الطائفية سيكون بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب. ما دفع “جيش الفتح” إلى التدخل في معارك ريف حلب الجنوبي. تدخل لم يرقَ حتى الآن إلى المستوى المطلوب، على الأقل في خلق توازن عسكري على الأرض، لمنع التهام قوات النظام والميليشيات المزيد من الأراض والبلدات المحررة جنوبي حلب.

 

ويتطلع الشارع الحلبي المعارض لصحوة قد تعصف بالفصائل العسكرية، بعدما أضيف لها حمل جديد يتمثل في تقدم قوات النظام جنوباً. فالمعارضة الحلبية لطالما عزت تقصيرها في الجنوب، لانشغالها على جبهات النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشمالي، لكن هذه الحجج لم تعد تقنع الشارع المنهك جواً من المقاتلات الحربية الروسية وبراً من خلال فتح كل جبهات القتال، دون نتائج تذكر على الأرض.

 

وفي السياق، شنت المقاتلات الروسية أكثر من عشرين غارة جوية استهدفت الأحياء المحررة في حلب: الصالحين وجسر الحج وبستان القصر والعامرية وطريق الباب وكرم الطراب وحلب القديمة والمعادي. وفي ريف حلب الشرقي الخاضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” شنت الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام أكثر من 15 غارة جوية مستهدفة كلاً من المحطة الحرارية وأم أركيلة ومسكنة والقرى والبلدات المحيطة بمطار كويرس العسكري، بالتزامن مع المعارك المستمرة بين الطرفين، حيث تسعى قوات النظام إلى توسيع دائرة سيطرتها في محيط المطار حتى تؤمنه، لتتمكن لاحقاً من تشغيله ومعاودة الطائرات إقلاعها من مدارجه.

 

باريس توقف العمل بتأشيرة شنغن

المواطنون الأوروبيون فقط يحق لهم السفر إلى فرنسا

إيلاف- متابعة

إيلاف – متابعة: أعلنت فرنسا وقف العمل بتأشيرة شنغن، التي تسمح لجميع حامليها بالتنقل بين الدول الأوروبية، وقررت السماح لمواطني الدول الأوروبية فقط بالسفر إلى فرنسا، بحسب تقارير إعلامية.

 

ويأتي هذا الاجراء ساعات بعد هجوم باريس الدامي الذي خلف أكثر من 140 قتيلا وعشرات الجرحى.

 

وشنغن هي منطقة تضم 26 دولة أوروبية التي ألغت جواز السفر وضوابط الهجرة على الحدود المشتركة الداخلية بينهما.

 

وهي بمثابة دولة واحدة لأغراض السفر الدولي، مع وجود سياسة تأشيرات مشتركة. وبعد أن تم الانتهاء من اتفاق شنغن. ألغت دول المنطقة الرقابة على الحدود الداخلية مع أعضاء دول شنغن الأخرى، وتعزيز الرقابة على الحدود الخارجية مع الدول غير الاعضاء.

 

واستهدفت اعتداءات باريس التي وقعت مساء الجمعة ستة مواقع مختلفة.

 

ووقعت الاعتداءات قرب استاد دو فرانس الدولي في الضاحية الشمالية لباريس، وفي الشرق الباريسي حيث توجد حانات مشهورة تكتظ عادة بالرواد خلال عطلة نهاية الاسبوع على مقربة من ساحة الجمهورية التي كان تجمع فيها نحو مليون ونصف المليون شخص في كانون الثاني/يناير الماضي احتجاجا على الاعتداءات التي استهدفت العاصمة ايضا في تلك الفترة.

 

باتاكلان: 82 قتيلا

 

اقتحم عدد من المسلحين غير الملثمين مسرح باتاكلان الذي كان يقدم حفلة لموسيقى الروك وباشروا باطلاق النار بشكل عشوائي على الحضور وهم يهتفون “الله اكبر”. بعدها احتجزوا رهائن لمدة ثلاث ساعات تقريبا.

 

وجرت بعد ذلك عملية احتجاز رهائن استمرت حوالى ثلاث ساعات. وقتل ما لا يقل عن 82 شخصا.

 

وقال الشاهد بيار جانازاك (35 عاما) الذي كان موجودا في المسرح “سمعتهم بشكل واضح يقولون للرهائن +انها مسؤولية هولاند، انها مسؤولية رئيسكم، ما كان عليه التدخل في سوريا+. لقد تكلموا ايضا عن العراق”.

 

وقال شاب آخر يدعى لويس كان موجودا ايضا في المسرح ساعة الهجوم “تمكنت برفقة والدتي من الهروب من مسرح باتاكلان وتجنبنا الرصاص. شاهدت الكثير من الاشخاص على الارض”.

 

واوضح انه “شاهد عددا من الاشخاص يدخلون وبدأوا فورا باطلاق النار من جهة المدخل”.

 

وهاجمت الشرطة المسرح قبيل الساعة 00,30 (11,30 تغ) وانهت عملية احتجاز الرهائن نحو الساعة 01,00 (منتصف الليل تغ). وقتل المهاجمون الاربعة، ثلاثة منهم حين فجروا الاحزمة الناسفة التي كانوا يرتدونها.

 

استاد دو فرانس: اربعة قتلى

 

في الوقت نفسه تقريبا وقع اول انفجار قرابة الساعة 21,20 (20,00 تغ) على مقربة من استاد دو فرانس شمال باريس حيث كانت تجري مباراة في كرة القدم بين منتخبي فرنسا وألمانيا.

 

وتم على الفور اجلاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي كان يتابع المباراة وأقفلت كل مداخل الاستاد.

 

ودوت ثلاثة انفجارات حول حرم الملعب وقتل شخص اضافة الى ثلاثة انتحاريين.

 

شارع شارون: 18 قتيلا

 

وفي شرق باريس في شارع شارون قتل 18 شخصا وسط مشهد يذكر بمشاهد الحرب.

 

قال شاهد انه سمع “رشقات نارية” استمرت “لدقيقتين او ثلاث”، مضيفا “شاهدت العديد من الجثث المغطاة بالدم على الارض”.

 

واضاف ان اطلاق النار استهدف مطعما يابانيا ومقهى.

 

شارع أليبير: 12 قتيلا على الاقل

 

وعلى مسافة غير بعيدة شمالا حصل اطلاق نار عند تقاطع شارعي بيشار وأليبير امام رصيف مطعم “لو بوتي كامبودج” ما ادلى الى مقتل 12 شخصا على الاقل.

 

وقالت امراة كانت في المكان “الامر اشبه بالمشهد السوريالي، كان الضحايا على الارض من دون حراك”.

 

وتابعت “الامر جرى بهدوء ولم يفهم الناس ما حصل. وشاهدت شابا يحمل فتاة بين يديه بدت ميتة”.

 

شارع لافونتين او روا: خمسة قتلى على الاقل

 

على بعد مئات الامتار من مسرح باتاكلان اطلقت النار في شارع لافونتين او روا على مطعم بيزا يدعى “لا كازا نوسترا” ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص برصاص “سلاح رشاش” بحسب الشاهد ماتيو (35 عاما).

 

واضاف هذا الشاهد “وقع خمسة قتلى على الاقل حولي وكانت الدماء في كل مكان. لقد اسعفني الحظ كثيرا”.

 

وقال شاهد آخر انه رأى “سيارة فورد فوكوس سوداء تطلق النار وشاهد رصاصات فارغة على الارض”.

 

جادة فولتير : قتيل

 

ووقع هجوم ايضا في جادة فولتير على مقربة من مسرح باتاكلان ادى الى وقوع قتيل. وقتل الانتحاري.

 

انتحاريو باريس استخدموا أحزمة ناسفة للمرة الأولى

دليل على توغل إرهابي في قلب القارة الأوروبية

غاندي المهتار

قال محللون إن اعتماد الإرهابيين على أحزمة ناسفة للمرة الأولى في هجمات باريس، ليل أمس، دليل على أن هذه المجموعات المتشددة قد توغلت فعلًا في قلب القارة الأوروبية.

 

غاندي المهتار: تتميز الهجمات، التي تعرّضت لها باريس ليل الجمعة السبت، بأنها الأولى التي تستخدم فيها الأحزمة الناسفة، تمامًا كالأحزمة التي استخدمت في انفجاري برج البراجنة الانتحاريين في ضاحية بيروت الجنوبية قبل يومين.

 

مختلفة

قالت مصادر أمنية فرنسية إن 4 من المهاجمين قتلوا في مسرح باتاكلان، بينهم ثلاثة فجّروا أحزمة ناسفة كانوا يرتدونها، بينما قتل الرابع خلال هجوم قوات الأمن على المسرح. وأكدت هذه المصادر أيضًا مقتل 3 انتحاريين في إستاد فرنسا الدولي، وآخر في جادة فولتير على مقربة من مسرح باتاكلان، كانوا يرتدون جميعًا أحزمة ناسفة، ليكون مجموع هؤلاء 7 انتحاريين من بين 8 أشخاص نفذوا سلسلة الهجمات المتزامنة.

 

قال الخبير الأمني المصري طارق خضر لموقع سكاي نيوز إن هذه الهجمات من النوع الكبير، “الذي اعتمد تكتيك الصدمة المباغتة والمفاجئة بتزامنها ونوعية الأسلحة المستخدمة فيها، لا سيما الأحزمة الناسفة التي تستخدم للمرة الأولى في أوروبا”.

 

أضاف: “طبيعة الهجمات تؤكد أن منفذيها كانوا جميعًا انتحاريين، بمن فيهم من ظهر وهو يطلق النار مكشوف الوجه، ما يدل على أن الهجمات تمت من دون النظر إلى من سيكون على قيد الحياة من المنفذين أو من سيموت”.

 

وأكد خضر أن هجمات من هذا القبيل، وبهذا الكمّ الكبير من الأسلحة الناسفة، التي ارتداها الانتحاريون، تؤكد أنه كان مخططًا لها منذ فترة طويلة، رادًّا ذلك إلى خلل أمني كبير.

 

توغلوا

وقال محمد بن حمو، مدير المركز المغربي للدراسات، للموقع نفسه إن أوروبا لم تعتد مثل هذا النوع من الهجمات، “ولجوء الإرهابيين إلى الضرب بأحزمة ناسفة للمرة الأولى مؤشر إلى أن هذه الجماعات قد توغلت بالفعل في أوروبا”.

 

وردّ تنفيذ الهجمات في باريس بالأسلحة الناسفة إلى تجارب هذه الجماعات باستخدام هذا النوع من السلاح في سوريا والعراق، “إضافة إلى تلقي أفرادها تدريبات على هذا النوع من الهجمات في أفغانستان وباكستان”، واصفًا هجمات باريس بأنها مؤشر كبير إلى أنها نقطة تحول في العمل الإرهابي، ومؤكدًا أن الجماعات الإرهابية التي كانت تنظر إليها أوروبا على أنها شأن ثانوي، باتت بهذه الهجمات على طاولة البحث الداخلية لهذه الدول أكثر من أي وقت مضى”.

 

الأسد: السياسة الفرنسية ساهمت في تمدد الإرهاب

معلقا على إعتداءات باريس الدامية

أ. ف. ب.

دمشق: حمل الرئيس السوري بشار الاسد السبت السياسات الفرنسية “الخاطئة” مسؤولية تمدد الارهاب، في تعليق على الاعتداءات التي حدثت امس في باريس وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية واودت بحياة اكثر من 128 شخصا، حسبما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (سانا).

 

وقال الاسد خلال لقائه وفداً فرنسياً برئاسة عضو الجمعية الوطنية النائب تييري ‏ماريانيان ان “السياسات الخاطئة التي انتهجتها الدول الغربية ولا سيما الفرنسية ازاء ما يحصل في منطقتنا وتجاهلها لدعم بعض حلفائها للارهابيين هي التي ساهمت في تمدد الارهاب”.

 

واعتبر الاسد ان “الإرهاب هو ساحة واحدة في العالم وأن التنظيمات الإرهابية لا تعترف بحدود”، مؤكدا ان “الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس لا يمكن فصلها عما وقع في العاصمة اللبنانية بيروت مؤخراً وما يحدث في سوريا منذ خمس سنوات وفي مناطق أخرى”.

 

وشدد الاسد على “اهمية اعتماد سياسات جديدة والقيام باجراءات فاعلة لوقف دعم الارهابيين لوجستيا وسياسيا وصولا للقضاء على الارهاب”.

 

وفي تصريحات لوسائل اعلام فرنسية عقب اللقاء نقلها التلفزيون الرسمي، قال الاسد “كنا قد حذرنا قبل ثلاث سنوات مما سيحدث في اوروبا، قلنا لا تعبثوا بهذا الفالق الزلزالي لان تداعيات ذلك سترتد في جميع انحاء العالم، للاسف لم يهتم المسؤولون الاوروبيون بما كنا نقوله”.

 

وتحدث الاسد في تصريحاته للاعلام باللغة الانكليزية واورد التلفزيون الرسمي الترجمة العربية.

 

واعرب الرئيس السوري عن استعداد بلاده “لمحاربة الارهاب مع اي جهة جادة  في ذلك”، مضيفا “لكن الحكومة الفرنسية ليست جادة حتى الان”.

 

وادانت الخارجية السورية “بشدة”، في بيان نشرته سانا، “الاعتداءات الارهابية” في باريس.

 

وجددت الخارجية تحذيرها “من ان الارهاب لا حدود له وسيرتد على داعميه”، داعية الى “توحيد كل الجهود الدولية الصادقة للقضاء على هذه الافة وتصويب السياسات الخاطئة”.

 

وشن ثمانية مسلحين على الاقل يضعون احزمة ناسفة اعتداءات على ستة مواقع ليل الجمعة في العاصمة الفرنسية في اعنف هجمات تشهدها اوروبا منذ الاعتداءات على قطارات مدريد العام 2004.

 

واسفرت هذه الاعتداءات، التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية في بيان اليوم، عن مقتل ما لا يقل عن 128 شخصا واصابة 250 بجروح بينهم ثمانون في حالة حرجة.

 

واستهدف تفجيران الخميس الضاحية الجنوبية لبيروت ما اسفر عن مقتل 44 شخصا في اعتداء تنباه ايضا تنظيم الدولة الاسلامية.

 

ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة من العراق وسوريا التي تشهد نزاعا دمويا منذ حوالى خمس سنوات اسفر عن مقتل 250 الف شخص على الاقل.

 

المعارضة السورية تربط اعتداءات باريس بالنظام وإيران

رأوا أنها تعويم للأسد وثأر لحزب الله من تفجيري الضاحية

بهية مارديني

علمت “إيلاف” أن قيادات المعارضة السورية أدانت الاعتداءات التي طالت باريس، ووجّهت رسائل إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والشعب الفرنسي، واعتبرت شخصيات تنتمي إلى المعارضة أن هذه التفجيرات لا تبتعد عن “إرهاب” النظام السوري وحلفائه كإيران وحزب الله، مذّكرًا بتهديدات مسؤولي النظام لأوروبا.

 

بهية مارديني: أعرب خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض عن “الإدانة الشديدة للهجمات الإرهابية التي تعرّضت لها العاصمة الفرنسية باريس، بما في ذلك احتجاز رهائن”.

 

النظام مستفيد

وأكد “تضامن الائتلاف مع الشعب الفرنسي الصديق في وجه تلك الاعتداءات، ووقوف الشعب السوري، الذي يعاني إرهاب نظام الأسد وداعش، إلى جانبه”، وتقدم بتعازيه الحارة وخالص المواساة إلى أسر الضحايا.

 

وحمّل المجتمع الدولي المسؤولية “في استئصال الإرهاب من جذوره، بما في ذلك الأنظمة التي ترعاه وتموّله، وفي مقدمها نظام بشار الأسد”. فيما أدان التفجيرات بشدة أحمد عاصي الجربا الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري، والذي يرأس قطبًا في مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، وتربطه علاقات متينة بالقيادة الفرنسية، وكان التقى هولاند مرات عديدة، آخرها في الرياض.

 

وقال الجربا إن التفجيرات لا تبتعد عن إرهاب النظام السوري وحلفائه وأزلامه، مذّكرًا بتهديدات مسؤولي النظام لأوروبا. وأكد الجربا تضامنه مع الشعب الفرنسي، ورفضه هذه “الأعمال الوحشية”، ووقوفه إلى جانب فرنسا في “مكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه”. ودعا المجتمع الدولي إلى التعاون للقضاء على الارهاب.

 

كما أدان منذر أقبيق عضو الائتلاف “بأشد العبارات هذه الاعتداءات الإرهابية في باريس”. وقال لـ”إيلاف” أعزّي فرنسا شعبًا وحكومة بالضحايا. وتمنى “استعادة الأمن والأمان في أسرع وقت، والقبض على ‏المجرمين ومحاسبتهم”. وأكد أن “فرنسا دولة صديقة للشعب السوري، ومواقفها من أقوى المواقف المؤيدة لنضال الشعب السوري من أجل الحرية”.

 

لمكافحة “الإرهابيين”

وقال “إذا كانت داعش وراء هذه الاعتداءات، فهذا يدل على مدى خطورة هذا التنظيم الإرهابي المتطرف، و يدل أيضًا على الضرورة الملحّة لإنهاء الفوضى في سوريا عن طريق التخلص من إرهاب داعش وإرهاب نظام الأسد، ‏اللذين يسفكان الدماء، ولا يعيران أدنى احترام لأرواح البشر”.

 

ووجّه تيار التغيير الوطني المعارض رسالة تعزية وإدانة، وربط فهد الرداوي عضو المكتب التنفيذي للتيار بين “تفجيري الضاحية في بيروت وتفجير باريس”. وقال في حديث مع “إيلاف”: هذا “مهم جدًا، فتفجير الضاحية الجنوبية هو الخامس عددًا، والأول من نوعه، لكون الأربعة التي سبقته لم تكن سوى مسرحيات قام بها حزب الله بأوامر إيرانية لحشد التأييد الشعبي له، من أجل شرعنة تدخله في سوريا، بدافع محاربة الخطر الذي سيأتي في حال سقط النظام الأسدي”.

 

وأضاف “أما التفجير الخامس، الذي حدث أول أمس، فهو حقيقي صرف”. ورأى أنه من السذاجة أن “يتبناه تنظيم هزيل كداعش، فالضاحية الجنوبية منطقة أمنية مُحكمة بعناية فائقة، لا يقوى تنظيم الدولة الإسلامية على اختراقها بهذه السهولة، والأمر يحتاج خبرة استخباراتية دولية متطورة جدًا ليتم هذا الاختراق، وربما كان الهدف كسر النفوذ الإيراني في المنطقة”.

 

رد من حزب الله

واعتبر أن “تفجيرات باريس ليلة أمس ما هي إلا رد فعل يحمل بصمات حزب الله اللبناني الإرهابي بكل وضوح، هذا الحزب المأمور إيرانيًا يريد أن يوصل رسالة إلى الغرب بأنه يستطيع الرد في العمق الأوروبي، وبالسرعة القصوى، ومعاقبة دول، حتى وإن كانت عظمى في أمنها واستقرارها، إن تعرّضت ضاحيته الجنوبية لخطر ما، ومن السخافة هنا أن يتبنى تنظيم الدولة أيضًا هذه التفجيرات السبعة، فما “داعش” إلا تنظيم بمقدرات بسيطة يصطاد بالماء العكر، ويتبنى ردود أفعال اقتتال أجهزة الاستخبارات العالمية وعملياتها المُحكمة، فمن غير المعقول أن يُربط الفعل برد الفعل الذي يوازي القوة ويعاكس الإتجاه”.

 

وقال الرداوي “لو رجعنا قليلًا بذاكرتنا إلى تهديد أحمد بدر حسون (مفتي الإرهاب الأسدي) حين هدد أوروبا بتصريحه الشهير بأنَّ الآلاف ممن أسماهم استشهاديين جاهزون للرد في العمق الأوروبي، واستذكرنا مسيرات (شارلي إيبدو) المناهضة للإرهاب، وكيف غابت أعلام إيران والنظام السوري وحزب الله “الإرهابي” عنها، وربطنا ما يجري اليوم بتلك الأحداث، سيتكشف كثير من الحقائق التي ستُظهر هوية الفاعل بكل تأكيد”.

 

داعمة للأسد

من جانبه اتهم أبو زهير الشامي القائد العام لغرفة عمليات دمشق وريفها بشكل مباشر النظام السوري، المدعوم من “إيران وأذرعها من حزب الله وخلاياهم النائمة في أوروبا بتفجيرات باريس”. وقال إن “الاعتداءات هدفها كسب التعاطف مع الأسد ونظامه، وإبقاؤه، واعتباره المكافح للإرهاب، وهو الإرهاب بعينه”.

 

ولفت في حديث مع “إيلاف” إلى “التاريخ الإجرامي للنظام وإيران وحزب الله وسجلهم الحافل في الإرهاب في أوروبا عامة، وفرنسا خاصة، وقتل المدنيين”. وأشار إلى تهديدات مسؤولي النظام لأوروبا عبر إرسال “شباب سوريين وفلسطينين ولبنانيين إلى فرنسا”، كما ورد على لسان المفتي الديني للنظام، الذي أفتى بمقتل مدنيي باريس منذ العام 2011.

 

وقال إن النظام السوري له ثأر مع هولاند، لأنه “يطالب برحيل بشار الأسد”، ويحاول بهذا عقاب القيادة الفرنسية على مواقفها. وحذّر الشامي المجتمع الدولي “من إبقاء الأسد وعدم استئصال النظام السوري، لأن الإرهاب سيطال العالم كله، فالنظام المصدر والداعم والحامي للإرهاب”. وتحدث عمار الواوي الناطق باسم الفرقة 30 لـ”إيلاف” عن إدانته الشديدة للاعتداءات.

 

وأرجأت المعارضة الإيرانية التظاهرات، التي قررت تنظيمها في باريس، بالتزامن مع زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني، للتنديد بالسياسات الإيرانية، بعدما أجّل روحاني نفسه جولة إلى فرنسا وإيطاليا، وأدان في رسالة وجّهها إلى الرئيس الفرنسي الاعتداءات، واعتبرها جرائم ضد الإنسانية.

 

فرنسا تلملم الجراح وتحقق في هجمات الجمعة  

بدأت العاصمة الفرنسية تلملم جراحها بعد ليلة دامية سقط فيها 128 قتيلا على الأقل ونحو 250 جريحا، وتواصل قوات الأمن مساعيها لتفكيك طلاسم الهجمات بينما تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية الذي تبنى الهجمات.

 

وتحدثت تقارير فرنسية عن العثور على جواز سفر سوري فوق جثة أحد منفذي الهجمات، وقال مراسل الجزيرة في باريس محمد البقالي إن قوات الأمن تواصل مساعيها للكشف عن هويات منفذي الهجمات لتفكيك الشبكات التي ساهمت في التنفيذ، ومنع وقوع هجمات أخرى وتحديد مواطن الضعف التي استغلها المهاجمون.

 

وذكر المراسل أن الشوارع خلت تقريبا من المارة في ظل حالة من الخوف والهلع، وأكد أن المزاج العام موحد في إدانة الاعتداءات، وقال إنه لم يتم رصد أي عمليات انتقامية ممنهجة تستهدف الأقليات.

 

وعقد هولاند اجتماعات مع عدد من وزرائه سعيا لتحجيم التداعيات المتفاقمة، وألقى باللائمة على تنظيم الدولة في الهجمات التي اعتبرها من “أعمال الحرب”، وتوعد برد لا هوادة فيه، وأكد أن الهجمات نفذت بتخطيط خارجي وبأيادٍ من داخل فرنسا.

 

وشددت قوات الأمن من إجراءاتها في مختلف المناطق الفرنسية بعد إعلان هولاند أمس حالة الطوارئ وتشديد الرقابة على حدود البلاد. وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إن قوات الشرطة والجيش وفرق الإنقاذ وضعت في حالة تأهب قصوى. وأصدر وزير الخارجية لوران فابيوس تعليمات لتعزيز الأمن في المواقع الفرنسية بالخارج.

 

وشملت الإجراءات الطارئة إمكانية إحالة أشخاص يعتقد أنهم يشكلون عنصر تهديد، إلى المحاكم بشكل مباشر، وتفتيش منازل المشتبه فيهم دون صدور قرار من الجهات المختصة.

 

يذكر أن العدد الأكبر من القتلى سجل في مسرح باتاكلان الذي قتل فيه أكثر من ثمانين شخصا بعد مهاجمة مسلحين المسرح الذي كان يحتشد فيه نحو 1500 شخص لحضور حفل موسيقي.

 

ومست الهجمات الأخرى ملعب فرنسا الدولي، وشارع شارون حيث سقط 18 قتيلا، وشارع فولتير حيث سقط قتيل واحد، وشارع ألبير حيث سقط 14 قتيلا، وشارع لافونتين أوروا حيث سقط خمسة قتلى.

 

وقد أدانت أطراف دولية وداخلية كثيرة تلك الهجمات التي تأتي في وقت تستعد فيه فرنسا لاستقبال حدث عالمي، وهو قمة المناخ المقرر لها أواخر الشهر الجاري.

 

والهجمات هي الأسوأ في أوروبا منذ تفجيرات القطار في مدريد عام 2004 والتي قتل فيها 191 شخصا.

 

ذي غارديان: هجمات باريس نقطة تحوّل  

وصفت صحف أميركية وبريطانية هجمات باريس الجمعة بأنها الأكثر دموية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، وأسوأ الهجمات “الإرهابية” في الغرب منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وتذكّر بالفشل الجماعي للغرب في هزيمة التنظيم بسرعة في معاقله بالعراق وسوريا.

 

وقالت واشنطن بوست إن أعمال العنف التي شهدتها باريس أمس ستصعّد التوتر في القارة التي تقف حاليا على الحافة جراء الضغط المتراكم من أزمة اللاجئين “التاريخية”، و”التطرف الإسلامي” المتنامي، والمشهد السياسي الاستقطابي.

 

وأضافت أن حجم وتطور هجمات باريس ستثير أسئلة حول الكيفية التي نجحت بها مثل هذه العملية في تفادي الفحص الدقيق لأجهزة الاستخبارات الفرنسية.

 

احتفالات وابتهاج

وأشارت وول ستريت جورنال الأميركية إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية وقبل أن يعلن مسؤوليته عن تنفيذ الهجمات، احتفل بتهاجا بها.

 

ونقلت الصحيفة بعض التغريدات من “مؤيدي التنظيم” مثل “قادمون إليكم أيها الصليبيون بالقنابل والبنادق”، و”انتظرونا”، وقالت إن شهود عيان أكدوا سماعهم عبارة “الله أكبر” تنطلق مع إطلاق الرصاص.

 

وأوردت أنه من المرجح أن تتخذ باريس مجموعة من الإجراءات الوقائية وربما الترحيل القسري -إذا كان ضروريا- إلى بعض الدول الأجنبية. وقالت إن المدافعين عن حقوق الإنسان سيعارضون ذلك، وعلقت بقولها “لكن الحريات المدنية هي نتاج الأمن، وباريس تفتقر الآن إلى كليهما”.

 

وقالت الصحيفة إن هجمات باريس استهدفت الحرية الفرنسية وليس سياسات فرنسا في الشرق الأوسط، ومع ذلك دعت إلى تصعيد الحملة ضد تنظيم الدولة وتكثيفها وتسريعها.

تأثيرات تاريخية

أما صحيفة ذي غارديان البريطانية فقالت إن هجمات باريس ستكون لها تأثيرات تاريخية على الجمهورية الفرنسية وتطورها السياسي ونسيجها الاجتماعي، وعلى الصعيد الأوروبي والغربي عموما، وسيُنظر إليها باعتبارها نقطة تحوّل وتذكيرا عنيفا وصادما بحقيقة “أننا جميعا لا نزال نعيش مرحلة ما بعد 11 سبتمبر”.

 

وأضافت أن أسئلة كثيرة ستُطرح حول كفاءة الأمن وثغراته. وعلى الصعيد السياسي، قالت: سيتساءل الناس عن المكاسب التي ستجنيها الجبهة الوطنية “اليمينية المتطرفة”، وعن مخاوف المسلمين في فرنسا من دمغهم “بالتطرف والإرهاب”.

 

لماذا باريس؟

وتساءلت الصحيفة عن السبب في التركيز على باريس “بالهجمات الإرهابية”، وقالت إن فرنسا مهد التنوير، ومكان ميلاد العلمانية، والفصل بين الدولة والكنيسة، ومنارة حرية الرأي وفلسفة الشك والسخرية القوية، كما أنها لاعب نشط في الحرب ضد “الإسلاميين” على نطاق العالم، وعلى سبيل المثال في مالي.

 

وطرحت ديلي تلغراف نفس السؤال الخاص وقالت إن فرنسا تقاتل “الإسلاميين” على نطاق العالم، ولديها أكبر عدد من المواطنين المسلمين في أوروبا، وهي أكثر المجتمعات انقساما، بالإضافة إلى توفر الأسلحة التي تأتي إليها عبر حدودها شبه المفتوحة.

 

فرنسيون ينصحون: الإرهاب وليد الحرمان والتهميش  

عبد الله العالي-باريس

 

بعد مرور نحو أسبوعين على الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس وراح ضحيتها 17 شخصا أعلنت الحكومة، أمس الأربعاء، خطة قالت إنها “ترمي لتعزيز الوسائل البشرية والمادية المخصصة لمواجهة خطر الإرهاب”. لكنها قوبلت بتشكيك سياسيين وخبراء في نجاحها وأكدوا في المقابل ضرورة معالجة “الحرمان والتهميش في الضواحي أولا”.

 

واعتبر النائب الشيوعي فرانسوا أسانسي أن الخطة الأمنية “غير كافية” مضيفا أن “تعزيز قدرات الاستخبارات والجيش ومؤسسة السجون أمر مهم لمواجهة أعراض ظاهرة العنف” مشددا على أنه “لا بد أن يتم ذلك بالتوازي مع السعي لاستئصال جذور العلة”.

عقود من التحذيرات

وقال أسانسي “إن التهميش الذي يعانيه سكان ضواحي كبريات المدن الفرنسي التي ترعرع فيها منفذو هجمات باريس خلق بيئة تفرخ الانحراف والعنف”.

 

ودعا البرلماني سلطات بلاده إلى المبادرة باعتماد خطة للحد من البطالة التي تصل معدلات قياسية في تلك الأحياء التي تسكنها أغلبية من أبناء المهاجرين ذوي الأصول العربية والأفريقية.

 

وقال إنه يحذر منذ ثلاثين سنة من “مساوئ السياسات العامة التي أدت إلى ما يشبه عزلة اجتماعية وحضرية لأهالي الضواحي” مضيفا أن “الإقصاء خلق أجيالا من الشباب لا يشعرون بالانتماء للمجتمع ويحقدون عليه”.

 

وقد أيدت هذا الطرح المحللة السياسية، روزلين فيفر، الخبيرة في شؤون السياسة المحلية، والتي رأت أن هجمات باريس كانت بمثابة “الصاعقة التي أحدثت يقظة مؤلمة على واقع الحيف والتهميش”.

 

وقالت فيفر “النخب الحاكمة لديها شعور بالذنب لأنها غضت الطرف لعقود عن تركيب قنابل موقوتة على أطراف كبريات مدننا”. وأكدت أن الإجراءات الأمنية التي أعلن عنها رئيس الوزراء مانويل فالس “لن تكون مجدية ما لم تصاحبها خطة تنموية ترمي لتجفيف منابع العنف والانحراف الاجتماعية”.

أولويات

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة باريس، خطار أبو دياب، فقال إن الخطة الأمنية الفرنسية تعكس قلق السلطات وخوفها من تكرار الهجمات الأخيرة.

 

وأضاف “نجاعة تلك الإجراءات تبقى مرتبطة بتعاون الشركاء الأجانب في مجال تبادل المعلومات وبمصير التدخلات العسكرية الفرنسية في أفريقيا والشرق الأوسط”.

 

وكان رئيس الوزراء قد أعلن عقب انتهاء الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس أن بلاده ستعمد إلى “زيادة عدد قوات الأمن وتحديث عتادها لمراقبة الأشخاص الذي يشكلون خطرا على الأمن الداخلي وإحباط أي عمليات جديدة تستهدف البلاد”.

 

وكشف فالس عن استحداث 2680 وظيفة خلال ثلاث سنوات، موضحا أن نصف هذا العدد سيكون من نصيب وزارة الداخلية ومختلف الأجهزة الاستخبارية التابعة لها.

 

وأضاف أنه تم “رصد 760 مليون يورو لتمويل مختلف جوانب الخطة الحكومية التي تتضمن زيادة عدد العاملين بالسجون المحلية وفي أقسام الجمارك المكلفة برصد “شبكات التمويل الإرهابية”.

 

وأكد المسؤول الفرنسي أن جزءا من هذا المبلغ سيذهب لتحديث عتاد الأجهزة الأمنية التي ستوكل إليها مهمة مراقبة أكثر من 2500 شخص تعتبر السلطات أنهم يشكلون خطرا على الأمن القومي.

 

وكانت الرئاسة قد أعلنت، في وقت سابق، أن المجلس الأعلى للدفاع بقيادة الرئيس فرانسوا هولاند قد قرر الإبقاء على 7500 وظيفة بالجيش كان من المزمع إلغاؤها وعدم تقليص موازنة المؤسسة العسكرية.

 

هجمات باريس تخيم على المحادثات السورية بفيينا  

بدأ الاجتماع الموسع لوزراء خارجية وممثلين عن عشرين دولة في فيينا لبحث الأزمة السورية، في وقت خيمت فيه هجمات باريس على أجواء الاجتماع.

 

وتخيّم أجواء من التشكيك على نتائج الجولة الثانية من محادثات جنيف الموسعة، بعدما كانت روسيا قد قاطعت أعمال لجان العمل التحضيرية للمحادثات، بينما أفاد مراسل الجزيرة في فيينا بأن الهجمات التي ضربت باريس خيمت على تصريحات الوزراء المشاركين لدى دخولهم إلى قاعة المحادثات.

 

وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس -لدى وصوله إلى فيينا- بأن “أحد أهداف اجتماع اليوم في فيينا هو تحديدا أن نرى بشكل ملموس، كيف يمكننا تعزيز التنسيق الدولي في مجال مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني إن اجتماع فيينا “يأخذ معنى آخر” بعد اعتداءات باريس.

 

من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا -اليوم السبت- إن هجمات باريس ستؤثر على جدول أعمال المحادثات الدولية بشأن سوريا في فيينا، مضيفة أنها “ستسبب بلا ريب تعديلات في جدول أعمال اجتماع اليوم”.

 

وفي تعليقه على تصريحات المتحدثة الروسية، قال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج إن المتحدثة كانت تشير إلى الشرط الروسي الذي طالب بوضع قائمة محددة للمنظمات الإرهابية وتصنيفها، معتبرا أن ما حدث في فرنسا يعزز الموقف الروسي في المحادثات التي انطلقت اليوم.

 

وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند استبق جولة المحادثات بتصريحات دعا فيها لضرورة أن يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد “في إطار المرحلة الانتقالية في سوريا”، بينما رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن أحدا لا يملك الحق في المطالبة بتنحي الأسد.

 

وقبيل انعقاد الاجتماع الموسع، التقى وزراء ما بات يعرف بمجموعة باريس، وهم وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وتركيا والسعودية وقطر في اجتماع تشاوري لتنسيق المواقف والرؤى بشأن الأزمة السورية.

 

دعوة ألمانية لإحضار اللاجئين مباشرة من أماكن تواجدهم  

خالد شمت-برلين

 

دعا زيغمار غابرييل -وزير الاقتصاد الألماني، نائب المستشارة أنجيلا ميركل- بلاده وشركاءها الأوروبيين لإحضار أعداد كبيرة من اللاجئين مباشرة من أماكن تواجدهم إلى ألمانيا وأوروبا، معتبرا ذلك حلا سيقضى على عمليات التهريب.

 

وقال غابرييل إن تخصيص حصة كبيرة لإحضار هؤلاء اللاجئين رأسا إلى الدول الأوروبية سينظم عملية التدفق الهائلة الحالية للاجئين ويحد منها، ويقضي على عمليات التهريب الخطرة للباحثين عن حماية في أوروبا.

 

واعتبر المسؤول الألماني -الذي يترأس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك الثاني للحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل بالحكومة الألمانية الحالية- “أن هذا الإجراء سيقضي على عمليات تهريب هؤلاء اللاجئين المحفوفة بالمخاطر، وبفسح المجال أمام هجرة منظمة بدلا من السماح بالأوضاع الفوضوية الحالية”.

 

وذكر غابرييل -خلال مؤتمر مصغر بشأن سياسة اللجوء والهجرة نظمه حزبه الاشتراكي الخميس في برلين- أن على ألمانيا أن تكون رائدة وتأخذ زمام المبادرة وتتولى تمويل مشروع تنظيم الاستقدام المباشر للاجئين، إذا امتنع شركاؤها الأوروبيون عن المشاركة بتنفيذه.

 

جسور لا أسوار

وأضاف غابرييل أن “هدفنا ألا يموت أحد من الباحثين عن حماية بطريقه لأوروبا، وعلي أوروبا بناء الجسور لا الأسوار، وشعارنا بهذا المشروع هو إحضار النساء والأطفال أولا لأوروبا”.

 

ولفت إلى أن رؤية حزبه الاشتراكي لهذا المشروع لا تركز على أعداد اللاجئين المطلوب إحضارها لأوروبا، وإنما على ضبط سرعة تدفقهم وتخفيضها في السنوات القادمة.

 

وطالب نائب المستشارة الألمانية بجعل عملية اندماج اللاجئين القادمين لبلاده واجبا جماعيا مستقبليا مشتركا للحكومة الاتحادية وحكومات الولايات الألمانية الـ16 والإدارات المحلية بهذه الولايات، بما تشمل التعليم والاندماج بسوق العمل ومضاعفة الميزانية المالية المخصصة لبناء مساكن تعاونية رخيصة السعر.

وأشار زيغمار إلى أن هناك تحديا مزدوجا تواجهه بلاده يتمثل بأزمة اللجوء الحالية ومشكلة التراجع الكبير بنموها الديمغرافي مستقبلا، واقترح تأسيس آلية تمويل طويلة الأمد من الحكومة الاتحادية والولايات والإدارات المحلية لمعالجة هذا التحدي المزدوج.

 

ودعا الحكومة الألمانية للحديث عن اندماج اللاجئين وتراجع النمو السكاني باعتبارهما أكبر تحديين عليها مواجهتهما مستقبلا، وطالب بمضاعفة المخصصات المالية للإدارات المحلية لمساعدتها بتحمل الأعباء الكبيرة الناشئة عن استقبالها آلاف اللاجئين.

 

وانتقد غابرييل -بشكل غير مباشر- مطالب شركائه بالحكومة من سياسي الحزب المسيحي الديمقراطي، معتبرا أنه من غير الممكن إغلاق الحدود بالأسوار والاستعانة بالجيش الألماني لحماية الحدود، وعبر عن رفضه وحزبه الاشتراكي المطالبة بوضع حد أقصى للاجئين الذين يمكن استقبالهم في البلاد، وطالب بالوقت نفسه بتوفير حماية أفضل للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.

 

وقال إنه من السخف الحديث عن مواجهة أزمة اللجوء الحالية بالدعوة لخفض مدة إقامة اللاجئين السوريين ومنعهم من لم شمل عائلاتهم، ورأى أن الحديث بهذا الموضوع “من الصغائر”، وأشار إلى أن منع هؤلاء اللاجئين بعد وصولهم لألمانيا من لم شملهم سيؤدي لمشلكلات كبيرة بدمجهم في المجتمع الألماني.

 

توابع اللجوء

من جانب أخر انتقد وزير الاقتصاد الألماني تشبيه زميله وزير المالية فولفغانغ شويبله موجات اللجوء الحالية بانهيار جليدي، واعتبر أن شويبله جانبه الصواب بهذا التشبيه.

 

وكان شويبله -وهو من القيادات التاريخية ذات النفوذ الواسع بالحزب المسيحي الديمقراطي- قد قال خلال ندوة لمركز السياسة الأوروبية ببرلين مساء الأربعاء إن استمرار تدفق الأعداد الكبيرة من اللاجئين “يشبه انهيارا جليديا لا يعرف أحد هل وصل لمنتهاه أم إن له توابع بالطريق ستواصل تدفقها وإحداث تداعيات لا يمكن لألمانيا وحدها تحملها”.

 

ومن جانبه اعتبر روبريشت بولنتس الرئيس السابق للجنة الخارجية بالبرلمان الألماني “البوندستاغ”  أنه لا يمكن إرغام دولة أوروبية ترفض استقبال اللاجئين على استقبالهم، مشيرا إلى أن الحل الجماعي الأوروبي لمشكلة اللجوء الحالية هو الأنجع لمواجهة الأزمة الراهنة.

 

وأشار إلى أنه يؤيد دعوة رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتس لدفع الاتحاد الأوروبي أموالا إضافية لدوله الممتنعة عن استقبال اللاجئين لتشجيعها على قبولهم، وأن الأمر نفسه مطلوب في ألمانيا بتخصيص مبلغ مالي عن كل لاجئ يتم دفعه للولايات التي تستقبل اللاجئين.

 

 

المعارضة تتقدم بالحسكة وحماة وتتراجع بحلب  

يزن شهداوي وأيمن الحسن-الحسكة/حماة

 

تقدمت قوات المعارضة السورية المسلحة في جبهتي حماة والحسكة على حساب قوات النظام وتنظيم الدولة الإسلامية حيث سيطرت على نقاط مهمة وألحقت بخصومها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، فيما تراجعت بريف حلب الجنوبي وخسرت عدة مناطق هناك.

وقد أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” أمس الجمعة سيطرتها على بلدة الهول شرقي مدينة الحسكة إحدى أهم معاقل تنظيم الدولة الإسلامية المحاذية للحدود مع العراق.

 

ويأتي الإعلان عن السيطرة على البلدة بعد 14 يوما من إعلان هذه القوات المشكلة حديثا بدء حملة عسكرية ضد تنظيم الدولة في ريف الحسكة.

 

وقالت هذه القوات -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمادها الأساسي- إنها تمكنت من إتمام السيطرة على الهول بمساندة كبيرة من طيران التحالف الدولي حيث شن غارات مكثفة على مواقع التنظيم بشكل غير مسبوق.

 

وجاء في بيان لهذه القوات أنه تمت السيطرة على البلدة بالكامل نتيجة “استثمار العمليات القتالية الناجحة لقواتنا في مواجهة تنظيم الدولة” بالتزامن مع الضربات الجوية المركزة التي شنها طيران التحالف.

 

وأكد البيان قطع جميع طرق الإمداد من العراق باتجاه أماكن تواجد التنظيم ومقتل العشرات من عناصره وغنْم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والعتاد.

 

عملية التفاف

وقال الناشط الإعلامي رامان يوسف إن القوات المهاجمة قامت بعملية التفاف على بلدة الهول وحاصرتها من الجنوب والشمال والشرق، بالتزامن مع قصف جوي غير مسبوق من قبل طيران التحالف الدولي.

 

وأكد الناشط أن هذه القوات بدأت من جهة “شنكال” في العراق، ونفذت عملية التفاف من الجنوب وحاصرت البلدة لثلاثة أيام “ووسط القصف المركز انسحب عناصر التنظيم”.

 

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن قرية البحرة الخاتونية تمت السيطرة عليها من قبل الوحدات الكردية، “ولكن لم تتمكن هذه القوات من دخولها خشية المفاجآت”.

وأشار الناشط إلى أن الوحدات الكردية المدعومة من قوات البشمركة تمكنت من السيطرة على جميع التلال المطلة على البلدة، بينما استمرت الطائرات بقصف جميع الأهداف المتحركة التابعة للتنظيم، وتمكنت بعدها القوات البرية من التقدم أزيد من ثمانية كيلومترات.

 

وفي ريف حماة الشمالي، تمكن الثوار من السيطرة على “النقطة الثالثة” التي كانت خاضعة لسلطة النظام عقب معارك عنيفة بين الجانبين.

 

وأكدت قوات المعارضة المسلحة أنها قتلت عشرين عنصراً من قوات النظام وغنمت أسلحة متوسطة وذخائر كما دمرت دبابة بصاروخ “كونكورس” على جبهة خربة الناقوس بسهل الغاب بريف حماة الغربي.

 

اشتباكات متقطعة

وتحدثت الأنباء عن حصول اشتباكات متقطعة على بعض نقاط للنظام بين مدينتي مورك وصوران بريف حماة الشمالي استعداداً لمعارك تهدف إلى التقدم إلى مدينة صوران ذات الأهمية الإستراتيجية” بحكم قربها من مدينة حماة.

 

وقال الناشط محمد الصالح إن الطيران الروسي شن غارات عنيفة على قرى وبلدات ريف حماة، مما أدى لمقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين.

 

وتحدث الناشط حسون عن قصف الطيران الروسي لكفرزيتا بصواريخ جديدة تسبقها مظلات تقف فوق الهدف المحدد “وبذلك تكون دقة الإصابة عالية جداً، ويكون القصف عديم الصوت”.

 

وفي ذات السياق، أكد حسون حدوث عمليات نزوح كبيرة من قرى وبلدات النظام بريف حماة الشمالي الشرقي وخصوصا قرية معان التي باتت تحت مرمى نيران الثوار بشكل مباشر.

 

ويشار إلى أن جيش الفتح أعلن مؤخرا عن تجهيز ألف عنصر لاقتحام قرية معان.

 

أما في حلب، فقد تمكنت قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي من السيطرة على مواقع مهمة بعد معارك عنيفة خاضتها مع فصائل المعارضة المسلحة.

 

بوتين: لا نملك الحق في مطالبة الأسد بالرحيل.. ومستعدون للتعاون مع أمريكا ضد “داعش

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن روسيا لا تملك الحق في مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل، وأعرب عن استعداد بلاده التعاون مع الولايات المتحدة ضد “داعش”، لكنه اعتبر أن الغارات الأمريكية في سوريا “غير شرعية”.

 

وأضاف بوتين في مقابلة مع وكالة الأنباء التركية “الأناضول” والروسية “انترفاكس”: “اعتمدنا على منطق القانون الدولي عندما استقبلنا الرئيس الأسد في موسكو.. دعونا نفكر بسلوكنا من الناحية القانونية والأخلاقية، كيف ندعو رئيس دولة صديقة إلى موسكو، وبعدها نطرح عليه الاستقالة!”.

 

وتابع أن “سوريا دولة ذات سيادة، والأسد هو رئيس منتخب من قبل الشعب، فهل لدينا الحق في مناقشة هذا الموضوع معه؟ بالطبع لا”.

 

ونفى بوتين أن تكون الغارات الروسية تستهدف المعارضة المعتدلة في سوريا، قائلا: “لا يوجد أي دليل على هذه الاتهامات، وعلاوة على ذلك، نحن نتعاون بالفعل مع المعارضة المعتدلة”. وأضاف أن روسيا تتعاون أيضا مع “الجيش السوري الحر، وشنت الطائرات الروسية عدة هجمات على أهداف محددة من قبل الجيش السوري الحر”.

 

وأعرب بوتين عن استعداده للتعاون مع الولايات المتحدة ضد “داعش”، إلا أنه اعتبر أن الغارات الأمريكية في سوريا “غير شرعية”، قائلا: الغارات الأمريكية تنتهك القانون الدولي لأنها تتم دون موافقة مجلس الأمن الدولي ودون طلب من الحكومة السورية”.

 

لقاءات لمعارضين سوريين على هامش اجتماع فيينا دون المشاركة به

روما (13 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وصل مجموعة من المعارضين السوريين من لجنة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية اليوم الجمعة إلى فيينا لإجراء مجموعة من اللقاءات مع مسؤولين عرب وغربيين على هامش الاجتماع الثالث الذي يُعقد غداً السبت في العاصمة النمساوية، ولن يشارك معارضون سوريون في جلسات المؤتمر أو الورشات الخاصة به

 

وعلمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن من بين من وصل إلى فيينا من لجنة القاهرة جمال سليمان وهيثم مناع وخالد محاميد وجهاد مقدسي، وأن اللجنة لم تتلق دعوة رسمية وإنما قررت الحضور اللصيق للمؤتمر بناء على مبادرة ذاتية، كما لم يتلق ائتلاف قوى الصورة والمعارضة السورية مثل هذه الدعوة الرسمية، لكن بعض الأطراف العربية والغربية حثّت معارضين سوريين على حضور ممثلين ومعارضين للاطلاع عن كثب على ما يجري في كواليس المؤتمر

 

ومن المقرر أن يناقش اجتماع فيينا سبل الاتفاق على حل سياسي للأزمة السورية، وبحث النقاط ذات الخلاف الرئيسية، وخاصة فرز المعارضة السورية ووضع قوائم بالتنظيمات الإرهابية، وكذلك تحديد الشخصيات والقوى السياسية والعسكرية التي يمكن أن تمثل المعارضة السورية والمؤهلة للتفاوض مع النظام، والوسائل الممكن اتباعها لتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية والصحية للسوريين في الداخل، وتأمل بعض الدول الأوربية أن يتم تحديد جدول زمني للمرحلة الانتقالية، مع استبعاد ذلك في ظل إصرار روسي على عدم مناقشة الأمر وضرورة عدم تحديده بسقف زمني

 

وكانت روسيا قد أعلنت أن لديها قائمة من 40 فصيلاً وتشكيلاً سوريا مسلحاً للمعارضة السورية قالت إنها يمكن أن تشارك في مفاوضات الحل السياسي، وقالت مصادر غربية على اطلاع على المشاورات التحضيرية لفيينا إن روسيا تُصرّ على وضع “أحرار الشام” على رأس قائمة التنظيمات الإرهابية العاملة في سورية بعد تنظيم (الدولة الإسلامية) وجبهة النصرة، وهو أمر لا تتوافق عليه مع الولايات المتحدة التي تُفضّل التريّث في وضع هذا الفصيل المسلح في قائمة الإرهاب، كما تعترض بعض الدول العربية على تصنيف جبهة النصرة وتشدد على اعتدال السوريين فيها وتطرف العرب والأجانب

 

ووفق المصادر فإن روسيا تؤكد أن العرب والأجانب في جبهة النصرة يزيدون عن 80%من مقاتلي هذا التنظيم، فيما تؤكد المعارضة السورية وبعض الدول العربية على أن نسبتهم لا تتجاوز الـ20% والباقي من السوريين، وتشير إلى وجود إمكانية لعزل المقاتلين العرب والأجانب واحتواء السوريين في حال وجود حل سياسي عسكري عادل، يحقق مطالب المعارضة السورية

 

أسقف سوري: لم تعد الموارد كافية لسد حاجة السكان

الفاتيكان (13 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال أسقف سوري إن “الموارد القليلة المتوفرة، لا تتيح لنا تلبية احتياجات العديد من مؤمنينا”

 

وخلال زيارته الفرع الايطالي لجمعية (عون الكنيسة المتألمة) البابوية، تحدث رئيس أساقفة حلب للسريان الكاثوليك المطران أنطوان شهدا، عن “الظروف المأساوية السائدة في مجتمعه”، قائلا “قبل الحرب كانت أبرشيتي تضم 1500أسرة، لم يتبقَ منها سوى 800 الآن”، ومن “بينها 750 تتلقى مساعدات من الكنيسة”، كـ”الملابس والغذاء والدواء وحتى مساعدات مالية لشراء الضروريات الأساسية، كوقود الديزل”، فـ”شتاء حلب بارد جدا والمدينة بدون كهرباء منذ عدة أشهر، والوقود هو السبيل الوحيد لدى الأسر لتدفئة نفسها”، وفق وصفه

 

وأشار المطران شهدا الى أن “العائلات المسيحية التي بقيت هنا، هي الأكثر فقرا”، لأن “كل من سنحت له الفرصة غادر البلاد”، لافتا الى أن “من وجد عملا أو بدأ بإرسال أطفاله إلى المدارس في بلد آخر، من المستبعد أن يعود”، الى البلاد

 

وذكر الأسقف الكاثوليكي أن “القصف لم يدخر كاتدرائيتنا، ولا مقر الأبرشية”، لكن “كنائس الأبرشية لحسن الحظ، لا تزال مفتوحة الناس تتردد عليها”، وأردف “إننا نحتفل بالقداس الجماعي كل يوم، وحمدا لله، الجيش السوري دافع عن حلب وفشل تنظيم (الدولة الإسلامية) في اختراق المدينة”، وإلا “فما كان سيبقى فيها مسيحي أو مسلم”. واختتم معربا عن “الأمل بأن يساعد المجتمع الدولي الكنيسة على البقاء في سورية ورعاية مؤمنيها الذين يموتون الآن جوعا وعطشا، وبسبب الحرب والمرض”، وأن “تنتهي هذه الحرب بأسرع وقت ممكن، حتى نتمكن في النهاية من العودة إلى حياتنا الاعتيادية”، على حد تعبيره

 

أوكسفام تتهم بلغاريا بممارسة انتهاكات وحشية ضد المهاجرين

اتهمت منظمة أوكسفام الإغاثية البريطانية السلطات البلغارية بمعاملة المهاجرين بشكل وحشي.

وفي تقرير أصدرته أوكسفام وثقت عن شهادات عيان حالات ضرب وتعذيب من السلطات البلغارية ضد المهاجرين الذين يحاولون عبور اراضيها باتجاه صربيا في رحلة للبحث عن ملجأ في أوروبا.

ويختار ألاف المهاجرين عبور منطقة البلقان في رحلة عبر أوروبا بديلا عن الرحلات عن طريق البحر والتى أدت إلى مقتل الاف المهاجرين خلال الأعوام القليلة الماضية.

ولم تعلق الحكومة البلغارية حتى الان على اتهامات أوكسفام.

ويقوم مئات الالاف أغلبهم من سوريا وأفغانستان وأفريقيا برحلة للهجرة من تركيا إلى أوروبا عبر منطقة البلقان بهدف الوصول إلى ألمانيا أو السويد أو دول أخرى في الاتحاد الاوروبي.

ويوضح التقرير الذي أعده مركز بلغراد لحقوق الانسان لصالح أوكسفام الصعوبات ومكامن الخطر التى تنتظر المهاجرين في رحلتهم برا إلى أوروبا خاصة منطقة الحدود البلغارية الصربية.

ويوثق التقرير شهادات تعرض أصحابها لهجمات من قبل عناصر الشرطة البلغارية وعمليات تعذيب وعنف جسدي ضد المهاجرين علاوة على حالات تعذيب باستخدام الكلاب.

واستمع التقرير إلى شهادات نحو 100 مهاجر في بلدة ديميتروفغراد بعدما وصلوا إلى صربيا عبر الحدود البلغارية.

وقال ستيفانو بالديني مدير اوكسفام في منطقة جنوب شرق اوروبا “في ضوء الانتهاكات التى وصلتنا يجب ان يجتمع الاتحاد الاوروبي ويتخذ الإجراءات الضرورية لحفظ الحقوق الأساسية للإنسان داخل أوروبا”.

وقام أحد رجال حرس الحدود البلغاريين الشهر الماضي بإطلاق الرصاص على مهاجر أفغاني فقلته عندما كان يحاول عبور الحدود مع تركيا.

من جانبها أكدت السلطات البلغارية أن المهاجر قتل بعد إصابته بشظية من طلقة تحذيرية أطلقها حرس الحدود البلغار.

وأعربت منظمة الامم المتحدة لحقوق الانسان عن “صدمتها العميقة” من الحادث مطالبة بلغاريا بإجراء تحقيق عاجل وشفاف ومحايد حول ملابسات الواقعة.

 

مسؤولة اوروبية:يمكن البدء في “عملية” للتوصل إلى تسوية للأزمة السورية

فيينا (رويترز) – قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني للصحفيين يوم السبت إن المحادثات متعددة الجنسيات التي عقدت في فيينا بشأن الأزمة السورية كانت “جيدة”.

 

وأضافت أن من الممكن البدء في “عملية” سياسية تهدف إلى ايجاد تسوية للأزمة السورية لكنها امتنعت عن اعطاء المزيد من التفاصيل انتظارا لصدور بيان في وقت لاحق من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

 

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير أحمد حسن)

 

توتر عشية اجتماع فيينا ودعوة لمؤتمر موسع للمعارضة

إبراهيم حميدي: الحياة

 

شهدت اجتماعات لجان العمل الثلاث الخاصة بالأزمة السورية في اليومين الماضيين، انسحاب الوفد الإيراني من أحدها ومقاطعة موسكو أعمال هذه اللجان بسبب اختلافات مفاجئة مع واشنطن وانقسامات بين المشاركين حول قائمتي «التنظيمات الإرهابية» والمعارضة، وسط عودة حديث دول إقليمية بارزة عن استضافة «مؤتمر للمعارضة لا يقصي أحداً» ولا يشكل بديلاً من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض.

 

وكانت واشنطن وجهت الدعوة إلى دول مختارة للمشاركة في ثلاث مجموعات عمل، تتعلق اثنتان منها بالاتفاق على قائمة موحدة لـ» الإرهابيين» والمعارضة الشرعية يوم الخميس فيما تناولت الثالثة صباح أمس الممرات الإنسانية والحماية وسط توسيع مروحة الدول المدعوة.

 

وعلم أن كبار الموظفين والخبراء كانوا ينتظرون وصول الوفد الروسي صباح الخميس، غير أنهم فوجئوا بأن موسكو قررت ليل الأربعاء – الخميس بمقاطعة أعمال اللجان. وحصلت المفاجأة الثانية، لدى انسحاب ممثل إيران صباح الخميس على خلفية مطالبة بعض الدول بوضع برنامج لـ «انسحاب جميع المقاتلين الأجانب من سورية بما فيها فصائل شيعية موالية لإيران»، في حين ظهر توتر آخر لدى دعوة الوفد الأميركي إلى غداء عمل للدول ذات التفكير الموحد، استبعد عدداً من الدول كان بينها الوفد الروسي.

 

وبحسب المعلومات المتوافرة، فان نقاشاً حاداً جرى إزاء تمثيل المعارضة للوصول إلى قائمة موحدة، إذ إن ممثلي فرنسا وتركيا وقطر تمسكوا بـ «الدور القيادي والمحوري» لـ «الائتلاف» باعتباره «حصل على اعتراف أكثر من مئة دولة بأنه الممثل الوحيد للشعب السوري»، فيما سعت دول أخرى بينها مصر إلى توسيع تمثيل المعارضة وإعطاء دور أبرز لمجموعة «إعلان القاهرة» التي صادف وجود قادتها بينهم هيثم مناع وجمال سليمان في فيينا.

 

وانسحب الانقسام على اجتماع «القائمة الموحدة للتنظيمات الإرهابية» مساء الخميس خصوصاً إزاء «جبهة النصرة» التي تصر بعض الدول على التزام قائمة مجلس الأمن الدولي التي تعتبرها مع «داعش» تنظيمين «إرهابيين»، فيما سعت دول إقليمية إلى التمييز بينها كـ «تنظيم وأفراد»، إضافة إلى الخلاف على «حركة أحرار الشام الإسلامية». إذ أصرت دول إقليمية بدعم بعض الدول الغربية على أن «أحرار الشام، غيرت في نهجها وخطابها السياسي» وأنه «لا بد من التعامل مع فصائل إسلامية لإعطاء شرعية لأي حل سياسي»، ذلك في مقابل اعتبار دول أخرى أن «أحرار الشام هي بوتقة للتطرف» ومطالبة دولة عربية باعتبار «جميع الفصائل الإسلامية إرهابية». وسعت دول غربية إلى الجمع بين عناصر تتضمن قائمة مجلس الأمن للتنظيمات الإرهابية والقوانين المحلية لكل بلد وضرورة توسيع التمثيل السياسي لأي حل سياسي، لدى مناقشة «قائمة الإرهاب»، إضافة إلى اتهام موسكو بـ «محاربة جميع الفصائل بما فيها المعتدلة». وأفيد هنا بوجود «تفاهم» عبر الأردن بين موسكو و «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» قضى بـ «تجميد» القتال في ريف درعا بين دمشق والأردن، مع إشارة أحد المشاركين إلى وجود «حشد للقوات النظامية في مثلث الموت» بين أرياف درعا والقنيطرة ودمشق.

 

لكن اللافت، هو عودة حديث دول إقليمية بارزة والمبعوث الدولي للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا عن إمكانية عقد مؤتمر موسع للمعارضة السورية في الفترة القريبة. وحض دي ميستورا على «عقد المؤتمر في أسرع وقت»، الأمر الذي اعتبره أحد المسؤولين «أمراً ملحاً لـمواجهة حجة النظام وروسيا من أن المعارضة مشتتة». لكن برز خلاف عن العلاقة بين «الائتلاف» وباقي القوى في هذا المؤتمر بين من يريده أن يكون «الائتلاف قائداً للمعارضة» ومن يريده أن يكون «ِشريكاً مع باقي القوى المعارضة» مع تقديم «َضمانات من هذه القوى من أنها لا تسعى لأن تكون بديلاً من الائتلاف».

 

وبالنسبة إلى اجتماع مجموعة الممرات الإنسانية والحماية الذي عقد صباح أمس، قال أحد المشاركين إنهم أعدوا قائمة بمساعدات إنسانية وطبية وغذائية لإدخالها إلى المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية لدمشق وقرى في ريفي حلب وإدلب طبقاً لقرارات الأمم المتحدة «لكن بغياب الوفدين الروسي والإيراني عن الاجتماعات ليست هناك وسيلة للضغط على النظام».

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى