أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 16 آب 2014

مجلس الأمن يتبنّى قراراً تحت الفصل السابع ضد الجهاديين في العراق وسورية
نيويورك – أ ف ب
تبنى مجلس الامن الدولي الجمعة بالاجماع قرارا بموجب الفصل السابع يهدف الى اضعاف المقاتلين الاسلاميين المتطرفين في العراق وسورية بإجراءات لقطع مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد المقاتلين الاجانب.

ويشكل القرار اوسع اجراء تتخذه الامم المتحدة في مواجهة الاسلاميين المتطرفين الذين باتوا يسيطرون على اجزاء واسعة في سورية والعراق ويرتكبون اعمالا وحشية.

وينص القرار الذي تقدمت به بريطانيا على ادراج اسماء ستة قياديين اسلاميين متطرفين ـ من الكويت والسعودية ودول اخرى ـ على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم القاعدة مما يؤدي الى تجميد ممتلكاتهم ومنعهم من السفر.

وبين القياديين الستة مسؤولون في تنظيم القاعدة قدموا تمويلا الى جبهة النصرة في سورية وابو محمد العدناني الناطق باسم تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) الذي اصبح اسمه “الدولة الاسلامية”.

وقال السفير البريطاني في الامم المتحدة مارك لايل غرانت ان الدول ال15 الاعضاء في المجلس برهنت على “وحدة متينة” بتبنيها القرار للتصدي لتهديد “الدولة الاسلامية” و”النصرة”.

وأضاف “رأينا هول اعمالهم الوحشية، محاولاتهم لمحو مجموعات باكملها على اساس ديانتها او معتقداتها، والقتل العشوائي والاعدامات غير المشروعة والهمجية، واستهداف المدنيين عمدا ومستوى العنف الجنسي المثير للاشمئزاز وخصوصا ضد النساء والاطفال”.

وصوّت كل اعضاء المجلس على القرار بما في ذلك روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الاسد بناء على مخاوف من ان يؤدي سقوطه الى استيلاء الاسلاميين على الحكم في دمشق.

ويطالب القرار تنظيمي “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة” بان “يضعا حدا لكل اعمال العنف والارهاب وان يلقيا سلاحهما ويحلا نفسيهما فورا”.

كما يطلب القرار من كل الدول الاعضاء “اتخاذ اجراءات على الصعيد الوطني لتقييد تدفق مقاتلين ارهابيين اجانب” يلتحقون بصفوف “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة”.

ويدين المجلس في قراره “اي تعامل تجاري مباشر او غير مباشر” مع هذين التنظيمين او الجماعات المرتبطة بهما، مؤكدا ان “هذا النوع من التعاملات يمكن اعتباره دعما ماليا” للارهاب ويخضع بالتالي لعقوبات دولية.

وبعد التصويت على القرار، اشادت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سامنثا باور بـ”الموقف الصلب والموحد” لمجلس الامن و”بإرادته لاتخاذ اجراءات جدية” في مواجهة ما وصفته بـ”الجبهة الجديدة للتهديد الارهابي”.

وأضافت ان “القصص عن دموية الدولة الاسلامية اشبه بكوابيس”. وتحدثت باور عن 12 الف مقاتل اجنبي يشاركون في القتال في سورية.

ووضع القرار، الذي يصف الجهاديين بالتهديد للسلام والأمن الدوليين، تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة مما يفسح المجال لتعزيز الاجراءات بالقوة العسكرية أو بعقوبات اقتصادية.

لكن نائب سفير روسيا بيتر ايليشيف اكد ان القرار “لا يمكن اعتباره موافقة على عمل عسكري”.

ويتهم مجلس الامن الدولي في القرار الجهاديين بسلسلة من الفظائع ويحذر من انها تشكل جرائم ضد الانسانية.

وكان مجلس الامن الدولي اصدر في الماضي بيانات تدين هجوم “الدولة الاسلامية” لكن القرار يشكل الخطوة الاولى على طريق رد اوسع بعد شهرين من استيلاء مقاتلي التنظيم على الموصل كبرى مدن شمال العراق.

واقر السفير البريطاني بأن هذا القرار لا يغير فورا الوضع على الارض في العراق وسورية، ولكنه سيشكل “اطارا دوليا” لجهود مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية”.

من جهته، رحب سفير سورية لدى الامم المتحدة بشار الجعفري بتبني القرار، مؤكدا ان “سورية تعتبر شريكا اساسيا في الحرب ضد الارهاب”. ولكن ليال غرانت رد عليه بالقول ان “(الرئيس السوري بشار) الاسد يتحمل بجانب كبير مسؤولية الارهاب، وبالطبع لا يمثل الحل”.

بدوره قال سفير العراق محمد علي الحكيم “يجب ان تهزم هذه المجموعة”، في اشارة الى تنظيم “الدولة الاسلامية”. وطلب الحكيم من الولايات المتحدة “مواصلة وتكثيف” غاراتها الجوية ضد مقاتلي التنظيم.

وعبرت الامم المتحدة عن دعمها لرئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي وسعيه لتشكيل حكومة واسعة يأمل المسؤولون ان تكون قادرة على مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية”.

انخفاض أعداد النازحين الإيزيديّين إلى جبل سنجار “الدولة الإسلامية” تسعى إلى جبهة جديدة مع الأكراد
يستمر نقل المساعدات الانسانية الى اقليم كردستان في شمال العراق، والذي لجأ اليه آلاف النازحين اثر تقدم مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف في مناطق متفرقة من شمال البلاد، فيما تواصل قوات اميركية شن غارات جوية، وسط انخفاض عدد الايزيديين العالقين في جبل سنجار.

قالت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان عشرات الآلاف من المدنيين بينهم عدد كبير من افراد الاقلية الايزيدية يطوقهم في جبال سنجار مقاتلو “الدولة الاسلامية” التي تسيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا.
لكن الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية الكولونيل بحري جون كيربي قال في بيان ان “هناك عددا اقل بكثير من الايزيديين في جبل سنجار مما كان يخشى سابقا”، مؤكدا ان هؤلاء يعيشون “في ظروف افضل مما كان يتوقع”. واوضح ان اعداد الايزيديين في جبل سنجار تضاءلت لان الآلاف منهم نجحوا خلال الايام الاخيرة في مغادرة الجبل تحت جنح الظلام. وأبرز اهمية المساعدات الانسانية والغارات الجوية اليومية التي تشنها القوات الاميركية على مواقع مسلحي “الدولة الاسلامية”، منذ 8 آب الجاري.
وأضاف ان النازحين الذين لا يزالون مختبئين في الجبل “يواصلون الحصول على الغذاء والماء” اللذين تلقيهما بالمظلات طائرات اميركية. ونقلت مساعدات انسانية اميركية وبريطانية خلال الايام الاخيرة الى جبل سنجار، كما ارسلت فرنسا واوستراليا مساعدات مماثلة.
ولجأ آلاف من النازحين الايزيديين الى دهوك، احدى مدن اقليم كردستان الرئيسية، فرارا من قراهم في سنجار بعدما واجهوا مواقف مروعة وقتل ابناؤهم وخطفت نساؤهم.
ونقلت بريطانيا ليل الاربعاء – الخميس مساعدات انسانية الى المدنيين في شمال العراق منها 48 الف ليتر من الماء والف مصباح يعمل بالطاقة الشمسية ويمكنه شحن الهاتف النقال والف واق من حرارة الشمس، مع ارتفاع الحرارة الى اكثر من 50 درجة مئوية.
ونشرت الصحف البريطانية ان قوات بريطانية خاصة نشرت في شمال العراق لتقويم وضع اللاجئين في ضوء عملية اميركية محتملة لاجلائهم.
والى المساعدات الانسانية، قررت دول غربية تقديم أسلحة الى القوات الكردية لمساعدتها في وقف تقدم مسلحي “الدولة الاسلامية”.
وأعلنت الحكومة الهولندية في بيان انها ستدرس المساهمة في تسليح القوات الكردية والعراقية التي تقاتل متشددي “الدولة الاسلامية” في العراق اذا لم يتحسن الوضع. وقالت: “زادت الولايات المتحدة دعمها العسكري للجيشين العراقي والكردي. وتتفهم الحكومة وتؤيد الاعتبارات التي لدى شركائها في تسليح الجيش الكردي الاقليمي بمساعدة الحكومة العراقية”.
وأفادت وكالة الانباء الالمانية ان المانيا سترسل اليوم اربع طائرات “ترانسال” محملة بالمساعدات الانسانية لدعم المقاتلين الاكراد الذين يواجهون مسلحي “الدولة الاسلامية”. واضافت ان اربع طائرات “ترانسال” تابعة للجيش الالماني ستنطلق اليوم وعلى متنها 36 طنا من الاغذية والمعدات الطبية في اتجاه اربيل عاصمة كردستان العراق.
وستسلم المواد لاحقا الى وكالات اممية لتتولى توزيعها.
واعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الغارات الاميركية على “الدولة الاسلامية” في العراق “مهمة جدا”، لكنها قالت ان بلادها لا تعتزم ان تقدم سوى “مساعدة مادية” للمقاتلين الاكراد.
كما دعا الاتحاد الاوروبي الى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية اليوم لاقامة جسر جوي لنقل المساعدات الانسانية الى العراق وتزويد المقاتلين الاكراد الاسلحة.

محافظ الانبار
الى ذلك، كشف محافظ الأنبار العراقية أحمد خلف الدليمي إنه طلب مساعدة الولايات المتحدة وضمن الحصول عليها للتصدي لـ”الدولة الإسلامية” لأن معارضي التنظيم قد لا يقدرون على حرب طويلة.
وقال إن مطالبه التي نقلها خلال عدد من الاجتماعات مع ديبلوماسيين أميركيين ومع ضابط كبير تضمنت دعما جويا ضد المتشددين الذين يسيطرون على جزء كبير من الانبار وشمال البلاد، وإن الأمبركيين وعدوا بمساعدته. وأضاف: “هدفنا الرئيسي هو الاسناد الجوي. التكنولوجيا التي يمتلكونها ستوفر لنا معلومات استخبارية ومراقبة للصحراء وأمورا أخرى نحن بحاجة إليها”. ولفت الى ان “الموقف في سد حديثة تسيطر عليه القوات المسلحة وأبناء العشائر، لكن المشكلة في طول النفس والضغط”.

حشود لـ”الدولة الاسلامية”
وفي محاولة على ما يبدو لتوسيع جبهة القتال مع قوات البشمركة الكردية، قالت مصادر أمنية ومسؤول محلي إن مقاتلي “الدولة الإسلامية” يحتشدون قرب بلدة قرة تبة العراقية على مسافة 122 كيلومترا شمال بغداد.
ويشير التحرك حول قرة تبة إلى أن مقاتلي “الدولة الإسلامية” اكتسبوا مزيدا من الثقة وانهم يسعون الى السيطرة على مزيد من الأراضي القريبة من العاصمة بعدما أعيق تقدمهم في تلك المنطقة.
وقال أحد المصادر الأمنية: “تحشد الدولة الإسلامية مقاتليها بالقرب من قرة تبة ويبدو أنهم سيوسعون جبهة قتالهم مع المقاتلين الأكراد”.
وتستخدم “الدولة الإسلامية” أنفاقا حفرها نظام صدام حسين في التسعينات من القرن الماضي لنقل المقاتلين والأسلحة والمؤن سرا من معاقل التنظيم في غرب العراق إلى بلدات جنوب بغداد.

“مجلس الأمن” يتبنى قراراً ضد “داعش”
وعملية اميركية عراقية لاستعادة سد الموصل
تبنى مجلس الأمن الدولي ، أمس، بالإجماع وبموجب الفصل السابع، القرار 2170 القاضي بقطع مصادر التمويل عن مقاتلي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، ومنعهم من تجنيد المقاتلين الأجانب، في وقت بدأت فيه عملية عسكرية أميركية- عراقية مشتركة لاستعادة سد الموصل.
ويشكل القرار أوسع إجراء تتّخذه الأمم المتحدة في مواجهة مقاتلي “داعش” الذين باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة في سوريا والعراق ويرتكبون أعمالاً وحشية.
وينصّ القرار الذي تقدّمت به بريطانيا على إدراج أسماء ستة قياديين إسلاميين متطرفين، من الكويت والسعودية ودول أخرى، على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم “القاعدة” مما يؤدي إلى تجميد ممتلكاتهم ومنعهم من السفر.
وبين القياديين الستة مسؤولون في تنظيم “القاعدة” قدموا تمويلاً لـ “جبهة النصرة” في سوريا والمتحدث باسم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) أبو محمد العدناني.
وقال السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك لايل غرانت أن الدول الـ15 الأعضاء في المجلس برهنت على “وحدة متينة” بتبنيها القرار للتصدي لتهديد “الدولة الإسلامية” و”النصرة”.
وأضاف “رأينا هول أعمالهم الوحشية، محاولاتهم لمحو مجموعات بأكملها على أساس ديانتها أو معتقداتها، والقتل العشوائي والإعدامات غير المشروعة والهمجية، واستهداف المدنيين عمداً ومستوى العنف الجنسي المثير للاشمئزاز وخصوصاً ضد النساء والأطفال”.
ويطالب القرار تنظيمي “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” بأن “يضعا حداً لكل أعمال العنف والإرهاب وأن يلقيا سلاحهما ويحلا نفسيهما فوراً”.
كما يطلب من كل الدول الأعضاء “اتخاذ إجراءات على الصعيد الوطني لتقييد تدفق مقاتلين إرهابيين أجانب” يلتحقون بصفوف “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”.
ويدين المجلس في قراره “أي تعامل تجاري مباشر أو غير مباشر” مع هذين التنظيمين أو الجماعات المرتبطة بهما، مؤكداً أن “هذا النوع من التعاملات يمكن اعتباره دعماً مالياً” للإرهاب ويخضع بالتالي لعقوبات دولية.
وبعد التصويت على القرار، أشادت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور بـ”الموقف الصلب والموحد” لمجلس الأمن و”بإرادته لاتخاذ إجراءات جدية” في مواجهة ما وصفته بـ”الجبهة الجديدة للتهديد الإرهابي”.
وأضافت أن “القصص عن دموية الدولة الإسلامية أشبه بكوابيس”. وتحدثت باور عن 12 ألف مقاتل أجنبي يشاركون في القتال في سوريا.
ويقع القرار ضمن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ما يسمح باللجوء إلى العقوبات وحتى القوة من أجل تطبيقه ولكن لا يسمح حتى الآن بشن عملية عسكرية.
لكن نائب السفير الروسي بيتر ايليشيف أكد أن القرار “لا يمكن اعتباره موافقة على عمل عسكري”.
وأقرّ السفير البريطاني بأن هذا القرار لا يغير فوراً الوضع على الأرض في العراق وسوريا، ولكنه سيشكل “إطاراً دولياً” لجهود مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
من جهته، رحب سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بتبني القرار، مؤكداً أن “سوريا تعتبر شريكاً أساسياً في الحرب ضد الإرهاب”. ولكن ليال غرانت رد عليه بالقول إن “(الرئيس السوري بشار) الأسد يتحمل بجانب كبير مسؤولية الإرهاب، وبالطبع لا يمثل الحل”.
بدوره، قال سفير العراق محمد علي الحكيم: “يجب أن تهزم هذه المجموع”. وطلب من الولايات المتحدة “مواصلة وتكثيف” غاراتها الجوية ضد مقاتلي التنظيم.
وفي بروكسل، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم الطارئ على تزويد المقاتلين الأكراد في شمال العراق بالسلاح لمواجهة مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”، كما أرادت فرنسا.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير “توصّلنا إلى موقف مشترك يفيد في مضمونه أن الاتحاد الأوروبي يرحب بتلبية بعض الدول طلب قوات الأمن الكردية”.
كذلك، أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أن بلاده سترسل عتاداً عسكرياً إلى المقاتلين الأكراد.
عسكرياً، انطلقت، فجر اليوم، عملية عسكرية أميركية- كردية مشتركة لمحاولة استعادة سد الموصل، حيث قصفت مقاتلات أميركية مواقع تنظيم “داعش” قرب السد.
وتتضمن العملية توفير الطائرات الأميركية غطاء جوياً لقوات البشمركة الكردية التي ستتقدّم أرضاً لمحاولة استعادة السد بعد أيام من سيطرة “داعش” عليه.
ميدانياً، أقدم تنظيم “داعش” على ذبح 81 ايزيدياً وخطف 180 امرأة في قرية كوجو في قضاء سنجار.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لوكالة “رويترز” إن المسلحين وصلوا في مركبات وبدأوا بقتلهم.
وفي تفاصيل الجريمة، التي رواها أحد سكان قرية قريبة نقلاً عن مقاتل من “الدولة الإسلامية” من المنطقة ذاتها، أن “الدولة الإسلامية” أمضت 5 أيام تحاول إقناع القرويين باعتناق الإسلام وأن محاضرة طويلة ألقيت بشأن هذا الموضوع أمس الجمعة، وبعد ذلك تمّ جمع الرجال وقتلوا بالرصاص، مرجّحاً أنه تمّ نقل النساء والفتيات إلى تلعفر “لأنه يوجد مقاتلون أجانب هناك”.
وتستمر عمليات إجلاء أبناء الأقلية الايزيدية إلى مناطق آمنة بعيدة عن سيطرة “داعش”.
( “السومرية نيوز”، ا ف ب، رويترز)
من هم الإسلاميون الستة الذين فرض مجلس الأمن العقوبات عليهم؟
أضاف مجلس الأمن الدولي، أسماء ستة إسلاميين متطرفين على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم “القاعدة”، بينهم قياديون في تنظيمي “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” من السعودية والكويت.
1- عبد الرحمن محمد ظافر الدبيسي الجهني، مبعوث “القاعدة” إلى سوريا:
هو أحد أكثر المجرمين المطلوبين للعدالة في السعودية. توجّه إلى سوريا في العام 2013 لتقديم الدعم الرسمي لتنظيم “القاعدة” للجهاديين في هذا البلد. وبحسب مسؤولين أميركيين هو أحد أفراد المجموعة التي تحاول إجراء مصالحة بين تنظيمي “جبهة النصرة” و”الدولة الإسلامية” المتطرفين. وتتّهمه الأمم المتحدة بأنه “ساهم في تمويل وتحضير أعمال” ارتكبتها “جبهة النصرة” وبأنه عمل على “تجنيد (مقاتلين) لحساب” هذه الجماعة.
2- حجاج بن فهد العجمي، مموّل لـ”جبهة النصرة”:
هو كويتي سبق للولايات المتحدة أن أدرجته على قائمتها السوداء للأشخاص المرتبطين بالإرهاب. يُعتبر مهندس عمليات تمويل “جبهة النصرة” في سوريا ويشتبه في أنه يتنقل دوماً بين الكويت وسوريا لنقل أموال وتجنيد كويتيين لتولي مواقع قيادية في التنظيم.
3- أبو محمد العدناني، المتحدث باسم “الدولة الإسلامية”:
اسمه الحقيقي طه صبحي فلاحة، ولد في العام 1977 في بنش قرب حلب (شمال سوريا). هو الذي أعلن في 30 حزيران باسم “الدولة الإسلامية” قيام “دولة الخلافة” على الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، كما دعا في أشرطة فيديو نشرت عبر الانترنت أنصار “الدولة الإسلامية” إلى الزحف نحو بغداد.
4- سعيد عارف، مسؤول عن تجنيد جهاديين للقتال في سوريا:
ولد في الجزائر ويعتبر أحد ابرز المسؤولين عن تجنيد المقاتلين الأجانب، وبينهم العديد من الفرنسيين، للقتال في سوريا ضد القوات الحكومية. وكان اعتقل في العام 2003 في دمشق التي سلمته لباريس لمحاكمته. حكم عليه في فرنسا في العام 2007 بالسجن بعد إدانته بالارتباط بالإرهاب، لكنه نجح في تشرين الأول من العام 2012 في الفرار من فرنسا حيث كان يخضع في جنوب هذا البلد لإطلاق سراح مشروط. وأدرجته الأمم المتحدة على قائمتها السوداء لصلته بـ”جبهة النصرة”.
5- عبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ، زعيم تنظيم “القاعدة” في سوريا:
هو سعودي ومعروف أكثر باسم سنافي النصر. يشتبه في أنه يقود عمليات تنظيم “القاعدة” في سوريا ولديه علاقات وثيقة بمتطرفين في باكستان. أدرجته الأمم المتحدة على قائمتها السوداء لصلته بـ”جبهة النصرة”.
6- حميد حمد العلي:
أدرجته الأمم المتحدة على قائمتها السوداء لصلاته بتنظيم “القاعدة” والجماعات المرتبطة به. هو متهم بتمويل وتخطيط وتسهيل أو تنفيذ أعمال على علاقة مع أو باسم كل من تنظيمي “جبهة النصرة” و”الدولة الإسلامية”.
( ا ف ب)

الائتلاف السوري يصف عقوبات مجلس الأمن بحق “داعش” و”النصرة” بالخطوة الخجولة
علاء وليد- الأناضول: وصف نصر الحريري الأمين العام للائتلاف السوري المعارض السبت، قرار مجلس الأمن القاضي بفرض عقوبات على تنظيمي “الدولة الإسلامية” و”النصرة” بأنه “خطوة خجولة”.

وفي بيان أصدره الائتلاف، ووصل (الأناضول)ىنسخة منه، قال الحريري إن قرار مجلس الأمن الصادر، أمس الجمعة، وتضمن فرض عقوبات على “التنظيمات الإرهابية”، “خطوة خجولة ضمن مواجهة منهجية للإرهاب المنظّم الذي تتعرّض له منطقة المشرق العربي”.

ورأى الأمين العام أن “الاقتصار على معالجة أعراض المشكلة فقط، دون الالتفات لاستئصال الأورام السياسية الخبيثة مثل نظام بشار الأسد التي أنتجت “داعش” والتنظيمات المتطرفة الأخرى (لم يسمّها)، لن يوقف شبح الإرهاب أو يضع حداً نهائياً لرياحه التي تعصف بالمنطقة”.

واستدرك بالقول إن الإرهاب “لا يعالج بالتقسيط”.

واعتبر الحريري أن إسقاط ميليشيات حزب الله اللبناني الذي وصفها بـ”الإرهاب”، و”أبو فضل العباس″ الشيعية التي تقاتل إلى جانب النظام وكذلك نظام الأسد نفسه من قرار مجلس الأمن، “إجراء تعسّفي غير مقبول، ويضع شعوب المنطقة والعالم بأسره تحت رحمة منظمات إرهابية ذات واجهة سياسية تحمل رخصة دولية”، دون أن يقدم إيضاحات حول كلامه.

وحذّر الأمين العام دول العالم من “القبول بأنصاف الحلول كوسيلة لمعالجة التطرف، فمثل هذه الأمراض السياسية المستعصية لا تعالج بأنصاف القرارات، لكنّها تحتاج لقرار جاد وجذري يستأصل أساس المشكلة التي أنتجت هذه التنظيمات”، حسب تعبيره.

وتبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع، أمس الجمعة، مشروع قرار يستهدف قطع الإمدادات البشرية والمالية عن تنظيمي “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”، وفق مراسل الأناضول في نيويورك.

ونص القرار، الذي اطلعت عليه (الأناضول) على “نزع سلاح وتفكيك” مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا والعراق ومقاتلي “جبهة النصرة” وتنظيمات أخرى على صلة بتنظيم القاعدة.

كما نص أيضا على أن مجلس الامن “يحث الدول الأعضاء كافة على اتخاذ إجراءات تهدف إلى وضع حد لتدفق مقاتلين إرهابيين أجانب ينضمون إلى (الدولة الاسلامية) أو (جبهة النصرة)”.

ويهدد القرار بـ”فرض عقوبات” على أي جهة تساهم في تجنيد مقاتلين أجانب لصالح التنظيمين. كما يحذر من أي تعامل “تجاري” مع هؤلاء “الإسلاميين المتطرفين” الذين سيطروا على حقول نفط وبنى تحتية يمكن أن تكون مجزية، وقال إن مثل هذه التجارة “يمكن اعتبارها دعما ماليا”.

وأوضح النص أن مجلس الأمن يتحرك بناء على البند السابع لميثاق الأمم المتحدة ما يعني أنه يمكن تطبيق هذه الاجراءات باستخدام القوة.

البغدادي يزور غرب الأنبار محصناً بالمقاتلين والانتحاريين
قال سكان محليين في بلدتي راوة والقائم الواقعتين غرب الأنبار إن خليفة داعش أبوبكر البغدادي زار مقاتليه في البلدتين ومعه نحو 50 سيارة محملة بالمقاتلين والانتحاريين يقومون بحمايته الجمعة.

وأضاف السكان أن البغدادي يتواجد الآن في القائم الحدودية مرجحين توجهه مساء اليوم إلى محافظة الرقة في الأراضي السورية.

إلى ذلك، صرحت مصادر عشائرية لـ(العربية) أن كتائب الحمزة العشائرية صدت هجوماً لداعش غرب الرمادي.

وبالعودة إلى غرب الأنبار، وقع تفجير عبوة ناسفة استهدفت رتلاً لداعش في منطقة عكاشات بين بلدتي القائم والرطبة غرب الأنبار. وأدى التفجير إلى مقتل القيادي في داعش “حمد الكربولي”، المكنى “أبو فاروق”.

جنبلاط: النظام السوري لن يبقى و’داعش’ يسعى لتدمير المنطقة
بيروت- الأناضول: قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي والزعيم الدرزي الأبرز في لبنان النائب وليد جنبلاط السبت، إن “النظام السوري الحالي لن يبقى”، وإن تنظيم “الدولة الإسلامية” (معروف إعلاميا باسم داعش) يسعى لتدمير المنطقة كلها، مجددا تمسكه بالنائب هنري حلو كمرشح لرئاسة لبنان “مع الدعوة لاختيار مرشح تسوية”.

واعتبر جنبلاط في حديث لقناة (سكاي نيوز عربية) الإخبارية العربية أن النظام السوري الحالي “لن يبقى”، مشيرا إلى أنه “كان على المجتمع الدولي تسليح المعارضة السورية، وكان يجب إعطاء الجيش السوري الحر سلاحا لإسقاط الطائرات”.

ورأى أنه “من المستحيل أن يبقى الظلم في سوريا”، معتبرا أن أصدقاء الشعب السوري “خذلوه”.

وفي موضوع آخر، قال جنبلاط إن “تنظيم داعش يستهدف تدمير المنطقة بأكملها وليس لبنان فحسب”، محذرا “من خطر وجودي يهدد لبنان والمنطقة العربية”.

وتبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع الجمعة، قرارا يتصدى لداعش وتنظيم “جبهة النصرة” في سوريا؛ من خلال إضعافهم ماليا ومنع تدفق المقاتلين الأجانب إليهم والتهديد بفرض عقوبات على الذين يشاركون في تجنيد مقاتلين للجماعة ومساعدتها.

وحول انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس السابق ميشال سليمان الذي انتهت ولايته في 25 مايو/ آيار الماضي، قال جنبلاط إن النائب هنري حلو “هو المرشح عن الحزب لرئاسة الجمهورية اللبنانية”، لكنه دعا في الوقت عينه لـ”اختيار مرشح تسوية (توافقي)”.

وأكد على ضرورة عدم انتظار “التدخل الخارجي” لحسم اختيار الرئيس.

ويعد حلو ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أبرز المرشحين المعلنين للرئاسة، بينما يعتبر النائب ميشال عون مرشح قوى 8 آذار الموالية للنظام السوري، غير المعلن، والتي تسعى لضمان انتخابه كشرط لتأمين النصاب الدستوري لجلسات الانتخاب.

ويتيح الدستور لمجلس النواب انتخاب أي مسيحي ماروني دون أن يكون أعلن ترشيحه.

وكان النواب اللبنانيون فشلوا، الثلاثاء الماضي، للمرة العاشرة، في انتخاب رئيس جديد للبلاد بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لانعقاد جلسة البرلمان، وتم تحديد الثاني من سبتمبر/ أيلول المقبل، موعدا جديدا لانعقاد الجلسة الحادية عشر.

تنظيم داعش يمنع تدريس الكيمياء والفلسفة في مدارس الرقة
لندن- علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر موثوقة في مدينة الرقة، أن تنظيم داعش دعا عدداً من مديري ومدرسي المرحلتين الابتدائية والإعدادية إلى اجتماع من أجل تحضير منهج إسلامي لتدريسه في مدارس مدينة الرقة وريفها.

فيما أبلغت المصادر المرصد السوري أن تنظيم داعش وعد المدرسين والمديرين بتقديم رواتب مناسبة، وذلك بعد امتناع النظام السوري إرسال رواتب الموظفين، كذلك فقد اشترط تنظيم داعش أن يكون منهاج التدريس “إسلامياً”، وأنه سيتم إضافة مواد بحسب الطلب عليها، كما سيتم مراجعة المنهاج “الإسلامي”، من قبل مختصين في “ديوان التربية” لدى التنظيم، ليتم اعتماده في وقت لاحق، في حين قام عدد من “شرعيي” تنظيم داعش بمنع تدريس مادتي الكيمياء والفلسفة في المناهج التدريسية، بحجة “عدم اعتماد المادتين على الله”.

من ناحية أخرى فقد أبلغت المصادر، المرصد السوري، قيام داعش بإغلاق المعاهد في المحافظة، لعدة أسباب منها، “منع الطلاب من دراسة المنهاج الذي كان يدرَّس بالاعتماد على المناهج في فترة سيطرة النظام على المحافظة وسيطرة الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من بعدها”.

علم تنظيم «داعش» يرفرف أمام البيت الأبيض وولاية نيوجرسي
نيوجرسي – «القدس العربي»: من رائد صالحة : اثار علم لتنظيم « الدولة الاسلامية « كان يرفرف أمام منزل احد سكان مدينة غارود في ولاية نيوجرسي قلق الجيران ولكن احدا منهم لم يتصل بالشرطة الا عندما تم نشر صورة على « تويتر « ، وعلى الفور تم ازالة العلم الذي تستخدمه قوات تنظيم « الدولة الاسلامية « في العراق ومنذ ذلك الحين لا يزال الجيران يتساءلون عن سر رفع العلم من الاصل .
وقال شهود عيان بان العلم كان خارج المنزل امام المارة لمدة 3 أسابيع على الاقل بدون مشاكل حتى تم نشر الصورة على « تويتر « من مجهول قبل عدة أيام ، وفسر مالك المنزل سر العلم بالقول انه يتفهم ربط الناس للعلم بعد مشاهدتهم للقنوات الاخبارية بالجهاد ولكن هذا لم يكن قصده على الاطلاق موضحا بان الكتابات الموضوعة على العلم تقول « لا اله الا الله ، محمد رسول الله « وليس من المفترض ان تكون رمزا للكراهية لان الاسلام يحث على الوحدة والسلام .
واكد الرجل الذي فضل عدم الافصاح عن أسمه بانه لا ينتمى لاى تنظيم وانه ليس معاديا لامريكا وقال بانه يحب بلاده « امريكا « ولكنه مسلم في حين قال ضابط شرطة متقاعد يقطن بالقرب من المنزل بانه يأمل ان تتعامل السلطات مع هذا الحدث وان تحقق في الموضوع .
وقال الرجل بانه متردد في رفع العلم مرة ثانية بعد هذا الجدل ولكنه يحب ان يرفرف العلم مرة اخرى عندما تهدا الامور .
وتتى هذه الحادثة بعد عدة ايام من نشر صورة اخرى على تويتر على شاشة هاتف محمول مع صورة كبيرة لعلم « داعش « امام البيت الابيض ، وقد تم التقاط الصورة غير المؤرخة ليلا من جانب شارع « بنسلفانيا « بجوار البيت الابيض ويمكن بوضوح رؤية الرواق الشمالي المضاءة للبيت الابيض في خلفية الصورة ، وبجانب الصورة كان هنالك « هاشتاغ « يستخدمه انصار « داعش « يقول نحن هنا امريكا بالقرب من الهدف ثم تم اعادة نشر الصورة مع تعليق يقول « نحن في كل مكان «.

قرار لمجلس الامن تحت الفصل السابع ضد «داعش» في سوريا والعراق
لندن ـ «القدس العربي»: صوّت مجلس الأمن الدولي بالاجماع على قرار تحت الفصل السابع ضد تنظيمي «الدولة الإسلامية» المعروف ب»داعش» و»جبهة النصرة» أمس، وقد وافقت روسيا على القرار واعتبر مندوبها في مجلس الأمن أن هذا القرار يدعم الحكومتين في العراق وسوريا، مشددا على تنظيم عمل اللجان المشرفة على تطبيق القرار. وتحدثت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية سامنثا باور عن الانتهاكات الفظيعة التي يقوم بها تنظيم «داعش» كالتعرض للأقلية المسيحية وتهجيرها، واستهداف المستشفيات، وتجنيد المقاتلين الأجانب، وسيوفر هذا القرار الغطاء القانوني لأي عمليات مستقبلية ضد تنظيمي «داعش» و»النصرة» في العراق وسوريا.
ورحب مندوب استراليا غاري كوينلان بالهجمات الأمريكية على «داعش» في العراق وبالأعمال الإنسانية هناك.

حروب الوكالة بين تركيا والسعودية فتحت الباب أمام الظاهرة الجهادية
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: جاء قرار الحكومة البريطانية لتزويد المقاتلين الأكراد «البيشمركة» بالسلاح بعد قرار الولايات المتحدة وفرنسا دعم القوات الكردية لوقف تقديم الجهاديين الذين يمثلهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) لكن هذا الدعم لن يكون كافيا لمنع انهيار العراق أو استعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيم في المناطق السنية خاصة أن القوات الكردية لن تقاتل خارج حدود حكومة إقليم كردستان.
ويرى جوليان بورغر المحرر الدبلوماسي في صحيفة «الغارديان» ان السؤال يظل قائما كيف سنهزم داعش؟ وحذر الكاتب من خطر تعزيز الطموحات الكردية بالاستقلال من خلال الدعم العسكري المباشر.
وعلى ما يبدو فدول الغرب تتعامل مع تسليح الأكراد كحل سريع وطارئ لمواجهة خطر يتفاقم كل يوم دون النظر لما ستتركه هذه السياسات من أثر مباشر على كل من تركيا وإيران اللتين تعيش فيهما أقليات كردية كبيرة.
فما يهم الآن هو منع تقدم داعش والحفاظ على استقرار كردستان كمنطقة آمنة يلجأ إليها مئات الألوف من المهاجرين العراقيين والسوريين. وستركز الدول الثلاث دعمها العسكري على تقديم السلاح الخفيف للأكراد حتى لا تخل بالتوازن العسكري بين بغداد واربيل إذ أن الحكومة المركزية يجب أن تقوم بتزويد البيشمركة بالسلاح.
ويرى بورغر إنه خلافا للحالتين الليبية والسورية فلن تحتاج الحكومة البريطانية لتقديم تبرير قانوني لقرارها ذلك أنها تتعامل مع حكومة معترف بها تدير منطقة معروفة.
وتشعر الولايات المتحدة أنها أصبحت في وضع جيد بداية الإسبوع فقد انتهت الازمة في جبل سنجار، وهناك تحرك باتجاه تشكيل حكومة جديدة في بغداد بعد تنحي المالكي وفتح الباب أمام رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، وتوافق دولي على دعم الغارات الأمريكية في شمال العراق.

قوة ضاربة

وتظل أزمة داعش بدون حل فما بدا وكأنه مجموعة من المقاتلين الذي استفادوا من تراجع معنويات الجيش العراقي المتفكك تحولوا إلى تهديد إستراتيجي على قاعدة واسعة وعبروا عن جماعة عسكرية ذات فعالية أكثر من ما قدمته القاعدة وتتقزم أمامه جهود أتباع أسامة بن لادن بحسب ديفيد غاردنر في صحيفة «فايننشال تايمز».
ويضيف أن داعش يقوم بتعزيز سلطته على ثلث مساحة سوريا التي استخدمها كقاعدة انطلاق لتدفق مقاتليه نحو العراق في حزيران/يونيو والآن يقوم بتجذير قواعدة في ثلث مساحة العراق، ويوجه ضرباته شرقا ضد الأكراد وغربا في لبنان.
وتراجع الجيش العراقي واستسلم في مدن مثل الموصل وتكريت وعدد آخر من البلدات مخلفا وراءه ترسانة من الأسلحة ومعرضا بقية العراق لخطر الجهاديين.
ووجدت الاقليات المسيحية والإيزيدية نفسها وسط هذا الخطر حيث خيرها التنظيم بين اعتناق الإسلام أو الموت. وكان هذا التطور وراء التدخل الأمريكي في شمال العراق.
وإزاء ما جرى تقول الصحيفة إن داعش يقوم بإنشاء «أفغانستان» جديدة في قلب الشرق الأوسط ويفتح معابر باتجاه شرق البحر المتوسط. كيف حدث كل هذا؟ تجيب الصحيفة ان القوة الضاربة لداعش استفادت من فراغ متعدد الاتجاهات وطبع بغياب كامل للدولة للدولة والرؤية الوطنية الجامعة في كل من العراق وسوريا، وضعف تأثير القوى الكبرى على المنطقة.
فقد شهد كل من العراق وسوريا انهيارا كاملا بمؤسسات الدولة قرن بحرب طائفية سنية- شيعية، وهو ما أعاد سكان البلدين إلى الولاءات الطائفية والقبلية ودعم الجماعات المسلحة. ويتغذى تنظيم داعش على حس المظلومية التي تعرض لها السنة بسبب ممارسات الحكومة الطائفية في بغداد وضرواة الحملة القمعية التي مارسها النظام الطائفي في سوريا.
ويشعر السنة في سوريا بحس الهجران لتردد الغرب بدعمهم للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد الذي استطاع تحقيق إنجازات ضد الفصائل المقاتلة بدعم من النظام الإيراني والميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية – حزب الله بالتحديد.
كما وتقوم الجماعات الجهادية في العراق بتقديم نفسها على أنها الحامي للسنة الذين يشعرون بالغضب بسبب ما تعرضوا له من تهميش بعد الغزو الأمريكي عام 2003. فالجهادية السنية ترى نفسها تقف على خط المواجهة ضد الهلال الشيعي الذي يبدأ من طهران ويمر عبر بغداد ودمشق إلى بيروت.
ومن هنا فالدعم الذي حصل عليه الجهاديون من السنة في وقت ينهار البلدان فيه- سوريا والعراق- كان خارج توقعات القاعدة. وساعد على تعزيز قوة داعش والجهاديين بشكل عام هو اعتمادهم على النفس فقد مولوا أنفسهم من ابتزاز الناس والاختطاف وتبرعات المتعاطفين معهم في دول الخليج والآن حقق التنظيم الإكتفاء الذاتي من حقول النفط شرق سوريا التي يسيطر عليها.
وتضيف «فايننشال تايمز» في تقريرها المفصل الذي شاركت في إعداده شبكة مراسليها أن داعش باعتماده على النفس قرن كل هذا بممارسات وحشية من القتل وقطع الرؤوس والصلب كاستراتيجية لزرع الخوف مثل جيش من الجيوش في العصور الوسطى الذي كان يقتل القرية التي تتصدى له ويحافظ على حياة التي تذعن له.
وفوق كل هذا عزز التنظيم من قواته من خلال الاعتماد على القاعدة السنية في العراق، ليس فقط القبائل المهمشة ولكن بقايا الجيش العراقي السابق، ولكن التنظيم حريص على التخلص ممن يشكلون تهديدا له داخل الصف السني.
ويشير التقرير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق السابق لتنظيم داعش والذي مارس سياسة وحشية ضد العراقيين سنة وشيعة مما وحد الجميع ضده وتنادوا لهزيمته من خلال الصحوات.
وقد ينتهي داعش لنفس النهاية المنطقية هذه لكنه يتحرك أسرع من مداولات الساسة في بغداد بدرجة تسمح لهم الاصطفاف خلف حكومة وحدة وطنية تستطيع مواجهة التنظيم واستعادة ما سيطر عليه من مناطق واسعة. وتعترف الصحيفة بصعوبة إطفاءالحرائق التي اشعلها تنظيم الدولة الإسلامية.

حروب الوكالة

وكتب ديفيد غاردنرفي مقام متصل حول الدور الذي لعبه التنافس الإقليمي في صعود داعش. فقبل هذا الصيف كانت الدول اللاعبة في المنطقة، تركيا وإيران والسعودية تخوض حربا بالوكالة في كل من العراق وسوريا.
وبعد ما حققه التنظيم من نجاحات في كلا البلدين يقول المسؤولون في البلدان الثلاث أنهم غير مسؤولين عن صعوده ولكن الغزو الأمريكي – البريطاني للعراق عام 2003 هو الذي يتحمل المسؤولية فقد خلخل النظام في المنطقة مما دفع بالشيعة للسلطة وأشعل من جديد التنافس السني ـ الشيعي، وأدى بنفس الوقت فشل الغرب بدعم الثورة السورية للإطاحة بنظام الأسد الذي وصل أدنى حالاته من الضعف في الفترة ما بين 2012 -2013 إلى استغلال داعش الفرصة في سوريا وتقدم في عراق نوري المالكي الذي كان يضطهد السنة. ويرى الكاتب أن الدول الثلاث ساهمت في الفوضى كل بطريقتها، فقد سمحت تركيا أو أغمضت عينيها على تدفق المقاتلين الأجانب من أراضيها لسوريا، وتحولت لمركز نشاط للمعارضة السورية.
أما إيران فقد أصبحت متواطئة مثل الولايات المتحدة بدعم طائفية المالكي، ومع الفساد الذي سمح لداعش هزيمة الجيش العراقي بسهولة. وفي سوريا ركزت إيران على منع سقوط نظام الأسد حيث لعب «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الجمهوري بتحشيد الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا للدفاع عن النظام السوري.
وتحت إشراف قاسم سليماني بنت قوة من الموالين في سوريا وتحاول فعل نفس الشيء في سوريا. وركزت السعودية جهودها على هزيمة إيران، ولم تقبل أبدأ النفوذ الإيراني في العراق ولهذا عملت كل جهدها على ضرب طهران بالإطاحة بنظام الأسد. ولا يعرف المدى الذي أسهمت فيه السعودية بدعم الجماعات الجهادية، لكن داعش وغيرها تلقت دعما من متعاطفين معها في السعودية والخليج وليس من الحكومات.
ورغم اتخاذ الحكومة السعودية خطوات لمنع هذه النشاطات وحظرت على المواطنين السعوديين السفر لسوريا واعتبرت داعش وغيره جماعات إرهابية إلا أن الضرر حدث.

بغداد

ومع أن الدول الثلاث رحبت برحيل المالكي وتعيين خلف له إلا أن تشكيل الحكومة في مناخ بغداد السياسي المسموم قد لا يكون الحل الكافي في الوقت الحالي. وبحسب مراسل الصحيفة بروزو درغاهي كان من الممكن أن يتحول العراق لشريك جيد في الحرب على الإرهاب، وكان بإمكان حكومته الاعتماد على مليارات الدولارات من عوائد النفط لتدريب القوات الأمنية، لكن قوة الحكومة العراقية جزء من ضعفها فاستخدام المالكي المال لخدمة أهدافة الطائفية وفساد حكومته أسهمت في مفاقمة حنق كل من السنة والشيعة وشعورهم بالإهمال والتهميش وزدات من حس الظلم وفتحت الباب أما داعش.
فإذا كان الصراع في سوريا الحاضنة التي ولد فيها داعش فعجز الحكومة العراقية وسياساتها الطائفية عجلت من بلوغه سن الرشد.
وأي محاولة تقوم بها واشنطن لتجنيد الحكومة العراقية وجيشها الكبير من الميليشيات سيعزز رؤية الحكومات السنية في الأردن ومصر والسعودية وهي أن أمريكا تدعم طرفا ضد طرف.
وحتى يتم حل المشكلة السياسية العراقية فستظل العلاقة مع بغداد مثيرة للمشاكل كما اعترف مسؤولون أمريكيون حتى بعد تهميش وتنحية المالكي وتعيين العبادي مكانه.

جبهة قتالية

في الوقت الحالي تحولت كردستان لجبهة حرب وخط أمامي لها، مع ان الزائر لاربيل يرى انشغال الناس بحفلات الزفاف ويرتادون المطاعم التي تفتح لساعات متأخرة من الليل، لكن مسافة 30 كيلومترا من عاصمة الإقليم يختفي الصخب ويحل محله هدوء في قرى أصبحت خاوية يحرسها مقاتلون بوجوه صارمة لا يزالون يتعافون من آخر هزيمة لهم.
فقد تحولت هذه القرى لخطوط أمامية في معركة يقول القادة إنها ستبدأ قريبا وربما تحت جنح الليل بحسب قائد القوات روجي شاويس المتمركزة قرب بلدة خازر، والذي أضاف أن البلدة هي «نقطة استراتيجية كل طرف يريدها لأنها تسيطر على المناطق السهلية ومفتاح لمدينة اربيل».
ورغم أن الحملة التي يقوم بها داعش في المناطق القريبة من كردستان مهمة لكنها لا تقارن بالتقدم الحاسم في الموصل وتكريت، وأهم ما نتج عن الحملة أنها كشفت عن ضعف وعدم جاهزية البيشمركة التي تركت الجبال ولم تخض معركة منذ 20 عاما.
وفي اربيل نفسها اختفى حس الذعر والخوف حيث ساعدت الغارات الأمريكية البيشمركة استعادة السيطرة على بلدتي مخمور وكوير اللتين تبعدان 50 كيلومترا عن اربيل. وتشير الصحيفة إلى ان المقاتلين الأكراد منقسمون حول أثر الضربات الجوية وفعاليتها لوقف تشكيلات داعش التي تتحرك سريعا وبشكل مفاجئ. فمن سيوقف تقدمها إذا؟

النظام السوري يتقدم في المليحة والمعارضة تنفي انسحابها بشكل كامل من المنطقة
بسمة يوسف
دمشق ـ «القدس العربي» استطاعت قوات النظام السوري المدعومة بقوات من «حزب الله» اللبناني» وقوات «الدفاع الوطني» التقدم عبر السيطرة على أجزاء واسعة من بلدة المليحة الواقعة في غوطة دمشق الشرقية بعد عام ونصف من محاولاتها انتزاع البلدة من يد كتائب المعارضة المسلحة العاملة فيها. وبعد حصار استمر أكثر من أربعة أشهر ونصف كان السبب الرئيسي في استنزاف مجمل طاقة الثوار المحاصرين فيها الذين نجحوا بصد جميع محاولات التقدم السابقة رغم الجوع وقلة العتاد والمستلزمات الأساسية للاستمرار فضلا عن القصف المتواصل الذي أدى إلى تدمير الجزء الأكبر من بنية البلدة .
فالبلدة التي تقع على بعد خمسة كيلومترات من العاصمة دمشق قد شهدت أعنف الحملات للسيطرة عليها باعتبارها الممر الاستراتيجي الوحيد لقوات النظام في طريق تقدمـــها نحو الغوطة الشرقية فهي تمثل الحد الفاصل بين غوطتي دمشق التي تسيطر قوات المعارضة السورية المسلحة على أجزائها الشمالية في حين تبقى المنطقة الجنوبية القريبة من مطار دمشق الدولي بيد قوات النظام التي سعت بتقدمها ضمن البلدة لتأمين المطار وجرمانا القريبة منه التي تعرف بموالاتها للنظام السوري .
إضافة لذلك فالبلدة تقع بمحاذاة منطقة المرج التي تتمركز فيها قوات الميليشيات الداعمة للجيش النظامي في حين تقع إدراة الدفاع الجوي التي تعد أكبر نقطة تمركز للجيش النظامي في المنطقة على مقربة منها .
وعلى الرغم من إعلان وسائل الإعلام الموالية للنظام عن سيطرة الجيش النظامي الكاملة على البلدة وعن «إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة المليحة والمناطق المحيطة بها بعد سلسلة من العمليات النوعية الحاسمة» حسبما صرحت به قيادة الجيش النظامي في بيان بثته على التلفزيون الرسمي نفت قوات المعارضة ذلك مؤكدة انسحاب مقاتليها من بعض النقاط في قلب البلدة إلى منطقة المزارع ومعملي تاميكو والمطاط معللة ذلك بخوفها من حصار مرة أخرى داخل البلدة بعد التفاف قوات النظام حول البلدة وفرضها طوقا خانقا من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية موضحة استمرار المعارك والاشتباكات على الأطراف .
حيث جاء انسحاب قوات المعارضة بعد معارك عنيفة دارت بين الطرفين في اليومين الأخيرين سقط خلالها عشرات القتلى من الطرفين بالتزامن مع ارتفاع وتيرة استهداف النظام للبلدة بعشرات القذائف والغارات الجوية.
في حين أوضح «أبو ياسين» عضو المكتب الإعلامي للاتحاد الاسلامي لـ «أجناد الشام» ان النظام السوري قد شن، خلال فترة الحصار التي تجاوزت 135 يوما من صمود المقاتلين فيها، 786 غارة جوية على البلدة إضافة لتسجيل سقوط 790 صاروخ أرض- أرض وأكثر من سبعة الاف قذيفة مدفعية واثني عشر برميلا متفجرا في حين سقط أكثر من أربعمئة قتيل وستمئة جريح أغلبهم في حالات خطرة.
في حين تكبدت قوات النظام خلال هذه الحملة خسائر فادحة في الأرواح والآليات والعتاد موضحا ان حصيلة قتلى النظام قد تجاوزت ثلاثة آلاف إضافة لأكثر من ألف جريح ناهيك عن تدمير قوات المعارضة المسلحة لأكثر من ثمانين مدرعة وآلية خلال هذه الفترة .
الجدير بالذكر أن النظام السوري قد ارتكب خلال الفترة الماضية العديد من المجازر التي راح ضحيتها مئات المدنيين الأبرياء في المدينة في حين سبب القصف المتواصل تدمير أكثر من سبعين بالمئة من مباني المدينة الأمر الذي يعد كافيا لتغييب معالم أحيائها بشكل كامل.

«تعال واستلم هويته الشخصية» عبارة مشؤومة لأهالي معتقلي فرع 215 في دمشق
سمر مهنا
دمشق ـ «القدس العربي» «عندما يتصل المختار ليقول لك تعال واستلم هوية ابنك الشخصية، يكون خيط أمل الخروج من فرع الأمن العسكري 215 قد قطع، ويكون رنين الهاتف الذي سمعته هو أسوأ صوت قد تسمعه في حياتك، حين جاء ليخبرك أن ولدك قضى تحت التعذيب»، كما يقول أبو رامي الذي فقد ابنه 25 عاما.
العشرات قضوا في أقبية فرع 215 الواقع في منطقة كفرسوسة في العاصمة السورية دمشق منذ بداية الثورة وأغلبهم من كفرسوسة وداريا والمزة ودمر البلد بالإضافة إلى مناطق أخرى، لكن وجود عشرات المعتقلين مجهولي المصير بداخله، هو ما يبقي الأهالي في حالة بحث دائمة لمعرفة أحوال أبنائهم.

لقبه البوم
حال أبو رامي هو حال العديد من أهالي المعتقلين داخل هذا الفرع، فعلى حد قوله إن صوت المختار أصبح يعني لنا أن هناك خبرا سيئا، حتى اننا لقبناه بـ»البوم» فهو لا يتدخل بالأمور الجيدة كـ»الواسطات» لإخراج أبنائنا من الفرع بل فقط لإخبارنا بأنهم استشهدوا.
يتابع «عندما ذهبت إلى المختار لأحضر هوية ابني الشخصية نظرت إلى صورته وهو صغير وتساءلت كيف هو مظهره الآن، أخذت ساعته وحذاءه، وعندما خرجت من مكتب المختار ذهبت إلى زاوية في الشارع قبّلت حذاءه وأجهشت بالبكاء».

الغائب يعلم الحاضر
المحظوظ هو فقط من يخرج حيا من فرع 215 على حد تعبير أبو خالد من دمشق، فالداخل مفقود والخارج مولود ومن يخرج منه هو مفتاح أمل لآخرين، حيث يروي لنا أنه وبعد ان بقي داخل الفرع 3 أشهر وعاد إلى منزله، زارتهم امرأة هرعت إليه وهي تحمل صورة في يدها، وسالته هل رأيت هذا الشخص داخل المعتقل؟ فأجابها بداية «نعم وهو بخير» بعد أن علم بانها والدته لأنه لم يقو على جرحها، وعندما قالت له وهي سعيدة انها ستجمع له 300 ألف ليرة لتخرجه، لم يستطع إلا أن يقول لها الحقيقة وهو أنه رأى ابنها ميتا.
يبين ابو خالد «عند خروجنا من المعتقل نحمل أخبار من رأيناهم إلى أهلهم قد نستطيع تذكر أسمائهم بدقة أو اشكالهم وقد ننسى نتيجة الحالة النفسية التي نكون فيها، لكن نعلم أن من في الخارج لا يعلمون أي شيء عنا، لذا نطمئنهم عن أخبار أولادهم الأحياء، أما من استشهد فلا نخبر أهله بشيء إلا في حال اضطررنا».

المال مقابل الحياة
هناك العديد من الحالات التي يتكلم بها عناصر من الأمن داخل الفرع مع أهالي المعتقلين ويطلبون منهم المال مقابل الإفراج عن أبنائهم، لكنها «وعود كاذبة» بحسب أم رائد، التي روت لنا قصة اعتقال ابنها من الجامعة، ففي إحدى الليالي استيقظت على رنين الهاتف منتصف الليل ليخبرها المتصل أنه يريد مليون ليرة مقابل خروج ابنها من الفرع ومن ثم هددها بأنها في حال لم تدفع المال سيقطعه إلى أجزاء باستخدام الساطور».
تضيف، استيقظ زوجي على صوت بكائي، ومن ثم أخذ السماعة مني وقال لهم «ليبق لديكم لا أريده، وافعلوا ما شئتم»، لأنه يعلم بانهم كاذبون، مشيرة إلى ان ابنها خرج من الفرع بعد يومين، لكن بعد عام أخذوا زوجها الذي قضى في الفرع تحت التعذيب عن عمر يناهز 54 عاما.
لا صلاة على أحبائك
لا يسلّم فرع الأمن العسكري 215 جثث المعتقلين إلى الأهالي، حيث يبين محمود أنهم لم يستلموا جثة أخيه 27 عاما ولا يعملون ما حل بها، مشيرا إلى أنه هذه حال جميع الأهالي الذين خسروا أحبتهم داخل الفرع، حيث لم تتح لهم الفرصة لرؤيتهم من أجل الوداع الأخير.
وحول مصير جثث قتلى التعذيب، يقول محمود بحزن ان مصيرها إما مقابر جماعية لا نعلم بمكان وجودها حتى، أو ربما يستخدمونها في تجارة الأعضاء.

ولادة جديدة
بدوره، روى لنا سامر 29 عاما تجربة نجاته من الموت في فرع 215، بعد أن أصيب المعتقلين بحالة تسمم عامة نتيجة الأكل السيئ، مشيرا إلى أنه كان هو وعشرون شخصا آخر موجود داخل سجن صغير كل منهم يقف على بلاطة واحدة عراة بالكامل والكل مصاب بحالة إسهال بالإضافة إلى الاستفراغ.
وبين أنه لم يجرؤ أي أحد منهم على قرع الباب وطلب النجدة لان من يقرع الباب سيخضع لجلسة تعذيب، لكن عندما مات اثنان من زملاء الغرفة نتيجة التسمم وأحس أن نهايته قريبة، قرع الباب بقوة ومن حسن حظه بانه لم يتلق سوى بعض الشتائم، كما أعطاه طبيب هو ومن معه أبر جعلتهم ينجون من الموت.
يقول سامر، بعد 5 أشهر من الاعتقال والتعذيب لم اتخيل أنني سأخرج مطلقا إلى أن جاء الفرج، لافتا إلى انه عندما خرج كان يبدو كالمهرج حيث أعطاه العسكري بيجامة عريضة جدا ومخططة كما لبس حذاءً واسعا على قدمية وبقي بالقميص الداخلي، لكنه مشى في الشارع غير مبال بالناس لانه كان يستقبل الحياة من جديد.

القصة الثانية: «أبو جانتي» عذبوها حتى كشفت أنها فتاة… أسيرة في المجتمع وفي سجون النظام السوري
ياسمين البنشي
تركيا ـ «القدس العربي» تنشر «القدس العربي» عشر قصص عن نساء سوريات كن معتقلات في سجون النظام السوري، وتروي هذه القصص بما فيها قصتها الناشطة ياسمين البنشي، والتي تلقب بـ»الثائرة الشقراء» وكانت معتقلة في سجون النظام وتم تحريرها في صفقة «الراهبات».
البنشي توثق في روايتها التي خصت بها «القدس العربي» قضايا تعذيب واغتصاب المعتقلات في سجون النظام السوري، وفي ما يلي القصة الثانية:
عادات شرقية محطمة، لم تزل إلى يومنا هذا تفرق بين الشاب والفتاة، تعتبر الأسرة التي غاب عنها الولد أسرة غير مكتملة، متناسية أن هناك إناثا تفوقن على الذكور في العديد من المحافل والاختبارات.
كانت آخر أخواتها السبعة، لم يتقبل والدها أنه لم يرزق بالولد الذي سيحمل اسمه، فمنذ ولادتها إلى أن كبرت وهو يعاملها على أنها ولد وليست فتاة، ليؤثر ذلك على شخصيتها وطباعها لاحقا حتى في مجال الشغل كانت تميل للعمل الذكوري.

أبو جانتي

من أغرب قصص الاعتقال التي مرت بي داخل سجن عدرا المركزي، إنها (ع-ح) التي بلغت الحادية والعشرين من عمرها، كانت تبدو غريبة المظهر، شعر قصير، بنطال وقميص كالذي يرتديه الشباب.
دخلت في مجال الحراك الثوري منذ بدايته، كانت تعمل سائق شاحنة بضائع بهيئة شاب يضع الشماغ على رأسه، قامت بنقل المنشقين من العساكر والمطلوبين للنظام من الأماكن الساخنة إلى الأماكن التي يسيطر عليها الجيش الحر.
علم النظام عن طريق أحد المخبرين بأن هناك شاحنة تنقل الفارين والمطلوبين للنظام وتقوم بتهريبهم، فقام فرع الأمن العسكري في درعا البلد بنصب كمين لها عند أحد الحواجز.
وبعد أن نجح عناصر الفرع بالقبض عليها، اقتادوها إلى الفرع برفقة شابين فارين من الخدمة الإلزامية كانت تقلهم في السيارة، كان عملها وهيئتها لا يوحيان بأنها فتاة، كانت تحمل هوية أحد الشبان الذين استشهدوا في حيها، وضعوها مع الشابين في مهجع الرجال، كان ذلك في الشهر الثامن من العام 2012.
لم يكن صوتها يشبه صوت الرجال، فكان المحقق يناديها بـ«المخنث» ويتلذذ في تعذيبها، بقيت على هذا الحال مدة عشرين يوما، وهي تتألم من التعذيب، إلى أن قررت أن تخبر المحقق بحقيقتها، فطلبت منه استدعاءها، وأخبرته أن يتصل بإخوتها ليحضروا هويتها الحقيقية من المنزل، وأن يعرضوها للفحص الطبي كي يعلموا أنها فتاة، وبعد التأكد من هذا كله أمر عميد الفرع بتحويلها إلى فرع فلسطين (235) بدمشق كي يعاد معها التحقيق، بقيت احتفاظ داخل الفرع مدة عشرة أشهر ذاقت فيها أبشع أنواع التعذيب من ضرب وشبح وكهرباء ردا على عملها الذي كانت تقوم به، إلى أن تم تحويلها إلى سجن عدرا المركزي.
بقيت في السجن ثلاثة أشهر قبل أن تعرض على القضاء الذي أمر بإيقافها بسبب وجود العسكريين الفارين في ملفها، إلى أن صدر مرسوم بعفــو عام عن العسكريين والذي بموجبه أخلي سبيل الشابين الموجودين في ملفها وقرر القاضي إخلاء سبيلها للاكتفاء بمدة اعتقالها التي دامت ستة عشر شهرا.
كانت في السجن تتقمص دور الشاب فعلا، فلا ترضى أن يناديها أحد سوى «أبو جانتي»، كانت تكابر على أنوثتها لتتناساها داخل بنطال فضفاض وقميص شبابي وخاتم فضي عريض، مشدودة الظهر تقلد الرجال في مشيتها، لكننا لم نكن نستطيع إلا أن نراها أنثى مهما فعلت أو ارتجلت، كانت تمارس دور الشاب حتى في مشاعرها.
تابعت أبو جانتي حياتها خارج السجن بنفس الدور الذي زرعه فيها جهل أبيها المتعطش لوجود الولد في أسرته، لكنها لم تستطع أن تنكر أنوثتها عندما أعتقلت في مهجع الرجال في فرع درعا، حيث أنه لا مهرب من الواقع.
أبو جانتي لم تكن أسيرة النظام فقط، بل كانت أسيرة عادات شرقية بالية وضحية أب لم يفهم بأن النساء هن أخوة الرجال، وثورتنا أنجبت نساء بآلاف الرجال.

سورية: “الائتلاف” يرحّب بالقرار الأممي “المتأخر” ضد داعش والنصرة
إسطنبول ــ غيث الأحمد
رحّب “الائتلاف الوطني” السوري المعارض، بالقرار الصادر، اليوم الجمعة، عن مجلس الأمن، تحت الفصل السابع، بخصوص فرض عقوبات على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة”.

وقال عضو “الائتلاف”، محمد يحيى مكتبي، لـ”العربي الجديد”، إن “القرار جاء متأخراً جداً، وكان الائتلاف قد حذر من انتشار الإرهاب منذ فترة طويلة”. ولفت إلى أن “المجتمع الدولي لم يقدم الدعم للجيش الحرّ، عندما تصدّى منذ ثمانية أشهر لإرهاب داعش”.

وأشار مكتبي إلى أن “الأحداث أثبتت أن هناك تناغماً بين تنظيم داعش ونظام (الرئيس السوري بشار) الأسد”. وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف آلة القتل، سواء من قبل “داعش” أو النظام، عبر تزويد كتائب المعارضة المعتدلة، بالذخيرة والأسلحة والعتاد اللازم.

وأشار مصدر آخر في “الائتلاف”، رفض الكشف عن اسمه، لـ”العربي الجديد”، أنه “في حال تم الاتفاق على توجيه ضربة عسكرية لداعش، فإن ذلك سيأتي تماشياً مع خطة الائتلاف التي أُعلن عنها منذ تسلم هادي البحرة لمنصب الرئاسة، وهي العودة إلى سورية، ونقل جميع مقرات الائتلاف والحكومة المؤقتة إلى الأراضي السورية، وبناء المخيمات تمهيداً لعودة اللاجئين السوريين وتأمين الحماية لها”.

من جهته، قال عضو الهيئة السياسية في “الجبهة الإسلامية”، محمد بشير، لـ”العربي الجديد”، إن “داعش يعتمد على موارد البلاد من نفط وغيره، أكثر من اعتماده على التمويل الخارجي”. واعتبر أن “سياسات المجتمع الدولي، التي تركت نظاماً يقتل شعبه بوحشية، كانت خير تغذية لبذور الغلو والتطرف، والتي يمثلها التنظيم”.

بدوره، اعتبر قائد “تجمّع قوى الثورة لتحرير سورية”، العميد الركن أحمد رحال، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن “قرار مجلس الأمن سياسي ولا تأثير له على أرض الواقع”. وأكد أن “هناك الكثير من الفصائل الطائفية، غير السورية، التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، ولم تُعَامَل بنفس الطريقة”.

وأوضح رحال أنه “في حال قرر مجلس الأمن القضاء على تنظيم داعش وجبهة النصرة، فإنه سيدعم القرار، لأن الرايات السوداء حرّفت الثورة السورية عن مسارها”.

وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى، بالإجماع، مشروع القرار الذي نصّ على “نزع سلاح مقاتلي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، وتنظيمات أخرى على صلة بتنظيم القاعدة”.

وحثّ مجلس الأمن، وفق القرار، الدول الأعضاء كافة على اتخاذ إجراءات تهدف إلى وضع حد لتدفّق مقاتلين إرهابيين أجانب ينضمون إلى “داعش” أو “جبهة النصرة”.

ويهدد القرار بـ”فرض عقوبات” على أي جهة تساهم في تجنيد مقاتلين أجانب لصالح التنظيمين، كما يحذر من أي تعامل “تجاري” مع هؤلاء “المتطرفين” الذين سيطروا على حقول نفط وبنى تحتية يمكن أن تكون مجزية، وقال إن مثل هذه التجارة “يمكن اعتبارها دعماً مالياً”. وأوضح نص القرار أن مجلس الأمن يتحرك بناءً على الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، ما يعني أنه يمكن تطبيق هذه الإجراءات باستخدام القوة.

محدودية الغارات الأميركية ضد “داعش” في شمال العراق
بغداد ــ عثمان المختار
تواجه الولايات المتحدة، في غاراتها ضد تنظيم “داعش” في شمال العراق، شبح السيناريو الافغاني؛ فقساوة تضاريس المنطقة الشمالية الجبلية الوعرة، تمنح مقاتلي تنظيم “داعش” الأفضلية في معادلة الإمساك بالارض والتقدم الى المناطق الأخرى.
وتبقى الضربات الجوية بمثابة عامل مساعد لإيقاف التقدم أو سلب راحة التنظيم في التنقل بين البلدات والقرى الشمالية وصولاً الى عاصمة إقليم كردستان، أربيل، التي باتت لا تبعد سوى 50 كيلومتراً عن أولى مواقع “داعش”.
وشنت المقاتلات الاميركية والطائرات المسيّرة، 32 غارة على مواقع وتجمعات “داعش”، حتى صباح الخميس، في مناطق مخمور، سنجار، جبل سنجار، تكليف، وبعشيقة. وبحسب مسؤولين عسكريين كرد، فإن الضربات الاميركية تركزت على مواقع المدفعية الثقيلة التي يصل مداها الى أربيل ومبانٍ حكومية اتخذت منها الجماعة مواقع لها.
وقد غادر عناصر “داعش”، بسبب تلك الغارات، الى البلدات المنبسطة أو السهلية، مثل مخمور، التي دخلتها “البشمركة” بعد معارك استمرت لثلاثة أيام. وانسحب “داعش” إلى بلدات أخرى ذات طبيعة جبلية يسيطر مقاتلو التنظيم عليها، من خلال القناصة في أعلى الجبال، وزراعة الالغام والعبوات الناسفة بطريق العربات العسكرية الكردية التي يعتبر معظمها قديماً وهشّاً أمام فخاخ “داعش”.

ويقول النقيب في قوات “البشمركة”، رابر كريم، إن “الضربات الاميركية لا تغني عن المواجهات البرية بيننا وبين التنظيم”. ويتابع: “نحن نتحدث عن عشرات الجبال التي يسيطر عليها (داعش) تضم كهوفاً وأنفاقاً لا يمكن للطائرات معالجتها، وهي تحتاج الى تحرك بري واسع، نقدم من خلالها تضحيات وخسائر هائلة. والضربات الجوية حتى الآن لم تنفع في جرهم الى مناطق مفتوحة وفارغة لتكون عملية صيدهم سهلة”. وظلت المنطقة الشمالية، خلال السنوات الخمسين الماضية، ملاذاً آمناً للحركات الكردية الانفصالية، وشكلت مصدر قوة لهم طوال تلك الفترة، منذ احتماء عناصر “أنصار الإسلام” الكردية بزعامة الملا كريكار فيها، خلال الضربات الاميركية التي وجهت إليهم في العام 2003، بالتزامن مع بدء عملية احتلال العراق.

ويقول الخبير بشؤون الجماعات الاسلامية في العراق، فؤاد علي السعدي، إن “الضربات الاميركية ستكون دفاعية أو وقائية تبطئ فقط حركة التنظيم وتقدمه باتجاه كردستان العراق، لأن المواقع التي يسيطر عليها عناصر الدولة الإسلامية تتطلّب تدخلاً برياً وليس جوياً. والادارة الاميركية تعلم ذلك جيداً”. ويؤكد أن “الولايات المتحدة لن تتورط في حرب مفتوحة مع داعش، كما تورطت مع طالبان في أفغانستان إذا أخذنا تشابه الظروف على الارض بعين الاعتبار، من ناحية القوة والتضاريس للتنظيمين”. ويختم بأن إدارة الرئيس باراك أوباما “لن تدخل في صراع يحتاج الى الوقت والجهد والمال، رغم رغبة الكرد والحكومة الاتحادية في ذلك”.
وتشير المصادر المحلية في الموصل، المعقل الاول لـ”داعش”، إلى أن الضربات الجوية الاميركية قتلت نحو 60 مسلحاً فقط من التنظيم، خلال الاسبوع الاول من عملياتها، وهو عدد قليل جداً مقارنة بالحجم العددي لعناصر “الدولة الإسلامية”، الذي يصل الى نحو 40 ألف مقاتل في العراق، بحسب تقديرات.

وخسر “داعش”، قبل التدخل الأميركي، مساحة جغرافية تبلغ 17 كيلومتراً مربعاً، من أصل 130 كيلومتراً مربعاً يسيطر عليها، وهي على شكل بلدات وقرى ومناطق جبلية ووديان وكهوف متنوعة. ويلاحظ أن المناطق التي خسرها “داعش”، وهي مخمور، تمثل المنطقة الأسهل جغرافياً والاقرب الى حدود أربيل.
واستعادت “البشمركة” السيطرة عليها بعد حملة عسكرية كبيرة جداً شارك فيها، لأول مرة، حزب “العمال الكردستاني”، المناوئ للحكومة التركية، والذي اعتبر أن “الدفاع عن كردستان، هو واجب قومي بغطاء أميركي”. لكن الحملة توقفت عن التقدم الى المدن المجاورة لمدينة مخمور، بسبب صعوبة التحرك في الجبال التي باتت عبارة عن كتل من المتفجرات والالغام التي زرعها “داعش” لمنع أي تقدم مستقبلي.
غير أن التدخل الجوي الاميركي في الحرب ضد “داعش”، هو عامل مهم ورئيسي لإعاقة تقدم عناصر التنظيم الى مدينة أربيل المفتوحة من جهتها الغربية والجنوبية. ويمكن أن تبطئ تقدمهم الى محافظة دهوك المجاورة، ذات الحدود الوعرة، حيث يكون تأثير الغارات الجوية ضعيفاً على مواقع “داعش” الجبلية، بسبب إتقان عناصره فن التخفّي وسرعة الانتقال، وافتقار الولايات المتحدة أو “البشمركة” الى المصادر الاستخبارية والجواسيس في مناطق نفوذ “الدولة الإسلامية” بسبب هرب سكان تلك المنطقة منها.

ويعني ذلك أن خيار تسليح الكرد ودعمهم برياً هو المتبقي أمام الإدارة الاميركية للقضاء على شبح سقوط الاقليم الكردي، غير أن هذا الدعم العسكري قليل التأثير، وينعكس على العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة والكرد. وقد وجد هؤلاء في أزمة “داعش”، باباً لدعم أميركي وغربي مفتوح لهم، ربما يمهّد لاستقلال كردستان كدولة، وهو ما أكده رئيس الاقليم، مسعود البارزاني، بالقول إن الانتصار على تنظيم “الدولة الإسلامية” سيكون “نصراً بطعم الاستقلال والسيادة”.

“داعش” ودير الزور: العشائر بوابة التمدُّد
إسطنبول ــ عبسي سميسم
تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، خلال الشهرين الماضيين، من تحويل انتصارات المعارضة السورية المسلحة على النظام في محافظة دير الزور، إلى هزيمة أدت إلى طردها خارج حدود المحافظة ليحل التنظيم مكانها في كل المناطق التي استولت عليها على مدار العامين الماضيين، والتي سيطرت خلالها على ثلثي المدينة وكامل ريف المحافظة.

وتنحصر السيطرة الآن في كامل المحافظة، بين التنظيم وقوات النظام التي تتمركز في أربعة أحياء من المدينة فقط؛ الجورة، القصور، غازي عياش، (في الجزء الشمالي من المدينة، والتي تحوي على المجمع الأمني)، وحي هرابش (في الجزء الجنوبي). إضافة إلى مطار دير الزور العسكري الملاصق لهرابش، والذي يقع على مساحة واسعة ويمتاز بطبيعة جبلية صعبة.

في المقابل، تبقى منطقتا الخريطية والطريف في الريف الغربي، الوحيدتان اللتان تضمان عناصر وعتاد للمعارضة المسلحة، ولكن بموجب هدنة مع “داعش” الذي أكمل سيطرته، خلال اليومين الماضيين، على قرى الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي، إثر مواجهات عنيفة مع عشائرها دامت لنحو أسبوعين، وأسفرت عن عمليات قتل وإعدام طالت العشرات في صفوف الطرفين.

الاستفادة من الخلافات

اتبع “داعش” في دير الزور عدداً من الأساليب والتكتيكات في السيطرة على المحافظة، فرغم توحد الكتائب التي تتبع للجيش الحر مع الكتائب الإسلامية ضمن “مجلس شورى المجاهدين” لمواجهة كل من “داعش” والنظام، إلا أن التنظيم استطاع استغلال التركيبة العشائرية في المحافظة لمصلحته. واستفاد من الخلافات بين العشائر على النفط والنفوذ ومن نهج بعض العشائر التي توالي الأقوى. واستمال قسماً آخر يتمتع بنفوذ في المنطقة، كان يرفض نهج التنظيم وسلوكياته. وتمكن التنظيم، مستفيداً من الانتصارات التي حققها في العراق بالتنسيق مع العشائر العراقية، من فرض سيطرته شبه المطلقة على دير الزور، خصوصاً وأن هناك تداخلاً بين العشائر في محافظة دير الزور مع عشائر العراق.

التداخلات العشائرية

وفي هذا السياق، قال خبير الأنساب أبو إبراهيم، لـ”العربي الجديد”، إن “التداخل العشائري بين المنطقة الشمالية الشرقية من سورية والعراق كبير جداً، ويمكن تقسيم العشائر وفق ذلك إلى مجموعتين كبيرتين؛ الأولى تنتشر بشكل رئيسي في سورية ولها امتدادات عشائرية في العراق مثل عشائر العكيدات، البوشعبان، البكارة، والبوخابور. والثانية على العكس من ذلك، حيث ثقل العشيرة في العراق ولها امتدادات كبيرة في سورية كعشائر الدليم، الجبور، العبيد، والمشاهدة. فيما تمتلك عشيرتي شمر وعنزة البدويتان ثقلاً وتعداداً كبيراً في كلا البلدين. وهذه أمثلة عن أسماء لكبرى العشائر فتعداد العشائر في البلدين كبير”.

اختلاف التكتيك

ودفع التداخل بين العشائر في كل من العراق وسورية، “داعش” إلى اعتماد سياسات مختلفة معها، إذ عمد إلى أسلوب التحالف مع العشائر في العراق بينما اتبع سياسة البيعة والإكراه والتهجير في تعامله مع أبناء عمومتهم من العشائر الموجودة في سورية، فالتنظيم ينظر إلى العشائر بشكل عام كمشاريع صحوات ضمن ايديولوجيته، إذ يعتبر العشائرية “منتنة” (مذمومة في الشرع)، اجتزاءً لحديث عن الرسول محمد (ص) إذ قال: “دعوها فإنها منتنة”.

إلا أن السبب في اختلاف تعامله معها بين العراق وسورية، يعود إلى قوة وانتظام عشائر العراق ضمن قيادة موحدة، والتقائها مع التنظيم في حربه ضد الجيش العراقي. يقابله تشتت وصراع العشائر في سورية، إضافة إلى عدم المبالاة الدولية بالوضع السوري على عكس العراق التي يواجه فيها “داعش” ضغطاً إضافياً.

توزع العشائر مناطقياً

يمكن تقسيم العشائر في محافظة دير الزور، مناطقياً إلى قسمين؛ الأول هو الريف الغربي، الذي يضم مجموعة القرى والمدن التي تقع غرب نهر الفرات. وتشكل عشيرة البكارة مكونها الرئيسي، بالإضافة إلى مكونات من عشائر مختلفة، والتي تميل تاريخياً إلى موالاة الأقوى، إذ كانت متماهية مع النظام ثم بايعت “جبهة النصرة” فور دخولها المنطقة، وبالسهولة ذاتها بايعت “داعش”، الذي سيطر على كل الريف الغربي ببضع ساعات.

أما القسم الثاني فهو الريف الشرقي أي مجموعة القرى والمدن التي تقع شرق نهر الفرات وتضم بشكل رئيسي عشيرة العكيدات التي يتواجد مشايخها في منطقة البوكمال. وتنقسم إلى عدة أفخاذ تتوزع على قرى الريف مثل البوخابور، والبكير. وتمتد في محافظات الموصل وبغداد ومناطق أخرى من العراق، واشتهر الريف الشرقي بوقوفه في وجه النظام و”داعش”.

وقد عمد التنظيم إلى استمالة بعض أفراد هذه العشائر وعينهم أمراء لديه، واستخدمهم لشق صف العشيرة، إذ ظهر من سيحارب “داعش” وكأنه يحارب أبناء عشيرته. الأمر الذي دفع الكثير من أبناء العشائر التي لم تبايع “داعش” للنزوح خارج المحافظة وذهب معظمهم إلى منطقة القلمون وشكلوا قوة هناك لمحاربة النظام بسبب عدم قدرتهم على محاربة التنظيم في دير الزور من جهة، وبسبب رفضهم محاربة أبناء عمومتهم ممن بايع التنظيم من جهة أخرى.

وبايع “داعش” معظم كتائب المعارضة في المحافظة والتي ينتمي عناصرها لمكونات عشائرية، فمن الكتائب الإسلامية: تجمع جند الشام، المعتصم بالله، نمور الإسلام، جند الله، خالد بن الوليد، عائشة أم المؤمنين، صقور الفرات، شهداء صبيخان، درع الإسلام، حراس العقيدة، مغاوير الفرات، وثوار صبيخان الأبية.

وبايع التنظيم من الكتائب التابعة للجيش الحر، “جيش محمد”، وكتيبة “شهداء البوعمر”.

الفصيل الوحيد الذي وقف ضد “داعش” هو فصيل عشائر الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي، على خلفية اعتقال التنظيم لأحد أبناء العشيرة وقتله من دون محاكمة، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وتعد الشعيطات، التي تنحدر من قرى أبو حمام، الكشكية، غرانيج، والبحرة؛ من أقوى الفصائل المقاتلة ضمن “مجلس شورى المجاهدين”، وحاصرت مع “كتائب مدينة موحسن”، مطار دير الزور العسكري لأكثر من عام، قبل أن تبايع المدينة “الدولة الإسلامية”.

ويرى القائد السابق للمنطقة الشرقية في الجيش الحر، المقدم محمد العبود، الذي وقع على استقالة جماعية قبل شهرين، أن السبب الأهم في سقوط محافظة دير الزور بيد “داعش” هو “الإرادة الدولية”.

وأضاف أنه “لقد لمسنا ومنذ نشوء التنظيم أن هناك إرادة بأن تكون المنطقة مرتعاً له، وكاد الدعم أن يكون معدوماً رغم كل المحاولات مع الجهات والدول الداعمة، ورغم الشرح والتوضيح لخطورة ترك المنطقة إلا أن التجاهل كان مقصوداً”.

وأوضح أن “المنطقة مهمة جغرافياً واقتصادياً بالنسبة للتنظيم، فالمنطقة هي امتداد للأنبار والموصل، وتمتلك آبار نفط وحقول غاز وصوامع حبوب. كما أن تناحر فصائل المعارضة في المنطقة بسبب النفط والمصالح الشخصية، كان سبباً هاما في انتصار (داعش)”.

ويرى العبود، أن الأمر الخطير الذي لعب عليه “داعش” هو البعد العشائري هناك، “إذ يتبين للبسطاء بأن التنظيم محسوب على العشيرة الفلانية بدلاً من الأخرى مما استدعى بعض الكتائب المعارضة اعتزال مقاتلة التنظيم كون اغلب عناصره من عشيرتهم، فأدى إلى شرخ كبير في فصائل الجيش الحر”.

“الدولة الاسلامية” تمحو لغة المسيح من الوجود
ترجمة عبدالاله مجيد
هجّرت المواطنين وقضت على لهجات الآرامية
قرقوش وتل كيبة وكرملش، ثلاث بلدات في سهل نينوى شمال العراق، سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، في اوائل آب (اغسطس)، ولكنها تمثل آخر المراكز السكانية الكبيرة للناطقين باللغة الآرامية في العالم.

لندن: يسيطر داعش الآن على قلب العراق المسيحي القديم، بعد تقدمه شمال شرق الموصل. ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن نحو 200 الف مسيحي نزحوا تاركين بيوتهم في سهل نينوى ليلة 6 آب (اغسطس) خوفًا من داعش الذي هدد بقتلهم أو اجبارهم على اعتناق الاسلام. وقال الأسقف العراقي جوزيف توماس إن الوضع “كارثي” وأزمة تفوق الوصف.

كارثة ثقافية
تكمن وراء الأزمة الانسانية كارثة ثقافية ولغوية ذات أبعاد تاريخية، فإن انقراض لغة في موطنها، نادرًا ما يكون عملية طبيعية بل يحدث دائماً نتيجة ضغوط واضطهاد وتمييز ضد الناطقين بها. واشتهر العالم الألسني كين هايل، بمقارنته تدمير لغة من اللغات، بالقاء قنبلة على متحف اللوفر.

الآرامية
تغطي الآرامية طائفة واسعة من اللغات واللهجات السامية مترابطة في ما بينها، ولكن من يتكلم واحدة منها في أحيان كثيرة لا يفهم الأخرى. وتضع أحدث التقديرات التي تعود إلى عقد التسعينات عدد الناطقين بالآرامية في حدود 500 الف شخص نصفهم كانوا في العراق. ويرُجح أن يكون الرقم اليوم أقل بكثير، ولا يوجد بلد يعترف رسميًا بالآرامية لغة أو يحميها من الانقراض، وهذه نهاية مأساوية للغة مر زمن كانت لغة عالمية تقريبًا، نطق بها اولًا الآراميون قبل أكثر من 3000 سنة في سوريا، واصبحت لغة الامبراطورية الآشورية. إذ كانت الآرامية بمرتبة الانكليزية اليوم في العالم، لغة مستخدمة من الهند إلى مصر، وبقيت في وقت سقطت امبراطوريات مزدهرة في ظل البابليين، ومرة اخرى في زمن الامبراطورية الفارسية الأولى في القرن السادس قبل الميلاد. وكان ملايين يستخدمون الآرامية في التجارة والدبلوماسية والحياة اليومية، وحتى بعد أن فرض الاكسندر الأكبر اليونانية على امبراطوريته مترامية الأطراف في القرن الرابع قبل الميلاد، استمرت الآرامية في الانتشار وتمخضت عن لهجات جديدة، كما في فلسطين القديمة حيث حلت تدريجيًا محل العبرية المتداولة، وبالآرامية أُطلقت النبؤة بسقوط بابل خلال وليمة الملك بلشزار، كما ورد في كتاب دانيال.

هناك نحو ثلاثة آلاف سنة من السجلات المتواصلة للغة الآرامية لا تضاهيها في مثل هذا الأرث المكتوب إلا الصينية واليونانية والعبرية، وكانت للغة الآرامية مكانة مقدسة أو شبه مقدسة عند كثير من الأديان. فهي على ما يُفترض لغة المسيح التي بها نطق عبارته على الصليب “إلهي، إلهي، لماذا تخليت عني؟” واستُخدمت في التلمود اليهودي وفي الكنائس المسيحية الشرقية، حيث كانت تُعرف بالسريانية بوصفها طقس الصابئة المندائيين في العراق ولغتهم اليومية.

واستمرت الآرامية لغة واسعة الإنتشار في شرق المتوسط والشرق الأوسط بعد سنوات على مرور الاكسندر. ولم يتحوّل الناطقون بالآرامية إلى جماعات جبلية معزولة إلا بعد انتشار العربية في القرن السابع الميلادي.

ورغم التهميش، فإن هذا العالم الناطق بالآرامية، بقي أكثر من الف عام إلى أن دمر القرن العشرون ما تبقى منها، وخلال الحرب العالمية الأولى لم يكتفِ العثمانيون المندحرون بذبح الأرمن واليونانيين، بل ارتكبوا ما يُعرف اليوم بابادة الآشوريين بذبح وتهجير المسيحيين الناطقين بالآرامية في شرق تركيا. وهرب غالبية الناجين إلى ايران والعراق، وبعد عقود هاجر غالبية اليهود الناطقين بالآرامية إلى اسرائيل.

وتكفَّل آية الله الخميني في إيران وصدام حسين في العراق بتشديد الضغط على من بقوا من المسيحيين الناطقين بالآرامية واضطهادهم. وأصبح الشتات حقيقة في حياة السريان الذين انتشروا في انحاء العالم، من بلدان متاخمة للمنطقة الناطقة بالآرامية سابقًا مثل تركيا والأردن وروسيا إلى تجمعات أحدث عهدًا في أماكن مثل ميشيغان وكاليفورنيا وضواحي شيكاغو في الولايات المتحدة.

وانحسرت إلى حد كبير المندائية الجديدة المشتقة من الآرامية الجديدة في العراق وايران، ولا يتكلمها اليوم إلا بضع مئات. في هذه الأثناء تقلّصت دائرتها الغربية الجديدة إلى بلدة واحدة هي معلولة، اضافة الى قريتين مجاورتين لها شمال شرقي دمشق. وبحسب تقديرات صادرة عام 1996 كان يعيش في هذه المناطق نحو 15 الف ناطق بالآرامية بينهم العديد من الأطفال. وفي عام 2006 فتحت جامعة دمشق أكاديمية للغة الآرامية.

سوريا
ثم اندلعت الحرب الأهلية السورية، وفي ايلول (سبتمبر) 2013 سقطت معلولة بيد قوات من المعارضة، تردد أنها خليط من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والجيش السوري الحر. وهرب المتبقون من الناطقين بالآرامية إلى دمشق أو إلى قرى مسيحية في الجنوب، بحسب العالم الألسني فيرنر ارنولد الذي عمل مع سكان هذه المنطقة عشرات السنين. وقال ارنولد إن قوات النظام السوري استعادت السيطرة على معلولة في نيسان (ابريل) 2014 ولكن “غالبية البيوت دمرت ولم يكن هناك ماء ولا كهرباء”.

عادت عائلات قليلة إلى معلولة في تموز (يوليو) بحسب ارنولد، ولكن فرص إحياء الأكاديمية تبدو ضئيلة الآن، وتنقل مجلة فورين بولسي عن عماد ريحان أحد مدرسي الآرامية في الأكاديمية انه كانت لديه “احلام كبيرة عن الأكاديمية، ولكن في هذه الحرب في بلدي لا استطيع التفكير في اللغة الآرامية”. واضاف ريحان أن كثيرًا من اللغة الآرامية فُقد، وأن كثيرًا من الأطفال المسيحيين لا يتكلمونها الآن، مشيراً إلى “أن البعض يحاولون انقاذ اللغة حيثما يكونون ولكن ذلك ليس سهلاً”.

لذا كانت أفضل فرصة لبقاء الآرامية حتى أوائل آب (اغسطس) في شمال العراق، بين جماعاته المتنوعة في الشمال الشرقي. ولكن عدد المسيحيين في العراق ينخفض بلا حساب منذ سنوات، من 1.5 مليون في 2003 إلى نحو 350 إلى 450 الفًا اليوم، بحسب مجلة فورين بولسي. ورغم ذلك ظل سهل نينوى بمنأى من اسوأ الأسباب وراء انخفاض عدد المسيحيين. وفي كانون الثاني (يناير) أعلنت بغداد نيتها في تحويل المنطقة إلى محافظة.

داعش
ولكن في حزيران (يونيو) سيطر تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” على الموصل وهربت قوات الجيش العراقي، وفي 6 آب (اغسطس) سيطر داعش على قرقوش، أكبر مدينة مسيحية في العراق يُقدر عدد سكانها بنحو 50 الفًا. وهرب السكان المسيحيون في ليلة مظلمة غالبيتهم باتجاه اربيل.

ورغم الضربات الجوية الاميركية خلال الأيام الماضية، ما زال داعش يسيطر على قلب اللغة الآرامية الذي أُفرغ الآن من سكانه الأصليين. ويقول العالم الألسني جيفري كان لمجلة فورين بولسي “إن الخطر الذي يهدد المسيحيين الناطقين بالآرامية الجديدة في شمال العراق خطر كبير جدًا” مضيفًا “أن في المنطقة عشرات القرى الناطقة بالآرامية، ولكل قرية لهجتها المختلفة قليلًا، وبالتالي إذا اقتُلع سكان القرى وحُشروا في مخيمات لاجئين أو تبعثروا شتاتًا في انحاء العالم، فإن اللهجات ستموت حتما”.

وقال كان إن المأساة المستمرة فصولها “تعيد التذكير بالأحداث الفظيعة خلال الحرب العالمية الأولى، التي أدت إلى موت عشرات اللهجات الآرامية الجديدة في جنوب شرق تركيا”.

وجمع مشروع القاعدة البيانية للآرامية الجديدة في الشمال الشرقي باشراف جيفري كان، في جامعة كامبردج أكثر من 130 لهجة كانت مستخدمة في عموم المنطقة نصفها من العراق. وانقرضت غالبية اللهجات الأخرى أو لا يتكلمها إلا أفراد مبعثرون يعيشون في الشتات.

بعد قرن من عمليات التهجير والاضطهاد، هل يمكن للآرامية المحكية أن تبقى من دون موطنها في سهل نينوى؟ ما بين الصهر والتهجير فإن التحديات التي تواجه الحفاظ على اللغة في الشتات تحديات هائلة حتى إذا بقي الناطقون بها في اربيل.
وما لم يتحرك العالم، فإن وجود داعش في سهل نينوى قد يكون الفصل الأخير في تاريخ اللغة الآرامية. فعالمياً، تختفي لغات وثقافات بمعدلات غير مسبوقة. ولكن ما يحدث للغة الآرامية يختلف كثيرًا ومخيف. إذ يجري الغاء لغة وثقافة عن عمد ومع سبق الاصرار أمام انظارنا وفي الزمن الحقيقي.

جنود سوريون يحتفلون باستعادة المليحة
أ. ف. ب.
تعتبر بوابة للدخول إلى عمق الغوطة الشرقية فجوبر
بالآلات الموسيقية والأغاني يحتفل جنود سوريون باستعادة المليحة الواقعة في جنوب شرق دمشق معتبرين إياها بداية لتحرير مناطق أخرى في العاصمة وضواحيها، إذ بات بإمكانهم فصل الغوطة الشرقية عن الغوطة الغربية، والتقدم نحو معاقل المقاتلين شرق العاصمة بطريقة التفافية، وصولًا إلى حي جوبر.
داخل منزل مدمّر الواجهة في المليحة في جنوب شرق دمشق، يعزف جندي سوري على قيثارة، وبجانبه آخر يعزف “الأكورديون”، وتحلق حولهما ستة آخرون يغنون فرحين غداة استعادة الجيش السوري السيطرة على البلدة التي بدت أشبه بمدينة أشباح.

وجلس هؤلاء الجنود حول طاولة صغيرة يرتشفون شراب “المتة”، ويغنون بفرح “يا بلادي إنتي ما أحلاكِ”، في حين ردد آخرون أمام الكاميرات عبارة “بالروح بالدم نفديك يا سوريا”، غداة السيطرة على البلدة الاستراتيجية (10 كلم جنوب شرق دمشق) بعد أشهر من المعارك. وتعد المليحة مدخل الغوطة الشرقية لدمشق، أحد أبرز معاقل المقاتلين في محيط العاصمة، والمحاصرة منذ أكثر من عام، وتشكل قاعدة خلفية للمقاتلين المعارضين لإطلاق قذائف هاون على دمشق.

وتبدو شوارع البلدة، التي كان يقطنها نحو 25 ألف نسمة قبل اندلاع النزاع السوري قبل أكثر من ثلاثة أعوام، تبدو مهجورة ومقفرة، ولا مكان فيها سوى للركام والدمار. وشاهد إعلاميون، بينهم مصورون في وكالة فرانس برس، رافقوا القوات النظامية في جولة داخل المليحة، بلدة شبه مدمّرة بدت فيها أسلاك كهربائية متدلية من الأبنية السكنية ذات الواجهات المثقوبة ومحال تجارية خلعت أبوابها الحديد ومنازل مدمرة.

عقبة الأنفاق
ومنذ أكثر من عام، حاصرت قوات النظام هذه البلدة القريبة من طريق مطار دمشق الدولي، قبل أن تشن مدعومة بحزب الله، هجومًا لاستعادتها في نيسان/إبريل. وبحسب مصدر عسكري سوري، فإن المعارك في البلدة كانت عنيفة وطويلة، نظرًا إلى أن المقاتلين بنوا فيها شبكة كبيرة من الأنفاق، واستفادوا من الغطاء الذي توفره البساتين الكثيفة المتواجدة في محيطها.

في أحياء المليحة، تقوم خمس جرافات بأعمال إزالة الركام والدمار من الشوارع، على مقربة من لوحة كتب فيها “الساحة الرئيسة للمليحة”. وعلى بعد نحو 300 متر، شوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد، تعود إلى قيام الجيش بتفجير عبوات زرعها مقاتلو المعارضة، بحسب جنود.

وتمركزت في البلدة ثلاث دبابات، في حين قام عناصر من القوات النظامية بتمشيط الأحياء على متن شاحنات “بيك آب” مزودة برشاشات ثقيلة. وقال جهاد ضفدع، وهو أحد عناصر قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام، إنه “سعيد جدًا” بالسيطرة على المليحة، مشيرًا إلى أنه كان يقطن في مدينة كفربطنا في الغوطة الشرقية “على بعد عشر دقائق سيرًا من هنا”.

أضاف “أرغب في أن نحرر بلادنا من المسلحين، وآمل في أن أعود” إلى كفربطنا، مشيرًا إلى أنه حمل السلاح للقتال إلى جانب النظام السوري بعد مقتل شقيقه إثر دخول مقاتلي المعارضة إلى كفربطنا. تابع “تطوعت (في قوات الدفاع الوطني) للأخذ بالثأر” لشقيقيه.

نقطة بداية
وأوضح ملازم أول في الجيش، اسمه أحمد، لفرانس برس، أن بلدة المليحة “استراتيجية بالنسبة إلى دمشق، لكونها قريبة من الضواحي وطريق المطار”. ويشار إلى أن استعادة المليحة تعني “إبعاد أي خطر لاقتراب المجموعات الإرهابية من دمشق”، مضيفًا إن “المليحة تعتبر بوابة للدخول إلى عمق الغوطة الشرقية، وتشكل خزانًا بشريًا ولوجستيًا للمجموعات الإرهابية المسلحة، حيث اتخذتها قاعدة للاعتداء على المواطنين في دمشق”.

وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قال لفرانس برس أول أمس إن “استعادة المليحة تسمح للنظام بحماية بعض مناطق دمشق من القذائف التي تستهدفها، ومصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة”. ويتكرر إطلاق هذه القذائف بشكل دوري على أطراف دمشق وأحياء في وسطها، ما يؤدي غالبًا إلى سقوط قتلى وجرحى. ويقول أحد سكان ضاحية جرمانا (جنوب شرق) المجاورة للمليحة، والتي تعرّضت مرارًا لسقوط قذائف هاون من معاقل المقاتلين، إنه بات في إمكان سكانها حاليًا “تنفس الصعداء”.

يضيف رافضًا كشف هويته، “رغم ذلك، سقطت قذيفتان ليل أول أمس على مقربة من منزلي، يرجّح أنهما أطلقتا من عين ترما” في الغوطة الشرقية. ويوضح الضابط السوري أحمد أنه “تم الدخول إلى المليحة من محاور عدة، وبالتالي تم قتل أعداد كبيرة من المسلحين ومصادرة أسلحتهم، ومن استطاع منهم الفرار، انسحب إلى عمق الغوطة الشرقية”.

وبعد سيطرة النظام على المليحة، بات في إمكان قواته فصل الغوطة الشرقية عن الغوطة الغربية لدمشق وجنوب العاصمة، والتقدم نحو معاقل المقاتلين شرق العاصمة بطريقة التفافية، وصولًا إلى حي جوبر في شرق دمشق، والذي يسيطر مقاتلو المعارضة على الغالبية العظمى منه.

«مجزرة» جديدة يرتكبها «داعش» بحق الإيزيديين بالعراق
مسؤول: أعدموا نحو 80 شخصا واقتادوا النساء لسجونهم
لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»
ارتكب متشدّدون يسيطرون على مناطق واسعة شمال العراق، «مجزرة» جديدة في قرية كوجو ذات الغالبية الإيزيدية، وأعدموا العشرات من سكانها، حسبما أفاد مسؤولون وشهود اليوم (السبت).
وأجبر تنظيم داعش عشرات آلاف من الأقليات في محافظة نينوى على الفرار، بعد استهدافهم ومطالبتهم باعتناق الإسلام بالقوة.
وصرّح هوشيار زيباري وزير الخارجية السابق، لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن «موكبا من سيارات تابعة لتنظيم داعش دخل مساء الجمعة إلى القرية». وأضاف: «قاموا بالانتقام من سكانها وهم من الغالبية الإيزيدية الذين لم يفروا من منازلهم».
وتابع: «ارتكبوا مجزرة ضد الناس». وأكمل، نقلا عن معلومات استخباراتية من المنطقة فإن «نحو ثمانين منهم قتلوا».
من جهته ذكر هاريم كمال آغا، مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الديمقراطي في محافظة دهوك، أن «عدد الضحايا بلغ 81 قتيلا»، مؤكدا أن «المسلحين اقتادوا النساء إلى سجون تخضع لسيطرتهم».
من جانبه، قال محسن تاوال، مقاتل إيزيدي، للصحافة الفرنسية عبر الهاتف، إنه رأى «عددا كبيرا من الجثث في القرية». وأضاف: «تمكنا من الوصول إلى جزء من قرية كوجو، حيث كانت الأسر محاصرة. لكن ذلك بعد فوات الأوان».
وتابع: «الجثث كانت في كل مكان، تمكنا من إخراج شخصين على قيد الحياة فقط فيما قتل الجميع».
وكان الجهاديون شنوا هجوما واسعا على محافظة نينوى في العاشر من يونيو (حزيران)، وتمكنوا من السيطرة على المدينة بصورة كاملة بعد انسحاب قطاعات الجيش والشرطة العراقية.
وفي واحد من أكثر الفصول مأساوية في الصراع، اقتحم مسلحون منطقة سنجار بشمال غربي العراق في وقت سابق هذا الشهر، مما دفع عشرات الآلاف، معظمهم من الإيزيديين، إلى اللجوء إلى الجبال.
وتمكن المقاتلون الأكراد على الأرض والضربات الجوية الأميركية، في نهاية المطاف، من فك الحصار عن معظم المحاصرين والسماح لهم بالفرار، بعد عشرة أيام من حصارهم، ولكن لا يزال بعضهم باقين في الجبال.

مجلس الأمن يقرر قطع التمويل عن داعش والنصرة
بيروت – تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع، خلال اجتماع عقده اليوم الجمعة في نيويورك، قراراً تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يستهدف الإسلاميين المتطرفين في سوريا والعراق ويرمي الى قطع مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد مقاتلين أجانب.
وينص القرار على نزع سلاح وحلّ تنظيم “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة” بالإضافة الى مجموعات أخرى على صلة بتنظيم “القاعدة”. ويُعتبر القرار، الذي تقدمت به بريطانيا، أشدّ إجراء للأمم المتحدة ضد الإسلاميين المتطرفين في العراق وسوريا. وكونه يقع ضمن الفصل السابع، يسمح باللجوء الى العقوبات وحتى القوة من أجل تطبيقه.
وأعرب مجلس الأمن في قراره عن قلقه من تدفق مقاتلين إرهابيين أجانب يلتحقون بصفوف تنظيمي “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة”، وكذلك من مدى انتشار هذه الظاهرة. كما أبدى قلقه إزاء “التهديد المستمر الذي يشكله (هذان التنظيمان) على السلام والأمن الدوليين”، مؤكداً مجدداً “عزمه على مواجهة هذا التهديد بكل أشكاله”.
ودان المجلس “أعمال الإرهاب المرتكبة من جانب تنظيم الدولة الإسلامية وأيديولوجيته المتطرفة العنيفة”، مذكراً بأن “الهجمات المعممة أو الممنهجة التي تستهدف سكاناً مدنيين بسبب أصلهم الإتني أو إنتمائهم السياسي أو ديانتهم أو معتقدهم يمكن أن تشكل جريمة ضد الإنسانية”.
وطالب تنظيمي “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” بأن “يضعا حداً لكل أعمال العنف والإرهاب، وأن يلقيا سلاحهما ويحلا نفسيهما فورا”.
وطلب من الدول الأعضاء كافة “إتخاذ إجراءات على الصعيد الوطني لتقييد تدفق مقاتلين إرهابيين أجانب يلتحقون بصفوف “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة”. ودان أي تعامل تجاري مباشر أو غير مباشر مع هذين التنظيمين والجماعات المرتبطة بهما، مؤكداً أن هذا النوع من التعاملات يمكن اعتباره دعماً مالياً للإرهاب ويخضع بالتالي لعقوبات دولية.
وكلّف الهيئة المشرفة على آلية العقوبات بتقديم في غضون 90 يوماً تقريراً عن التهديد الذي يشكله على المنطقة تنظيما “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة”، وعن مصادر أسلحتهما وتمويلهما وتجنيد مقاتليهما وإعداد عناصرهما، وبأن “تعد توصيات عن الإجراءات الإضافية الواجب اتخاذها للقضاء على هذا التهديد”.
كما أضاف مجلس الأمن أسماء ستة متطرفين على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بـ”القاعدة”، بينهم قياديون في “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة” من السعودية والكويت.
ويأتي قرار مجلس الأمن بعيد قرار صدر عن الاتحاد الأوروبي وقضى بتعزيز الدعم العسكري للقوات الكردية في شمال العراق في معاركها ضد مقاتلي “الدولة الاسلامية”.

المعارضة السورية تطلب تدخلا دوليا للقضاء على تنظيم الدولة
علمت الجزيرة من مصادر في المعارضة السورية أن الإدارة الأميركية طلبت من المعارضة توجيه نداء للمجتمع الدولي للإسهام في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وضرب مواقعه في سوريا.

وقالت المصادر للجزيرة إن النداء سيوجهه الائتلاف السوري المعارض وقيادات الجيش الحر اليوم السبت من مدينة إسطنبول التركية.

ويأتي ذلك في وقت صوّت فيه مجلس الأمن بالإجماع على قرار قطع التمويل عن تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.

وقد أُقرت هذه العقوبات على التنظيمين والجماعات المرتبطة بهما تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ويدين القرار ممارسات التنظيمين ويهدف إلى منع وصول إمدادات السلاح إليهما.

كما يستهدف القرار أي تجارة مباشرة أو غير مباشرة مع التنظيمين اللذين صنفتهما الأمم المتحدة في وقت سابق ضمن “التنظيمات الإرهابية”، ويحذر من أن كل من يخالف ذلك يعرض نفسه لعقوبات.

وفرض القرار عقوبات تشمل حظرا على السفر والسلاح، وتجميد أموال على ستة أشخاص بينهم الناطق باسم تنظيم الدولة الإسلامية أبو محمد العدناني، وهو عراقي يوصف بأنه من المقربين لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

ويأتي قرار مجلس الأمن في وقت تحاول فيه القوى الغربية -وعلى رأسها الولايات المتحدة- منع تنظيم الدولة الإسلامية من اكتساح مزيد من الأراضي، خاصة في شمال العراق.

ويعني وضع القرار تحت الفصل السابع أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ملزمة قانونا بالامتثال له، كما أنه يسمح لمجلس الأمن باللجوء إلى عقوبات أقسى مع إمكانية اللجوء إلى القوة العسكرية.

مقاتلو المعارضة يقتربون من حماة وحلب تطالبهم بالوحدة
اقترب مسلحو المعارضة السورية من مركز مدينة حماة بعد معارك مع قوات النظام، بينما خرجت مظاهرات في أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة الجمعة طالب فيها الأهالي قوات المعارضة المسلحة بالوحدة لصد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية.

ففي حماة، اقترب مسلحو المعارضة من مركز المدينة بعد معارك مع قوات النظام. وقال مراسل الجزيرة إن مقاتلي المعارضة سيطروا على القريتين الواقعتين عند مدخل حماة الغربي، وتقطنهما أغلبية موالية للنظام.

وأفاد ناشطون بأن عشرات القتلى والجرحى من قوات النظام سقطوا، وأُسر آخرون خلال المعارك.

وأكد مركز حماة الإعلامي أن قوات النظام نفذت غارات جوية على منطقة الزوار ورحبة خطاب في ريف حماة الشمالي، كما سقط قتيل وخمسة جرحى جراء غارة جوية على قرية طهماز في ريف حماة الشرقي.

وأفاد ناشطون أيضا بوقوع اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة على أطراف مدينة مورك، واستهدف المقاتلون حاجزي العبود والمداجن بريف حماة الشمالي، كما استهدفوا أيضا مبنى القيادة العسكرية في مطار حماة العسكري بصواريخ غراد.

وفي الجزء الخاضع لسيطرة المعراضة بمدينة حلب، خرجت مظاهرات طالب فيها الأهالي قوات المعارضة المسلحة بالوحدة لصد هجوم تنظيم الدولة.

وخرجت مظاهرات مماثلة بمدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، وتأتي المظاهرات بعد أن أصبح تنظيم الدولة على مشارف بلدة مارع التي تعد من أكبر معاقل المعارضة المسلحة في ريف حلب.

وأعلن مقاتلو تنظيم الدولة سيطرتهم على بلدات وقرى أختيرين وصوران وحتيتة تركمان وأرشاف والعزيزية ودابق واحتيملات والمسعودية والغوز، بعد معارك مع المعارضة المسلحة، لكن الجيش الحر أعلن استعادته السيطرة على ثلاث قرى كان قد خسرها في قتال مع التنظيم في وقت سابق.

قتلى درعا
في غضون ذلك، ارتفع عدد قتلى تفجير سيارة قرب مسجد بريف درعا إلى 23 قتيلا.

وقال مراسل الجزيرة إن 23 قتلوا وجُرح آخرون جراء تفجير سيارة ملغومة قرب مسجد في بلدة نمر بريف درعا.

وكان ناشطون قد تحدثوا أمس الجمعة عن مقتل 14 شخصا على الأقل وسقوط عشرات الجرحى جراء تفجير سيارة مفخخة في بلدة نمر بريف درعا، بالتزامن مع خروج المصلين بالقرب من مسجد التقوى.

كما قصف طيران النظام بـالبراميل المتفجرة مدينة إنخل وبلدتي الحراك وداعل بريف درعا، وفق ناشطين.

مبايعة البغدادي
على صعيد آخر، قدّم وجهاء عشيرة أبو حمام والكشكية في دير الزور البيعة لزعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي بهدف “حقن دماء العشيرة”.

وطالب الوجهاء -في رسالة للبغدادي- بالعفو عمن سموهم بالأبرياء الذين لم يشاركوا في قتال التنظيم. كما تبرؤوا في رسالتهم ممن وصفوهم بالزمرة الفاسدة التي حاربت تنظيم الدولة وغدرت بها على حد وصفهم.

الحر يخوض معارك مع داعش على أكثر من جبهة
دبي – قناة العربية
قتل النظام السوري أمس نحو ثمانين شخصاً في مختلف أنحاء سوريا، فيما يخوض الجيش الحر قتالاً عنيفاً مع تنظيم داعش، الذي واصل تقدمه، لاسيما على جبتهي حلب ودير الزور.

مع التقدم الذي يحرزه داعش في ريف حلب وبعد تمكنه من السيطرة على ست قرى استراتيجية شمال حلب، قامت كتائب الثوار بحشد المزيد من التعزيزات لصد الهجوم على المدينة وريفها .

وتمكنت كتائب الثوار من صد محاولة للتنظيم للسيطرة على قرية صوران، فيما لا تزال المعركة حول مارع مستمرة .

وحذر الائتلاف الوطني من التقدم الذي يحرزه داعش في ريف حلب دعياً المجتمع الدولي لتقديم المزيد من الدعم للثوار من أجل صد هجوم داعش. حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، بعدما حاولت عناصر من مقاتلي البغدادي التسلل إلى بلدة صوران، تمكن فيها الجيش الحر من صدها، موقعاً عدداً كبيراً من القتلى في صفوف التنظيم، في حين لم يتمكن التنظيم من سحب قتلاه من ساحة المعركة لضراوة الاشتباكات.

إلى ذلك، أفاد شهود عيان بوصول تعزيزات عسكرية إلى مدينة مارع من قبل عدة فصائل منها فيلق الشام وجبهة الأكراد، في الوقت الذي شهدت فيه المدينة حركة نزوح كبيرة من قبل الأهالي، حتى أصبحت شبه خالية من المدنيين.

وفي سياق آخر تجددت الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في جمعية الزهراء وفي محيط كلية المدفعية بعد قيام الأخيرة بإطلاق عدة قذائف على قرية حيان في الريف الشمالي.

أما في ريف حماة حيث أفادت الهيئة العامة للثورة السورية، عن تمكن الثوار من استعادة السيطرة على تل الشيحة بالإضافة إلى تحرير مداجن ومناشر الشيحة، وتدمير دبابة وقتل ما يزيد عن عشرين من عناصر وقوات النظام.

وقالت المعارضة إن التحركات الجديدة في ريف حماة تمهد لمعركة المطار العسكري في المنطقة والذي يشكل القاعدة الأكبر لتمركز قوات النظام.

وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون بقيام قوات النظام باستهداف الثوار في منطقة جرود القلمون بغازات سامة.

وكان قد تمكن الثوار، من قتل ما لا يقل عن خمسة من عناصر حزب الله اللبناني، إثر تصديهم لمحاولة تسلل نفذها الحزب في جرود القلمون.

المعارضة تستهدف مطار حماة العسكري
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شنت المعارضة السورية المسلحة قصفا بالصواريخ على مطار حماة العسكري، السبت، بعد يوم من السيطرة على مجموعة من القرى والحواجز العسكرية المحيطة به حسب مصادر المعارضة.

وفي اتصال مع “سكاي نيوز عربية” قال مدير تحرير مركز حماة الإخباري، وسيم الحموي إن كتائب المعارضة المسلحة قصفت المطار العسكري بصواريخ غراد وقذائف الهاون.

وأضاف أن هذا القصف حقق إصابات مباشرة وأدى إلى تدمير طائرة حربية وإعطاب أخرى، وتزامن ذلك مع تقدم مقاتلي المعارضة إلى مناطق تلة الشيحة والمداجن وحاجز المناشر التي تبعد 4 كيلومترات فقط عن مطار حماة العسكري الذي يشكل أكبر قاعدة عسكرية للقوات الحكومية في حماة.

في المقابل، قتل شخصان وأصيب آخروخ بعدما شن الطيران الحربي غارات جوية على بلدات اللطامنة وكفرزينا وطهماز في ريف حماة.

وبموازاة ذلك جرت اشتباكات متقطعة بين المسلحين المعارضين والقوات الحكومية على كل من جبهة مورك الجنوبية والشرقية.

من جهة أخرى، اشتبك الجيش الحر مع القوات الحكومية السورية على أطراف حي جوبر في دمشق وسط غارات جوية نفذها الطيران على الحي.

وقصفت مدفعية الجيش الحكومي حي العسالي جنوب دمشق مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وتزامن القصف مع اشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي في محيط حاجز عارفة.

فجر معارضون سوريون مسلحون أحد المقرات الحكومية شمالي مدينة داريا في الغوطة الغربية لريف العاصمة.

ودارت اشتباكات بين كتائب المسلحين والجيش الحكومي شمال بلدة المليحة في ريف دمشق.

وتعرضت بلدة دير مقرن بوادي بردى في ريف دمشق لقصف بالمدفعية الثقيلة، وفي غضون ذلك، قصفت القوات الحكومية مدينة دوما بقذائف الهاون موقعة عددا من الجرحى.

نصرالله: “داعش” خطر على الجميع في مقدمتهم أهل السنة والجماعة وأمريكا سهلت حركته
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — اتهم الامين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الولايات المتحدة الأمريكية برعاية وتسهيل حركة تنظيم “الدولة الإسلامية”، محذرا من أن خطر التنظيم المتشدد يشمل الجميع.

وأشار نصر الله، في كلمة متلفزة القاها بمناسبة ذكرى حرب تموز، ونقلها الموقع الإلكتروني لقناة “المنار” التابعة للحزب، إلى ان التنظيم الذي عرف سابقا بـ”داعش” خطر على الجميع في مقدمتهم أهل السنة والجماعة، مؤكدا أنها “ليست حربا سنية شيعية.. هذه حرب داعش ضد كل من عاداه.”

وتقاتل مليشيات “داعش” في سوريا والعراق، حيث سيطرت مؤخرا على مدن وبلدات شمال العراق، ما دفع بواشنطن للقيام بعمليات جوية محدودة لحماية مواطنيها والاقليات هناك، ووقف زحف التنظيم.

وأضاف نصر الله أن: “لهذا التنظيم ارضية في العديد من الدول العربية التي ينتمي الى نفس الفكر التكفيري”، لافتا إل أنه: “يريد فرض نمط حياة بقوة السلاح على المسلمين والمسيحيين.””.

واكد أن: “دولا اقليمية ترعى داعش والاميركيون سهلوا حركة التنظيم للاستفادة منه”، متسائلا “كيف يبيع تنظيم داعش النفط ويحصل على تمويل امام نظر المجتمع الدولي؟.”

وحول التدخل الأمريكي فيما يجري بالعراق، صرح الأمين العام لحزب الله اللبناني: ” الغرب يتدخل لحماية مصالحه والدليل لان كردستان تعني ما تعني سياسيا واقتصاديا للادارة الاميركية وللغرب”، طبقا للمصدر.

الاقتصاد الإسلامي: هل سبق المقريزي وابن تيمية “قانون غريشام” للنقود الرديئة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — طرح المحللون الاقتصاديون المعاصرون عبر السنوات نظريات عديدة لشرح الظواهر الاقتصادية المتعلقة بالنقود والسلع وأسس التبادل، وقد كان للحضارة العربية والإسلامية إسهامات كثيرة في إطار النظرية الاقتصادية القائمة على أسس الشريعة اتضح لاحقا أنها كانت فيها سابقة للنظريات المعاصرة، وبينها ما يعرف بـ”قانون غريشام.”

وملخص النظرية أنه عند تعدد أنواع النقود أو العملات في المجتمع فإن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من التداول، لأن الناس يفضلون بذل الرديئة ثمنا لما يشترون، ويحفظون الجيدة لأنفسهم، فتختفي من السوق.

وينسب الاقتصاد المعاصر الفضل في وضع أسس هذه النظرية إلى الاقتصادي الإنجليزي، طوماس غريشام، الذي عاش بين عامي 1519 و1579، وتقوم نظريته على أنه بحال وجود نوعين من النقود بالسوق، نوع جيد تعرض لتخفيض قيمته وآخر رديء رفع المشرع من قيمته بشكل يفوق الواقع فإن النقد الرديء يطرد الجيد من السوق.

ومن بين الأمثلة المعاصرة لهذه الظاهرة قيام كندا وأمريكا بين عامي 1964 و1968 بطرح نقود معدنية من فئة ربع ونصف دولار بديلة للنقود التي كانت قبل ذلك مصنوعة من الفضة، ولكن المفاجأة كانت اختفاء النقود الفضية التي اكتنزها الناس للاستفادة من طبيعة معدنها النفيس الذي صار أعلى من قيمتها كعملة، وتكررت الظاهرة أيضا بدول أخرى حول العالم.

وكون النقود باتت سلعة في الاقتصاد الرأسمالي، فإن نظرية “قانون غريشام” تنطبق على جميع السلع التي تشهد ظروفا مماثلة توجد فيها سلع تفوق قيمتها الحقيقية القيمة التي يُطلب فيها من الناس دفعها بموجب القانون، ففي سوق السيارات تقوم السيارات المستعملة بشكل محدود أو المعاد تجديدها بالسيطرة على السوق وطرد السيارات الجديدة التي يتراجع الإقبال عليها وذلك لأن التجار سيؤكدون بأن سياراتهم المستعملة بشكل محدود أو المعاد تجديدها مساوية من حيث الجودة لتلك الجديدة ما سيدفع الزبائن إلى الإقبال عليها لتوفير المال نظرا لعدم وجود ما يميزها عن الجديدة.

ويتجاوز تأثير هذه النظرية المجال المالي، بل إن سبيرو أغنيو، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، استخدم ذلك القانون للإشارة إلى طبيعة السوق الإعلامية الأمريكية، قائلا إن الأخبار السيئة فيها تطرد الأخبار الجيدة، كما أن عالم الاجتماع البريطاني، غريغوري باتيسون، اعتبر أن للقانون تطبيقات اجتماعية، إذ دائما ما تنتشر الأفكار المبسطة والسطحية بين الناس على حساب النظريات المعقدة.

أسس النظرية لدى المقريزي وابن تيمية

يشير العديد من الخبراء إلى أن الواضع الحقيقي لأسس النظرية التي باتت تعرف بـ”قانون غريشام” هو العلامة المؤرخ أحمد بن علي المقريزي من مواليد عام 1364 ميلادية، وتوفي عام 1441، وقد ولد في مدينة بعلبك التي تقع اليوم في لبنان وعاش حياته في القاهرة بمصر، مؤلفا العديد من الكتب المعروفة في مختلف المواضيع، لعل من أبرزها كتاب “شذور العقود في ذكر النقود” الضي خصصه لبحث المشاكل الاقتصادية بذلك الوقت.

ومن بين الملاحظات التي لفت إليها المقريزي دراسته للعلاقة بين الأسعار ومستويات السيولة في السوق، كما توصل إلى وضع أسس لقانون اقتصادي يشير إلى أن “النقود الرديئة” أي المصنوعة من المعادن الزهيدة التكلفة، مثل النحاس والحديد، تطرد النقود المسكوكة من المعادن النفيسة، مثل الذهب والفضة.

ويعيد المقريزي السبب إلى أن طرح النقود المعدنية يرفع من الأسعار الفعلية للذهب والفضة بما يفوق أسعار الصرف المحددة، ما يدفع الناس إلى تخزينهما والاكتفاء بالتبادل التجاري بالمعادن الرخيصة

وفي الإطار عينه، يمكن لنا أن نجد تعليقات تصب في نفس السياق من تقي الدين ابن تيمية، الذي توفي قبل نصف قرن من مولد المقريزي إذ يقول في فتاويه معلقا حول دور السلطان في صيانة النقود، إن على السلطان الحفاظ على قيمة النقود وإلا غلت الأسعار وانتشر الفقر.

وينقل الإمام البهوتي عن ابن تيمية قوله “ينبغي أن يضرب الإمام للرعايا فلوسا تكون بقدر العدل في معاملاتهم، من غير ظلم لهم ، ولا يتجر ذو السلطان في الفلوس، بأن يشتري نحاسا فيضربه فيتجر فيه، ولا بأن يحرم عليهم الفلوس التي بأيديهم ويضرب لهم غيرها، بل يضرب النحاس بقيمته من غير ربح فيه، للمصلحة العامة، ويعطي أجرة الصناع من بيت المال، فإن التجارة فيها ظلم عظيم، وأكل لأموال الناس بالباطل.”

ويحذر ابن تيمية من أن السلطان إذا قام بسك “فلوس” وهو تعبير يعني بالضرورة عملات غير ذهبية ولا فضية: “أفسد ما كان عندهم من الأموال بنقص أسعارها” مضيفا أن النبي “نهى عن كسر سكة (عملة) المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأ

ينوه ابن تيمية أيضا في فتاويه إلى خروج الأموال من السوق بظل وجود نقود جيدة ورديئة إذ يقول: “فإذا اختلفت مقادير الفلوس صارت ذريعة إلى أن الظلمة يأخذون صغارا فيصرفونها وينقلونها إلى بلد آخر ويخرجون صغارها فتفسد أموال الناس.”

حزب الله يقول إن الدولة الإسلامية خطر على الخليج والاردن
من توم بيري
بيروت (رويترز) – وصف الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد الذي سيطر على أراض في العراق وسوريا بأنه “وحش ينمو” قد يهدد الأردن والسعودية والكويت وغيرها من دول الخليج.

وفي كلمة منفصلة قال نصر الله ان الدولة الاسلامية تمثل خطرا وجوديا على لبنان الذي تعرض مؤخرا لهجوم من جانب مسلحين من هذا التنظيم قدموا من سوريا. وقال ان حزب الله مستعد للقتال في مواجة هذا الخطر في لبنان اذا اقتضت الضرورة.

وقال نصر الله الذي تساعد جماعته الرئيس السوري بشار الاسد في حربه ضد مقاتلي المعارضة وغالبيتهم من السنة إن الدولة الإسلامية تستطيع بسهولة تجنيد مقاتلين في المناطق التي ينتشر بها الفكر المتشدد.

وأضاف “انا احب ان اكون واضحا اذا تخلى ممن تخلى عن المسؤولية نحن لن نتخلى عن المسؤولية. لن نهاجر الى اي مكان في العالم. لن نحمل اي جنسية في العالم. لن نغادر هذه الارض على الاطلاق. نحن هنا سنبقى وسنبقى واقفين مرفوعي الرؤوس. هنا نحيا واذا فرض علينا القتال هنا نقاتل وهنا نستشهد وهنا ندفن. هذا خيارنا.”

وقال في مقابلة مع صحيفة الأخبار اللبنانية نشرت يوم الجمعة ” حيث يوجد أتباع للفكر التكفيري توجد ارضية لداعش وهذا موجود في الاردن والسعودية والكويت ودول الخليج.”

وذكر نصر الله الذي تتمتع جماعته بدعم إيران الشيعية إن الدولة الإسلامية تلقى مقاومة في بعض المناطق بالعراق وسوريا لكنه أضاف “يبدو أن الإمكانات والأعداد والمقدرات المتحدة لداعش ضخمة وكبيرة وهذا ما يثير قلق الجميع وعلى الجميع أن يقلق.”

والسعودية في حالة حرب باردة مع إيران وحلفائها لكنها أبدت قلقا متزايدا بشأن انتشار الدولة الإسلامية. وخلال الشهر الماضي نشرت السعودية 30 ألف جندي على حدودها مع العراق.

لكن السعودية هي أيضا أحد الداعمين الرئيسيين للمقاتلين المعارضين للأسد.

وساعد دور حزب الله في سوريا الأسد على التصدي لمقاتلي المعارضة ضد حكمه في مناطق حيوية من البلاد بينها دمشق ومنطقة تمتد شمالا من العاصمة. لكن مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا سقطت في أيدي الدولة الإسلامية.

وقال نصر الله “هذا الخطر لا يعرف شيعيا أو سنيا ولا مسلما أو مسيحيا أو درزيا أو ايزيديا أو عربيا أو كرديا. هذا الوحش ينمو”.

وجدد نصر الله دفاعه عن دور حزب الله في الصراع السوري وهو محور انتقادات المعارضين اللبنانيين الذين يقولون إن الجماعة استفزت المقاتلين السنة ودفعتهم لشن هجمات في لبنان.

وفي الآونة الأخيرة سيطر متشددون مسلحون بينهم أعضاء من تنظيم الدولة الإسلامية على بلدة عرسال اللبنانية على الحدود السورية وخاضوا معارك ضد الجيش اللبناني لخمسة أيام قبل ان ينسحبوا برفقة 19 جنديا و17 شرطيا أسرى.

وقال نصر الله إن المسلحين كانوا سيتوغلون حتى الساحل اللبناني لو لم يكن حزب الله يقاتلهم في مناطق بسوريا شرقي الحدود اللبنانية.

وقال “الذهاب للقتال في سوريا هو في الدرجة الأولى للدفاع عن لبنان وعن المقاومة في لبنان وعن كل اللبنانيين من دون استثناء.”

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى