أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 15 شباط 2014

مراجعة أميركية شاملة للخيارات في سورية: دعم أكبر للمعارضة المعتدلة… وضغوط على إيران وروسيا

واشنطن – جويس كرم

أمام فشل محادثات جنيف في تحقيق اختراق ديبلوماسي، ونمو المخاوف الأميركية والاقليمية من نفوذ «القاعدة» في سورية، وأيضاً تشنج العلاقة الروسية – الأميركية، أطلقت واشنطن مراجعة لخياراتها في سورية. وأكد وزير الخارجية جون كيري، في تصريحات في بكين أمس، إنه سيصار إلى تقديم «لائحة خيارات» للرئيس باراك أوباما لوضع نهج جديد للمرحلة المقبلة.

وتؤكد مصادر موثوقة لـ «الحياة» أن هناك ادراكاً ضمنياً بفشل الاستراتيجية الحالية، وتنامي حجم الأزمة في سورية داخلياً واقليمياً. وتشير إلى أنه من وجهة نظر الإدارة «ليست هناك خيارات جيّدة اليوم لسورية بالنسبة للولايات المتحدة … واللائحة تراوح اليوم بين احتواء ما هو سيئ وتفادي السيناريوات الكارثية» مثل تفكك سورية أو سيطرة «القاعدة» على جزء محوري من البلاد. وتشير المصادر الموثوقة إلى أن المعطيات الحالية من جنيف والمخاوف من نمو نفوذ «القاعدة» فرضت المراجعة الجديدة. وتقول إن «الإدارة بدأت ارسال أسلحة خفيفة للمعارضة المعتدلة وتدرس خطوات ديبلوماسية لزيادة الضغط على روسيا وايران».

وتؤكد المصادر أن «واشنطن ترى بوضوح تصعيداً إيرانياً في المنطقة بغض النظر عن المفاوضات النووية (الجارية معها). كما أن واشنطن خاب أملها من اللاعب الروسي، ومن هنا فإنها تعيد النظر في خياراتها في سورية».

ويعتبر كيري من أبرز المحبّذين لهذه المراجعة، وهو كان أكد أمس خلال زيارته الصين أن أوباما «طلب منا جميعاً أن نفكّر في خيارات عدة قد توجد وقد لا توجد. الرد على السؤال: هل هي قُدمت. لا لم تُقدّم. لكن عملية التقويم بالضرورة – ونظراً إلى الظروف – جارية في الوقت الراهن». وأضاف: «حين تتضح هذه الخيارات وحين يطلبها الرئيس ستجري بالقطع مناقشات حولها».

وتقر الولايات المتحدة بأن الوضع في سورية يشكّل «كارثة»، معترفة ضمنياً بأن سياستها في هذا البلد لا تحقق نجاحاً في الوصول الى مرحلة انتقالية. وتؤكد المصادر الموثوقة اقتناع الإدارة بأن ليس هناك من حلول عسكرية في نهاية المطاف وأن أي تدخل خارجي يشارك فيه الجيش الأميركي «بات متأخراً» ونظراً إلى الفوضى على الأرض وتعدد الجهات المقاتلة. ومن هنا ترى الادارة ضرورة في تقوية من تراهم «الثوار المعتدلين» في سورية، من دون أن تزودهم بأسلحة ثقيلة يمكن أن تصل الى جهات أخرى مثل «حزب الله» أو تنظيم «القاعدة».

ومن المتوقع أيضاً أن تزيد واشنطن من اجراءاتها على الصعيد الإنساني، وهو ما لمح إليه أوباما في مؤتمره الصحافي مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند الثلثاء الماضي حين تحدث عن مشاورات في مجلس الأمن حول قرار في شأن الأزمة الانسانية في سورية وعلى رغم المعارضة الروسية لذلك. وستسعى واشنطن إلى زيادة الضغوط الدولية على روسيا في هذا الشق، وأيضاً في استخدام الملف الكيماوي في حال أخلّ النظام في تطبيق التزامته، وذلك من خلال العودة إلى مجلس الأمن وامكان استصدار قرار تحت الفصل السابع، كما لمّح أوباما.

أما عن خيارات الممرات الانسانية التي يحبذها نواب في مجلس الشيوخ مثل جون ماكين وليندسي غراهام، فتبدو الادارة الأميركية مترددة في هذا الشأن كون هذا الأمر سيتطلب فرض حظر جوي جزئي وأيضاً استخدام القوة العسكرية. وفي سياق مراجعة الخيارات، زادت واشنطن من اتصالاتها الاقليمية وخصوصاً مع الجانبين الأردني والسعودي. وفي اطار زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للولايات المتحدة هذا الأسبوع وأيضاً الزيارة التي سيقوم بها أوباما الى المملكة العربية السعودية الشهر المقبل، وهي الأولى له منذ ٢٠٠٩. ويبدو واضحاً أن واشنطن تعتمد على شراكاتها الاقليمية وشبكة التعاون في أي خطوات أمنية في سورية، وفي دعم المعارضة المعتدلة وكبح المتطرفين.

مفاوضات جنيف أمام «طريق مسدود» وأميركا «تراجع خياراتها» في سورية

واشنطن – جويس كرم

جنيف، لندن، دمشق – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – ظهر أمس بوضوح حجم الهوة التي تفصل بين وفدي النظام السوري و «الائتلاف الوطني» المعارض في مفاوضات «جنيف 2» في اختتام جولتها الثانية أمس. ففي وقت أعلن وفد النظام على لسان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أن لقاءات جنيف التي تمت برعاية الموفد الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي فشلت في تحقيق أي تقدم، متمسكاً بموقف الحكومة في شأن أولوية «مكافحة الإرهاب» على مناقشة هيئة الحكم الانتقالي، قال «الائتلاف» على لسان الناطق باسمه لؤي صافي إن المفاوضات وصلت إلى «طريق مسدود».

جاء ذلك في وقت أعلن النظام تحقيق قواته «تقدماً نوعياً» في اتجاه مدينة يبرود، في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، الأمر الذي أثار مخاوف الأمم المتحدة التي ذكّرت حكومة دمشق بأن عليها واجباً قانونياً أن تسمح بمغادرة المدنيين المحاصرين في المدينة التي يقطنها ما بين 40 إلى 50 ألف نسمة. وسجّلت تقارير أمس حركة نزوح واسعة من هذه المنطقة في اتجاه الأراضي اللبنانية، ما يشير إلى مخاوف من أن «هجوماً وشيكاً» قد تتعرض له يبرود.

ولوحظ أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أخذ موقفاً أكثر وضوحاً في دعم وجهة نظر الحكومة السورية من محادثات السلام في جنيف، رافضاً أن يتم التركيز فيها فقط على تشكيل هيئة حكم انتقالي، قائلاً إن الغربيين الذين يدعمون المعارضة هدفهم من المفاوضات «تغيير النظام».

وكانت روسيا أعلنت مساء الخميس، وللمرة الأولى، استعدادها لتبني قرار إنساني في شأن سورية في مجلس الأمن مستخدمة تكتيك طرح مشروع قرار مضاد يخفض سقف مشروع القرار المدعوم غربياً ويسحب كل نقاط القوة منه. وقابلت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور المناورة الروسية بإظهار التصلب، معتبرة أن «عدم صدور قرار بالمطلق عن مجلس الأمن إنما هو خيار أفضل من صدور قرار سيء وعديم الجدوى على الأرض».

وأمام فشل محادثات جنيف في تحقيق اختراق ديبلوماسي، ونمو المخاوف الأميركية والإقليمية من نفوذ «القاعدة» في سورية، وأيضاً تشنج العلاقة الروسية – الأميركية، أطلقت واشنطن مراجعة لخياراتها في سورية. وأكد وزير الخارجية جون كيري، في تصريحات خلال زيارة للصين أمس، إنه سيصار إلى تقديم «لائحة خيارات» للرئيس باراك أوباما لوضع نهج جديد للمرحلة المقبلة.

وتؤكد مصادر موثوقة لـ «الحياة» أن هناك إدراكاً ضمنياً بفشل الاستراتيجية الحالية، وتنامي حجم الأزمة في سورية داخلياً وإقليمياً. وتشير إلى أنه من وجهة نظر الإدارة «ليست هناك خيارات جيّدة اليوم لسورية بالنسبة للولايات المتحدة… واللائحة تتراوح اليوم بين احتواء ما هو سيء وتفادي السيناريوات الكارثية» مثل تفكك سورية أو سيطرة «القاعدة» على جزء محوري من البلاد. وتشير المصادر إلى أن المعطيات الحالية من جنيف والمخاوف من نمو نفوذ «القاعدة» فرضت المراجعة الجديدة. وتقول إن «الإدارة بدأت إرسال أسلحة خفيفة للمعارضة المعتدلة وتدرس خطوات ديبلوماسية لزيادة الضغط على روسيا وإيران».

وتؤكد المصادر أن «واشنطن ترى بوضوح تصعيداً إيرانياً في المنطقة بغض النظر عن المفاوضات النووية (الجارية معها). كما أن واشنطن خاب أملها من اللاعب الروسي، ومن هنا فإنها تعيد النظر في خياراتها في سورية».

وكان الملف السوري في صلب محادثات أجراها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في وقت متقدم ليل أمس مع الرئيس باراك أوباما في ولاية كاليفورنيا. وأفادت مصادر مطلعة تحدثت إلى «الحياة»، قبل الاجتماع، بأن العاهل الأردني سيحض الجانب الأميركي على انخراط «ديبلوماسي» أكبر في المنطقة، وفي ملفات محورية من مصر إلى سورية. ولاحظت أن الزيارة التي تتزامن مع المراجعة الأميركية حول سورية تؤسس لمظلة «تنسيق اقليمي» أقوى في الملف السوري، ودور أميركي أكثر حيوية في المنطقة.

وبالعودة إلى مفاوضات «جنيف 2»، عقد الإبراهيمي لقاءات مع وفدي الحكومة و «الائتلاف» كلاً على حدة، لكنها لم تسفر عن تحقيق اختراق.

وقال ديبلوماسي غربي مطلع على مسار المفاوضات: «لا أعتقد ما إذا كان الجمعة هو اليوم الذي نحقق فيه تقدماً أو نتوقف، لكن الأكيد أنه سيكون اختباراً كبيراً لمعرفة ما إذا كان هذا المسار سيمضي قدماً أم لا». وأضاف أنه «إذا كان يوم الجمعة سيئاً، فالآفاق ستبدو قاتمة أكثر مما كانت عليه قبل أسبوع». وأشار إلى أن المفاوضات وصلت إلى «حائط مسدود، ولا أعرف ما إذا كنا سنتخطاه أم لا». وأضاف: «إذا فشل الوفدان في الاتفاق على جدول أعمال، لا أعرف ما إذا سيدعو الإبراهيمي إلى جولة ثالثة». جاء ذلك بعدما تحدثت مصادر المعارضة عن احتمال الدعوة إلى جولة ثالثة من دون تحديد لذلك.

وقال مسؤول أميركي كبير إن وفد الحكومة السورية كان «يراوغ في كل خطوة على الطريق» في محادثات السلام في جنيف وإن واشنطن تتوقع من روسيا أن تضغط على دمشق للانخراط بجدية في محادثات السلام. وقال المسؤول: «نأمل ونثق في ذلك لأن الروس يعتقدون في حل سياسي… حل ديبلوماسي… إنهم سيحضون النظام على الانخراط (في المحادثات) بطريقة جادة وبناءة وهو ما لم يقم به النظام بعد».

المعارضة السورية: لم يتحدد موعد بعد لجولة ثالثة لمحادثات جنيف

جنيف – رويترز

أكد مفاوض من المعارضة السورية أحمد جقل إنه لم يتم الاتفاق على موعد الجولة الثالثة من محادثات السلام السورية، التي تجري في جنيف خلال الجلسة الأخيرة بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين.

وأضاف أن الجلسة الأخيرة كانت قصيرة وشابها التوتر، وهيمنت عليها خلافات بشأن كيفية التعامل مع العنف والانتقال السياسي، وإن مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي لم يحدد موعداً للجولة الثالثة، لكنه أوضح أنه يتوقع أن تكون هناك جلسة.

الصليب الأحمر: اتفاق حمص لم يحسن الأوضاع الانسانية في سورية

جنيف – رويترز

قال بيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن “الحكومة السورية والمعارضة لم تحترما المبادىء الأساسية لقانون المساعدات الانسانية الدولي، رغم إجلاء سوريين محاصرين من مدينة حمص القديمة”.

واستشهد ماورير بالأوضاع، التي جرى خلالها إجلاء الناس معبراً عن قلقه.

وقال ماورير في بيان إن “المفاوضات التي أجراها الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال العام المنصرم، لم تؤد إلى دخول جاد أو التزام صارم باحترام المباديء الأساسية لقانون المساعدات الانسانية الدولي. هذا النموذج ظهر ثانية في حمص خلال الأسبوع الماضي”.

الابراهيمي: مفاوضات جنيف انتهت

بيروت – “الحياة”

فيما لم تثمر المفاوضات في جنيف بين طرفي الأزمة السورية عن أي نتائج، اعلن الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي انه لم يتم تحديد موعد جديد للمفاوضات، وانه طلب من الوفدين العودة والتفكير بجدوى المفاوضات.

وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي ان “وفد النظام رفض مناقشة ثلث ما جاء في اجندة التفاوض، ورفض بند هيئة الحكم الانتقالية”.

سوريا من جنيف إلى نيويورك وأوباما طلَبَ البحث في الخيارات

جنيف – موسى عاصي العواصم – الوكالات

انتهت الجولة الثانية من المفاوضات السورية في جنيف بفرز محورين ثابتين على مواقفهما وبينهما الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي الذي تحول فجأة من وسيط بين طرفين سوريين الى مهدئ للنفوس بين الاميركيين والروس في آخر لقاء للثلاثية في جنيف. وقد تلاقت وجهات النظر بين كل محور الى حد التطابق، الى درجة يصعب معها التكهن بمصير الجولة الثالثة التي باتت مرتبطة بمساعي الابرهيمي في الامم المتحدة وربما في مجلس الأمن. وسيعقد الابرهيمي اليوم لقاء قصيراً مع الوفدين المفاوضين، على ان يدلي ببيان عن استنتاجاته من الجولة الثانية من المفاوضات.

وقبل مغادرته جنيف، جدد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف موقف بلاده من المفاوضات التي “يجب ان تبدأ بمكافحة الإرهاب والارهابيين، ذلك ان هناك عشرات الآلاف منهم في سوريا”، وأن كل الملفات الأخرى يمكن البحث فيها حتى ملف تشكيل الهيئة الانتقالية ولكن “بعد مكافحة الإرهاب”.

ونقلت أوساط مقربة من الوفد الروسي الى “النهار” أن رؤية موسكو للأزمة السورية تنطلق من أن المعركة مع الارهاب هي أولوية ليس فقط بالنسبة الى سوريا بل الى كل دول المنطقة و”على العالم التحرك من أجل الوقوف في وجه هذه الحال”.

الى ذلك، وبعد انتهاء الجلسة المنفصلة أمس بين الإبرهيمي والطرفين السوريين، اجتمع السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد ووفد الائتلاف المعارض. وأفادت مصادر مقربة من الائتلاف السوري أن فورد “نصح المعارضة السورية بتحريك الميدان وخصوصاً على الجبهة الجنوبية وفي محيط مدينة درعا حيث الوجود الأكبر لمجموعات عسكرية تابعة للجيش السوري الحر ولتنظيمات مقربة من الائتلاف”، وأن مجموعات عسكرية دربت أخيراً بواسطة المخابرات الاردنية جاهزة لدخول هذه المعركة “من أجل تحسين الموقف التفاوضي قبل الجولة المقبلة من المفاوضات أولاً، وثانياً من أجل الرد على معركة القلمون على الحدود مع لبنان التي بدأها النظام السوري قبل أيام”.

لكن أوساطاً غربية رفيعة المستوى ذات علاقة مباشرة بالمفاوضات قالت لـ”النهار” إن الولايات المتحدة تراهن على الحل السياسي و”في جعبتها خيارات ديبلوماسية كثيرة وأن لا رابح في الحل العسكري”. وتوقعت أن تكون الجولة الثالثة بعيدة، “خصوصاً أن الطرفين السوريين في حاجة الى تقويم المرحلتين الأولى والثانية من المفاوضات”.

ولم تحمل جلسة أمس المنفصلة أي جديد على مستوى عملية التفاوض، وعُلم أن الإبرهيمي كان المتحدث شبه الوحيد في الجلستين وحض الطرفين على البحث جدياً في الاقتراح الذي قدمه “للتوازن” بين تطبيق بندي الخلاف (مكافحة الارهاب وتشكيل الهيئة الانتقالية)، ونقل الى الوفدين أن الاميركيين والروس مصرون على استمرار عملية التفاوض “مهما بلغت الخلافات بينهما”.

وفي انتظار نتائج زيارة الإبرهيمي للامم المتحدة، رأت أوساط ديبلوماسية أن المحاولة التي يقوم بها رئيس مجلس الامن لجمع مشروع القرار الذي قدمه حلفاء المعارضة السورية حول الملف الانساني والمشروع المعارض الذي قدمته روسيا قد يشكل انجازاً في حال التفاهم عليه، تستند اليه الأمم المتحدة لدفع عملية التفاوض وتحديد موعد للجولة المقبلة.

كيري

ومع الطريق المسدود في جنيف، صرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال زيارة للصين بان الرئيس باراك أوباما طلب مجدداً البحث في خيارات السياسات الأميركية في سوريا نظرا الى تدهور الوضع الإنساني هناك. وقال إن أوباما قلق بسبب تدهور الوضع الإنساني في سوريا وكذلك لان محادثات السلام بين المعارضة والحكومة لم تبحث في تشكيل هيئة حكم إنتقالي كما كان مقرراً. وأوضح إن أوباما نتيجة لذلك “طلب منا جميعا أن نفكر في خيارات عدة قد توجد وقد لا توجد”.

وكان أوباما قال في مؤتمر صحافي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في واشنطن الثلثاء في معرض حديثه عن الوضع في سوريا: “لا أحد ينكر أن هناك قدراً كبيراً من الإحباط”، ولمح إلى أنه قد يعيد التفكير في سياسته.

ورداً على الموقف الاميركي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير في موسكو: “نحن نراقب المحاولات المستمرة لايجاد ذرائع من أجل احباط التسوية السياسية، ونشعر بقلق عندما يبدأ رئيسا الولايات المتحدة وفرنسا في مؤتمر صحافي مشترك الحديث من جديد عن أن الأمر قد لا يقتصر على المفاوضات”.

على الصعيد الميداني، أعلنت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان أكثر من 2700 شخص من سكان منطقة القلمون الجبلية في سوريا هربوا من الغارات الجوية والمعارك في هذه المنطقة الى بلدة عرسال اللبنانية.

وأعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 33 شخصا قتلوا في تفجير سيارة مفخخة أمام مسجد في بلدة اليادودة بمحافظة درعا التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في جنوب سوريا. وقال ان بين القتلى 12 مقاتلاً معارضاً.

وفي ما يتعلق بازالة الاسلحة الكيميائية السورية، قالت مصادر في أمستردام إن سوريا تخلت عن 11 في المئة فقط من أسلحتها الكيميائية في ثلاث شحنات وإنها لن تتمكن على الأرجح من التزام مهلة تنقضي منتصف السنة لتدمير مخزونها من هذه الأسلحة كاملاً. وكشف مسؤولون ومصادر أخرى إن روسيا تضع مع حلف شمال الأطلسي خططاً لعملية مشتركة نادرة في البحر المتوسط لحماية السفينة الأميركية التي ستدمر أخطر الأسلحة الكيميائية السورية.

ارتباك أميركي بين الخيار السياسي والتلويح بإشعال حوران

فراغ جنيف يلقي بمهمة الإبراهيمي في المجهول

محمد بلوط

وداعاً للجولة الثانية من “جنيف 2”. الاحتفال الوداعي يطوي خمسة أيام من المفاوضات على المفاوضات، لانتقاء السبيل إلى بيان “جنيف 1″، ولكن من دون أدنى نتيجة.

ويبدو الاحتفال الوداعي اليوم متواضعاً جداً، على صورة الحصيلة الضئيلة جداً للأيام السورية الخمسة في جنيف: خمس دقائق للمبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وخمس مثلها لـ”الائتلافيين” وخمس أخيرة لرئيس الوفد السوري إلى المفاوضات بشار الجعفري.

سيقول كل منهم كلمته الأخيرة في بيان جنيف، راسماً الهوة السحيقة بينهما: لا خلاص لسوريا إلا بهيئة الحكم الانتقالية عند “الائتلاف”، ولا مدخل لإنقاذ جنيف والإبراهيمي وسوريا، إلا بوقف العنف ومكافحة الإرهاب، لدى الحكوميين.

ويعرض الإبراهيمي ورقته الأخيرة. جملة من الاستنتاجات المرتبة والسريعة عن تقاطع “الائتلافيين” والحكوميين حول نقاط تقاطع في مسيرة المفاوضات، أبصرها الوسيط الأممي وحده، مكرراً ما فعله في ختام الجولة الأولى، من دون أن يأخذ أحد بها من الطرفين في بداية الجولة الثانية.

وإمعاناً في الفشل، لن يكون بوسع الإبراهيمي إعلان موعد الجولة الثالثة تاركاً لقادم الاتصالات والمشاورات في مجلس الأمن الدولي أن تفتح نافذة، وموعداً للعودة إلى جنيف. ويبدو أن أقصى ما حصل عليه الإبراهيمي هو الاستمرار في الإشراف على المفاوضات، دونما أي ضمانة تفضي إلى نتيجة ما، أو أن تتقدم نحو أي هدف.

وينبغي على الإبراهيمي أن يتدبر أمره مع السوريين، دونما أدنى ضغوط من جانب الروس أو الأميركيين، لتسهيل المفاوضات، ودفع حلفائهم إلى المزيد من المرونة. والأرجح أن الوسيط الدولي سيبقى مواظباً على جولات جنيف الفارغة من أي تقدم، وفي المقابل لن يستقيل الإبراهيمي من منصبه، رغم ما اتضح له من أن التصلب في مواقف الوفدين يعود قبلا إلى استمرار تضارب الإستراتيجية الإقليمية للأميركيين والروس في سوريا، وعدم وجود تفاهم حقيقي بينهما، سوى الإبقاء على القاعة السادسة عشرة في قصر الأمم المتحدة، مضاءة.

وباستثناء توافق الروس والأميركيين على الطلب منه أن يواصل المفاوضات، لا يملك الإبراهيمي أي ورقة أخرى تدعوه إلى الاعتقاد أنه سيحصل على شيء ما في جنيف يوماً ما. إذ يتمسك الأميركيون بموقف “الائتلافيين” بالذهاب إلى مفاوضات مباشرة على نقل السلطة، ولا شيء غيرها. وكانت مسؤولة أميركية تشرف على المفاوضات قد أبلغت “الائتلافيين” أنه “لا ضمانات بنجاح هذه المفاوضات، وأنها قد وصلت إلى مأزق صعب”. وشككت المسؤولة الأميركية بوجود أي إرادة لدى الروس لممارسة ضغوط على النظام السوري، وقالت إنهم “يتحملون مسؤولية الفشل”. لكن المسؤولة الأميركية تجاهلت أيضاً دور الولايات المتحدة وتعهداتها بممارسة ضغوط على المعارضة، ولم تقل أبداً من جهتها إنها ستقوم بممارسة أي ضغوط على “الائتلافيين”، تاركة الإبراهيمي في مواجهة الروس لتحميلهم المسؤولية والتنصل من مسؤولية الولايات المتحدة في فشل جنيف.

ويرعى الروس الموقف السوري وتبنيهم للمقاربة الحكومية بالبدء في المفاوضات من نقطة مكافحة الإرهاب ووقف العنف، التي تندرج في صلب إستراتيجيتهم الإقليمية. وليس أوضح من غاية جنيف بنظر الروس بنظر أكثر مما قاله وزير الخارجية سيرغي لافروف من أن شركاءنا قد فهموا خطأ جنيف الذي لا يستهدف تغيير النظام. وقال “تشكل لدينا انطباع بعد الجولتين الأولى والثانية من المفاوضات بين المعارضة والحكومة، بأن الأطراف التي ضمنت مشاركة المعارضة في هذه العملية ودعت إلى أن تتركز المفاوضات على تنفيذ بيان جنيف برمّته، كانت في الواقع، تعني بذلك شيئاً واحداً فقط، هو تغيير النظام”. (تفاصيل صفحة11)

وخلال الساعات الماضية، تناوب مسؤولان أميركيان رفيعا المستوى، يرعيان العملية التفاوضية في ركاب الوفد “الائتلافي” في جنيف، على تقديم تصورات لفرض العودة إلى مناقشة بيان جنيف بدءاً من الهيئة الانتقالية، واستعراض الخيارات المتوافرة، وبعث رسائل إلى الروس والسوريين، وتشجيع “الائتلاف” على البقاء على مقاعد التفاوض.

وعكست التسريبات والجلسات مع الصحافيين تباعداً حتى داخل الوفد الأميركي في مقاربة مسألة المفاوضات، وفي الطرق الواجب اتباعها للي ساعد الحكوميين والروس، بين استعادة الخيار العسكري في نطاق محدود، أو الاستمرار في الخيارات السياسية مع إجراء تعديلات عليها. وهو تباعد وصل إلى حد قيام مسؤولة أميركية في جنيف إلى حد تصويب ما قاله وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في بكين، عن طلب الرئيس باراك أوباما تقديم خيارات سياسية جديدة في سوريا، بعد وصول جنيف إلى طريق مسدود.

وبحسب مصادر في “الائتلاف”، نصح السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد المعارضة بتطوير عملياتها على الجبهة الجنوبية، في حوران، من الأردن إلى مشارف الريف الدمشقي للرد على التصلب السوري، وتهديد دمشق بهجوم مماثل لهجوم نظمته الأجهزة السعودية والأميركية والفرنسية والأردنية على الغوطة الشرقية انطلاقاً من الأردن في تشرين الثاني الماضي، وشارك فيه 2500 مقاتل. وهو هجوم استطاعت قوات من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري و”حزب الله” صده بعد أكثر من 20 يوماً من القتال العنيف والمعارك القاسية.

وتتمتع الجبهة الجنوبية بممرات مباشرة من الأردن، حيث يواصل الأميركيون تدريب مئات المقاتلين، إلى أطراف الغوطة. وخلال اليومين الماضيين أعاد الأميركيون تنظيم ٤٩ فصيلا مقاتلا في المنطقة، وتجميعها تحت “هيئة أركان” مشتركة.

وكانت مسؤولة أميركية أخرى أقرب إلى كيري وأخف نزعة تدخلية من فورد، تبتعد عن تصريحاته العسكرية، وتقول انه “ينبغي أن نترك العملية السياسية تأخذ مجراها، ونحن نكتفي بتقديم معدات غير فتاكة للمعارضة، وغيرنا من دول الـ11، تقدم معدات من نوع آخر”. وقالت إن كلام كيري عن إعادة تقييم الإستراتيجية السياسية الأميركية في سوريا، لا يعني إجراء تغييرات فيها، لكن الانتقال إلى خيارات سياسية أخرى داخل الإستراتيجية نفسها، التي تدعو إلى حل سياسي.

كما سارع المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إلى تصويب تصريح كيري. وقال “الوزير كيري كان يؤكد وضعاً قائماً دائماً، وهو أن الرئيس ينظر دائماً في الخيارات بشأن أمور سياسية مثل سوريا. هذا أمر لا يحدث لمرة واحدة. هذه ليست مراجعة جديدة”.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، في جنيف، “نعتقد أن على روسيا مسؤولية الضغط على النظام السوري لمقاربة هذه المحادثات بجدية”. وحمّل الوفد الحكومي مسؤولية تعثر المفاوضات، وذلك لإصراره على بحث ملف “مكافحة الإرهاب” والاتفاق عليه قبل الانتقال إلى أي بند آخر. ورأى أنه “فيما قدمت المعارضة اقتراحات بناءة عدة على الطاولة”، لجأ الوفد الحكومي إلى “المماطلة في كل خطوة”.

الإبراهيمي يعتذر للشعب السوري بسبب عدم التمكن من تحقيق تقدم في مفاوضات جنيف

جنيف- (يو بي اي): اعتذر المبعوث الأممي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، إلى الشعب السوري، على عدم التمكن من تحقيق تقدم في مفاوضات جنيف.

وقال الإبراهيمي بمؤتمر صحافي في ختام الجولة الثانية من المفاوضات بين وفديّ الحكومة السورية والإئتلاف المعارض في جنيف “أعتذر من الشعب السوري لعدم التمكن من تحقيق شيء خلال المفاوضات”.

وأضاف أن “وفد الحكومة السورية يعتبر أن القضاء على الإرهاب هو الأهم والمعارضة تصر على بحث هيئة الحكم الإنتقالي”.

وتابع “أعتقد أنه من الأفضل أن يعود كلّ طرف ويفكر في مسؤولياته وما إذا كان يريد لهذه العملية أن تستمر”.

وكانت الجولة الثانية من المحادثات بدأت الإثنين الماضي بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين.

المعارضة السورية: لم يتحدد موعد بعد للجولة الثالثة من محادثات السلام

جنيف- (رويترز): قال مفاوض المعارضة السورية أحمد جقل السبت إنه لم يتم الاتفاق على موعد الجولة الثالثة من محادثات السلام السورية التي تجري في جنيف خلال الجلسة الأخيرة بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين.

وأضاف أن الجلسة الأخيرة كانت قصيرة وشابها التوتر وهيمنت عليها خلافات بشأن كيفية التعامل مع العنف والانتقال السياسي وإن مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي لم يحدد موعدا للجولة الثالثة لكنه أوضح أنه يتوقع أن تكون هناك جلسة.

وول ستريت جورنال: السعودية عرضت تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات

واشنطن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن السعودية عرضت تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات للمرّة الأولى.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين وعرب وقيادات في المعارضة، أن حلفاء واشنطن العرب، الخائبين من محادثات السلام في سوريا، اتفقوا على تزويد المعارضين بأسلحة أكثر تطوراً، بما فيها صواريخ محمولة على الأكتف قادرة على إصابة طائرات.

وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية قررت للمرّة الأولى، إمداد المعارضة السورية بصواريخ محمولة من صنع صيني، قادرة على اعتراض الطائرات بالإضافة إلى صواريخ روسية موجهة مضادة للدبابات.

وكانت الولايات المتحدة عارضت سابقاً تزويد المعارضة السورية بهذا النوع من الأسلحة خشية أن تسقط بأيدي متشددين يستخدمونها ضد طائرات تجارية غربية.

وكانت السعودية امتنعت في السابق عن تزويد المعارضة السورية بسبب الرفض الأمريكي، غير أن الصحيفة نقلت عن مسؤول في إدارة الرئيس باراك أوباما أن الإعتراض الأمريكي لا يزال قائماً.

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تدفع رواتب للمقاتلين، تبلغ قيمتها عدة ملايين من الدولارات.

ولم يعرف قادة المعارضة بعد، حجم الأسلحة بالتحديد ولكنهم أبلغوا أنه “سيكون كبيراً”، ومن المتوقع وصول المساعدات العسكرية إلى شمال سوريا من تركيا بينما سيدخل القسم الثاني من الأسلحة إلى المناطق الجنوبية للبلاد عبر الأردن.

محافظ حمص: تسوية أوضاع 32 مدنيا خرجوا من المدينة القديمة

دمشق- (أ ف ب): تمت تسوية اوضاع 32 مدنيا تتراوح اعمارهم بين 15 و55 عاما السبت وسيخرجون من اماكن توقيفهم إلى “حيث يرغبون” قبل ظهر السبت، حسبما افاد محافظ حمص طلال البرازي وكالة فرانس برس.

وقال البرازي “تمت بعد موافقة الجهات المختصة تسوية جديدة اليوم لأوضاع 32 من شباب حمص القديمة” الذين تم توقيفهم لدراسة وضعهم بعد خروجهم من حمص القديمة بموجب اتفاق اطار العملية الانسانية التي تشرف عليها الامم المتحدة.

واشار المحافظ إلى أن الاشخاص الذين تمت تسوية وضعهم “سيخرجون عند الساعة 11،00 (9،00 تغ) بالتعاون مع الامم المتحدة ومنظمة الهلال الاحمر العربي السوري الى الاماكن التي يرغبون فيها سواء لدى عائلاتهم أو مراكز ايواء أو إلى المشافي لتلقي العلاج المناسب لمحتاجيه”.

وبذلك يصل عدد الاشخاص الذين تمت تسوية اوضاعهم وتتراوح اعمارهم بين 15 و55 عام إلى نحو 201 شخصا من بين 390 شخصا تم ايقافهم لدراسة وضعهم، بحسب المحافظ.

واضاف المحافظ ان بقية المحتجزين سيخضعون إلى حين اتمام دراسة وضعهم، لدورة رعاية مدتها اربعة ايام يشارك فيها رجال دين واكاديميين مختصين بعلم النفس والمجتمع ومنظمات أممية تعنى بحقوق الانسان “تسمح لهم باعادة التوازن والتاقلم” نتيجة الظروف التي كانوا يعيشونها في حمص القديمة.

وكشف المحافظ للوكالة انه “قد يتم اصدار عفو عام يسمح بخروج الموقوفين الذين لم تتم تسوية وضعهم بعد”.

واشار إلى أن الموقوفين “يعيشون بظروف جيدة ويسمح لهم بممارسة الانشطة الرياضية”.

وعبر ناشطون لا يزالون داخل الاحياء المحاصرة عن رغبتهم بالخروج، لكنهم طالبوا في احاديث مع وكالة فرانس برس ب”ضمانات امنية”.

ويمكث قسم من الموقوفين في مدرسة الاندلس الواقعة في حي الدبلان في مدينة حمص، وهو حي تسيطر عليه قوات النظام، والقسم الآخر اقتيد الى مركز للمخابرات العسكرية في المنطقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويتواجد ممثلون للامم المتحدة في المدرسة.

واضاف المحافظ انه “تم ادخال اغلب المساعدات المقررة” مشيرا الى ان عملية اجلاء بقية المدنيين “ستتم عند توفر الظروف الملائمة”.

ومنذ السابع من شباط/ فبراير، تم اجلاء 1417 شخصا من حمص القديمة بموجب اتفاق بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة باشراف الامم المتحدة. وكان هؤلاء يتواجدون في احياء محاصرة من قوات النظام منذ حوالى عشرين شهرا، ويعانون من الجوع ونقص فادح في الادوية والحاجات الاساسية.

وكان عدد سكان هذه الاحياء التي تبلغ مساحتها حوالى كيلومترين مربعين وبات اغلبها ركاما، قبل بدء عملية الاجلاء، حوالى ثلاثة آلاف.

داود أوغلو يؤكد تعاون داعش مع النظام السوري

أنقرة- الأناضول: قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو: “إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – المعروف باسم (داعش) – يعمل بشكل مباشر مع النظام السوري”.

ودلّل داود أوغلو على ذلك بالقول: “إن النظام يستهدف جميع المعارضين له بالقصف الجوي؛ لأنه لا يمتلك الجرأة على القتال البري، وعندما يضطر المعارضون للانسحاب من المناطق المقصوفة؛ فإن داعش تتقدم لملئ الفراغ”.

وأضاف وزير الخارجية التركية – خلال استضافته مساء الجمعة على قناة (Kanal 7) التركية – “نحن نعرف من أي سجن تم إطلاق كل عنصر من عناصر داعش؛ ومتى تم ذلك”.

وأشار داود أوغلو إلى اللقاء الأخير بينه وبين رئيس الوزراء العراقي “نوري المالكي” قائلاً: ” قلت له لقد كنت على حق ونحن على خطأ؛ عندما التقينا قبل أربع سنوات وأخبرتني أن الأسد أنشأ معسكرات للقاعدة؛ وأنه يستخدمها ضد العراق وسيأتي اليوم الذي يستخدمها فيه ضد تركيا وضد شعبه، والآن وبعد أربع سنوات أقول أنكم كنتم على حق “.

وعن التعديلات على قانون الإنترنت في تركيا – والتي يرى البعض أنها ستفرض رقابة على المستخدمين – قال داود أوغلو: “خلال أحداث غزي؛ نشر البعض عنوان منزلي على وسائل التواصل الاجتماعي، هل تعتبر دعوة بعض الأشخاص – عبر وسائل التواصل الاجتماعي – للتوجه إلى منزلي ومهاجمته – في حال حدث ذلك – من قبيل حرية النشر؟ يمكن أن يحدث هذا لأي شخص في أي وقت، فالحريات تنتهي عند حدود الحريات الشخصية الآخرين. ولو قامت صحيفة بهذا الفعل لاعتُبرت مذنبة ولتمت مصادرة جميع نسخها”.

وعندما سؤل داود أوغلو فيم لو طُلب من تركيا إرسال جنود إلى أفريقيا الوسطى قال: “لم يصلنا طلب محدد بشأن إرسال جنود؛ ولكن تم سؤالنا عن إمكانية مشاركتنا في حال إرسال بعثة أوروبية إلى أفريقيا الوسطى، ونقوم حالياً بتقييم ذلك حيث لم يُتخذ قرار نهائي بعد”.

وأشار داود أوغلو إلى عرضه خطة عمل بشأن أفريقيا الوسطى على الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي “إياد مدني”؛ تتضمن إرسال بعثة مراقبين إلى أفريقيا الوسطى بشكل عاجل، وكتابة تقرير حول الأوضاع هناك، والدعوة لاجتماع عاجل لوزراء خارجية الدول “أعضاء المنظمة” ومجلسها التنفيذي، ومن ثم تعيين مبعوث خاص لأفريقيا الوسطى.

وأضاف الوزير التركي أن بلاده مستعدة للمشاركة في أي جهود يقوم بها الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الأفريقي أو منظمة التعاون الإسلامي،؛ لإيقاف المذابح في أفريقيا الوسطى.

اوباما طلب خيارات سياسية جديدة في سورية وواشنطن تتجه لرفع الحظر عن تسليح المعارضة

عواصم ـ وكالات ـ جنيف ـ ‘القدس العربي’ من محمد واموسي: لوحت الولايات المتحدة الأمريكية باللجوء الى ما سمتها ‘الخطة البديلة’ في الأزمة السورية لمواجهة التعنت الروسي الداعم لموقف النظام السوري في المفاوضات الجارية في جنيف، والمنتظر إسدال الستار على جولتها الثانية السبت.

وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري الجمعة ان الرئيس باراك أوباما طلب خيارات سياسية جديدة محتملة في سوريا نظرا لتدهور الوضع الانساني هناك.

وقال كيري للصحافيين خلال زيارة لبكين ‘طلب منا جميعا ان نفكر في خيارات عدة قد توجد وقد لا توجد. الرد على السؤال: هل هي قدمت، لا لم تقدم، لكن عملية التقييم بالضرورة ونظرا للظروف جارية في الوقت الراهن، وحين تتضح هذه الخيارات وحين يطلبها الرئيس ستجري بالقطع مناقشات حولها.’

وربط مراقبون هذا الخبر بمغادرة السفير الامريكي السابق في سوريا روبرت فورد منصبه آخر الشهر، لكن غير المعروف أنه لم يخف في بعض اللقاءات أنه لم يعد راغباً في اكمال مهمته لأنه يشعر أولاً بأنه يمثل سياسة لم يعد في امكانه ‘أن يغطيها أو يدافع عنها’. يشار الى انه حتى الآن لم يعين بديل لفورد، والأشخاص الذين استمزجوا للحلول محله إما اعتذروا أو تهربوا من المهمة، والسبب أن الجميع في الخارجية وحتى البعض في طاقم البيت الابيض يعتبر ان امريكا تعتمد سياسة عقيمة وغير جادة، الجميع يعتبر ان اوباما هو المسؤول عن هذه السياسة. بموازاة المراجعة التي تحدث عنها كيري هناك تحرك في الكونغرس يقوده جون ماكين، هذا التحرك يمكن ان يغطي أي قرارات جديدة نتيجة المراجعة مع ذلك ليس متوقعاً أن تتخذ وواشنطن قراراً بتدخل عسكري لكنها ربما تعطي ضوءا أخضر لتسليح نوعي لمجموعات محددة ومعروفة.

وقال دبلوماسي أمريكي في جنيف فضل عدم ذكر اسمه في حديث لـ’القدس العربي’ إن الخطة البديلة تقضي بالعودة الى تسليح المعارضة وتنسيق عملياتها العسكرية خاصة على الجبهة الجنوبية حيث وجود نفوذ أقل لـ’جبهة النصرة’ و’داعش’.

وبحسب الدبلوماسي الأمريكي فإن الهدف سيكون العاصمة دمشق من خلال مساعدة مجموعات مسلحة تلقت تدريبات على يد خبراء أمريكيين وفرنسيين في الأردن.

في المقابل قال بدر جاموس العضو المفاوض في وفد المعارضة في تصريح لـ’القدس العربي’ ان المعارضة ستوسع عملياتها العسكرية في شمال ووسط وجنوب سوريا بعد أن انشغلت كثيرا بقتال جماعة ‘داعش’ ‘السرطان الذي خلقه النظام في سوريا’، وفق تعبيره.

وأضاف جاموس ‘ما يقوم به النظام هو إضاعة الوقت في جنيف من أجل محاولة الانتصار على الأرض، نحن بالتوازي نقوم بعمليات على الأرض، شبابنا يقومون بانتصارات في جنوب سوريا وفي مناطق القنيطرة ودرعا وأيضاً في الشمال نستعد للقيام بعمليات كبيرة’.

وعن الحرب ضد ‘داعش’ قال بدر جاموس ‘سيكون هناك انتصار قريب على داعش حتى نتمكن من إعادة بناء مراكز قوية ضد النظام’.

وقال لافروف ان هناك محاولات جارية لاخراج محادثات السلام عن مسارها. ولمح الى ان المعارضة السورية ومن يؤيدونها هم الذين يتحملون المسؤولية قائلا ‘ان التحذير من أن المحادثات لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية ليس ايجابيا ولا منطقيا بعد جولتين فقط من المحادثات’.

وعلمت ‘القدس العربي ‘ من دبلوماسي قريب من الابراهيمي أن هذا الأخير هدد خلال اجتماعه بنائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان بتقديم استقالته ما لم تقدم واشنطن وموسكو على تقديم ضغوط على طرفي الأزمة لتليين موقفهما في المفاوضات.

وبحسب المصدر فإن نائب وزير الخارجية الروسي ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي كلاهما رفض ممارسة أي ضغوط على الطرفين، مؤكدا أن المسؤول الروسي أبلغ الإبراهيمي خلال الاجتماع أن موقف النظام السوري هو جزء من الاستراتيجية الروسية في المنطقة.

من ناحية أخرى وافق كل من وفد النظام ووفد المعارضة على القبول مبدئيا بالمشاركة في جولة مفاوضات ثالثة، لكنهما تركا للوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي مهمة تحديد موعدها.

وقال فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري لـ’القدس العربي’ حين وجهت له السؤال وهو يهم بمغادرة مؤتمر صحافي ‘نعم ستكون هناك جولة ثالثة ونحن سنشارك فيها بعد أن نتفق مع السيد الإبراهيمي على موعدها’.

من جهته أكد لؤي الصافي المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة لـ’القدس العربي’ موافقة الائتلاف على عقد جولة ثالثة مشترطا تعامل النظام بجدية مع المفاوضات،قبل أن يستدرك قائلا ‘لكن من المبكر الحديث عن ذلك’.

وتقول المعلومات إن المبعوث الدولي والعربي الى سوريا لن يحدد موعد الجولة الثالثة قبل التوجه الى نيويورك قريبا ليطلع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على سير المفاوضات والجمود الذي يطبع مواقف طرفيها.

وكان الابراهيمي الذي ألغى مؤتمره الصحافي المعتاد الجمعة قد أبلغ الصحافيين أنه سيتوجه قريبا لتقديم تقريره لمجلس الأمن بشأن الوضع السوري، مرجحا عدم التوصل لحل لنقاط الخلاف بين المعارضة السورية والحكومة في القريب العاجل.

تقارير عسكرية سرية : معركة ‘يبرود’ ستغير المعادلة العسكرية بين أطراف الصراع في سوريا

رائد صالحة

واشنطن ـ ‘القدس العربي’ تراقب الأجهزة الأمنية الأمريكية والغربية باهتمام مسار المعارك الطاحنة حول مدينة ‘يبرود’ السورية القريبة من الحدود اللبنانية، وقالت تقاريرعسكرية سرية أن سقوط المدينة على أيدي القوات الحكومية ومقاتلي حزب الله من شأنه إحداث تغيير جذري في الخارطة العسكرية لأطراف الصراع المتناحرة.

وأكدت هذه التقارير معلومات تفيد أن القوات السورية ومقاتلين من حزب الله قد شرعوا بشن هجوم الأربعاء الماضي، على المدينة التي تبعد 80 كيلومترا عن العاصمة دمشق وتضم بين سكانها غالبية من المسيحيين والمسلمين السنة من أجل كسر صمود المعارضة السورية ومقاتلي الجماعات الإسلامية الجهادية الذين صمدوا لأكثر من عام.

وتؤكد التقارير أن يبرود تعتبر آخر معقل لقوات المعارضة في المنطقة وهي تحتل أهمية استراتيجية لهم باعتبارها مفتاح لسلسلة جبال القلمون التي تمتد عى طول الحدود السورية اللبنانية، ومن جهة أخرى فإن سقوط ‘يبرود’ على أيدي القوات الحكومية من شأنه أن يفتح الطريق من دمشق الى المدينة المحاصرة حمص والمناطق العلوية الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في غرب سوريا.

ووفقا لما ذكرته التقارير فإن جواسيس كتائب القدس الإيرانية في المدينة كانوا قد أرسلوا عدة تقارير سرية لقياداتهم تفيد أن المدينة هي مصدر التفجيرات التي تستهدف حزب الله في بيروت ومراكز قياداتها في بعلبك ووادي البقاع في الأسابيع الأخيرة الماضية، وتأكيدا لذلك قامت قوات حزب الله في يوم الهجوم الأول باعتقال ثلاث نساء كانوا في طريقهن من البقاع الى الضاحية الشيعية من بيروت للقيام بعملية إنتحارية.

التقارير تؤكد أيضا أن حجم القوات المخصصة للهجوم على يبرود والذي بدأ بـ 17 غارة جوية خلال ست ساعات الأربعاء يشهد على عزم الحكومة السورية للسيطرة على المدينة في وقت قصيرمن أجل تأمين وصلات الطرق السريعة من سوريا الى لبنان ضد الكمائن التي تشنها قوات المعارضة لقوافل إمدادات حزب الله التي تسلك هذه الطرق إضافة الى قطع طرق الإمدادات الخاصة للمتمردين من لبنان تحسبا لأي هجوم.

وقد اكتسب الهجوم زخما من قبل قوات النظام السوري التي لم تكن قادرة على حسم السيطرة على سلسلة القلمون مما قوض معنوياتها في مواقع أخرى، ويؤيد هذا الحكم عدد كبير من الخبراء العسكريين في الغرب إضافة لخبراء طهران. نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حسب هذه التقارير، يعتقد أن فوزه في يبرود سيحيي الروح المعنوية المنخفضة للقوات الحكومية المقاتلة وسيدحض فكرة تراجع قدرات النظام العسكرية مما أضعف موقف الحكومة السورية في مؤتمر ترعاه الأمم المتحدة في محاولة للتفاوض على حل سياسي للحرب الأهلية السورية.

وتؤمن هذه التقارير أن ثمن الهجوم سيكون باهظا على جميع الأطراف في حالة النصر أو الهزيمة ولم ترغب هذه التقارير في إعطاء توقعات لنتائج المعاركة ولكنها أشارت الى أن الهجوم الأول للقوات النظامية السورية عبر الغارات الجوية المكثفة والمدفعية الثقيلة قد فشل لأن رجال المقاومة في المدينة قد حصلوا بشكل ما على تفاصيل الخطة العسكرية التي أعدها الجيش النظامي السوري.

وتشير هذه التقارير أن الرؤية العسكرية للنزاع العنيف في سوريا تاتي في ظل تدهور خطير في الوضع الإنساني في البلاد حيث يتضور الملايين جوعا فيما تتعرض قوافل المساعدات الغذائية لهجمات من جميع أطراف النزاع كما أن الهجوم على يبرود نفسها قد أدى الى نزوح مئات العائلات.

في حلب البراميل المتفجرة أفرغت الأحياء من سكانها.. شعور بالشلل والعبثية

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ كتب إيان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة ‘الغارديان’ عن مخاوف إسرائيل من تفكك سوريا لدويلات. وفي هذا يردد ما يدور في أروقة صناعة القرار الإسرائيلي وما ينشر في مراكز البحث الإسرائيلية التي تتحدث عن تفكك سوريا، وكان آخرها ما نشره مركز بحث مرتبط برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو ‘مركز يورشاليم لدراسة المجتمع والدولة’ وأوصت ورقة الولايات المتحدة بالضغط من أجل إقامة حكم فدرالي في سوريا.

ويقول بلاك إنه بعد ثلاثة أعوام من الحرب في سوريا أصبحت إسرائيل تتعامل مع الواقع الذي تحولت فيه الجارة الشمالية لها وهي سوريا بطريقة يصعب التعرف عليها، حيث يتواصل الربيع العربي الأكثر دموية بدون منظور للتوقف.

وعلى خلاف الدول الأخرى الجارة لسوريا مثل الأردن ولبنان والعراق وتركيا فلم يتدفق لإسرائيل أي من اللاجئين السوريين، لأن البلدين يعيشان حالة حرب منذ 65 عاما، فقط استقبلت إسرائيل عددا من الجرحى في مستشفياتها عادوا بعد ذلك لقراهم في جنوب سوريا.

خوف من الجهاديين

ولكن إسرائيل تشعر بالخوف كما يقول بلاك على مصير سوريا وتفككها في ظل صعود مستمر للجماعات الجهادية والتي تخشى أن يتحولو لقتالها بعد رحيل بشار الأسد. ويضيف بلاك إنه في الجانب المحتل من مرتفعات الجولان السورية تقوم القوات الإسرائيلية باستقبال الجرحى السوريين، حيث سمحت إسرائيل للصحافة المحلية والدولية بتغطيتها وإن بشكل محدود حتى تظهر الجانب الإنساني. فيما قامت حسب تقارير بالتحقيق مع المقاتلين الجرحى الذي استقبلتهم من أجل البحث في قدرة وعتاد الكتائب الإسلامية التي ترى فيها معلومات لا غنى عنها للاعبين الجدد في المنطقة.

ويقول الكاتب إن المسؤولين الإسرائيليين بمن فيهم الأمنيين يحذرون ولأشهر من صعود قوة جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام.

وقد أخاف دور الجهاديين الغرب من تحول الموجة إليه عبر المقاتلين المتطوعين في الثورة السورية إلى جانب الجماعات السورية.

وبالنسبة لإسرائيل يقول الكاتب إنها تتحدث عن ‘الجهاد العالمي’ في سياق الضفة الغربية وقطاع غزة وهي نسخة محلية ‘للحرب على الإرهاب’ التي تؤطر إسرائيل موقفها من أحداث المنطقة وتدفع الضغوط عليها لتقديم تنازلات للفلسطينيين.

ويقول الكاتب إن سوريا تلوم كل من قطر وتركيا على دعمهما للمقاتلين السوريين، ولكنها اتهمت إسرائيل بالمشاركة في الحرب الأهلية.

وذكر بما قاله له فيصل مقداد، نائب وزير الخارجية السوري من أن القوات السورية قتلت ‘عملاء الموساد’ وهم يعملون داخل الحدود السورية الجنوبية. ولم يقدم مقداد أي تفاصيل.

ومن غير المستغرب أن لا تقوم إسرائيل بمراقبة أو على الأقل التأثير على الأحداث على المناطق الحدودية، من خلال المشاركة في المعلومات الأمنية أو تزويد أسلحة لجماعات مختارة من المقاتلين.

مثل جنوب لبنان

ويرى الكاتب أن الأوضاع على الأرض تشبه الأوضاع في جنوب لبنان في السبعينات من القرن الماضي عندما قامت إسرائيل بعقد علاقات مع الميليشيات المسيحية للقيام بحرب بالوكالة ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة.

ومع ذلك يقول إنه لا توجد أدلة قوية عن محاولات إسرائيلية للإطاحة بنظام بشار الأسد.

فالحماس الغربي الأول للإنتفاضة التي ترجمتها مطالب الرئيس باراك أوباما بضرورة تنحي الأسد عن السلطة لم تلق دعما من إسرائيل. وإن كان هناك شيء تخشاه إسرائيل فهو غياب رمز ألفته وتعرفه.

فبشار مثل والده حافظ يعتبر بالنسبة لإسرائيل ‘الشيطان الذي تعرفه’، فحتى عام 2011 ظلت مرتفعات الجولات وخطوط وقف إطلاق النار التي تراقبها قوات الأمم المتحدة، نموذجا للهدوء منذ عام 1974. ولم تنجح مفاوضات الثماني سنوات لتحقيق السلام بين البلدين حول مرتفعات الجولان وبحيرة طبرية قبل أن تتوقف عام 1999، وعادة ما سخرت المعارضة من الأسد التي تتهمه بقتل شعبه بدلا من قتال العدو الصهيوني.

ويرى الكاتب أن اسرائيل استفادت كثيرا من الحرب الدائرة في سوريا حيث أضعفت الجيش السوري الذي كان عدوها الرئيسي في المنطقة منذ المعاهدة المصرية ـ الإسرائيلية في عام 1979. وفي أيلول/سبتمبر حرم الإتفاق الأمريكي- الروسي سوريا من سلاح ردع كانت تمتلكه وهو سلاحها الكيميائي والذي كان الرد السوري على أسلحة إسرائيل النووية. ونقل الكاتب عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله ‘نعم، كان من مصلحتنا ان أضعف الجيش السوري’.

ويشير الكاتب هنا إلى أن إسرائيل توقفت عن توزيع أقنعة الغاز للمدنيين بعد اتفاق الأسلحة الكيميائية. ومع كل هذا اتسمت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بالحذر عندما يتعلق الأمر بمصير الأسد، خاصة بعد توقعات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك بسقوط الأسد ‘ في فترة أسابيع′.

وكانت تصريحات تعبر عن خطأ في التقدير وعكست ‘أماني معسولة’، لأن تغيير النظام في دمشق سيكون ضربة قوية لإيران وحزب الله. ويختم بالقول إن الآمال باستبدال النظام الحالي بنظام ديمقراطي يحفظ سوريا ككيان واحد تتلاشى، وهناك قلة تتوقع نجاح مؤتمر جنيف-2 أو أن يحقق شيئا.

وفي النهاية يقول إن مشاركة إسرائيل في الحرب الأهلية السورية تكمن بشكل رئيسي في منعها وصول أسلحة متقدمة لحزب الله عبر الأراضي السورية، حيث قامت الطائرات الإسرائيلية بسلسلة من الغارات على مواقع وقوافل عسكرية في دمشق ومناطق أخرى في سوريا. وإذا كان المثل يقول ‘عدو عدوي صديقي’ ففي الحالة السورية فإن البديل عن الأسد أسوأ منه.

قتل بالجملة

ومع تواصل الجولة الثانية في جنيف-2 يتواصل سقوط الضحايا، فقد قتل 230 شخصا منذ 22 كانون الثاني/يناير الماضي حيث التقى وفدي الحكومة والمعارضة في مونترو السويسرية. ولم تتوقف البراميل المتفجرة من السقوط على مدينة حلب.

وفي تقرير لصحيفة ‘لوس أنجليس تايمز′ أشارت إلى ‘إحساس بالشلل’ أمام البراميل المتفجرة.

وتنقل عن عمر ناصر قوله إنه عندما يريد النوم يحاول أن يكون قريبا قدر الإمكان من جبهة القتال بين المقاتلين والحكومة السورية، فكلما ابتعد في الحي الذي يعيش فيه ويقع تحت سيطرة المعارضة فخطر التعرض للبراميل المتفجرة أكبر حيث تتساقط البراميل مع قذائف أخرى يمطرها النظام على الأحياء في حملته المستمرة.

ويقول ‘بيننا وبين قوات النظام مسافة 100 متر ولهذا لا يقومون بإرسال البراميل المتفجرة ولا يخاطرون بضرب مواقعهم’. ويقول ناصر وهو ناشط سابق أنه مع البراميل المتفجرة يشعر الإنسان بالشلل التام. ومع أن الكثير من سكان الأحياء في مناطق المعارضة أقسموا على عدم مغادرة أحيائهم منذ بدء حملة البراميل المتفجرة قبل شهرين لكن استمرارها في النزول يوميا بمعدل 30 برميل يوميا أدى بالناس للهروب حسب ناشطين.

ويقول ناشط في جماعة أنصار الحق ‘عدد قليل جدا جدا ظل في الأحياء’ وتقدر نسبة السكان بما بين 10-30 بالمئة ومعظهم مقاتلون أو ناشطون أو عمال في الإغاثة. ويقدر ناشطون عدد الذين قتلوا منذ بداية كانون الثاني / يناير بما بين 800 ـ 2000 شخص، فيما يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى الذين سقطوا في حلب حوالي 400 منهم 109 أطفال.

أحياء مقفرة

وتقول الصحيفة إن حلب التي كانت تعج بالحياة والتجارة ويسكنها ملايين أصبحت أحياؤها مقفرة حيث فر الكثيرون منهم للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة، الأرياف أو إلى تركيا. وفي مقابلات أجرتها الصحيفة قال البعض إنه لم يعد باستطاعتهم تحمل حملة الحكومة والبراميل المتفجرة، وكذا المواجهات المستمرة بين المقاتلين من الجبهة الإسلامية والجهاديين.

ويقول الناشطون إن الهجمات ولأسابيع ضربت البيوت والمساجد والمدارس. وقتل يوم الأربعاء وحده حوالي 38 شخصا، ونقلت عن ناشطين قولهم وأفراد في الدفاع المدني إنهم لا يتوقفون عن انتشال الجثث من تحت الأنقاض. ويقول رياض حسين وهو ناشط من مركز حلب الإعلامي إن بعض الأحياء أفرغت من سكانها وتبدو مثل ‘الأفلام حيث تشاهد هذه المناطق مثل ركام من الحجارة والغبار ومقفرة من السكان’ وهذا ما تبدو عليه بعض أجزاء المدينة اليوم.

ويقول في واحد من أسوأ الأيام سقطت 130 قذيفة وقتل أكثر من 200 شخص. ويضيف التقرير إن الحكومة أغلقت يوم الإثنين المعبر الوحيد بين مناطق المعارضة والحكومة حيث كان الكثير من السكان ينتظرون ولأيام في الشوارع ينتظرون عبور المعبر، وقبل إغلاقه كان بإمكان السكان العبور منه إلى مناطق الحكومة حيث كان يلتجؤون إلى المدارس والأماكن العامة على الرغم من الجو البارد.

ونقلت عن بتول، وهي عاملة في مؤسسة إغاثة ولها أقارب في مناطق الحكومة أن القادمين من المعارضة لا يسمح لهم بالحصول على المساكن. وتضيف ‘لا تغادر الطائرات السماء فوقنا إلا نادرا’.

وغادر سوريا هذا العام الى تركيا أكثر من 20 ألف شخص. وتقول ميليسيا فلمينغ من مكتب إغاثة اللاجئين التابع للأمم المتحدة أن ما بين 500 ـ 2.000 يصلون للمعبر الحدودي يوميا. وعادة ما لا يجد الذين يعبرون الحدود لتركيا فرصة جيدة حيث يتوزع السوريون في بلدات الجنوب التركي وهم يبحثون عن ملجأ، ونقل عن بشير صالح، المتحدث باسم كتيبة التوحيد ‘هذه هي أسوأ كارثة إنسانية نشهدها منذ الإنتفاضة’.

جهاديون مرة أخرى

يأتي هذا الوضع في وقت كثفت فيه أجهزة الإستخبارات البريطانية من جهودها لمراقبة الجهاديين البريطانيين المشاركين في القتال في سوريا، وحذرت من ما سمته ‘كادر’ جديد تلقى تدريباته في معسكرات الجهاديين في سوريا والباكستان والصومال وأفغانستان.

وتقول الصحيفة إن الكادر الجديد الذي يخضع لرقابة جهاز الإستخبارات الخارجية (أم آي-6) يتمتعون بموقع بارز يؤهلهم من تجنيد أعداد من المتطوعين الشباب في بريطانيا. وبحسب المخابرات البريطانية والغربية التي أرسلت أعدادا من عملائها لمراقبة الحدود التركية- السورية فالجهاديون البريطانيون وزملاءهم الأوروبيون يتلقون تدريبات في معسكرات تابعة للجماعات المتطرفة شمال سوريا حيث يقومون من خلالها بالتخطيط لعمليات خارج سوريا.

ويعتقد المسؤولون البريطانيون إن القاعدة في سوريا تقوم باستخدام المتطوعين من بريطانيا واستغلال لغتهم الإنكليزية لتوسيع مجال رسالتها في أوروبا. وتقول إن عدد البريطانيين الذين يسافرون لسوريا في تزايد مستمر.

وبحسب أندرو باركر، مدير جهاز الأمن الداخلي (أم أي فايف) الذي قال إن العدد لا يتجاوز مئات قليلة. وتتراوح أعمارهم ما بين 20-30 عاما ويمثلون عرقيات واثنيات مختلفة.

جهاديون سياح

لكن ليس كل الجهاديون العابرون لسوريا هم من الباحثين عن القتال بل هناك نزعة ‘للتفاخر’ والسياحة يظهرها الأجانب ففي تحقيق لمجلة ‘نيوزويك’ الأمريكية تحدثت فيه استخدام المتطوعين الأجانب لوسائل التواصل الإجتماعي.

وأشارت إلى جهادي هولندي اسمه تشيشكلير وثق ‘سياحته’ الجهادية للمعجبين به على وسائل التواصل الإجتماعي عبر تغريدات وصور تظهره وهو على ظهر جمل. معلقة ‘هو واقع الجهاد المعاصر، حيث يسجل المؤمنون ردهم على القضية في نفس الوقت الذي تجري فيه المعارك، لكن مشكلة تشيشكلير وغيره أنهم يعشون فتنازيا ‘نداء الواجب’ على حساب حياة السوريين’، في إشارة إلى أن معظم الذين يقاتلون في سوريا هم مع الدولة الإسلامية في العراق والشام، وهي الجماعة التي تقوم بفرض تفسير قاس للشريعة وتعذب السكان وتقطع رؤوسهم، ويقوم المقاتلون الغربيون بإرسال تغريدات وصور شخصية من داخل هذا الدمار.

وتعتقد مولي كرابابل معدة التقرير أن المعركة في سوريا لتوسيع مناطق السيطرة تتزاوج مع المعركة حول معانيها والتي تشن عبر الإنترنت أيا كان لون الفصائل والأطراف المشاركة فيها. وتضيف إلى أن الصحافي أريس روسينوس من موقع ‘فايس.كوم’ نشر صورا لجهاديين بريطانيين وهم يلوحون ببنادقهم، مثل رامبو. وفي صفحات الفيسبوك الخاصة بروسينوس هناك من تفاخر ‘بجهاد الخمسة نجوم’ مجهز بحمامات سباحة وشوكولاتة وتدريب على السلاح وفلل فارهة. ويقوم الجهاديون الغربيون باستخدام التويتر وإرسال صور وهم يحملون بنادق إي كي-47 ويقدمون أراءهم لمشاهدين مكونين من مئات الألوف. وأن حربهم ملهمة ويشجعون الشباب وأحيانا البنات مع محارمهن للإنضمام لهم. وتطرقت للنقاشات التي تدور على وسائل التواصل الإجتماعي والأسئلة التي تطرح عن ضرورة الجهاد من شباب جهاديين قبل أن يشطب من ‘انستاغرام’ بسبب وضعه صور لجثث برز تششكلير وكأنه مدون على الموضة، حيث وضع صور شخصية له لحية مترفة وهاشتاغ.

ونقلت عن لاجئين سوريين تحدثوا عن ممارسات داعش وقال أحدهم إن أفرادها يقومون بوضع يدهم على أي شيء، فتاة، سيارة أو بيت ويقولون 3 مرات ‘ الله أكبر’ فيصبحون مالكين له. وتنقل عن عبدالكريم الحريري من الرقة الذي درس الأدب الإنكليزي قوله ‘بصراحة اشمئز من غير السوريين الذين يحضرون للقتال في سوريا سواء إلى جانب النظام أم المعارضة، هذه الثورة هي ثورتنا ضد النظام الظالم، وليست جهادا’.

في الوقت نفسه أرسل أبو القعقاع تغريدة تقول ‘كل النساء في الرقة يرتدين النقاب، فضل من الله’.

ويقول أحد الناشطين إن المتطوعين الأجانب ينتظرون على الحدود السورية مع تركيا ثم يجتازون الحدود للأراضي التركية عندما تشتد المواجهات، مشيرا إلى أنهم في سوريا ‘لا يفعلون شيئا سوى التجول في الشوارع حاملين الكلاشينكوف في بلد يعاني من فراغ في السلطة، سكانه جوعى ويائسون’.

وعلى الرغم من أن موقف السوريين للمقاتلين كونهم أجانب إلا أن هؤلاء يرون أنفسهم مسلمين يقومون بأداء واجب الجهاد. وتقول تغريدات ‘بعد انتهاء الجهاد هنا سأبحث عن بلد آخر لأواصل فيه الجهاد’.

تقارير يومية عن وفد التفاوض على مكتب بشار الأسد… وأوراق واقتراحات تعدّها أجهزة الأمن

زيدان زنكلو

غازي عنتاب ‘القدس العربي’ لماذا كانت ألفاظ من قبيل ‘قذر’ و’منحط’، وتحقير الطرف الآخر هي السمة البارزة لكلمات أعضاء وفد النظام أمام وسائل الإعلام في جنيف؟، وهل جاءت هذه الكلمات بمحض الصدفة، أم أن هذه النبرة العالية مقصودة وتم الإعداد لها مسبقاً؟

يرى دبلوماسيون سوريون منشقون عن النظام أن وفد الأخير في جنيف تقصّد هذه الصيغة في الظهور على وسائل الإعلام، لأنه بالأساس جاء إلى جنيف بقصد إفشال المباحثات مع وفد الائتلاف المعارض.

‘القدس العربي’ استطلعت آراء ديبلوماسييّن منشقيّن عن النظام حول أداء وفده في جنيف، الديبلوماسي الأول هو داني البعاج الذي شغل منصب السكرتير الثالث بالبعثة الدائمة لسوريا لدى الأمم المتحدة في جنيف، وديبلوماسي آخر رفض الظهور باسمه الصريح واكتفى باسم مستعار هو منهل عمار.

داني البعاج قال ل’القدس العربي’ إن ‘أداء التفاوض يأتي بناء على الأهداف التي يريد الوفد المفاوض تحقيقها، والنظام بالأساس لم يكن يتوقع مجيء المعارضة إلى جنيف2 لذلك أعطى منذ فترة موافقته على المشاركة في المؤتمر الدولي، وكان على يقين أن الائتلاف الوطني لن يحضر بسبب الخلاف بين أعضائه على المشاركة في هذا المؤتمر’، وأضاف البعاج ‘أنه بناء على هذه المعطيات جاء وفد النظام إلى المفاوضات بهدف عرقلتها، وهو يعلم أنه إذا التزم بالمفاوضات سيكون موضوع هيئة الحكم الإنتقالي هو الأساس في عملية التفاوض، وهذا يعني أنّ أشخاصاً كثيرين من النظام سيكونون خارج هذه الهيئة، وكان خطاب وليد المعلم أوضح تجسيد لذلك، ولاسيما أن مجيء النظام هو خسارة بالنسبة لمؤيديه، إذ كيف يحاور أناساً وصفهم سابقاً بالإرهابيين، لذلك جاء خطاب المعلم ليغطي على هذه الهزيمة، ومحاولة الظهور في مظهر القوة، وعدم الإكتراث للحاضرين في المؤتمر، وتقصد الخروج عن الأعراف الديبلوماسية أثناء إلقاء كلمته، ويمكننا القول إن خطاب وليد المعلم كان موجهاً للداخل فقط’.

وأكد الديبلوماسي السوري المنشق أنه عادة يأخذ الوفد المفاوض الإطار العام للتفاوض والخطوط الحمر من الرئيس بشكل مباشر، وهناك هوامش للتحرك، وفي مباحثات جنيف ‘أعتقد أنه كان هناك تقارير يومية تصل للرئيس الأسد بشكل يومي’.

ولفت البعاج إلى أن وفد النظام هو عبارة عن موظفين عند بشار الأسد، ‘في حال كان هناك جدية عند النظام في التفاوض كان أولى به أن يغير تركيبة الوفد ويرسل ممثلين عن القوى الفاعلة على الأرض، كرئيس الأركان مثلاً، وممثلين عن الجبهة الوطنية التقدمية، لأنها تضم خليطاً من الأحزاب السورية’.

ورأى البعاج أن ‘النظام سيستمر بهذا التكتيك الذي اتبعه في الجولة الأولى وبداية الجولة الثانية، لأنه يعتمد على غياب الخيارات لدى المجتمع الدولي في حال فشل جنيف 2، وهو يسعى في هذا الإتجاه’.

من جانبه أكد منهل عمار لـ’القدس العربي’ أن ‘كثرة التوجيهات المباشرة والغير مباشرة من كافة المستويات الأمنية وغير الأمنية في سوريا، وحالة الإستنفار الإعلامي التي فرضتها وسائل إعلام النظام على الوفد قبل وأثناء وجوده في جنيف أثرت بشكل كبير على أدائه، وزادت من حالة التعصب والتشدد والتشنج خلال دفاعه عن رأس النظام، وإطالة وزير خارجية الأسد لخطابه في الجلسة الإفتتاحية كان لإرضاء أكبر عدد ممكن من تلك الجهات النافذة في سوريا، الأمر الذي انعكس سلباً على مصداقية كل حرف نطق به وليد المعلم، وبدا ذلك واضحاً من خلال العزلة التي وضع وفد النظام نفسه فيها، باستثناء وزير خارجية لبنان ووزير الخارجية الروسي، إلى حد بدا وفد النظام يغرد وحيداً في جنيف’ .

وقال عمار إن ‘محددات التفاوض تحددها عادة طبيعة القضية المطروحة للتفاوض أولاً، وثانياً مستوى تلك القضية إن كان يتعلق بأمن النظام واستمراريته، حيث تنعدم المهنية الدبلوماسية، وتختفي أمام توجيهات النظام الأمني الحاكم الفعلي، أما بخصوص السقف التفاوضي أضاف عمار أن ‘حدوده هي خطوط حمراء تحيط بكل ما يمس وجود واستمرارية ومصالح الدولة الأمنية العميقة الغير معلنة، والتي أُسست على نمط دولة الحرس الثوري في إيران، وتوضحت لدى الجمهور السوري أكثر خلال سنوات الثورة الثلاث بعد أن كان يسمع بها’.

وأشار إلى أن النظام الأمني في دمشق معروف ببراعته في استهلاك الوقت، ومراوغته وتشتيت الآخر عندما يريد، ساعده في ذلك الترتيب الخبيث لبنود جنيف 1، وعدم وجود الضغط الكافي من رعاة المؤتمر الرئيسيين روسيا والولايات المتحدة، حيث انحصرت مهمة وفد النظام في شيئين الأول هو تشتيت بوصلة وفد المعارضة بالقضايا الإنسانية ومحاربة الإرهاب عبر مقترحات وأوراق كانت تقدم بشكل يومي معدة سلفاً في فروع الأمن، والثاني هو نسف العملية الانتقالية بحجة أنها متعلقة بالبند الثامن ويجب تنفيذ مقررات وبنود جنيف بالترتيب، بينما لاحقت وفد المعارضة مئات القضايا الملحة أولها المعتقلين وليس آخرها الممرات الإنسانية’ .

وفيما يتعلق بمقارنة أداء وفد النظام في جنيف بأدائه في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل قبل عدة أعوام أكد عمار أنه لا يمكن تشبيه مفاوضات النظام الحالية بمفاوضاته السابقة مع الاسرائيليين، حيث أن ‘ظرف المفاوضات مختلف كلياً، فالنظام مع الإسرائيليين لم يذهب مرغماً كما في جنيف، وإنما هو من كان يتوسل التفاوض مرة عبر الأمريكيين، ومرة عبر الأتراك، ومرة عبر الأوروبيين’، وأردف ‘أيضاً التفاوض مع الاسرائيليين كان لترسيخ حكم العائلة والنظام ضمناً، واسترجاع الأراضي المحتلة شكلاً، بينما مفاوضات جنيف هي من أجل الدفاع عن حكم العائلة والنظام من الإنهيار شكلاً ومضموناً’، لافتاً في هذا السياق إلى أن ‘النظام كان جاداً مع الإسرائيليين في إيجاد تسوية تجعل من حافظ الأسد بطلاً للحرب في عيون السوريين، ومن بشار بطلاً للسلام، بزعم أن ذلك سيرسخ وجوده ونظامه 30 سنة أخرى ريثما ينشأ جيل جديد قادر على تحمل المسؤولية التي أسس لها حافظ الأسد بدقة، أما في جنيف فوفد النظام حضر لمهمة واحدة فقط هي شراء الوقت والتسويف وعدم الخروج بأي نتيجة، ولاسيما وأن مقررات جنيف دون الضغط الدولي لا تمثل عامل ضغط عليه، حيث أن تنفيذ بند واحد فقط من تلك المقررات بشكل صحيح كفيل بإسقاط النظام’.

جنيف: يوم المفاوضات الأخير في المجهول

دينا أبي صعب

حتى لا يقال إن الجولة الثانية من مفاوضات “جنيف 2” توقفت بعد اللقاء الثلاثي الأطراف بين الأمم المتحدة والراعيين الاميركي والروسي، عقدت جلسة الجمعة، لكن عملياً من دون أي مضمون يذكر، سوى أن الأخضر الإبراهيمي، وبحسب معلومات “المدن” أبلغ الطرفين إصرار الولايات المتحدة الأميركية وروسيا على استمرار هذه المفاوضات، من أجل الوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

وعلى هذا الأساس تتعلق مفاوضات جنيف مرحلياً بانتظار زيارة الاخضر الابراهيمي إلى الأمم المتحدة، التي لم يحدد تاريخها بعد ليعرض تقريره الدوري على الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، واحتمال التقدم به إلى مجلس الأمن الدولي، وعلى أساس الاتصالات والمشاورات التي سيجريها هناك سيتحدد مصير وموعد الجولة المقبلة من المفاوضات.

لكن الأبرز في اليوم الأخير من الجولة الثانية من المفاوضات، كان الموقف الروسي الذي عبر عنه نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، وقال فيه إن الوفد الحكومي يريد من وفد المعارضة، أن يؤكد التزامه أولاً بمحاربة الإرهاب في سوريا، بالتعاون مع الحكومة ومن ثم ستكون دمشق مستعدة لبحث المسائل الثانية، ومنها تشكيل الهيئة الانتقالية.

عضو الائتلاف والوفد المعارض، ريما فليحان، قالت في حديث لـ”المدن” إن الائتلاف “أكد على ضرورة التعاطي بإيجابية دون إضاعة الوقت”، وأشارت إلى أن المباحثات لم تؤد إلى نتائج ملموسة، ولا سيما في ما يخص موضوع “الورقة التي قدمها الائتلاف لآلية تطبيق جنيف1”. وأضافت “المعارضة قدمت تقريراً عن قرية الزارة الواقعة غرب حمص، وهي تتعرض لحملة عنيفة ومركزة من القصف”.

من جهة ثانية، أكد مصدر إعلامي مقرب من وفد المعارضة لـ”المدن” أن الأخيرة أعادت بحث الورقة المؤلفة من 24 نقطة في جلسة الجمعة، وقدمت اعتراضاً للابراهيمي بسبب عدم تلقيها أي رد من قبل وفد الحكومة السورية.

وقال المصدر إن “الاجتماع الثلاثي الذي ضم الموفدين الاميركي والروسي إلى الابراهيمي كان نارياً، ووصل الأمر بالابراهيمي إلى لعب دور الوسيط لتهدئة الوضع بين الطرفين، حتى أنه هدد بتقديم استقالته ما لم يدفع الطرفان بالمفاوضات إلى الأمام”.

وتابع المصدر أن “السفير الأميركي السابق في سوريا، روبرت فورد، التقى وفد المعارضة صباح الجمعة، وطرح مسألة تسليح المعارضة وإشعال الجبهة الجنوبية في سوريا (درعا) حيث يوجد نفوذ أقل لـ”جبهة النصرة” و”داعش”، إضافة إلى الاستعانة بمن دربتهم المخابرات الأمركية والأردنية ليكونوا جزءً فاعلاً في هذه المعركة”.

وذكرت مصادر ميدانية متابعة في درعا في اتصال مع “المدن” أن “حركة عسكرية حثيثة بدأت بالفعل في هذه الجبهة منذ نحو شهر، سبقها تحريك معدات عسكرية وفتح مخازن للأسلحة تابعة للمعارضة وأصدقائها”.

وبغض النظر عن أحداث اليوم الختامي، فإنه بالإمكان القول إن هذه الجولة أعلنت فشلها على لسان المتحدثين باسم الوفدين السوريين، أما  السبت، فتشير المعلومات التي حصلت عليها “المدن” إلى إمكانية عقد جلسة صباحية، السبت، مختصرة ومنفصلة، لإعلان ختام هذه الجولة من المفاوضات.

وتسابق الطرفان في تحميل مسؤولية فشل الجولة الثانية من المفاوضات للطرف الآخر. المتحدث باسم وفد المعارضة، لؤي صافي، قال في مؤتمر صحافي، إن الموقف الروسي لم يتغير. وأضاف “كنا نأمل أن يدفع الروس النظام نحو حل سياسي”، مؤكداً أن فريقه قدم أوراقاً ووثائق “عن مصدر العنف والإرهاب في سوريا وهو إرهاب الدولة”، مشيراً إلى أن النظام ضاعف أعمال العنف، خلال فترة المفاوضات واستهدف المدن والقرى بمزيد من القصف المركز بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي.

واعتبر صافي أن “من يقصف الشعب لا يشعر بالمسؤولية، وهو يستخدم الناس بيادق للمحافظة على مواقعه في السلطة”. وطالب صافي الدول المعنية والراعية للأزمة السورية بـ”الدفع نحو حل سياسي” ودعا روسيا الى عدم استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لوقف أي قرار إنساني يحفظ حياة السوريين.

من جهته اعتبر نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، في مؤتمر صحافي عقب مؤتمر صافي أن هناك تلازما تاما بين الموقفين الروسي والسوري، وأسف لأن جولة المفاوضات الحالية لم تحقق أي تقدم يذكر لأن “أجندة الطرف الاخر مختلفة وغير واقعية وذات بند واحد، وتتعامل بشكل انتقائي مع وثيقة جنيف”.

ورأى المقداد أن فريق الائتلاف “لا يريد الحديث عن أي بند آخر سوى الحكومة الانتقالية، ونحن نصر على البدء بوقف العنف والإرهاب، ليس لأننا نريد ذلك، بل لأن الأطراف التي وضعت بيان جنيف 1 أرادت هذا الأمر، ونحن ملتزمون بالوثيقة”.

واتهم المقداد وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة شؤون الإغاثة الطارئة، فاليري آموس بأنها “لا تعترف أن هناك إرهاباً في سوريا، وتتجاهل أماكن معينة بحاجة للمساعدات”.

حرب المعابر في القلمون: الجيش يقترب من عزل يبرود

سيطر الجيش السوري أمس على نقاط جديدة في محيط يبرود في القلمون في ريف دمشق، استكمالاً للمعركة التي بدأها منذ ثلاثة أيام، في وقت ارتفعت فيه حدّة المعارك في حلب، وارتكب تنظيم «الدولة الاسلامية» مجزرة في حريتان

دمشق، حلب ــ الأخبار

منذ بداية المعركة التي يشنّها الجيش السوري في منطقة القلمون، جرى العمل على محورين، الأول المحاذي لجرود بلدة عرسال اللبنانية، والثاني في محيط يبرود.

ترمي المعركة، في الأول، إلى قطع الطرق التي تصل منطقة القلمون بعرسال، والتي تُستخدم لإمداد القلمون بالسلاح والمقاتلين من جهة، كما انها مسلك السيارات المفخخة الآتية من يبرود إلى لبنان من جهة أخرى.

ويبلغ عدد المعابر غير الشرعية التي تربط جبال القلمون بجرود عرسال نحو 18 معبراً. وخلال الأيام الماضية، سيطر الجيش السوري على أكثر من 10 معابر منها، وذلك إما عبر السيطرة الميدانية الكاملة أو عبر شلّ حركتها بالسيطرة النارية عليها.

ولم يبقَ للمعارضة سوى المعابر القريبة من بلدة فليطا السورية (جنوب شرقي جرود عرسال)، حيث تجري مفاوضات بين الجيش وعدد من وجهاء البلدة، لتجنيبها معركة مدمّرة، وخصوصاً أن جزءاً كبيراً من أهل البلدة لا يؤيدون مقاتلي المعارضة.

ويحرز الجيش يوماً بعد يوم تقدماً في محيط يبرود، أكبر معاقل المسلحين. وبعدما استطاع السيطرة على كل من بلدة الجراجير والمزارع المحيطة بها، بسط سيطرته أمس على تلال ضهرة البقعة المشرفة على يبرود، ما ساهم في قضم المزيد من المساحات بين يبرود وطريق حمص ــ دمشق الدولي، فيما تقدّمت وحداته في اتجاه مزارع ريما في القلمون. وذكرت مصادر عسكرية لـ «الأخبار» أن هناك «حوالى 10 آلاف مقاتل أجنبي، بينهم 4 آلاف لبناني أتوا من طرابلس وعرسال». وأدّى القصف الجوي الى مقتل أكثر من 30 مسلّحاً ينتمون إلى مجموعة كانت تقاتل في ريف القصير، بحسب ما ذكرت مصادر ميدانية.

وفي موازاة ذلك، صعّد الجيش عملياته في كل من دوما والمليحة وجوبر، كذلك شنّ سلاح الجو غارات عدة على وداريا وخان الشيح وعدرا البلد والرحيبة ورنكوس في ريف دمشق.

وفي درعا، تمكّنت وحدات الجيش من إحباط محاولة تسلل عدد من المسلحين القادمين من الحدود الأردنية، بالقرب من قرية المتاعية.

وفيما تجدّدت الاشتباكات بين المسلحين والجيش بالقرب من حاجز البقعة في مدينة ازرع في ريف درعا، شهدت درعا البلد انفجار ثلاث سيارات مفخخة، واحدة منها بالقرب من جامع في قرية اليادودة، أدت إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً.

«داعش» يرتكب مجزرة في حريتان

وبعدما خرج تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» من بلدة حريتان ومنطقتي آسيا وباشكوي في ريف حلب الشمالي ليسيطر مسلحو «جبهة النصرة» و«الجبهة الاسلامية» عليها، كُشف أمس، عن مجزرة ارتكبها التنظيم «القاعدي» في حريتان، ذهب ضحيتها أكثر من 100 قتيل.

وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي، أمس، بصور لمقابر جماعية عثر عليها في البلدة بعد انسحاب التنظيم منها. واكتشفت المقبرة الجماعية في باحة معهد الكهرباء، التي عثر فيها أيضاً على خمس عشرة جثة لمقاتلين في «الجبهة الاسلامية»، بحسب مصدر معارض. وفي السياق، كشف ناشطون معارضون أنّ «داعش» أعدم 27 شخصاً في البلدة، من بينهم 7 أفراد من أسرة واحدة.

في موازاة ذلك، صعدت الجماعات المسلحة، ولا سيّما «الجبهة الاسلامية» و«جبهة النصرة»، من هجماتها على مواقع الجيش السوري، مستفيدة من انسحاب «داعش» من ضواحي حلب الشمالية الغربية، إلا أنها منيت بفشل جديد في هجومها الأكبر من نوعه على مطار كويريس.

وصدّت وحدات الجيش هجومين كبيرين للجماعات المسلحة في حلب وريفها بعد تفجيرين ضخمين عبر جرافة مفخخة يقودها انتحاري سعودي الجنسية، والثاني بتفخيخ أنفاق حُفرت في المدينة القديمة بالقرب من فندق الكارلتون، الذي تهدمت اجزاء منه. وفيما فشلت العملية الانتحارية التي استهدفت مساكن الضباط الخالية، أدّى تفجير الانفاق تحت الفندق الى وقوع خمسة قتلى في صفوف الجنود الذين تمكّنوا من احباط محاولة التقدم التي قام بها المسلحون إثر التفجير الضخم.

وأكّد مصدر عسكري لـ«الأخبار» سقوط ما لا يقلّ عن 45 من المهاجمين في الساعات الأولى من المعركة. وقال إنّ «الهجوم الذي شنته جبهة النصرة وتنظيمات تكفيرية أخرى هو الأكبر من نوعه على المطار منذ أكثر من عام»، إذ استخدمت فيه أسلحة متوسطة وثقيلة. من جهة أخرى، سيطرت مجموعات «الجبهة الاسلامية» على كامل بلدتي كفر حمرة وحريتان بعد انسحاب مسلحي «داعش» منهما إلى مناطق نفوذها على الحدود التركية شمالاً عبر قريتي معرستة وماير، اللتين عبرتهما عشرات الاليات التي تحمل مسلحي «داعش» وكميات كبيرة من الاسلحة والذخائر.

تقرير يفجّر قضية أوضاع المهاجرين من دول الصراعات

بريطانيا مسؤولة عن مشاركة متشدّدين في صراع سوريا

نصر المجالي

حمّل تقرير صحافي الحكومة البريطانية مسؤولية مشاركة متشدّدين إلى جانب جماعات مسلحة في سوريا، بينما فجر تقرير آخر قضية المهاجرين الى بريطانيا من مصر وسوريا.

وقال التقرير إن السلطات البريطانية غضت الطرف عن نشاطات بعض المتشددين في مخالفات بسيطة، وبذلك أعطتهم الفرصة ليتشددوا أكثر، وينضموا إلى الجماعات المسلحة التي تقاتل في سوريا.

وتابع تقرير صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية تصاعد  نشاط “الجهاديين” البريطانيين وكيف تدرجوا في النشاطات والمواقف لينتقلوا من الأحياء والمدن التي نشأوا فيها إلى المشاركة في النزاع المسلح بسوريا.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن انتحاريا تبين أنه من منطقة كراولي في بريطانيا وينتمي إلى جماعة “المهاجرون”، وهي حركة كان أسسها اللبناني (السوري الأصل) عمر بكري فستق المقيم حاليا في طرابلس تولى قيادتها بعده .

200 عادوا

ويقول إن مخيمات كاملة، في المناطق التي تسيطر عيلها المعارضة المسلحة في سوريا، يشغلها مقاتلون جاؤوا من الغرب. وقد أظهرتهم صور الفيديو وهم يتحدثون مع زملائهم العرب بالإنكليزية.

ويضيف أن نحو 400 شخص انتقلوا من بريطانيا للقتال في سوريا، وأن 200 شخص منهم عادوا إلى بريطانيا.

ونقلت الصحيفة عن الخبير في النزاع السوري، شيراز ماهر، قوله إن الشبكات الإرهابية في بريطانيا عجزت عن تنفيذ مخططاتها لفقر التجربة، ولكن عودة أفرادها من القتال في سوريا أكسب هذه الجماعات وخلاياها النائمة تجربة ومهارات جديدة، تجعلها قادرة على تنفيذ مخططاتها بفاعلية أكثر.

قضية المهاجرين

ومن جهتها، خصصت صحيفة (انديبندانت) البريطانية، تقريرا حول قضية المهاجرين الذين يحاولون دخول بريطانيا قادمين من دول النزاعات أو الاضطرابات السياسية، من بينها مصر وسوريا.

وقالت الصحيفة إن مئات المهاجرين من مصر وسوريا وبلدان أخرى تقطع أوصالها النزاعات يجازفون بحياتهم من أجل دخول بريطانيا ولكنهم مجمعون في مخيم، في الضفة الأخرى بمدينة كاليه الفرنسية، وربما لن يصلوا إلى هدفهم أبدا.

ويذكر التقرير أمثلة عن مهاجرين عبروا الصحراء الأفريقية ثم خاطروا بحياتهم في قوارب الموت عبر البحر الأبيض المتوسط، لينتهي بهم الأمر في مدينة كاليه الفرنسية، ينتظرون دخول بريطانيا، دون جدوى.

أوضاع مزرية

ويشير التقرير إلى أوضاع مزرية يعيشها المهاجرون غير الشرعيين في مدينة كاليه، منهم عراقيون وكونغوليون وسوريون ومصريون.

وكانت الحكومة الفرنسية، طالبت نظيرتها البريطانية بتحمل بعض “أعباء” التكفل بالمهاجرين في كاليه، لكن بريطانيا تصرّ على أن المخيمات على الأراضي الفرنسية مسؤولية الفرنسيين وحدهم.

ويشار الى أن وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا مي كانت أكدت على أن طلب اللجوء لا بد أن يقدمه المهاجرون في الدولة الأولى التي يدخلون أراضيها، وهي فرنسا في هذه الحالة وليس بريطانيا.

وتختم الإنديبندانت تقريرها قائلة إن شوارع كاليه الفرنسية شهدت في الفترة الأخيرة تظاهرات نظمها المهاجرون الغاضبون مطالبين “بالحرية” وإلغاء الحدود، وإيقاف الترحيل.

الأسد يستعدّ لدكّ يبرود

النزوح واستنفار القوات النظامية تشي بهجوم وشيك

وكالات

فرّ الآلاف من المدنيين السوريين من بلدة يبرود التي يسيطر عليها الثوار منذ أمد بعيد، وذلك بعد قصفها بعنف من طرف طيران الأسد، في عملية أثارت مخاوف من احتمال أن تشن القوات النظامية هجوما كبيرا لاستعادة المدينة.

بيروت: أعربت الأمم المتحدة عن خشيتها من “هجوم كبير” للقوات النظامية السورية على مدينة يبرود، الخاضعة لسيطرة المعارضة، وشددت على أن دمشق عليها واجب قانوني للسماح للمدنيين بالمغادرة. في حين سيطر مقاتلو المعارضة على بلدات وقرى في محافظة حلب شمال سورية، إثر انسحاب تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) إلى مدينة إعزاز.

وقال المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، روبرت كولفيل، في افادة صحافية “تلقينا تقارير من داخل سورية، أن هناك العديد من الهجمات الجوية والقصف مع حشد عسكري حول مدينة يبرود، ما يشير إلى هجوم بري كبير ربما يكون وشيكاً” على المدينة، التي يقطنها من 40 إلى 50 ألف نسمة.

وشن الطيران الحربي السوري غارة جوية على مناطق في يبرود، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة وسط قصف القوات النظامية مناطق في المدينة.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ميليسا فليمنغ، للصحافيين، إن 500 إلى 600 عائلة فرّت بالفعل من يبرود، وصلت إلى عرسال في لبنان “خوفاً من هذا الهجوم”. وأضافت أن المفوضية “تستعد لتدفق كبير” عبر حدود لبنان.

إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة سيطرت على بلدات وقرى حريتان ورتيان وكفر حمرة وباشكوي وتل صيبين في محافظة حلب.

وأوضح في بيان أن السيطرة تمت إثر انسحاب (داعش)إلى مدينة إعزار في ريف حلب، حيث تدور اشتباكات عنيفة في محيطها بين مقاتلي (داعش) من جهة ومقاتلي الكتائب الاسلامية والكتائب المقاتلة، وسط استقدام الطرف الثاني تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.

كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بـ”كتائب البعث” الموالية للنظام من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة من جهة أخرى، في محيط قلعة حلب وفندق الكارلتون في حلب القديمة، وسط قصف القوات النظامية على مناطق الاشتباك.

وقال المرصد إن مسلحي المعارضة حفروا أنفاقاً تحت فندق كارلتون، الذي تتمركز فيه القوات النظامية، وقاموا بتفجيرها. وأضاف أن التفجير “ادى إلى تضرر جزء من الفندق ومقتل ما لا يقل عن خمسة عناصر من القوات النظامية واصابة 18 آخرين بجروح”.

ويقع فندق كارلتون بالقرب من قلعة حلب التاريخية، وكان من ارقى فنادق ثاني مدن البلاد، قبل ان يتضرر بالمعارك في 2012.

وأوضح المرصد ان اشتباكات عنيفة دارت بعدها في المنطقة بين مقاتلين من الكتائب الاسلامية المقاتلة والقوات النظامية “ما ادى إلى استشهاد مقاتلين عدة من الكتائب الاسلامية المقاتلة”.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر سوري عسكري قوله، إن وحدات من الجيش السوري “تصدت لمحاولة مجموعات إرهابية مسلحة حاولت الاعتداء على فندق كارلتون في حلب القديمة، وقضت على أعداد كبيرة من أفرادها”.

وأضاف أن “وحدات من جيشنا الباسل قضت على 24 إرهابياً في حمص، وأصابت آخرين في قرية الزارة في ريف تلكلخ في محافظة حمص وسط سورية بعضهم من جنسيات لبنانية”.

وأوضح المصدر أن “من بين الإرهابيين القتلى محمد سلمان أبوعيشة، متزعم مجموعة إرهابية، وإبراهيم عرب ومحمد حسن حلاويك وعيسى عباس”.

الأنظار تتجه إلى نيويورك بعد تعثر «جنيف 2»

المقداد يهاجم آموس.. ومستقبل مفاوضات سوريا غامض

جنيف: مينا العريبي بيروت: نذير رضا

تتجه أنظار المجتمع الدولي إلى نيويورك ومجلس الأمن على وجه الخصوص، بعد تعثر «جنيف 2». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ايدغار فازغيز إن «على روسيا مسؤولية دفع النظام للمجيء إلى طاولة (جنيف 2) بنفس الجدية التي أظهرتها المعارضة».

ولفت المسؤول الأميركي إلى أن الأسابيع المقبلة ستعتمد على الدبلوماسية المكثفة، وعلى جهود الروس، بالإضافة إلى العمل في مجلس الأمن، رافضا فرضية أن طرح مشروع قرار مجلس الأمن في هذا الوقت أدى إلى رفض الروس الضغط على سوريا. والتزم موقف واشنطن وغيرها من الدول بأن مشروع القرار كان بسبب فشل الجهود في حمص, وليس كأداة ضغط على الروس.

يذكر أن الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والدولي, سيتوجه إلى نيويورك الأسبوع المقبل, للقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, لتقديم تقرير عن الجولتين الأوليين من المفاوضات. كما أن هناك إمكانية لأن يعقد مجلس الأمن جلسة للاستماع إلى الإبراهيمي حول المفاوضات، وإمكانية مواصلة العملية رغم المصاعب.

وكان من اللافت انتقاد فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، الحاد لوكيلة الأمين العام للأمم المتحدة فاليري آموس, المسؤولة الدولية الأولى عن القضايا الإنسانية.

وقال إن تصريحات آموس أمام مجلس الأمن الليلة قبل الماضية «غير مقبولة كليا»، بعد أن طالبت بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى كل أرجاء سوريا. وأضاف المقداد «لن نسمح أبدا بانتهاك الحدود السورية»، في وقت تطالب فيه المنظمات الإنسانية بالسماح بدخول المساعدات عبر الحدود مع تركيا, وهو أمر ترفضه دمشق كليا. كما شدد المقداد على أن العلاقة مع موسكو «لا تعتمد على الضغط.الموقف السوري والروسي متطابقان».

من جهتها، دعت الأمم المتحدة، دمشق أمس، للسماح بإجلاء مدنيي يبرود، وأعربت عن قلقها من حشد عسكري قرب المدينة السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة. ومن جانبها عدت آموس أن إجلاء المدنيين من حمص لم يحرز «تقدما كافيا».

وطالبت آموس مجلس الأمن الدولي أمس، بإعطاء عمال الإغاثة في حمص «الوسائل المطلوبة للقيام بعملهم». وقالت إن الأمم المتحدة حصلت على «ضمانات لفظية» من المتحاربين من دون الحصول على أي تأكيد خطي على تمديد الهدنة في المدينة.

المعارضة تنقل المعركة إلى حلب القديمة.. ومقتل العشرات بتفجير أمام مسجد بدرعا

«داعش» تنسحب من بلدات شمالية باتجاه أعزاز وتعدم 13 شخصا

بيروت: «الشرق الأوسط»

اتسعت دائرة الاشتباكات العسكرية بين القوات النظامية وقوات المعارضة في حلب (شمال سوريا)، لتصل إلى منطقة حلب القديمة التي تسيطر القوات النظامية على أجزاء واسعة منها، بعد تفجير استهدف فندق «الكارلتون» الذي تقول المعارضة إن قوات النظام تقيم فيه، وذلك بحفر خندق في أسفله. وتزامن ذلك مع تفجير سيارة مفخخة أمام مسجد في درعا، أسفر عن مقتل عشرات المصلين.

وتضاربت الأنباء، أمس، حول عدد قتلى التفجير الذي استهدف بلدة اليادودة في درعا. وفيما ذكر «مكتب أخبار سوريا» أن عدد القتلى ناهز الـ60 قتيلا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع عدد القتلى إلى 18 بينهم طفل.

وانفجرت السيارة لدى خروج المصلين من مسجد عمّار بن ياسر في يادودة بريف درعا الغربي. وأشار المرصد إلى وجود جرحى بعضهم في حالة خطرة. وأفاد أبو القاسم، أحد الناشطين الإعلاميين في درعا، لمكتب «أخبار سوريا» المعارض، بأن هناك العديد من الجثث المشوهة والأشلاء مما يصعّب من عملية التعرف على الضحايا، كما أنّ هناك عددا كبيرا من الأطفال بين قتيل وجريح. وفيما جرى نقل الجرحى إلى البلدات المجاورة، أطلقت المستشفيات الميدانية في عدة بلدات نداءات للتبرع بالدم من كل الزمر بسبب كثرة أعداد الجرحى والنقص الكبير في أكياس الدم والمستلزمات الطبية.

وفي موازاة ذلك، انفجرت سيارة مفخخة أخرى في بلدة تل شهاب في الريف الغربي أيضا أسفرت عن جرح طفلين بالإضافة إلى أضرار مادية.

من جهة أخرى، أفاد ناشطون بأن قوات النظام تحاول التقدم باتجاه البلدة لاقتحامها حيث تدور بينها وبين كتائب المعارضة اشتباكات عنيفة في المناطق المحيطة بالبلدة.

إلى ذلك، اتسعت دائرة القتال في حلب، من محيط مطار حلب الدولي وريف المدينة الغربي، إلى محيط قلعة حلب ومناطق في حلب القديمة، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعومة بكتائب البعث الموالية للنظام من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى، وذلك بعد تفجير الكتائب الإسلامية المقاتلة تمركزا للقوات النظامية قرب خان الشونة. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحي المعارضة حفروا أنفاقا تحت فندق «كارلتون» في حلب القديمة شمال سوريا، وقاموا بتفجيرها، مما أدى إلى مقتل خمسة جنود على الأقل. وقال المرصد إن «الكتائب الإسلامية المقاتلة حفرت عدة أنفاق في محيط وأسفل فندق (كارلتون) الذي تتمركز فيه القوات النظامية، وفجرت عددا منها»، مشيرا إلى أن التفجير «أدى لتضرر جزء من الفندق ومقتل ما لا يقل عن خمسة عناصر من القوات النظامية وإصابة 18 آخرين بجروح».

ويقع فندق «كارلتون» بالقرب من قلعة حلب التاريخية، وكان من أرقى فنادق ثانية كبرى مدن البلاد، قبل أن يتضرر بالمعارك في 2012، ويقع مقابل قلعة حلب في جوار المدينة القديمة.

وتحدث ناشطون عن أن الجبهة الإسلامية نفذت الهجوم في الساعة السابعة صباح أمس، قائلة إنه يخضع لسيطرة النظام والذي يعتبر مركزا لتجمع قوات الجيش النظامي المقاتلة في المدينة. وقال ناشطون إن العملية أنجزت بحفر نفق وصولا إلى تحت الفندق وتفخيخه بالألغام ثمّ تفجيره، مما أدى لانهيار أجزاء كبيرة منه.

في المقابل، قال مصدر سوري عسكري إن وحدات من القوات النظامية «تصدت لمحاولة مجموعات إرهابية مسلحة حاولت الاعتداء على فندق (كارلتون) في حلب القديمة وقضت على أعداد كبيرة من أفرادها».

في موازاة ذلك، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي الإنذارات، في حين قصفت القوات النظامية محيط سجن حلب المركزي المحاصر من قبل جبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة. ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في محيط معبر كراج الحجز بمدينة حلب، فيما قصف الطيران مناطق في بلدة كويرس، وقرى كصكيص والشيخ أحمد ورسم العبود والجديدة، مما أدى لأضرار في ممتلكات المواطنين.

وفي سياق المعارك بين كتائب المعارضة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، قال المرصد السوري إن الاشتباكات تجددت في محيط مدينة أعزاز، مما أدى لمصرع «أمير» من «الدولة الإسلامية». وأفاد ناشطون بسيطرة الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة على بلدات وقرى حريتان ورتيان وكفر حمرة وباشكوي وتل صيبين، إثر انسحاب مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة بـ«داعش» إلى مدينة أعزار التي تدور اشتباكات عنيفة في محيطها.

في غضون ذلك، نقل المرصد معلومات عن إعدام الدولة الإسلامية في العراق والشام 13 مواطنا على الأقل في معهد الكهرباء، ورميهم في بئر المعهد، قبل انسحابها من بلدة حريتان، وهم من أقرباء مقاتلين في الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، وبينهم عدة مقاتلين من الكتائب المقاتلة كانوا قد اعتزلوا القتال ضد الدولة الإسلامية واعتقلتهم «الدولة الإسلامية» في وقت سابق.

الأمم المتحدة تدعو دمشق للسماح بإجلاء مدنيي يبرود وتطالب بـ«ضمانات خطية» لتمديد الهدنة في حمص

موجة نزوح جديدة لسوريين باتجاه الأراضي اللبنانية

بيروت: نذير رضا

أعربت الأمم المتحدة، أمس، عن قلقها من حشد عسكري قرب مدينة يبرود السورية الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، داعية دمشق للسماح للمدنيين بالمغادرة، في حين عدت منسقة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس أن إجلاء المدنيين من حمص لم يحرز «تقدما كافيا»، مطالبة بضمانات خطية لتمديد الهدنة.

وطالبت أموس، أمس، مجلس الأمن الدولي بإعطاء عمال الإغاثة في حمص (وسط سوريا) «الوسائل المطلوبة للقيام بعملهم». وقالت: إن الأمم المتحدة حصلت على «ضمانات لفظية» من المتحاربين من دون الحصول على أي تأكيد خطي على تمديد الهدنة في حمص، مضيفة «لا نستطيع الاستمرار من دون ضمانات خطية».

وتأتي هذه الدعوة، غداة إعلان محافظ حمص طلال البرازي تمديد الهدنة الإنسانية في المدينة لثلاثة أيام إضافية، للمرة الثانية على التوالي، تمهيدا لإجلاء المزيد من أهالي الأحياء المحاصرة. ويأتي إجلاء المدنيين من أحياء حمص الخاضعة لسيطرة كتائب عسكرية تابعة للمعارضة، بعد حصار خانق فرضته القوات النظامية منذ نحو عشرين شهرا. ويعاني المدنيون الذين لازموا منازلهم من الجوع ونقص فادح في الأدوية والحاجات الأساسية. وكان عدد سكان الأحياء القديمة التي تبلغ مساحتها نحو كيلومترين مربعين وبات أغلبها ركاما، قبل بدء عملية الإجلاء، نحو ثلاثة آلاف نسمة.

وقالت أموس: «لست متشائمة فقط، بل محبطة جدا أيضا» حيال الأوضاع الإنسانية في حمص، لافتة إلى أنها أبلغت مجلس الأمن بأن «التقدم المحقق يحصل بشكل محدود للغاية وببطء مؤلم» على صعيد إيصال المساعدات إلى المدنيين السوريين.

وعدت أموس أن إجلاء ما يقارب 1400 مدني من حمص يمثل «نجاحا بالنظر إلى الظروف البالغة الصعوبة» لكن لا يزال هناك 250 ألف شخص عالقين بسبب المعارك في سوريا ولا تصلهم أي مساعدات.

في غضون ذلك، دعت الأمم المتحدة السلطات السورية للسماح للمدنيين المحاصرين في يبرود بمغادرة المنطقة، معربة عن قلقها من الحشود العسكرية، في حين تشهد المنطقة موجة نزوح جديدة باتجاه بلدة عرسال في الأراضي اللبنانية.

وأطلقت القوات الحكومية قبل ثلاثة أيام هجوما على يبرود، كبرى مدن القلمون في ريف دمشق الشمالي، أسفر عن استعادة القوات النظامية لبلدة جراجير التي تبعد نحو 7 كيلومترات عن حدود لبنان الشرقية. وصعدت القوات النظامية من حملتها العسكرية، ليطال القصف المدفعي والجوي أحياء في مدينة يبرود التي تسكنها الآن أكثر من 50 ألف نسمة، نصفهم من اللاجئين من بلدات القلمون.

وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة: «تلقينا تقارير من داخل سوريا تقول إن هناك الكثير من الهجمات الجوية والقصف مع حشد عسكري حول المدينة، ما يشير إلى هجوم بري كبير ربما يكون وشيكا» على المدينة التي يقطنها من 40 إلى 50 ألف نسمة.

بدورها، قالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن 500 إلى 600 عائلة فرت بالفعل من يبرود، ووصلت إلى بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا «خوفا من هذا الهجوم»، مشيرة إلى أن المفوضية «تستعد لتدفق كبير» عبر حدود لبنان.

وكانت عرسال اللبنانية استقبلت ما يزيد على 10 آلاف لاجئ سوري، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما أطلقت القوات الحكومية السورية مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني، معركة للسيطرة على القلمون. وأسفرت المعارك عن سقوط بلدة قارة في أقصى الريف الشمالي لدمشق في القلمون، كما سيطرت على بلدتي دير عطية والنبك بعد معارك عنيفة مع قوات المعارضة.

وتضم بلدة عرسال أكبر تجمع للنازحين السوريين في لبنان حيث تخطى عدد المسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين 927 ألفا، فيما تؤكد الدولة اللبنانية أن عددهم تجاوز 1.2 مليون.

وتشير التقديرات العسكرية في القلمون، إلى أن القوات النظامية تتحضر للسيطرة على يبرود التي تعد آخر وأكبر معاقل المعارضة في القلمون. وقالت مصادر معارضة من يبرود لـ«الشرق الأوسط» إن القصف «طال الجيوب الجبلية التي يتحصن فيها المقاتلون المعارضون في يحل ومزارع ريما وفليطا المحيطة بيبرود».

وأفاد ناشطون أمس، بتصعيد قوات النظام قصفها على المدينة، مستهدفة براجمات الصواريخ «مجمل أحياء المدينة وسط حالة من الذعر بين السكان الذين لم ينزحوا من المدينة بعد». وذكر «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أن قتيلين وعشرات الجرحى «سقطوا خلال القصف الذي انطلق من مختلف القطع العسكرية والحواجز المحيطة بالمدينة». ووصف شهود عيان القصف بأنه «جنوني ولا يستثني أي حي» ويتركز على الشوارع الرئيسية والأحياء المدنية ومنها مدرسة الصناعة وشارع الأربعين والصالحية والمخفر.

في المقابل، ذكرت قناة «المنار» اللبنانية، الناطقة باسم حزب الله، أن القوات الحكومية السورية «استطاعت أن تسيطر بالنار على معبر الزمراني الذي يستخدم للتهريب إلى الداخل اللبناني».

النازحون من حمص يعيشون ظروفا بالغة القسوة

اليأس دفعهم إلى أكل أوراق الأشجار.. والقطط والديدان

حمص: لافداي موريس

حتى الأشجار دائمة الخضرة جردت من أوراقها هذا الشتاء، في المناطق المحاصرة من مدينة حمص، هكذا وصف النازحون السوريون الذين تمكنوا من مغادرة المدينة خلال الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة والتي جرى تمديدها ثلاثة أيام أخرى، وحالة اليأس الشديد دفعتهم إلى أكل أوراق الأشجار والبحث عن النباتات وأكل القطط وديدان الأرض.

اتفاق المساعدات، الذي سمح للمدنيين بالفرار ووصول المساعدات إلى الأحياء التي يسيطر عليها المتمردون في المدينة القديمة من حمص، حيث كانت الإمدادات الغذائية شحيحة خلال العام ونصف الماضيين ومعدومة لعدة أشهر، وقدمت أملا ضئيلا في وقت لا تزال الجولة الثانية من محادثات السلام في جنيف تشهد فيه طريقا مسدودا، فعقب محادثات هامشية مع الولايات المتحدة وروسيا أول من أمس، اعترف مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي بأن «الفشل هو العنوان الرئيس». لكنه وصف اتفاق حمص، وتمديد وقف إطلاق النار هناك، باعتباره تطورا إيجابيا، وأعرب عن أمله في إمكانية تكراره في أماكن أخرى، ولكن من دون الحاجة إلى «معجزة لخروج شعبنا على قيد الحياة» – في إشارة إلى الاستهداف المتعمد لقوافل المساعدات بقذائف الهاون.

كان من بين النازحين أبو نزار (72 عاما)، الذي عاش جل حياته في المدينة القديمة، مع الدفعة الأولى من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم قبل أسبوع. وقتل واحد من جماعته برصاصة في المعدة على يد قناص، بينما كانوا يعبرون أرضا مفتوحة تحيط بها مركبات الأمم المتحدة.

كان أبو نزار يائسا، إذ لم تكن تلك أول محاولة له لمغادرة البلاد. وقال إنه حاول الهرب قبل سبعة أشهر، عبر نفق يستخدم لتهريب الإمدادات الغذائية الثمينة للمنطقة، القوات الحكومية السورية فجرت النفق وانهار جزئيا، بينما كان في الداخل. وبعد إغلاق الأنفاق، ازداد الوضع سوءا، فلم يتمكنوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، من الحصول على الخبز والقمح أو الأرز.

وتتهم المعارضة الأسد باستخدام أساليب التجويع بوصفه سلاحا في الحرب، وتقول الأمم المتحدة إن نحو 200 ألف مدني يعيشون تحت الحصار في جميع أنحاء البلاد.

وقال أبو نزار، الذي استخدم كنيته فقط لأسباب أمنية في مقابلة على «سكايب»: «كنا نأكل الديدان. كان الأمر مثيرا للغثيان، ولكننا اضطررنا لأكلها».

وقال نازح آخر، أبو جلال تيلاوي إنه اضطر لأكل القطط، وأنه لو بقيت هناك قطط في حمص القديمة، لما غادر موطن أجداده». وقال النازح البالغ من العمر 64 عاما، وقد بح صوته من الانفعال وهو يتحدث: «إن القنابل لم تتمكن من إخراجنا، ولكن الجوع هو الذي انتصر. كان الناس يأكلون العشب، وكنا أشبه بقطعان الحيوانات».

ومع تسليم برنامج الغذاء العالمي أول شحنات الغذاء هذا الأسبوع، قال ماثيو هولينجورث، مدير الشأن السوري في الوكالة، إنه لم ير مثل مشاهد العوز هذه. وقال: «كان الناس يعيشون في أقبية منازلهم ويزحفون بينهم في أنفاق».

وحتى الآن جرى إجلاء ما يقرب من نصف المدنيين الذين يقدر عددهم بنحو 2500 شخص والمحاصرين في البلدة القديمة.

ونتيجة هذه الظروف المعيشية بالغة السوء سيضطر مئات من الرجال بين 15 و55 عاما، وفقا لبنود الاتفاق، الخضوع لاستجواب من قبل قوات الأمن السورية قبل مغادرته.

وقال أبو جلال إن أمن الدولة حاولوا أخذه للاستجواب، ولكن مسؤولي الأمم المتحدة تدخلوا لإنقاذه. وأضاف: «صرخ عليهم وقال لهم إننا رجال كبار السن ولا يمكن القبض علينا. ومن ثم تمكنا من مغادرة البلاد».

ولكن حتى أولئك الذين ظلوا في المدينة يخشون من أن تعاود الكرة نفسها مرة أخرى. ففي أثناء خروجهم، يجري منحهم الاختيار إلى أي الأماكن التي يرغبون في الذهاب إليها، حيث يختار الكثيرون منهم حي الواعر، الذي يقع جزئيا تحت سيطرة الثوار.

لكن أبو جلال قال إن الطعام هناك نادر أيضا، وقال إنه عندما حاول مغادرة المنطقة لشراء البقالة هذا الأسبوع عاد من نقطة تفتيش الحكومة. وقال: «قلت للناس أن يبدأوا في تربية القطط والكلاب لأنك لا تعرف متى ستحتاج إلى أكلها. فما إن يتوقف العالم عن مراقبة الوضع، سيتكرر الأمر هنا مجددا».

* خدمة «واشنطن بوست» – خاص بـ «الشرق الأوسط»

إنتهاء مفاوضات جنيف من دون تحديد موعد جديد

جنيف – أعلن الوسيط الدولي والعربي الأخضر الابراهيمي، اليوم السبت، إنتهاء المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين التي وصلت إلى “طريق مسدود” بعد ثلاثة أسابيع من بدئها في جنيف، من دون أن يعلن عن موعد جديد.

وقال الابراهيمي للصحافيين: “أعتقد أنّه من الأفضل أن يعود كل طرف إلى منزله ويفكر بمسؤولياته ويقول ما إذا كان يريد ان تستمر هذه العملية”.

وتوجّه الإبراهيمي بالاعتذار للشعب السوري “عن عدم تحقيق شيء في المفاوضات”، معرباً عن أمله أن “يفكر الطرفان بطريقة أفضل ويعودان جاهزين لتنفيذ بيان جنيف”.

ورداً على سؤال عن الرئيس السوري بشار الأسد، أجاب الإبراهيمي: “ليس لدي أيّ رسائل له كرجل ولكن رسالتي إلى الجميع هي أن يفكروا بالشعب السوري وبالمعاناة الهائلة التي يتحملها”.

وإذ أشار إلى أنّ الوفد الحكومي يعتبر أنّ المسألة الأهم هي الإرهاب، لفت الإبراهيمي إلى أنّ “المعارضة تعتبر أن المسألة الأساسيّة هي هيئة الحكم الانتقالي”، وأضاف: “قد اقترحنا أن يطمئن الفريقان بعضهما البعض وأن يناقشا هاتين المسألتين، ولذلك اقترحنا أن يخصص اليوم الأول لمناقشة العنف وانهاء الارهاب واليوم الثاني يخصص لمناقش هيئة الحكم الانتقالي”.

الإبراهيمي: بداية شاقة بلا تقدم للمفاوضات المباشرة  

أعلن الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم الثلاثاء أن بداية الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2 بين النظام والمعارضة السوريين كانت “شاقة” ولم تحقق تقدما، فيما قاطعت روسيا والصين مفاوضات بشأن مشروع قرار أممي لتسهيل توصيل المساعدات في سوريا.

في جنيف قال الأخضر الابراهيمي في مؤتمر صحفي عقب جلسة مفاوضات مباشرة بحضوره بين الوفدين السوريين المفاوضين “ليس لدي الكثير لاقوله باستثناء أن بداية هذا الأسبوع كانت شاقة (…) نحن لا نحقق تقدما يذكر… سنقوم بما في وسعنا لمحاولة الإقلاع بهذا المسار”.

وأكد الإبراهيمي “نحن بحاجة إلى تعاون الطرفين هنا إضافة إلى دعم كبير من الخارج”، مشيرا إلى أنه يعتزم تقديم تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن خلال الاسابيع القليلة المقبلة”.

وكانت مفاوضات مباشرة للمرة الأولى قد بدأت اليوم الثلاثاء في جنيف بين وفدي النظام والمعارضة السورية في جلسة مشتركة بحضور المبعوث العربي والأممي، وشكل وفد المعارضة “غرفة عسكرية استشارية” بمشاركة قادة في الجيش الحر.

وبينما اعتبر مصدر قريب من الوفد الحكومي قبل بدء الاجتماع صباح اليوم أن “الأجواء سلبية”، حذر وفد المعارضة من أنه لن يشارك في جلسة ثالثة في حال عدم إحراز أي تقدم.

وقال المتحدث باسم وفد المعارضة لؤي صافي إن وفد المعارضة قدم أثناء جلسة التفاوض ورقة أكد فيها العلاقة بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والنظام، مشيرا إلى أنهما يكملان بعضهما بعضا.

وأضاف صافي أن وفد النظام رفض مقترحا من المعارضة بعقد جلسات أخرى، لكن وفد المعارضة طلب من الإبراهيمي أن يجتمع معه حتى لو لم يأتِ وفد النظام.

وفي وقت سابق كان صافي أكد أنه “إذا لم يكن ثمة تقدم على الإطلاق أعتقد أنه سيكون مضيعة للوقت التفكير في جولة ثالثة”، وأشار إلى أن وفد المعارضة طرح هذا الموضوع مع الإبراهيمي أثناء اجتماعه به صباح أمس الاثنين.

غير أن صافي شدد على مواصلة المعارضة التفاوض طالما هناك ثمة أمل بالتوصل إلى نقاط إيجابية، وقال “لن نتهرب، لن نستسلم”، مضيفا أنه في حال عدم حصول تقدم “لا يمكن أن ندعي أننا نقوم بشيء ما”.

في المقابل، أكد وفد النظام أنه سيواصل التفاوض تاركا مسؤولية أي انسحاب للمعارضة. وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية إن “حكومة الجمهورية العربية ووفد الجمهورية العربية السوري لن يتراجعا قيد أنملة عن أولوية مناقشة موضوع “مكافحة الإرهاب”.

غرفة استشارية

في غضون ذلك، شكل الوفد السوري المعارض المشارك في المفاوضات “غرفة عسكرية استشارية” يشارك فيها قادة من الجيش السوري الحر، وذلك لمزيد من التنسيق، لا سيما في حال التوصل إلى وقف محتمل لإطلاق النار.

وقال العضو في الوفد منذر أقبيق في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء “انضم إلينا أمس ضباط من الجيش السوري الحر، ونتوقع المزيد اليوم وغدا”.

وأشار إلى أنه “تم تشكيل غرفة عسكرية استشارية، مما سيساعد على حصول مزيد من التنسيق بينها وبين الوفد السياسي المفاوض”، موضحا أن أعضاء هذه الغرفة “سيساعدون عندما تدعو الحاجة في ما يتعلق بالوضع على الأرض والمسائل الأمنية”.

ولم يحدد أقبيق عدد القادة الموجودين في جنيف حاليا، غير أنه أوضح أن الرقم “سيكون على الأقل سبعة”، أبرزهم يمثلون “جبهة ثوار سوريا” و”قيادة غرف العمليات المشتركة في حوران” جنوب سوريا، والتي تمثل 18 مجموعة مقاتلة على الأرض.

قرار أممي

على صعيد متصل، قال دبلوماسيون إن روسيا والصين قاطعتا مفاوضات بشأن مشروع قرار في مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات لتسهيل توصيل المساعدات في سوريا.

وقدمت استراليا ولوكسمبورغ والأردن الخميس الماضي مشروع قرار للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وكان من المقرر أن تجتمع معها جميعا أمس الاثنين، لكنّ مندوبي روسيا والصين لم يحضرا.

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء أن مشروع القرار “غير مقبول على الإطلاق” بالنسبة لموسكو، مشيرا إلى أن “الأفكار التي نقلت إلينا غير مقبولة على الإطلاق، وتتضمن تحذيرا للحكومة” السورية. وأضاف “إنها أحادية الجانب، ومنفصلة عن الواقع”.

بدوره، وصف مندوب روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين نص المشروع بأنه “سيئ إلى درجة يتعذر معها تحسينه”. وقال إن روسيا سترفض بحق النقض (الفيتو) مشروع القرار إذا عرض للتصويت.

ورجح دبلوماسيون أن توزع مسودة القرار على بقية أعضاء المجلس -الذي يضم 15 دولة- في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، على أن يعقد المجلس المفاوضات بشأنها بعد ظهر اليوم.

وبحسب أحدث نسخة من مسودة النص الخاص بالمساعدات حصلت عليها رويترز، فإن القرار يعبر عن النية لفرض عقوبات على الأفراد والكيانات التي تعرقل المساعدات الإنسانية، وإذا لم تلب بعض المطالب الواردة في القرار أثناء 15 يوما من اعتماده.

ويدرس أعضاء غربيون بمجلس الأمن قرارا بشأن المساعدات منذ قرابة عام، وبعد شهور من المحادثات تبنى المجلس في نهاية المطاف بيانا غير ملزم في 2 أكتوبر/تشرين الأول يدعو إلى إتاحة وصول المزيد من المساعدات، لكن هذا البيان لم يتمخض عن أي تقدم يذكر.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 9.3 ملايين سوري أو قرابة نصف سكان البلاد يحتاجون للمساعدة، وأن أكثر من مائة ألف شخص قتلوا في الصراع بسوريا الذي بدأ في مارس/آذار 2011.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

                      2014

قتلى في قصف بحلب ومعارك بحماة  

10 شباط / فبراير 2014. الساعة 1:23 بتوقيت مكة المكرمة . منذ 5 أيام

أفاد مراسل الجزيرة بأن أكثر من خمسة وسبعين شخصا قتلوا الأحد في قصف جديد لحلب شمالي سوريا بالبراميل المتفجرة, كما قتل مدنيون آخرون في قصف لمناطق بحماة وحمص ودرعا، بينما سيطرت المعارضة على بلدة في حماة وسط البلاد وقتلت عشرات من عناصر النظام, كما سيطرت على مواقع في القنيطرة جنوبا وفقا لناشطين.

وتركز القصف على أحياء حلب الشرقية, خاصة حيي الحيدرية والقاطرجي حيث سقط معظم الضحايا.

من جهتها, قالت لجان التنسيق المحلية إن 12 شخصا -بينهم عائلة كاملة- قتلوا إثر إلقاء مروحيات للقوات النظامية براميل على حي الميسر. كما قتل رجل وامرأة في قصف لحي الأنصاري، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقد دفع القصف آلافا من سكان أحياء حلب الشرقية إلى النزوح باتجاه الأحياء الغربية الخاضعة للنظام, في حين توجه آلاف آخرون إلى الحدود التركية.

وبينما قال المرصد إن القوات النظامية اعتقلت خمسين رجلا أثناء خروجهم باتجاه الأحياء الغربية من معبر “كراج الحجز”, أشارت لجان التنسيق إلى أن آلاف النازحين من حلب -ومعظمهم من النساء والأطفال- عالقون في مدينة “كيليس” التركية.

اقتحام وقصف

وفي الإطار نفسه, قالت لجان التنسيق المحلية إن القوات النظامية قتلت عشرة مدنيين -بينهم امرأتان وأربعة أطفال- أثناء اقتحامها بلدة الجلمة في ريف حماة.

كما قتلت تلك القوات رجلين رميا بالرصاص في بلدة صوران التي يشهد محيطها اشتباكات منذ أيام، وفقا للمرصد السوري الذي أشار إلى مقتل شخص وإصابة ستة في تفجير دراجة بساحة العاصي بمدينة حماة.

وفي درعا جنوبا, قتلت سيدتان وطفلان في قصف مدفعي لبلدة بصرى الشام، وفقا لشبكة شام التي أشارت إلى قصف مماثل لبلدتي إنخل والطيبة. من جهتها, تحدثت لجان التنسيق المحلية عن مقتل طفلة في قصف لبلدة اليادودة, بينما شمل القصف بالمدافع حي طريق السد بدرعا.

وشن الطيران الحربي السوري الأحد غارات على بلدات في ريف دمشق بينها عدرا التي تشهد اشتباكات بين فصائل معارضة والقوات النظامية, كما شمل القصف بلدة الزبداني.

وسقط قتلى وجرحى في قصف يستهدف بلدة الزارة ذات الأغلبية التركمانية في ريف حمص، وفقا لناشطين. ويصاحب هذا القصف اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية المدعومة بعناصر مسلحة في محيط البلدة.

وقال ناشطون إن أحياء دير الزور الخاضعة للمعارضة تعرضت مجددا الأحد لقصف بالمدافع, كما قُصفت بلدات في ريف جسر الشغور بإدلب.

حماة والقنيطرة

في المقابل, أكد المرصد السوري وشبكة شام سيطرة فصائل معارضة على بلدة “معان” ذات الأغلبية العلوية في ريف حماة. وقال المرصد إن 25 شخصا -جلهم من قوات الدفاع الوطني الموالي للنظام- قتلوا في الاشتباكات التي سبقها إجلاء للنساء والأطفال.

لكن الحكومة قالت إن معظم القتلى من النساء والأطفال، واتهمت مقاتلي المعارضة بارتكاب ما سمتها مذبحة.

وأشار المرصد إلى أن عشرين جنديا نظاميا قتلوا في تفجير نفذه مقاتل من جبهة النصرة السبت في حاجز للقوات النظامية ببلدة الجملة في ريف حماة, وهي البلدة التي تم اقتحامها الأحد. كما قتل 12 مقاتلا من فصائل المعارضة في معارك شرق وشمال حماة.

وفي حلب, قتل عنصران نظاميان في اشتباكات بمحيط سجن حلب المركزي الذي تحاول جبهة النصرة وفصائل أخرى السيطرة عليه ضمن عملية بدأت قبل خمسة أيام, بينما تحدثت شبكة شام عن تدمير دبابتين للقوات النظامية في مواجهات بقرية عزيزة بريف حلب الجنوبي.

وتحدث المرصد أيضا عن مقتل 11 من مسلحي المعارضة وثلاثة ضباط من قوات الدفاع الوطني في معارك بمحيط بلدة الزارة في حمص وسط البلاد.

وفي جنوب سوريا, سيطر مقاتلو المعارضة على مواقع عسكرية بريف القنيطرة, وصدوا محاولة لاقتحام قرية الهجّة وفقا للجان التنسيق التي تحدثت عن مقتل جنود نظاميين.

وقتل جنود نظاميون آخرون في هجمات بالقلمون والغوطة الغربية بريف دمشق, بينما لقي خمسة مقاتلين من المعارضة حتفهم في قصف لجبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي, وقتل مقاتل آخر وأُعطبت آلية للنظام في اشتباكات بمحيط مطار دير الزور العسكري.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

                      2014

الإبراهيمي يعتذر للسوريين عن فشل مفاوضات “جنيف 2

العربية.نت

اعتذر المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، للشعب السوري عن عدم تحقيق شيء في المفاوضات بجنيف، مرجعاً ذلك لرفض النظام السوري مناقشة بند هيئة الحكم الانتقالي، وذلك في مؤتمر صحافي عقده بعد الجلسة التي تعد الأقصر في مفاوضات “جنيف 2”.

وقال الإبراهيمي إن وفد النظام السوري أصر على مناقشة الإرهاب، بينما أصرت المعارضة على مناقشة هيئة الحكم الانتقالي، مشيراً إلى أن وفد النظام رفض مناقشة ثلث ما جاء في أجندة التفاوض.

ودعا الإبراهيمي النظام إلى تطمين المعارضة بشأن هيئة الحكم الانتقالي، مشيراً إلى أنه لم يتحدد بعد موعد لجولة جديدة، وأنه طلب من الطرفين العودة والتفكير بجدوى المفاوضات، خاصة على بندي “وقف العنف”، و”تشكيل هيئة انتقالية”.

آموس تقترح 11 بنداً لحل الوضع الإنساني في سوريا

دبي – قناة العربية

طالبت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس بتنفيذ أحد عشر بنداً لتحقيق تقدم على الصعيد الإنساني في سوريا.

ودعت آموس مجلس الأمن إلى إصدار قرار فوري يحد من الانتهاكات غير المقبولة، التي يواصل النظام ومسلحو المعارضة ارتكابها يومياً.

وتنص خارطة آموس الإنسانية على الوقف الفوري لإطلاق النار بهدف إدخال المساعدات إلى المدنيين، والموافقة على إرسال القوافل الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

وأضافت المنسقة أنه يجب عقد مفاوضات فورية تُفضي إلى هدنة للسماح بدخول المساعدات، وعلى الحكومة السورية السماح بدخول المواد الطبية.

وأكدت آموس في البنود التي وضعتها على ضرورة إبعاد المدارس والمستشفيات عن الصراع، وأن تكون مناطق منزوعة السلاح، إضافة إلى التوافق بين الأطراف على حملات تلقيح الأطفال في كل المناطق.

وضمت البنود أيضاً فتح معبر اليعربية الحدودي مع العراق لمرور الموظفين ودخول المساعدات، وأنه على الحكومة السورية نزع الشروط التقييدية لتسهيل عمل المنظمات غير الحكومية والهلال الأحمر.

وأكدت آموس على أهمية السماح فوراً للوكالات الإنسانية من أجل استقدام معدات الاتصالات، إضافة إلى الإيفاء بالتعهدات المالية التي أُعلِنت في مؤتمر الكويت.

وأشارت البنود إلى أهمية الالتزام بمبادئ القانون الدولي ومبادئ المساعدات الإنسانية الأساسية.

شيرمان لـ”العربية”: نظام الأسد لم يأخذ “جنيف2” بجدية

مونترو (سويسرا) – ريما مكتبي

دعت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ويندي شيرمان النظام السوري لأخذ المفاوضات بجدية أكبر كما يقوم الائتلاف الوطني المعارض، معتبرة أن مفاضاوت جنيف اثنين حول سوريا لم تفشل بعد لكنها تمر بأوقات صعبة.

وقالت شيرمان في مقابلة مع  قناة العربية أن “المفاوضات لم تفشل بعد، صحيح أنها مرت بظروف صعبة، لكننا ندرك ذلك أنه في هذه العملية سيكون هناك صعود وهبوط ، وهذه طبيعي في ظل الحرب التي نحاول إنهاءها ، هذه المفاوضات ستكون صعبة وهي لحظات قاسية لكن علينا انتظار النتائج “.

إن الأمريكيين والروس اتفقوا على أن الهدف من مفاوضات جنيف اثنين هو تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وان الطرف الوحيد الذي رفض ذلك هو النظام.

وأكدت شيرمان أعتقد أننا اتفقنا مع المسؤولين الروس على تطبيق بنود جنيف واحد، وأن هذا هو الهدف من مفاوضات جنيف اثنين الحالية، بما فيها تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات يشارك فيها الطرفان.

وقالت شيرمان أنه منذ أسابيع قليلة في مونترو هنا في سويسرا، اتفقت 40 دولة ومنظمة على هذه المحادثات هدفها هو نقل السلطة فمن فيهم الوزير لافروف.

وأوضحت أن وزير الخارجية الروسي لافروف أكد بنفسه على أهمية تشكل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، لكن الطرف الوحيد الذي رفض ذلك هو النظام السوري.

انتهاء “جنيف 2” بلا تحديد موعد جديد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، السبت، انتهاء الجولة الثانية من المباحثات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين في جنيف “دون تحديد موعد جديد” لاستئنافها.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي في ختام الجولة الثانية من المحادثات إن الطرفين “اتفقنا على جدول أعمال لإنهاء الأزمة” في البلاد، لكنهما “لم يتفقا على آلية تنفيذه”.

وأشار إلى أن الوفد الحكومي يعتبر أن المسألة الأهم في المباحثات هي “الإرهاب”، بينما تعتتبر المعارضة أن المسألة الأساسية هي “هيئة الحكم الانتقالي”.

وقدم الإبراهيمي اعتذراه “للشعب السوري عن عدم تحقيق شيء في المفاوضات”، معربا عن أمله في “أن يفكر الطرفان بطريقة أفضل ويعودان إلى هنا جاهزين لتنفيذ بيان جنيف”.

ووصف الجلسة الأخيرة في جولة المحادثات الثانية، التي انطلقت في العاشر من فبراير الجاري، بأنها كانت “شاقة”، وقال إنها كانت “مثل كل الاجتماعات التي عقدت”.

وانطلقت أولى جلسات مؤتمر جنيف 2 بين وفدي المعارضة والحكومة السوريين في الثاني والعشرين من يناير الماضي، إلا أن الجولة الأولى “لم تحرز أي تقدم” من شانه وقف الحرب التي تشهدها سوريا منذ ثلاث سنوات.

بدوره، صرح الناطق باسم وفد المعارضة السورية في جنيف لؤي صافي، السبت، أن جولة ثالثة من المفاوضات مع الحكومة السورية بدون حديث عن انتقال سياسي ستكون “مضيعة للوقت”.

وقال صافي غن “النظام ليس جديا، ولم نأتِ لمناقشة بيان جنيف، بل لتطبيقه”.

الإفراج عن محتجزين نزحوا من حمص القديمة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال محافظ حمص طلال البرازي، إنه تمت تسوية أوضاع 32 مدنيا تتراوح أعمارهم بين 15 و55 عاما، احتجزتهم السلطات السورية خلال خروجهم من حمص القديمة قبل أيام. وأضاف أنه سيتم إطلاق سراحهم السبت.

وأوضح البرازي لوكالة “فرانس برس” أنه “تمت تسوية أوضاع 32 شبابا حمص القديمة بعد موافقة الجهات المختصة”، حيث تم توقيفهم لدراسة أوضاعهم عقب خروجهم من حمص القديمة بموجب الهدنة الإنسانية التي تشرف عليها الأمم المتحدة.

واشار المحافظ إلى أن الأشخاص الذين تمت تسوية أوضاعهم “سيخرجون بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري للأماكن التي يرغبون فيها”.

وبذلك يصل عدد الاشخاص الذين تمت تسوية أوضاعهم وتتراوح أعمارهم بين 15 و55 عاما إلى أكثر من 200 شخص من بين 39 آخرين تم توقيفهم.

تم إجلاء 1417 شخصا كانوا محاصرين منذ حوالى 20 شهرا، ويعانون الجوع ونقص الحاجات الأساسية.

ويمكث قسم من الموقوفين في مدرسة الأندلس الواقعة في حي الدبلان بمدينة حمص، وهو حي تسيطر عليه القوات الحكومية، والقسم الآخر اقتيد إلى مركز للمخابرات العسكرية في المنطقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ومنذ السابع من فبراير الجاري، تم إجلاء 1417 شخصا من حمص القديمة بموجب اتفاق بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بإشراف الامم المتحدة.

وكان هؤلاء محاصرون من القوات الحكومية في أحياء حمص منذ حوالى عشرين شهرا، ويعانون من الجوع ونقص كبير في الأدوية والحاجات الأساسية.

هجوم مرتقب

ويأتي هذا التطور بعد يوم من فرار أكثر من 2700 شخص من سكان منطقة القلمون الجبلية شمال دمشق إلى بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، بسبب الغارات الجوية والمعارك على بلدة يبرود ومحيطها.

ومنذ ثلاثة أيام، يهاجم الجيش السوري مواقع لمقاتلي المعارضة داخل مدينة يبرود بالقلمون وفي محيطها، مما أثار قلق مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الجمعة.

وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة روبير كولفيل: “نشعر بقلق عميق إزاء إمكانية أن يكون الهجوم على يبرود على شاكلة الهجمات السابقة على المدن والبلدات في أنحاء سوريا” والتي أدت إلى “خسائر مدنية ثقيلة”.

وأشار كولفيل إلى تقارير تتحدث عن زيادة في الغارات الجوية والقصف المدفعي للمدينة، وعن استعدادات عسكرية لشن هجوم كبير.

جنيف.. “فندق المعارضة” يجذب الأنظار

أشرف سعد – جنيف – سكاي نيوز عربية

بات فندق إنتركونتينتال، غير البعيد عن مبنى الأمم المتحدة في جنيف، بؤرة اهتمام واسعة النطاق في المدينة بالتزامن مع الجولة الثانية من محادثات جنيف 2 بشأن سوريا.

فهذا الفندق الذي شهد العديد من محادثات السياسة الدولية على مدى السنوات الماضية اختاره وفد الائتلاف المعارض مقرا لإقامته خلال الجولة الثانية فلم يعد غريبا أن تجد على مدخله كاميرات كثيرة تنتظر لالتقاط صورة للوفد خلال مغادرته أو عودته، أو أن تجد الصحفيين في بهو الفندق، يحاولون الحصول على أحاديث أو تصريحات صحفية من مسؤولي الوفد.

كانت آخر المحادثات الدولية التي شهدها الفندق المحادثات بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف بشأن قضية الكيماوي السوري التي نجحت في نزع فتيل الحرب في سبتمبر الماضي.

ولم يكن هذا الفندق هو نفسه الذي أقام فيه وفد المعارضة خلال الجولة الأولى، لكن اختياره هذه الجولة جاء بعد أنباء عن مساهمة أحد المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد في الفندق الذي اختاره الوفد في الجولة الأولى، ما وصفته وسائل إعلام بأنه ببساطة يعني أن كل اتصالاتهم كانت مراقبة.

ثم اختارت وندي شيرمان، مساعدة وزير الخارجية الأميركي، الفندق نفسه لإقامتها عندما جاءت على عجل للاجتماع مع المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي، ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف.

وتبدو ردهة الفندق الفاخرة التي صممت لتعطي إحساسا بالرومانسية والهدوء ، مزدحمة للغاية بين الصحفيين وبين أعضاء وفد الائتلاف والفريق الإعلامي المصاحب لهم.

وقد أبدى المسؤولون في الفندق الاستياء من توافد الصحفيين بتلك الكثرة، وقال مدير الفندق لسكاي نيوز عربية: “لسنا هنا في استديو تصوير وبث على الهواء، نحن في فندق خمس نجوم وينبغي عليكم كصحفيين احترام خصوصية النزلاء”.

ويحاول الفريق الإعلامي المصاحب للوفد المعارض البحث عن بدائل أخرى لمساعدة الصحفيين دون مضايقة نزلاء الفندق، ودون أن تخفت الهالة الإعلامية المحيطة بمسؤولي المعارضة.

وعلى أي حال فقد صار اللقب الذي يطلقه الجميع على هذا الفندق ليس “إنتركونتينتال”، ولكن صار اسمه “فندق المعارضة”، وربما كان أحد الآثار الكثيرة التي خلفتها محادثات جنيف 2 على المدينة السويسرية الهادئة.

ناشطون سوريون يتهمون النظام بتفجير السيارات المفخخة لمعاقبة المدنيين

روما (14 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد ناشطون تفجير قوات النظام السوري لسيارتين مفخختين في بلدتي اليادودة وتل شهاب في ريف درعا الغربي اللتان لا تخضعان لسيطرته، مما أسفر عن سقوط نحو خمسين قتيلاً ومائتي جريح بينهم أطفال، وأشار الناشطون أن طيران النظام ومدفعيته استهدفت المشافي التي فرّ إليها الجرحى في البلدة وخارجها لإيقاع أكبر عدد من الضحايا

وقال الناشط الإعلامي من درعا عصام أبو رجا، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء الجمعة، إن “النظام السوري فجّر اليوم عبر متعاونين معه سيارة مفخخة قرب مسجد عمّار بن ياسر في بلدة اليادودة بريف درعا تزامن مع خروج المصلين، وسقط نتيجة الانفجار ما يزيد عن خمسين قتيلاً ومائتي جريح، بينهم الكثير من الأطفال وكبار السن، وهناك صعوبة بالتعرف على هوياتهم بسبب تحوّل الضحايا الى أشلاء” وفق قوله

وأضاف أبو رجا أنه “تمّ نقل الجرحى إلى مشافي ميدانية وبلدات مجاورة بسبب كثرة أعدادهم، واستهدفت قوات النظام مشفى تل شهاب الميداني بعد أن تم إسعاف الجرحى إليه وسقط جرحى هناك، كما تم استهداف مشافي ميدانية مجاورة للبلدة، وقام طيران النظام باستهداف البلدة أثناء إسعاف الجرحى، وقصفت مدفعية النظام مسعفي الجرحى بشكل كبير خلال عملية الإنقاذ، فيما استطاع عدد من جرحى المجزرة الوصول إلى مدينة الرمثا الأردنية للعلاج”، وتابع “بدأت قوات النظام بالتقدم نحو البلدة من بعض المحاور في محاولة لاقتحامها، وتدور اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة وقوات النظام حول البلدة” حسب تأكيده

من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد ضحايا السيارة المفخخة في بلدة اليادودة ارتفع إلى 18 بينهم طفل، وأن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالة خطيرة، فيما وثّق نشطاء في البلدة أسماء أول 25 قتيلاً من ضحايا السيارة المفخخة مؤكدين الاستمرار بتحديث القائمة

وقالت مصادر من المعارضة السورية إن النظام السوري عاد لأسلوب تفجير السيارات المفخخة في المناطق التي لا يسيطر عليها ليوقع أكبر عدد من الضحايا المدنيين وليعاقب سكان هذه المناطق لاحتضانهم كتائب المعارضة، وأشارت إلى أن النظام سبق وأن استخدم أسلوب السيارات المفخخة في العديد من المناطق السورية لقتل مئات المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته، مذكّرين بما حدث من قبل في رنكوس ووادي بردى بريف دمشق وفي حلب وريف دمشق الشرقي وغيرها

الأمم المتحدة تحذر من أزمة إنسانية جديدة في سوريا مع فرار الآلاف من بلدة يبرود الحدودية

حذرت الامم المتحدة من أزمة انسانية جديدة في سوريا مع فرار الآلاف من هجوم مكثف للقوات الحكومية على بلدة تسيطر عليها المعارضة المسلحة شمال غربي العاصمة دمشق.

ويقول مراسلون إن القصف المكثف على بلدة يبرود والتحصينات العسكرية على مشارفها يشير إلى هجوم أرضي وشيك.

وقالت الامم المتحدة إن عشرات الآلاف في البلدة ذات الكثافة السكانية العالية قد يحاصرون جراء القتال.

وتقع يبرود قرب الحدود مع لبنان، وهي على خط إمدادات رئيس، مما يجعلها ذات اهمية ستراتيجية للجانبين.

ويتفق العمل العسكري في يبرود مع هدف الحكومة تأمين ممر يربط دمشق بمعقل الرئيس بشار الاسد على ساحل البحر المتوسط.

وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة “تلقينا تقارير من داخل سوريا أن هناك العديد من الهجمات الجوية والقصف مع حشد عسكري حول البلدة مما يشير الى أن هجوما بريا قد يكون وشيكا.”

وأضاف أن بعض التقديرات تشير الى أن ما بين 40 و50 الف شخص مازالوا داخل البلدة وإن آلافا آخرين فروا على مدى الايام القليلة الماضية.

وقال كولفيل في تصريحات صحفية في جنيف إن الكهرباء انقطعت يوم الاربعاء وإن المستشفيات الميدانية بحاجة الى إمدادات طبية حيث يحتاج العشرات لعلاج عاجل.

وأضاف إن عدم السماح للمدنيين بالمغادرة يصل الى حد “الانتهاكات الخطيرة” للقانون الانساني الدولي من قبل دمشق.

وقالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن ما بين 500 و600 من الأسر النازحة وصلت الى عرسال في لبنان وإن المفوضية تتوقع تدفق اعداد كبيرة عبر الحدود.

وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني إن الجيش السوري تقدم في منطقة يبرود وسيطر على الطريق الرئيسة بالبلدة ومعبر حدودي قريب وأشار الى أنه كان يستخدم في التهريب.

وجاء القصف في الوقت الذي اقتربت فيه جولة ثانية من محادثات السلام في جنيف من نهايتها دون مؤشر على إحراز تقدم فيما تتشبث الحكومة والمعارضة بمواقفهما.

وازدادت الصورة قتامة بعد أن قالت مصادر تشارك في خطة دولية للتخلص من الاسلحة الكيمياوية السورية ان دمشق لم تسلم حتى الآن سوى 11 في المئة منها وإنها لن تتمكن على الأرجح من الالتزام بمهلة تنقضي في منتصف العام لتدمير مخزونها من هذه الأسلحة بالكامل.

ووافق الاسد على التخلي عن أسلحته الكيمياوية مما جنب سوريا هجوما صاروخيا هددت الولايات المتحدة بأن تقوده بعد هجوم بالغاز السام في 21 اغسطس آب خارج دمشق أودى بحياة المئات.

وحققت المفاوضات انجازا وحيدا ملموسا حتى الآن تمثل في وقف مؤقت لإطلاق النار في حمص حتى يتسنى إدخال المساعدات الانسانية ويتمكن السكان من مغادرة المدينة.

BBC © 2014

الإبراهيمي يعتذر للشعب السوري عن عدم إحراز تقدم في مفاوضات جنيف

توجّه المبعوث الدولي، الأخضر الإبراهيمي، باعتذار للشعب السوري بعدما انتهت محادثات السلام في جنيف دون إحراز تقدم.

جاء هذا بعدما عقد الإبراهيمي مناقشات مع وفدي الحكومة والمعارضة في اليوم الأخير من الجولة الثانية من المحادثات التي اتسمت بالجمود.

وأقر الإبراهيمي بأن المحادثات “لم تسفر عن الكثير”.

وأوضح الإبراهيمي أن العقبة الرئيسة كان موقف الحكومة السورية، التي رفض ممثلوها مجددا الحديث عن تشكيل هيئة حكم انتقالية.

وصرح بأن الجانبين بحاجة إلى “العودة إلى قواعدهما” لإجراء مشاورات والتفكير بشأن ما إذا كانوا يرغبون في مواصلة عملية التفاوض.

وقال الإبراهيمي إنه لم يتم تحديد موعد لعقد جولة أخرى من المفاوضات، لكنه أعرب عن أمله في أن يتم استئناف محادثات السلام في وقت ما من المستقبل.

واستغرق اجتماع المبعوث الدولي مع الجانبين 27 دقيقة فقط، قبل أن يخرج الإبراهيمي من غرفة الاجتماع وقد بدا منهكا، بحسب إيموجن فولكس، مراسل بي بي سي في جنيف.

“حل الموقف”

وفي وقت سابق، وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود حيث تبادل وفدا التفاوض الاتهامات. واعتبر المسؤولون السوريون أن مطالب المعارضة “غير واقعية”.

وقبل محادثات اليوم، قال الإبراهيمي إن المسؤولين الروس والأمريكيين أكدوا له أنهم سيحاولون “حل الموقف”.

وكان الاتفاق الوحيد الذي تمخضت عنه أحدث جولة من المفاوضات هو السماح للمدنيين بمغادرة مدينة حمص المحاصرة، وبدخول المساعدات إليها.

باستثناء هذا، فشلت المحادثات، التي بدأت منذ ستة أيام، في تضييق الهوة بين حكومة الرئيس بشار الأسد والمعارضة.

وتصر الحكومة على ضرورة محاربة من تصفهم بـ”الإرهابيين”، بينما تشدد المعارضة على ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالية لإدارة البلاد إلى حين إجراء انتخابات.

ويقول مسؤولون سوريون إن مسألة استبعاد الرئيس الأسد غير مطروحة.

وقتل نحو خمسة آلاف شخص منذ الجولة الأولى من المفاوضات التي بدأت في جنيف يوم 22 يناير/ كانون الثاني، بحسب مراقبين.

وخلف النزاع في سوريا ما يزيد على مئة ألف قتيل منذ مارس/ آذار 2011.

كما أجبر النزاع نحو 9.5 مليون شخص على النزوح من مساكنهم.

BBC © 2014

الأزمة السورية: المعارضة لا ترى “جدوى” من التفاوض مع وفد الحكومة الحالي

مفاضاوت جنيف فشلت حتى الآن في تحقيق تقدم يبشر باحتمال وقف الحرب وانهاء معاناة السوريين.

قالت المعارضة السورية إنه لا جدوى من المفاوضات مع وفد الحكومة السورية الحالي الموجود في جنيف.

غير أن وفدي المعارضة والحكومة عبرا عن استعداد من حيث مبدئي لعقد جولة مفاوضات ثالثة.

وقال لؤي الصافي، المتحدث باسم وفد المعارضة السورية المشارك في مؤتمر جنيف الثاني، إنه “ليس هناك من جدوى من مواصلة المفاوضات مع الوفد الحكومي الحالي”.

وخاض الوفدان جولتي مفاوضات بوساطة الأخضر الابراهيمي مبعوث الأمم المتحدة . غير أنهما لم تسفرا عن تقدم ملموس يمكن أن يؤدي إلى وقف الصراع المستمر في سوريا منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.

وقال الصافي، في مؤتمر صحفي، إن الوفد الحكومي “لم يظهر أي تعاون واثبت عدم قدرته على الاستماع إلى الاقتراحات التي قدمتها المعارضة خاصة موضوع تشكيل حكومة انتقالية”.

لكن الصافي قال إن المعارضة لن تضع شروطا لعقد جولة ثالثة من المفاوضات.

وكان ممثلو الحكومة السورية والمعارضة قد التقوا وجها لوجه ثانية في جنيف الاربعاء.

“مستعدون للاستمرار”

وقالت مصادر مقربة من الوفد السوري لبي بي سي إنها تتوقع إجراء جولة مفاوضات ثالثة في النصف الثاني من شهر مارس/آذار المقبل، وإن الحكومة السورية ستشارك “إذا وجهت الدعوة إليها”.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم “مستعدون للاستمرار في هذه الجولة لتطبيق جنيف 1 ومواصلة الحوار حول إنهاء العنف ومكافحة الإرهاب. وسنحضر الجولة المقبلة عندما يتم الاتفاق على موعدها”.

وكان نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض بدر جاموس قد قال إن أجواء المحادثات غير ايجابية وإنه لا يتوقع جولة ثالثة.

من جانبه، عبر المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي عن اسفه لاخفاق المفاوضات في تحقيق تقدم.

وكان الإبراهيمي قد نقل عن المسؤولين الروس والأمريكيين تعهدهم بالعمل لدفع مفاوضات جنيف.

وتقترح المعارضة تشكيل هيئة حكم انتقالية تتولى الاشراف على تنفيذ وقف لاطلاق النار يشمل كل الاراضي السورية تحت رقابة الامم المتحدة، تمهيدا لإنهاء الحرب.

ويشمل المقترح طرد كل المسلحين الاجانب من سوريا، والسماح بدخول المعونات الانسانية والتوصل الى حل سياسي للحرب.

ولكن ممثلي الحكومة السورية رفضوا مناقشة المقترح، قائلين إن من شأن ذلك الخوض في القضايا السياسية قبل ان يحين الأوان لذلك.

BBC © 2014

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى